رواية اغتصاب مع سبق الاصرار للكاتبة سارة علي الفصل الحادي عشر
وقف حازم بجانب اخته ينتظران خروج الطبيب من الحجرة التي تقطن بها والدتهما ليطمئنا عليها... خرج الطبيب اخيرا واقترب من حازم الذي سأله بلهفة: ماما عاملة ايه يا دكتور...؟! اجابه الطبيب مطمئنا اياه: بخير... حصل عندها ارتفاع شديد بالضغط ادى لفقدانها الوعي... متقلقش عليها هي احسن دلوقتي... اهم حاجة تبعدوها عن الضغط والانفعال... اقدر اشوفها...؟!
سألته رؤية برجاء خالص ليومأ الطبيب برأسه قائلا: طبعا اتفضلي... لتركض رؤية بسرعة نحو والدتها بينما عاد حازم وسأله: دكتور...هي ينفع تخرج النهاردة...؟! اجابه الطبيب بجدية: يفضل انها تبات الليلة هنا... تمام...
قالها حازم باذعان بينما تحرك الطبيب مبتعدا عنه...اخذ حازم يتطلع الى باب الحجرة التي تقطن بها والدته بتردد شديد...كان يريد الدخول اليها والاطمئنان عليها... لكنه كان خجلا من مواجهتها... جلس على احد الكراسي الموضوعة في الممر الذي توجد به الحجرة منتظرا خروج اخته من عند والدته لتطمئنه عليها... وبالفعل خرجت رؤية بعد لحظات واقتربت منه قائلة: حازم...ماما عايزة تشوفك حالا... ابتلع حازم ريقه وسألها بتوجس: ليه...؟ حصل حاجة...؟!
هزت رؤية رأسها نفيا وقالت مجيبة اياه: لا... محصلش حاجة...بس هي قالت عاوزة تتكلم معاك... نهض حازم من مكانه واتجه نحو الحجرة...فتح الباب ودلف الى الداخل ليجد والدته جالسة على سرير المشفى بنصف جلسة... تقدم حازم منها ووقف امامها متسائلا بنبرة خجول مرتبكة: حضرتك كويسة...؟!
تأملته والدته بألم... لا تصدق ان ابنها الوحيد يفعل شيئا كهذا... يغتصب...! مسحت وجهها بباطن كفيها محاولة ابعاد الارهاق المسيطر عليها ثم قالت مشيرة الى الكرسي الجانبي لسريرها: اقعد هنا..عاوزة اتكلم معاك شوية... جلس حازم مذعنا لامر والدته التي عدلت من وضعية جلوسها وقالت: ليه عملت كده يا حازم...؟! ازاي انت تعمل حاجة زي كده...؟!
اخفض حازم رأسه بخجل وقال بنبرة خافتة: مكنتش فوعيي...لما شفتها وشفت الشبه الا بينها وبين... صمت وهو غير قادر على نطق المزيد لتقول والدتها بأسف: تقوم تغتصبها... عاوز تنتقم من مايسه بيها... رفع حازم وجهه في وجهها وقال نافيا عنه هذه التهمة: لا...الحكاية مش حكاية انتقام... انا منكرش اني اتهزيت لما شفتها وشفت الشبه الكبير...بس انا مغتصبتهاش عشان كده...انا اغتصبتها لما منعتني عنها... انا مكنتش عارف انها مش كده...مكنتش عارف انها بنت واني اول واحد لمسها...
جحظت عينا والدته بصدمة شديدة قبل ان تردد بهمس غير مصدق: هي كانت بنت...؟! اومأ حازم برأسه لتخبئ والدته وجهها بكفي يديها... نهض حازم من مكانه واقترب منها لامسا كتفها: ماما ارجوكي...
ما ان شعرت راقية به يلمس كتفها حتى انتفضت بسرعة وقالت بعصبية بالغة: متلمسنيش... انا مش مصدقة انك تعمل كده...انت مستحيل تكون ابني اللي ربيته...انت اغتصبت بنت ملهاش اي ذنب... اغتصبتها لمجرد انها رفضتك... اقسم بالله العظيم مكنتش اعرف انها بنت... قاطعته بغضب وهي ترفع اناملها في وجهه: حتى لو... حتى لو مكانتش بنت...مكانش ليك حق تعمل كده...
انا معترف بغلطي...وبحاول اصححه اهو... وضعت والدته يدها على قلبها الذي اخذ ينبض بعنف فاقترب حازم منها متسائلا بقلق: ماما انتي كويسه...؟! رمته بنظرات حادة قبل ان تقول: قلتلك اني زفت كويسه... اسمعني كويس يا حازم...انت لازم تتجوزها... انت فاهم...؟! هز حازم رأسه وقال بجدية: من غير متقولي...انا كنت هتجوزها بكل الاحوال...
شعرت والدته بقليل من الراحة فهو على الاقل مدرك لخطأه وينوي تصحيحه... اكملت بعدها بنبرة حازمة: انا هروح وأكلمها... اتفاهم معاها... واعتذر منها.. تعتذري...! قالها حازم مستنكرا لترميه والدته بنظرات صارمة وتقول: وانت لازم تعتذر منها كمان...
ثم سألته بصوت مبحوح: هي حامل فالشهر الكام..؟! مش عارف... تقريبا ثلاث شهور... يبقى لازم تتجوزوا باقرب وقت... قالتها والدته بنبرة محذرة ليومأ حازم برأسه متفهما قبل ان يقول موافقا اياها: وهو ده اللي ناوي اعمله... ثم اقترب منها وطبع قبلة خفيفة على جبينها قائلة بنبرة معتذرة: سامحيني... رمته والدته بنظرات معاتبة قبل ان تشيح بوجهها بعيدا عنه ليخرج حازم من الغرفة متجها الى شقته...
في صباح اليوم التالي... استيقظت هنا من نومها على صوت طرقات قوية على باب شقتها... خرجت من غرفتها واتجهت الى الباب لتفتحه..كانت لوحدها فوالدتها واختها ذهبتا الى الطبيب الخاص بوالدتها... فتحت الباب لتتجمد في مكانها وهي تجد حازم امامها...
تصنم هو الاخر في مكانه ما ان لمحها وهي تقف امامه مرتديه بيجامة مكونة من بنطال قصير يصل الى ركبتها وتيشرت ذو حمالات رفيعة... لم يشعر بنفسه الا وهو يقبض على ذراعها ويدلف بها الى داخل الشقة ويغلق الباب خلفه.. فيه ايه...؟! انت اتجننت...؟! سألته بعصبية حانقة وهي تحرر ذراعها من كف يده ليرد بضيق جلي: انتي ازاي تخرجي بره بالمنظر ده...؟!
قالت هنا بحدة: انا مخرجتش برة الشقة... انا كنت واقفة لسه جواها عند الباب.. حتى لو...مينفعش تفتحي الباب وانتي بالشكل ده... عقدت ذراعيها امام صدرها وقالت متسائلة: ممكن اعرف انت بتعمل ايه هنا بدري كده...؟! يعني لو جيت فوقت تاني كانت هتفرق معاكي...؟! قالها بسخرية لترميه بنظرات مشتعله قبل ان تقول: عايز ايه...؟!
تلاقت عيناه السوداوتان بعينيها الخضراوتين... نظراتها الحادة اودت بنظراته الهادئة لتتحول الى غاضبة وهو يهمس بها بينما يهز جسدها بيديه: عملتي كده ليه...؟! فضحتيني وفضحتي نفسك ليه...؟! ابعد عني... قالتها وهي تحتضن جسدها بيديها وقد عادت ذكريات تلك الليلة اليها فجأة... صرخت به: انت عاوز مني ايه...؟! مش كفاية اللي عملته فيا..؟!
وامام خوفها وصراخها في وجهه شعر بمدى سوء ما فعله... ادرك مدى اذيته لها... لقد شوه روحها... وقتل عفويتها وبراءتها... لم يعرف ماذا يفعل... لم يكن يمتلك شيء يساعد في علاج ما فعله... انا اسف... فرغت فاهها بدهشة ما ان سمعه ما قاله... كان اخر ما توقعت سماعه منه...ظنت انه سيضربها... او يفعل اي شيء سيء لها غير الاعتذار... رماها بنظرات تائهة قبل ان يتحرك ويخرج من الشقة هاربا منها ربما او من نفسه...
في نفس اليوم... مساءا... فتحت ريهام باب الشقة لتجد راقية امامها والتي قالت بنبرة خافتة: مساء الخير... اجابتها ريهام: مساء النور... اردفت راقية متسائلة: هنا موجودة...؟! هزت ريهام رأسها دون ان تجيب لتتقدم راقية الى الداخل وتقول: عايزة اشوفها من فضلك...
اجلستها ريهام في غرفة الجلوس ثم طلبت من هنا أن تخرج لها... خرجت هنا بعد لحظات لتنهض المرأة من مكانها ما ان رأتها... اقتربت منها بينما ظلت هنا واقفة في مكانها على بعد مسافة قريبة منها... ازيك يا هنا...؟! بخير...
اجابتها هنا وهي تخفض رأسها نحو الاسفل بخجل لترد راقية: ارفعي وشك يا هنا... انا اللي لازم اخجل مش انتي... رفعت هنا بصرها نحوها ثم تجمعت الدموع داخل مقلتيها لتقول بنبرة شبه باكيةة: انا اسفة...
مسكتها راقية من يدها وقالت: متعتذريش...انا مش بلومك على اللي حصل...حازم حكالي كل حاجة... وانا عارفة انك مظلومة وبريئة... مسحت هنا دموعها باطراف اناملها وقالت: اتمنى انوا يكون حكالك الحقيقة فعلا... طمأنتها راقية بمرارة: متقلقيش... قالي كل حاجة تبرئك وتذمه... ثم اردفت بجدية: هنا انا جيت عشان اتكلم معاكي... انتي لازم تتجوزي حازم... وباسرع وقت ممكن...
للاسف معنديش حل غير كده... اجلستها راقية على الكنبة وجلست بجانبها وقالت: عارفة انك مش هتصدقي كلامي...بس انا معاكي... وهساعدك... وهعملك كل اللي عايزاه... ابتسمت هنا بانكسار وقالت: شكرا لحضرتك...
ربتت راقية على كف يدها وقالت بجدية: ايه رأيك نعمل الفرح بعد ثلاث ايام...؟! بالسرعة دي... قالتها هنا مذهولة لترد راقية: عشان الحمل وكده... زي مانتي عايزة... قالتها هنا بنبرة تائهة لتربت راقية على كف يدها مرة اخرى وتقول بصدق: لازم تعرفي انك زي رؤية بنتي... واني هكون معاكي وادعمك واسندك... ثقي فيا يا هنا...
بعد مرور ثلاثة ايام... في احدى القاعات الكبرى وقفت راقية تتابع الموجودين بتوتر ملحوظ... اقتربت منها رؤية وسألتها بقلق: مالك يا ماما...؟! متوترة كده ليه...؟! اجابتها راقية بجدية: مش عارفة...حاسة انوا كل حاجة مش مضبوطة... كفاية اسئلة الناس اللي مبتخلصش... كلهم مستغربين ازاي الفرح اتحدد بثلاث ايام... ردت رؤية بصراحة : مانتي الصراحة استعجلتي... كنتي استنيتي اسبوعين ثلاثة... ازاي وهي حامل...؟!
قالتها راقية بصوت هامس لتتراجع الى الخلف وهي ترى اختها راجية تقترب منها وتقول: مالك يا راقية...؟! شكلك مش طبيعي... ردت راقية بابتسامةمتوترة: مانتي عارفة طبيعي اتوتر ففرح ابني...خايفة لاحسن ميطلعش بالشكل اللي انا عاوزاه...
بصراحة احنا كلنا مستغربين استعجالكم ده... تخيلي حتى امجد مقدرش يحضر الفرح عشان معاد سفريته كانت النهاردة الصبح... كان عايز يأجلها بس للاسف الشركة اللي بيتعامل معاها اصروا عليه يجي... اومأت راقية برأسها متفهمة قبل ان تقول رؤية متسائلة: امال فين سنا...؟!
اجابتها راجية: هي لسه فالكوافير... قالت روحي انتي والحقك انا بعدين... رؤية روحي شوفي العرسان... قالتها راقية لتهز رؤية رأسها وتتحرك نحو احدى غرف الفندق الذي يمكث بها العروسان... بينما اخذت راقية تسير بجانب اختها وهي تتلقى التبريكات من هذا وذاك...
مر الوقت سريعا ودخل العروسان الى قاعة الزفاف وسط تصفيق و حماس المدعوين... جلس العروسان في المكان المخصص لهما بينما صدحت اصوات الاغاني في ارجاء القاعة... كانت هنا تشعر بتوتر وخجل شديدين... اما حازم فكان يتابعها طوال الوقت مبهورا بها وبشكلها في فستان الزفاف... لقد انبهر بها ما ان رأها تخرج من صالون التجميل بجانب اختها...كانت تبدو رائعة للغاية كسندريلا...
الامر الذي جعله يطالعها مذهولا... براءتها كانت طاغية عليها... كل شيء بها كان يبتسم بالبراءة والعفوية... ابعد وجهه بسرعة عنها ما ان شعر بها تستدير نحوه... لم يكن يرغب في ان تقبض عليها متلبسا وهو ينظر اليها... في هذه الاثناء دخلت سنا الى قاعة الحفل...كانت ترتدي فستان احمر مثير طويل عاري الاكتاف...
كانت تبدو رائعة باذخة الجمال... جمالها طغى على جميع المدعوين... وجعل الانظار جميعا تتجه نحوها... ابتلع حازم ريقه فهو قد نسي امرها تماما طوال الفترة السابقة ولم يتصل بها منذ اخر لقاء جمعهما يوم خطبته على هنا...تقدمت سنا منهما واقتربت منه وطبعت قبلة على خده امام انظار الجميع قبل ان تقول: مبروك يا حبيبي...
ثم التفتت نحو هنا و عرفت عن نفسها قائلة: مبروك...انا سنا بنت خالة حازم ومراته... ابتسامة هنا المجاملة اختفت تماما وحل محلها الذهول لتقول بنبرة مصدومة: نعم...!
كور حازم قبضة يده حتى لا يهجم على سنا ويفضح نفسه أمام الموجودين بينما اكملت سنا بتحدي: بقلك انا سنا بنت خالة حازم ومراته... الاولانية... ثم تحركت بعيد عنهما لتلتفت هنا نحو حازم الذي قال بنبرة متشنجة: هنا انا... اغمضت هنا عينيها وقد شعرت بدوار خفيف يسيطر عليها قبل ان تضع كف يدها على بطنها وتنهار امام انظار الجميع فاقدة للوعي...
رواية اغتصاب مع سبق الاصرار للكاتبة سارة علي الفصل الثاني عشر
لم يشعر حازم بأي شيء حوله وهو يحمل هنا وينطلق بها خارج القاعة بينما يصرخ بالناس حوله طالبا منه ان يجلبوا لها الطبيب... ركض كلا من خالد ومصطفى نحوه ليقول خالد حالما وصل اليه: خلينا ناخدها لاقرب مستشفى...
ثم اشار لمصطفى قائلا بينما عيناه اخذت تجوب القاعة حيث بدأ المدعوين يتبادلون النظرات المريبة: روح اعتذر من المودعين وحاول تبرر ليهم اللي حصل... ثم قال للبقية الذين ركضوا خلفهم: ارجعوا لمكانكم وخلوا الحفلة تمشي زي ماهي...مش عايزين فضايح... في هذه الاثناء كان حازم قد اتجه بالفعل نحو سيارته ليركض خالد وراءه محاولا اللحاق به الا انه توقف لا اراديا وهو يسمع صوت فتاة تصرخ منادية عليه: استنى...خدني معاك...
التفت ليجدها ريهام تركض نحو وما ان وصلت اليه حتى قالت من بين لهاثها: ارجوك خدني معاك... عايزة اطمن عليها... قبض خالد على كف يدها وجرها خلفه راكضا بها نحو سيارته... فتح لها باب السيارة لتركب ريهام في مقعدها بينما اتجه خالد الى المقعد المجاور لها وركب فيه وبدأ يقود سيارته متجها الى اقرب مشفى للقاعة... انت متأكد انهم راحوا للمستشفى دي...؟!
قالتها ريهام الى خالد وهي تدلف الى داخل المشفى معه ليرد خالد بتأكيد: دي اقرب مستشفى...اكيد جابها هنا... ثم اشار نحو موظفة الاستعلامات قائلا: تعالي نروح نسأل الموظفة اللي هناك... تحركت ريهام خلفه وهي تدعو ربها ان تكون هنا بخير... وصلا الى الموظفة ليسأل خالد بسرعة: فيه حالة جتكم لعروسة مغمى عليها ومعاها جوزها...
اجابت الموظفة على الفور: ايوه يا فندم... هي فأوضة العمليات دلوقتي... هي كويسه...؟! طمنيني عليها ارجوكي... قالتها ريهام للموظفة بتوسل ليرد خالد متسائلا: هما فأنهي طابق..؟! اخبرته الموظفة برقم الطابق الذي يوجد به حازم وهنا فاتجها بسرعة وركبا المصعد...
ما ان وصلا الى مكان غرفة العمليات حتى وجدا حازم واقف امام باب غرفة العمليات واضعا يديه في جيوب بنطاله ويبدو القلق الشديد عليه... اقتربت منه ريهام سابقة خالد وسألته بلهفة: هي لسه مخرجتش...؟! هز حازم رأسه نفيا وقال مجيبا: لسه...
سأله خالد بدوره: حد خرج من جوه اوضة العمليات وقالك حاجة او طمنك عليها... اجابه حازم: مفيش حد خرج لسه... عقدت ريهام ذراعيها امام صدرها وقالت بنبرة باكية : يارب تكون بخير...يارب تقوم بالسلامة...
بينما اقترب خالد من حازم وهمس لها بصوت منخفض: هي هنا عرفت انك متجوز مش كده...؟! اومأ حازم برأسه دون رد فزم خالد شفتيه بضيق وابتعد عنه وجلس بجانب ريهام التي جلست على احد الكراسي الموجوده امام غرفة العمليات ليهمس لها بمواساة: متقلقيش...هتبقى كويسه ان شاء الله... يارب...
قالتها ريهام بدموع بينما اخذ خالد يتطلع اليها بشفقة... في هذه الاثناء وجد حازم كلا من والدته واخته ووالدة هنا تأتين بسرعة ناحيتهم ليقترب بسرعة نحوهن ويسألهن بضيق: سبتوا الفرح ليه... الناس هيقولوا ايه دلوقتي... راجية هتتصرف... سبتها بدالي...
قالتها راقية مطمئنة اياه بينما تحدثت نجاة والدة هنا متسائلة بقلق ولهفة شديدتين: هي فين...؟! وعاملة ايه...؟! نهضت ريهام من مكانها وقالت وهي تبكي: هي لسه فأوضة العمليات... ثم احتضنت والدتها التي عانقتها وقد ترقرت الدموع بعينيها هي الاخرى...
في هذه الاثناء خرج الطبيب من غرفة العمليات ليركض الجميع نحوه بينما تحدث حازم متسائلا بسرعة: طمنا يا دكتور... هي عاملة ايه دلوقت...؟! اجابه الدكتور بنظرات محرجة وملامح متأسفةة: هي كويسه بس فقدت الجنين... احتل الوجوم والصدمة ملامح الموجودين بينما اخذ حازم ينظر الى الطبيب في عدم تصديق...
لا يصدق ما سمعه...لقد فقد ابنه... ابنه الذي لم يشعر يوما بوجوده...فقده حتى قبل ان يسمح لغريزته الابوية بالاندفاع نحوه...هل هذا عقاب الله له...؟! هل هذا نتيجة ما فعله...؟! شعر بوالدته تقترب منه وتربت على كتفه قائلة: معلش يا حازم...ربنا يعوضكم خير ان شاء الله.. انا السبب...
قالها حازم بملامح تائهة ونبرة سيطر عليها الشرود لتشعر والدته بالقلق عليه فتحتضنه بقوة وتهمس له: متقولش كده يا حبيبي... ده نصيبكم... مش مكتوب ليه يعيش...بكره ربنا يعوضكم باللي أحسن منه... ابتعد حازم عنها وتحرك خارج المكان دون ان يعلم الى اين قد يذهب بينما اقتربت رؤية من خالد وسألته بتردد: خالد...هو فيه حاجة بين سنا وحازم...؟!
ابتلع خالد ريقه وقال بنبرة خرجت مضطربة: ايه اللي بتقوليه ده يا رؤية...حاجة ايه اللي بينهم... ردت رؤية بجدية: انا متأكدة انوا فيه حاجة... حتى ماما فهمت ده... والكل بيتكلم... اول ما سنا تحركت بعيد عنهم هنا اغمى عليها... يعني هي السبب... ثم اردفت بملامح متضايقة: انا عارفة انك مش هتقولي اي حاجة... بس ماما هتعرف كل حاجة بطريقتها لانها مش مستعدة تتحمل غلطة جديدة من حازم... رؤية...انتي بتهدديني...؟!
سألها خالد بضيق شديد لترد رؤية بنفي قاطع: انا مش بهدد... بس ماما سكتت دلوقتي عشان مش عايزة تعمل فضيحة... قالت كفاية الفضيحة اللي حصلت بالقاعة...مش وقتها نعمل فضيحة تانيه... اومأ خالد برأسه متفهما لتتحرك رؤية بعيدا عنه بينما اقتربت راقية من خالد وقالت بقلق واضح: هو حازم راح فين يا خالد...؟! بليز حاول تلحقه وتشوف هو فين... من غير متقولي يا طنط...انا رايح وراه...
ثم تحرك خارج المكان ليبحث عن حازم اما في الجانب الاخر جلست ريهام بجانب والدتها واخذت تربت على ظهرها وهي تقول: ماما... انتي تعبتي النهاردة...ايه رأيك تروحي للبيت وانا هفضل مع هنا الليلة... الا ان والدتها كانت مصرة على البقاء: لا مش هتحرك من هنا الا لما اطمن على بنتي... بس يا ماما...
قالتها ريهام بجدية لترد راقية بلطف: انا كويسه متقلقيش عليا... انا هفضل جمبها الليلة ومش هسيبها لحظة واحدة... بس... حاولت ريهام الحديث فقاطعتها راقية: مبسش...ده اخر كلام عندي... الا ان والدة هنا كانت مصرة على رأيها: انتوا كلكم روحوا وانا هفضل جمب بنتي...انا لا يمكن اسيبها وهي فالوضع ده...
الا ان راقية قاطعتها بتماسك تحسد عليه: مفيش فضيحة ولا حاجة...من الناحية دي متقلقيش... كل حاجة هتتحل... بجد...؟! سألتها ريهام بأمل لترد راقية بابتسامة: بجد يا حبيبتي... ثم اشارت الى رؤية التي تقدمت منها على الفور: يلا يا رؤية...خدي ريهام وطنط وصليهم للبيت...
اومات رؤية برأسها بينما اقتربت نجاة منها وقالت: امانة عليكي لو حصل اي حاجة جديدة ابقي طمنيني عليها... متقلقيش... هنا بعيوني... ابتسمت نجاة بوهن ثم تحركت مع ريهام ورؤية عائدة الى منزلها تاركين راقية تبقى لوحدها مع هنا...
رواية اغتصاب مع سبق الاصرار للكاتبة سارة علي الفصل الثالث عشر
في صباح اليوم التالي... فتحت هنا عينيها اخيرا لتشعر برهبة كبيرة من المكان الذي هي فيه... اخذت تقلب بصرها في ارجاء الغرفة الخالية من اي احد... حاولت النهوض قليلا لكن الالم الذي غزا جسدها منعها من هذا...
فُتِح الباب ودلفت راقية الى داخل الغرفة والتي ما ان رأت هنا مستيقظة وتحاول النهوض من مكانها حتى تقدمت نحوها مسرعة وقالت بلهفة واضحة: انتي فوقتي اخيرا... ثم اردفت مسرعة: مينفعش تقومي... انتي لسه عيانة...
اذعنت هنا الى كلامها وعادت الى وضعيتها المتمددة فالالم الذي عانت منه اجبرها على هذا... اغمضت عينيها للحظات ثم فتحتهما على صوت راقية تسألها بنبرة يشوبها التوجس: انتي كويسه...؟! اومأت برأسها دون ان تجيب لتطمئن راقية قليلا وتجلس بجانبها على الكرسي المجاور للسرير ثم قالت: مامتك وريهام جايين في الطريق...انتي متأكدة انك كويسه ومش محتاجة دكتور...؟!
متأكدة... قالتها هنا بصوت مبحوح قبل ان تسألها بتردد: هو انا اجهضت... تطلعت راقية اليها بحيرة ولم تعرف بماذا تجيب... الا ان هنا فهمت عليها فورا وقالت بنبرة مقتضبة: فهمت... تطلعت اليها راقية بشفقة وقلة حيلة فهي لا تعرف ماذا يجب ان تفعل معها وكيف تتصرف... هل تواسيها...؟! ومن قال انها حزينة من الاساس...؟!
همت راقية بقول شيء ما حينما فُتح الباب ودلفت كلا من والدة هنا وريهام الى الغرفة... ركضت والدتها نحوها واحتضنتها بقوة لتغرق هنا بين احضانها وتبدأ بالبكاء... انسحبت راقية من الغرفة تاركة لوالدتها واختها حرية الحديث... ظلت والدتها تحتضنها بينما هي مستمرة في بكاءها...
وقفت ريهام تتطلع اليهما من بعيد بينما تحررت هنا من احضان والدتها اخيرا لتقول بنبرة معتذرة: انا اسفة... اسفة اووي...مكنتش عايزة يحصل كده... مكنتش عايزة افضحكم... كفاية يا هنا...كفاية يا حبيبتي... انا اللي اسفة... اسفة انك مريتي بكل ده بسببي... قالتها والدتها وبدأت تبكي هي الاخرى لتقترب ريهام منها وتقول: ارجوكي يا ماما متعيطيش...
ثم التفتت نحو هنا وسألتها بينما اخذت تمسح دموعها باناملها: انتي كويسه يا هنا...؟! اومأت هنا برأسها دون ان تجيب لتبتسم لها ريهام بحنو قبل ان تنحني نحوها وتحتضنها بقوة: قلقتيني عليكي... قلقتيني اووي... بعد مرور فترة قصيرة دلفت كلا من راقية ورؤية الى داخل الغرفة التي تقطن بها هنا...
اقتربت راقية منها منها وقالت بينما تبتسم براحة: شكلك بقيتي احسن دلوقتي... ابتسمت هنا بضعف بينما يد والدتها تمسك بيدها تمنحها القليل من الطمأنينة... حمد لله على سلامتك يا هنا... قالتها رؤية لتشكرها هنا بخفوت: شكرا...
اخذت راقية نفسا عميقا ثم قالت بنبرة جادة: انا عارفة انوا كلكم قلقانين من اللي حصل...وخايفين من كلام الناس... بس متقلقوش انا اتصرفت... انا بلغت كل الموجودين انك شلتي الزايدة بعد ما بقت توجعك فجأة... واتفقت مع الدكتور وعملنا تقرير بكده وورينا التقرير ده للصحافة عشان ينشروا الخبر بالشكل ده وميبقاش فيه ادنى شك ناحيتنا... يعني محدش هيعرف بأي حاجة...؟!
سألتها هنا بقلق واضح لترد راقية مطمئنة اياها: اطمني يا هنا... محدش هيعرف بأي حاجة... ارتاحت هنا قليلا حينما سمعت ما سمعته ثم ما لبثت ان شكرتها: ميرسي اوي لحضرتك... انا مش عارفة اقولك ايه... ابتسمت راقية وقالت بحنو بالغ: انتي زي بنتي يا هنا... وانا قلتلك قبل كده اني دايما هكون جمبك... ادمعت عينا هنا من فيض حنان هذه المرأة ولطفها الذي غمرها بالكامل...
مر الوقت سريعا ورحل الجميع ولم يتبق مع هنا سوى والدتها... اعتدلت هنا في جلستها واشارت الى والدتها قائلة: ماما انتي لسه زعلانة مني...؟! اجابتها والدتها بجدية: انا نسيت الموضوع ده خلاص... وانتي كمان انسيه... اردفت هنا بإصرار: يعني سامحتيني... اومأت والدتها برأسها وقالت: ايوه سامحتك...
ابتسمت هنا براحة لتبادلها والدتها ابتسامتها... سمع الاثنان صوت طرقات على باب الغرفة يتبعها دخول احدهم... صدح صوت كعب حذاء عالي في المكان لتظهر اخيرا صاحبته والتي لم تكن سوى سنا... ابتلعت هنا ريقها بتوتر بينما نقلت نجاة والدتها بصرها بين الفتاة الجميلة المبتسمة وبين هنا المتوترة باستغراب... لم تتعرف والدة هنا عليها فهي لم ترها حينما اقتربت من هنا وسلمت عليها يوم الزفاف...
مساء الخير... قالتها سنا بابتسامة لتنهض نجاة من مكانها وتقول: مساء النور... اتفضلي... عرفت سنا عن نفسها: انا سنا بنت خالة حازم... جيت اطمن على هنا... رحبت بها نجاة على الفور: اهلا وسهلا...اتفضلي... جلست سنا على الكرسي المجاور لسرير هنا ثم قالت موجهة حديثها لهنا: ازيك دلوقتي...بقيتي احسن...
لم تجب هنا بل اكتفت بتأملها بنظرات غريبة فشعرت والدتها بالحرج واجابت نيابة عنها: الدكتور قال انها بقت احسن بكتير... التفتت سنا نحو نجاة وقالت بابتسامة لطيفة: الحمد لله... ماما ممكن تسيبينا لوحدنا...
كان هذا صوت هنا المقتضب لتنقل نجاة بصرها بين الفتاتين باستغراب قبل ان تنصرف باذعان بينما التفتت سنا نحو هنا وقالت بلطف مصطنع: كويس انك عملتي كده... انا كنت محتاجة اتكلم معاكي... اتفضلي.. قالتها هنا باقتضاب لتتنحنح سنا قائلة: انا جيت هنا طبعا عشان اطمن عليكي اولا واعتذرلك عن اللي عملته...انا مكنتش عايزة الامور توصل لكده...
مطت هنا شفتيها وقالت: حقك... نهضت سنا من مكانها واقتربت منها منحنية نحوها قائلة: هنا انا ممكن اعملك اللي انتي عايزاه... واديكي المبلغ اللي تعوزيه... بس تسيبي حازم ليا... تطلعت اليها هنا بنظرات باردة لا توحي بشيء قبل ان تهتف بها بجمود قاتل: اخرجي بره...
مليون جنية...كويس... قالتها سنا بنفس الجدية لتصرخ بها هنا: قلت اخرجي بره... وفي هذه الاثناء فًتح الباب ودلف حازم الى الداخل والذي اخذ ينقل بصره بين الاثنتين قبل ان يهتف بجمود: ايه اللي بيحصل هنا...؟!