- أنا جاسر الشرقاوي، صاحب الشركة دي.
لم تهتز منها شعرة ولم ترمش لها عين وهي تقول:
-حصلنا الرعب، وإيه يعني "طظ"!
أصبح يكز على أسنانه وقد احتقن وجههُ بالدماء جراء كلمتها الأخيرة، فيتقدم ويجذبها من ذراعها يضغط علىه فتتأوه المسكينة بألم شديد، وتدمع عيناها الزرقاوان، ثم تهطل منهما حباتُ اللؤلؤ، فينقلعُ قلبه!
ويكاد يقع قلبه بين قدميه، لقد رق الدنجوان لها لكنه أبدًا لن يظهر ضعيف، سيذيقها العذاب أولًا، نظر إلى عينيها بقسوة وهو يتوعد وكأنه كان ينتظرها تأتي ليقوم بدور المنتقم..
-حتة بت زيك تكلم جاسر الشرقاوي كدا؟ أنا اللي بيتهزلي شنبات، شنب شنب! والله لأوريكِ.
نادى على أحد حراسه، حيث أنه يمتلك 500 فرد حرس، أخبره بصيغة آمرة:
-إرميها في مخزن الشركة لحد ما أفضالها.
فصول نوفيلا جار
البحث عن
حائط بشري
نوفيلا جار
البحث عن
حائط بشري للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الأول
جلست تستريح على أحد المقاعد في شركة الشرقاوي للاستيراد والتصدير والتطوير إذا أمكن أيضًا..
يدخُل شابٍ يافع الطول، مفتول العضلات والأذرع، تمامًا في عرض الباب بالضبط،
حائط بشري لحيته كثيفة، وعيناه! حادتان كعين الصقر وأنفه مستقيم حاد أيضًا ليليق بعينيه، ولم ننسَ شعره الناعم الغزير جدًا الكثيف أوي الذي تتدلى منه خصيلات على جبينه!
ناهيكٍ عن عضلات صدره البارزة التي تظهر بوضوح من خلف قميصه الضيق والتي بالطبع تخبرنا أنه رجل رياضي، نفث دخان سيجاره بحدةٍ كحدة أنفه وعيناه، بينما يتكلم بصوته الأجش وعجرفة وغرور في آنٍ:
-إنتِ مين؟
كان السؤال موجه إليها، تلك الفتاة العشيرنية التي تتمتع بجسدٍ نحيف وممشوق وشعر كستنائي يبرقُ كبريقُ الكريستال!، عينيها زرقاوتين وأهدابها كثيفة وأنفها صغير يتوسط وجه دائري أبيض قشطة، عفوًا بشرة حليبية! باختصار هي فتاة مصرية!
وأخيرًا رفعت وجهها إليه بلا مبالاة تتحدث بعنفوان:
-وأنت مالك أنت؟
فتحتد عيناه أكثر وتتصلب ملامحه ويرمقها بنظرة مخيفة وهو يقول:
-نعم؟ أنتِ مش عارفة أنا مين؟
-مين يعني؟
- أنا جاسر الشرقاوي، صاحب الشركة دي.
لم تهتز منها شعرة ولم ترمش لها عين وهي تقول:
-حصلنا الرعب، وإيه يعني طظ!
أصبح يكز على أسنانه وقد احتقن وجههُ بالدماء جراء كلمتها الأخيرة، فيتقدم ويجذبها من ذراعها يضغط علىه فتتأوه المسكينة بألم شديد، وتدمع عيناها الزرقاوان، ثم تهطل منهما حباتُ اللؤلؤ، فينقلعُ قلبه!
ويكاد يقع قلبه بين قدميه، لقد رق الدنجوان لها لكنه أبدًا لن يظهر ضعيف، سيذيقها العذاب أولًا، نظر إلى عينيها بقسوة وهو يتوعد وكأنه كان ينتظرها تأتي ليقوم بدور المنتقم..
-حتة بت زيك تكلم جاسر الشرقاوي كدا؟ أنا اللي بيتهزلي شنبات، شنب شنب! والله لأوريكِ.
نادى على أحد حراسه، حيث أنه يمتلك 500 فرد حرس، أخبره بصيغة آمرة:
-إرميها في مخزن الشركة لحد ما أفضالها.
قاومت هي بضعف، فينقلع قلبه علىها أكثر، ويتمزق قلبه الهش من الداخل، الصلب من الخارج!
تمُر الأيام، إسبوعًا فقط وقد تزوج جاسر من نايا!، كيف ومتى أحبها؟..!؟
المُهم في الموضوع أنه تزوجها لينتقم منها لأنها تحدته وهو الذي لم يقف قبالته أكبر شنب في البلد!
يقوم باغتصابها صباحًا قبل الإفطار، ويهينها قبل الغداء وبعد العشاء يهيم بها عشقًا ويتيه في عينيها العميقتين كما أن رائحتها تُسكره وتجعله يترنح والأدهى أن دموعها اللؤلؤ تجعل رجولته تخضع، أي نوع من المخدرات هي!
-بت يا هياااااااااام.
انتفضت هيام في مكانها على الفراش لتقع الرواية من يدها على اثر صوت جدتها المُزعج والذي انتشلها من عالمها الحالم الوردي، وضعت كف يدها على موضع قلبها تُحدث نفسها بخفوت:
-قطعت الخلف!
فتحت الجدة باب غُرفتها على مصرعيه وهي تُكمل وصلة الإهانة خاصتها:
-قومي يا بغلة المعيز، قومي إغسلي المواعين اللي ملت الحوض برا.
قفزت هيام من الفراش إلى الأرض مباشرة رغم زيادة حجمها وبدانتها، لوهلة شعرت الجدة أن الغرفة تهتز وحتمًا سيقع البيت من قفزتها على الجيران بالأسفل، اقتربت هيام منها وهي تشير لها بإصبعها في تحذير:
-تعرفي يا نبوية أنا إيه اللي مصبرني علىكِ؟
تجهمت ملامح الجدة المُجعدة وهي تهدر بها:
-اتحشمي يابت، في بنت محترمة تنادي ستها بإسمها عادي كدا؟، إلا إذا كانت مُهزءة!
تجاهلت هيام حديثها لتُتابع بزمجرة:.
-اللي مصبرني علىكِ يا نبوية إنك ست كبيرة وعندك 100 سنة، فلازم أخدك على قد عقلك وأمري لله!
شهقت الجدة وهي تأخذ خط على جبينها بسبابتها فيما تهتف بنبرة محتدمة:
-فششششر، 100 في عينك يابت، دا يدوبك لسه تمة ال 50 سنة!
هيام وقد رفعت حاجب مع قولها:
-معقولة يا نبوية، عيب علىك هزيهيم شوية طاه!
تشدقت الجدة وقالت:
-آآ يعني أقصد ال 60..
-يا نبوبة قولي الحقيقة!
- يووه يا بت جاتك ضربة، 70 ارتاحتي!
-تؤ تؤ علىا الطلبات بالتلاتة ما بتقولي الحق يا نبوية..
زفرت الجدة بنفاد صبر، لتُقر بالحقيقة أخيرًا:
- 80 بس لسه شباب والعرسان علىا كدا، بس أنا اللي مش عاوزة، هي بس النفس، الدور والباقي علىكِ يا عانس!
فغرت فاها بصدمة من كلمتها البغيضة!، انعقد حاجبيها واحتدت ملامحها وهي تقول بتأثرٍ:
-أنا عانس يا نبوية؟
الجدة بحزن وهي تربت علىها وتعتذر:.
-يووه يقطعني يابت يا هيام، أنا أقصد بس إن سنك كبر وفاتك القطر وماحدش معبرك، لكن مأقصدش أبدًا أقولك عانس، ماتزعلىش.
اتسعت عيناها في دهشة وهي تكز على أسنانها، ستفقدها عقلها حتمًا تلك الجدة المشاكسة والكيادة!
-يلا قومي بقى إغسلي المواعين وإبقي إعمليلي أي لقمة أتعشى بيها.
-مش قايمة، أنا لازم أنام دلوقتي عشان عندي بكرة انترفيو مهم جدًا...
-إيه التنترفيو دا يابت، يا مصبتي السودة إنتِ بتعملي إيه من ورا ضهري يا بنت إبني؟ داهية لا تكوني ماشية في سكة البلحة المقمعة؟
وضعت هيام يدها على فمها من هول ما سمعت، بلحة مقمعة!
-بلحة مقمعة، زودتيها أوي يا ستي، إخص بجد إخص
ربت الجدة مجددًا على كتفها وهي تقول بجدية:
-يا بت مش قصدي إنك قليلة الأدب ولا حاجة ولا مش متربية أبدًا أنتِ دايمًا فهماني غلط، بس ريحيني وقوليلي إيه التنترفيو دا!
تنهدت هيام بغيظ وهي ترمقها بنظرة ثاقبة، فيما تقول:
-انتريفيو يا ستي، يعني مقابلة مهمة جدا، أخيرًا هشتغل سكرتيرة، ياااه حلم حياتي ابتدى يتحقق وهقابل الحائط البشري اللي بحلم بيه، ويمكن الطوبة تيجي في المعطوبة ونتجوز ويعذبني أنا راضية عادي.
الجدة باستغراب:
-إيه اللي بتقوليه دا يا بت، إتجننتي خالص طوبة إيه ومعطوبة إيه؟
-ششش، بس بقى سبيني أحلم براحتي، ياااارب الحلم يتحقق يارب.
تركتها وانصرفت بنفاد صبر وهي تردد بضجر:
-أنتِ بت مملة، إولعي!
استلقت على فراشها وعادت تلتقط الرواية بين يديها وتقرأ بشغفٍ، كان مشهد لجاسر وهو يقوم بضرب نايا عدة صفعات لأنها يغار علىها، ثم يحتضنها بعنف بعد كل هذا الطحن!
بينما هي تصرح وتضربه بقبضتيها الصغيرتين:
-يااااا متوحش، ابعد عني ابعد..
تاااابع اسفل