أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتدى جنتنا، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .





رواية حطام فريدة

دلو من الماء سقط فوق رأسها وهي تسمع صوته خلفها لتقول بارتباك: ها ده أنا بلعب خالتو قالتلي متعمليش حاجة جيت ألعب في تليفو ..



22-01-2022 07:46 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [7]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية حطام فريدة
نوفيلا حطام فريدة بقلم زينب محمد و آية عبد العليم الفصل الثامن

استقل سيارته عائدًا إلى الإسكندرية، وملامح وجهه حزينة بعدما فقد آخر ذرة أمل في توطيد علاقته بها، تذكر انهيارها، وصراخها بهما، لم يقوَ على مواجهتها، وجد أنه من الأحسن الهروب من عينيها التي كادت أن تقتله بعدما رأى بهما الغضب والخذلان، زفر بحنق وقام بضرب المقود بيديه بقوة وهو ينعت نفسه: غبي، مكنش لازم تنساق معاه في الكلام...

أما خالد فكان في حالة هياج شديدة، يحاول الوصول إلى غرفتها ووالديه وجدته يقفون له بالمرصاد، لم يتزحزحوا ولم يؤثر بهم تهديداته وكلامه اللاذع، أما هي فكانت تنتحب بقوة في غرفتها...
_ بقولكوا اوعوا، هو أنا هاكلها، أنا هاتكلم معاها بس.
دفعته والدته قليلًا وقالت: يابني اطلع فوق أنت مش سامع عياطها وصراخها، مش وقته.
ردد والده مؤكدًا على حديث زوجته: آه كلام أمك صح، ابعد يا خالد، البنت عاوزين نشوفها مالها.

عقد ذراعيه وهو يحاول الحفاظ على صبره ليقول: آه طيب يالا خلوني اعدي وندخل نشوفها.
تدخلت جدته بحديثها الحاد: ما هي عمرها ماتفتح طول ما حضرتك موجود، اتفضل اطلع فوق .
حسنًا، لم يعد يستطيع السيطرة على نفسه أو لجم لسانه حتى، فهتف بصوت جهوري قوي حاد وغاضب: أنتوا مالكوا أصلًا، بتدخلوا في حياتنا ليه، مالكوش دعوة بينا، اطلعوا بقى برة حياتي وحياتها، قوتوها عليا بعد ما كانت تحت طوعي، بتخرجوني عن شعوري بمخططاتكوا دي، عاوزين عمار الزفت يخطبها وفاكرينه مثالي وهو ازفت وألعن مني مليون مرة، ابعدوا بقى.

تقدم والده منه ووقف أمامه وهو يتحدث بغضب: أنت شخص مش محترم، والظاهر إن فعلًا معرفتش اربيك.
تقدمت سميرة من رأفت وجذبته بعيدًا عن ذلك الثائر،ثم وقفت هي أمامه لتهمس بكلام يرشق بصميم قلبه: لو عاوز تدخل، ادخلها، بس متبقاش تزعل ولا من كلامها ولا نظراتها ليك، وعلى فكرة بقى احنا ولا خططنا ولا نيلنا وهي قويت وبعدت عنك، لما حست إنه مفيش رجى منك، وديل..
التوى فمها بتهكم وتحدثت بسخرية: أظن أنت فاهم.

اختصر هو الآخر تلك المسافة بينهم، ثم تحدث بهمس حاد ووجه أحمر من شدة غضبه: وعشان أنتي جدتي، مش هاعقب على كلامك اللي زي السم ده.
أنهى كلامه ثم تقدم من باب غرفتها، ثم أخرج مفتاح من جيب بنطاله وقام بفتح الباب بكل سهولة، تحت دهشتهم وأعينهم الجاحظة من وقاحته وجرائته، استفاقوا على إغلاق الباب بقوة في وجوههم، ففزعت سميرة ثم قالت: طب والله يا رأفت فعلًا أنت معرفتش تربيه، شوفوا الواد عمل إيه!.

أما في الداخل..
فكانت تلك المسكينة تقف في منتصف الغرفة والصدمة تعتلي ملامح وجهها، لتشير على المفتاح الذي بيده وتقول من بين دموعها: إيه ده!، أنت معاك مفتاح أوضتي.
توقفت لبرهة لتتذكر شيئًا ما ثم قالت بصوت مرتفع: أنت سرقته مني!، ياحرامي.
جلس على فراشها ثم قام بإلقائه أمامها بإهمال ليتحدث باستنكار: حرامي!، لأ طبعًا، هو وقع بس في عربيتي، فأنا احتفظت به مش أكتر.
اقتربت منه لتجذبه عن فراشها وهي تقول بحدة غير معهودة منها: اطلع برة، مش عاوزة أشوف وشك،أنت سبب كل حاجة زفتة في حياتي.

لم يهتم بيديها التي تجذبه بقوة، ولم يتزحزح من جلسته ثم سألها بشئ من الهدوء: أنا سبب كل حاجة زفتة في حياتك، عشان عرفتك حقيقة عمار، زعلانة منه وعليه صح!.
توقفت للحظة ترمقه بصدمة من تفكيره المتخلف، بعد كل ماحدث، وما يجرى لها من عذاب وقهر بسبب حبها له، يدرك هذا الأبلة هذه النتيجة في آخر الأمر، حقًا اللعنة على غبائك، ولكنها وجدت أنها فرصة جيدة حتى تنتقم منه، فقامت بالاقتراب من وجهه وتحدثت: آه يا خالد، بعد ما بدأت أحبه، جيت أنت وهدمت كل حاجة، إيه مستكتر عليا أحب وأتحب.

صمت لثوانٍ يستشف صدق حديثها الذي كان بمثابة سكينٍ قوٍ يغرس بقوه في قلبه، فحركت هي بؤبؤ عينيها بسرعة، فابتسم بمكر، ثم جذبها لتجلس أمامه وهو يقول: كدابة طبعًا، عشان قلبك ده ليا بس.
دفعت يديه التي كانت ممسكة بها، ثم قالت: كتر الإهمال والأسية بيعلموا الجفا، وأنا قلبي ده بقى كله جفا بسببك، رغم إنه كان بدأ يلين تاني بسبب عمار.

أخرج لسانه ثم أشار عليه ليقول بعدها: أنتي عارفه ده، ممكن يغسلك دلوقتي بسبب كلامك الأهبل ده، بلاش اسيبه عليكي هتزعلي مني.
ابتسمت بتهكم: ماهو طول عمره  أنت سايبه عليا وبيسمعني كلام زي السم، إيه الجديد يعني، شوفلنا حاجة جديدة.
جذب يديها ليتحدث بهدوء: فريدة سيبك من الخناق دلوقتي، وتعالي نتكلم بهدوء شوية، احنا كبار وعاقلين صح نقدر نتكلم بهدوء ونوصل لحل.
ظهرت علامات الاستفهام على وجهها لتقول: حل!، ؟.

هز رأسه ليقول بتوضيح: نتخطب قبل ما أسافر.
انتفضت من جلستها، لتقول بعصبية: ده بعدك، فاهم ياخالد، ده بعدك .
حاول لجم لسانه وتهدئة نفسه ثم تحدث مستعطفًا إياها: أنا آه فعلًا لفيت وكلمت بنات كتير بس ولا واحدة حبتها ولا واحدة فكرت أقولها بحبك،  وكلهم كانوا عارفين كدة، مكنتش بضحك على حد، أنا كنت واضح وصريح، وأنتي عارفة كويس إني بح...
قاطعته وهى تشير بيديها ثم قالت بغضب: مش عاوزة أسمعها، لأنها حاليًا متهمنيش، فوفرها لنفسك أحسن.

أغلق عينيه بقوة ثم قال وهو ينهض: طيب يافريدة أنتي حرة
كاد أن يخرج من الغرفة ولكنه توقف في اللحظة الأخيرة وتحدث بنبرة غريبة لاشك أنها أثارت الفوضى بداخلها، والصراع ما بين عقلها وقلبها عندما قال: السفرية المرة دي في الشغل عندنا مأموريات كتير، الله أعلم مين هايعيش ومين هايموت، كنت عاوز لما أموت  تبقى دبلتك في إيدي.
كان يتحدث وهو موليًا لها ظهره، أما هي فكانت تقف خلفه وهى تقبض بشدة على طرف بلوزتها، انسابت الدموع من عينيها بسرعة وغزارة لتقول بين شهقاتها: اطلع برة.

توقف للحظة يستشعر بفريدة أخرى غير التى أحبها ويعرف مدى براءو وصفاء قلبها، التفت بنصف جسده يرمقها بحزن لآخر مرة، ثم غادر الغرفة وصعد إلى شقته دون التفوه بأي حديث، قام بحزم حقيبته وقطع إجازته التي لم يقضِ منها سوي يوم واحد، هبط الدرج بسرعة، فوجد والده يقف على أعتاب شقة جدته: خالد أنت رايح فين يابني.
تحدث بكلمات مقتضبة: رايح الشغل، سلام.

خرجت نبيلة وسميرة على صوتهما، حاولت سميرة أن توقفه ولكنه استقل سيارته وقادها بسرعة البرق، أما هي  فكانت تجلس في غرفتها تبكي بقوة، دلفت جدتها لتتحدث بلهفة: حصل إيه يافريدة خلى خالد يمشي ويرجع شغله تاني!.
رفعت وجهها وتحدثت بصوت مبحوح: محصلش حاجة، هو بس عرف نهاية الموضوع ده إيه!.
قالت الجدة بحزن: ونهايته إيه يابنتي!.
رقدت على فراشها وهي تغلق عينيها وهمست: الفراق..

بعد مرور شهر..

جلست نهال على فراش صديقتها تتأمل دبلتها بحب وسعادة، وذهنها عالق بأدهم بعدما استدعته قيادته بعجاله، وقطع إجازته وسط غضبها وحزنها، قطع شرودها دخول فريدة وهى تحمل أكواب القهوة...
_ القهوة يا نهال.
جذبتها نهال لتجلس أمامها متحدثة: ها وبعدين في حالتك دي، ولا بنطلع ولا بنخرج، وقاعدين زي ما إحنا كدة، أنا عروسة وعاوزة أجهز بقى .
ابتسمت فريدة بحب على عفوية صديقتها ثم قالت: متهيألي لسه سنة على الجواز.

شهقت نهال بتمثيل لتقول بعدها: بيعدوا هوا وحياتك اسأليني أنا!.
هزت فريدة رأسها لتقول: حاضر،  اديني شوية وقت أعرف أخرج وأفك وبعدها نشوف عاوزة إيه!.
ابتسمت نهال بمكر لتقول: مش عاوزة تخرجي قبل ما خالد يرجع صح، خايفة وقلقانة عليه.
أشارت على نفسها وقالت باستنكار مزيف: مين أنا، لأ طبعًا وأنا مالي بيه أصلًا.

قالت نهال: يا شيخة ده على أساس إنك مبتتمنيش إن أكلم أدهم دلوقتي عشان تعرفي تطمني على خالد.
نهضت من أمامها بارتباك ثم ذهبت صوب سراحتها وقامت بتمشيط شعرها لتقول: بطلي جنان، قولتلك الموضوع ده مات وانتهى.
ابتسمت نهال بتهكم على صديقتها فبراءتها وعيناها تفضحاها بقوة، جذبت هاتفها وقامت بإجراء اتصال بأدهم، تحت أنظار واهتمام فريدة.
_ دومي وحشتني، والله.

كان صوته جاد وهادئ: وأنتي كمان، كنت لسه هاكلمك.
قطبت جبينها لتقول: تكلمني!، في إيه، مالك؟!..
_ مفيش، كنت عاوز أقولك بس إني بحبك أوي.
اتسعت ابتسامتها لتقول بهمس: أنا مع فريدة.
أدركت فريدة الوضع، فقامت من جلستها وذهبت صوب الباب لتعطيها قدر من المساحة لتتحدث مع حبيبها، لتفاجئها بقولها الذي جعلها تتسمر مكانها: فريدة، خالد عاوز يكلمك.

التفتت إليها لتقول وملامح الصدمة بادية على وجهها: نعم! .
أعطتها نهال الهاتف وقالت بهمس: معرفش أدهم قال إنه عاوز يكلمك، هاروح أبوس في جدتك شوية.
خرجت من الغرفة تحت نظرات فريدة المصدومة، وضعت الهاتف على أذنها ليصل إلى مسامعها: فريدة.
كان صوته هادئ بعض الشئ يتخلله حزن ومشاعر أخرى لم تفهمها أو لم تعهدها منه، حاولت تنظيف حلقها فقالت: ن.. نعم.
فاجأها بهمسه الذي اخترق أذنها بقوة: وحشتيني.

استندت على الباب بقوة قبل أن تهوى على الأرض، لتلجم الصدمة لسانها ولم تجعلها تتفوه بأي حديث، فاستمر في حديثه: هو أنتي لسه زعلانة مني؟.
لا هذا ليس خالد بالتأكيد، نعم لقد قاموا بتبديله في المعسكر، هذا ليس الفظ الذي أحبته، لتقول ببلاهة: أنت خالد!..
تخيلت ابتسامته الهادئة كما لو كان أمامها ليقول: أنا والله .
استمرت في بلاهتها: أومال مالك.
استمعت إلى صوت يستعجله: يالا ياسيادة الرائد، العربيات جهزت...

تحدثت هى في لهفة وقالت: خالد أنت طالع مهمة صح.
_ اممم، المهم إني عاوز أقولك إنك وحشتيني وبتوحشيني وهتوحشيني أوي، فريدة.
قالت بلهفة: نعم.
_ أنا بحبك أوي، رغم كل حاجة غلط عملتها زعلتك وجرحتك بس أنا بحبك أوي، سلام.
أغلق الاتصال قبل أن تتحدث هي، فخرجت شهقة من صدرها وهى تضع الهاتف بجانب قلبها، وهوت على الأرض وهي تجثو على ركبتيها متمتمة: ربنا هيرجعك سالم إن شاء الله..
اختلط حديثها بالدموع خوفًا من فقدانه...ففقدانه يعني حطامها حقًا.

وصل للمكان المستهدف وعلى وجهه ابتسامة هادئة يتذكر وجع قلبها الظاهر على صوتها وهي تتحدث معه يؤلمه، وحبها الواضح يسعد قلبه رغم ما حدث بينهما وتوتر علاقتهما  سعادة تملأ قلبه، قلع الواقي  الخاص به تحت دهشة أدهم فردد بصدمة:  خالد أنت بتقلع الواقي ليه ؟!
هتف بضيق:  حاسس نفسي تقيل بيه متقلني كأني شايل كل لحظة عملت فيها ذنب قلعته وخليني أخلص المأمورية دي من غيره مش طايق ألبسه مش قادر
ردد أدهم بقلق: خالد فريدة مش هتستحمل أي حاجه تضرك البس الواقى ربنا يهديك
سهم أصاب قلبه عند سماع اسمها فقال بصوت يغلبه البكاء: مش هلبسه وسبني في حالي أرجوك.

قال مرة أخري: استعدوا
هجووووووووووووم
دقائق فقط وكانت معركة تبادل الطلقات النارية  وبركة من الدماء والضحايا وأخر الضحايا كان هو رصاصة رحمة بالنسبة له اخترقت صدره سقط وهو يبكي من وجع قلبه وصراخ قوي من أدهم وهو يقترب : خااااااااااالد
خالد لأ، خالد فوق قولتلك متقلعش الواقي ليه كده حرام عليك حرام
ردد بصوت متقطع: قول لفريدة إني بحبها  والله بحبها يارب دي تكون رصاصة الرحمة والمغفرة ليا وربنا يسامحني على اللي عملته في قلبها.

نطق آخر كلماته وأغمض عينيه باستسلام  متمنياً صعود روحه إلى ربه بسلام غير مبالياً بصراخ أدهم: خالد
خالد فتح عينيك متستلمش كدة إحنا انتصرنا عليهم والله انتصرنا وفريدة هتسامحك والله هتسامحك فوق هنروح المستشفى أهو وهنلحقك بس متستلمش كدة
قوم، قوم يا صاحب عمرى
بكاء مزق قلب الجميع من أدهم على صديقه.

22-01-2022 07:47 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [8]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية حطام فريدة
نوفيلا حطام فريدة بقلم زينب محمد و آية عبد العليم الفصل التاسع

النهاية

دخلت على أطراف أصابعها تسلل بخفة حتى وصلت إليه ثم جثت على ركبتيها على الفراش منحنية بجذعها العلوي وعلى ثغرها ابتسامة كبيرة، أخرجت تلك اللعبة الصغيرة من جيب بنطالها ثم قربتها من أذنيه وهي تضغط بقوة عليها فأصدرت صوت عالي، من المفترض أن يثير فزعه، ولكن ذلك البارد لم يتحرك ساكنًا، قطبت حاجبيها بغيظ عندما رأته يبتسم بمكر...

_ إيه ده أنت صاحي يا خالد!.
فتح نصف عينيه قائلًا: المفروض ومن أول ما دخلتي تتسحبي زي العيال الصغيرة.
زفرت بحنق طفولي ثم قالت: يعني الخضة بح خلاص.
هز رأسه بإيجاب ثم اعتدل في جلسته فظهر جذعه العلوي عاري، زحفت الحمرة إلى وجنيتها لشعورها بالخجل منه رغم زواجهما منذ  أربع سنوات، لاحظ هو بؤبؤ عينيها يتحرك بسرعة، وتلك الحمرة المحببة لقلبه التي تزيد من جمال خديها أكثر وأكثر، توترت أكثر عندما لاحظت نظراته الجريئة فقامت بالضغط على يديها متناسية تلك اللعبة المزعجة التي بيديها فأصدرت صوتًا قويُا، فزعت هي منه وصرخت بقوة وسط ضحكاته المرتفعة..
_ هبلة يافريدة والله.

نظرت له بغيظ شديد وقالت: هو إيه اللي هبلة، الحق عليا عاوزة أفرفشك وأصحيك كل يوم بمفاجأة مختلفة.
اقترب منها ثم شملها بنظرة وقحة ليقول بصوته الرجولي الذي يأسر قلبها بقوة في كل مرة: أنا أعرف إن المفروض تصحيني ببوسة، بحاجة رومانسية، مش تصحيني كل يوم على لعبة من لعب ابنك المتخلف.

لكزته في كتفه لتقول بحنق: ابني مش متخلف، أنا مش عارفة في اب بيكره ابنه كدة.
اتسعت ابتسامته ليقول بمزاح  وهو يشير على نفسه: أنا طول ماهو رخم وبيرخم عليا، هاكرهه.
اتسعت عيناها لتقول بصدمة: ده كله عشان عيط وعاوزني أنام جنبه، ده لسه تلات سنين، وبعدين أنت طول الوقت في الشغل فأنا وهو اتعودنا ناخد بعض بالحضن وننام.

جذبها نحوه قائلًا بخفوت: ومين ياخدني أنا في حضنه، ده أنا غلبان والله.
استندت بكفيها عليه ثم قالت: أنا.
فتح ذراعيه على وسعهما  قائلًا: طب ماتيجي.
حاوطته بيديها واستندت برأسها على صدره العريض: هو أنت بجد يا خالد بتكره حمزه.
رفعت رأسها لتنظر إليه، فوجدته ينظر لها بتسلية، تجمعت الدموع بعينيها ثم قالت: بتكرهه بجد.
_ أنتي هبلة، أكره إيه ده ابني، أنا بهزر، بس ده ميمنعش إني سايبك بمزاجك عشان بس هو لسه صغير، بس والله يافريدة لما يتم الأربع سنين إن مجتيش ونمتي جنبي هاخطفه.

اقتربت من وجهه لتقول بحب: طب ما تخطفني أنا أسهل، ونسيبه هو هنا.
اقترب أكثر ولم يصبح بينهما مسافة: فريدة قلبي عاوزة تروح فين.
أنهى حديثه وهو يطبع قبلة صغيرة على ثغرها، حاوطت عنقه تجذبه نحوها أكثر لتقول بسعادة: أي مكان أنا معاك في أي مكان هاكون فرحانة ومبسوطة...
دفن وجهه بعنقها يستنشق عبير خصلاتها المثيرة ليقول بهمس عاشق: أنتي اللى وجودك جنبي بيخليني فرحان ومبسوط، يافريدة العشق والقلب والحب...

صراخ هز جدران المنزل وجدران قلبها، صوت خالتها وزوجها جعل قلبها يئن من الوجع تريد الصعود للأعلى وقدمها لا تسعفها، خرجت وجدتهم جميعاً أمام  شقة جدتها سألت بخوف شديد: خالد ماله يا خالتو
صرخت نبيلة بوجع: خالد هيموت يا فريدة هيموت ويريحك يا فريدة يا قلب أمك يا ضنايا .
سقطت أرضًا تصرخ وتضرب بكفيها على وجنتيها بوجع: يا خالد، يا خالد يا ضنايا يا حبة عيني يا نور عين أمك اللي انطفى
سقطت بجانب خالتها واندفعت لأحضانها تبكي هي الأخرى .

قطع بكاؤهم صوت زوج خالتها قائلاً بوجع: لا إله إلا الله، يارب متحرقش قلوبنا كدة يارب .
رددت سميرة بتماسك: قومي يا ضنايا نروح لابنك قومي
ذهبوا جميعاً إلى المشفى  وهي في عالم آخر تشعر بيد تقبض على قلبها الضعيف، يخون ويعشق غيرها وتهون وتهون لكن يكون بخير وستتقبل كل هذا  فقط يكون بخير.

ذهبت تجاه أدهم بخطوات ثقيلة مغمغة: أدهم، خالد كويس صح .
غمم هو الآخر والدموع تنساب من عينيه: هيبقي كويس ادعيله يا فريدة ادعيله .
ثلاث ساعات وخرج الطبيب من العمليات، هرولت تجاه الطبيب تتساءل بلهفة: طمني يا دكتور بالله عليك خالد كويس ؟!.
ردد الطبيب بأسف: الرصاصة كانت فى مكان خطر للأسف وسيادة الرائد دخل فى غيبوبة ادعوله .

بكت بصوت عالي مزق قلب أدهم والجميع حولها جدتها وخالتها وزوجها، جميعهم صامتين والبكاء والوجع   أسياد هذه اللحظة.
أربعة وعشرين ساعة حتى تمكنت من رؤيته، جلست  على الأرض بجانب سريره تردد: خالد فوق وحياتي متستسلمش كدة فوق وأنا مسمحاك، فوق عشان أرجع أزعقلك تاني وأقولك كل شوية بحبك ونتجوز، مش كفاية وجع القلب اللي أنا فيه بتوجع قلبي كدة زيادة .

تسعة وعشرين يوم منذ ذلك اليوم وتجلس فى مكانها بجانبه تردد نفس الكلمات كل يوم وهو على ذلك الحال ولا تيأس، اليقين بقلبها أنه سيشفى فاق التوقعات والحدود وكل شيء.. انتبهت على صوت أدهم من خلفها التفتت له وجدته يشير لها بالخروج، نهضت من مكانها وقبل أن تغادر الغرفه طبعت قبله على يده، ثم غادرت وجدت أدهم يقف خارج الغرفة ينتظرها، هتفت بصوت مبحوح: خير يا أدهم.
تحدث أدهم بجدية: فريدة روحي أنتي كمان يالا مع عمو رأفت وطنط نبيلة، أنا هاقعد النهاردة مع خالد.
هزت رأسها برفض قاطع: لأ أنا اللي هبات..

قطع حديثها ليقول بصيغة أمر: فريدة روحي، غيري هدومك على الأقل ونامي كويس عشان تقدري تيجي بكرة وأنا هاقعد معاه عشان صحابنا جايين يطمنوا عليه ولازم أكون موجود ومينفعش ييجوا ويلاقوكي أنتي هنا، اسمعي الكلام روحي وتعالي بكرة.
تجمعت الدموع بمقليتها سريعًا لتقول بنبرة أشبه للبكاء: مش قادرة أسيبه..
جذب يديها ثم ربت عليها بحنو قائلًا: متخافيش أنا جنبه، وبعدين أنا كمان نفسي أقعد معاه وأتكلم، يالا أنا وقفت عمو رأفت تحت وقالي هيستناكي.
هزت رأسها ثم قالت: طيب هاروح أسلم عليه وبعدها أمشي.
ابتسم بحزن: خدي وقتك.
دلفت للغرفة مرة أخرى، تقدمت منه ثم دنت بجسدها نحوه وطبعت قبلة على رأسه، قائلة  بهمس: خالد أنا هاروح وآجي بكرة، ربنا يحفظك ليا...

تقلبت في فراشها يمينًا ويسارًا بقلق عدة مرات،  ثم نهضت وهى تضع يديها على قلبها: ياريتني ما سيبته، أنا إيه خلاني بس أسمع كلامك يا أدهم.
وعلى الجانب الآخر بالمشفى وتحديدًا بغرفه خالد، كانت الممرضة تقف بجانبه وتضع له الأدوية بالمحلول المثبت بيده، فرأت محاولة أصابعه في التحرك، خرجت من الغرفة سريعًا تهرول وهي تنادي بصوتها على الطبيب، فزع أدهم ليقول: في إيه أنتي بتجري ليه!.

لم تجيبه، فقلق أكثر، دلف إلى الغرفة بسرعة، وجد خالد يحاول فتح عينيه بصعوبة، ولكن ذلك الضوء يزعجه بشده عاد يغلقها ثانية، مرت ثوانٍ يحاول أدهم فيها تدراك الأمر، حتى استوعب أخيرًا، صديقه استفاق من غيبوبته، فاقترب منه بسعادة: خالد، فوق، خالد.
دلف الطبيب بسرعة إلى الغرفة ليقول وهو يقوم بإبعاد أدهم: اخرج برة لو سمحت عشان نشوف شغلنا.
نظر له أدهم بسعادة وهتف بفرحة عارمة: هو كدة بيفوق صح، قول صح.
هز الطبيب رأسه ليشير إلى الباب: آه فعلًا، بس اخرج يالا.
خرج ادهم وهو يبتسم بفرح أخيرًا استفاق صديق عمره بعد مرور شهر كامل...

حركت رأسها بصعوبة وهي تستمع إلى تلك الزغاريط خارج الغرفة، متى نامت، وما سبب تلك الصيحات، اعتدلت في جلستها وهي تفرك جانب رأسها بقوة حتى تستطيع أن تستفيق بشكل كامل، انتبهت على صياح خالتها: فريدة، يافريدة.
رفعت رأسها تنظر للباب، وما هي إلا ثوانٍ حتى دلفت خالتها وقالت  بسعادة: فريدة خالد فاق.
نظرت إليها فريدة بشك أولًا، وما إن رأت صدرها الذي يعلو ويهبط من فرط السعادة حتى نهضت من فراشها واقتربت منها لتقول والدموع تتجمع سريعًا بعينيها: بجد، فاق.

هزت نبيله رأسها بسعادة ثم هتفت: آه والله، فاق الساعه تلاتة الفجر، والواد أدهم المعفن مقالش، بس بيقولي خالد اللي طلب منه كدة، عشان مش يقلق نومنا، ياحبيبي ميعرفش إننا مبنامش أصلًا، يالا، المهم البسي بسرعة عشان هانروحله.
هزت فريده رأسها بإيجاب، اقتربت من خزانتها اخرجت ثيابها بسرعة: جايالك ياخالد، الحمد لله يارب، الحمد لله.
انتهت من ارتداء ثيابها وقفت أمام المرآه، تهندم نفسها، حتى قطبت حاجبيها عندما تذكرت شئ: آه والله فاق الساعة تلاتة الفجر والواد أدهم المعفن مقالش، بس بيقولي خالد اللي طلب منه كدة، خالد اللي طلب منه كدة، خالد اللي طلب منه كدة.

ظلت هذه الجملة تتكرر بذهنها كثيرًا، نظرت في هاتفها وجدت الساعة الثامنة صباحًا ولم تجد أي اتصالات من أدهم، هذا يعني شيئا واحدًا، ألا وهو لم يشتق إليها ولم يتلهف لرؤيتها، تجمعت الدموع بعينيها سريعًا وهي تهوى على الكرسي الموجود أمام السراحه، نظرت لنفسها في المرآه ثم قالت بحزن: هو اللي طلب كدة، معقولة مش عاوز يشوفني، معقول مش وحشته..

استمعت إلى صوت جدتها وهي تستعجلها، مسحت دموعها سريعًا وهي تقول: اقوي يافريده وحسسيه إنه عادي، ولا يهمك.
وصلت إلى المشفى معهم ولكن تباطئت بخطواتها على رغم خطواتهم السريعة، دلفت إلى الغرفة آخر شخص، وجدته يجلس نصف جلسه، ووالدته وجدته ينحنيان نحوه يقبلونه بقوة، ودت أن تبعدهم عنه وتقوم هي بإحتضانه حتى تهدأ ضربات قلبها السريعة من الخفقان من شدة اشتياقها لرؤية عينيه، تشتاق لسماع صوته الرجولي الذي يأسر قلبها بقوة، لاحظت هي أنه يهرب بنظراته منها، وعلى وجهه علامات العبوس..

_ مالك يا خالد، أنت تعبان يابني!.
هز رأسه بايجاب ولم يجب، بينما تحدث أدهم هو: آه فعلًا تعبان والدكتور طلب إننا منتعبوش، ونرهقه بالكلام، حتى أنا أخرس من إمبارح.
ربت والده على يده وهو يقول بحنو: إن شاء الله تكمل شفاك على خير يابني، وتقوملنا يا بطل بالسلامة.
تحدثت هي بخفوت بعدما لاحظت نظراتهم المتعجبة نحوها: حمد لله على سلامتك يا خالد.
_ الله يسلمك.

كانت هي الجملة الوحيدة التي وجهها لها منذ إفاقته، مر خمسة عشر يومًا لم تتحدث معه، هو ملتزم غرفته يكمل علاجه بالمنزل وسط تذمره ألا يكمله في المشفى وهي في شقة جدتها لم تتحرك أو تصعد له حتى مكتفيه بكلمات جدتها البسيطة التي تطمئنها على صحته وسلامته وتعافيه السريع...
انتبهت إلى جدتها وهي تقول: فريدة، خالتك طالبة منك طلب!.
التفتت إليها فريدة ثم قالت مستفمة: خير؟!

قالت جدتها: عاوزاكي تطلعى بس تقعدي مع خالد، لغاية مانروح أنا وهي وعمك رأفت نزور عم خالد أصله تعبان شوية.
‏ارتبكت وتوترت، مشاعر كثيرة داهمتها بقوة، لتقول متلعثمة: طب ماهو بقى كويس ويقدر..
‏قاطعتها جدتها لتقول: لا يابنتي هو كويس آه، بس لسه بردو ميقدرش يخدم نفسه، جرى إيه يافريدة، أنا مستغربة حالتك، بس مش راضية اتدخل، من وقت ماهو فاق وأنتي متجنباه وسايباه لوحده.
‏ابتسمت بحزن ثم قالت: هايعوزني في إيه ياتيتة، هو رافضني أصلًا، هافرض نفسي عليه.
‏استكملت حديثها  وهى تنهض متجه الى غرفتها: هاقوم أغير هدومي وأطلعله.

‏تقدمت إلى داخل شقة خالتها بهدوء حتى لا تثير فوضى وتوقظه خاصة بعدما علمت من خالتها أنه نائم...
‏جلست نصف ساعة في صراع بين قلبها وعقلها، قلبها يحثها على الدخول والاطمئنان عليه لقد اشتاقت لرؤيته، وعقلها يعنف قلبها على طيبته، زفرت بضيق وهي تنهض وتجلس في حيرة، حتى حسمت قرارها وهي تتقدم نحو غرفته ثم فتحت الباب بهدوء شديد أطلت برأسها من فتحه صغيرة وجدته نائم، تقدمت على أطراف أصابعها نحوه ثم انحنت بجذعها العلوي لكي تتمكن من رؤية ملامحه بوضوح، ابتسمت بحب عندما لاحظت أنه أخيرًا استرد عافيته، مدت أصابعها المرتعشة لتمررها على ذقنه النابت قليلًا فأعطته مظهرًا جذابًا ومثيرًا، تنهدت بهدوء، وعلى حين غرة وجدت نفسها فوقه، شهقت بصدمة وذهول: خالد..!

‏فتح عينيه ليقول: بتعملي إيه!.
‏تلعثمت وهي تقول: أنا، أنا، يعني كنت بطمن عليك، لو محتاج حاجة.
‏هز رأسه قائلًا: آه محتاج، ساعديني أتعدل وأقعد.
‏ابتلعت ريقها بصعوبة، لقد جف حلقها من تلك المفاجأة، ساعدته في الاعتدال ثم جلست أمامه على طرف الفراش وعلى مقربه منه: في دوا أدوهولك لو تعبان.
  عاد عبوس وجه ثم قال: لا مفيش.

قطبت حاجبيها من معاملته لها وعبوس وجهه الذي يحضر في حضرتها، فعادت تتسائله بحزن: هو أنت مبوز في وشي ليه، في حاجة مضايقاك مني.
نظر إلى الاتجاه الآخر  والتزم الصمت، علمت إنه لا يريد التحدث معها، سقطت تلك القطرات من مقلتيها سريعًا، فقامت من جلستها وهي تهمس: طيب.

_ مضايق منك، لا مش مضايق، أنا مش طايقك، حب إيه ده اللي أنت بتقولي عليه وأنتي مفكرتيش تقعدي جنبي في المستشفى، إزاي قدرتي تبعدي عني، أنا لما فوقت لقيت أدهم بس اللي في وشي ملاقتكيش، كنت عاوزك أنتي، لما فتحت عيني كنت بتلهف وأشوفك، عقلي لما بدأ يفوق كان بيديني إنذار باسمك، وأنتي فين قلبك قاسي عليا وقاعدة هنا، سايباني مرمي في المستشفى، وأنتي بتقسي نفسك عليا عشان تخلف في عقلك.
‏أنهى كلامه وهو يتنفس سريعًا من فرط ضيقه وغضبه تحت نظراتها المتعجبة منه، توقفت دقيقتين تحاول استيعاب حديثه لتقول: مين دي اللي سابتك في المستشفى، مين قالك كدة.

‏حول بصره نحوها ليقول بضيق: مش محتاج حد يقولي، أنا عارف وشوفت بنفسي أسأل ليه!.
‏جذبت يديه لتقول بخفوت: أنا مش سبتك لحظة، من وقت ما دخلت المستشفى، أنا كنت جنبك في كل وقت، هو أنت محستش بيا.
‏هتف بحزن: حسيت لدرجة إني كنت بتوهم إنك بتكلميني، وصوتك بيندهني من بعيد وكنت بشوفك كانك قدامي.
‏الآن أدركت سبب تعامله معها ما هو إلا سوء تفاهم منه: أنا فعلًا كنت بندهك وبتكلم معاك وبتمناك تفوق، أنا كنت جنبك في كل لحظة، اليوم الوحيد اللي سبتك فيه هو اللي أنت فوقت فيه وده كان من حظي الوحش، هو أدهم مش قالك ولا حتى خالتو أو تيته أو عمو رأفت.

‏هز رأسه بنفي قائلًا: ادهم من وقت ما فوقت ولقيته هو اللي قدامي وسألته أنتي فين قالي إنك في البيت حسيت بحد كإنه بيخنقني سكت وقولت أكيد لسه مش طايقاك ومرتاحة في بعدها عنك حتى وأنت راقد كدة، تاني يوم هو رجع الشغل وبقالي خمستاشر يوم مشوفتوش، والصراحة ماما كانت لما تجيب سيرتك أنا ازعق وأسكتها وتيتة وبابا مكنوش بيجيبوا سيرتك أصلًا.
صمت لبرهة، ‏تعلقت عيناه بها  ليعود ويتحدث بلهفة: بجد يافريدة، يعني أنتي كنتي جنبي، وعاوزاني أفوق، يعني أنتي مش كرهتيني، وعاوزة تبعدي عني..
_ والله ما سيبتك لحظة يا خالد، كنت جنبك على طول..

عاد يسألها بعبوس: أومال ليه طيب بعدتي الفترة دي عني، وأنتي عارفة إنى محتاجك.
ابتسمت بحزن وتساقطت الدموع من عينيها: عشان يوم ما فوقت عرفت إنك طلبت إنهم يقولوا تاني يوم إنك فوقت، فهمت إنك مش عاوزني أجيلك، ومش وحشاك زي ما أنت وحشتني.

نعم لقد اعترفت بعشقها وشوقها الشديد له، لم تندم على ذلك وخاصة بعدما رأت تلك النظرات الشغوفة والمتلهفة لحديثها منه لم تعهدها من قبل، أما هو استمر لثوانٍ يشملها بنظراتٍ شاملة ومتلهفة حتى جذبها لأحضانه: أنا بحبك أوي، إزاي مكنتش عاوز أشوفك، أنا كنت بتمنى رؤيتك ياحبيبتي، وحبيبة قلبي وعمري وطفولتي وشبابي،وحبيبة كل وقت وكل لحظة وكل قرب وكل بعد سواء كان جنبك أو بعيد عنك.

طبع قبلات خفيفة بجانب وجهها فشعرت بالخجل، تدفقت تلك الدماء إلى وجنيتها، ابتعدت عنه قليلًا لتهمس: الكلام ده ليا أنا.
طوق وجهها بيديه ليقول: آه والله ليكي أنتي، أنتي عارفة إني بحبك صح.
_ أومال ليه كنت بتخوني؟!.
_ أنا معترفتش بحبي إلا دلوقتي، يبقى مكنتش بخونك، وبعدين أنا مقولتش لحد غيرك إني بحبك.
ابتسمت بحزن ثم قالت: لو أنت بتحبني بجد زي ما أنت بتقول، وبتكلم بنات يبقى ده في حد ذاته خيانة ليا...الحب إنك تحافظ على  قلبك ليا وتحافظ على نفسك ليا بردو.
ابتسم بمكر: اعترفلك بحاجة، وتحاولي تفهمني وتصدقني إن عمري ما هكدب عليكي في اللي هاقوله.
_ طول عمري بصدقك يا خالد.

أخرج تنهيدة قوية من صدره ليتحدث بعدها: بعترف إني كنت هاضيعك من إيدي بغبائي، بس ده كان له سبب قوي عندي، كل يوم بشوف صحابي بتموت وبيسبوا عيال ليهم ومراتتهم بتترمل، أنا كنت ببقى متقطع عشانهم، أوقات بقعد أفكر لما أتجوزك هاحبك زيادة وأنتي هاتتلعقي بيا، وبعدها أموت وأسيبك كانت الفكرة في حد ذاتها بتخنقني، وصلت إن أكرهك فيا وأنا أبعد عنك وبكدة احتفظ بشوية الحب اللي في قلبي ناحيتك، كنت غبي، لقتني كل يوم بحبك زيادة بغير عليكي بجنون وبعذب في قلبي قبل قلبك، أوهمتك إني بكلم بنات حتى أدهم وكل اللي حواليا عشان يوصلك كدة، ومنكرش إني كنت فعلًا بكلمهم بس عشان أدهم بتأكد ويوصل لنهال ونهال أكيد توصلك، فتكرهيني وتبعدي عني، لما لقيت عمار قرب منك وحسيت بضياعك بجد كنت هاتجنن هاموت، أنا عاوزك ليا أنا بس مش قادر آخد خطوة وكل ما آجي آخدها أشوف زوجات أصحابي وعيالهم قدامي ألاقيني برجع ألف خطوه لورا، والله يافريدة أنا محافظ على قلبي ليكي وعمري ما خونتك أبدًا.

ابتلعت ريقها بصعوبة من كم المفاجآت التي تفوه بها، لتقول: طيب والبنت اللي كانت في الكافيه معاك..
ابتسم بحب قائلًا: حسيت إنك بتدوري ورايا، وإن دي خطة نهال حبيت أأكدلك ده وكلمتها مرة وتانية وتالت مرة كانت معايا في كافيه، بس متوقعتش جو المراقبة ده، أنا كان في خيالي تبعتوا أدهم، مش أنتوا التلاتة.
ضربته في صدره بقبضتها الصغيرة لتقول من بين دموعها: أنت عارف كنت هتوصلنا لإيه بغبائك ده، أنت عارف أنت حطمتني قد إيه وحطمت قلبي في كل مرة بتاعملني وحش وبتأكدلي إنك بتكلم بنات، أنت متخيل كسرة قلبي عشان شوية تخلف وغباء منك يا خالد.

جذب يديها سريعًا وقبلهم بقوة: آسف، على كل لحظة كنت هاضيعك مني فيها، بس والله كان مجرد خوف هاجس بينهش في قلبي وعقلي تخيلات كانت بتدمر قلبي كل ما بتخيلك وأنتي بتدمري بعد موتي، أنا أوقات كنت بحس إني مريض نفسي، عاوز أموت شهيد، بس مش عاوز أسيبك.
همست بحب وصوت مبحوح: بعد الشر عليك، أنا قلبي كان بيتقطع وأنا شايفاك نايم على السرير مبتتحركش، كنت بتمنى تقوم وتسمعني كلامك السم بس تقوم بالسلامة.

_ واديني قومت بفضل ربنا، زعلانة مني يا ديدي.
ابتسمت بخجل ثم قالت بخفوت: اعترفلك بحاجة أنا كمان.
هز رأسه يحثها على التحدث، فقالت هي: مبحبش ديدي إلا منك أنت بس، كلهم بيقولها عادي إلا أنت بتقولها وأنا بحس إن ليها طعم تاني خالص.
أشار إلى قلبها وهو يقول بهمس عاشق: الحطام اللي أنا كنت السبب فيه في قلبك، أنا هارجعه تاني، وهداوي قلبك وأرجعه يعشق ويحبني من تاني أوعدك، هاعوضك عن كل لحظة عيطتي فيها بسببي.
رمقته بحب ثم قالت لنفسها: على أساس إني بطلت أحبك وأعشقك أصلًا، أنت حبك بيكبر في قلبي غصب عني، حاولت أوقفه لكنه زي القطر بيكبر بسرعة وبيسطر عليا...

في أحد الكافيهات..

ارتشفت سميرة رشفة صغيرة من العصير: الله يا رأفت عصير المانجا ده حلو أوي.
ابتسم رأفت ليقول: آه الكافيه هنا بيعملوه حلو.
ابتسمت سميرة بمكر لتنظر لابنتها ثم قالت: نبيلة شوفي جوزك عارف الكافيه ده منين، أنا كنت فاكراه آخره قهوة.
قهقهت نبيلة ثم قالت: ما أنا باجي معاه على طول ياماما، متخافيش بنتك مسيطرة.
لكزها رأفت في يديها ليقول باستنكار: مسيطرة بردو.

قالت سميره: ياخويا عالله بس يكون حد من جوز الهبل اللى سايبنهم سيطر على التاني، ومنرجعش نلاقي ابنك بيجعر والبت بتعيط.
هز رأسه بنفي ليقول بتأكيد: لأ المرادي هنرجع نلاقيهم متفقين على خطوبة، صدقيني خالد هايطبطب على قلبها ويدواي جرحها منه.
قالت نبيلة متمنية: ياريت يارأفت كانت أصلًا فكرة حلوة منك إننا نجمعهم ببعض، ياريت بقى يعترفوا لبعض ياما نفسي أشوفهم متجوزين وجايبنلي حفيد منهم كدة ويكبروا عيلتنا بقى.

قالت سميرة بسعادة لمجرد فكرة لرؤيتها لحفيد منهم: يارب يا نبيلة، ويكون اسمه حمزه زي الواد العسل اللي في المسلسل اللي بنشوفه، يبقى حمزه ابن خالد وفريدة، أعبط اتنين بيحبوا بعض.
قهقه نبيلة ورأفت معًا، وهما يأكدان على ذلك الحب العجيب من وجهة نظرهم، لتنتهي بذلك قصتنا التي تحولت من حطام فريدة إلى إشراق فريدة وسعادتها باعتراف خالد بحبه لها...
تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم



المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 7303 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 4312 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 3354 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 3230 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 3784 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، حطام ، فريدة ،


 





# فنون # مشاهير # صحة # منوعات # الأطفال # English # تفسير الأحلام ثقافة # قصص # سيارات Cars # صور # تقنيات # الاجهزة الالكترونية # المطبخ # كلام فى الحب # أبراج # رياضة # ازياء # حكم وأقوال تطوير الذات# خلفيات # صور بنات # مشاهير # ديكور # صباح الخير # مكتوب برقيات شهر رمضان # جمعة مباركة # حب رومانسية # عيد # ادعية # خلفيات كرتون # منوعات # موضة # الأم # أطفال # حيوانات # صور ورد # اكلات # New Year # مساء الخير # اللهم صلي علي النبي # القران الكريم # صور نكت # عيد ميلاد # اعلام # سيارات # تهنئة الخطوبة # حروف واسماء # الغاز # صور حزينة # فساتين # هدايا # خلفيات النادي الاهلي # تسريحات شعر # الاصدقاء # بوستات نجحت # خلفيات نادي الزمالك # حب رومانسية # تهنئه # ازياء # صور بنات # صوره وكلمه خلفيات # كرتون # بروفايل رمزيات # دينية # سيارات # مضحكة # أعلام # مسابقات # حيوانات # ديكور # أطفال # أكلات # حزينة صور شباب أولاد ر# صور # الطب و الصحة # مقالات عامه # CV المشاهير # وصفات الطبخ # العناية بالبشرة غرائب وعجائب # قصص روايات مواعظ # صور حيوانات # وصفات الحلويات # الرجيم والرشاقة # نكت مضحكة # صور خلفيات # العناية بالشعر # شروحات و تقنيات # videos # Apps & Games Free # موضة أناقة أزياء # سيارات # ديكور # رعاية الأطفال # نصائح المطبخ # موبايل جوال # الفوركس # التعليم والمدارس # الحمل و الولادة # اخبار الرياضه # وظائف # صحة المرأة # حوادث # صور بنات # صور اطفال # مكياج و تجميل # عناوين بنوك شركات محلات مطاعم # العاب الغاز # عيد # كلمات الاغانى # اشغال فنيه واعمال يدويه # مصر # أشعار خواطر # للنساء فقط # للرجال فقط # صور شباب # علاج النحافه # رسائل SMS # أكلات نباتية - Vegetarian food # برامج الكمبيوتر # المراهقة # جمعة مباركة # blogger # رعب # لعنة العشق # حب # اسلامية # قاسي ولكن أحبني # أحفاد أشرار الحرب لأجلك سلام # أسمى معاني الغرام # حقيقية # لقد كنت لعبة في يده # ملهمة # أباطرة العشق # عربية # حب خاطئ # لست مميزاً # من الجاني # مشاهير # راقصة الحانة # اغتصاب طفلة # عاشقان يجمعهم القدر # الطريق الصعب # خيال علمي # أشواك الحب # تاريخ # سجينة ثوب الرجال # لروحك عطر لا ينسى # أطفال # عشق وانتقام # لازلت أتنفسك # لقاؤنا صدفة # للحب معان أخرى # خاتم سليمان # ممن أنتقم # نجاح # أبواب وهمية # حلمى فى صفيحة قمامة # فيلم # مجنون بحبك # بين شباكها # حزينه # رحلات جوليفر # عذاب قسوته # عندما ينادي الشيطان # لعنة حبك # مريم وامير # هدوء في قلب العاصفة # الحاسة السادسة # المشعوذة الصغيرة # عباقرة # لوعة العشق # حروب # قدر بالإجبار # بنات مضحكه# فوركس Forex# صحتك # الصور والخلفيات # الطبخ والحلويات # منوعات # اخبار الفن # القصص و الروايات الألعاب الرياضية # الحياة الزوجية # أزياء وملابس # الأم و الطفل # دراسات لغات # افكار منزلية # انترنت تكنولوجيا # صفات الابراج # حيوانات ونباتات # تفسير الاحلام # معانى الاسماء # خواطر و اشعار # الكون والفضاء اجمل نكته# Mix # Forex # youtube # foods # Kids # Health education # stories # News # kitchen # woman # Famous # Sport # Animals

-------

الساعة الآن 07:25 مساء