أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتدى جنتنا، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .

المنتدى للقرائه فقط -- للمشاركه انتقل الى منتديات جنتنا الجديده -forums.janatna.com





رواية سجينة هوسه

في عرف المشاعر هي حبيبتهوفِي عرفه هو هي مليكتهأنثاه وحدههوسه وجنونهفهي خاصته وحده ولتذهب أعرافهم تلك الى الجحيماقتباس من ..



30-01-2022 12:08 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [13]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية سجينة هوسه
رواية سجينة هوسه للكاتبة سارة علي الفصل الرابع عشر

في مطار اربيل الدولي
خرج لبيد من بوابة المطار وهو يجر حقيبته خلفه ليجد أحد أصدقائه في انتظاره والذي حياه بحرارة ثم اخذه معه في سيارته موصلا اياه إلى الفندق الذي سوف يمكث فيه خلال فترة سفره...
هبط لبيد من سيارة الرجل ثم ودعه واتجه إلى داخل الفندق، اتجه إلى الجناح الذي حجزه له مسبقا...

دلف إلى داخل الجناح ثم رمى نفسه على السرير بتعب، اخذ يفكر فيما جرى معه بدءا من علاقته المتدهورة بميار انتهاءا بتلك الليلة التي قضاها مع جوان...
زفر أنفاسه بضيق وهو ينهض من وضعيته المتمددة ويتطلع إلى السقف بشرود، رن هاتفه فاخرجه من جيب سترته ليجد والدته تتصل به..
ضغط على زر الإجابة ليأتيه صوت والدته الغاضب:
انت، كيف تسافر هكذا دون أن تخبرني...؟
اجابها ببرود:
ظهر لي عمل فجأة فاضطررت إلى السفر...

وماذا عن زوجتك...؟ كيف تتركها هكذا...؟ ما زالت عروس جديدة وتتركها لوحدها...
ابتسم في داخلة بسخرية فوالدته لا تعلم أن ميار تريد أن تبتعد عنه قدر المستطاع، اجابها بضيق:
ميار تفهمت الموضوع، لا تقلقي...
حسنا، كما تشاء...
قالتها والدته بعدم اقتناع وأغلقت الهاتف في وجهه ليرمي بدوره هاتفه على السرير ويعود لوضعيته المتمددة وأفكاره المعقدة...

في صباح اليوم التالي
كانت صفا جالسة على الكنبة أمام التلفاز تتابع أحد الافلام الاجنبية حينما اقترب عثمان منها وهو يقول بجدية:
اخفضي صوت التلفاز قليلا، اريد الحديث معك...
فعلت ما امرها به ثم اخذت ترمقه بنظراتها المتسائلة ليخبرها ببرود:
سهى حامل، وانا يجب أن أعلن زواجي منها...
انتفضت من مكانها واخذت تتطلع إليه بعدم تصديق...
حامل...
اومأ برأسه مؤكدا ما قاله...

طلقني، طلقني قبل أن تعلن زواجك منها، لا تقلل من كرامتي أكثر من هذا أرجوك..
لن أطلق...
جاء الرد ناهيا، حاسما، لا منطقيا في وضعهما هذا...
اتجه ناحية الباب يهم بالخروج فركضت خلفه تسأله بقلق:
إلى أين...؟
إلى جدي، سأخبره بكل شيء...
لما انت مستعجل هكذا...؟
لقد أخطأت من الاساس حينما خبأت زواجي بها، وحان الوقت لاصحح خطاي..
وما ذنبي انا...؟ ما ذنبي لتهينني بهذا الشكل..؟

قالتها بصوت مبحوح من شدة الالم ليشيح بوجهه بعيد عنها وهو يجيبها بجمود:
ذنبك تعرفينه جيدا، فلا تسأليني عنه...

في احد المطاعم الراقية
تقدمت ميار إلى داخل المطعم وبحثت بعينيها عن صديقتها ليلى التي اتصلت بها منذ الصباح الباكر تطلب منها أن تراها بشكل ضروري...
لمحت اخيرا الطاولة التي تجلس عليها ليلى فاتجهت ناحيتها وجلست على الكرسي المقابل لها بعد أن ألقت التحية عليها...
لقد قلقت كثيرا بسبب اتصالك المفاجئ بي، ماذا حدث...؟
عضت ميار على شفتها السفلى بألم ثم بدأت تخبرها بما حدث بينها وبين لبيد..

ما أن انتهت من سرد الموقف حتى هتفت بها ليلى:
تريدين الصراحة، انت مخطئة...
انا...!
قالتها ميار بعدم تصديق ثم ما لبثت أن سألتها بضيق:
لما انا السبب...؟
اجابتها ليلى بجدية:
لأنك تسرعتِ في كلامك وتحدثتِ معه بلهجة عدائية..
صمتت ميار ولم تتحدث حيث اكتفت بنظراتها المغتاظة من حديث ليلى بينما أكملت ليلى بتعقل:
يا ميار يا حبيبي، الرجل لم يقل شيء يستحق أن تهبي في وجهه بهذا الشكل وتلقي كلامك المؤذي هاذ...

اتفاقنا أن يكون زواجنا على الورق فقط، وهو أراد أن يخل بالاتفاق...
كان بإمكانك الرفض بطريقة أرقى من هذه...
هذا ما حدث...
قالتها ميار بضيق لتتطلع إليها ليلى بحزن على حالها وما يحدث معها...
تحدثت ليلى قائلة:
ثانيا، الم يكن هذا نفسه لبيد الذي تحبينه وتتمنين أن يفكر بك أو ينظر اليك حتى...
وهل هذا يجعلني أرمي نفسي في احضانه حالما يطلب مني هذا...
كلا لم اقصد هذا، لكن كان عليك أن تستغلي هذه النقطة لصالحك...

أردفت ليلى قائلة بنبرة حكيمة:
ما أقصده انك تحبينه وترغبين به بشدة، وهو بطلبه منك معناه انه بدأ يفكر بك وبدأت تعجبينه، لذا كان من المفترض أن ترفضي طلبه بأسلوب أكثر تعقلا وتعرفي كيف تستغلين انجذابه نحوك بشكل جيد...
حسنا، يبدو اني أخطأت بالفعل، ولم يعد هناك مجال لتصحيح الخطأ...
هزت ليلى رأسها نفيا وهي تقول بجدية:
لما تقولين هذا..؟ ما زال الوقت امامك لتصححي ما فعلتيه..
لبيد سافر يا ليلى...

تطلعت إليها ليلى بصدمة ثم سألتها:
سافر، إلى أين...؟
اجابتها ميار بعيون ملأتها الدموع:
إلى شمال البلاد، يقول لديه أعمال مهمه هناك...
حسنا لا تبكي، بالتأكيد سيعود...
أتمنى هذا...
قالتها ميار وهي تمسح دموعها باناملها بينما اخذت ليلى تتطلع إليها بنظرات حزينه قلقه من أجلها...

تقدم عثمان ناحية جده الجالس في صالة الجلوس الموجوده في قصره حيث يتناول قهوته ويقرأ احدى الجرائد كما اعتاد أن يفعل...
صباح الخير جدي...
ما أن سمع الجد صوته حتى أغلق الجريدة الموجودة بحوزته ووضعها على الطاولة امامه ثم رد تحيته قائلا:
صباح النور يا عثمان...
جلس عثمان أمام جده وهو يقول بتوتر واضح:
جدي أريد الحديث معك في موضوع مهم...
تحدث يا بني...

قالها الجد بتعجب من التوتر الواضح عليه ليسترسل عثمان في حديثه قائلا:
جدي انا تزوجت على صفا...
اتسعت عينا الجد بصدمة مما يسمعه ثم ما لبث أن سأله:
ماذا تقول انت؟
بينما أردف عثمان قائلا:
وزوجتي حامل ايضا...
رماه الجد بنظرات حارقه متوعده اخفض عثمان بصره خجلا بسببها...
متى؟ وكيف حدثت هذه الزيجة...؟
بدأ عثمان يقص عليه زواجه من سهى وكيف تم دون أن يكذب باي شيء...
هز الجد رأسه بأسف شديد ثم قال:.

أسفي عليك يا عثمان، كيف تفعل شيء كهذا بنا...؟ ألم تفكر في ابنة عمك...؟ ما ذنبها لتفعل بها هذا وتكسر خاطرها...؟ مالذي فعلته صفا لتستحق هذا منك...؟
اجابه عثمان مبررا:
جدي انا من الاول أخبرتك باني لا أحب صفا، انت من أجبرتني على الزواج بها...

كان يتحدث بصوت عالي بعض الشيء جعل تلك التي جاءت الى منزل جدها منذ لحظات تسمعه فتجمدت في مكانها وقد ملأت الدموع عينيها وانتفض قلبها الما مما قاله، وقفت خلف الباب وهي تضع يدها على قلبها تشعر بالامه تحرق روحها..
سمعت صوت جدها يقول بنبرة عالية فيبدو أن الخلاف اشتد بينهما:
سوف تطلقها، سوف تطلق صفا يا عثمان...
في هذه اللحظه قررت صفا اقتحام المكان ليتفاجئ كلا من عثمان والجد بها...
صفا، ماذا تفعلين هنا...؟

تسائل عثمان بصدمة من وجودها هنا ثم ما لبث أن صاح بها غاضبا:
كيف تخرجين من المنزل بدون اذني...؟
هنا تدخل الجد صارخا به:
لا تصرخ في وجهها هكذا...
جدي أنها زوجتي، ويحق أن أفعل بها ما أشاء...
كلها لحظات قليلة ولن تعد زوجتك...
انا لن اطلق...
قالها عثمان بعصبية لتتدخل صفا قائلة بدورها:
سوف تطلقني يا عثمان، لن استمر معك بعد الآن ولو ليوم واحد حتى...
اقترب ناحيتها قائلا بعناد:
لن اطلق يا صفا...

لمعت عيناها بنار التحدي وهي تقول:
طلقني يا عثمان، والا حينها سوف ارفع دعوة ضدك واكسبها في الحال وانت تعرف لماذا...
كانت تشير إلى كونها ما زالت عذراء لم يمسها هو أو يقترب منها...
تطلع إليها بصدمه مما تقوله ومن تهديدها السافر إليه لتكمل هي قائلة:
طلقني يا ابن عمي، طلقني وتجنب الفضائح...
ابتسم بسخرية على كلماتها الاخيره ثم قال بصوت بارد:
انت طالق...

ورحل بعدها لتقف هي في مكانها بالكاد تخفي دموعها التي احرقت مقلتيها، اقترب الجد منها وربت على كتفها لتنفجر بعدها بالبكاء بين احضانه...

بعد مرور ثلاث شهور
هبط من سيارته السوداء وتقدم ناحية الشركة، ركب في المصعد متجها إلى مكتب غسان، دلف إليه دون أن يطرق الباب حتى ليجد غسان منهمكا على مجموعة من الملفات...
ما أن شعر غسان بوجوده حتى رفع وجهه من فوق ملفاته ليهتف بصدمة:
لبيد، وأخيرا عدت...
تقدم لبيد ناحيته واحتضنه بقوة ثم ابتعد عنه وهو يقول:
نعم عدت...
عاد غسان وجلس على مكتبه بينما جلس لبيد على الكرسي المقابل له...

ثلاث اشهر يا رجل، ماذا كنت تفعل هناك...؟
عمل...
اجابه لبيد بلا مبالاة ليقول غسان بسخرية:
طبعا، فشركاتنا هناك ما كانت لتستمر إلا بوجود السيد لبيد...
حسنا، اسخر كما تشاء...
انت من تقول كلام يجلب السخرية..
زفر لبيد أنفاسه بضيق ثم قال:
كنت بحاجه للهروب قليلا، ولم اجد مكان أفضل من هناك...
ليتني انا ايضا باستطاعتي الهروب...
قالها غسان بذهن شارد ليسأله لبيد:
الم تجدها بعد...؟
هز غسان رأسه نفيا وهو يجيبه:.

كلا، ابحث عنها طوال الوقت بلا فائدة...
هز لبيد رأسه بأسف شديد ثم قال:
لا تقلق، سوف تجدها بالتأكيد، انت فقط لا تيأس...
إن شاء الله...
قالها غسان وهو يتنهد بصمت...
في هذه الأثناء رن هاتف لبيد برسالة نصية ليخرج هاتفه من جيبه و يفتحها في الحال...
( مرحبا لبيد، انا جوان، اريد ان اراك اليوم ضروري، سوف انتظرك بعد ساعة في المطعم، )
نهض لبيد من مكانه وهو يقول بسرعة:
يجب أن أذهب الآن، اراك فيما بعد...

ثم خرج دون حتى أن يسمع رد غسان...
في أثناء خروجه من الشركة سمع صوت يعرفه جيدا ينادي عليه فالتفت ناحيته ليجد ميار تتقدم ناحيته بملامح مصدومة:
لبيد، متى عدت...؟
اجابها بهدوء:
منذ حوالي ساعتين...
الحمد لله على سلامتك، لماذا لم تخبرني...؟
ظننت أن الأمر لا يهمك...
قالها ببرود المها كثيرا...
لبيد، يجب أن نتحدث...
مساءا، مساءا يا ميار...
قالها بسرعة وهو يتجه خارج الشركة تلاحقه نظرات ميار الحزينه...

كان جالسا على إحدى الطاولات الموجوده في المطعم الذي اختارته ينتظر قدومها بنفاذ صبر...
وجدها تتقدم ناحيته بعد لحظات وتجلس على الكرسي المقابل له...
خلعت نظارتها الشمسية لتظهر عينيها العسليتين واللتان كانتا تبدوان متعبتان وكأنها لم تنم منذ الوقت طويل...
ماذا هناك يا جوان...؟ لماذا أردت مقابلتِ؟
صممت للحظات ثم قالت بجدية:
انا حامل...
تطلعت إلى وجهه الذي احتلت ملامحه الصدمة لتكمل:
يجب أن نتزوج حالا...

صمت لوهلة محاولا استيعاب ما قالته ثم ما لبث أن قال بنبرة ساخرة:
وماذا ايضا...؟ هل اخترت فستان الزفاف ام بعد...؟
هذا ليس وقت المزاح، انا حامل، حامل منك...
ضرب بكف يده على الطاولة الموجوده امامه قائلا بعصبية وعينين تلمع غضبا:
وماذا تريدين مني أن أقول وانت تخبرينني بكل بساطة بأنك حامل وتريدين الزواج مني...
تطلعت إلى المكان حولها خوفا من أن ينتبه إليهم أحد ثم قالت:.

اسمعني جيدا، انا صدمت مثلك ايضا، لكن هذا ما حدث، ماذا بيدي أن اخبرني...؟
ومن قال بأنك صادقة...؟ من يضمن لي صدق كلامك؟
خذني إلى اي طبيبة ودعها تفحصني، سوف تتأكد حينها من صحة كلامي...
كانت تتحدث بثقة عالية...
صمت ولم يستطع أن يقول شيئا آخر فهي يبدو أنها واثقة للغاية مما تقوله ويبدو أنه وقع في فخ لا مهرب له منه...
ماذا ستفعل الآن...؟
سألته جوان بقلق مخرجه اياه من أفكاره المشوشة ليجيبها بحيرة:.

لا اعلم، حقا لا اعلم...

في المساء
صاح الجد على إحدى خادمات القصر وسألها:
أين صفا...؟ لماذا لم ارها منذ الصباح...؟
اجابته الخادمة:
أنها تذاكر في غرفتها سيدي...
حسنا، اذهبي إليها واطلبي منها أن تهبط إلى هنا وتتناول عشائهها معي...

ذهبت الخادمة على الفور لتنفذ ما قاله بينما شرد الجد في صفا والتغيرات التي طرأت عليها، لقد تغيرت كثير بعدما حدث، بعد طلاقها من عثمان أمرها الجد أن تسكن عنده لحين عودة والديها من سفرهما، نفذت اوامره فورا واستقرت عنده، بدأت تهتم في مذاكرتها على غير العادة، باتت تذاكر بشكل مستمر ولا تخرج من المنزل إلا نادرا، حتى المدرسة تركتها واخذت إجازة مرضيه منها وقررت ان تكتفي بالمدرسين الخصوصي، فهي لم تستطع ان تذهب الى هناك خاصة بعدما انتشر خبر طلاقها في المدرسة بأكملها، بالرغم من سعادته لاهتمامها بدروسها هكذا إلا أنه يشعر بالخوف عليها، فهي متقوقعه على نفسها بشكل غريب، وباتت تكره الاختلاط مع احد أو الخروج من المنزل...

أفاق من شروده على صوتها وهي تقول بابتسامة واسعة:
ها قد جئت جدي، الخادمة اخبرتني بأنك تريدني...
نعم يا ابنتي، قلت لنتعشى سويا...
حسنا كما تريد...
قالتها وهي تتجه ناحية صالة الطعام يتبعها جدها...
جلس جدها على مقدمة الطاولة وجلست هي بجانبه...
بدءا يتناولان طعامهما بصمت حينما تحدث الجد قائلا:
والداك ِ سوف يعودان الاسبوع القادم...
ابتلعت لقمتها داخل فمها وهي تقول:
حقا، هما من اتصلا بك...

نعم، لقد أصبحت صحة والدك جيدة للغاية...
الحمد لله..
أردفت قائلة بعدها بنبرة متوترة:
سوف تخبرهم بأمر طلاقي حينما يعودان...
تطلع إليها الجد بشفقة من خوفها ثم قال بنبرة هادئة:
نعم، ولا اريدك ان تخافي، فانت لم تخطئي بشيء ابدا...
اومأت رأسها بتفهم بينما شردت افكارها بموقف والديها وما ينتظرها منهما حينما يعلمان بأمر طلاقها...

30-01-2022 12:09 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [14]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية سجينة هوسه
رواية سجينة هوسه للكاتبة سارة علي الفصل الخامس عشر

خرج غسان من الشركة متجها إلى منزله، ركب سيارته وهم بتشغيلها حينما رن هاتفه برقم غريب، ضغط على زر الإجابة ليأتيه صوت طفولي بعض الشيء: غسان، انا ياسمين...
انتفض من مكانه بعدم تصديق ثم سألها بسرعة:
ياسمين، اين أنتم...؟
أعطته ياسمين العنوان بسرعة فتحرك غسان بسيارته متجها إلى هناك بسرعته القصوى...

وصل بعد حوالي نصف ساعة ليجد امامه منزل صغير للغاية وقديم فتقدم ناحيته وطرق على الباب لتفتح له ياسمين الباب...
دلف إلى الداخل على الفور وهو يقول بغضب:
أين هي...؟ أين أزل..؟
اجابته ياسمين بخوف من عصبيته:
ليست هنا، أنها في العمل...
تطلع إليها بعدم استيعاب لتكمل ياسمين:
أرجوك اهدأ، سوف تأتي أزل بعد قليل وتفهم منها كل شيء..

انصت لكلام الصغيرة وجلس على كنبة صغيرة موجوده في المنزل بينما جلست ياسمين بجانبه و هي تشعر بتوتر شديد وتدعو من الله الا تغضب أزل منها لما فعلته...
بعد حوالي ربع ساعة فتح الباب وصدح صوت أزل في المكان وهي تقول:
ياسمين، انا عدت...
ثم تقدمت إلى الداخل لتنصدم في مكانها من ذلك الرجل الجالس على الكنبة أمامها وهو يرميها بنظرات ساخره..

غسان...
ترددت الكلمة على شفتيها بعدم تصديق، لا تصدق انه وجدها بعد أن فعلت المستحيل لتختبئ منه، سيطر الشحوب على ملامح وجهها بينما نهض هو من مكانه اخيرا وتقدم ناحيتها...
غسان انا...
قبض على ذراعها بقسوة وهو يميل بجانب اذنها هامسا:
ولا كلمة واحدة حتى، تلملمين اغراضك فورا لنذهب إلى منزلنا...
اومأت برأسها وهي تبتعد بسرعة عنه لتنفذ ما قاله وياسمين تتبعها...

اوقف غسان سيارته أمام قصر عائلته، فتح باب السيارة وهبط منها ففعلت أزل المثل وكذلك ياسمين، تقدم إلى الباب الداخلي للقصر ففتحت الخادمة لهم الباب، دلف الثلاثة إلى الداخل ثم صعدوا إلى الطابق العلوي...
بامكانك الذهاب إلى غرفتك حبيبتي...
قالها غسان موجها حديثه إلى ياسمين التي نفذت كلامه على الفور واتجهت إلى غرفتها المعدة لها مسبقا في القصر بينما عاد غسان بتركيزه ناحية أزل فأشار لها قائلا:.

إلى غرفتنا...
اطاعته فورا واتجهت إلى غرفتهما يتبعها غسان الذي شكر ربه بأن والدته وخالته لم يروهم حينما دخلوا إلى القصر...
دلفت أزل إلى الغرفة ودلف غسان خلفها، أغلق الباب خلفه وتقدم عدة خطوات مقتربا منها بينما هي مولية له ظهرها وترتجف بوضوح...
تكونت على شفتيه ابتسامة ساخرة ثم مد يده واضعا اياها على كتفها ليزداد ارتجافها اضعافا...
قبض على كتفيها وادارها نحوه لتلتقي عيناها المرتعبتين بعينيه الساخرتين...

تخافين يا أزل، تخافين مني...
اومأت برأسها دون أن تنبس بكلمة واحده ليصيح فجأة بها:
طالما انك تخافين منك، كيف تتجرئين وتهربين مني...؟ كيف فعلت هذا...؟ هيا اخبريني..
كان يتحدث وهو يهزها بعنف لترجوه ببكاء:
غسان أرجوك...
اوقف عن هزها اخيرا حينما لاحظ بكائها، حرر كتفيها من قبضته، اخذ نفسا عميقا عدة مرات وزفره ببطأ...
كيف تفعلين بي هذا...؟ بعد جميع ما فعلته من اجلك، هل استحق انا منك تصرف كهذا...؟ اجيبيني...

انا اسفة..
قالتها ثم انهارت في البكاء ليقول بضيق:
ابكي، استمري في بكاءك، من الأساس انت لا تجيدين شيء سوى البكاء...
انا حامل...
قالتها من بين بكائها لتضمحل عيناه بعدم تصديق...
حامل...
قالها بصدمة حقيقية لتومأ رأسها مؤكدة ما قالته...
اقترب منها فجأة قابضا على ذراعها بقسوة قائلا بنبرة غاضبة متوعدة:
ليلتك سوداء يا أزل، لماذا لم تعودي حينما اكتشفت حملك...؟ علام كنت تنوين بالضبط...؟
انا...

انت ماذا...؟ متى كنت تنوين العودة...؟ حينما تنجبين طفلنا...؟ أو حينما يصبح عمره عشرة سنوات...؟أو لم تكونِ تنوين أن تعودي لي ابدا...؟

اخفضت عينيها نحو الأرض بينما اخذ هو يرميها بنظرات نافرة، لا يصدق بانها استمرت في هروبها حتى بعدما علمت بحملها منه...
غسان، انا اسفة...
اعتذرت له بعينين دامعتين ووجه أحمر من شدة البكاء لينهرها بعصبية:
اصمتي، لا أريد سماع صوتك...
زفرأنفاسه بضيق ثم أمرها بخشونة:
غيري ملابسك ونامي...
ثم اتجه خارجا من الغرفة لتسأله بسرعة:
إلى أين ستذهب..؟
التفت إليها وهو يجيبها بحدة:
إلى الجحيم، لا علاقة لك بي...

ثم خرج من الغرفة بينما جلست هي على السرير تستمر في بكاءها...

في صباح اليوم التالي
دلف غسان إلى غرفته ليجد أزل جالسه على سريرها والتي انتفضت حالما رأتها وتقدمت نحوه قائلة بلهفة:
وأخيرا عدت...
ابتعد عنها متجها إلى خزانة ملابسه حيث فتحها وأخرج ملابسه منها وهو يقول ببرود:
عدت لاستحم واغير ملابسي...
حمل ملابسه بعدها وتوجه إلى الحمام تحت أنظار أزل الحزينة...

خرج بعدها وهو يجفف شعره بالمنشفة، وقف أمام المرأة وبدأ يسرح شعره فاقتربت هي منه بخطوات مترددة، وقفت بجانبه وهي تقول:
غسان، سامحني أرجوك...
توقف عن تمشيط شعره ثم استدار ناحيتها وأخذ يرميها بملامح مزدرءة ثم قال:
علام اسامحك بالضبط...؟ على هروبك مني...؟ أم على استمرارك في الهروب حتى بعدما علمتِ بحملك...؟
صمتت ولم تردد بينما أكمل هو بنبرة حادة:.

هل تدركين معنى هروب امرأة من زوجها...؟ في بعض العوائل يقتلون المرأة التي ترتكب جرم كهذا، هل أنت واعية لمدى قباحة فعلك...؟
اخفضت عينيها ارضا وبدأت تبكي بصمت بينما رماها هو بنظرات حانقة وحمل سترته وارتداها على عجل...
التفت إليها قبل أن يخرج قائلا:
سوف اقفل باب الغرفة، فانت ممنوعة من الخروج منها حاليا، الطعام سوف تجلبه الخادمة لك، واذا اردت اي شيء آخر اتصلي بي...

في صالة الطعام
جلس غسان على مائدة الطعام وبدأ يتناول طعامه بهدوء، كانت والدته تتناول طعامها هي الأخرى اما رويدا فكانت شاردة كالعاده منذ تلك الحادثة وهروب أزل...
رويدا، تناولي فطورك من فضلك..
قالتها ناريمان لتهز رويدا رأسها نفيا وهي تقول:
ليس لدي شهية اطلاقا...
لكن هذا ليس جيد من أجل صحتك...
قالتها ناريمان بقلق لتشيح رويدا وجهها عنها بضيق، دخلت الخادمة إلى الداخل في هذه الأثناء ليهتف بها غسان بهدوء:.

اعدي الفطور وخذيه للسيدة أزل في غرفتها...
رمشت ناريمان بعينيها محاولة استيعاب ما قاله بينما انتفضت رويدا من مكانها وهي تقول بعدم تصديق:
ابنتي عادت...
الا انها توقعت في مكانها وهي تسمع سؤال غسان الساخر:
إلى أين...؟
سألها بجمود لتجيبه بلهفة:
أريد أن أرى ابنتي...
ممنوع...
ماذا يعني ممنوع...؟
سألته باستغراب ليجيبها:
ابنتك سوف تبقى في غرفتها، ولن أسمح لايا كان أن يدخل إليها...

هل جننت يا غسان...؟ تريد أن تمنعني عن ابنتي...؟
اهدئي قليلا رويدا هانم، منذ فترة قصيرة كنت تنعنيتها الخادمة اللقيطة...
غسان...
قاطعها بصرامة:
كلامي منتهي، انت لن تري ازل حتى اقرر انا هذا، ماذا تظنين...؟ انني سأسمح لك برؤيتها بهذه السهولة...؟ كلا يا خالتي، انا لن انسى انك كنت السبب في هروبها مني، لهذا انت ستعاقبين على فعلتك تلك، وابنتك المصون ستعاقب ايضا على فعلتها تلك...
ولكن...

لا يوجد لكن، كلامي واضح ولا اقبل نقاش فيه...
نهض من مكانه بعدها بنية الخروج إلا أنه توقف للحظة والتفت إليها قائلا بتحذير:
إياك أن تفعلي اي شيء أو تخبريها باي شيء من خلف الباب، فانا اعرفك جيدا انت انت لن ترضي بوضع كهذا، لكن يجب أن تعلمي أن أزل حامل ولن تتحمل أي صدمة في الوقت الحالي...
حامل...
صرخت ناريمان بعدم تصديق ليؤكد ما قاله:
نعم، حامل...

ثم خرج بعدها تاركا كلتيهما تتطلعان إلى بعضيهما بصدمة وعدم تصديق...

استيقظت ميار من نومها لتجد لبيد واقف أمام المرأة وهو يعدل ربطة عنقه، نهضت من مكانها وتقدمت ناحيته قائلة بنبرة مترددة:
صباح الخير...
اجابها بهدوء وقد انتهى من تعديل ربطة عنقه:
صباح النور...
لبيد، أريد أن اتحدث معك...
تنهد بضيق ثم التفت إليها متسائلا:
عن اي شيء تريدين التحدث...؟
اجابته بجدية:
عما قلته في تلك الليلة، انا اعتذر منك، لقد تسرعت فيما قلته...
لم يعد ينفع...
ماذا يعني لم يعد ينفع...؟

سألته بعدم فهم ليجيبها بنبرة متأسفة:
لقد تأخرت يا ميار، تأخرت كثيرا...
لما تتحدث هكذا...؟ ماذا حدث...؟
ابتعد عنها وحمل سترته الموجوده على السرير وارتداها ثم قال بنبرة جادة:
لم يحدث شيء مهم، لم يحدث شيء سوى انك تأخرت في اعتذارك هذا وتبريرك، الآن لم يعد له أهمية، لقد تدمر كل شيء وانتهى...

ابتعد عنها بعدها خارجا من الغرفة بينما ظلت هي واقفة في مكانها وصدى كلماته تتردد داخل اذنها وهي تحاول إيجاد تفسير لكلامه الغامض...

وصل لبيد إلى الشركة بعد حوالي ساعة قضاها يسب ويلعن بهذا وذاك، دلف إلى الشركة وشياطين الغضب تحوم حوله، اتجه بسرعة إلى مكتب غسان، فتح الباب ودلف إلى الداخل ليجد غسان كالعادة منهمك في أعماله...
جلس على الكرسي المقابل له وهو يقول بنبرة جامدة:
غسان، أريد أن اتحدث معك في موضوع هام...
تطلع إليه غسان بنظرات متعجبه فهو يبدو متضايق من أمر ما وبشدة، سأله بجدية:
ما بك...؟ تبدو متضايقا من شيء ما...

انا في الأساس اكاد أنفجر بسبب ما يحدث معي...
ماذا حدث...؟
انا في مصيبة غسان، ولا اعرف كيف اتصرف، منذ أن علمت بهذا الخبر وانا في حالة صدمة وذهول، لم انم طوال الليل من شدة التفكير...
سأله غسان بقلق واضح:
تحدث يا لبيد، ماذا حدث...؟
صمت لبيد للحظات مرت كالدهر على غسان ثم ما لبث أن قال:
جوان حامل، حامل مني...
جوان الطائي...
ردد غسان الاسم بذهول تام ليومأ لبيد رأسه مؤكدا ما قاله...
كيف...؟ كيف حدث هذا...؟

سأله غسان ليجيبه لبيد بخجل:
كنت سكرانا و حدث ما حدث...
اللعنه عليك يا لبيد، الم تجد غيرها...؟
اطرق لبيد رأسه بصمت بينما أكمل غسان بغيظ:
ماذا ستفعل الآن...؟ كيف ستتصرف في مصيبة كهذه...؟
لماذا جئت اليك اذا..؟ حتى تساعدني...
رماه غسان بنظرات كارهة ليشيح لبيد بوجهه عنه...
بعد حوالي خمس دقائق قضاها الاثنان في صمت تام تنحنح لبيد قائلا بضيق:
هل ستظل صامتا هكذا...؟ اخبرني ماذا يجب أن أفعل...؟

تنهد غسان بصمت ثم قال بجدية:
لا يوجد سوى خل واحد يا لبيد، هو أن تتزوجها، يجب أن تتزوجها حتى لا تحدث فضيحة...
ولكن انا من الأساس متزوج...
يحق لك ان تتزوج مرتان وثلاث واربع...
وهل برأيك أن ميار قد تقبل بشيء كهذا؟
وأين كانت ميار حينما فعلت ما فعلته...؟ الآن باتت ميار مهمة بالنسبة لك وتفكر بها وبوضعها...
أنها زوجتي...
قالها لبيد بصوت عالي جاد ليزمجر غسان غاضبا:.

ولماذا ترفع صوتك هكذا، فهمنا أنها زوجتك، انت تسألني عن حل لمشكلتك، والحل واحد لا يوجد غيره، انت حر في قرارك، لكن فكر جيدا في الفضيحة التي ستحصل اذا اكتشف أحد ما هذا الأمر...

اغمض لبيد عينيه بنفاذ صبر، هو يدرك جيدا ان كلام غسان صحيح، فلا حل امامه سوى الزواج من جوان، لكنه لا يحبها، ولا يريدها، فكيف سيتخذ خطوة كهذا...؟ وماذا عن ميار وموقفها من هذه الزيجة...؟ كيف سيخبرها بشيء كهذا...؟ ماذا لو طلبت الطلاق..؟ ماذا سيفعل حينها...؟ أفكار كثيرة تعصف داخل رأسه لا يعرف كيف يتخلص منها...
نهض من مكانه وخرج من مكتب غسان تاركا الأخيرة يتابعه بنظرات مشفقه على حاله وما وصل إليه...

في المساء
دلف إلى داخل غرفته ليجدها جالسة على الكنبة وملامحها تنطق بالعصبيه الواضحة، خلع ساعته ووضعها على الطاولة ثم خلع سترته وعلقها على الشماعة لتنهض هي من مكانها وتقول بضيق:
لقد تأخرت كثيرا كالعادة...
اجابها بملل:
لدي أعمال كثيرة...
الا يوجد غيرك بالشركة...؟
بلى يوجد، ولا تتدخلي مرة أخرى فيما لا يعنيك...

إلى متى ستعاملني هكذا عثمان...؟ انا لا افهم لماذا تتصرف معي على هذا النحو...؟ الم يأن لعقابك أن ينتهي...؟
رفع بصره نحو الأعلى بنفاذ صبر ثم التفت إليها قائلا بنبرة حادة:
وانت لا تملين من تكرار نفس الموال...
انا احاول ان اصحح مسار علاقتنا...
قالتها وهي تضع يدها على صدره ليبعدها عنه وهو يقول بضيق:
لا تتعبي نفسك، مهما حاولتِ سوف تظل علاقتنا كما هي...

رمقته بنظرات مستاءة بينما اتجه هو إلى الحمام ليأخذ دوش سريع يزيل آثار تعب اليوم الطويل...
خرج بعد عشر دقائق ليجدها جالسة على نفس وضعيتها السابقة، تقدم ناحية المرأة وبدأ يمشط شعره بلا مبالاة حينما هتفت به:
عثمان، لماذا لا نعود إلى شقتنا...؟
لماذا...؟ مابه هذا المنزل حتى تطلبي العودة إلى تلك الشقة...؟
بصراحة غير مرتاحه هنا، هناك كنت أشعر براحة أكبر...
ابتسم بتهكم ثم قال باستخفاف:.

وهل تريدين مني أن أترك منزل والدي فقط لأن حضرتك لا تشعرين بالراحة به...
عثمان انا...
قاطعها بصرامة:
انا لن أترك بيت والدي لأي سبب كان، مكوثي في تلك الشقة كان لأسباب خاصة، هذه الأسباب انتهت، والان سوف اسكن هنا، اما بالنسبة لك بإمكانك الذهاب أينما شئت...

30-01-2022 12:10 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [15]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية سجينة هوسه
رواية سجينة هوسه للكاتبة سارة علي الفصل السادس عشر

كان جالسا على الكنبة يفكر بعمق حينما دلفت هي إلى الداخل وهي تحييه بهدوء:
مساء الخير...
نهض من مكانه وتقدم ناحيتها متسائلا بنبرة حادة:
أين كنت...؟
اجابته بضيق واضح:
كنت لدى والدتي...
والدتك، هل تصالحتما...؟
سألها باستغراب لتومأ برأسها وهي تجيبه:
نعم، تصالحنا حينما كنت مسافر...
هز رأسه بتفهم ثم تسائل:
وماذا عن عائلتك الحقيقية...؟ هل يحاولون الاتصال بك أو مضايقتك...
اجابته بنفي:
ابدا..
جيد...

غمغم بخفوت ثم أردف قائلا:
أريد الحديث معك في موضوع مهم...
ركزت انتباهها عليه لتجده يقول:
انا سأتزوج...
رمقته بنظرات مستغربة وهي تقول بدهشة:
ماذا يعني ستتزوج...؟
أردفت قائلة بنبرة ساخرة:
هل هذه مزحة...
هز رأسه نفيا وهو يقول بثبات:
انا لا امزح، انا سأتزوج جوان الطائي...
اضمحلت عيناها بصدمة سرعان ما اختفت ليحل محلها الغضب الصاعق...
تطلقني اولا، تطلقني قبل أن تفعلها...
مستحيل، انا لن اطلق...

ماذا يعني لن اطلق...؟ انا لن أصبح زوجة ثانية هل فهمت...؟
قالتها بعصبية كبيرة ليهتف بها: .
هي من ستصبح زوجة ثانية، انت الأولى...
وهل هذا هو المهم...؟
صرخت بعينين متسعتين من كلامه الذي يثير غضبها وغيظها ليتحدث بنبرة هادئة:
اسمعيني يا ميار، الطلاق ليس من صالحك، اهلك لن يتركونك وشأنك، هم الان لن يقتربوا منك كونك زوجتي، في حمايتي، ولن يجرؤوا على الاقتراب طالما انت هنا معي...

هل تظن بكلامك هذا بأنني سأوافق، سأرضى بوضع كهذا...؟
على اساس ان زواجنا زواج مصلحة لا أكثر...
ماذا تقصد...؟
سألته بارتباك ليجيبها بتعقل:
انت من قلت هذا، نحن تزوجنا لغرض محدد، لماذا اذا مهتمة اذا تزوجت بواحدة غيرك أو اثنتين او ثلاثة حتى..
لم تعرف بماذا تجيبه بينما أكمل هو بخبث:
طالما انني آخر همومك ولست الرجل المنشود بالنسبة لك، لماذا اذا متضايقة من زواجي بأخرى...؟
انا لست متضايقة...؟
واضح، واضح...

قالها بسخرية جعلتها تكز على اسنانها بغيظ وهي تنهره بعصبية:
لا تستفزني...
اسمعيني ميار، هذا ليس وقت التصرفات المتخلفة، يجب أن نفكر في تعقل، انت لا يجب أن تتطلقي مني، الان على الأقل، حتى لو انت أردت هذا فأنا لن اقبل، انت أمانة لدي، هل فهمت...؟ فكري بعقلك وستجدين أن بقائك معي هو افضل حماية لك، فطالما انت معي لا يجرؤ أحد من اهلك على الاقتراب مني...

بعد مرور اسبوع
تقدمت ياسمين من أزل وهي تحمل بيدها صينية تحوي كوب من عصير البرتقال الطبيعي بجانبه قطعة من كيك الشوكولاته، وضعت الصينية على السرير وجلست بجانبها وهي تقول:
تناولي الكيك واشربي العصير يا أزل، فانت لم تتناولي فطورك جيدا...
تحدثت أزل بصوت مرهق:
لا أريد، ليس لدي شهية لتناول أي شيء...
عارضتها ياسمين بقلق:
أزل من أجل طفلك على الأقل، هل تريدين أن تفقدينه...؟

شهقت ازل وهي تقول بخوف واضعه كف يدها على بطنها:
بالتأكيد لا، انا اريده أكثر من أي شيء...
إذا تناولي فطورك..
قالتها ياسمين بحنان لتمد أزل يدها الى قطعة الكيك وتتناولها بصمت...

كانت ياسمين الوحيدة المسموح لها ان تدخل إلى ازل وتبقى معها بناء على أوامر غسان، لقد منع أي أحد سوى ياسمين من الاقتراب منها، كما أن أزل لم تخرج من غرفتها اطلاقا إلا مرة وحدها اخذها فيها غسان إلى الطبيب في اليوم التالي من عودتها ليطمأن على صحتها وصحة الجنين ليؤكد له الطبيب أن الاثنان في حالة جيدة...
انتهت أزل من تناول قطعة الكيك وشربت العصير بأكمله لتهتف بعدها:
ها قد تناولت الكيك وشربت العصير كله..

جيد، عوافي على قلبك...
اخفضت أزل انظارها بحزن لتتطلع إليها ياسمين بشفقة وهي تقول بمواساة:
لا تحزني يا أزل، أرجوك...
رفعت أزل عينيها الدامعتين نحوها ثم قالت بألم:
غسان لا يقبل أن يسامحني يا ياسمين، لقد حبسني في هذه الغرفة، كما أنه لا يزورني أو يأتي ليراني...
لا بأس يا أزل، سوف يسامحك بالتأكيد، اصبري قليلا...
أردفت أزل قائلة بنبرة حزينة:.

لا مانع لدي أن يحبسني هنا في هذه الغرفة، لكن على الأقل أن يكون هو معي، الا يتجاهلني..
تحدثت ياسمين بنبرة جادة:
يا أزل ما فعلتيه خطأ كبير، لهذا غسان من الطبيعي أن يعاملك ويتصرف معك هذا...
اومأت أزل رأسها وهي تقول:
معك حق، لقد اقترفت ذنبا كبيرا، واستحق ما يحدث معي...

كانت رويدا تدور في أنحاء غرفتها وهي تفكر في حل لهذه المشكلة، اسبوع كامل ابنتها أمامها ولا تستطيع الاقتراب منها أو التحدث معها، غسان يحاصر الجميع بشكل جيد، ويمنع اي احد أن يصل إليها...

فكرت في الأتصال بزوجها واخباره بكل شيء لكن ماذا ستخبره بالضبط...؟ عن تسببها بهروب ابنتها منها وضياعها مرة أخرى...؟ الا يكفي أنها كانت السبب في فقدانها مسبقا، لقد سامحها مرة واحده بعد معجزة كبيرة وبالتأكيد الآن لن يفعل...

لكن هي أيضا تريد أن ترى ابنتها، وغسان لن يسمح لها أن تراها ابدا ولكن بتدخل زوجها سوف يسمح لها بذلك، قررت اخيرا أن تذهب إلى غسان لآخر مرة تطلب منه السماح واذا رفض كالعادة فإنها ستضطر إلى أخبار زوجها بما حدث وليحدث ما يحدث...
خرجت من غرفتها وهبطت درجات السلم متجهة إلى مكتب غسان فهو بالتأكيد هناك، طرقت على الباب ثم دلفت إلى الداخل لتجده مشغولا بأعماله وتركيزه منصب على الحاسوب الشخصي الذي أمامه...

جلست على الكرسي المقابل له ثم قالت بجدية:
غسان، أريد الحديث معك...
أغلق حاسوبه الشخصي ووضعه جانبها ليقول:
خير يا خالتي، تحدثِ...
بدأت بالحديث قائلة:
إلى متى سيستمر الوضع هكذا يا غسان...؟ هل سوف تبقى أزل محبوسة في غرفتها طوال الوقت...
اخذ غسان نفسا وزفره ثم قال:
سوف أخرجها اليوم...
تفاجئت مما قاله لتهتف به بعدم تصديق:
حقا...؟
اومأ برأسه مؤكدا كلامه بينما عادت هي وتسائلت بتردد:
ومتى ستخبرها الحقيقة...؟

اجابها بنفاذ صبر:
اليوم ايضا...
عقدت حاحبيها بتعجب مما يقوله، تحدثت بنبرة متعجبه:
اليوم، غريب لم اتوقع منك أن تخبرها بهذه السرعة...
هل تريدين أن نؤجل الموضوع...
قاطعته بسرعة نافيا ما قاله:
بالتأكيد لا، انا ارغب في أن تعرف الحقيقة اليوم قبل الغد، انا فقط متفاجئة...

هل كنت تظنين بأنني سأخبئ عنها حقيقة كهذه طويلا، انني سأستمر في خداعها، أزل يجب أن تعرف الحقيقة، لا يجب أن تعيش في خداع أكثر من هذا، انا لا أنكر قلقي عليها من صدمتها، لكنني حينما فكرت في الأمر جيدا، وجدت أن هذا هو الحل الوحيد والصحيح في نفس الوقت...
اشكرك غسان، اشكرك كثيرا...
قاطعها:
لا تشكرينني، انا افعل ماهو صحيح، الآن عليك أن تفكري في كيفية الاقتراب منها، وجعلها تتفهم كل شيء، وتتقبلك من جديد...

هزت رأسها بتفهم وهي تشعر بصعوبة وثقل المهمة التي القيت على عاتقها إلا أنها ستفعل المستحيل لتنجح بها ليس من أجلها بل من أجل ابنتها...

ارتقى غسان درجات السلم متجها إلى الغرفة التي تقطن بها أزل والتي كانت مشتركة بينهما مسبقا، وضع مفتاح الغرفة في مكانه ثم حركه ليفتح الباب، دفع الباب ببطأ ودلف إلى الداخل ليجد أزل جالسة على السرير تحتضن جسدها بيديها وتنظر أمامها بشرود، ما أن رأته حتى قفزت من مكانها بسرعة واتجهت ناحيته قائلة بلهفة:
وأخيرا أتيت...
حاول التماسك كثيرا حتى لا يشعرها باشتياقه لها فقال بنبرة جادة:.

نعم أتيت، سوف تنزلين وتتعشين معنا اليوم...
هل ستخرجني من هذه الغرفة اخيرا...؟ هل سامحتني...؟
اجابها بحزم:
كلا لن اسامحك، لكنني لن أحبسك في هذه الغرفة بعد الآن...
أغمضت عينيها بإحباط بينما أمرها هو قائلا:
هيا، لننزل سويا، فالجميع ينتظرنا ليبدؤا في تناول العشاء...

تقدمت أمامه بملامح يسيطر عليها الألم والقنوط بينما سار هو خلفها، هبطا سويا إلى الطابق السفلي وتقدما إلى غرفة الطعام لتجد أزل كلا من والدة غسان ورويدا وياسمين هناك في انتظارها...
نهضت رويدا على الفور بلهفة إلا أن إشارة واحده من غسان جعلتها تتراجع إلى الخلف فهي لا تريد أن تستعجل في اي تصرف قد يصدم ابنتها، لا بأس أن تنتظر قليلا فلم يبقَ شيء على معرفة ابنتها الحقيقة...

كانت ناريمان هي المبادرة في الحديث فقالت بترحيب ونظرات حنونة:
الحمد لله على سلامتك صغيرتي، اهلا بك بيننا من جديد...
اومأت أزل برأسها دون أن تعلق أو تنتبه حتى لحديث السيدة اللطيف على غير العادة فهي كانت في حالة من الوهن والضياع بسبب ما قاله غسان...
جلست على الكرسي الخاص بها بينما هتفت رويدا بتردد:
الحمد لله على سلامتك أزل...
شكرا...

اجابتها بخفوت وهي مخفضة رأسها نحو الأسفل بينما اخذت ياسمين تقلب انظارها بين ناريمان ورويدا بعدم اقتناع فهي تشعر بأن ثمة شيء مريب يحدث بسبب هاتين الحيتين كما لقبتهما في وقت سابق...

بدأ الجميع في تناول الطعام بصمت تام بينما كانت عينا غسان لا تفارق أزل التي بالكاد تضع القليل من اللقيمات في فمها، حاول أن يطلب منها أن تهتم بطعامها أكثر لكنه تراجع في آخر لحظة إلا أن ياسمين يبدو أنها قرأت أفكاره فقالت موجهه حديثها إلى ازل:
أزل أنت لا تتناولين طعامك بشكل جيد، هذا لا يجوز فانت حامل...

ما أن سمعت أزل ما قالته ياسمين حتى بدأت تتناول طعامها بكمية أكبر وهي تتذكر حملها الذي يجب ان تحافظ عليه مما جعل غسان يتنهد بارتياح و يشكر في داخله ياسمين ويتمنى لو كانت أزل مثلها في رجاحتها وعقلها فالفتاة بالرغم من سنوات عمرها العشرة إلا أنها ذكية وواعية بشكل خطير...

ما أن انتهيا من تناول طعامها حتى نهض غسان من مكانه ووجه حديثه إلى ازل قائلا:
أزل يجب أن نتحدث سويا، تعالي معي إلى مكتبي لنتحدث هناك...
نهضت أزل من مكانها وتوجهت مع غسان إلى مكتبه تحت أنظار ناريمان ورويدا المتوترة وياسمين القلقة...
دلف غسان بها إلى مكتبه وأغلق الباب خلفه، وجدها تتقدم بخطوات متوترة إلى داخل المكتب وتتفحصه بنظراتها القلقة فاقترب منها وحدثها بهدوء قائلا:
اجلسي...

أشار لها إلى الكرسي المقابل لمكتبه فجلست عليه فورا بينما جلس هو على الكرسي المقابل لها...
تنهد بصوت مسموع ثم قال بصوت هادئ:
أزل، انت تعرفين بان جابر ليس والدك الحقيقي...
قاطعته بسرعة:
نعم اعلم، اعلم انهم ليسوا عائلتي الحقيقية وانني لقيطة...
كلا، انت لست بلقيطة...
قالها بصرامة جعلتها تعقد حاحبيها في تعجب وتسأله بحيرة:
كيف..؟ انا لا عائلة لدي، اذا فأنا لقيطة..
زفر نفسه ضيقا ثم قال بجدية:.

لقد وجدت عائلتك الحقيقية...
اتسعت عيناها بصدمة وهي تتراجع إلى الخلف بينما اخذ هو يتطلع إليها بنظرات ثابته تؤكد ما قاله...
من هم...؟
اجابها:
والدك اسمه رياض حمدي، هو مهندس يملك شركة للبناء والأعمار في الإمارات والدتك...
صمت قليلا وهو يتطلع إلى نظراتها المترقبه والمتلهفة:
رويدا أحمد، تعمل طبيبة جراحة، مقيمة ايضا في الإمارات...
كيف عرفتهم...؟

جاء سؤالها صادما فيبدو أن زوجته الذكية لم تتعرف إلى اسم والدتها، سألها بتردد:
اسم والدتك يذكرك بشيء...
ضيقت عينيها وهي تسأله بتفكير:
هل من المفترض أن أعرفها...؟
اجابها وهو يهز رأسه:
أنها رويدا أحمد، خالتي يا أزل...
لم تحرك ساكنا ابد او تنتفض او تصرخ، نظراتها كانت تائهة و ملامحها حائرة بينما سيطر على وجهها الشحوب، ظلت على حالتها لفترة ليست بقصيرة مما جعله ينهض اتجاهها وينحني بجانبها متسائلا بقلق:.

أزل، هل تسمعينني..؟
احتضن وجهها بين كفي يده واداره نحوه ليجد الدموع قد تكونت داخل عينيها الحمراوتين...
وأخيرا نطقت بصوت يملأه العجز وقلة الحيلة:
كيف...؟ كيف عرفت...؟
اجابها وهو ما زال محتضنا وجهها بكفيه:
منذ أن علمت بأن جابر ليس والدك قررت أن أبحث عن اهلك الحقيقيين، وبعد فترة ليست بقصيرة وتحديدا يوم هروبك علمت بأنك ابنة خالتي التي اختطفت من عشرين عاما...
لكنها طردتني، هي لا تريدني، أليس كذلك..؟

قاطعها بسرعة نافيا ما قالته:
كلا يا أزل، هي لم تكن تعرف بأنك ابنتها، وعندما عرفت تدمرت تماما...
صمتت ولم تتحدث ليكمل هو حديثه قائلا:
قد تكون خالتي قاسية متسلطة لكنها كانت تعشق ابنتها بشده حتى أنها عانت كثيرا بعد فقدانها، لهذا يجب أن تفهمي بأن ايجادها لك هو الشيء الذي انتظرته لسنين طويلة...

أبعدت كفي يده عن وجهها ثم نهضت من مكانها وخرجت راكضه من مكتبه، ارتقت درجات السلم متجهة إلى غرفتها بينما تبعها هو راكضا، وجد خالته وامه تخرجان من صالة الجلوس بقلق فأشار لهما أن يعودا إلى الداخل بينما اتجه هو إليها...
دلفت أزل إلى غرفتها وأغلقت الباب خلفها بالمفتاح جيدا ثم انهارت على ارضية الغرفة باكية وهي تسمع طرقات غسان وتوسلاته إليها أن تفتح الباب له ليتحدث معها...

بعد مرور ثلاثين يوما
بحثت عنها في كل مكان ولم أجدها...
قالها لبيد بتعب واضح وهو يجلس على الكرسي المقابل لمكتب غسان ليقول الأخير:
لا تقلق، سوف تعود بالتأكيد، لن تظل هاربة طوال عمرها، هي تفعل هكذا فقط لتؤدبك بعد فعلتك هذه...
اشاح لبيد وجهه بضيق ليردف غسان:
اهدأ قليلا يا رجل، شهر كامل وانت لم تكف عن البحث عنها، حتى انا لم افعل هكذا حينما هربت أزل مني...
ثم قال بنبرة ساخرة:.

من يراك هكذا سوف يظن انك واقع في حبها...
استدار لبيد ناحيته وهو يقول بضيق:
ولم لا، الا امتلك قلب مثل باقي البشر...
اخذ غسان يتفحصه بنظراته قبل أن يقول بدهشة:
حقا يا لبيد، انت تحبها؟
اجابه لبيد بارتباك:
لا اعلم...
عاد غسان وسأله بجدية:
وماذا عن جوان؟ ماذا ستفعل بها...؟
زفر لبيد أنفاسه بضيق قبل أن يقول بحنق:
سوف اتزوجها، لا يوجد اماني حل آخر، لكن سأطلقها حالما تنجب، لقد اتفقت معها على هذا...

هز غسان رأسه بتفهم ولم يعقب على حديثه...
بينما سأله لبيد هذه المرة:
وماذا عنك...؟ كيف هي علاقتك مع زوجتك...؟
اجابه غسان بجمود:
لا يوجد جديد...
سأله لبيد بعدم فهم، :
ماذا يعني لا يوجد جديد..؟ هل ما زلت مقاطعا لها..؟
اومأ غسان برأسه مؤكدا كلامه ثم قال بسخرية:
ليس هذا فقط، بل أنها تركت المنزل ايضا، ذهبت مع والدتها إلى منزلها...
ماذا...! هل جننت يا غسان...؟ كيف تسمح لها بشيء كهذا...؟
اجابه غسان بلا مبالاة:.

بكل الاحوال انا سوف أسافر غدا من أجل العمل ولا اعرف متى سأعود...
الا تخاف ان تنعدي منها وتأخذ اطباعها...؟
قالها لبيد بتهكم ليرمقه غسان بنظرات مزدرءة قبل أن ينهض من مكانه وهو يقول:
انا سأعود إلى المنزل، غدا سوف أسافر مبكرا، انت ايضا عد إلى منزلك وارتاح قليلا...
نهض لبيد من مكانه وهو يقول بارهاق:
معك حق، انا بحاجه للنوم فعلا...
خرج الاثنان من المكتب كلا منهما متجها إلى منزله ليأخذ قسطا من الراحة...



المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 6994 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 4052 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 3100 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 2971 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 3416 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، سجينة ، هوسه ،


 





# فنون # مشاهير # صحة # منوعات # الأطفال # English # تفسير الأحلام ثقافة # قصص # سيارات Cars # صور # تقنيات # الاجهزة الالكترونية # المطبخ # كلام فى الحب # أبراج # رياضة # ازياء # حكم وأقوال تطوير الذات# خلفيات # صور بنات # مشاهير # ديكور # صباح الخير # مكتوب برقيات شهر رمضان # جمعة مباركة # حب رومانسية # عيد # ادعية # خلفيات كرتون # منوعات # موضة # الأم # أطفال # حيوانات # صور ورد # اكلات # New Year # مساء الخير # اللهم صلي علي النبي # القران الكريم # صور نكت # عيد ميلاد # اعلام # سيارات # تهنئة الخطوبة # حروف واسماء # الغاز # صور حزينة # فساتين # هدايا # خلفيات النادي الاهلي # تسريحات شعر # الاصدقاء # بوستات نجحت # خلفيات نادي الزمالك # حب رومانسية # تهنئه # ازياء # صور بنات # صوره وكلمه خلفيات # كرتون # بروفايل رمزيات # دينية # سيارات # مضحكة # أعلام # مسابقات # حيوانات # ديكور # أطفال # أكلات # حزينة صور شباب أولاد ر# صور # الطب و الصحة # مقالات عامه # CV المشاهير # وصفات الطبخ # العناية بالبشرة غرائب وعجائب # قصص روايات مواعظ # صور حيوانات # وصفات الحلويات # الرجيم والرشاقة # نكت مضحكة # صور خلفيات # العناية بالشعر # شروحات و تقنيات # videos # Apps & Games Free # موضة أناقة أزياء # سيارات # ديكور # رعاية الأطفال # نصائح المطبخ # موبايل جوال # الفوركس # التعليم والمدارس # الحمل و الولادة # اخبار الرياضه # وظائف # صحة المرأة # حوادث # صور بنات # صور اطفال # مكياج و تجميل # عناوين بنوك شركات محلات مطاعم # العاب الغاز # عيد # كلمات الاغانى # اشغال فنيه واعمال يدويه # مصر # أشعار خواطر # للنساء فقط # للرجال فقط # صور شباب # علاج النحافه # رسائل SMS # أكلات نباتية - Vegetarian food # برامج الكمبيوتر # المراهقة # جمعة مباركة # blogger # رعب # لعنة العشق # حب # اسلامية # قاسي ولكن أحبني # أحفاد أشرار الحرب لأجلك سلام # أسمى معاني الغرام # حقيقية # لقد كنت لعبة في يده # ملهمة # أباطرة العشق # عربية # حب خاطئ # لست مميزاً # من الجاني # مشاهير # راقصة الحانة # اغتصاب طفلة # عاشقان يجمعهم القدر # الطريق الصعب # خيال علمي # أشواك الحب # تاريخ # سجينة ثوب الرجال # لروحك عطر لا ينسى # أطفال # عشق وانتقام # لازلت أتنفسك # لقاؤنا صدفة # للحب معان أخرى # خاتم سليمان # ممن أنتقم # نجاح # أبواب وهمية # حلمى فى صفيحة قمامة # فيلم # مجنون بحبك # بين شباكها # حزينه # رحلات جوليفر # عذاب قسوته # عندما ينادي الشيطان # لعنة حبك # مريم وامير # هدوء في قلب العاصفة # الحاسة السادسة # المشعوذة الصغيرة # عباقرة # لوعة العشق # حروب # قدر بالإجبار # بنات مضحكه# فوركس Forex# صحتك # الصور والخلفيات # الطبخ والحلويات # منوعات # اخبار الفن # القصص و الروايات الألعاب الرياضية # الحياة الزوجية # أزياء وملابس # الأم و الطفل # دراسات لغات # افكار منزلية # انترنت تكنولوجيا # صفات الابراج # حيوانات ونباتات # تفسير الاحلام # معانى الاسماء # خواطر و اشعار # الكون والفضاء اجمل نكته# Mix # Forex # youtube # foods # Kids # Health education # stories # News # kitchen # woman # Famous # Sport # Animals

-------

الساعة الآن 04:55 صباحا