أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتدى جنتنا، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .

المنتدى للقرائه فقط -- للمشاركه انتقل الى منتديات جنتنا الجديده -forums.janatna.com





رواية ملك عمري

هربت .. العروسة هربت ..انتفض من مكانه وهو يقول بغضب جامح :انتِ بتقولي ايه يا متخلفة انتِ ..؟!ردت الخادمة وهي ترتجف :والل ..



29-01-2022 10:40 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [4]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية ملك عمري
نوفيلا ملك عمري للكاتبة سارة علي الفصل الخامس

مساءا..
كان كلا من الفتيات يجلسن في السيارة بينما السائق يتجه بهن الى الحفلة..
كان ملك يزداد توترها كلما اقتربا من مكان قاعة الحفل..
شعرت زينة بتوترها فقالت محاولة تهدئتها:
يا بنتي اهدي شوية، دي كلها كام ساعة ونرجع..
ردت ملك بصوت باكي:
انا خايفة، انا مش بحب الحفلات دي..
ليه..؟! دي مسلية..؟!
قالتها رزان بتشجيع لتهتف ملك بجدية:
انا كده، متعودتش اروح حفلات..
امال كنتي بتروحي فين..؟!
سألتها زينة بتعجب:.

اروح فين يعني..؟! انا معظم وقتي يا فالجامعة يا فالبيت، انما الحفلات والتجمعات دي انا بكرهها، ريم هي اللي بتحبها وبتروحلها دائما..
صمتت ملك حينما اوقف السائق السيارة امام القاعة لتهبط رزان من السيارة وتجذب ملك بالقوة من يدها وتخرجها من السيارة فتتبعهما زينة..
يلا يا ملك..
قالتها زينة بحماس لتبتلع ملك ريقها وهي تنظر الى شكلها وملابسها بذعر حقيقي قبل ان تضطر للسير معهما الى داخل الحفل..

اما داخل الحفل فكان جاسر يقف بجانب كمال ابن عمه ويتحدثان مع مجموعة من رجال الاعمال حينما لمح كمال زينة ورزان يتقدمان بثقة الى الداخل وخلفيهما ملك..
همس كمال لجاسر الواقف بجانبه:
جاسر بص وراك..
رمقه جاسر بنظرات متعجبة دون ان يلتفت وقال:
فيه ايه يا كمال..؟! مالك..؟!
رد كمال بسرعة:
بص يابني وانبهر زيي..

التفت جاسر الى الخلف لتجحظ عيناه مما يراه، لم يصدق ما رأته عيناه، هل هذه ملك زوجته..؟! وما هذا الذي ترتديه..؟!
نهار ابوكي اسود..
قالها جاسر بصوت مسموع ليتطلع كمال اليه بدهشة بينما وجد سيلين تقترب منه وتهتف بسخرية:
اوه مش مصدقة، يا ترى كم عملية تجميل عملت عشان تبقى كده..
رماها جاسر بنظرات جعلتها تبتلع ريقها بتوجس وتخرس نهائيا بينما سار هو بخطوات سريعة نحو زوجته المحاطة بأختيه..

وقف امامهن وانظاره تتجه نحو ملك التي تطالع المكان حولها بتوتر فقال ببرود:
واخيرا شرفتوا..
ردت رزان:
كنا بنجهز يا ابيه..
بينما اكملت زينة وهي تنظر الى ملك التي نظرت الى جاسر اخيرا:
بس ايه رأيك يا ابيه..؟! اللوك الجديد هايل مش كده..؟!
سألهما جاسر بتوعد خفي:
انتوا اللي عملتوا كل ده صح..؟!
أومأت الاختان رأسيهما بفخر شديد ليبتسم جاسر بتصنع وهو يقول بغضب مكتوم:.

لا حقيقي برافو، انتوا تستاهلوا هدية على عملتكم دي..
سألته رزان بلهفة:
بجد يا ابيه...؟! هدية ايه بقى ها..؟!
رد جاسر وعينيه لا تنزل من على ملك:
متستعجليش على رزقك يا روزي..
ثم مسك ملك المرتجفة من يدها وسحبها ورائه غير العافية بتعثرها بكعب حذائها عدة مرات..
اوقفها امام احدى الطاولات المعزولة ووقف بجانبها وهو يزفر انفاسه بضيق..
يشعر بنفسه يكاد يشتعل من شدة الغيظ..
كيف لها أن ترتدي شيء كهذا؟!

تأملها مليا منبهرا للحظات بجمالها الناعم البريء قبل ان يتذكر أن هذا الجمال ظاهر للجميع فيزداد غضبه اضعافا، إنها المرة الاولى التي يشعر بها بشعور كهذا، يشعر بأنه يود تحطيم وجه كل من ينظر اليها، يشعر بأنه يريد أن يجذبها ويعيدها الى غرفتهما ويغلق الباب عليها لتبقى فيها الى الابد، لا يفهم لما يشعر هكذا..؟! منذ متى وهو يهتم بما ترتديه إمرأته..؟! لقد خرج مع الكثير من النساء واخرهن ريم لكنه لم يهتم يوما بما يرتدينه ولم يفكر بشيء كهذا..

لماذا يشعر الأن بقلبه يكاد ينفجر من شدة الضيق والقهر..؟!
حاول التماسك قليلا حتى لا يفتضح امره وأخذ يعد الساعات كي تنتهي هذه الحفلة...
اقترب منهما كمال المبتسم وقال مرحبا بملك:
اهلا مدام ملك، ماشاءالله طالعة زي الق...
ثم قطع اخر حروف كلماته وهو يلاحظ نظرات جاسر المشتعلة ليقول بتردد:
منورة يا مدام..
لترد ملك برقة:
ميرسي يا...
قاطعها مذكرا اياها به:
كمال، ابن عم جاسر..
اهلا بيك..

ابتسم كمال وهو ينسحب ملاحظا تشنج جاسر والذي ازداد اضعافا بتقدم عمار منه وهو احد رجال الاعمال المهمين في البلاد والذي يكبره قليلا حيث حياه اولا ثم اشار الى ملك قائلا:
مش تعرفنا يا جاسر بيه..
تنحنح جاسر قائلا:
ملك، مراتي..
مد عمار يده نحو ملك التي مدت يده وحيته بإبتسامة رقيقة ليقول عمار بترحيب:
منورة يا هانم..
ثم اشار لجاسر:
بس المدام شكلها صغير اوي..
ابتسم جاسر بتصنع ورد بغيظ:.

لا مش صغيرة، بس هي كده، بيبي فيس..
اومأ عمار رأسه بتفهم ثم انسحب ليتنفس جاسر الصعداء قليلا وهو يتمنى ألا يتقدم احد اخر منهما..
بعد لحظات وجد ملك تتحرك ليقبض على يدها وهو يهتف بها:
على فين..؟!
ردت بجدية:
عاوزة اخرج بره، اشم شوية هوا..
رد بحدة:
مفيش خروج، انتِ هتفضلي واقفة جمبي لحد ما الحفلة دي اخلص..
همت بالرد عليه ليقاطعها بصوت خافت حاد:
كلامي واضح، خلي ليلتك تعدي على خير..

نظرت ملك اليه بكره بينما اخذ جاسر يلعن اختيه ويلعن نفسه اكثر بانه طلب منها الحضور..
ثم شرد بعدها بشعوره الغريب هذا محاولا تفسيره..
فلماذا ملك وحدها من أثارت به كل هذا المشاعر القوية..؟!
نظر اليها قليلا فوجد قلبه ينبض بعنف بشكل فاجأه، ابتلع ريقه وهو يشعر بالخوف لأول مرة، الخوف من شيء يهاب الاعتراف به، الحب والغيرة..
عندما توصلت افكاره الى هذا الحد سحبها من يدها وهو يهتف بها:
يلا نمشي..

ثم اشار الى اختيه ان يتبعانه..
جلست ملك بجانبه في السيارة وجلست الاختين في الخلف متعجبتان من خروجه مبكرا للغاية من الحفلة..
وصلوا اخيرا الى القصر ليهبط جاسر ويسير امامهن..
دلفن الى الداخل ليغلق الباب ويطلب منهم الوقوف امامه..
وقفن الثلاث فتيات امامه كالمذنبات حينما صرخ هو بهن:
مين اللي اختار الفستان ده..؟!
نظرت ملك اليهما لتجدهما صامتتين قبل ان تقول هي بشجاعة:
انا، ماله مش حلو..؟!
رمقها بعدم اقتناع:.

مستحيل تكوني انتي اللي اخترتيه، انا عارف زوقك اصلا، انطقوا مين..؟! انتي يا زينة..؟!
قالت زينة بسرعة:
والمصحف رزان..
رمقتها رزان وهي تهتف بغيظ:
واطية، ايوه انا يا ابيه، ايه مش حلو..؟!
قال بصوت عالي غاضب:
زفت، زفت يا رزان، انتِ بأي حق تلبسي مراتي كده..؟! جايباهالي بفستان ملط..
شهقت زينة بينما قالت رزان بضيق:
انت بتهزر يا ابيه، ما الفستان حلو اهو، وكل اللي بالحفله لابسين فساتين شبهه..
صرخ بقوة اكبر:.

انا مليش دعوة بجد، انا عليا بيهه..
قالت رزان بسرعة:
ايه ده..؟! انت بتغير يا ابيه..؟!
شهقت ملك بينما صاح بها جاسر:
قلت اخرسي خالص..
ضربتها زينة على ذراعها وقالت:
لسانك ده لميه..
ثم اردفت بتوسل:
والله يا ابيه احنه كل اللي كنا عاوزينه اننا نشرفك قدام الناس ونخليهم يتكلموا علي مراتك..
ايه..؟!
صححت رزان بثقة:
قصدي يعجبوا بجمال مراتك..
جذب جاسر ملك من ذراعها وقال:.

كده..؟! بالفستان ده..؟! ورافعين شعرها ليه..؟! كنتوا سبتوا مفتوح عشان يغطي ظهرها بدل مهو عريان..
ردت رزان:
دي تسريحة ستايل جدا يا ابيه..
بينما قالت زينة برعونة:
مانت لما كنت خاطب ريم كانت بتلبس انقح من كده وكنت بتخرج معاها عادي..
متجيبيش سيرة زفت، انا مليش دعوة بجد غيرها..
هنا لم تتحمل ملك فإنفجرت به قائلة:.

كفاية بقى، انت فاكرنا ايه..؟! عبيد عندك وقاعد تحاسبنا..؟! مش كفاية اني وافقت واستحملت حفلتك السخيفة، جاي كمان تحاسبني على لبسي، ثانيا انت مالك اصلا..؟! انت صدقت اننا متجوزين..؟! عاملي فيها سي السيد، بدل ما جاي تحاسبني روح حاسب نفسك يا بتاع الستات..
شهقت رزان وزينة برعب بينما نظرات جاسر المخيفة جعلتها تقفز هربا من امامه ليلحق هو بها ركضا وهو ينادي عليها بغل..

صعدت ملك الى الطابق العلوي مسرعة وهي تتعثر بكعب حذائها عدة مرات ثم دلفت مسرعة الى غرفتها واتجهت مباشرة الى الحمام واغلقت الباب عليها بالمفتاح لتجد جاسر يضرب الباب بقوة وهو يصيح بها:
افتحي يا ملك، افتحي يا هانم..
ردت ملك بذعر:
مش هفتح..
افتحي بدل ما اكسر الباب فوق دماغك..
ارتجف جسدها وهي تقول:
لو فتحت هتضربني..
صاح بقوة:
افتحي ومش هضربك..
قالت معترضة:
لا هتضربني..
قلت مش هضربك..
طب احلف...

والله العظيم مش هضربك..
تطلعت ملك الى الباب بتردد ثم قالت:
احلف بشرفك..
اخرجي بقى..
قالها جاسر بنفاذ صبر لترد بعناد:
احلف بشرفك وانا هخرج..
وشرفي ما هضربك..
اتجهت ملك نحو الباب وفتحته وتقدمت خارج الحمام لتتعثر بقدمها وهي تتقدم نحو جاسر فتلتوي قدمها بقوة وتسقط ارضا صارخة بألم شديد..
شعر جاسر بقلبه يهوي اسفل قدميه من شدة رعبه عليها فركض نحوها وانحنى بجانبها يسألها بقلق شديد:
مالك..؟! انتِ كويسة..؟!

هطلت دموعها بغزارة وهي ترد عليه بوجع:
مش كويسة..
لمس قدمها فتأوهت بألم، خلع حذائها ثم حملها وسط اعتراضها حيث صرخت به:
ابعد عني بقى، انت السبب فكل اللي بيحصلي، كان يوم اسود يوم ما اتجوزتك..
وضعها جاسر على السرير غير مبالي بما تقوله ثم فحص قدمها برقة لينظر الى وجهها المليء بالدموع فينقبض قلبه بشدة ويشعر بضياع شديد بسبب دموعها وألمها اللذان يمزقان قلبه..

اخرج هاتفه مسرعا من جيب بدلته واجرى اتصالا بأحد الاطباء ليطلب منه المجي..
انتهى الاتصال وقال محاولا تهدئتها:
اهدي، دلوقتي الدكتور هيجي وهتبقي تمام..
ردت ملك بصوتها الباكي:
بتوجعني اوي..
نهض جاسر من مكانه واتجه نحو الحمام ليخرج روب الحمام ويطلب منها ان تلبسه كي لا يراها الطبيب بهذا الفستان..
هو ده وقته..
صرخت به بضيق ليرد بقوة:
البسيه يا ملك..

ارتدته على مضض ثم ظلت تبكي بصمت وهو يشعر بقلبه يتمزق اشلاءا حتى اتصل به الطبيب يخبره انه وصل فهبط الى الطابق السفلي واستقبله وسط اندهاش والدته واختيه وسيلين اللواتي لحقن به ووقفن خارج الغرفة..
فحص الطبيب قدمها ثم وضع لها القليل من المرهم وربطها جيدا..
تطلع الى جاسر القلق بشدة مبتسما وقال:
متقلقش، التواء بسيط فالكاحل..

ثم كتب لها مجموعة ادوية تخفف عنها الالم وطلب منها ألا تتحرك كثيرا الايام القادمة حتى تشفى قدمها بسرعة..
خرج جاسر مع الطبيب كي يشكره ويحاسبه بينما دخلن النسوة الى ملك..
حيث قالت جلنار ببرود:
حمد لله على السلامة، ايه اللي حصل..؟!
ردت ملك بصوتها المبحوح:
رجلي اتلوت..
جلسن زينة ورزان بجانبها واخذتا تتحدثان معها بمواساة بينما سيلين تراقبها بسعادة قبل ان تنطق اخيرا:.

انتِ مكسوفة تقولي انوا جاسر ضربك، بس ملوش حق يضرب عروسته من اول يومين..
صاحت بها ملك بحدة:
مين ده اللي يضربني..؟! انا محدش يقدر يمد ايده عليا..
دلف جاسر الى الداخل وهو يسأل بإستغراب:
فيه ايه..؟!
ردت ملك بسرعة:
بنت خالتك، فاكرة انك ضربتني..
نظر جاسر الى سيلين وقال بقوة:
وانا من امتى بمد ايدي على ست يا سيلين، ده انا معملتهاش مع وحدة تستاهل بدل الضرب الحرق هقوم اعملها مع ملك..

ابتلعت سيلين ريقها وهي تشعر بكلماته كالخناجر المسمومة تطعنها بلا رحمة فإنسحبت خارجة تتبعها جلنار التي لم تعجبها كلمات جاسر..
نظر جاسر الى اختيه وقال:
ايه ناويين تباتوا هنا..؟!
نهضت الفتاتين وودعتا ملك وانسحبتا من المكان بهدوء..
بينما نظر جاسر الى ملك وسألها بهدوء:
بقيتي احسن..؟!
أومأت برأسها ليسمعا طرقات على باب الغرفة فيتجه جاسر ويفتح الباب ليجد البواب يعطيه الادوية التي اوصى الطبيب بها..

اخذ الادوية منه وشكره ثم اتجه نحو ملك ووضع الادوية بجانبها قائلا:
لازم تلتزمي بالادوية دي عشان رجلك تخف بسرعة..
أومأت برأسها وقالت:
انا لازم اغير هدومي..
يكون احسن بردوا..
ثم قال:
هطلعلك بيجامة من شنطتك...
واتجه نحو الحقيبة وسحب احدى بيجاماتها وهو يقول:
ابقي علقي هدومك فالخزانة بدل مانتي سايباها فالشنطة كده..
ثم اعطاها البيجامة ليجدها تستند عليه وهي تنهض من فوق السرير وتسير نحو الحمام..

دلفت الى الداخل وغيرت ملابسها بتأني ثم خرجت وهي تعرج على قدمها المصابة لتتجه نحو طاولة التجميل وتجلس أمامها ثم تبدأ بفك تسريحة شعرها تحت انظار جاسر المستمع بما يشاهده، انسدل شعرها الحريري على ظهرها ثم بدأت تخلع العدسات الطبية وترتدي بدلها النظارة قبل ان تتجه بخطوات بطيئة نحو السرير وتتمدد عليه..
حمل جاسر بيجامته واتجه نحو الحمام، غير ملابسه وعاد متمددا بجانبها..
ظل صامتا للحظات قبل أن يسألها:.

نمتي..؟!
اجابته بخفوت:
لسه..؟!
التفت نحوها وظل ينظر اليها قليلا ثم قال بعدما التفتت هي الاخرى نحوه وظلت تنظر اليه:
جبتي منين حكاية الستات دي..؟!
رمشت بعينيها قليلا قبل ان تسيطر على ارتباكها وتقول:
هتنكر انك كده..؟!
تطلع اليها بصمت قليلا قبل ان يعاود سؤالها:
جاوبي على سؤالي يا ملك..
ردت ملك بجدية:
انا مكدبتش يا جاسر، انت فعلا كده..
عرفتي منين..؟!
ردت بخفوت كاذبة:
شفتك مرة بالصدفة مع وحدة ست قاعدين فكافيه..

قال بسرعة:
هنكدب من اولها، انا عمري مقعدت مع وحدة من صحباتي فكافيه..
رفعت حاجبها وهي تقول:
يعني بتعترف انوا عندك صحبات..؟!
رد بضيق:
مجاوبتيش على سؤالي..
لا جاوبتك..
منا قلتلك عمري مقعدت مع ست اعرفها فكافيه...
زفرت انفاسها وقالت:
جايز كان مطعم ومخدتش بالي..
ولا مطعم حتى..
نظرت اليه بغيظ ليسألها:
ايه..؟! القطة اكلت لسانك...
نظرت اليه بتردد وقالت:
انا شفتك..
عقب حاجبيه متسائلا:
شفتي ايه..؟!
ردت بخفوت:.

شفتك فالصور مع كذا بنت فوضعيات مش حلوة..
جحظت عينا جاسر وهو يسألها:
شفتيني امتى وازاي.؟!
اغمضت عينيها قليلا قبل ان تجيبه:
الكلام ده قبل جوازك من ريم بيوم، وهو ده السبب اللي خلاها تهرب، وانا لما شفت الصور ساعدتها عشان تهرب يوم الفرح..

29-01-2022 10:41 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [5]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية ملك عمري
نوفيلا ملك عمري للكاتبة سارة علي الفصل السادس

ظلت تنظر له بريبة تنتظر رد فعله على ما قالته، لا تعرف كيف استطاعت ان تبوح له بكل شيء، لكن هناك شيء في داخلها اخبرها أن تتحدث وتخبره بما فعلته هي وشقيقتها، وجدته ينظر لها بتمعن وكأنه يراها لأول مرة، لم ينطق بحرف واحد فقط يتأملها دون حديث..
سألته بصوت خافت مرتجف:
مش هتقول حاجة..؟!
اجابها اخيرا بعد صمت استمر لدقيقتين:
اقول ايه..؟!
قالت بتعجب:
قول اي حاجة، اصرخ علي، او حاسبني..

ليه هربت..؟! ليه مواجهتنيش ورفضت تكمل الجوازة..؟!
سألها بهدوء غريب لترد بجدية:
مكنتش هتوافق تلغي الفرح ولا بابا كان هيوافق فمكانش قدامها حل غير الهرب..
عاد الصمت حليفه حتى قطعته بملل:
انت هتفضل ساكت كده كتير..؟! سكوتك ده مخوفني..
رد بصراحة:.

مش عارف اقول ايه، من جهة مدايق جدا لاني اتحطيت فموقف غبي زي ده، خصوصا اني معرفش حاجة عن الصور دي ومن جهة فرحان انوا هروب ريم خلاني اعيش حاجة مختلفة مكانتش فبالي ولا فحساباتي..
رمقته بتعجب وهي تسأله:
حاجة مختلفة..؟! انت بتتكلم عن ايه..؟!
رد بخفوت وعيناه تلمعان بشكل غريب:.

انا اكتشفت انوا ارتباطي من ريم كان غلطة، ريم مكانتش هي الانسانة المناسبة ليا، ولا كنت هرتاح معاها، غير اني اكتشفت اني عمري محبيتها وانوا مشاعري ناحيتها متعدتش الاعجاب، عشان كده انا بحمد ربنا انوا الجوازة دي متمتش ومتورطتش معاها..
رفعت حاجبها بدهشة وقالت بعفوية:
انت مجنون يابني..؟! انت متأكد انوا عندك ستة وثلاثين سنة..؟!
ضحك وهو يسألها بخبث:
طب مانتي عارفة سني اهو، امال جبتيها منين اواخر الاربعينات..

احمرت وجنتاها وهي تقول:
شكلك بيدي كده، اعملك ايه..؟!
رد بمكر:
على اساس انوا شعري ابيض من كتر الشيب ووشي عجز من التجاعيد..
ضحكت بقوة قبل ان ترد:
متقلقش، كلها خمس ست سنين وشعرك هيتقلب ابيض ووشك هيعجز..
ثم اكملت بمكر:
نصيحة ليك الحق اتجوز وخلف بسرعة عشان متبنش قدام الناس جد لولادك..
قال بخبث:
منا متجوز فعلا..
ابتلعت ريقها وقالت وهي تبعد عينيها عنه:
انا اقصد حاجة تانية..
رد بجدية:
وانا اقصد اللي فهمتيه..

تطلعت اليه بصدمة قبل ان تقول بسرعة:
لا انسى، اللي بتفكر فيه لا يمكن يحصل..
ايه اللي بفكر فيه..؟!
سألها بمرواغة لترد وهي تكاد تبكي من فرط الخجل:
انت سخيف على فكرة وبتستغل صغر سني..
ضحك عاليا وقال:
دي تاني مرة تعترفي فيها انك طفلة..
تأملته متمعنة النظر بضحكته لتجد نفسها معجبة بها للغاية، كان يبدو وسيما للغاية وهو يضحك من اعماق قلبه..

انتبه لتأملها وشرودها فيه فابتسم بمكر قبل ان يجذبها نحوه ويطبع قبلة خفيفة على شفتيها..
تصنمت في مكانها وهي تشعر بشفته تلتصق بشفتيها قبل ان تتعمق قبلته اكثر بينما هي مستسلمة له تماما لا تشعر بشيء سوى بقلبها الذي ينبض بعنف وجسدها الذي يرتجف من فرط المشاعر القوية التي اهلكتها..
ابتعد عنها جاسر اخيرا يتأمل وجهها الذي اصبح بمئة لون وملامحها المضطربة..

كان يشعر بنبضات قلبه تصل ذروتها، لم يستوعب بعد مدى روعة التجربة، ود لو يعاود تقبيلها مرارا دون ان يكل او يمل..
تأمل ملامحها الساكنة قليلا قبل ان تنفجر في البكاء..
اضطرب كليا وهو يحاول احتضانها وتهدئتها لكنه دفعته وقالت من بين بكائها:
انت ازاي تعمل كده..؟! ازاي..؟!
اهدي يا ملك، انا معملتش حاجة، انا جوزك..
صرخت بقوة:
انت استغلتني..
رد بقوة وهو يحاول احتوائها:.

دي مجرد بوسة على فكرة، مفيش داعي تقلبي الدنيا بالشكل ده..
قالت ببراءة وهي تنهار من شدة البكاء:
دي اول بوسة ليا، انت بأي حق تعمل كده..؟! بأي حق تسرق اول بوسه ليا بالشكل ده..؟!
زفر انفاسه بقوة وقد فهم الان سبب بكائها ليرد بجدية:
انا جوزك يا ملك، واللي عملته ده شيء طبيعي..
ردت معترضة:
لا مش طبيعي، احنه جوازنا مش طبيعي اصلا..
طب ممكن تهدي..
قالها برقة لتمسح دموعها وهي تنظر له بغيظ ليجد نفسه يعتذر لها:.

انا اسف..
شعرت بالحرج وهي تتذكر استسلامها المخزي له والأسوء تلك المشاعر الغريبة التي انتابتها، لم تشعر بالنفور والازدراء بالعكس تماما كان ما شعرت به هو السعادة، لعنت نفسها وشعور الغدر والخيانة تمكن منها، لقد خانت خالد ووعدها له، غدرت به..
لاحظ جاسر اضطراب مشاعرها الذي ظهر بوضوح على ملامحها فقال بجدية:
اهدي يا ملك وانا اوعدك اني مش هقرب تاني منك..
رمشت بعينيها وهي تقول:.

انا وحدة متخلفة، وغبية، انا عارفة نفسي غبية..
ثم اكملت بصدق:
الغلط مش منك. الغلط مني، انا كان لازم امنعك ومستسلمش..
رد على مضض:
خلاص انسي الموضوع واعتبري مفيش حاجة حصلت، ونامي وارتاحي لآنك تعبتي النهاردة..
أومأت برأسها وهي تتدثر تحت الغطاء وتحاول ان تنسى تلك القبلة واستسلامها المخزي له وفعل جاسر المثل..
اغمضت عينيها لتتفاجئ به يسألها:
هي فعلا كانت اول بوسة..؟!
التفتت نحوه وقالت بعدم تصديق:.

هو انت فاكر اني بكدب..؟!
قال بسرعة مصححا:
اكيد لا، بس انتي قلتي انك مرتبطة بخالد، يعني معقول مرتبطين ومحصلش بينكم حاجة زي كده..
ردت بسرعة وعفوية:
خالد عمره مقرب مني ولا لمسني، احنه علاقتنا كانت بريئة جدا، هو كان بيخاف عليا ويحافظ عليا حتى من نفسه، وحتى لو هو كان عايز حاجة زي كده انا مكنتش هسمحله
تنهد براحة عندما سمع ما قالته بالرغم من ضيقه لمدحها لذلك المدعو خالد..

قال اخيرا بعدما سيطر على مشاعره المتضاربة:
انتِ جميلة اوي يا ملك، اجمل بنت شفتيها فحياتي..
لمعت عيناها بقوة لتجد نفسه تقول بلا وعي:
انت كمان جميل..
ثم قضمت لسانها وهي تلعن نفسها على ما تفوهت به قبل ان تستدير للجهة الاخرى وتغمض عينيها بقوة..

مر شهرين بعد تلك الليلة..
جاسر نفذ وعده لملك ولم يقترب منها اطلاقها رغم رغبته الشديدة بذلك..
العلاقة بين جاسر وملك اصبحت جيدة جدا..
في الصباح جاسر يذهب الى عمله وهي تذهب الى منزل والدها لمراعاة اخويها..

وفي المساء يلتقيان على العشاء حيث يصعدان بعدها الى غرفتهما ويتحدثان في الكثير من الامور المختلفة حتى تغفو ملك دون وعي اثناء حديثهما ويظل جاسر يتأملها بعشق بات يسيطر على كيانه بأكمله قبل ان ينام بجانبها وهو يشعر بالسعادة والاطمئنان..
جلنار ابتعدت عن طريقهما ولم تتدخل نهائيا بهما بالرغم من عدم رضاها عن ذهاب ملك الى منزل عائلتها يوميا وضيقها من مظهرها البشع بالنسبة لها..

سيلين سافرت ايضا الى عائلتها وقد ارتبطت ملك بعلاقة قوية مع زينة ورزان اما ريم فظلت مختفية ووالدها ما زال يبحث عنها..
في مساء احد الايام...
كانت ملك تجلس وتتحدث مع زينة ورزان وتضحكان سويا حينما تقدمت جلنار منهما وهي تهتف بقلق:
هو جاسر أتأخر ولا انا بيتهيألي..؟!
تطلعت الفتيات اليها لتقول زينة:
جايز عنده شغل ولا حاجة..
قاطع حديثها رنين هاتف ملك برقم غريب فإجابت بسرعة لتجد المتصل يسألها:.

حضرتك مدام جاسر الحسيني..؟!
ايوه انا، خير..؟!
سألته بقلق ليرد:
استاذ جاسر عمل حادثه وهو دلوقتي فالمستشفى..
سقط الهاتف من يدها وكادت ان تسقط ارضا لولا زينة التي لحقت بها وسندتها لتسألها جلنار بقلق:
فيه ايه..؟! مالك..؟!
ردت بصوت مذعور:
جاسر عمل حادثة وهو دلوقتي بالمستشفى..
ثم ركضت مسرعة وهي تقول بلهفة:
انا لازم اروحله..
لحقت بها زينة ورزان وكذلك جلنار التي اتصلت اثناء الطريق بكمال ابن عمه..

كانت ملك تبكي طوال الطريق بشكل هيستيري وهي تدعو الله ان يكون بخير..
دلفت الى المستشفى ليجدن كمال قد سبقهن فقام باستقبالهن واخبرهن انه ما زال داخل غرفة العمليات..
انهارت ملك بين احضان زينة التي اخذت تواسيها..
مر الوقت بطيئا حتى وجدت ملك والدها يتقدم نحوهم ومعه خالد الذي كان بجانب حامد وقت معرفته بحادثة جاسر..

ما ان رأت ملك والدها حتى ركضت نحوه واحتضنته بقوة وهي تبكي بعنف وسط صدمة خالد الذي لم يستوعب انهيارها بهذا الشكل لأجل جاسر..
حاول والدها تهدئتها مستغربا هو الاخر من انهيارها هذا فوجدها تقول وسط بكائها:
انا خايفة عليه اوي، مش عايزاه يموت، متخليهوش يموت يا بابا..

ادمعت عينا الاب وهو يحاول تهدئتها حينما خرج الطبيب واخبرهم انه بخير وان الحادثه لم تكن قوية كما انه سيتم نقله الى غرفة عادية وسيبقى في المستشفى عدة ايام حتى يشفى تماما..
تنهد الجميع براحة بينما اخذ خالد ينظر الى ملك التي عادت الحياة لوجهها واحتضنت والدها مخبأة وجهها داخل احضانه بينما اخذ والدها يفكر في شيء اخر..

هل احبت ملك جاسر..؟! تصرفاتها وخوفها عليه بهذا الشكل يشيران الى ذلك ولكن هل احبها جاسر ايضا..؟!
نظر الى ابنته بشفقة فهو اكثر من يعرف جاسر وذوقه في النساء، وبحكم معرفته به فمن المستحيل ان يحب جاسر ملك، لعن نفسه حينما وافق على ارتباط ابنته بجاسر فالمسكينة وقعت في حبه دون ان تدرك مدى سوء ذلك..
بحث بعينيه عن خالد فوجده قد غادر ليجلس ابنته على الكرسي ويجلس بجانبها محاولا تهدئتها ليجدها تقفز بسرعة:.

خلينا نروح نشوفه، زمانهم نقلوه الاوضة..
وبالفعل ذهبوا الى هناك ليجدونه نائما غير واعيا بأي شيء..
اقتربت ملك منه وأخذت تتأمله والدموع تهطل من عينيها بغزارة..
تحدث الطبيب بجدية:
الوقت متأخر ومينفعش كلكم تفضلوا هنا، لازم شخص واحد يفضل معاه..
انا، انا مراته وهفضل معاه..
قالتها ملك بسرعة ليبتسم لها الطبيب ويقول:
حقك طبعا، الباقي تقدروا تتفضلوا وتزوروه بكره، هو بخير، اطمنوا..

خرج الجميع بعد قليل تاركين ملك لوحدها مع جاسر والتي اخذت تنظر له بحزن يمزق قلبها..
جلست بجانبه وأمسكت يده وهي تقول بخفوت:
قوم من فضلك، بلاش تموت وتسيبني، انا مش عايزة اي حاجة مش كويسة تحصلك..
ثم وجدت نفسها تنحني نحو يده وتقبلها برقة قبل ان تلمس خصلات شعره السوداء..
ظلت جالسة على الكرسي حتى غفت عليه..
حل الصباح ليفتح جاسر عينيه اخيرا وهو يشعر بألم شديد في انحاء جسده..

التفت نحو اليسار ليتفاجئ بملك نائمة وهي جالسة على الكرسي..
نبض قلبه بعنف وهو يمد يده ويلمس يدها قبل ان يهمس بحب:
ملك..
جفلت من نومتها واخذت تتلفت يمينا ويسارا قبل ان تسأله برعب:
انت كويس..؟! فيه حاجة بتوجعك..؟!
قال بسرعة محاولا تهدئتها:
اهدي، انا بخير الحمد لله..
تنهدت براحة واخذت الدموع تتساقط من عينيها ليسألها بقلق:
بتعيطي ايه..؟!
ردت بوجع:
خفت يحصلك حاجة وحشة..
ابتسم وهو يقول:
انا كويس، متقلقيش..

مسحت دموعها وهي تلمس كف يده وتضغط عليه بدعم..
جاء الطبيب بعدها وفحصه وطمأنها عليه..
جاءت بعدها جلنار مع ابنتيها وكمال واطمئنا عليه وبقيا معه لوقت طويل..
ثم جاء بعدها حامد تبعه العديد من اصدقاء جاسر واقاربه..
لم يكن هناك وقت لهما كي ينفردا سويا فجاسر لديه العديد من الاصدقاء والاقارب الذين سارعوا لزيارته..
حل المساء ورحل الجميع لينظر جاسر الى ملك الذي ظهر الاجهاد عليها بوضوح فسألها:.

ليه مروحتيش مع كمال يا ملك..؟!
ردت بسرعة:
لا انا هفضل جمبك، مش هسيبك لحد ما تخرج..
قال بجدية:
بس انتِ تعبتي خالص..
ابتسمت له وقالت:
انا كويسة ومتقلقش..
رن هاتفها فوجدت خالد يتصل بها، ارتبكت قليلا واجابته:
مساء الخير، اه الحمد لله بقى كويس، ايه..؟!
نظرت الى جاسر وقالت:
لا مينفعش..
تطلع جاسر اليها بشك بينما اكملت هي بتلعثم:
قلتلك مينفعش، تصبح على خير..
ثم اغلقت الهاتف في وجهه ليسألها جاسر بجمود:
مين..؟!
ردت بصدق:.

خالد..
عاوز ايه..؟!
اجابته بتوتر:
كان عايز يشوفني ويتكلم معايا فحاجة مهمة..
اغمض جاسر عينيه بإرهاق ثم فتحها وقال:
اتمنى انوا متتكلميش معاه تاني ابدا يا ملك احتراما ليا على الاقل..
قالت بسرعة:
انا فعلا مش بتكلم معاه ولا بشوفه، واظن انوا اما اتصل بيا دلوقتي رديت عليه قدامك..
اومأ برأسه متفهما وقال:
عارف، انا بثق فيكي اصلا وبثق فأخلاقك..
ابتسمت بإضطراب قبل ان تقول بجدية:.

نام وارتاح بقى، الدكتور قال مش لازم تجهد نفسك بالكلام..

كانت تقلب في مواقع التواصل الاجتماعي بملل حينما رأت خبر اصابته بحادث سيارة فقفزت من مكانه بهلع لتسألها صديقتها:
مالك يا ريم..؟!
اجابتها ريم بصوت متحشرج:
جاسر يا نور، جاسر عمل حادثه..
اقتربت نور منها محاولة تهدئتها:
طب اهدي يا حبيبتي، اهدي..
قالت ريم بذعر:
اهدى ازاي، انا خايفة تكون حالته خطيرة، انا لازم اروحله..
قالت نور بسرعة:
تروحيله فين..؟! انتِ اتجننتي..؟!
ردت ريم بقوة:.

مش مهم اي حاجة، المهم اطمن عليه..
عارضتها نور:
ريم بلاش جنان، لو ظهرتي دلوقتي محدش هيرحمك، ومتنسيش كمان انوا اتجوز اختك. ،
قالت ريم بضيق:
ميهمنيش اي حاجة، المهم اني اطمن عليه، واني اشوفه وهو كويس، وانا هعتذرله وابوس ايديه عشان يسامحني، انا ممكن اموت لو حصله حاجة..
حاولت نور تهدئتها فقالت:
طب اهدي دلوقتي، اهدي وكل حاجة هتبقى تمام..

مرت العديد من الايام وخرج جاسر من المستشفى وبدأت الحياة تعود لطبيعتها..
ظل جاسر مقيما في المنزل بأوامر الطبيب حتى يستعيد عافيته تماما وكانت ملك المسؤولة عن رعايته..
في احدى الليالي كانت ملك تؤدي فريضتها بينما جاسر يقف بعيدا يتأملها بدهشة فهذه المرة الاولى التي تصلي بها امامه، انتهت ملك من صلاتها لتتفاجئ به ينظر اليها بطريقة غريبة..
بتبصلي كده ليه..؟!
سألته متعجبة من نظراته تلك فأجابها بجدية:.

مكنتش اعرف انك بتصلي..
ردت بإستخفاف:
حد قالك اني ملحدة قبل كده..
وجدته يقول بصدق:
اصل دي اول مرة اشوف فيها حد بيصلي..
صاحت بعدم تصديق:
نعم..؟!
ثم سألته بدهشة:
عمرك مشفت حد بيصلي..؟! مامتك او باباك او وحدة من اخواتك..؟!
هز رأسه نفيا وهو يجيب:
لا، مظنش انوا امي او اخواتي بيصلوا اصلا..
قالت بتعجب:
غريبة..
ايه اللي غريب فكلامي..؟!
اجابته بصدق:.

المفروض انكوا تصلوا طالما مسلمين، طب انت معروف ليه مش بتصلي، بس مامتك واخواتك ليه..
حاول تغيير الموضوع فسألها:
انتِ بتصلي من زمان..؟!
أومأت برأسها وهي تجيبه:
من اكتر من عشر سنين، انا وعدت ماما اني التزم فصلاتي دائما، وبابا كمان وعدها والتزم..
ثم اردفت بأسف:
ريم الوحيدة اللي مبتصليش، مع انوا ماما حاولت معاها كتير وانا حاولت..
اكملت وهي تبتسم بحب:.

اصل الصلاة دي مريحة اوي يا جاسر، بتخليك تحس انك انسان جميل وتخليك تحب نفسك..
صمت ولم يرد عليها ليتفاجئ بها تخبره:
جاسر ممكن اطلب منك طلب..؟!
اومأ برأسه وهو يجيبها:
اكيد، اطلبي اللي انتي عايزاه وانا هنفذهولك..
قالت وهي ترسم على شفتيها ابتسامة بريئة سحرته:
ممكن تبطل شرب وعلاقات حرام، حرام تضيع نفسك بسبب حاجات متستاهلش إنك تضيع نفسك عشانها..
وعندما لم تجد ردا منه اكملت بطفولة:
النار بتحرق اووي يا جاسر..

وجدته يبتسم رغما عنه لتعقد حاجبيها وهي تسأله بضيق:
انت بتستهزء فكلامي، بكره ربنا يعاقبك وتفتكرني..
رد بسرعة وقد اختفت ابتسامته:
مين قال اني بستهزء..؟! عالعموم طلبك على عيني وعلى راسي، وفعلا انتِ معاكي حق، مفيش حاجة تستاهل اضيع نفسي عشانها..
تنهدت براحة وهي تتجه نحو الفراش لتنام لتتفاجئ به يخبرها:.

ملك، انا ملمستش ست من بعد اول ليلة ففرحنا، دي كانت اخر مره المس فيها ست، بعدها مقدرتش اقرب من اي ست، حاولت ومعرفتش..
ابتلعت ملك ريقها وهي تشعر بشيء خفي وراء اعترافه هذا..

استيقظت ملك صباحا لتجد جاسر يقف امام المرأة مرتديا ملابس الخروج ويسرح شعره لتسأله بجدية:
هتروح الشركة..؟!
اجابها وهو يبتسم لها:
ايوه خلاص، فترة النقاهة انتهت..
ابتسمت له وقالت:
يبقى انا كمان هروح بيتنا، اصلي بقالي كتير مزرتش اخواتي..
طب غيري هدومك بسرعة وانا هوصلك..
قفزت من فوق السرير واتجهت مسرعة لتغير ملابسها..

ارتدت ملابس الخروج وسارت مع جاسر حيث هبطا الى الطابق السفلي ليجدا رزان تنظر لهما بتوتر فسألها جاسر:
مالك يا رزان..؟! فيكي ايه..؟!
ردت رزان بتلعثم:
فيه ضيفه جوه..؟!
سألها جاسر بحيرة:
ضيفة مين..؟!
لينصدم من ريم التي تقدمت نحويهم وهي تهتف بخجل:
انا يا جاسر..

29-01-2022 10:42 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [6]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية ملك عمري
نوفيلا ملك عمري للكاتبة سارة علي الفصل السابع

نظرت ريم الى جاسر وملك بضيق قبل ان تقول بوداعة:
جاسر ممكن نتكلم..
همت ملك بالتحرك عائدة الى غرفتهما وهي تتمتم:
عن اذنكم..
الا ان جاسر مسك يدها وأوقفها بجانبه لتنظر ريم الى يديهما بكره قبل ان تقول بجدية:
لوحدنا، نتكلم لوحدنا..
رد جاسر وهو ينظر بقوة الى عينيها:
اولا ملك مراتي ومعنديش حاجة اخبيها عنها، ثانيا احنه مفيش كلام بينا..
قالت ريم بسرعة وانفعال:.

لا فيه يا جاسر، احنه لازم نتكلم، جاسر انا بحبك واسفة..
شعرت ملك بقلبها ينشطر الى نصفين عندما سمعت اعتراف اختها بينما قاطعها جاسر بغضب:
ريم الزمي حدودك، انا دلوقتي جوز اختك، احترمي ده على الاقل..
قالت ريم:
انت اتجوزتها عشان الفضيحة مش حبًا فيها، انت بتحبني..
حررت ملك كف يدها من يده وتحركت راكضة الى غرفتها بيمنا تطلع جاسر اليها بضيق وقال بصراحة مطلقة:.

انا عمري محبيتك يا ريم، ارتباطي بيكي كان غلطة والحمد لله انها مكملتش، تقدري تفضلي دلوقتي وبالنسبة لهروبك يوم فرحنا فاعتبريني سامحتك عليه، وياريت تتفضلي دلوقتي من غير مطرود..
تطلعت ريم اليه بعينين دامعتين قبل ان تخرج مسرعة من المنزل محاولة اخفاء دموعها بينما نظر جاسر الى رزان الساهمة بضيق قبل ان يعود الى غرفته عائدا الى ملك..

صعد اليها ليجدها واقفة امام النافذة تتطلع خارجها بشرود، اقترب منها وهو يهتف اسمها بخفوت ليجدها تتحدث وكأنها تكلم نفسها:
كان عندي 13 سنة لما ماما ماتت، ماما كانت مريضة قلب، الدكاترة حذروها انها تخلف تاني من بعدي بس هي اصرت تخلف عشان تجيب لبابا ولد يشيل اسمه، مفكرتش فأي حاجة غير انها تحقق حلم بابا، وحملت وجابت الولد اللي بابا كان نفسه فيه بس مستحملتش وماتت..

صمتت قليلا قبل ان تكمل وهي تلتفت نحو جاسر الذي كان يستمع اليها بإهتمام:
ماتت وسابت علي ومنى، منى اللي بابا سماها على اسم امي عشان يحس انها لسه عايشة بينا، بقينا لوحدنا، وحسينا بوحدة فظيعة، انا اكتر وحده حسيت بالوحدة لاني كنت قريبة جدا من ماما ومتعلقة بيها بشكل غريب عكس ريم اللي كانت تعلقها فيها عادي مش اوفر يعني..
ابتلعت ريقها وهي تحمل:.

فضلت اسبوع فأوضتي، مقدرتش احضر العزا ولا قدرت اتكلم او اكل، لحد ما فيوم سمعت صوتهم وهما بيعيطوا، بابا كان تعبان اوي ومس مستوعب انوا خسر حب حياته، وريم كانت فعالمها الخاص، شغلها وصحابها، مكانش فيه غيري، رحتلهم وشلتهم وقعدت اهدي فيهم، مصحتش المربية اللي بابا جابها عشانهم، حسيت انوا دي مسؤوليتي انا، ومن ساعتها قررت اني اكون ام ليهم واني اكون مسؤولة عن كل حاجة تخصهم..

صمتت قليلا والذكريات تتدفق امام عينيها:
كانوا بيكبروا قدام عيني وانا كنت بكبر معاهم، اهملت كل حاجة وركزت على حاجتين اخواتي ودراستي، رغم انشغالي بيهم بس كان عندي حلم اني اخش كلية من كليات القمة، وفعلا اجتهدت وجبت مجموع يدخلني كلية الصيدلة، بس قالولي انوا دراستها صعبه ومش هلحق عليها خصوصا انوا اغلب وقتي كان لأخواتي اللي كل ما بيكبروا اكتر كل ما مسؤوليتهم بتزيد اكتر، فقررت ادخل كلية ألسن..

ابتسمت بألم:
كنت بسمع الكل بيتكلم عني وعن شكلي، لبسي اللي مكنتش مهتمة بيه، كنت بلبس اي حاجة قدامي واخرج، شعري اللي كنت بسرحه بسرعة واجمعه، وشي اللي مش بحط عليه ميك اب، نظارتي اللي مش بقلعها لاني مش بشوف من غيرها اصلا..
ادمعت عيناها وهي تكمل:.

بس مكنتش مهتمة نهائي، من انا وصغيرة مكانش شكلي من ضمن اهتمامي، عمري مبصيت للشكل، ولا اهتميت فيه، دي كانت طبيعتي من انا وصغيرة، وكبرت واستمريت كده، كنت سايبه نفسي على طبيعتي رغم انوا كتير كانوا بيسخروا مني ومن شكلي ولبسي، حتى ريم كانت متدايقة مني بسبب الموضوع ده، بس انا مكنتش مهتمة يا جاسر..
اشارت الى نفسها وهي تكمل:.

انا بحب نفسي كده، برتاح كده، مش بشوف نفسي غير كده، انا مش بيهمني حد، ولا رأي حد، واللي مش بيحبني وانا كده يبقى مش عاوزاه يحبني اصلا..
خلصتي..؟!
سألها وهو يبتسم بهدوء لتومأ برأسها وهي تخبئ دموعها، اقترب منها حتى وصل امامها ولم يعد يفصل بينهما الا سنتيمترات قليلة:
تعرفي انك فنظري اجمل بنت فالدنيا، وانوا ستات العالم كلها ميجوش حاجة جمبك، تعرفي اني مبقتش اشوف ست فالدنيا غيرك..
قاطعته بذهول:
ليه..؟!

اجابها بجدية:
لانوا اللي بيحب حد بجد بيشوفه اجمل شيء فالكون، مش بيشوف غيره اصلا..
بيحب..؟!
نطقتها بعدم تصديق ليومأ برأسه وهو يعترف اخيرا بما خبأه طويلا:
ايوه بيحب، انا بحبك يا ملك، بحبك..
شعرت بقلبها ينبض بعنف بينما لسانها يرفض ان ينطق بحرف واحد، ظل يتأمل جمودها وذهولها بهدوء قبل ان يكمل بجدية:.

انا مش هطلب منك رد دلوقتي، انا هسيبك على راحتك، مش هضغط عليكِ ابدا، بس لازم تعرفي اني بحبك جدا، بحبك لدرجة صعب تتخيلها..
ثم طبع قبلة دافئة على جبينها وهم بالتحرك خارج الغرفة عندما وجد رزان تطرق الباب وتدخل وهي تهتف بإبتسامة متشنجة:
سيلين جات يا ابيه، هي تحت وعاوزة اطمن عليك..
تطلع جاسر الى ملك التي سيطر الوجوم على ملامحها ليهتف بملل:
مش هنخلص النهاردة، هنزل اشوفها..

ثم تحرك خارج الغرفة تاركا ملك تتابع اثره بقلق وهي تفكر في سيلين من جهة وفي ريم من جهة اخرى..

هبط جاسر الى الطابق السفلي ليجد سيلين تتحدث مع والدته والتي ما ان لاحظت ولوجه الى الداخل حتى قفزت نحوه واحتضنه لكن جاسر دفعها برفق فإرتبكت وهي تقول بحب ظهر جليا في نظراتها:
حمد لله على سلامتك يا جاسر..
ابتسم جاسر بتصنع وقال:
الله يسلمك..
قالت جلنار بنبرة ذات مغزى:
سيلين جات من بره مخصوص عشانك، سابت كل حاجة وراها عشان تطمن عليك..
ابتسم ببرود لترد سيلين:.

طبعا وانا عندي كام جاسر، وهفضل هنا كمان، هستقر يعني..
حل الوجوم على ملامح وجهه وهو يتمتم بصوت غير مسموع:
كملت..
روحي يا سيلين ارتاحي فإوضتك..
ابتسمت سيلين لجلنار وسارت متجهة نحو غرفتها بينما استدار جاسر لوالدته وسألها:
هي ايه الحكاية..؟! يعني ايه هتستقر هنا..؟!
ردت جلنار بجدية:.

متمثلش انك مش فاهم حاجة يا جاسر، انت عارف انوا سيلين بتحبك ومن زمان كمان، وهي اكتر واحدة مناسبة ليك بعد ما تطلق ملك، اديك جربت وخطبت ريم على مزاجك وشفت طلعت ايه، سيبني اخترلك وحدة على مزاجي المرة دي..
قال جاسر باندفاع:
مين قال اني هطلق ملك..؟!
نهضت جلنار من مكانها وقالت:
ده كان اتفاقنا من الاول، كام شهر وتطلقها..
رد جاسر بحزم:
الاتفاق ده ملغي بالنسبالي، انا مش هطلق ملك، وهي هتفضل مراتي لاخر يوم فعمري..

صرخت جلنار بلا وعي:
نعم، المتخلفة دي تبقى مراتك..
قاطعها بغضب عارم:
إياكِ تغلطي فمراتي او تتكلمي عنها بالشكل ده، ملك خط احمر بالنسبالي، مش مسموح لأي حد يتخطاه..
نظرت جلنار اليه بعدم تصديق ليكمل بحسم:
لو دايقتيها فأي كلمة فأنا ساعتها هاخدها واسيبلك البيت باللي فيه، فلو عاوزانا نفضل هنا يبقى تحترميها وتحبيها كمان..
ثم خرج مندفعا من المنزل تاركا والدته في اوج صدمتها..

صفعة قوية تلقتها ريم على وجهها جعلت الدموع تفر من عينيها..
حقيرة، انتِ عارفة عملتي فينا ايه، دمرتينا كلنا، ودمرتي حياة اختك..
قالها حامد بغضب وكره كبيرين لتجثو على ركبتيها امامه وهي تهتف برجاء:
سامحني يا بابا، انا عارفة مدى غلطي، واوعدك اني هصححه..
ازاي يا هانم..؟!
سألها بغضب تحت انظار خالد الذي كان يتابع الوضع بضيق لترد بجدية:.

جاسر بيحبني وهيسامحني لما يعرف السبب اللي هربت عشانه، وساعتها هيطلق ملك ويرجعلي وكل حاجة هتتحل..
صاح حامد بعدم تصديق:
انتِ اتجننتي..؟! ده جوز اختك، يرجعلك ازاي..؟! عاوزة تتجوزي الراجل اللي اتجوز اختك..؟
قالت بسرعة:
مهو هيطلقها، وهو اتجوزها عشان الفضيحة، يعني جواز مصلحة..
تدخل خالد فالحوار قائلا:
ريم معاها حق، هو ده الحل الصحيح، جاسر يرجع لريم وانا اتجوز ملك، كل واحد ياخد مكانه الصحيح...

تطلع حامد اليهما وهو يهتف بعدم تصديق:
انتوا تجننتوا..؟!
ثم اكمل:
اللي بتفكروا ده مستحيل يحصل..
ليه..؟!
سأله الاثنان بعدم فهم ليرد بنبرة ذات مغزى:
انتوا لسه متعرفوش طبيعة العلاقة بين جاسر وملك وصلت لفين عشان تبقوا واثقين من انهم هيرجعوا ليكم..
قال خالد بسرعة:
جواز جاسر وملك عالورق بس، يعني مفيش حاجة حصلت بينهم لسه..
ابتسمت ريم بسعادة بينما صرخ حامد بجنون:
كفاية بقى، انت بأي حق تتكلم بحاجة زي كده..؟!

رد خالد ببرود:
ده وعد ملك ليا من اول يوم، وانا واثق من انها مستحيل تتراجع عنه..
خرجت ريم مسرعة من الفيلا بعدما حملت حقيبتها بينما نظر حامد الى خالد بضيق قبل ان يصرخ به:
اخرج بره..

كانت هبة اب خالة ملك تجلس على الكنبة في غرفة ملك بينما الاخيرة تسير ذهابا وايابا وهي تغمغم بضيق:
مستحيل، جاسر مش بيحبني، هو بيكدب، وانا مش بحبه، انا بحب خالد ومن زمان كمان..
زفرت هبة انفاسها بضيق ثم صرخت بها بملل:
كفاية خيلتيني، اقعدي بقى..
جلست ملك امامها وهي تهتف بوجع:
انا بحب خالد يا هبة، مستحيل اكون بطلت احبه..
ابتسمت هبة وقالت بجدية:.

مفيش حاجة اسمها مستحيل يا ملك، اولا القلب قلاب، ثانيا مين قال انك كنتي بتحبي خالد اصلا..؟!
تطلعت اليها ملك بدهشة وسألتها:
انتي تقصدي ايه..؟!
قالت هبة بثقة:.

نتكلم بصراحة ومن غير زعل، انتِ من ساعة ما كبرتي ودخلتي الثانوية مكنتيش مهتمة بنفسك خالص، حياتك كلها كانت لأخواتك والدراسة، بالتالي مفيش شاب بصلك او اهتم بيكي، خالد الوحيد اللي اعجب بيكي، خالد الوحيد اللي اعترفلك بحبه، تخيلي اما بنت مفيش شاب واحد اهتم بيها او شاف طيبة قلبها وجمالها من جوه ويجي واحد يشوف كل ده ويحبها زي ماهي، طبيعي هتنجذب ليه وهتحس نفسها انها حبته، لكن ده مش معناه انها بتحبه فعلا، ممكن تكون بتحبه وممكن تكون حبت حبه ليها، جبت اهتمامه بيها اللي ملاقتهوش عند اي شاب تاني، حبت انوا قرب منها وحس بيها..

تطلعت ملك اليها بحيرة قبل ان تسألها:
يعني انا محبتش خالد..؟!
ردت هبة بجدية:
لو كنتي حبيتي خالد بجد مكنتيش حبيتي جاسر اصلا..
سألتها ملك بإرتباك:
مين قال اني بحب جاسر..؟!
ردت هبة:
تقدري تقوليلي تدايقتي ليه لما شفتي ريم قريبة منه..؟! خفتي ليه من رجوع سيلين..؟! فرحتي ليه لما قرب منك وباسك، مبسوطة ليه لما بتتكلمي معاه، مش ده كلامك اللي انتي قلتيه بنفسك..؟!
أومأت ملك برأسها وقالت:.

ايوه انا قلتلك كده بس ده ممكن يكون تعود..
ردت هبة بضيق:
مفيش حاجة اسمها تعود، التعود ميخلكيش تحسي بالسعادة لمجرد انوا باسك، لو مكنتيش بتحبيه مكنتيش هتتقبلي قربه منك، التعود ميخلكيش تغيري عليه، انتي بتغيري عليه يا ملك، بتغيري عليه من ريم وسيلين، اعترفي لنفسك بده بقى وريحي دماغك..
حتى لو كان كلامك صحيح، مين قال انوا جاسر فعلا بيحبني..؟! مش يمكن يكون غلطان فإحساسه..؟!

صاحت هبة بضيق وهي تكاد تشد شعرها من شدة الجنون:
الطم، انا هلطم بجد، هو جاسر ده عنده 16 سنة عشان يغلط فإحساسه، هو مراهق مثلا ومش عارف يحدد شعوره، ده عنده فوق الخمسة وثلاثين سنة، وعرف ستات قد شعر راسه، هيغلط ازاي فإحساسه، مش كل الناس خايبة زيك ومش عارفة تحدد مشاعرها..
رمقته ملك بعدم اقتناع وقالت:
مش يمكن يكون بيجاملني او بيراعي شعوري، مهو مفيش سبب يخليه يحبني..؟!
صاحت هبة بها:.

يجاملك ايه ويراعي زفت شعورك ايه..؟! هو الموضوع ده فيه مجاملة..؟! انتي هتجنني..؟! واحد يجامل وحدة يقولها بحبك، ملك فوقي لنفسك بقى، ثانيا الحب لمًا بيجي بيجي من غير سبب، بيجي لوحده كده..
سألتها ملك ببراءة وأمل:
يعني هو بيحبني بجد..؟!
أومأت هبة برأسها وقالت وكأنها تقنع طفلة صغيرة:
بيحبك وبيعشقك كمان..
ابتسمت ملك بسعادة لكن سرعان ما اختفت ابتسامتها وهي تقول بألم:.

بس الحب ده مستحيل يكمل، لانوا ريم بتحب جاسر، وانا لا يمكن اعيش مع واحد اختي بتحبه..
جحظت عينا هبة وهي تستمع لحديث ملك الصادم قبل ان تقول بإنفعال:.

كفاية بقى، لا بجد كفاية بقى، ريم ايه وزفت ايه..؟! هي ريم عمرها فكرت او اهتمت فيكي، كفاية بقى يا ملك، كفاية بجد، انتي عاوزة تضيعي الراجل اللي بتحبيه وهو بيعشقك عشان ريم، يعني لو ريم كانت مكانك كانت ضيعت جاسر عشانك، كفاية تضحية ومثالية فارغة، فوقي لنفسك بقى وعيشي حياتك. ،
اجفلت ملك من انفعال هبة وادمعت عيناها لتحاول هبة تهدئة نفسها وهي تمسك ملك الدامعة من يدها وتهتف بجدية:.

ملك حبيبتي، ريم دي شيليها من دماغك، جاسر جوزك انتي وبيحبك انتي، ريم لو كان عندها شوية ضمير مكانتش هربت وحطتك فموقف زي ده، دي مفكرتش فيكي ولا فأبوها ولا فالفضيحة اللي كان جاسر ممكن يسببها ليكم، وحدة زيها مينفعش تفكري فيها اصلا، متزعليش مني بس انتي اكتر واحدة تعرفي ريم وتعرفي أنانيتها، فبلاش تحسسيني انها الضحية المسكينة..
طب وخالد..؟!
سألها ملك بحيرة لترد هبة بتعجب:
ماله..؟!
اجابها ملك بدموع:.

انتي ناسية وعدي ليه..؟! انا كده خنته وخدعته..
رمقتها هبة بنظرات ضيقة قبل ان تهتف بحسم:
خالد ده تنسيه تماما، تمحيه من دماغك لانوا كلامك معاه يبقى خيانة لجوزك، ثانيا انتي مبتحبيهوش، انتي بتحبي جاسر، مش ذنبك انك حبيتي الراجل اللي اتجوزتيه، ولا ناوية تضحي عشان خالد وترجعيله وانتي اصلا بتحبي جاسر، كده تبقي عقدتي الامور اكتر ودمرتي خالد وجاسر لانوا الاول هيعيش مع وحدة مش بتحبه والتاني هيخسر حبيبته..

نظرت اليها ملك مليا واخذ كلام هبة يدور عدة مرات داخل رأسها..

اندفعت ريم الى مكتب جاسر رغم محاولات السكرتيرة لمنعها لينتفض جاسر من مكانه وهو يهتف بضيق:
انا مش قلت مش عايز حد يدخلي..
قالت ريم بإصرار:
لازم تتكلم وتسمعني..
اشار جاسر الى السكرتيرة كي تخرج ليجد ريم تخرج مجموعة من الصور وترميها امامه وهي تهتف بدموع:
عايز تعرف سبتك ايه، انا سبتك بسبب دول..؟! مقدرتش اتحمل خيانتك ليا، وخفت اواجهك تجبرني اتجوزك غصب عني خصوصا اني عارفة نفوذك..

نظر جاسر الى الصور واجاب بهدوء:
عارف، ملك حكتلي كل حاجة، بس للمعلومة فقط الصور دي كانت قديمة، قبل خطوبتنا انا وانتي..
سألته ريم بدهشة:
يعني ايه..؟! يعني انت مخنتنيش بعد خطوبتنا..
رد جاسر بهدوء:
انا عندي علاقات كتير اوي يا ريم، لكن كلها انتهت من حياتي لمًا خطبتك...
قالت ريم بألم:
عشان بتحبني..
هز رأسه نفيا وهو يجيبها بصراحة مطلقة:.

لا يا ريم، مش عشان بحبك، عشان انا متعودتش اخون الست اللي هرتبط بيها، هي دي كل الحكاية، لكن حب فأنا محبتكيش، كل الحكاية اني انجذبت ليكي خصوصا بعد ما فضلتي تطارديني فكل مكان وتحاولي تقربي مني بكل الطرق، اعجبت بيكي وبجمالك وحسيت انك مناسبة ليا كزوجة، لكن كل حاجة تغيرت بعد هروبك..
حاجة ايه اللي تغيرت..؟! انت عايز تقولي ايه..؟!
سألته بنبرة مرتجفة ليرد بعدما اطلق تنهيدة صريحة:.

اللي عايز اقولهولك اني بحب ملك، واني عايزها هي وبس..
صاحت بعدم تصديق:
ملك، بتحب ملك..؟! انت اتجننت..؟! انت واعي لللي بتقوله..؟! بتحب ملك..؟! هي فيها حاجة تتحب اصلا..؟! دي لا شكل ولا مضمون..
تطلع اليها جاسر بكره وقال:.

مكنتش اتخيل انوا فيه وحدة تتكلم عن اختها بالشكل ده، حقيقي كل يوم بكتشف فيكي صفة اسوء من اللي قلبها، وملك دي عندي تساوي الدنيا كلها، وشكلها اللي مش عاجبك فأنا بعشقه لدرجة اني مش بشوف ست غيرها، اما المضمون فهي مفيش فنظافتها من جوه ولا رقتها واحساسها وحس المسؤولية اللي عندها. ،
ضحكت ريم بعدم تصديق وقالت:
ده انت بتقول فيها شعر، ده انت عمرك مقلتلي ربع الكلام ده..
رد جاسر بإبتسامة عاشقة:.

لانها ملك يا ريم، كلامي ده قليل عليها وعاللي بحسه اتجاهها..
حركت كفي يديها امامه وهي تهتف بذهول:
جاسر، انت واعي للي بتقوله..؟!
ابعد كفي يديها بنفور وقال:
دي اكتر مرة اكون واعي فيها..
صمتت لثواني قبل ان تقول بحقد:
طب انت بتحبها، هي بقى بتحبك..؟!
توترت ملامحه قليلا قبل ان يجيب بهدوء:
دي حاجة خاصة بينا..
قاطعته بجدية:.

لا مش خاصة، انت عارف ومتأكد انها مش بتحبك وانها بتعشق خالد، كلنا عارفين الكلام ده، دي بتحبه من لمًا كانت طفلة صغيرة، حبه كبر معاها..
كفاية بقى، انا مسمحلكيش تتكلمي عن مراتي بالشكل ده..
ردت عليه بإبتسامة باردة:
لو عاوز تحاسب حد روح حاسب مراتك اللي قالت لخالد ووعدته انوا جوازكم هيفضل عالورق وبس، وانها مش هتخليك تقرب منها، هو مش جوازكم لسه عالورق ولا انا غلطانة..

اتسعت ابتسامتها وهي تشاهد الجمود الذي سيطر على ملامح وجهه..



المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 6994 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 4052 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 3100 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 2971 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 3416 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، عمري ،


 





# فنون # مشاهير # صحة # منوعات # الأطفال # English # تفسير الأحلام ثقافة # قصص # سيارات Cars # صور # تقنيات # الاجهزة الالكترونية # المطبخ # كلام فى الحب # أبراج # رياضة # ازياء # حكم وأقوال تطوير الذات# خلفيات # صور بنات # مشاهير # ديكور # صباح الخير # مكتوب برقيات شهر رمضان # جمعة مباركة # حب رومانسية # عيد # ادعية # خلفيات كرتون # منوعات # موضة # الأم # أطفال # حيوانات # صور ورد # اكلات # New Year # مساء الخير # اللهم صلي علي النبي # القران الكريم # صور نكت # عيد ميلاد # اعلام # سيارات # تهنئة الخطوبة # حروف واسماء # الغاز # صور حزينة # فساتين # هدايا # خلفيات النادي الاهلي # تسريحات شعر # الاصدقاء # بوستات نجحت # خلفيات نادي الزمالك # حب رومانسية # تهنئه # ازياء # صور بنات # صوره وكلمه خلفيات # كرتون # بروفايل رمزيات # دينية # سيارات # مضحكة # أعلام # مسابقات # حيوانات # ديكور # أطفال # أكلات # حزينة صور شباب أولاد ر# صور # الطب و الصحة # مقالات عامه # CV المشاهير # وصفات الطبخ # العناية بالبشرة غرائب وعجائب # قصص روايات مواعظ # صور حيوانات # وصفات الحلويات # الرجيم والرشاقة # نكت مضحكة # صور خلفيات # العناية بالشعر # شروحات و تقنيات # videos # Apps & Games Free # موضة أناقة أزياء # سيارات # ديكور # رعاية الأطفال # نصائح المطبخ # موبايل جوال # الفوركس # التعليم والمدارس # الحمل و الولادة # اخبار الرياضه # وظائف # صحة المرأة # حوادث # صور بنات # صور اطفال # مكياج و تجميل # عناوين بنوك شركات محلات مطاعم # العاب الغاز # عيد # كلمات الاغانى # اشغال فنيه واعمال يدويه # مصر # أشعار خواطر # للنساء فقط # للرجال فقط # صور شباب # علاج النحافه # رسائل SMS # أكلات نباتية - Vegetarian food # برامج الكمبيوتر # المراهقة # جمعة مباركة # blogger # رعب # لعنة العشق # حب # اسلامية # قاسي ولكن أحبني # أحفاد أشرار الحرب لأجلك سلام # أسمى معاني الغرام # حقيقية # لقد كنت لعبة في يده # ملهمة # أباطرة العشق # عربية # حب خاطئ # لست مميزاً # من الجاني # مشاهير # راقصة الحانة # اغتصاب طفلة # عاشقان يجمعهم القدر # الطريق الصعب # خيال علمي # أشواك الحب # تاريخ # سجينة ثوب الرجال # لروحك عطر لا ينسى # أطفال # عشق وانتقام # لازلت أتنفسك # لقاؤنا صدفة # للحب معان أخرى # خاتم سليمان # ممن أنتقم # نجاح # أبواب وهمية # حلمى فى صفيحة قمامة # فيلم # مجنون بحبك # بين شباكها # حزينه # رحلات جوليفر # عذاب قسوته # عندما ينادي الشيطان # لعنة حبك # مريم وامير # هدوء في قلب العاصفة # الحاسة السادسة # المشعوذة الصغيرة # عباقرة # لوعة العشق # حروب # قدر بالإجبار # بنات مضحكه# فوركس Forex# صحتك # الصور والخلفيات # الطبخ والحلويات # منوعات # اخبار الفن # القصص و الروايات الألعاب الرياضية # الحياة الزوجية # أزياء وملابس # الأم و الطفل # دراسات لغات # افكار منزلية # انترنت تكنولوجيا # صفات الابراج # حيوانات ونباتات # تفسير الاحلام # معانى الاسماء # خواطر و اشعار # الكون والفضاء اجمل نكته# Mix # Forex # youtube # foods # Kids # Health education # stories # News # kitchen # woman # Famous # Sport # Animals

-------

الساعة الآن 05:12 صباحا