أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتدى جنتنا، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .

المنتدى للقرائه فقط -- للمشاركه انتقل الى منتديات جنتنا الجديده -forums.janatna.com





رواية سجينة قلبه

أميرة*فتاة بدينة أهانها حبيبها فى أنوثتها وسافر بعيدا..ليتحطم قلبها وتقسم على نسيانه ولكن ها هو يعود إليها يطالب بقلبها ..



09-03-2022 03:21 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [4]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية سجينة قلبه
رواية سجينة قلبه للكاتبة شاهندة الفصل الخامس

فتح آوس عينيه ببطء يشعر بجفاف كبير فى حلقه، نظر حوله فوجد حور تجلس نائمة على كرسى بجوار سريره، زفر بغيظ وتعب، ألا تكفيه أحلامه ليصحو ويراها أمامه بكل تلك الرقة، نظر الى السماء قائلا بنبرة ضعيفة:
ارحمنى يارب.

ورغم ضعف نبراته الا ان أذنا حور التقطتها فغتحت عينيها ببطء لتواجه تلك العينان العسليتان الغاضبتان، ياالله كم اشتاقت لهما، خيل اليها للحظة ان تلك العينين قد لانتا قليلا ولكنها ايقنت انها فقط اوهامها حين عادت عينيه حادة مجددا، ابتلعت ريقها فى توتر قائلة:
حمد الله على سلامتك
لم يرد عليها وانما قال فى برود جمد أوصالها وجعلها ترتجف:
عايز أشرب.

اومأت برأسها وناولته كوب الماء بسرعة، حاولت ان تساعده على الاعتدال كى يستطيع ان يشرب باريحية، ولكن نظرة عينيه جمدتها فى مكانها، رأته يتحامل على نفسه كى يعتدل وقد ظهر الألم على ملامحه، أمسك بالكوب وارتشف منه رشفة واحدة ثم أعطاها اياه، أخذت منه الكوب وهى تتجنب ملامسة يده حتى لا يشعر بارتجافها، كان غافلا عن قلقها عندما قال فى برود:
مين اللى جابنى هنا؟
نظرت اليه قائلة فى توتر:.

طارق والدكتور على، وطارق جه من شوية اطمن عليك ومشى
جز آوس على أسنانه وهو يراها تنطق اسم طارق دون ألقاب، هل أصبحا صديقين وهو تحت تأثير اصابته، لا يدرى لما أغضبه تصور ذلك، وانعكس ذلك على صوته الذى قال فى حدة:
عايز تليفونى
انتفضت من حدة صوته وقالت بارتباك:
طارق أخده ولما بيعوز يطمن عليك بيكلمنى فى التليفون الأرضى.

طارق، طارق، طارق، هل ستظل تردد هذا الاسم طوال النهار، زفر بقوة، بالطبع سيأخذ طارق الهاتف حتى لا تتصل حور بأحد، ماالذى أصابه؟لم لا يستطيع التركيز؟هل بسبب الحادث ام بسبب وجودها بجواره تحدق به بتلك النظرة البريئة والتى تزيد من شعوره بالحقارة
قالت بارتباك:
اكيد انت دلوقتى جعان، أنا عاملالك شوربة هجيبلك شوية
قال فى عصبية:
مش عايز حاجة.

طالعته بهدوء رغم قلبها ثائر الدقات، تخشى عصبيته ولكنها تأبى أن يظهر عليها خوفها، حدقها بغضب قائلا:
الهانم مش حاسة انها مخطوفة وانى أنا اللى خاطفها، عاملة فيها ملاك الرحمة وقاعدة جنبى تمرضينى لأ وكمان بتعمليلى شوربة، انتى ايه ياحور؟مبتحسيش؟
نظرت اليه وقد ترقرقت الدموع فى عينيها قائلة:.

لأ، أنا بس انسانة مقدرتش تشوف انسان زيها ادامها بيموت ومتعملش كل حاجة تقدر عليها عشان يعيش، حتى لو كان الانسان ده هو سجانى، أنا هروح اجيبلك الشوربة وهتشربها ياآوس ومتقلقش انا مش مستنية منك كلمة شكر او معاملة مختلفة عن معاملة السجان لسجينته، انا بعتبر نفسى بعمل حاجة لله، عمل خيرى يعنى، ومش مستنية منه مقابل، عن اذنك.

تابعها بعينيه وهى تغادر، زفر بقوة وغضب، غضب موجه الى نفسه، هو فقط، لقد اكتشف انه يتأثر بدموعها التى أراد ان يمحيها، يتأثر بكلماتها التى تصيبه فى مقتل وتجعله يشعر بدناءته، يتأثر ببرائتها وطيبتها التى دفعتها لمساعدته، انها تشبه حنان كثيرا، ليس فى الشكل وانما فى الصفات وربما حور هى أكثر طيبة من حنان، نفض افكاره بعنف، هل بدأ حقا بالمقارنة بين حور وحنان؟هل سينسى حنان ويتخلى عن انتقامه من أجل أوهام بدأ قلبه فى تخيلها. قست نظراته واقسم ان يمحى تلك الاوهام قبل ان تسيطر عليه، دلفت حور بتلك اللحظة وليدها صينية عليها طبق الشوربة، وضعتها بجوار آوس قائلة:.

تحب أساعدك؟
قال بصوت حاد منخفض:
اطلعى برة
نظرت اليه فى دهشة فردد كلماته ولكن بصوت أكثر حدة وقوة:
اطلعى برررررة
تدفقت دموعها لتسقط على وجنتها فى ثوان واندفعت خارجة من الغرفة وسط شهقاتها، أحس آوس بالألم، ليس فقط فى كتفه بل فى قلبه، أحس بغضبه يزداد من نفسه فقذف طبق الشوربة بيده فى عنف ليقع منكسرا الى فتات، مرر يده فى شعره بعصبية وهو ينظر الى الباب التى غادرت منه حور منذ قليل قائلا فى حزن:.

ياريتنى ما شوفتك ولا قابلتك ياحور، ياريتنى.

تعالى بسرعة ياطارق
نطقت حور بتلك العبارة بصوت مختنق بالدموع، مما أثار قلق طارق الذى يتصل بها كى يطمأن على آوس، لقد غادرهم منذ قليل، هل من المعقول ان يكون آوس قد أصابه مكروه فى تلك السويعات الصغيرة؟
ابتلع ريقه قائلا فى وجل:
خير ياحور، آوس جراله حاجة؟
قالت فى حزن:
لأ هو كويس، متقلقش، بس فاق ومتعصب على الآخر وسأل عنك وعن تليفونه
زفر طارق بارتياح ثم قال:
خلاص انا كدة فهمت، نص ساعة بالكتير وهكون عندكم.

قالت حور:
هستناك، متتأخرش
تردد طارق للحظة ثم مالبث أن قال:
حور
قالت حور بصوت ضعيف من كثرة الدموع:
معاك ياطارق
قال طارق:
معلش ياحور، استحملى آوس، آوس طيب اوى بس اللى مر بيه مكنش قليل أبدا، ومش اى حد يقدر يستحمله
قالت حور:
هحاول ياطارق، هحاول.

ثم اغلقت الهاتف وهى تشعر بغصة فى قلبها المنقسم الى جزئين، جزء يتعاطف معه، يشعر أن آوس ضحية مثلها، يميل هذا الجزء تجاهه وبقوة، والجزء الثانى يثور لكرامتها التى يحاول آوس جرحها فأيهما ينتصر؟

كانت اميرة تجلس فى الحديقة تفكر فى حياتها الغريبة مع قصى، وكم هو بارع فى التمثيل، حيث يظهر امام الجميع كزوج عاشق متيم، بينما تظهر مشاعره الباردة وهما منفردين حيث يتجنبها تماما ويلجأ الى الصمت لينام فى اخر اليوم على الاريكة، افاقت من شرودها على صوت امجد يقول:
حبيبة بابى بتفكر فى ايه؟
ابتسمت اميرة قائلة:
بتفكر فى حبيبها ابو عيون سودة وغمازة فى خده اليمين
ضحك امجد قائلا:.

يابت يابكاشة، انا بردو اللى حبيبك، وقاعدة بتفكرى فيه
ابتسمت اميرة فى خجل قائلة:
يوووه بقى يابابى متكسفنيش
جلس امجد بجوارها قائلا فى حنان:
سعيدة معاه يااميرة؟
نظرت اليه اميرة وكادت ان تبوح بما فى قلبها، ولكن نظرة امجد الذى يملؤها الأمل والتى تطلب الاطمئنان عليها جعلتها تقول:
اوى يابابى، انا لو لفيت الدنيا كلها مكنتش هلاقى زى قصى
ابتسم امجد فى ارتياح وقبل رأسها قائلا:
ربنا يسعدكم يابنتى.

سمعا صوت قصى يقول فى مرح:
الله الله يابابا، بقى انا قاعد ادور على مراتى، وهى قاعدة هنا معاك وبتبوسها كمان، انا بغير اوى ياسى بابا
التفتا اليه سويا ليبتسم امجد فى حنان قائلا:
اهمد ياواد انت، احسن ما اخليك انهاردة تبات برة اوضتك
قال قصى فى لهفة:
وعلى ايه يابابا؟انا بقول المسامح كريم
تورد وجه اميرة خجلا ولاحظ قصى تورد وجنتيها فابتسم بحنان فى حين ابتسم امجد فى سعادة قائلا:.

انا بقول كدة بردوو، اما اروح انا اشوف حبيبة قلبى واسيبكم بقى، اصلى محبش اكون عزول
وما ان ذهب امجد حتى التفت قصى الى اميرة قائلا لها وهو يهز حاجبيه طلوعا ونزولا:
لو لفيتى الدنيا مش هتلاقى زيى، صح؟
نظرت اليه اميرة قائلة فى غضب تخفى به احراجها:.

وكنت عايزنى اقوله ايه؟مش طايقاك مثلا؟ومش حابة اكون معاك، انت مشفتش وشه كان فرحان ازاى؟لمجرد انه حس ان احنا بنحب بعض، بابا امجد عزيز على قلبى اوى زى ما مامتى سعاد عزيزة عليك، ومستحيل اكسر بخاطرهم عشان اى حاجة فى الدنيا، حتى لو بكرهك ياقصى
اقترب منها حد الخطر وهو ينظر الى عينيها مباشرة وانفاسه الساخنة تلفح وجهها وهو يقول بهدوء ما قبل العاصفة:
بتكرهينى يااميرة؟مش كدة؟

ازدردت ريقها بصعوبة وهى تنظر الى عينيه بتوتر وهو يقول مستطردا:
طب ليه كل ما اقرب منك أحس كل حاجة فيكى بتنادينى؟ليه كل اما بلمسك بتترعشى يااميرة؟فهمينى ليه لسانك بيقول كلام وعنيكى وكل اشارة منك بتقول العكس، ليه؟
ابتعدت عنه وهى تقول فى توتر:
انت اللى مش عارف تقرانى صح، انا لو بترعش فبترعش من رفضى للمستك
ابتسم قائلا فى سخرية:
كدابة، انتى لسة بتحبينى، ولا حبك لية زمان كان وهم؟

نظرت الى عينيه مباشرة وترقرقت الدموع بعينيها وهى تتذكر كلماته القاسية قائلة:
ايوة كان وهم، وهم فوقتنى منه وبطريقة بشعة ياقصى، كنت زمان لية سند وامان، كنت مثل اعلى، دلوقتى انت بالنسبة لى ولا حاجة، ولا حاجة ياقصى
وتركته مبتعدة وهو يتابعها بنظرات حزينة يتساءل فى الم، هل حقا هى مؤمنة بكلماتها؟ام انها قالتها فقط لتؤلمه؟لم يعد يدرى ماذا يصدق، اقوالها ام احساسه؟حقا لا يدرى.

ابتسم قصى وهو يستقبل غادة التى اسرعت اليه تحتضنه وهى تقول:
وحشتنى، وحشتنى اوى ياقصى
ربت قصى على ظهرها قائلا فى حنان:
وانتى اكتر ياحبيبتى حمد الله على سلامتك
قالت فى لهفة:
عرفت عنوان آوس و رقية ياقصى
ابتسم قائلا:
لسة، بس هانت يادودو، قربت والله
قالت بخيبة أمل:
نفسى أشوفهم أوى، انا مصدقت يبقالى اخوات
قال فى استنكار:
وانا ابقى ايه مثلا؟
ابتسمت قائلة فى مرح:
انت اللى فى القلب ياقصى.

ثم ابتعدت عنه تنظر الى ملامحه قائلة فى لوم:
يعنى كان لازم تعمل فرحك وانا مسافرة؟مكنتش قادر تأجله لغاية ما ارجع
ابتسم قصى قائلا:
لا مكنش ينفع أأجله يوم واحد، ده انا مصدقت يابنتى
ابتسمت غادة قائلة فى مرح:
انا مش مصدقة ودانى، ياناس ياهوووو، قصى اللى البنات فى امريكا هتموت عليه وهو مش معبرهم، ييجى مصر يخش عش الزوجية علطول كدة، لأ ومش قادر يصبر كمان؟
ابتسم قصى قائلا:.

ما انتى عارفة اللى فيها ياغادة، انا محبتهاش دلوقتى، انا بحبها من سنين
قالت غادة:
طب مقولتليش ازاى وافقت؟
تنهد قصى قائلا:
حكاية طويلة، تعالى ياستى معايا وفى الطريق هحكيلك كل حاجة، ولا انتى عجبتك وقفة المطار دى؟
ابتسمت غادة قائلة:
لا طبعا، يلا بينا، عايزة تفاصيل ياقصى، تفاصيييل، ركز كدة ياعمنا ومتنساش حاجة
رفع حاجبه مستنكرا وهو يقول:
عمنا، جاية من امريكا وتقولى ياعمنا، عليه العوض، يلا بينا يابيئة.

قهقهت غادة وهى تشبك يدها فى ذراع قصى وتمشى الى جواره وهى تستمع الى حكاية زواجه العجيبة من حبيبته.

09-03-2022 03:23 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [5]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية سجينة قلبه
رواية سجينة قلبه للكاتبة شاهندة الفصل السادس

أنا عايزة بنتى ياسعيد، هاتولى بنتى
قالت والدة حور تلك العبارة من وسط دموعها، فاقترب منها سعيد يربت على يدها قائلا:
طب وليه بتعيطى ياسوسن دلوقتى، انا قلتلك، حور مشغولة ومقدرتش ترجع من امريكا، واول ما تعرف تنزل هتنزل
قالت سوسن فى حزن:
قلبى واكلنى عليها ياسعيد، مش مطمنة، ده مكنش بيعدى عليها يوم من غير ماتكلمنى، بقالها أسبوع، لا حس ولا خبر
زفر سعيد قائلا فى ملل:.

هو أنا مش قلتلك ان تليفونها اتسرق وهى مش حافظة أرقامنا، أنا هبعتلها رفعت بتليفون جديد وعليهأرقامنا متسجلة، أخلص بس الصفقة اللى فى ايدى عشان مينفعش أستغنى عنهلوقتى ومينفعش أبعت حد غيره، يومين بالكتير ياسوسن
نظرت اليه سوسن دون أن تتحدث لثوان ثم قالت فى هدوء:
وانت عرفت منين كل ده ياسعيد، مش بتقول تليفونها اتسرق
ارتبك سعيد للحظة ثم مالبث ان تمالك نفسه قائلا:.

عادل ابن اختى ياسوسن كان فى أمريكا وقابلها وحكتله وهو لما رجع حكالى، ارتاحتى دلوقتى
نظرت اليه سوسن قائلة:
وهو ما ادهاش رقمك ليه؟أو خلاها تكلمك من تليفونه
قال سعيد فى حدة:
وانا اش عرفنى ياسوسن، نسى، غبى، معرفش ما ادهاش الرقم ليه؟وبعدين هو تحقيق ياسوسن، أنا هقوم أمشى وأسيبلك البيت كله، دى مبقتش عيشة دى
تابعته سوسن بعينيها حتى خرج من المنزل، ثم نظرت الى السماء قائلة فى تضرع:.

يارب قلبى مش مرتاح، سعيد مخبى علية حاجة، ريح قلبى يارب وطمنى على بنتى، احفظهالى يااارب.

انتى بتقولى ايه؟أنا جاية فى أول طيارة علطول
نطقت رقية بتلك العبارة ودموعها تتساقط ألما، أغلقت الهاتف وانهارت فى البكاء، أفاقت على صوت رنين جرس المنزل، نهضت سريعا لتفتح الباب ظنا منها أنه أخوها آوس ولكنها فوجئت بطارق الذى جمد تماما لمرآى انهيارها، كادت ان ترتمى فى حضنه لتفرغ حزنها وتشعر بالأمان وهى تستمع لصوته الملهوف يقول:
مالك يارقية، بتعيطى ليه؟
تمالكت نفسها قائلة:
ادخل ياطارق.

دخل طارق وهو يصارع رغبة قوية فى ضمها ليخفف عنها حزنها ويحتويها داخل أضلعه، ليزيل ذلك الحزن عنها نهائيا، قال فى قلق:
ماتتكلمى يارقية، فيه ايه؟
نظرت اليه نظرة طويلة لا تدرى ماذا تقول ثم ما لبثت أن قالت فى حزن وهى تخفض رأسها:
ماما بتموت ياطارق
أخفى طارق زفرة ارتياح كادت ان تخرج منه، لقد توقع مصيبة، وليس موت تلك المستهترة التى لم تكن أبدا أما لفتاته رقية، تعجب من حزن رقية الشديد على أمها، قال يخاطب نفسه:.

ساحرتى، كيف تحزنين على أم كادت تودى بكى فى طريقها لولا عناية الله وأخيكى آوس الذى أنقذك من براثينها، ولكن حقا تظل الأم هى الأم، مهما كانت قاسية او مستهترة فأبناؤها يحزنون لمرآها حزينة ويفرحون لفرحها، هذا وان دل على شئ فيدل على قلبك الرائع حبيبتى، ذلك القلب الذى أعشقه منذ سنوات طويلة، ذلك القلب الذى أنتظر أن أبوح له بعشقى، ذلك القلب الذى أشعر بأنى أسكنه
أفاق على صوتها يقول فى حزم:.

لازم أسافر على اول طيارة رايحة امريكا
قال طارق فى حسم:
هحجزلنا علطول
رفعت عينيها اليه فى دهشة فقال فى تصميم:
مش هسيبك لوحدك، انسى
عبرت عينيها عن فرحتها فهى تخشى ان تواجه ذلك الموقف وحدها، ولكنها تذكرت أسامة، ذلك الملاك البرئ النائم فى حجرته فانتابتها خيبة الأمل، فقالت فى حزن:
طب وأسامة هنسيبه لمين؟انت لازم تفضل هنا عشان تاخد بالك منه.

لاحظ طارق حزنها لعدم تمكنه من السفر معها، دق قلبه بشدة، يشعر انها تبادله مشاعره او ربما هى تحتاج فقط للرفقة، لا يهم، سيظل الى جوارها، سيساندها، فقط يكفيه وجودها الى جواره، فهو عاشق حتى النخاع، قال فى حنان:
هسيب أسامة مع عالية اختى يارقية وآوس هيرجع بعد يومين، معتقدش يمانع وسط الظروف دى
اومأت برأسها بامتنان وظهرت الفرحة فى عينيها وهى تقول:
متشكرة اوى ياطارق، انت وجودك فى حياتى نعمة
تلعثمت قائلة:.

قصدى فى حياتنا كلنا
ابتسم قائلا:
طب يلا قومى اغسلى وشك وحضرى شنطتك وشنطة اسامة، وانا هروح احجز التذاكر وارجع آخدكم
أومأت برأسها، كاد طارق ان يغادر فاستوقفه صوت رقية وهى تقول:
طارق
التفت اليها فاستطردت قائلة فى خجل:
ربنا يخليك لينا
دق قلبه بشدة وهو ينظر الى عينيها الخضراوتين، ابتسم فى حنان قائلا:
ويخليكى لينا ياروكا.

وغادر مسرعا حتى لا يستسلم لأفكاره فى تلك اللحظة ليعود اليها ويأخذها فى حضنه ليسكنها داخله الى الأبد.

كانت اميرة تجلس مع والدتها عندما دلف قصى الى المنزل مع فتاة قصيرة جميلة، تبدو على ملامحها الرقة ذات عيون عسليةوشعر قصير ناعم، تأملتها اميرة فى غيرة تكاد تفتك بها، اقترب قصى والفتاة منهم، فقبل قصى جبهة سعاد قائلا:
مساء الخير ياماما، معلش نزلت بدرى انهاردة ومصبحتش عليكى عشان ألحق طيارة غادة
قالت سعاد فى طيبة:
ولا يهمك ياحبيبى، مساء السعادة لقلبك
ثم نظرت الى غادة قائلة:
حمد الله ع السلامة ياغادة.

اقتربت منها غادة وقبلتها قائلة:
سمعت عنك كتير ياطنط ويشرفنى انى اخيرا شفتك
ابتسمت سعاد قائلة فى حنان:
الشرف لينا ياحبيبتى
قالت اميرة فى حدة وهى تتابع ما يحدث بقلب ثائر:
طب مش تعرفونى انا كمان مين غادة دى؟يمكن اتشرف انا كمان
التفت اليها الجميع فى دهشة من حدة انفعالها، وتفحص قصى ملامحها المحتقنة وهو يقول:
غادة تبقى جارتنا من زمان يااميرة، وسافرت امريكا مع باباها بعد ما ماما ماتت ولسة راجعة انهاردة.

نظرت اليه اميرة فى غضب وقد تأكد لديها ان غادة تحمل مكانة كبيرة فى قلبه، لقد كانت معه فى امريكا طوال مدة سفره، هل احبها هناك؟اشتعلت الغيرة بقلبها وظهرت على صوتها وهى تقول:
طب والهانم متعرفش انك اتجوزت؟جاية شابكة فى ايدك كدة عادى؟
قالت سعاد فى حدة:
اميرة انتى بتقولى ايه؟
ادركت اميرة ان غيرتها قد بدت واضحة للجميع عندما استمعت لتأنيب والدتها فقالت فى عصبية:
مبقولش حاجة، انا طالعة اوضتى.

وغادرت مسرعة الى حجرتها تتابعها الاعين
قالت سعاد لغادة:
معلش يابنتى متزعليش منها، انا مش عارفة اميرة جرالها ايه؟
ابتسمت غادة قائلة فى حرج:
ولا يهمك ياطنط، ماحصلش حاجة
ثم اقتربت من قصى قائلة فى همس:
هى اميرة متعرفش؟
هز قصى رأسه نفيا فابتسمت غادة قائلة:
تبقى غيرانة ياقصى
نظر قصى اليها فى دهشة قائلا:
غيرانة؟
ابتسمت غادة قائلة:
ملهاش تفسير تانى ياقصى
نظر قصى الى مكان مغادرتها قائلا وقد بدأ الأمل يغزو قلبه:.

معقووولة؟

كانت اميرة تدور فى الغرفة كالنمر الحبيس تقول لنفسها فى همس متوتر:
وانا مالى يعنى ما يتنيلوا يحبوا بعض، ايه اللى يحرق دمى بس؟
توقفت لتنظر الى نفسها بالمرآه قائلة:
ده انتى كنتى تموتى يااميرة لو قصى حب غيرك، مش يتحرق دمك بس..
انتفضت على صوت دخول قصى الى الحجرة وهو يقول:
ممكن اعرف ايه اللى حصل تحت ده؟
التفتت اليه وهى تعقد حاجبيها بتوتر قائلة:
حصل ايه تحت؟
اقترب منها بسرعة قائلا وهو يمسك ذراعها بشدة:.

آه، ده احنا هنستهبل بقى، ازاى تهينى ضيفتى وتكلميها بالشكل ده؟
نفضت ذراعها بعنف قائلة:
ايه هنستهبل دى؟ما تحسن ألفاظك ياقصى، وبعدين انا عملت ايه يعنى، اى واحدة فى مكانى هتشوف جوزها داخل عليها وفى ايده واحدة شابكة فيه، هتعمل اكتر من كدة
رفرف قلب قصى فرحا عندما تأكد من غيرتها، لكنه تمالك نفسه وهو يقول مقتربا منها فى هدوء:
جوزها، قلتيلى، من امتى الكلام ده؟

ابتلعت ريقها فى توتر وهى تراه يقترب منها فتلعثمت قائلة:
هو انت، انت، مش جوزى، ولا ايه؟
ابتسم فى سخرية وهو يقترب منها حتى انها شعرت بانفاسه الحارة على وجهها وهو يقول:
بأمارة ايه، ها؟
اخفضت عينيها حتى لا تواجه عينيه وهى تقول:
انت قدام الناس جوزى، ولازم تحترم ده
مد يده الى ذقنها يرفعها فى حنان حتى تواجهت عينيهما فنظر اليها فى عشق جعلها أسيرة لعينيه وهو يقول فى همس:.

ميهمنيش الناس ياميرا، اللى يهمنى انا ابقى ايه بالنسبة لك، انتى وبس
تلعثمت قائلة:
انت، انت، نظر الى شفتيها قائلا فى عشق:
انا إيييه؟
ابتلعت ريقها بصعوبة وهى تقول:
انت...

وضاعت كلماتها داخل فمه الذى قبلها بشوق ولهفة، كادت ان تقاومه للحظة ولكنها أرادت الاستسلام، فلتستسلم الآن وتترك الندم للغد، وبالفعل استسلم العقل مثل القلب فارتفعت يدها تحيط برقبة قصى الذى ما ان شعر بتجاوبها حتى أسرع يضمها اليه اكثر ليعمق قبلته التى اطاحت بدقات قلبها فأغمضت عينيها مستسلمة لمشاعر هزت كيانها واشتياقا فاق تصوراتها، وشعرت بيد قصى تفك ازرار قميصها فحاولت التراجع وهى تفيق من فورة مشاعرها ولكنه أبى ان يتركها فقبل أذنها وعنقها تاركا يده تجول على جسدها لتلهب مشاعرها وتعيدها الى دائرة شوقها وحبها له الذى طغى على تفكيرها وتركها أسيرة لأشواقه التى عبر عنها من خلال قبلاته لينحنى ويحملها دون ان تتفارق الشفاه ووضعها على سريرهما ليعزفا سويا قصة العشق الأبدى.

09-03-2022 03:24 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [6]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية سجينة قلبه
رواية سجينة قلبه للكاتبة شاهندة الفصل السابع

خلاص ياطارق انا هتصرف، خد بالك انت من رقية وطمنى عليها، سلام دلوقتى
أغلق آوس هاتفه وهو يزفر بقوة قائلا:
وده وقتك بردو ياسوزى، هعمل انا ايه دلوقتى، مش معقول أسيب أسامة عند عالية مدة كبيرة، الله أعلم الموضوع ده هيخلص امتى، مفيش ادامى حل غير انى اجيب اسامة هنا، حور تاخد بالها منه لما اغيب.

صمت يتعجب من تفكيره الذى اصبحت حور جزء لا يتجزأ منه، هل تخلى عن انتقامه بتلك السهولة، هو يعرف الآن انه لن يستطيع قتل حور، لقد وقع فى حب سجينته وانتهى الأمر، ولكن ماذا عن حنان؟هل أصبحت ذكرى؟أخرج صورة حنان من جيبه ونظر اليها بخجل قائلا:.

انا مش ممكن أنساكى ياحنان، هتفضلى اول حب فى حياتى، بس مقدرتش امنع قلبى يحبها، قاومت كتير بس هى بطيبتها وبرائتها وحنيتها هدت الأسوار اللى بنيتها حوالين قلبى، فيها شبه كبير منك فى طبعك وده اكتر حاجة شدتنى ليها، انا عايزك بس تسامحينى لأن مشاعرى من ناحيتها أقوى وأعمق، مش عارف ليه بس عمرى ما حسيت باللى بحسه ناحيتها، انا اتعودت احكيلك ع اللى فى قلبى ومش قادر اخبى اكتر من كدة، انتى اكيد حاسة بية، مش كدة ياحنان؟

ثم قست نظراته وهو يستطرد قائلا:
بس ده مش معناه انى هنسى تارك ياحبيبتى، صحيح مش هقدر آخده بالشكل اللى كنت رسمه، بس فى دماغى حاجة تانية لو ظبطت هجيب سعيد المنياوى راكع تحت رجلى وساعتها هقتله ياحنان واخلص الدنيا من شره، ومش هفتكر ساعتها انو أبو حبيبتى، لأ، كل اللى هفتكره ساعتها انه قتل ام ابنى.

تأمل الصورة قليلا ثم وضعها فى جيبه مرة أخرى ولكنه توقف للحظة ليخرجها من جيبه ويضعها فى دولابه ثم بدل ملابسه وذهب ليحضر اسامة الى المنزل، بل الى، حور.

أحس طارق بكف رقية الرقيق يضغط على يده فالتفت اليها ليجدها ساهمة لا تدرك توترها وقلقها الذى انتقل اليه عبر كفها الذى يضغط على يده دون ان تشعر، توقف فجأة مما جعلها تنتبه اليه، نظرت اليه فى تساؤل عن سبب توقفه، التفت اليها بجسده حتى أصبح فى مواجهتها تماما، نظر مباشرة الى عينيها، وضم يدها بين يديه قائلا فى حنان:
مالك يارقية، قلقانة من ايه؟

نظرت اليه فى دهشة تتعجب من قدرته على الشعور بها وبقلقها الذى تحاول ان تخفيه، صمتت وطال صمتها فاستطرد طارق قائلا:
لو مش عايزة تتكلمى بلاش، بس عشان خاطرى اطمنى، انا مش هسيبك ابدا، خطوة بخطوة معاكى
نظرت اليه بحب تقول عيناها ماعجز لسانها على البوح به، كاد ان يعتدل ليمشوا مرة أخرى ولكن استوقفه تمسكها بيده فرجع بجسده ليواجهها فى تساؤل فنظرت الى عينيه تقول فى تردد:
أنا، أنا.

كاد قلب طارق ان يتوقف فى انتظار كلماتها، هل ستعترف بحبه؟قال لها بلهفة:
انتى ايه يارقية؟
اخفضت نظراتها قائلة:
انا فعلا قلقانة ياطارق
لم تكن تلك الكلمات ما يريد ان تنطق بها، اعتصرت خيبة الامل قلبه، ولكنه تمالك نفسه قائلا:
قلقانة من ايه بس يارقية
نظرت اليه قائلة فى حزن:
قلقانة من رد فعل ماما لما تشوفنى، ياترى هتفرح ولا تزعل؟هترحب بية ولا هتطردنى زى آخر مرة.

كاد قلب طارق ان ينفطر حزنا على حبيبته التى عانت لسنوات من قسوة امها وجفائها، ود لو ضمها داخل أضلعه ليقول لها، لو تخلى كل العالم عنكى حبيبتى فأنا هنا الى جوارك لن أتخلى عنكى مطلقا، قلبى وطنا لكى ياغاليتى
ولكن حال دون اعترافه لها وعده لأخيها والذى قطعه على نفسه منذ سنوات، لذا لم يكن امامه سوى ان ربت على يدها قائلا فى حنان:.

متقلقيش ياروكا، مامتك اكيد فى الحالة دى هتفرح لما تشوفك، وحتى لو ما فرحتش وطردتك ياستى، انتى مش هتمشى ومش هتسيبيها، ده حقها عليكى حتى لو هى حرمتك من حقوقك، مش كدة ولا ايه؟
اومأت برأسها ايجابا، فاستطرد قائلا:
انا عايزك تكونى متأكدة من حاجة واحدة بس
نظرت اليه متسائلة فاستطرد فى حب قائلا:
انا جنبك ومش هسيبك ابدا.

ابتسمت رقية وبادلته نظرة العشق حتى انها كادت ان تنسى نفسها بين نظراتهما وترتمى بين احضانه لتعبر عن حبها وامتنانها له، ولكنها افاقت قبل ان تفعل وقالت فى خجل:
احمم، هو احنا مش هنمشى بقى؟
افاق طارق من سحر عينيها ليقول فى ارتباك:
ها، آااه، يلا بينا
ومشى الى جوارها تغمرهما مشاعر شتى مابين خجل وترقب وشعور آخر ملأ قلبيهما، انه العشق ياسادة، عشق خفى يصرخ مطالبا باخراجه من الظلمات الى النور.

فتح قصى عينيه ليبتسم فى حنان وهو يرى صغيرته تنام كالملائكة بين ذراعيه، تأملها فى عشق، ومد يده ليزيل تلك الخصلة التى تخفى ملامحها إلى خلف أذنها، فتحركت رموشها لتنبأه بقرب استيقاظها. كاد ان يغمض عينيه ليتظاهر بالنوم ولكنه فوجئ بها تفتح عينيها مرة واحدة لتقابل عينيه، كادت ان تبتسم للحظة وهى تدرك انها بين ذراعى قصى، لتعود اليها ذكريات الليلة الماضية فى ثوان فتتغير ملامحها للجمود وهى تبتعد عنه تتابعها عينيه فى قلق، كادت ان تنهض ولكنها توقفت وهى تسمع قصى يقول فى همس قلق:.

صباح الخير ياميرا
التفتت اليه قائلة فى برود زاده قلقا:
صباح الخير ياقصى
أمسك يدها قائلا:
رايحة فين؟
نزعت يدها من يده فى هدوء وهى تقول:
هاخد شاور واروح شغلى
ابتسم قائلا وهو يحاول ان يبعد عنه قلقه:
خدى اجازة انهاردة ياميرا
قالت اميرة فى حدة:
ليه بقى ان شاء الله؟
عقد حاجبيه قائلا فى حيرة:
فيه ايه يااميرة؟انتى ناسية انك عروسة؟
وان انهاردة صباحيتك ياحبيبتى
قالت اميرة فى سخرية:.

شكلك انت اللى نسيت، عروسة ايه ياقصى، انت مش فاكر اتفاقنا ولا ايه؟
ازداد انعقاد حاجبى قصى وهو يقول:
واللى حصل بينا انبارح؟
ابتسمت اميرة فى سخرية قائلة:
انت مكبر المواضيع اوى ياقصى، اللى حصل بينا مكنش اكتر من رغبة بين راجل وست، رغبة...
قاطعها وهو يمسك ذراعها بقوة ويهزها بعنف قائلا فى غضب:
اوعى، اوعى ترخصى اللى بينا بالشكل ده، انتى فاهمة؟

ثم تحولت ملامحه الى البرود القاتل والذى انعكس على صوته وهو يستطرد قائلا:
ياريت متتكلميش عشان متغلطيش اكتر وتضيعى كل حاجة حلوة ليكى جوايا.، اوعدك انى مش هاجى جنبك تانى لو ده هيكون رد فعلك وكلامك بعدها، وامشى من أدامى دلوقتى قبل ما اعمل حاجة نندم عليها احنا الاتنين، امشى.

كانت اميرة صامتة تتابع هجومه المفاجئ وكلماته فى صدمة، ولكنها تمالكت نفسها وهى تسرع بالذهاب الى الحمام، وما ان دلفت اليه حتى تركت لدموعها العنان، لا تعلم لما قالت ما قالته لقصى، ربما أرادت أن تحمى قلبها من سماع كلمات استهزاء من قصى عن مشاعرها التى باتت واضحة خلال علاقتهما سويا، ربما ارادت ان تظهر له ان مشاعرها تلك لم تكن حبا، وربما هو فقط كبرياؤها الأحمق الذى أراد ان يثبت لقصى انه لم يعد بالنسبة لها روحها التى تعيش بها، ربما وربما، العديد من الاحتمالات والأسباب، ولكن الشئ الأكيد، أنها دمرت أحلى لحظاتهما سويا..

انتفضت على صوت باب الحجرة يغلق بعنف، فاتجهت الى المياه ونزلت تحتها تحاول ان تزيل الم قلبها ولكن هيهات فالألم عميق، وكل ما فعلته المياة انها اختلطت بدموعها، لتشاركها المها والتى كانت هى اليوم السبب فيه.

مدام اميرة موجودة لو سمحتى؟
قالت غادة تلك العبارة بهدوء موجهة حديثها الى السكرتيرة الحسناء لمكتب أميرة فتنحنحت السكرتيرة قائلة:
أيوة يافندم، اقولها مين حضرتك؟
قالت غادة:
قوليلها غادة النيلى
ابتسمت السكرتيرة قائلة:
لحظة واحدة
اومأت غادة برأسها فاتجهت السكرتيرة لمكتب اميرة وطرقته بهدوء وما ان سمعت اميرة تامرها بالدخول حتى دلفت الى المكتب لدقائق قليلة ومالبثت ان خرجت قائلة:.

اتفضلى يافندم، مدام اميرة هتستقبلك حالا
ابتسمت غادة قائلة:
ميرسيه
دلفت غادة الى مكتب اميرة وهى تشعر بالتوتر واذداد توترها وهى تواجه تلك الفاتنة التى تجلس خلف مكتبها تنظر اليها ببرود قائلة:
أفندم؟
ابتسمت غادة فى توتر قائلة:
ممكن تسمحيلى آخد من وقتك دقايق، بس ياريت تسمعينى للآخر ومتقاطعنيش
أشارت لها اميرة بالجلوس قائلة فى برود:
اتفضلى، خير؟
ابتلعت غادة ريقها فى توتر قائلة:.

انا جاية انهاردة عشان أقولك حاجة هتوضح سوء التفاهم الكبير اللى حصل بينا، أنا، انا ابقى أخت قصى.

مين دى يابابا؟دى حلوة اوى.

سأل أسامة ذلك السؤال وهو يوجه حديثه الى آوس الذى نظر الى حور التى علت ملامحها الدهشة لدخول آوس مع طفل صغير يحمل بعضا من ملامحه وازدادت دهشتها وهى تسمع كلام الصغير لتتساءل فى صدمة وهى تتأمل الصغير مجددا، هل هذا الطفل الجميل ابن حنان وآوس؟، نعم فعينيه هما عينى حنان وباقى ملامحه لآوس، ما أجمله كم كنت اتمنى لو كان هذا الطفل لى أنا، ولكن لم احضره آوس الى هنا، هل تخلى عن فكرة انتقامه ام ماذا؟

عادت بنظرها الى آوس الذى تابع تعاقب انفعالاتها على وجهها ليشعر بشفافيتها التى تعكس روحا من الجنة
أفاق على صوت اسامة يقول وهو يضغط بيده على يد ابيه الممسكة به قائلا:
رد علية يابابا، مين دى؟
نظر اليه آوس ثم نظر مجددا الى حور قائلا فى تردد:
دى، دى...

ولم يدرى ماذا يقول، أيقول انها ابنة عدوه وقاتل أمه ام يخبره بأنها سجينة قلبه الذى يأبى أن يحررها؟، لتنقذه حور من حيرته وهى تقترب من الصغير لتجلس على ركبتيها وتصبح فى مواجهته وتمد يدها اليه قائلة فى حنان:
انا حور صاحبة مامتك الله يرحمها ياحبيبى.

اغمض آوس عينيه ليبعد عنه تلك الصورة الرقيقة لها، كم كان يود لو يستطيع ايضا ان يغلق اذنه حتى لا تسمع لفظ التحبب الرقيق من فمها والذى ود من كل قلبه لو كان موجها اليه هو، لتزداد دقات قلبه وهو يتخيل ذلك، فتح عينيه على صوت صغيره يقول فى سعادة وهو يمد يده اليها ليصافحها قائلا:
وانا اسامة ابن بابا آوس وماما حنان
ابتسمت حور قائلة وهى تحتضن كفه:
أهلا ياأسامة
نظر اليها الصغير فى أمل قائلا:
مش انتى وماما اصحاب؟

أومأت حور برأسها فاستطرد الصبى قائلا:
يبقى هتحكيلى عنها كل يوم حكاية زى بابا، أصلها وحشتنى اوى
نظرت الى آوس فلمحت نظرة حزينة عبرت مقلتيه بسرعة ولكنها استقرت فى قلب حور لذا ربتت على رأسه قائلة فى حنان:
عيونى ياأسامة
قال آوس:
تعالى ياأسامة هوريك اوضتنا عشان ترتاح شوية
قال أسامة موجها حديثة الى حور:
تعالى معانا ياطنط
نهضت حور من جلستها وهى تنظر الى آوس نظرة سريعة مرتبكة فوجدته فى حالة مماثلة لتقول فى خجل:.

اطلع انت ارتاح يااسامة وانا هعملك اكلة حلوة هتحبها اوى
ابتسم اسامة قائلا:
هتعمليلى ايه؟
ابتسمت حور قائلة:
خليها مفاجأة
شعت السعادة فى وجه اسامة وهو يقول:
انا بحب المفاجآت اوى ياطنط حور وهحبك انتى كمان
قالت حور فى حنان:
انا بقى خلاص حبيتك ياأسامة
كاد آوس ان يجن، هل يشعر بالغيرة حقا من صغيره لحصوله على قلب حور بتلك السهولة؟حتما لقد اصابه الجنون، لذا لم يشعر بنفسه وهو يقول بحدة:.

مش يلا بقى ياأسامة ولا هنقعد نحكى فى كلام فارغ طول النهار
نظر اليه كل من أسامة وحور بدهشة من عصبيته الغير مبررة، قال أسامة:
مالك يابابا، متعصب ليه؟
قال آوس بنفاذ صبر:
مش متعصب ولا حاجة ياأسامة بس عايز أرتاح شوية
قالت حور بصوت مختنق تشعر بدموعها على وشك السقوط:
روح ياأسامة مع بابا ولما ترتاحوا انزلوا عشان تتغدوا.

أومأ أسامة برأسه، كاد آوس ان يغادر مع ابنه ولكنه توقف فى مكانه لثوان وكأنه يفكر فى شئ ما ثم عاد مجددا الى حور قائلا بصوت منخفض:
أسامة عنده حساسية من الشطة
نظرت اليه لا تصدق كلماته التى تعلن موافقته الضمنية على أن يأكل هو وأسامة من طهيها فأومأت برأسها بسرعة قائلة:
مش هحط شطة.

تأملها للحظة وكاد ان يقول شيئا آخر ولكنه تراجع فى اللحظة الاخيرة ورجع الى أسامة ليتجها الى حجرتهما، تتابعهما عينا حور التى تنهدت قائلة بهمس حزين:
يعنى مش كان كفاية علية انت ياآوس، لازم يطلع ابنك حتة سكرة هو كمان؟كان نفسى تكونوا عيلتى، عارفة انه حلم صعب يتحقق، صعب ايه؟، ده مستحيل يتحقق بس مش هقدر أبطل أحلم انى فى يوم م الأيام أدخل قلبك ياآوس واكون حبيبتك وأم لأسامة
ثم نظرت الى السماء قائلة:.

اللهم أرنى عجائب قدرتك فى ما أحب وأتمنى.



المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 6993 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 4052 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 3100 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 2971 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 3416 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، سجينة ، قلبه ،


 





# فنون # مشاهير # صحة # منوعات # الأطفال # English # تفسير الأحلام ثقافة # قصص # سيارات Cars # صور # تقنيات # الاجهزة الالكترونية # المطبخ # كلام فى الحب # أبراج # رياضة # ازياء # حكم وأقوال تطوير الذات# خلفيات # صور بنات # مشاهير # ديكور # صباح الخير # مكتوب برقيات شهر رمضان # جمعة مباركة # حب رومانسية # عيد # ادعية # خلفيات كرتون # منوعات # موضة # الأم # أطفال # حيوانات # صور ورد # اكلات # New Year # مساء الخير # اللهم صلي علي النبي # القران الكريم # صور نكت # عيد ميلاد # اعلام # سيارات # تهنئة الخطوبة # حروف واسماء # الغاز # صور حزينة # فساتين # هدايا # خلفيات النادي الاهلي # تسريحات شعر # الاصدقاء # بوستات نجحت # خلفيات نادي الزمالك # حب رومانسية # تهنئه # ازياء # صور بنات # صوره وكلمه خلفيات # كرتون # بروفايل رمزيات # دينية # سيارات # مضحكة # أعلام # مسابقات # حيوانات # ديكور # أطفال # أكلات # حزينة صور شباب أولاد ر# صور # الطب و الصحة # مقالات عامه # CV المشاهير # وصفات الطبخ # العناية بالبشرة غرائب وعجائب # قصص روايات مواعظ # صور حيوانات # وصفات الحلويات # الرجيم والرشاقة # نكت مضحكة # صور خلفيات # العناية بالشعر # شروحات و تقنيات # videos # Apps & Games Free # موضة أناقة أزياء # سيارات # ديكور # رعاية الأطفال # نصائح المطبخ # موبايل جوال # الفوركس # التعليم والمدارس # الحمل و الولادة # اخبار الرياضه # وظائف # صحة المرأة # حوادث # صور بنات # صور اطفال # مكياج و تجميل # عناوين بنوك شركات محلات مطاعم # العاب الغاز # عيد # كلمات الاغانى # اشغال فنيه واعمال يدويه # مصر # أشعار خواطر # للنساء فقط # للرجال فقط # صور شباب # علاج النحافه # رسائل SMS # أكلات نباتية - Vegetarian food # برامج الكمبيوتر # المراهقة # جمعة مباركة # blogger # رعب # لعنة العشق # حب # اسلامية # قاسي ولكن أحبني # أحفاد أشرار الحرب لأجلك سلام # أسمى معاني الغرام # حقيقية # لقد كنت لعبة في يده # ملهمة # أباطرة العشق # عربية # حب خاطئ # لست مميزاً # من الجاني # مشاهير # راقصة الحانة # اغتصاب طفلة # عاشقان يجمعهم القدر # الطريق الصعب # خيال علمي # أشواك الحب # تاريخ # سجينة ثوب الرجال # لروحك عطر لا ينسى # أطفال # عشق وانتقام # لازلت أتنفسك # لقاؤنا صدفة # للحب معان أخرى # خاتم سليمان # ممن أنتقم # نجاح # أبواب وهمية # حلمى فى صفيحة قمامة # فيلم # مجنون بحبك # بين شباكها # حزينه # رحلات جوليفر # عذاب قسوته # عندما ينادي الشيطان # لعنة حبك # مريم وامير # هدوء في قلب العاصفة # الحاسة السادسة # المشعوذة الصغيرة # عباقرة # لوعة العشق # حروب # قدر بالإجبار # بنات مضحكه# فوركس Forex# صحتك # الصور والخلفيات # الطبخ والحلويات # منوعات # اخبار الفن # القصص و الروايات الألعاب الرياضية # الحياة الزوجية # أزياء وملابس # الأم و الطفل # دراسات لغات # افكار منزلية # انترنت تكنولوجيا # صفات الابراج # حيوانات ونباتات # تفسير الاحلام # معانى الاسماء # خواطر و اشعار # الكون والفضاء اجمل نكته# Mix # Forex # youtube # foods # Kids # Health education # stories # News # kitchen # woman # Famous # Sport # Animals

-------

الساعة الآن 04:24 صباحا