صباح اليوم التالي... دلفت الخادمة الخاصة ب جمانة تتنهد بقوة لتُهيئ نفسها للقادم كما اُمرت..! طرقت باب غرفة اسيا لتسمع صوتها تجيب بصوت هادئ: -ادخل دلفت هالة بهدوء تؤخر قدم وتقدم الاخرى حتى وصلت امام اسيا التي سألتها بجدية: -ايوة كنتي عاوزة حاجة؟! اومأت هالة مؤكدة، وبدأت ترسم الحرج الذي فلق بين حروفها وهي تخبرها:.
-انا وبعمل الحمام بتاع حضرتك شوفت بلسم، وانا يعني آآ وشي مقشف اوي ومش معايا اجيب زيه، فممكن احط منه يا هانم؟! ابتسمت اسيا وهي ترد ببساطة: -خديه انا كدة كدة هروح اعمل شوبينج وهجيب منه تاني اصطنعت هالة الابتسامة التي اغرقتها بالأمتنان وهي تتجه للخارج باحترام: -شكرا شكرا اوي يا هانم ربنا يزيدك أكملت اسيا تصفيف خصلاتها وهي تتنهد بهدوء...
غياب آدم في عمله أشعرها بفراغ. ، نعم لم يستحوذ عليها كليًا، لم يطمس جوارحها كافة أدراجه، ولكنه استوطن جزءًا يُذكر تخشى تأثيره عليه...!
بينما في الاسفل وقفت هالة امام جمانة في احد اركان القصر لتمد لها يدها بالبلسم وهي تقول بصوت خفيض: -عملت زي ما قولتيلي يا هانم وجبت منها البلسم ابتسمت جمانة بخبث وهي تهمس لها مشددة على كل حرف يخرج منها: -طب اسمعيني كويس اوي وركزي عشان اللي حاي مهم وممكن ادم بيه يتدخل فيه على طول! بمجرد أن رن بأذنها اسم ادم إرتعشت وهي تعود للخلف نافية بعنف:.
-لا يا هانم لا، ده ممكن يقتلني فيها! ده الشيطان يا هانم هو حد بيقدر يهرب من الشيطان؟! رد فعلها كان متوقع جدًا بالنسبة لجمانة، ف آدم اسمه كالحريق. ، يهابه من يراه او يسمع عنه دون ان يمسه حتى! لذلك نهرتها بحدة تشرح لها:.
-اسيا هي اللي هتعمل كل حاجة والخادمين هيكونوا شاهدين انها هي اللي هزقتك ودلقت عليكِ البلسم واتكبرت عليكِ، وبكدة انتِ هتبقي المظلومة مش الظالمة، وعشان تضمني حقك اكتر اول ما تخلص الليلة دي ممكن تمشي من القصر بدون ما حد يعرف سألتها هالة بقلق وهي تفكر ؛ -والحرس يا هانم؟ دول محدش بيعدي من تحت ايديهم.
-هتقوليلهم رايحة اشتري حاجة لجمانة هانم، وانا محذراهم ملهمش دعوة بالخدم بتوعي فمتقلقيش وهديكِ قرشين حلوين تظبطي نفسك بيهم اومأت هالة موافقة ثم همست بصوت فاح منه التردد: -ماشي يا ست هانم ربنا يستر دقيقة تتنهد جمانة قبل ان ترفع صوتها حيث يصل ل أسيا وهي تقول بحنق مصطنع: -وهي اسيا هترفض تديكِ بلسم مايعديش ال300 جنية لية يعني يابت؟! اجابت الاخرى تُجاريها في تلك المسرحية التي تحنك بمهارة:.
-مش عارفة يا ست هانم لم تمر دقيقتان ووجدوا اسيا تنظر لهم باستفهام مرددة بصوت مُزج به الاستنكار: -انا ما رضيتش؟! ده انا ادته... ولكن جمانة قاطعتها وهي تردف بسخرية أحمرت لها عينا أسيا: -رفضتي تديها حته علبة بلسم بس؟! امال لو طلبت منك مبلغ وقدره كنتي عملتي ايه؟ كاد تجيب اسيا ولكن قاطعتها جمانة عندما نظرت له بتعجب مصطنع واستطردت بثقة كادت تنقلب لغرور:.
-ده انا لو خدامة طلبت مني علبة هرميهالها ف وشها من غير ما افكر اصلًا، لان ده مش حاجة تستاهل! رفعت أسيا حاجبها الايسر متمتمة بصوت مغلول: -يعني كنتي هترميهولها ف وشها اومأت جمانة مؤكدة وفجأة سحبت أسيا زجاجة البلسم من يد جمانة التي اصطنعت الدهشة لتفتح اسيا الزجاجة وتسكبها في وجه هالة ك سخرية منها وإهانة لكذبتها التي لا تعلم سببها!..
ولكن فجأة بدأت هالة تصرخ باهتياج وهي تتحسس وجهها الذي بدأت شيء اشبه بالنيران يفتك به! راقبتها اسيا بذهول إتسعت فجوته وهي تراقب التشوهات التي بدأت تظهر كالخريطة بوجه تلك المسكينة التي لم تكن تعلم بما يكمن في الزجاجة!.. زمجرت جمانة بصدمة أتقنت حبكها: -ايه اللي أنتِ عملتيه ده؟! أنتِ شوهتي البت! طلعتي حاطه فيه مياة نار مش بلسم؟ لية يا اسيا كنتي مخبية مايه النار لمييين؟!
لم تستطع اسيا النطق وكأنها شُلت او اختبأت حروفها عند شن الهجوم.. ظهر ادم فجاة الذي كان يراقب الموقف بدايةً من سكب اسيا الزجاجة. ، لينطلق نحو اسيا يقبض على يدها بعنف حتى كادت تنكسر بين يداه، ثم قال بصوت آمر موجهًا حديثه لجمانة: -بسرعة يا جمانة اطلبوا اسعاف للبنت دي! اومأت جمانة بلهفة تخفي بين اجنحتها تهليلاً وخبثًا ملأ روحها!.. بينما صعد ادم يسحب اسيا التي مازالت تحت ظل الصدمة...
دلف بها الى غرفتها وصفع الباب خلفه بعنف لتنتفض هي على صوته، بينما انفجر هو يزجرها بقسوة وهو يهزها بقوة: -ايه اللي انتِ عملتيه؟ من امتى وانتِ كدة؟ هاااا ردي عليا! اعترضت هي بتوتر: -ادم انا آآ... ولكنه قاطعها عندما سألها بصوت ماثلت حدته حدة السيف: -هو سؤال واحد، دلقتي عليها ولا لا؟ نطقت بنفاذ صبر: -ايوة اصبح يضغط على ذراعيها بكل قوته حتى كادت تصرخ اسيا ولكنها تمالكت نفسها لتسمعه يكمل وكأنه متعجبًا:.
-من امتى وانتِ حيوانة كدة هاا؟ الخدم دول مش عبيد عندك، ممكن بين يوم وليلة اخليكِ خدامة عندي ولا تسوي... ثم اصبح يهز رأسه وهو يردد: -بس حقك، ما انا اللي عملت فيكِ كدة، انا اللي خليتك تتفرعني اوي كدة! زجته اسيا بعيدًا عنها لتصرخ بصوت من علوه أرهق حبالها الصوتية: -ابعد ايدك كدة ماتعاملنيش بالطريقة القذرة دي! لم يتمالك نفسه فصفعها بقوة أسقطتها على الفراش بعنف، ليشير باصبعه في وجهها مزمجرًا بصوت مرعب ؛.
-اياكِ تعلي صوتك عليا تاني يا ملعونه! الظاهر إني سبتك تتمادي اوي حاولت اسيا كتم دموعها بصعوبة، لتسمع صوته الذي هيأ لها انه يحدق بها باشمئزاز الان: -خروج من الاوضه دي مفيش، الظاهر انك محتاجة ترجعي للطريقة القديمة عشان تتربي من اول وجديد ثم لم تمر دقيقة حتى خرج من الغرفة كالأعصار لاعنًا. ، لتمر دقيقة اخرى وتسمع صوت المفتاح بالباب فتدرك أنه سينفذ كل حرف خرج منه!..
عندها صرخت بجنون وهي تضرب الفراش كالمجنونة: -اااااااادم، والله ما هعديهالك يا ادم وهاوريك مين هي اسيا الشرقاوي! ثم اصبحت تبكي بصوت مكتوم كالهزيلة تُعاني مرارة الخداع...!
بعد ثلاث ايام... كان كلاً من ادهم و ادم و شروق و خال منار ومنار يجلسان بالمنزل الذي تعيش به منار... كلاً منهم يدور داخله حديث مختلفة خلفياته، من يتربع داخله الحنق والغيظ والحقد كأقوى ملوك عهد. ، الغيرة!
ومنار التي تشعر أنها حققت أسمى وأهم أهداف حياتها الخالية!.. اما ادهم فهو ليس بالحزين كونه يتورط بزيجة من لا يحب، بقدر انه سعيد منتشي وهو يراقب ذئاب بشرية تستوطن نظرات شروق نحو منار...!
قطع ذلك الصمت القاتل صوت خال منار وهو يقول بصوت هادئ: -نورتونا والله رد ادهم بابتسامة مشابهه: -ده نورك يا عمي تنحنح اكثر من مرة قبل ان يهتف بجدية رزينة أعجبت الخال: -منار شرحت لحضرتك الوضع اكيد، أنا طلبت منها تاخد منك ميعاد عشان اتقدم لها، ف دلوقتي انا بطلب ايدها منك، ولو عن الاهل اكيد برضه هي شرحت لك ظروفي، انا مليش اهل او حد يجي يتكلم عني ك أبنه واخوه غير ده...
اشار برأسه نحو ادم الذي تحدث بعد صمت طويل ليقول ؛ -ادهم يعتبر اخويا، وجاين نطلب ايد منار، موافق نقرأ الفاتحة صح؟! ابتلع الرجل ريقه بتوتر، منذ دخول أدم بهؤلاء الحرس وبالوشوم التي تملأ جسده يبدو له كبطل احد الافلام الأكشن الذي له هيبة خاصة! استفاق على صوت ادم الحاد: -هاااا موافق؟ اومأ الرجل بسرعة وقد رسم ابتسامة صفراء على ملامحه المنكمشة ؛ -ايوة ايوة موافق طبعًا يا باشا، نقرا الفاتحة وماله!
وبالفعل بدأ الجميع يقرأ الفاتحة. ، بينما شروق تود قراءة تلك الفاتحة على روح تلك الشمطاء التي تُدعى منار!
مر بعض الوقت... تحدث الجميع في اشياء شتى بينما شروق تلتزم الصمت لتخفي ذاك الحريق الذي يشتعل بين ثناياها..! فنهضت بهدوء لتقول موجهة حديثها لأدم: -انا تعبت عن اذنكم هنزل ارتاح شوية واشوف شوية حاجات اومأ ادم باحترام مشيرًا لها ان تفعل ما تشاء لتغادر بالفعل.. فضم ادهم قبضتاه بغل وهو يجز على اسنانه بقوة!.. كيف تستطع تجاهله؟! نهض بعد دقائق معدودة ليقول بابتسامة متوترة:.
-نسيت موبايلي تحت هنزل اجيبه بسرعة وجاي لاني مستني مكالمة مهمة اومأ الجميع دون رد... ليسرع هو يغادر ليجد شروق ليست بالمنزل بل يبدو انها خرجت، فخرج مسرعًا وهو يبحث بعيناه عنها في الشارع ليجدها تقف مع شخص ما يعمل بالمكتبة القريبة منهم... وبمجرد أن لمحته يتجه نحوها اقتربت من ذلك الشاب بسرعة ومدت له يدها مغمغمة بصوت رقيق: -ممكن تساعدني اشيل الخاتم ده، زنقت على صباعي اوي.
فساعدها الاخر بحسن نية وهو يمسك يدها. ، ليراقبهم ادهم بقلب يشتعل بالغيرة فيبدو ان صغيرته تحاول استفزازه! ولكنه رسم ابتسامة باردة على وجهه عكس عادته في تلك المواقف، وتقدم منها حتى اصبح جوارها ليرفع يده التي تمسك ب علكة ويهمس ببرود اغاظها: -نسيتي اللبانه بتاعتك فوق يا بندقتي! ثم استدار ليعود متجهًا للعمارة لتحمر عيناه بجنون وكأنه سيقتل ذلك الشاب لتجرؤه الوقوف مع بندقته!..
في مكان آخر تمامًا... وبعد إنتهاء عزاء شريف مسعود كان ابناء اخوه يجلسون سويًا. ، فبدأ اكبرهم كريم الحديث بصوت جاد هادئ: -المحامي لما قولتله هنفتح الوصية امتى، قالي لما تظهر شروق بنت مسعود بيه! حدق به الاخرون بأعين متسعة غير مصدقة. ، لينطق احدهم هاني مستنكرًا: -هو عمك مجنون!؟ عايزنا نستنى نفتح الوصية لما بنت الباشا اللي غايبة بقالها 20 ترجع! سألهم كريم وهو يعاود الحديث متمتمًا:.
-انتوا عارفين ده معناه ايه؟ سألوه في صوت واحد: -معناه ايه؟ اجاب دون تردد: -ده معناه اننا لازم نلاقي شروق بنت عمكم، عمكم كان عارف انه كدة هيجبرنا نرجع بنته اللي هو نفسه ماقدرش يرجعها لما كان عايش سأل ثالثهم مراد فجأة بغباء: -طب واحنا هنجيبها ازاي دي واحنا منعرفش مكانها؟ فتشدق كريم وهو يفكر:.
-ماهو ده دورنا، اننا نلاقي شروق دي من تحت الارض! بس هو مفكر انه كدة احسنلها، ميعرفش اننا مش هنسيبها تتهنى بكل الفلوس دي وتظهر فجأة تبوظ كل حاجة! فابتسم الاثنان مؤكدين حديثه. ، ليكمل بصوت أجش: -من بكره هنبدأ ندور على. ، شروق هانم، البت دي لازم ترجع بأي طريقة! قال هاني مستفسرًا: -وافرض وقفت قصادنا فعلًا ورفضت تدينا حقنا زي الناس اكيد مش هناخد شوية لاماليم بس! ابتسم كريم بخبث وهو يحدق به مستطردًا بحسم:.
-ساعتها يبقى هتجوزها حتى لو غصب عنها وبصفتي جوزها مش هتقدر تعمل حاجة!
كانت سيليا مع جواد في منزله الذي يعيشه به مع ابن زوجة والده الراحلة... تشعر بالتوتر كالمرض انتشر بجسدها..! رآن الصمت منتشر بينهم كنسمات الهواء التي تكاد تخنق سيليا حية!..
مرت دقيقة وبدأ جواد حديثه الذي غمسه بالمرح الظاهري: -طبعًا انا شرحت لسيليا إنك شوفتها ف الشركة عندي يا مصطفى وقولتلها انك حابب تتقدم لها، وقولت بما اننا هنعمل شغل مع بعض اعزمها على العشا واهي فرصة تتعرفوا لو في نصيب!
إتسعت ابتسامة مصطفى وهو يراقب إنفعالات وجهها التي أغرته منذ الوهلة الاولى وتابع: -ده انا ليا الشرف لو وافقتي اني ارتبط بقمر زيك. ، ملكة زمانها! أجادت سيليا رسم الخجل على ملامحها الشاحبة. ، فهمست بنعومة تُذيب الصخر وهي تمسك كف يده: -وهو انا اطول برضه ارتبط بواحد كيوت كدة زيك يا استاذ مصطفى ضحك مصطفى مرددًا يشاكسها وبدأ يتحسس كفها برقة:.
-اعتبر دي مجاملة ك رد على اطرائي واعترافي بحلاوة الموزة اللي قدامي ابتسمت تخفي كم الازدراء الذي يغزو روحها تجاهه، وأجابت: -لا خالص، دي الحقيقة بس! لم يحتمل جواد الصمت اكثر. ، الصمت يُشعره بالعجز... العجز الذي يدمر خلاياه آمرًا اياه بالتدخل الجذري!. ليتدخل متمتمًا بابتسامة تخللها الهدوء الظاهري: -طب مش هتدوق عروستك المستقبلية الكيك اللي انت عملته؟ ثم نظر نحو سيليا وهو يكمل من بين اسنانه:.
-اصل مصطفى شيف شاطر جدًا ابتسمت سيليا دون رد لينهض مصطفى بسرعة وهو يهتف بنبرة لطيفة: -ثانية واحدة واحلى كيك لاحلى سولي يكون جه وبالفعل غادر مصطفى لينهض جواد الذي استحال وحشًا شرسًا تمزقه أنياب الغيرة داخليًا فيكاد يقتلها هي!.. سحبها من يدها دون ان ينطق بحرف واتجه نحو الخارج حيث حمام السباحة وما إن خرجوا حتى جذبها بعنف من ذراعها فاصطدمت بصدره العريض لتبتلع ريقها بتوتر...
ودون تردد أحاط خصرها بيداه وكأنها يحتجزها حتى لا تستطع الهرب! ليصبح وجهه امام وجهها وهو يقول بشراسة مُقلقة: -انتِ ازاي تمسكي ايده كدة بكل وقاحة؟ وهو يحسس على ايدك ناقص يقوم يبوسك بس رفعت كتفاها بلامبالاة ظاهرية بينما كلماته جعلت داخلها يرتجف بعنف! لترد ببرود: -حتى لو باسني، انت مالك ايه اللي مضايقك؟ انا بنفذ المطلوب بس ضغط على خصرها بيداه بكل قوته حتى تأوهت بصوت مكتوم، ليردف هو محذرًا بحدة:.
-قولت همس ولمس لا، لا يا سيليا قولت مايقربش منك! أبعدته عنهت بصعوبة لتصيح فيه بغيظ: -وانت مالك فارق معاك ايه؟ ايه اللي مضايقك؟! سؤال كان في ملعب بمعنى اصح... أخترق الحواجز ليكشف الخفايا. ، فتنحسر الاجابة! وفجأة دفعها في المسبح خلفها، ليخلع التيشرت الخاص به ثم هبط خلفها بحجة انه سينقذها!..
ظل يقترب منها ببطء وهي تعود للخلف حتى حشرها عند نهاية المسبح، يداه احاطت خصرهت ببراعة بينما جسده ملتصق بجسدها. ، أنفاسه تلفح صفحات وجهها الشاحبة الباردة! ليقترب من اذنها يتلمسها بشفتاه وهو يهمس بهسيس خطير: -يمكن عايز أحتفظ ب كوني اول راجل يلمسك ويأثر عليك ِ. ، ويمكن احب احتفظ بلمساتي على جسمك ومفيش راجل تاني يشيلها، شكلك نستيها تحبي افكرك بيها؟
قال اخر كلمة له وهبط بشفتاه يلثم بعمق عنقها الذي ابتل، فأغمضت هي عيناها بسرعة تقاوم تلك الرعشة التي تغزو كيانها الضعيف كأستجابة هزيلة له!.. تنقلت شفتاه على طول كتفها ورقبتها بينما تخدش هي ظهره وتأن بصوت مكتوم... لم يزده ذلك الا رغبةً واصرارًا فصعد لشفتاها يلتهمها بنهم. ، يُشبعها تقبيلًا وكأنه عطش في الصحراء وجد ما يرويه! دفعته هي بضعف تهمس: -مصطفى ممكن يجي!
هز رأسه نافيًا وهو يعاود الاقتراب من شفتاها. ، يريد شفتاها مرة اخرى، لم ولن يمل من إلتهامها! لتسمع صوته اللاهث يقول: -مليش فيه، انا عايزك، عايز أعيد الليلة اياها تاني! جزت على أسنانها بعنف... لازال يراها مجرد متعة رخيصة ! دفعته بقوة بحركة مباغتة لتتجه لطرف المسبح بسرعة بينما هو يتبعها، واخيرًا أتى مصطفى كنجدة لها ليشهق وهو يراها في المسبح... فقالت وهي تمد يدها له بسرعة:.
-ممكن تطلعني عشان وقعت معلش يا مصطفى، وجواد نزل يجيبني اخرجها مصطفى بهدوء وكادت تسير معه ولكن فجأة لوت قدماها عن عمد وهي تتأوه صارخة بألم مصطنع: -اااه رجلي مش قادرة، ممكن تشيلني يا مصطفى؟ اومأ مصطفى بسرعة بحماس ليحملها مستمتعًا بملمس جسدها بين يداه... بينما كان جواد يراقبهم وهو يضغط على قبضة يده بعنف وفجأة اطاح بالمنضدة الموضوعة امامه وهو يصرخ بغيظ يكفي العالم بأكمله: -اااااااااااااااه!
كان ينظر على اثرهما بصمت مغلول وداخله يتوعد لتلك المعتوهة!..
في مكتب جواد صفوان داخل شركته... انتهى جواد من سرد ما حدث على مسامع كلاً من ادم وادهم الذي هب منتصبًا يهتف بضجر: -لا لا انا معترض، ايه ده يا جواد؟ من امتى واحنا بندخل البنات ف النص! رد بصوت غرق وسط أمواج الخيانة العاتية، فخرج مذبوحًا كمن شق صدره نصفين: -من يوم ما هو دخل مراتي في النص وكسرني بيها.. هز ادهم رأسه نافيًا عدة مرات ولم ينطق مرة اخرى، ولكن ادم تدخل قائلًا بصوت أجش:.
-بص يابن عمي، انت مش طفل عشان نقولك تعمل ايه وماتعملش ايه! انت راجل ناضج قادر تحدد ده، بس اتمنى ان يكون الانتقام سبب حقيقي نظر له جواد بسرعة يسأله: -قصدك ايه؟! رد ادم بنبرة واثقة زرعت فدانًا من التوتر بين جوارح جواد : -قصدي اتمنى ما يكونش السبب إنك عاوز تقربها منك مثلًا بس من غير ما تتجوزها! ظل قلب جواد ينبض بعنف، هرج ومرج ينتشر بين دقاته مع كل كلمة يلقيها ادم كالتعاويذ عليه يكتشفها لاول مرة!..
وفجأة قطع خلوتهم صوت طرقات الباب ثم احد رجال ادم يدلف مغمغمًا بصوت أجش وهو ينحني: -اسف على المقاطعة يا باشا.. اشار له ادم ان ينطق بما لديه فأكمل بسرعة: -جاتلنا اخبار إن حسن الجمال النهاردة هيقتحم القصر وتحديدًا في الوقت ده! هب ادم ناهضًا يجز على اسنانه بعنف حتى اصدرت صوتًا مُخيفًا... من يجرؤ على محاربة الشيطان كمن يجرؤ على صك شهادة وفاته!.. نهض ادهم يسأله بتوتر: -هتعمل ايه يا ادم؟
كاد يرد ولكن فجأة تذكر شيئًا، لا بل اهم شيئًا. ، تذكر صغيرته ومعذبة قلبه! فركض مسرعًا وهو يردد بلهفة كالذي اُصيب بالجنون: -اسيا. ، اسيا هناك ومحبوسه ف اوضتهاا! تبعه جواد بسرعة وهو يأمر الرجل راكضًا: -هات جيش من الرجالة وتعالوا ورانا حالا يلا وبالطبع اطاعه على الفور بينما ادم يركب سيارته راكضًا كالمجنون... سيموت إن اصابها مكروه..!
وسيجعل تلك الدنيا تضيق على هؤلاء الحُثاله حتى تصبح الدنيا مجرد نسخة من جهنم الحمرء!.. وصل القصر خلال اقل من نصف ساعة ليجد الحرب قد بدأت بين رجاله وهؤلاء الاوغاد... لم يبالي وهو يطلق الرصاصات بعشوائية ولكنها احترافية وانطلق نحو غرفة اسيا التي بمجرد ان فتح لها الباب وجدها ترتمي باحضانه كالقط المذعور... ولكن قبل ان يُعطي اي رد فعل كان احدهم يطلق عليه الرصاص واسيا تصرخ منهارة باسمه!..
صباح اليوم التالي... دلفت الخادمة الخاصة ب جمانة تتنهد بقوة لتُهيئ نفسها للقادم كما اُمرت..! طرقت باب غرفة اسيا لتسمع صوتها تجيب بصوت هادئ: -ادخل دلفت هالة بهدوء تؤخر قدم وتقدم الاخرى حتى وصلت امام اسيا التي سألتها بجدية: -ايوة كنتي عاوزة حاجة؟! اومأت هالة مؤكدة، وبدأت ترسم الحرج الذي فلق بين حروفها وهي تخبرها:.
-انا وبعمل الحمام بتاع حضرتك شوفت بلسم، وانا يعني آآ وشي مقشف اوي ومش معايا اجيب زيه، فممكن احط منه يا هانم؟! ابتسمت اسيا وهي ترد ببساطة: -خديه انا كدة كدة هروح اعمل شوبينج وهجيب منه تاني اصطنعت هالة الابتسامة التي اغرقتها بالأمتنان وهي تتجه للخارج باحترام: -شكرا شكرا اوي يا هانم ربنا يزيدك أكملت اسيا تصفيف خصلاتها وهي تتنهد بهدوء...
غياب آدم في عمله أشعرها بفراغ. ، نعم لم يستحوذ عليها كليًا، لم يطمس جوارحها كافة أدراجه، ولكنه استوطن جزءًا يُذكر تخشى تأثيره عليه...!
بينما في الاسفل وقفت هالة امام جمانة في احد اركان القصر لتمد لها يدها بالبلسم وهي تقول بصوت خفيض: -عملت زي ما قولتيلي يا هانم وجبت منها البلسم ابتسمت جمانة بخبث وهي تهمس لها مشددة على كل حرف يخرج منها: -طب اسمعيني كويس اوي وركزي عشان اللي حاي مهم وممكن ادم بيه يتدخل فيه على طول! بمجرد أن رن بأذنها اسم ادم إرتعشت وهي تعود للخلف نافية بعنف:.
-لا يا هانم لا، ده ممكن يقتلني فيها! ده الشيطان يا هانم هو حد بيقدر يهرب من الشيطان؟! رد فعلها كان متوقع جدًا بالنسبة لجمانة، ف آدم اسمه كالحريق. ، يهابه من يراه او يسمع عنه دون ان يمسه حتى! لذلك نهرتها بحدة تشرح لها:.
-اسيا هي اللي هتعمل كل حاجة والخادمين هيكونوا شاهدين انها هي اللي هزقتك ودلقت عليكِ البلسم واتكبرت عليكِ، وبكدة انتِ هتبقي المظلومة مش الظالمة، وعشان تضمني حقك اكتر اول ما تخلص الليلة دي ممكن تمشي من القصر بدون ما حد يعرف سألتها هالة بقلق وهي تفكر ؛ -والحرس يا هانم؟ دول محدش بيعدي من تحت ايديهم.
-هتقوليلهم رايحة اشتري حاجة لجمانة هانم، وانا محذراهم ملهمش دعوة بالخدم بتوعي فمتقلقيش وهديكِ قرشين حلوين تظبطي نفسك بيهم اومأت هالة موافقة ثم همست بصوت فاح منه التردد: -ماشي يا ست هانم ربنا يستر دقيقة تتنهد جمانة قبل ان ترفع صوتها حيث يصل ل أسيا وهي تقول بحنق مصطنع: -وهي اسيا هترفض تديكِ بلسم مايعديش ال300 جنية لية يعني يابت؟! اجابت الاخرى تُجاريها في تلك المسرحية التي تحنك بمهارة:.
-مش عارفة يا ست هانم لم تمر دقيقتان ووجدوا اسيا تنظر لهم باستفهام مرددة بصوت مُزج به الاستنكار: -انا ما رضيتش؟! ده انا ادته... ولكن جمانة قاطعتها وهي تردف بسخرية أحمرت لها عينا أسيا: -رفضتي تديها حته علبة بلسم بس؟! امال لو طلبت منك مبلغ وقدره كنتي عملتي ايه؟ كاد تجيب اسيا ولكن قاطعتها جمانة عندما نظرت له بتعجب مصطنع واستطردت بثقة كادت تنقلب لغرور:.
-ده انا لو خدامة طلبت مني علبة هرميهالها ف وشها من غير ما افكر اصلًا، لان ده مش حاجة تستاهل! رفعت أسيا حاجبها الايسر متمتمة بصوت مغلول: -يعني كنتي هترميهولها ف وشها اومأت جمانة مؤكدة وفجأة سحبت أسيا زجاجة البلسم من يد جمانة التي اصطنعت الدهشة لتفتح اسيا الزجاجة وتسكبها في وجه هالة ك سخرية منها وإهانة لكذبتها التي لا تعلم سببها!..
ولكن فجأة بدأت هالة تصرخ باهتياج وهي تتحسس وجهها الذي بدأت شيء اشبه بالنيران يفتك به! راقبتها اسيا بذهول إتسعت فجوته وهي تراقب التشوهات التي بدأت تظهر كالخريطة بوجه تلك المسكينة التي لم تكن تعلم بما يكمن في الزجاجة!.. زمجرت جمانة بصدمة أتقنت حبكها: -ايه اللي أنتِ عملتيه ده؟! أنتِ شوهتي البت! طلعتي حاطه فيه مياة نار مش بلسم؟ لية يا اسيا كنتي مخبية مايه النار لمييين؟!
لم تستطع اسيا النطق وكأنها شُلت او اختبأت حروفها عند شن الهجوم.. ظهر ادم فجاة الذي كان يراقب الموقف بدايةً من سكب اسيا الزجاجة. ، لينطلق نحو اسيا يقبض على يدها بعنف حتى كادت تنكسر بين يداه، ثم قال بصوت آمر موجهًا حديثه لجمانة: -بسرعة يا جمانة اطلبوا اسعاف للبنت دي! اومأت جمانة بلهفة تخفي بين اجنحتها تهليلاً وخبثًا ملأ روحها!.. بينما صعد ادم يسحب اسيا التي مازالت تحت ظل الصدمة...
دلف بها الى غرفتها وصفع الباب خلفه بعنف لتنتفض هي على صوته، بينما انفجر هو يزجرها بقسوة وهو يهزها بقوة: -ايه اللي انتِ عملتيه؟ من امتى وانتِ كدة؟ هاااا ردي عليا! اعترضت هي بتوتر: -ادم انا آآ... ولكنه قاطعها عندما سألها بصوت ماثلت حدته حدة السيف: -هو سؤال واحد، دلقتي عليها ولا لا؟ نطقت بنفاذ صبر: -ايوة اصبح يضغط على ذراعيها بكل قوته حتى كادت تصرخ اسيا ولكنها تمالكت نفسها لتسمعه يكمل وكأنه متعجبًا:.
-من امتى وانتِ حيوانة كدة هاا؟ الخدم دول مش عبيد عندك، ممكن بين يوم وليلة اخليكِ خدامة عندي ولا تسوي... ثم اصبح يهز رأسه وهو يردد: -بس حقك، ما انا اللي عملت فيكِ كدة، انا اللي خليتك تتفرعني اوي كدة! زجته اسيا بعيدًا عنها لتصرخ بصوت من علوه أرهق حبالها الصوتية: -ابعد ايدك كدة ماتعاملنيش بالطريقة القذرة دي! لم يتمالك نفسه فصفعها بقوة أسقطتها على الفراش بعنف، ليشير باصبعه في وجهها مزمجرًا بصوت مرعب ؛.
-اياكِ تعلي صوتك عليا تاني يا ملعونه! الظاهر إني سبتك تتمادي اوي حاولت اسيا كتم دموعها بصعوبة، لتسمع صوته الذي هيأ لها انه يحدق بها باشمئزاز الان: -خروج من الاوضه دي مفيش، الظاهر انك محتاجة ترجعي للطريقة القديمة عشان تتربي من اول وجديد ثم لم تمر دقيقة حتى خرج من الغرفة كالأعصار لاعنًا. ، لتمر دقيقة اخرى وتسمع صوت المفتاح بالباب فتدرك أنه سينفذ كل حرف خرج منه!..
عندها صرخت بجنون وهي تضرب الفراش كالمجنونة: -اااااااادم، والله ما هعديهالك يا ادم وهاوريك مين هي اسيا الشرقاوي! ثم اصبحت تبكي بصوت مكتوم كالهزيلة تُعاني مرارة الخداع...!
بعد ثلاث ايام... كان كلاً من ادهم و ادم و شروق و خال منار ومنار يجلسان بالمنزل الذي تعيش به منار... كلاً منهم يدور داخله حديث مختلفة خلفياته، من يتربع داخله الحنق والغيظ والحقد كأقوى ملوك عهد. ، الغيرة!
ومنار التي تشعر أنها حققت أسمى وأهم أهداف حياتها الخالية!.. اما ادهم فهو ليس بالحزين كونه يتورط بزيجة من لا يحب، بقدر انه سعيد منتشي وهو يراقب ذئاب بشرية تستوطن نظرات شروق نحو منار...!
قطع ذلك الصمت القاتل صوت خال منار وهو يقول بصوت هادئ: -نورتونا والله رد ادهم بابتسامة مشابهه: -ده نورك يا عمي تنحنح اكثر من مرة قبل ان يهتف بجدية رزينة أعجبت الخال: -منار شرحت لحضرتك الوضع اكيد، أنا طلبت منها تاخد منك ميعاد عشان اتقدم لها، ف دلوقتي انا بطلب ايدها منك، ولو عن الاهل اكيد برضه هي شرحت لك ظروفي، انا مليش اهل او حد يجي يتكلم عني ك أبنه واخوه غير ده...
اشار برأسه نحو ادم الذي تحدث بعد صمت طويل ليقول ؛ -ادهم يعتبر اخويا، وجاين نطلب ايد منار، موافق نقرأ الفاتحة صح؟! ابتلع الرجل ريقه بتوتر، منذ دخول أدم بهؤلاء الحرس وبالوشوم التي تملأ جسده يبدو له كبطل احد الافلام الأكشن الذي له هيبة خاصة! استفاق على صوت ادم الحاد: -هاااا موافق؟ اومأ الرجل بسرعة وقد رسم ابتسامة صفراء على ملامحه المنكمشة ؛ -ايوة ايوة موافق طبعًا يا باشا، نقرا الفاتحة وماله!
وبالفعل بدأ الجميع يقرأ الفاتحة. ، بينما شروق تود قراءة تلك الفاتحة على روح تلك الشمطاء التي تُدعى منار!
مر بعض الوقت... تحدث الجميع في اشياء شتى بينما شروق تلتزم الصمت لتخفي ذاك الحريق الذي يشتعل بين ثناياها..! فنهضت بهدوء لتقول موجهة حديثها لأدم: -انا تعبت عن اذنكم هنزل ارتاح شوية واشوف شوية حاجات اومأ ادم باحترام مشيرًا لها ان تفعل ما تشاء لتغادر بالفعل.. فضم ادهم قبضتاه بغل وهو يجز على اسنانه بقوة!.. كيف تستطع تجاهله؟! نهض بعد دقائق معدودة ليقول بابتسامة متوترة:.
-نسيت موبايلي تحت هنزل اجيبه بسرعة وجاي لاني مستني مكالمة مهمة اومأ الجميع دون رد... ليسرع هو يغادر ليجد شروق ليست بالمنزل بل يبدو انها خرجت، فخرج مسرعًا وهو يبحث بعيناه عنها في الشارع ليجدها تقف مع شخص ما يعمل بالمكتبة القريبة منهم... وبمجرد أن لمحته يتجه نحوها اقتربت من ذلك الشاب بسرعة ومدت له يدها مغمغمة بصوت رقيق: -ممكن تساعدني اشيل الخاتم ده، زنقت على صباعي اوي.
فساعدها الاخر بحسن نية وهو يمسك يدها. ، ليراقبهم ادهم بقلب يشتعل بالغيرة فيبدو ان صغيرته تحاول استفزازه! ولكنه رسم ابتسامة باردة على وجهه عكس عادته في تلك المواقف، وتقدم منها حتى اصبح جوارها ليرفع يده التي تمسك ب علكة ويهمس ببرود اغاظها: -نسيتي اللبانه بتاعتك فوق يا بندقتي! ثم استدار ليعود متجهًا للعمارة لتحمر عيناه بجنون وكأنه سيقتل ذلك الشاب لتجرؤه الوقوف مع بندقته!..
في مكان آخر تمامًا... وبعد إنتهاء عزاء شريف مسعود كان ابناء اخوه يجلسون سويًا. ، فبدأ اكبرهم كريم الحديث بصوت جاد هادئ: -المحامي لما قولتله هنفتح الوصية امتى، قالي لما تظهر شروق بنت مسعود بيه! حدق به الاخرون بأعين متسعة غير مصدقة. ، لينطق احدهم هاني مستنكرًا: -هو عمك مجنون!؟ عايزنا نستنى نفتح الوصية لما بنت الباشا اللي غايبة بقالها 20 ترجع! سألهم كريم وهو يعاود الحديث متمتمًا:.
-انتوا عارفين ده معناه ايه؟ سألوه في صوت واحد: -معناه ايه؟ اجاب دون تردد: -ده معناه اننا لازم نلاقي شروق بنت عمكم، عمكم كان عارف انه كدة هيجبرنا نرجع بنته اللي هو نفسه ماقدرش يرجعها لما كان عايش سأل ثالثهم مراد فجأة بغباء: -طب واحنا هنجيبها ازاي دي واحنا منعرفش مكانها؟ فتشدق كريم وهو يفكر:.
-ماهو ده دورنا، اننا نلاقي شروق دي من تحت الارض! بس هو مفكر انه كدة احسنلها، ميعرفش اننا مش هنسيبها تتهنى بكل الفلوس دي وتظهر فجأة تبوظ كل حاجة! فابتسم الاثنان مؤكدين حديثه. ، ليكمل بصوت أجش: -من بكره هنبدأ ندور على. ، شروق هانم، البت دي لازم ترجع بأي طريقة! قال هاني مستفسرًا: -وافرض وقفت قصادنا فعلًا ورفضت تدينا حقنا زي الناس اكيد مش هناخد شوية لاماليم بس! ابتسم كريم بخبث وهو يحدق به مستطردًا بحسم:.
-ساعتها يبقى هتجوزها حتى لو غصب عنها وبصفتي جوزها مش هتقدر تعمل حاجة!
كانت سيليا مع جواد في منزله الذي يعيشه به مع ابن زوجة والده الراحلة... تشعر بالتوتر كالمرض انتشر بجسدها..! رآن الصمت منتشر بينهم كنسمات الهواء التي تكاد تخنق سيليا حية!..
مرت دقيقة وبدأ جواد حديثه الذي غمسه بالمرح الظاهري: -طبعًا انا شرحت لسيليا إنك شوفتها ف الشركة عندي يا مصطفى وقولتلها انك حابب تتقدم لها، وقولت بما اننا هنعمل شغل مع بعض اعزمها على العشا واهي فرصة تتعرفوا لو في نصيب!
إتسعت ابتسامة مصطفى وهو يراقب إنفعالات وجهها التي أغرته منذ الوهلة الاولى وتابع: -ده انا ليا الشرف لو وافقتي اني ارتبط بقمر زيك. ، ملكة زمانها! أجادت سيليا رسم الخجل على ملامحها الشاحبة. ، فهمست بنعومة تُذيب الصخر وهي تمسك كف يده: -وهو انا اطول برضه ارتبط بواحد كيوت كدة زيك يا استاذ مصطفى ضحك مصطفى مرددًا يشاكسها وبدأ يتحسس كفها برقة:.
-اعتبر دي مجاملة ك رد على اطرائي واعترافي بحلاوة الموزة اللي قدامي ابتسمت تخفي كم الازدراء الذي يغزو روحها تجاهه، وأجابت: -لا خالص، دي الحقيقة بس! لم يحتمل جواد الصمت اكثر. ، الصمت يُشعره بالعجز... العجز الذي يدمر خلاياه آمرًا اياه بالتدخل الجذري!. ليتدخل متمتمًا بابتسامة تخللها الهدوء الظاهري: -طب مش هتدوق عروستك المستقبلية الكيك اللي انت عملته؟ ثم نظر نحو سيليا وهو يكمل من بين اسنانه:.
-اصل مصطفى شيف شاطر جدًا ابتسمت سيليا دون رد لينهض مصطفى بسرعة وهو يهتف بنبرة لطيفة: -ثانية واحدة واحلى كيك لاحلى سولي يكون جه وبالفعل غادر مصطفى لينهض جواد الذي استحال وحشًا شرسًا تمزقه أنياب الغيرة داخليًا فيكاد يقتلها هي!.. سحبها من يدها دون ان ينطق بحرف واتجه نحو الخارج حيث حمام السباحة وما إن خرجوا حتى جذبها بعنف من ذراعها فاصطدمت بصدره العريض لتبتلع ريقها بتوتر...
ودون تردد أحاط خصرها بيداه وكأنها يحتجزها حتى لا تستطع الهرب! ليصبح وجهه امام وجهها وهو يقول بشراسة مُقلقة: -انتِ ازاي تمسكي ايده كدة بكل وقاحة؟ وهو يحسس على ايدك ناقص يقوم يبوسك بس رفعت كتفاها بلامبالاة ظاهرية بينما كلماته جعلت داخلها يرتجف بعنف! لترد ببرود: -حتى لو باسني، انت مالك ايه اللي مضايقك؟ انا بنفذ المطلوب بس ضغط على خصرها بيداه بكل قوته حتى تأوهت بصوت مكتوم، ليردف هو محذرًا بحدة:.
-قولت همس ولمس لا، لا يا سيليا قولت مايقربش منك! أبعدته عنهت بصعوبة لتصيح فيه بغيظ: -وانت مالك فارق معاك ايه؟ ايه اللي مضايقك؟! سؤال كان في ملعب بمعنى اصح... أخترق الحواجز ليكشف الخفايا. ، فتنحسر الاجابة! وفجأة دفعها في المسبح خلفها، ليخلع التيشرت الخاص به ثم هبط خلفها بحجة انه سينقذها!..
ظل يقترب منها ببطء وهي تعود للخلف حتى حشرها عند نهاية المسبح، يداه احاطت خصرهت ببراعة بينما جسده ملتصق بجسدها. ، أنفاسه تلفح صفحات وجهها الشاحبة الباردة! ليقترب من اذنها يتلمسها بشفتاه وهو يهمس بهسيس خطير: -يمكن عايز أحتفظ ب كوني اول راجل يلمسك ويأثر عليك ِ. ، ويمكن احب احتفظ بلمساتي على جسمك ومفيش راجل تاني يشيلها، شكلك نستيها تحبي افكرك بيها؟
قال اخر كلمة له وهبط بشفتاه يلثم بعمق عنقها الذي ابتل، فأغمضت هي عيناها بسرعة تقاوم تلك الرعشة التي تغزو كيانها الضعيف كأستجابة هزيلة له!.. تنقلت شفتاه على طول كتفها ورقبتها بينما تخدش هي ظهره وتأن بصوت مكتوم... لم يزده ذلك الا رغبةً واصرارًا فصعد لشفتاها يلتهمها بنهم. ، يُشبعها تقبيلًا وكأنه عطش في الصحراء وجد ما يرويه! دفعته هي بضعف تهمس: -مصطفى ممكن يجي!
هز رأسه نافيًا وهو يعاود الاقتراب من شفتاها. ، يريد شفتاها مرة اخرى، لم ولن يمل من إلتهامها! لتسمع صوته اللاهث يقول: -مليش فيه، انا عايزك، عايز أعيد الليلة اياها تاني! جزت على أسنانها بعنف... لازال يراها مجرد متعة رخيصة ! دفعته بقوة بحركة مباغتة لتتجه لطرف المسبح بسرعة بينما هو يتبعها، واخيرًا أتى مصطفى كنجدة لها ليشهق وهو يراها في المسبح... فقالت وهي تمد يدها له بسرعة:.
-ممكن تطلعني عشان وقعت معلش يا مصطفى، وجواد نزل يجيبني اخرجها مصطفى بهدوء وكادت تسير معه ولكن فجأة لوت قدماها عن عمد وهي تتأوه صارخة بألم مصطنع: -اااه رجلي مش قادرة، ممكن تشيلني يا مصطفى؟ اومأ مصطفى بسرعة بحماس ليحملها مستمتعًا بملمس جسدها بين يداه... بينما كان جواد يراقبهم وهو يضغط على قبضة يده بعنف وفجأة اطاح بالمنضدة الموضوعة امامه وهو يصرخ بغيظ يكفي العالم بأكمله: -اااااااااااااااه!
كان ينظر على اثرهما بصمت مغلول وداخله يتوعد لتلك المعتوهة!..
في مكتب جواد صفوان داخل شركته... انتهى جواد من سرد ما حدث على مسامع كلاً من ادم وادهم الذي هب منتصبًا يهتف بضجر: -لا لا انا معترض، ايه ده يا جواد؟ من امتى واحنا بندخل البنات ف النص! رد بصوت غرق وسط أمواج الخيانة العاتية، فخرج مذبوحًا كمن شق صدره نصفين: -من يوم ما هو دخل مراتي في النص وكسرني بيها.. هز ادهم رأسه نافيًا عدة مرات ولم ينطق مرة اخرى، ولكن ادم تدخل قائلًا بصوت أجش:.
-بص يابن عمي، انت مش طفل عشان نقولك تعمل ايه وماتعملش ايه! انت راجل ناضج قادر تحدد ده، بس اتمنى ان يكون الانتقام سبب حقيقي نظر له جواد بسرعة يسأله: -قصدك ايه؟! رد ادم بنبرة واثقة زرعت فدانًا من التوتر بين جوارح جواد : -قصدي اتمنى ما يكونش السبب إنك عاوز تقربها منك مثلًا بس من غير ما تتجوزها! ظل قلب جواد ينبض بعنف، هرج ومرج ينتشر بين دقاته مع كل كلمة يلقيها ادم كالتعاويذ عليه يكتشفها لاول مرة!..
وفجأة قطع خلوتهم صوت طرقات الباب ثم احد رجال ادم يدلف مغمغمًا بصوت أجش وهو ينحني: -اسف على المقاطعة يا باشا.. اشار له ادم ان ينطق بما لديه فأكمل بسرعة: -جاتلنا اخبار إن حسن الجمال النهاردة هيقتحم القصر وتحديدًا في الوقت ده! هب ادم ناهضًا يجز على اسنانه بعنف حتى اصدرت صوتًا مُخيفًا... من يجرؤ على محاربة الشيطان كمن يجرؤ على صك شهادة وفاته!.. نهض ادهم يسأله بتوتر: -هتعمل ايه يا ادم؟
كاد يرد ولكن فجأة تذكر شيئًا، لا بل اهم شيئًا. ، تذكر صغيرته ومعذبة قلبه! فركض مسرعًا وهو يردد بلهفة كالذي اُصيب بالجنون: -اسيا. ، اسيا هناك ومحبوسه ف اوضتهاا! تبعه جواد بسرعة وهو يأمر الرجل راكضًا: -هات جيش من الرجالة وتعالوا ورانا حالا يلا وبالطبع اطاعه على الفور بينما ادم يركب سيارته راكضًا كالمجنون... سيموت إن اصابها مكروه..!
وسيجعل تلك الدنيا تضيق على هؤلاء الحُثاله حتى تصبح الدنيا مجرد نسخة من جهنم الحمرء!.. وصل القصر خلال اقل من نصف ساعة ليجد الحرب قد بدأت بين رجاله وهؤلاء الاوغاد... لم يبالي وهو يطلق الرصاصات بعشوائية ولكنها احترافية وانطلق نحو غرفة اسيا التي بمجرد ان فتح لها الباب وجدها ترتمي باحضانه كالقط المذعور... ولكن قبل ان يُعطي اي رد فعل كان احدهم يطلق عليه الرصاص واسيا تصرخ منهارة باسمه!..
لم يهدأ أدم ولو للحظة، لم يستكين ولو ثانية يهدأ فيها من روعه بل كان كالذي فقد عقله تمامًا في غياب أسيا !.. جلس على الأريكة يجذب خصلات شعره بعنف صارخًا: -والله ما هرحمهم! كل شيء كان كالكابوس، كابوس في اسوء مراحله... كابوس تحكم بصفحات حياته فجعلها مجرد تعاويذ تجذبك للجحيم...! نهض يدور حول نفسه بجنون، كل جزء به يصرخ مطالبًا بها! دلف احد رجاله نحوه راكضًا فسأله ادم بلهفة لم يقطن الامل بها كثيرًا:.
-عرفتوا مكانها؟ هز رأسه نافيًا بأسف واضح وهو يطرق رأسه: -للاسف لا يا باشا، حتى لما شوفنا كاميرات المراقبة وشوفناهم كانوا ملثمين! أصبحت عيناه نسخة عن لهب الشياطين عندما يُصك ليحرق أحدهم... فقال بقسوة متوعدة: -هاتلي اللي كانوا واقفين على البوابة ف الوقت ده واحبسهم ف المخزن لحد ما أفضى وأقتلهم بنفسي اومأ الرجل موافقًا بسرعة: -تحت امرك يا ادم باشا انصرف بسرعة ليضع أدم رأسه بين يداه وهو يفكر...
هو شبه متأكد أن من اختطفها له علاقة بوالدها، ولكنه ايضًا لن يستطع المخاطرة دون دليل واضح!؟ شعر أنه بين نارين كما يقولون!.. صوت هاتفه الذي صدح إنتشله من شروده ليجيب بسرعة: -الووو مين سمع الطرف الاخر يقول ببرود: -اسمعني كويس، لو عايز تشوف أسيا تاني يبقى بكل هدوء ابوها يجي، وسلم واستلم! صرخ أدم بصوت كان كفيل بهز كيان ذلك الأبله الذي يُحدثه: -انا هاطلع * اهلك يابن ال* وهجيبها وهجيبك.
بالرغم من قلقه رد بنبرة خبيثة: -تخيل كدة أنت لو اتأخرت انا هعمل ايه؟ الاول هستمتع بالموزة اللي بين ايديا، وبعدين هدبحها وبرضه هنوصل لأبوها ف الاخر! تلك الكلمات كانت كفيلة بهدم أخر بقايا تعقل لدى أدم، فظل يصرخ ويسب ويلعن بجنون لأول مرة يتلبسه كالشيطان الأهوج...!
أغلق الخط وحينها ومن سوء حظه وجد والد أسيا يتصل من خطه الجديد، فأجاب ادم بصوت أجش حاد: -ايوة -ازيك يا ادم؟ وازاي أسيا؟! أجاب أدم بجمود: -مش كويسة! إنتفض والدها يسأله بخوف واضح: -مالها اسيا يا ادم؟ انت عملتلها حاجة؟! هز أدم رأسه نافيًا بسخرية: -في حد من القصر خاني وعرفهم إن بنتك عندي -يعني ايه!؟ -يعني هما دلوقتي عايزينك تروحلهم! -هما قالولك فين؟ -قالولي ف (، ) أنت هتروحلهم متأكد؟!
-امال عايزني اسيبلهم بنتي! -الاول أقف في منطقة (، ) هبعتلك واحد من رجالتي يحطلك GPS عشان نعرف نوصلكم! -تمام سلام -سلام.
أغلق الهاتف وهو يحدق بالاشيء. ، لا يستطع المخاطرة بحياة أسيا. ، وبالطبع ستكون اولى اولوياته إنقاذها فقط!
كانت سيليا ممددة على الفراش في منزل جواد الخاص، مربوطة يداها بسلاسل في طرف الفراش حتى لا تستطيع الهرب!.. تتلوى بسرعة صارخة والجنون ينشب بين أطرافها كوباء ليس له علاج سوى في قبضتا جواد الذي يجلس ليشاهدها ببرود وكأنه يجد متعته في ذلك...! هتف ببرود وهو يحدق بها: -ماتحاوليش لانك مش هتعرفي تفكي نفسك! برقت عيناها بشراسة كانت جزءًا من خلاياها الفطرية، وأردفت مزمجرة: -فكني بلاش تخلف سبني!
نهض كالمجنون يجذبها من شعرها بعنف وهو يردد بازدراء واضح: -أخرسي مش طايق أسمع صوتك.. شعوره كان كالشخص الذي يُسلخ جلده، شعور أنه طُعن بخنجر الخيانة مرة واثنان، كان نقطة لبداية. ، موته! بينما ابتسمت هي تود التلاعب به كما تلاعب بها: -ايه مالك! مضايق عشان قرب مني لية؟! صراحة انا استمتعت وصدقني انا حاولت امنعه بس قولت عادي ده جوزي، الغلط عندك بقا انك ماعرفتنيش انه م...
ولكنه عاجلها بصفعة قوية وهو يزمجر بهيسترية: -اخرسي اخرسي يا رخيصة يا قذرة، أنتِ زيك زي بنات الليل لا وأرخص منهم كمان! مسحت خيط الدم الرفيع الذي إنساب على شفتاها بيدها الحرة، لتتابع ببرود حرق أوردته كالعلقم: -معلش هي الحقيقة دايمًا بتوجع كدة، بس عايزة افهم لما انا رخيصة اتجوزتني لية؟! ظل يصفعها عدة صفعات متتالية وهو يصرخ بصوت تركنت شظايا الالم به:.
-عشان اخليكِ تحت طوعي دايمًا، عشان تبطلي وساخة وتمشي زي الناس، عشان فكرت إنك ممكن تبقي مربية كويسة لأبني بس طلعتي مجرد عاهرة حتى ماتستاهليش أجرتك يا رخيصة! كانت تتنفس بصوت مسموع، الألم بخدها يكاد يفتك بها وهي تتظاهر بالتماسك، ولكنها قاربت الأنهيار فعليًا!.. ورغم أن ذاك المعتوه مصطفى لم يقربها بتاتًا. ، لانها وببساطة تمنعت عنه متحججة بالانتظار حتى العرس...
ولكنها سترد له الصفعة صفعتان مهما كان الثمن!.. نظرت له بسرعة عندما قال بقسوة لم تُخفى منها لفحات الجنون: -مش أنتِ خاينة وزبالة رغم اني محذرك وجسمك هو السبب ف الرخص اللي إنتِ عايشه فيه ده؟ أنا بقا هخليكِ تحرمي تكشفي جسمك ادام راجل تاني! وقبل أن تستوعب ما يقصده كان يخلع حزام بنطاله وهو يقترب منها... تضخمت دقاتها فكان كيانها كله يرتجف بعنف لرؤية الرحمة تُجرد من بين عيناه، فاعتدلت بذعر وهي تقول:.
-جواد اسمعني انا هفهمك. ، انت هتعمل ايه! ولكنه لم يكن يسمعها لها، اقترب منها حتى اصبح امامها، فبدأ يُمزق ملابسها بعنف دون ان يأبه بصراخها... حتى أصبحت عارية أمامه فأمسك بحزامه وبدأ يجلدها بقسوة وكأنه اصم عن صراخها ورجاءها...! بينما هي تتلوى وكأن نيران تكويها بلا رحمة..! لم يتركها إلا حينما فقدت وعيها واجزاء من جسدها تنزف!.. بصق عليها بازدراء يهمس:.
-للاسف مش فاضي اضيع وقت عليكِ اكتر، ابن عمي محتاجني!.. ثم أستدار وغادر بكل هدوء تاركًا إياها مُلقاه كجزء من قمامة دون فائدة!
خرج أدهم من غرفته على صوت طرقات متتالية على الباب، فسار بسرعة نحو الباب يردد بصوت أجش: -ايوة ايوة ثواني جاي فتح الباب ليجد أمامه أولاد عم شروق الثلاثة . ، فتركزت عيناه بجدية وهو يسألهم: -خير يا شباب عايزين مين؟! أجاب أكبرهم كريم بصوت هادئ تمامًا: -عايزين شروق، هي مش ساكنه هنا برضه؟! ضيق أدهم عيناه وهو يحملق فيهم، فضرب جرس الأنذار بعقله بمجرد ذكر أسم شروق، ليسأله متوجسًا:.
-وأنت تعرف شروق منين وعايز منها إيه؟! لم يبعد عيناه المفترسة عن عينا أدهم التي تمشطهم بدقة، وأجاب: -أحنا ولاد عمها..! هنا صاح أدهم مستنكرًا: -ولاد عمها إيه ووصلتوا لها ازاي اصلًا؟! تابع كريم بملل وهو يحك رأسه: -طب ممكن ندخل ولا هنفضل نتكلم على الباب ونلم الجيران علينا؟ فكر أدهم دقيقتان تقريبًا... ثم تذكر حديث سيليا السري عن أهل شروق...! ليهتف بعد فترة مفككًا كرة الصمت: -اتفضلوا.
دلفوا جميعهم بهدوء وأدهم خلفهم، جلسوا ثم عاود كريم الحديث مرة اخرى بصوت هادئ: -احنا اولاد عمها، انا كريم وده هاني وده مراد، عمي الله يرحمه اتوفى من شهر، ومن ساعتها واحنا بندور على شروق عشان وصية عمي قبل ما يموت اني اتجوزها عشان احافظ عليها، وكمان احنا دلوقتي مانقدرش نفتح وصيته اللي مع المحامي من غير وجودها! توالت الصدمات على أدهم كالكهرباء التي تجعل جسده يهتز بعنف وكأنها تود سلب تلك الروح منه...!
حاول أن يعود لرشده وهو يسأله بجمود: -وانا هتأكد ازاي انكم فعلا اولاد عمها؟! وان كلامك ده صح؟ حينها تنحنح كريم بخشونة وهو يرد بما أقنعه ملزمًا إياه الصمت:.
-اسمع يا استاذ ادهم، اولا احنا مش مجانين عشان نجيب واحدة غريبة تشاركنا ورث عمنا، ثانيًا انا اكبر من شروق بتلات سنين والتلات سنين اللي عاشتهم مع اهلها كنت متربي معاها واعرف عنها حاجات خاصة جدًا، ده غير إني وصلتلها عن طريق ظابط ف المخابرات بصعوبة ف انا مش بلعب صدقني، بالأضافة انك تقدر تيجي معانا عشان تطمن كمان! بس الاول انت مين اصلاً وهي عايشة معاك لية؟!
تجمد عقل أدهم عند مستنقع الغيّرة فسأله بحدة لم يستطع كتم رائحتها: -حاجات خاصة ايه اللي تعرفها عنها؟ رد كريم ببساطة: -ف ضهرها بعد الكتف بشوية في وحمة لونها بني على شكل دايرة وصغيرة جدًا!
كان ادهم يجز على أسنانه بحدة، وذلك الأبله لا يدري أن كلماته تحرق جدار الثبات داخل أدهم فيود الانقضاض عليه ليقتله!.. نظر أدهم نحو شروق التي كانت تقف عند باب غرفتها تستمع لهم، فأومأت له مؤكدة، ورغم أنه متأكد من حديثه إلا أنه قال: -والمطلوب؟ انكم تاخدوها؟! بادله كريم السؤال بسؤال حينما استطرد: -قولي الاول انت مين وهي عايشة معاك بأمارة ايه؟!
إنتهت اللعبة. ، وخرج عقله مسلوبًا تحكماته عندما نهض أدهم ليرد بكل جبروت رجولي تحمل شخصيته: -بأمارة إنها مراتي! إتسعت أفواه الجميع من ضمنهم شروق. ، شروق التي كانت مشاعرها جياشة تلك اللحظة... حتى تسربت من بين يداها فلم تعد قادرة على تحديد ايًا منها! بينما نهض كريم وقد بدأ قناعه يزول: -مراتك ده ايه؟! فين اللي يثبت الكلام ده؟ وبما انك فتوة الحته ازاي اهل المنطقه مايعرفوش؟! مط ادهم شفتاه ببرود وهو يخبره:.
-أحنا لسة كاتبين الكتاب حتى لسة ما أخدناش عقد الجواز من المأذون، اول ما أستلمه هوريهولك! هنا تدخل مراد في الحوار مغمغمًا بغيظ: -احنا مش ماشين من هنا من غير شروق رفع أدهم كتفيه بلامبالاة يخفي وتر الشياطين الذي بدأ يتدفق منه وقال:.
-جرب خش خدها كدة، وانا هاطلعك من هنا على نقالة اسعاف، لا وهسجنك وهقول عايز ياخد مراتي غصب عني، قولتلكم امشوا وتعالوا بعد يومين ولا يوم، وبما انكم عرفتوا اني فتوة الحته يبقى اكيد عرفتوا اني مابهربش!
الثقة التي كانت تحجز ما بين كل حرف والاخر في كلماته، جعلت كريم يتدخل وهو يتابع بإيجاز: -بكره بليل هنعدي عليك وهنجيب المحامي. هنشوف عقد الجواز وهنفتح الوصية! سلام قال اخر كلمة وهو يرمي عيناه نحو الباب الذي تقف عنده شروق، لينكمش جسدها تلقائيًا بقلق من نظراته المتفحصة! وبالفعل غادروا جميعهم...
حينها خرجت شروق مسرعة تسأله بصوت مذهول: -أنت ايه اللي أنت قولته ده؟ مراتك ايه انت اتجننت؟! ابتسم بسخرية كتم بها بوادر إنفجار، ثم أردف: -كنتي عايزاني اقولهم عايشين عادي كدة، وبعدين انا مش مطمن لهم، دول عايزين الورث بس ومش بعيد يكون عايز يتجوزك عشان يقدر يسيطر على ورثك لان بما ان ابوكِ اجبرهم بالطريقة دي انهم يلاقوكِ يبقى هو سايبلك انتِ نصيب الأسد!
صمتت للحظة، اثنان. ، والثالثة كانت الخاتمة لصمت مشحون فتهدجت أنفاسها وهي تتهكم بصوت يكاد يسمع: -يا فرحتي بالفلوس وابويا وامي مش معايا! احاط وجهها بين يداه يتحسس بحنان وهو يهمس: -أنا معاكِ، أنا عيلتك وأنتِ عيلتي اومأت بابتسامة هادئة، لتعود وتقول بنبرة متقطعة: -اه بس برضه، جواز مش هينفع! احنا طول عمرنا اخوات وهنفضل اخوات اومأ موافقًا، ثم ابتعد عنها ليخرج صوته أجش وهو يخبرها ؛.
-الجواز هيبقى مؤقتًا وصوري، لحد ما نشوف اخرة عيال عمك دول! ثم استدار يرتدي الچاكيت بسرعة وهو يردد: -انا هروح أجيب مأذون واتنين شهود صحابي وعم مصلحي عشان يكون وكيلك دلوقتي عشان لازم اكون مع ادم بعد كدة اومأت موافقة دون رد ليغادر هو بالفعل...
مر ما يقرب من الثلاث ساعات... واخيرًا سمعت طرقات هادئة على الباب لتنهض متنهدة وهي تفتح لهم الباب..
كانت شروق تسبح في بحر أفكارها أثناء كتب الكتاب... ستتزوجه...! كلمة تجعل روحها تنبض بشيء لم تستطع فك لغزه حتى الان. ، ولكن كلمة مؤقتًا تقتل تلك النبضات ببطء! إنتبهت لهم على كلمة المأذون الشهيرة بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في الخير !
تناقلت الابتسامات من هنا لهناك تخفي رنين أرواحهم المختلف.. حتى غادر الجميع بهدوء، فنهضت شروق دون كلمة تتجه لغرفتها... بينما كان أدهم جالسًا مكانه، حتى الان يكذب أذنيه. ، يكذب الجميع، يكذب ما حدث من اوله إلى اخره! لا يصدق أنها اصبحت ملكه. ، اصبحت تحمل أسمه. ، تنتمي له وحده! سيقترب منها متى شاء، سيحتضنها، وسيُقبلها!.. سيفعلها وإن كان أخر شيء في حياته...
عند تلك النقطة تحديدًا نهض وهو يتجه لغرفتها، طرق طرقة خفيفة ودلف دون ان ينتظر... دلف ليجدها تقف أمام المرآة بصمت وهي ترتدي قميص للنوم فقط ويبدو أنها لم تكمل إرتداء ملابسها!.. كان يقترب ببطء فسألته شروق متوجسة وهي تحاول تغطية جسدها من لهب نظراته.. إلى أن أصبحت عند ملتصقة بالحائط خلفها وهو أمامه يحشرها بينه وبين الحائط، ابتلعت ريقها بتوتر وهي تلمح تلك النظرة الغريبة عن مرمى جوارحهم الان!..
ثبت وجهها بين يداه، وعيناه مُسلطة على شفتاها، فحاولت أن تُخرج صوتها المكتوم: -أدهم. ، أدهم أنا. ، آآ ولكنه قاطعها عندما وضع إصبعه على شفتاها، ليهمس بصوت أجش: -أنتِ مراتي دلوقتي! صمتت ولكن إرتعشت حرفيًا عندما شعرت بإصبعه يتحسس شفتاها برقة، فأبعدت وجهها بسرعة وهي تقول بصوت مبحوح: -متنساش منار أمسك بوجهها يجذبه له ليردد وكأنه لا يفقه سوى تلك الكلمة: -أنتِ اللي مراتي..!
عضت على شفتاها ولم تستطع النطق، ليمد يداه برقة يلمس شفتاها وهو يتابع بحنق طفيف: -لأ ما تعمليش كدة ولم ينل إجابة ايضًا، فاقترب اكثر فأكثر حتى اصبحت شفتاه تلمس شفتاها عندما نطق: -شروق. ، هعمل حاجة ومتضايقيش، بس انا. ، أنا نفسي فيهم جدًا لم يعطيها فرصة الأعتراض إذ اكتسح شفتاها في قبلة شغوفة كانت رسالة تبثها أشتياقه وعشقه الخفي لها... كان يُقبلها بلهفة وكأنه أخر شيء سيفعله، بينما هي مستسلمة لإلتهامه..
إلى ان رفعت يداها ببطء متردد تحيط ظهره بينما هو يُشبعها تقبيلًا..! وازداد جنونه وهو يستشعر استسلامها له...! قطع تلك اللحظات الحارة صوت طرقات سريعة على الباب، لينتفض أدهم مبتعدًا عن شروق دون كلمة... ثم اتجه لباب المنزل على الفور، دقيقتان ولحقت به شروق لتتجمد مكانها وهي تراه بين أحضان تلك الملعونة منار حرفيًا! منذ ثوانٍ يُقبلها والان يحتضن أخرى وكأنه يعشقها منذ الأزل؟!..
بعد ساعات عدة... كان ادم يتتبع والد أسيا عن طريق الGPS كما أتفقا... وتتربى داخله رغبة وحشية لقتل أيًا من تسبب في ذلك الجفاء الذي يشعر به فور غياب معشوقته. ، وطفلته المشاكسة!. أختبئ في مكان معين ينتظر خروج والد أسيا او حتى هي... ولكن طال الوقت لخروج اي شخص، فتقدم ادم ببطء مشيرًا لرجاله الذين يقودهم جواد أن يتبعوه... بينما أدهم ينتظرهم في الخارج منعًا لحدوث أي خلل...
وما إن سار قليلاً حتى وجد والد أسيا يخرج مترنحًا في سيره، ركض أدم نحوه بسرعة ينادي: -رفعت! سقط على الأرض متأوهًا، فسأله أدم بفزع: -في ايه مالك؟! عملولك ايه؟ وفين أسيا! كان تنفسه ثقيل جدًا وهو يخبره: -إدوني. ، س سم هيموتني بالبطيء بعد 3 أيام، بس آآ هيفضل ياكل ف جسمي ويعذبني لحد ما أموت! أشتدت نظرة أدم قساوة وهو يتوعدهم بصمت، حينها إنتبه للاخر وهو يتوسله بضعف:.
-اقتلني يا أدم، أديني رصاصة خليني أموت دلوقتي! حاسس كأن نار بتحرق فيا مش هستحمل 3 ايام تاني! نهره أدم بسرعة: -لية بتقول كدة! أنت هتاخد علاج انا مش هسيبك هز رأسه نافيًا وهو يردف هامسًا: -قالولي. ، قالولي إن مفيش دكتور ف مصر هيقدر يعالجني لو حاولت، لأن آآ. ، لأن السم من بره مصر وملهوش علاج اصلًا. مهمته انه يعذب ويكوي الجسم وبس! ظل أدم يهز رأسه نافيًا بينما الاخر يحاول تقبيل يده ويردد بلا توقف:.
-ابوس ايدك يا ادم، ارحمني، اضرب الرصاصة دلوقتي، دي مش هتبقى جريمة ده يبقى قتل رحيم، ارجوووك ابوس رجلك ارحمني انا بتعذب آآآآه! بدأ جسده يتشنج بعنف وهو يتأوه بصوت مكتوم كالذي يُنازع... فبدأ صراع حاد يدور داخل أدم. ، عاجلًا ام آجلًا هو سيموت خلال أيام.. ولكن رصاصة أدم ستُشكل فارق قوي، ستحدد إنهاء عذابه ام استمراره!
ومع استمرار توسلات رفعت، أخرج أدم سلاحه بتردد جلي، فأمسك رفعت سلاحه بلهفة يضعه عند قلبه مباشرةً وهو يهمس مغمضًا العينين: -أسيا أمانة ف رقبتك يا أدم، ما تخليش أبن خالها يقرب منها بأي شكل من الاشكال، هو السبب ف كل اللي انا فيه، بينتقم لأني بعدته عن أسيا زمان...!
كان أدم يلعنه بصمت تحت أسنانه، يقسم ويتوعد بجنون! وفجأة كان يحاول الضغط على الزناد فتنهد أدم بقوة وهو يُثبت سلاحه، ثم أطلق الرصاصة لتخترق جسد رفعت الذي سقط غارقًا في دماؤه!..
حينها ظهرت أسيا التي جمدتها الصدمة مكانها. ، مظهر زوجها وهو يقتل والدها كانت بمثابة سكينة تقطع كل شريان للحياة! ظلت تقترب من أدم وهي تهمس بجمود: -قتلته! قتلت بابا؟ أغمض أدم عيناه بقوة وهو ينظر خلفه لجواد ليأمره بسرعة هامسًا وهو ينظر لجسد رفعت المسجي ارضًا: -خدوه وشوفوا لسة في حد فوق ولا لا اكيد مشيوا ازدادت نسبة الادرينالين عند أسيا التي ظلت تصرخ باهتياج هيستيري:.
-قتلته ليييية سيبه حرام عليك ارحمني أنت بتعمل فيا كدة لية؟ حسبي الله ونعم الوكيل فيك حرام عليييييك حاول تثبيتها بين ذراعاه وهو يتشدق بحزم هادئ: -أسيا اسمعيني، أسيا هما. ، آآ ولكنها قاطعته عندما بصقت على وجهه بجنون مرددة: -ده مقامك عندي، أنت اقل من اني أسمعك، هما كان عندهم حق! كانوا واثقين إنك هتقتل بابا لانه اعترض إني افضل معاك تاني...! عندها لم يتحمل أدم.
لا يستطع اصلًا تحمل تلك الأهانة وإن كان على موته!.. صفعها بقسوة ثم جذبها من شعرها بعنف وهو يزمجر كالوحش: -الا الاهانة، الاهانة عندي تساوي الموت، لو بعشق التراب اللي بتمشي عليه هقتلك قبل ما تفكري تدوسي عليا وتهيني رجولتي! ظلت أسيا تبكي بصوت عالي متأوهه من قبضته المؤلمة، وفجأة لمحت بقايا زجاج مكسور فركضت من دون تردد لتمسك بها وهي تغرزها في معصم يدها وقد إتخذت الأنتحار سبيلًا. ، مظلمًا!