أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتدى جنتنا، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .





رواية شهد الحياة

اخفيت حبك في قلبي، ذلك الحب الذي لم اجرؤ يوماً على البوح به، عذراً هل نعته حباً لا بل انه اعلى من الحب واسمى... صباحي ل ..



22-01-2022 12:43 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [16]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية شهد الحياة
رواية شهد الحياة للكاتبة زينب محمد الفصل السابع عشر

رامي...
كان هذا صوتها الباكي الضعيف، التفت بسرعة رأها تقف ودموعها تنهمر بغزارة، بعد ان كانت ملامحه غاضبة تحولت بسرعه كبيرة الى القلق فور رؤيته لدموعها هتف بقلق: مالك يا شهد، بتعيطي ليه، كنتي فين اص.

قاطعته هي عندما اندفعت نحوه تعانقه بقوة وتحاول تخبئة نفسها بداخله، نظر لها بتعجب ثم نظر حوله رأى الابتسامات والتهكمات في وجوه من حوله ولكنه انتبه الى شهاقتها الخافتة المستمرة حاوطها بيديه هاتفا بخفوت:
اهدي يا شهد في ايه حصل لدا كله.
فهتفت هي بين شهاقتها المستمرة: روحني عاوزة اروح...
زادت وتيرة القلق لديه: حاضر، يالا.

كان يجلس خلف عجلة القيادة يزفر بخفوت هاتفا للمرة الثامنة تقريبا: معلش يا ليلى اهدي يا قلبي.
رمقته بغضب: اهدى ايه هي ليها عين البجحة تنادي عليا وتكلمني، ربنا يسامحها.
هتف بهدوء: اديكي اهو قولتي ربنا يسامحها، ايه بقا معصبك...
ثم استطرد قائلا بحكمة: وبعدين انت المفروض تتحكمي في اعصابك شوية وتسمعيها مش يمكن انت ظالمها.

التفت له ثم هتفت بصراخ: ظالمها!، ولما هي فضحتني في الحارة كلها وحكت اللي حصل معايا دا كان ايه، ولما زكريا ضربني واتهمني في شرفي بسببها، ولما ابويا مات بسببها ولما مشيت من الحارة مزلولة مكسورة عيني في الارض بسببها ولما رضيت اتجوزك بسبب...
انفلت هدوء اعصابه هاتفا بقوة: خلاص بقا يا ليلى اسكتي لو سمحتي.
نظرت له بضيق ثم حولت بصرها للناحية الاخرى حابسة تلك الدموع في عينيها...

بمنزل رامي...

اطمئن على حمزة دثره جيدا محكما الغطاء عليه ثم خرج من الغرفة باحثا بعينيه عنها لم يراها اقترب من غرفتها سمع صوت بكائها الحاد رغم معرفته بها لعدة اشهر فادرك انها لا تبكي بسهولة ماذا حدث لكل هذا، اسئلة كثيرة بداخله يريد معرفة اجوبتها قلبه ينبض بعنف لبكائها منذ ان وصلوا للمنزل وهي معتزلة بغرفتها، نظر حوله رأى حقائب الملابس خاصتها اخذهم ثم طرق الباب بهدوء ولم ينتظر اذنها للدخول بل فتح الباب ودلف بنصف بابتسامة، بحث بعينيه لم يجدها ولكنه سمع صوت بكائها اقترب من صوتها وجدها تجلس على الارضية بين السرير والنافذة تبكي انخلع قلبه لرؤيتها هكذا، اندفع نحوها هاتفا بقلق:.

مالك يا شهد فيكي ايه بس...
رفعت وجهها الحزين وعيونها الحمراء من كثرة البكاء مردفة بصوت متقطع من كثرة البكاء: انا قلبي واجعني اوي يا رامي كل الناس جاية عليا، كلهم حتى اقرب الناس ليا.
مسح دموعها برقة مردفا بحنان: سلامة قلبك من الوجع، ليه بتقولي كدا؟
زدات شهاقتها مردفة بصوت مبحوح: بقول كدا من الظلم، الظلم وحش اوي يا رامي وميحسش بيه الا اللي اتظلم، وانا اتظلمت كتير اوي.

مسح على شعرها بحنان: شهد قوليلي في ايه حصلك، احكيلي يمكن ترتاحي وتريحي قلبك وعيونك اللي مش مبطلة عياط دي.
أومات برأسها مردفة ببكاء: هاحكيلك يمكن ارتاح..
بلعت ريقها ثم تابعت بشرود: كنت قاعدة مستنياك انت وحمزة لما كنت بتجيب الايس كريم وانا قاعدة كدا لمحت ضهر ليلى صاحبتي ماشية مع واحد انا عرفتها على طول فرحت اني لقيتها جريت وراها لغاية ما وصلت للباب الرئيسي خرجت وانا خرجت ونادتها بسرعة..

( فلاش بااك )
شهد بانفاس لاهثة: ليلى..
التفت ليلى بسرعة ثم احتدت عيناها فور رؤيتها لشهد: انتي.
اندفعت شهد نحوها تجذبها لاحضانها وتعانقها بقوة: وحشتيني اوي يا ليلى كل يوم بدعي ربنا الاقيكي وترجعيلي تاني.
دفعتها ليلى بعيدا عنها ثم نهرتها بقوة: بطلي كدب بقى وتمثيل خلاص كذبك وتمثيلك اتكشف.

وقف كريم يتابع الموقف بصمت دون التدخل بينما هتفت شهد بحزن: انت لسى مصدقة ان انا السبب يا ليلى، والله ما ليا ذنب انا مظلومة.
جزت ليلى على اسنانها هاتفة بغضب مكتوم: قولتلك بطلي كدب بقى، انت الوحيدة اللي كنتي عارفة انا اتحايلت عليك متقوليش لحد ليه فضحتيني هان عليك العشرة طب هان عليك ابويا الي كان مشغلك عنده وبيأويكي من جوز امك، ابويا اللي ماات بسببك.

انهمرت دموعها بشهدة لسماعها حديث ليلى اللاذع، حمحم كريم بإحراج مردفا بهدوء: ليلى لو سمحتي اهدي واسمعيها انتي اتظلمتي بلاش تظلمي.
هزت شهد رأسها بسرعة مؤكدة على حديث كريم: اه والله يا ليلى انا مظلومة انا اطر...
قاطعتها ليلى بحدة: بس اخرسي لو عندك ذرة دم تمشي من قدامي حالا مش طاية اشوف وشك قدامي كل ما اشوفك افتكرة وهو بيقع قدامي ميت، امشي من قدامي انا بكرهك حسبي الله ونعم الوكيل فيك.

نظرت لها شهد بذهول بينما هي جذبت كريم بقوة تاركة خلفها قلب ينزف من الظلم...
( باااااااك ).

صمتت بعد انهاء حديثها واستمر بكائها، زم شفتيه بضيق: اهدى يا شهد هي متستهلش عياطك دا.

نظرت له بحزن: هي ليه مش مصدقاني يا رامي، طب انا هاجيب الفضيحة لنفسي، منا اطردت زيها منا اتبهدلت زيها اهو انا هافضحها ليه، طب ليه مستنتش تسمعني وتعرف ان انا مظلومة، ليه حكمت ونفذت حكمها من غير ما تسمع دا انا صاحبة عمرها، عمرها ما شافت مني غير كل خير، عمري ما زعلتها ولا هي ولا عم احمد، جاية دلوقتي بتعايرني ان ابوها مشغلني، طب والله جالي شغل في اماكن حلوة اوي وبمرتبات كبيرة موت بس رفضت عارف ليه؟، علشان بحب عم احمد كان طيب وغلبان وبيحبني وبيحسسني بحضن ابويا اللي نفسي فيه، كانت القعدة معاه احسن من مية شغلانة واحسن من مية مرتب كبير، هي فاكرني مش زعلانة على موت ابوها لا انا زعلانة اوي ولسى متأثرة بموته وحاسة كأن حاجة ناقصاني، ياااه ليلى مفتكرتش ولا حاجة حلوة ليا، ولا موقف حلو، دا كله اتمسح باستيكة وصدقت اني فضحتها وعلقت كل حاجة على شماعتي.

جذب يديها ثم وضع قبلة رقيقة في راحتيها هاتفا: اهو اديكي قولتي علقت كل حاجة على شماعتك، بصي يا شهد في نوعين من الناس في ناس لما بتتظلم بتخاف تظلم أوي، وفي ناس لما بتتظلم بتظلم وبتحب تدوق اللي قدامها من نفس الكاس ودي ليلى صاحبتك، محدش في الدنيا دي يستاهل دموعك الغالية دي وبعدين انتي خلاص حاولتي مرة واتنين تبيني انك مظلومة وهي رفضت ومصرة على حكمها يبقى خلاص سيبها لوقتها واتاكدي ان ربنا هايردلك حقك في يوم من الايام وهي هاتعرف انك اتظلمتي.

هتفت بصوت مهزوز: امتى يا رامي هي مشيت وانا مشيت من الحارة هاتعرف ازاي اني اتظلمت.
هتف بحدة: مش مهم تعرف يا شهد انشالله عنها ما عرفت هي تفرق معاكي في ايه.
هتفت ببكاء: تفرق انها صاحبة عمري وانا مش سهل عليا اخون العشرة يارامي.
جذبها بقوة ثم عانقها هاتفا: اللي يشوفك من برا يقول عليكي مبيفرقش معاكي حد لكن انتي من جواكي هشة وضعيفة.

دفنت وجهها في عنقه قائلة بصوت مكتوم: الدنيا دي جاية عليا بزيادة اوي، كلهم سابوني واتخلوا عني مبقاش ليا الا انت وخالتي لو سبتوني هاضيع.
زاد من احتضانه لها ثم طبع قبلة رقيقة على احدى وجنيتها هاتفا بهمس: انتي لو سبتيني هاضيع، انا مش هاسمحلك تطلعي برا البيت دا ابدا، دا بيتك قبل ما يكون بيتي.
انا تعبانة يا رامي عاوزة انام، محتاجة النوم دلوقتي...

كان صوتها مجهد متعب حزين يسيطر عليه بحة غريبة من كثرة البكاء.
نهض رامي بخفة ثم جذبها من مرفقها أوقفها واتجه بها صوب السرير اجلسها ثم جلس بجانبها ووضع الغطاء عليهم نظرت اليه بعيونها الحمراء بتعجب: انت هتنام هنا ولا ايه!
هز رأسه مؤكدا قائلا بخبث: اه هنام جنبك علشان خايف عليك.
قطبت ما بين حاجييها مردفة: خايف عليا من ايه؟!

لاحت على ثغرة ابتسامة ماكرة: هو انت متعرفيش ان لما الواحد بيعيط كتير لو نام لوحده قرينه بيظهرله.
سرت رجفة خفيفة في جسدها ثم هتفت بخفوت: يالهوي بسم الله الرحمن الرحيم، احفظنا يارب بلاش السيرة دي جتتي بتتلبش.
ابعد الغطاء عنه وحاول النهوض بتمثيل: لا عندك حق نامي لوحدك انا هاروح انام.
جذبت يديه بسرعة هاتفة بخوف: نام يا رامي جنبي انا كدا هاخاف وانا نفسي انام انا تعبانة اوي.

كتم ضحكته بصعوبة ثم جذبها لصدره معانقا لها بقوة هاتفا بحنان: نامي يا شهدي متخافيش من اي حاجة في الدنيا دي طول مانا جنبك وفي ضهرك.

اراحت رأسها على صدره مغلقة عينيها شعرت بالراحة بالامان والاطمئنان تمنت بداخلها ان تبقى هكذا طوال العمر دعت ربها في سرها ان تنعم هكذا بذلك الحضن الدافئ الحنون ولا يفرقهما غدر الزمان، سرعان ما انتظمت انفاسها وغطت في نوم عميق، بينما الحال مختلف بداخل رامي شعر بمشاعر مختلفة متناقضة جعلت الحرب تدق داخل صدره شعوره بالسعادة لنومها بحضنه، شعوره بالحزن لكمية الالام التي تتحملها صغيرته، هذه الليلة من اجمل ليالي عمره هذه الليلة نامت باحضانه شهده شهد حياته التي تمنى رؤيتها فقط ها هي الان نائمة بسلام وبارداتها بالقرب من قلبه، وضع قبلة رقيقه اعلى جبينها ثم اغمض عينيه ليستسلم لنومه هنيئا...

بمنزل كريم...
دلف غرفته وجدها تقف تنظر من خلف زجاج النافذة بشرود تنهد بقوة ثم وقف ورائها مردفا بهدوء: وبعدين يا ليلى ايه اخرة اللي انت فيه.
هتفت بصوت حزين: مش عارفة.
عقد مابين حاجبيه مردفا بعتاب: انت ليه مبتسمعيش الا نفسك.
التفت له ثم قالت: ولما اسمعك هاتقولي ايه غير انك يا ليلى غلطتي المفروض تسمعيها وكلام من الذي منه استفدت ايه بقى.

استفدتي انك تعيدي تفكيرك وبلاش تظلميها لو هانفترض انها بتمثل طيب هاتقدر تمثل بكمية الدموع دي، انتي علشان الغضب متحكم فيكي مشوفتيش رياكشانات وشها الي كانت بتتبدل من الحزن والدفاع عن نفسها لصدمة من كلامك القاسي، تقدري تقوليلي هي هتستفاد ايه لما تفضحك؟ بتكرهك ليه؟ حصل بينكوا حاجة قبل كدا؟فانتي قولتي اه دي طول عمرها بتكرهني يبقا كلام زكريا صح، وزكريا دا اصلا مش راجل ولا فيه صنف الرجولة انتي عارفة الغريب فيك ايه؟

حولت بصرها نحو النافذة قائله: ايه؟
هتف باندفاع بنبرة حادة قوية: انك مش جايبة اللوم على زكريا ولا على امه ولا عليكي حتى، انت جايبة اللوم على شهد لما مجرد كلام اتقالك من خطيبك السابق زكريا اللي انت لغاية دلوقتي حزينة عليه.

استدرات مرة واحدة ترمقه بغضب: انا حزينة على زكريا بعد دا كله تقولي الكلمة دي، انت ازاي اصلا قادر تنطقها انا مبجبش سيرته علشان حاجه واحدة بس هو مش لازمني ولا يهمني وميستهلش دمعة واحدة من عيوني عليه يا كريم ميستهلش لساني يجيب سيرته لكن هي صاحبة عمري والضربة والوجع كان اقوى بكتير من زكريا ومليون واحد زيه.
ثم استطردت بضيق: انت على فكرة واقف معاها ضدي.
اشار على نفسه بتعجب: انا واقف معاها ضدك!

طب بصي يا ليلى ايه رأيك تروحي لدكتورة هدى بقالك كتير مش روحتيلها وتتكلمي معاها بخصوص موضوع شهد واهي حد بعيد عننا ويقدر يحكم كويس.
أومأت براسها: فعلا انا عاوزة اروحلها محتاجة اتكلم معاها.
استدار ثم اتجه الى السرير بصمت ذهبت خلفه تهتف بخفوت: كريم انا اسفة بوظت اليوم عليك انهاردا.
ابتسم بتهكم: لا عادي واخد على كدا.
جذبته من مرفقه تهتف بنعومة: متزعلش بجد ولا اتبسطت علشان تخلع من المفاجأة بتاعت بكرا.

نظر لها بذهول مصطنع: ايه دا انتي فاكرة المفاجأة وانا اللي قولت ان يومك انضرب ونسيتي.
تنهدت بتعب ثم هتفت: معلش بقى متزعلش مني متبقاش كدا بقمصة.
قهقه بصوت عالي: انا بقمصة اخدتي عليا اوي يا ليلى.
شعرت بالاحراج لزلة لسانها فهتفت بخفوت: اسفه مقصدتش والله.

جذبها من مرفقها اجلسها بجانبه ثم حاوطها بيده قائلا بحنان: قولي كل اللي انت عاوزاه يا ليلى انت مراتي ياقلبي وانا جوزك والست بتقول لجوزها كل اللي هي عاوزاه.
اخفضت بصرها قائلة بهمس: ربنا يخليك ليا يارب.
طبع قبلة رقيقة على احدى وجنيتها هاتفا بهمس شديد بجانب اذنها:
ويخليكي ليا يا قلبي، بكرة هاتتبسطي اوي.

صباح يوم جديد...
حاولت فتح عينيها ولكنها فشلت، حاولت مجددا حتى استطاعت فتحهما بصعوبة شعرت بصلب تحت رأسها تحركت بعينيها لاعلى وجدت رامي يغط في نوم عميق، اصطبغت وجنيتها باللون الاحمر شعرت بالاحراج لوضعهما نهضت بهدوء ثم خرجت من الغرفة وجدت حمزة يتابع الكارتون باهتمام هتفت بابتسامة وصوت ناعس: صباح الخير يا زيزو.
التفت اليها الصغير: صباح الخير يا شهد.
ذهبت نحو ثم جلست بجانبه: انت صاحي من بدري.

أومئ حمزة وهو يتابع المشاهدة على التلفاز باهتمام: اه صحيت دورت على بابا لقيته نايم جنبك طلعت وفتحت التلفزيون وبتفرج على كونان.
ربتت على شعره بحنان: طب وماكلتش.
هز راسه بنفي: فتحت التلاجة وشربت عصير.
طبعت قبلة اعلى جبينه ثم هتف بحماس: هاقوم اعملك احلى ساندوتش في الدنيا.
التفت اليها بابتسامة: ماشي
ولكن سرعان ما هتف بتساؤل طفولي: انت بقيتي تقعدي بشعرك قدام بابا.

قطبت ما بين حاجبيها ثم وضعت يديها تلقائيا على رأسها تتحسسها بقوة اتسعت عيناها بصدمة مردفة: يالهوي انا قاعدة قدام رامي بشعري.
فاجأها هو عندما طبع قبلة في عنقها هاتفا بخفوت: طب وبالنسبة لحضني اللي نايمة فيه طول الليل اخباره ايه، والقميص التحفة القصير اللي انتي لابساه دا نظامه ايه.
اجابتها كانت اندفاعة منها للامام للابتعااد عنه ثم التفت له بتوتر: انت صحيت.

جلس على طرف الاريكة غامزا لها بشقاوة: اه قلقت وانت بتقومي من جنبي.
اخفضت بصرها اصدمت بساقيها العاريتين حاولت جذب قميصها القطني للاسفل، بينما هتف رامي لحمزة: حمزة قوم جيبلي ازازة مية من التلاجة.
نهض الصغير بخفة وما ان اختفى حتى اقترب رامي منها بسرعى جاذبا يديها برفق قائلا بحنان: بتغطي ايه انت مراتي وربنا، وبعدين انا مبسوط اوي انك قعدتي بشعرك قدامي.

حاولت الابتعاد ولكنه كان اسرع عندما حاوط خصرها بيديه، رفعت بصرها ترمقه بضيق: رامي ابعد مينفعش.
زاد من قبضته عليها مردفا بحدة: هو ايه اللي مينفعش يا شهد.
وضعت يديها على صدره تدفعه بعيدا عنها: رامي، حمزة بين لحظة والتانية هايطلع يشوفنا كدا عيب والله.
بحركة سريعة منه جذب يديها ثم لواها خلف ظهرها مقربا ايها بقوة: لا ماهو هايقف يحتار يجيب انهي ازازاة اسقع.
هتفت بغضب مكتوم: طب والله مافي اسقع منك.

ارتفع حاجبه بدهشة، شعرت هي بزلة لسانها متحدثة بلهفة: مني، اقصد مني.
هز رأسه برفض: لا انتي قولتي منك، والله ياشهد ان ما صالحتيني لاعقابك ودلوقتي.
زمت شفتيها بضيق: اصالحك ازاي، اطبطب عليك معلش يا رامي.
ابتسم بسخرية ثم هتف: لا طبعا يا ظريفة، اديني بوسة.
توسعت عيناها بصدمة لجرأة حديثه مردفة: انت بتشرب ايه يارامي انت اوقات بتبقى دماغك لامؤاخذة ضاربة.

ضحك بخفة ثم هتف بمزاح: طب والله انتي اللي ضاربة قومي قفلتيني.
ابتعدت على الفور تسحب منامتها للاسفل متجهة نحو غرفتها ولكن صوته الحازم اوقفها: شهد متغيريش البتاعة دي خليكي لابساها ودا بقى ياستي عقابك على كلمتك ليا.
قال اخر حديثه بابتسامة سمجة، تجاهلت حديثه وكملت سيرها فهتف بصرامة: شهد مبهزرش على فكرة لو تحبي اثبتلك واقوم اكمل عقابي اقوم عادي.

توقفت مرة واحدة ثم استدرات بغضب قابلت وجه البارد زفرت بحنق متجهة نحو المطبخ.

بسيارة كريم...
هتفت بفضول: لو تقولي بس احنا رايحين فين هرتاح.
هز رأسه بنفي قائلا بإصرار: لا طبعا اقولك ايه دي خليها مفاجأة نامي بس واسترخي كدا.
انام ايه يا كريم انا لسه صاحية من شوية، مانشوف اخرتها ايه.

بمنزل زكريا
طرقت الباب بعنف انتفضت سلمى من نومتها بينما زكريا يغط في نوما عميق، سمعت صياح مديحة من الخارج:
قومي يا حيلتهاااا انتي هاتفضلي نايملي اليوم كله.
لكزته في كتفه تهتف بخفوت: زكريا قوم، امك بتخبط على الباب انت مش سامع.
هتف بصوت ناعس: لا سامع بس طنشيها.
زاد طرق الباب بعنف، نهض بغضب ثم فتح الباب هاتفا بقوة: في ايه ياما، نايمين بتخبطي كدا ليه.
دفعته للوراء دخلت الغرفة تضع يديها في منتصف خصرها.

وتقول بسخرية: جرى ايه يا نن عين امك هو حد قالك ان فاتحها لكوندا تنامي براحتك وتصحي براحتك قومي يابت انجري شوفي وراكي ايه.

انصاعت لاوامر مديحة ولكن حديث زكريا الزاعق اوقفها: خليكي مكانك ايه ياما هو انا مش راجل مراتي تنام وتصحي وقت ما انا انام واصحى ويوم الجمعة تقعد معايا اليوم كله وهنا في الاوضة دي انا متجوز ليه ان شاء الله وكمان من اول ما رجلي دخلت وعتبت باب البيت تفضل جنبي خلصت طلباتك مخلصتش مش مشكلتي، دا اخر كلام عندي.
هتفت بتوعد: ماشي يا زكريا ماشي يابن بطني مانشوف انا ولا انت.

خرجت من الغرفة بغضب دلفت غرفتها حاولت التحكم في اعصابها لعلها تهدأ وتفكر في تدبير مكيدة لسلمى ويعود زكريا لاحضانها، رن هاتفها التقطته مجيبه: الو.
ايوا يا مديحة انت فين؟
هتفت بضيق: عاوز ايه يا حسني على الصبح.
في ست حلوة اوي وشكلها غنية موت عاوزكي يا مديحة هي قاعدة في المحل مستنياكي..
هتفت بتعجب: عاوزاني انا!
ثم تابعت: لتكون عاوزة الولية مديحة الخياطة.

هتف حسني بنفي موضحا: لا عاوزكي انتي قالت مديحة ام زكريا وبتستعجلك بسرعة.
طيب طيب جاية مانشوف الست دي عاوزة ايه...
بداخل غرفة زكريا..
تجلس على السرير وزكريا يجلس مقابلها يهتف بابتسامة عريضة: شوفتي يا ست سلمى انا زعلت امي علشان خاطرك.
رفعت بصرها تهتف بصوت مجهد: لو عاوزني اطلع اروق وامسح ماشي موافقة..
هتف سريعا: لا لا مش عاوزك طبعا تعملي كدا، انا عاوزك جنبي، دا انا مش مصدق نفسي انك راضية عني.

سلمى: انا هافضل راضية عنك بس تبعد امك عني يا زكريا علشان خاطري.
زكريا بابتسامة عريضة: من عنيا ياحبيبتي.

جلست بتأفف في ذلك المكان المتسخ تنتظر قدوم مديحة مرت ما يقارب عشر دقائق وجاءت مديحة وعلى وجهها مئات الاسئلة تفحصتها مديحة جيدا بينما ابتسمت كريمة بسخرية قائلة:
انتي مديحة ام زكريا...
نظرت مديحة لحسني بتوتر ثم هتفت: اه يا ست هانم.
نظرت كريمة لحسني قائلة بتعالي وتكبر: انت بقولك اطلع واقفل الباب دا علينا.
أومئ حسني قائلا: حاضر ياست هانم.

خرج حسني وبقي مديحة وكريمة معا تنظر كلا منهما للاخرى بنظرات مختلفة الى ان قطعت كريمة الصمت قائلة بمكر:
انتي خطيبة ابنك السابقة اسمها ليلى احمد.
أومأت مديحة براسها فهتفت كريمة مستطردة: اممم ومتهايلي اطردت من هنا صح.
أومأت مديحة بقلق، تأففت كريمة قائله: هو انتي هاتفضلي تهزي في راسك كتير ولا ايه.

هتفت مديحة بارتباك: اصل يا ست هانم لامؤاخذة دخلتك علينا تخض وعمالة تساليني عن المخفية ليلى وانا مش فاهمة حاجة.
ابتسمت كريمة بخبث مردفة: هاقولك ليلى دي انا بعزها اوي وعرفت انك كنت بتعزيها زي ويمكن اكتر، فكنت محتاجك معايا.
اعتدلت في جلستها وهي تقول باهتمام: لا يا هانم بالله عليك فهميني صح انتي عاوزني معاكي في ايه بالظبط.

اشارت لها بمكر وهي تقول: تعالي هنا قربي بالكرسي دا وفتحيلي مخك دا وافهمي كويس اللي هاقوله لو نفذتيه زي مانا عاوزاة هتاكلي الشهد.
معاكي يا ست هانم، دا انا بفهمها وهي طايرة ولما جبتي سيرة المخفية فهمت على طول انك بتعزيها اوي.
تعالت ضحكات الاثنتين بشر...

22-01-2022 12:44 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [17]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية شهد الحياة
رواية شهد الحياة للكاتبة زينب محمد الفصل الثامن عشر

بمنزل رامي.
قضت اليوم باكمله باعداد الطعام وترتيب المنزل، اخذت حماما باردا ارتدت ملابس مريحة ثم جلست اخيرا بارتياح تحتسي ذلك المشروب الساخن وتستمع ببعض الهدوء بعيدا عن صخب رامي وحمزة، طرق باب الغرفة بهدوء ثم دلف رامي وعلى وجهه ابتسامة عريضة:
بتعملي ايه؟
جذبت الغطاء بسرعة على ساقيها مردفة بغضب: على فكرة انت اخدت عليا اوي داخل طالع اوضتي مش عارفة اقعد براحتي..

اغلق الباب بهدوء ثم جلس مقابلها على طرف الفراش مردفا بهدوء: استنيت لما حمزة نام وقولت اجاي اتكلم معاكي شوية.
ثم تابع بصرامة: على فكرة يا شهد مش هاستحمل كتير لسانك او نرفزتك عليا انا بحاول اراعيكي على قد ما اقدر وبحاول متعصبش ولا ازعلك مني فانت كمان حاولي تتحكمي في نفسك اكتر من كدا.
نظرت للاسفل لشعورها بالاحراج من حديثه بينما هتف هو بنبرة هادئة: انا بحاول اخد عليكي وانت على طول بتقفليها في وشي ليه؟

هتفت برقة وكان ذلك عكس طباعها: انا طبعي كدا يعني بص متزعلش مني.
اقترب منها ومد يديه ليمسك بكفيها طابعا قبلة رقيقة عليهم: مش زعلان، قسيتي الهدوم.
اصطبغت وجنيتها باللون الاحمر مردفة بارتباك: لا مقستش وبعدين هما مظبوطين والوانهم حلوة تسلم يارامي، مكنش له لزوم لكل دا.

ارتفعت يدايه يداعب بها وجنتيها: انتي مراتي ومسؤولة مني وانتي لبسك ضيق ومش عاجبني انا كنت امبارح قاعد في المصنع مخنوق اوي من الجيبة الضيقة بتاعتك.
شهد: هي مش ضيقة لدرجادي يا رامي.
هتف باصرار: لا ضيقة جدا انا اللي كنت شايف، وبعدين نهايته انا كنت عاوز اتكلم معاكي في حاجة.
هتفت باهتمام: حاجة ايه؟!
تحدث رامي بجدية: في حد بلغني انك كنتي واقفة مع سامي بتضحكي وبتهزري امبارح صح؟

هتفت بتعجب: بضحك وبهزر! ازاي مش فاهمة.
ثم تابعت: محصلش بالطريقة اللي انت بتقول بيها دي، كل الحكاية هو كان واقف ونادى عليا وجه سلم وانا كنت ناسية اسمه فكرني بيه وسألني على شغلي وفاهمة فيه حاجة والا لا وانا رديت عادي وبعدها مشيت وبس.

ابتسم مردفا: ماشي انا واثق فيك طبعا بس ممنوع الكلام بين الموظفين والموظفات في المصنع منعا للقيل والقال، الكلام بيبقى في اضيق الحدود لكن انتي يا شهد الكلام ممنوع مع اي راجل انا بقولك اهو اي راجل يكلمك مترديش عليه حتى سامي ذات نفسه لو سمحتي.

شهد بضيق: في ايه يا رامي مكلمش رجالة وملبسش ضيق تشتريلي لبس واسع امبارح واقف ورايا في المول علشان محدش يجي جمبي، انا ليه شامة ريحة مش لطيفة، احنا اخوات يا رامي وجوزانا مؤقت.
رمقها بغضب ثم خرج من الغرفة بسرعة البرق، تعجبت هي من ردة فعله ولكنها اظهرت الامبالاة هاتفة لنفسها:
انتي صح يا شهد لازم يعرف ان في حدود انت وهو متنفعوش لبعض وانا منساش لما قال ان انا منفعوش وعاوزة واحد شبهي وهو مش شبهي.

بالاسكندرية وتحديدا على البحر...
وقفت بسعادة تلعب في المياة بمرح طفلة صغيرة بينما اكتفى كريم بالاستمتاع بمشاهدتها حتى هتفت له بسعادة:
مش قادرة اسيب المية انا فرحانة اوي.
ضحك بخفة على مرحها: انتي من وقت ماجيتي وانتي في البحر والليل جه وحضرتك واقفة في المية طب تعالي اقعدي جنبي دا حتى الجو شاعري..

اقتربت منه ثم جلست بجانبه مردفة بعيون تلمع من الفرح والسعادة: كان نفسي كتير اجي اسكندرية واتفسح فيها، انهاردا كان حلو اوي يا كريم شكرا ليك بجد غيرتلي مودي.
هز راسه بغمزة بسيطة: احنا في الخدمة الي نفسك فيه قوليه ويتنفذ على طول.
ليلى بمرح طفولي: عاوزة نخرج دلوقتي نتمشى في الشوارع من غير عربية ونلف ونتفرج على الناس وناكل ايس كريم ودرة مشوي...

ثم تابعت بتذكر: اه ونجيب هدية لعمو نعوضه عن اليوم اللي سيبناه فيه.
أومئ بابتسامة صافية تعبر عن مدى سعادته بهذا اليوم و سعادتها بتلك المفاجأة.

بمنزل زكريا...
هتفت بصوت منخفض للغاية في الهاتف: عملت الي انتي قولتيلي عليه يا ماما وفعلا زكريا اتغير اوي انهاردا مخلنيش اطلع من الاوضة وزعق لامه...
تحدثت سميحة بنبرة تنم عن فرحتها: شوفتي كلام امك طلع صح ازاي، دي ولية سوو انا عارفها وفاهمها على ايه، انتي بس اسمعي كلام امك وقوي شخصيتك دي ومتحسسيهاش انك خايفة من حاجة ابدا.
هتفت سلمى بحيرة: يعني اعمل ايه؟؛ فهميني كدا.

سميحة بمكر: بصي يا ستي يعني مثلا تبقي عارفة انها برا في الصالة وتضحكيلك ضحكة عالية وتقولي اسم زكريا بدلع منها تخلي زكريا زي الخاتم في صباعك ومنها تكيدي مديحة وكمان حطي مكياج غيري من نفسك ادلعي على الاخر يا سلمى زكريا هايجي بكدا صدقيني...

هتفت سلمى بضيق: ياماما انا مش هاعمل كدا انا بعلقه بيا وانا عاوزة اخلص منه ومن امه انا مش طايقهم، انا هارجع زي ما كنت ولما ميلاقوش مني نفعة هايرموني ويطلقني انا متاكدة من كدا.

هتفت سميحة سريعا: لا اوعي يابت انتي كدا تبقي خايبة وغبية، مديحة عاوزة تكسرك ومش هاتسيبك الا وانتي ميتة واحتمال تجوزه وتبقي انتي خدامتهم، اسمعي كلامي مديحة لما تشوفك اخدتي زكريا في صفك هتخاف وهاتخليه يطلقك هاتعمله اي حجة وتصر انه يطلقك.
هتفت سلمى: طب ولما يطلقني بابا هايستقبلني دا احتمال ياخدني ويرجعني ليهم تاني.

تنهدت سميحة: لا متخافيش في كام فكرة في دماغي لغاية ما تنفذي اللي قولتلك عليه وتتطلقي هاخدك ونروح ناخد شهد من خالتك ورامي وترجعوا لحضني من تاني.
هتفت سلمى بفضول: فكرة ايه ياماما في ايه؟!
قالت سميحة باصرار: اسمعي كلامي يا سلمى مش وقته كلامك دا، متخافيش امك مخططة لكل حاجة.

هتفت سلمى سريعا: بصي يا ماما علشان زكريا قرب يطلع من الحمام، انا هانفذ كلامك وعلى امل اننا نطلع من القرف دا بس لو دا هايعرضك للخطر متعمليش حاجة، متتصليش على تليفون زكريا الا لو انا اتصلت، اقفلي عشان امسح رقمك بقى بسرعة.
سميحة: طيب يابنتي ربنا يعينك ويقويكي على اللي انتي فيه.

اغلقت المكالمة سريعا وقامت بمسح الرقم وضعت الهاتف مكانه ثم جلست بتوتر خرج زكريا من المرحاض يدندن بخفوت رفع بصره وجدها تجلس على الفراش مبتسمة، رد ابتسامتها بابتسامة صغيرة: انتي كنتي بتعملي ايه؟
هتفت بتوتر: كنت قاعدة عادي مبعملش حاجة.

اقترب منها ثم جلس مقابلها ثم داعب وجنيتها بيديه قائلا بنبرة حب صادقة: والله يا سلمى انا اسعد واحد في الدنيا دي، انت ممكن تستغربيني يعني علشان حبيتك بسرعة بس اللي اكتشفته بقى اني طلعت مكنتش بحب ليلى بس لما شوفتك وبصتلك على انك مراتي حبيتك جدا، انتي صافية اوي من جواكي وطيبة انا لو طايل اجبلك نجمة من السما وتكوني راضية عني هاعملها.

رفعت بصرها ترمقه باعين دامعة: طب ليه كنت بتعاملني كدا ليه كنت بتضربني وتهيني وتسيبني نايمة على الارض، وانا اصلا مريضة سكر يعني ليا معاملة خاصة ليه يا زكريا اللي اعرفه ان اللي بيحب عمرة ما بيقدر يأذي وانت اذتيني كتير اوي.
هتف بحزن: غصب عني والله يا سلمى، امي لعبت في دماغي وبعدين متنسيش اني اتخدعت في ليلى.

هتفت سلمى بتعجب: اتخدعت فيها!، دا اللي هو ازاي، ليلى مظلومة يا زكريا بلاش تظلم علشان الظلم وحش اوي.
زم شفتيه بضيق: طب قفلي على ام السيرة دي علشان بتعصب لما بسمعها، المهم عندي انتي، انتي مبسوطة معايا.
هتفت بتردد مرتبك للغاية: ااا، اه مبسوطة، ربنا يخليك ليا.

بغرفه مديحة...
جلست تتذكر حديث كريمة وابتسامة عريضة تعتلي وجهها...
(فلاش باك)
هتفت مديحة بتوجس: وانا ايه يخليني اسمع كلامك لامؤاخذة مش يمكن مزقوقة عليا.
تأففت كريمة مردفة: انا مين هايزقني عليكي انتي مش شايفة فرق المستوي.
ابتلعت ريقها بصعوبة مردفة بتردد: طب معلش ياهانم جاوبيني علشان ارتاح انتي وصلتيلي ازاي.

زفرت كريمة بضيق: واحدة ممرضة زميلة زفتة ليلى في المستشفى تعرفها وساكنة قريب من الحارة دي، اللي حكتلي عن ليلى واللي حصلها هي اللي وصلتني بالبنت دي ولما سالتها على خطيب ليلى السابق قالتلي اسمه وبيشتغل ايه وساكن فين وانتي كمان اسمك ايه.

ثم تابعت بنفاذ صبر: بصي انا مش عاوزة اسئلة كتير، انتي تنفذي اللي هاقولك عليه بالحرف وانتي هتاكلي الشهد من ورايا وورا ليلى كمان، ركزي معايا كويس في اول حاجة هاتعمليها علشان لو عملتيها صح الباقي هايبقا سهل اوي، واهم حاجة مفيش بشر يعرف باتفاقنا حتى الراجل دا ابقي قوليله اني كنت عاوزة ابنك في مصلحة في شغله.
أومأت براسها وهي تستمع باهتمام لاول خطط كريمة لايقاع ب(ليلى)
(باااااك ).

عادت من شرودها وهي تهتف بمكر: والله ووقعتي تحت ايدي تاني يا ليلى، الفرصة جتلي وانا لازم استغلها.

بمنزل رامي..
جلس بغرفته يمارس هوايته المفضلة وهي الرسم ويستمع لاغنية عمرو دياب ( انت مغرور)
وبقى يدندن معاها بصوت منخفض: ليك نفس تضحك وتسلم ليك نفس عادي بتتعامل والله عيب دا انا عشت جنبك بتألم وبقول مفيش انسان كامل بس انت غريب
انت مغرور انت معدوم الشعور انت زي الزينة ديكور واللي عاشرك معزور مغرور ايوا مغرور ايوا معدوم الشعور ايوا زي زينى ديكور واللي عاشرك معزور مغرور ايوا مغرور.

فتحت الباب بسرعة تفاجأ رامي من فعلتها، قام بخفض صوت الاغنية ورمقها بتساؤل: في ايه ياشهد.
اقتربت منه بسعادة وهي تهتف: عمرو دياب الله انت بتسمعه، علي الصوت خليني استمتع، انا بحب الاغنية دي اوي.
هتف بعند: لا مش هاتسمعيه واطلعي روحي اوضتك يالا انا عاوز اقعد لوحدي.
جلست بجانبه على السرير تهتف باصرار: لا ابدا شغله دا انا كنت بقعد في المكتبة على الكمبيوتر اجيب البوماته واسمعها، شغل يا رامي بقا متبقاش رخم.

اشار لها على باب الغرفة: طب اقفلي الباب وتعالي اقعدي ومسمعش صوتك علشان ارسم بهدوء.

أومأت بسعادة وذهبت مسرعة تغلق الباب، اعاد رامي تشغيل الاغنية وما ان استمعت للكلمات حتى وقفت في منتصف الغرفة تتمايل بجسدها على لحن الاغنية وتدندن بكلماتها بصوت عالي عذب، تابعها بنظراته الشغوفة، تابع كل حركة تقوم بها بجسدها الصغير ومنامتها القصيرة وشعرها المتطاير خلفها تدور هنا وهناك وكأنها لوحدها ولا يشاركها رامي بالغرفة، اقتربت منه بابتسامة مرحة وهي تغني بمقطعها المفضل من الاغنية:.

مش زيك انا مش بتلون لا هاحن ولا هاعمل خاطر دا انا باب مقفول البعد اوقات بيهون وتعبت من القرب يا ساتر كدا مش معقول، انت مغرور انت معدوم الشعور انت زي الزينة ديكور واللي عاشرك معزور مغرور ايوا مغرور.
انتهت الاغنية مد يديه ليمسكها من ذراعها هاتفا بخشونة:
اقعدي بقى مش هاعرف اركز كدا.

أومأت بضحكة صغيرة وهي تتخذ بجانبه مكانا لها تستمع للاغاني وتركز باهتمام في رسمه، حاول رامي التركيز ولكن وجودها بجانبه يشتت تركيزه، شعر بان قلبه سيكسر قفصه الصدري من قوة نبضه، تمالك اعصابه وحاول عدم انفالتها، اراحت راسها على كتفه نظر لها وجدها تحاول جاهدة فتح عينيها ولكنها فشلت واغلقتهم وغطت في نوم عميق، عدل من وضعية ذراعه حتى يريحها اثناء نومتها وبداخله سعادة لا توصف.

مرت الايام بسلام على ابطالنا، الوضع مستقر بين شهد ورامي اياما تمر بسلام وايام بها شد وجذب، رامي محتفظ بعشقه في قلبه، وشهد متمسكة بفكر (جوزي بس اخويا)، كريم وليلى يعيشون اجمل ايام حياتهم، ليلى اصبحت متفهمة لوضع كريم وباتت تتلهف لسماع غزله بها وجمل الحب التي تنقلها لحياة اخرى حياة سعيدة حالمة حياة بها شهد الحب، اما كريم لا ينكر سعادته بمدى تطور علاقته ب ليلى ولكن توجد غصة في حلقه تجعله يدرك دائما ان هذه السعادة لن تدوم، اما زكريا وسلمى، مازال زكريا يغرقها بالحب وسلمى تمثل امامه انها متيمة فيه، اصبحت تنقذ خطط والدتها بحرفية وتشعل النار بداخل مديحة، شعرت مديحة بان الوضع اصبح خطر بوجود سلمى مستخدمة مثل شعبي اصيل ( اللي تحسبه موسى يطلع فرعون)...

جاء الصباح الباكر محمل الاحداث منها يسعد ابطالنا ومنها يحزنهم...
بمنزل زكريا...
هتفت مديحة بسخرية وهي تعد كوبا من الشاي: صباح الخير يا سبع البورمبه.
التوي فمه بضيق مردفا: ايه ياما احنا الصبح.
التفت له تتحدث بعصبية: قلبي وربي غضابنين عليك ياواد.
هتف بسخرية: اصل انتي متوضية وضامنة الجنة، ايه ياما ربنا مبييرضاش بالظلم.
شهقت بتهكم: وانا ظلمتها في ايه يا عنيا...

قاطعها بحدة: في كلام الافترا اللي طلعتيه عليها وانا كنت زي الاهبل هاصدقك سلمى مفيش انضف منها ومفيش احسن منها وبتحاول ترضيني وانا عندي فرحتها بالدنيا كلها.
رفعت احد حاجبيها باعتراض مردفة: ماشي يا زكريا انا بقى هاثبتلك اني صح وهي غلط لو ثبت كدا هتطلقها.
هز رأسه بنفي قائلا: لا انتي لو ثبتي كدا انا هاموتها وقدامك...

ثم تابع بصرامة: بس من هنا لغاية ما تثبتي كدا ياريت تبعدي عننا وتسيبنا في حالنا اصل اخدها واروح اجر اي مكان برا، وكمان اعملي في حسابك مش هاتشتغل تاني ولا هاتعمل حاجة واياكى بقى اسمع انها عيطت او حصلها حاجة.
هتفت مديحة بتوعد: ماشي يا زكريا ماشي.
خرج زكريا متأففا من اصرار امه على خيانة سلمى له تنهد بقوة خارجا من الشقة باكملها، بينما وقفت هي تنظر بغضب لغرفة سلمى حتى رن هاتفها وكانت المتصلة كريمة.

الو ياهانم.
كريمة بهدوء: نفذي انهاردا البسي وروحي يالا واياكي تنسي حرف ولما تخلصي كلميني.
اجابت بطاعة: حاضر ياهانم.

بمنزل رامي...
وقفت تنهدم نفسها وتضع ذلك ملمع الشفاه دلف رامي فاجأة رمقها بغضب: ايه اللي انتي بتهببيه دا.
تجاهلته مكلمة وضع الملمع بهدوء: بعمل ايه؟!
اقترب منها ومد يديه ينتزع ذلك الشئ من يديها بعصبية مفرطة: انتي اتجننتي يا شهد بتحطي زفت روج.
استغفرت ربها بخفوت ثم تابعت بهدوء مصطنع: دا ملمع شفايف يعني مش روج.

نظر حوله بسرعة لمح المناديل جذب منديلا معطيا ايها قائلا بصرامة: امسحي يالا واوعي تفكري انك ممكن تطلعي كدا.
ابعدت يديه بعنف مردفة: انت مالكش حكم عليا يا رامي...
هتف بنبرة اشبه بالصراخ: لا ليا انا جوزك، امسحي النيلة دي.
هتفت بتحدي: لا يا رامي ووريني بقى هاتعمل فيا ايه.

اقتصر المسافة بينهم بخطوة واحدة مد يديه ممسكا راسها بقوة ثم مال على شفتيها يقبلها بقوة عقابا لها على ما تفوهت به عازما على محو اي اثر لملمع او روج على شفتيها فتلك الشفاه كانت تناديه في كل لحظة وهاهو يبلي النداء، الصدمة الجمتها في بادئ الامر ولكنها استعادت وعيها وحاولت دفعه بقوة بعيدا عنها. ، ابتعد عنها يلهث بقوة من فرط المشاعر التي يحاول كبحها وانفلتت بلحظة وهاهو يهدأ ضربات قلبه المجنونة بها، نظرت له باعين مشتعلة من الغضب وصدرها يعلو ويهبط، وماهي الا ثواني و رفعت يداها تهبط بها على وجينته ولكنه امسكها بقوة، بقت يداها مرفوعه في الهواء ويدة تتمسك بها قوة، نظر لها بغضب مما كانت سوف تقدم عليه، بحركتها تلك افاقته من النشوى التي كان يشعر بها، رجعت بعض خطوات للوراء خوفا من ردة فعله...

بمنزل كريم...
فتح باب المنزل وجد امراءة في وجهه، قطب مابين حاجبيه مردفا: انتي كنتي هاترني الجرس ولا ايه؟
بلعت ريقها بصعوبة وهتفت بتردد مرتبك: اه، مش دا بيت ليلى.
تفحصها جيدا هاتفا بتساؤل: اه، بس هو انا شفتك قبل كدا.
هتفت بتلعثم: مش مش عارفة يمكن شوفتني في الحارة اصل انا جارة ليلى وعاوزاها في موضوع.
أومئ براسه ثم صاح مناديا: كيتي.
جاءت الخادمة على استيحاء: اؤمر دكتور.

اشار عليها: دخليها لمدام ليلى...
ثم وجهه كلامه لها: اتفضلي كيتي هاتدخلك ليها.
اومات بقلق ثم دخلت وسارت تبع ارشادات الخادمة، جلست على كرسي من كراسي الصالون تنظر للمنزل بانبهار واضح من تصميمه هامسة لنفسها: والله لعبت معاكي يابت يا ليلى، وقعتي واقفة.
ثم تابعت بمكر: ياعني دكتور اياه يبقا جوزها، طب كويس انه مفتكرنيش.

طرقت الخادمة غرفة ليلى بهدوء اذنت لها ليلى بالدخول دخلت وهتفت بلهجة بها كسرة : مدام ليلى في واحدة بنت اوزاك (عاوزك )برة.
هتفت ليلى بتعجب: واحدة عاوزني انا!، متأكدة؟
أومأت الخادمة: مش اعرف حاجة، هي قالت كدا.
قامت ليلى من جلستها ثم خرجت وتفاجئت بوجود مديحة، ما ان رأتها مديحة حتى هتفت بمكر:
ليلى حبيبتي وحشتيني اوي يا غالية.

سرت رجفة صغيرة في جسدها، وعادت الذكريات السيئة تداهمها بقوة، جف حلقها واحتل الخوف قلبها...

22-01-2022 12:44 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [18]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية شهد الحياة
رواية شهد الحياة للكاتبة زينب محمد الفصل التاسع عشر

بمنزل كريم...
هتفت مديحة بخبث: مالك يا ليلى ما تهدي انتي ليه مش على بعضك كدا.
تلتفت ليلى ورائها ثم يمينا ويسارا مردفة بقلق: انتي ايه اللي جابك هنا عاوزة مني ايه، انتي اصلا عرفتي مكاني ازاي.
ابتسمت بمكر: عرفت مكانك ازاي دا ميخصكيش عاوزة منك ايه، دا هاقولك عليه دلوقتي.

بمنزل رامي...
جلست بالمنزل تبكي وتتذكر كلماته...
(فلاش باك )
رمقها بغضب، هاتفا بصوت مخيف: انتي كنتي هاتهببي ايه؟.
هتفت بصوت مهزوز: دا المفروض يبقا رد فعلي على اللي انت عملته واعمل في حسابك انه هايبقى كل مرة دا رد فعلي لو عملت كدا.
هدر بصوت جهوري وبغضب: تبقي اتجننتي دا انا اكسر عضمك اياكي تفكري تمدي ايدك عليا واسكتلك واقسم بالله هاتشوفي اللي عمرك ماشوفتيه.

صاحت بغضب هي الاخرى: انت عاوز تعمل كدا واسكتلك دا مش من حقك علشان تعمل كدا.
امسكها من ذراعها يهزها بعنف: امال من حق مين، انتي كلك على بعضك من حقي، انتي مراتي غصب عنك وعن اي حد.
اشارت له على باب الغرفة مردفة بتحدي: امشي اطلع برا مالكش دعوة بيا لغاية ما خالتي تيجي.

بقا صامتا عقب جملتها ينظر لها باعين حمراء من الغضب حتى هتف بتوعد: ماشي يا شهد انتي اللي حكمتي على نفسك خروج من البيت مفيش روحة المصنع مفيش تعاملك مع حمزة بردوا مفيش تفضلي هنا في اوضتك تاكلي وتشربي لوحدك وانا هاعرف اخليكي ازاي تتحكمي في نفسك وتعرفي انك بتتعاملي مع راجل مش عيل ولسانك دا انا هاقصهولك.

خرج من الغرفة بسرعة بل من البيت باكمله مغلقا عليها بالمفاتيح، وقفت بجنون في منتصف الصالة تستمع لصوت المفاتيح في الباب وهو يقوم بغلقه حتى صاحت باعلى صوتها:
بكرهك يا رامي ومكرهتش حد في حياتي قدك.
استمع لجملتها زفر بقوة هامسا لنفسه: بحب متخلفة، انا ايه اللي عملته في نفسي دا.

بمنزل كريم...
انتفضت وهي تنظر لها بصدمة هاتفة بتلعثم: انت اتجننتي انا هاجبلك المبلغ دا منين؟!

اجابتها وهي تهز كتفها بالامبالاة: وانا مالي ياختي اللي ليا قولته...

ثم تابعت بحقد دفين: انا لايمكن اسيبك تتهني بالعز دا كله لوحدك، واقسم بالله يا ليلى لو مجبتيش الفلوس في ظرف يومين بالكتير لجاية وعملالك فضيحة وقايلة للراجل الكبرة اللي جوة دا على مصيبتك وعلى كلمتين حلوين من عندي يشعللوا الدنيا ويرموكي زي الكلبة في الشارع.

هتفت برجاء واعين تمتلئ بالدموع: حرام عليكي بجد يعني انتي اللي طلعتي كنتي بتبعتيلي رسايل وبتهدديني، طب انا هاجبلك عشر الاف منين المبلغ كبير اوي عليا مش هاقدر.

نظرت حولها بمكر وهي تتحدث: بقا العز دا كله ومش تقدري تاخدي عشر الاف جنيه ياختي اسرقي اي تحفه من دول وبعيها وهاتجيبي ضعف المبلغ وبعدين يا حلوة دا مبلغ قليل تمن سكوتي على مصيبتك هو انتي عاوزني اعرف انك متجوزة دكتور قد الدنيا وغني واسكت واسيبك لا طبعا انا عاوزة فلوس علشان اسكت ومقولش لحماكي على مصيبتك، وبعدين الواد زكريا عاوز يتجوز وممعيش فلوس.

اقتربت منها ليلى بسرعة تجذبها من مرفقها بعصبية وهي تهتف: امشي اطلعي برا انا مش هاجبلك المبلغ دا، امشي.

ابتسمت بسخرية: اهدي على نفسك ياختي شوية، انا هامشي فعلا بس والله العظيم يا ليلى لو ما جبتي الفلوس لمسودة حياتك وانتي عارفني على ايه وبعدين ياحلوة لو فاكرة انك تجري تقولي لجوزك وهو هايفكر بس يعمل حاجة انا مفهمة كذا واحد الحوار وهايجي ويفضحك هنا وكمان عرفت ان ليكي عمة الدكتور صعبة اوي لو عرفت بمصيبتك شوفي بقا هاتعمل فيكي ايه...
قاطعتها ليلى بحدة: وانتي ايه عرفك دا كله؟!.

قهقهت مديحة بشر: وانتي فاكرة ان هاسيبك تطلعي من الحارة كدا لا بقا دا انا رقبتك وعرفت انتي اتجوزتي مين وبقالكوا قد ايه متجوزين وعرفت كل تفصيلة وصغيرة والصراحة انا لايمكن اسيبك تتمعتي بالعز دا لوحدك دا انا حتى ابقا غبية ومبفهمش...

ثم استطردت تحت نظرات ليلى المصدومة: انا هامشي الرقم اللي كنت بعتلك الرسالة منه هو دا اللي تكلميني منه، هتتاخري يوم عن اليومين اللي قولتلك عليهم هاتشوفي وش مديحة التاني سلام ياحبيبتي...
ذهبت مديحة وبقت ليلى تحت الصدمة...

بالمصنع...
بتعمل ايه هنا يا سامي...
التفت سامي بسرعة، وجد هايدي تنظر له وعلى وجهها ابتسامة خبيثة، فهتف متصنعا الامبالاة:
عادي بشوف بيشتغلوا ولا لأ.
هايدي بخبث: طب ودا تخصصك والا شغلك، قول بقا انك جاي علشان الست شهد.
سامي ببرود: وانتي مالك جايلها ولا لأ، مراقباني ليه خليكي في اللي يخصك.

اقتربت منه وقالت بهدوء: بص هاجبهالك صريحة انا وانت مصلحتنا واحدة انت عاوز شهد ودا فهمته من نظراتك وانا عاوزة رامي يبقا نساعد بعض وكل واحد ياخد اللي بيحبه.
سامي: طب رامي وعندك ما تخديه ايه اللي يمنعك عنه، اما شهد طلعيها من دماغك يا هايدي اعوزها معوزهاش ميخصكيش.

هتفت بتهكم: طب والله باين عليك متعرفش حاجة وعايش في الاحلام رامي صاحبك عينه من شهد وانا شوفتهم بعيني دول في المطبخ في بيت رامي مقربين من بعض وبيهمسوا ويتكلموا، انا عاوزة مصلحتك يا سامي انا بنت عمك ومصلحتك من مصلحتي.
هتف سامي ببرود: لو احتاجتك هاقولك اكيد يا يابنت عمي.
تركها سامي ثم ذهب لمكتب رامي دلف الغرفة، وجد رامي نائما على كرسي المكتب مغمضا عينيه:
عاوز ايه ياسامي.

هتف سامي بمزاح: ايه دا انت ملبوس ياعم، ايه عرفك ان انا.
فتح رامي عينيه ثم هتف بضيق: علشان انت الوحيد الي بتدخل من غير ما تستأذن.
قطب ما بين حاجبيه مردفا: مالك يا رامي مبوز ليه كدة وقاعد نايم مبتشغلش.
رد بوجهه مقتضب: مفيش.
ابتسم سامي بسخرية: انا بسال مين مالك مش هاتقول طبعا، انت عارف يا رامي بتفكرني بمين بالست النكدية اللي جوزها بيفضل يقولها مالك متردش عليه ومترضاش تقول.

زمجر رامي بحدة: وانا مش هاستحمل كتير طولة لسانك وانت عارف ان مبحبش حد يتعدا حدوده معايا في الكلام وبردوا عارف ان مبقولش مالي ولا فيا ايه، يبقا ايه تقوم تشوف شغلك دا لو انت بتشتغل اصلا ومتكونش جاي لهدف في دماغك.
نهض سامي بعصبية: انا مش عارف مستحملك على ايه.
بعد خروجه ارجع رامي راسه للوراء مرة اخرى مغلقا عيناه بقوة يحاول التحكم في اعصابه:.

اطلعي بقا من دماغي، مش عارف اركز ولا اشتغل ولا اعمل حاجة، اوووف لا انا مش قادر استحمل انا هاقوم واروحلها، انا قسيت عليها جامد ممكن يحصلها حاجه.

بمنزل زكريا...
عادت للمنزل وجدت الهدوء يعم المنزل التوى فمها بسخرية: اه تلاقيها نايمة الهانم.
رن هاتفها اجابت بخفوت وهي تدلف لغرفتها: ايوا ياهانم.
كريمة: انتي مروحتيش ولا ايه؟
مديحة: لا روحت وجيت.
كريمة بعصبية: انا مش منبه عليكي اول ما تخرجي من هناك تكلميني وتقوليلي عملتي ايه..
قالت مديحة بتبرير: اصل يعني هاحكي في الشارع قولت اروح البيت واحكيلك.

زفرت كريمة بنفاذ صبر: اخلصي انتي هاتصاحبيني احكي عملتي ايه.
هتفت مديحة بحنق: ما بالراحة عليا يا هانم اصل كلنا ولاد تسعة وبعدين انتي محتاجاني...
‏ثم تابعت حديثها: انا روحت وجوزها قابلني وانا قولتله اني جارة ليلى وهو مهتمش انه يعرف تفاصيل دخلني وقبلتها وقولتلها ان انا اللي كنت ببعتلها رسايل التهديد وهي خافت طبعا وهددتها بكل حاجة اتفقنا عليها وقولتلها مستنية اتصال خلال يومين ومشيت.

كريمة: برافو عليكي الفلوس بقا اللي تجيبها دي حلال عليكي كلها واول ما تجبها بلغيني علشان اقولك هاتعملي ايه بعد كدا.
مديحة بسعادة: ماشي ياهانم.
انهت المكالمة بسعادة ولكنها سرعان ما تذكرت شئ:
الحمد لله انه مفتكرنيش ولا افتكر اني الست الي بهدلها في عيادته، وكويس بردوا ان مقولتش لست كريمة لكانت تخاف وتسحب مني الحوار ويضيع عليا الفلوس انا كدا صح، بس افرض افتكرني ايه بقا اللي هايحصل.

بمنزل رامي.
دارت في ارجاء المنزل بعصبية وهي تهتف: اه ياناري بقا تحبسني يا رامي على اخر الزمن انا تعمل معايا كدا، طب والله لاوريك اسود ايام حياتك اه انا ميتعملش معايا كدا.

جلست بزهق على الاريكة انتبهت لصوت البطلة المستغيث في التلفاز وهي تستغيث بالبطل عبر الهاتف ضيقت عينها بتركيز تتابع باهتمام حتى جاءت لها فكرة شيطانية لاح على ثغرها ابتسامة خبيثة، التقطت الهاتف ثم قامت بالاتصال حتى جاءها صوته القوي...
ايوا يا شهد.
تصنعت البكاء وهي تهتف بخفوت: الحقني يارامي.
توقف رامي عن القيادة وهو يهتف بقلق: مالك في ايه..

هتفت بتلعثم: مش، مش عارفة فيه حد في الشقة معايا انا سامعة صوته معايا بيتحرك هاموت من الخوف.
هتف بتوتر: ازاي دخل الشقة وانا قافل بالمفتاح...
خبطت بيديها على جبينها وهي تسب نفسها ثم هتفت بارتباك: سمعت صوت تكسير شباك المطبخ، هايموتني يارامي.
جف حلقه من شدة قلقه وخوفه: اوعي تخافي انا هاجيلك اهو متخافيش، خليكي معايا.
هتفت بتسرع: لا طبعا اقفل علشان الرصيد.
هتف بتعجب: نعم!

قالت بارتباك خافت: اااا، اقصد اقفل علشان ميحسش بيا.
انهت المكالمة وهي تزفر بقوة اعتلت على وجهها ابتسامة عريضة وهي تهتف: احسن تستاهل.
قام بتشغيل السيارة مرات عديدة ولكن تلك المحاولات فشلت ضرب المقود بيديه وهتف بعصبية: هو في ايه مالها مبتشغلش ليه، هو دا وقته...

خرج منها بحث عن تاكسي لم يجد فالسااعة الثانية ظهرا والشوارع مزدحمة، ركض باقصى سرعته ركض والعديد من التخيلات بذهنه، جف حلقه زدات وتيرة الخوف والقلق بداخله، لم يعرف حتى الان كيف وصل لمنزله اخرج مفاتيحه بتوتر وخوف فتح الباب ودخل بهدوء وحذر وعينيه تبحث عنها في ارجاء المنزل حتى توقف عندما سمع صوتها البارد:
لا طلعت بتخاف عليا يا رامي.

التفت بسرعة وجدها تتكأ بنصف جسدها على العمود الرخامي، تفحصها بسرعة بعينيه وفي لحظة كان يعانقها بقوة ويديه تتحرك بسرعة على جسدها بخوف، شعرت بدقات قلبه وقوة بنبضاته وبانفاسه اللاهثة، ابتعد عنها قليلا يهتف بقلق:
انتي كويسة صح، مفيش حد عملك حاجة.

صمتت شعرت بمدى قلقه وخوفه عليها، امتلئت عينيها بسرعة بالدموع واردفت بنبرة شبه باكية: انا اسفة مكنتش اقصد اخوفك عليا والله، انا بس كنت مخنوقة منك ومضايقة ومتعصبة قفلت عليا الباب وحبستني قومت اخترعت الكذبة دي علشان تيجيلي، متزعلش مني يا رامي انا غلطت.
نظر حوله بصدمة: يعني مفيش حرامي.
هزت رأسها بنفي، اخفضت بصرها ارضا بخزي، ثم هتفت بخفوت: معلش انا اسفة.

عانقها مرة اخرى وهو يدفن وجهه في عنقها بقوة ويهتف بخفوت: انتي عاوزة تعملي فيا ايه، عاوزة تتعبي قلبي معاكي ليه، اخدتي ايه غير ان جريت الطريق كله وقلبي كان هايقف من الخوف عليكي، طب تعرفي اني اصلا كنت سايب الشغل وجايلك.
هتفت بخجل: انت كنت سايب الشغل وجاي ليه؟!

ابتعد قليلا عنها، رفع بصره وركزه على عينيها ويديه تداعب وجنتيها بلطف ثم هتف بنبرة حنونة: علشان زعلتك مني قبل ماانزل وقفلت عليك، رغم انك غلطانة في اللي عملتيه بس مهنتيش عليا.
اعتلت ابتسامة خبيثه على ثغرها: عكتها اوي انا انهاردة صح؟
اقترب اكثر منها وهو يركز بصره على شفتيها بشغف: اه.
ارتشعت شفتيها من نظراته لها فهتفت بارتباك: اااان، انا..
قبل ارنبة انفها برقة وداعبها بانفه وهو يهتف بهمس: انتي ايه...

زادت دقات قلبها بجنون من قوة فرط مشاعرها، الان تختبر مشاعر جديدة لم تعهدها من قبل، اغلقت عينيها تستمتع بانفاسه الساخنه على وجهها، شعرت بشفتيه تجول على بشرتها الناعمة، شعرت بشفتيه تقترب من شفاهها خفق قلبها بقوة، تمسكت بقميصه، طبع قبلة رقيقة بالقرب من شفتيها، ثم ابتعد وهو يتفحصها ويرى تأثير ما فعله بها، فتحت عيناها بخجل تسربت الدماء لوجهها، ابتسم بخفة على براءتها ثم هتف بخشونة: هاتصل على الباص يجيب حمزة على هنا، جهزي حاجة خفيفة لغاية ماخاد شاور.

تركها ثم دلف الى غرفته مغلقا الباب خلفه، وضعت يديها على قلبها تحاول تهدئة دقاته السريعة والقوية:
اهدي هاموت الله يخربيتك يا رامي، انت عاوز تعمل فيا ايه.

بمنزل كريم.
جلس بانهاك واضح على الاريكة يهتف بتعب: اليوم كان متعب اوي متتخيليش كم العمليات والولادة..
هتفت ليلى بشرود وعينها مثبتة على نقطة ما: الله يكون في عونك.
عقد حاجبيه يسال بإهتمام: مالك يا ليلى من وقت ما دخلت البيت وانتي تايهة كدا.
ابتسمت ابتسامة مصطنعة: مفيش.
اقترب منها وجلس مقابلها: لا فيه في ايه، من حق الست بتاعت الصبح جارتك كانت عاوزكي ليه؟
هتفت بتوتر: مكنتش عاوزة هي...

قاطعها مستفهما: هي عرفت مكانك منين؟!
زاد التوتر لديها من اسئلة كريم فهتفت: انا كنت كلمتها وقولتلها في حاجة؟!
هز رأسه بنفي: لا مفيش بس حاسس ان شوفتها قبل كدا اوكشفت عندي هاموت وافتكر ودماغي مش قادرة تجيبها.
ليلى: متهايلك انت مشوفتهاش قبل كدا انا متاكدة.
قطب مابين حاجبيه: وانتي ايه اللي يخلكي متاكدة ان مشفتهاش قبل كدا.
هتفت موضحة: اصلها جارتي انت هاتشوفها ازاي الا معايا وهي اول مرا تيجيلي هنا.

هز رأسه متفهما: امممم ممكن بردوا، المهم كانت عاوزكي في ايه؟!
رفعت بصرها بتوتر وعزمت على قول ما فكرت فيه وما توصلت اليه بعد معاناه: هي عارفة انك غني، وهي على قد حالها وابنها عاوز يتجوز وكانت مزنوقة في مبلغ كدا.
كريم: فجت تطلبهم منك يعني.
هزت راسها وهي تخفض بصرها للاسفل وتحاول جاهدة كبح خوفها وتوترها حتى هتف بهدوء:
طب وماله ياقلبي ساعديها براحتك.
رفعت بصرها بسرعة تهتف بتردد مرتبك: مم، انا ممعيش فلو...

قاطعها بابتسامة بسيطة: فلوس ايه يا ليلى انا ليل نهار بسبلك فلوس في درج الكمدينو اظاهر انك مبتاخديش بالك منها اديلها اللي هي عاوزاه ولو عازت اكتر عادي قوليلي اكيد مش هتاخر على مساعدة حد.
ليلى: لا انا بشوفهم بس دول بردوا فلوسك قبل ما اخد منهم حاجة لازم تعرف وبعدين انت لازم تعرف هي طالبة قد ايه...

مد يديه ممسكا بوجهها ثم طبع قبلة فوق جبينها وهتف: قولتلك فلوسي فلوسك، وبعدين اديها اللي انتي عاوزاه ولو عوزتي فلوس في اي وقت خدي من الخزانة اللي جواها رقمها بنفس يوم جوازنا، ومش عاوز اعرف هما قد ايه، واه اعملي في حسابك ان بكرة حجزتلك عند الدكتور هدى معاد الجلسة.

بالحارة...
عبده: اؤمري يام زكريا عنيا...
مديحة بمكر: بقولك يا واد فاكر لما جيت وقولتلي على ليلى لما حصلها الحادثة اياها انت والواد علي.
هز عبده رأسه وقاال: اه فاكر طبعا وانتي حتى يومها قولتلنا نفضحها هي والبت شهد.
مديحة: اه وفاكر قولتيلي ايه كمان..
حك مؤخرة راسه وحاول التذكر ثم هتف: لا مش فاكر معلش فكريني.

هتفت مديحة بصوت كفيفح الافاعي: مش انت قولتيلي يا واد ان لو عاوزة اكد الكلام دا عليها اجبلك كام صورة ليها وانت تعملها ششوتو حاجة يعني تفبرك ليها صور.
قطب ما بين حاجبيه مستفهما: هو انتي لامؤاخذة لسه فاكرة تعمليلها ما هي غارت من الحارة مالوش لزمة..

زفرت مديحة بنفاذ صبر: ياخويا انت رغاي ليه وبتسال كتير ليه، الموضوع مش يخص ليلى الموضوع يخص واحدة تانيه واحدة صاحبتي عندها مشكلة وعاوزة تفبرك صور دلني بس على الواد دا وانا اقولها.
شعر بكذبها ولكنه قام بمجاراتها واخبارها بالعنوان المنشود، شكرته ثم انصرفت حدق هو في اثرها:
ناوية على ايه يا مديحة، مش عارف حاسس بحاجة غريبة انا هاعرف بطريقتي هي ناوية على ايه.



المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 7304 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 4313 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 3355 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 3231 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 3785 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، الحياة ،


 





# فنون # مشاهير # صحة # منوعات # الأطفال # English # تفسير الأحلام ثقافة # قصص # سيارات Cars # صور # تقنيات # الاجهزة الالكترونية # المطبخ # كلام فى الحب # أبراج # رياضة # ازياء # حكم وأقوال تطوير الذات# خلفيات # صور بنات # مشاهير # ديكور # صباح الخير # مكتوب برقيات شهر رمضان # جمعة مباركة # حب رومانسية # عيد # ادعية # خلفيات كرتون # منوعات # موضة # الأم # أطفال # حيوانات # صور ورد # اكلات # New Year # مساء الخير # اللهم صلي علي النبي # القران الكريم # صور نكت # عيد ميلاد # اعلام # سيارات # تهنئة الخطوبة # حروف واسماء # الغاز # صور حزينة # فساتين # هدايا # خلفيات النادي الاهلي # تسريحات شعر # الاصدقاء # بوستات نجحت # خلفيات نادي الزمالك # حب رومانسية # تهنئه # ازياء # صور بنات # صوره وكلمه خلفيات # كرتون # بروفايل رمزيات # دينية # سيارات # مضحكة # أعلام # مسابقات # حيوانات # ديكور # أطفال # أكلات # حزينة صور شباب أولاد ر# صور # الطب و الصحة # مقالات عامه # CV المشاهير # وصفات الطبخ # العناية بالبشرة غرائب وعجائب # قصص روايات مواعظ # صور حيوانات # وصفات الحلويات # الرجيم والرشاقة # نكت مضحكة # صور خلفيات # العناية بالشعر # شروحات و تقنيات # videos # Apps & Games Free # موضة أناقة أزياء # سيارات # ديكور # رعاية الأطفال # نصائح المطبخ # موبايل جوال # الفوركس # التعليم والمدارس # الحمل و الولادة # اخبار الرياضه # وظائف # صحة المرأة # حوادث # صور بنات # صور اطفال # مكياج و تجميل # عناوين بنوك شركات محلات مطاعم # العاب الغاز # عيد # كلمات الاغانى # اشغال فنيه واعمال يدويه # مصر # أشعار خواطر # للنساء فقط # للرجال فقط # صور شباب # علاج النحافه # رسائل SMS # أكلات نباتية - Vegetarian food # برامج الكمبيوتر # المراهقة # جمعة مباركة # blogger # رعب # لعنة العشق # حب # اسلامية # قاسي ولكن أحبني # أحفاد أشرار الحرب لأجلك سلام # أسمى معاني الغرام # حقيقية # لقد كنت لعبة في يده # ملهمة # أباطرة العشق # عربية # حب خاطئ # لست مميزاً # من الجاني # مشاهير # راقصة الحانة # اغتصاب طفلة # عاشقان يجمعهم القدر # الطريق الصعب # خيال علمي # أشواك الحب # تاريخ # سجينة ثوب الرجال # لروحك عطر لا ينسى # أطفال # عشق وانتقام # لازلت أتنفسك # لقاؤنا صدفة # للحب معان أخرى # خاتم سليمان # ممن أنتقم # نجاح # أبواب وهمية # حلمى فى صفيحة قمامة # فيلم # مجنون بحبك # بين شباكها # حزينه # رحلات جوليفر # عذاب قسوته # عندما ينادي الشيطان # لعنة حبك # مريم وامير # هدوء في قلب العاصفة # الحاسة السادسة # المشعوذة الصغيرة # عباقرة # لوعة العشق # حروب # قدر بالإجبار # بنات مضحكه# فوركس Forex# صحتك # الصور والخلفيات # الطبخ والحلويات # منوعات # اخبار الفن # القصص و الروايات الألعاب الرياضية # الحياة الزوجية # أزياء وملابس # الأم و الطفل # دراسات لغات # افكار منزلية # انترنت تكنولوجيا # صفات الابراج # حيوانات ونباتات # تفسير الاحلام # معانى الاسماء # خواطر و اشعار # الكون والفضاء اجمل نكته# Mix # Forex # youtube # foods # Kids # Health education # stories # News # kitchen # woman # Famous # Sport # Animals

-------

الساعة الآن 07:54 مساء