أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتدى جنتنا، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .





رواية سجينة هوسه

في عرف المشاعر هي حبيبتهوفِي عرفه هو هي مليكتهأنثاه وحدههوسه وجنونهفهي خاصته وحده ولتذهب أعرافهم تلك الى الجحيماقتباس من ..



29-01-2022 11:52 مساء
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 

t22040_3302

في عرف المشاعر هي حبيبته
وفِي عرفه هو هي مليكته
أنثاه وحده
هوسه وجنونه
فهي خاصته وحده ولتذهب أعرافهم تلك الى الجحيم
اقتباس من الرواية

عيناكِ...
ما بهما...؟
سألته بعدم فهم ليجيبها بأسف مصطنع:
لما عليهما ان يكونا جميلتين هكذا...؟
اجابته بارتباك:
الله خلقهما هكذا...
وشفتاكِ...
ما بهما هما ايضا...؟
اجابها بتحذير وملامح متوعدة:
اياكِ ان تضعي احمر شفاه عليهما... يكفيهما ما بهما من فتنة وإغراء...
ابتلعت ريقها بتوتر وهي تهز رأسها موافقة على كلامه بينما أردف هو بجدية وهو يلمس خصلات شعرها بيده:
وشعرك...
تأففت بضجر وهي تسأله:
وما به هذا ايضا...؟

أربطيه على شكل ذيل الحصان... فلا اريد لأي شخص اخر غيري ان يرى مدى جماليته ويمتع انظاره به...
عضت شفتها السفلى بغيظ وهي تقول بحنق:
لكن هذا غير عادل... انت... انت حقا مهووس...
احاط وجنتيها بكفي يده وقال بنبرة صارمة حازمة لا تقبل جدالا:
مهووس بك...

أردف بعدها قائلا بصوت متملك وعيناه تجول حول ملامح وجهها الفاتن ؛ تنظر اليه بعاطفة شديده:
غاليتي، جميلتي، ما افعله هذا بسبب غيرتي عليك، وغيرتي سببها الحب، حبي لك يجعلني أغار عليك بجنون، فلا أتحمل ان يراكِ رجلا اخر غيري ويفتن بك كما حدث معي... تأكدي انني كلما غرت عليك اكثر معناه انني احبك اكثر... حبي لك بقدر غيرتي عليك...
فصول رواية سجينة هوسه
رواية سجينة هوسه للكاتبة سارة علي الفصل الأول

طرقات قوية على الباب جعلتها تنتفض من نومتها بفزع، هرولت راكضة ناحية الباب وفتحته بسرعة لتتفاجئ بها تقتحم منزلها المتواضع وهي تصيح بصوت عالي:
جابر، اين أنت...؟!
استدارت بعدها ناحيتها وهي تسألها بملامح غاضبة ونبرة مخيفة:
اين والدك يا فتاة...؟!
ماذا تريدين منه يا خالتي...؟!
سألتها بتوتر لتنهرها بسرعة:
أجيبيني على سؤالي اولا...
لا اعلم، لقد ترك المنزل منذ ثلاثة ايّام ولم يعد...

كانت تتحدث بنبرة متلكأة بينما جسدها يرتجف بالكامل ؛ زفرت المرأة الواقفة أمامها انفاسها بضيق ثم قالت بنبرة كارهة:
اسمعيني جيدا يا فتاة، انا لن اصبر عليكم بعد الان، اريد ايجار الشقة، أنتم لم تدفعوه منذ ثلاثة أشهر، لهذا اخبري والدك اما ان يدفع الايجار كاملا او سوف اطردكم من المنزل...
هزت رأسها دلالة على انها فهمت ما تريد ثم قالت لها بتردد:
سوف احاول ان اجمع المبلغ المطلوب في أسرع وقت...

تجمعينه أنتِ او والدك المتخلف لا يهمني، المهم انا اريد المبلغ كاملا اخر هذا الشهر، وإلا لن أرحمكم حينها...
قالت كلماتها الاخيرة ثم خرجت من المنزل تاركة إياها ترتجف من شدة الخوف، التفتت الى الخلف لتجد اختها الصغير مستندة بظهرها على الحائط وفِي عينيها مزيج من النظرات الخائفة المرتعبة فتقدمت ناحيتها بسرعة وهي تسألها بقلق من ملامحها المفزوعة:
ياسمين ؛ متى استيقظتِ؟!
اجابتها ياسمين بنبرة خافتة:.

منذ ان كانت تلك السيدة تتحدث عن الايجار المتأخر، ماذا سوف نفعل يا ازل، سوف تطردنا ونصبح في الشارع...
كانت تتحدث بخوف حقيقي ونبرة شبه باكية لتحتضنها ازل بسرعة وهي تقول بجدية:
لا تقلقي يا ياسمين، انا سأتصرف...
حقا؟! هل سوف تستطيعين جمع المبلغ المطلوب...؟!
كانت تسألها بلهفة لتهز ازل رأسها وهي تجيبها:
سوف افعل المستحيل لاجمعه كاملا، لا تقلقي يا صغيرتي...
ابتسمت لها الصغيرة بخفوت بينما أردفت ازل قائلة:.

اذهبي وأرتدي ملابس مدرستك يا ياسمين، سوف نتأخر على مدرستك...
حاضر...
قالتها ياسمين بطاعة ثم ذهبت الى غرفة نومها التي تشترك بها مع اختها ازل لترتدي ملابس مدرستها بينما اتجهت ازل الى المطبخ لتعد الفطور لها...
بعد حوالي نصف ساعة كانت الفتاتان تسيران في احد شوارع المدينة التي تؤدي الى مدرسة ياسمين، وصلتا اخيرا الى المدرسة لتتوقفا أمامها حيث تحدثت ازل بدورها قائلة:.

كالعادة لا تتحركي من مكانك حتى أاتي انا وأخذك لأعيدك الى المنزل...
لا تقلقي يا ازل، سوف أظل واقفة قرب الباب الخارجي للمدرسة حتى تأتي أنتِ...
ربتت ازل على وجنتها وهي تبتسم لها ثم ودعتها واتجهت الى عملها...

وصلت ازل الى صالون التجميل الذي تعمل فيه، ولجت الى الداخل لتستقبلها صاحبة الصالون وهي تهتف بها:
تأخرتِ كثيرا يا ازل، اين كنتِ يا فتاة...؟
اجابتها ازل باعتذار:
آسفة سيدة سولاف، أعدك بأنني لن أكررها مرة اخرى...
حسنا ؛ السيدة رنا تنتظرك منذ وقت طويل، لا تقبل ان تصبغ او تقص واحدة شعرها سواكِ...
سأذهب لها في الحال...
قالتها ازل وهي تذهب بسرعة متجهة الى رنا التي تنتظرها منذ وقت طويل...

بعد حوالي ساعتين انتهت ازل من صبغ وقص شعر السيدة رنا والتي اخذت تتطلع الى شعرها امام المرأة بإعجاب شديد...
التفتت الى ازل وهي تقول بسعادة:
رائع يا ازل، انت حقا مبدعة...
ابتسمت لها ازل ولم تعلق بينما اخرجت رنا من حقيبتها مبلغ مالي وأعطتها إياه...

رفضت ان تأخذه في بادئ الامر الا انه تحت اصرار رنا أخذته منها، ودعتها رنا بعد ذلك بينما استمرت ازل في عملها حتى الساعة الثانية ظهرا، حيث ذهبت الى اختها ياسمين التي تنتظرها واعادتها الى المنزل ثم عادت الى الصالون مرة اخرى، استمرت ازل في عملها حتى الساعة الحادية عشر مساءا حيث خرجت اخر زبونة لديهم، تقدمت بعدها ناحية سولاف وهي تسألها:
يمكنني الذهاب الان سيدة سولاف، أليس كذلك...؟!

بالطبع يا ازل، لكن انتظري دقيقة من فضلك...
تحركت سولاف من أمامها ثم عادت وهي تحمل بيدها مبلغ مادي صغير، مدت يدها الى ازل التي تطلعت الى المبلغ بتعجب ثم سألتها باستغراب:
لما تعطيني هذا المبلغ سيدة سولاف، ما زال الوقت مبكرا على استلام راتبي الشهري...
هذه مكافئة صغيرة لك...
لماذا...؟!
ازل، انا اعلم ان ظروفك سيئة نوعا ما، وانت بحاجة الى هذه الأموال، انا في مقام والدتك، فلا تخجلي مني وخذي الأموال...
ولكن...

قاطعتها سولاف بسرعة وهي تقول بجدية:
لا يوجد لكن يا ازل، خذيها من فضلك...
اخذت ازل الأموال على استيحاء منها ثم شكرتها وخرجت بعدها من الصالون عائدة الى منزلها...

كانت تسير في الشارع العام متجهة الى منزلها وهي تشعر بالسعادة الشديدة فهاهي قد حصلت على مبلغ لا بأس به اليوم سوف يساعدها كثيرا في مصروف هذا الشهر، وقفت امام احد مطاعم الأكلات السريعة وأخذت تتطلع اليه بتردد شديد، كانت تريد ان تدلف الى داخله وتأخذ الطعام لها ولاختها الصغيرة فهي لم تتذوق طعام المطاعم طوال حياتها، كانت لديها رغبة شديدة في تجربته فوجدت نفسها تقضي على ترددها وتتجه ناحية المطعم لتطلب وجبتين من الدجاج لها ولاختها، اخذت الوجبتين ودفعت المبلغ المالي ثم اتجهت تكمل طريقها الى منزلها بسعادة فهاهي اليوم حظيت بوجبة عشاء مميزة على غير العادة...

وصلت الى منزلها اخيرا بعد رحلة شاقة ففتحت الباب وولجت الى الداخل لتستقبلها ياسمين كالعادة، تشعر بالشفقة الكبيرة اتجاه اختها الصغيرة فهي في الحادية عشر من عمرها وجربت كل انواع الفقر والشقاء كما انها تضطر الى البقاء وحيدة في المنزل طوال اليوم مما يجعلها تشعر بالقلق الشديد من اجلها...
انظري ماذا جلبت معي...
قالتها ازل وهي تحرك كيس الطعام أمامها لتسألها ياسمين:
ما هذا...؟! انه طعام أليس كذلك...؟!

وهل يوجد غيره، هيا تعالي لنتناوله فانا جائعة للغاية...
انتظري يا ازل، من اين جلبتِ هذه الأموال...؟!
سألتها ياسمين باستغراب لتجيبها ازل بجدية:
السيدة سولاف أعطتني مكافئة صغيرة، لذا قررت ان اجلب بها طعام العشاء لكلينا...
هزت ياسمين رأسها بتفهم وتبعت ازل التي ذهبت الى المطبخ لتعد المائدة...

في صباح اليوم التالي
وقفت امام خزانة ملابسها تتطلع اليها بحيرة شديدة، اخذت تقلب في ملابسها دون ان يعجبها اي شيء...
مهما ارتديتِ يا ميار فانه لن يناسب جسدك البدين ابدا...
كانت تحدث نفسها وهي تقف امام المرأة تتطلع الى منحنيات جسدها الممتلئة، بدءا من بطنها البارزة نوعا ما اضافة الى فخذيها الممتلئين، لم تكن سمينة للغاية الا ان جسدها كان ممتلئ كثيرا...

عدلت من وضعية نظارتها الطبية وهي تدقق في منحنيات جسدها تحاول إقناع نفسها بانه ليس سيئا الى هذا الحد، الا ان النتيجة التي توصلت اليها كانت اسوء مما تريد لذا هزت رآسها بأسف شديد واتجهت الى الخزانة مرة اخرى بخطوات متململة وأخرجت منها بنطلون جينز اسود اللون وقميص ازرق عريض للغاية، ارتدتهما بسرعة قياسية ثم ارتدت معهما حذاء رياضي وجمعت شعرها على هيئة ذيل الحصان وخرجت من غرفتها بعد ان حملت حقيبتها متجهة الى الشركة...

أوقفت سيارتها امام الشركة ثم هبطت منها ودلفت الى الداخل، كانت تسير بخطوات سريعة نوعا ما كعادتها وهي تشعر بان نظرات الموظفين جميعها تتجه نحوها، كانت تشعر بنظراتهم تسخر منها ومن هيئتها، في الحقيقة لم يكن هناك احد يتطلع اليها من الاساس فالجميع مشغول بعمله الا ان قلة ثقتها اتجاه نفسها تجعلها تشعر بشعور كهذا...

وصلت اخيرا الى مكتبها لتجلس عليها بسرعة وتخلع نظارتها الطبية، وضعت رأسها بين كفي يدها وهي تشعر بشعور غريب يجتاحها، شعور بالضيق وعدم الراحة، لقد بات الامر يخنقها بشدة، فالشعور بأنها محط سخرية الآخرين بات يزعجها كثيرا ويسيطر على تفكيرها...
رفعت رأسها بعد ذلك وارتدت نظارتها الطبية وقررت ان تضع تركيزها على الملفات الموجودة أمامها وتنسى هذا الموضوع او تتناساه...

اندمجت في عملها الذي تعشقه بشدة حينما رن هاتفها ليأتيها صوت احد العملاء وهو يسأل عن السيد لبيد!
كلا يا سيد مصطفى، انه لم يأتِ الى آلان، حاضر، حالما يأتي سأخبره بأنك تريده ان يتصل بك...
اغلقت الهاتف وهي تزفر بضيق، عادت بظهرها الى الخلف وهي تقول بغضب وغيرة:
بالتأكيد هو الان يستمتع مع خطيبته الجميلة ويقضي معها وقتا رائعا وانا اموت هنا من الغيظ والغيرة...

كان لبيد جالسا في احد الكافيهات الراقية امام خطيبته التي تتحدث قائلة بنبرة اقرب للبكاء:
انت تخونني، لقد وجدتك في سرير صديقتي، بعد ثلاث ايام فقط من خطبتنا...
دينا انا...
قاطعته بحركة من يدها امام وجهه:
لا تبرر...
ومن قال باني أريد التبرير...؟!
اذا لا تعتذر...
ومن قال باني اريد الاعتذار...؟!
اذا ماذا تريد...؟
سألته بنفاذ صبر ليجيبها ببرود:.

انا اريد الاسوارة التي ألبستها اياكِ يوم خطبتنا، انها غالية للغاية وقد دفعت ثمنها من أموالي الخاصة...
حملقت به بعينين مصدومتين وملامح مدهوشة بينما ابتسم هو لها قائلا بجدية:
اعرف ان طلبي هذا غير مناسب، لكنها غالية للغاية...
تحولت نظراتها من الصدمة والاندهاش الى الغضب الشديد فنهضت من مكانها وهي تقول بعصبية:
انت حقا رجل مختل...
دينا اسمعيني اولا، الاسوارة...
قاطعته بنبرة اكثر علوا:.

اللعنة عليك وعلى اسوارتك...
في هذه الأثناء مر من جانبهما النادل وهو يحمل كآسين من العصير لتوقفه في مكانه:
انتظر من فضلك...
ثم اخذت احد الكأسين ورمت محتوياته على وجه لبيد الذي لم يستوعب بعد فعلتها الا حينما غادرت المكان تاركة إياها يحاول تنظيف وجهه و قميصه تحت أنظار الأشخاص المحيطين به...

أوقف سيارته امام الشركة وهو يسب ويلعن في داخله، هبط من السيارة واتجه الى داخل الشركة وهو يحدث نفسه قائلا:
لو اعلم فقط من الذي وضع عينه على هذه الخطبه...!
وصل الى مكتبه اخيرا فجلس عليه بعد ان طلب من ميار ان تأتي اليه والتي أتت بعد لحظات...
هل اكملتِ مراجعة ملفات صفقة السيارات الاخيرة يا ميار...؟!
سألها بلهجة عملية لتجيبه بعملية هي الاخرى:
نعم يا سيد لبيد، الملفات جاهزة تنتظر توقيعك...

اذا ماذا تنتظرين؟، هاتيها فورا...
همت بالذهاب الا انها توقفت في مكانها وقد تذكرت شيئا مهما فتحدثت قائلة:
سيد لبيد، جدك السيد مختار اتصل بك منذ قليل طالبا منك ان تأتي اليه في الحال...
ماذا؟! جدي اتصل بك...؟!
سألها بفزع لتهز رأسها مؤكده له كلامها فينهض من مكانه فورا ويرتدي سترته متجها بسرعة الى منزل جده وهو يلعن دينا بداخله تحت أنظار ميار المدهوشة والتي حدثت نفسها قائلة:.

مالذي فعلته من مصيبة هذه المرة يا لبيد...؟!

كان لبيد يقف امام جده برأس منخفض نحو الأسفل...
ارفع رأسك ايها السيد المحترم، لماذا تخفضه هكذا...؟!
قالها الجد مختار بسخرية مبطنة وهو يتابع حفيده بنظراته التي تضج بالحنق والتوعد ليرفع لبيد رأسه قائلا بسرعة:
جدي اسمعني اولا قبل ان تحكم علي...
قاطعه الجد بعصبية:
ماذا اسمع...؟! فعلتك الدنيئة مع ابنة شريكنا في العمل، تصرفاتك التي أصبحت لا تحتمل من شدة طيشها وتخلفها، اخبرني ماذا اسمع؟!

حسنا انا مخطئ ولكن...
ولكن ماذا...؟!
سأله بحدة ليجيبه بجدية:
الخطأ الأساسي منكم، الم تجدوا غيري لتورطوه بهذه الخطبة، أنتم تعلمون جيدا انني غير أهل للارتباط، لماذا اخترتموني انا اذا...؟!
انت غير أهل لأي شيء اصلا...
زم لبيد شفتيه بحنق من كلام جده الجارح الذي اكمل بدوره حديثه قائلا:.

هذا الموضوع لن يمر مرور الكرام يا سيد لبيد، بسببك انت سوف نخسر جميع صفقاتنا المشتركة مع السيد معتز والد دينا، كيف سنتصرف اخبرني...؟ من سيتحمل هذه الخسارة...؟!
انا، انا سأتحمل كل شيء يا جدي...
حقا...؟!
قالها الجد بتهكم ليقول لبيد بثقة:
نعم، وسأصلح كل شيء ايضا، فقط اترك الموضوع لي...
زفر الجد انفاسه الغاضبة ليقول بضيق:
اذهب من وجهي يا لبيد، اذهب من وجهي قبل ان ارتكب جريمة بك...

ما ان سمع لبيد ما قاله حتى هرب بسرعة من امامه، في اثناء خروجه رن هاتفه ليجد والدته تتصل به، زفر انفاسه بضيق وهو يجيبها قائلا:
نعم ماما، ماذا هناك...؟!
جاءه صوت والدته القلق:
سمعت ان جدك أراد رؤيتك بسبب ما حدث، ماذا حدث بينكما...؟!
وانتِ من اين علمتِ بهذا...؟
سألها بدهشة لتجيبه موضحه:
ميار هي من أخبرتني...
صرخ بها غاضبا:
ميار!ولماذا تنقل الانسة ميار اخباري وتحركاتي اليكِ...؟!
ردت عليه مدافعة عن ميار:.

انا من سألتها يا بني، المهم اخبرني ماذا حدث، طمئني فانا اموت من قلقي عليك...
اطمئني كل شيء بخير، لا تقلقي، انا يجب ان اذهب الان واعود الى الشركة لاتمم باقي عملي، اراكِ مساءا...
أغلق الهاتف دون ان يسمع ردها، عاد و اتصل مرة اخرى لكن هذه المرة بغسّان الذي اجابه بعد لحظات قائلا:
اهلًا لبيد...
اهلًا غسان، تعال الى شقتي حالا، فانا اريد رؤيتك لامر ضروري للغاية...

كان يدور داخل صالة الجلوس في شقته ذهابا وإيابا حينما رن جرس الباب فسارع لفتحه...
لقد تأخرت كثيرا...
قالها لبيد بضجر وهو يغلق الباب خلفه ليتقدم غسان الى داخل شقته وهو يقول بجدية:
كان لدي ضيوف في الشركة، انتهيت من لقائي بهم ثم جئت اليك في الحال...
التفتت ناحيته متسائلا:
لماذا اردت رؤيتي...؟!
اجلس اولا ولنتحدث بعدها...
قالها لبيد وهو يشير الى الكنبة الموجودة في الصالة ليجلس غسان عليها وهو يقول بجدية:.

ها قد جلسنا، تحدث...
انا في مصيبة يا غسان، جدك توعد لي بعدما حدث، الله وحده يعلم ماذا يخبئ لي، هو لن يسكت بالتأكيد على ما فعلته...
وماذا بيدي ان افعل...؟! هل يوجد انسان عاقل يفعل ما فعلته...؟!
ارجوك غسان، هذا ليس وقت اللوم ابدا...
كنت تعلم جيدا ان هذه الخطبة من اجل العمل، الم تحتمل ان تصبر قليلا حتى ننتهي من صفقتنا المشتركة مع السيد معتز...؟! ذهبت وخنت الفتاة بعد يومين من خطبتها، ومع صديقتها...!

هذا ما حدث، لم يعد الندم يفيدنا...
تنهد غسان واخذ يتطلع الى لبيد الواقف امامه بضيق، أشاح لبيد وجهه بعيدا عنه ليأخذ غسان نفسا عميقا ثم يهتف به:
هل فكرت بماذا سوف تفعل لحل هذه المشكلة...؟!
اجابه لبيد نافيا:
لا يوجد لدي اي فكرة لحل هذه المصيبة...
أردف قائلا بحنق:
وما زاد الطين بله هي تلك الأسوارة التي أهديتها لها...
ما بها...؟
سأله غسان بعدم فهم ليجيبه لبيد موضحا:
اريدها، انها غالية للغاية...

اللعنة، سوف تجعلني أشتمك...
أردف غسان قائلا:
منذ متى وانت بخيل هكذا يا رجل، بخيل و زير نساء وماذا ايضا...؟!
وما به زير النساء، هذا الذي تراه امامك نصف فتيات البلد يجرين وراءه...





قالها بثقة ليبتسم غسان بسخرية:
وما بالك تتحدث بفخر هكذا...؟!
لما لا افخر، كما انني سعيد بحياتي هذه، فلا يوجد شيء اجمل من النساء، ام تريدني ان اصبح مثلك...؟!
وما بي انا...؟!
سأله غسان بضجر ليجيبه بنفور:.

محترم زيادة عن اللزوم، لا تصاحب الفتيات ولا تخرج معهن، هل يوجد رجل في مثل سنك لم يقم علاقة مع فتاة...؟! انا استغربك كثيرا...
تستغربني...! هل اصبح الاحترام وعدم الاستهتار والعبث شيء ُيستغرب منه...؟! هل يجب ان اصبح زير نساء مثلك حتى أنال إعجابك...؟!
يا غسان افهمي، النساء شيء مميز للغاية، إنهن يشبهن قطع الحلوى اللذيذة، مهما تذوقتها لا تمل او تشبع منها...
تشبيه رائع...
قالها غسان بتهكم ليردف لبيد:.

الله خلق النساء لنستمتع بهن، لنتذوقهن، لماذا تحرم نفسك منهن...؟! ومن تذوقهن...؟! والتمتع بهن...؟!
هل هذه هي نظرتك عن النساء يا لبيد...؟! اداة للتذوق والمتعة...؟!
سأله غسان ليجيبه لبيد بجدية:
وهل يوجد غير هذا بهن...؟!

وتقول عني متخلف، يؤسفني ان اقول لك انك انت المتخلف يا لبيد، كونك لا ترى من النساء فائدة سوى امتاعك وسد شهواتك، المرأة اهم من ذلك بكثير، انها روح تنتمي اليك، قلب يضمك بحنان، ويد تربت على كتفيك، المرأة كائن رقيق يجب ان يعامل بطريقة خاصة، مثلما تتعامل مع أوراق الورد الرقيقة الناعمة، يجب ان تكون رقيقا مثلها وتعاملها بلين و رقي، يجب ان تكون سببا في ابتسامها لا في دموعها، ان تكتشف بنفسك مواطن قوتها وتشد من عزيمتها، وتأكد بانها ستكون خير سند وداعم لك...

مط لبيد شفتيه باستهزاء ثم قال بملل:
هل انتهيت من محاضرتك يا سيد غسان...؟!
نهض غسان من مكانه قائلا بضجر:
انا المخطئ اصلا، لم اجد غيرك لأتحدث معه هكذا، نسيت انك جاهل ومتخلف...
الى اين...؟!
سأله لبيد بسرعة ليجيبه غسان بنبرة جادة:
لدي موعد مهم مع احد عملائنا، يجب ان اعود حالا الى الشركة...
هز لبيد رأسه بتفهم ثم قال:
ولكن فكر جيدا في طريقة تنقذني من جدك...
حاضر...

قالها غسان ثم خرج من الشقة متجها الى الشركة تاركا لبيد لوحده حائرا في إيجاد الطريقة المناسبة لحل هذه المشكله التي أوقع نفسه بها...
تاااااابع اسفل
 
 



29-01-2022 11:52 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [1]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية سجينة هوسه
رواية سجينة هوسه للكاتبة سارة علي الفصل الثاني

في احدى المدارس الخاصة
كانتا تسيران سويا وهما تتحدثان في مواضيع مختلفة حينما سألت إحداهن الاخرى فجأة:
نادية، متى سيأتي عثمان من السفر...؟!
اجابتها نادية بجدية:
مساء الغد حسب ما اظن، لماذا تسألين...؟
اجابتها الاخرى بشوق:
الا تعلمين لماذا...؟! اشتقت له كثيرا...
مطت نادية شفتيها بملل وهي ترميها بنظرات ذات مغزى لتضربها على كتفها وهي تقول باستياء:
لما تنظرين الي هكذا...؟!
اجابتها نادية بجدية:.

ما تفعلينه خطأ يا صفا...
لماذا...؟
سألتها صفا باستغراب لتجيبها نادية بتعقل:
لا يجب ان تتعلقي بعثمان اكثر من اللازم يا صفا..
اتعلق...؟! انا لست متعلقة به فقط، انا احبه ايضا...
لكنه لا يحبك، ولا يهتم بك...
ابتعدت صفا عنها فالحال ما ان سمعت ما قالته نادية، أنبت نادية نفسها فهي لم يكن عليها ان تتحدث مع صفا هكذا حتى لو كان بهدف توعيتها...
تقدمت ناحية صفا ووقفت امامها وهي تقول باعتذار:
انا آسفة يا صفا...

حسنا، لا داعي لان تعتذري...
هل انتِ متضايقة مني...؟!
سألتها نادية لتجيبها صفا وهي تهز رأسها نفيا:
كلا، لست متضايقة منك، انت اختي، وانا لا أتضايق منك مهما فعلتي بي...
ابتسمت لها نادية بخفوت ثم قالت بعدها بجدية:
صدقيني يا صفا انا اريد مصلحتك...
قاطعتها صفا:
ارجوكِ يا نادية، لا اريد التحدث في هذا الموضوع لو سمحتِ...
هزت نادية رأسها بتفهم ثم قالت:
اذا لنذهب الى الصف فالدرس على وشك ان يبدأ...

ذهبتا الفتاتان سويا الى الصف...

بعد حوالي ساعتين كانت صفا تجلس في السيارة بجانب السائق الخاص بها وهي تفكر بصمت، تفكر في حديث نادية، هي تعرف ان عثمان لا يفكر بها نهائيا، كما انه بارد للغاية في التعامل معها، ليس معها تحديدا بل مع الجميع، فهو بطبيعته بارد مزاجي للغاية، لكنها تحبه، منذ ان وعت في هذه الدنيا وجدت نفسها تحبه، لا تعلم كيف ومتى...؟! كل ما تعلمه انها تحبه وتريده بشدة، وسوف تفعل المستحيل حتى تناله ويكون من نصيبها...

توقف السائق امام الفيلا لتهبط من السيارة بسرعة وتركض ناحية الباب الداخلي للفيلا، فتحت الخادمة لها الباب فدلفت الى الداخل بعد ان ألقت التحية عليها وركضت ناحية والدتها الجالسة في صالة الجلوس، ضمتها من الخلف وقبلتها من وجنتيها وهي تقول بحب:
اشتقت لك كثيرا...
ايتها المخادعة الصغيرة، اشتقتِ لي حقا...
جلست بجانبها وهي تقول:
والله اشتقت لك اكثر مما تتخيلين، الا يظهر هذا علي...؟!

ربتت والدتها على وجنتيها وهي تتسائل بجدية:
كيف حالك اليوم اذا...؟! كيف كان يومك الدراسي...؟!
لا بأس به...
اجابتها بجدية ثم عادت وقالت:
ماما، هل يمكننا غدا ان نذهب الى بيت عمي لأرى نادية، هناك بعض المسائل الرياضية التي يجب ان انقل حلها منها...
حسنا لا مانع لدي، سوف نذهب في مساء الغد الى هناك...
ابتسمت صفا براحة فهي سوف تقابل عثمان مساء اليوم بعد اخر مرة قابلته فيها من حوالي ثلاثة أسابيع...

في صباح اليوم التالي
دلفت الى داخل صالون التجميل لتجد المكان فارغ لا يحتوي احد سوى سولاف، تقدمت ازل ناحيتها وهي تسألها بتعجب:
سيدة سولاف، ماذا يحدث هنا، لما المكان فارغ هكذا...؟
للأسف يا ازل، سوف نغلق الصالون و نبيعه...

كانت تسير في الشارع بذهن شارد وقلب موجوع، الأفكار تتخبط داخل رأسها، والخوف من المجهول يملأ قلبها، لماذا الحياة دائما تقف ضدها...؟! تهاجمها دوما، ترمي بها هنا وهناك، وكأنه لا يوجد غيرها صالح للألم والعذاب...

لقد فقدت عملها، مصدر عيشها وقوتها الوحيد، لقد باتت بلا عمل، بلا اي شيء، فعملها كان كل شيء، من اين ستجد آخراً غيره...؟! ومن سيقبل بتعيين فتاة لا تملك بحوزتها اي شهادة علمية...؟! هي بالكاد استطاعت ان تجد عملها هذا والان فقدته بكل بساطة...
توقفت في مكانها فجأة بعد ان شعرت بالوهن يدب في اوصالها، شعرت بالدوار يسيطر فجأة عليها فجلست على الرصيف واضعه رأسها بين كفي يديها...

ظلت على هذه الوضعية لفترة تتعدى العشر دقائق، نهضت بعدها من مكانها وأخذت تسير متجهة الى منزلها، وصلت اليه بعد حوالي نصف ساعة لتدلف الى الداخل وتغلق الباب خلفها، جلست على الكنبة وأخذت تفكر في حل لمشكلتها هذه...
ماذا سأفعل الان...؟! ابي لن يرحمني اذا علم انني اصبحت بلا عمل...
هتفت بدموع انهمرت على وجنتيها بغزارة وهي تشعر بالضياع الشديدة والحيرة...

كان يسير متجها الى مكتبه فمر بمكتبها كالمعتاد، وجدها جالسه على مكتبها تعمل على حاسوبها الشخصي بتركيز شديد، تطلع اليها بنظرات ساخرة متأملا وجهها الأسمر المدور الذي يغطي نصفه نظارة طبية كبيرة، تقدم ناحيتها طارقا بكف يده على سطح مكتبها، انتفضت من مكانها ما ان شعرت بوجوده، بالكاد استطاعت ان تسيطر على نفسها وتستعيد رباطة جأشها لتنهض على الفور من مكانها وهي تقول بجدية:
اهلا بك سيد لبيد...

لم يجبها وإنما ظل يرمقها بنظرات غامضة اربكتها بشدة...
ميار، اريد ان اسألك سؤال...؟!
تفضل...
انت ماذا تعملين بِالضبط...؟! سكرتيرة لدي ام جاسوسة لدى والدتي...؟!
كان يسألها بنبرة جادة للغاية لا توجد بها اي معالم سخرية، عيناه كانتا منتبهتين اليها بتركيز شديد، ليرى تغير ملامح وجهها من الصدمة الى الخوف ثم الخجل لتخفض رأسها في نهاية المطاف، مط شفتيه الى الامام قائلا بتهكم:.

لماذا لا تجيبنني...؟! هل سؤالي صعب الى هذة الدرجة...؟!
رفعت رأسها نحوه بعد تردد لتجيبه بتلعثم:
سيد لبيد، انت فهمت الامر بشكل خاطئ...
هنا لم يتحمل ان يحتفظ ببروده الزائف و تهكمه معها فوجد نفسه يتحرك الى جانبها قابضا على ذراعها اليمنى بكف يده مرددا على مسامعها بنبرة عصبية:.

بشكل خاطئ...! أ تظنينني غبيا يا هذه، انتِ تنقلين اخباري الى والدتي بشكل دائم، في بادئ الامر كنت اتعجب من معرفة والدتي ببعض الأمور التي تخصني، شككت بك لكنني لم ارد ان أسيء الظن بك، لكن في النهاية توضح لي حقيقة شكوكي...
سيد لبيد، اسمعني ارجوك...
شدد من قبضته على ذراعه اكثر مما جعلها تأن بألم ثم قال بصوت حازم حاد:.

لا اريد ان اسمع اي شيء منك، اياكِ يا ميار ان تتجاوزي حدودك معي مرة اخرى، واياكِ ان تنقلي اي شيء يخصني الى والدتي، والا حينها لن ارحمكِ ابدا...
حرر ذراعها من قبضتها واتجه الى مكتبه تاركا اياها تفرك ذراعها بكف يدها محاولة تخفيف المها بينما تضغط على عينيها بقوة حتى تمنع الدموع المحصورة داخلهما من الهطول...

وقف امام المرأة يعدل ربطة عنقه، انتهى اخيرا من تعديلها فارتدى سترته واغلق ازرارها السفلى، خرج من غرفته هابطا درجات السلم متجها الى غرفة الطعام، وجد والدته جالسة هناك تتناول فطورها، اقترب منها منحنيا اتجاهها مقبلا وجنتيها وهو يقول بابتسامة:
صباح الخير ست الكل...
صباح النور حبيبي...
جلس على المائدة بجانبها وبدأ يتناول طعامه حينما تحدثت والدته متسائلة:.

البارحة عدت متأخرا الى المنزل يا غسان، لما تأخرت كل هذا الوقت...؟!
كان لدي بضعة اعمال يجب ان انتهي منها، ظللت اعمل عليها طوال الليل...
انت تتعب نفسك كثيرا بهذا الشكل يا بني...
قالتها بجدية وملامح قلقة فربت على كف يدها بنحو قائلا:
لا تقلقي يا ست الكل، انا انتبه على نفسي جيدا...
لا يبدو هذا لي يا غسان...
ماذا عن والدي...؟ متى سيعود...؟!

سألها محاولا تغيير الموضوع فهو يعلم جيدا ان والدته لا تمل من تأنيبه وتحذيره من اهتمامه الزائد بعمله...
اجابته والدته والتي تدعى ناريمان:
يقول انه سيتأخر قليلا، أظن انه سيعود اخر الشهر الحالي...
هز رأسه بتفهم لتستمر هي في حديثها قائلة:
اليوم نحن مدعوون على العشاء في منزل خالتك صفاء، يجب ان تأتي مبكرا...
توقف عن تناول طعامه بعد سماعه لما قالته، شعر بالضيق يسيطر عليه، تحدث بجدية قائلا:.

اذهبي لوحدك، انا مشغول للغاية ولا يمكنني الذهاب...
مستحيل، انت يجب ان تأتي معي...
لما يجب ان أذهب معك...؟!
سألها بضيق لتجيبه بحزم:
هكذا هو يا غسان، وان لم تأتِ فإنني سأتضايق منك كثيرا...
امي لا تفعلي هذا...
كلا سأفعل يا غسان...
هذا كله من اجل الانسة نيفين اليس كذلك...
بل من اجلك، نيفين فرصه رائعة يجب الا تضيعها من يدك...
أشاح وجهه بعيدا عنها بغضب لتردف والدته قائلة بنبرة جادة:.

افهمني يا غسان، انا افعل كل هذا من اجل مصلحتك، انت لن تجد مثل نيفين ابدا...
قاطعها غسان قائلا بجدية اكبر:
افهميني انتِ يا امي، انا لن اتزوج ابنة اختك فقط لانكِ ترينها مناسبة، انا لا اريد ان أتزوجها، الا تفهمين ذلك...؟!

لما لا تريد...؟! مالذي ينقصها نيفين لترفضها، فتاة رائعة، جميلة جدا، ومن عائلة غنية للغاية، ذات شخصية جذابة، تحمل شهادة الماجستير في مجال الهندسة، صفات يتمناها اي رجل في شريكة حياتها، لماذا ترفضها انت اذا...؟!
اخذ نفسا عميقا ثم تحدث بنبرة حاول ان يصوغ كلماتها جيدا:
افهميني يا امي، انها ليست الفتاة التي اريدها، هي رائعة ومميزة، لكن لا تعني لي شيئا، وانا لن أتزوجها فقط لانها هكذا...

هل لديك واحدة غيرها...؟! اخبرني...
لا هي ولا غيرها، اطمئني، عندما يكون لدي أخرى بالفعل فإنني لن أتردد لحظة واحده ان اخبرك بهذا...
تطلعت والدته اليه بضيق فابتسم لها ثم نهض من مكانها وهو يقول:
لقد تأخرت على الشركة، يجب ان اذهب الان، اراكِ مساءا..

طوال اليوم وهي تعمل بذهن شارد، تفكر فيه وفِي طريقته القاسية فالتعامل معها، اخطأت وهي تعترف بذلك، فلم يكن عليها ان تخبر والدته بكل تحركاته كما طلبت منها، قد يبدو للبعض ما يحدث غريب، الا انها تربطها علاقة صداقة متينه مع السيدة ماجدة والدة لبيد، انها سيدة طيبة ولطيفة عكس ابنها، وقد طلبت منها في احدى المرات ان تخبرها بما يفعله ولدها لتطمئن عليه، وبالفعل فهي لم تقصر بهذا فكانت تخبر ماجدة بجميع تحركاته، والنتيجة انها تحملت غضب لبيد وكرهه الواضح لها بعد فعلتها السخيفة تلك...

تستحقين ما يفعله معك يا ميار بل وأكثر منه...

قالتها مؤنبة نفسها لما فعلته، رمت الملف الذي كانت تعمل به على المكتب بضيق فمزاجها لا يسمح لها بان تعمل الان، احنت رأسها نحو الأسفل ساندة اياه على سطح المكتب، بعد لحظات قليلة شعرت بخطوات رقيقة تقترب ناحيتها، رفعت رأسها لتتفاجئ بقطعة أنثوية خالصة تقف امامها ترتدي فستان احمر قصير للغاية مع حذاء ذو كعب عالي اسود اللون وشعرها الأشقر مصفف بعناية، فرغت فاهها بصدمة من جمال المرأة الواقفة امامها والتي تحدثت بنبرة ناعمة قائلة:.

هل لبيد موجود...؟ لقد جئت لأراه...
هزت رأسها اعلى وأسفل بحركة لا إرادية وهي تشير بيدها ناحية باب مكتبه لتسير الفتاة امامها ناحية المكتب وشعرها الاشقر يتطاير خلفها...
تراجعت ميار الى الخلف لا إراديا وهي ما زالت مدهوشه بالفتاة الشقراء التي رأتها منذ قليل، ظلت على هذه الوضعية لفترة لا بأس بها حينما رن هاتف المكتب مخرجا اياها من شرودها، حملته على الفور مجيبة على المتصل ليأتيها صوت غسان وهو يقول:.

اخبري لبيد ان يأتي الي في الحال، هنالك مصيبة وقعت فوق رؤوسنا جميعا...
ثم اغلق الهاتف في وجهها، نهضت من مكانها على الفور وهي تفكر فيما قاله غسان، مصيبة...!
ركضت بسرعة ناحية مكتب لبيد وفتحت الباب وولجت الى الداخل بعجل لتنصدم بشدة مما تراه امامها...

تراجعت الى الخلف لا إراديا وقد اتسعت مقلتاها على وسعيهما بدهشة وصدمة، كان كلا من لبيد وتلك الفتاة يقبلان بعضهما بشغف شديد بوضعية اقل ما يقال عنها فاضحة، وضعت كف يدها على فمها وهي تهز رأسها بعدم تصديق ثم خرجت راكضة من مكتبه تحت انظار لبيد المصدومه...

طوال اليوم وهي تعمل بذهن شارد، تفكر فيه وفِي طريقته القاسية فالتعامل معها، اخطأت وهي تعترف بذلك، فلم يكن عليها ان تخبر والدته بكل تحركاته كما طلبت منها، قد يبدو للبعض ما يحدث غريب، الا انها تربطها علاقة صداقة متينه مع السيدة ماجدة والدة لبيد، انها سيدة طيبة ولطيفة عكس ابنها، وقد طلبت منها في احدى المرات ان تخبرها بما يفعله ولدها لتطمئن عليه، وبالفعل فهي لم تقصر بهذا فكانت تخبر ماجدة بجميع تحركاته، والنتيجة انها تحملت غضب لبيد وكرهه الواضح لها بعد فعلتها السخيفة تلك...

تستحقين ما يفعله معك يا ميار بل وأكثر منه...

قالتها مؤنبة نفسها لما فعلته، رمت الملف الذي كانت تعمل به على المكتب بضيق فمزاجها لا يسمح لها بان تعمل الان، احنت رأسها نحو الأسفل ساندة اياه على سطح المكتب، بعد لحظات قليلة شعرت بخطوات رقيقة تقترب ناحيتها، رفعت رأسها لتتفاجئ بقطعة أنثوية خالصة تقف امامها ترتدي فستان احمر قصير للغاية مع حذاء ذو كعب عالي اسود اللون وشعرها الأشقر مصفف بعناية، فرغت فاهها بصدمة من جمال المرأة الواقفة امامها والتي تحدثت بنبرة ناعمة قائلة:.

هل لبيد موجود...؟ لقد جئت لأراه...
هزت رأسها اعلى وأسفل بحركة لا إرادية وهي تشير بيدها ناحية باب مكتبه لتسير الفتاة امامها ناحية المكتب وشعرها الاشقر يتطاير خلفها...
تراجعت ميار الى الخلف لا إراديا وهي ما زالت مدهوشه بالفتاة الشقراء التي رأتها منذ قليل، ظلت على هذه الوضعية لفترة لا بأس بها حينما رن هاتف المكتب مخرجا اياها من شرودها، حملته على الفور مجيبة على المتصل ليأتيها صوت غسان وهو يقول:.

اخبري لبيد ان يأتي الي في الحال، هنالك مصيبة وقعت فوق رؤوسنا جميعا...
ثم اغلق الهاتف في وجهها، نهضت من مكانها على الفور وهي تفكر فيما قاله غسان، مصيبة...!
ركضت بسرعة ناحية مكتب لبيد وفتحت الباب وولجت الى الداخل بعجل لتنصدم بشدة مما تراه امامها...

تراجعت الى الخلف لا إراديا وقد اتسعت مقلتاها على وسعيهما بدهشة وصدمة، كان كلا من لبيد وتلك الفتاة يقبلان بعضهما بشغف شديد بوضعية اقل ما يقال عنها فاضحة، وضعت كف يدها على فمها وهي تهز رأسها بعدم تصديق ثم خرجت راكضة من مكتبه تحت انظار لبيد المصدومه...

هيا أرتدي ملابسكِ بسرعة...
قالها لبيد بعصبية بالغة للفتاة التي اخذت ترتدي فستانها بسرعة شديدة بينما اخذ هو يغلق ازرار قميصه...
ما ان انتهى من إغلاق اخر زر حتى تحدث قائلا:
سأخرج الان واراها...
اتجه ناحية الباب بخطوات مرتبكة وفتحها ليجد المكتب خالي ولا يوجد به احد، أشار الى الفتاة طالبا منها الخروج في الحال وبالفعل نفذت ما اراده...

بعد ان ذهبت الفتاة وقف في مكتب ميار وهو يفكر في سبب اختفائها وغيابها عن مكتبها، سمع رنين الهاتف فسارع وأجاب عليه ليأتيه صوت صراخ غسان:
لما لم يأتِ لبيد يا ميارر، الم اخبرك ان يأتي في الحال...
انا لبيد يا غسان، ماذا تريد...؟!
انت لبيد اذا، تعال فورا وستعلم ماذا اريد...

قالها غسان بصراخ صم آذانه ثم اغلق الهاتف في وجهه، وضع لبيد يده على آذانه التي بدأ يشعر بطنينها، خرج من مكتب ميار متجها الى مكتب غسان كما طلب منه...
دلف الى المكتب ليجده جالسا هناك وملامحه يبدو عليها الغضب الشديد...
ابتلع ريقه بتوتر وهو يتقدم ناحيته متسائلا بخفوت:
ماذا حدث يا غسان...؟!
اجلس اولا...
آمره غسان بجمود ليجلس امامه بتردد فيرمي غسان احد الملفات في وجهه قائلا بجدية:.

والد دينا ألغى جميع صفقاته معانا، سوف نخسر كل شيء بسببك...
توقعت هذا...
قالها وهو يقلب في أوراق الملف تحت انظار غسان المتقدة غضبا...
ماذا ستفعل الان...؟!
تسائل غسان بجدية ليجيبه لبيد:
لا اعرف، حقا لا اعرف...
ضرب غسان على سطح المكتب قائلا بعصبية:
انت لا تعرف سوى النوم مع العاهرات...
غسان...!
صاح لبيد بحنق واضح ليتراجع غسان الى الخلف بانفاس لاهثة من فرط عصبيته...
تحدث من بين انفاسه اللاهثة المشدودة:.

تصرف يا لبيد، تصرف قبل ان يعلم جدي بما حدث...
حسنا سأتصرف...
اخذ لبيد يفكر في حل لهذه المشكله حينما قال اخيرا بعد دقائق من التفكير:
وجدت الحل...
ما هو...؟!
تسائل غسان بسرعة ليجيبه لبيد بجدية:
دينا، دينا هي الحل...
وكيف هذا...؟!
سأله غسان بملامح ساخرة ليتراجع لبيد الى الخلف مجيبا اياه بنبرة واثقة متعقلة غير آبه لسخريته:
اذا تناست دينا ما فعلته معها، فان والدها سوف يعفو عني...
وكيف ستنسى هذا...؟!

اجابه لبيد بنبرة جادة:
لا يعالج كسر قلب فتاة مثلها سوى حب اخر يدخل اليه...
والمعنى...؟!
اذا دينا احبت اخر غيري فإنها سوف تنسى ما فعلته معها بالتأكيد...
كز غسان على اسنانه بغيظ من تفكيره وهو يقول بنفاذ صبر:
وكيف ستحب دينا اخر غيرك...؟!
نحن من سنجعلها تحب...
هز غسان رأسه بعدم فهم ليستمر لبيد في حديثه موضحا مقصده:.

انت، انت يا غسان ستجعلها تحبك، وحينما تحبك فإنها ستطلب من والدها ان يعود للتعامل معنا من جديد...
انت تمزح بالتأكيد، وإذا لا تمزح فانت اذا انسان غير طبيعي...
قالها غسان بدهشة شديده وهو لا يصدق ما يقوله ابن عمه ثم ما لبث ان صرخ به:
اخرج يا لبيد من هنا، اخرج قبل ان اقتلك بيدي هاتين...
انتفض لبيد من مكانه بسرعة وركض خارجا من المكتب بأكمله...

دلفت الى داخل شقتها وأغلقت الباب خلفها وهي تبكي بشدة، رمت حقيبتها ارضا ثم تقدمت ناحية صالة الجلوس وجلست على الكنبة وهي مستمرة في بكائها، خلعت نظارتها الطبية وأحاطت وجهها بكفي يدها وهي تبكي بعنف، توقفت اخيرا عن البكاء بعد فترة لا بأس بها، مسحت وجهها الاحمر بيديها ثم نهضت من مكانها ودلفت الى داخل غرفتها، اخرجت ملابس بيتية لها ودلفت بعدها الى الحمام لتستحم...

خرجت من الحمام وهي ترتدي بيجامة قطنية وتلف شعرها بمنشفة وردية...
جففت شعرها بالمنشفة وسرحته على شكل ظفيرة، تمددت بعدها على سريرها محتضنة جسدها بوضعية أشبه بالجنين، أدمعت عيناها بقوة وهي تتذكر المشهد الذي رأت به لبيد، لا تظن انها ستنساه ابدا طالما حييت، لقد طبع المشهد في ذهنها والى الابد...

سمعت صوت جرس الباب يرن فنهضت من مكانها بتثاقل، تقدمت بخطوات واهنة نحو الباب وفتحته لتتفاجئ بجارتها ليلى تدلف الى الداخل وهي تبتسم ببهجة قائلة:
مرحبا يا حلوتي...
اغلقت الباب خلفها وتقدمت ورائها وهي تجيبها بضعف:
اهلا يا ليلى...
استدارت ليلى ناحيتها وقد شعرت بثمة شيء ما بها من صوتها وملامحها المتعبة فسألتها بقلق:
ما بك يا ميار، تبدين متعبة...

تفاجئت بها ترمي نفسها باحضانها وهي تبكي بعنف فاخذت تربت على كتفيها بيدها وهي تتسائل:
ماذا حدث يا ميار...؟! لماذا تبكين هكذا...؟!
ابتعدت ميار عنها بعد لحظات وهي تجيبها من بين بكاءها:
القذر الحقير، لقد رأيته معها...
من تقصدين...؟! لبيد التميمي...؟!
وهل يوجد حقير غيره...؟!
ماذا رأيت..؟!
قصت ميار على مسامع ليلى جميع ما رأته لتشهق بقوة وهي تقول:
النذل، كيف يفعل شيء كهذا دون مراعاة لحرمة مكتب عمله...؟!

لا اعلم، لم أتصور انه حيوان الى هذه الدرجة...
لا تزعجي نفسك حبيبتي...
قالتها ليلى وهي تربت على يدها لتقول ميار بدموع:
ما يزعجني من كل هذا اننه احبه، لا اعلم كيف احببت شخص بهذه الأخلاق الوضيعة، الا يوجد غيره لاقع بحبه...؟!
الحب ليس بيدنا يا ميار، انت لم تفكري في كونه زير نساء وحقير الى هذه الدرجة حينما أحببته، لا تلومي نفسك يا حبييتي...
مسحت ميار دموعها بظاهر كفها وهي تقول:
معك حق...

نهضت ليلى من مكانها وهي تقول بجدية:
يجب ان اذهب الان، حتى لا تقلق والدتي لأنني تأخرت عليها...
ابقي معي قليلا...
قالتها ميار برجاء،
سوف أاتي آليك بعد الغداء...
هزت ميار رأسها بتفهم ثم ودعت ليلى وعادت الى غرفتها لتسمع صوت رنين رسالة أتت الى هاتفها...
حملت الهاتف وتطلعت الى الرسالة بمضمونها الذي يقول:
ميار حبيبتي، اين انتِ اخبريني، اعلم انك غاضبة مني وبشدة، عودي الي يا حبيبتي فانا أحتاجك وبشدة...

كان جالسا في غرفته يتابع احد الأفلام الأجنبية على التلفاز، لقد عاد لتوه من السفر بعد ثلاث اشهر قضاها خارج البلاد، شعر بالباب يفتح ويغلق فاستدار الى الجهة الاخرى ليراها تتقدم ناحيته، رماها بنظرات حانقه وهو يقول لها بضجر:
الم تتعلمي ان تطرقي الباب قبل الدخول...؟!

اخذت تتأمل غرفته بانبهار شديد، كانت سوداء قاتمة للغاية مثل لون قلبه، هذا اول ما خطر على بالها، أثاثها اسود بالكامل، واللون الاسود يغلب على حيطانها، كل شيء كان يدل على قوة وسيطرة صاحب هذه الغرفة، كانت تتأمل الغرفة بفاه مفتوح وعينين شغوفتين، نهض من مكانه بعصبية متقدما ناحيتها قابضا على ذراعها بكف يده صائحا بها بغضب:
انتِ، انا اتحدث معك، كيف تدخلين غرفتي هكذا دون إذن مني...؟!

نفضت ذراعها من يده ورمته بنظرات حانقة لتقول ببرود:
رغبت في ان ارى غرفتك، ما المشكله في هذا...؟!
انتِ حقا فتاة وقحة...
وانت شاب مغرور...
احترمي نفسك يا فتاة، انا ابن عمك واكبر منك بعشر سنوات...
كان يتحدث بملامح حادة صارمة ونبرة حازمة جعلتها ترتجف داخليا الا انها لم تظهر له هذا بل انها رمقته بنظرات لا مبالية وأخذت تدور في انحاء الغرفة وهي تقول:
غرفتك أنيقة لكنها كئيبة للغاية، مثلك تماما...

هل انتهيتِ، يمكنك الخروج الان...
التفتت اليه وعلى شفتيها ابتسامة عابثة، اقتربت منه بخطوات بطيئة حتى وصلت اليه لتقول بجدية:
لن اخرج...
رفع عينيه الى الاعلى بنفاذ صبر، اخذ يشتمها في داخله فهو لا مزاج له بتحمل مشاغابتها السخيفة بالنسبة له...
ماذا تريدين بِالضبط يا صفا..؟!
سألها بنبرة جادة ليأتيه ردها الصاعق:
اريدك انت...

لم يصدق ما سمعته أذناه، هل تقول انها تريده...؟ هل تجرأت على قول هذا...؟ لم يتحمل سماع ما قالته فهو كرجل لن يقبل ان يسمع كلام كهذا على لسان ابنة عمه المراهقة، وجد نفسها يصفعها على وجنتها بقوة...
وضعت يدها على وجنتها بصدمة شديدة، اخر ما توقعته منه ردة فعل كهذا، يضربها هكذا بكل سهولة...
انسابت دموعها على وجنتيها بغزارة شديدة، اما هو فقط ضغط على ذراعها بكف يده قائلا لها بعصبية وحزم شديدين:.

اياك ان اسمع الكلام هذا على لسانك مرة اخرى، والا حينها سيكون لدي تصرف اخر غير هذا، هل فهمت...؟!
نفضت ذراعها من يده وخرجت راكضة من غرفته تحت أنظاره الجامدة...
دلفت الى غرفة نادية مغلقة الباب خلفها، جلست على ارضية الغرفة تبكي بشدة، نهضت بعد ذلك من مكانها لتتطلع الى وجهها الباكي في المرأة، مسحت دموعها بعنف وهي تقول بتوعد وكره شديدين:
سوف تندم يا عثمان، اعدك بهذا، وسوف تكون لي، شئت ام ابيت...

كانت تسير في غرفة نومها ذهابا وإيابا بحيرة شديدة بينما اختها ياسمين تتطلع اليها بصمت تام، رفعت رأسها نحو سقف الغرفة بنفاذ صبر وهي تدعو في داخلها ان تجد حلا لهذه الورطة...
اجلسي يا ازل قليلا، ودعينا نفكر بصمت...
جلست ازل بجانبها وهي تقول بدموع محبوسة:
ماذا سأفعل يا ياسمين...؟! من اين سنعيش بعد الان...؟! ماذا لو علم ابي بهذا قبل ان اجد عملا...؟!

تطلعت ياسمين اليها بشفقة ولم تعرف ماذا تقول، سألتها بجدية:
الم تطلبي من السيدة رنا مساعدتك...؟!
اجابتها أزل بجدية:
اخبرتني انها ستسأل زوجها، لكن ماذا اذا لم يجد عملا مناسبا لي...
ما ان اكملت كلامها حتى رن هاتفها لتجد المتصلة رنا، ضغطت على زر الاجابه بسرعة وهي تقول:
مرحبا سيدة رنا...

مرحبا ازل حبيبتي، هاتي البشرى، لقد وجدت لك عملا في شركة زوجي، انهم بحاجة لعاملات نظافة، وهو تحدث مع المسؤول عن هذا ووافق على تعيينك...
حقا...!
صرخت بعدم تصديق ثم ابتسمت بسعادة حقيقة وهي تقول لها بشكر وامتنان:
اشكرك كثيرا سيدة رنا، لا اعرف ماذا اقول لك حقا...
قاطعتها رنا:
لا تقولي شيئا حبييتي، سوف ابعث لك عنوان الشركة برسالة، اذهبي غدا صباحا الى هناك...
حاضر...

اغلقت الهاتف بعد ان حيتها ثم استدارت ناحية ياسمين وهي تصرخ بسعادة:
لقد وجدت عمل، وجدت عمل يا ياسمين...
قفزت ياسمين من مكانها بسعادة لتحتضنها ازل بقوة وهي تحمد ربها في داخلها انها وجدت عملا بهذه السرعة...

29-01-2022 11:55 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [2]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية سجينة هوسه
رواية سجينة هوسه للكاتبة سارة علي الفصل الثالث

في صباح اليوم التالي
وقفت تتطلع الى الصرح العالي الذي أمامها بملامح مندهشة وفاه مفتوح، كانت الشركة أضخم بكثير مما تخيلت، فخمة للغايه، ومظهرها راقي وأنيق لابعد حد...

تمنت لو انها لم تأت الى هنا فهي لم تتخيل ان يكون المكان على هذا النحو، شعور بالرهبة تملك منها وسيطر عليها مع رغبة قوية في البكاء اعترتها فجأة، كان منظرها أشبه بطفلة صغيرة في اول يوم دراسي لها، وفِي الحقيقة هي كانت طفلة فعلا بملابسها المتمثّلة بفستان زهري يصل الى ما بعد ركبتها بقليل وحذاء رياضي اسود اللون، اضافة الى ضفيرتها الطويلة التي تغطي ظهرها من الخلف وملامح وجهها النقية البريئة الخالية من لمسات أدوات التجميل...

أخذت نفسا عميقا وهي تحاول ان تمنح روحها الصبر والسكينة حتى تتعدى هذه الخطوة على خير، سارت متقدمة ناحية الشركة بخطوات واهية متردده، فُتح الباب بشكل اوتوماتيكي ما ان وصلت اليه، دلفت الى داخل الشركة بملامح شاحبة وقد أخذ صدرها يعلو ويهبط تدريجيا، أصبحت داخل الصالة الرئيسيّة للشركة فاخذت تتطلع الى المكان حولها بحيرة شديدة وهي لا تعرف ماذا يجب عليها ان تفعل الان وما الخطوة التالية التي ستقوم بها، ذهبت ببصرها ناحية الموظفة التي تجلس على مكتبها على بعد مسافة صغيرة منها وأمامها قطعة صغيرة مكتوب عليها الإستعلامات فذهبت بسرعة ناحيتها، سألتها بصوت مرتبك وأنفاس متقطعة:.

لقد جئت من اجل الوظيفة التي أعلنتم عنها، ماذا يجب علي ان افعل...؟
اشارت الموظفة بيدها ناحية المصعد الموجود على يمينها وهي تجيبها على سؤالها:
اذهبي الى الطابق الخامس، هناك يجب ان تلتقي بالسيد لبيد التميمي فهو المسؤول عن تعيين الموظفين الجدد...

هزت رأسها بتفهم ثم ذهبت ناحية المصعد وهي تردد اسم المدعو لبيد حتى لا تنساه، ضغطت على زر المصعد ففتحت لها الباب، دلفت الى داخله وأخذت تتطلع الى الأزرار الموضوعه أمامها بحيرة شديدة، كانت تلك مرتها الاولى التي تركب بها المصعد فهي لم تره من قبل سوى في الأفلام والمسلسلات، بعد تفكير طويل ضغطت على زر رقم خمسة لتغلق الباب أمامها ويرتفع المصعد بها، شهقت بقوة وتراجعت الى الخلف وهي تضع كف يدها على صدرها الذي ارتفعت نبضاته خوفا، احساس الرعب سيطر عليها من وجودها داخل هذا المكان المغلق الذي يرتفع بها نحو الأعلى، أخذت تتلو ما تحفظه من آيات القرأن وهي تدعو ربها ان تخرج سالمه منه، وأخيرا توقف المصعد بعد لحظات مرت عليها دهرا كاملا، ما ان فتح الباب حتى خرجت بسرعة وخطوات راكضة لتصطدم بجسد رجولي ضخم للغاية، ارتعدت أوصالها بشده وعادت الى الخلف لا إراديا ثم رفعت رأسها لتتفاجئ بوجه رجولي وسيم للغايه يتأملها بانبهار شديد...

ماشاء الله، اللهم صلي على النبي، قمر والله قمر...
قالها بلا وعي وهو يتمعن بتفاصيل وجهها المليح، عيناها بلونيهما البني المائل الى الأخضر، انفها الصغير وشفتيها الكرزيتين، بشرتها البيضاء الناصعة وشعرها البني الطويل...
ارتبكت مما سمعته فاخفضت أنظارها أرضا وقد احتل وجهها الأبيض حمرة خفيفة، استعاد هو الاخر وعيه اخيرا من سكرة جمالها التي سيطرت عليه، تنحنح حرجا مما قاله ثم سألها بفضول:.

من أنتِ وماذا تفعلين هنا...؟:
اجابته وهي ما زالت مخفضة رأسها نحو الأسفل:
لقد جئت من اجل الوظيفة الجديدة...
رفعت بصرها ناحيته وسألته على أمل ان يكون احد موظفي الشركة وقد يساعدها فيما جائت اليه:
هل انت موظف هنا في الشركة...؟
اجابها بملامح جادة ونبرة واثقه وهو يمد يده ناحيتها معرفا إياها عن نفسه:
غسان التميمي، المدير العام لهذه الشركة التي ستعملين بها...
ابتلعت ريقها بتوتر ثم قالت بنبرة خجلة وهي تصافحه:.

ازل العاني، عاملة النظافة الجديدة في الشركة...
ظل ممسكا بيدها وهو يتطلع اليها بصدمة وانبهار في ان واحد، تسائل داخل نفسه فيما اذا كن، جميع عاملات النظافة بهذا الجمال...؟! كيف لها ان تكون عاملة نظافة وهي تملك كل هذا الجمال والرقة...؟! كيف لفراشة رقيقة مثلها ان تعمل في خدمة الاخرين...؟! كان يحدث نفسه بعدم استيعاب حينما شعر اخيرا بانه يضغط على كفها بلا وعي منه، حرر كف يدها من يده ثم تسائل بجدية:.

الى اين كنتِ تنوين الذهاب يا آنسة ازل...؟!
اجابته بارتباك:
اخبروني ان اذهب الى السيد لبيد التميمي ل...
قاطعها بسرعة:
لبيد لا...
تطلعت اليه بعدم فهم لينتبه الى ما قاله، تنحنح قائلا بحرج:
اقصد انه لا داعي ان تذهبي الى لبيد، بامكانك مباشرة عملك في الحال...
وجد سكرتيرته والتي تدعى جميلة تسير على مقربة منه فناداها بسرعة:
سيدة جميلة، دقيقة من فضلك...
تقدمت جميلة ناحيتهم متسائلة:
تفضل سيد غسان، ماذا هناك...؟!

هذه الانسة ازل، عاملة النظافة الجديدة في الشركة، خذيها ودليها على مكان وطبيعة وظيفتها...
حاضر سيد غسان، تفضلي آنسة ازل معي...
ذهبت ازل معها تحت انظار غسان التي لم تحيد عنها للحظة
واحدة، ما ان اختفت من امامه حتى تنهد بصمت وهو يعود ادراجه الى ناحية مكتبه وصورة عاملة النظافة الجديدة لا تفارقه...

في المساء
فتحت باب منزلها ودلفت الى الداخل لتتفاجئ به أمامها، تراجعت الى الخلف بضعة خطوات لا إراديا، شعرت برجفة غريبة تسري داخل جسدها، كيف لا وهو يقف أمامها بهيئته المرعبة هذه...
جاءها صوته الساخر قائلا:
هل رأيت عفريت يا هذه...؟
ابتلعت ريقها بتوتر وحاولت تقليص مخاوفها وهي تسأله بهدوء يعاكس اضطرابها الداخلي:
متى عدت...؟
صباح اليوم...
أردف بعدها متسائلا بنبرة حادة بثت الرعب داخل نفسها:
اين كنت...؟

اجابته بخوف:
كنت في العمل...
اي عمل...؟ الم تغلق السيدة سولاف صالونها التجميلي...؟
نعم لكنني وجدت عملا اخر، عاملة نظافة في احدى الشركات...
بهذه السرعة، ماشاءالله كم انت محظوظة يا فتاة، هل تعلمين...؟ لو كنت عدت الى المنزل ووجدتك بلا عمل لكنت حينها قد ضربتك وخنقتك بيدي هاتين...
ازداد الخوف بداخلها وهي تتخيله يضربها ويسحق عظامها بيديه الغليظتين كما اعتاد ان يفعل عدة مرات من قبل...
عن إذنك...

قالتها وهي تهم في الذهاب الى غرفتها الا انه قبض على ذراعها بقوة جعلتها تأن بالم، امتدت يده ناحية حقيبتها وفتح سحابها قائلا:
اعطيني بعضا من أموالك...
لا يوجد لدي أموال...
قالتها بنبرة أشبه الى البكاء بينما بدأت يده تعبث في باطن الحقيبة لكنه بالفعل لم يجد شيئا...
قبض على شعرها بعنف قائلا بصراخ:
ماذا يعني لا يوجد أموال...؟ اريد اموالا في الحال...
لا يوجد لدي، ماذا افعل يعني...؟

بدأت دموعها تهطل من مقلتيها بالم حينما شعرت بيده تنزل على خدها وتصفعها، سوف يتكرر ما يفعله في كل مرة مشابهة لهذا الموقف اللعين، عندما لا يجد اموالا لديها يفرغ شحنة غضبه بها حيث يضربها ويعنفها بقوة...
بعد دقاق معدودة ارتمت بجسدها النحيل على ارضية الغرفة والدماء تنزف من شفتيها والاحمرار يغزو خديها اما جسدها فكان حكاية اخرى من الوجع والالم...

احتضنت جسدها بيديها وأخذت تبكي بشدة، اقتربت اختها منها والتي كانت قد استيقظت على صوت صراخها، جلست بجانبها بوضعية القرفصاء واحتضنت جسدها تبكي هي الاخرى، شددت من احتضانها اكثر وأخذت شهقاتها تعلو حزنا على حال اختها...

وقف في شرفة غرفته التي تطل على حديقة قصره يتنفس هواءها النقي الذي ينعش قلبه ويبث الراحة في نفسه، اخذ يتأمل السماء بنجومها المضيئة، كم تشبهها، نجمة وحيدة بعيدة منفردة في أفق السماء، بعيدة عن باقي النجوم الموجودة في السماء، هي مثلها تماما، وحيدة مثلها وبعيدة كل البعد عنه، بعيدة لدرجة لا يستوعبها قلبه الذي نبض بقوة ما ان رأها ولا عقله الذي لم يتوقف عن التفكير بها...

تنهد بصوت مسموع وأخذ يفكر بها، لقد التقى بالعديد من الفتيات الجميلات اللواتي يضاهينها جمالا، بل يفوقنها ايضا، لكن ولا واحدة منهن شغلت باله وسيطرت على أفكاره كما تفعل هي، هو لا يفهم ما سبب هذا، فأي شيء موجود في تلك البنت يجعله ينجذب اليها على هذا النحو، يجعل قلبه يتشبث بها كالغريق الذي وجد قارب نجاته بعد انتظار مر عليه كالدهر...

اخرج هاتفه من جيبه ثم اتصل بأحد معارفه والذي يعمل معه في الشركة ايضا...
بدون مقدمات او توضيح:
ازل العاني، عاملة النظافة الجديدة في الشركة، اريد معلومات كاملة عنها وعن حياتها، اريد معرفة كل شيء يخصها بأقرب وقت ممكن...
أغلق الهاتف بعدها ووضعه داخل جيبه مرة اخرى ثم عاد ببصره ناحية نجمته البعيدة يتأملها بتمعن وتركيز...

في صباح اليوم التالي
دلفت الى داخل الشركة وهي تحاول قدر الإمكان تخبئة وجهها من عيون الموظفين، ارتقت درجات السلم متجهة الى الطابق الذي تعمل فيه بدلا من استخدام المصعد الكهربائي الذي تخشاه بشده...

دلفت الى داخل الغرفة المخصصة لها ولفتاتين اخريتين معها، كانت غرفة متوسطة الحجم تحوي عدة كراسي كما انها تحوي مختلف أدوات الغسل و التنظيف، ألفت تحية الصباح عليهن ثم توجهت الى عملها تحت أنظار الفتاتين المستغربتين من منظر وجهها المتورم...

كانت تعمل بنشاط شديد لا يلائم حالتها النفسيه ابدا، وما تشعر به من الم داخلي، كانت تحاول ان تشغل نفسها في عملها علها تنسى ما حدث وما يحدث معها، كانت تنظف ارضية الطابق الخامس تحديدا حينما سمعت صوت صفير لشخص ما، رفعت وجهها لتتفاجئ بشاب أشقر طويل يتأملها من رأسها الى اخمص قدميها بإعجاب واضح، تحدث اخيرا قائلا:
لا اصدق انه يوجد عاملات نظافة بهذا الجمال...

ارتبكت بشدة من كلامه وغزله الصريح بها ونظراته التي تشع مكرا...
ما اسمك يا حلوة...؟
ازل، اسمي ازل...
اجابته دون ان تنظر في وجهه...
اسمك جميل مثلك تماما...
ومن بعيد كان واقفا يتابعهم بعيون غاضبة، اعتصر قبضتي يده بقوة وهو يتوعد له في داخله، تقدم ناحيته وهو على استعداد تام للكمه على وجهه بقوة...
اما لبيد فمد يده ينوي تحسس كدمات وجهها وهو يتسائل باستغراب:
مالذي فعل بك هذا...؟

الا ان يد غسان كانت أسرع منه وهي تقبض على كف يده قبل ان يصل الى وجنتها...
ماذا تفعل هنا يا لبيد...؟
همس بجانب أذنه بصوت بالكاد يسمع بينما اخذت عينيه تتأمل تلك الصغيرة التي تقف أمامها برأس منخفض نحو ارضية الممر بحيث لا يظهر اي شيء من ملامحها...
ابدا، لا افعل شيء، كنت ارحب بها فقط، أ ليست موظفة جديدة على ما أظن...؟
قالها ببساطة جعلت الأخير يكز على اسنانه قائلا بغيظ:.

حتى عاملات النظافة لم يسلمن منك، ماذا افعل بك...؟
لا تفعل اي شيء، انا ذاهب من الاساس...
قالها وهو يتجه الى مكتبه ليسمع رد غسان الساخر:
ذهاب بلا عودة ان شاء الله...
التفت بعدها ناحيتها ليجدها ما زالت واقفة في مكانها بنفس وضعيتها السابقة...
تنحنح بارتباك جديد عليه فهو لا يعرف ماذا يجب ان يقول او كيف يبدأ حديثه معها...

شتم في داخله فمنذ متى وهو مرتبك ومتردد على هذا النحو، طوال سنوات عمره الخمسة والثلاثون لم يشعر يوما بالتوتر او الارتباك كالذي يشعر به الان، رباه انها تثير به اشياء جديدة عليه لم يدركها من قبل...
كيف حالك يا ازل...؟ طمنيني، هل أعجبك العمل لدينا...؟
كان سؤاله تقليديا وغير ملائم...

رفعت بصرها نحوه لتضمحل عيناه بشده مما يراه امامه، وجهها الجميل مليء بالكدمات وأثر النزيف واضح على شفتيها، لم يستمع الى اجابتها وهو يتحسس كدمات وجهها بانامله متسائلا بغضب واضح في عينيه وملامح وجهه:
من الذي فعل بك هذا...؟
ارتبكت بشدة من لمساته على وجهها ثم سؤاله المحرج...
انه حادث بسيط...
كاذبة، من الذي فعل بك هذا...؟ اخبريني في الحال...

تجمعت الدموع داخل عينيها وبدأت شفتيها بالارتعاش بسبب نظراته المخيفة التي ارعبتها ولسبب اخر، فهي لا تريده ان يعرف ان والدها وراء هذه الكدمات، لا تريد ان ترى الشفقة في عيونه، ولا البغض والاشمئزاز ناحية والدها...
همت بان تجيبه على سؤاله فيبدو انه لا يوجد مفر لديها الا ان صوت احدى الفتيات التي نطقت باسمه عاليا جعلها تتراجع عن هذا...

رفع غسان بصره نحو الأعلى بنفاذ صبر ما ان سمع صوت الفتاة القادم من خلفه، ضغط على نفسه بقوة وهو يلتفت ناحيتها ليجدها تقترب منه وعلى شفتيها ابتسامة واسعة...
استغلت ازل الوضع فهربت في الحال من خلفه دون ان يشعر بها اما الفتاة الاخرى فاقتربت منه مادة يدها نحوه قائلة بسعادة:
كيف حالك يا غسان...؟
اجابها بترحيب زائف:
اهلًا بك يا نيفين، انا بخير وماذا عنكِ...؟
أصبحت بخير حينما رأيتك...

هز رأسه مبتسما بتصنع ثم اتجه بها بعدها ناحية غرفة مكتبه وهو يدعو ربه ان لا تطيل زيارتها له...

مر خلال مكتبها متجها الى مكتبه ليجدها وصلت قبله وجالسه على مكتبها تعمل على احد الملفات القابعة أمامها، ما ان شعرت بوجوده حتى رفعت بصرها ناحيته واخفضتها بالحال...
ألقى تحية الصباح عليها ثم امرها:
هاتي ملف الصفقة الجديدة واتبعيني...
ثم تركها بعدها لوحدها جالسة على كرسيها ترتجف بسبب شيء لا تعرفه والخوف الغريب يسيطر عليها...

كوني قوية يا ميار، سيطري على نفسك وتوترك هذا، ما رأيتيه البارحة انسيه تماما، تصرفي وكأنه لم يحدث...
حدثت نفسها بتلك الكلمات محاولة اضافة الشجاعة والثقة الى نفسها...
اخذت نفسا عميقا ثم حملت الملف واتجهت اليه...
دلفت الى داخل مكتبه بعد ان طرقت الباب...

وجدته جالسا على مكتبه ويعمل على حاسوبه بجدية واضحة لا تره بها الا خلال العمل، أشار لها لتجلس امامه ففعلت هذا وجلست على الكرسي المقابل له بعد ان اعطته الملف والذي اخذه فورا منها وبدأ يقلب فيه بتمعن شديد...
بدئا يتحدثان سويا عن ويتناقشان بخصوص الصفقة الاخيرة حينما هتفت ميار اثناء حديثها:
انا متأكدة ان السيد غسان لن يوافق على شروطهم هذه...
ليقاطعها قائلا:
كلا سيوافق...

انا اعرف السيد غسان جيدا واعرف طريقة تفكيره، هو لن يوافق على شروط تعجيزية كهذه...
دب العناد بينهما وكلاهما مصر على رأيه وعناده...
اذا لنعتبره تحدي بيننا...
قالها بخبث لتسأله ببلاهة:
كيف يعني...؟!
ما اعنيه يا ميار، اننا سندخل في شيء ما يشبه الرهان، والذي سيخسر هذا الرهااان...
اومأت رأسها تطلب منه اكمال حديثه:
يقبل الاخر...

شهقت بقوة وعدم تصديق واضعة كفها على فمها، انتفضت من مكانها وهي تتطلع اليه بملامح مصدومة وفم مفتوح ببلاهة، بينما هو يراقبها بعينين مبتسمين ماكرتين منتظر رد فعلها الذي بالتأكيد سيكون قاسي...
انت، انت ماذا تقول...؟
تمتمت بصوت وصل اليه لينهض من مكانه متجها ناحيتها واقفا قبالتها قائلا ببساطة:
أقول انك اذا خسرت في هذا الرهان سوف تقبلينني، وإذا انا خسرت سوف اقبلك...
هش، اصمت...

قاطعته بسرعة وهي تتمنى لو تنشق الارض وتبلعها من شدة الخجل الذي تشعر به...
لما الصمت عزيزتي ميار...؟ لا يوجد احد يسمعنا...
انت حقا رجل مجنون...
كانت تهم بالابتعاد عنه الا انه قبض على ذراعها بقسوة قائلا بتحذير:
إياك ان تتجاوزي حدودك معي...
أردف قائلا بعدها:
ثانيا مالذي فعلته لكل هذا...؟ كل هذه العصبية من اجل قبلة، ماذا لو كنت طلبت منك اشياء اخرى...؟ماذا كان سيحدث حينها...؟
اشياء اخرى...!

رددتها بعدم فهم ليومئ رأسه قائلا بسخرية:
اشياء اخرى كأن تخلعي ملابسك امامي او تمارسي ال** معي...
اتسعت عيناها مما تسمعه، لم تشعر بنفسها الا وهي تصفعه على وجنته بقوة، وضع كف يده على وجنته بصدمة شديدة، لا يصدق انها تجرأت و فعلتها، رماها بنظرات نارية أنبئتها بجحيم ما ينتظرها منه...
أنتِ كيف تتجرأين على شيء كهذا...؟

الا انها لم تبالي بنظراته ونبرته المتوعده حيث اجابته برأس مرفوع نحو الأعلى بثقة غريبه عليها:
هذا بسبب قلة أدبك معي، ماذا كنت تتوقع مني وانا اسمع طلباتك القذرة تلك...؟
أنتِ تتجاوزين حدودك بشكل كبير يا ميار...
كان يحدثها مشددا على حروف كلماته مقربا وجهه من وجهها وعيناه ترسلان شرارات غضبيهما نحو عينيها، ابتلعت ريقها بتوتر شديد ثم ما لبثت ان قالت بتحدي زائف:.

من الذي يتجاوزه حدوده يا سيد لبيد...؟ انظر الى تصرفاتك وكلامك معي، انا لست مضطرة لقبوله ابدا، الا يكفي انني متحملة جميع علاقاتك الحقيرة وعشيقاتك اللواتي يأتين الى هنا كل يوم، الا يكفي ما رأيته البارحة وبعد هذا كله تقول لي لا تتجاوزي حدودك...
كانت تتحدث بعصبية شديدة غير واعية للكلام الذي يخرج من شفتيها...
ابتسم ساخرا مرددا بتهكم:
هذا كله من اجل قبلة، انت بالفعل معقدة يا ميار...

معقدة افضل مما ان أكون سافلة...
ماذا تعنين...؟
لا اعني شيئا...
انت ماذا تظنين نفسك، الفتاة المثالية التي لا تخطئ ابدا، يكفي تمثيلا وكذبا يا هذه...
ماذا تعني بتمثيلا وكذبا...؟
ما اعنيه ان غيظك الشديد مني ومن تصرفي وعشيقاتي لا يدل الا على شيء واحد، وهو انك تتمنين ان تكوني مكانهن، لكنك تعرفين جيدا انك لم ولن تصبحي يوما مكان اي واحدة منهن...
انت حقا منحط...
وانتِ متخلفة...

انا لا اتمنى رجل مثلك نهائيا، انت اصلا تثير تثير اشمئزازي ولا تعجبني...
لم يتركها تكمل حديثها حينما انقض على شفتيها يقبلها بقسوة...
انهمرت دموعها على وجنتيها بغزارة وهي تشعر بشفتيه تقبل شفتيها بقوة وعنف عنوة عنها، كانت الدموع هي ردها الوحيد على تصرفه الدنيء معها، فهي لم تتجاوب معه نهائيا ولم تستطع ان تدفعه عنها في نفس الوقت وكأن يديها تجدمتا وفقدتا قدرتهما على الحركة...

شعر بطعم دموعها على شفتيه فابتعد عنها فورا ليراها تبكي بصمت، وضعت كف يدها على فمها وبدأت شهقاتها تعلو تدريجيا وهي تتذكر ما فعله معها وكيف اخذ قبلتها الاولى عنوة عنها بهذا الشكل، زفر انفاسه بضيق ثم تحدث بلهجة باردة عديمة الاحساس و قد شعر بالسأم من بكائها:
لماذا تبكين الان...؟ مالذي حدث لكل هذا...؟

رفعت بصرها ناحيته دون ان تنطق بحرف واحد، فقط اكتفت بنظراتها المؤنبه الموجهة نحوه والتي زادته غيظا وحنقا، اعتصر قبضتي يده بقوة وهو يقول بنبرة حادة غليظة:
كفكفي دموعك اللعينة هذه وكفي عن البكاء...
مسحت دموعها باناملها بسرعة وهي تحاول كتم شهقاتها المتتالية، رماها بنظرات مبهمة ثم قال بجمود:.

ما فعلته هذا عقاب بسيط لك حتى لا تتجاوزي حدودك معي مرة اخرى، لا داعي لتكبير الموضوع ولا تعطي الأمور حجما أكبر منها...
تشدق شفتيها بابتسامة سخرية مريرة رغم الالم الذي يكسو ملامحها لتقول بلهجة متهكمة:
معك حق، لا داعي لتضخيم الأمور، فالموضوع لا يستحق كل هذا، مجرد قبلة لن تقدم او تؤخر شيء بالنسبة لك...
كأني المح نبرة استهزاء في صوتك...!؟

اقتربت منه فجأة حتى باتت على بعد مسافة قصيرة عنه، بدأت تتحدث بصوت غاضب وأنفاس متسارعة وهي تشير باصبعها ناحيته:
انت بأي حق تفعل شيء كهذا...؟!كيف تسمح لنفسك ان تقبلني إجبارا عني...؟! من تظن نفسك لتتصرف معي بهذا الشكل...؟!
ميار عزيزتي انت تضخمين الأمور كثيرا، هي مجرد قبلة...
أردف بعدها قائلا بخبث ونبرة ذات مغزى:
كما انك تتمنينها وتريدينها منذ وقت طويل، اليس صحيح...؟!

شهقت بصدمة وهي تتراجع الى الخلف لا إراديا، صمتت للحظات وهي تحاول استيعاب ما قاله، انه جريء ووقح للغاية، تحدثت اخيرا بصوت كاره وأنفاس مضطربة:
انت حقا رجل وقح عديم الأخلاق...
رفع احد حاجبيه وهو يقول بنبرة جادة:
أليست هذه الحقيقة يا حلوتي...؟ كلانا يعرف انك ترغبين بي منذ وقت طويل...
رشقته بنظرات كارهة مشمئزة وهي تقول بنفور واضح:
انت بالفعل عديم الضمير والإنسانية، لا اصدق انني وقعت في...

ابتعلت كلماتها الاخيرة داخل حنجرتها وهي تستوعب ما كانت تنوي قوله واي مصيبة كانت ستضع نفسها بها...
حبي، اليس كذلك...؟
قاطعها بسخرية...
انت بالفعل مجنون...
همست بهذا الكلمات وهي تتحرك مندفعة عنه الا انها شهقت بقوة وهي تشعر به يقبض على خصرها ويدفعها لترتطم على الحائط خلفها، حاصر جسدها النحيل بجسده الضخم ومال بجانب اذنها هامسا لها:.

لا تحاول الإنكار يا عزيزتي، انت تحبينني، والجميع يعلم بهذا، نظراتك وتصرفاتك فضحتك منذ وقت طويل...
كان جسدها يرتجف بالكامل من رأسها حتى اخمص قدميها بسبب محاصرته لها واقترابه منها على هذا النحو، تلألأت الدموع داخل عينيها لتقول بنبرة شبه باكية بعد ان وجدت نفسها عاجزة عن ردعه او الرد على ما قاله:
ابتعد...
لم يستمع الى كلامها بل اقترب منها اكثر وحدثها بنبرة حازمة:.

اسمعيني يا عزيزتي، الزمي حدودك جيدا في تصرفاتك معي، فانا لا اضمن نفسي ابدا، هذه المرة اكتفيت بقبلة، الله وحده في المرة الاخرى بماذا سأكتفي...؟!
دفعته اخيرا بعيد عنها وهي تقول بنبرة مزدرءه:
لا توجد مرة اخرى يا سيد لبيد، فانا مستقيلة من وظيفتي هذه...
مط شفتيه باستهزاء واضح قائلا:
ومن سيسمح لك بهذا...؟
اخر ما يهمني سماحك من عدمه، لقد اتخذت قراري، فانا لن اعمل مع شخص حقير عنيف مثلك...

اشتعلت عيناه غضبا ثم هدر بها عاليا:
اياكِ يا ميار، اياك ان تكرريها مرة اخرى، لا تختبري صبري معك، لا تختبريه ابدا...
أردف قائلا بنبرة أمرة قاطعة لا تقبل جدالا:
والان اخرجي و عودي الى مكتبك، قبل ان أتصرف معك بطريقة لن تعجبك بتاتا...
هبت راكضه بسرعة خارجة من مكتبه وهو يتبعها بانظاره الساخره، ابتسم بخبث وهو يقول بتوعد:.

حسنا يا ميار، انا حقير اذا، لا بأس يا عزيزتي، سوف اريك عن قريب ماذا بمكان لبيد التميمي ان يفعل، خصوصا مع صبية بلهاء و بليدة مثلك...

29-01-2022 11:56 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [3]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية سجينة هوسه
رواية سجينة هوسه للكاتبة سارة علي الفصل الرابع

كانت تسير في ساحة المدرسة بذهن شارد والأفكار تحوم داخل عقلها، ما زالت تفكر في طريقة ما للانتقام منه، هي لن تسكت على ما فعله معها، ولن تمرر فعلته تلك على خير، اخذت تفكر في طريقة مناسبة تثأر لنفسها من خلالها وتحصل عليه في نفس الوقت، فهي رغما عن كل شيء تحبه...

اهتدت افكارها اخيرا الى خطة مناسبة جعلتها تبتسم بسعادة بالغة، كانت خطة مجنونة بالنسبة لها وجريئة لكنها مضطرة الى فعلها، خطة ستجعل من عثمان ملكا لها رغما عنه...
فكرت بأنها تحتاج الى مساعدة شخص ما، شخص يؤكد ما سوف تقوله حينها، لم تجد غيرها، نادية، الوحيدة التي سوف تساعدها، هي بالتأكيد لن تبخل عليها بشيء كهذا...
بحثت بعينيها عنها لتجدها جالسه مع احدى الفتيات فاتجهت اليها وطلبت منها ان تأتي معها...

ذهبت نادية معها الى احد الأركان البعيدة في الساحة حيث بدأت صفا تقص على مسامعها ما تنوي فعله...
ماذا تقولين يا صفا...؟ انت بالتأكيد جننت...؟
صرخت نادية بعدم تصديق مما سمعته على لسان صفا، فهي لم تتوقع منها شيء كهذا ابدا، كيف يصل جنونها وهوسها بعثمان الى هذا الحد...؟ كيف يجعلها تفكر بهذه الطريقة...؟
جاءها جواب صفا البارد:
كلا لم اجن، انا واعية تماما لما أقوله...
لكن ما تقولينه مستحيل...

بالنسبة لي ليس مستحيل...
وهل تتوقعين مني ان أقف معك في شيء كهذا...؟
سألتها نادية بسخرية لتجيبها صفا بثقة:
انت صديقتي وبمثابة اختي، يجب ان تقفي معي...
أقف معك ضد اخي، انا لن افعل شيء كهذا...
زفرت انفاسها بضيق ثم قالت بجدية:
ساعديني يا نادية، لا يوجد غيرك بامكانه مساعدتي...
مستحيل يا صفا، أساعدك في اي شيء الا في هذا...
كانت مصرة على كلامها مما جعل صفا تتوسلها قائلة:
ارجوك يا نادية، فقط هذه المرة...

ابدا، لا هذه المرة ولا غيرها...
كان كلامها صارما حازما لا يقبل جدا، تطلعت اليها صفا بكره ثم قالت بتحدي:
سوف تفعلين ما طلبته منك يا نادية، وإلا حينها سأخبر أخاك بعلاقتك مع هذاك الشاب الاشقر...
انتفضت نادية من مكانها بعدم تصديق قائلة بصدمة شديدة:
تهددينني يا صفا، تريدين ان تفضحيني، انت بالتأكيد تمزحين...
كلا لا امزح يا صفا، اما ان تفعلين ما طلبته منك او سأخبر عائلتك وتحديدا أخاك بكل شيء...

ألقت كلماتها الصادمة في وجهها ثم تركتها لوحدها وهي ما زالت غير مستوعبه بعد لما يحدث معها، فاخر ما توقعته من صفا ان تستغل شيء كهذا لصالحها وتهددها به...

كانت نائمة على سريرها تغطي جسدها بالكامل بلحاف ثخين، الدموع تهطل من مقلتيها بغزارة، والأفكار تتصارع داخل رأسها بقوة...
سمعت جرس الباب يرن فنهضت من مكانها بتكاسل واتجهت الى صالة الجلوس لتفتح الباب، فتحت الباب لتجد ليلى في وجهها لتهتف بها بسرعة:
وأخيرا اتيتِ...
شهقت ليلى بصدمة من اثار البكاء على وجهها وصرخت متسائلة:
ماذا حدث...؟

هنا لم تتحمل ميار الصمود اكثر من هذا حيث انهارت بين ذراعيها باكية بشهقات عالية...
بعد فترة من البكاء والعويل جلستا الفتاتان على الكنبة التي تتوسط صالة الجلوس حيث بدأت ميار تقص على مسامع ليلى ما حدث بينها وبين لبيد بالتفصيل...
النذل الحقير...
قالتها ليلى وهي تكز على أسنانها بغيظ شديد من هذا المدعو لبيد، تحدثت ميار من بين بكاءها الذي ما زال مستمرا:.

انا سوف اترك العمل لديه، من المستحيل ان اعمل لديه مرة اخرى...
وهل تظنين بان هذا هو الحل...؟ ان تتركي عملك لديه...؟
وما الحل برأيك...؟ ان استمر في العمل لديه بعد ما فعله وقاله في وجهي...؟
صمتت ليلى ولم تعلق بينما أردفت ميار بنبرة متألمة:
بعد ان قال لي بأنني لن اصبح يوما مثل عشيقاته ولن أكون مكانهن...
هذا اكثر ما أزعجك أليس كذلك...
ماذا تقصدين...؟

سألتها ميار بتوجس لتصمت ليلى ولم تعلق بينما تحدثت ميار مؤكدة ما يدور في بالها بعد ان فهمت ما تريد قوله:
ان تسمعي كلام كهذا من الرجل الوحيد الذي أحببته شيء صعب للغاية...
هزت ليلى رأسها بتفهم ثم اخذت تربت على ذراعها وهي تقول بجدية:
انه لا يستحق حبك هذا يا ميار...
لماذا يحدث معي كل هذا...؟ لما انا منبوذة من الجميع هكذا...؟ هل لأنني بشعة...؟ لأنني لست جميلة...؟

ما هذا الكلام يا ميار...؟ كيف تقولين شيء كهذا...؟
هذه الحقيقة يا ليلى، انا قبيحة وسوف أظل هكذا...
قالتها بالم جلي جعل ليلى تتنهد بضيق من طريقة تفكيرها ثم ما لبثت ان قالت بنبرة جادة:
ميار، انت لست قبيحة كما تظنين، انت فقط تخفين جمالك ولا تظهريه، وهناك فرق كبير بين الاثنين...
لا تحاولين إقناعي بشيء غير موجود يا ليلى...
قالتها ميار وهي تمسح وجهها بكفي يدها، نهضت ليلى من مكانها وقبضت على كفها قائلة:.

انهضي معي...
تطلعت اليها بعدم فهم ثم نهضت معها باستسلام، وجدتها توقفها امام المرأة وتأمرها:
اخلعي نظارتك...
خلعت نظارتها الطبية لتظهر حدقتيها الحمراوتين...

انظري الى نفسك يا ميار، شعر اسود طويل يصل الى منتصف ظهرك، ناعم وجميل يحتاج فقط الى القليل من العناية والاهتمام، عيون بنية واسعة برموش كثيفة تخفي جمالها خلف النظارات الطبية التي بإمكانك استبدالها بعدسات لاصقة، أنف متوسط الحجم وشفاه ممتلئة، بشرة سمراء جميلة وناعمة، اخبريني ما هو السيء في ملامحك...؟ اين تلك القباحة التي تتحدثين عنها...؟
ادارتها ناحيتها وأخذت تقول بجدية:.

انت من تخفين جمالك يا ميار، باهمالك لشكلك وعدم اهتمامك بجمالك، انا لم ارك في حياتي تضعين المكياج، لم ارك مرة واحده وانت تسرحين شعرك وتتركينه منسدلا خلف ظهرك، لم ارك ترتدين شيئا جميلا، طوال الوقت شعرك مرفوع على شكل ذيل الحصان ووجهك خالي من المكياج وبالطبع النظارة طبية تزين وجهك طوال اليوم، اما ملابسك فهذه مصيبة اخرى، نفس البنطلون الاسود العريض والقميص الأزرق وبالطبع لن أنسى الحذاء الرياضي الذي لا تستبدلينه باي شيء اخر...

قاطعتها بسرعة:
أرتدي هذه الملابس لانها تأتي على مقاسي، لأنني سمينة فلا اجد شيئا يلائمني...
وهذه مشكلة اخرى يا عزيزتي، انت يجب ان تنحفي وتتخلصي من وزنك الزائد، لانه سبب أساسي في اخفاء جمالك، اعرف فتيات كثيرا تغير شكلهن بشكل جذري بعد ان نحفن، وانت بالتأكيد واحدة منهن...
معك حق...
غمغمت بخفوت ثم أردفت قائلة بجدية:.

انا ايضا تعبت من وزني الزائد وأريد ان أتخلص منه، احيانا افكر في ان اجري عملية قَص معدة او ما شابه...
اياكِ، انها خطيرة للغاية، ولها اثار جانبية سيئة، اذا كنت تريدين انقاص وزنك فاتبعي الطرق الطبيعية، اذهبي الى نادي رياضيي ومارسي الرياضة هناك وقللي من وجبات طَعَامِك، سوف تنحفين بسرعة صدقيني...
تطلعت ميار اليها بتفكير ثم ما لبثت ان قالت:
وماذا عّن عملي...؟
لن تتركيه بالطبع...

ولكنني لن أستطيع ان أوازن بين كل هذه التغيرات وعملي...
معك حق، حسنا انا وجدت الحل المناسب، المهم فقط ان تنفذي كلامي وما أقوله بالحرف الواحد، اتركي نفسك لي وسوف اغيرك بشكل جذري...
حاضر...
قالتها ميار على أمل ان يكون التغيير من نصيبها يوما، فهي بالفعل بدت محتاجة له وبشدة...

انه يوم الجمعة
يوم اجتماع عائلة التميمي في منزل الجد مختار التميمي، حيث يجتمع ابناءه الاربع مع زوجاتهم وابنائهم وبناتهم...
كان الجميع جالسا في صالة الجلوس يتحدثون في شتى المواضيع المختلفة، تحدث الجد مختار متسائلا:
يوم الاثنين موعد حفلة افتتاح الشركة الجديدة، أليس كذلك...؟
اجابه غسان:
نعم يا جدي...
هل تجهزتم لها بشكل جيد...؟
هنا تحدثت ناريمان والدة غسان:.

كل شيء جاهز يا عمي، لقد جهزت تفاصيل الحفل بنفسي...
اتخيل مدى رقي وروعة الحفل طالما أنتِ من جهزتيه يا زوجة عمي...
قالها لبيد بابتسامة موجها حديثه الى زوجة عمه والتي ابتسمت مجيبة اياه:
أشكرك عزيزي لبيد...
اين عثمان...؟ لما لا أراه...؟
اجابه ابنه وليد والد عثمان:
سوف يأتي متأخرا قليلا، لديه بضعة اعمال...
اعمال ماذا يوم الجمعة...؟ الا يعلم بانه يوم التجمع العائلي...؟
هنا تحدثت رجاء والدته:
سوف اتصل به الان...

لا داعي لان تتصلي بي، ها قد وصلت...
قالها عثمان وهو يتقدم ناحية جده ويقبل يده ثم حيّا الجميع وجلس بجانب والدته، كانت صفا تجلس بجانب والدتها على الجهة المقابله له، شعرت بتوتر شديد بمجرد دخول عثمان الى المكان، عادت بذكرياتها الى ما فعله معها وصفعه لها، شعرت بوالدتها تقترب منها هامسة لها:
لماذا لا تتحدثين مع نادية او تجلسي بجانبها كالمعتاد...؟
اجابتها بتردد:
انا لا اتحدث معها...
لما...؟

سألتها والدتها باندهاش لتجيبها:
مشكلة بسيطة يا ماما...
تطلعت اليها والدتها بشك ولكنها لم تعقب، دلفت الخادمة اليهم وأخبرتهم ان الغداء اصبح جاهزا فنهضوا جميعا واتجهوا الى غرفة الطعام...
بعد ان اكملت تناول طعامها خرجت بسرعة من غرفة الطعام واتجهت الى الحديقة لتجده هناك كما توقعت يجري اتصالا مع شخص ما، وقفت خلفه تنتظره ان ينهي اتصاله، أنهى اتصاله والتفت الى الخلف ليجدها وراءه...

تطلع اليها بنظرات باردة متسائلا بجمود:
ماذا تريدين...؟
جئت لأخبرك بشيء هام...
اجابته ببرود يشبهه كثيرا...
شيء ماذا...؟
انا لن أمرر ما فعلته معي هكذا، قريبا جدا سوف أنال حقي منك كاملا، وارد لك صفعتك باخرى مماثلة لها، كما انك ستكون لي ولو حتى إجبارا عنك...
هربت من امامه بعد ان ألقت اخر كلماتها في وجهه تاركة إياها يتابعها بنظراته الساخرة من حديثها وثقتها الزائدة بنفسها...

كانت تقف في المطبخ تعد طعام الغداء حينما اقتربت منها اختها وهي تهتف بتعب:
اكملت مادة الامتحان اخيرا يا ازل...
هل ذاكرتيها بشكل جيد...؟
بالتأكيد يا ازل، انا جائعة للغاية، متى سوف تنتهين من إعداد الطعام...؟
لم يتبقَ سوى القليل عزيزتي...
اجابتها ازل وهي تغلق غطاء الاناء الموضوع على الطباخ، سمعت صوت هاتفها يرن فذهبت ياسمين بسرعة لتجلبه اليها...
أعطت الهاتف لها وهي تهمس اليها:
السيدة رنا...

أجابت على الاتصال بسرعة وهي تقول بترحيب:
اهلًا سيدة رنا، كيف حالك...؟
انا بخير يا ازل، وانت...؟
اجابتها ازل:
بخير الحمد لله...
اسمعيني يا ازل أريدك بموضوع هام للغاية...
تفضلي سيدة رنا...
الم تشتاقِ الى عمل الصالون يا ازل...
بالتأكيد ؛ اشتاق اليه كثيرا...
أجابتها بنبرة صادقة للغاية جعلت رنا تستمر في حديثها قائلة بحماس:
اذا ما رأيك ان تأتِ الي في المنزل و تقصين وتصففين شعري كما اعتدت ان تفعلي لي...

بالتأكيد سيدة رنا ليس لدي مانع...
وليس هذا فقط، أخبرت جميع صديقاتي وأقاربي عنك وعن مدى إتقانك لعملك، وهم رؤوا هذا بأعينهن، لهذا العديد منهن يردن ان تذهبي إليهن في المنزل، وتعملي ما يردنه منك...
انه شيء رائع، ولكن...
ولكن ماذا...؟
اجابتها ازل بجدية:
من اين سأجيب المستلزمات اللازمة لكل هذا...؟

انا سأجلبها لك، اعتبريه دين وسوف تسدديه لي عندما تجمعين الأموال، صدقيني هذا العمل سوف يدر عليك بالكثير من الأموال، خاصة حينما تصبح لديك سمعك جيدة بين زبائنك...
لا اعرف ماذا أقول لك سيدة رنا...
قولي انك موافقة وانا سوف أساعدك...
موافقة، كما انني ممتنة كثيرا لك ولما تفعلينه لي...
لا تقولي هذا عزيزتي، أنتِ في مقام اختي الصغيرة...

اغلقت ازل الهاتف وهي تبتسم بسعادة غريبة نادرا ما تلامس قلبها، هاهي نجحت في اصطياد عمل جديد اذا نجحت فيه سوف تتحسن أوضاعها المالية كثيرا، دعت ربها ان تنجح في هذا المشروع البسيط وان تنال منه ما تمنت، فهي لا تريد شيء سوى العيش بسلام...

كان جالسا على مكتبه يتابع أعماله كالعادة حينما دلفت جميلة سكرتيرته اليه وهي تقول:
لقد بعث لك السيد عمار هدا الملف...
تناوله منها بسرعة كبيرة وهو يقول:
حسنا...
خرجت جميلة مِن مكتبه اما هو فأخذ يتطلع الى الملف بلهفة شديدة، فتحه بسرعة ليتفاجئ بصورة لها وهي صغيرة واُخرى وهي كبيرة في مثل سنها هذا، اخذ يقرأ المعلومات الخاصة بها:.

ازل جابر محمد العاني: عشرون عاما، والدتها توفيت منذ سبع سنوات، ولديها اخت واحدة اسمها ياسمين عمرها اثني عشر عاما، عملت في عدة وظائف اخرها عاملة في صالون تجميل مشهور نوعا ما، تعتبر المعيلة الوحيدة لأسرتها، سمعة والدها سيئة للغاية فهو عاطل عن العمل، كما انه سبق ودخل السجن بتهمة السرقة وظل محبوسا فيه لمدة خمس سنوات...
هو من ضربها اذا، لا يوجد غيره، :.

غمغم بسخط ثم عاد يقرأ في معلومات الملف بتركيز شديد، كل شيء كان يخصها موجود فيه، لم يترك ثغرة واحدة تخصها ولم يذكرها، حتى اسخف الأشياء ذكرها، كان يلتهم حروف الكلمات بلهفة شديدة وهو مستمتع للغاية فيما يقرأه عنها، اكتشف انها تحب القطط كثيرا، كما انه تعشق الآيس الكريم والحلوى بمختلف أنواعها، تحب الورد الزهري ايضا، ظل يقرأ ويقرأ حتى وصل الى معلومة جعلت عيناه تتسعان بصدمة شديدة فهذا اخر ما خطر على باله ان يعرفه عنها، أغلق الملف ورماه على مكتبه وهو ما زال مأخوذ بما قرأه...

هذا ما كان ينقصني...
تمتم بغضب فهو لا يصدق انه كلما حاول الاقتراب منها يجد مانعا يقف بينهما اسوء من الذي قبله...
: ...
كانت جالسة على الكنبة في شقتها تتابع احد البرامج التلفزيونية المعروضة، ترتدي بيجامه زهرية اللون تحمل رسوم كارتون الميكي المشهور وشعرها الاسود مرفوع على شكل كعكة أنيقة، كانت قد خلعت نظارتها الطبية واستبدلتها بعدسات لاصقة كما انها تضع القليل من المكياج على وجهها على غير العادة...

سمعت جرس الباب يرن فنهضت من جلستها وتقدمت ناحية الباب لتفتحها، فتحت الباب لتجده امامه، اتسعت عياها بصدمة فهي لم تتوقع مجيئه الى شقتها...
مرحبا...
قالها بابتسامة جذابة وهو يخلع نظارته الشمسية لتظهر عينيه العسليتين، سرعان ما افاقت من صدمتها وهي تتسائل بجدية:
لماذا جئت...؟ ماذا تريد...؟
هل هذه هي الطريقة المناسبة لاستقبال مديرك يا عزيزتي...
عضت على شفتها بغيظ ثم قالت بضيق:.

مرحبا سيد لبيد، هل هناك شيء ما جئت لاجله...؟
أ لن تدعيني للدخول...؟
اجابته بسرعة:
بالتأكيد لا، انا أعيش لوحدي، لهذا لا يمكنك الدخول...
هز رآسه بتفهم ثم تحدث بجدية قائلا:
متى ستعودين الى عملك يا آنسة ميار...؟
اجابته بنفس الجدية:
لن اعود هذه الفترة يا سيد لبيد...
ما معنى هذا الان...؟
سألها بعدم فهم لتجيبه بارتباك:
اريد اجازة، لمدة ثلاثة شهور...
نعم...! ولماذا تضغطين على نفسك هكذا...؟!
ماذا تقصد...؟
اجابها بحزم:.

لا يوجد لدينا سكرتيرات يأخذن أجازة لمدة ثلاثة شهور...
اذا اعتبرني مِن الان مستقيلة...
قالتها ببساطة جعلته يكز على اسنانه بغيظ من اسلوبها وبرودتها...

حاول السيطرة على أعصابه فهو لا يريد ان يخسرها، ميار افضل سكرتيرة قد ينالها طوال حياته، هي مناسبة له من جميع النواحي، في العمل لا يوجد افضل منها، كما انها محترمة وعاقلة ولن تثير المشاكل كما كن يفعلن اللواتي سبقنها، حيث جميع من سبقوها وقعوا في غرامه وأقاموا علاقة معه أنتهت بطردهن من الشركة او استقالتهن...
ميار، ما هذا الكلام الفارغ الان...؟ اي استقالة تتحدثين عنها...؟

سيد لبيد، انا لن اعود الى عملي قبل ثلاثة أشهر، القرار لك، اما ان توافق على الإجازة او تبحث عن سكرتيرة اخرى لك...
وماذا سآفعل انا في هذه الثلاث أشهر...؟ من سوف يساعدني في أعمالي...؟
اجابته بلا مبالاة استفزته:
اجلب سكرتيرة مؤقتة لديك بدلا مني هذه الفترة...
اذا انت مصرة...
للغاية...
اجابته بإصرار جعلته يهز رآسه بتفهم قبل ان يتسائل مرة اخرى:
هل لي بان اعرف ما سبب هذه الإجازة...؟
انه امر خاص لا يعنيك...

جوابها كان كالصفعة بالنسبه له، جعله يبتعد عنها في الحال وهو بالكاد يسيطر على أعصابه تاركا إياها تبتسم بنشوة فهاهي قد حققت انتصار بسيطا عليه...

هكذا اذا يا ميار اللعينة، امر خاص لا يعنيك...
قالها بغيط شديد وهو يقود سيارته متجها الى الشركة حينما رن هاتفه ليجد ان المتصلة زوجة عمه فاجاب عليها قالا:
اهلًا زوجة عمي، كيف حالك...؟
انا بخير يا لبيد، لكن أريدك في موضوع هام، لكنه بسيط لا تقلق...
موضوع ماذا...؟

انت تعلم ان الحفلة غدا، وانا لدي نقص في الفتيات العاملات فيها، اللواتي يقدمن المشروبات والطعام للضيوف، هل تستطيع ان تدبر لي حوالي ثلاث فتيات جميلات حسنات المظهر، اتصلت بك لأنني اعرف جيدا ان لديك خبرة في هذه الأمور...
لا تقلقي زوجة عمي، سوف ادبر لك بالتأكيد...

أغلق الهاتف بعدها وهو يتنهد بضجر، اخذ يفكر في الفتيات اللواتي سيجلبهن الى زوجة عمه، لا يعرف لماذا خطرت على باله فجآة، وهل يوجد افضل منها لشيء كهذا، ابتسم بحماس وهو يتوجه ناحية الشركة، ما ان وصل اليها حتى هبط من سيارته ودلف الى داخل الشركة متجها تحديدا الى تلك الغرفة التي تعمل بها...

فتح باب الغرفة ليجدها تعمل لوحدها فاصدر صوتا دلالة على وجوده، نفضت يدها مما تفعله حالما رأته اما هو فتقدم اتجاهها قائلا بابتسامة:
ازل الجميلة، كيف حالك...؟
اجابته بخجل:
بخير...
أردف قائلا بجدية:
اسمعي يا جميلة، غدا لدينا حفلة مهمه بمناسبة افتتاح الشركة، ما رآيك ان تأتي وتشاركي في تقديم المشروبات للضيوف، نحن بحاجة الى ثلاث فتيات يساعدن في هذا...
لا اعلم، يجب ان اسأل ابي اولا...

هناك سيارة خاصة سوف تأخذك من منزلك وتعيدك اليه كما ان المبلغ المالي الذي ستنالينه كبير للغاية...
كان يحاول إغرائها لان توافق، وبالفعل قد نجح في هذا...



المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 7303 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 4312 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 3354 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 3230 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 3784 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، سجينة ، هوسه ،


 





# فنون # مشاهير # صحة # منوعات # الأطفال # English # تفسير الأحلام ثقافة # قصص # سيارات Cars # صور # تقنيات # الاجهزة الالكترونية # المطبخ # كلام فى الحب # أبراج # رياضة # ازياء # حكم وأقوال تطوير الذات# خلفيات # صور بنات # مشاهير # ديكور # صباح الخير # مكتوب برقيات شهر رمضان # جمعة مباركة # حب رومانسية # عيد # ادعية # خلفيات كرتون # منوعات # موضة # الأم # أطفال # حيوانات # صور ورد # اكلات # New Year # مساء الخير # اللهم صلي علي النبي # القران الكريم # صور نكت # عيد ميلاد # اعلام # سيارات # تهنئة الخطوبة # حروف واسماء # الغاز # صور حزينة # فساتين # هدايا # خلفيات النادي الاهلي # تسريحات شعر # الاصدقاء # بوستات نجحت # خلفيات نادي الزمالك # حب رومانسية # تهنئه # ازياء # صور بنات # صوره وكلمه خلفيات # كرتون # بروفايل رمزيات # دينية # سيارات # مضحكة # أعلام # مسابقات # حيوانات # ديكور # أطفال # أكلات # حزينة صور شباب أولاد ر# صور # الطب و الصحة # مقالات عامه # CV المشاهير # وصفات الطبخ # العناية بالبشرة غرائب وعجائب # قصص روايات مواعظ # صور حيوانات # وصفات الحلويات # الرجيم والرشاقة # نكت مضحكة # صور خلفيات # العناية بالشعر # شروحات و تقنيات # videos # Apps & Games Free # موضة أناقة أزياء # سيارات # ديكور # رعاية الأطفال # نصائح المطبخ # موبايل جوال # الفوركس # التعليم والمدارس # الحمل و الولادة # اخبار الرياضه # وظائف # صحة المرأة # حوادث # صور بنات # صور اطفال # مكياج و تجميل # عناوين بنوك شركات محلات مطاعم # العاب الغاز # عيد # كلمات الاغانى # اشغال فنيه واعمال يدويه # مصر # أشعار خواطر # للنساء فقط # للرجال فقط # صور شباب # علاج النحافه # رسائل SMS # أكلات نباتية - Vegetarian food # برامج الكمبيوتر # المراهقة # جمعة مباركة # blogger # رعب # لعنة العشق # حب # اسلامية # قاسي ولكن أحبني # أحفاد أشرار الحرب لأجلك سلام # أسمى معاني الغرام # حقيقية # لقد كنت لعبة في يده # ملهمة # أباطرة العشق # عربية # حب خاطئ # لست مميزاً # من الجاني # مشاهير # راقصة الحانة # اغتصاب طفلة # عاشقان يجمعهم القدر # الطريق الصعب # خيال علمي # أشواك الحب # تاريخ # سجينة ثوب الرجال # لروحك عطر لا ينسى # أطفال # عشق وانتقام # لازلت أتنفسك # لقاؤنا صدفة # للحب معان أخرى # خاتم سليمان # ممن أنتقم # نجاح # أبواب وهمية # حلمى فى صفيحة قمامة # فيلم # مجنون بحبك # بين شباكها # حزينه # رحلات جوليفر # عذاب قسوته # عندما ينادي الشيطان # لعنة حبك # مريم وامير # هدوء في قلب العاصفة # الحاسة السادسة # المشعوذة الصغيرة # عباقرة # لوعة العشق # حروب # قدر بالإجبار # بنات مضحكه# فوركس Forex# صحتك # الصور والخلفيات # الطبخ والحلويات # منوعات # اخبار الفن # القصص و الروايات الألعاب الرياضية # الحياة الزوجية # أزياء وملابس # الأم و الطفل # دراسات لغات # افكار منزلية # انترنت تكنولوجيا # صفات الابراج # حيوانات ونباتات # تفسير الاحلام # معانى الاسماء # خواطر و اشعار # الكون والفضاء اجمل نكته# Mix # Forex # youtube # foods # Kids # Health education # stories # News # kitchen # woman # Famous # Sport # Animals

-------

الساعة الآن 07:28 مساء