أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتدى جنتنا، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .





رواية نصفي الآخر

هو: سجين داخل وجه وجسد مشوه، يحكمه، شعور بالذنب، غضب، وانتقام.هي: فاتنة أراد أن ينتقم منها فسحرته بحبها من النظرة الأولى ..



13-03-2022 04:13 مساء
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 

t22100_3320

هو: سجين داخل وجه وجسد مشوه، يحكمه، شعور بالذنب، غضب، وانتقام.
هي: فاتنة أراد أن ينتقم منها فسحرته بحبها من النظرة الأولى فهل ستجعله يتخلى عن انتقامه ويوقن أنها نصفه الآخر.

هى: أسيرة لظنونها بعدم الاكتمال، فهل سيستطيع هو ان يمحى ظنونها ويثبت لها أنها كاملة في نظره وأنها هي نصفه الآخر.
هو: أضاع حبه من أجل عائلة أراد الانتماء إليها، فهل يرضى بعذاب قلبه أم يستعيد نصفه الآخر.
حكايات تضمها قصة واحدة كل يبحث عن نصفه الآخر، فهل يجده لتكتمل السعادة؟ هذا ما سوف نعرفه من خلال رواية نصفي الآخر.
شخصيات الرواية

رفعت الجبالى :أب لثلاثة أبناء..نضال وفهد ونيرة..فى اوائل الستينات..مازال محتفظا بجسده الرياضى وملامحه الوسيمة رغم سنه
نضال الجبالى:شاب فى اوائل الثلاثينات ..قوى البنية جذاب بتلك العينين السوداويتين ووجهه المنحوت ذو البشرة السمراء والجسد الرياضى الرشيق..حدث له حادث شوه وجهه وجسده وغير حياته بأكملها
رهف:فتاة رائعة الجمال ..فى منتصف العشرينات..ذات بشرة بيضاء ناعمة كالأطفال وعيون ذرقاء وأنف دقيق وفم جذاب وشعر ذهبى ناعم كالحرير وقد رشيق..هى الفتنة مجسمة فى فتاة.

فهد الجبالى:شقيق نضال الأصغر..فى اواخر العشرينات من عمره يشبه اخاه كثيرا فى الملامح باختلاف لون العينين فعينى فهد عسليتين
وعد الجبالى:ابنة عم فهد وصديقة طفولته وزوجته التى يعشقها وتعشقه ..بشرتها قمحية وعيناها رمادية وشعرها بنى ناعم
نيرة الجبالى:شقيقة نضال وفهد الصغرى..فى اوائل العشرينات..جميلة الملامح..قمحية اللون..عيونها فى لون العسل الصافى..وشعرها أسود طويل ناعم كالحرير.

يزيد المنصورى:صديق الطفولة لنضال وفهد ومدير أعمالهم..فى الثلاثين من عمره..وسيم جدا..عيناه رماديتين وجسده رياضى مفتول العضلات
سهام:والدة رهف ..فى منتصف الخمسينات..ورثت عنها رهف جمالها ..ومازالت سهام محتفظة بجمالها ولكنها مع الأسف مريضة بالقلب
نائل:زوج نيرة..فى أوائل الثلاثينات من عمره متوسط القامة وسيم ذو عينين عسليتين و جسد رياضى
مازن:خطيب رهف السابق وسيم وذو عينين خضراوتين
ميس:ابنة خالة نضال ..جميلة جدا عينيها سوداويتين وبشرتها بيضاء وشعرها اسود قصير..تعمل كعارضة أزياء
فصول رواية نصفي الآخر
رواية نصفي الآخر للكاتبة شاهندة الفصل الأول

قال يزيد وهو يبتسم في ثقة:
أوامرك اتنفذت بالحرف الواحد يانضال وكل أملاك محمود الشامى بقت باسمك خلاص
لمعت عينا نضال قائلا:
تسلم ايدك يايزيد، ده احلى خبر سمعته انهاردة
اتسعت ابتسامة يزيد قائلا:
انت تؤمر واحنا ننفذ ياباشا، يلا أى أومر تانية انهاردة؟
ابتسم نضال قائلا:
لأ كدة تمام أوى، بالمناسبة أخبار مراته و بنته ايه؟
هز يزيد كتفيه قائلا:.

مراته لسة تعبانة، وحالتها بقت اصعب بعد وفاة جوزها وبيع أملاكه، والدكتور قال لازم تعمل العملية في اسرع وقت، بنته بقى فمش لاقية حد يقف جنبها حتى خطيبها سابها لما عرف انها بقت ع الحديدة
ابتسم نضال و كاد ان يقول شيئا لولا ان سمعوا طرقات على الباب فأمر نضال الطارق بالدخول لتدلف ماجدة سكرتيرة نضال وتقول في هدوء:
الآنسة رهف الشامى برة وطالبة تقابل حضرتك.

نظر نضال الى يزيد الذى بادله النظرات ثم عاد بنظره الى ماجدة قائلا في هدوء:
نص ساعة وتدخليها ياماجدة، مفهوم؟
أومأت برأسها قائلة:
مفهوم يافندم
ثم غادرت الحجرة فالتفت يزيد الى نضال قائلا:
كدة يبقى وصلتها رسالتك يانضال
أومأ نضال برأسه قائلا بسخرية:
وهي ما كدبتش خبر، جت علطول
قال يزيد:
لو تعرف اللى مستنيها مكنتش جت
اتسعت ابتسامة نضال وهو يقول في سخرية:
مفيش أدامها حل تانى
أومأ يزيد برأسه موافقا وهو يقول:.

طب انا همشى دلوقتى وابقى بلغنى بالتطورات
أومأ نضال برأسه وتابع بعينيه يزيد وهو يغادر ثم نظر الى صورة والده التى يضعها على مكتبه قائلا بهمس حزين:
أنا عارف انى السبب في اللى حصلك يابابا، واللى حصلى انا كمان
قال جملته وهو يلمس تلك الندبة البشعة بخده الأيسر والتى تبدأ من فكه وتنتهى فوق حاجبه وتشوه ملامحه الوسيمة، استطرد قائلا:.

ويمكن عشان انا السبب فاحساسى بالذنب مش مخلينى قادر أعمل العملية وأرجع تانى زى ماكنت، ورفضى خلى ميس تبعد عنى و تخونى مع الزفت مازن، تعرف، انا مهمنيش خيانتها، لو كنت بحبها يمكن خيانتها كانت دمرتنى بس اليوم اللى اكتشفت فيه خيانتها اتأكدت بنفسى انى محبتهاش، واكتشفت انها متفرقش معايا من أساسه، تعرف يابابا انا بدأت أصدق كلام ميس عنى لما كانت دايما تقولى انى معنديش قلب.

ابتسم بسخرية وهو يلمس ندبته مرة اخرى قائلا:
أدينى كمان بقيت وحش، وحش معندوش قلب، وعايش بس عشان هدف واحد، أكفر عن ذنبى في حقك، لأنى انا اللى كنت سايق العربية لما عملنا الحادثة وانا السبب في انك بقالك سنة في غيبوبة الله أعلم هتفوق منها امتى؟
نزلت دمعة منه فمسحها وهو يلتفت بكرسيه لينظر الى السماء من النافذة التى تقع خلفه قائلا:.

يمكن تشويهى ده عقابى من ربنا عشان كنت مغرور وأنانى بس انت ذنبك ايه؟لما شفت مذكراتك وقريتها، عرفت أد ايه انت ضحيت عشانا وأد ايه اتعذبت في حياتك، حسيت اد ايه انا كنت أنانى لما مرضتش أتجوز وأجيبلك طفل، وريث ليك يشيل اسمك من بعدك، خصوصا ان الدكتور قال ان فهد ووعد فرصتهم في الانجاب ضعيفة، بس اوعدك اصلح الغلطة دى يابابا، هتجوز وأجيبلك وريث ومن بنت العيلة اللى رفضت تجوزك بنتها عشان حفيدهم ميشيلش اسم عيلة حقيرة وعلى أدها زى ما قالولك، أوعدك انى اتجوز بنت الست اللى اتخلت عنك وسابتك وراحت اتجوزت وقهرت قلبك عليها، اوعدك اجيبلك وريث يجرى في دمه دم العيلة اللى مرضيتش بيك وبكدة هكفر عن ذنبى في حقك وأحس انك راضى عنى، اوعدك يابابا، اوعدك.

طلقنى يافهد وعيش حياتك، انا معنتش قادرة اعيش في العذاب ده اكتر من كدة
نطقت وعد بتلك العبارة ودموعها تتساقط على وجهها، تنهد فهد واقترب منها وأمسك يدها بيده وباليد الأخرى مسح دموعها ثم رفع وجهها اليه لتتقابل نظراتهما وهو يقول:
انتى اللى معذبة نفسك ياوعد، مش قادرة تفهمى انى مقدرش أطلقك ولا أقدر ابعد عنك، فيه حد ينفع يبعد عن روحه، انتى روحى ياوعدى، روحى
امتلأت عيناها بالدموع قائلة:.

وانت اكتر من روحى يافهد، انت حب الطفولة والراجل الوحيد اللى اتمنيته وحلمت يكون لية واكون ليه طول العمر، بس مع الأسف مش كل حاجة بنحلم بيها بتتحقق، أنا فرصتى في الحمل ضعيفة يافهد، فاهم يعنى ايه؟يعنى مش هقدر أجيبلك الطفل اللى بتتمناه، يعنى هتعيش عمرك كله من غير ماتسمع كلمة بابا، لكن لو طلقتنى و...
وضع يده على فمها قائلا:.

ابوس ايدك ارحمينى وانسى موضوع الطلاق ده خالص، انتى مش بس مراتى، انتى بنتى اللى مستعد أستغنى بيها عن العالم كله، انا لو عايز طفل مش هعوزه غير منك انتى، غير كدة مش عايزه، مش عايزه
نظرت الى عينيه بعشق فرفع يده عن فمها وهو يضمها الى صدره قائلا في حنان:
اوعدينى ياحبيبتى اوعدينى تفضلى جنبى طول العمر وتنسى الموضوع ده خالص.

ضمته اليها وهي تغمض عينيها الما ناطقة بكلماتها التى توعده بها، تعلم أنه وعد كاذب ولكن مابيدها حيلة فلا هي تستطيع النسيان ولا هي قادرة على ان تبتعد عن حبيبها فهد فهو نصفها الآخر، فماذا تفعل؟

كانت نيرة تتحدث مع وعد زوجة اخيها على الهاتف عندما استمعت الى زوجها نائل يصرخ بغضب قائلا:
نيرة
أنهت المحادثة مع وعد قائلة في توتر:
هكلمك بعدين ياوعد، سلام دلوقتى
وأغلقت الهاتف لتسرع اليه، كان يبدو في قمة غضبه فقالت بقلق:
خير يانائل، بتزعق ليه؟
أمسكها من ذراعها بقسوة وهو يقول:
كنتى بتكلمى مين؟
تألمت من قسوته ولكنها أجابته قائلة:
كنت بكلم وعد مرات أخويا، آه، سيب دراعى يانائل.

ضغط على ذراعها بقسوة أكبر وهو يقول:
وكنتى بتقوليلها ايه؟
قالت في ألم:
دراعى، سيبنى حرام عليك
هزها بعنف قائلا:
كنتى بتقوليلها اييييه؟
ترقرقت الدموع بعينيها قائلة:
مكنتش بقولها حاجة، هي اللى كانت بتعزمنى على عيد ميلادها، وانا قلتلها ان احنا مش محتاجين عزومة
عقد حاجبيه وهو يقترب من وجهها قائلا في تهديد:
بس كدة؟
أغمضت عينيها الما وهي تقول:
والله العظيم هو ده كل اللى قلناه
قال لها:.

ماشى يانيرة، هصدقك بس تعرفى لو اكتشفت انك بتكدبى مش هقولك انا هعمل فيكى ايه؟
ثم دفعها لتسقط أرضا بقوة، تأوهت فنظر اليها نائل بعدم اهتمام ثم صعد الى حجرته في حين اعتدلت نيرة وهي تضع يدها على رأسها تشعر بالدوار، فأسرعت اليها زينب مديرة منزلها وهي سيدة طيبة في اوائل الخمسيينات من عمرها قائلة في لهفة:
ياعينى عليكى يابنتى، قومى ياحبيبتى، قومى
استندت نيرة عليها لتنهض.

قالت زينب وهي تنظر الى ذراعها قائلة في توتر:
تعالى ياحبيبتى اما احطلك مرهم على دراعك ده، ده صوابعه كلها معلمة عليكى ياحبة عينى
استندت نيرة اليها ومشت معها ثم توقفت فجاة وأمسكت نيرة بيد زينب قائلة برجاء:
عشان خاطرى يادادة متقوليش لحد من اخواتى ع اللى حصل، انتى عارفة هو ممكن يعمل فيهم ايه
أومأت زينب برأسها قائلة في حزن:
عارفة يابنتى عارفة، ربنا يرحمك م اللى انتى فيه.

نظرت نيرة الى السماء قائلة ودموعها تشاركها رجائها قائلة: ياااااارب.





تااابع اسفل
 
 



13-03-2022 04:14 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [1]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية نصفي الآخر
رواية نصفي الآخر للكاتبة شاهندة الفصل الثاني

ترددت رهف قبل ان تطرق الباب ولكنها مالبثت أن حسمت أمرها وهي تطرقه في هدوء، لتسمع صوتا رخيما باردا أثار القشعريرة في جسدها وهو يأمرها بالدخول، ابتلعت ريقها وفتحت الباب ودلفت الى الداخل، نظرت الى المكتب لترى رجلا جالسا على كرسى المكتب يعطيها ظهره وينظر باتجاه الخارج من خلال النافذة، لم ترى منه سوى شعره الأسود، وقفت لثوان تنتظر منه ان يلتفت اليها ذلك المدعو نضال ولكنه لم يلتفت اليها، اقتربت من المكتب وتنحنحت قائلة:.

احم، أستاذ نضال!

التفت اليها نضال في هدوء فكانت الصدمة لكليهما، اتسعت عينا رهف بصدمة، بينما احتوى نضال صدمته بسرعة فلم يكن يتخيل أن تلك الرهف تمتلك كل هذا القدر من الجمال، تأمل ملامحها للحظات وهو يتساءل، هل هذا لون شعرها الطبيعى وتلك البشرة الناعمة كالأطفال ترى كيف هو الإحساس الذى سيشعر به عند ملمسها؟، وذلك الفم المثير والذى يغويه الآن ليقبله، ترى كيف سيكون مذاقه؟ حتى وصل لعينيها، تلك العينان الزرقاوتان في لون السماء الصافية وتلك الرموش الجميلة التى تظللهما، تلك العينان التى تغمرهما الآن نظرة مصدومة لطالما رآها في عيون الآخرين منذ اصابته ورغم انه توقعها الا انها آلمته، رسم قناع البرود على وجهه وهو يشير الى المقعد المقابل لمكتبه قائلا:.

اتفضلى اقعدى
أفاقت رهف من صدمتها على صوته فنظرت اليه بتوتر وهي تجلس قائلة في تردد:
أنا رهف، رهف الشامى، حضرتك بعتلى رسالة بتقولى فيها ان الحل لمشاكلى عند حضرتك وطلبت تقابلنى
تأملها نضال وهو ينظر الى شفتيها الكرزيتين بنظرة مليئة بالرغبة أثارت القشعريرة في جسد رهف حتى انها كادت تنهض لتغادر المكان بأكمله وهي تتعجب من تأثيره عليها لولا ان استمعت الى صوته ذو النبرة الرجولية الجذابة وهو يقول:.

أنا مش هلف وأدور، هدخل في الموضوع علطول، أنا عندى فعلا الحل لكل مشاكلك، يعنى كل حاجة هترجعلكوا زى الأول، ومامتك هتعمل العملية كمان
ظهرت الفرحة على ملامح رهف فاستطرد نضال قائلا بنظرة ساخرة:
بس عندى شرط، ياترى هتقبلى بيه؟
نظرت اليه في حيرة قائلة:
لو كان قصاد الشرط ده حياة ماما، أكيد هقبل بيه
ولكنها مالبثت ان عقدت حاجبيها مستطردة:
إلا إذا...
وصمتت فاتسعت ابتسامة نضال الساخرة وهو يقول:
إلا إذا إيه؟كملى.

نظرت اليه قائلة في حدة:
إلا اذا كان الشرط ده انى أعمل حاجة ضد مبادئى وأخلاقى فساعتها أنا آسفة مقدرش أقبله.

ابتسم بداخله فهذا هو الرد الذى كان ينتظر سماعه ليقوم بعرض شرطه، لذا نهض من مكانه وجلس في الكرسى المواجه لها واقترب منها فانتفضت مبتعدة بتلقائية، أغمض عينيه بألم فرد فعلها وابتعادها بخوف صار ردا يلقاه من الكثيرين مؤخرا ولكنه يتظاهر بأنه لا يهتم، وإنما هو حقا يهتم ويؤلمه ذلك النفور ويؤلمه أكثر أن يأتى منها، لا يدرى لماذا؟ربما لأنه سيكون عليها اذا وافقت على عرضه أن تتحمل أكثر بكثير من تشوه وجهه أو جسده بل تشوه قلبه أيضا وسيكون عليه ان يرى رد فعلها ونفورها ذلك كثيرا، او ربما هناك ما هو اكثر من ذلك وهو ما يخشى التصريح به وهو انه أعجب بها من اول لحظة وقعت عليها عيناه وهذا هو ما يجب أن يقضى عليه على الفور، لذا فتح عينيه ورجع الى الوراء وقد عاد اليه قناعه الجليدى ولكن بعد ان لمحت رهف نظرة الألم في عينيه وتعجبت منها، قال في برود حاول ان يهدئ به نفسه الثائرة:.

أنا أكيد مش هطلب منك حاجة ضد مبادئك أو أخلاقك، أنا طالب الحلال يارهف
وصمت ليرى رد فعل كلماته عليها ليرى الحيرة في مقلتيها ليستطرد قائلا في ايجاز:
تتجوزينى في مقابل انى أحللك كل مشاكلك
اتسعت عينيها في صدمه ونهضت وهي تقول في حدة:
تتجوزنى ايه، انت تعرفنى أصلا؟ انت أكيد واحد مجنون
نهض في غضب واقترب منها فتراجعت في خوف وهو يقول بنبرة حادة:.

صوتك ده ميعلاش تانى، وبعدين انا قلتلك شرطى، عاجبك تقبلى بيه، مش عاجبك ارفضيه، لكن تطولى لسانك، أقطعهولك
كانت تشعر بأنفاسه الساخنة على وجهها فأغمضت عينيها خوفا من نبرته الغاضبة وظنه هو اشمئزازا منه فتراجع قليلا، أحست بابتعاده عنها، لتفتح عينيها قائلة في حيرة:
انا مش فاهمة انت ليه عايز تتجوز بالشكل ده واشمعنى أنا بالذات وانت متعرفنيش؟
نظر اليها قائلا بقسوة:.

مع ان مش مفروض علية افهمك، بس انا هقولك، انا بتجوز عشان أجيب وريث يشيل اسم العيلة من بعدى ومفيش واحدة من عيلة هتقبل تتجوز بواحد مشوه زيى، وشرطى في الجواز موجود فيكى جميلة ومن عيلة ومحتاجانى يمكن اكتر ما انا محتاجلك، صحيح لية أسباب تانية بس مش هتعرفيها دلوقتى، هتعرفيها في وقتها لو قبلتى
نظرت اليه قائلة في حزن:
وافرض مقبلتش او افرض انى مبخلفش
هز كتفيه قائلا:.

لو مقبلتيش، تنسى ان مامتك تعمل العملية وتخف، لأنى انا بنفسى اللى هتأكد ان كل الطرق أدامك مقفولة، وأكيد هدور على غيرك، أما لو مبتخلفيش فساعتها هطلقك وانتى مش هتخسرى حاجة بالعكس مامتك هتعمل العملية ومشاكلك كلها هتتحل
ترقرقت الدموع في عينيها قائلة:
انت ليه بتعمل معانا كدة؟
عقد حاجبيه لمرأى دموعها والتى أثرت به بشكل غريب وهو كان يوقن من أنه وحش بلا مشاعر، ولكنه نفض مشاعره ليقول في برود:.

قلتلك أسبابى هتعرفيها في وقتها، قلتى ايه؟ده عرضى، Take it or leave it
اخفضت رأسها في انكسار ثم ما لبثت أن رفعت عينيها اليه قائلة في استسلام حزين:
أكيد معنديش اختيار، حياة ماما قصاد حياتى، تفتكر حياة مين اللى هختارها؟بس لية طلب صغير
نظر اليها في تساؤل فاستطردت قائلة في ارتباك خجول:
ياريت يبقى فيه فرصة نتعود فيها على بعض قبل، قبل يعنى...

وصمتت لا تدرى كيف تكمل جملتها ففهم هو مقصدها وكاد ان يمنحها ماتريد ولكن شيئا ما دفعه للرفض، ربما هي رغبته بها والتى اشتعلت في جسده كله منذ أن رآها، نعم انها رغبته، هذا هو الشعور الوحيد الذى يمكن ان يكنه لها، نعم هذا فقط ما يجذبه اليها، كان يحاول ان يقنع نفسه بتلك الكلمات، فطال الصمت بينهما وازدادت رهف خجلا وهي تراه يتأملها، لتبتلع ريقها قائلة:
ممكن يعنى تدينى شوية وقت على ما...

قاطعها قائلا في برود:
آسف أنا عايز وريث وبأقصى سرعة، مفيش وقت للتعارف والكلام الفارغ ده
نظرت اليه بصدمة من كلماته القاسية وقالت في مرارة:
انت ايه ياأخى، وحش معندوش قلب ولا مشاعر
اقترب منها وهو ينظر الى عينيها ببرود قائلا:
ايوة بالظبط كدة، أنا وحش ومعندوش قلب، ياريت دايما تفتكرى ده عشان منتعبش مع بعض، ودلوقتى جت اللحظة اللى هتقوليلى فيها رأيك.

نظرت اليه تتأمل ملامحه للحظات حتى أنها أصابته بالارتباك من جراء تفحصها لملامحه قبل أن تنظر الى عينيه مباشرة قائلة في برود:
موافقة
لم ترى رهف أى رد فعل لموافقتها على ملامح نضال سوى اختلاجة بسيطة في فكه، ثم ما لبث أن قال:.

تجهزى نفسك بكرة عشان أعرفك ع العيلة في حفلة عيد ميلاد وعد مرات أخويا، وكتب الكتاب هيبقى يوم الخميس الجاى يعنى بعد 3ايام بالظبط وطبعا مش هنعمل فرح، احنا هنسافر بعد كتب الكتاب علطول، أسبوع كدة هنقضيه في أى حتة وهنرجع عشان عملية مامتك
تذكرت رهف والدتها في تلك اللحظة وتساءلت كيف ستخبرها بذلك الأمر دون أن تثير ريبتها، وجدت نضال يقول وكأنه قرأ أفكارها، فهى لا تعلم كم تبدو ملامحها شفافة للغاية:.

قوليلها حب من اول نظرة، وياريت أدام الكل نبين ان جوازنا مبنى على الحب، أصل أهلى عاطفيين أوى
حاولت رهف ان تخفى دهشتها من قرائته لأفكارها وهي تبتسم في سخرية قائلة:
أى أوامر تانية؟
آلمته سخريتها الا انه قال في برود:
كفاية كدة انهاردة
أمسكت حقيبتها وكادت ان تغادر فقال لها:
تحبى اوصلك؟
قالت في برود:
معايا عربيتى، قصدى العربية اللى انت سيبتهالى يانضال باشا
تجاهل تعليقها وهو يقول:.

بتهيألى الأحسن انى أوصلك وأتعرف بوالدتك عشان يبان الموضوع طبيعى ولا ايه؟

نظرت اليه تعلم أنه على حق ولكنها تخشى رد فعل والدتها ومع ذلك اضطرت أن توافقه، فحمل نضال هاتفه المحمول ومفاتيحه واتجه معها الى الخارج تحيط بهم العيون الفضولية، أمسك نضال يدها فنظرت اليه بدهشة وكادت ان تنزع يدها من يده ولكنه تشبث بها وهو ينظر اليها بصرامة فتركت يدها لتحتضنها يده برقة تتعارض مع قسوته الظاهرة وتسبب الارتجاف ليس فقط لها بل لهما كليهما، وتتركهما في تساؤل عن سر الارتياح الذى يشعران به في تلك اللحظة.

13-03-2022 04:16 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [2]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية نصفي الآخر
رواية نصفي الآخر للكاتبة شاهندة الفصل الثالث

ما ان فتحت سهام باب المنزل حتى فوجئت برهف ومعها شاب في اوائل الثلاثينات من عمره، يبدو وسيما لولا تلك الندبة التى تشوه جانب وجهه الأيسر
ابتسمت رهف في توتر قائلة:
مساء الخير ياماما.

نظر نضال الى تلك السيدة الجميلة رغم سنوات عمرها التى تعدت الخمسون وعرف كيف ستبدو رهف في كبرها، تأملها بإعجاب رغما عنه وعرف سر عشق والده لها واستمراره في عشقها رغم تخليها عنه، فهو نفسه قد وقع تحت تأثير جمال ابنتها رهف من اول لحظة، الا انه يختلف عن أباه، فوالده رومانسى بطبيعته اما هو فلا يعترف بالمشاعر او الاحاسيس، نظرت سهام الى نضال الصامت والمتأمل لها في حيرة ثم نظرت الى ابنتها قائلة:.

اتأخرتى ليه يارهف؟ومين الأستاذ؟
تلعثمت رهف وهي تقول:
ده، ده يبقى...
أسرع نضال بتقديم نفسه قائلا في هدوء وثبات حسدته عليه رهف:
أنا نضال الجبالى، صديق رهف
أحست رهف بشحوب وجه والدتها عندما عرف نضال عن نفسه فسألتها بقلق:
ماما، انتى كويسة؟
أومأت سهام برأسها قائلة:
أنا تمام متقلقيش، اتفضلوا ادخلوا، اتفضل يانضال ياابنى.

ابتسم نضال ابتسامة لم تصل لعينيه وهو يدلف الى الداخل مع رهف، جلسوا سويا في ردهة المنزل، كانت سهام تنقل نظرها ما بين رهف ونضال في حين ظلت رهف صامتة لا تدرى كيف تخبر والدتها بقرار زواجها من نضال، رآها نضال في تلك الحالة فبادر هو بالحديث قائلا:
الحقيقة يامدام سهام الزيارة دى مش عادية، أنا جاى أطلب منك ايد رهف
نظرت سهام الى رهف بدهشة فقالت رهف:
أصل هو ياماما، نضال كان...
قاطعها نضال قائلا:.

الحقيقة يامدام سهام، انى كنت بحب رهف من زمان، هي كانت زميلة اختى في الكلية وكنت بشوفها دايما لما بوصل اختى، بس لما عرفت انها ارتبطت قلت كل شئ قسمة ونصيب، وانهاردة لما شفتها بالصدفة وعرفت انها سابت خطيبها مترددتش لحظة في انى اطلب ايدها وهي وافقت بس ده طبعا بعد موافقة حضرتك
كانت رهف تستمع له وداخلها تتعجب من أكذوبته المحكمة والتى كادت هي نفسها أن تصدقها، أفاقت على صوت أمها يقول في هدوء:.

وفين أهلك يانضال، مش المفروض ييجوا معاك؟
قال نضال في سرعة:
للأسف والدتى متوفية ووالدى في غيبوبة من سنة بسبب الحادثة اللى عملناها واللى شوهت وشى زى ما حضرتك شايفة، اما اخواتى فانا مليش غير اخ واخت، هيكونوا موجودين في الفرح باذن الله، هو بس الموضوع جه بسرعة وانا ملحقتش أقولهم
اومأت برأسها متفهمة وهي تقول:
ربنا يشفى والدك ياابنى ويقومه بالسلامة
ابتسم ابتسامة باردة لم تصل الى عينيه وهو يقول:.

يارب يامدام سهام
قالت سهام:
لو تسمحلى يانضال أسألك سؤال وآسفة لو فيه تدخل منى في أمورك الشخصية
نظر اليها قائلا:
اتفضلى اسألى براحتك، أكيد حضرتك محتاجة تطمنى على بنتك وانا مستعد لأى سؤال هتسأليه
قالت سهام براحة:
كويس ياابنى انك فاهمنى..
ثم صمتت للحظة لا تعرف كيف تبدأ حديثها دون ان تحرجه لتقول بتوتر:
انت اكيد عارف ان جراحات التجميل اتطورت اوى في مصر، فليه معملتش عملية ترجع بيها وشك زى الأول؟
قال في هدوء:.

مش قبل ما بابا يفوق ويقوم بالسلامة، ساعتها ممكن اعمل العملية بس قبل كدة مستحيل
نظرت اليه بتفهم قائلة:
بس ده معناه انى لو وافقت فرحكم هيتأجل لغاية لما باباك يفوق م الغيبوبة، واسمحلى يعنى ده كله في علم الغيب
قال نضال:
ماهو احنا مش هنعمل فرح، كتب كتاب كدة ع الضيق وهاخدها يومين كدة ونسافر شرم مثلا، عشان الظروف
نظرت سهام الى رهف في دهشة وهي تقول:
وانتى موافقة على كدة يارهف؟

اومأت رهف برأسها، فقالت سهام في حدة:
طب عن اذنك يانضال، هتكلم مع رهف دقيقة على انفراد.

اومأ نضال برأسه متفهما فأمسكت سهام بيد رهف وهي تتجه بها الى حجرتها وعينا رهف تنظر الى نضال ترجوه ان ينقذها من هذا الاستجواب الذى تنوى والدتها ان تخضعها له، هي لم تكذب أبدا من قبل ولا تعرف كيف، ولكن نظرة واحدة من نضال أعطتها القوة لتخفى الحقيقة عن امها حتى لا تضيع أملها الأخير في ان تعيش دون أن يهددها شبح الموت في كل لحظة
مشت خلفها في استسلام ولسان حالها يقول:.

سامحينى ياماما بس لازم أكدب عليكى عشان تعيشى، لازم.

انتى اتجننتى ياحسنية؟
نطقت وعد بتلك الجملة في حدة فقالت الخادمة حسنية تحاول اقناعها:
اسمعينى بس ياستى، وصدقينى مش هتندمى
التفتت اليها وعد قائلة:
لأ انتى أكيد اتجننتى، ازاى عايزانى أروح لواحد دجال عشان أخلف، ده كله كلام فارغ ونصب
قالت حسنية في سرعة:
لأ ياستى كله الا الشيخ عابد، ده سره باتع، جارتى سامية قعدت 12سنة متخلفش ولما راحتله، هما 9شهور وخلفت وجابت واد كمان و عم سيد طاير بيها وبالواد.

نظرت لها وعد في لهفة قائلة:
بجد ياحسنية؟
اومأت لها حسنية برأسها قائلة:
بجد ياستى
ترددت وعد قائلة:
بس يعنى الشيخ عابد ده عمل ايه ومقدرش الدكاترة يعملوه؟
اقتربت حسنية من أذنها وكأنها ستخبرها بسر خطير قائلة في همس:
ده شغل أسيادنا بقى ياستى، اللهم احفظنا، ربنا يجعل كلامنا خفيف عليهم
فكرت وعد قليلا في كلام حسنية ثم ما لبثت ان قالت لها:
يعنى انتى مالية ايدك م الموضوع ده؟
قالت حسنية:.

طبعا ياستى، ياندامتى، وهو أنا هقولك على حاجة إلا أما أكون متأكدة منها، اتكلى على الله انتى بس وحطى في بطنك بطيخة صيفى
نظرت اليها وعد في تردد ثم ما لبثت ان حسمت امرها وهي تقول:
خلاص ياحسنية احجزيلى عنده
قالت حسنية في فرح:
عينية ياستى، انتى تؤمرى
قالت وعد:
تعرفى لو كلامك ياحسنية طلع مظبوط وحملت هيكون ليكى وللشيخ عابد ده حلاوة كبيرة اوى
ابتسمت حسنية في جشع قائلة:.

ياستى المهم أشوفك مبسوطة وسعيدة مع جوزك اسم النبى حارسه، فهد بيه
قالت وعد بسرعة وهي ترى فهد يدلف الى المنزل:
طب روحى انتى دلوقتى عشان فهد وصل، ومتنسيش اللى قلتلك عليه
اتجهت حسنية بسرعة الى المطبخ في حين اقترب فهد من وعد وعلى شفتيه ابتسامة جذابه فبادلته ابتسامته، انحنى وقبلها في وجنتها قائلا:
مساء الخير ياحبيبتى
قالت وعد في حنان:
يسعد مساك يا حبيبى.

جلس بجوارها مادا ذراعه خلف ظهرها فاقتربت منه وضمت نفسها الى صدره فاحتواها في حنان، قالت في همس:
وحشتنى يافهد
ابتسم وهو يضمها أكثر اليه قائلا:
انتى وحشتينى اكتر ياقلب فهد
ابتسمت في سعادة في حين سألها فهد قائلا:
هي ايه الحاجة اللى قلتى لحسنية متنسهاش ياوعدى؟
اضطربت وعد وحمدت ربها ان فهد لا يرى ملامحها فهو يعرفها تمام المعرفة وسيعرف أنها تكذب او تخفى عنه شيئا، لذا قالت بصوت حاولت ان تجعله طبيعيا:.

ابدا ياحبيبى، كنت بقلها تحضر العشا ع السفرة عشان اكيد جاى جعان ومتنساش الشطة عشان بتحبها ياحبيبى
رفع وجهها اليه يتأملها في عشق وهو يقول:
أنا فعلا جعان ونفسى مفتوحة على الآخر بس مش للأكل
تأملت ملامحه التى تعشقها وهي تقول في دلال:
أمال لإيه ياحبيبى؟
اقترب من شفتيها يهمس امامهم تماما وهو يقول:
ليكى ياقلبى.

ثم التهمهم في جوع باتت تدركه وترغبه بل وتعشقه ايضا، انه جوعا من نوع آخر، جوع الى الحب، وعطشا للمشاعر، لا يشبعه ولا يرويه سوى القرب من المحبوب، وهو جوعا وعطشا لا ينتهى أبدا طالما في القلب حب ينبض.

13-03-2022 04:16 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [3]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية نصفي الآخر
رواية نصفي الآخر للكاتبة شاهندة الفصل الرابع

قالت سهام بهدوء مفتعل لا يعكس قلقها:
ليه يارهف؟
قالت رهف:
تقصدى ايه ياماما؟
قالت سهام:
ليه يابنتى عايزة تتجوزى بالسرعة دى و بالشكل ده، ولا تعملى فرح ولا أى حاجة م اللى بتحلم بيها البنات؟

نظرت اليها رهف لا تدرى ماذا تقول لها، حاولت استجماع أفكارها، بماذا ستبرر لها رغبتها بالزواج من رجل مشوه وبتلك السرعة وتلك الطريقة بعد فسخ خطبتها بأيام، أتخبرها بالحقيقة؟أتخبرها بأنها تتزوج من اجلها هي، من اجل ألا تفقدها، بالطبع لا، ولكن هل هذا هو السبب الوحيد لموافقتها؟ام من اجل شئ آخر احتارت في تفسيره، فاليوم ربما تكون هي المرة الأولى التى تتلاقى فيها مع نضال وجها لوجه ولكنها ليست المرة الاولى التى تراه بها..

فقد رأته كثيرا بأحلامها، كانت تتساءل دائما عن هوية ذلك الرجل الذى يغزو أحلامها منذ عامين بقوة، يتسلل الى قلبها وعقلها ويشعل داخلها الأحاسيس ويشغلها عن خطيبها، ذلك الجبان مازن، حتى رأت نضال اليوم، كانت صدمتها لرؤيته قاتلة أعجزتها عن التعبير فها هو فارس أحلامها يتجسد أمامها، نعم لم يكن في أحلامها مشوها بل كان وسيما جذابا للغاية وملئ بالمشاعر، وليس ذلك الرجل البارد الذى تعامل معها بكل جفاء وقسوة، ولكنه يظل فارس أحلامها الذى تعرفت عليه على الفور وربما لولا جفاءه لكانت بين يديه تعترف له بمشاعر احتارت في قوة سيطرتها عليها..

ولكن نضال أحلامها يختلف عن نضال واقعها، فنضال واقعها يجبرها على الخوف منه والرهبة من غضبه، ان أخبرت والدتها بحقيقة طلب الزواج الذى تقدم به نضال سترفض بالتأكيد ورهف الآن غير مستعدة نهائيا لعواقب ذلك الرفض وان كذبت ستكشفها أمها، فقررت ألا تقول الحقيقة، فقط ستقول نصفها، لذا ابتسمت وهي تمسك يد أمها في حنان قائلة:.

في الحقيقة ياماما، انهاردة مش اول مرة اشوف فيها نضال، كان بيجينى في الأحلام من سنتين وكأن ربنا كان بيعلقنى بيه، عشان لما يتقدملى أوافق علطول، حبيته، ازاى وامتى مش عارفة، حاولت أنسى الحب ده واقول لنفسى انها احلام وان فارس احلامى ده مش موجود، حاولت كتير اعيش مع فكرة انى مخطوبة لواحد تانى اختارهولى بابا ولازم يبقى هو محور افكارى بس مقدرتش، وده كان دايما باعدنى عن خطيبى ومسببلنا المشاكل، كنت دايما بقارن بينه وبين فارس أحلامى، وطبعا فارس احلامى اللى بيكسب، لحد ما بابا مات وخسرنا كل حاجة، وخطيبى طلع ندل..

قررت أقفل قلبى واعيش لوحدى ومفتحش قلبى لحد واكتفى بأحلامى، لكن اول ما شفت نضال انهاردة ولقيته اتجسد أدامى، وكمان بيحبنى وعايز يتجوزنى، مقدرتش ارفض بالعكس فرحت ووافقت علطول، انا بحبه، بحبه اوى ياماما، ومستعدة عشان اكون معاه أتنازل عن اى حاجة، المهم أكون معاه وبس
كانت سهام تستمع اليها ودموعها تترقرق في عينيها، ربتت على يد رهف قائلة في حنان:.

طمنتى قلبى يارهف، بس انا يابنتى بردو خايفة عليكى، حاسة ان فيه حاجة مش طبيعية، نضال...
قاطعتها رهف قائلة:
متقلقيش ياماما، نضال يبان وحش معندوش قلب، بس هو مش كدة، قلبى متأكد ان جواه اطيب قلب ممكن تقابليه، اللى مر بيه مش سهل وانا علية ارجعه نضال، فارس أحلامى
تنهدت سهام قائلة:
خايفة يارهف، خايفة تكون احلامك دى اوهام وتفوقى على حقيقة مرة
ربتت رهف على يد والدتها في حنان قائلة:.

متقلقيش ياسوسو، انتى عارفانى كويس، ده انا تربية ايدك، مفيش حاجة تقدر تهزنى او تكسرنى
قبلتها والدتها في جبينها بحنان قائلة:
ربنا يسعدك يابنتى ويوفقك للخير
ابتسمت رهف قائلة:
ايوة ياماما بالله عليكى دايما تدعيلى
ثم وقفت لتخرج وهي تقول:
قومى يلا ياماما، باركى لنضال ومتقلقيش علية ابدا
ابتسمت سهام قائلة:
اسبقينى انتى وانا هصلى المغرب عشان صلاة العشا قربت وأجيب عصير وجاتوه وأحصلك.

ابتسمت رهف وخرجت من الحجرة لتفاجئ بوجود نضال خارجها ومن نظرته أدركت انه استمع الى حديثها مع أمها، كادت ان تقع مغشيا عليها خجلا وهي تدرك انه استمع الى اعترافها بحبه، ولكنها اطمأنت حين رأته يبتسم بسخرية لتدرك أنه يراها كاذبة، ممثلة بارعة واتقنت دورها، حمدت ربها على ظنه، وأشارت له أن يتبعها بهدوء، مشى نضال خلفها وهو معجب بذلك الأداء الرائع الذى رآه منذ قليل، لولا انه يعرف النساء ويدرك قدرتهم على الخداع واختلاق الأكاذيب لوقع في شباكها وصدقها ليسلم لها قلبه فترفع فيه رايتها، ولكنه ابدا لن يستسلم، ستكون رهف له فقط جسدا جميلا يستمتع به وأم لطفل يحمل اسمه ولقب عائلته، طفل لم تريده ابدا عائلة أمها، ثم يلقيها بالشارع لتضيع الجميلة ويثبت للجميع ولنفسه أنه الوحش الذى يعرفونه.

انتى يازفتة يااللى اسمك نيرة
سمعت نيرة صوت نائل الغاضب يناديها فأسرعت الى حجرته قائلة في توتر:
نعم، فيه ايه بس، بتزعق ليه؟
نظر اليها بغضب قائلا:
أنا أزعق زى ما انا عايز، ده بيتى وانا حر فيه
ثم اقترب منها قائلا:
فين ياهانم الصندوق اللى كان في الدولاب؟
تلعثمت نيرة قائلة:
صندوق ايه؟
أمسك يدها بعنف وصوته يدوى كالرعد قائلا:
بت انتى متستعبطيش، فين الصندوق الدهبى اللى كان في دولابى؟، انطقى
قالت نيرة في خوف:.

رميتوا
صفعها بقوة حتى انها شعرت بطعم الدماء في فمها وهو يقول بصوت أرعبها:
رميتى ايه يااختى، اطلعى بالصندوق يانيرة وإلا قسما بالله هقتلك دلوقتى
شعرت نيرة بالرعب يدب في أوصالها فأسرعت لحجرتها واخرجت الصندوق من دولابها وأحضرته له قائلة في حدة:
اتفضل، الصندوق أهو، بس أبوس ايدك متشربش الزفت اللى فيه ده هنا، أنا تعبت م اللى بتعمله فية بعد ما بتشربه.

اقترب منها بنظرة تحمل تهديدا وظلت هي تتراجع للخلف حتى وصلت الى الحائط فاستندت عليه واقترب هو أكثر حتى شعرت بأنفاسه التى تكرهها على وجهها فأغمضت عينيها واستمعت اليه وهو يقول بالصوت كالفحيح:
والله وجه اليوم اللى بتعلى فيه صوتك علية ياست نيرة، بصى بقى، م الآخر كدة البيت ده ملكى أعمل فيه اللى أنا عاوزه، أدخل أخرج، اشرب، أسكر، ملكيش فيه، وانتى برده ملكى واعمل فيكى اللى انا عايزه، فاهمة ولا لأ؟

لم ترد عليه فصرخ فيها قائلا:
فاهمة ولا مش فاهمة؟
فتحت عينيها برعب وأومأت بصوت ضعيف:
فاهمة
نظر اليها بسخرية قائلا:
حظك انى متفق مع اصحابى انى أسهر معاهم انهاردة، وإلا كنت وريتك مقامك يابنت رفعت الجبالى، انتى شكلك نسيتى أصلك، ويلا غورى من وشى دلوقتى، غوووورى.

أسرعت نيرة بالهرب من أمامه ودلفت الى حجرتها لتغلقها بالمفتاح واستندت الى الباب وهي تبكى بشده ولم تستطع ان تقف فتهاوت على الأرض وهي تبكى حظها العثر والذى جعلها زوجة لذلك الحيوان لا زوجة للرجل الوحيد الذى أحبته ودق له قلبها، تذكرت عيناه الرماديتين التى لطالما أسرتها ليزداد بكائها وهي تقول بهمس حزين:
ليه عملت فينا كدة يايزيد؟
وعلا صوت نحيبها وهي تردد:
ليه؟



المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 7304 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 4313 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 3355 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 3231 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 3785 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، نصفي ، الآخر ،


 





# فنون # مشاهير # صحة # منوعات # الأطفال # English # تفسير الأحلام ثقافة # قصص # سيارات Cars # صور # تقنيات # الاجهزة الالكترونية # المطبخ # كلام فى الحب # أبراج # رياضة # ازياء # حكم وأقوال تطوير الذات# خلفيات # صور بنات # مشاهير # ديكور # صباح الخير # مكتوب برقيات شهر رمضان # جمعة مباركة # حب رومانسية # عيد # ادعية # خلفيات كرتون # منوعات # موضة # الأم # أطفال # حيوانات # صور ورد # اكلات # New Year # مساء الخير # اللهم صلي علي النبي # القران الكريم # صور نكت # عيد ميلاد # اعلام # سيارات # تهنئة الخطوبة # حروف واسماء # الغاز # صور حزينة # فساتين # هدايا # خلفيات النادي الاهلي # تسريحات شعر # الاصدقاء # بوستات نجحت # خلفيات نادي الزمالك # حب رومانسية # تهنئه # ازياء # صور بنات # صوره وكلمه خلفيات # كرتون # بروفايل رمزيات # دينية # سيارات # مضحكة # أعلام # مسابقات # حيوانات # ديكور # أطفال # أكلات # حزينة صور شباب أولاد ر# صور # الطب و الصحة # مقالات عامه # CV المشاهير # وصفات الطبخ # العناية بالبشرة غرائب وعجائب # قصص روايات مواعظ # صور حيوانات # وصفات الحلويات # الرجيم والرشاقة # نكت مضحكة # صور خلفيات # العناية بالشعر # شروحات و تقنيات # videos # Apps & Games Free # موضة أناقة أزياء # سيارات # ديكور # رعاية الأطفال # نصائح المطبخ # موبايل جوال # الفوركس # التعليم والمدارس # الحمل و الولادة # اخبار الرياضه # وظائف # صحة المرأة # حوادث # صور بنات # صور اطفال # مكياج و تجميل # عناوين بنوك شركات محلات مطاعم # العاب الغاز # عيد # كلمات الاغانى # اشغال فنيه واعمال يدويه # مصر # أشعار خواطر # للنساء فقط # للرجال فقط # صور شباب # علاج النحافه # رسائل SMS # أكلات نباتية - Vegetarian food # برامج الكمبيوتر # المراهقة # جمعة مباركة # blogger # رعب # لعنة العشق # حب # اسلامية # قاسي ولكن أحبني # أحفاد أشرار الحرب لأجلك سلام # أسمى معاني الغرام # حقيقية # لقد كنت لعبة في يده # ملهمة # أباطرة العشق # عربية # حب خاطئ # لست مميزاً # من الجاني # مشاهير # راقصة الحانة # اغتصاب طفلة # عاشقان يجمعهم القدر # الطريق الصعب # خيال علمي # أشواك الحب # تاريخ # سجينة ثوب الرجال # لروحك عطر لا ينسى # أطفال # عشق وانتقام # لازلت أتنفسك # لقاؤنا صدفة # للحب معان أخرى # خاتم سليمان # ممن أنتقم # نجاح # أبواب وهمية # حلمى فى صفيحة قمامة # فيلم # مجنون بحبك # بين شباكها # حزينه # رحلات جوليفر # عذاب قسوته # عندما ينادي الشيطان # لعنة حبك # مريم وامير # هدوء في قلب العاصفة # الحاسة السادسة # المشعوذة الصغيرة # عباقرة # لوعة العشق # حروب # قدر بالإجبار # بنات مضحكه# فوركس Forex# صحتك # الصور والخلفيات # الطبخ والحلويات # منوعات # اخبار الفن # القصص و الروايات الألعاب الرياضية # الحياة الزوجية # أزياء وملابس # الأم و الطفل # دراسات لغات # افكار منزلية # انترنت تكنولوجيا # صفات الابراج # حيوانات ونباتات # تفسير الاحلام # معانى الاسماء # خواطر و اشعار # الكون والفضاء اجمل نكته# Mix # Forex # youtube # foods # Kids # Health education # stories # News # kitchen # woman # Famous # Sport # Animals

-------

الساعة الآن 07:45 مساء