رواية جحيم الليث للكاتبة سامية صابر الفصل السابع عشر
نهض ليث ووقف امامها قائلا =نزلي السكينة يا فجر وبطلي عبط علشان متأذيش نفسك وخلينا نتكلم بهدوء.. =مفيش هدوء بينا انا خلاص تعبت وزهقت. تعبت مش انت واهلي والعالم كله عليا حرام عليكُم انا انسانة تعبت والله تعبت خلاص، طلقني وسيبني أغور في ستين داهية عايز منى ايييه سيبني بقا حررني انا تعبت من السجن اللى انا فيه دة.. =حياتي بالنسبة ليكي سجن..؟
=كلها سجن ف سجن، انا مشوفتش معاك الراحة من يوم ما قابلتك. أدتنى الامل والسعادة وخدتهم تانى مني.. =اقعدي يا فجر خلينا نتكلم الاول.. جلست بألم في جسدها تبكي بقهر وعينيها انتفخت من كثر البكاء، فقال بهدوء =سالي كانت حبيبتي وخطيبتي قبل ما تبقي مرات عارف. عارف اخويا من الام تمام وفيه عداوة بينا قبل سالى. غير كل دة انا مخونتكيش يا فجر حاجة حصلت بيننا للحظة..
=علشان كدة مارضيتش تقولى اي حاجة وقتها لما سألتك، حاجة لحظية ازاي مش فاهمة، دي مش خيانه اومال الخيانه عندك ايه بالظبط؟ لو دخلت عليا فجأة واحدة ولقيتني فجأة واحدة ببوس واحد هتعمل ايه. امسكها من ثغرها بقسوة قائلا =مش مرات ليث الشرقاوي اللى تعمل كدة، انتبهي على كلامك والا هدفنك مكانك.
=عمرك ما هتتغير هتفضل طول عمرك همجي ومُتسلِط، دلوقتي هتتجنن لو انا خُنتك ولما انت خُنتني لا عادي مفيهاش حاجة. انا مش هستحمل اكثر من كدة معاك، طلقني يا ليث. =انا الكلمة دي بتخنقني، ف في حياتي مفيش حاجة اسمها طلاق. اسمعي يافجر انا بحاول أأسس حياة جديدة معاكى. بلاش تخربيها بعقلك الباطن. =والله هو انا إللى بخربها صح! حياة جديدة ازاي وسط كتاب مُتسخِ؟ =فجر، كُلي علشان الطفل. =ط، طفل ايه..
= انت بارد ومريض والله مريض. حدجها بنظرة قاسية لتتراجع للخلف مُنكمِشة على نفسها ؛ قال وهو يضغط على اسنانه =اتنيلي اطفحى يا فجر بدال ماهوريكى المرض اللى على أصوله. قالها وخرج من الغرفة بغضب شديد، بينما تنهدت فجر بألم وهي تُملس على وجهها قائلة =هيجنني انا لازم اهرب منه لازم امشي من هنا لمكان بعيد خالص. مش هستحمل معاه اكثر من كدة تعبت.. مَلست على بطنها بحب قائلة بدموع.
=كان نفسى تيجي في ظروف احسن من كدة. من شخص مختلف عن ابوك. شكلنا هنشوف اسوء ايام في حياتنا. بس لا انا مش هسمح هاخدك واهرب يمكن مينفعش أحرمك من ابوك بس غصب عنى لازم اعمل كدة.. امدت يديها على صنية الطعام من كثرة الالم وهي تأكُل بشهية شديدة فهي جعانة رغمًا عنها. نهض عارف من مكانه قائلا بعينان مُشتعلة =بتفتشي ف حاجة مش بتاعتك ليه يا سالى؟ =رد على سؤالي يا عارف.. امسكها من معصمها بقسوة قائلا.
=متفتشيش ف حاجة متخصكيش بعد كدة يا سالى فاهمة ولا لا. الماضى دة خاص بيا واياكِ تجيبي سيرته تانى ولو عرفت للحظة انك قولتي لليث أو اى مخلوق تاني على الكلام دة هدفنك حية. القي بها على الكنب واخذ السي دي واللاب الخاص به وخرج من الصالون الى غرفته، بينما امسكت هي ثغرها بألم وهي تبكي قائلة =ماشى يا عارف. انا هوريك ازاي تتعامل مع سالى كدة، هقلب عليك الترابيزة كلها.
خرجت ريم وهي تُهندم من ملابسها الى الصالون فأخبرتها خالتها بوجود أدهم في الخارج؛جلست دون ان تتحدث. بينما احترم هو صمتها وبدء الكلام قائلا =انا هدخل في الموضوع على طول، انا ما اقبلش اكون مع واحدة مش بتحبني ولا عايزاني انتِ مش مجبورة على حاجة من الكلام دة. الجواز قسمة ونصيب، وزي ما بيقولوا كُل حاجة بالخناق الا الجواز بالاتفاق، تقدري تختاري طريقك بنفسك. مش مجبورة تبقي معايا لمجرد انى بحبك.
=انا مش مجبورة على حاجة يا ادهم. انا اختارت بنفسي من غير اجبار حد. انا قررت ادي علاقتنا فرصة عادي.. =ده بجد. قررتي تدينا فُرصة؟ ولا علشان أذمة خالتك؟ =ماتفكرش اني طمعانه فيك يا أدهم حاسب على طريقة تفكيرك! =عمرى ما أفكر بالطريقة دي، لو على الفلوس هديهالك من غير مقابل. =فلوس ايه وزفت ايه انا مش عايزة حاجة قول انك مش عايز العلاقة دي اصلاً! حاولت ان تنهض امسك بمعصمها قائلا بأسف.
=لا انا مقولتش كدة والله. انا اسف يا ريم اسف اوي. انا عايزاك وبحبك و.. صمت بتنهيدة ف أكملت هي متساءِلة =انت بتحبني بجد.؟ ولا جواز صالونات. =هيفرق معاكي.؟ =طبعاً هيفرق.. =ايوة والله انا بحبك من زمان يا ريم، من زمان أوي وانتِ ساكنة ف قلبي. كان اكبر سبب انى اسافر هو انتِ علشان ارجع واحققلك اللي نفسك فيه وما اخلكيش محتاجة لأي حاجة. مع اني عارف الحب مش بالفلوس..
=ليه بتحبني. هل علشان انا اتحب ولا حلوة ولا..؟ =هو ايه الحب، للشكل للمال للجاه؟ خالص. الحُب للروح وانا بحب روحك من زمان. مع العلم اننا زمان كُنا معاتيه في الشكل. ابتسمت قائلة =دي حقيقة وعلشان كدة مستغربة انك كُنت بتحبني بشكلي والطرحة بتاعت اعدادي.. =ما انا مكونتيش دنجوان عصرى. كان فيه شنب اعدادي وحاجات تعر الصراحة. بس دلوقتي بقيت وسيم صح؟ =لا انت لسه زي ما انت. =هقوم الحق انا الجبهة.
ضحكا معاً بخفة فقالت وهي تُقطب ذراعيها امامها =احم بس انا تافهة جداً =المرة الجاية لما اجي هبقي جاي لخطيبتي وكدة، هجيب جوز شرابات ووقتها نلبسهم ونقعد نشوف كرتون والفشار عليكي. =خلاص موافقة يا سيدي. هتشرب قهوة ولا نسكافية؟ =عصير برتقان ماليش انا في حاجات الناس العميقة دي.. =أو جوافة الجوافة حلوة برضوا =نشفتي ريقي. =هجيب المرة الجاية الاتنين ونشرب منهم. =ماشي يا ستي. استني بقا نستيني. اخرج ظرف من جيبه قائلا.
=دة كارت دعوة ليكي هتقابلى صاحب قناة اعلامية كبيرة عايز مُتدربين للنشرة الاذاعية وانا هكون معاكي وهيبقي فيه مسابقة ان شاء الله هتنجحي.. =ايه دة انت هتساعدني في حلمي! يعني قولت انك هتقولي مفيش شغل واقعدى في البيت. =لا طبعاً انا مش هحبسك انا هتجوزك. طبعاً هفرح لنجاحك بس متأثريش لا معايا ولا مع عيالنا مستقبلاً وكمان لبسك هيبقي ليه حدود.
ابتسمت بفرحة عارمة اعترتها، ف ادهم شخصية جميلة جداً وقريبة من قلبها بالفعل ومن شخصيتها اكثر بكثير.. اندمجا في الحديث حول عدة اشياء وكانت تراقبهم خالتها التي ابتسمت وحمدت ربها على تناسقهم وتمنت لهم السعادة، بينما كان ادهم في غاية السعادة بالفعل ؛ في حين شعرت ريم بالراحة، وهذا اهم من الحُب لو تعلم..
عاد عُمر الى المنزل مرة أخرى فلم يكُن هناك اعمال شاقة، ف عاد ويذهب الغد باكراً من اجل إتمام احد الصفقات ؛ فتح الباب بهدوء تام، ينظر إلى الداخل ولكن لا يوجد احد، سمع صوت دندنه في المطبخ ف دلف اليهِ ليرى فتاة في المطبخ ترتدى بنطال وبلوزه، وتركت شعرها مفروداً للعنان وتُغنى براحة وتقوم بعمل شوربة..
فى حين شعرت سلمى بأحد ما خلفها، التفتت لترى عمر امامها ف ألقت بالشوربة على الارض وهي تصرخ ثم امسكت السكين توجهها اليهِ امسكها بقوة لتُصيب يديهِ قال بغضب =اهدي يا آنسة، بتعملي ايه. =انت مين يا حيوان عايز تخطفني. مش هتقدر والله لااااا =اخطفك ايه اهدي بقا، الله يحربيتك، انا صاحب البيت دة.. هدأت حركة سلمى وهي تقول بتساؤل =ايه. انت انت عمر ابن الحاجة؟ =ايوة انا زفت، انتِ مين.؟
نظرت سلمى لنفسها بتفحص لترى أن مظهرها غير لائق امام عمر الان، ابعدته عنها وهي تصرخ وركضت لترتدى حجابها والجاكيت الخاص بها قائلة في نفسها =غبية يا سلمى. ماهو مفيش خاطف بالحلاوة دي. بينما قال عمر بنفاذ صبر =كُنت ناقص واحدة مجنونة في بيتى. الله يهدك. التفت بضيق للخلف ليراها قد أتت ووجهها أحمر كالطماطم، قالت بتوتر =احم، انا اسفة على اللى حصل.. =اسفة ايه وزفت ايه، حضرتك بتعملي ايه هنا!
=متزعقش لو سمحت انا الدكتورة سلمى. =دة منظر دكتورة. انتِ ف بيت محترم مش ف كباريه وف شغلك ايه المنظر اللى كُنتِ واقفة بيه دة لا ودلقتى الحاجة عليا وكُنتِ عايزة تقتليني..
=حضرتك انا مش لازم ابقي متكتفة طول ما انا في بيت مقفول مفيش فيه حد غير ست كبيرة، الجو حر وغصب عني روحت قلعت الطرحة لما والدتك قالت انك تيجي متأخر فهكون انا اصلا مشيت. بعدين انا اتخضيت افتكرت حد عايز يقتلني. بس حقيقي انت اسلوبك زباله جدا وحرام انك تبقي ابن الست اللى جوا دي، انا مش هقدر أكمل في العمل دة انا ماشية في داهية. =اديكي قولتيها في داهية..
غادرت سلمى وهبطت من عينيها دمعة مجروحة من كلام عمر، بينما ضرب عمر الطاولة بيديه قائلا =انا صح. لازم اكره صنف البنات كله وابقي فظ كدة احسن.. ترك كٌل شيء ودلف الى غرفته بغضب واقفل الباب، رن هاتفه يقطعه عن كٌل هذا نظر الى شاشته بغضب ثم اجاب قائلا =ايوة يا مرسي فيه ايه؟ =عمر بيه المشروع بتاعنا بأكمله اتعرض على الطرف التاني من خلال عارف وتمموا الصفقة سوا..
=انت بتقول ايه يا مرسي. ازاي الملف دة مكنش مع اى حد غير ليث! اقفل انت دلوقتى وانا هتصل بيه وأعرفه كُل حاجة..
رواية جحيم الليث للكاتبة سامية صابر الفصل الثامن عشر
خرجت فجر من غرفتها الى الخارج لترى أن ليث ينتظرها في الأسفل، نظر لها بتمَعُن قائلا بصرامة =غيري اللبس دة.. =لبس ايه اللى اغيره. ليه ماله لبسي؟ =انا قولت لبسك يتغير يبقي يتغير يا فجر. =انت ليه بتتحكم ف كل حاجة ف حياتي. هو انت اشترتني يا ليث؟ انا مش هغير اللبس واعلى ما في خيلك اركبه.. اقترب منها قائلا بنفاذ صبر.
=انتِ ليه مُصرة تخليني اعاملك زي الكلاب؟ اسمعى الكلام من اول مرة، مرات ليث الشرقاوي متلبسش لبس ضيق، لبسك كله هيتغير من بكرا يبقي كله واسع، مفهوم.. =لا مش مفهوم. انا على طول بلبس كدة وهفضل البس كدة، وانت في الاول كُنت بتشوفنى باللبس دة صح ولا لا =يبقي انا لازم اتعامل معاكي بطريقتي الخاصة..
اقترب منها أكثر لترفع يديها تحمي بها وجهها حتى لا يضربها، نظر لحركتها بتفاجيء لتلك الدرجة تخشي ان يأذيها هل اعتادت بالفعل على الاذية منهُ أم ماذا؟ حملها على كتفه مرة واحدة لتصرخ وهي تضرب قدميها في الهواء، صعد بها الى الغرفة مرة أخرى، وأنزلها على الارض قائلا =اسمعي كلامي يا فجر. انا مش حابب ازعلك مني. غيري لبسك ماشى؟ اقترب من وجنتيها وقبلها بحنان ثُم تركها وغادر ضربت قدمها في الارض بغضب قائلة.
=مريض والله مريض ومش فاهمة هو عايز ايه ولا بيعمل ايه بالظبط، لحد امتي يارب لحد امتي هفضل عايشة مع واحد عمال يتحكم ف كل حاجة حياتي، انا نفسى ارجع لحياتي الطبيعية من غير توتر وقرف وتحكمات. ماشى يا ليث هوريك والله.. قامت بتغيير ملابسها مرة أخرى وهبطت للاسفل وهي لا تُطيق ليث ولا حتى نفسها، دلفوا معاً الى السيارة وقادها السائق الى المُستشفى.
بعد نصف ساعة وصلوا معاً، واستقبلتهم الطبيبة وهي تبتسم بترحاب لهم، قامت بإدخال فجر الغرفة وقامت بفحصها فجر قائلة =اللهم بارك صحة الطفل كويسة ومستقرة لحد الان، بس صحتك عليها خطر انتِ تعبانه وضاغطة على نفسك وده هيبقي خطر على صحة الطفل. حاولي ترفهي عن نفسك وانت يا ليث بيه اهتم بيها شوية وبصحتها لانها عندها ضُعف..
هز ليث راسه وهو ينظر لها بينما هي بادلته النظرة بغضب، بعد مرور بضعة من الوقت، خرجوا معاً من هناك وقال لها ليث بهدوء =جعانة =لأ مش جعانة.. =ماشى، نفسك في ايه.. =بقولك مش جعانة.. =خلصي يا فجر عايزة ايه. دة علشان الطفل على الاقل. =عايزة أكُل كشرى.. =انتِ بتقولى اكلات غير طبيعية ليه يا فجر؟ =وهو دة غير طبيعي دي اكله مصرية معروفة، انت بس اللى تلاقيك متعود ع الدليفري. =اللهم صبرك. تعالى طيب.
=لا انا عارفة محل معين باكُل من عنده عايزة اروحه. =شكله ايه المحل دة ليكون زباله، انا مش هقبل ابنى ياكُل من الزباله =صبرني يارب، لا مطعم عادى وكويس يعنى. =لما نشوف مجايبك.
بالفعل ذهب بهم السائق الى المحل التي قالت اسمه، محل شعبي على الطريق مليء بالناس الشعبية الاصيلة، كاد ليث ان يرفُض رفضاً قاطِعاً، ولكنها لم تمهله الفرصة وهبطت للأسفل ألقت السلام على صاحب المحل فهو يعرفها ويعرف اصدقائها، طلبت طبق خاص بها وجلست.. ذهب اليها ليث وجلس امامها بغضب قائلا =عاجبك الهيصة دي والقرف اللى انتِ جيباني فيه.
=دة مش قرف دة محل محترم. فيه ناس غلابة كتير بياكلوا منه دايماً بسمع ان الاغنياء عندهم كبرياء عجيب ودي حقيقة.. اتي صاحب المحل لها بالطبق مخصوص وتفاجيء بوجود ليث فقال بحب =ليث ابني والله وليك وحشة. عانقهُ ليث بفرحة قائلا =عم سلامة انت نقلت المحل بتاعك؟ =ايوة يا بني نقلته نورت والله وحشتني. هجبلك طبقك المفضل بقا، بس القمر دي مراتك؟ =ايوة.. =ربنا يحفظكوا يا ولاد.
هز ليث راسه وجلس مرة أخرى، فرغت فجر شفاها قائلة بصدمة =انت تعرفه.؟ =من قبل ما تعرفيه، انا عشت ايام في الشوارع كلت من الشوارع اشتغلت فيها وعشت مع الناس دي. شيلت طوب ورمل علشان اجيب طبق زي اللى بتاكليه دة. اعتمدت على نفسى علشان أكون ليث الشرقاوي، ومخدتش مليم من أبويا ومنكش هو يعرف عنى حاجة.. =انت انت ازاي. طيب ليه دلوقتي بتعمل كدة. =افتكرتك زيها. عايزة الغناء والفخامة، معتقدتش انك تبقي زيي زمان. =سالي!
هز رأسه بصمت وهدوء فقالت وهي تأخُذ ملعقة في فمها.
=القاعدة الأولى؛ مِش الكُل بيهمه المظاهر والفلوس، فيه ناس عندها حاجات اكثر مهمة، وانا ميهمنيش الفلوس ولا اللى انت بتقول عنه، انا عايزة الامان والراحة، ناكُل ف ارخص مطعم واقل عيشة بس نكون مرتاحين، ما احنا عايشين مع بعض ف فيلا وعربيات واكل من احسن الانواع. تفتكر اننا مبسوطين أو على الأقل انا مبسوطة. لا محصلش، انا في الاول كُنت مرتاحة اكثر. قبل ما اشوف العِز والغناء اللى عندك يا ليث بيه..
نظر لها بتأمل وكلماتها تدور في عقله مراراً وتكراراً، أُعجب بها وبطريقة تفكيرها، يليتها جاءت في حياته قبل سالى، بينما أستكملت هي طعامها وعقلها يُفكر بشدة.. حتى رن هاتف ليث برقم عُمر ؛ أجاب قائلا =خير يا عُمر، نعم، يعنى ايه المشروع اتعرض من قبل عارف، الملف دة كان في بيتى وبس. محدش يعرف عنه اي حاجة اصلا انت عايز تفهمني انى فيه جاسوس في بيتى من غير ما أعرف..
رفع نظره فجأةً بعد تلك الجملة في عينين فجر التي تنظُر له بتوتر وقلق، ضيق عينيهِ بشك قائلا في نفسه =علشان خاطرى أوعي تكونى انتِ، اوعي تكونى زى سالى أوعي يا فجر.. وضع احمد الاوراق المطلوبة أمام ورد قائلا بهدوء =دي الاوراق اللى المحامي قال عليها وطلب مني اجيبها، ياريت الموضوع يمشي بسرعة يا ورد.. =خلاص والله ماتقلقش انا همشى الامور كلها.. =ماشى. كنت عايز أسألك سؤال يمكن مش من حقى أسأله.. =خير يا احمد..
=اول مرة طبعاً كانت سوء فهم ما بينا، بس انتِ ايه اللى وداكى مكان زي دة. انا في الاول كُنت فاهم انك لا مؤاخذة بس دلوقتى انتِ مختلفة اوى ف مش فاهم ازاي.. =انا قولتلك قبل كدة بس انت مخدتش بالك للدرجة دي، صاحبتي كانوا جبرينها تبقي هناك بس مش هينفع اوضح ليه. وانا روحت امنعها من ذنب زي دة ممكن يوديها في داهية. وقابلتك هناك وقتها. ابتسم بشدة قائلا =خلاص انا واثق فيكي. =مكنش دة كلامك في الاول.
=مش عارف بس يمكن علشان كان في الاول إنما دلوقتى ف انا. قاطع كلامهم دخول أمير الذي يعمل معها ك مُتدرب في نفس المكتب، قال بإبتسامة =يا وردة، ايه دة اسف فيه حد معاكي. =لا ابداً يا أمير، تعالى فيه حاجة؟ =كُنت جايب اكل علشان ناكُل سوا.. حدجه أحمد بنظرة قوية وقال بغضب شديد =لأ. الانسة ورد مش فاضية مش احنا خارجين يا ورد؟ =هاه. =يلا يا ورد بقولك.
أمسك معصمها وخرجوا من الغرفة تاركين الذي يقف في منتصفها بذهول، ترك معصمها وهما يقفان في الشارع وصمت، ما الذي فعله للتو الان، أهو على مشارِف الهويَ!؟ قالت ورد بعدم فهم =ايه اللى انت عملته دة دلوقتي.. =بصي من الاخر انا مش عاجبني كلامك مع الواد دة. متخليش حد يتقرب منك بالطريقة دي! =نعم. انت فاهم بتقول ايه دة صديق مش اكثر زيه زيك بالظبط عادي.. =انا مش زي حد يا ورد. انا غيره وغير اى حد.
=وايه اللى مختلف فيك عنهم بقا زيك زيهم.. اقترب منها بقوة لتلفح انفاسه الحارة وجهها، قال بنبرة بغيضة =انتِ مُتأكدة انى زيهم بجد؟ رفعت نظرها اليه بتوتر وتلاقت عينيهم لاول مرة عن قُرب، شعرت حينها بتوتر رهيب في نفسها.. =أقفل إنت يا عمر دلوقتي. وانا هشوف الموضوع دة وارجع اتصل بيك. قالها ليث بثبات وهو ينظُر الى فجر في داخل عيونها، فقال عمر بتوتر =والصفقة؟ كانت مهمة لينا اوي.
=مش مهم. اللى سرق المشروع مش هيعرف ينفذه زينا بالظبط. أقفل الهاتف بهدوء ووضعه في سترته فقالت فجر بتنهيدة =حصل حاجة..؟! =لاء. محصلش حاجة مشكلة بسيطة في الشغل متشغليش بالك يا فجر، لو كلتي يلا بينا؟ =اه الحمدلله.
نهضت فجر وخلفها ليث بعدما دفع الحساب وودع صاحب المحل، كان السائق يمشي بهم في الاسواق، ف مر بجانب غزل البنات نظرت لهٌ فجر في شهية ف لاحظها، ليث لذالك قام بإيقاف السيارة، وترجل منها وجلب لها ثلاثة مرة واحدة، ثُم عاد اليها واعطاها اياهم.. عضت على شفاها قائلة =لا مش عايزة.. =خُدي يا فجر، علشان خاطرى.
نظرت لهُ بحيرة لماذا يتحدث معها بتلك الطريقة الراخية، علمت حينها ان ليث سيفعل شيء مُجرِم وراء تلك الحنية والاهتمام بها، تعلم انهُ شك بها وعلم بأمر الملف وبالتأكيد اول واحدة ستأتي في ذهنه هي.. اخذت الغزل منه وبدأت تأكل فيه بشهية، نظر لها ليث بترقُب، يتأمل جمالها البسيط مع نفسه، لن يُنكر انهُ ينجذب لها في كُل مرة، ولكنه شخص عالق في ذكريات ليس لها أول من أخر..
والان هو عالق بين الشكوك، يحاول بأقصي طريقة ان يصرف ذهنه عن الشكوك وان يثق بها ويهتم بها ويتعامل معها بحب وينسي الماضى، يُحاول ان يبدء من جديد. ولكن القدر لن يُعطيه فرصة.
رواية جحيم الليث للكاتبة سامية صابر الفصل التاسع عشر
دلفت ريم مع ادهم الى بائع الجواهِر ؛ ومعهم والدة أدهم امرأة حنونة وهادئة وكذالك خالة ريم التي جاءت معهم، وقفت ريم تنظُر للخواتم بتركيز، وقف بجانبها أدهم قائلا بإبتسامة =عجبك حاجة.؟ =دة حلو أوي. بس دة كمان حلو، مش عارفة ايه رأيك. ظل ينظُر لها بإبتسامة دون ان يتحدث، فقالت بخجل من نظراته لها =فيه أيه ادهم بتبصلي كدة ليه.؟
=بتأمل ملامحك وبحفرها في قلبي. طول ما انا برا كُنت بفكر فيكي وافضل ابص لصورك اللى خدتها بالعافية من خالتك. بس صدقيني مكنش قصدك حاجة. =امممم. الواحد كان حاسس انه هيفضل عايشِ من غير ما يحب ولا يتحب بس طلع فيه ناس بتحبه من غير ما يعرف، المهم دلوقتي نركز في الخواتم.
هز رأسه لها وظلوا ينتقون الخواتم معاً ؛ حتى توصلوا الى الذهب المطلوب في تلك الخطوبة، ونال رضا وإعجاب الجميع، رقعت خالتها زغروطة في الفضاء بفرحة عارمة وسعيدة، وعانقت ريم وكذالك عانقت ريم والدة أدهم التي تحبها كثيراً منذُ ان كانت صغيرة وتعتبرها إبنتها.. انتهوا وخرجوا من المحل فقال ادهم وهو يبتسم =ينفع بقي اعزمكوا على حاجة ناكلها سوا. وبلاش أعتراض.
وافقت ريم وهي تبتسم براحة في وجهة بالفعل أخذهم بالسيارة المتواضعة الخاصة به، وذهبوا معاً الى احد المطاعم.. ابتعدت ورد بسرعة عن احمد بضيق قائلة وهي تتنفس بتوتر وصعوبة =زيك زيهم يا احمد صديق مش اكثر ولا اقل. فيه ايه بقي يعني مش فاهمة ؛ وانا هطلع دلوقتي علشان انا مش فاضية. تركته يقف في منتصف الطريق وصعدت الى الاعلى بضيق قائلة لنفسها =ماله دة فيه ايه، وانا مالى متوترة وقلبي بيدق ليه استرها يارب بقا..
فى حين تنهد احمد بضيق شديد قائلا =انا بيحصلى ايه. انا لازم افوق لنفسي كدة، وارجع لاحمد القديم اصل دة مش عاجبنى خالص. دلف الى سيارته وقادها بغضب شديد وتوتر.. فاقت والدة عمر من نومها وصاحت قائلة =سلمي. يا سلمي يا بنتي. دلف اليها عمر قائلا =خير يا امي انتِ كويسة.. =عمر يا بنى انت هنا، والله بحسبها الدكتورة سلمى. هي فين يا بني؟ =مشيتها. =مشيتها ليه وهي لحقت.؟ =معجبنيش اسلوبها.
بدأ يروى لها ما حدث بالظبط، فقالت بغضب =انت غلطان يا بن بطني، مينفعش كُنت تكلمها بالطريقة دي ابداً، هي مغلطتش يا بني انا قولتلها خدي راحتك مفيش حد في البيت وعمر ابني مش جاي دلوقتي وانت قولت بنفسك انك هتتأخر، ف معرفش بقا. روح اعتذر منها ورجعها يا بني بنت كويسة وزي الفل ومرعياني، والله حبيتها.. =لا يا امى خلاص انا مش هعتذر واتعب نفسى على الفاضي يعنى انا هعتبر الموضوع اتقفل خلاص، وخلصنا منه..
=انت غلطان يا عمر وطالما غلطان اعترف بغلط واعتذر منها ورجعها، بلاش اخطاء الماضى تخليك كدة يا ولدي. =طيب يا امي طيب هبقي اعتذر منها وأرجعها خلاص بقا مرتاحة كدة؟ =ربنا يهديك ويريحك يا بني.
انتهت فجر من تناول غزل البنات حتى اتسخ فمها بعض الشيء، اقترب منها ليث وقام بتنظيفه بالمناديل في حين شعرت هي بالتوتر من قربه لها، بينما ليث لم يستطيع أن يقاوم شفاها، واقترب منها يُقبلها بشغف شديد ؛ وما جعله مطمئن ان لا أحد يستطيع رؤيتهم ف سيارته كبيرة ومُغلفة كأنها غرفة..
حاولت فجر ان تبعده وظلت تقاومه بقسوة وهي تُفكر نفسها بما فعله معها وانهُ فوق هذا خانها بدم بارد ؛ ولكن امام قوته أصبحت هي اسيرة بين يديهِ واستسلمت في النهاية ؛ مهما بلغ كُرهها ل ليث، ف هو الوحيد الذي دق قلبها لهُ وشعرت بمشاعر خاصة تجاه رغم انه أذاها اقوي أذية.. ابتعد عنها واخيراً يسمح بمرور الهواء بينهم، ملس على وجهها بحنان وهُو ينظر لها، ف ابعدته هي بقسوة قائلة بنبرة ضائعة.
=انت انت. ازاى ازاي تعمل كدة. انت مفكر نفسك ايه، متقربش مني تاني.. =واضح انك مش عايزاني فعلا اقرب منك تاني. اكتسى وجهها بحُمرة الخجل وابعدت وجهها للناحية الأخرى، بينما ظل هو يبتسم على خجلها الواضح وشيء ما في داخله إهتز تلك المرة بقوة، برغبة جامحه في احتضانها والبقاء معها، وتقبيلها، هل تلك المرة فعلا هو على مشارف الهويَ؟ ام يُمِلى فراغه بها..
ما جعلَ مشاعره حقيقية، أن ضميرة بدأ يفوق ويؤنبه لما فعله معها في الماضى، وانها حقاً بريئة وليس لها ذنب في شيء، بدأ يفوق، ولكن ماذا سيحدث.. قالت فجر وهي تتنهد =محتاجة تليفونك ضروري.. =هتعملى ايه.. =هتصل ب ورد أو ريم وحشوني عايزة اعرف عاملين ايه. من يوم ما قابلتك وانا حياتي مش متظبطة خالص..
أخرج الهاتف الخاص به واعطاه اياها، ضربت هي رقم ورد ف الوحيد الذي تحفظة أجابت ورد من الناحية الأخرى فقالت لها فجر بلهفة =ايوة يا ورد أنا فجر.. بينما في منزل سالى، كانت سالى جالسة تتحدث في الهاتف قائلة بغضب شديد =يعنى ايه الكلام دة مش فاهمة، ازاي هي معاه في كل مكان حتى البيت ومخرجتش منه ده معناه اني هي بتبات معاه! وايه اللي يوديهم دكتور أمراض نسا!
=مش عارف والله ياسالى هانم. بس انا مراقبهم من يوم ما قولتيلى ودة اللى حصل بالظبط.. =اقفل انت دلوقتي وخليك متابعهم لحد دلوقتى.. أقفلت الهاتف بغضب والقتهُ على الاريكة، دلف اليها عارف وعلى وجهة ابتسامة راحة قائلا =أهم صفقة خاصة ب ليث بقت ليا خلاص بدون اي نقاش، انا واثق انه دلوقتي بيغلي. لم تُبدى هي اى رد فعل نهائي ف التفت لها قائلا =مالك مش مبسوطة ولا ايه.. =فيه مصيبة بتحصل وانت مش حاسس. =مصيبة ايه..
=البت اللى اسمها فجر دي، مش مرتحالها وراها سر كبير اوي ومسيري هكتشفه قريب، دي مع ليث ليل نهار بتبات عنده في الفيلا انت فاهم دة معناه ايه. ممكن يكون في علاقه بينهم.. =مع ليث..! مش كُنتِ بتقولي انه مش بتاع الكلام دة..؟! =هو فعلا مش كدة بس مش عارفة البت دي بتعمل ايه عندة، كمان اخر مكان راحوا فيه كان عند دكتورة امراض نسا.. نهض عارف بسرعة قائلا بصدمة =نعم. يعني ممكن تكون حامل منه!
=انا قلقانه في شكوك حواليا، انه ليث هو اللي مخليها تظهر قدامك وش وعلشان يقدر يوصلك المعلومات اللى عايز يوصلها ليك وكل دة يكون بيلعب معاك لانه مش من شهر هيقرب منها وتبقى في بيته ومعاه في كل مكان، ليث مش عبيط اوي كدة. صمتت للحظة وهي تتذكر الصوت الذي سمعته في الاعلى عندما كانت في الفيلا الخاصة ب ليث، وزادت شكوكها قال عارف بغضب شديد وعينان حارقة.
=لو الكلام دة بجد، فجر دى تقول على نفسها يا رحمان ياررحيم، مش هرحمها هقتلها وهقتل ليث بعدها. دلف عمر الى قسم الشرطة، فقد جاء اليه اتصال انهم امسكوا اثنين من الذين هجموا على عمر في شقته وبإحتمال كبير ان يصلوا الى القاتل، تعرف عليهم عمر ولكن لم يكونوا هم الذين هجموا عليهم، وعده الظابط بإبذال قصاري جهده في العثور على نفس المواصفات التي قالها عمر..
كان عمر في طريقه للرحيل، ولكنه تفاجيء بوجود سلمي التي تصرخ في وجهة أحد الرجال بغضب قائلة =والله يا باشا هو اللى سرق كُل الأدوية اللى كانت في المستشفي.. =والله يا باشا ابداً ماتصدقهاش دي كدابة وبتتبلي عليا.. تذكر عمر حينها اول مقابله له ول ريم ؛ عندما كانت كذالك مع سائق التاكسي ؛ ضغط على نفسه ليرحل، لا يُريد نفس الموقف ونفس التجارب، لا يُريد نسخة من ريم إطلاقاً..
ولكنه عاد مرة أخرى ك اعتذار لها على الاقل مما فعله فقد خطأ في حقها بالفعل؛ نظرت له سلمى بصدمة قائلة في نفسها =الوقح القمر! ايه اللى جابه هنا..؟ وقف عمر بجانب الظابط ليعرف المشكلة تحديداً وساندها فيها وظل معها حتى إنتهى المحضر، خرجوا معاً من القسم فقالت وهي تمُط شفتيها =شكراً ليك بس مكنش فيه داعي. =مُمكن تقبلي دة ك اعتذار رسمي مني على اللى عملته معاكي.؟ =احم خلاص عفوت عنك. طالما انك معترف بغلطك.
ابتسم لها قائلا =طيب هترجعى للشغل.؟ =موافقة. =ايه السهولة دي؟ =والدتك ارحم من المستشفي بنت الكلب دي. سوري. قهقه عليها ثُم اشار لها لتركب السيارة ويوصلها، دلف الى جانبها فقالت وهي تمط شفتيها =والدتك محتاجة تخرج على فكرا.. =تعالى نخرجها بكرا؟. =بكرا! =اه تبقي تجهزيها ونخرج.. =احم. طيب هنروح فين كدة.؟ =جنينة؟ وبعدين نتعشي سوا =موافقة جداً.. رمقته وهي تبتسم بحماس شديد، بينما قاد عمر السيارة في طريقه لمنزلها.
في فيلا ليث ظلت فجر تدور حول ليث قائلة برجاء =علشان خاطري يا ليث. لازم ابقي معاها بالله عليك. =لاء. =يا ليث علشان خاطري. ورد هتبقي معايا =قولت لاء =طيب تعالي انت معايا، تعالى معايا لو كدة هيرضيك. =هتدفعي كام؟ =اد. ادفع! انت عايز فلوس؟ =لا عايز حنان من اللى انا مفتقده بقالى زمان. =ايه.! اقترب منها يُملِس على وجهها بحنان وازال خصلة متمردة من على عينيها، قائلا.
=تعالى ننام، وبكرا ان شاء الله هنرتب الشنط ونروح سوا نحضر خطوبة صاحبتك زي ماانتِ عايزة. =بجد يا ليث؟ =فرحانة؟ =اوووي يعني. =بتحبيني بقا.؟ =لاء. قالتها بحذر خوفاً من ان يفعل شيء قاسي، أخرج عُلبة بها هاتف جديد وقال لها =تليفون جديد أهو علشان تقدري تكلمي اللى عايزاهم. وفيه خط كمان. أخذته وعلى وجهها علامات الفرحة، ليأخذه منها مرة اخري قائلا =بس دلوقتي لازم تنامي علشان ماتتعبيش.
وضع الهاتف على الكوميدينو، ثُم حملها بحنان الى الفراش ووضعها عليه وجذب عليها الغطاء ثُم قبلها من جبينها واستلقي بجانبها في هدوء يضمها من الخلف، كانت تظن انه سيفعل شيء آخر لكنه لم يجبرها على شيء ولم يلمسها فشعرت بالراحة، لكنها قالت وهي تمط شفتيها بحيرة وضيق =ليث. =نعم. =ابعد عني انا مش عارفة انام كدة. زاد من ضمه لها بحُب قائلا =نامي يا عيون وقلب الليث، نامي علشان خاطرى.
استسلمت هي في النهاية وغطت في النوم سريعاً فتلك الايام رغبتها في النوم عالية؛ ولكن يبدو أن ليث وقع في الهوي، ومن وقع في الهوي يتغير حقاً أم ان لا أحد يُغير طباعه التي إعتاد عليها..؟