أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتدى جنتنا، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .

المنتدى للقرائه فقط -- للمشاركه انتقل الى منتديات جنتنا الجديده -forums.janatna.com





رواية سجينة هوسه

في عرف المشاعر هي حبيبتهوفِي عرفه هو هي مليكتهأنثاه وحدههوسه وجنونهفهي خاصته وحده ولتذهب أعرافهم تلك الى الجحيماقتباس من ..



30-01-2022 12:07 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [10]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية سجينة هوسه
رواية سجينة هوسه للكاتبة سارة علي الفصل الحادي عشر

في مطار اسطنبول
خرج كلا من عثمان وسها من بوابة المطار بعد أن اتما جميع الاجرائات المطلوبة تتبعهما صفا التي تجر حقيبتها خلفها وهي تدمدم ببعض الشتائم...
ركب الثلاثة سيارة جاهزة لاستقبالهم اتجهت بهم إلى الشقة التي استأجرها عثمان لهم، كان عثمان وسها مندمجين في احاديثهم بينما تتأكل هي من شدة الغيظ...

ما أن وصلوا إلى الشقة حتى دلفا إلى غرفة نومهما ولم يخرجا منها حتى صباح اليوم التالي، حيث خرجا من الصباح الباكر للقيام ببعض السياحة تاركين صفا لوحدها في الشقة...
كانت تسير داخل رواق الشقة ذهابا وايابا وهي تكاد تنفجر من شدة غضبها، لا تصدق أنها يعاملها بهذه الطريقة الحقيرة وكأنها شيء زائد لا أهمية لها...
حقراء، سفلة، حمير...
كانت تتمتم بغضب شديد وهي تتوعد لهما بالكثير:.

والله لم أكن صفا اذا تركت الموضوع يمر هكذا...
فجأة لمعت في بالها فكرة جعلتها تبتسم بشغب وهي تركض بسرعة ناحية غرفتها و تخرج ملابسها من الخزانة، ارتدت ملابسها بسرعة ثم خرجت من الشقة متجهة إلى المكان المطلوب...
بعد حوالي نصف ساعة كانت صفا جالسة بجانب امرأة في الخمسينات من عمرها تحتضنها بشده وهي تقول بترحيب حار:
لا أصدق انني رأيتك يا صفا، لو تعلمين كم اشتقت اليك...
وانا اكثر خالتي، اين مصطفى...؟

سوف أخبره بمجيئك في الحال...
قالتها خالتها وهي تنهض من مكانها متجهة إلى غرفة ابنها لتبلغه بمجيء صفا...
خرج الشاب بلهفة واضحه وتقدم ناحية صفا وضمها بقوة وهو يقول بترحيب حار:
اهلا صفا، الحمد لله على سلامتك، اشتقنا اليك..
وانا اكثر...
قالتها صفا وهي تبتعد عن احضانه ليجلسا بعدها على الكنبة ويتحدثان سويا بحماس شديد فهم لم يروا بعضهما منذ أكثر من عام...

ليست موجوده...
قالها عثمان بعد أن خرج من غرفة صفا، كان قد عاد الى المنزل منذ حوالي ساعة، وجد الشقة فارغه وهادئة فشعر بان هناك شيء غريب حدث وهو في الخارج، خاف من فكرة ان تكون قد فعلت بنفسها شيء، الا انه لم يجدها حينما بحث عنها في ارجاء الشقة ليفهم أنها هربت منه...
ماذا يعني ليست موجوده...؟
سألته سها بعدم فهم ليجيبها عثمان:
هربت...
ماذا يعني هربت...؟ يجب أن تجدها حالا...

هل تدركين نحن اين...؟ نحن في اسطنبول يا مدام، اين سأجدها...؟ اين سأبحث في هذه المدينة الكبيرة...؟ اللعنه، ماذا سأفعل الآن...
قالها وهو يكاد ينفجر من شدة الغضب...
تلك الحقيرة، لا ترتاح حتى تسبب لنا المشاكل..
رمقها بنظرات مستاءة ثم خرج من الشقة ليبحث عنها تاركا سها تكاد تموت من شدة الغيظ فصفا قد خربت جميع مخططاتها لهذه الليلة بسبب هروبها هذا...

كان عثمان يسير في شوارع اسطنبول باحثا عنها، شعر بالقلق الشديد من أجلها، خاف ان تفعل شيء بنفسها، أو أن تكون هربت بلا عودة، كانت الكثير من الأفكار السيئة تعصف داخل رأسه...
توقف في مكانه للحظه وهو يتذكر شيئا هام غفل عنه، صفا لديها خالة تقيم في اسطنبول، من الممكن أن تكون ذهبت إليها، اتصل على الفور لوالدة صفا ليأخذ منها عنوان اختها متحججا بأن صفا تريد رؤيتها..

بعد فترة ليست بقصيرة كان عثمان يقف أمام منزل خالدة صفا، رن جرس الباب لتفتح خالتها له الباب و قد عرفته فورا:
عثمان، اهلا يا بني، تفضل، قبل قليلا سألت صفا عنك...
سألها بابتسامة متصنعه:
كيف حالك خالة نهلة...
إجابته بابتسامه مرحبة:
بخير، تفضل إلى الداخل...

دلف إلى داخل الشقة وتحديدا إلى صالة الجلوس لينصدم بالمشهد الماثل امامه، كانت صفا تجلس على أرضية الصالة وأمامها ابن عمها يلعبان سويا الدومنةويبدوان مندمجين للغاية في اللعب...
نهضت صفا من مكانها ما أن شعرت بوجوده ثم تقدمت ناحيته وهي تقول بترحيب مصطنع:
اهلا حبيبي، متى أتيت...؟
لم يجبها ؛ فقط اكتفى بتحية مصطفى ببرود ثم حدثها قائلا:
هيا يجب أن نذهب...
قاطعته خالة صفا:
انتظروا قليلا، لنتناول العشاء سويا...

لا استطيع، لدي موعد مع أصدقائي، يجب ألا اتأخر عليهم...
على راحتك بني..
قالتها نهلة وهي تقبل صفا وتودعها، استدارت صفا ناحية مصطفى الذي ضمها إليه بابتسامة واسعة ثم قبلها من وجنتيها مودعا أياها تحت أنظار عثمان الذي يشتاط غضبا وهو يرى زوجته يحتضنها ويقبلها رجل آخر...

ادخلي...
قالها عثمان وهي يدخل صفا إلى غرفتها راميا اياها على السرير...
هل جننت...؟ كيف تدفعني هكذا..؟
من الذي جن...؟انا ام انت...؟
، وماذا فعلت انا...؟
اجابها قائلا:
بعيدا عن موضوع هروبك...
قاطعته مصححه:
انا لم أهرب، انا ذهبت لزيارة خالتي...
دون اذني...
زفرت أنفاسها بضيق بينما أكمل هو قائلا بنبرة حادة:
كيف تسمحين له أن يقبلك هكذا ويضمك إليه...؟
تقصد مصطفى..
وهل يوجد غيره...؟
إنه ابن خالتي...

قالتها ببساطة ضاعفت غضبه منها...
اسمعيني جيدا، هذا الكلام لا ينفع معي، ابن خالتي، ابن عمتي، اخي في الرضاعة، لا يوجد شخص يحق له أن يمسك أو يقبلك أو يضمك، انا لا اقبل بشيء كهذا...
لكن هذا تخلف...
سميه ما تشائين...
أردف بعدها قائلا بجديه:
أما بالنسبة لخروجك دون إذن مني، فله عقاب، ظ
سوف تبقين في غرفتك ولن تخرجي منها ابدا إلا من أجل تناول الطعام..
ماذا تقول انت...؟
اجابها بسخرية: .

واضح جدا ما قلته، لا يوجد خروج من هذه الغرفة بعد الآن...

كان يقف أمام المرأة يعدل هندامه ثم يربت على شعره معدلا خصلاته وهو يصيح بصوت عالي:
الم تنتهي بعد...؟
جاءه جوابها الذي اغاظه كثيرا:
انتظر قليلا، دقائق وانتهي...
انتهى من إعداد نفسه ومظهره جيدا ثم وقف في منتصف الغرفة واضعا يديه في جيوب بنطاله منتظرا اياها أن تأتي، تقدمت منه بعد حوالي ربع ساعة وهي ترتدي بنطال جينز فوقه بلوزة حمراء صوفية...

تأخرت كثيرا، نحن جئنا إلى هنا لنخرج ونستمتع وليس لنقضي اغلب وقتنا في الفندق، اذا في كل مرة تأخذين ثلاث ساعات لتجهيز نفسك فهذا يعني اننا لن نخرج سوى ثلاث مرات خلال أسبوعين...
ما هذا كله...؟ هذا كله لاني تأخرت خمس دقائق..
ربع ساعة...
قاطعها مصححا ثم أردف بنبرة جدية:
ليكن بعلمك انا لا احب ان تكون زوجتي باردة، أريدك نشيطه، تتحركين بخفة و...

وماذا بعد...؟ هل صدقت بأني زوجتك بحق...؟ وحتى لو كنت، هذا لا يعطيك الحق أن تقول شيء كهذا، كما أن الموضوع برمته لا يستحق، بدلا من وقفتنا وحديثنا الممل هذا لنخرج ونبدأ رحلتنا...
مط شفتيه بملل بينما حملت هي حقيبتها وفتحت الباب وخرجت من الجناح يتبعها لبيد..

بدئا رحلتهما في شوارع اسطنبول الممتعة، تناولا غدائهما في أحد المطاعم الشهيرة، ثم زارا العديد من الأماكن السياحية المميزة، عادا الى جناحهما في حوالي الساعة الثانية عشر مساءا...
دلفت ميار بسرعة إلى الحمام وبدأت في خلع ملابسها ثم ارتدت بيجامة حمراء اللون وخرجت متجهة إلى غرفة النوم كي تنام إلا أنها تفاجئت بلبيد يحتل السرير...
اقترب منه وهي تقول بجدية:
هل من الممكن أن تنهض لانام...؟

رفع بصره ناحيتها وهو يتسائل:
عفوا، ولما سأنهض، تريدين النوم نامي، من سيمنعك...؟
انت لا تفهم، انا وانت، كيف سننام على سرير واحد...؟
وما المشكلة...؟ نحن متزوجان اذا نسيتي...
قالها ببساطة أغاضتها...
لبيد انهض، انا سأنام فوق السرير...
هز رأسه نافيا وهو يقول بعناد:
لن انهض..
لبيد لا تفعل هذا، اين سأنام انا...؟
بجانبي...
قالتها ببساطة جعلتها تستشاط غيضا وهي تقول بانزعاج:.

ماذا يعني انام بجانبك...؟ ما بك تتحدث وكان زواجنا حقيقي، أرجوك انهض ونام على الكنبة وانا على السرير..
هل تمزحين، تريدين مني انا لبيد التميمي أن انام على الكنبة...
لا طبعا، كيف لأبن العز والدلال أن ينام على الكنبة، يجب أن ينام على سرير مصنوع من ريش النعام...
تسخرين مني، أليس كذلك.؟
عقدت ذراعيها أمام صدره وهي ترميه بنظرات قاتلة ليهتف بها بدوره:.

عقابا على ما قلتيه، فاني لن اتزحزح من هنا، و افعلي ما تشائين، ضربت الأرض بقدميها ثم اتجهت ناحية الكنبة لتنام عليها لكن ليس قبل أن تدعو عليه قائلة:
إن شاء الله تأتيك ابشع واقبح الوجوه في حلمك...

الحقير، تزوج...
رمت هاتفها بجانبها وهي تكاد تتاكل من شدة الغيظ، لا تصدق انه تزوج بهذه السهولة، تزوج من أخرى ورفضها هي، شعرت بحقد غريب يتنامى في داخلها كلما تذكرت سخريته منها حينما أخبرته بوجوب زواجه منها لكي تستمر علاقتهما، وفي المقابل تزوج هو بعد فترة قصيرة بأخرى...
دلفت والدتها إلى الغرفة وهي تقول:
جوان، ما زلت مستيقظة...
لم تجبها بل ظلت على حالة الصمت التي هي بها...

اقتربت منها والدتها وجلست بجانبها ثم قالت بجدية:
تبدين منزعجة، ما بك ابنتي...؟ منذ عدة أيام وانت غير طبيعية...
تزوج...
غمغمت بخفوت لتسألها والدتها بعدم فهم. :
من هو...؟
لبيد التميمي...
حسنا، لما انت متضايقة الآن...؟ انه لا يستحق...
قاطعتها وهي تنهض من مكانها قائلة بنبرة متالمة:
أمي أرجوك، لست مستعدة لسماع نفس الاسطوانة التي تقال في وضع كهذا...
هل تحبينه...؟

سألتها يترقب لتهز رأسها والدموع بدأت تتساقط من عينيها فسارعت باحتضان والدتها والبكاء داخل أحضانها...
ربتت والدتها على كتفها وهي تقول بحزن على حال ابنتها:
لا تفعلي هكذا بنفسك يا جوان...
ابتعدت عن أحضانها واخذت تردد من بين دموعها:
لقد رفضني، واختارها هي، لما اذا كان يخرج معي...؟ لما كان يخبرني بأني حبيبته وبأنه سعيد معي، لماذا جعلني احبه وتخلى عني..؟

لأنه حقير وبلا ضمير، شخص كهذا لا يجب أن تحزني من أجله، انه لا يستحقك...
مسحت دموعها باناملها بينما أردفت والدتها قائلة:
انت قوية يا جوان، اقوى من أن تنهاري بهذا الشكل، ومن أجل شاب مثله، حبيبتي لا تؤلمي نفسك، ما حدث قد حدث، هو لا يستحق حبك، وانت يجب أن تنسيه وتبدئي من جديد...
اومأت برأسها وهي تقول:
معك حق...

ابتسمت لها ثم ربتت على وجنتيها بحنان، نهضت من مكانها تاركه اياها لوحدها فهي واثقة من أن ابنتها لن تنكسر بسبب شيء كهذا...

جلست ناريمان في صالة الجلوس بجانب اختها التي عادت لتوها من السفر وهي تقول بسعادة:
لا أصدق انك عدت اخيرا يا رويدا...
جئت لأرى المصيبة التي جلبها ابنك لنا واجد لها حلا...
لا تذكريني، انا بالكاد احاول ان انسى...
قالتها ناريمان بحزن لتردف رويدا بغضب:
تنسيها، تنسين فضيحة كهذه...
وماذا افعل انا يا رويدا...؟
سألتها بقلة حيلة لتجيبها رويدا:
لا تفعلي، انا من سيفعل...
ماذا ستفعلين...؟

الآن لن افعل شيئا، ليعودا من سفرهما وحينها لنا حديث آخر...
أردفت متسائلة:
إلى أين اخذها وسافر...؟
إجابتها بضيق:
إلى فرنسا...
ماذا..؟
صرخت رويدا بعدم تصديق ثم أردفت بانفعال شديد:
ابنة من هي ليأخذها إلى فرنسا...؟
لا أعلم، لبيد وزوجته سافرا إلى تركيا وعثمان وصفا كذلك، هما الوحيدان من سافرا إلى فرنسا...
زمت رويدا شفتيها بضيق ثم قالت بنبرة متوعده:
ليعودا فقط وحينها سأتصرف معها على طريقتي الخاصة...

كان كلا من لبيد وميار يسيران سويا في أحد شوارع اسطنبول يستمتعان بوقتهما، هما بالدخول إلى أحد المطاعم حينما لمح لبيد شيء أثار استغرابه، تقدم بسرعة ناحيته تاركا ميار لوحدها...
عثمان...
هتف بها لبيد باندهاش ليلتفت له عثمان وبجانبه سهى، تطلع عثمان إليه بصدمه شديده فهو لم يتوقع أن يحدث شيء كهذا ابدا...
من هذه...؟
سأله لبيد مشيرا بيده إلى سهى ليجييه عثمان بعد لحظات طويلة من الصمت والتردد:
زوجتي...

نعم، ماذا تقول انت...؟ ماذا عن صفا...؟ وأين هي...؟
صمت عثمان ولم يتحدث بينما اخذ لبيد يتطلع إليه بعد تصديق...

بعد حوالي نصف ساعة كانتا كلا من سهى وميار تجلسان في صالة الجلوس التابعة الشقة التي يقطن بها عثمان، كانت سهى تتطلع إلى ميار بنظرات مزدرءة فهي وزوجها قد خربا شهر العسل خاصتها اما ميار فكانت تقابل نظراتها بأخرى باردة لا مبالية..
في الداخل كان كلا من عثمان ولبيد واقفان أمام بعضيهما وصفا تقف في المنتصف...
تحبسها ايضا، كيف تفعل شيء كهذا، اخبرني...

هدر صوت لبيد عاليا فهو كان يشعر بالغضب الشديد مما أخبره به عثمان..
تطلع عثمان إليه ببرود ثم اجابه:
زوجتي وافعل بها ما أشاء...
كانت صفا تقف في المنتصف وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها تتابع ما يحدث بجمود غريب...
وانا ابن عمها، ولن أرضى لها بمعاملة كهذه...
انت لا يحق لك ان تتدخل...
قالها عثمان ببرود فقاطعه لبيد بعصبية:
بلى، يحق لي...
انت لا تعلم اي شيء يا لبيد، هي تستحق أكثر من هذا...

مهما فعلت، فهذا لا يعطيك الحق بأن تفعل به شيء كهذا، ماذا تركت للأطفال اذا بافعالك هذه...؟
لبيد...
صاح عثمان بتحذير لم يؤثر به للبته وهو يقول بتهديد:
اسمعني جيدا، سوف تجد حلا لهذا الوضع حالما تعود إلى البلاد، انا لن أسمح لان يستمع الوضع هكذا، هذا اولا، ثانيا صفا لن تحبسها مجددا، هي ليست عبدة لديك، واياك ان تعاند فيما قلته والا سأخبر جدي بكل شيء...

اومأ عثمان برأسه دون أن بنفس بكلمة واحده فهو لا يستطيع أن يتحدى لبيد كي لا يخبر جده بشيء...

بعد مرور أسبوعين
فتح عثمان باب الشقة ودلف إلى الداخل تتبعاه كلا من صفا وسهى...
أغلق الباب خلفيهما ثم أشار لصفا قائلا:
غرفتك تعرفينها جيدا، هي من سوف تقطنين بها...
تطلعت إليه صفا ببرود ثم جرت حقيبتها خلفها بعد أن جلبها الحارس ودلفت إلى داخل غرفتها...
أغلقت الباب خلفها ثم جلست على السرير وهي تقول يتوعد:
ها قد بدأت اللعبة، سوف نرى يا عثمان ماذا ستفعل انت وحيببتك المتخلفة بعدما سأفعله بكم...؟

فتحت بعدها حقيبتها وأخرجت منها بيجامة زهرية عبارة عن شورت قصير يصل إلى منتصف فخذها فوقها تيشرت زهري ذو حمالات رفيعة، رفعت شعرها بالكامل على شكل كعكة، ثم طلت اظافر يديها وقدميها باللون الاحمر القاني، خرجت بعدها من الغرفة وهي تسير بخطوات حذرة لتجد عثمان جالسا في صالة الجلوس يتابع إحدى مباريات كرة القدم...

ما أن رأها عثمان حتى فرغ فاهه بصدمة مما يراه امامه، كان مظهرها مثير للغاية، بالكاد استطاع السيطرة على ملامحه وهو يسألها بجمود:
خير..
اقتربت منه وهي ترسم على شفتيها ابتسامة لطيفة مصطنعة:
اريد الذهاب إلى منزلي لرؤية والدي ووالدتي...
هذا فقط...؟
اومأت برأسها ليجيبها:
سوف اخذك مساء اليوم..
منحته ابتسامة خلابه وهي تتجه عائدة إلى غرفتها
تتبعها نظرات عثمان المتوترة على غير العادة...
ماذا كانت تريد...؟

أفاق من شروده على صوت سهى ليجيبها:
تريد الذهاب لزيارة اهلها...
وما هذا الذي ترتديه...؟
ما به...؟
أنه قميص نوم وليست بيجامة...
لم يعلق على كلامها بينما أردفت هي قائلة:
انا لن اتحمل أن يبقى الوضع هكذا لفترة طويلة...
ماذا تقصدين...؟
انا عروس جديده، ومن حقي أن اكون لوحدي مع زوجي...
قاطعها بسرعة:
كنت تعرفين كل شيء منذ أول لحظه، وانت من وافقت عليه، فلا تتذمري من فضلك...

نهض بعدها من مكانه متجها إلى غرفته تاركا اياها تتبعه بنظراتها الكارهة...

هبط كلا من غسان وازل من السيارة وتقدما إلى داخل القصر ليجدا ناريمان في استقبالهما..
اتجهت بسرعة ناحية غسان وضمته إليها ثم سلمت على أزل ببرود واضح، تقدم كلا من غسان وازل إلى صالة الجلوس يتبعان ناريمان حينما تفاجئ غسان بخالته رويدا ليهتف بصدمة:
خالتي..
شلته الصدمة بالكامل وهو يعرف جيدا أن بداية المشاكل الحقيقية قد جاءت مع خالته.

30-01-2022 12:07 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [11]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية سجينة هوسه
رواية سجينة هوسه للكاتبة سارة علي الفصل الثاني عشر

دلفت أزل إلى غرفتها يتبعها غسان الذي أغلق الباب خلفه وتقدم ناحيتها ليجدها تلتفت إليه وعلى شفتيها ابتسامة مرتبكة...
حبيبتي، اسمعيني، لا أريدك أن تتضايقي من والدتي أو خالتي رويدا، هما قد يتصرفا معكِ بطريقة سيئة أو يجرحانكِ في الكلام، لا تسمحي لهن بهذا، واذا شعرت باي ضيق اخبريني وانا سأتصرف معهن...
ما بالك غسان...؟ هما لم تفعلا اي شيء يضايقني...

تنهد بصوت مسموع ثم قال بنبرة جادة فهو يعرفهما جيدا، استقبالهما العادي لأزل ماهو الا تمهيد لما هو قادم:
اعرف هذا حبيبتي، لكني نفذي ما قلته من فضلك...
هزت رأسها بتفهم بعد أن منحته ابتسامة ودودة ثم قالت بشوق:
متى سوف اذهب لأرى ياسمين...؟
الآن حالا اذا لم يكن لديك مانع..
حقا، بالتأكيد ليس لدي اي مانع...
ابتسم لها بحب ثم قال لها بجدية:.

لنذهب اذا، لكن قبلها، عليك ان تعلمي اني ابقيت ياسمين مع جارتك حتى لا تبقى وحدها في القصر، انتظرت لنعود نحن ونجبلها إلى هنا...
بادلته ابتسامته وهي تقول:
اعلم هذا...
إذا هيا بنا...
مسك يدها وخرج بها من الغرفة متجها إلى منزل جارتها حيث توجد ياسمين...

جلست أزل بجانب جارتها وهي امرأة كبيرة نوعا ما في السن في أواخر الأربعينات من عمرها متزوجه ولديها خمس أطفال، هي جارتهم منذ وقت طويل وكانت تحب أزل كثيرا وترعاها بشكل دائم...
كيف حالك حبيبتي...؟ طمئنيني عليك...
ابتسمت أزل وهي تجيبها بسعادة حقيقية:
انا بخير، سعيدة جدا، أشعر أني أسعد امرأة على وجه الأرض...
ربتت المرأة على كفي يدها وهي تقول بصدق:
تستحقين هذه السعادة يا أزل، تستحقينها كثيرا...

منحتها أزل ابتسامة خفيفة لتشعر المرأة بأن هناك شيئا ما بها فتسألها قائلة:
ازل حبيبتي، أشعر بأنك تريدين قول شيء ما...
فركت يديها الاثنتين بتوتر ولم تعرف كيف تفتح الموضوع معها فشعرت المرأة بتوترها هذا...
ازل، لا تتوتري، انظري الي انا مثل والدتك، لا تخجلي مني...
انا وغسان...
صمتت ولم تستطع أن تكمل ما بدأته لتقول المرأة:
لم يحدث شيء بينكما صح...؟
هزت رأسها لتقول المرأة مرة أخرى:.

وبالطبع هذا حدث بسبب خوفك وخجلك...
انا لا اعرف اي شيء...
تمتمت أزل بخجل لتبتسم لها المرأة وهي تقول:
اسفة يا أزل، زواجك تم بسرعة، وانا كنت مسافرة حينها، يا ليتني كنت موجوده وشرحت لك كل شيء...
لا عليك...
حسنت سأشرح لك كل شيء، لا تقلقي، ما مررت به طبيعي، لكن بعد ما ستسمعيه مني سوف تتغلبين على حاجز الخوف والخجل باذن الله...
حقا..
سألتها أزل بعيون لامعة لتجيبها المرأة بجدية:
حقا...

ابتسمت أزل براحة ثم صبت جل اهتمامها وتركيزها نحو المرأة التي بدأت تشرح لها كل شيء وبطريقة بسيطة ومريحة...

في المساء
دلفت ميار إلى غرفتها لتجد لبيد متمددا على السرير يقلب في هاتفه والذي ما أن رأها حتى اعتدل في جلسته وهو يسألها:
لقد تأخرت كثيرا...
اجابته وهي تخرج بيجامتها من الخزانه:
كنت اتحدث مع والدتك..
تتحدثان عني بالتأكيد...
التفتت إليه وهي تقول بحاجب مرفوع:
توجد أشياء أهم منك بكثير يا لبيد لنتحدث عنها...

تنحنح بحرج بينما حملت هي بيجامتها ودلفت إلى الحمام انهض بسرعة من مكانه ويخلع قميصه ثم يقف أمام المرأة ويعدل من شعره ويضع عطره المفضل.
اسبوعين وانا انتظر، لم يعد هناك مجال أكثر للانتظار..

قالها لنفسه وهو يقف في منتصف الغرفة منتظرا اياها أن تخرج، حقيقة أن هذا الزواج على الورق فقط يزعجه، لا يعلم لماذا، كل ما يعرفه انه يريد ميار زوجة حقيقية له، خلال أسبوعين عرفها من خلابه تأكد بأنها المرأة المناسبة لتأخذ هذا المحل، لتكون زوجته وام أولاده، نعم هو يريد أطفال وعائلة، لقد اكتشف ان حياة العبث السابقة ليست مميزة كما ظن، بعد أسبوعين قضاها مع ميار فهم بأنه بحاجه الى الاستقرار والبدء من الجديد، صحيح أن الشعور هذا جاء فجأة وبسرعة إلا أنه اقتحمه بقوة، اذا فلا يوجد من هو أفضل من ميار لتمنحه هذا الشعور...

خرجت ميار من الحمام وهي ترتدي بيجامتها وتلف شعرها بالمنشفة، غضت بصرها عنه وعن صدره العاري وتقدمت ناحية المرأة، جلست على الكرسي وبدأت تمشط شعرها، اقترب ناحيتها ثم أخذ المشط من يدها وبدأ يمشط شعرها لتتجمد في مكانها من هول الصدمة، التفتت ناحيته واخذت ترمقه بنظرات تائهة بينما رفع هو ذقنها بانامله وابتسم لها...
حررت ذقنها من انامله ونهضت من مكانها تتجازوه حينما قبض على ذراعها هاتفا بها:
إلى أين...؟

إلى النوم...
إجابته وهي مشيحة وجهها عنه ليتقدم ناحيتها أكثر ويقول بجدية:
هذا ليس وقت النوم يا ميار، هذا وقت أشياء أهم...
ماذا تقصد...؟
سألته بتوتر ليجيبها بصراحة:
انا اريدك...
وكانت الصدمة من نصيبها، صدمة شلت أطرافها، فهي لم تتوقع صراحته تلك معها، لم تتوقع منه شيء كهذا...
ما بك...؟ هل جننت...؟ انت نسيت زواجنا على الورق فقط...
نجعله حقيقي...
اتسعت عيناها بدهشة ثم قالت بسرعة:
انت لا تعني ما تقوله...

بلى أعنيه كثيرا...
وفي لحظة واحده كانت هي محمولة بين يديه وموضوعة على السرير بينما هو فوقه...
طبع قبلة خفيفة على جبينها ثم قبل وجنتيها بحرارة جعلت جسدها يرتجف بالكامل..

ماهي الا لحظات وشعرت به يقبل شفتيها، لحظات قليلة استسلمت له، لحظات انتهت بسرعة وهي تتذكر حقيقته، حقيقة الرجل الذي معها، الرجل الذي سبق واهانها عدة مرات، قلل من شأنها، وتزوجها لأجل مصلحته الخاصة، حتى ينقذ نفسه من زواج آخر كان سيقيده، عند هذه النقطة دفعته بأقصى قوتها بعيد عنها، نهض من فوق السرير وهو ينظر إليها باستغراب، منذ لحظات قليلة كانت معه تبادله شغفه، مالذي جرى لها...؟ لماذا تحولت فجأة هكذا...؟

ماذا حدث...؟
سألها بجدية لتنهض من مكانها وهي تقول بملامح باردة:
ماذا كنت تتوقع...؟ تتوقع أن استسلم لك بكل سهولة...؟ أن اكون لك كما تريد...
ميار، افهميني...
قاطعته بصرامة:
ما تفكر به لن يحدث بيننا ابدا، زواجنا على الورق وسوف يظل هكذا...
انا اذا اردت ان يحدث بيننا شيء فسوف يحدث، حتى لو حدث اجبارا عنك...
لا تهددني لبيد...
اقترب منها أكثر متسائلا:
لماذا...؟ لماذا ترفضين...؟

تريد أن تعرف لماذا، حسنا سأخبرك، لأنك شخص غير مسؤول، عابث وزير نساء، شخص لا يستطيع تحمل مسؤولية نفسه حتى، شخص يريدني وكرا لملذاته ينهل منه متى ما يشاء ويتركه متى ما يشاء، شخص يتركني في منتصف الطريق من أجل امرأة أخرى، انا لن امنح نفسي لرجل كهذا، انا حينما أكون لرجل، يكون لرجل يتحمل مسؤوليتي، رجل لا يعايرني بشكلي ولا يسخر مني، لا يقلل من شأني، رجل بحق يكتفي بي وحدي..

تطلع إليها بصدمة من كلماتها تلك، لا يصدق أنها تفكر به هكذا، تراه على هذا النحو، تنتقص منه ومن رجولته...
اما هي فتعجبت من نفسها وما قالته، لا تعرف لماذا انفجرت في وجهه هكذا...؟ كيف تفوهت بكلام بشع كهذا...؟
لبيد انا...
ولا كلمة...
قالها وهو يرتدي قميصه ثم يخرج من الغرفة تاركا اياها تبكي بصمت...

ولج غسان إلى صالة الجلوس ليجد والدته وخالته جالستين فيها، تقدم منهما وهو يقول:
مساء الخير...
مساء النور حبيبي...
اجابته والدته بسعادة بينما قالت خالته بابتسامة:
تعال واجلس بجانبي...
كلا، انا فقط جئت لاقول شيئا مهما وأذهب إلى غرفتي...
ماذا تريد أن تقول...؟
سألته خالته ليجيبها بنبرة جاده:
انا، لا أريد لأي منكما أن تقترب منها، او تؤذيها باي كلمة...

زمت رويدا شفتيها بضيق من كلامه بينما اشاحت والدته وجهها بعيدا ليردف هو بدوره:
ازل خط أحمر، من يقترب منها سوف يفتح على نفسه أبواب جهنم...
وتركهما، تركهما بعد أن ألقى تهديده في وجهيهما، تهديد جاء قبل أوانه، لكنه يعرفهما جيدا، يعرف ما تنويان القيام به، لذا قرر أن يحذرهما حتى تفكرا في كل خطوة تخطيانها...

دلف إلى داخل غرفته ليجد أزل في انتظاره ترتدي قميص نوم اسود اللون قصير، تأملها بعينين متسعتين، كم تبدو جميلة ورائعة...؟ ود لو يلتهمها كلها على بعضها...
اقتربت منه عدة خطوات حتى باتت قربه ثم قالت بحب:
اشتقت اليك..
ماذا تقولين...؟
كررت ما قالته بلهجة أكثر علوا:
اشتقت اليك...
التهم شفتيها بقبلة عميقة مرر من خلاله شوقه إليها وشغفه بها، ابتعد عنها وهو يقول من بين لهاثه:
انت تثيرين جنوني بشكل مبالغ فيه.

وضعت كف يدها على صدره وهي تتأمل عينيه الزرقاوتين لتقول:
أحبك...
ازل، سوف اتهور حقا بسبب كلامك هذا...
تهور كما تشاء...
ما معنى هذا...؟
انا جاهزة غسان..؟
قالتها بنبرة خجولة ووجه يشع احمرار...
هل أنت متاكده...؟
سألها بقلق فهو لا يريد أن يكرر ما حدث في تلك الليلة مرة أخرى...
اومأت برأسها ثم قالت بصدق:
نعم متاكده...

قبل أن تكمل كلامها كان قد حملها واتجه بها إلى السرير مسيطرا على جسدها بجسده، مقتحما اياه بكل لطف وتأني لتسلمه نفسها بكل وداعة تبادله شغفه وشوقه..

دلف عثمان إلى شقته وصفا تتبعه، أغلقت الباب خلفها وتقدمت ناحيته وهي تناديه ليلتفت لها بنظرات متسائلة..
شكرا، شكرا لأنك سمحت لي بمقابلة والدي وتوديعهما قبل سفرهما..
لم يكن يوجد أي داعي لتشكره، فهو كان سوف يأخذها إلى هناك بكل تأكيد، لكنها أرادت أن تتلاعب معه قليلا، هز رأسه دون أن يعلق بكلمة واتجه إلى غرفته...
ذهبت هي بدورها إلى المطبخ لتجد سهى موجوده هناك فسالتها:.

ماذا تفعلين...؟اجابتها سهى بضيق من اقتحامها خلوتها:
اعد طعام العشاء لي ولعثمان...
لا داعي أن تتعبي نفسك، عثمان تعشى معي ومع عائلتي..
ليس من شأنك...
انا أشعر بالشفقة من اجلك...
قالتها صفا بخبث فتسألها سهى بسخرية:
لماذا..؟
يعني كونك زوجة في السر، امر مثير للشفقة...
هذا أفضل من أن اكون زوجة منبوذة..
ابتسمت صفا بتهكم ثم قالت:.

حتى لو منبوذة، سوف أبقى انا زوجته أمام الجميع، انا من يخرج بها أمام عائلته، انا من يعرف الناس على أنها زوجته، انا من يلتقي معها باصدقائه، اما انت مجرد نكرة، زوجه خلف الظل، كنت وسوف تظلين هكذا...
اخرسي...
صرخت بها سهى غاضبه لتخرج صفا من المطبخ وهي تبتسم بشماته...
وقفت سهى أمام عثمان وهي تقول بعصبية بالغة:
انا لن استطيع التحمل أكثر من هذا، هذا الوضع لم يعد يناسبني...
والمطلوب...؟

سألها عثمان الجالس أمامها ببرود لتجيبه بجدية:
طلقها، طلق صفا يا عثمان وأعلن زواجنا...
وإذا قلت لا...
إلا تفكر بي قليلا، الا تفكر بكرامتي..؟
إذا انت لم تفكرِ بها، فلمَ سأفكر أنها بها...؟
تطلعت إليه بصدمة مما قاله...
كيف تقول شيء كهذا...؟
نهض من مكانه مقتربا منها قائلا بنبرة ساخرة:
ماذا...؟ تفاجئتِ...؟
انت كيف تفكر بي هذا...؟
عفوا...
أردف بعدها قائلا بسخرية:
عثمان التميمي، بنك المال المتحرك، يفكر هكذا...

رفعت بصرها ناحيته بصدمه مما سمعته لتقول بتردد:
ما معنى هذا الكلام...؟
سألته ليسألها هو بدوره:
الم يكن هذا كلامك...؟
انت فهمت بشكل خاطئ...
كان عليك أن تتاكدي من غلق هاتفك قبل التفوه بكلام كهذا...
عثمان اسمعني...
قالتها بتوسل ليهدر بها بعصبية:.

ماذا سأفهم...؟ انني كنت مجرد منبع الأموال بالنسبة لك، كنت تخططين للإيقاع بي بسبب اموالي، مثلتِ الحب والاهتمام من أجل هذا، وانا الغبي صدقتك، قررت أن اقف بوجه الجميع من اجلك، نعم لا تستغربي، عندما فعلت صفا ما فعلته، قررت أن اقف في وجه جدي، ارفض زواجي من صفا واتزوجك، انا كنت جاد معك يا سهى، لكنني سمعتك وانت تقولين عني بنك للمال، سمعتك باذني، حينها قررت أن أنتقم منك ومن صفا في نفس الوقت...

انت تزوجتني لهذا السبب اذا...؟
سألته بنبرة مشوشة ليجيبها بسخرية:
نعم، بالتاكيد لن اتزوجك من أجل سواد عينيك...
أردف قائلا بقهر:
عندما عرضت عليك الزواج مني في السر، كان لدي امل صغير ان ترفضي، لكنك خذلتني كالعادة ووافقت، انت لم تحافظي على كرامتك، فماذا تتوقعين مني...
اخفضت رأسها بخجل بينما تطلع هو إليها بسخرية ثم خرج وتركها ليتفاجئ بصفا امامه تتلصص عليهم...
قبض على شعرها بكف يده وهو يقول:.

ماذا تفعلين هنا...؟ تتلصين علينا...
عثمان، اتركني، انت تؤلمني...
ماذا سمعت...؟ اخبريني...
والله لم أسمع أي شيء، حاولت ولكن فشلت...
قالتها وهي تعدل من شعرها بعد أن تركها ليأمرها قائلا:
إلى غرفتك...
هربت بسرعة متجهة إلى غرفته بينما اخذ هو يهز رأسه باسف شديد فيبدو بأنه لا توجد فائدة منها فهي لا تنوي أن تتغير ولو قليلا حتى...

جلست رويدا على سريرها وهي تنوي النوم حينما رن هاتفا لتلتقطه من فوق الخزانة وتجيب على المتصل...
حقا...؟ ماذا عرفت عنها..؟
وفي ثواني كان الجواب يصلها، صادما...
انت متاكد...؟
جاءها الرد بأنه متاكد مما يقوله لتأمره:
غدا في الصباح الباكر الملف يكون معي، إياك أن تتأخر...
أغلقت الهاتف في وجهه وهي تتمتم:
يبدو أن نهايتك جاءت بسرعة يا أزل، اسرع مما كنت اتخيل...

ولج لبيد إلى داخل أحد البارات المشهورة، تقدم ناحية الناظل وطلب كأسا من المشروب، اخذه وتناوله بصمت ثم تبعه بعدة كؤوس أخرى، فجأة سمع صوت مألوف بالنسبة له، التفت إلى جانبه ليجد جوان جالسه على بعد مسافة عنه ويبدو عليها السكر الشديد..
تقدم ناحيتها قائلا:
جوان، ماذا تفعلين هنا...
التفتت جوان إليه واخذت تتطلع إليه بعدم استيعاب ثم قالت بعدها بسخرية:.

اووه، لا اصدق، لبيد التميمي يترك عروسه المبجلة ويأتي هنا بعد عدة أيام من زفافه...
ابتسم ساخرا وهو يتناول كأس آخر، كان يشرب بلا وعي وهي الآخرى تفعل ذلك، ظلا يشربان سويا حتى وقت متأخر من الليل...
نهض لبيد وهو يترنح في مكانه فنهضت جوان هي الأخرى ليهتف بها:
انت سكرانة ولا تستطيعين الذهاب لوحدك، تعالي لاوصلك...
حسنا، لكن ستوصلني إلى أحد الفنادق فأنا لن أعود إلى المنزل في وضع كهذا...

كلا سوف نذهب إلى شقتي، فأنا ايضا لن أعود إلى المنزل في وضع كهذا
هزت رأسها بلا وعي و خرجت معه...
وصلا إلى العمارة التي توجد بها شقتها، خرجت من السيارة وهي تحاول قدر المستطاع أن تمشي إلا أنها تعثرت في خطواتها ووقعت ارضا، هبط من سيارته وتقدم ناحيتها وهو يترنح في مشيته، حملها بصمت ثم تقدم بها إلى شقته وهي لم تكن واعية بشكل كاف لمنعه...

اخرج مفاتيح الشقة وفتحها ثم دلف بها إلى الشقة ووضعها على الأريكة، جلس بجانبها و اخذ يتأملها مليا لتنهض هي من نومتها وتحتضن وجهها بين كفيه وتقول:
لبيد، انا احبك، لماذا تركتني...؟
اخذ يتأملها بعينيه وفجأة تحولت امامه خصلات شعرها الشقراء إلى أخرى بنية، عيناها العسليتان اصبحتا بنيتان، ملامحها باتت تشبه أخرى يعرفها جيدا، أخرى أرادها زوجه له بحق لكنها رفضته...
ميار...

تمتم بخفوت لتهز رأسها نفيا وهي تقول بسكر ولا وعي:
كلا ؛ انا جوان...
بلى انت ميار...
وفي لحظة واحده كان قد تناول شفتيها بقبلة استسلمت لها على الفور، امتدت يده إلى بلوزتها يخلعها بينما امتدت هي يدها تفك ازرار قميصه ليستسلما سويا دون وعي أو إدراك من قبل اي منهما، فيسقطا سويا في فخ الخطيئة والخيانة...

30-01-2022 12:08 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [12]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية سجينة هوسه
رواية سجينة هوسه للكاتبة سارة علي الفصل الثالث عشر

في صباح اليوم التالي.

دلف إلى داخل غرفته وأغلق الباب خلفه بعنف و بملامح واجمة تقطر غضبا، خلع قميصه بسرعة ورماه ارضا ثم أخرج من الخزانة ملابس مكونة من بنطال جينز وقميص اسود اللون، اخذ الملابس ووضعها على السرير ثم دلف إلى داخل الحمام ليأخذ دوش سريع، خرج بعد دقائق وهو يلف منشفة حول خصره، اتجه ناحية ملابسه وشرع في ارتدائها، ما ان انتهى من ارتداء ملابسه حتى وقف أمام المرأة وبدأ يمشط شعره، وضع المشط على الطاولة بعد أن انتهى من تسريح شعره ثم أخذ يتأمل ملامح وجهه المتجهمة، ما زال غير مستوعب بعد لما حدث البارحه، تذكر استيقاظه صباحا وهو يتفاجئ بنفسه عاريا وجوان بجانبه عارية هي الأخرى، استيقاظها وصدمتها بما حدث ثم انهيارها بين يديه، مسح وجهه بكف يده وهو يتنهد بضيق شديد، لقد كان الرجل الاول في حياتها، هو من أفقدها عذريتها، كيف سيتحمل ذنب كهذا...؟ ذنب جديد يضاف إلى قائمة ذنوبه التي لا تنتهي..؟

سمع صوت الباب يفتح ثم يغلق، التفت خلفه ليجد ميار تقترب منه بخطوات مترددة...
صباح الخير...
نطقتها بتردد ليرد عليها متسائلا بوجوم:
ماذا تريدين...؟
لبيد، يجب أن نتحدث...
قاطعها بسرعة وبصوت غاضب:
لا يوجد شيء نتحدث به، لقد قلت ما لديك، وانا سمعته وانتهى...
لكن...
ماذا تودين ان تقولي..؟ سوف تبررين كلامك الحقير...؟ أو سوف تعتذرين عنه...؟ للاسف يا عزيزتي، لقد فات الأوان، بفضلك تدمر كل شيء وانتهى...

كان يتحدث بلهجة عدائية ويحملها مسؤولية ما جرى...
ماذا تعني...؟ ما معنى كلامك هذا...؟
لا يوجد له اي معنى، انسي ما قلته تماما...
ارتدى ساعته وهم بالخروج من الغرفة إلا أنه توقف على صوتها وهي تقول:
متى سأعود إلى عملي...؟
متى ما تريدين...
اجابها ثم خرج من الغرفة تاركا اياها لوحدها وهي بالكاد تستطيع السيطرة على دموعها..

استيقظت أزل صباحا من نومتها لتجد غسان مستيقظا يتأملها بصمت، ابتسمت له وهي تنهض من نومتها تلف الغطاء جيدا حول جسدها العاري،
متى استيقظت...؟
سألته بخجل ليجيبها بابتسامة:
منذ ثلاث ساعات...
عقدت حاحبيها و هي تتسائل:
كم الساعة الآن...؟
اجابها وهو ينهض من وضعيته المتمددة:
العاشرة صباحا...
لقد تأخرت على عملك...
لا توجد مشكلة اذا تأخرت قليلا، انهضي وارتدي ملابسك سوف نتناول فطورنا في الخارج...

اومأت برأسها وهي تبتسم بخفوت ثم نهضت من مكانها وهي تقبض على اللحاف الذي يغطي جسدها بقوة، حملت قميص نومها ثم تقدمت إلى داخل الحمام لترتديه ثم تأخذ حمامها وتستعد للخروج...
بعد حوالي ساعة خرج كلا من غسان وازل من غرفتهما وهما ممسكان بأيدي بعضيهما...
هبطا درجات السلم متجهين إلى خارج القصر لكنهما توقفا في مكانهما وهما يستمعان إلى صوت والدته تنادي باسم غسان، دلف غسان إلى صالة الجلوس وهو يسحب أزل خلفة...

صباح الخير...
قالها أزل موجها اياها إلى والدته وخالته لتجيبه والدته:
صباح الخير حبيبي، سوف اخبرهم أن يجهزوا لك الفطور في الحال...
قاطعها بسرعة:
لا داعي لهذا، انا وازل سوف نتناول فطورنا في الخارج...
ثم خرج من المكان تاركا والدته بوجه متجهم وعينين تشتعلان غضبا...
التفتت ناريمان ناحية رويدا وهي تقول بضيق جلي:
هل رأيتِ؟ يأخذ الهانم ويفطران سويا في الخارج..
اتركيها تتهنى قليلا، لن يستمر هذا طويلا...

اخبريني، ماذا عرفت عنها...؟
تطلعت رويدا إلى المكان حولها لتتأكد من خلوه ثم بدأت تسرد لها ما عرفته عن أزل لتتطلع إليها ناريمان بصدمة مما تسمعه...

كان عثمان جالسا يتناول فطوره حينما اقتربت منه سهى وجلست بجانبه...
عثمان، اريد الحديث معك قليلا...
زفر نفسه ثم قال بضيق:
قولي ما لديك...
انت فهمت حديثي بشكل خاطئ...
قاطعها بملل من تبريرها وادعائها العكس:
أرجوكِ لا تكرري نفس الكلام، لقد سمعت كل شيء باذني..
نعم اعلم هذا، ولكن لا يجوز أن تحكم علي من بضعة كلمات...

كز على أسنانه بغيظ من اصرارها على تبرئة نفسها ثم قال بصوت بارد لكنه يحمل في ثناياه بوادر الغضب والكره:
يكفي يا سهى، الأمر بات واضحا بالنسبة لي، مبرراتك السخيفة هذه اتركيها جانبا...
وماذا عن وضعنا الحالي...؟
سألته بجدية ليجيبها ببرود:
سوف نتطلق بالتأكيد، لا يوجد داعي لاستمرارنا سويا بعد الآن...
لكن هذا ظلم في حقي...
لا تقلقي، سوف اعطيك مبلغ من المال يكفيك لعشر سنوات أمام...
ابتلعت اهانته لها بصمت تام...

سمعت صوت أقدام تقترب منهما لتزم شفتيها بضيق...
عثمان، اريد أموال...؟
قالتها صفا دون حتى أن تلقي تحية الصباح ليخرج من محفظته بضعة أموال ويعطيها لها...
ما هذه عثمان...؟ عشرة آلاف دينار فقط...
كم تريدين اذا...؟
سألها بتهكم لتجيبه بحاجب مرفوع:
لا تكفيني، انا بالقليل أاخذ معي خمسة وعشرون الف دينار...
لماذا...؟ ماذا تفعلين بمبلغ كبير كهذا...؟
سألها بتعجب لتجيبه ببساطة:
انا متعودة على هذا...

رفع بصره إلى الأعلى بنفاذ صبر ثم أخرج من محفظته أموال أخرى وأعطاها لها، تناولتها منه وهي تبتسم ثم شكرته وخرجت من الشقة متجهة إلى مدرستها ليخرج بعدها عثمان هو الآخر متجها إلى الشركة...

السيدة أزل عادت قبل قليل...
حسنا اذهبي انت...
قالتها رويدا إلى الخادمة التي اومأت رأسها بتفهم و عادت إلى عملها...
التفتت ناريمان ناحية رويدا وهي تسألها:
ماذا ستفعلين الآن...؟
اجابتها وهي تنهض من مكانها:
سوف اذهب إليها وأخبرها بكل شيء...
تطلعت ناريمان إليها بتوتر ثم قالت بقلق:
لا أريد أن نتسرع فيما نفعله، هل نسيت تهديد غسان لنا...؟

لا تكوني جبانة ناريمان، نحن يجب أن نتخلص منها، قبل أن يتورط ابنك معها بشكل أكبر...
اومأت ناريمان رأسها بتفهم بالرغم من شعور القلق والتردد المسيطر عليها بينما ارتقت رويدا درجات السلم متجهة إلى غرفة أزل...
فتحت الباب دون أن تطرقه لتجد أزل جالسه أمام المرأة تمشط شعرها...
انتفضت أزل من مكانها حالما رأتها ثم ابتسمت بتردد وهي تقول:
اهلا بك...
رمقتها رويدا بنظرات هازئة ثم قالت بجدية:.

أريد الحديث معك في موضوع هام...
ابتلعت أزل ريقها وهي تسألها بخوف:
تفضلي...
مدت يدها بملف اسود اللون إليها لتتناوله أزل هي تتسائل باستغراب:
ما هذا الملف...؟
صمتت رويدا لوهلة ثم اجابتها بصراحة مطلقة:
هذا الملف يوضح بأنك لقيطة...
تطلعت إليها بعدم استيعاب، ظنت أنها تمزح معها، او شيء من هذا القبيل...
عفوا، ماذا تقولين انت...؟
اجابتها ببرود موضحة معنى ما قالته:.

كلامي واضح يا أزل، انت لقيطة، لقد عرفت هذا مساء البارحه، والديك هما ليسا بوالديك الحقيقيين، انت بلا اب او ام، لا تملكين أحد منهما، هذا الملف يثبت كل شيء، يثبت أن العائلة التي تربيتِ في كنفها هي ليست عائلتك الحقيقية، لقد تبنوكِ حينما كنت في الثالثة من عمرك...

فتحت الملف بأصابع مرتجفة واخذت تتطلع في الأوراق الموجوده بداخله، كانت أوراق تخص تبنيها من الدار وصور لها وهي في الدار، و أشياء أخرى تثبت صحة ما قالته...
التمعت عيناها بدموع القهر والذل، أغلقت الملف بينما انسابت دموعها على وجنتيها بغزارة...

اسمعيني جيدا، نحن قد نتقبل اي شيء، نتقبل كونك عاملة نظافة، من عائلة دونية حقيرة، لكن إلى حد النسب ونحن متأسفون، هذا الموضوع خط أحمر بالنسبة لنا، نحن عائلة محترمه، ولن نرضى بأن تكون كنتنا بلا اصل، بلا نسب...
كانت تتحدث بقسوة شديده وبلا أدنى شفقة او رحمة، سألتها أزل بنبرة ضعيفة ومن بين دموعها:
ما المطلوب...؟
اذهبي، اذهبي ولا تعودي، اتركي غسان وشأنه، هو يستحق زوجة تليق به، وليست لقيطة مثلك.

أردفت بعدها قائلة بخبث:
كما أنه بالتأكيد حينما يعرف بحقيقتك لن يستطيع الاستمرار معك...
قاطعها أزل:
لا داعي لان يعرف، انا سأتركه، ولن يرى وجهي بعد الآن...
برافو أزل...
تقدمت ناحيتها ومدت يدها ببضعة نقود إليها وهي تقول:
هذه النقود لك، بالتأكيد سوف تحتاجينها...
ثم خرجت، خرجت وتركت ازل تنهار لوحدها، سقطت على أرضية الغرفة وبدأت تبكي بانهيار، فيبدو أن حلمها انتهى قبل أن يتحقق...

دلف لبيد إلى غرفته ليجد ميار جالسة هناك والتي انتفضت حالما رأته ونهضت من مكانها متقدمة ناحيته، وجدته يخرج حقيبة سفر كبيرة ويضعها على أرضية الغرفة، ثم فتح الخزانه وبدأ يخرج ملابسه منها ويضعها في الحقيبة...
ماذا تفعل..؟
سألته بتعجب ليجيبها دون أن يرفع بصره ناحيتها:
مسافر...
الى اين..؟
إلى اربيل...
لماذا...؟
رفع بصره ناحيتها وهو يجيبها:.

لدينا بضعة أعمال هناك، شركاتنا هناك تحتاج أن يذهب أحد منا إليها، وانا سأذهب هناك لأرى ماذا يحدث..
اومأت برأسها بتفهم ثم عادت وسألته:
كم يوم سوف تبقى هناك...؟
لا أعلم، حوالي عشرة أيام...
هزت رأسها بتفهم بينما أغلق هو حقيبته واتجه إلى الحمام ليغير ملابسه ويتجهز إلى السفر مساء الليلة..

في المساء
دلف عثمان إلى شقته ليجد المكان هادئا، عقد حاجبيه بتعجب ثم تقدم ناحية غرفته، فتح الباب ودلف إلى الداخل ليجد سهى في انتظاره وهي ترتدي قميص نوم أحمر اللون..
رمقها بنظرات تهكمية لم تؤثر بها وهي تتقدم ناحيته وتقول:
حبيبي، وأخيرا عدت...
ماذا تحاولين أن تفعلي بالضبط...؟ هل تظنين انك بهذه الطريقة سوف تجذبينني اليك...؟
أحاول أن اصلح ما بيننا، ان اعطي فرصة لعلاقتنا...
ما تقولينه مستحيل أن يحدث...

سيحدث يا عثمان، ليس من أجلنا، لكن من أجل ابننا...

دلف غسان إلى غرفته بعد يوم مرهق وشاق من العمل، خلع سترته ورماها ارضا ثم تقدم ناحية الحمام وطرق الباب ظنا منه أن أزل موجوده في داخله، لم يسمع ردا، ابتعد عن الحمام وشرع في خلع ملابسه ظنا منه أنها في مكان ما في القصر...
لفت انتباهه ورقة صغيرة موجودة على السرير، اتجه ناحيتها وفتحها لينصدم مما موجود داخلها..
( انا اسفة، لم يعد بامكاني الاستمرار، سأرحل بعيدا بلا عودة، ).

اعتصر الورقة بقبضة يده ثم خرج من الغرفة راكضا ناحية الطابق السفلي وهو يصيح باسم والدته...
انتفضت ناريمان من مكانها وهي تجده يتقدم ناحيتها بملامح تقطر غضبا...
اين أزل...؟
سألها بملامح جامدة لكنها تهدد في الانفجار بأية لحظة...
لا أعلم يا بني، ما ادراني انا بها...؟
لا تكذبي، ازل هربت، تركتني ورحلت...
شعر بوقع خطوات تقترب منه فالتفت ليجد خالته تتقدم ناحيته...
ها قد جاءت رئيسة العصابة...

ماذا هناك غسان...؟ لما تصرخ هكذا...؟
ازل هربت خالتي...
حقا، لماذا...؟
خالتي، انا اعرف انك وراء كل هذا...
رمت الملف امامه وهي تقول بسخرية:
تفضل واقرأ، لتعرف حقيقة عروسك المبجلة...
حمل الملف وبدأ يقرأ ما في داخله باهتمام، ابتسم بسخرية ثم رمى الملف أمامها وقال:
ما رأيك بأني اعرف حقيقة عروسي هذه منذ أول يوم رأيتها به...
ماذا تقول انت...؟
هتفت ناريمان هذه المرة بعدم تصديق بينما أكملت رويدا عنها:.

تعلم، وتزوجت بها، كيف تفعل شيء كهذا يا غسان...؟ كيف تستخف بنا وباسم عائلتك هكذا...؟
هل انتهيت...؟ هل أكملت ما لديك...؟
كلا لم انتهي...
قاطعها بصوت عالي جهوري:
اسمعيني انت، انت باي حق تفعلين شيء كهذا...؟ تهددينها...؟ هل وصلت بك القسوة إلى هذا الحد...؟
فعلت هذا لكي احميك...
تحميني، ام تدمرينني...؟
هز رأسه بأسف شديد ادوه يبتسم بسخرية بينما قالت هي:
انت لن تقلل ادب مع خالتك من أجل لقيطة مثلها يا غسان...

اقترب منها عدة خطوات ثم قال بجدية:
لم اكن انوي بأن اخبرك الآن، لكن يبدو أنه حان الوقت لكي افجر قنبلتي انا ايضا...
تطلعت إليه بعدم فهم ليكمل هو كلامه قائلا:
ازل التي تعنتيها باللقيطة، تكون هي نفسها ابنتك التي فقدتيها منذ عشرين عاما...

صدمة كبيرة سيطرت عليها، جملته الاخيرة تتردد داخل اذنها...
أزل تلك التي تنعتيها باللقيطة، تكون هي نفسها ابنتك التي فقدتيها منذ عشرين عاما...
هل يعقل ما يقوله...؟ تلك الفتاة التي لم ترها سوى مرات معدودة تعمدت خلالها اهانتها وتوجيه الكلمات القاسية لها تكون نفسها ابنتها التي فقدتها منذ أعوام طويلة...
شعرت بدوار يسيطر عليها فجلست على الكنبة الموجوده خلفها واضعة كف يدها فوق رأسها...

كان غسان يرمقها بنظرات حادة كارهة، لم يشعر بالشفقة لاجلها ولو للحظه واحده، انحنى اتجاهها فجأة وهو يسألها:
أين ذهبت...؟ اخبريني...
هزت رأسها بعلامة النفي عدة مرات ثم اجابته:
لا أعلم، لا أعلم اين ذهبت...
نهض من وضعيته المنحنية ورفع بصره نحو الأعلى قائلا بنفاذ صبر:
يا الهي، ماذا سأفعل الآن...؟
رفعت رويدا بصرها ناحيته واخذت تتطلع إليه بنظرات مشوشة ثم سألته بنبرة متالمة:
هل أنت متأكد...؟

اجابها بجمود الهب قلبها:
للاسف، متاكد...
في هذه اللحظه فقدت سيطرتها على نفسها فانتفضت من مكانها وهي تصرخ به بعصبية:
لماذا لم تخبرني...؟ لماذا اخترت هذا الوقت لتخبرني بشيء كهذا...؟
صرخ بها هو الآخر بعصبية أكبر:
لاني علمت بهذه الحقيقة اليوم...
ارتدت إلى الخلف وهي تتطلع إليه بنظرات منصدمة ثم سألته بتردد:
كيف...؟ كيف عرفت...؟
اخذ نفسا عميقا ثم اجابها بنبرة جادة:.

منذ أول يوم التقيتها به وقررت أن أجمع معلومات عنها، لاعرف بكل سهولة أنها لقيطة وان جابر وزوجته تبنوها من إحدى دور الأيتام، قررت أن أبحث عن عائلتها، فضولي ورغبتي في معرفة أصلها دفعني لهذا، لم يخطر ببالي لحظه أن تكون هي نفسها ابنة خالتي التي اختطفت منذ عشرين عام، منذ ذلك اليوم وحتى اليوم انا ابحث، وكلت رجال متخصصون في أمور كهذه، بحثوا قدر المستطاع حتى جاؤوا اليوم واخبروني بالحقيقة...

ماذا لو كان خطأ..؟
من جلب لي المعلومات واثق من صحتها...
يا الهي، لا أصدق ما يحدث معي، لقد بحثت عنها سنين طويلة، وما أن وجدتها حتى ضاعت مني...
قالتها ببكاء جعل ناريمان الصامتة طوال الوقت من شدة صدمتها تقترب منها محاولة تهدئتها بينما اخذ غسان يرميها بنظرات ساخره..
تحرك غسان مبتعدا عنهما إلا أنه توقف في مكانه وهو يسمع صوتها العالي يسأله:
إلى أين...؟
التفت ناحيتها واجابها بجمود:.

ذاهب لابحث عن زوجتي المفقودة خالتي، عن زوجتي التي فقدتها بسببك...
جدها غسان، جدها أرجوك...
قالتها بتوسل ليردف هو ببرود:
سوف أجدها، وحينها لن أسمح لك بالاقتراب منها..
ثم خرج تاركا اياها تنهار من شدة البكاء بين أحضان اختها...



المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 6994 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 4052 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 3100 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 2971 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 3416 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، سجينة ، هوسه ،


 





# فنون # مشاهير # صحة # منوعات # الأطفال # English # تفسير الأحلام ثقافة # قصص # سيارات Cars # صور # تقنيات # الاجهزة الالكترونية # المطبخ # كلام فى الحب # أبراج # رياضة # ازياء # حكم وأقوال تطوير الذات# خلفيات # صور بنات # مشاهير # ديكور # صباح الخير # مكتوب برقيات شهر رمضان # جمعة مباركة # حب رومانسية # عيد # ادعية # خلفيات كرتون # منوعات # موضة # الأم # أطفال # حيوانات # صور ورد # اكلات # New Year # مساء الخير # اللهم صلي علي النبي # القران الكريم # صور نكت # عيد ميلاد # اعلام # سيارات # تهنئة الخطوبة # حروف واسماء # الغاز # صور حزينة # فساتين # هدايا # خلفيات النادي الاهلي # تسريحات شعر # الاصدقاء # بوستات نجحت # خلفيات نادي الزمالك # حب رومانسية # تهنئه # ازياء # صور بنات # صوره وكلمه خلفيات # كرتون # بروفايل رمزيات # دينية # سيارات # مضحكة # أعلام # مسابقات # حيوانات # ديكور # أطفال # أكلات # حزينة صور شباب أولاد ر# صور # الطب و الصحة # مقالات عامه # CV المشاهير # وصفات الطبخ # العناية بالبشرة غرائب وعجائب # قصص روايات مواعظ # صور حيوانات # وصفات الحلويات # الرجيم والرشاقة # نكت مضحكة # صور خلفيات # العناية بالشعر # شروحات و تقنيات # videos # Apps & Games Free # موضة أناقة أزياء # سيارات # ديكور # رعاية الأطفال # نصائح المطبخ # موبايل جوال # الفوركس # التعليم والمدارس # الحمل و الولادة # اخبار الرياضه # وظائف # صحة المرأة # حوادث # صور بنات # صور اطفال # مكياج و تجميل # عناوين بنوك شركات محلات مطاعم # العاب الغاز # عيد # كلمات الاغانى # اشغال فنيه واعمال يدويه # مصر # أشعار خواطر # للنساء فقط # للرجال فقط # صور شباب # علاج النحافه # رسائل SMS # أكلات نباتية - Vegetarian food # برامج الكمبيوتر # المراهقة # جمعة مباركة # blogger # رعب # لعنة العشق # حب # اسلامية # قاسي ولكن أحبني # أحفاد أشرار الحرب لأجلك سلام # أسمى معاني الغرام # حقيقية # لقد كنت لعبة في يده # ملهمة # أباطرة العشق # عربية # حب خاطئ # لست مميزاً # من الجاني # مشاهير # راقصة الحانة # اغتصاب طفلة # عاشقان يجمعهم القدر # الطريق الصعب # خيال علمي # أشواك الحب # تاريخ # سجينة ثوب الرجال # لروحك عطر لا ينسى # أطفال # عشق وانتقام # لازلت أتنفسك # لقاؤنا صدفة # للحب معان أخرى # خاتم سليمان # ممن أنتقم # نجاح # أبواب وهمية # حلمى فى صفيحة قمامة # فيلم # مجنون بحبك # بين شباكها # حزينه # رحلات جوليفر # عذاب قسوته # عندما ينادي الشيطان # لعنة حبك # مريم وامير # هدوء في قلب العاصفة # الحاسة السادسة # المشعوذة الصغيرة # عباقرة # لوعة العشق # حروب # قدر بالإجبار # بنات مضحكه# فوركس Forex# صحتك # الصور والخلفيات # الطبخ والحلويات # منوعات # اخبار الفن # القصص و الروايات الألعاب الرياضية # الحياة الزوجية # أزياء وملابس # الأم و الطفل # دراسات لغات # افكار منزلية # انترنت تكنولوجيا # صفات الابراج # حيوانات ونباتات # تفسير الاحلام # معانى الاسماء # خواطر و اشعار # الكون والفضاء اجمل نكته# Mix # Forex # youtube # foods # Kids # Health education # stories # News # kitchen # woman # Famous # Sport # Animals

-------

الساعة الآن 04:55 صباحا