على مدى السنوات القليلة الماضية ، اعتدنا جميعاً على استخدام محددات طريق GPS مثل خرائط Google و TomTom و Waze.
حيث تتيح لنا هذه التطبيقات الفائدة الكبيرة للمشي وركوب الدراجة و قيادة السيارة إلى الوجهات المختارة باتباع أقصر الطرق أو أسرعها أو حتى أكثرها جمالاً.
و لكن فكر للحظة في مدى عدم جدوى هذه التطبيقات إذا لم تختر وجهة.
فجأة ، ستتوقف التكنولوجيا الرائعة.
مع عدم وجود وجهة ، لن تتمكن التطبيقات من إنشاء مسار و لن تتمكن من تقديم أي مساعدة لك.
ماذا يخبرك هذا؟
إن وجود وجهة محددة هو أمر بالغ الأهمية.
و هو نفسه في جميع مجالات الحياة. و إذا كنت لا تعرف إلى أين أنت ذاهب ، فمن المحتمل أنك لن تذهب إلى أي مكان!
و بالتأكيد هذا هو السبب في أنه يجب أن يكون لديك أهداف في الحياة ، و أهداف محددة تماماً تسعى إليها. هذه الأهداف ستحفزك و تدفعك على المضي قدماً.
دعونا نلقي نظرة الآن على ماهية أهداف الحياة بالضبط و كيف يمكنك تحديدها، و وضعها موضع التنفيذ في حياتنا.
ما هي أهداف الحياة؟
أهداف الحياة هي كما يوحي الاسم: أهداف يمكن أن تلعب دوراً رئيسياً في تشكيل حياتك.
تتضمن بعض الأمثلة على أهداف الحياة ما يلي:
- أن تكون بصحة جيدة
- أن تسعى إلى بناء دائرة من الأصدقاء الداعمين
- أن تصبح قائداً للفكر
- أن تتعلم لغة جديدة
- أن تقوم بتأليف كتاب
- أن تصبح بلا ديون
- أن تمارس هواية جديدة ستستمتع بها لبقية حياتك
و بالطبع ، لا توجد حدود لأهداف الحياة التي قد تختارها. إذ أنه لدينا جميعاً خبراتنا ومهاراتنا الفريدة ، لذا فإن ما يناسبك قد لا يعمل مع شخص آخر.
اختيار أهدافك
إن الحيلة في اختيار أهداف الحياة هي قضاء بعض الوقت في النظر إلى جميع مجالات حياتك.
أحد أفضل الطرق للقيام بذلك هو إجراء تقييم مجاني للحياة عبر الإنترنت: هل تعيش حياة كاملة؟
لن يستغرق هذا التقييم أكثر من 10 دقائق لإكماله و سيعطيك تقريراً مفصلاً يوضح لك كيفية عيش حياتك على أكمل وجه.
بالإضافة إلى التقييم ، أوصيك بتحليل مجالات محددة من حياتك لمعرفة نقاط القوة و الضعف لديك.
و بالفعل تعد جوانب الحياة الستة مكاناً جيداً لبدء هذه الرحلة:
1. الصحة البدنية
إذا كانت صحتك دون المستوى ، فسوف تتأثر طاقتك و توجهك أيضاً. فهذا سوف يعيق قدرتك على تحقيق أهدافك. و لكن الخبر السار هو أنه من خلال تغييرات بسيطة ، مثل تحسين نظامك الغذائي و ممارسة المزيد من التمارين ، يمكنك تغيير صحتك.
الأهداف التي يجب مراعاتها في هذا الجانب من الحياة هي:
- خسارة الوزن
- بناء العضلات
- زيادة القدرة على التحمل
- تعلُّم كيفية الاسترخاء
2. دعم الأسرة و العلاقات
يعتمد نجاحنا و رفاهيتنا بشكل كبير على علاقاتنا.
و بالطبع يمكن للأشخاص السلبيين إبعادك عن المسار الصحيح ، بينما يمكن للأشخاص الإيجابيين مساعدتك و دعمك طوال حياتك.
من المهم أيضاً أن يكون لديك شريك أو صديق مقرب يمكنك مشاركة مخاوفك وأحلامك و أهدافك معه.
الأهداف التي يجب مراعاتها في هذا الجانب من الحياة هي:
- قضاء وقت أقل مع الأشخاص السلبيين
- قضاء المزيد من الوقت مع الأشخاص الإيجابيين
- أن تكون ممتناً لعلاقاتك المُحِبة و الداعمة
- توسيع دائرة أصدقائك لزيادة تأثيرك
3. العمل والازدهار الوظيفي
من منا لا يريد وظيفة أو مهنة مجزية؟ و مع ذلك ، كثير من الناس لا يملكون هذه الأشياء. إنهم يشعرون بالتعاسة في العمل كل يوم. بيد أنه، لا يجب أن تكون الحياة على هذا النحو.
و بالتأكيد يمكنك التحرر من هذا الفخ بتحديد أهداف واضحة و واقعية.
الأهداف التي يجب مراعاتها في هذا الجانب من الحياة هي:
- الحصول على ترقية
- تغيير الوظيفة أو المهنة
- إنشاء مشروعك الخاص
4. الرضا عن الثروة و المال
إن عدم وجود ما يكفي من المال للقيام بالأشياء التي تريد القيام بها هو أمر محبط ، و لكن بالنسبة لبعض الأشخاص فإن الأمر أسوأ – فإنه سيكون لديهم ديون تتزايد كل شهر.
من الواضح أن إدارة الأموال هي مهارة حيوية، يجب تعليمها حقاً في مدارسنا.
و لكن لم يفت الأوانأبداً لتنظيم و إدارة أموالك. حيث يجب أن يكون تركيزك على تقديم خدمة للعالم. و إذا كان هذا شيئاً يحتاجه الناس ، فعليك أن تدفع مقابله بشكل عادل و تتمتع بالمكافآت.
الأهداف التي يجب مراعاتها في هذا الجانب من الحياة هي:
- أن تكون على درجة عالية في إدارة الأموال
- أن تقوم بسداد ديونك
- إيجاد طرق لكسب المزيد من المال
- تعلم كيفية استثمار الدخل الفائض
5. الصحة الروحية
يشعر الكثير من الناس بالراحة في الإيمان، بقوة أكبر من أنفسهم. إذ يسمح لهم ذلك بالتواضع و الحفاظ على حياتهم في نصابها الصحيح.
و كما أن هذا الإيمان يمنحهم القوة في الأوقات الصعبة.
و من واقع خبرتي ، ستساعدك الصحة و العافية الروحية -بالتأكيد- في دعم صحتك الجسدية و العاطفية و العقلية.
الأهداف التي يجب مراعاتها في هذا الجانب من الحياة هي:
- تعلم كيفية التأمل
- الانضمام إلى جماعة روحية
- قراءة (و تأمل) الكتب الدينية و الفلسفية الكلاسيكية
6. القوة العقلية
إذا كان عقلك ضعيفاً ، فستكون أيضاً ضعيف الإرادة. و هذا يعني أنك ستجد صعوبة في تحقيق الأشياء التي تريدها. و لكن إذا تمكنت من تطوير قوتك العقلية ، فسيكون لديك التركيز و القيادة و القناعة.
و بالتاي ستنتقل من كونك شخصاً ضعيفاً و غير منجز إلى شخص ينجز الأشياء بمهارة و سرعة و إتقان!
الأهداف التي يجب مراعاتها في هذا الجانب من الحياة هي:
- بناء عادات جديدة
- تطوير مهاراتك و معرفتك
- لعب ألعاب العقل مثل، سودوكو و الشطرنج
- دفع نفسك خارج منطقة راحتك
أرجو منك أن تأخذ الكثير من الوقت للتفكير في جوانب الحياة الستة. و أن ركز على المناطق التي تكون أضعف فيها ، و أن تجعلها نقطة البداية.
على سبيل المثال ، إذا كانت صحتك تعيق تقدمك و تعيقك عن تحديد الأهداف ، فقم بتعيين مهارات الحياة التي ستنشطك.
و التي يمكن أن تشمل أشياءً مثل: الاستيقاظ مبكراً ، و تقليل الكافيين و السكر ، و الذهاب في نزهة يومية ، أو الجري ، أو ركوب الدراجة. (من الناحية المثالية ، يمكنك تحديد هدف للقيام بكل هذه الأشياء).
بالطبع ، لا يكفي اختيار بعض الأهداف التي ترغب في تحقيقها في حياتك - بل إنك تحتاج أيضاً إلى وضع خطة لوضعها موضع التنفيذ و بالتالي تحقيقها!
توصيتي أن تختار فقط هدفين أو ثلاثة أهداف صغيرة لتبدأ بها.
حدد موعداً لإنجازها، ثم اكتب الخطوات الضرورية التي ستحتاج إلى اتخاذها لجعل الأهداف حقيقة.
على سبيل المثال ، إذا فقدت "عادة القراءة" و لكنك ترغب في إعادة إحياءها ، يمكنك أن تضع لنفسك هدفاً لقراءة كتابٍ واحدٍ شهرياً.
و الخطوات التي تلزم لتحقيق ذلك ستكون:
- اختر كتاباً ترغب في قراءته
- قم بشراء أو استعارة الكتاب من المكتبة
- تحقق من عدد صفحات الكتاب
- احسب المدة التي ستستغرقها لقراءة كل صفحة
- احسب المدة التي ستستغرقها في قراءة الكتاب بالكامل
و بمجرد معرفة عدد الساعات التي ستستغرقها لإكمال الكتاب ، سيكون من السهل بعد ذلك التخطيط لعدد المرات التي يجب تخصيصها للقراءة في الأسبوع و المدة التي يجب أن تستغرقها كل جلسة قراءة.
و بالتأكيد إذا مرت فترة طويلة منذ أن قرأت كتاباً ، فقد يكون الشهر الأول صعباً عليك.
و لكن بعد ذلك ، ستبدأ في بناء هذه العادة ، و لن تواجه مشكلة في قراءة كتاب واحد أو أكثر كل شهر.
بالطبع، إذا كنت تفضل العناوين غير الخيالية ، فستتمكن من تعلم قدر هائل على مدار العام.
و إذا كانت عناوين الأدب هي ما تفضله ، فتخيل الرحلات التي ستمضيها!
اعلم أنه، عندما تحقق أهدافك الصغيرة ، ستكون مستعداً لاختيار أهداف أكبر وأكثر جوهرية.
إن السر وراء القدرة على تحقيق الأهداف الكبيرة هو تقسيمها إلى أجزاء صغيرة الحجم. حيث سيؤدي ذلك إلى تسهيل تحقيق الأهداف ، إذ سيكون لديك خطوات واضحة لتوجيهك إلى النهاية.
بالإضافة إلى ذلك ، و في أي وقت ، ستكون قادراً على معرفة مدى طول المسار الذي اخترته.