أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتدى جنتنا، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .





رواية إلى تلك الرائعة أحبك

نقيضان، لايمكن أن يجتمعا معا إلا وكان الجدال هو سيد الموقف، لكنهما رغما عن ذلك، انجذبا كقضبي مغناطيس، فهل يمكن للماء و ا ..



09-01-2022 11:44 مساء
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 






t22009_3084

نقيضان، لايمكن أن يجتمعا معا إلا وكان الجدال هو سيد الموقف، لكنهما رغما عن ذلك، انجذبا كقضبي مغناطيس، فهل يمكن للماء و الزيت أن يختلطا فى إناء واحد !؟
اقتباس من الرواية

ظهرت غفران تحمل طبق من طعام تقدمه لذاك الشخص لكن ها قد حدث ما توقع فاندفع يجذبها فى اللحظة المناسبة لداخل المطبخ وبدأ هو فى التعامل مع ذاك الاحمق الذى حاول التهجم عليها .. لم يكن من الصعب التخلص منه مع فارق القوة الجسدية بينهما لذا لم يستغرق الامر كثيرا حتى دخل المقهى خلفها صارخا كعادته بصوته الاجش :- ألن تتعقلى مطلقا !؟.. كدت تودين بنفسك مورد التهلكة .. اما من ذرة واحدة لعقل بداخل هذا الرأس الاحمق يا امرأة!!.
هتفت فى غيظ تتطلع اليه وهى متخصرة قبالته فى تحدى تحاول قدر استطاعتها الا تحيد بنظراتها عن عينيه مدعية القوة و الصلابة :- كف عن ذاك اللقب و الا ..!؟.

هتف ساخرا :- و الا ماذا ..!؟..
نظر من عليائه على طولها الذى لا يتجاوز مستوى معدته على أقصى تقدير فاتسعت ابتسامته و تخصر بدوره متحديا لتهتف هى فى غيظ :- و الا ستلقى منى ما لا تتوقعه مطلقا .. صدقنى انا لا اهدد بكلمات جوفاء ..انا قادرة تماما على التنفيذ ..
قالت كلماتها و توجهت خلف طاولة المطبخ تستأنف عملها ..
هتف متوجها خلفها :- حقا !؟.. و ماذا عن ذاك الشحاذ المدعِ الذى كاد يصيبك و يهرب و انت تقدمين له طبق الطعام بكل محبة كبلهاء ..!؟..
زفرت فى ضيق :- انه حادث عارض ..

هتف يوسف صارخا :- عاااارض !؟.. انه الحادث الثالث خلال ذاك الشهر يا امرأة .
امسكت مقبض السكين الذى تركته من كفها منذ لحظات فى حنق و ضربت نصله بقوة فى لوح التقطيع الخشبي أمامها هاتفة بلهجة تحذيرية :- انطق ذاك اللفظ مرة اخرى و اقسم ان اجعلك غير قادر على النطق مجددا ..
انفجر ضاحكا بدلا من ان يتأثر لحنقها البالغ المتوار خلفه ذاك التهديد المبطن و هو ينظر باستمتاع الى نصل السكين المغروز ذاك ليقترب منها بهدوء هامسا :- اهدأى .. فشرارات الغضب المتطايرة هنا و هناك تكاد تتسبب فى كارثة ..
و ابتعد قليلا ليستدير مستطردا بلقب جديد لإغاظتها :- ايتها القصيرة..
و اندفع راحلا قبل ان تنفذ تهديدها و تستخدم سلاحها بالفعل تتعقبه صرخاتها و بعض من أدوات المطبخ التى ألقتها خلفه...
فصول رواية إلى تلك الرائعة أحبك
رواية إلى تلك الرائعة أحبك للكاتبة رضوى جاويش الفصل الأول

تلألأت الأضواء الملونة على الطوابق الثلاثة لتلك الفيلا الريفية حيث سيعقد قران غفران ابنة سالم الناجى على الوجيه نادر منصور الألفى..
كانت الموسيقى تنبعث فى صخب من خلف جدران الفيلا العتيقة التى تشى بالتميز و الاصالة تؤكد على جو السعادة و الفرحة الذى ينتشر بالداخل..

بدأ الحضور فى الظهور على اعتاب تلك البوابة الحديدية بسياراتهم الفارهة وظهرعلى الدرج مندفعا لإستقبالهم رجل الاعمال المعروف سميح الناجى عم العروس..
اندفع سميح يرحب بالضيوف و المدعوين
و يدلهم على الطريق لداخل الفيلا استعداداً لعقد القران..

سار بين ضيوف الحفل يوزع الابتسامات الدبلوماسية هنا و هناك حتى وصل لمدخل ما اندفع داخله حتى وصل للمطبخ فهتف بإمرأة خمسينية فى نزق: - اين غفران!؟، و لما لستِ معها بغرفتها تساعدينها على الاستعداد!؟.
تنهدت المرأة فى هدوء هامسة: - حاضر يا سميح بيه، سأذهب لإستعجالها..

هتف سميح متعجبلا: - اسرعى اذن فالمدعوين اكتملوا تقريبا و هى لاتزل بحجرتها، أخبرتها ان لا ترهق نفسها فى صنع حلوى الزفاف و كعكاته بنفسها لكنها لا تستمع لأى نصيحة فيما يخص امر الطعام و صنعه، لا اتعجب ابدا لو اندفعت لحجرتها الان لأجدها نائمة ملء جفونها بعد ذاك الإرهاق فى صنع كعكاتها لثلاث ليال كاملة..

هتفت نوال مدافعة عن ربيبتها: - و من يمكنه ان يصنع كعكات زفاف بروعة كعكاتها حتى تترك صنع كعكات زفافها نفسه لأى من كان ليصنعها!؟، انها تجد سعادتها الحقيقة فى ذلك و خاصة بعد وفاة امها التى علمتها كل مهارات صنع الحلوى، انها تذكرها بها..
هتف سميح ممتعضا: - لا تطيلى الكلام و الحكى الفارغ و اذهبى لاستدعائها فقد مل الضيوف و ضاق عريسها ذرعا، و سأذهب انا لإلهاء المدعوين حتى تظهر..

اطلق كلماته الاخيرة سريعا و هو يندفع خارجا من المطبخ و فى أعقابه تتوجه نوال لغرفة العروس حتى تخبرها بضرورة نزولها لعقد القران و الترحيب بضيوف عمها..
انطلقت الزغاريد معلنة بدء مراسم عقد القران بالفعل و انتظر الجميع طلة العروس
من اعلى الدرج بصحبة عمها الذى اندفع يعتليه متعجلا إياها..

دخل الغرفة متحفزا تملاؤه رغبة ملحمة فى توبيخ تلك المدللة عديمة اللياقة، الا ان الغرفة كانت فارغة تماما الا من نوال التى كانت تجلس فى تيه لا تعلم اين ذهبت غفران فى ليلة كهذه!؟، و لما رحلت من الاساس مخلفة حفل زفافها و خطيبها الذى كانت تعتقد انها تحبه!؟.
هتف سميح فى توتر: - اين غفران!؟.
هزت نوال رأسها فى اضطراب: - لا اعلم فيبدو انها، انها..

لم تجرؤ نوال على ذكر الحقيقة الجلية و تركت سميح يستنتجها بمفرده و خاصة بعد مظهر ثوب الزفاف الممزق و الممدد كالمذبوح على فراشها، اندفع سميح كالمجنون باتجاه النافذة الوحيدة فى الغرفة و كذا الشرفة يتطلع منها لعله يجد ما قد يخيب ظنه، لكن ليس هناك من جديد يجعله يغير من ذاك الخاطر الذى اصبح واقعا غير قابل للشك فى تلك اللحظة..

ضرب سُوَر الشرفة بكف مضمومة تحمل غضب الدنيا و كاد يصرخ غيظا الا انه تذكر ضيوفه بالأسفل فقرر التماسك ردءً للفضيحة و محاولا اعمال عقله حتى يجد مخرجا من تلك الكارثة التى أوقعته فيها تلك الحمقاء ابنة اخيه التى اعتقد انه تخلص من عبئها عن كاهله و ألقاه على كاهلى زوجها الذى لا يعلم ما سيكون رد فعله الان بعد ان يواجهه بتلك المصيبة التى تجرأت غفران على إتيانها..

اندفعت بلا هوادة تتخطى ذاك الممر الطينى فى اتجاه المجهول لا تعلم اين يمكنها ان تذهب و لا لأى مخلوق يمكن ان تلجأ، حمدت ربها انها كانت ترتدى ذاك البنطال الواسع و ذاك القميص القطنى و لم تكن قد بدلت ملابسها بعد مغادرتها المطبخ فور انتهائها من تزيين اخر كعكات صنعتها، كانت ستندفع بلا تفكير و روية من بيت ابيها هاربة، الا ان بقية من تعقل جعلتها تعود ادراجها لغرفتها لتحمل مصاغها و بعض من نقود بحقيبة يدها و لم تنس ان تمزق ذيل ثوب زفافها ذاك و الذى كان يتمدد على فراشها فى أريحية اغاظتها فقررت ترك ذكرى سعيدة لعمها الحبيب، فمزقت بعض منه قدر استطاعتها قبل ان تندفع هاربة من ذاك الجحيم الذى يملاؤه الخداع و الكذب..

توقفت لحظات تلتقط انفاسها فى تتابع محموم و تطلعت حولها تستطلع اين هى بالضبط فهى لأكثر من نصف ساعة تركض كالمجنونة بدون هدى..
تنبهت انها وصلت بلا وعى منها للمقابر.

تطلعت حولها من جديد لترى ان ما من شئ يحيط بها الا شواهد لقبور رحل أصحابها مخلفين الأحباب، تذكرت ابيها و امها الراحلين فدمعت عيناها حزنا و شوقا و اتجهت فى ثبات عجيب باتجاه موضع قبريهما الذى كانت تحفظه عن ظهر قلب فهى دوما ما تزورهما تستأنس بوجودهما حتى و لو عظام بالية اسفل احفان من تراب لكن روحيهما دوما تظلل عليها فتشعرها بأمان غريب تفتقده بشدة.

تنهدت عندما وصلت لموضعهما و جلست مهدودة تستند على شواهد قبريهما كأنما تستند على ذراعيهما احياءً..
انفجرت فى بكاء دامً لا تعرف كم طال
و ما عاد لها القدرة على البوح بما يعتمل بصدرها من وجع، لا تعلم لم!؟، فدوما كان جلوسها امام قبرى والديها و بثهما أفراحها و اتراحها يبث فى صدرها الراحة بدوره لكن اليوم شعورها مختلف و إحساسها بالوجع فاق حد الإفصاح..

فألآم الغدر لا يوصف وجعها و خاصة عندما تأتى من اقرب الأقرباء، انها تدمى الروح قبل القلب و تترك بهما ندوبا لا تندمل ابدا..

نزل سميح يتأبط ذراع العروس و قد علت وتيرة الزغاريد الصادحة، بدأ المأذون فى اتمام مراسم عقد القران، و ما ان انتهت حتى سقطت العروس ارضا ليلحق بها عريسها و يستأذن عم العروس من المدعوين أسفا على ما حل بالعروس..

اضطرب الجمع ليستأذنهم فى عجل مندفعا بابنة اخيه العروس المريضة لنقلها لأقرب مشفى، لينفض الزفاف الذى لم يبدأ بعد، و تنطفئ اضواء العرس المبهجة سريعا و يرحل المدعوين فى اسف على حال العروس المسكينة التى انقلب حفل زفافها بهذا الشكل المحزن..
هتف نادر متعجبا: - ماذا حدث!؟.
هتف سميح فى غضب: - لا علم لى!؟، لقد هربت عروسك الحمقاء..

هتف نادر بصدمة مشيرا لتلك الفاقدة الوعى على المقعد الخلفى للسيارة: - اذن من هذه!؟.
هتف سميح غيظا: - انها احدى الخادمات أمرتها بارتداء ثوب الزفاف و تغطية وجهها حتى أستطيع المدارة على هروب تلك المدللة، اقسم انى لقاتلها ما ان تقع عليها عينىّ..
هتف بكلماته الاخيرة و هو يضرب مقود السيارة فى عنف و توقف بها فجأة على احد جانبى الطريق..
هتف نادر متسائلا: - لما توقفت!؟.

هتف سميح محاولا كبت سبابا على أطراف لسانه: - لما تعتقد بظنك!؟، لا عروس مريضة ننقلها للمشفى بل هناك عروس هاربة لابد من إعادتها و الا اعتبر اتفاقنا لاغً..
هتف نادر فى صدمة: - لاغً!؟، هل تمزح!؟، بل انك تهزى، بعد كل ما عانيناه لنصل لتلك اللحظة تقول لاغً..
ثم نظر فى سخرية لسميح هاتفا: - تذكر ان ما من خاسر اكبر منك لو تم إلغاء اتفاقنا..
فعليك ان تفعل المستحيل لتعيدها إلىّ و الا...

ولم يكمل نادر كلماته و لكن تلك الابتسامة الباردة التى ظهرت على شفتيه كانت كفيلة تماما ليتذكر سميح ان عليه اعادة ابنة اخيه الغبية تلك و الا فستكون العواقب وخيمة بحق..
ازدرد ريقه و هو يتطلع للطريق عائدا من مسار اخر ليبدأ رحلة البحث عن تلك الهاربة التى سيكلفه هروبها الكثير و الكثير..

ابتسمت فى سعادة و مسحت كفها من دقيق الكعكة التى تحضرها فى تلك اللحظة عندما تناهى لمسامعها رنين هاتفها و تطلعت لشاشته لتكتشف انه نادر خطيبها و الذى سيصبح خلال ساعات قليلة زوجها..
تناولت الهاتف و ردت و سعادتها تشع مع نبرات صوتها هامسة: - السلام عليكم..
رد بدوره هامسا فى سعادة: - وعليكم السلام يا زوجتى العزيزة..
احمر خداها خجلا و همست: - ليس بعد..

هتف ممتعضا: - بضع ساعات و تصبحين زوجتى غفران، متى تمر تلك الساعات و أكون جوارك دوما..!؟.
ابتسمت منتشية و لم ترد حياءً، ليستطرد هامسا: - هل أنهيتى صنع كعكاتك العزيزة!؟، أتشوق لتذوقها و رؤية كعكة زفافنا، بالتأكيد ستكون رائعة كما صانعتها..

كادت تقفز سعادة فهو دوما ما يدعمها و يرفع من معنوياتها و هو ما تفتقده بشدة بعد وفاة امها التى كانت داعمها الاول و الاخير ومنذ رحيلها افتقدت من تلجأ اليه بخلاف نوال التى كانت اما بديلة لكن نادر كان له وضع اخر، كان ذاك الداعم بنكهة مختلفة، نكهة الأمان الذى تفتقده حتى فى وجود عمها الذى من المفترض ان يكون مصدر أمانها الاول خاصة بعد وفاة والديها لكنه للاسف لم يكن كذلك بل على العكس كان مصدر لتحطيم معنوياتها و ثقتها بنفسها و كان دوما ما يحط من أحلامها و يسفه من رغباتها..

انتفضت موضعها مستيقظة تتطلع خلفها لتدرك انها كانت تحلم بمكالماتها مع خطيبها و التى حدثت فى وقت سابق ذاك اليوم و تناهى لمسامعها صوت يقترب و خطوات حثيثة تندفع هنا و هناك باحثة عن شئ ما او ربما شخص ما، استفاقت كليا الان من غفوتها التى لا تعلم متى سقطت فيها و زار النوم أجفانها المنتفخة سهدا و بكاءً..

تطلعت من خلف شاهد قبر ابيها تستطلع الامر و كأنما تتطلع من خلف كتفيه التى كانت تتسلقهما صغيرة فى سعادة جالسة عليهما بأريحية و أمان مدركة تماما انه لن يفلتها مهما حدث..
تنبهت لصوت عمها امرا بعضا من رجاله بالبحث الدؤوب عنها..
دمعت عيناها رهبة و همست داعية بدعاء النبى عليه الصلاة و السلام ليلة الهجرة: - و جعلنا من بين أيديهم سدا و من خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون..

اخذت تكررها كالمحمومة تستودع نفسها الله طالبة الالتجاء لحصنه فلا ملجأ لها الا سواه، و هو لم يخذلها و هاهو الان يؤكد انه دوما معها عندها ابتعد رجال عمها و قد تخطى نطاق بحثهم موضعها و لم يتبين احدهم مكانها..
تطلعت للسماء فى امتنان و قبلت شاهدى قبر أبويها كأنما تودعهما راحلة لأجل لا يعلم مداه الا الله، و اندفعت للطريق و قد بدأت خيوط الفجر الاولى فى الانتشار بالأفق..

بكت نوال كما لم تبك من قبل، فافتراقها عن غفران مزقها كليا، فهى لم تبتعد عنها منذ وفاة امها الغالية و كانت لها بمثابة ام بديلة حاولت قدر استطاعتها تعويض غفران عن فقدان داعمها و سندها الوحيد بعد موت ابيها و تجبر عمها..

كان اليوم يوم عطلتها الذى تقضيه بعيدا عن المزرعة حيث فيلا سالم الناجى التى عملت بها قرابة الربع قرن و يزيد، فهى تذكر عندما استلمت العمل هناك كانت لاتزل شابة فتية فى مقتبل عمرها كانت تناهز السيدة آمال والدة غفران عمرا، و التى كانت قد انجبت غفران منذ بضعة اشهر فكانت لها اما ثانية منذ مولدها تقريبا و اصبحت بديلة بعد رحيلها..

مسحت نوال دمعاتها المتساقطة على خديها حتى تتتبين خطواتها على درج بيتها المتهالك الذى تعتليه اللحظة للوصول لشقتها المتواضعة الكائنة بالدور الاخير من تلك البناية العتيقة بأحد الأحياء الشعبية..
كادت تصرخ فى صدمة عندما طالعها ذاك الجسد الضئيل الذى تعرفه تمام المعرفة مستندا على بابها فى إعياء..
هتفت فى صدمة: - غفران!.
تعجبت نوال من قدرتها على المجئ لبيتها وحدها و هى التى لم تطأه منذ أعوام عدة..

فتحت الباب على عجل و انحنت المرأة فى حنو تساعد غفران على النهوض للداخل..
ترنحت قليلا قبل ان تستجمع قوتها و تستعيد توازنها و تخطو لداخل شقة نوال و الاخيرة فى عونها حتى اجلستها على احد الأرائك و عادت ادراجها تغلق الباب بأحكام و تحضر بعض من شراب منعش لغفران التى كانت حالتها تشير لإنهاك واضح..

ساعدتها نوال على تناول بعض رشفات من مشروبها استعادت بعده غفران بعض من قوتها لتهمس نوال و هى تضع المشروب جانبا و تجلس رابتة على كتفها تستحثها للإجابة عن أسئلتها فى هوادة: - لما فعلتِ ذلك يا غفران!؟، و ان كان نادر لا يروق لكِ، لما قبلتى خطبته من الاساس!؟، كنت قد بدأت اعتقد انك تحبينه فى الآونة الاخيرة، لكن خاب ظنى بعد ما فعلتى، لما يا ابنتى!؟.

شهقت غفران باكية فى لوعة أدمت قلب نوال فضمتها لصدرها فى حنان جارف
شهقت من جديد دون ان تفوه بكلمة و لم تضغط نوال عليها اكثر فحالة غفران كانت لا تنبئ بالخير ابدا مما جعلها تبتلع فضولها و رغبتها فى معرفة سبب هروبها العجيب ذاك و تفضل الصمت و احتواء غفران و ألمها الظاهر و ووجع قلبها الذى كان ينوء بحمل الكثير..

احتضنتها نوال اليها اكثر، رابتة على ظهرها فى دعم و محبة، و اخيرا همست مؤكدة: - لا عودة لكِ، ستبقين هنا أمنة ببيتى..
همست غفران: - لا، للاسف بيتك غير صالح لبقائى يا دادة، انه معروف لهم و قد يكون اقرب ما يكون ليد عمى فهو يعرف مدى قربى منك و يعلم ايضا ان ليس لى احد سواكِ قد ألجأ اليه..
هتفت نوال فى حيرة: - الى اين اذن!؟، لا أستطيع ترككِ وحيدة، و لن اتركك فى تلك المدينة دون امان او حماية..

همست غفران: - حمايتى رب العالمين، ثم انى قد عزمت امرى و علمت الى اين اتجه..
هتفت نوال متعجبة: - الى اين!؟.
اخرجت غفران قصاصة من جريدة ما كانت لا تفارقها و ناولتها لنوال هاتفة فى حبور مشيرة لموضع ما بتلك القصاصة: - الى هنا، الى حلمى..
تطلعت نوال الى ما كانت تشير اليه غفران لعلها تفهم ما ترم اليه، لكنها لم تدرك ماذا كانت تقصد بالضبط و هى تشير لكلمات ذاك الإعلان العجيب..
تااااابع اسفل
 
 



09-01-2022 11:44 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [1]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية إلى تلك الرائعة أحبك
رواية إلى تلك الرائعة أحبك للكاتبة رضوى جاويش الفصل الثاني

وقفت تتطلع حولها تتأكد انها وصلت للعنوان الصحيح المدرج فى تلك القصاصة التى تحملها و تسمرت امام زجاج الواجهة تعدل من هندامها بعد ان اشترت ثوب جديد فى عجالة من متجر قريب من بيت نوال كى تصبح اكثر رسمية بدلا من ثيابها التى كانت قد اتسخت بالفعل من جراء هروبها و التى لم تكن تصلح من الاساس لما انتوت عليه، أصلحت من وضع حجابها الذى انحرف قليلا للخلف بسبب الزحام و الحر الشديد فى مثل ذلك الوقت من العام..

سمت الله و دفعت الباب الزجاجى الذى اصدر صوتا منغما لينبه من بالداخل ان احدهم دخل بالفعل، ظهر رجلا
من خلف ستار ما فى الجهة الخلفية تبعته امرأة يبدو انها اصغر منه سنا، استنتجت انهما زوجان..
اضطربت قليلا من نظراتهما المتفحصة و اخيرا استجمعت شجاعتها و اندفعت ترسم على شفتيها ابتسامة خجلى هاتفة: - السلام عليكم..

رد كلاهما السلام فى مودة طمأنتها لتستطرد وهى تمد كفها بقصاصه الإعلان التى كانت لاتزل بكفها هاتفة: - انا هنا من اجل ذاك الإعلان الذى فى الجريدة، أليس ذلك هو العنوان الصحيح!؟.
تناول الرجل القصاصة متطلعا اليها و هتف وهو يهز رأسه مؤكدا و هو يناول زوجه القصاصة لتتطلع اليها بدورها: - انه هو بالفعل، لكن للاسف ذاك الإعلان كان منذ ما يزيد عن شهر و لقد غيرنا رغبتنا فى البيع..

اكدت السيدة فى ابتسامة تؤكد قول زوجها: - نعم، الحمد لله لقد عدلنا عن البيع، كان قرارا متهورا استطعنا التراجع عنه لحسن الظن..
تنهدت غفران فى حزن هامسة: - حسنا، آسفة لأزعاجكما، وداعا..

واستدارت راحلة تجر ازيال الخيبة تشعر برغبة فى البكاء فقد انهار حلمها الذى بنت عليه كل قادم فى حياتها منذ اللحظة التى قررت فيها الهرب من مزرعة ابيها و الابتعاد عن كل ما يذكرها بحياتها السابقة و عمها القاسى و نادر ذاك الذى سلمته قلبها البكر لتستشعر معه مشاعر لم تخبرها يوما..
توقفت فجأة عندما نادتها السيدة تستوقفها هاتفة: - نحن بحاجة لمن يقوم بالخدمة فى المقهى لمساعدتنا، هل تقبلين!؟.

تطلع اليها زوجها هاتفا: - لكن يا هناء الحال ليست على ما يرام تلك الأيام حتى نستطيع دفع رواتب إضافية..
ساد الصمت و كلاهما يتطلع الى غفران التى هتفت فى سرعة: - لكنى جئت للشراء لا العمل، هذا ما جئت من اجله، انا على استعداد للشراء اذا كانت النية لاتزل متوفرة..
هتف منير مؤكدا: - لكننا تراجعنا كما أخبرتك و..

جذبته هناء جانبا و بدأت تهمس: - نحن لانزل بحاجة للمال حتى و لو غيرنا رغبتنا فى بيع المقهى، ما رأيك لو عرضنا عليها الشراكة!؟، يبدو انها فتاة طيبة و نحن بحاجة لمال و لشريك فى العمل كذلك..
همس منير: - هل تعتقدين انه قرار صائب!؟، اخاف ان..
أكدت هناء متحمسة: - لا تكن دوما قلقا هكذا، كن مقداما حبيبى، و الفتاة تبدو بالفعل من اصل طيب و..

هتف منير مقاطعا: - حسنا هناء فأنا اعلم انى لن أستطيع مجاراة قدرتك على الإقناع، فلنعرض عليها امر الشراكة فربما يكون المانع منها و ترفض..
هزت هناء رأسها موافقة و اتجهت الى حيث تقف غفران تتطلع اليهما فى حيرة و اضطراب فى انتظار انتهاء مباحثاتهما..
هتفت هناء متطلعة الى غفران فى مودة: - لا نية لنا فى بيع المقهى لكن ما رأيك فى الشراكة!؟.

هتفت غفران فى حماسة: - رائع بالتأكيد و هو اكثر مما كنت اطمح اليه، فى الحقيقة انا لم ادر مقهى من قبل و ينقصنى الخبرة التى تملكاها و احتاجكما معى..
هتفت هناء بدورها: - حسنا، ذاك رائع، فليكن اذن، سنحضر الاوراق القانونية اللازمة و مبارك علينا الشراكة يا..
هتفت غفران: - غفران، أسمى غفران..
هتفت هناء بود: - اسم جميل لفتاة جميلة حقا، سعيدة بشراكتك غفران..

مدت غفران كفها تلتقط كف هناء التى قدمتها فى سعادة مرحبة بها مستطردة: - سنكون بانتظارك غدا فى نفس الموعد لتوقيع أوراق الشراكة فى وجود محام ليحفظ لكلانا حقوقه، أليس كذلك!؟.
هزت غفران رأسها فى تأكيد هاتفة: - صدقتى، الى الغد اذن..

واستدارت راحلة و هى تكاد تطير فرحا فقد تيسر الامر من حيث لا تدرى و لا تحتسب، و ما ان همت بالخروج حتى تذكرت ان عليها عدم العودة لبيت نوال فهى على يقين ان عمها لن يترك مكانا يمكن ان يتوقع وجودها به و لا يبحث فيه لذا استدارت تتساءل فى تردد و بنبرة محرجة متنحنحة: - معذرة، هل يمكن ان تدلانى على فندق قريب وأمن يمكن ان ابيت فيه لعدة ليال!؟.

نظر كل من منير و هناء لبعضهما ليهتف منير متسائلا: - يبدو انك غريبة!؟.
اكدت غفران: - انا كذلك، انا من خارج البلدة، و لا اقرباء او معارف يمكن ان ألجأ اليهم..
هزت هناء رأسها تفهما مؤكدة بنبرة ام حانية رغم انها تكبر غفران بعدة سنوات فقط: - و الفندق ليس امن لفتاة وحيدة، لكن هنا الامر مختلف، و نظرت لزوجها مستطردة بنظرة واثقة: - أليس كذلك منير!؟.

تطلع منير اليها غير مدرك لما ترم اليه زوجته لتستدرك هناء مؤكدة و هى تربت على كتف غفران: - صدقا لقد شعرت براحة عجيبة منذ اللحظة التى وقع فيها ناظرى عليكِ، و لولا ذلك ما عرضت عليك الشراكة و لا ما سأعرضه عليك الان..

تطلع اليها كل من منير و غفران على حد سواء لتستدرك هناء متطلعة لمنير: - منذ فترة لتحسين اوضاعنا المادية قبل التفكير فى بيع المقهى عزمنا انا و زوجى على تأجير بعض غرف منزلنا الذى يعلو المقهى و يشغل مساحته تقريبا و هى مساحة شاسعة بالنسبة لزوجين وحيدين لم يرزقهما الله بالأطفال بعد و يبدو انه لن يحدث فى القريب العاجل..

همست هناء بكلماتها الاخيرة فى غصة حاولت ان تداريها والتى ابتلعتها فى صعوبة رافقتها دمعات أبت الهطول مستكملة حديثها: - و الان ليس استثناءً غفران، يمكنك ان تنالى احدى تلك الغرف و استئجارها، ما رأيك!؟.

تطلعت غفران مشدوهة لهناء غير قادرة على النطق بحرف واحد لفرط سعادتها فها قد حُلت كل مشاكلها دفعة واحدة و شعرت ان دعاء طاهر من قلب اطهر يتعقب خطواتها لتنل ذاك التوفيق المبهر الذى ما كانت تتوقعه فى اروع تخيلاتها..
تنبهت غفران انها لم ترد بعد على تساؤل هناء لذا هتفت مؤكدة: - هل تساءلين!؟، بالطبع اقبل عرضك الكريم و لا اعلم كيف ارد لك ذاك الجميل!؟.

هتفت هناء فى حنو: - عن اى جميل تتحدثين!؟، ستستأجرين الغرفة و نكون شركاء فى المنزل و المقهى، لا شئ بلا مقابل صغيرتى، و لا شبهة لجميل فى الامر، لكن اين متعلقاتك!؟.
ترددت غفران متلجلجة: - لا املك اى متعلقات فى الوقت الحاضر، لكن سأبحث عن بعض المحال القريبة ابتاع منها بعض الأغراض الضرورية..

هتفت هناء متحمسة: - هيا اذن، فمنذ فترة طويلة لم اذهب فى جولة للتسوق، سأرشدك لبعض المحال التى ستحبينها بالتأكيد..
هتفت غفران فى سعادة: - لا اعلم ما اقول، انا ممتنة لك بحق..
خلعت هناء مريول المطبخ الذى كانت ترتديه و جذبت غفران من كفها لتلحق بها مندفعة من باب المقهى هاتفة: - دعِ الامتنان لاحقا حتى نحضر ما انتِ بحاجة اليه، هيا الى التسوق..

اتسعت ابتسامة غفران و هى تتبع هناء التى كانت تسير فى حماسة منقطعة النظير
و كأنها طفلة تكاد تقفز فى انبهار ما ان أخبروها انها فى طريقها للملاهى..

مرت الأسابيع على ما يرام أظهرت فيها غفران موهبتها فى تحضير قوالب الحلوى التى اصبح لها زبائنها الذين يأتون خصيصا من اجل تناولها مع بعض انواع الحساء التى كانت قد تعلمت أعدادها من امها رحمها الله و التى لاقت استحسانا بدورها..

و اليوم ليس استثناء فقد جاء بعض رواد المقهى المعتادين فى مثل ذلك الوقت من النهار و بدأت فى تحضير طلباتهم التى بدأت تحفظها بالفعل، الا ذاك الوارد الجديد الذى جلس يتناول حساءه برتابة عجيبة اقلقتها..
اشارت غفران لذاك الجالس فى الركن البعيد يتأفف و قد شعرت بالقلق بشكل مبهم لمظهره الذى كان يوحى بنزقه..

همست هناء فى قلق مماثل: - لديك حق فى قلقك، مظهره غير مطمئن بالمرة و ما يقلقنى اكثر ان المقهى خال تقريبا فى تلك الساعة من النهار كما ان منير ليس هنا..
همست غفران: - ستمر على خير باذن الله، ربما ان الحساء لم ينل استحسانه!؟.
همست هناء: - اتعشم ان يكون الامر كذلك..
ما ان أنهت جملتها حتى اصدر باب المقهى صوته المنغم معلنا عن قدوم احدهم..

كانت غفران فى طريقها لتحمل بعض الاطباق الفارغة من على احدى الموائد التى غادر زبائنها منذ فترة قصيرة و ما ان همت بالعودة للداخل حتى وقع عليها ظل ضخم أشعرها ان نهارها الساطع قد تحول لليل حالك السواد فجأة..

رفعت رأسها لا أراديا و كادت ان تفلت منها شهقة دون وعى و هى ترى ذاك القادم الذى تجاهلها تماما و اتجه لطاولة نائية و جلس فى اعتداد اثار حفيظتها فأتجهت فى ذعر للداخل هاتفة لهناء حتى تعيرها انتباهها: - انظرى الان، هذا ما كان ينقصنا مع وجود ذاك الاحمق الاخر..
هتفت هناء فى توتر و هى تلقى بنظراتها لصالة المقهى من خلف استار المدخل المفضى للمطبخ: - ماذا هناك!؟، و كادت تصرخ مستطردة: - من هذا!؟، هوجان..

كادت غفران تنفجر ضاحكة لولا نبرة الذعر البادية فى صوت هناء التى هتفت فى غضب: - اين أنت يا منير!؟، أخبرتك الا تذهب، فإحضار الخامات كان يمكن تأجيله قليلا..
همست غفران فى اضطراب: - من سيذهب ليأخذ طلبه!؟، فلا اعتقد اننا قادرتان على صد نوبة ذاك العملاق..
تحججت هناء هاتفة: - انه دورك للذهاب كما أن كفىّ مغروستان فى العجين كما ترين..

تنهدت غفران و هى تنظر لهناء فى غيظ فانفجرت الاخيرة ضاحكة و هى تراها تتعوذ و تندفع للخارج تقدم قدم و تأخر اخرى و هى تتجه لطاولة ذاك الضخم و ما ان وصلت اليها حتى همست بصوت متحشرج: - تحت امرك، ماذا تطلب!؟.
لم يرفع نظراته اليها بل ظلت معلقة بقائمة الطعام التى كان يقلب فيها منذ جلس، تذكر تلك الرائحة الشهية التى وصلت اليه من داخل ذاك المقهى و قرر التوقف بدراجته البخارية خارجه حتى يتناول القليل منه..

همس فى نزق و هو يسترخى على كرسيه و يرفع ناظريه اليها للمرة الاولى: - بعض من حساءكم المميز..
و اشار الى صنف فى القائمة، هزت رأسها و هى تكتب طلبه و رقم طاولته هامسة فى تأدب: - لك ما طلبت سيدى..
و اندفعت لتجلب له الحساء و تمنت من اعماق قلبها ان يعجبه فيكفيها متأفف واحد لازال يجلس بركنه دون ان يبرحه و يغادر فتسريح و تهدأ أعصابها المشدودة كمطاط..

عادت بطبق الحساء و وضعته امامه فى مهارة وأحنت رأسها مع ابتسامة مجاملة و هى تراه يعتدل فى بطء قط برى و يمسك بالملعقة ليبدأ فى تناول حساءه..
عادت القهقهرى مبتعدة عنه و ما ان همت بالاستدارة عائدة للمطبخ حتى انتفض ذاك الزبون الممتعض هاتفا فى ثورة: - ما هذا القرف!؟، ذاك الحساء حثالة لا تستحق ان يٌدفع مقابل تناوله النقود..

استجمعت غفران شجاعتها و هتفت محاولة اخراج نبرات صوتها ثابتة و حازمة: - لم يجبرك احدنا على تناوله، انت من طلبته وتناولته بكامله تقريبا بالمناسبة، اذن عليك دفع ثمنه، و الا أبلغت الشرطة..

ثار الرجل و دفع بالطبق من فوق الطاولة بعنف مما دفع بغفران للتراجع عن مسار الطبق الطائر و جاءت هناء من الداخل على اثر ذاك الضجيج لتقف مبهوتة بالقرب من غفران و قامت بالتدخل هاتفة: - لا عليك، يمكنك الرحيل و اعتبر هذا الحساء هدية من المقهى..
هتفت غفران فى غضب: - بل سيدفع ثمن الحساء و لن يرحل قبل ذلك، انه نصاب، يحاول ارهابنا بعلو صوته..

اندفع الرجل فى غيظ باتجاه غفران صارخا: - حسنا، على ان اجرب طرقا اخرى لإرهابك اذن طالما ان صوتى لم يقم بما يلزم..
ما ان هم الرجل بالانقضاض على غفران فى وحشية حتى نهض ذاك الضخم هناك و الذى كان يتجاهل ما يحدث فى لامبالاة عجيبة و فى ثوان كان يقف فاصلا بين غفران و الرجل الثائر دافعا اياه بعيدا عنها هاتفا بصوت جهورى ارعب الجميع: - هل ستتطاول على النساء يا عديم النخوة!؟.

هتفت هناء فى اضطراب و رجاء: - سيدى، لا نريد شجارا داخل المقهى ارجوك، و نحن نسامحه فى ثمن الحساء..
جذب الضخم ذاك الرجل من سترته هاتفا من بين اسنانه: - بل سيدفع، و اشار لغفران هاتفا: - الانسة على حق، لقد نال خدمة و عليه دفع ثمنها كاملا سواء أعجبته ام لا، و سنكون شاكرين ان لم يرنا وجهه هنا مجددا..
وهز الرجل فى ثورة مهددا اياه: - أليس كذلك!؟.
هز الرجل رأسه فى استسلام هاتفا فى عجالة: - بلا، بلا..

واخرج من جيبه بعض النقود تناول منها ذاك الضخم ما اعتقد انه كاف كثمنا للحساء و ناوله لهناء التى أخذتها بكف مرتجف و تطلعت كلتاهما له و هو يجذب ذاك الرجل الذى شعرت هناء بالشفقة عليه رغم ما فعل و هو يساق بتلك الطريقة بين كفى ذاك العملاق ليلق به خارج ابواب المقهى و يعود من جديد فى هدوء تام ليجلس على طاولته يتناول حساءه فى استمتاع كأن ما حدث منذ لحظات ما عكر صفوه و لو للحظة، و ما اثر على شهيته مطلقا..

09-01-2022 11:45 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [2]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية إلى تلك الرائعة أحبك
رواية إلى تلك الرائعة أحبك للكاتبة رضوى جاويش الفصل الثالث

هتفت هناء بغفران فى لهفة و هى تندفع لداخل المطبخ حيث تعد غفران حساءها الذى اصبح مطلبا أساسياً لمعظم ذبائن المقهى: - غفران، احذرى من بالخارج!؟.
هتفت غفران بلامبالاة مازحة: - من يا ترى!؟، احد المطربين ذائعى الصيت
ام..
لم تمهلها هناء إكمال تهكمها وهتفت: - انه ذاك الضخم الذى انقذك منذ ايّام من محاولة ذاك النصاب الاعتداء عليكِ، اتذكرين!؟

اومأت غفران برأسها: - بالطبع اذكر و هل مثل ذاك الضخم يمكن نسيانه، عندما رأيته للوهلة الاولى اعتقدت مذعورة انه استنشق أكسجين المقهى بكامله..
قهقهت هناء هاتفة: - عندك حق، رجل بهذا الحجم و الطول ليس من السهل تجاهله، فحضوره يفرض نفسه بالتأكيد..

قالت هناء كلماتها الاخيرة بنبرة ذات مغزى و هى تنظر الى غفران فى تخابث مما استرعى انتباه غفران لتنظر اليها بتعجب هاتفة: - انت تمزحون!، اعجب برجل لم أره الا مرة واحدة لانه كان شهم بما فيه الكفاية ليدافع عنى ضد رجل نصاب!؟، ان هذا لسخف و لا يحدث الا فى الروايات العاطفية و التى ادركت مدى تفاهتها و معارضتها للواقع منذ زمن..

و تذكرت خيبة املها فى خطيبها الذى رحلت هاربة منه قبل زفافهما بساعات، واستطردت فى حسرة: - ان ذاك المدعو الحب و تلك المشاعر السخيفة كلها ترهات و اكاذيب..
صمتت للحظات و هتفت تغير ذاك الموضوع الذى ينكأ جرحا لم يندمل بعد: - هل اخذتى طلبه ام اننا نتسامر هنا و هو ينتظر من يخدمه!؟.
ابتسمت هناء مؤكدة انها فعلت هاتفة: - لابد وانه وقع فى غرام حساءك المميز، فلقد طلبه مجددا، سأذهب لأعد له طبقا و..

دخل منير فى تلك اللحظة من الباب الخلفى للمقهى و المطل على ذقاق ضيق يفتح على المطبخ مباشرة..
هتفت هناء تجذبه للخارج: - تعال يا منير، ها هو ذاك الضخم الذى انقذ غفران و الذى أخبرتك عنه..
أنهت غفران إعداد طبق الحساء و هتفت لهما: - الحساء جاهز فليأخذه أحدكما اليه..
ليس من اللائق تركه ينتظر..
هتف منير لغفران: - اذهبى و قدميه انتِ و انا سأكون معكِ لأشكره..

اندفعت غفران خارج المطبخ بصينية التقديم تحمل طبق الحساء و خلفها منير و ما ان اقتربت من طاولة ذاك الضخم حتى اعتدل من استرخائه المعتاد و انتظر ان يُوضع الطبق امامه و ما ان وضعته غفران فى تأدب و هم بتناول اول ملعقة حتى ظهر منير هاتفا فى ترحاب: - مرحبا سيدى لن اعطلك عن تناول حساءك ساخنا و لكنى وددت ان اشكرك لما قمت به لإنقاذ غفران من ذاك الاحمق..

هتف الضخم فى هدوء و بصوت أجش و نبرة قوية: - لا عليك و لا داعٍ للشكر، فعلت الواجب لحظتها..
واشار حيث كانت تقف غفران صامتة و هتف: - و الانسة غفران كانت محقة فى موقفها تجاهه، انه نصاب وجبان و لقد لاحظته منذ الدقائق الاولى لدخولى..
هتف منيرممتنا: - على ايه حال كل الشكر لك و تناول حساءك و اعتبره هدية من المقهى..

بدأ الضخم فى تناول حساءه باستمتاع و نظراته تسقط على غفران فى ذهابها و ايابها و ابتسم شاردا عند ملاحظته طول قامتها الذى لا يتجاوز المتر و نصف المتر تقريبا و لكن رغم ذلك كانت تقف امام ذاك النصاب بعزم رجل لا يهاب شيئا..
هم بالرحيل و قد وضع ثمن الحساء على الطاولة و ما ان هم بالخروج حتى هتفت خلفه غفران: - سيدى، الحساء هدية من المقهى، ألم يخبرك السيد منير بذلك!؟.

استدار فى هدوء يتطلع الى الأسفل حيث كانت تخاطبه فقد كان فارق الطول و البنية بينهما شاسع و هتف: - انا لا أتقاضى اجرا على المعروف انستى حتى و لو كان مغلفا على هيئة هدية..
همت بالتحدث موضحة وجهة النظر التى تبناها منير الا ان منير نفسه ظهر من الداخل هاتفا وقد ادرك سبب الحوار الدائر بينهما: - و ما رأيك بتقاضى اجرا من اجل العمل!؟.
هتف الضخم متعجبا: - عمل!؟، اى عمل!؟.

هتف منير و هو يتنحى بالرجل جانبا: - ان كنت بحاجة لعمل، فلدى فرصة عمل لك هنا بالمقهى..
بهت الرجل للحظة و تحشرج صوته: - عمل بالمقهى!، اى عمل قد يناسبنى هنا!؟.
هتف منير رابتا على كتف الرجل الذى كان كتفه يتجاوز هامة منير طولا بعدة سنتيمترات: - حارس..
هتف الرجل بدهشة: - حارس لمن!؟.

هتف منير مبتسما: - حارسا للمقهى من المتطفلين و النصابين أمثال ذاك الاحمق الذى تعاملت معه منذ ايّام، انا بحاجة لرجل مثلك اعتمد عليه فى أوقات عدم تواجدى بالمقهى لقضاء بعض الاعمال بالخارج وساعتها اضطر لترك النساء بمفردهن، بالمناسبة، ما اسمك!؟.
مد منير يده محييا ليمدها الرجل بدوره مبتسما: - اسمى يوسف، لكن يمكنك مناداتى بچو، كالجميع..

ابتسم منير و هو يهز كف الرجل فى ترحاب: - تشرفت بمعرفتك يا چو، ماذا عن عرض العمل!؟، هل وافقت..!؟.
ابتسم يوسف مؤكدا: - لما لا!؟، انا كنت بالفعل فى سبيلى للبحث عن عمل و مكان للمبيت، ها قد توفر العمل و ينقصنى مكان لأبيت فيه، ألا تعرف اين يمكن..

اتسعت ابتسامة منير مقاطعا اياه و هو ينظر الى غفران فقد جاءت لشراء المقهى و البحث عن مكان للإقامة لتخرج منه شريكة و مؤجرة لأحدى الغرف بالطابق العلوى و يبدو ان هذا اليوسف سيكون له نفس المصير: - لدينا غرفة شاغرة بالأعلى يمكن تأجيرها لك اذا كان لك رغبة فى ذلك، فالمنزل بالأعلى واسع و نحن نؤجر الغرف لمن يطلب..
هتف يوسف فى حماسة: - رائع اذن، سأذهب لإحضار اغراضى و اعود سريعا..

اندفعت غفران خلف منير الذى دلف للمطبخ حيث تقف هناء هاتفة فى غضب مكبوت: - كيف تعين ذاك الرجل يا منير!؟، نحن لا نعلم عنه شيئا، هل انت موافقة على قرار كهذا يا هناء!؟
هتفت هناء فى دلال: - و كيف يمكن ان ارفض قراراً اتخذه منير!.

كانت غفران تدرك ان منير لا يمكنه اتخاذ قرار ما دون استشارة هناء و الرجوع اليها و العكس كذلك صحيح فهذا ما أدركته من معاشرتها لهما خلال الأسابيع الماضية كان كلاهما فريق رائع يعمل بانسجام تام و يدرك تماما معنى الشراكة الحقيقة لذا نظرت الى هناء نظرة من يدرك بواطن الامور مما جعل هناء تنفجر ضاحكة و قد ادركت ان غفران اكتشفت انها تعلم رغبة منير فى توظيف الرجل..

لذا هتفت غفران بضيق: - و ماذا عنى!؟، لما لم يأخذ أحدكما رأيي فى توظيف ذاك العملاق، ألم تر مظهره منير، و انتِ يا هناء!؟، انه اشبه بالهيبز، عقدة شعر تشبه ذنب حصان و لحية، بجانب ضخامته التى تثير الذعر، نعم لقد انقذنى من سخافات ذاك النصاب، لكن اهذا كافً ليكون بيننا!؟، كيف وافقتما على تعيين ذاك الضخم بالله عليكما!؟.

هم منير بأن يذكرها ببنود العقد بينهما و التى تخول له تعيين من يراه مناسبا لأى وظيفة بالقهى لانه مدير المقهى و المشرف على شؤونه دون الرجوع الى باقى الشركاء الا ان يوسف ظهر فجأة على اعتاب المطبخ مشيرا الى حقيبة صغيرة كان يحملها فى سلاسة تامة أحضرها حيث كان يضعها خلف دراجته البخارية هاتفا: - لقد احضرت اغراضى و عدت..

ونظر الى غفران هاتفا فى لهجة تأكيدية و قد كان من الواضح انه سمع اعتراضها الاخير على تعيينه: - بالمناسبة أسمى ليس الضخم بل چو..
هتفت فى ثبات رغم ارتجاج حواسها و هى تواجهه: - كنت اعتقد انه يوسف..!.
شعر بارتجافة عجيبة فى مكان ما داخله و هى تنطق اسمه بهذا الشكل الساخر و البعيد تماما عن اى دلال قد يثير مثل تلك الارتجافة التى اثارت حيرته..
هتف متحشرج الصوت: - انا لا احب ذاك الأسم، افضل چو..

هتفت غفران و هى ترفع رأسها فى اعتداد و قد قررت اغاظته: - مرحبا بك بيننا اذن يا سيد، يوسف..

و مرت بجواره راحلة خارج المطبخ و قد اثارت حنقه و جعلته يجز على اسنانه غيظا مما استرعى انتباه كل من هناء و منير اللذان كانا يكتمان ضحكاتهما على شجار النقيضين الدائر امامهما، و ليهدئ منير الموقف هتف مخرجا يوسف من شروده فى تلك القصيرة التى اثارت ثائرته و رحلت: - تعال لتشاهد غرفتك بالأعلى، و ربما تنال قسطا من الراحة قبل الانضمام الى العمل فى نوبة المساء التى تبدأ من السادسة..

هز يوسف رأسه موافقا و تبع منير للأعلى فهو بالفعل فى حاجة للراحة بعد ايّام قضاها رحالا على دراجته البخارية..
و لم ينس ان يلق بنظراته على تلك القصيرة التى كانت تتحرك بنشاط و همة بين الطاولات كنحلة دؤوب تجمع رحيق الأزهار وهمس داخله فى عزم: - سنرى من سيكون له حلاوة العسل فى النهاية، و من سينل القرصات فقط، يا نحلتى..

مر اليوم بسلام و خاصة ان غفران اختفت معظم الوقت فى المطبخ و لم تظهر فى قلب المقهى لتقديم الطلبات، اما عن يوسف فقد استلم عمله فى النوبة المسائية ليقف بهلته الضخمة التى تثير الحفيظة و تجعل كل من يدخل الى المقهى يلقى عليه نظرة متفحصة ثم يذهب يجلس على طاولة اختارها دون ان يحاول اختلاق المشاكل اى كان نوعها فقد كان حضوره كافيا ليرهب المشاكل نفسها و ليس صانعيها فقط..

انتهى اليوم بسلام و اغلقت ابواب المقهى و بدأ الكل فى الانسحاب الى غرفته فى إرهاق ظاهر..
لم يرها يوسف الا و هى تمر امامه بقامتها العجيبة تلك متجاهلة اياه و ما ان وصلت غرفتها التى كانت بجوار حجرته مباشرة لا يفصلهما الا جدار حتى دخلت و اغلقت بابها خلفها فى هدوء..

تمدد هو على فراشه و اخذ يفكر فى ما فعل طوال نهاره و تعجب من نفسه كيف له قبول وظيفة ليس اهلًا لها و ليس بحاجة اليها من الاساس!؟، و لما قبل بها و هو الذى كان يفضّل حياة الترحال و التنقل و قد اقسم ان لا يمكث فى مكان واحد اكثر من ثلاثة ايّام!؟.

تنهد و قرر ان يلقِ بتساؤلاته جانبا و يخلد لنوم هادئ يتمنى لو يزوره اليوم على خلاف كل ليلة، ما ان هم بغلق عينيه محاولا استجلاب النعاس الى جفونه حتى تنهد فى ضيق و هو يستمع الى تلك التمتمة التى تأتيه من الجدار الفاصل بينه و بين جارته القصيرة تلك و التى تشبه الدمى طولا و هيئة، كان فراشه موضوعا جوار الحائط الذى يقوم بين غرفتهما لذا استرق السمع ليدرك اخيرا ان تلك الهمهمات ما هى الا آيات من القران الكريم تخرج من قلب مذياع تفتحه هى..

تنهد فى ضيق و حاول النوم لكنه تعلل ان صوت تلك الهمهمات المقدسة هى التى تثنى النوم عن زيارة جفونه..
انتفض فى غضب و طرق عدة طرقات على الحائط لعلها تدرك انها ليست وحدها هنا وانه يجب عليها مراعاة جيرانها..
انتبهت هى لتلك الطرقات فانتفضت موضعها تتطلع حولها فى ذعر واخيرا ادركت مصدرها و نفخت فى غيظ و هتفت فى غضب: - ماذا هناك!؟.

هتف بدوره من خلف الجدار بصوته الاجش الذى يثير شئ ما كامن بداخلها أسمته هى الذعر: - اغلقى ذاك الشئ الذى يهمهم لديك ِ، انه يصل الىّ و لا أستطيع النوم..
هتفت فى اصرار: - لا، انا لا أستطيع النوم الا و القران الكريم يُقرأ جوارى..
هتف بدوره: - نحن لسنا بالمقابر، اغلقى ذاك الشئ اريد ان اناااام..
هتفت بغيظ: - لا، لن اغلقه و افعل ما يحلو لك، انا داخل غرفتى و افعل ما يروق لى فقط..

زفر فى ضيق و فكر فى نقل الفراش فى اتجاه اخر بالحجرة حتى يستطيع ان يغفو لكنه تذكر ان ذلك يمكن ان يحدث جلبة فى مثل تلك الساعة على الرغم من ان غرفة منير و هناء على الجانب الاخر من الرواق الا انه اثر الا يحدث ضجة تثير حفيظتهما.

زفر من جديد و اقسم ان يلقن تلك القصيرة درسا على وقاحتها و امسك احدى الوسائد و وضعها فوق رأسه حتى يستطيع النوم فى هدوء بعيد عن همهمات مذياع تلك العنيدة على الجانب الاخر من الحائط القائم بينهما و الذى يود لو اخترقه اللحظة حتى يعلمها ان تطيع اوامره، و يجعلها تدرك ان ذاك الضخم كما كانت تدعوه قادر تماما على السيطرة على ناريتها التى تشتعل لتحرقه هو فقط دون الجميع، و تذكر كيف كانت معترضة على تعيينه لمظهره المتحرر بهيئة شعره الذى يربطه خلف رقبته و شاربه و لحيته الغير حليقة و ملابسه الحديثة الطراز، انها متزمتة، بحجابها الذى يغطى رأسها طول الوقت و ملابسها الفضفاضة و الان نومها على صوت القران، انها ذات رأس متحجر و عقل متصلب جامد، لكنه قادر تماما على تليين الصخر، و سيفعل..

.

09-01-2022 11:46 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [3]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية إلى تلك الرائعة أحبك
رواية إلى تلك الرائعة أحبك للكاتبة رضوى جاويش الفصل الرابع

كان المقهى مكدسا ذاك اليوم و كانت الطلبات على اشدها و الكل يعمل على قدم وساق لتقديم افضل خدمة ممكنة ترضى اذواق الذبائن الذين بدأوا يعتادون مقهاهم و يرتادوه بشكل منتظم، و ما ان بدأ ضغط العمل يخف قليلا حتى سُمع صوت جلبة خفيفة بالخارج و فجأة شهقت غفران فى صدمة و هى ترى ذاك الرجل ممددا ارضا بجوار اقدامها و يوسف يقف بهيئته المخيفة على اعتاب المطبخ..

هتفت غفران فى ذعر و هى تنظر بشكل مضطرب للرجل الملقى بالقرب منها ينظر اليهما فى فزع واضح وأخذت تقلب نظرها بين يوسف الذى يتطاير الشرر الغاضب من عينيه فأستحال لونها للون زعفرانى عجيب ارهبها و بين الرجل المسكين تحت اقدامها: - ماذا يحدث هنا!؟، من هذا!؟.
هتف يوسف من بين اسنانه: - انه نصاب اخر جاء يتناول الطعام و ما ان فرغ حتى ادعى انه لا يملك مالا ليقدمه نظير خدمات المقهى..

تخصرت فى غضب ناظرة الى يوسف و هتفت فى سخرية: - و ماذا علىّ ان افعل به!؟، اقطعه ليُقدم فى وجبة العشاء!؟.
بُهت لون الرجل الذى لايزل يلقى بنظراته بين معتقليه لما قالته غفران الا ان يوسف اجاب بجدية متجاهلا تهكمها: - دعيه يغسل الصحون ثمنا لوجبته التى تناولها، فليعمل نظير ما قُدم اليه من خدمات و الا سأضطر لإبلاغ الشرطة..

هنا انتقض الرجل فى ذعر هاتفا: - بل سأعمل بالتأكيد، سأقوم بأى عمل تكلفنى به لكن لا إبلاغ للشرطة رجاءً..
هز يوسف رأسه فى رضا و نظر الى غفران هاتفا: - دعيه يقوم بغسل الصحون المكدسة تلك..
لم ينتظر الرجل امر غفران بل اندفع فى اتجاه حوض الجلى و بدأ بالفعل فى غسل الصحون..
تابعته غفران بناظريها فى هدوء و ما ان شعر يوسف باستقرار الوضع حتى عاد لداخل المقهى من جديد تاركا المطبخ..

تنهدت غفران فى ضيق و هتفت للرجل معاتبة: - لما فعلت ذلك!؟.
لم يحر الرجل جوابا فأستطردت هى متسائلة فى إشفاق: - هل كنت جائعا!؟.
هز الرجل رأسه مؤكدا و لم ينبس بكلمة تذكرت غفران استطلاع حظها اليومى الذى تقوم به كل صباح بمصحفها و طالعتها لحظتها الآية الكريمة التى تحض على الإطعام لوجه الله لا طلبا فى الجزاء او الشكر لتهتف غفران فجأة بحزم: - دع عنك ما تفعل..

همس الرجل ناظرا لباب المطبخ المفضى لصالة المقهى فى اضطراب: - لكن السيد بالخارج..
قاطعته غفران فى هدوء: - لا عليك، هيا أرحل من هنا..
هتف الرجل متعجبا: - ارحل!؟، لكنى لم ادفع ثمن الوجبة و لم ان..
قاطعته غفران مبتسمة فى تعاطف: - لا ثمن لوجبة مجانية يا اخى، ارحل واعتبر هذه الوجبة هدية من المقهى..

نظر اليها الرجل فى امتنان و اندفع باتجاه باب المطبخ الخلفى المفضى للذقاق الضيق خلف المقهى و قبل ان يختفى خلفه هتفت به غفران: - و رجاءً لا تكرر ما فعلت و حين يضيق بك الحال تعال الى وستجد وجبتك المجانية فى انتظارك...
هتف الرجل بصوت متحشرج تأثرا: - شكرًا..
واندفع خارجا من الباب الخلفى للمطبخ..

لحظات و هل يوسف بطلته التى تشعرها بضيق المكان مهما كان اتساعه و تطلع حوله فى دهشة وتساءل: - اين ذهب الرجل!؟، الاطباق مازالت مكدسة، و..
هتفت غفران مقاطعة اياه: - لقد رحل، او بالأدق تعبيرا جعلته يرحل..
هتف جازا على اسنانه و هو يقترب فى بطء: - لما!؟، هااا، لما تركته يرحل دون ان يسدد دينه!؟.

هتفت غفران بثقة و ثبات تحاول ادعائهما و هويتجه اليها بهذا البطء المخيف: - لا دين له عندى، سامحته و انتهى الامر..
هتف يوسف صارخا: - ماذا فعلتِ يا امرأة!؟، سامحته..!؟.
هتفت غفران بصدمة: - ماذا قلت لتوك!؟ وجزت على أسنانها بغيظ مستطردة، اياك ثم اياك ان تنادينى بذاك اللقب من جديد..

هتف مؤكدا: - بل سأفعل، لانك تتدخلين فى صميم عملى، تركك لهذا النصاب سيجعلنا محط أنظارأمثاله و سيجتمع علينا حثالة البشر من عينته القذرة، انا ادرى منكِ بأمثال هؤلاء..
هتفت غفران مؤكدة وجهة نظرها: - لم يكن نصابا، كان لا يملك ثمن وجبة، كان جائعا و محتاجا، لما لا نمد له يد العون، الا رحمة لديك!؟.

هتف يوسف فى محاولة لكبت غضبه: - نحن هنا بمقهى لا بدار للعجزة والأيتام، ابحثى عن الرحمة هناك، هنا لا مجال لتلك السخافات..
هتفت صارخة: - سخافات!؟، و ما المتوقع منك فى الاساس!؟، بالتأكيد لم و لن تدرك تلك المعانى المسماة بالرحمة و الشفقة، خلف هذا الجسد الضخم و ذاك المظهر يوجد قلب لا يدرك معنى الانسانية، و ان الله..

هتف يوسف مقاطعا إياها فى سخرية: - الله!؟، هل تؤمنين حقا بوجود آله يسير لنا حياتنا!؟، تؤمنين بتلك الخرافات التى تخيف الاطفال عن وجود ما يسمى بالجنة و النار و الحساب..!؟.
شهقت غفران فى صدمة ووضعت كفيها معا على فمها، بما يهز ذاك الرجل!؟ انه، انه لا يُؤْمِن بوجود اله واحد يحكم هذا الكون و ينظم قوانينه، انه..

هتفت غفران ما ان تمالكت نفسها: - هل ما سمعته منك صحيحا!؟، هل انت واعِ لما قلته!؟، ان هذا شرك بالله، أتعرف ما يعنى ذلك!؟.
لم تستطع نطق الكلمة، مجرد نطقها..
ليهتف هو لامباليا: - لا يهمنى ما هو مسماه، انا لا اؤمن بوجود اله ناديته كثيرا ولم يسمع و دعوته كثيرا و لم يستجب، لذا ايقنت انه ليس هناك ما ندعوه الها من الاساس، و ان ذلك ما هو الا كذبة اختلقناها..

هتفت غفران فى صدمة: - لا حول و لا قوة الا بالله، الهداية من عندك يا رب، هداك الله..
كررت كلمتها الاخيرة و اندفعت خارج المطبخ فى سرعة تاركة اياه يزفر فى ضيق و يحاول ان يتجنب النظر الى منير و هناء اللذان هبطا من الاعلى ليتناوبا الإشراف على تقديم الطعام بعد ان أخبرتهم غفران انها تشعر بوعكة و لا تستطيع الاستمرار بالعمل فى المطبخ و صعدت لغرفتها و اختفت لباقى اليوم...

انتهت النوبة المسائية للمقهى و لم تظهر غفران كما كان متوقع، فقد ظلت حبيسة حجرتها طوال فترة المساء حتى انها رفضت النزول لتناول العشاء..
اُغلقت ابواب المقهى اخيرا و ذهب كل فرد الى حجرته لينل قسطا من الراحة بعد يوم شاق..

قرر يوسف ان يأخذ حماما باردا يهدئ من سخونة رأسه المزدحم بالأفكار و الصراعات، عاد لحجرته بعد حمامه الذى ظن انه سيعفيه من نوبة التقلب اليومية التى لا تتركه الا وهو على اعتاب الانهيار إرهاقا حتى يزور النوم جفونه اخيرا..

تلك النوبات من الأرق التى كانت تهاجمه فيما مضى بعد ما حدث، توجه الى حقيبته يبعثر في محتوياتها فى ضيق حتى وجد علبة الدواء التى كان يبحث عنها و اخرج منها حبة صغيرة تناولها ملقيا إياها فى فمه و ابتلعها دون جرعة ماء، كان قد توقف عن تناول تلك الحبوب و التى تجلب له هدوء الاعصاب و تدفعه للاسترخاء و من ثم النوم، لكن بعد تلك المشادة التى حدثت بينه و بين تلك القصيرة العنيدة و التى نكأت جراحا ثخينة تمزق روحه بلا قصد منها، لا يعتقد انه سيجد للنوم سبيل تلك الليلة الا بمعاونة تلك الحبة..

تمدد على الفراش و تطلع للسقف فى تيه يفكر فى تلك الحمقاء التى تترك نصاب يحتال عليها و يسرق قوتها و تعبها مدعيا الفقر و العوز..
همس فى غضب: - حمقاااء..
و على ذكرها بدأت تلك الهمهمات المقدسة فى الارتفاع من خلف الجدار الفاصل بين حجرتهما..
زفر فى ضيق هامسا: - ليس مجددا..
عاد للدق على الجدار لعلها تفهم، لكنها تجاهلت دقاته المستفزة، و قررت ان ترفع من صوت المذياع و ليفعل ما يحلو له..

دقات متوالية ظهرت من جديد كانت تود لو تجاهلتها كسابقتها لكنها كانت هذه المرة على باب غرفتها..
ارتفعت ضربات قلبها ذعرا و لكن رغم ذلك أجابت من خلف الباب: - من هناك!؟
هتف بغيظ: - انه انا، ذاك الضخم معدوم الرحمة منزوع الشفقة، قليل الصبررر..
وهتف بكلمته الاخيرة فى نفاذ صبر حقيقى جعلها ترتجف و هى تفتح الباب مشرعة اياه هاتفة: - نعم!؟.
هتف بكلمة واحدة: - المذياع..
هتفت تجادله: - ما به!؟.

جز على اسنانه متحدثا من بينها فى سخط: - اغلقيه، و دعينى لا اسمعه مرة اخرى، رجااااءً..
هتفت تغيظه: - كنت اعتقد انك تراجعت عن تلك الترهات التى ألقيت بها عصرا و جئت تطلب ان ارفع صوت المذياع كى تصلك رسائل الله فى أياته التى تريد ان تصم اذانك عن سماعها..
هتف مؤكدا: - انا لا اريد اى رسائل من اى من كان، كل ما أريده اللحظة هو بعض الراحة، القليل منها، هل هذا ممكن!؟.

هتفت فى نبرة لينة: - ألا بذكر الله تطمئن القلوب..
هتف وهو يستدير عائدا لحجرته: - هل نسيتى، انا بلا قلب..
هتفت مؤكدة: - ليس المقصود ان..
هتف بدوره مقاطعا إياها: - اغلقى المذياع او أخفضى صوته على أقصى تقدير حتى لا ارتكب جريمة هاهنا، اريد النوم قليلا..
هتفت بدورها فى عناد: - و انا ايضا اريد النوم و لا أستطيع ذلك الا بسماع أيات القران الكريم تهدهدنى..

و تركته و اغلقت بابها باحكام و تركت المذياع يعمل رغما عن انفه لكن مراعاة لحق الجار أخفضت صوته قليلا حتى يعود لسابق عهده مجرد همهمات تصله من الجانب الاخر ولا حيلة له سوى النوم و الوسادة تغطى رأسه كما حدث البارحة..

جز على اسنانه و ضغط وسادته على رأسه و راح فى نوم عميق ساعدته عليه تلك الحبة التى تناولها و التى قد أتت ثمارها و قامت بمهمتها على اكمل وجه و لم تدعه يغوص فى خواطره و أحزانه الماضية حتى لا يغرق فى بحر من الذكرى والذى كاد ان يبتلعه فيما مضى بلا عودة..

نهض من نومه متأخرا ذلك اليوم و العجيب ان لا احد أيقظه ليلحق بنوبة الحراسة الصباحية التى تبدأ العاشرة و ها هى الساعة تخطت العاشرة و النصف و لا طرق او جلبة بالخارج، نهض فى تيه لا يعلم ما يعتريه اليوم فبعد ذاك الصدام الذى كان بينه و بين غفران البارحة مساءً و هو لا يشعر انه بخير، ما كان عليه قول ما قال حتى و لو كان يُؤْمِن به حقا و خاصة مع شخص بمثل تدين غفران و تمسكها بتلك الطقوس التى لا تسمن و لا تغنى من جوع، لكن ما حدث قد حدث..

نهض ليغتسل وابدل ثيابه و اندفع للأسفل و ما ان طل برأسه هابطا الدرج المفضى للمطبخ حتى وجد ثلاثتهم غفران ومنير وهناء قد تباعدوا و توقف همسهم بعد ان كان الحديث دائرا على اشده...
شعر بالضيق و ألقى تحية الصباح فى نبرة تحمل بعض منه و رغم ذلك رد الجميع تحيته ببشاشة و تساءل فى نفسه هل أخبرتهم بما كان بينهما امس!؟، يبدو انها فعلت، فذاك الاجتماع الثلاثى الطارئ يؤكد ذلك و ذاك الهمس و الغمز يشى بفعلتها..

لم يستطع الصمت اكثر من هذا فهتف غاضبا: - حسنا، لا حاجة لى لأخمن عما تتهامسون!؟، فأنا اعلم ان السيدة غفران لا تطق وجودى بينكم من اللحظة الاولى وترغب فى طردى وقد جاءها المبرر على طبق من فضة ل..
هتفت غفران ساخرة مقاطعة استرساله حتى لا يكمل حديثه: - عن اى طرد يتكلم ذاك الضخم!؟، انه مريض بعقدة الاضطهاد، و نظرت اليه مستطردة فى مزاح: - ابحث عن طبيب يعالجك يا هذا حتى لا يتفاقم الوضع..

هتف منير و هناء بعد ان خفت قهقهاتهما لمزاحها: - كل عام و انت بخير..
اتسعت حدقتا عينيه متطلعا اليهما متسائلا فى تعجب: - ماذا يحدث هنا!؟.
هتفت غفران مازحة: - اهااا، هذا ما كنت اتحدث عنه، الم اقل لكما انه مريض!، سيعتقد اننا نحضر له مقلبا..
قهقه منير هاتفا: - عيد ميلادك اليوم چو، ام انك نسيته!؟، علمته من أوراق تعيينك و قررنا جميعا الاحتفال به مساءً لذا سنغلق الليلة باكرا..

هتفت غفران فى مرح: - وكعكة عيد الميلاد ستكون هديتى، كعكة استثنائية بدأت فى تحضيرها منذ البارحة..
واستطردت ساخرة: - كان من المفترض صنع كعكة زفاف من عشر ادوار حتى تليق بذاك الحجم لكن ما باليد حيلة..

انفجر الجميع ضاحكا و أولهم يوسف الذى نظر اليها فى امتنان فيبدو انها لم تخبر احدا بما كان منه، و لكن لما!؟، ألم يكن الأحرى بها ان تفعل و تشى به حتى يكون لديها العذر الكافى الذى سيجعل منير و هناء على استعداد تام لرفده و التخلص منه فورا!؟، تطلع اليها من جديد و هى تندفع هنا وهناك داخل و خارج المطبخ تعمل على جلب الطلبات و تقديمها فى نشاط و همة عالية، و طافت تلك الأسئلة و جالت برأسه طوال النهار و لم يجد لها اجابة تريح باله..

.




الكلمات الدلالية
رواية ، الرائعة ، أحبك ،


 





# فنون # مشاهير # صحة # منوعات # الأطفال # English # تفسير الأحلام ثقافة # قصص # سيارات Cars # صور # تقنيات # الاجهزة الالكترونية # المطبخ # كلام فى الحب # أبراج # رياضة # ازياء # حكم وأقوال تطوير الذات# خلفيات # صور بنات # مشاهير # ديكور # صباح الخير # مكتوب برقيات شهر رمضان # جمعة مباركة # حب رومانسية # عيد # ادعية # خلفيات كرتون # منوعات # موضة # الأم # أطفال # حيوانات # صور ورد # اكلات # New Year # مساء الخير # اللهم صلي علي النبي # القران الكريم # صور نكت # عيد ميلاد # اعلام # سيارات # تهنئة الخطوبة # حروف واسماء # الغاز # صور حزينة # فساتين # هدايا # خلفيات النادي الاهلي # تسريحات شعر # الاصدقاء # بوستات نجحت # خلفيات نادي الزمالك # حب رومانسية # تهنئه # ازياء # صور بنات # صوره وكلمه خلفيات # كرتون # بروفايل رمزيات # دينية # سيارات # مضحكة # أعلام # مسابقات # حيوانات # ديكور # أطفال # أكلات # حزينة صور شباب أولاد ر# صور # الطب و الصحة # مقالات عامه # CV المشاهير # وصفات الطبخ # العناية بالبشرة غرائب وعجائب # قصص روايات مواعظ # صور حيوانات # وصفات الحلويات # الرجيم والرشاقة # نكت مضحكة # صور خلفيات # العناية بالشعر # شروحات و تقنيات # videos # Apps & Games Free # موضة أناقة أزياء # سيارات # ديكور # رعاية الأطفال # نصائح المطبخ # موبايل جوال # الفوركس # التعليم والمدارس # الحمل و الولادة # اخبار الرياضه # وظائف # صحة المرأة # حوادث # صور بنات # صور اطفال # مكياج و تجميل # عناوين بنوك شركات محلات مطاعم # العاب الغاز # عيد # كلمات الاغانى # اشغال فنيه واعمال يدويه # مصر # أشعار خواطر # للنساء فقط # للرجال فقط # صور شباب # علاج النحافه # رسائل SMS # أكلات نباتية - Vegetarian food # برامج الكمبيوتر # المراهقة # جمعة مباركة # blogger # رعب # لعنة العشق # حب # اسلامية # قاسي ولكن أحبني # أحفاد أشرار الحرب لأجلك سلام # أسمى معاني الغرام # حقيقية # لقد كنت لعبة في يده # ملهمة # أباطرة العشق # عربية # حب خاطئ # لست مميزاً # من الجاني # مشاهير # راقصة الحانة # اغتصاب طفلة # عاشقان يجمعهم القدر # الطريق الصعب # خيال علمي # أشواك الحب # تاريخ # سجينة ثوب الرجال # لروحك عطر لا ينسى # أطفال # عشق وانتقام # لازلت أتنفسك # لقاؤنا صدفة # للحب معان أخرى # خاتم سليمان # ممن أنتقم # نجاح # أبواب وهمية # حلمى فى صفيحة قمامة # فيلم # مجنون بحبك # بين شباكها # حزينه # رحلات جوليفر # عذاب قسوته # عندما ينادي الشيطان # لعنة حبك # مريم وامير # هدوء في قلب العاصفة # الحاسة السادسة # المشعوذة الصغيرة # عباقرة # لوعة العشق # حروب # قدر بالإجبار # بنات مضحكه# فوركس Forex# صحتك # الصور والخلفيات # الطبخ والحلويات # منوعات # اخبار الفن # القصص و الروايات الألعاب الرياضية # الحياة الزوجية # أزياء وملابس # الأم و الطفل # دراسات لغات # افكار منزلية # انترنت تكنولوجيا # صفات الابراج # حيوانات ونباتات # تفسير الاحلام # معانى الاسماء # خواطر و اشعار # الكون والفضاء اجمل نكته# Mix # Forex # youtube # foods # Kids # Health education # stories # News # kitchen # woman # Famous # Sport # Animals

-------

الساعة الآن 06:02 صباحا