أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتدى جنتنا، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .





رواية لعنة عشقك

وفي ظلمة ذلك الليل في مكان اخـر..كان يركض كلاهمـا بسرعـة رهيبة ممسكين بيد بعضهمـا...وبعض الاشخـاص يركضـون خلفهـم بأقصى س ..



02-01-2022 03:04 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [19]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية لعنة عشقك
رواية لعنة عشقك للكاتبة رحمة سيد الفصل العشرون

وصلا امام العيادة...
فكانت أسيا تنظر امامها للاشيء وهي تردد بصوت جامد لا حياة فيه:
-اعتبر دي اخر حاجة هنعملها مع بعض يا ادم، واوعدك مش هتشوف وشي تاني
ثم استدارت وكادت تفتح الباب لتنزل ولكنه امسك ذراعها فجأة، يسألها بقلب ينبض بالخوف من الفقدان:
-يعني ايه؟ إنتِ بتساوميني يا أسيا!؟ يا إما اسيبلك الجنين يا إما تحرميني منك!
اومأت مؤكدة ببرود:
-ايوه، زي ما أنت بتحرمني منه.

وقبل ان ينطق كانت تلتفت له ممسكة بذراعه لتشعر بواقع تأثير لمستها الملتهبة عليه، فاستطردت متوسلة:
-وقبل ما تقول اني بلوي دراعك لا والله، بس حس بيا يا أدم، ده ابننا، جزء مني ومنك، صدقني لو راح هتروح معاه حاجات كتيى اووي والحاجز بيننا هيزيد، انا عايزه الحمل ده يكمل يا أدم، بالله عليك متحرمنيش منه!
كان جامدًا. ، عيناه مُركزة على اللاشيء حتى اعتقدت أن كلامها مجرد هامش لا يُعد ولا يحسب!

ولكن قبل ان تبتعد عنع بيأس كان يلتقط قبلة عابثة ناعمة لشفتاها وهو يهمس بصوت هادئ حاني بعض الشيء:
-وانا ماقدرش أحرمك من حاجة نفسك فيها يا طفلتي!
وبالرغم من التذبذب والتردد الذي كان واضحًا بعيناه، إلا انها ابتسمت بسعادة حقيقية وهي تحتضن ذراعها مهللة بينما هو ينطلق عائدًا للمنزل...
وكأنه عاد للخلف خطوة معاكسة للجحيم...!

كانت سيليا في المنزل اثناء غياب جواد في عمله. ، تجلس بملل بعد أن خلدت الطفلة في نوم عميق، لتنتبه لصوت هاتفها يصدح معلنًا وصول إتصال جديد، كان رقم مجهول فأجابت بهدوء:
-الووو مين معايا؟
-أنا مصطفى يا سيليا
ثم اكمل مسرعًا:
-قبل ما تقفلي الخط انا هقول حاجة تهمك جدًا
-خير؟

-اسمعيني كويس، تيا مش بنت جواد، تيا بنتي انا! انا ممكن افضح جواد واعمل تحليل الDNA واثبت انها بنتي واخدها، ومش مهم بقا هو اتعلق بيها ولا لا!
صرخت سيليا فيه بذهول ؛
-انت كداب، تيا بنته
-انا مش مجبر أقنعك، انا هستناكِ في كافيه (، ) اللي في المعادي وهيكون معايا عينة دم تقدري تعملي بيها التحليل وتتأكدي، ولو ماقابلتنيش انا هقول لجواد بس مش جواد بس ده انا هقول للدنيا كلهااا انه...
ثم ضحك بسخرية متابعًا:.

-خرونج ومراته كانت مقضياها وضحكت عليه، وابقي قابليني لو عرف يبص في وش حد بعد كده
زمجرت فيه سيليا بحنق:
-اقابلك لية انت عايز مني ايه؟
-هي نص ساعة وامشي علطول، هتعرفي عايزك لية لما تيجي يا سيليا. ، سلام يا قمر!

ثم أغلق الخط...
بدأ حديث صامت يحمل واقعًا ملموسًا بين ثناياه يدور محلقًا في أفق عقلها...
وألف سؤال اولهم، هل فعلاً تيا ليست ابنة جواد؟!
ماذا يريد...؟!
هل سيفضح جواد إن لم تذهب؟!..
عند تلك النقطة التي كانت محور التحكم داخلها، نهضت بسرعة ترتدي ملابسها وهي تنوي مقابلة ذاك المعتوه والعودة قبل رجوع جواد...

تنبهت جميع حواسه للضربة القاسية التي سيتلقاها حتمًا من حظه الأسود وقضاء حياته...!
رفع وجه أسيا بين يداه يهمس بصوت متوتر بعض الشيء:
-عملتي ايه؟ قوليلي ومتخافيش
عضت شفتاها السفلية ولم تنظر له قط، لتخرج حروفها متلكأة خبيثة تعزف على وتر حساس داخله وهي تقول ببطء:
-انا آآ عملت طلب انضمام لجروب على الفيسبوك عادي، والجروب كله بنات، فالأدمن طلبت مني ريكورد عشان تتأكد اني بنت وآآ...

اومأ أدم يحثها على الإكمال بلطف:
-ايوه وبعدين كملي يا طفلتي هاا؟!
أكملت باختناق مصطنع:
-وطلبت مني صورة، وانا بعتلها صورة ليا بشعري، وفجأة لاقتها بتكلمني وبتقولي إنها راجل مش بنت وأني لو ماقابلتوش هيفضحني بصورتي اللي هو ركبها على صور مش كويسه!
إتسعت عيناه أدم وهو يجز على أسنانه بعنف حتى أصدرت صوتًا اقلق أسيا فعليًا...

كلما نظرت لعروقه التي برزت شعرت وكأن قلبها سيتوقف عن النبض معلنًا فزعه من ذلك المظهر!..
وقبل أن تنطق أسيا بأي شيء كان أدم يأمرها بحدة:
-هاتي ام الايميل بتاعه والجروب وايميلك
كادت تهتف بتوتر:
-بس بص يا أدم آآ...
ولكنه قاطعها عندما قبض على ذراعها بعنف حتى ألمها عن عمد، ويزمجر بوجهها بصورة شبه هيسترية:.

-إنتِ متخلفه ولا بتستعبطي؟! في حد يبعت صورته لأي حد كده! إنتِ من امتى بالسذاجة دي ده انا كنت مفكرك ناصحه!
نهضت من جواره بسرعة وهي تتشدق مغمضة العينين خشية إنفجاره الموحش حتمًا:
-مهو بصراحة آآ...
ولكنه صرخ فيها بعصبية:
-وريني ام الصور
استدارت تمسك بهاتفها وهي تظهر تلك الصور، ثم اخذت تقترب منه رويدًا رويدًا حتى مدت يدها له بالهاتف...
ليمسك الهاتف ويجد ان تلك الصور لم تكن سوى مجرد صور لراقصة لعبة!

أغمض عيناه وهو يلعن بصوت خفيض، لتغمغم أسيا ضاحكة وهي تود الركض من امامه:
-اصل بصراحة ده كان مقلب يا حبيبي
كاد تركض ولكن وجدته يمسك بذراعها قبل ان تستطع الفرار من امامه...
جذبها حتى سقطت على الفراش وهو فوقها، فأخذت ضحكاتها تتعالى بينما هو يحدق بها بجنون وكأنه على وشك قتلها!؟..
ظلت تردد من بين ضحكاتها التي دغدغت حواسه المتلهفة لطربها:.

-اصل بصراحة شكلك مسخره وانت متنرفز كده وبحبك اوووي لما تتعصب بتبقى عسل يا دووومي!
رفع حاجبه الأيسر وهو يقترب منها اكثر مغمغمًا بخبث:
-والله؟! مقلب يعني؟
إتسعت ابتسامتها وهي تهتف كالأطفال:
-ايوه، من حقي كمواطنه أعمل مقلب ف جوزي
أصبح وجهه ملامسًا لوجهها. ، ذقنه النامية تحتك بنعومة وجنتاها ببطء وهو يهمس بعبث فاح من نبرته:
-طب منا من حقي أعمل حاجات كتييير وإنتِ اللي منعاني.

شعرت بكيانها كله يرتجف بعنف مشاعرها في تلك اللحظة خاصة عندما شعرت بشفتاه تلثم جانب فكها ببطء رقيق وهو يتابع بلهفة:
-من حقي برضو أكلك دلوقتي
بعد محاولات عدة كانت تنطق بتشتت:
-ت آآ ت. ، ت، لا أنا عايزه أقوم، اه عايزه اقوم ورايا حاجات
وكادت تستقيم بالفعل ولكنه أعادها مكانها، ليُقبل رقبتها قبلات متفرقة جعلتها تشعر أنها تحلق في أعمق أفق وهو يستطرد بخشونة خبيثة:.

-لأ، أنا ورايا حاجات أهم ده مستقبل عيله انتِ بتهزري!؟
عندها لم تستطع مقاومته. ، صعد بشفتاه يلتقط شفتاها المزمومة في قبلة عميقة..
قبلة شغوفة متمهملة ونهمة أستهلكت أنفاس كلاهما...!
ويداه تعرف طريقها الذي يجعل جسدها يخضع له بكل بساطة..
لتلف هي يداها حول عنقه وهي تبادله قبلته التي تحولت لعدة قبلات مجنونة...
لتنتهي الليلة ككل ليلة بين أحضانه لا يوجد سوى أسمه يتردد على لسانها وهو يغرف من بحور عشقها...!

دلفت سيليا إلى المنزل بخطوات متوترة...
حتى الان لم تعرف غاية مصطفى والتي سببت لها اضطراب عام في بحثها عنها!..
كادت أن تفتح الأنوار ولكن فجأة وجدت جواد يفتحها وهو جالس على الأريكة يحدقها بنظرات لم تفهم معناها...
ولكنها كانت حادة، حارقة ومُخيفة!
اقتربت منه بتردد لتجده هو الاخر ينهض، حتى اصبح امامها فسألها بحدة لم تُخفى عنها:
-كنتي فين؟
تلعثمت كثيرًا وهي تنطق:
-كنت آآ كنت...

ولكنه قاطعها حينما رفع صورها هي ومصطفى بوجهها هامسًا بهدوء مُخيف:
-كنتي معاه؟
تجمدت مكانها للحظة، واخيرًا ادركت تلك الغاية الدنيئة التي ستجعل حياتها سوداء!..
انتبهت لصراخ جواد المجنون:
-ردي كنتي معاه؟!
اومأت سيليا عدة مرات بسرعة لتجده بحركة مباغتة يلوي ذراعها خلف ظهرها حتى اصبحت ملتصقة به وهو يضغط على ذراعها بعنف صارخًا:
-روحتي تشوفيه ليييية؟! ومن غير اذني! انتِ مابتزهقيش من الحوارات دي.

كادت سيليا تبكي من الألم الذي تشعر به، ليخرج صوتها مبحوحًا وهي ترجوه:
-جواد اهدى لو سمحت أنا ه آآ
ولكنه دفعها بعنف مزمجرًا بوجهها كالمجنون:
-متقوليليش اهدى، صدق اللي قال ديل الكلب عمره ما يتعدل
سقطت سيليا على الأرض باكية تشهق بعنف، ليتخطاها هو متجهًا للخارج ليخرج ويصفع الباب خلفه. ، ليزداد بكاءها الحاد حتى أيقظت الصغيرة...!

أستيقظت أسيا بابتسامة حالمة على وجهها، لتتحسس الفراش جوارها بتلقائية لتجده فارغ!
هبت منتصبة ترتدي ملابسها وهي تنادي بقلق:
-أدم، أدم انت ف الحمام؟
ولكن لا من مجيب، هبطت بخطى هادئة للاسفل لتسمع صوت يأتي من مكتب أدم...
فتحت الباب دون ان تطرقه بعشوائية وهي تهمس ببلاهه:
-أدم...
ولكن تجمدت باقي الحروف على حافة لسانها وهي ترى تلك المدعوة ب ليلي تجلس جوار ادم والابتسامة المتسعة تحتل ثغرها...

نظرت لأسيا وهي تقول بابتسامة متكلفة باردة:
-هاي ازيك يا أسيا، أنا بدأت اشتغل مع أدم ف هتلاقيني قاعده على قلبكم كتير
حاولت أسيا الابتسام ولكن فشلت محاولتها، فتابع أدم بصوت أجش:
-أسيا روحي وانا هخلص معاها وهاطلعلك
كادت أسيا تستدير في نفس اللحظة التي أتى فيها جواد بملامح جامدة، فهتفت أسيا بخفوت:
-ازيك يا جواد
هز رأسه بهدوء وهو يتخطاها داخلاً للمكتب:
-الحمدلله.

غادرت أسيا المكتب وهي تجز على أسنانها بعنف، بدأت تشعر بالغيرة تشعل بركان ملتهب داخلها!
وأدم يُزيد ذلك البركان بأفعاله...!
دلفت الى غرفتها وهي تدور حول نفسها يمينًا ويسارًا تحدث نفسها بعصبية:
-انا هوريك يا أدم اقسم بالله لاوريك الغيره وحشه ازاي!

مرت حوالي نصف ساعة وهي على نفس الحالة. ، لم تتحمل فركضت تعود للمكتب مرة اخرى..
وكما هي معتادة لم تطرق الباب بل فتحته مباشرةً لتُصدم بمظهر أدم الذي كان خالع قميصه وتلك الشيطانة يبدو انها تتحسس عضلات صدره. ، وجواد ليس موجودًا قد غادر! ،.

02-01-2022 03:04 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [20]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية لعنة عشقك
رواية لعنة عشقك للكاتبة رحمة سيد الفصل الحادي والعشرون

احيانًا نشعر بصفعة عنيفة من رؤيانا. ، تعجز الكلمات عن الوصف، ويصبح الفاه مجرد جندي أخرس في تلك الحرب...!
ليبقى جسدك حلقة وصل، حلقة ما بين الكتمان والأنفجار..!
لم تستطع أسيا النطق امام ذلك المظهر، ليهب أدم ناهضًا بسرعة وهو يردد بلهفة:
-أسيا. ، تعالي دي ليلي آآ...
ولكن تلك الشيطانة قاطعته لتهتف بسماجة:
-أكيد أسيا مش شكاكة لدرجة انها تفهمنا غلط يا أدم يعني..!

عندها شعرت أسيا بخبث الانثى داخلها يدفعها للتأقلم وسط ذلك الاعصار، فتقدمت منهم ببطء مُقلق حتى اصبحت امامها فرفعت رأسها بكبرياء وهي تقول:
-فعلاً، انا عمري ما اشك ف أدم، بس الشيطان شاطر بقا يا لولا يا حبيبتي!
ثم ضحكت مثلها بسماجة وأكملت وهي تضرب كتفها بمرح مصطنع:
-والله حرام علينا احنا بنظلم الشيطان كل حاجة نلزقها فيه!
-قصدك ايه يعني؟
سألتها ليلي بعصبية...
لتجيب أسيا ببرود ثلجي يتلف الاعصاب:.

-ماقصديش، اللي على راسه بطحه يحسس عليها.

أحمر وجه ليلى وهي تتلقى الأهانة كالعواصف الرعدية فلا تستطع سوى سماعها والصمت...!
حينها تدخل أدم وهو يخبر أسيا بجدية:
-ليلي وقعت القهوة على قميصي بالغلط يا أسيا فخلعته لما اتحرقت بتلقائية ومافكرتش في الموقف، ولما دخلتي كانت بتشوف الحرق وانتِ دخلتي في نفس اللحظه قبل اي رد فعل مني
رفعت ليلي حاجباها بحنق وهي تتشدق ب:
-يعني انا غلطانه يا أدم؟
هز رأسه نافيًا ببرود:.

-لا خالص، بس مراتي ومن حقها عليا اني افسرلها اللي حصل
تدخلت أسيا مرة اخرى وهي تتفحص حرق أدم بعيناها فتابعت بنبرة باردة:
-طيب انا هشوف جرح جوزي، ممكن تتفضلي انتِ دلوقتي وقتك خلص!
جزت ليلي على أسنانها بصمت وهي تسحب حقيبتها لتغادر بسرعة دون ان تنطق بشيء اخر...
فابتعدت أسيا عن أدم وهي تضغط على الحرق بعنف عن عمد. ، ليتأوه أدم بصوت مكتوم مشاكسًا إياها:
-براحه يا حبيبتي وجعتيني
زمجرت فيه بشراسة:.

-جاك وجع ف قلبك، هي ليلي بقت ممرضه عشان تشوفلك جرحك ولا ايه؟!
كاد يضحك ولكنه تماسك وهو يخبرها ببسمة مُحلقة، مُهللة بتلك الغيرة التي تُعد تاجًا لعشقهم الدفين...!
لا طبعًا، بس هي اتدخلت كده وانا كنت لسه هزعقلها وابعد بس انتِ دخلتي
سخرت منه بحدة:
-قطعت الخلوة الحلوه صح؟
حينها أقترب أدم بوجهه منها حتى يداعب أنفها بأنفه وهو يردد ممازحًا إياها:
-ياخراااشي ياناس عالغيران دا!

أغمضت عيناها وكأنها تصرف ذاك الجن عنها، ثم صرخت بعدها بصوت أفزعه:
-أدم ابعد من قدامي، اوعى كده دا انت هتخلي الواد ينزل من قهرتي الله يحرقك!
ثم تركته تتجه للخارج بخطى سريعة، لتنتفخ اوداجها بغضب اكبر وهي تسمع ضحكاته الرنانة على غضبها الطفولي...
حينها أستدارت تنظر له مستطردة بخبث جعله يتصنم مكانه للحظة وعقابها الصارخ يسقط على اذناه:.

-وعلى فكرة انا هقفل الباب عليا وأنت مش هتدخل الاوضه دي لحد 3 أيام يكون حرقك خف يا حبيبي لاني مابحبش المحروقين خالص!
ولم تنتظر رده بل ركضت لغرفتها تغلقها عليها بالفعل بينما ادم يركض محاولاً اللحاق بها وهو يصرخ خلفها كالأطفال:
-خدي هنا يابت، استني يابنت المجنونه...!
ولكنها أغلقت الباب بالفعل، ليستند بظهره على الباب هامسًا بغلب ؛
-إن كيدهن عظيم فعلاً!..

ليحترق هو بضحكاتها هذه المرة فيضيق عيناه وهو يتوعدها بخبث...

بمجرد أن هبطت شروق من سيارة الاجرة وجدت من يمسك ذراعها بعنف ويزمجر بها بعصبية مفرطة:
-إنتِ جايه هنا لية؟ هتشوفي مين في الحته المقطوعه دي يا شروق!
ومن تهورها ثم غضبها العشوائي ردت صارخة:
-دجالة، جاية لدجالة يا أدهم ارتحت كده؟!
للحظة لم تسعفه حروفه للرد...
احيانًا تصل لمرحلة يصبح الكلام فيها مجرد هامش في صفحة امتلأت سطورها!..

لم يستطع سوى سحبها من يدها -كالبقرة- نحو السيارة ليُدخلها عنوة مرددًا بحدة حازمة:
-اسكتي وادخلي باحترامك احسن يلاااااا
ثم أستقل هو خلفها وهو يخبر السائق بعنوان منزلهم. ، نظرت له شروق بحدة وهي تتمتم بصوت حاد:
-ادهم ملكش دعوة لو سمحت، يمكن السحر هو الحل بقااا
اخترقت ضحكته الساخرة أذنيها مرتبطة بجملته التي تحمل الكثير والكثير:.

-ياريت كان السحر الحل، مكنش حد هيتعب في حياته، كنا هنعمل لكل حاجة سحر. ، كان الفاشل عمل سحر والفقير عمل سحر والمجنون عمل سحر واللي بتحب واحد عملت سحر، كنا عملنا سحر عشان نخلي بلدنا احلى، وسحر عشان فلسطين تتحرر، وسحر عشان البلاد العربيه ترجع زي الاول!
ثم اعاد النظر لعيناها البنية ومن ثم اكمل بجدية:
-بس السحر عمره ما كان حل، وبعدين ده آآ...
وعندما لم يجد منها رد الفعل المنشود، تنهد وهو يقول بخشونة:.

-انا يمكن مش قريب من ربنا وبعمل حاجات حرام كتير، بس عمري ما افكر في السحر، إنتِ اكيد عارفه انه يُعتبر شرك بالله يا شروق!
ثم ارتسمت ابتسامة ساخرة على ثغره وهو يردف بمرح لا روح فيه:
-ايه انتِ هتكفري ولا ايه!
هزت شروق رأسها نافية، كادت الدموع تنجرف من بين تلك الملقتان وهي تهمس بصوت شاحب:
-انا مافكرتش في كل دا، انا فكرت في المشاكل وبس، فكرت ف كل الهموم اللي بتيجي ورا بعض دي وبس!

تنهد ادهم تنهيدة عميقة تحمل في طياتها الكثير والكثير قبل أن يسحبها لأحضانع بحنان رابتًا على خصلاتها وهو يهمس:
-قدر الله وماشاء فعل، كويس اني لحقتك. ، خير!
ثم رفع وجهها له وهو يقول بابتسامة هادئة:
-هوصلك على البيت وهطلع على قصر أدم، هروح أظبط معاه ومع جواد الشغل عشان هبتدي شغل معاهم خلاص الفلوس اللي كانت معايا خلصت
ابتسمت شروق ابتسامة متكلفة وهي تومئ له موافقة عدة مرات...

بعد فترة...
تقابل كلاً من أدهم وجواد عند باب قصر أدم، كان جواد شاحب يتحدث ويصافح بلا معنى!
وكأن تلك الدنيا كانت متوقفة على نقطة إن تخطتها أرواحنا تدمر كل شيء...!
دلفا إلى المكتب في انتظار ادم الذي أتى بعد دقائق معدودة يهتف بابتسامة رجولية جذابة:
-ياااه، بقالنا كتير ماتجمعناش كده
ابتسم أدهم ولكن ظلت تعابير جواد ثابتة حادة، ليتأفف أدم مرددًا بخبث:.

-يابني قولتلك صالح مراتك وخلصنا من ام البوز اللي مصدره دا، قولتلك مصطفى ابن * بيضحك عليك وبيلعب بيكوا عشان ياخد حقه
وضع جواد يده على رأسه يتنهد عدة مرات. ، ثم سمع أدهم الذي تدخل يؤيده:
-انا مش فاهم ايه الحوار لكن فعلا اكيد اي حاجة مصطفى له دخل فيها هتبقى لعبة منه!
ظل يهز رأسه بقلة حيلة هامسًا:
-انا تعبت مابقتش عارف هو بس اللي عايز ياخد حقه ولا ايه...
نظر له أدم يلكزه بذراعه مزمجرًا بخشونة مصطنعة:.

-قوم، قوم يا جواد الله يهديك ماتسمعش لشيطانك قوم صالح مراتك
تنهد جواد اكثر من مرة وهو ينهض بالفعل مغمغمًا:
-تمام، اشوفكم يوم تاني اكون فايق فيه بقا، سلام يا رجالة
اشاروا له بأيدهم بهدوء مبتسمين...
حينها عادت ملامح ادهم لموطنها الخشن كالصقر وهو يهتف:
-اسمعني بقا يا ادم، انا عايز أأدب اولاد عم شروق وجدها
عقد أدم حاجبيه وهو يسأله باستفسار:
-عايز تأدبهم ازاي؟

-على اللي عملوه، عايز اعمل اي حاجة تأذيهم ومحدش هيساعدني غيرك
قالها أدهم بطريقة شرسة جعلت أدم يُيقن من إصراره على سبيل الانتقام...
صمت أدم مدة دقيقتان تقريبًا وكأنه يدور تلك الفكرة برأسه. ، ثم حدق بعينا أدهم التي استوطنها الخبث ليرد ب ؛.

-بص انا مابقتش أذي حد الا لو أذاني بس تمام بص، انت اديني بس اسم شركتهم اللي قولتلي عليها وانا هجيب معلومات بطريقتي عنهم، واوعدك هعمل كل اللي اقدر عليه عشان يفلسوا خالص وما أظنش في احلى من كده تأديبه!
اتسعت ابتسامة أدهم الخبيثة وهو ينهض ليصافح أدم بانكشاح صارخًا:
-ايوه كده يا راجل امال الصديق وقت الضيق قالوها من فراغ ولا ايه...!
ضحك أدهم على فرحته البلهاء ليعود ويفكر كيفية بدء خطة الانتقام تلك...!

في منزل جواد...
كانت سيليا تحاول تهدأة الصغيرة تيا من البكاء لتعود للنوم بعد فترة بصعوبة فتبدأ وصلة بكاءها هي كالعادة منذ مغادرة جواد حتى تورمت عيناها الزيتونية لتصبح مصبوغة بلون الدم...!
غفت رغمًا عنها وهي تهمس أكثر من مرة:
-جواد يلا بقا تعالى والنبي...
لم تشعر بنفسها عندما سحبها النوم ليُريحها من تلك الدوامة المُهلكة..!

بعد فترة...
استيقظت شاهقة عندما شعرت بيد تحيط خصرها بقوة، وقبل أن تتحرك وجدته يكتم فاهها بيداه ويحكم قبضته حولها ليحملها بين ذراعيه رغم كل محاولاتها الفرار من بين قبضتاه...!

أستغلت أسيا إنشغال أدم مع أدهم في مكتبه لتدلف إلى الغرفة التي اصبحت غرفة العلاج تحمل كل إمكانيات المشفى ليتم علاج والدها الذي كان في غيبوبة منذ ما جرى تحت اشراف ممرضات...!
كادت شهقة عنيفة تنفلت من بين شفتاها وهي ترى والدها ممدد لا حول له ولا قوة تحيطه الاسلاك من كل جانب...!
مظهر يجعل قلبك يتلوى طلبًا للرحمة وخاصةً اذا كان ذلك الشخص هو القلب نفسه...!

جلست جواره تمسك يده وهي تهمس من بين دموعها التي اخذت تنجرف:
-بابا. ، وحشتني اووووي يا بابا مش ناوي تقوم بقا؟!
اخفضت رأسها تُقبل يداه وهي تكمل بصوت مبحوح:
-انا ولا حاجة من غيرك يا بابا، انا نقطه على الشمال من غير وجودك
تعالت شهقاتها مرددة بألم:
-انا محتجالك اووي، محتاجة احس بدفى حضنك من تاني، قوم يلا يا بابااااااا.

انخرطت في وصلة بكاء عنيفة لم يفلتها منها سوى صوت الضجة العالية التي سمعتها تأتي من الخارج، عقدت حاجباها بقلق هامسة:
-استر يااارب
ولكن بدت المصيبة قادمة لا محالة عندما سمعت صوت الضجيج يعلو شيءً فشيء واصوات الطلق الناري ايضًا...!؟

02-01-2022 03:05 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [21]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية لعنة عشقك
رواية لعنة عشقك للكاتبة رحمة سيد الفصل الثاني والعشرون

بدا الجو وكأنه نقلة زمنية تعود بك لأحدى الحروب الدامية...!
ولكن تلك الحرب ليست متعلقة بأسباب دينية او دافعية وانما متعلقة بنفوس استوطنتها الشياطين!..
وضعت أسيا يداها على أذناها تحاول قتل تلك الصرخة قبل ان تخرج من فاهها..
ركضت تجلس جوار والدها وهي تضم نفسها له وكأنها تحتمي به...
ظلت حوالي ثلث ساعة وهي على نفس الوضع، حتى وجدت من يفتح الباب ويدلف، وصوت طلبته روحها قبل أذنها يصدح مناديًا بخوف:.

-أسيا!..
ركضت اسيا ترتمي بين احضان أدم الذي أغمض عيناه بعد ان غمرها ارتياح عميق، يضمها له بكل جوارحه، بكيانه الذي اهتز رعبًا على تلك المعشوقة...
رفع وجهها له يحاول تهدئتها بحنانه المعهود مؤخرًا:
-هششش خلاص اهدي يا حبيبي انا معاكِ
كادت تبكي وهي تتوسله النفي، قائلة:
-هو احنا هنفضل طول عمرنا عايشين كدا يا ادم ممكن في اي لحظة حد يهجم علينا عشان يقتلنا؟!

هز رأسه نافيًا يتبعها هزة رأسها حازمة منه وهو يخبرها صراحةً:
-لأ، دا كان خالد جاي عشان ياخد حقه طبعًا، بس خلاص. ، انا قتلته!
تردد في نطق الكلمة الاخيرة، وتحديدًا التي جعلت أسيا تتراجع عدة خطوات للخلف وكأن أمان احضانه تبخر تزامنًا ما نطقه بشناعة ما فعل...!
كانت تحدق بعيناه السوداء والتي كانت مظلمة، مظلمة بدرجة مُخيفة وكأنها تبتلع شياطين داخل اعماقها!
لتهمس بصوت مبحوح:.

-ق. ، ايه؟ قتلته! ببساطه كدا قتلته يا أدم؟
وتبعًا لمقولة الطبع يغلب التطبع
لم يبالي وهو يرد بجبروت بارد:
-ايوه قتلته، انا اقسمت المرة اللي فاتت انه لو جه تاني هقتله، وهو مش باقي على روحه وجه! مش هفضل طول حياتي عايش مستني هجومه
أخرجها عن طور الصدمة فبدأت تصرخ فيه وهي تضربه على صدره:
-انت ايه؟ كان ممكن تسلمه للبوليس انما تقتله بكل دم بارد! انت خلاص معندكش قلب للدرجة وقادر تاخد روح مش ملكك؟!

أمسك يداها الاثنان بعنف يزمجر بصوت اشبه لزئير الاسد:
-اهدي وبطلي جنان، انا ماروحتش بيته مخصوص اقتله، دا هو اللي جه يتهجم عليا وكان طبيعي ادافع عن نفسي وعنك، يعني دا دفاع عن النفس، اللي البوليس نفسه مايقدرش يحاسبني عليه انتِ هتحاسبيني عليه بأمارة ايه؟!
-بأمارة اني مراتك ومش هقدر اعيش مع قاتل!
ردت بتلقائية كادت تندم عليها لاحقًا ولكنها تماسكت وهي تستطرد دون ان تنظر له:.

-صعب، صعب اوي شعور انك تشوف روح حد بتطلع قدامك، ازاي انت بنفسك اللي كنت سبب طلوعها؟! ماصعبش عليك ولو لحظة!
-لأ
اجاب بصدق، وبرود. ، وهدوء أرعبها!
لم تجد ما تقوله فنظرت نحو الباب وهي تهتف بتوتر:
-انا عايزه اشوفه، ولو للمرة الاخيرة!
صمت برهه قبل ان يومئ موافقًا لها، ولكن قبل ان تخطي خطوة واحدة امسك ذراعها يحذرها بجدية:.

-بس لو مش هتقدري تتحملي المنظر خليكِ، انا مش مستعد اسمع محاضرة من محاضرات النبالة منك تاني!؟
صدرت ضحكة خافتة قصيرة مغموسة بالسخرية منها وهي تهمس له:
-متقلقش مش هسمعك محاضرة من محاضراتي تاني
ثم اتجهت نحو الخارج بخطى سريعة وهي متيقنة من أن ما ستراه لن يعجبها اطلاقًا...!
وبالفعل وجدت جثمان مدحت على الأرض مُغطى بغطاء أبيض...
تقدمت بخطى مرتعشة حتى اصبحت امامه، هبطت لمستواه لترفع ذاك الغطاء...

شهقت بعنف وهي ترى منظر رأسه التي فجرها الرصاص!
مظهر جعل جسدها يرتعش تأثرًا فلم تفعل سوى أن همست بحروف متقطعة قبل ان تنهض لتركض:
-الله يرحمك ويغفرلك ذنوبك!
ركض أدم خلفها نحو غرفتها ولكن قبل ان يدلف وجدها تُغلق باب الغرفة...
كانت تقف في منتصف الغرفة تحدق باللاشيء، إن كان مدحت به كل مساوئ الدنيا...
ولكن - الدم بيحن - كما يقولون!
لا تستطع تقبل مظهره هذا والتشفي فيه كما يجب!..

بدأت تشعر بالدنيا تدور من حولها، وصوت أدم يخترق عقلها وكأنه صوت بعيد جدًا:
-أسيا. ، أسيا افتحي الباب
ولكنها لم تستطع التحرك بل سقطت ارضًا فاقدة الوعي دون سابق إنذار...!

في سوهاج. ، تحديدًا منزل عائلة شروق...

كان الجد يترأس الجلسة في احدى الغرف هو وأحفاده الثلاثة. ، بعدما اغلقوا الباب عليهم ليبدأ اجتماع الشياطين!..
قطع ذلك الصمت المُهيمن على الأجواء صوت كريم الأجش الذي قال بابتسامة هادئة:
-حمدلله على السلامة يا جدي
رد الجد بملامح متجهمة:
-الله يسلمك يا ولدي
هتف مراد المندفع دائمًا بغضبه الدفين تجاه شروق وأدهم:
-هنعمل ايه يا جدي؟ عيلة الدهاشنة ما هايسكتوش على طار ولدهم..!
اومأ الجد مؤكدًا يردد:.

-عارف يا ولدي، وانا مش هقدر اضحي بحد فيكوا عشان كدا كنت عايز اجوز بت المركوب دي لحد فيهم ونخلص من الموال دا!
هنا تدخل ثالثهم يتابع بحنق:
-وأديك شوفت اللي حصل، هنعمل ايه يا جدي؟
تنهد الجد اكثر من مرة قبل ان يقول بصوت خشن امتلأ بالحقد الواضح للأعمى حتى:.

-ماعرفش يا ولدي، بس حاجة واحدة اللي أعرفها، لو كنت ممكن بنسبة 1 في الميه أحن وأسيبها، بعد اللي عملوه هي وجوزها مستحييل اسيبها الا اما اخلص من الموضوع دا
-طب والورث يا جدي اللي اخدته دا؟ هنسبلها تعبنا وشقانا؟
تدخل كريم قائلاً بتلك الجملة...
فبدت الدائرة وكأنها تحوي الكثير والكثير وكلاً منهم يبحث عن ما يهمه!..
وكله على حساب تلك المسكينة شروق ...!
ليرد الجد نافيًا بحدة:.

-الفلوس بتروح وتيجي يا ولدي، انما انتوا لو رحتوا مش هقدر اعوض حد فيكوا خصوصًا بعد موت ابوكوا وعمكوا! العيله هتبقى من غير شجرة!
جز كريم على أسنانه بغيظ وهو يتوعد أخذ حقه الذي سلبته شروق من وجهة نظره وليس العكس...
ليطاوع جده مكملاً بتساؤل:
-طب هنعمل ايه برضه يا جدي؟
تنهد الجد تنهيدة عميقة تحمل في طياتها الكثير والكثير، ثم أردف وهو يحدق بالفراغ مفكرًا:
-انا عرفت انا هعمل ايه، انا هصدرها في وش المدفع!

رد الثلاث في صوت واحد بعدم فهم:
-ازاي يعني يا جدي؟
لينظر لهم بأعين احتلها الخبث كعدو مُحبب لها، ثم قال بصوت خفيض نوعًا ما:.

-يعني انا هجيب كبير عيله الدهاشنة وهقوله انه زي مهو عارف مفيش بنات في العيله، وشروق لقيناها بس لقيناها مع واحد كدا منعرفش اصله من فصله طمع في فلوسها لما جت اخدت ورثها مننا، وبعد ما خدت الفلوس رفضت تتنازل شوية عشان عيلتها وتتجوز وهربت مننا واحنا مانعرفشي هي فين دلوقت، وحد منكم يقول لحد من ولاده بطريقة غير مباشرة على عنوان شروق والواد اللي اتجوزته دا، وبكدا نكون أقنعنا الدهاشنة ولو ما اقتنعوش هما هيتصرفوا بقاااا معاهم!..

إتسعت ابتسامة الثلاثة وهم يحدقون به بانهبار من تلك العقلية الشياطنية...!
ليهتف كريم بفخر مبتسم:
-تسلم دماغك يا جدي...

واخيرًا إستطاعت سيليا رؤية وجه ذلك المجهول الذي لم يكن سوى جواد ولكن لم يرد إيقاظ الصغيرة تيا...
أنزلها ارضًا وهو يتنفس بصوت عالي مرددًا يشاكسها:
-يخربيتك دا انا لو حرامي مش هتعملي كدا!
أغمضت هي عيناها تحاول تنظيم أنفاسها التي اصبحت في حالة هرج ومرج. ، لتهمس بارتياح:
-اوووف خضتني طب انطق
ابتسم ابتسامة صغيرة وهو يقول:.

-خوفت تصحي تتصرفي بتلقائية وتتكلمي بصوت عالي وتيا تصحى، وبصراحة دماغي مصدعة مش مستحمل عيطاها دلوقتي خالص!
اومأت بهدوء هامسة ؛
-طيب، هروح احضرلك العشا انت اكيد جعان
ولم تعطه فرصة الرد بل سارت بهدوء نحو المطبخ، ليتنهد هو بصوت مسموع يعلم أن طريق الليلة سيكون طويل. ، وربما جدًا!
بدأت سيليا تحضر بعض الأطعمة بحركة خفيفة وهي شاردة. ، متعجبة!
لم يتحدث حتى حول ما جرى!؟..

ما سبب تغيره هذا من حالة الغليان المرتفع لحالة السكون المُقلقة هذه...!
ارتفع هاتفها بصوت رنين لتمسك به فوجدت المتصل شروق فردت بسرعة وهي تهمس:
-شروق، جيتي في وقتك والله
-ايه مالك يا بنتي انتِ معيطه ولا ايه؟!
-لا لسه صاحيه من النوم، بس محتجالك جدًا
ضحكت شروق بشرود قبل ان تتشدق ب:
-جتلك يا عبد المُعين تعيني!
ابتسمت سيليا دون صوت لتهمس بعد دقيقة صمت من الطرفان ؛.

-حياتي اتلخبطت اوي يا شروق، وبقا في سر كمان مش عارفه اقول لجواد عليه ولا هدمره لو عرف!
سألتها شروق بعدم فهم:
-سر ايه؟
هزت رأسها نافية وكأنها تراها:
-مش هينفع على التليفون، تعاليلي بكرا او انا هحاول اجيلك
-تمام ماشي، خلاص هسيبك دلوقتي واشوفك بكرا بقا
-تمام، سلام يا حبيبتي
-مع السلامة
وقبل أن تغلق الهاتف وجدت من يُحيط خصرها ليحتضنها من الخلف، هامسًا وأنفاسه تداعب رقبتها بطريقة جعلت القشعريرة تسري في جسدها:.

-هو ايه دا اللي مش هينفع على التليفون؟!
شهقت بصوت مكتوم وهي تحمد الله أنه لم يسمع ما سبق ذلك...
لتتلعثم حروفها وهي تجيبه:
-لا دي آآ، شروق كانت عايزه تفضفض ف قولتلها مش هينفع على التليفون!
همهم بصوت منخفض جدًا وهو يتعمد أن تسير شفتاه على رقبتها بحركة بطيئة:
-اممممم...
حاولت الأبتعاد من بين حصاره وهي تهمس بتوتر:
-جواد. ، ال آآ الأكل!
لم يبتعد عنها بل ظل كما هو ليقول بصوت أجش متنهدًا:
-أنا اسف.

وقبل ان تنطق اكمل مقاطعًا اياها:
-اسف اني اتسرعت واتنرفزت عليكِ قبل ما اسمعك، بس اتجننت لما شوفته ماسك ايدك في الصور، بس لما هديت عرفت انه اكيد قاصد يمسك ايدك عشان اشوف الصورة دي، واللي انتِ هتحكيهولي إنتِ بقا روحتي تقابليه ليييية؟!
فتحت فاهها تود النطق ولكنه وضع إصبعه على شفتاها بحركة مباغتة يمنعها:
-لأ، مش دلوقتي. ، بعدييين، دلوقتي في حاجة أهم.

قال اخر حرف له وهو يغمض عيناه لاثمًا رقبتها بعمق، ضغطت بيدها على يده التي تلتف حول خصرها، لتشعر بشفتاه التي تُفتح وتُغلق على جلدها الناعم فتشعر بعمق أحساسها كفراشات رقيقة تُداعب معدتها...!
جذبها له اكثر حتى اصبحت ملتصقة به، ثم عض شحمة اذنها برقة متناهية وهو يهمس لها:
-وحشتيني...!
همست وصوت لهاثها عالي:
-وأنت اكتر
امسك كتفاها يلفها له ببطء، لينظر لجفناها اللذان كانا ك عازل يمنع ضي عيناها اللامع عنه...

ليُقبل جفناها ببطء متابعًا:
-افتحي عينك يا زيتونتي!
فتحت عيناها ببطء لتطل عيناها الزيتونية الساحرة، فتسحبه ككل مرة ليغرق بين غاباتها تلك وكأنها المرة الاولى...!
اقترب منها ببطء وشفتاه تبحث بتلهف عن شفتاها المنفرجة، وحينما لامسها لتبدأ معركة دامية من نوع آخر...!
معركة أسلحتها الشغف واللهفة والشوق العميق...
كان يلتهم شفتاها بنهم بينما هي تمسك طرف قميصه وكأنها ستقع من فرط تأثيره عليها إن تركها...

ليبتعد هو بعد دقيقة ليلتقطا أنفاسهم اللاهثة...
حينها مد يده يعبث بأطراف ملابسها ببطء. ، وهي مغمضة العينان مستمتعة بذلك الشعور...
ليحملها بين ذراعيه كريشة خفيفة. ، لتسطر ليلة اخرى في صفحات عشقهم...!

فتحت أسيا عيناها ببطء شديد لتتضح الرؤية لديها شيءً فشيء. ، فابالطبع كان اول من رأته أدم الذي صاح بلهفة بمجرد ان فتحت عيناها:
-اسيا حبيبتي خضتيني عليكِ يا طفلتي
أدارت وجهها للجهة الاخرى دون ان تنطق ليمسك هو وجهها بيده يحركه برفق ناحيته ليطبع قبلة حانية على جبينها هامسًا:
-انتِ لازم تفهميني وتفهمي شخصيتي عشان نعرف نعيش مع بعض يا طفلتي
ردت هي بتهكم مرير:
-وطفلتك مش قادره على دا
عقد ما بين حاجبيه:.

-يعني ايه؟
هزت كتفاها بقلة حيلة وهي تخبره بصوت ذو بحة واضحة:
-يعني انا تعبت وانا بحاول افهمك وابررلك يا أدم، طريقتك غير طريقتي، مبدأك غير مبدأي، طبعك كمان غير طبعي، كل حاجة بيننا مختلفه! مفيش حاجة بنتفق فيها الا حاجة واحدة
اقترب منها بوجهه حتى لطمت أنفاسه الساخنة وجهها وهو يهمس مغمض العينين وكأنه يحاول زج تلك الحقيقة بعقلها:
-اننا بنعشق بعض، ودا كفايه!

أبعدت يداه عن وجهها وهي تهز رأسها نافية، لتقول بمرارة:
-لأ عمره ما كان كفايه يا أدم، العشق ما بيأكلش عيش، يعني هو مش هيخلينا متفاهمين ومش كافي عشان يحل مشاكلنا، مش كافي عشان نبقى اسره متفاهمه فيما بعد!
جز على أسنانه بعنف. ، يحاول تهدأة ذلك الوحش الكاسر داخله..
ليسألها بهدوء ما قبل العاصفة:
-يعني ايه؟ عايزه توصلي لأيه يا أسيا من غير لف ودوران!
تنهدت بصوت مسموع وهي تخبره بجمود أطاح بصوابه...

-يعني مش هنكمل مع بعض يا أدم، انا عايزه أطلق ولو ماطلقتنيش هرفع قضية خلع!
عندها ومن دون سابق إنذار. ، حررت الشيطان الذي يحبسه بداخله فانطلق متأهبًا لذاك الانفجار...!



المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 7304 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 4313 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 3355 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 3231 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 3785 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، لعنة ، عشقك ،


 





# فنون # مشاهير # صحة # منوعات # الأطفال # English # تفسير الأحلام ثقافة # قصص # سيارات Cars # صور # تقنيات # الاجهزة الالكترونية # المطبخ # كلام فى الحب # أبراج # رياضة # ازياء # حكم وأقوال تطوير الذات# خلفيات # صور بنات # مشاهير # ديكور # صباح الخير # مكتوب برقيات شهر رمضان # جمعة مباركة # حب رومانسية # عيد # ادعية # خلفيات كرتون # منوعات # موضة # الأم # أطفال # حيوانات # صور ورد # اكلات # New Year # مساء الخير # اللهم صلي علي النبي # القران الكريم # صور نكت # عيد ميلاد # اعلام # سيارات # تهنئة الخطوبة # حروف واسماء # الغاز # صور حزينة # فساتين # هدايا # خلفيات النادي الاهلي # تسريحات شعر # الاصدقاء # بوستات نجحت # خلفيات نادي الزمالك # حب رومانسية # تهنئه # ازياء # صور بنات # صوره وكلمه خلفيات # كرتون # بروفايل رمزيات # دينية # سيارات # مضحكة # أعلام # مسابقات # حيوانات # ديكور # أطفال # أكلات # حزينة صور شباب أولاد ر# صور # الطب و الصحة # مقالات عامه # CV المشاهير # وصفات الطبخ # العناية بالبشرة غرائب وعجائب # قصص روايات مواعظ # صور حيوانات # وصفات الحلويات # الرجيم والرشاقة # نكت مضحكة # صور خلفيات # العناية بالشعر # شروحات و تقنيات # videos # Apps & Games Free # موضة أناقة أزياء # سيارات # ديكور # رعاية الأطفال # نصائح المطبخ # موبايل جوال # الفوركس # التعليم والمدارس # الحمل و الولادة # اخبار الرياضه # وظائف # صحة المرأة # حوادث # صور بنات # صور اطفال # مكياج و تجميل # عناوين بنوك شركات محلات مطاعم # العاب الغاز # عيد # كلمات الاغانى # اشغال فنيه واعمال يدويه # مصر # أشعار خواطر # للنساء فقط # للرجال فقط # صور شباب # علاج النحافه # رسائل SMS # أكلات نباتية - Vegetarian food # برامج الكمبيوتر # المراهقة # جمعة مباركة # blogger # رعب # لعنة العشق # حب # اسلامية # قاسي ولكن أحبني # أحفاد أشرار الحرب لأجلك سلام # أسمى معاني الغرام # حقيقية # لقد كنت لعبة في يده # ملهمة # أباطرة العشق # عربية # حب خاطئ # لست مميزاً # من الجاني # مشاهير # راقصة الحانة # اغتصاب طفلة # عاشقان يجمعهم القدر # الطريق الصعب # خيال علمي # أشواك الحب # تاريخ # سجينة ثوب الرجال # لروحك عطر لا ينسى # أطفال # عشق وانتقام # لازلت أتنفسك # لقاؤنا صدفة # للحب معان أخرى # خاتم سليمان # ممن أنتقم # نجاح # أبواب وهمية # حلمى فى صفيحة قمامة # فيلم # مجنون بحبك # بين شباكها # حزينه # رحلات جوليفر # عذاب قسوته # عندما ينادي الشيطان # لعنة حبك # مريم وامير # هدوء في قلب العاصفة # الحاسة السادسة # المشعوذة الصغيرة # عباقرة # لوعة العشق # حروب # قدر بالإجبار # بنات مضحكه# فوركس Forex# صحتك # الصور والخلفيات # الطبخ والحلويات # منوعات # اخبار الفن # القصص و الروايات الألعاب الرياضية # الحياة الزوجية # أزياء وملابس # الأم و الطفل # دراسات لغات # افكار منزلية # انترنت تكنولوجيا # صفات الابراج # حيوانات ونباتات # تفسير الاحلام # معانى الاسماء # خواطر و اشعار # الكون والفضاء اجمل نكته# Mix # Forex # youtube # foods # Kids # Health education # stories # News # kitchen # woman # Famous # Sport # Animals

-------

الساعة الآن 07:38 مساء