رواية حورية بين يدي شيطان للكاتبة رحمة سيد الفصل الحادي عشر
ارادت صنع قناع للقوة، فأدمت ملامح الروح والقلب بنفسها، ! واثناء الطريق فجأة توقف السائق بالسيارة فحدقت به حور تسأله بقلق واضح: -ما الذي حدث؟ كان يفحص السيارة وهو يجيبها بصوت هادئ: -لا ادري ولكن يبدو أن السيارة تعطلت سيدتي حينها صرخت بجزع: -ماذا تعني ب تعطلت! -لا ادري ما الذي حدث لها لم تتعطل مسبقًا..! أجابها بصوت متوتر وكأنه ينفي عنه التهمة التي ستُلصق به حتمًا...
بدأت حور تنظر حولها لتجد أنهم بمكان مظلم، شبه خالي من السكان، مُوحش ومُخيف لقلب صريع للظلمة في كافة تواريخه..! فعادت تنظر للسائق وهي تسأله بصوت مبحوح: -وأين نحن من الأساس؟ لا اعتقد أن هذا طريق العودة للمنزل! هز السائق رأسه بيأس مغمغمًا: -ومن الواضح أيضًا أننا فقدنا الطريق الصحيح سيدتي! كادت تبكي وهي تزمجر فيه بانفعال: -لعنك الله أنت وسيدتك في يوم واحد.
وبدأ شيء يُردد داخلها، هذا غضب الله عليكِ لأنكِ اردتي قتل روح بريئة...! ولكن ماذا عساها تفعل؟! تنجب لتدمر كيانها هي وطفلها ايضًا؟!، المعادلة خاسرة من البداية ولكن ربما خسارة واحدة اهون من اثنان يُنهيا أي محاولة لنقطة جديدة...! ولكنها ايضًا تراجعت عن امر الاجهاض قبل ان تصل للطبيبة وأمرت السائق بالعودة للمنزل..!
وعندما مر الوقت ولم يستطع السائق إصلاح السيارة، هبطت حور بتردد علها تجد أي شيء يساعدهم او شخص...! سارت بشرود وهي تبحث بعيناها عن أي شيء يدل على وجود الحياه في تلك المنطقة، ولكن خاب أملها وبشدة عندما وجدت نفسها سارت مسافة ملحوظة عن المكان الذي كانت فيه، حتى أنها لا تدري كيف العودة! بدأت تنظر يمينًا ويسارًا بقلق وهي تنادي على السائق، ولكن لم تجد أي شخص...
وفجأة وجدت شخص ما يقترب منها، لوهله ظنته نجدة إلهية اُرسلت لها، ولكنها على العكس صفعة قاسية من القدر، حيث كان الشخص يبدو أنه ثمل! ما إن اقترب منها حتى قالت بلهفة: -هل يمكنك مساعدتي يا سيد أنا أريد أي طريقة للعودة لأنني ضللت طريقي ظل يقترب منها ببطء وهي تعود للخلف، حتى قال بنبرة واهنة: -أجل ولكن فلتساعديني أنتِ اولاً، أنا اريدكِ، اريدكِ وبشدة.
إتسعت حدقتاها بفزع حقيقي وهي ترتد للخلف بعنف ولكن قبل ان تستطع الهرب كان هو يقبض على ذراعها بقوة ليجذبها له، بدأت هي تدفعه وهي تصرخ ولكنه احكم قبصته حولها ليطرحها ارضًا وهو فوقها يحاول خلع حجابها، ثم بدأ يمزق باقي ثيابها، تعالت صرخاتها المستنجدة ولكن لم تسمع سوى صداها المتحشرج، السكون يعم المكان لا يقطعه سوى لهاث ذلك الحقير وصراخها المتناغم مع أنين الروح، تشعر أنها ستختنق فعليًا، بدأت دموعها تهبط دون توقف وهي ترجوه بضعف:.
-ارجوك أنا حامل لا أريد خسارة طفلي ارجووووك ولكن الشهوة عمت عيناه فلم يكن يعير اهتمام لما تقوله بل ظل يردد بصوت أجش لاهث وقذر: -لم اعد استطيع الاحتمال... ظلت تحاول وتحاول دفعه عنها، تبكي وتنوح وتستنجد وتتوسل ايضًا، ولكن المقابل كان الصمت وإكمال عملية قتل روحها تلك!
في تلك اللحظات لم يأتي بعقلها سوى عاصي، آآهٍ من عاصي وعشقه، لو لم تتمرد عليه لما كان حدث هذا، لو لم تحاول أن تقتل طفلها لما حدث هذا، ألف لو و لو خلقها الشيطان بعقلها... ولكن النتيجة واحدة!
قبل ذلك بفترة، بمجرد ان ابتعدت حور عن مرمى عينا السائق الذي لم ينتبه لمغادرتها، اخرج هاتفه وهو يتمتم بصوت يكاد يسمع: -اقسم سيقتلني سيدي عندما اعود سيقتلني حتمًا اتصل بعاصي وداخله يرتجف بخوف من القادم، خاصةً عندما اتاه صوته الهادر بعنف: -أين أنتم يا اجابه السائق بتوتر مسرع: -لا أعلم أين نحن سيدي، ضللت الطريق عندما كنا نعود والسيدة حور آآ... سأله عاصي بلهفة لم يخفيها:.
-أين حور؟! ما بها أنطق ايها اللعين رد حينها دفعة واحدة: -السيدة حور كانت تتفحص المكان وسارت دون ان اشعر وابتعدت عني حتى انني لا اعلم اين ذهبت في ذلك المكان المظلم وحاولت البحث عنها ولكني لم اجدها ولا ادري ماذا افعل سمع صراخ عاصي الهيستيري وهو يأمره: -سأقتلك، اقسم بالله سأقتلك أيها ال، أفتح هاتفك اللعين هذا وارسل لي موقعك حالاً، إن تأخرت ثانية واحدة ستكون حياتك الثمن.
اومأ بسرعة وكأنه يراه وبالفعل بدأ يعبث بهاتفه إلى أن ارسل لعاصي موقعه بالفعل وحينها أغلق عاصي الخط بسرعة وهو يركض ليركب سيارته... أدار السيارة بانفعال وهو يردد بصوت ثقيل مُتعب: -لن اسامحكِ يا حور إن حدث لكِ او لطفلي شيء، لن اسامحكِ...
الصدمة جعلت أسيل جامدة، شاحبة، صامتة تستجدي الصراخ ان يخترق مسام صمتها المؤلم للروح والقلب...! انتفض علي مُبتعدًا عن تلك الفتاة ليتجه نحو أسيل وما إن هم بالنطق مدافعًا عن نفسه بالطبع، إنتفضت أسيل تبعده عنها قبل ان يلمسها وكأنه وباء لتزمجر فيه بعصبية مفرطة: -ابتعد لا تحاول لمسي حتى، أيها ال، قذر! هل هذا عملك الذي تأتي له يوميًا؟! هز رأسه نافيًا بسرعة وهو يخبرها باختصار:.
-أسيل أنتِ اسأتي الفهم اهدئي قليلاً لنتحدث حينها تدخلت تلك الفتاة بابتسامة باردة تتمتم: -اعتذر حقًا يبدو أنني سببت مشكلة.. تعالت ضحكات أسيل الساخرة يتبعها قولها الحاد كعيناها التي تنذر بحالة الحرب: -أنتِ منذ دخلتي لحياتي وأنتِ تسببين بها المشاكل يا سارة هانم! ازداد الوضع توتر خاصةً عندما استدارت أسيل بكل كبرياء تتشدق ب: -اكملا القذارة التي كنتما غارقان بها، أنا سأرحل.
وكادت تغادر بالفعل ولكن يد علي التي قبضت على يدها منعتها، لينظر ل سارة متمتمًا بنبرة جادة: -غادري الان يا سارة رجاءًا اومأت سارة بسرعة لتغادر بالفعل، حينها سار علي نحوها ليُغلق الورشة ويعود لأسيل مرة اخرى، اسيل التي كانت وكأن احدهم وضعها على جمر ملتهب..!
لم يكن ذاك الجمر مكنونه الغيرة، ولكنه كان الشعور بالغدر للمرة الثانية، ذلك الشعور الذي يُولد داخلها ذبذبات من نوع اخر تؤكد لها أن المشكلة فيها هي، أنها ليست أنثى كاملة كما اخبرها ثامر...! انتبهت لعلي الذي اقترب منها لتعقد ذراعاها وهي تردد بجمود مشمئز: -هل يمكنك الاسراع في الحديث لاني فعليًا لا أطيق ذلك المكان امسك علي وجهها بين يداه رغم اعتراضها الحاد، ليقترب منها ببطء وهو يهمس بصوت أجش:.
-اقسم انني لم اخونك أسيل، لقد، آآ لقد كانت... ولكن أسيل قاطعته عندما دفعت يداه عنها بعنف وهي تصيح فيه بهيسترية: -كانت ماذا؟! كانت مُغرية أكثر مني أليس كذلك؟ جذبها له مرة اخرى حتى اصبحت ملتصقة به، تستشعر نبضاته الهادرة التي كانت دليلا واضحا على همسه الرجولي الخشن وهو يتحسس جانب وجهها بطريقة مُذيبة للجليد: -لا توجد امرأة على وجه الارض مغرية في نظري اكثر منكِ.
حاولت التملص من بين ذراعاه بضعف متابعة بصوت قارب على البكاء: -اتركني علي، انا لا اريد غزلاً كما فعلت تلك الليلة، انا اريد حقيقة واضحة! وبالفعل تركها ليمسح على شعره ببطء وهو يزفر بصوت حاد، إلى أن خرج صوته جادًا مغموسًا بشراسة فطرية:.
-لقد جاءت لتخبرني أنها صديقتك أنتِ وذلك اللعين، ثم بدأت تتحدث بتهديد مُبطن، أن ثامر كان يغار بجنون ولا يتركك تذهبين لمكان بمفردك وعن رد فعله إن علم وعن معرفتها الاصيلة بكِ وبه وبأهلك، لا ادري ولكنها كانت مريبة لذلك فكرت أن اطاوعها قليلاً لأرى نهاية ما تريده ولكني تفاجأت بتلك القبلة.
ثم بدأ يقترب منها ببطء لتعود هي للخلف تلقائيًا، اقترب اكثر حتى حاصرها عند الحائط، وضع يداه حولها حتى لا تستطع الفرار، ثم اقترب اكثر، نظراته تلاقي نظراتها المتوترة، وأنفاسه تضرب وجهها الشاحب فتُعيد له رونقه...! اصبح على بُعد سنتيمتر واحد منها، يكاد يلامس وجهها وهو يسألها بهدوء: -هل تصدقينني أسيل؟
ثم اقترب اكثر وهو يحيط خصرها ببطء، ذقنه النامي يحتك بنعومة وجنتها وهمسه المثخن بعاطفته اللاهبة كالنغمان تلحن تلك الأجواء: -لا توجد سوى حقيقة واحدة، أنني أعشقك، ولستُ كأي رجل في عشقك يا معشوقتي لأول مرة يعترف علي صراحةً بعشقه امامها، لطالما كان عشقه متواريًا خلف أفعاله التي تنم عن عشقًا نهم يتراقص خلف حدقتاه، ولكن تلك المرة كان صريح، صريح جدًا، نابع من أعماق ذلك القلب الذي لم ينبض سوى لها...
تنفسه السريع أصبح واضحًا لها جدًا واقترابه المُهلك الذي تتلاشاه زاد من توترها ولكنها دفعته فجأة وهي تهز رأسها نافية وتردد بصلابة: -لم اصدقكك، وبالمناسبة عاصي قادم في الغد وسأغادر معه، الافضل لك أن لا تأتي خلفي ثم ركضت دون أن تنتظر اكثر، ليضرب علي الحائط جواره اكثر من مرة بعنف مزمجرًا بجنون: -لن اترككِ يا أسيل الا عندما اكون في قبري، أنتِ لي وستظلي لي...!
كانت محاولات حور مستمرة في الدفاع المُستميت عن نفسها، بالرغم من الضعف البدني الذي بدأ يغزو كيانها المرتجف من الخوف...! وانتهت اخر محاولة بإمساكها لحجر كان جوارها وبصعوبة لتضرب رأس ذلك اللعين الذي كان يهجم عليها، فابتعد هو منتفضًا يمسك برأسه صارخًا من الألم وهو يسبها... حينها ركضت هي بسرعة وهي تبكي كالطفلة الشريدة، لم تعد تدري أين تركض ولا كيف، كل الذي كانت تدركه أنها كانت تهرب من ذلك الذئب...
وفجأة وجدت نفسها تصطدم بصدر عريض فصرخت تلقائيًا: -لا اتركني... ولكن يده الحانية التي أسرعت تضمها له بقوة وهو يهمس بأسمها متأوهًا: -حور... وما إن اخترقت نبرته الحانية أذنها حتى إنفجرت في بكاء عنيف اشتد وهي تحتضنه بلهفة هيسترية وتردد من وسط شهقاتها: -تأخرت، تأخرت كثيرًا يا عاصي كدتُ أموت، اقسم انني كنت أموت لو نجح ذلك اللعين، كنت اعلم انك ستأتي، ستأتي وتنتشلني من الظلمة لن تتركني اغرق بغبائي!
رفعها له بحنية تناقض الوحوش التي هاجت بداخله متناغمة مع النيران التي كانت تحرق أوردته ليقتل ذلك الحقير وقد وصله بطريقة ما مقصدها، دفن وجهه عند رقبتها يستنشق عطرها الانثوي عله يهدئ من لوع روحه قليلاً، ثم استطرد برقة: -هششش اهدئي، انا هنا، معك، لن يجرؤ احد على اذيتك!
ابتعدت عنه ببطء وهي تنظر له، حينها فقط أنتبه لملابسها الممزقة والتي تظهر بعض الاجزاء من جسدها، جن جنونه وهو يفكر، ماذا فعل بها؟! هل اقترب منها، رأى جسدها الذي حُرم على غيره..؟! أظلمت عيناه بقسوة مخيفة وهو يضم قبضتاه معًا ويسألها بصوت هادر عنيف: -هل لمسك؟ هزت رأسها بلهفة تخبره: -لا لا اقسم لك لم اتركه يفعلها، ضربته على رأسه بحجر وركضت.
أبعدها عاصي فجأة عندما سمع صوت ذلك الحقير يقترب منهم، لتصبح خلف ظهره فشعرت هي بالأمان فعليًا، ولكن وسط تلك الضوضاء كانت حيرة فطرية تؤرق روحها، لمَ لم يسأل عن طفله الذي يقطن في احشائها؟! اكتفى بالسؤال عنها فقط...! اشتبك عاصي مع ذلك اللعين ما إن رآه لينقض عليه كالوحش الهائج يضربه بكل قوته كلما تذكر أنه لامسها، رأى جسدها وحاول الاقتراب منها...!
ظل يضربه ويضربه بعنف وهو يسبه إلى أن فقد الرجل وعيه تمامًا، حينها تركه عاصي وهو يلهث ليسحب حور من ذراعها دون كلمة اخرى متوجهًا بها نحو سيارته والسائق يسير خلفهم ببطء ينظر يمينًا ويسارًا...
كان ثامر في منزله عندما اتاه اتصالاً هاتفيًا من سارة ليجيب بسرعة متمتمًا بصوت لم تخلو اللهفة منه: -ماذا حدث سارة؟! شعر بابتسامتها وهي تجيبه: -حدث كما طلبت تمامًا، اقتربت منه والرجل إلتقط الفيديو بنجاح، بل وحدث شيء اخر سيُسعدك كثيرا سألها بسرعة: -ما هو؟ احكي لي كل شيء وبسرعة سارة ردت بهدوء: -أتت أسيل فجأة لتراني وأنا أقبله فصٌدمت وجن جنونها بعد ذلك.
إتسعت ابتسامة ثامر الشيطانية وقد شعر أن الحظ يحالفه وبشدة...! عاد لسارة يردد مرة اخرى: -ارسلي لي الفيديو الان يا سارة وسأتصل بكِ لاحقًا -حسنًا... اغلق الخط وبالفعل خلال دقائق معدودة كان الفيديو يصله، فتحه وهو يشاهده بانتشاء متخيلاً رد فعل عاصي عندما يراه، فهمس بصوت اشبه لفحيح الافعى: -لنرى رد فعلك سيد عاصي عندما ترى وتعلم أن شقيقتك متزوجة من ذلك الرجل الذي يخونها!
ظلت تتراجع للخلف بقلق من مظهره الذي دب الخوف في باطن روحها، تناست القوة التي كانت تدعيها، تناست الانثى الشامخة التي كانت تحاول رسمها بريشة ضعفها الدموي...! وعادت لفطرتها الضعيفة وهي تسأله بقلق: -اهدأ وسأشرح لك كل شيء إنفجر البركان الثائر داخله وهو يصرخ فيها بجنون: -تشرحين لي ماذا! أنكِ اوشكتي على قتل أبني مرتان؟ مرة بكامل ارادتك ومرة اخرى بتهورك وغبائك؟
وفجأة جذبها من خصلاتها بعنف يقرب وجهها منه حتى استطاع سماع أنفاسها اللاهثة، ليقول بصوت مبحوح مجروح رغمًا عنه: -تخبريني أنكِ تعشقيني وتذهبين لتقتلي طفلي بكل دم بارد! لم تستطع النطق، فقدت معالمها الشراسة التي كانت محفورة بها مؤخرًا...! خاصةً عندما نهض وبدأ يخلع حزام بنطاله وهو يهمس بصوت ناعم كجلد الثعبان: -ولكن لمَ تبذرين الاموال عند الاطباء، هناك طرق اخرى يمكنها أن تُخلصك من ذلك الطفل الذي تكرهيه!
اتسعت حدقتاها بجزع عندما بدأ يقترب منها فخرجت حروفها مرتجفة مرتعبة وهي تسأله: -ماذا ستفعل! لم يتحدث واخذ يقترب منها و...
رواية حورية بين يدي شيطان للكاتبة رحمة سيد الفصل الثاني عشر
أصبحت تشعر أن الهواء إنسحب من حولها حتى بات الاختناق رفيقها، كادت تصرخ وهي في انتظار الجلدة الحتمية ولكن على العكس سقطت الضربة على الأريكة جوارها فصرخت حور بفزع... فتحت عيناها ببطء لتجد عاصي كما هو، عيناه حمراء حادة وعروقه بارزة بجنون وكأنه سيقتلها، ولكنه ألقى الحزام من يده ارضًا ليقترب منها فتراجعت هي تلقائيًا ليمسكها هو من ذراعها يهزها بعنف صارخًا بصوت قوي مُخيف:.
-أنا لستُ سادي لأضرب امرأة كالبهيمة بالحزام وأتلذذ بعقابها... اومأت حور موافقة بسرعة ثم همست بنبرة طفولية مرتعدة: -أعلم، اقسم بالله أعلم ذلك كادت تظهر ابتسامة خبيثة مترافقة بشظايا عبث وهو يهمس لها بصوت خشن أثار شيء داخلها رغمًا عنها: -ولكني بالتأكيد سأعاقبك حور.. ثم سحبها معه بقوة ليجلس على الأريكة الصغيرة ثم مددها على بطنها على قدمه، فتخبطت هي بقلق وهي تسأله مستنكرة: -ماذا تفعل! أي عقاب هذا؟
أمسك بالحزام يلفه على يداه ببطء، وبحركة مباغتة أصبح يضربها به على أردافها ولكن برفق نوعًا ما، بدأت حور تتلوى على قدماه بألم وهي تهمس بأسمه ولكنه لم يُعيرها اهتمام وبدأ يعد الضربات من الواحد حتى العشرون... وما إن لفظ بالعشرون وتوقف، رفع جسدها له لتصبح جالسة على قدماه ليجد عيناها ممتلئة بالدموع اللؤلؤية، وشفتاها الصغيرة ترتعش بضعف كالأطفال بينما هي تهمس بصوت مبحوح: -أتركني، ابتعد أريد ان أنهض -اصمتي.
قالها وزفر بصوت مسموع، وداخله شيء لا يستوعب حتى الان ما كاد يحدث! قلقه وخوفه أصبحا كالأشواك ينغزان صلابته وقسوته التي أحكم لجامها حول ترانيم مشاعره كافة...!
رفع أنظاره لحور لتتعلق عيناه بحركتها التي تثير جنونه وهي تعض على شفتاها الصغيرة لتمنع بكاءها بصعوبة، ومن دون تردد كان يمسك رأسها بيداه واليد الاخرى تجذبها له ليلتقط شفتاها دون أن يعطيها فرصة الاعتراض، يشعر بعاطفة عنيفة تتفجر داخله بأبسط حركة منها، وتنفجر براكين صبره لينقض عليها واخيرًا ابتعد يلتقط أنفاسه اللاهثة فنطقت هي ومازالت مقتربة منه تشاركه لهاث أنفاسه: -ماذا فعلت!
رد بصوت خشن مثخن بالرغبة والشوق الحارقان: -أعاقبك، ولكن هذه المرة لأتلذذ بذاك العقاب أحمرت حور على الفور من غزله الخفي بين ظلمة كلماته، فغطت شفتاها تلقائيًا بيدها وهي تهمس: -أريد النهوض أرجوك ثم حاولت أن تنهض بالفعل ولكنه أحكم قبضته حول خصرها ليجذبها له فتجلس على قدماه مرة اخرى، كان تنفسه سريع وعالي وهو يردد بصوت آمر: -قبليني حدقت به بذهول مُحرج: -بالطبع لا، ماذا تقول.
ضغط على خصرها بيداه بقوة وهو يعيد بصلابة تخفي خلفها ثوران مشاعره: -قبليني، الان! ابتلعت ريقها بتوتر ثم همست بصوت مبحوح: -لن افعل لن يفرض نفسه على امرأة مهما حدث، فاتنهد هو يحاول تنظيم أنفاسه ثم جذبها له بقوة يزرعها بأحضانه. كان يداعب خصلاتها الناعمة وهو يقول دون مقدمات بنبرة حادة غيورة: -لو كان لمسك أقسم انني كنتُ قتلته وقتلتك بعده لأنكِ مَن أتاحت له الفرصة.
رفعت رأسها له تستند على صدره وهي تهمس بينما تنظر لعيناه بعاطفة خاصة له وحده: -لو لمسني رجل غيرك لكنت قتلت نفسي بنفسي سيد عاصي! تأوه بعنف وهو يجذبها له يحيطها بعاطفته القوية اللاهبة مرة اخرى و يُقبلها بشوق لا يقل بينما يهمس بأرهاق زاد على مشاعره وروحه فعليًا: -آآه يا حورية تصر على جنون السيد عاصي!.. فسحبها معه لدوامة مجنونة عاطفية لا يعرف كلاهما اولها او آخرتها الحتمية...!
كان ظافر في مكتبه كالعادة صباحًا، يمسك القلم بين اصابعه الخشنة يتلاعب به وهو يتذكر ذلك اليوم الذي كاد أن يفقد به عقله فعليًا... تذكر قبلته اللاهبة لها في المستشفى وهو يعاقبها بطريقته على خداعها، تلك الماكرة الصغيرة لا تعلم أنه يتهافت لأي فرصة لينقض على شفتاها المكتنزة التي تؤرق ليله...!
لا ينكر أنها عادت لخصامها الصامت بمجرد ان خرجوا من المستشفى فأصبحت لا تتحدث معه وتتجاهله تماما، ولكن يكفيه أنها بخير فقط وهو سيتكفل بالباقي...! استفاق من شروده على رنين هاتفه العالي فأمسكه بملل لتتجمد عيناه المُهيمة بعشق صغيرته لقسوة جادة وهو يرى رقم اطياف على شاشة هاتفه... رد ببرود كعادته عندما يتحدث معها: -نعم؟ وبصوت متوتر قالت: -ظافر ارجوك هل يمكنك المجيء لشقتي؟ صرخ مستنكرًا: -ماذا؟!
تلعثمت وهي تكمل بتوتر: -لا تُسيء فهمي، اقسم ان عمار مُتعب جدًا لا ادري ما أصابه يكاد ينفجر جسده من السخونية وانا بمفردي ارجوك تعالى بسرعة اتسعت حدقتاه بخوف وهو يهمس: -عمار! ومنذ متى وعمار يعيش معك بمنزلك؟ -انا جلبته امس من عند والدتي، ارجوك انا خائفة وبشدة نهض بسرعة وهو يلتقط سترته مرددًا: -حسنًا انا قادم انتظريني ثم ركض بخطوات ملتهفة نحو منزل أطياف جاهلاً يُحاك له دون درايته!..
وصل بالفعل امام منزلها فترجل من سيارته بسرعة يصعد السلم بخطى واسعة، حتى وصل فبدأ يطرق الباب بسرعة، فتحت له أطياف ليتصنم محدقًا بملابسها...! عفوًا هذه لا تعد ملابس اصلاً، تقريبًا تغطي اجزاء بسيطة جدًا من جسدها فقط، تنحنح بحرج وهو يعود لخشونته قائلاً بتساؤل: -أين عمار؟ أجابت بهدوء وهي تشير له نحو الداخل: -في غرفته، تفضل يا ظافر وبالفعل دلف بتردد فأشارت له على الأريكة وهي تهمس مبتسمة برقة غير معهودة:.
-أجلس سأجلب لك شيء لتشربه واذهب لأجعل عمار يرتدي ملابسه، لا تقلق والدتي اخبرتني أن اعطيه دواء ما وذهب في نوم عميق... كاد يعترض ولكنها ذهبت للمطبخ بالفعل، امسكت بالكوب وسكبت به بعض العصير ثم اخرجت من جيبها حبوب صغيرة لتضع بعضها في الكوب ثم بدأت تحركه ببطء... وما إن انتهت اتسعت ابتسامتها الخبيثة وهي تهمس لنفسها بمكر: -لنرى ماذا ستفعل يا سيد ظافر، فلينقذك عشقك لتلك الصغيرة الان...
خرجت بالكوب له وهي ترسم التوتر على ملامحها ثم قدمته له هامسة: -تفضل اخذه منها وهو يومئ برأسه على مضض: -اسرعي احضري عمار وهيا الان سارت بالفعل نحو غرفة عمار فبدأ ظافر يشرب العصير بهدوء عله يهدئ توتره وقلقه... مر وقت قصير وبدأ ظافر يشعر بدوار حاد يداهمه، خرجت أطياف في تلك اللحظات ولم تبدل ملابسها، فسألها بصوت واهن وهو يمسك برأسه: -ماذا يحدث؟ إتسعت ابتسامتها الشيطانية وهي تقترب منه مستطردة:.
-كل خير، يحدث كل خير يا طليقي العزيز!
قبل ذلك بفترة... كان علي يركض خلف أسيل وكأنهم في دائرة لا تنهي من الدوران المُهلك، وصل الفندق خلف أسيل يركض وهو يناديها بحدة: -أسيل انتظري ولكنها لم تنتظر اطلاقًا، كانت شبه تركض وهي تدلف للغرفة فدلف هو الاخر واغلق الباب خلفه وهو يزفر بعمق وحدة مسموعة... فأشارت له أسيل محذرة بصلابة: -اخرج يا علي والان، لا أطيق رؤيتك حتى! هز رأسه نافيًا وهو يقترب منها مرددًا بأصرار: -لا، لن ابتعد ماذا ستفعلي؟
ظلت تتراجع للخلف بتوتر ثم نطقت بحدة عدائية تنبع من جوفي عينيها الزرقاء: -سأصرخ وسأخبر عاصي بكل شيء، كل شيء حتى اضمن انه سيقتلك كما قتلت شقيقي! وفي اللحظة التالية كان يحيط بخصرها بيداه بينما هي تحاول التملص من بين قبضته بعنف، ولكنه وبحركة مباغتة كان يضرب رأسها بعنف برأسه فتأوهت بألم لتفقد وعيها ببطء بين ذراعيه... تحسس وجنتها بشرود وهو يهمس بصوت غريب:.
-اعتذر يا زرقاء ولكنني لن اتركك لتهدمي كل ما فعلته ببساطة...! ثم حملها بين ذراعيه بليونة ورشاقة...
كان عاصي في مكتبه الصغير بمنزله ينهي بعض الاعمال الخاصة بعمله، عندما سمع صوت هاتفه يعلن عن وصول رسالة على الواتساب فتأفف بضيق وهو يمسك هاتفه ليجد فيديو مُرسل له...! فتحه بهدوء ليُصدم من رؤية علي الجبوري وهو يُقبل فتاة ما في ورشة للحدادة...! ثم وفي اللحظة التالية وصلته رسالة مكتوبة.
شقيقتك أسيل تطلقت من زوجها وتزوجت من علي الجبوري وهي تعيش معه بفندق وليس بمفردها، وليس هذا فقط بل انه يخونها مرارًا وتكرارًا لينتقم منك لأجل شقيقته ! بدأ عاصي يشعر بغليان في اوردته، جنون، وقسوة كادت أن تُذاب تجاه حور عادت تُبنى من جديد وشيطانه يهمس له بالتأكيد هي مَن شجعت شقيقها على ذلك ! نهض بسرعة يركض نحو غرفتهم ليفتح الباب دون مقدمات وهو يصرخ باسمها: -حووور، أين أنتِ.
خرجت من المرحاض تحدق بهيئته المشعثة بقلق وهي تسأله: -ما بك عاصي! ماذا حدث جذبها من رأسها بعنف يقربها من هاتفه وهو يزمجر بجنون أفقده ثباته تمامًا: -أنتِ على علم بكل ما يُحيكه شقيقك اللعين أليس كذلك؟ بالتأكيد اخبرك عندما جاء لرؤيتك يا ! حاولت حور التملص من قبضته التي تؤلمها وبدأت الدموع تتجمع بعيناها، وشيء داخلها يُنذرها بعودة الشيطان... ولكن هيهات...!
رواية حورية بين يدي شيطان للكاتبة رحمة سيد الفصل الثالث عشر
سُرقت الحروف من بين شفتاها ولم تعد تدري بأيًا منها تبدأ وصلة الدفاع عن نفسها...! كادت تصرخ والفزع يجعل قلبها متحجرًا بأنين مكتوم، ثم همست بحروف متقطعة: -لا، لم آآ... ولكنه بدا كالذي تحركه الشياطين متخليًا عن كل ما يملك من ثبات او تعقل لتشتعل بوصلة الجنون بعقله فتقوده لحاقة مجهولة...! قبض على ذراعاها بعنف وهو يسألها مستنكرًا:.
-لا؟! أوتكذبين؟ انا متأكد انه اخبرك، بالتأكيد هو جاء ليراكِ خصيصًا لذلك السبب بدأت تهز رأسها نافية بهيستريا وهي تخبره: -لا لم اكن اعلم اقسم بالله، صحيح انه كان يود اخباري بشيء ولكنه لم يفعل ترك ذراعها بتلقائية مباغتة وهو يمسح على خصلاتها مخللاً فيها اصابعه بانفعال واضح، لتدور هي للحظة تكاد تسقط ارضًا من قوة اعصار الدوار الذي لفح بكيانها الركيك...!
ليركض هو لها يحيط خصرها تلقائيا قبل ان تسقط، فاستندت هي على صدره تتنفس بشكل ملحوظ وكأنها تحاول تنظيم ما بعثره التوتر..! فسألها هو دون تفكير: -هل أنتِ بخير؟ كان يسألها وهو يتجه بها نحو الفراش لتجلس جواره، بينما هي تشعر بالخدر في كل اطرافها، تشعر به وبعجزه وبالنيران التي تهز كيانه ولكنها لا تملك ما يرمم ذلك الاقتناص في كيانه وروحه...
كان رأسها ارضًا وخصلاتها حول وجهها بضعف، ليبعد هو خصلاتها برقة وهو يلامس وجنتها بحنان فطري وصوته يخرج هادئًا متغللًا اياه نغمات مضطربة وهو يهمس: -حور، هل أنتِ بخير؟ هزت رأسها بضعف ثم بدأت ترفعها ببطء لترفع إصبعها بتلقائية تتحسس ذقنه النامية وهي تردد بصوت مبحوح: -اقسمتُ لك أنني لم اكن اعلم ولو علمت لكنت منعته بالتأكيد، هل تصدقني عاصي؟
كاد يرتعش من تأثيرها المُهلك عليه، تأثيرها الذي يجعله في اشد حالات ضعفه، وشوقه امامها! أبعد يداها عنه بقليل من الحدة وهو ينهض زافرًا انفاسه بعمق، لا يدري فعليًا هل يصدقها ام لا؟! ولكنه يدري أن جزء كبير داخله يخضع لسيطرتها الساحرة في سحب شظايا الشك داخله...!
كانت تقف خلفه في اللحظة التالية، تتنفس ببطء وكأن روحها ستُزهق، وتسأل السؤال الذي تعلم أن اجابته لن تُرضيها بل ستهدم شيءً وتزرع شوكًا قاسيًا داخلها: -لو أراد علي أن تطلقني ليترك شقيقتك أسيل، هل ستطلقني عاصي؟ اهتز فكه بعنف عندما صفعه سؤالها بقسوة، الاجابة يحفظها عقله ولكن داخله شيء يرفض صكها ونطقها بصوت عالي وكأنه حينها سيقتل شيء كاد ينمو!..
داخله نيران ملتهبة تحرقه بقسوة ولا يدري لها علاج، نار تحرق كرامته لأنه نقض وعده بالقسوة الدائمة معها ونار اخرى يجهل مصدرها ولكنها اشتعلت حول قلبه الذي بدأ ينبض بخوف من ذلك اليوم...! استدار لها اخيرًا بعد صراع تغلب فيه العقل كالعادة ليرد بصوت قاسي قاطع: -هذا شيء مؤكد، أنتِ لا تعني لي شيء أمام حبي لشقيقتي يا حور، لا اود تذكيرك أنني تنازلت وتزوجتك من اجل اشقائي من الاساس!
ثم استدار مرة اخرى يكمل مزمجرًا بعنف: -ولكني لن استسلم لذلك اللعين بتلك السهولة حينها كانت حور تبتسم بسخرية، يا الهي، تشعر بنزيف روحها وكرامتها، كرامتها التي رممتها نوعًا ما قبل فترة ولكنها عادت تُدميها بطريقة أسوء واقسى! إلى متى ستضعف امامه؟!، إلى متى ستبرر له وتتحجج فقط لكي لا تقسو كما يفعل هو...! وفجأة انفجرت تلطم نفسها بعنف وهي تصرخ بصوت شبه هيستيري:.
-اللعنة عليّ وعلى ذلك العشق، إلى متى سأظل هكذا إلى متى، في كل مرة اعتقد انني اكتفيت وأقسو، اعود لألين كالبلهاء وانا ابرر لك فتعود الصفعة لي بطريقة اقسى واعنف...! ثم بدت كمن أدركت شيء مهم كان مغلف بالظلام وفجأة اُنير بفجاجة، فعادت تزمجر كالمجنونة وهي تمزق اطراف ملابسها وتضرب جسدها بقوة وكأنها مشمئزة منه:.
-أتعني أن كل ما حدث كان مجرد رغبة صحيح؟ رجل امامه زوجته فلم يستطع تمالك نفسه! هل اصبحت حالتي ميؤس منها لتلك الدرجة حتى بدأت اتهيئ أنه كان شيء أكثر من الرغبة بكثير...!؟ كان يضم قبضتاه معًا يضغط عليها بعنف، يشعر بالعجز يتملكه فلا يستطع الانسجام مع انجراف مشاعره او حتى التمسك بقناع القسوة والصلابة...
اقترب منها واخيرًا ليرفعها عن الارض ثم امسك يداها بيد بقوة محاولاً السيطرة على انفعالها وباليد الاخرى كان يغطي ما تبقى من جسدها وهو يقول بنبرة تصارع الحنان حتى لا يسيطر عليه فيغير مجرى حواره: -اهدئي، لم يكن بيننا سوى الانجذاب الجسدي حور! ولن يكن، لن تجدي مقابل لذلك العشق الذي يضخ داخلك فيُستحسن أن تقنعي نفسك بذلك ثم تركها ببساطة ليغادر الغرفة وكأنه يهرب من تواجده امامها اكثر من ذلك...
بينما هي كالعادة أنهارت في وصلة بكاء عنيفة تعبر عن الألم الذي تشعر به...!
بدأ ظافر يفتح عيناه رويدًا رويدًا، ضربه ضوء قوي جعله يغلق عيناه مرة اخرى بانزعاج واضح...! عاد ليفتحها مرة اخرى ببطء لتقع عيناه على آخر شخص كان يتوقع رؤيته في تلك الدنيا... بينما الاخر وضع قدم فوق الاخرى وهو يبتسم ابتسامة بادرة قائلاً: -اهلاً بك سيد ظافر، اشتقنا لك يا رجل! كز ظافر على أسنانه بعنف، بدأت الرؤية المشوشة تتضح امامه شيءً فشيء ولكن حتى الان هناك نقطة مفقودة...!
حاول تهدأة نفسه وهو يرد مستنكرًا: -اشتقت لي؟! اعتذر ولكني لم اشتاق اطلاقًا بل لم اكن اتمنى رؤيتك لباقي حياتي سيد عزيز حينها نهض المدعو ب عزيز ليقترب منه بخطى بطيئة اشبه بخطى الذئب ثم تشدق بخبث دفين: -وانا لم اكن اتمنى ذلك ولكن للضرورة احكام سيد ظافر، بالتأكيد لم اكن اتمنى رؤية قاتل والدي! قال اخر كلماته بسخرية ولكنها محترقة، ليرد ظافر نافيًا دون تردد:.
-لقد اخبرتك أني ليس لي علاقة بموت والدك، هذه اقدار! انفجر الاخر صارخًا فيه بجنون: -ولكنك مَن تسببت في خسارته كل ما يملك! وإلا لما كانت أتته الازمة القلبية وتوفي! لم يهتز لظافر جفن وهو يخبره: -كان مجرد رد فعل على قتله لزوج عمتي وإلصاق التهمة فيّ بكل بساطة وتفجج! أنقض عليه عزيز يمسكه من ياقة قميصه وهو يصرخ فيه بعصبية مفرطة:.
-سأقتلك، سأريك الجحيم في الدنيا يا ظافر، ولكني لن اقتلك بتلك السهولة، سأعذبك واجعل روحك تتلوى من الالم قبل ان اقتلك! سأُصيبك في مَن تُحب حتى تزهق روحك من الالم... ولم يأتي في عقل وقلب ظافر في تلك اللحظات سوى صغيرته التي يرتجف قلبه متخيلاً أي مكروه قد يحدث لها فيقتله وهو على قيد الحياه فعليًا...! حينها اتسعت ابتسامة ذلك الشيطان وهو يومئ مؤكدًا:.
-نعم نعم، هي مَن تُفكر بها الان، تلك الصغيرة التي تزوجتها، وفي المقام الثاني طفلك الحبيب عمار! كاد ظافر أن يظهر القلق الذي استوطن ملامحه بتجبر ولكنه حافظ على ثباته وحروفه الباردة وهو ينطق بهدوء تام: -الاثنان لن تستطع الاقتراب منهم، لأنني لن اقف مُكتف الأيدي يا سيد! كاد عزيز ينفجر في الضحك وهو يقول:.
-ولكن يجب أن تعلم أين هو طفلك في البداية يا ظافر، اما بالنسبة لزوجتك، ريم! أعتقد أن علاقتك بها متوترة بقدر كافي فلا تكن واثقًا أنك تستطع السيطرة عليها... ثم ابتعد وهو يحك ذقنه مفكرًا ببرود مُهلك: -أتخيل مظهرك عندما تراها ذات يوم هنا، بين أحضاني وفي فراشي، مؤكد ستُصاب بأزمة قلبية كوالدي تمامًا أليس كذلك؟! حينها نطق ظافر هادرًا بعنف وقد برزت عروقه بانفعال مُخيف:.
-ريم ليست تلك العاهرة أطياف يا عزيز، ريم ماسة لن اسمح بأي قذر مثلك ان يُدنسها! اقترب بوجهه من ظافر حتى تقابلت الأعين في طريق طويل ملغم بالحقد والبغض، ليهمس بنبرة ناعمة كجلد الافعى: -لا يهمني إن كان بأرادتها او لا، المهم أن ذلك اليوم سيأتي أعدك! ثم ابتعد وهو يشير لرجاله بجدية:.
-فكوه واتركوه، انا لم أتي بك لهنا لأي سبب اخر سوى أنني أردت اخبارك انني قادر على كل شيء، قادر على جلبك هنا دون ارادتك وجعلك تحت سطوتي، لأثبت لك أنك الاضعف في تلك الحرب يا ظافر! بينما ظافر كانت اعصابه مشدودة بقسوة، وقلبه مُحترق بفتيل كلماته الملعونة، وغيرته الحمقاء الدموية سيطرت عليه تمامًا حتى كاد أن يقتله بمجرد ان تحرر...!
ولكنه غادر بالفعل وهو يحاول إقناع نفسه بالانتظار، واول ما فعله هو التوجه لريم...!
طرق الباب عدة مرات بسرعة ولهفة لم يستطع اخفاءها، ففُتح له الباب بالفعل بعد دقيقتان، وجد الخادمة امامه وصوت ضجة يأتي من الداخل فنظر للخادمة متساءلاً بهدوء ؛ -هل يوجد ضيوف؟ اومأت مؤكدة بهدوء: -نعم، ضيوف لريم هانم! عقد ما بين حاجباه وهو يفكر بعدم فهم، أي ضيوف هؤلاء؟!.. دلف بهدوء للداخل ليقف متجمدًا مكانه يحاولوالاستيعاب عندما سمع صوت سيدة ما تقول: -أتينا اليوم لنطلب الانسة ريم للزواج من ابني حسن.
حينها أدرك ظافر أن تلك الليلة لن تنتهي إلا بجريمة فعلية...!
بعد يومان... طيلة اليومان وعاصي لم يغمض له جفن، يبحث عن علي وأسيل في كل مكان في البصرة ثم عاد ليبحث في بغداد ايضًا، بدأ يفقد اعصابه تمامًا وهو يتخيل ما قد يفعله علي ب شقيقته الوحيدة!.. وصل منزله اخيرًا فركضت والدته نحوه بلهفة تسأله بقلق واضح: -هل وجدتهم يا بني؟ هز رأسه نافيًا وهو يتخطاها مغمغمًا بجمود: -لا لم اجدهم، ولكنني سأجدهم أعدك.
ثم وبخطى سريعة كان يتجه لغرفة حور، فتح الباب دون مقدمات بعنف لتشهق حور بفزع متمتمة: -عاصي! أفزعتني..! جذبها من ذراعها بعنف له وهو يُخرج هاتفه مرددًا بصوت أجش: -سأفزعك فعليًا إن لم تفعلي ما أقوله لكِ سألته بقلق: -ماذا تريد؟! أعطاها هاتفه ثم قال بحدة جامدة:.
-مؤكد علي أعطاكِ رقمًا له لتتصلين به إن اضطررتي له، أتصلي به الان واخبريه أنكِ يجب أن ترينه وبأسرع وقت، وحينها سأتصرف انا معه رجل امام رجل دون ان يتخفى مني كالفئران! ومن دون تردد كانت حور تدفع يده بعيدًا عنها وهي تستطرد بإباء: -لا، لن افعل، لن اسلمك شقيقي على طبق من ذهب!
وبكل الانفعال، بكل ذرة شعور بالعجز، بكل الشعور بالقهر الذين تملكوه تلك الفترة كان يقبض على خصلاتها بيداه بعنف وهو يصيح فيها بصوت مُقلق: -ستفعلي، اقسم بالله الذي لا اقسم به كذب، إن لم تفعلي يا حور اؤكد لكِ أنني سأفعل بكِ ما يجعلك تتوسلينه المجيء لينقذك من بين يداي فعليًا! هزت رأسها نافية رغم القلق المتدافع داخلها: -لن افعل مهما فعلت بي، لن اعطيك رقبة اخي!
ودون أن يشعر بنفسه كان يصعفها بعنف وهو يصيح بجنون: -ستفعلين، لن أترك شقيقتي لتصبح ضحية جديدة لجرم علي الجبوري! ثم دفعها على الفراش بعنف حتى تأوهت بألم تحتجز تلك الدموع داخلها، بينما هو لا يرى امامه سوى صورة شقيقاه وهما غارقان بدماؤهم، والشيطان لا يرسم له سوى صورة اسيل وقد بدأت تغرق بدماءها مثلهم تمامًا وعلى يد نفس القاتل...!