أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتدى جنتنا، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .





رواية حورية بين يدي شيطان

كانت ترتعـش وهي جالسة بين النسـوة.. ترتدي فستـان زفاف... لا لا هو لا يمت لفستان الزفاف بأي صلة !!هو كـفن...كــفن من اللو ..



09-01-2022 12:11 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [13]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية حورية بين يدي شيطان
رواية حورية بين يدي شيطان للكاتبة رحمة سيد الفصل الرابع عشر

كانت دموعها كجريان الأمطار على نهر من الكبت والألام، كان ساكنًا فحركها هجوم الامطار...!
ظلت دموعها تهبط بصمت بينما هو يحدق بها بشراسة ولكنه لم يتحرك إنشًا واحدًا، بدا وكأنه يقنع نفسه ويحاول عكس تيار فطرته ليأذيها!..
اقترب منها حتى اصبح قريبًا جدًا فظنت أنه سيضربها حتمًا، فأغمض هو عيناه والغل يتوحش داخله شيءً فشيء ليخرج صوته أجش جامدًا وهو يخبرها:.

-للمرة الاخيرة أقول لكِ أخبريني حور، أنا لا أريد اذيتك لا تجبرينني على ذلك!
ظلت تهز رأسها نافية بهيسترية، يضعها بين فكي كالمخالب القاسية من تخطيط القدر المُهلك!
رفعت عيناها له بنظرة راجية وهي تهمس:
-عاصي ارجوك أفهمني، أنت تحاول حماية شقيقتك، هل تريد مني أن أرمي شقيقي في النيران؟
كلماتها كانت كلكمة لذلك الثبات الذي يحاول بثه داخله، ليمسكها من ذراعاها يضغط عليهما وهو يهزها بعنف:.

-وهنا تكمن المصيبة يا حور، أنكِ لا تستعبين حتى الان أنني أنا وعائلتي في وضع المجني عليه وليس الجاني، إن شقيقاكِ قتلا شقيقاي ورغم ذلك أنا لم أمس أي شخص من عائلتك بسوء، بغض البصر عن معاملتي السيئة الجارحة معك والتي تعد شيء هين جدًا امام قتل الارواح المتعمد، القتل الذي لا يغفره الله والقانون فيه فمن أكون انا لأسامح بتلك السهولة؟!

والكارثة كانت بالنسبة لحور أنها تدرك كل ذلك، تدرك الألم الذي ينبض داخله مستوطنًا ما تبقى من إنسانيته لتصبح شظايا فتتها الألم...
ولكن فطرتها الانثوية تغلب عقلها فتجعلها تندب حظها وضعفها وتضحيتها تلك...!
فتحت عيناها مرة اخرى لتجده ينهض مبتعدًا عنها وهو يهز رأسه وكأنه على وشك الجنون..!
نهضت ببطء تنظر له لتجده فجأة يمسك برأسه ويهتز نوعًا ما وكأنه على وشك أن يفقد وعيه!..
ركضت حور بفزع نحوه تسأله:.

-عاصي ما بك؟
ولكنه نفض يداها عنه باشمئزاز صارخًا:
-ابتعدي لا تحاولين حتى لمسي!
حينها بدات تشير له بيداها متمتمة:
-ارجوك اهدأ، سأفعل ما تريد ولكن اهدأ لا تنفعل أكثر عاصي
-اتصلي به الان
قالها وهو يمد يده لها بهاتفه لتأخذه هي بيد تحمل رعشة واضحة لتطلب رقم علي الذي أملاه عليها ولكن وجدته مغلق، فحدقت بعاصي بسرعة وهي تتشدق ب:
-هاتفه مغلق الان..

اقترب من الفراش ببطء مغمضًا عيناه لأول مرة يهاجمه ذلك الدوار، وتلقائيًا ركضت هي تجاهه تحتضنه بفزع وكأنها تخشى شبح فقدانه الذي يلوح لها:
-ارجوك لا تفعل هذا، لا تُخيفيني عاصي، انا لا استطع تخيل تلك الدنيا بدونك!
نطق بصوت واهن بعض الشيء ولكنه مازال محتفظ بخشونته:.

-ابتعدي حور، لا تدعين العشق رجاءًا، مَن يعشق يشعر بمعشوقه يا زوجتي العزيزة، اما أنتِ تُشعريني أحيانًا انني ظالم متجبر سادي اعشق العنف والمعاملة الجارحة اعشق الاهانة واعشق انقلاب حياتي هكذا! أ آآ
ولكن في اللحظة التالية وجدت نفسها تكتم باقي حروفه بشفتاها، لا تدري من أين اقتحمتها الجرأة فأقحمتها في دائرة اخرى دون نهاية!..

شعرت برجفته الخفيفة ورفضه الواضح عندما قطعت القبلة وابتعدت عنه، ظلت مقتربة منه تسمع أنفاسه السريعة الخشنة، لتهمس بصوت مبحوح امام وجهه:
-أنت روحي عاصي، هل يوجد مَن لا يشعر بروحه؟! لو لم اكن اشعر بك لما تحملت تلك الحياة ولو ساعة واحدة، اقسم انني لم اكن لأهتم بعشيرة او غيرها! ولكنني ابرر لك دائمًا بجراحك الغائرة
وبحركة مباغتة كان يجذبها من خصرها ليلصقها به..

ليطبع قبلة عميقة على جانب ثغرها الذي يطيح بعقله، ثم زفر بعمق مجبرًا نفسه على الابتعاد.

إنتبهت ريم على الفور لظافر الذي كان كمن تلبسه شيطان يرفض الخروج منه الا بعد ارتكاب ابشع الجرائم...!
فنهضت على الفور وهي تنطق بحروف متفرقة كالشرق والغرب:
-انتهى حديثنا يمكنكم المغادرة حتى لا نعطلكم اكثر!
سار عاصي يلتهم خطوات سريعة متهورة نحو ريم ليقبض على ذراعها بعنف وهو يصيح في الجميع:
-ليس لدينا بنات للزواج يا سيدة.

ثم سحب ريم خلفه ليصعد بها نحو الأعلى بخطى مجنونة أشعرت ريم بفاجعة ما حدث فبدأت تتحدث بصوت خافت:
-ظافر رجاءًا انتظر لأشرح لك
ولكنه لم ينطق بحرف واحد، الغضب الذي بداخله مَحى الأبجدية داخله فبدا كرجل محترق بدائي في عالم العشق والغيرة...!

وصل بها للغرفة وأغلق الباب خلفهم بالمفتاح ليضعه في جيب سرواله، عادت ريم للخلف بسرعة حتى اصبحت ملتصقة بالحائط وكأنها تحتمي به، بدأ ظافر هو الاخر يقترب منها حتى اصبح على بُعد خطوة واحدة واخيرًا انفجر طوفان جنونه الهيسيتري وهو يصرخ مزمجرًا فيها:
-كيف تجلسين مع رجل يطلبك للزواج وأنتِ متزوجة؟ كيف؟ اجيبي؟!
ظلت تهز رأسها نافية بلهفة:
-ولكني لم أقابله لأنني موافقة بل، آآ...

قاطعها وهو يقترب منها فهزت رأسها نافية وهي تشير له بيدها كالأطفال تمامًا:
-ابتعد، لا تقترب ابتعد وإلا...
رفع حاجبه الأيسر ساخرًا:
-وإلا ماذا؟
كادت تبكي فعليًا وهي تهمس بنبرة بريئة كطفلة مرتعدة:
-سأبكي...
رغمًا عنه ابتسم وكاد ينفجر ضاحكًا ولكنه تماسك بصعوبة على براءتها التي تطلق افواجًا من العشق الدفين داخله متناغمًا مع لحن براءتها فيشكلا أعزوفة رائعة من العشق المتكامل...!

اقترب منها اكثر فاكثر حتى اصبح شبه ملتصقًا بها يبعد خصلاتها بطرف إصبعه عن وجهها الناعم وهو يهمس:
-لمَ لا تقدرين تلك الغيرة التي تحرق احشائي ريم؟ أنا اغااااار وبجنون
ثم رفع وجهها فجأة بقوة وهو يهدر فيها بعنف فاحت منه الغيرة:
-أنتِ لي ولن تكوني لسواي، أنتِ ملكِ ريم ولا يحل لكِ الجلوس حتى مع رجل غريب!
كانت ريم تومئ موافقة عدة مرات بسرعة، ليرفع حاجباه بمكر وهو يغمغم:
-ولكنني سأعاقبك بالتأكيد.

ثم رسم الخشونة مغموسة بالشراسة على خلفية ملامحه الخشنة، لتتابع ريم بلهفة:
-سأخبرك بشيء مهم تذكرته يجب أن اخبرك به ولا تعاقبني
وبالرغم من أنه متيقن أنها تحاول إلهاءه عن عقابه الذي سيتلذذ به حتمًا، إلا انه ابتسم وكأنه يجاري ابنته البلهاء وقال:
-أخبريني صغيرتي
ابتلعت ريقها وهي تستطرد بوهن:.

-أنا لم أتفق ابدًا مع أطياف، حتى أنني لا ادري ما الذي كانت تفعله عندنا ذاك اليوم! ولكن عندما قلت ما قلته حينها ظننت أنني أرد لك الصفعة
زفر ظافر بعمق أكثر من مرة، ليقترب اكثر حتى بدأت انفاسها تضطرب وهي تحدق به بتوتر لتشعر بكهرباء تضرب جسدها عندما لثم رقبتها البيضاء بعمق وهو يردد دافنًا وجهه عند رقبتها:
-أعلم، ولكنني ادركتٌ ذلك متأخرًا...

ولم يقوى على الابتعاد، يشعر بوحوش داخله تطالبه بها، تطالب امتلاكها تتهافت شوقًا لصك ملكيته على كل إنش بها...!
كان يود التوقف، يود الابتعاد ولكنه كان طلب صعب المنال خاصةً عندما لامست شفتاه شفتاها المكتنزة فنفذت كل ذرة كانت تحثه على التوقف...
سحبها له اكثر يلصقها به وهي كانت منصهرة بين يداه لا تستطع سوى الاستجابة...
إلى أن لاح سؤال بعقلها فجأة فحاولت الابتعاد وهي تردد لاهثة:.

-ظافر، هل لك علاقة بموت والدي فعلاً؟
استطاعت انتشاله من حالة الشجن والتعمق التي كان يغرق بها ببساطة بسؤالها الجامد، فكان رده هو الاخر لا يقل تأثيرًا عليها:
-نعم، كان لي علاقة يا ريم!

بعد يومان...
دلفت حور إلى الغرفة بهدوء قاتل، منذ اخر مرة كل الذي تعلمه أن علي هاتفه مغلق حتى تلك اللحظة، فشعرت أنها فرصة اخرى من القدر لفض ذلك الاشتباك الدموي الذي كان على وشك الحدوث...
جالت بنظرها في إنحاء الغرفة لتجد عاصي مازال نائمًا، عقدت حاجباها بقلق وهي تقترب منه هامسة بصوت متوجس:
-عاصي...

ولكن لم تجد رد، جلست على طرف الفراش جواره لتشهق بخوف حقيقي عندما وجدت جسده ينتفض بشكل ملحوظ، فمدت يدها تلقائيًا ترفع عنه الغطاء لتجد وجهه متعرق بكثرة وهو ينتفض ويردد عدة كلمات بهيستيرية جعلت تيقن أنه مُصاب ب حمى!
مدت يدها تتحس وجهه بفزع وهي تهمس:
-عاصي، عاصي هل تسمعني؟!

ولكنه بدا وكأنه في عالم آخر، يغمغم ببضع كلمات ويزداد تعرقه، اقتربت بلهفة حانية تطبع قبلة امومية رقيقة على جبينه لو كان متيقظًا لكان ردها لها عدة قبلات متلهفة يلتهم فيها ثغرها...!
كادت تنهض بسرعة لتجلب له طبيب او ما شابه ذلك ولكنه امسك يداها بضعف وهو يغمغم بشيء غير مفهوم تمامًا...
فاقتربت حور من فمه لتسمع واردفت:
-ماذا تقول اخبرني حبيبي؟

سمعت صوته الواهن الذي جمدها مكانها وهي تحاول استيعاب تلك التعويذة التي اُلقيت على مسامعها:
-أنا أعشقك، أنتِ، أنا، حور، أنا أموت عليكِ حد الهوس حبيبتي!

وفي الخارج عندما كان هاتف عاصي يرن باسم علي ظنًا منه أنها حور لان عاصي ارسل له رسالة بأسم حور...
امسكت والدة عاصي الهاتف لتغلق الاتصال ثم بدأت تكتب له رسالة مختصرة ولكن نتائجها تعلن بداية حرب لم تنتهي بعد
لا يمكنني الحديث، ولكن مهما حدث لا تأتي ولا تجيب على اتصالاتي الفترة القادمة يا علي، حور !
تنهدت وهي تحدق بالرسالة قبل ان تضغط ارسال ثم رمت نظرة مترددة نحو الغرفة وهي تهمس بصوت متوتر بعض الشيء:.

-اعتذر حور ولكن لا يمكنني ان اسمح لأبني أن يقابل ذلك القاتل علي ليصبح قاتل مثله!

09-01-2022 12:12 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [14]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية حورية بين يدي شيطان
رواية حورية بين يدي شيطان للكاتبة رحمة سيد الفصل الخامس عشر

ظلت حور طوال الليل تفعل له كمادات لتنخفض حرارته، ترعاه بقلبها الملهوف قبل يداها، تقبل جبينه كل لحظة وكأنها تتأكد أنه جوارها، وأن هاجس الخوف مجرد ذبذبات لا يمدها الواقع بدعمه..!
بدأ عاصي يفتح عيناه رويدًا رويدًا وهو يحرك يداه بتلقائية لتصطدم يده بخصلات ناعمة، فتح عيناه بسرعة ليجد حور تنام على جانب الفراش وتضع يداها اسفل وجهها وكأنها كانت تراقبه ولكنها غفت ولم تشعر...!

للحظة ماجت عيناه بالشفقة منصهرة وسط لفائف عشق متناثرة، ليمد إصبعه برقة يبعد خصلاتها عن عيناها، يبدو أنها ظلت طوال الليل جواره!
قالها لنفسه وهو يقترب بعقل مُغيب ليرفع رأسها ببطء ويضعها على صدره فتصبح نائمة على صدره...
أنفاسها كانت تداعب رقبته فتجعله يود احتضانها، يود زرعها بين احضانه ولا يُخرجها ابدًا...

وبالفعل لف يداه حول خصرها برقة حتى لا يوقظها ثم ضمها له بحنان ينعم بذلك الاحساس الذي يُنعش خلاياه...
ظل يتحسس رأسها بحنان كطفلة صغيرة وهو يهمس بصوت حمل شجن واضح:
-آآه من قرب أهلكني، ومن بُعد أحرقني!
بدأت حور تفتح عيناها رويدًا رويدًا وما إن شعر بها هو حتى دفعها ولكن برفق نوعًا ما ليردف وكأنه غاضب:
-ماذا تفعلين هنا؟
للحظات امتلكها التوتر فبدأت ترد بتلعثم:
-ك آآ، أنت كنت مريض!

كان ينظر لها بصمت، وكأنه يستجدي ملامحها الطفولية لتسحب حروف الشكر من بين شفتاه، ثم همس بالفعل:
-شكرًا، وقريبًا سأرد لكِ معروفك هذا
رفعت حاجبها مستنكرة بشدة:
-ولكنه لم يكن معروفًا يا عاصي، لقد كان واجب عليّ لانك زوجي ورفيق دربي!
منحنى الحديث بدأ يأخذ مجرى اخر لا يريده، لذلك نهض ببطء وهو يزفر متمتمًا بملل:
-لا تبدأين تلك الاسطوانة رجاءًا...
لملمت خصلاتها المبعثرة وهي تخبره بتردد:.

-والدتك أتت اطمئنت عليك واخبرتني أن أسيل اتصلت وطمأنتها انها بخير، ومعنى أنها استطاعت الاتصال انها بخير بالفعل، ولكنها لم تستطع انتظارك حتى تخبرك بنفسها لانها غادرت صباح باكر
ثم نهضت هي الاخرى عندما وجدته يقابل كلامها بالصمت البارد، تنهدت بصمت، بدأت تعتاد على قانون الشد والجذب ذاك، مرة يلين ومرة يعود أقسى من الاول...!

وفجأة وجدته يسحبها من يداها له لتصبح بين احضانه، وقبل ان تنطق كان يستند عليها بيداه وكأنه مُتعب ويستطرد بصوت أجش:
-ستعاونيني لأخذ حمامًا باردًا، الدوار مازال يداهمني!
لمجرد الفكرة استوطن الاحمرار وجهها الصغير لتهز رأسها نافية بصوت مبحوح:
-لا، ماذا تقول! بالطبع لا
جذبها من خصرها ببطء وهو يسير، يحدق بعيناها التي تهتز بعنف لامعة ببريق يعلمه جيدًا، ليهمس بصوت كسحر يخضعها له:
-نعم...
رمشت ببلاهة هامسة:.

-ماذا؟!
عاد يكرر بنفس النبرة:
-نعم، قوليها
همست كالبلهاء:
-نعم
اصبحوا امام المرحاض فخلع التيشرت برشاقة وبحركة سريعة لتبتلع ريقها بتوتر وهي تشيح بنظرها عنه، فوجدته يقترب اكثر لاثمًا وجنتها بعمق وهو يردد بعبث:
-لا تقلقي سأستحم بأدبي!
حينها لم تستطع سوى ان تطلق ضحكة صغيرة خافتة على ذكر سيرة الأدب ثم تبعته بخجل كاد يحرقها بينما هو يستمع لنداء قلبه قليلاً ثم سيعاود الخضوع لعقله ايضًا بعد قليل بالتأكيد...!

كانت أسيل تقف خلف باب الغرفة التي يحبسها بها علي منذ أن اختطفها ذاك اليوم، نعم اختطفها وماذا يُسمى ما فعل غير ذلك!..
سمعت صوت خطواته القريبة فعلمت أنه وصل، امسكت المزهرية التي كانت موضوعة ووقفت خلف الباب استعدادًا لما ستفعله الان...
لازالت تتذكر عندما اعطاها هاتفها لدقائق تتصل بهم بشقيقها فقط ثم عاد يأخذه منها...!

وربما هذا ما زادها اصرار على الهروب، على الفكاك من بين قبضتا ذلك القاتل بأي طريقة كانت...
وبالفعل فُتح الباب وعلي ينادي باسمها بقلق:
-اسيل
وفي اللحظة التالية كانت تضربه على رأسه بالمزهرية بقوة جعلته يسقط ارضًا وهو ممسك برأسه يتأوه بألم واضح وسرعان ما كان ينزف...

لوهله ألمها قلبه غارزًا ذلك المشهد بمخيلتها الحمقاء التي أمرتها أن تفعل تلك الفعلة الشنيعة، ولكنها نفضت اللوم عن قلبها بأصرار على الهرب وبالفعل سحبت حقيبتها التي حضرتها واخذت المفتاح ولم يكن هناك وقت للبحث عن هاتفها فخرجت مسرعة متجاهلة أنين علي الذي يهمس بأسمها قبل ان يغيب عن الوعي...
خرجت من ذلك الفندق الصغير وهي لا تعلم حتى أين هي، ظلت تركض وتركض مبتعدة عن الفندق، تركض ولا تفكر سوى بالهرب فقط...

لا تعلم ما ينتظرها بعد الهرب ذلك وماهو اسوء منه...!
ظلت تركض إلى ان وجدت من يسحبها له بعنف ويكتم شهقتها قبل ان تصرخ و...

دلفت والدة ريهام إلى الغرفة بهدوء لتجد ابنتها تلقي الهاتف بغضب على الفراش، فجلست على طرف الفراش وهي تردد بحنق:
-مازال لا يجيب على هاتفه ايضًا؟!
اومأت مؤكدة ثم انفجرت تصرخ مزمجرة بعصبية مفرطة:
-منذ خطبتنا وهو يتجاهلني من الاساس، يجيب على اتصالي مرة ويتجاهله ألف مرة، لا يتصل بي ولو مرة واحدة، لا يعزمني على عشاء في الخارج كأي اثنان تمت خطبتهم
مطت والدتها شفتاها بأسف وهي تردف:.

-والدك يعتقد أن علاقتكما جيدة، لذلك لم ينهيها!
إحتدت نظرات ريهام وهي تحذر والدتها بجدية تامة:
-ولن يعلم، لن تنتهي خطبتي ب عاصي يا أمي، عاصي دخل عقلي ولن يخرج منه!
ضيقت الاخرى عيناها وهي تسألها متوجسة:
-يعني؟ ماذا ستفعلين الان!؟
رفعت ريهام رأسها وهي تنظر للاشيء، وداخلها شيء يردد بصوت جمهوري سيطر على زمام العقل والروح
عاصي لها، اصبح لها وانتهى الامر !
لم تنظر لوالدتها وهي تتابع بشرود:.

-بالتأكيد زوجته هي سبب ذلك الجفاء
ثم نظرت لها بهدوء متشدقة ب:
-انا سأتصرف، اتركيني الان يا امي رجاءًا
هزت والدتها رأسها بقلة حيلة ثم نهضت بالفعل لتغادر فأمسكت ريهام بهاتفها تتصل برقم ما ثم وضعت الهاتف على اذنها منتظرة الرد، دقيقة وجاءها الرد بصوت رجولي اجش:
-مرحبًا
ردت بابتسامة غريبة:
-مرحبًا حسين، احتاجك بشيء مهم
سألها الطرف الاخر:
-بالتأكيد ريهام، انا بالخدمة دائمًا.

-سأخبرك ولكنه شيء في غاية السرية وايضًا لا يحتاج تردد، هل ستستطع ام أرى شخصًا اخر؟!
-لا تقلقي، اخبريني
اخفضت صوتها ثم بدأت تسرد له ما تفكر به رويدًا رويدًا وبحروف متقنة وعقل ماكر متيقظ مدبر...

صباح يوم...
كانت حور تقف في الحديقة امام بعض الزهور والأشجار لترويها بابتسامة ناعمة ووجه ابيض متورد مبتسم للحياة التي أظهرت له جانبًا من التقبل!..
وفجأة وجدت من يحيطها من الخلف ليمسك ب رشاش المياه وهو شبه محتضنها من الخلف، ثم ردد بصوت هادئ ولكن لاح به بعض المرح:
-لا تُمسك هكذا، بل هكذا!

عضت حور على شفتها السفلية بحرج، قُربه منها بهذه الطريقة يُسبب حالة من الهذيان لثنايا العقل التي تحاول التدرج تحت حالة التصنم الاجباري...
فحاولت اخراج صوتها الذي خرج متوترًا مبحوحًا:
-ح، حسنًا أنا سأفعلها اتركها عاصي
هز رأسه نافيًا وهو مازال يحيطها من الخلف، فتابع بعبث دغدغ حواسها:
-لا، الوضع جيد جدًا هنا
همست بحروف مشتتة كحالتها المثيرة للشفقة:
-عاصي!

تأوه عاصي بصوت مكتوم، يا الهي، مجرد همسة منها تفعل به الافاعيل، تجعله يود دفنها بين احضانه فلا يسمع صوتها الناعم هذا ولا يراها سواه...!
عاد لرشده وهو يحاول سحبها منه:
-اعطيني اياها انا سأسقيهم
هزت رأسها هي الاخرى بعناد:
-لا لا، أنا مَن بدأت بها وانا مَن ستُنهيها اتركها
-قلتُ لكِ اتركيها وتخلي عن هذا العِند قليلاً...

ظل يحاول جذبها من بين يداها وهي تحاول الحفاظ عليها، والمياه تتناثر عليهم نوعًا ما، ولكن عندما ازداد الشد والجذب بينهم ارتمى رشاش المياه لأعلى فغرقهم تمامًا بالمياه مما جعل حور تشهق من المفاجأة وملمس المياه على جسدها...

وعاصي تجمد مكانه للحظة مبهوتًا يحدق بها وبه بأعين متسعة ثم وفي اللحظة التالية التي كانت خيط رفيع ينساب من بين جوانح عشقه المتخفي كان ينفجر ضاحكًا على مظهرهما لتشاركه حور الضحك بأريحية، كلاً منهما يتعامل بتلقائية في تلك اللحظات، دون ان يفكر هو انها شقيقة القتلة، ودون ان تفكر هي انه مَن أهانها بكثرة في الفترة الماضية!

بدأا يتوقفا عن الضحك تدريجيًا، فكادت حور أن تسير بهدوء ولكن قدماها اهتزت وسط الارض المبللة لتترنح في وقفتها ثم كادت تسقط صارخة بألم:
-ااااه، عاصي!
نطقها لأسمه كان بمنتهى التلقائية ورد فعله المتهافت للحاق بها كان تلقائي ايضًا...
امسك بها ليحيط خصرها بحركة عفوية قبل أن تسقط، ليظل الاثنان على حالتهم الساكنة، والأعين تتلاقى في طريق مظلم أضاءه وميض العشق!..

تحركت إصابع عاصي دون ارادة منه لتتحسس وجنة حور التي اغمضت عيناها بتلقائية تستمتع بملمس يداه على وجنتها، لتسمع همسه الذي أطرب اذنها بعدها:
-أنتِ جميلة، جميلة جدًا حور!
حينها بدأت تفتح عيناها ببطء، لتطل عيناها البندقية الطفولية، فأعادته رشده وهي تذكره لمَن تنتمي، هب منتصبًا في وقفته ليبعدها عنه فتنحنحت هي الاخرى بحرج ثم هتفت:
-شكرًا لك.

اومأ برأسه دون رد فكادت حور أن تسير ولكنه قاطعًا صارخًا بصوت مستنكر:
-انتظري، هل ستدخلين هكذا؟
قالها وهو يشير لملابسها التي اصبحت ملتصقة بها بسبب المياه، فعقدت هي حاجباها بعدم فهم يليه همسها ببلاهه:
-نعم، لماذا؟!
كز على أسنانه بغيظ واضح تفجر في اورته لمجرد تخيله ان رجل اخر يمكن ان يراها بهذا المنظر الذي جعله يكاد يحترق شوقًا لها...!

فاقترب منها بخطوة سريعة مما جعلها ترتد للخلف بقلق، ودون تردد كان يحملها بين ذراعاه كريشة خفيفة فشهقت هي معترضة برقة:
-ماذا تفعل عاصي اتركني!
نفى بصوت حازم خشن:
-ليست زوجتي مَن تسير بملابس ملتصقة هكذا ويراها مَن يراها من الخدم
ورغمًا عنها ارتسمت ابتسامة تلقائية على ثغرها، ودقات قلبها تهتز بعنف مجنون، يغار، عاصي يغار...!
امنية ثانية من امنياتها تحققت، وكم أنت كريم يا الله!

همستها لنفسها وهي تلف يداها حول رقبته، وبصوت عذب رقيق تهمس دون ان تعير صدمته المرتعشة وتصلبه اهتمام:
-انا اعشقك عاصي...

09-01-2022 12:12 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [15]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية حورية بين يدي شيطان
رواية حورية بين يدي شيطان للكاتبة رحمة سيد الفصل السادس عشر

حاولت أسيل أن تفتح عيناها ولكن شيء صلب كان يربط عيناها فيجعلها عير قادرة على تحريك جفناها حتى، منذ شعرت بمن يكبلها حينها ولم تشعر بأي شيء بعدها وفقدت الوعي!..
كادت تبكي وهي تهمس بصوت مبحوح:
-مَن أنت وأين انا؟!
سمعت صوت رجولي خشن وأجش يأمرها:
-اصمتي، سيأتي الان
وبالفعل صمتت، تشعر بالرعب يتسلل لجميع خلاياهت مسببًا لها حالة من الاضطراب والهرج والمرح الاجباري...!

وبعد دقيقتان تقريبًا سمعت صوت باب يُفتح ثم يُغلق، ابتلعت ريقها بتوتر وداخلها تدعو الله أن لا يكون ما جال بخاطرها صحيحًا...
وفجأة شعرت بملمس اصابع خشنة باتت تكره لمستها وهي تتحسس وجهها ثم صوته القذر يهتف بسماجة:
-نعم، انه انا، زوجك العزيز يا أسولتي!
حينها زمجرت فيه بحدة كقطة شرسة:
-أنا لستُ زوجتك أيها اللعين أنا طليقتك!
تأوهت بألم عندما جذبها من شعرها يضغط عليه بعنف وهو يصرخ بها في المقابل:.

-بلا، أنتِ ستظلين زوجتي شأتي ام أبيتي
كادت دموعها تخونها لتهبط على وجنتها ولكنها تماسكت بصعوبة ورغم ذلك خرج صوتها صلبًا جامدًا وهي تسأله:
-ماذا تريد ثامر ولماذا اختطفتني؟!
رد عليها بكل جرأة وفجاجة:
-أريدكِ أنتِ أسيل، اما لماذا اختطفتك فلا يجب أن تسألين هذا السؤال لانه يُثير جنوني زوجتي العزيزة، اختطفتك لانكِ ترفضين الحديث معي او حتى رؤيتي وذلك المعتوه يظن انه له كامل الحق فيكِ ليمنعني رؤيتك تمامًا.

تلوت شفتاها بألم وهي تخبره:
-لمَ لا تريد أن تفهم يا ثامر؟! أنا تحملتك اكثر ما يمكن ان يتحمل بشر، وانتهت تلك القدرة على التحمل، نحن انتهينا ثامر ارجوك افهم ذلك
زمجر فيها بجنون شياطين مُخيف تلبسه بلحظة:
-لا لم ننتهي، لم ولن ننتهي أسيل، أنتِ لي ولن اسمح لكِ أن تكوني غير ذلك
لم تترد وهي تصرخ به هي الاخرى:
-ستتركني وشأني شأت ام ابيت...!

وجدته يحيط وجهها بين يداه برفق، ثم تابع بمكر رن بوضوح مصطدمًا بطبلة اذنها:
-ما رأيك أن نُعيد المحاولة ربما أنجح وتُغيرين رأيك..؟!
إتسعت حدقتاها ورددت مستنكرة، مصدومة:
-نُعيد ماذا؟
كانت شفتاه تنتقل على وجهها ببطء بدا لها مثير للاشمئزاز واستطرد بخبث:
-محاولة لمسك حبيبتي، المحاولة التي فشلت مسبقًا ربما استطع الان واكون شُفيت؟!
هزت رأسها نافية بسرعة هيستيرية:
-بالطبع لا هل جُننت يا ثامر انا متزوجة الان؟!

بدا لها مجنون فعليًا وهو يردف بصوت غريب ولكنه شيطاني كفحيح افعى:
-لا يهمني، سأنفذ ما اردته ربما انجح وتكونين الاولى أسيل...!

كانت ريم بغرفتها تضم ركبتاها لصدرها وتحدق بالأرضية بشرود تام، لازالت تتذكر ما حدث بوضوح، حديث ظافر الذي كان واهي بالنسبة للاتهامات التي وُجهت إليه بعدها...
كلامه مازال يتردد بأذنيها للتو
كان لي علاقة ولكن بغير عمد يا ريم، أنا من تسببت أن يصعد والدك في السيارة التي مات بها لانها كانت سيارتي انا، وأنا من خلقت العداوة بيني وبين الرجل الذي قتله !

ولكن كلما حاولت تصدقيه يعود كلام والدتها التي انفجرت فيها تصرخ
لا تصدقيه انه كاذب يحاول التبرير امامك، ولكنه لم يخبرني بذلك ابدًا قبل ان تعلمي أنتِ، انا اخاف عليكِ حبيبتي هو سيدمرك كما دمر والدك انا متأكده !
ولكن ريم ليست متأكده من أي شيء، تصدق والدتها التي يجب ان يكون كلامها شيء مُسلم به، ام تصدق التصرفات المغموسة بالحنان والحب التي اغدقها ظافر بها منذ أن وعت لتلك الدنيا...؟!

تحتاج حور تحتاجها وبشدة في تلك المواقف، ولكن تحذير زوج والدتها وهو يأمرهم بعدم الذهاب لها حتى لا يثيرون المشاكل بين العائلتان منعها...!
مسحت على رأسها اكثر من مرة وهي تتنهد بصوت مسموع، ثم نظرت لهاتفها وهو يرن للمرة التي لا تذكر عددها، تأففت وهي تمسك به مرددة:
-ماذا يوجد يا ظافر حتى تتصل بي اكثر من 15 مرة؟!
سمعت صوته الهادئ وهو يخبرها:.

-انتظرك اسفل البناية معك عشر دقائق لتصبحي امامي والا سأصعد انا وأحضرك رغمًا عنكِ
قال كلماته ثم اغلق الخط بكل بساطة وسلامة نفس، كزت ريم على أسنانها بحدة ثم نهضت لترتدي ملابسها وداخلها يتوعد له...
وبالفعل انتهت وهبطت له بسرعة لتجده ينتظرها في سيارته، صعدت السيارة وهي تزمجر فيه بعصبية:
-ماذا يوجد هل قامت القيامة يا سيد ظافر؟!
هز رأسه نافيًا ببرود:
-لا ولكنني أعددتُ لكِ شيء اردت أن ترينه الان.

كادت تنطق بشيء اخر ولكنه اشار لها بيداه محذرًا وعيناه تقدح شرارة:
-يكفي الان ستعلمين ما إن نصل...
وبالفعل تذمرت بصمت وهي تمط شفتاها لتبتلع باقي حروفها وتصمت...
وصلا المكان المجهول ليترجل ظافر اولاً ثم توجه ليجلب ريم بهدوء ويسيرا معًا للداخل، كان المكان واسع جدًا وخالي لا يوجد به سواهم!

وفجأة وجدت ريم نفسها تقف امام مساحة واسعة جدًا من الخضار، زهور واشجار تحيطها من كل جانب، وفي الارض بالونات بعدد كبير جدًا يملأ الارض، كانت لوحة مرسومة بتخطيط فنان اودع فنه كله للعشق، لعشق تلك الصغيرة خصيصًا...!
تلقائيًا امتلأت عينا ريم بالدموع وهي تسير وسط البالونات، يحدث ما تمنت يومًا، أن يعد لها حبيبها مفاجأة ويحضر لها البالونات، ولكنها لم تتوقع ان يتحقق الحلم ليجعل قلبها يخفق بتلك الطريقة!..

انخفضت ببطء تمسك ب احدى البالونات لتجد مكتوب عليها
أنا،
تركتها وهي تسير قليلاً لتمسك بالونة اخرى وجدت مكتوب عليها
أسف،
تركتها ثم امسكت اخرى لتجد
يا ريم
اتسعت ابتسامتها وهي تتحرك لتمسك اخرى فوجدت
أنا...
فركضت تمسك الاخيرة بلهفة ووجدت
أعشقك صغيرتي !

استدارت لتحدق بظافر الذي كان يراقبها واضعًا يداه في جيب بنطاله، ودون تردد كانت تركض تجاهه وبكل الجرأة التي خُلقت داخلها من قلب ينبض بعنف ولاول مره، وعينان تضخ سعادة ووميض اُنير لاول مره كانت تقبله بشغف برئ طفولي...!
في البداية تصنم هو بصدمة ولكن سرعان ما كان يضم شفتاها بلهفة وشغف وجنون اكبر، وكأن عاصفة ضربت بكلاهما...
وما إن ابتعد يلتقط انفاسه حتى همست هي:
-وانا اعشقك ظافر، اعشقك بجنوووون!

وفي الطرف الاخر كانت عينان تراقبهم بغل واضح وترقب أسد يود الانقضاض على فريسته ليقضي عليها تمامًا...
رمى سيجاره ارضًا وهو يردد بصوت اجش يحمل حقدًا دفينًا:
-عش سعيد قليلاً يا ظافر، فالجحيم ينتظرك بعد قليل ...

في يوم اخر...
الأيام تمر وعاصي لا يستطع الوصول لأسيل او علي اطلاقًا، واكتملت الكارثة عندما لم يستطع الوصول لثامر ايضًا...!
بدأ يشعر أن تيارت القدر تعارضه وبعنف، تعارضه بقوة بدأت تُشعره بالاختناق الحقيقي يقبض على صدره فتجعله يتلوى من مرارة العجز والألم...!
كان جالسًا على الاريكة في المنزل يقلب في هاتفه بجنون عشوائي، ولسوء الحظ وجد تلك الرسالة فبدأ يقرأها مرة واثنان وثلاثة وكأنه غير مصدق.

لا استطيع الحديث ولكن لا تجيب على مكالماتي ولا تأتي ابدًا يا علي، حور !
احمرت عيناه بطريقة مُخيفة وهو يضغط على الهاتف بين يداه بعنف حتى برزت عروقه بشدة، في نفس اللحظات التي كانت حور تسير فيها باتجاهه بحسن نية وبابتسامة هادئة ارتسمت على ثغرها بمجرد ان رأته و...

بمجرد أن اصبحت حور امامه نهض ليسحبها من يدها بحزم متجهًا بها نحو غرفتهم وحور تتبعه بصمت يحوي بين ثناياه قلق واضح...
دلف الى الغرفة ثم اغلق الباب فسألته حور حينها بتوجس:
-ماذا حدث عاصي؟
رفع الهاتف امام عيناها بهدوء تام يسألها بصوت لا ينتمي للأتهام بأي صلة:
-هل أنتِ مَن أرسلتي تلك الرسالة يا حور؟
اتسعت حدقتاها بفزع حقيقي، بدت لها وكأنها صفعة اخرى قاسية ستسقط عليها من حظها الحالك فنطقت بلهفة دفينة:.

-لا، ابدًا اقسم لك لم آآ...
ولكنه قاطعها عندما وضع إصبعه على شفتاها لتصمت، كانت عيناه مستكينة، هادئة تنبض بحنان يملك زمامها، ولكن يكمن خلفها شيء من القسوة، شيء كالنيران التي تختبيء خلف مقلبات الثلج!
ثم نطق بصوت خشن هادئ:
-أنا اصدقك حور، ثم أنني سألتك سؤال وحيد وواضح
دق قلبها بعنف مائة دقة بالثانية، وعقلها لا يستوعب تلك الثقة التي أعادتها لطفولتها عندما كان يفاجئها والدها بشيء ما...!

ابتسمت تلقائيًا وهي تقول مستنكرة:
-ولكن هل وثقت بي فجأة هكذا؟
هز رأسه نافيًا وراح يخبرها بصدق:
-لا، ولكن أي ابله يصدق أنكِ ترسلين رسالة كهذه ومن هاتفي وتتركينها دون ان تمسحيها واسمك مكتوب بها؟! حركة غبية مثل الذي فعلها
شهقت حور بعنف وهي تضع يدها على فاهها:
-هل تقصد أن احدهم حاول توريطي؟! ولكن لمَ؟
جذبها له برفق حتى جلسا على الفراش معًا، ثم بدأ يربت على يدها وهو يردد بنبرة واثقة صلبة:.

-أنا لم اتأكد بعد، ولكن أعدك ستأكد قريبًا جدًا...
وبشكل صادم مفاجئ سألها وهو ينظر لعيناها التي ترجعه لقرون لم يعهدها من العشق مغموسًا بالحنان الفطري:
-هل تثقين بي حور؟
اومأت دون تردد بابتسامة طفولية:
-اكثر من اي شخص..
ابتسم تلقائيًا على ابتسامتها التي جعلت ضخات قلبه تزداد سرعة وجنونًا لتثبت له أنه خاسر في مارثون العشق بلا منازع حتى!..
مد يده يتحسس جانب وجهها برقة ثم همس برقة:.

-استمري في تلك الثقة ولا تفعلين أي شيء دون علمي، اي شيء حتى لو كان صغير يا حور، ارجوكِ
كلمته الاخيرة جعلتها تومئ دون ان تفكر حتى، لانه وببساطة مس جوهر قلبها الخاضع لجبروت حبه فلا تملك سوى الايماء والموافقة...
وهو الاخر كان مأخوذ بسحر تلك اللحظة، فاقترب منها ببطء، يود تذوق شفتاها مرة اخرى واخرى واخرى، يود استكشاف طعم شفتاها في كل وقت فيشعر بمذاق كالعسل بين شفتاه...

ولكن بمجرد ان لمس شفتاها وجدها تدفعه بعنف لتركض نحو المرحاض وتفرغ ما في جوفها، عقد ما بين حاجباه بقوة ونفورها الواضح يطعنه في رجولته بعنف...!
ولكن على الرغم من ذلك نهض بسرعة يلحق بها، خرجت هي الاخرى في نفس اللحظة بوجه شاحب، مذعور كقط صغير وما إن رأته سارعت تهمس بتوتر رهيب:
-انا آآ، اعتذر، حقًا لم يكن بأرادتي أنا آآ...
ولكن قاطعها عندما زفر بقوة مغمغمًا:.

-ليس هناك داعي للتبرير حور، اقدر أنكِ شعرتي بالاشمئزاز مني!
هزت رأسها نافية بسرعة وهي تخبره:
-لا لا اقسم بالله انني لم اشعر بالاشمئزاز منك ولكني لم اشعر بنفسي سوى وانا اتقيء اعتذر ارجوك لا تسيء فهمي عاصي
اقترب منها خطوة ليعيد تصفيف خصلاتها بيداه وهو يردف بحنان احتضن كافة حروفه:
-عندما اعود سأذهب معك للطبيبة التي تتابعين معها لنعلم سبب ذلك، والان...

ابتسم ثم جذبها ببطء يكبلها بين أحضانه وهو يتمدد على الفراش مغمغمًا بصوت مرهق:
-سأذهب للبحث عن أسيل و الان احتاج لتلك الراحة وانتي في حضني!



المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
بالصور: أجمل 10 موديلات فساتين زفاف بقصة حورية البحر Dora
0 1144 Dora
آرييل – قصة حياة الأميرة آرييل حورية البحر من ديزني دودى
0 1895 دودى
أول ظهور لحورية البحر بالغردقة 60 دقيقة تحت الماء Moha
0 430 Moha
حورية محمد - Horeya Mohamed Moha
0 595 Moha
حورية البحر..بين الحقيقة والخيال Moha
0 374 Moha

الكلمات الدلالية
رواية ، حورية ، شيطان ،


 





# فنون # مشاهير # صحة # منوعات # الأطفال # English # تفسير الأحلام ثقافة # قصص # سيارات Cars # صور # تقنيات # الاجهزة الالكترونية # المطبخ # كلام فى الحب # أبراج # رياضة # ازياء # حكم وأقوال تطوير الذات# خلفيات # صور بنات # مشاهير # ديكور # صباح الخير # مكتوب برقيات شهر رمضان # جمعة مباركة # حب رومانسية # عيد # ادعية # خلفيات كرتون # منوعات # موضة # الأم # أطفال # حيوانات # صور ورد # اكلات # New Year # مساء الخير # اللهم صلي علي النبي # القران الكريم # صور نكت # عيد ميلاد # اعلام # سيارات # تهنئة الخطوبة # حروف واسماء # الغاز # صور حزينة # فساتين # هدايا # خلفيات النادي الاهلي # تسريحات شعر # الاصدقاء # بوستات نجحت # خلفيات نادي الزمالك # حب رومانسية # تهنئه # ازياء # صور بنات # صوره وكلمه خلفيات # كرتون # بروفايل رمزيات # دينية # سيارات # مضحكة # أعلام # مسابقات # حيوانات # ديكور # أطفال # أكلات # حزينة صور شباب أولاد ر# صور # الطب و الصحة # مقالات عامه # CV المشاهير # وصفات الطبخ # العناية بالبشرة غرائب وعجائب # قصص روايات مواعظ # صور حيوانات # وصفات الحلويات # الرجيم والرشاقة # نكت مضحكة # صور خلفيات # العناية بالشعر # شروحات و تقنيات # videos # Apps & Games Free # موضة أناقة أزياء # سيارات # ديكور # رعاية الأطفال # نصائح المطبخ # موبايل جوال # الفوركس # التعليم والمدارس # الحمل و الولادة # اخبار الرياضه # وظائف # صحة المرأة # حوادث # صور بنات # صور اطفال # مكياج و تجميل # عناوين بنوك شركات محلات مطاعم # العاب الغاز # عيد # كلمات الاغانى # اشغال فنيه واعمال يدويه # مصر # أشعار خواطر # للنساء فقط # للرجال فقط # صور شباب # علاج النحافه # رسائل SMS # أكلات نباتية - Vegetarian food # برامج الكمبيوتر # المراهقة # جمعة مباركة # blogger # رعب # لعنة العشق # حب # اسلامية # قاسي ولكن أحبني # أحفاد أشرار الحرب لأجلك سلام # أسمى معاني الغرام # حقيقية # لقد كنت لعبة في يده # ملهمة # أباطرة العشق # عربية # حب خاطئ # لست مميزاً # من الجاني # مشاهير # راقصة الحانة # اغتصاب طفلة # عاشقان يجمعهم القدر # الطريق الصعب # خيال علمي # أشواك الحب # تاريخ # سجينة ثوب الرجال # لروحك عطر لا ينسى # أطفال # عشق وانتقام # لازلت أتنفسك # لقاؤنا صدفة # للحب معان أخرى # خاتم سليمان # ممن أنتقم # نجاح # أبواب وهمية # حلمى فى صفيحة قمامة # فيلم # مجنون بحبك # بين شباكها # حزينه # رحلات جوليفر # عذاب قسوته # عندما ينادي الشيطان # لعنة حبك # مريم وامير # هدوء في قلب العاصفة # الحاسة السادسة # المشعوذة الصغيرة # عباقرة # لوعة العشق # حروب # قدر بالإجبار # بنات مضحكه# فوركس Forex# صحتك # الصور والخلفيات # الطبخ والحلويات # منوعات # اخبار الفن # القصص و الروايات الألعاب الرياضية # الحياة الزوجية # أزياء وملابس # الأم و الطفل # دراسات لغات # افكار منزلية # انترنت تكنولوجيا # صفات الابراج # حيوانات ونباتات # تفسير الاحلام # معانى الاسماء # خواطر و اشعار # الكون والفضاء اجمل نكته# Mix # Forex # youtube # foods # Kids # Health education # stories # News # kitchen # woman # Famous # Sport # Animals

-------

الساعة الآن 08:00 مساء