في عرف المشاعر هي حبيبته
وفِي عرفه هو هي مليكته
أنثاه وحده
هوسه وجنونه
فهي خاصته وحده ولتذهب أعرافهم تلك الى الجحيم
اقتباس من الرواية
عيناكِ...
ما بهما...؟
سألته بعدم فهم ليجيبها بأسف مصطنع:
لما عليهما ان يكونا جميلتين هكذا...؟
اجابته بارتباك:
الله خلقهما هكذا...
وشفتاكِ...
ما بهما هما ايضا...؟
اجابها بتحذير وملامح متوعدة:
اياكِ ان تضعي احمر شفاه عليهما... يكفيهما ما بهما من فتنة وإغراء...
ابتلعت ريقها بتوتر وهي تهز رأسها موافقة على كلامه بينما أردف هو بجدية وهو يلمس خصلات شعرها بيده:
وشعرك...
تأففت بضجر وهي تسأله:
وما به هذا ايضا...؟
أربطيه على شكل ذيل الحصان... فلا اريد لأي شخص اخر غيري ان يرى مدى جماليته ويمتع انظاره به...
عضت شفتها السفلى بغيظ وهي تقول بحنق:
لكن هذا غير عادل... انت... انت حقا مهووس...
احاط وجنتيها بكفي يده وقال بنبرة صارمة حازمة لا تقبل جدالا:
مهووس بك...
أردف بعدها قائلا بصوت متملك وعيناه تجول حول ملامح وجهها الفاتن ؛ تنظر اليه بعاطفة شديده:
غاليتي، جميلتي، ما افعله هذا بسبب غيرتي عليك، وغيرتي سببها الحب، حبي لك يجعلني أغار عليك بجنون، فلا أتحمل ان يراكِ رجلا اخر غيري ويفتن بك كما حدث معي... تأكدي انني كلما غرت عليك اكثر معناه انني احبك اكثر... حبي لك بقدر غيرتي عليك...
فصول
رواية سجينة هوسه
رواية
سجينة هوسه للكاتبة سارة علي الفصل الأول
طرقات قوية على الباب جعلتها تنتفض من نومتها بفزع، هرولت راكضة ناحية الباب وفتحته بسرعة لتتفاجئ بها تقتحم منزلها المتواضع وهي تصيح بصوت عالي:
جابر، اين أنت...؟!
استدارت بعدها ناحيتها وهي تسألها بملامح غاضبة ونبرة مخيفة:
اين والدك يا فتاة...؟!
ماذا تريدين منه يا خالتي...؟!
سألتها بتوتر لتنهرها بسرعة:
أجيبيني على سؤالي اولا...
لا اعلم، لقد ترك المنزل منذ ثلاثة ايّام ولم يعد...
كانت تتحدث بنبرة متلكأة بينما جسدها يرتجف بالكامل ؛ زفرت المرأة الواقفة أمامها انفاسها بضيق ثم قالت بنبرة كارهة:
اسمعيني جيدا يا فتاة، انا لن اصبر عليكم بعد الان، اريد ايجار الشقة، أنتم لم تدفعوه منذ ثلاثة أشهر، لهذا اخبري والدك اما ان يدفع الايجار كاملا او سوف اطردكم من المنزل...
هزت رأسها دلالة على انها فهمت ما تريد ثم قالت لها بتردد:
سوف احاول ان اجمع المبلغ المطلوب في أسرع وقت...
تجمعينه أنتِ او والدك المتخلف لا يهمني، المهم انا اريد المبلغ كاملا اخر هذا الشهر، وإلا لن أرحمكم حينها...
قالت كلماتها الاخيرة ثم خرجت من المنزل تاركة إياها ترتجف من شدة الخوف، التفتت الى الخلف لتجد اختها الصغير مستندة بظهرها على الحائط وفِي عينيها مزيج من النظرات الخائفة المرتعبة فتقدمت ناحيتها بسرعة وهي تسألها بقلق من ملامحها المفزوعة:
ياسمين ؛ متى استيقظتِ؟!
اجابتها ياسمين بنبرة خافتة:.
منذ ان كانت تلك السيدة تتحدث عن الايجار المتأخر، ماذا سوف نفعل يا ازل، سوف تطردنا ونصبح في الشارع...
كانت تتحدث بخوف حقيقي ونبرة شبه باكية لتحتضنها ازل بسرعة وهي تقول بجدية:
لا تقلقي يا ياسمين، انا سأتصرف...
حقا؟! هل سوف تستطيعين جمع المبلغ المطلوب...؟!
كانت تسألها بلهفة لتهز ازل رأسها وهي تجيبها:
سوف افعل المستحيل لاجمعه كاملا، لا تقلقي يا صغيرتي...
ابتسمت لها الصغيرة بخفوت بينما أردفت ازل قائلة:.
اذهبي وأرتدي ملابس مدرستك يا ياسمين، سوف نتأخر على مدرستك...
حاضر...
قالتها ياسمين بطاعة ثم ذهبت الى غرفة نومها التي تشترك بها مع اختها ازل لترتدي ملابس مدرستها بينما اتجهت ازل الى المطبخ لتعد الفطور لها...
بعد حوالي نصف ساعة كانت الفتاتان تسيران في احد شوارع المدينة التي تؤدي الى مدرسة ياسمين، وصلتا اخيرا الى المدرسة لتتوقفا أمامها حيث تحدثت ازل بدورها قائلة:.
كالعادة لا تتحركي من مكانك حتى أاتي انا وأخذك لأعيدك الى المنزل...
لا تقلقي يا ازل، سوف أظل واقفة قرب الباب الخارجي للمدرسة حتى تأتي أنتِ...
ربتت ازل على وجنتها وهي تبتسم لها ثم ودعتها واتجهت الى عملها...
وصلت ازل الى صالون التجميل الذي تعمل فيه، ولجت الى الداخل لتستقبلها صاحبة الصالون وهي تهتف بها:
تأخرتِ كثيرا يا ازل، اين كنتِ يا فتاة...؟
اجابتها ازل باعتذار:
آسفة سيدة سولاف، أعدك بأنني لن أكررها مرة اخرى...
حسنا ؛ السيدة رنا تنتظرك منذ وقت طويل، لا تقبل ان تصبغ او تقص واحدة شعرها سواكِ...
سأذهب لها في الحال...
قالتها ازل وهي تذهب بسرعة متجهة الى رنا التي تنتظرها منذ وقت طويل...
بعد حوالي ساعتين انتهت ازل من صبغ وقص شعر السيدة رنا والتي اخذت تتطلع الى شعرها امام المرأة بإعجاب شديد...
التفتت الى ازل وهي تقول بسعادة:
رائع يا ازل، انت حقا مبدعة...
ابتسمت لها ازل ولم تعلق بينما اخرجت رنا من حقيبتها مبلغ مالي وأعطتها إياه...
رفضت ان تأخذه في بادئ الامر الا انه تحت اصرار رنا أخذته منها، ودعتها رنا بعد ذلك بينما استمرت ازل في عملها حتى الساعة الثانية ظهرا، حيث ذهبت الى اختها ياسمين التي تنتظرها واعادتها الى المنزل ثم عادت الى الصالون مرة اخرى، استمرت ازل في عملها حتى الساعة الحادية عشر مساءا حيث خرجت اخر زبونة لديهم، تقدمت بعدها ناحية سولاف وهي تسألها:
يمكنني الذهاب الان سيدة سولاف، أليس كذلك...؟!
بالطبع يا ازل، لكن انتظري دقيقة من فضلك...
تحركت سولاف من أمامها ثم عادت وهي تحمل بيدها مبلغ مادي صغير، مدت يدها الى ازل التي تطلعت الى المبلغ بتعجب ثم سألتها باستغراب:
لما تعطيني هذا المبلغ سيدة سولاف، ما زال الوقت مبكرا على استلام راتبي الشهري...
هذه مكافئة صغيرة لك...
لماذا...؟!
ازل، انا اعلم ان ظروفك سيئة نوعا ما، وانت بحاجة الى هذه الأموال، انا في مقام والدتك، فلا تخجلي مني وخذي الأموال...
ولكن...
قاطعتها سولاف بسرعة وهي تقول بجدية:
لا يوجد لكن يا ازل، خذيها من فضلك...
اخذت ازل الأموال على استيحاء منها ثم شكرتها وخرجت بعدها من الصالون عائدة الى منزلها...
كانت تسير في الشارع العام متجهة الى منزلها وهي تشعر بالسعادة الشديدة فهاهي قد حصلت على مبلغ لا بأس به اليوم سوف يساعدها كثيرا في مصروف هذا الشهر، وقفت امام احد مطاعم الأكلات السريعة وأخذت تتطلع اليه بتردد شديد، كانت تريد ان تدلف الى داخله وتأخذ الطعام لها ولاختها الصغيرة فهي لم تتذوق طعام المطاعم طوال حياتها، كانت لديها رغبة شديدة في تجربته فوجدت نفسها تقضي على ترددها وتتجه ناحية المطعم لتطلب وجبتين من الدجاج لها ولاختها، اخذت الوجبتين ودفعت المبلغ المالي ثم اتجهت تكمل طريقها الى منزلها بسعادة فهاهي اليوم حظيت بوجبة عشاء مميزة على غير العادة...
وصلت الى منزلها اخيرا بعد رحلة شاقة ففتحت الباب وولجت الى الداخل لتستقبلها ياسمين كالعادة، تشعر بالشفقة الكبيرة اتجاه اختها الصغيرة فهي في الحادية عشر من عمرها وجربت كل انواع الفقر والشقاء كما انها تضطر الى البقاء وحيدة في المنزل طوال اليوم مما يجعلها تشعر بالقلق الشديد من اجلها...
انظري ماذا جلبت معي...
قالتها ازل وهي تحرك كيس الطعام أمامها لتسألها ياسمين:
ما هذا...؟! انه طعام أليس كذلك...؟!
وهل يوجد غيره، هيا تعالي لنتناوله فانا جائعة للغاية...
انتظري يا ازل، من اين جلبتِ هذه الأموال...؟!
سألتها ياسمين باستغراب لتجيبها ازل بجدية:
السيدة سولاف أعطتني مكافئة صغيرة، لذا قررت ان اجلب بها طعام العشاء لكلينا...
هزت ياسمين رأسها بتفهم وتبعت ازل التي ذهبت الى المطبخ لتعد المائدة...
في صباح اليوم التالي
وقفت امام خزانة ملابسها تتطلع اليها بحيرة شديدة، اخذت تقلب في ملابسها دون ان يعجبها اي شيء...
مهما ارتديتِ يا ميار فانه لن يناسب جسدك البدين ابدا...
كانت تحدث نفسها وهي تقف امام المرأة تتطلع الى منحنيات جسدها الممتلئة، بدءا من بطنها البارزة نوعا ما اضافة الى فخذيها الممتلئين، لم تكن سمينة للغاية الا ان جسدها كان ممتلئ كثيرا...
عدلت من وضعية نظارتها الطبية وهي تدقق في منحنيات جسدها تحاول إقناع نفسها بانه ليس سيئا الى هذا الحد، الا ان النتيجة التي توصلت اليها كانت اسوء مما تريد لذا هزت رآسها بأسف شديد واتجهت الى الخزانة مرة اخرى بخطوات متململة وأخرجت منها بنطلون جينز اسود اللون وقميص ازرق عريض للغاية، ارتدتهما بسرعة قياسية ثم ارتدت معهما حذاء رياضي وجمعت شعرها على هيئة ذيل الحصان وخرجت من غرفتها بعد ان حملت حقيبتها متجهة الى الشركة...
أوقفت سيارتها امام الشركة ثم هبطت منها ودلفت الى الداخل، كانت تسير بخطوات سريعة نوعا ما كعادتها وهي تشعر بان نظرات الموظفين جميعها تتجه نحوها، كانت تشعر بنظراتهم تسخر منها ومن هيئتها، في الحقيقة لم يكن هناك احد يتطلع اليها من الاساس فالجميع مشغول بعمله الا ان قلة ثقتها اتجاه نفسها تجعلها تشعر بشعور كهذا...
وصلت اخيرا الى مكتبها لتجلس عليها بسرعة وتخلع نظارتها الطبية، وضعت رأسها بين كفي يدها وهي تشعر بشعور غريب يجتاحها، شعور بالضيق وعدم الراحة، لقد بات الامر يخنقها بشدة، فالشعور بأنها محط سخرية الآخرين بات يزعجها كثيرا ويسيطر على تفكيرها...
رفعت رأسها بعد ذلك وارتدت نظارتها الطبية وقررت ان تضع تركيزها على الملفات الموجودة أمامها وتنسى هذا الموضوع او تتناساه...
اندمجت في عملها الذي تعشقه بشدة حينما رن هاتفها ليأتيها صوت احد العملاء وهو يسأل عن السيد لبيد!
كلا يا سيد مصطفى، انه لم يأتِ الى آلان، حاضر، حالما يأتي سأخبره بأنك تريده ان يتصل بك...
اغلقت الهاتف وهي تزفر بضيق، عادت بظهرها الى الخلف وهي تقول بغضب وغيرة:
بالتأكيد هو الان يستمتع مع خطيبته الجميلة ويقضي معها وقتا رائعا وانا اموت هنا من الغيظ والغيرة...
كان لبيد جالسا في احد الكافيهات الراقية امام خطيبته التي تتحدث قائلة بنبرة اقرب للبكاء:
انت تخونني، لقد وجدتك في سرير صديقتي، بعد ثلاث ايام فقط من خطبتنا...
دينا انا...
قاطعته بحركة من يدها امام وجهه:
لا تبرر...
ومن قال باني أريد التبرير...؟!
اذا لا تعتذر...
ومن قال باني اريد الاعتذار...؟!
اذا ماذا تريد...؟
سألته بنفاذ صبر ليجيبها ببرود:.
انا اريد الاسوارة التي ألبستها اياكِ يوم خطبتنا، انها غالية للغاية وقد دفعت ثمنها من أموالي الخاصة...
حملقت به بعينين مصدومتين وملامح مدهوشة بينما ابتسم هو لها قائلا بجدية:
اعرف ان طلبي هذا غير مناسب، لكنها غالية للغاية...
تحولت نظراتها من الصدمة والاندهاش الى الغضب الشديد فنهضت من مكانها وهي تقول بعصبية:
انت حقا رجل مختل...
دينا اسمعيني اولا، الاسوارة...
قاطعته بنبرة اكثر علوا:.
اللعنة عليك وعلى اسوارتك...
في هذه الأثناء مر من جانبهما النادل وهو يحمل كآسين من العصير لتوقفه في مكانه:
انتظر من فضلك...
ثم اخذت احد الكأسين ورمت محتوياته على وجه لبيد الذي لم يستوعب بعد فعلتها الا حينما غادرت المكان تاركة إياها يحاول تنظيف وجهه و قميصه تحت أنظار الأشخاص المحيطين به...
أوقف سيارته امام الشركة وهو يسب ويلعن في داخله، هبط من السيارة واتجه الى داخل الشركة وهو يحدث نفسه قائلا:
لو اعلم فقط من الذي وضع عينه على هذه الخطبه...!
وصل الى مكتبه اخيرا فجلس عليه بعد ان طلب من ميار ان تأتي اليه والتي أتت بعد لحظات...
هل اكملتِ مراجعة ملفات صفقة السيارات الاخيرة يا ميار...؟!
سألها بلهجة عملية لتجيبه بعملية هي الاخرى:
نعم يا سيد لبيد، الملفات جاهزة تنتظر توقيعك...
اذا ماذا تنتظرين؟، هاتيها فورا...
همت بالذهاب الا انها توقفت في مكانها وقد تذكرت شيئا مهما فتحدثت قائلة:
سيد لبيد، جدك السيد مختار اتصل بك منذ قليل طالبا منك ان تأتي اليه في الحال...
ماذا؟! جدي اتصل بك...؟!
سألها بفزع لتهز رأسها مؤكده له كلامها فينهض من مكانه فورا ويرتدي سترته متجها بسرعة الى منزل جده وهو يلعن دينا بداخله تحت أنظار ميار المدهوشة والتي حدثت نفسها قائلة:.
مالذي فعلته من مصيبة هذه المرة يا لبيد...؟!
كان لبيد يقف امام جده برأس منخفض نحو الأسفل...
ارفع رأسك ايها السيد المحترم، لماذا تخفضه هكذا...؟!
قالها الجد مختار بسخرية مبطنة وهو يتابع حفيده بنظراته التي تضج بالحنق والتوعد ليرفع لبيد رأسه قائلا بسرعة:
جدي اسمعني اولا قبل ان تحكم علي...
قاطعه الجد بعصبية:
ماذا اسمع...؟! فعلتك الدنيئة مع ابنة شريكنا في العمل، تصرفاتك التي أصبحت لا تحتمل من شدة طيشها وتخلفها، اخبرني ماذا اسمع؟!
حسنا انا مخطئ ولكن...
ولكن ماذا...؟!
سأله بحدة ليجيبه بجدية:
الخطأ الأساسي منكم، الم تجدوا غيري لتورطوه بهذه الخطبة، أنتم تعلمون جيدا انني غير أهل للارتباط، لماذا اخترتموني انا اذا...؟!
انت غير أهل لأي شيء اصلا...
زم لبيد شفتيه بحنق من كلام جده الجارح الذي اكمل بدوره حديثه قائلا:.
هذا الموضوع لن يمر مرور الكرام يا سيد لبيد، بسببك انت سوف نخسر جميع صفقاتنا المشتركة مع السيد معتز والد دينا، كيف سنتصرف اخبرني...؟ من سيتحمل هذه الخسارة...؟!
انا، انا سأتحمل كل شيء يا جدي...
حقا...؟!
قالها الجد بتهكم ليقول لبيد بثقة:
نعم، وسأصلح كل شيء ايضا، فقط اترك الموضوع لي...
زفر الجد انفاسه الغاضبة ليقول بضيق:
اذهب من وجهي يا لبيد، اذهب من وجهي قبل ان ارتكب جريمة بك...
ما ان سمع لبيد ما قاله حتى هرب بسرعة من امامه، في اثناء خروجه رن هاتفه ليجد والدته تتصل به، زفر انفاسه بضيق وهو يجيبها قائلا:
نعم ماما، ماذا هناك...؟!
جاءه صوت والدته القلق:
سمعت ان جدك أراد رؤيتك بسبب ما حدث، ماذا حدث بينكما...؟!
وانتِ من اين علمتِ بهذا...؟
سألها بدهشة لتجيبه موضحه:
ميار هي من أخبرتني...
صرخ بها غاضبا:
ميار!ولماذا تنقل الانسة ميار اخباري وتحركاتي اليكِ...؟!
ردت عليه مدافعة عن ميار:.
انا من سألتها يا بني، المهم اخبرني ماذا حدث، طمئني فانا اموت من قلقي عليك...
اطمئني كل شيء بخير، لا تقلقي، انا يجب ان اذهب الان واعود الى الشركة لاتمم باقي عملي، اراكِ مساءا...
أغلق الهاتف دون ان يسمع ردها، عاد و اتصل مرة اخرى لكن هذه المرة بغسّان الذي اجابه بعد لحظات قائلا:
اهلًا لبيد...
اهلًا غسان، تعال الى شقتي حالا، فانا اريد رؤيتك لامر ضروري للغاية...
كان يدور داخل صالة الجلوس في شقته ذهابا وإيابا حينما رن جرس الباب فسارع لفتحه...
لقد تأخرت كثيرا...
قالها لبيد بضجر وهو يغلق الباب خلفه ليتقدم غسان الى داخل شقته وهو يقول بجدية:
كان لدي ضيوف في الشركة، انتهيت من لقائي بهم ثم جئت اليك في الحال...
التفتت ناحيته متسائلا:
لماذا اردت رؤيتي...؟!
اجلس اولا ولنتحدث بعدها...
قالها لبيد وهو يشير الى الكنبة الموجودة في الصالة ليجلس غسان عليها وهو يقول بجدية:.
ها قد جلسنا، تحدث...
انا في مصيبة يا غسان، جدك توعد لي بعدما حدث، الله وحده يعلم ماذا يخبئ لي، هو لن يسكت بالتأكيد على ما فعلته...
وماذا بيدي ان افعل...؟! هل يوجد انسان عاقل يفعل ما فعلته...؟!
ارجوك غسان، هذا ليس وقت اللوم ابدا...
كنت تعلم جيدا ان هذه الخطبة من اجل العمل، الم تحتمل ان تصبر قليلا حتى ننتهي من صفقتنا المشتركة مع السيد معتز...؟! ذهبت وخنت الفتاة بعد يومين من خطبتها، ومع صديقتها...!
هذا ما حدث، لم يعد الندم يفيدنا...
تنهد غسان واخذ يتطلع الى لبيد الواقف امامه بضيق، أشاح لبيد وجهه بعيدا عنه ليأخذ غسان نفسا عميقا ثم يهتف به:
هل فكرت بماذا سوف تفعل لحل هذه المشكلة...؟!
اجابه لبيد نافيا:
لا يوجد لدي اي فكرة لحل هذه المصيبة...
أردف قائلا بحنق:
وما زاد الطين بله هي تلك الأسوارة التي أهديتها لها...
ما بها...؟
سأله غسان بعدم فهم ليجيبه لبيد موضحا:
اريدها، انها غالية للغاية...
اللعنة، سوف تجعلني أشتمك...
أردف غسان قائلا:
منذ متى وانت بخيل هكذا يا رجل، بخيل و زير نساء وماذا ايضا...؟!
وما به زير النساء، هذا الذي تراه امامك نصف فتيات البلد يجرين وراءه...
قالها بثقة ليبتسم غسان بسخرية:
وما بالك تتحدث بفخر هكذا...؟!
لما لا افخر، كما انني سعيد بحياتي هذه، فلا يوجد شيء اجمل من النساء، ام تريدني ان اصبح مثلك...؟!
وما بي انا...؟!
سأله غسان بضجر ليجيبه بنفور:.
محترم زيادة عن اللزوم، لا تصاحب الفتيات ولا تخرج معهن، هل يوجد رجل في مثل سنك لم يقم علاقة مع فتاة...؟! انا استغربك كثيرا...
تستغربني...! هل اصبح الاحترام وعدم الاستهتار والعبث شيء ُيستغرب منه...؟! هل يجب ان اصبح زير نساء مثلك حتى أنال إعجابك...؟!
يا غسان افهمي، النساء شيء مميز للغاية، إنهن يشبهن قطع الحلوى اللذيذة، مهما تذوقتها لا تمل او تشبع منها...
تشبيه رائع...
قالها غسان بتهكم ليردف لبيد:.
الله خلق النساء لنستمتع بهن، لنتذوقهن، لماذا تحرم نفسك منهن...؟! ومن تذوقهن...؟! والتمتع بهن...؟!
هل هذه هي نظرتك عن النساء يا لبيد...؟! اداة للتذوق والمتعة...؟!
سأله غسان ليجيبه لبيد بجدية:
وهل يوجد غير هذا بهن...؟!
وتقول عني متخلف، يؤسفني ان اقول لك انك انت المتخلف يا لبيد، كونك لا ترى من النساء فائدة سوى امتاعك وسد شهواتك، المرأة اهم من ذلك بكثير، انها روح تنتمي اليك، قلب يضمك بحنان، ويد تربت على كتفيك، المرأة كائن رقيق يجب ان يعامل بطريقة خاصة، مثلما تتعامل مع أوراق الورد الرقيقة الناعمة، يجب ان تكون رقيقا مثلها وتعاملها بلين و رقي، يجب ان تكون سببا في ابتسامها لا في دموعها، ان تكتشف بنفسك مواطن قوتها وتشد من عزيمتها، وتأكد بانها ستكون خير سند وداعم لك...
مط لبيد شفتيه باستهزاء ثم قال بملل:
هل انتهيت من محاضرتك يا سيد غسان...؟!
نهض غسان من مكانه قائلا بضجر:
انا المخطئ اصلا، لم اجد غيرك لأتحدث معه هكذا، نسيت انك جاهل ومتخلف...
الى اين...؟!
سأله لبيد بسرعة ليجيبه غسان بنبرة جادة:
لدي موعد مهم مع احد عملائنا، يجب ان اعود حالا الى الشركة...
هز لبيد رأسه بتفهم ثم قال:
ولكن فكر جيدا في طريقة تنقذني من جدك...
حاضر...
قالها غسان ثم خرج من الشقة متجها الى الشركة تاركا لبيد لوحده حائرا في إيجاد الطريقة المناسبة لحل هذه المشكله التي أوقع نفسه بها...
تاااااابع اسفل