رواية اغتصاب مع سبق الاصرار للكاتبة سارة علي الفصل التاسع والعشرون
بعد مرور ثلاثة ايام... دلف حازم الى غرفة مكتبه وهو يدندن ببعض الاغاني الخفيفة... جلس على مقدمة مكتبه وفتح احد الملفات الموجوده امامه واخذ يقلب به بينما هو مستمر في دندنته... في هذه الاثناء دلف خالد الى داخل المكتب وقال بسخرية: رايق اووي يا عم...
تعال يا خالد...كويس انك جيت... اقترب خالد منه وجلس على الكرسي المقابل له وتسائل: خير...عايزني فإيه...؟! اجابه حازم: عايزك فموضوع مهم جدا... وهو...؟! عيدميلاد هنا النهاردة...وانا عايز اعملها حفلة صغيرة... افاجئها بيهه.. حلوو اووي...طب وايه المطلوب مني...؟!
سأله خالد بحيرة ليجيبه حازم: هقولك... بس قبلها لازم تعرف اني هسيب الشغل فعهدتك كم يوم... نعم ياخويا... رد حازم باصرار: مفيش اعتراض... انا عامل مفاجئة لهنا وهسافر معاها لايطاليا... وانت الوحيد اللي أامن فيه واسلمه شركتي... يعني حضرتك تروح لايطاليا وانا البس... ضحك حازم بقوة وقال: مانت صاحبي الوحيد ولازم تلبس.. واخوك ايه وضعه...؟!
مانت عارف انوا مشغول بالجامعة.. زفر خالد انفاسه بضيق قبل ان يقول: خلاص امري لله... مش بحبك من فراغ والله... قالها حازم بابتسامة واسعة ليشيح خالد وجهه وهو يتمتم ببعض الكلمات المتضايقة...
دلف امجد الى احد المطاعم الراقية حيث تنتظره هنا التي طلبت رؤيته لامر ضروري جدا... وجدها تجلس على احدى الطاولات الجانبية فاتجه نحوها، خلع نظارته الشمسية وجلس امامها لتنتفض هنا في مكانها حيث كانت شاردة في افكارها بعيدا... خير... طلبتيني ليه...؟!
اعادت هنا خصلة من شعرها الى الخلف ثم ابتلعت ريقها وقالت: انا كنت عايزة اقولك اني مش هقدر اكمل فاتفاقي معاك... منحها امجد ابتسامة ملتوية قبل ان يقول بخبث: بالسرعة دي غيرتي رأيك... واضح انوا قدر يضحك عليكي بسهولة...
من فضلك ملوش لزمة الكلام ده... انا اتخذت قراري بنفسي... من غير محد يكلمني... وعلى فكرة انا هقول لحازم كل حاجة... ضرب امجد الطاولة بكفي يديه مما اثار انتباه الموجودين وقال بعصبية: انتي بتهدديني... فاكراني هخاف منك... ومن تهديداتك... نهضت هنا من مكانها وهي تحمل حقيبتها وقالت بنبرة خائفة: انا لا بهددك ولا حاجة...انا بس ببلغك... نهض امجد من مكانه وقبض على ذراعها واجلس في كرسيها مرة اخرى قائلا: لسه مخلصتش كلامي...
ضغطت هنا على حقيبتها بقوة بينما اكمل امجد: انتي فاكرة انوا حازم هيسكت لو عرف باتفاقك معايا... انتي تبقي هبلة وغبية لو فكرتي كده...حازم عمره مهيرحمك لو عرف اللي كنتي ناوية عليه... انت عايز مني ايه بالضبط...؟! سألته بغضب تمكن منها ليجيبها ببساطة: عايز اعرف ليه غيرتي رأيك؟! لاني عرفت الحقيقة... عرفت كل حاجة... ابتسم امجد بتهكم وقال: قدر يقنعك بكدبه بالسهولة دي...
هو مش مضطر يكدب عليا... هو اعترف باللي عمله ويذنبه...اعترف انوا مايسة انتحرت بسببه زي ما اعترف ازاي انت ومايسة خنتوه... ولو فرضا كلامه صحيح...فهل ده يديه الحق انوا يغتصبك مرتين... انصدمت هنا من معرفة امجد بكون حازم اغتصبها مرتين ليقهقه امجد عاليا: ايه اتخضيتي...؟! فاكرة اني مش عارف... انا عارف كل حاجة يا هنا... وعشان نلعب عالمكشوف انا اللي حطيت مخدر لحازم عشان يتجنن ويبقى بالحالة دي ويغتصبك...
اتسعت عينا هنا بعدم تصديق قبل ان تصرخ به: ليه...؟! عملت كده ليه...؟! نهض امجد من مكانه وارتدى نظارته ثم قال: ليه دي هتعرفيها بعدين... بس خدي بالك انتي اللي اختارتي وانتي اللي هتتحملي نتيجة اختيارك...
دلف امجد الى غرفة سنا ليجدها منعزلة هناك كالعادة...اقترب منها وقال: ها يا عروسة...جاهزة... اهل العريس هيجوا يشوفوكي النهاردة... رمته سنا بنظرات نارية قبل ان تقول بحدة: اخرج برة يا امجد...اخرج برة حالا... سنا اهدي واسمعيني... ردت بعصبية: مش عايزة اسمع منك اي حاجة...كفاية اللي عملته فيا لحد دلوقتي...
انا اللي عملت فيكي ولا انتي...انتي اللي ضيعتي نفسك لما جريتي ورا اللي اسمه حازم وصدقتيه... اشاحت سنا وجهها بعيدا عنه وهي تحاول اخفاء دموعها ليجلس حازم بجانبها ويواسيها: يا سنا بلاش تعيطي... صدقيني انا هاخد حقك من حازم ده...وهعوضك عن كل حاجة... التفتت نحوه تسأله: هتعمل ايه...؟!
اجابها امجد بشرود: دي حاجة تخصني...بس اوعدك هخليه يركع قدامك زي الكلب ويترجاكي عشان تسامحيه... سنا بلهفة: بجد يا امجد...؟! ابتسم امجد: بجد يا روح امجد... انا اسفة... قالتها سنا ببكاء ليحتضنها امجد بقوة ويهمس لها: خلاص يا سنا...انا سامحتك... اهدي بقى..
ابتعدت سنا من بين احضانه واخذت تمسح دموعها بأناملها بينما قال امجد: المهم دلوقتي تقومي تلبسي عشان الناس جايين.. ما بلاش يا امجد... سنا...احنا قلنا ايه...اسمعي كلامي ومش هتندمي... اومأت سنا برأسها ثم ما لبث ان نهضت على مضغ لتغيير ملابسها ووضع المكياج على وجهها...
رواية اغتصاب مع سبق الاصرار للكاتبة سارة علي الفصل الثلاثون (النهاية)
مساءا... دلفت هنا الى غرفتها لتغيير ملابسها حينما لمحت فستانا احمر طويل انيق للغاية موضوع على السرير وعليه ورقه مطوية حملتها لتقرأ ما في داخلها: استمتعي رددت هنا الكلمة بذهول قبل ان تبتسم بشرود...حملت الفستان وارتدته ثم اخذت تتطلع الى نفسها بالمرأة بإنبهار شديد... كان الفستان يبدو كتحفة فنية راقية...
تقدمت هنا من طاولة التجميل واخذت تضع القليل من لمسات المكياج على وجهها ثم صففت شعرها بعناية بالغة... ارتدت حذائها اخيرا وحملت حقيبتها الصغيرة وجلست على السرير في انتظار حازم... سمعت هنا صوت على طرقات باب غرفتها فسمحت للطارق بالدخول... دلفت الخادمة وقالت: السواق مستنيكي يا هانم عشان ياخدك عند حازم بيه...
نهضت هنا بسرعة وخرجت من المكان متجهة الى الكراج حيث ينتظرها السائق... ركبت هنا السيارة واتجه السائق بها الى المكان الذي حدده حازم له...
وصلت هنا الى المكان اخيرا... هبطت من السيارة واتجهت الى داخل المطعم الفخم... كان المطعم خاليا من الزوار بشكل اخافها... وجدت حازم يتوسط قاعة المطعم وهو يبتسم بسعادة... ابتسمت براحة بينما تطلع حازم اليها بإنبهار ثم اقترب منها ومسك يدها وقبلها قبل ان يسير بها الى احدى الطاولات التي تتوسط القاعة حيث توجد كيكة كبيرة تتوسط الطاولة...
ابتسمت هنا بسعادة وقالت: تصدق كنت ناسية عيدميلادي... اجلسها حازم على الكرسي وجلس هو على الكرسي المقابل لها... مد حازم علبة مخملية زرقاء لها اخذتها هنا بترقب وفتحتها ليظهر امامها طقم من الالماس رائع التصميم... انبهرت هنا بما تراه امامها وقد ظهر هذا بوضوح عليها...
حازم بابتسامة: عجبك...؟! اومأت برأسها دون ان تجيب بينما عيناها ما زالتا تحدقان بالطقم... نهض حازم من مكانه واتجه نحوها... البسها الطقم ثم عاد وجلس في مكانها متأملا اياها بحب واضح جعل هنا تبتسم بخجل شديد... مر الوقت سريعا اطفأت هنا خلاله شمعة عيدميلادها ثم رقصت مع حازم وتناولا طعاميهما سويا... نهض الاثنان بعدها واتجها خارج المطعم حيث ينتظرهما السائق... ركبا السيارة ليتجه بهما السائق عائدا الى المنزل...
دلف حازم الى الغرفة تتبعه هنا... اغلقت هنا الباب خلفها ثم اتجهت الى خزانة ملابسها...حملت بيجامتها واتجهت الى داخل الحمام... خلعت فستانها بصعوبة ثم ارتدت البيجامة لتجد حازم قد خلع ملابسه وارتدى بيجامته هو الاخر وتمدد على الكنبة كما اعتاد ان يفعل... اخذت هنا تفرك يديها الاثنتين بتوتر ثم ما لبثت ان قالت موجهة حديثها الى حازم: ايه رأيك تنام على السرير جمبي...؟!
اتسعت عينا حازم بعدم تصديق لما يسمعه ثم ما لبث ان نهض من مكانه ووضع كف يده على جبينها لتقطب هنا جبينها متسائلة بحيرة: فيه ايه...؟! اجابها حازم: بتأكد من حرارتك... زمت هنا شفتيها بعبوس بينما اكمل حازم: انت بتتكلمي بجد...؟! طبعا...
قفز حازم مسرعا نحو السرير وتمدد عليه ثم قال لهنا بسرعة وهو يفتح ذراعيه: تعالي يا روحي... تقدمت هنا بخطوات خجولة نحوه ثم تمددت على السرير بجانبه ليضمها حازم اليه بقوة...ارتجف جسدها في بادئ الامر لكن سرعان ما استرخى بين ذراعي حازم الذي طبع قبلة على جبينها وقال: اوعدك اني هعوضك عن كل اللي فات...
ثم اردف: ياريت انتي كمان توعديني انك هتسامحيني... رفعت هنا بصرها نحوه وقالت بنبضات مضطربة: اوعدك اني هسامحك لما احس اني قادرة اعمل كده... ثم عادت تنام بين احضانه... تمت الجزء التالي رواية اغتصاب مع سبق الاصرار الجزء الثاني للكاتبة سارة علي
رواية اغتصاب مع سبق الاصرار الجزء الثاني للكاتبة سارة علي مقدمة الرواية
في مطار القاهرة الدولي.. ما ان خرجت من بوابة المطار حتى وقفت للحظات تتأمل الاماكن المحيطة به.. تستنشق هواء هذا البلد الذي ابتعدت عنه طويلا.. ادمعت عيناها بقوة وهي تتذكر كل تفاصيل حياتها السابقة.. كيف كانت تعيش حياة هادئة بسيطة.. وكيف انقلب بها الحال في لمح البصر.. تذكرت كيف غادرت هذا البلد مجبرة.
كانت حينها وحيدة... ضائعة.. ميتة وهي على قيد الحياة.. وهاهي تعود اليه وهي ما زالت على نفس الوحدة والضياع.. غادرته حينها معه.. وعادت معه ايضا.. ولكن هذه المرة وهو محمول بنعشه.
شعرت بشخص يقترب منها والذي همس لها بتردد : هنا.. !! كل حاجة جاهزة.. هنتحرك دلوقتي ونروح المقبرة.. الكل مستنينا هناك.. هزت رأسها بانصياع ثم تحركت معه وهي تحمل جثمان زوجها معها.. لتتجه معه الى مقبرة عائلة زوجها هناك حيث سيذهب الى مثواه الاخير..
توقفت السيارة امام مقبرة العائلة.. هبطت هنا من السيارة وفعل الشاب الذي معها المثل.. تقدم شباب العائلة نحو السيارة بسرعة ليحملوا النعش.. بينما دلفت هنا وحيدة الى المقبرة لتجد عائلته هناك.. كانت تشعر بضياع شديد خصوصا وهي ترى نظرات الكره والازدراء من الجميع نحوها وكأنها هي من قتلته..!!! اقترب احد الاشخاص منها وقال معزيا اياها بمواساة حقيقية : البقية فحياتك يا هنا.. اجابته بامتنان : حياتك الباقية يا خالد.. ثم اخرجت نظارتها الشمسية السوداء من حقيبتها وارتدتها تخفي بها عينيها.. تقدمت نحو السيدات اللاتي ما زلن يرمينها بنظراتهن الكارهة بينما تقدم الرجال منهن وهم يحملون النعش لتبدأ مراسيم الدفن.. فصول رواية اغتصاب مع سبق الإصرار الجزء الثاني رواية اغتصاب مع سبق الاصرار الجزء الثاني للكاتبة سارة علي الفصل الأول
في مكان اخر.. في احدى الشقق السكنية البسيطة.. استيقظت من نومها على صوت رنين جرس الباب.. اتجهت بسرعة خارج غرفتها وفتحت الباب لتتصنم في مكانها ما ان رأته امامها.. افاقت من صدمتها على صوته البارد يسألها : ايه هتفضلي ساكته كده كتير..؟! خالد.. خير..؟!
مش خير للاسف.. ابتلعت ريقها بتوتر ثم سألته بخوف : حصل ايه عشان تقولي كده..؟! اجابها بتردد : اختك.. صعقت بشدة ما ان ذكر اختها امامها لتسأله بلهفة : هنا..مالها ..؟!
اجابها بجدية : جوزها مات.. هربت الكلمات من شفتيها ولم تعرف ماذا تقول.. هل عليها ان تحزن الان..؟! ام تبكي..؟! فهي لم تتوقع يوما ان يحدث شيئا كهذا.. ولم تظن ابدا ان تنتهي الحكاية بهذه الطريقة البشعة..
افاقت من افكارها تلك على صوت خالد الجاد : لسه راجع من الدفنة.. هنا وصلت الفجر للبلد.. اتمنى انك تكوني معاها فظروف زي دي خصوصا انها لوحدها.. ومحتاجه اي حد يسندها فالوضع ده.. هزت رأسها بسرعة متفهمة ثم قالت وهي تتجه راكضة الى غرفتها: ثواني واكون جاهزة..
دلفت ريهام الى قصر عائلة المصري.. وجدت الجميع مجتمع هناك وصوت القرأن الكريم يصدح في ارجاء المكان.. بحثت عن هنا بعينيها لتجد تجلس وحيدة منعزله في احدى اركان الصالة يكسوها السواد من رأسها حتى اخمص قدميها.. تقدمت ناحيتها بسرعة ولهفة..
لمحتها هنا فنهضت من مكانها بسرعة وتقدمت نحوها تحتضنها بشوق ولهفة بينما اخذت الدموع تهطل من عينيها بغزارة.. ابتعدتا عن احضان بعضيهما اخيرا لتجلس ريهام بجانبها وهي تهمس لها بقلق : انتِ كويسه..؟!
اكتفت هنا بإيماءة من رأسها دون ان تتحدث لتربت ريهام على كف يدها بدعم ومواساة.. انتهى العزاء وبدأن النساء في الخروج من المكان.. لم يتبق في النهاية سوى افراد العائلة المقربين.. حل الصمت في ارجاء المكان والعيون جميعها تتابع ما سيحدث في ترقب واضح...
نهضت هنا من مكانها وهمت بالخروج من صالة الجلوس وهي تنوي الاتجاه الى الطابق العلوي لتغيير ملابسها.. كادت ريهام ان تتبعها الا ان الفتاتين توقفتا على صوت والدة زوجها وهي تهتف بهما : على فين..؟!
التفتت ريهام نحوها وفعلت هنا المثل والتي اجابتها بجدية : هروح ارتاح فوق يا طنط.. انتي عارفة السفر والتعب.. عاوزة تنامي وترتاحي وابني مات بسببك.. قالتها الام بملامح كارهة ونبرة حاقدة لتقترب اختها منها وتهمس لها بترجي : مش وقت الكلام ده يا راجية...
الا انها كانت مصرة على حديثها حيث اكملت : لا وقته يا راقية .. انتي ملكيش مكان هنا يا حلوة.. كادت هنا ان تبكي من فرط الاهانة التي تتعرض لها تحت انظار الجميع لكنها تحاملت على نفسها وقالت : اروح فين.. ده بيت جوزي.. اقتربت منيرة منها ثم ما لبثت ان صفعتها بقسوة..
وضعت هنا كف يدها على وجنتها بصدمة بينما قالت ريهان بعصبية : انتي ازاي تضربيها كده.. انتي ملكيش حق تمدي ايدك عليها.. قبضت راجية على شعر هنا التي اخذت تصرخ ببكاء ثم جرتها وراءها ريهام تجري ورائهما وكذلك اخت راجية وبعض الموجودات.. جرتها من شعرها ورمتها خارج القصر ثم هتفت بها بكره : مش عاوزة اشوف وشك تاني هنا.. انتي فاهمه..؟!
ومن بعيد كان يتابع الموقف بعينين متقدتين نارا..تمنى لو يستطيع الاقتراب منها..احتضانها.. مواساتها.. لكن لا.. لقد اقسم ان يكون اول الشامتين به.. وسيفعل.. رفعت هنا عينيها لتلتقي بعينيه للحظات، نظراتها ترجوه بصمت، ونظراته تعاتبها، لحظات قليلة واختفى العتاب من نظراته ليحل محلها الكره والجمود.. اخفضت نظراتها ارضا بينما سندتها اختها لتنهض من مكانها.. ركض احد الشباب الموجودين ناحيتهما وهتف بسرعة وقلق : حصل ايه ..؟!
ليأتيه صوت والدته راقية وهي تقول : خدهم على البيت يا مصطفى.. الوقت متأخر ومينفعش يروحوا لوحدهم.. اومأ مصطفى برأسه متفهما ثم قال لهما : تعالوا معايا اوصلكم..
الا ان ريهام رفضت بشدة : شكرا ملوش داعي..هنروح لوحدنا.. يلا يا هنا.. ثم قبضت على ذراع هنا وسارت بها متقدمة خارج القصر باكمله تحت نظرات الموجودين.. ركبت هنا بجانب سمر في تاكسي استأجرته الاخيرة لتغمض عينيها بألم فتهطل الدموع منهما بغزارة وقد بدأت الذكريات السوداء تعود اليها من جديد..
دلفت هنا الى منزلها اخذت تتأمله عن قرب.. شعرت بالحنين يغزوها اليه... الى كل ركن فيه.. تمنت لو يعود بها الزمن الى الوراء ولا تتركه بتاتا..
جلست على الكنبة التي تتوسط صالة الجلوس وهي تتنهد بتعب.. اقتربت ريهام منها بعدما اغلقت الباب وجلست بجانبها... ظلت ريهام ملتزمة الصمت حتى سمعت صوت هنا يسألها : ايه..؟ مش هتسأليني عملت كده ليه ..؟!
رمقتها ريهام بنظرات جامدة قبل ان تنهض مكانها وتقول ببرود : اوضتك لسه زي ما هي..تقدري تدخلي تريحي فيها وتنامي.. منحتها هنا ابتسامة باردة ثم نهضت من مكانها وحملت حقيبتها متجهة الى غرفتها القديمة.. ولجت الى داخل الغرفة لتجدها كما تركتها لاخر مرة..
ادمعت عيناها اجبارا عنها.. عادت الذكريات اليها تباعا.. هنا كانت تمزح مع اختها .. وهنا كانت تذاكر دروسها الجامعية.. وهنا كانت تنام في احضان امها.. امها..كم اسشتاقت لها..؟! ليتها كانت هنا..
جلست على سريرها ثم حملت المخدة واخذت تستنشق رائحتها بحنين وألم.. ثم احتضنتها وذهبت في سبات عميق..