رواية المشوه الجزء الثالث للكاتبة الشيماء محمد الفصل الثاني عشر
ليلى بصدمة: انا مش همشي واسيب ولادي أدهم: يبقى هتسيبيهم غصب عنك يا ليلى ليلى بتبصله مش مصدقة اللي بتسمعه منه وفكرت تفضل غصب عنه وتشوف هيعمل ايه وهيتصرف ازاي ! ويوريها هياخد عيالها منها ازاي ! ليلى: أدهم انت فاهم بتطلب مني ايه !
أدهم: بطلب منك ايه ! تروحي بيتك اللي انتي اخترتيه، ايه الصعب في الطلب ده ! ليلى: الصعب اني اسيب ولادي وأمشي أدهم باستهتار: ده مش صعب أبدا بالنسبالك انتي عملتي اصعب من كده بكتير فاعتقد ده ولا حاجة مقارنة باللي عملتيه قبل كده .. انتي خلاص خطيتي مرحلة الصعب دي كل حاجة بالنسبالك بقت رخيصة وسهل الاستغناء عنها وكمان قابلة للاستبدال ليلى: ايه اللي بتقوله ده !
أدهم بصلها: هاتي حاجة واحدة من اللي قلتها ماحصلتش ! ماستغنيتيش عن جوزك ! ماسيبتيش بيتك علشان ڤيلا ! ماستبدلتيش مدرسة الولاد بمدرسة أغلى ! ايه ! ايه اللي ماعملتيهوش ! ليلى: انت بتظهر كل حاجة بطريقة غلط أدهم دور وشه بعيد: ده اللي عندي حاليا .. اتفضلي بقى روحي من هنا والولاد معايا ليلى: يا أدهم علاقتي انا وانت حاجة وولادنا حاجة تانية خالص ما تخلطش الأمور ببعض.
أدهم بصلها: وانا وانتي ايه وولادنا ايه ! ما كلنا المفروض حاجة واحدة ولا صح سوري نسيت انتي جزأتي كل حاجة ورتبتي أولوياتك روحي دلوقتي ولما أوصل لخطوة هنفذها وهبلغك بيها اتفضلي ليلى: ادهم مش عايزة اسيب ولادي وامشي أدهم بصلها وبتريقة: مش عايزة ! مين قال اني هدور على اللي سيادتك عايزاه ! اتفضلي من هنا بهدوء بدل مااتصرف بطريقة مش ظريفة قدام الولاد لانهم مراقبينا .. خليهم يحتفظوا بالذكريات الحلوة عننا بلاش دلوقتي يشوفوا أبوهم بيتصرف بهمجية مع أمهم .. اتفضلي يا ليلى.
سابها وراح جنب الولاد وأعلن بكده انه انتهى من الكلام واللي عنده قاله فقربت من ولادها وباستهم وماشية زياد باستغراب: ماما انتي ماشية ! ليلى بتأثر: اعذرني يا حبيبي ماما وراها حاجة مهمة جدا ومشوار مهم بعد ما قالت جملتها دي عرفت انها غلطت في اختيار كلماتها زياد بزعل: أهم مني يا ماما ! ومن اني في المستشفى .. آية لما تعبت فضلتي معاها وماسيبتيهاش أبدا !
ليلى مش عارفة ترد وبصت لأدهم اللي بص لبعيد ورفض يتدخل او يساعدها وسابها تتحمل نتيجة تصرفاتها ليلى قربت وباسته: اعذرني يا زياد صدقني غصب عني لو بإيدي مش هبعد أبدا عنكم .. باستهم الاتنين وضمتهم ودموعها نزلت ليلى: انا بحبكم جدا جدا ولا يمكن أبعد عنكم بمزاجي أبدا أبدا فلو يوم بعدت لازم تكونوا عارفين انه غصب عني .. فهمتوا ؟
الاتنين هزوا دماغهم وهما مش فاهمين حاجة من اللي بتحصل حواليهم .. بس حاسين ان في حاجة مش صح وفي مشاكل بس ايه هي مش عارفين ! ليلى مشيت وأدهم أخد نفس طويل مخنوق من تصرفه مع ليلى ومن زعل ولاده بالشكل ده بس حاسس انه متكتف ومش عارف يعمل ايه ! ولا يتصرف ازاي ؟ كل اللي عارفه انه مش عارف يعيش !
فاق على صوت زياد بيسأله: بابا هو في ايه ! ليه كل حاجة مش طبيعية وفين دادو ونانا وليه بتمشي اي حد فيهم بيجي هنا ! أدهم قرب وقرب كرسيه وقعد قصادهم الاتنين ومش عارف يتكلم ازاي ويفهمهم ازاي !
أدهم: شوف يا زياد وانتي يا آية مش هقولكم ان كل حاجة كويسة والأمور تمام لانكم أكيد ملاحظين ان في حاجة مش مظبوطة ومش هقدر برضه أشرحلكم كل اللي بيحصل لأنكم لسه صغيرين بس كل اللي هقدر أقوله حاليا إن في شوية مشاكل أتمنى تخلص على خير زياد: طيب ايه اللي هيحصل دلوقتي ! هنعمل ايه ! وماما مشيت ليه ! والمشاكل دي بينك وبين ماما ولا انت ودادو ولا مين بالظبط!
أدهم اخد نفس طويل وبص لابنه مش عارف يقوله ايه: تقدر تقول يا زياد ان المشاكل دي بيني وبين الكل ! آية: انت ليه يا بابا من ساعة ما رجعت من السفر وانت مش زي زمان ! أدهم: مش عارف يا آية ! صدقيني مش عارف .. بصوا ياولاد انا محتاج لشوية وقت اكون فيه بعيد عن الكل .. آية: بس يا بابا اللي بيقعد لوحده مش حلو شفت زياد إمبارح لما راح وقعد لوحده حصله ايه ! انت عايز يحصلك زيه !
أدهم ابتسم لبراءة بنته وضمها: حبيبة قلبي الوضع بيكون مختلف شوية بالنسبة للكبار .. زياد: انت شايف يا بابا انك لما تبعد وتفضل لوحدك ده الحل للمشاكل دي ؟ أدهم حس انه محاصر وسط ولاده اللي ابعد ما يكونوا عن الاطفال وأسئلتهم الصعبة
: والله يا زياد ساعات البعد بيكون الحل للمشاكل وساعات بيزود كل المشاكل آية: وانت بعدك عننا هيكون ايه يا بابا ؟ أدهم بصلها: حبيبتي انا مش هبعد عنكم آية: امال هتبعد عن مين ! زياد بص لاخته وكأنه بدأ يفهم الواقع حواليه او يتصدم بمعنى تاني: هيبعد عن ماما يا آية وهيبعد عن دادو ونانا ( بص لابوه ) طيب واحنا يا بابا هيكون وضعنا ايه ! مين فيكم هياخدنا ! انت ولا ماما ! ولا دادو ونانا ؟ ولا احنا مالناش دور في مشاكلكم دي ؟
أدهم بص لابنه ومعرفش يرد عليه وفضل كتير ساكت بيحاول يختار اجابة مناسبة : اللي بيحصل يا زياد محدش فينا بيختاره ! ساعات بنكون مجبورين نمشي في سكة معينة مش بمزاجنا ! زياد: انت سبق وقلتلي اننا ديما بنملك الاختيار حتى لو صعب بس بنملكه وقلتلي ان ربنا خلق الانسان مخير يعني كل واحد بيختار طريقه ودلوقتي بتقولي انه غصب عننا ومجبورين !
أدهم وقف وبص لابنه: ايوه الانسان مخير وايوه بنختار طريقنا زياد: يبقى انت يا بابا بتختار تبعد عن الكل أدهم: انت مش فاهم يا زياد .. انا مش بختار ابعد لكن انا... زياد: انت ايه يا بابا ! مش ده اختيارك ! أدهم: أيوه اختياري بس مش لاني عايز ابعد عنكم او ابعد عن مامتكم ! انت مش هتفهم زياد بزعل: مش هفهم ايه يا بابا انت مش بتحاول تفهمني !
أدهم قعد قصاده: في حاجات كتيرة حصلت زمان ! حاجات اصعب من ان انا اقدر اتخطاها والحاجات دي رجعت تاني دلوقتي تتحكم في حياتي وانا بصراحة تعبت من تجاهل كل اللي بيحصل فأنا محتاج لوقت اراجع فيه نفسي واراجع فيه قراراتي ! واشوف ايه الخطوة الصح اللي المفروض اعملها زياد: اكيد الصح اننا نكون كلنا مع بعض ! أدهم زعق: صعب .. صعب يا زياد ..
زياد: الصعب يا بابا اننا نعيش كلنا بعيد عن بعض أدهم بصله: طيب ماشي يا زياد انت مستعد تسيب ڤيلا دادو ومدرستك الجديدة وحمام سباحتك وكل حاجة عندك وترجع تعيش في شقتنا القديمة ! زياد بسرعة: لو هنكون مع بعض ايوة يا بابا ! ( بص لاخته وسألها ) آية توافقي نرجع بيتنا القديم انا وانتي وبابا وماما ولا نعيش لوحدنا مع دادو ونانا من غير بابا وماما ؟
آية: نرجع بيتنا مع بابا وماما مش عايزة اكون من غير بابا ولا ماما زياد بص لابوه: شوفت يا بابا ان الاختيار سهل بس انتوا بتصعبوه أدهم بعجز: زي ما قولتلك يا زياد في حاجات كتيرة انت مش عارفها والموضوع مش سهل زي ما انت متخيل زياد سكت وبص لاخته وهو معرفش يفهمهم ليه البيت بيتفرق بالشكل ده .. الدكتور كتب لزياد خروج وأدهم خلص اوراقه واخد ولاده وركبوا العربية ووقف محتار هيروح بيهم فين ! زياد لابوه: هنروح فين دلوقتي يا بابا !
أدهم بصلهم الاتنين وراه: عايزين تروحو فين ! انتو اختاروا آية: نروح كلنا الڤيلا عند دادو وماما أدهم: خلاص هوديكم ! زياد: طيب وانت يا بابا !هتيجي معانا ! أدهم بص لقدامه: لا يا زياد هوديكم انتو زياد: بس احنا عايزينك معانا أدهم: ماهو حاليا تختاروا يا تفضلوا معايا يا تروحوا لمامتكم ؟
آية: طيب نروح نجيب ماما ونيجي كلنا معاك ايه رأيك يا بابا ! أدهم حاسس بالعجز انه مش عارف يفهم ولاده لانهم ببساطة مش مستوعبين انه ينفع ابوهم وامهم كل واحد يعيش لوحده أدهم دور عربيته واتحرك زياد: بابا هنروح فين ! أدهم: هروحكم الڤيلا زياد: بس يا بابا انا قاطعه أدهم: بكرة هاجي أخدكم معايا زياد: ما نروحش دلوقتي ليه معاك ! أدهم: لان ببساطة سيادتك مش معاك هدوم لا انت ولا اختك .. النهاردة تروحوا تجهزوا حاجاتكم واجي اخدكم بكرة.
أدهم وصلهم لحد الڤيلا ودخلهم وكلهم جريوا عليه وكلهم اتجمعوا حوالين زياد يسلموا عليه وليلى نزلت وولادها الاتنين جريوا عليها وهي باستهم وضمتهم وبصت لابوهم اللي كان هينسحب بس هيا راحتله
ليلى: ادخل أدهم باقتضاب: لا متشكر .. بكره هاجي اخد الولاد جهزيلهم هدومهم ولعبهم ليلى باستفسار: هتاخدهم فين ! أدهم: بيتي يا ليلى .. ده مش بيتي ولا عمره كان ولا هيكون حسين اتدخل: ده بيتك يا ابني ادهم بص لابوه: اعذرني بس ده عمره ما هيكون احساسي .. حاولت وما قدرتش ..
حسين: الماضي يا ادهم خليه في الماضي وسامح بقى أدهم: ايوه ماضي بس للاسف الماضي هو اللي بيشكل حاضرنا .. فصعب دلوقتي نغيره اثار الماضي للاسف لسه موجودة وماعدتش عارف اتجاهلها .. انا مش زعلان من حد فيكم علشان تقولي اسامح بس برضه مش قادر أعيش وسطيكم .. خلونا كويسين كده حنان بعياط: انا ما صدقت ترجع لحضني يا أدهم.
أدهم: أنا مش هبعد عنك بس مش هعرف اعيش هنا معاكم .. بيتي مفتوح لاي حد فيكم بعد اذنكم سابهم وخرج وليلى خرجت وراه ولحقته قبل ما يركب عربيته وقف وانتظر يسمعها ليلى: اتكلمت عنهم كلهم وعن علاقتك بيهم وانك سامحتهم كلهم ومش زعلان من حد فيهم طيب واحنا .. انا وانت ... وولادنا ! أدهم: مشكلتي ماكانتش معاهم علشان ازعل من حد فيهم .. مشاكلي معاهم كانت ماضي وانتهى ليلى: يعني مشكلتك معايا انا ! ده قصدك !
أدهم بصلها: انتي شايفة ايه ! هو مين اللي هد بيتنا ودمره وفرقنا بالشكل ده ! مش انتي وقراراتك واختياراتك ! تحملي بقى نتيجة اختياراتك ! بعد اذنك ليلى وقفته: انت برضه ماقلتش انا وانت ايه اللي هيتم بينا ! دي مش اجابة أدهم اتنهد: مش عارف اوك ! انتي قولي انا وانتي مصيرنا ايه لان انا مش عارف كل اللي عارفه اني حاليا محتاج ابعد لحد امتى ؟ او هرجع امتى ؟ او مصيرنا ايه ؟ كل الاجابات دي ماعنديش اجابة ليها .. كده جاوبتك ولا لسه ؟ ليلى هزت دماغها: جاوبتني ( بعدت خطوتين عن عربيته ) مش هعطلك اتفضل.
ركب عربيته ومشي وماوقفش لحد ما وصل بيته نزل ودخله وحس بالفراغ جواه .. البيت ده مليان ذكريات كتيرة حلوة .. وذكريات برضه موجعة .. قاعد لوحده سرحان مهموم مش عارف هيعمل ايه في حياته وتليفونه رن قطع الصمت اللي هو فيه بصله كانت داليا فرد عليها داليا: فينك مختفي بقالك يومين ! عسى يكون المانع خير ! أدهم بزهق: زياد كان تعبان وكنت معاه في المستشفى ويدوب روحته داليا باستغراب: روحته ! امال انت فين !
أدهم: أنا في شقتي ! داليا بحذر: لوحدك ! أدهم: أكيد ... هيكون معايا مين يعني ! داليا: اخبارك ايه انت وليلى ! أدهم سكت شوية: شكله كده معدش هيكون في حاجة اسمها أنا وليلى ! داليا ابتسمت وحست انها هتنتصر قريب وأدهم هيكون لها: تحب نتقابل ! أدهم: لا مش قادر ما نمتش من يومين ومحتاج ارتاح !
داليا ماحبتش تضغط عليه: طيب براحتك على العموم أنا موجودة في أي وقت تحب تتكلم فيه او تحتاج لحد يسمعك أدهم: اوكي متشكر يا دولي .. سلام قفل معاها وقام دخل اوضته ورمى نفسه على السرير ونام لحد الصبح بهدومه حتى شوزه ماقلعوش .. نام زي ما هو .. تاني يوم راح لولاده ياخدهم كانت ليلى مجهزاهم بشنطهم ولعبهم وهو أخدهم بدون اي كلمة مع أي حد .. أخدهم ومشي على بيته .. قضوا اليوم كله لعب وجري وطلبوا اكل من بره وبالليل ناموا مع ابوهم .. أخدهم يومين وروحهم لأمهم ومشي برضه من غير ولا كلمة مع اي حد ..
عدى يومين وأدهم جه اخد ولاده ورجعهم برضه بعد يومين وهنا ليلى أخدت قرارها وبعد ما ادهم رجع ولاده تاني يوم الصبح راحتله شقته .. وقفت قدام بيتها دموعها نزلت بس مسحتهم بسرعة لان ده مش وقت عياط أبدا .. بعد ما كانت هتفتح الباب بمفاتيحها تراجعت ورنت جرس الباب وانتظرته يفتحلها
أدهم كان يدوب صاحي وغير هدومه وبيستعد للنزول لما سمع الجرس فراح يفتح واتفاجىء بها .. وقفوا قصاد بعض كتير محدش فيهم عارف ينطق لان كل واحد فيهم في مشاعر كتير متضاربة .. مشاعر ما تنفعش مع بعضها .. أخيرا ليلى نطقت: ينفع أدخل ! ولا تحب نتكلم على الباب ؟ أدهم فتح الباب وانتظرها تدخل وقفل الباب ودخل وراها أدهم: خير يا ليلى !
جزء منه جواه كان بيتمنى انها تكون جاية راجعاله .. جاية زي زمان لما جاتله بفستان فرحها وبدأوا حياة جديدة .. ليلى قطعت ذكرياته: جاية اتكلم والدور عليك تسمعني يا ادهم زي ما سمعتك في المستشفى .. المرة دي انت تسمع أدهم بهدوء: اتفضلي قولي ما عندك ليلى: انت جبت شريط حياتنا كلها في المستشفى وكله كان اتهامات ليا وحولتني لانسانة أنانية ما بتفكرش غير في نفسها وسعادتها وبس وده مش صح يا ادهم مش صح أبدا أدهم: ليلى انا.
قاطعته ليلى: اعتقد لما انت اتكلمت محدش قاطعك وسيبناك تقول كل اللي جواك ! سيبني أنا كمان اقول اللي جوايا بدون ما تقاطعني لو سمحت ! أدهم تراجع: اتفضلي قولي يا ليلى مش هقاطعك ليلى اخدت نفس طويل: بداية لما جيت بلدنا وصورتني اني كنت بطاردك وفضلت وراك لحد ما استسلمت ! دلوقتي يا ادهم بتسميها مطاردة ! مكنش حب يعني ! ده جزاتي اني حبيتك ورفضت اقبل قبولك بوحدتك !
ده جزاتي اني قدمت قلبي ملك ايديك ! انا حبيتك وانت عارف ده كويس جدا ومش ذنبي ان ابويا رفضك في بداية علاقتنا .. فماينفعش دلوقتي تحملني الذنب ده .. ومش ذنبي برضه انك قبلت شرط انك تسافر وتيجي انا رفضت الشرط ده وكنت هقدر اخلي ابويا يتراجع عنه بس انت اللي وافقت وقولت هخلي ابوكي يعرف اني بحبك بجد واني مستعد اعمل اي حاجة علشان سعادتك يبقى ما ينفعش دلوقتي تيجي وتتهمني بالاتهامات دي .. اما حكاية فرحنا فكان ممكن تعترض وترفض لكن انت وافقت وبمجرد ما حسيت انك متضايق قومت معاك ومشينا وبدل ما اكون عروسة فرحانة بعريسها قتلت فرحتي وعيشتني اسوأ ليلة في حياتي وليه علشان ابويا قالك كلمتين !
مجرد كلمتين من ابويا ماتحملتهمش وجيت تهد بيتنا وتنهي حبنا وتقتلني يوم فرحي عمرك سألت نفسك انا حسيت بإيه يوم فرحي وانت بتهده بالشكل ده ! واتمسكت بيك ورفضت اتنازل عنك بتلومني دلوقتي على ده ! بتلومني اني كنت أقوى منك وقدرت احافظ على بيتي وعلى جوزي ! ممكن اه أكون غلطت اني سمحت لابويا يتدخل بينا بس كان نفسي اقدملك عيلة تحبك وتحس انك جزء منها .. دي كانت نيتي ! تدخل عيلتي وتحس انها عيلتك فمش ذنبي برضه انك انت معرفتش تندمج معاهم لكن كان لازم احاول ..
اه غلطت في حاجات بس برضه كنت صح في حاجات .. كنت عيلة وبغلط وبحاول اصلح غلطي لكن عمري ما استسلمت ابدا وعمري ماتماديت في غلط وكل محاولاتي ارجعك ليا ده اسمه بحافظ على بيتي وعلى جوزي وعكسك انت بحاول دايما ابني بيتي واحافظ عليه لكن انت كان دايما حلك لكل المشاكل انك تبعد وتنهي اللي بينا ولحد النهاردة ده ديما الحل اللي عندك .. بتتهمني اني هديت بيتنا ومش واخد بالك ان من يوم ما عرفتك لحد النهاردة انت اللي بتهد وانا اللي ببني ..
بتتهمني اني برجعك امال كنت عايز مني ايه ! اسيبك تبعد وانهي حياتنا زي ما انت بتعمل ! بتتهمني اني السبب في انك خسرت ماكس شكلك نسيت ان السبب في خسارتك لماكس هو شغلك .. شغلك واعداءك هما سبب خسارتك لماكس وابويا لما قالك ده كلب كان بيقارن خسارة بنته بالكلب بتاعك .. بتلومني على ايه تاني ! اني سافرت وراك ! اني قررت اسيب اهلي وعيلتي علشانك واعيش معاك وابني بيتي اللي انت هديته !
ده بقى غلط دلوقتي ! اما مشكلة عدم الخلفة طبيعي اي واحدة لما تعرف انها مش هتخلف بتزعل ازاي كنت متوقع مني حاجة تانية ! ولما حملت في زياد كان اسعد شيء حصلي في حياتي ازاي كنت عايزني اتخلى عنه ! ازاي اقتل ابني بإيدي حتى لو حياتي هتكون التمن ! لو حد دلوقتي خيرك بين حد من عيالك وحياتك هتختار ايه ! وما تقوليش ان دلوقتي احساسك مختلف لان ده احساس الام من اول ما بتعرف انها حامل فمكنش ينفع انزله ومعرفتش اقنعك ممكن اكون غلطت لما عايرتك بتشوهك بس انت كنت فاهم انا بعمل كده ليه وبعدين النتيجة كانت زياد ابننا !
هل ده ماشفعليش غلطي عندك ! مش شايف ان وجود زياد في حياتنا غطى على غلطي في حقك وانا بقنعك نكمل الحمل ! وربنا رزقنا بعدها بآية وحياتنا كانت أجمل ما يكون وكل ده ليه علشان انا وقفت واتمسكت بيك وما استسلمتش زيك وكل ما بتبعد برجعك دلوقتي ده غلط ! دلوقتي بتلوم نفسك على رجوعك وتلومني اني برجعك !
وبعدها لما اتعرفت على دادو ونانا ! والدك ووالدتك كانت صدفة وانت عارف ده كويس واول ما عرفت انسحبت على طول من حياتهم بس دي كانت البداية انك تلاقي عيلتك وكل الامور تتصلح وبالفعل بسبب الصدفة دي كل حاجة وضحت وعيلتك رجعتلك دلوقتي بتلومني على ده ! ابوك رجع وعرف انه غلط في حقك وانت فهمت والدتك ليه استسلمت وفهمت الماضي وعرفت مكانتك وقيمتك وعرفت ان عندك عيلة بتحبك وبتتمناك تعيش وسطهم .. ده بتلومني عليه ! ولو تفتكر لما مامتك جت عندنا انت اللي استقبلتها وقلت انا مش بقفل بابي ف وش حد مش انا بقى غلطي دلوقتي..
ولما كنت رايح المستشفى وحسيت انك ممكن تتبرع لاحمد بالكبد قلتلك اوعى من خوفي عليك فاكر ولا افكرك... ولما باباك احمد بعته دار المسنين مشلول مين اللي جابه من هناك ؟ ها مش انت ؟! وانا بكل رحابة صدر قلتلك اهلك اهلي وانا هاحطه واخدمه بعيوني.. بقى ده غلطي اني عملت بأصلي واحترمتك انت واهلك بقى عيب بحقي...
دايما كنت تقولي نفسك في حضن من مامتك ولما صدفتي ساعدتك في ده بتلومني عليه ! كان نفسك في عيلة وبرضه صدفتي حققتلك ده وللاسف بتلومني عليه ! اه ممكن اكون غلطت لما سيبت بيتي هنا ورحت الڤيلا بس فكرت ان ده هيساعدك تلغي ذكرياتك القديمة و تبني حياة وذكريات جديدة وسط عيلتك ! كل حاجة عملتها في يوم من الايام بتقلبها ضدي .. طلعت نفسك ضحية وطلعتني انا شريرة الرواية ! انا حافظت عليك وعلى بيتي وعلى عيالي وده عمرك ما هتعرف تشوهه يا ادهم مهما تقول .. انت جواك عارف الحقيقة وعارف انا قد ايه حافظت على بيتي.
سكتت وادهم سامعها وبيفكر في كلامها أدهم: وبعد ما اقنعتيني اعمل العملية وبعد ما رجعت عملتي ايه ! ليلى: كنت محتاجة لشوية وقت .. بس شوية وقت علشان اتعود على شكلك الجديد .. الواحدة لو جوزها حلق شعره بطريقة مختلفة او ربى شنب او حتى حلق شنبه شكله بيختلف والواحدة بتاخد فترة لحد ما تتعود على شكله الجديد فما بالك بواحدة جوزها شكله اتغير كليا وجزئيا كنت متوقع مني ايه !
ادهم زعق: كنت متوقع تحاولي تقبليني لكن مش ترفضيني بالشكل ده ! انتي رفضتيني ! كنتي بتغمضي عنيكي وانتي في حضني ليلى زعقت: واديني قبلتك ! كنت محتاجة لوقت علشان اتقبلك وقبلتك واعتقد اخر ليلة لينا مع بعض افضل دليل اني قبلتك واني اتخطيت حاجز تغيرك .. أدهم: بعد ايه ! ها ! قبلتيني بعد ايه ! بعد رفضك ليا مرة بعد مرة !
ليلى زعقت: خفت يا ادهم ! خفت من تغيرك وخفت فعلا تستغنى عني ومش علشان انك بقيت وسيم فهتعرف تلاقي بنات بسهولة لا .. خفت انك زي ما شكلك اتغير انت كمان تتغير وللاسف بدل ما تطمني وتاخدني في حضنك وتتقبل خوفي ده وتديني وقتي اتقبلك بشكلك الجديد روحت وبعدت عني وعملتنى عدوة لك وعمال كل شوية تحملني كل حاجة فوق اكتافي وخليت الحمل تقيل عليا اوي .. كان ممكن كل الامور دي تتحل ببساطة بس انت عقدتها اوي ودلوقتي بتلومني انا أدهم: والوم مين يا ليلى ؟
ليلى زعقت: تلوم نفسك انك دايما بتستسهل الحل وحلك لكل مشاكلنا هو الفراق أدهم: حاضر يا ستي هلوم نفسي ودلوقتي الحل ايه ! ليلى وقفت وقلعت دبلتها من ايدها وحطتها قدامه وسط حالة ذهول شديدة منه: ده الحل .. حلك السهل المرة دي اختياري .. أنا اكتفيت يا ادهم أبني اللي انت بتهده .. زمان كنت بحطلك اعذار لكن مابقاش عندي اعذار احطها ومابقاش ينفع احطلك اعذار .. لما تيجي تلومني على حبي وتسمي تمسكي بيك ورطة انا ورطتك فيها وتكون علاقتنا عبارة عن غلطة انت ندمان عليها ! يبقى مابقاش ينفع احطلك اعذار .. لما تروح ترمي حمولك لواحدة تانية وترتاح في الكلام مع واحدة تانية يبقى مابقاش ينفع احطلك اعذار.
ادهم قاطعها: واحدة تانية مين ! ما تخرفيش بقى ! ليلى: داليا ! نسيتها ولا ايه ! مش دي اللي بترتاح في الكلام معاها ! أدهم: داليا مش حاجة بالنسبالي مجرد قاطعته: مجرد ايه ! ها ! اللي تسيبني في الشارع لوحدي بالليل علشان تتعشى معاها تبقى مجرد ايه ! ادهم: كان رد فعل لتصرفك !
ليلى بأسف: بجد ! انت مقتنع بكده ! على العموم كتر الكلام مالوش لازمة خلاص .. اهي قدامك هي هتموت عليك وعايزاك روحلها ... انت بتقول مش عارف تاخذ قرار فخليني انا اخده نيابة عنك واسهلهالك، انا مش هتمسك بيك تاني ومش هرجعك ليا تاني ... طلقني يا أدهم .. أدهم بذهول: .. اطلقك ! انتي بتقولي ايه !انتي عايزة تتطلقي مني ! ليلى: انتي قلبت كل حاجة ضدي ولومتني على كل كبيرة وصغيرة فأه يا ادهم دلوقتي انا عايزة اتطلق منك ..
ادهم سكت وما ردش عليها ليلى: الولاد ايه وضعهم ! انا هرجع لبيت أبويا وهعيش هناك لان مش هينفع افضل في بيت حمايا فشوف انت بقى الولاد هيكون وضعهم ايه ! هتيجي تاخدهم ولا هتسيبهم عند أبوك ولا هاخدهم انا معايا البلد ! قرر هنعمل ايه ! كويس انهم خلصوا امتحانات والا كانت السنه ضاعت عليهم وسط كل المشاكل دي ! قرر هتعمل ايه !
أدهم بصلها: خديهم معاكي البلد لحد ما اقرر هعمل ايه وهنتعامل ازاي ! ليلى: خلاص تمام و وقت ما تحب تشوفهم البيت مفتوح في أي وقت .. بعد اذنك سابته ومشيت وهو قعد مكانه وحط راسه بين ايديه مش عارف يعمل ايه ! ليلى واكتفت منه ! واهله وعاداهم ! وولاده وبعدهم هما كمان عنه ! فإيه الخطوة الجاية ؟
ليلى روحت الڤيلا وبلغتهم بقرارها وكلهم حاولوا يغيروا رأيها لكن خلاص وصلت لاخر تحملها وقررت ترجع لبيت أبوها وبدأت تستعد للسفر هي وولادها .. أدهم أخد أجازة من شغله لانه مش مركز في اي حاجة وحاسس انه تايه وان كل حاجة غلط داليا كلمته وطلبت تقابله وهو رفض يخرج من بيته لانه عايز يفضل لوحده وقفل معاها وبعد شوية اتفاجىء بيها على باب بيته،، فتحلها وهو مذهول من مجيها لشقته أدهم: داليا ! خير !
داليا: ايه خير دي ! مفيش اتفضلي ! عايزة اتكلم معاك شوية .. انت ليه مُصر تفضل لوحدك ! أدهم: مش عايز اكون مع حد داليا: طيب هنفضل نتكلم على الباب ؟ أدهم اتردد شوية وافتكر اتهام مراته له بإنه على علاقة بها وسأل نفسه هي علاقته بداليا تتسمى ايه ! هو مجرد كان محتاج لحد يسمعه بعيد عن البيت واللي فيه ودايما بيكون الحد ده ليلى بس المرة دي هي ضده فمكانش قدامه غير داليا ! فاق على صوتها: ها فتح الباب: اتفضلي اكيد !
دخلت بتتفرج حواليها: كل حاجة زي ماهي ادهم: ايه اللي هيتغير يعني ! اتكلمي يا داليا في المهم .. اكيد مش جاية تتكلمي عن بيتي واتغير ولا زي ماهو ! داليا قعدت وبصتله: هتكلم حاضر .. شوف يا أدهم أنا مش قادرة استمر على الوضع ده .. لازم يكون ليا حق اشوفك او اتكلم معاك .. مش قادرة افضل أسرق اللحظات اللي أكلمك فيها .. لازم يكون ليا حق فيك يا أدهم أدهم بصلها كتير وبيحلل كل كلامها في دماغه وبيوزنه ..
داليا: انا محتاجة لقربك يا أدهم ومحتاجالك انت شخصيا .. اسمحلي أقرب وأنت كمان قرب مني أكتر .. اسمحلي اكون الحضن اللي تترمي فيه أخر النهار وترمي حمولك كلها فيه .. افتكر كلام مراته انه اختار واحدة تانية يرمي عليها حموله ! معقولة مراته كانت صح ! لا طبعا مش صح وعمرها ما هتكون صح .. أدهم باستغراب: داليا انتي فعلا قريبة مني داليا بانفعال: لا مش قريبة ادهم: احنا بنشوف بعض وبنتكلم وفعلا بفضفض معاكي ..
داليا: مش كفاية يا أدهم .. أدهم: مش كفاية ازاي ! انتي اقرب صاحب ليا يا داليا .. انا تقريبا ماعنديش اصحاب قريبين مني وافضفض معاهم واتكلم بأريحية معاهم زيك .. انتي الصاحب ده داليا بصتله بصدمة: صاحب ! صاحب ازاي ؟
كان لازم يوقفها ويفهمها مكانتها لانه ماعندوش اكتر من كده يقدر يقدمه لها وماعندوش استعداد اصلا لاكتر من كده أدهم: صاحب .. هي الصحوبية ليها معاني كتيرة ! صاحب يا داليا زي أي اتنين اصحاب بيتقابلوا او يتكلموا او يخرجوا مع بعض .. صديق بمعنى تاني ! داليا بصتله كتير مش قادرة تتكلم: صديق ازاي يا أدهم ! يعني أيه صديق !
أدهم ببساطة شديدة: انا مش فاهم يا داليا انتي مالك ومعترضة على ايه ! طيب بلاش انتي كنتي مسمية علاقتنا دي ايه ! او أنا بالنسبالك إيه ! داليا بدموع بتلمع في عينيها: انت كل حاجة يا أدهم ! عارف يعني ايه ! انت حياتي مش صاحب أبدا ولا صديق .. ما ينفعش أصلا تكون صديق أدهم بذهول: ده اللي هو ازاي يعني ! انتي عارفاني من كام سنة يا داليا وعارفة قد ايه بحب مراتي لا انا مش بحبها انا بعشقها .. انا بشتكيلك وجعي لمجرد احساس جوايا انها ممكن يكون حبها او اهتمامها قل فازاي تخيلتي اني ممكن أفكر في غيرها ! ازاي ترجمتي كلامي معاكي انه ممكن يتخطى الصداقة !
داليا بانفعال: الراجل لما يقابل واحدة ويشكيلها مراته ويقابلها في السر ده مايتسماش صداقة ابدا دي علاقة أدهم بتصحيح: مين قالك اني بقابلك في السر ها ! اول يوم كلمتك مراتي كلمتك من موبايلي ولما كلمتيها وجيتي المستشفى ولما اتصلت بيكي انا وهي وعزمناكي على الحفلة ولا زمان قبل كده كانت هي همزة الوصل وهي صحبتك ! امتى انا قلتلك اني علاقتي بيكي سر ! ولو علاقتي بيكي سر هجيبك البيت عندي قدامها واخليها تكلمك بنفسها تعزمك ! يعني انا مش فاهم ازاي جالك الانطباع ده ؟
لو ستات الكون كله في كفة وليلى في كفة كفتها هي هتفوز دايما .. أنا بموت من مجرد فتور منها متخيلة اني ممكن اخونها او اعرف عليها واحدة ! انا مجرد ارتحت في الكلام معاكي احتجت لحد افضفض معاه بعيد عن البيت ومشاكله وانتي عرضتي تكوني الحد ده لكن حب وعلاقة في السر لا طبعا ولو انتي عرفتيني كويس كنتي عرفتي إني مش من النوعية دي من الرجالة ( كمل بدهشة ) ده انتي اكتر حد بيحسدنا على حبنا ازاي تخيلتي اخونها ؟
داليا بذهول: قولت انها اتغيرت ! قولت ان حبها مش زي الاول ! قولت انها بتحب أدهم المشوه ! قولت كتير اوي يا أدهم أدهم: ولما اشتكي اني حاسس ان حب مراتي قل ده معناه اني هحب غيرها ! يعني ازاي ده يتترجم كده ! أنا قولتلك بموت لمجرد إني حاسس انها ممكن ماتحبنيش كده او ما تتقبلنيش فازاي اقولك كده وانتي تفكري ان ده بداية حب جديد لحد جديد ! يعني أي عقل يقول كده ! يقول اني ممكن اسيب حبيبتي وام عيالي والانسانة اللي عملتلي بيت وعيلة في الوقت اللي الكون كله كان بيسميني مسخ ! هل انتي شيفاني راجل معدوم الاخلاق والاصل للدرجة دي ! اول ما اعمل العمليه اروح احب عليها ؟
داليا: ده معنى تصرفاتك ادهم هز دماغه برفض: ده سوري يا داليا غباء منك .. لما تكوني عارفة بمقدار حبي لمراتي وتتخيلي ان بمجرد مشكلة قابلتنا اني هحب عليها فده مالوش غير اسم واحد وهو غباء وبس .. أنا راجل لست واحدة فقط والست دي هي مراتي وبس ولو ربنا مش كاتبلنا نعيش مع بعض مش هعيش مع غيرها .. أعتقد كده وضحت اوي داليا دموعها نزلت ووقفت: وضحت يا سيادة المقدم .. وضحت أدهم: أنا مش هقدر اعتذرلك على غباء تفكيرك بس كويس انك فاتحتيني بدري داليا: انت شايف انه بدري !
أدهم: أيوه طبعا بدري قبل ما الدنيا تتعقد اكتر من كده .. داليا بوجع وهيا بتفتكر كل كلمه أبوها قالهالها: وهيا لسه ماتعقدتش ! قبل ما أدهم يرد عليها قاطعه جرس الباب واستغرب مين ممكن يجيله في الوقت ده ! فاستأذن داليا وراح يفتح الباب وفتحه واتصدم لان اللي قدامه أخر شخص في الكون فكر يشوفه .. زياد: مفاجأة حلوة يا بابي صح !
آية بحب: وحشتني يا بابي أدهم نقل بصره بينهم وبص وراه لداليا وبص لليلى وفكر ازاي هتفسر وجود داليا في شقته ! أو هو إزاي هيفسره ! ليلى بررت: كنا مسافرين والولاد أصروا يشوفوك قبل ما نروح للأتوبيس ومعرفتش أغير رأيهم ! قدامنا ساعتين على ميعاد الاتوبيس وهما أصروا يقضوها معاك .. مالك في ايه ! لو عايزهم يمشوا هاخدهم وهمشي أدهم بص وراه بتوتر ومش عارف يقول ايه: لا لا ... مش حكاية مش عايزهم زياد وآية دخلوا من تحت ايد باباهم.
آية بصوت عالي وبفرحة: مس داليا ... وحشتيني كتتتتير .. مامي تعالي ميس داليا هنا هنا ليلى بصت لأدهم بطريقة عمره ما هينساها أبدا وهو وقف مكانه مش عارف يفسر وهيا واقفة مصدومة آية جت وفتحت الباب كله وبتكلم مامتها آية: ادخلي يا مامي سلمي عليها أكيد وحشتك انتي كمان ..
ليلى بصت لبنتها وبصت لداليا اللي واقفة واتقابلت عينيهم في نظرة طويلة وبصت لجوزها اللي بسرعة استغنى عنها وجايب غيرها في بيتها ! ليلى نادت على ولادها: زياد، آية، يلا بينا يادوب نلحق الاتوبيس وبعدين بابي مش فاضيلنا دلوقتي و وراه الاهم يلا أدهم حاول يبرر: ليلى الموضوع غير ما انتي متخيلة.
ليلى ببرود تام: دي حياتك وانت حر فيها .. انت ناسي اني اكتفيت منك لك مطلق الحرية تعمل ما بدالك حتى لو هتجيب ساقطات في شقتك وليك عليا يا سيدي مش هجيب عيالك الا بميعاد علشان ما نفاجئكش في وضع مش ظريف زي النهاردة ... يلا ياولاد أدهم بمحاولة منه للتبرير مسك ايديها يحاول يوقفها: ليلى بس اسمعي واستني وافهمي الموضوع ليلى زقت ايده: مش عايزة افهم .. انا همشي بولادي وورقتي توصلي في أقرب وقت وارجع للي بترتاح يا سيدي معاها ... ( بصت لولادها وزعقت ) يلا والا همشي من غيركم أدهم: ليلى اسمعي ...
رواية المشوه الجزء الثالث للكاتبة الشيماء محمد الفصل الثالث عشر
أدهم بمحاولة منه للتبرير مسك ايدها يحاول يوقفها: ليلى بس اسمعي واستني وافهمي الموضوع ليلى زقت ايده: مش عايزة افهم .. انا همشي بعيالي وورقتي توصلي في أقرب وقت وارجع للي بترتاح يا سيدي معاها ... ( بصت لعيالها وزعقت ) يالا والا همشي من غيركم أدهم: ليلى اسمعي ...
ليلى: سمعت كتير منك فكفاية لحد كده .. روح للهانم لأحسن تتأخر عليها .. يالا يا عيال يالا .. شدت عيالها بعنف ومشيت بيهم وهو وقف مكانه يلعن الظروف اللي حطته في الموقف ده بص وراه لداليا اللي مسحت دموعها داليا بنوع من التريقة او الشماتة: طبعا انا مش هعتذرلك عن اللي حصل ده لانه غباء منك مش أكتر .. أدهم بهجوم وبغضب: غباء مني ! غباء مني يا داليا اني سمحتلك تدخلي بيتي !
داليا زعقت: ايوه غباء منك .. لما تدخل حياتي بالشكل ده غباء منك .. لما تيجي تفضفضلي وتشكيلي وجعك وألمك وغيظك من مراتك غباء منك .. لما تكون بتحبها زي ما بتقول وتروح لواحدة تانية تشكيلها مراتك يبقى غباء منك .. لما تلعب بمشاعري وعواطفي فده أكيد غباء منك أدهم زعق بإيدها وشاور عليها بايده: لا لا اوقفي هنا .. ما ترميش غلطك عليا وتقولي انا الغلطان لو في حد غلطان فده سيادتك .. انتي رايحة تحبي واحد متجوز كنتي بتحسدي مراته علي حب جوزها يبقى ده غباء من مين !
داليا: ما حبيتكش غير بعد ما رجعت مهموم وبتشكي قد ايه مراتك اتغيرت وقد ايه حياتك تعيسة وانك شايل هموم الدنيا ومحتاج لحد تفضفضله أدهم: حد افضفضله كصديق مش حبيبة ! انتي ترجمتي ده غلط داليا: انا ما ترجمتش غلط .. ربنا خلقنا راجل وست وفي ديما تجاذب بينهم .. لما يجي واحد يحكي مع واحدة ويقولها برتاحلك ويشكيلها همومه ومشاكله ويلعن بيته فده مالوش غير معنى واحد وبس ..
أدهم بيبرر: ده تفكير ضيق ومتخلف منك داليا بأسف: ده تفكير اي حد في الكون ده لا له دعوة بتخلف ولا له دعوة بأي حاجة تانية .. الصداقة بتكون بين اتنين من نفس النوع لكن راجل وست فدي ملهاش غير مسمى واحد وهيا علاقة وبتطور لاي شكل بقى أدهم: ما تحاوليش تحمليني غلطك وغباءك داليا: علي الأقل خلي عندك الرجولة الكافية انك تعترف انك استغلتني وقضيت غرضك مني ودلوقتي جاي تقولي انتي غبية !
أدهم: انا ما استغلتكيش .. انتي عرضتي وانا اخدت اللي عرضتيه .. مش هنكر اني كنت محتاج احد اتكلم وافضفض معاه بس انتي عرضتي انك تكوني الحد ده انا ما ضغطتش غليكي انا حتي ما طلبتش ده منك انتي عرضتي يا داليا .. عرضتي تكون بديل مؤقت وانتي واثقة وعارفة حبي لمراتي فلا انتي اللي ما تجيش دلوقتي تعيطي وتقولي استغليتك ..
الاستغلال ده لما اخبي عليكي مثلا اني متجوز .. او اقولك اني بحبك او حتي اقولك اني بهتم بيكي لكن انا كنت طول الوقت موجوع علشان حب مراتي قل .. امتى قولتلك اني بطلت احبها ؟ امتي قولتلك اني بفكر اسيبها ! امتي قولتلك اني هتخلى عن بيتي وعيالي ! امتي قولتلك انس عندي اي مشاعر ولو بسيطة ناحيتك ؟ فاذا سمحتي ما تلوميش غير نفسك .. انتي لعبتي بمزاجك الدور ده .. ودلوقتي بعد إذنك عايز ألحق مراتي وأحاول أصلح اللي سيادتك اتسببتي فيه !
داليا عيطت: انت استغلتني ولعلمك مراتك عارفة ده كويس .. عارفة علاقتي بيكي ولو أنا غبية يا أدهم ثق تماما ان مراتك هتكون أغبى مني وزي ما انا ترجمت علاقتنا غلط هتندهش ان مراتك هتكون تخطت تفكيري بمراحل وخصوصا بعد ما شافتني هنا في شقتك في الوقت اللي هيا بعدت فيه عنك .. عارف دي هتقول انك ما صدقت تخلص منها وجيبت غيرها .. ( مسكت شنطتها علشان تمشي وبصتله ) وفر محاولة اقناعي ان ده عادي لمراتك وروح اقنعها اني كنت مجرد صديقة وأبقى قولي صدقتك ولا ! بعد اذنك يا سيادة المقدم وآسفة علي غبائي ..
سابته ومشيت وهو قعد مكانه ياترى فعلا يلى هترجم اللي شافته ده هنا غلط ! وهترجم وجود داليا غلط ! يا ترى هتصدق فعلا ان داليا ولا شيء وما تعنيش اي شيء ولا هتبني قصص وخيالات في دماغها ! طيب ليه هو مهتم باللي ليلى هتفكر فيه ! مش لسه كان بيلومها وبيعاتبها علي كل كبيرة وصغيرة في حياته !
مش لسه كانت بتترجاه تفضل جنبه وجنب عيالها وهو رفض وطردها من المستشفي وطردها من حياته ! مش لسه هيا طالبة الطلاق منه ومأكداه دلوقتي ! ليه بقى مهتم بتفكيرها واتهاماتها وعايز يبرأ نفسه ! ما يسيبها وأهى بعدت زي ماهو كان عايز ! مش كان عايز مسافة اهي المسافة اتحطت لوحدها .. بس لأ هو مش عايز المسافة تكون بشبهة خيانة .. ليلى حبيبته وهتفضل طول العمر حبيبته حتي لو انفصلوا ولازم تعرف انه عمره لا حب ولا هيحب غيرها حتي لو ما رجعوش لبعض..
داليا مشيت من عند أدهم منهارة من العياط لان كل كلمة اتقالت من أبوها وأمها كانت صح ! كانوا الاتنين شايفين اللي هيحصل بس هيا رفضت تفتح عينها وتشوف الحقيقة وصلت البيت واول ما أمها شافتها رمت نفسها في حضنها بعياط وأمها خافت: في ايه يا حبيبيتي مالك بس ! ايه اللي حصل ؟ فهميني يا دولي ! أبوها خرج علي صوت العياط: في ايه ! مالك يا داليا !
داليا راحت لابوها تعيط في حضنه هو كمان والاتنين مستغربين والف فكرة وفكرة جت في دماغهم ومش فاهمين بنتهم مالها ! داليا: كان عندكم حق ! انتو الاتنين كان عندكم حق ! كان لازم افتح عيني واشوف انه عمره ما هيبطل يحب مراته ! ابوها اتنهد وقلقه قل وخوفه: يا بنتي حرام عليكي وقعتي قلبي .. الحقيقة كانت واضحة يا دولي بس كان لازم تشوفيها بنفسك داليا رفعت دماغها وبصتله: النهاردة قالي اني غبية اني فكرت انه ممكن يحبني وانه بس كان محتاج حد يفضفض معاه مش اكتر هو استغلني هو ضحك عليا.
أبوها بهدوء: هو اللي استغلك ! انتي كنتي عارفة وضعه وظروفه وحبه لمراته وانتي اصريتي تضحكي علي نفسك داليا: امال اهتمامه بيا كان ايه ! هاه ! كان بيقابلني ليه ! أمها: يا بنتي ده في الاول وفي الآخر راجل وبعدين هو كان في ورطة وحاسس ان كل اللي حواليه ضده وانتي قدمتيله نفسك بأدرع مفتوحة .. انتي سمحتي بده ! داليا: بس هو أبوها: هو ما ضحكش عليكي يا داليا وقالك انه بيحبك مثلا ! او انه عايز يرتبط بيكي ! هل ده حصل منه ؟
داليا هزت دماغها بلأ أبوها: يبقى هو كان صريح وما ضحكش عليكي أمها: هو ايه اللي حصل خلاه قالك انه بيحب مراته ! انتي واجهتيه ؟ داليا بتردد: هو ساب البيت ورجع شقته وساب مراته والامور بينهم اتأزمت وانا قررت اقف جنبه وروحتله البيت أبوها زعق: روحتيله البيت يا داليا ! وافرضنا يا بنتي ! افرض ! انتي مجنونه ! هيا دي تربيتي ليكي ! ولا حريتي ليكي هتفهميها غلط !
داليا زعقت: ما تقلقش هو وقفني عند حدي ووراني مكانتي ايه ! وقالي اني غبية ابوها: طيب الخمد لله ان عنده اخلاق وما استعلش غباءك ده وعمل ما بداله فيكي وبعدها يرميكي بره شقته داليا: بابا أدهم عنده أخلاق وبعدين ده ظابط مش بلطجي أبوها: والله الرجالة كلهم بيتشابهوا بغض النظر عن تعليمهم او مستواهم أمها: طردك يعني ؟
داليا: مراته جت بعيالها وشافتني هناك أمها شهقت: اوعي تكون هيا اللي طودتك بفضيحة من بيته ! داليا بعياط: لأ هيا اتصدمت وانسحبت بسرعة وساعتها هو اتجنن عليا انا واتهمني اني بخرب بيته اكتر ماهو مخروب ابوها: وهو عنده حق ! انتي روحتي تصطادي في المية العكرة.. استغليتي المشاكل اللي بينهم وروحتي تعرضي خدماتك وفي الاخر انتي بتلوميه ! يعني بأي عين بتعيطي وتلوميه ! بصي يا داليا محدش غلطان في الموضوع ده كله غيرك انتي وبس وتحملي نتيجة خطأك داليا: انت هتقول زيه يا بابا ؟
أبوها وقف: انا هحترم الراجل ده .. الموضوع يتقفل والحمد لله انه انتهي علي كده ومن هنا ورايح يا داليا عربيتك ما تخرجيش بيها وانا هوصلك لشغلك وهرجعك والحرية اللي كنت مديهالك ما بقتيش تستحقيها .. ثقتي فيكي اتهدت ووريني هترجعيها ازاي ! بعد اذنكم سابهم ودخل لمكتبه و داليا عيطت اكتر في حضن مامتها ...
ليلى خرجت من عند ادهم وسيطرت علي أعصابها لحد ما وصلت لتحت ووقفت تاكسي وركبت هيا وعيالها .. واول ما استقرت سمحت لنفسها بالانهيار والعياط والعيال مش فاهمين مامتهم مالها ! بتعيط ليه ! حتى سواق التاكسي حاول يهديها بس هيا مستمرة بالعياط .. ومرة واحدة طلبت من السواق تغير العنوان اللي هتروحله ..
وصلها ونزلت ماسكة عيالها في ايديها وطالعة بيهم جري لحد ما وصلت لقدام باب حاولت البنت علي الباب توقفها بس هيا زقتها ودخلت ليلى بانهيار وعياط: قولتيلي اسيبه ! دي كانت مشورتك ! قولتيله احسسه اني هبعد عنه واني ممكن اضيع وهو ساعتها هيفوق لنفسه بس سيادته ما صدق وراح لغيري .. انتي ضيعتيه بنصايحك الغبية مني .. كل مرة كنت بعرف ارجعه لحضني والمرة دي مشيت ورى كلامك وخسرته ..
خسرت جوزي .. واهو هيطلقني بجد وهيروح لغيري بجد وهكون مجرد ذكرى ولا أم عياله اللي هيجي يسأل عنهم كل ما يشتاقلهم .. شوفتي اقتراحاتك عملت فيا ايه ! هالة وقفت وخرجت من ورى مكتبها وشاورت للبنت تخرج وتقفل الباب وهيا راحت ناحية ليلى: أولا اعدي علشان عيالك المرعوبين دول وهما مش فاهمين حاجة ! ليلى زعقت: لا فاهمين ! فاهمين ان أبوهم قاطعتها هالة: بيحبهم وبس محتاج لشوية وقت صغيرين وهيرجع كل حاجة ان شاء الله زي الأول واحسن كمان .. صح يا زياد ! صح يا آية !
الاتنين هزوا دماغهم وبصوا لأمهم اللي بتحاول تسيطر شوية علي عياطها .. هالة نادت علي الممرضة بره ودخلتلها: خدي زياد وآية وهاتيلهم عصير يا عفاف .. الممرضة اخدتهم وهما اترددوا وبصوا لمامتهم اللي شاورت بموافقتها ومسحت دموعها: روحوا يا حبايبي مع طنط بس اوعوا تبعدوا عنها او تتعبوها .. بعد خرجوهم هالة قعدت ليلى: اقعدي وفهميني ايه بس اللي حصل لكل ده ! وليه انهيارك ده ! وايه حكاية انه هيروح لغيرك !
ليلى بعياط: روحت علشان العيال يسلموا عليه قبل ما نسافر لقيتها في شقتي قاعدة معاه ! سيادته جايب واحدة في بيتي وقبل حتي ما ننفصل بجد ! ده انا يدوب هددت بالطلاق .. شوفتي أهو ما صدق .. يا رتني ما سمعت كلامك هالة: يعني الصح كنتي تروحيله وتفضلي تترجي فيه يرجع وهو يثبت في دماغه فكرة ان هو الضحية وانتي الانانية اللي سيطرت علي حياته ! ده الصح ! ليلى: علي الأقل مكنتش هخسره.
هالة: ده كده اللي كنتي هتخسريه بجد ان مكنش النهاردة يبقى بكرة .. اي ست بترمي نفسها تحت رجلين الراجل بيكون سهل يتداس عليها ويكمل طريقه .. لازم تكوني فوق وهو يرفع راسه لفوق علشانك لكن لو كنتي في الارض هيدوس عليكي ويمشي .. هتكوني مرحلة او خطوة بيخطيها .. لكن لو انتي فوق هتفضلي ديما قصاد عينه ديما باصصلك لفوق وديما بيحاول يوصلك وهتكوني تاج علي راسه مش في رجليه !
ليلى باندفاع: انا عمري ما كنت تحت رجلين أدهم وهو ديما بيحبني هالة: ماشي بس دلوقتي الأمور اختلفت وهو شيلك كل حاجة حصلت وخلاها ذنبك فلازم تقفي وتوريه ان مش انتي النقطة السودا اللي في حياته بالعكس ده انتي كنتي النور اللي خرجه من الظلمه .. هو لازم يعرف ده وبنفسه وساعتها هيرجعلك ولوحده ومش هيقدر تاني يقول انك بترجعيه غصب عنه ..
ليلى: طيب اديني عملت كده .. روحتله واتكلمت وهو سمعني وطلبت الطلاق منه وكانت النتيجة ايه ! جاب غيري لشقتي وامتي ! تاني يوم بالظبط ! هالة: يعني ايه جاب غيرك دي ! انا مش فاهمة .. جوزك من اللي فهمته منك مش نوعية الرجالة اللي لها علاقات بحريم وكده ليلى: لا مالوش بس دي مش علاقة عابرة .. دي داليا اللي حكيتلك عنها .. اللي كان بيقابلها وبتكلمه وقالي هو بنفسه انه بيرتاح في الكلام معاها ... ما انا سبق وحكيتلك بالتفصيل عنها !
هالة هزت دماغها: طيب سوري في سؤالي انتي لما روحتي كانوا في وضع مخل ! ليلى باستغراب وزعقت: كانت في شقته عايزة ايه تاني اكتر من كده ! هالة باصرار: كانت قالعة هدومها ! ليلى زعقت: لا طبعا كنت قتلتها .. هالة: طيب جوزك قالع هدومه ! ليلى بزهق: لا .. انتي عايزة توصلي لايه !
هالة: طيب كان بيحضنها ولا بيبوسها ولا قريب منها بأي شكل ! ليلى: اوووف يعني انا خبطت وهو قام يفتح فحتي لو كان بيعمل اللي بتقوليه ده ماهو قام يفتحلي ! هالة: هيبان يا ليلى ! هيبان علي شكلهم اللي كانوا بيعملوه ! وخصوصا لما مراته بعياله تطب عليه ! هيبان علي ملامحه لو هو متهم .. انتي يا ليلى لما بتكوني في وضع حميم معاه واهو جوزك لو حد دخل عليكم فجأة بيكون شكلك ايه !
ليلى كشرت وحاولت تفتكر ملامح داليا و شكل جوزها ايه هالة: ايوه ده اللي اقصده .. في الف سبب وسبب يخلي داليا تروح لأدهم ! ليلى بتحفز: قوليلي واحد هالة: لا اقولك كتير .. هيا قريبة من جوزك مش هننكر ده فممكن تكون بتطمن عليه كصديق .. ممكن يكون هو احتاجلها علشان يحكيلها اللي حصل منك ! ممكن تكون هيا عايزة فعلا توقعه في حبها وتاخذه .. ممكن تكون جاية تقف جنبه في محنته وتكونوالعلاقة بينهم بريئة جدا وهيا فعلا مجرد صديقة.
ليلى كشرت ومش متقبلة غير تفسير واحد: هو سبب واحد وهيا انها بتصطاد في المية العكرة وعايزة تخطف جوزي مني هالة: ده وارد جدا .. كتير جدا علاقات الصداقة بتترجم غلط بين طرفين دايما بيكون في طرف بيترجم الارتياح والفضفضة غلط وبيحب الشخص اللي قصاده .. ليلى: طيب أنا استفدت ايه دلوقتي !
هالة: أدهم بيحبك يا ليلى وده شيء مفروغ منه .. مش ممكن ومش احتمال لا ده شيء أكيد .. هو اتحمل كتير علشانك وانتي اتحملتي كتير علشانه .. انتي عارفة ده كويس ومقداره فاضل هو بعرف ده كويس ويقدره وده مش هيجي غير لما يحس انه خسرك .. هو محتاج الاحساس ده .. محتاج يشوف حياته شكلها ايه من غير مراته وعياله وساعتها هيجيلك ويستسمحك ترجعي تنوري حياته .. اديله المساحة اللي طلبها خليه يشوف بنفسه انتي ايه في حياته .. خليه يحاول يعالج جروحه القديمة علشان يقدر يكمل حياة سوية ..
ليلى بقلق: وداليا ! لو أخدت مكاني ؟ هالة: داليا ايه دي اللي تقلقي منها ! دي مجرد مسكن ولا حتي مش مسكن دي مجرد حد حب يتكلم معاه في وقت حس انه لوحده .. دي منفس مش اكتر ليلى: ولو احتاج للمسكن أكتر وأكتر ! هسامحه ازاي !
هالة: يا بنتي لا يمكن .. الراجل اللي يرمي نفسه فوقك تخت انهيار صخور لا يمكن يخونك ! الراجل اللي يقبلك وانتي ما بتخلفيش لا يمكن يخونك ! الراجل اللي يشيلك فوق راسه ويتحمل اهانات من ابوكي مرة بعد مرة لا يمكن يخونك .. الراجل اللي يسافرلك ١٢ ساعة علشان بس يقعد معاكي ساعة ده ايه ! انتي ازاي قلقانة اصلا ! انتي ازاي مش قاعدة وحاطة رجل علي رجل وانتي كلك ثقة ان حبك هيفوز ! اذا كان انا بس من سماعي حكايتك عندي ثقة تامة فيه فما بالك انتي اللي عشتي الحب ده وعارفة هو بيحبك وبيعشقك قد ايه ازاي قلقانة !
ليلى: علشان ما اقدرش اعيش من غيره ! علشان بحبه اكتر من روحي ! علشان هو النفس اللي بعيش بيه هالة ابتسمت: وثقي تماما انك انتي كمان عنده كده .. خليه يتخنق وما يعرفش يتنفس وهيجي لحضنك يتنفس .. خليه يشوف الحياة من غيرك وهو هيرجع .. ليلى اخدت نفس طويل وبتفكر في كلام هالة هالة: ودلوقتي موبيلك اللي عمال يزن في شنطتك مش ده هو هيتجنن من اللي حصل وعايز يطمن عليكي ! وعايز يبرر اللي حصل ولا انا غلطانه ومش هو ! ليلى طلعت موبيلها وبالفعل كان جوزها بيرن عليها فابتسمت: هو .. أرد عليه !
هالة: لأ سيبيه يتجنن شوية ليلى: هيروحلي المحطة ! هالة بابتسامة: ومش هيلاقيكي هناك وهيروحلك بيت أبوه ليلى: ومش هيااقيني وساعتها هيتجنن اكتر واكتر فما ينفعش اسيبه يقلق بالشكل ده علي الأقل علشان عياله !
هالة ابتسمت من حبها لجوزها: ساعتها هتردي عليه وتطمنيه انك في الاتوبيس وانك كويسة وانك محتاجة للمساحة اللي هو طلبها انتي اللي محتاجاها مش هو وما تديلوش اي فرصة يشرح اي حاجة او يبرر هيا كانت عنده ليه .. خليه يحس انه مش فارق معاكي تصرفاته وانك استغنيتي عنه وهو حر ليلى اخدت نفس طويل: انا أصلا يدوب ألحق الأتوبيس لو هلحقه ! هالة وقفت: يالا هوصلك تعالي نجيب العيال وهوصلك ! شنطك فين ! ليلى: في الاستقبال تحت.
اخدتها هالة توصلها أما أدهم فكان هيتجنن وخصوصا انها مش بترد .. نزل علي المحطة ودور عليها كتير وملقاهاش .. فضل واقف شوية يرن عليها بس مش بترد وهو في قمة غضبه منها ومن غباءها ومن داليا وتفكيرها وخايف تكون ليلى بتفكر نفس التفكير الغبي.
.. فضل واقف منتظرها تيجي المحطة جنب الاتوبيس اللي بيزمر علشان هيتحرك وهيا واقفة بعيد مع هالة مرقباه وعايزة تنزل تطمنه وكل شوية تبص لهالة .. ادهم بص حواليه وحس انه بيضيع وقت فركب عربيته واتحرك علي الڤيلا يمكن تكون راحت علي هناك وأجلت سفرها .. بمجرد ماهو بعد ليلى راحت للاتوبيس اللي كان بدأ يتحرك بس وقفلها تركب هيا وعيالها وهالة سلمت عليها وطلبت منها تفضل علي أتصال بها ..
ركبت واستقرت وسرحت في ادهم وتصرفاته الفترة الأخيرة وبتفكر يا تري هل تصرفها صح ! ولا كان المفروض تقف جنبه وتضمه ! بس افتكرت طرده لها في المستشفى ومنعه لها انها تفضل جنب ابنها واتهامها بكل حاجك حصلتله في حياته .. افتكرت كل كلمة قالها وساعتها اتضايقت وقالت يستاهل القلق اللي هو فيه حاليا ..
أدهم وصل الڤيلا ونزل جري وخبط فتحتله شوقية: ليلى هنا ! هيا فين ! فوق ؟ بيتكلم وهو داخل وطالع علي فوق وحنان وقفت لما شافته حنان بقلق: خير يا حبيبي ! أدهم بتوتر: ليلى فوق ! هطلعلها ! حنان بقلق: ليلى سافرت يا ادهم ! اخذت العيال ومشيت !
أدهم بخوف: لا ما سافرتش .. جت عندي ومشيت بسرعة وحاولت احصلها معرفتش ومش بترد عليا ! روحتلها المحطة بس مافيش حنان: طيب اتصل بيها ! ادهم بانفعال: مش بترد عليا .. سيادتها ما بتردش حنان: طيب انت قلقان ليه قوي كده ! ماهي كانت جايك تبلغك بسفرها وانت عارف اصلا فليه دلوقتي عايز تمنعها ! ادهم: انا مش عايز امنعها انا بس ... معرفش يقول هو عايز ايه ؟فسكت وما اتكلمش حنان: انت بس ايه !
أدهم غير الموضوع: كلميها انتي يمكن ترد عليكي ! حنان جابت موبيلها ورنت علي ليلى اللي اترددت ترد بس بعد كده ردت حنان: ايوه يا حبيبتي قلقتيني عليكي ادهم شد منها التليفون وزعق: سيادتك ما بترديش ليه ! انتي فين ! ليلى بهدوء: وارد ليه ! اللي عندك قولته واللي عندي قولته وخلص الكلام لهنا فايدته ايه بقى الرغي الكتير ! ادهم اتخنق من طريقتها وخرج بره بالتليفون: ليلى افهمي داليا ما.
قاطعته: علاقتك بداليا تخصك انت وبس وما تخصش غيرك .. انت حر في تصرفاتك يا أدهم ادهم اتنرفز: بطلي بقى تظهري الامبالاة دي علشان مش لايقة عليكي .. ليلى بهدوءها: انا قدمت حياتي كلها بين ايديك وولعت صواعبي العشرة شمع زي ما بيقولوا وكان المقابل هو اتهامي باني سبب تعاستك واني سبب كل مشكلة حصلتلك في حياتك فخلاص بقى اكتفيت .. مش هقدم حاجة تانية ليك لاني خلاص خلصت .. شطبنا يا ادهم .. حبي شوفته عبء .. وتضحياتي شوفتها تافهة وحياتنا مع بعض شايفها غلطة محتاجة تتصلح .. فصلحها بس صلحها بعيد عني .. كفاية عليا كده.
أدهم مش مصدق اللي بيسمعه منها: ليلى انتي بتقولي ايه ! ليلى انا قاطعته: انت محتاج لحد يسمعك ويطبطب عليك انا مش الحد ده يا ادهم .. سوري اتنازلت عن الدور ده لغيري .. عندك داليا روحلها ولا تلاقيها لسه منتظراك في البيت .. يالا علشان ما تتأخرش عليها لاحسن تزعل وبعدين مش كل الستات بيسامحوا زيي روحلها لا تطلع شعنونة أدهم زعق: ملعون ابو داليا علي اللي جابوها داليا مين وزفت مين اللي اروحلها .. بطلي بقى الغباء ده.
ليلى: سوري يا ادهم بس الشبكة هتقع وانا محتاجة انام شوية .. باي باي قفلت وهو هيموت من الغيظ ومسك التليفون بإيده بعنف فظيع ورماه بعنف علي الارض كسره ميت حتة وخرجت حنان بسرعة علي الصوت وشافته: خير يا حبيبي في ايه ! ادهم استوعب انه كسرلها التليفون: انا آسف يا حبيبتي اسف .. هعوضك علي الموبيل اللي كسرته ده .. اعذريني حنان بحب: موبيل ايه بس يا ادهم المهم انت ايه اللي حضل ونرفزك بالشكل ده ؟
أدهم بضيق: ما تشغليش بالك انتي حنان: طيب انت عامل ايه لوحدك! واخبارك ايه حبيبي ! مش هترجع هنا وسطينا ! ادهم فك ايدين مامته من حوالين رقبته: اعذريني انا لازم امشي ورايا شغل مهم .. والموبيل بإذن الله بكره هيكون عندك غيره اعذريني سلام .. حنان بحب: ما تشغلش بالك انت بالموبيل ..
أدهم انسحب بسرعة مخنوق وحاول يرن تاني علي ليلى بس قفلت موبيلها وده ضايقه اكتر واكتر ومش عارف يعمل ايه مع حالة الغضب اللي مسيطرة عليه دي ! وفي الاخر قرر يروح يطلع غضبه علي اللي لعبت في دماغ مراته .. ده مش بعيد كمان يخنقها بإيديه تأديبا علي اللي عملته في حياته ..
راح لعندها ودخل زي العاصفة ووقفت الممرضة عفاف في وشه تحاول تمنعه عن الدخول بس نظرة نارية منه جمدتها وخافت منه ووقفت علي جنب وهو فتح الباب بعنف ودخل بعنف وزعق: انتي السبب في كل اللي بيحصل ! انتي السبب ولازم تدفعي تمن اللي عملتيه !
بيتكلم بطريقة مخيفة لدرجة ان هالة نفسها اتوترت منه ومن دخوله العاصف وبصت ناحية عفاف اللي واقفة بعيد وبتشاورلها انها تطلب الأمن يدخلوا .. وعفاف بتنقل نظراتها بينهم بين أدهم المخيف اللي فاقد السيطرة علي اعصابه وبين عفاف في ايدها التليفون بتقولها تطلب الأمن ..
رواية المشوه الجزء الثالث للكاتبة الشيماء محمد الفصل الرابع عشر
أدهم زعق: انتي بنصايحك وارائك الغبية ضيعتي مراتي مني .. انتي مين عطاكي الحق انك تدخلي في حياتي ! هاه ! وبأي حق تدخلي ! هالة خرجت من ورى مكتبها: سيادة المقدم ياريت لو تهدى شوية علشان تقدر نتفاهم ونتكلم ! أدهم اتنرفز اكتر: ولا ههدى ولا هتفاهم ! انتي السبب وانتي تتحملي نتيجة اللي حصل ! ليلى طول عمرها معايا وطول عمرها بتتحملني ودي أول مرة تسيبني بالشكل ده فإنتي السبب.
هالة شاورت لعفاف تبعد وتقفل الباب وقربت من أدهم اكتر: مش يمكن لأنك أول مرة تطردها وتمنعها تكون جنب عيالها ! او يمكن لأنك أول مرة تقولها ان حياتك معاها غلطة وانت ندمان عليها ! ولا يمكن علشان سيادتك عارف واحدة غيرها ! تعددت الاسباب لكن ما اعتقدش أبدا ان انا ينفع أكون ضمن الأسباب دي أدهم بنرفزة: انا معرفتش واحدة غيرها .. مش بقولك دي أفكارك الغبية اللي سممتيها وسممتي علاقتنا بيها !
هالة علت صوتها: ما تبطل بقى تلومني وفكر في اللي انت عملته مع مراتك خلاها تسيبك ! انت ينفع تضحك علي نفسك للصبح لكن في النهاية انت عارف كويس قوي مراتك مشيت ليه ! أدهم سكت شوية وبعدها اتكلم: علشان غبية ! ايوه هيا غبية ! ازاي تخيلت انه ينفع احب غيرها او أكون مع حد غيرها ! هالة بهدوء: إمتي اخر مرة قولتلها الكلام ده ! امتي قولتلها انك بتحبها هيا ومش هتحب حد غيرها أبدا ! أدهم سكت وبصلها وهيا عرفت انها بدئت توصله وتقتحم اسواره ولازم تكمل وتضغط عليه !
هالة: ليلى بتحبك يا أدهم وانت عارف ده كويس .. هيا بس محتاجة ترجع تحس بالأمان معاك علشان تقدر ترجع لحضنك من تاني .. أدهم سكت وكشر: وازاي احسسها بالأمان وأنا تايه بالشكل ده ! فاقد الشيء لا يعطيه ولا ايه يا دكتورة ؟ هالة: وليه انت فاقد احساسك بالأمان ! كل حاجة واتعدلت في حياتك فليه احساسك ده أدهم ضحك بوجع: كل حاجة اتعدلت ! انتي شايفة كده ! ده انا كل حاجة باظت واتهدت تماما .. بيتي وخلاص بخ .. مراتي ومشيت .. عيالي وبعدوا مع أمهم .. أهلي ونوعا ما قاطعتهم .. حتي شغلي أخدت اجازة منه وتيجي دلوقتي وتقوليلي حياتك اتعدلت ..
هالة: كل الحاجات دي مؤقتة يا أدهم وكلها في إيدك ترجعها أدهم: لا مش بإيدي ... ليلى سابتني غصب عني ومش هعرف ارجعها ! هالة بهدوء: ليه مش هتعرف ترجعها ! انت عارف انها بتحبك !
أدهم: بتحبني ! وهو فين الحب ده ! ليلى اعتقد كانت بتحب حاجة معينة هيا فقدتها وعلشان كده كل حاجة اتهزت دلوقتي ! الله اعلم بقى كانت بتحب حبي لها ! ولا تشوهي وانها هيا الوحيدة اللي تقبلتني ! ولا احساس مثلا بالافتخار انها قدمتلي عيلة انا عمري ما كنت هعرف اعملها ! ولا فضل منها عليا انها قبلتني في حياتها ! ولا مثلا ان الناس تشاور عليها ويقولو مسكينة بص اتجوزت واحد مسخ ازاي زي ما كان بيحصل في بداية جوازنا وكل حد يقولها يا بنتي بقى بعد ما ترفضي زينة شباب البلد تتجوزي ده ! ده اكيد ذنب ربنا بيخلصه منك !
اتنهد واخد نفس طويل وهز راسه بعدم فهم: صراحة مش عارف هيا ارتبطت بيا ليه لحد دلوقتي ! لكن حب ... مش ظاهر هيا بتلومني اني ببعد ومش واخدة بالها انها هيا اللي بتبعدني ايوه بترجعني بس برجع علشان بحبها مش علشان هيا بترجعني وده هيا مش فهماه .. هالة: ودلوقتي ! في رأيك مشيت ليه !
أدهم: علشان كل اللي قولته ده ! خلاص ما بقتش مشوه ! مبقتش هيا المحور ! معدش حد هيشاور عليها ويقولو مسكينه ولا ربنا يكون في عونها ! علشان هتجرب مثلا الغيرة ! انا مش عارف هيا بعدت ليه ! هيا اخدت قرارات كتيرة غلط وبدال ما تتحمل نتيجتها هربت وطلعتني انا الغلطان وانا اللي سيبتها وانا الوحش وانا اللي بعرف عليها واحدة تانية علي الرغم من انها واثقة تماما ان مفيش حاجة بيني وبين داليا .. هيا من جواها عارفة ده كويس بس اهي حجج بتتقال والسلام هالة: انت مش ملاحظ انك جاي عليها قوي وحطيت عليها كل الاسباب ! طيب انت ما غلطتش خالص ! انت بيرفكت يعني !
ادهم: لا طبعا انا مش بيرفكت ولا اي نيلة ! بس انا واضح قدامها وصريح .. رجعت وقولتلها انا زي ما انا مش معني شكلي اتغير ان انا هتغير .. اترجيتها تتقبلني بشكلي الجديد ... اترجيتها نرجع بيتنا .. اترجيتها نرجع لحياتنا بس هيا كانت مصرة ..
ايوه غلطان اني مش عارف اتقبل الحياة الجديدة دي واني مش عارف اتقبل اهلي بس ده مش بإيدي .. مش قادر اعيش في البيت ده ! سميها بقى مرض، جنان، غباء، اي مسمى، المهم اني مش قادر اعيش فيه .. كل شوية كنت بقولها اني مش راجل طبيعي زي باقي البشر انا وضعي مختلف وظروفي مختلفة وكتر خيرك تتقبليني كده وبحاول اعوضها عن عقد النقص اللي جوايا بس هيا مصرة تعتبرني انسان طبيعي سوي وانا مش كده .. فايوه انا مليان اخطاء ومليان عقد بس هيا عارفة العقد دي .. ومش بإيدي اغيرها مهما اعمل فقدامها حلين يا تبعد عني يا تتقبلني بعقدي دي وهيا بتقول متقبلاني بس تصرفاتها ابعد ما يكون عن التقبل وديما بتحاول تغيرني.
هالة: ليه ما تقولش انها مش بتستسلم وعايزة تساعدك انك تكون طبيعي ! أدهم بصلها: لان ده مش هيحصل هالة: تعرف منين ! تعرف منين انه مش هيحصل ! مش يمكن لما تروح الڤيلا وتعيش وسط اهلك تكتشف ان الجروح خفت وتتقبل وجودك هناك ! مش يمكن لما تتنقل حياة جديدة تكون مبسوط اكتر ! تعرف منين الإجابة من غير ما تجرب ! لو افترضت انك عارف الاجابة ووقفت محلك سر ده معناه انك بتستسلم لواقع ممكن يتحسن مع الوقت واعتقد ده اللي مراتك بتعمله .. الحياة عبارة عن تجارب ومن خلالها بنعرف الصح من الغلط وبنتعلم من اخطاءنا ..
لكن لو قفلنا علي نفسنا واكتفينا من اللي نعرفه فقط هنفضل ديما مكانا محلك سر .. لو مراتك مكنتش اتعرفت علي والدك ووالدتك كنت هتفضل لحد دلوقتي مشوه بتسأل نفسك يا تري مامتك ليه ما حبتكش وليه ما دافعتش عنك وايه الغلط اللي ارتكبته خلى ابوك يكرهك ! ليه ده مش نقطة في صالحها ليه حطيتها ضدها؟
أدهم بصلها ومش عارف يرد عليها هالة: لو هيا ما راحتش الڤيلا كنت هتعرف منين انك لسه ما اتعالجتش كويس ! ولسه الماضي فيه رواسب محتاجة تتعالج ! لو هيا محبتكش زمان كنت ازاي هتعيش في بيت عيلة ويكون عندك ولد وبنت بيقولولك بابا ! ازاي ده مش في صفها .. ليه بس شايف الوحش مش شايف الحلو اللي هيا عملته ! ادهم برضه ساكت مش بيرد عليها ومش عارف اصلا يرد عليها.
هالة: انا عايزة اسألك سؤال واحد جاوبني عليه بمنتهى الصراحة وخد وقتك في الإجابة .. لو ليلى مكنتش حبتك واتجوزتك كنت هتكون فين دلوقتي ووضعك ايه ! أدهم بصلها كتير قوي وبدون ما يرد خرج من عندها ومشي وفضل كتير سايق عربيته وذكرياته من اول يوم لمح في ليلى لحد النهاردة بتمر قدامه وفكر في سؤال الدكتورة لو مكنتش ليلى حبته كان هيكون فين دلوقتي ! وشاف نفسه ماشي وحيد وكلبه ماكس وراه وحاطط ايديه في جيوبه ورافع طقيه التيشرت علي دماغه مغطيها علشان يداري وشه وسط الناس وباصص للأرض وماشي بصمت وحيد ... دي الاجابه اللي هو بيهرب منها .. من غير ليلى كان وحيد وبس .. وحدة مطلقة ملهاش اول من اخر .. كوابيسه بتطارده ليل نهار وحياة مزعجة ما بتنتهيش ..
روح شقته وفضل فيها لحد ما النهار فرد نوره وقام مسك موبيله ورن علي مراته بس موبيلها لسه مقفول فاتصل علي حماه اللي رد بسرعة بترحيب: كان نفسنا نشوفك يا ادهم مع العيال بس ليلى قالت انك مشغول واول ما امورك تتظبط هتيجي بإذن الله ادهم ابتسم انها مقالتش علي اللي حصل: ان شاء الله يا عمي اول ما ظروفي تتعدل شوية هاجي .. هيا فين ! خليها تكلمني ! عم محمود نادى علي ليلى وبلغها ان جوزها عايز يكلمها وهيا راحت بتردد: الو ادهم: موبيلك لسه مقفول ليه ! ولنفترض عايز اطمن علي العيال المفروض اطمن عليهم ازاي !
ليلى أحبطت ان ضيقه علشان خاطر عياله فقط: تتصل علي تليفون البيت عادي يعني ادهم اتخنق هو كمان انه مش فارق معاها للدرجة دي: سيادتك تفتحي موبيلك ولو مش عايزة تردي خلي حد من العيال يرد اعتقد كلامي واضح ! ليلى اتخنقت منه جدا واتنرفزت: واضح جدا .. زياد زياد تعال كلم باباك وقبل ما هو يعترض كان ابنه بيكلمه واطمن عليه هو واخته وقفل متضايق اكتر من مراته..
عمال يفكر يعمل ايه ! طيب يروح يجيبها غصب عنها من بيت ابوها ويحطها قدامه ! ولا يروح يرمي عليها يمين الطلاق اللي هيا اتجرأت وطلبته علشان بس يشوف صدمتها ! يعمل ايه ؟ ايه الصح اللي المفروض يتعمل دلوقتي ؟ ازاي يقلل كمية الغضب والغيظ اللي هو حاسسهم ؟ معندوش إجابة وقاعد مكانه دمه محروق فقط من تصرف ليلى ولا مبالاتها قام اخيرا لبس هدومه ونزل وراح اشترى موبيل جديد وراح لوالدته عطاهولها حنان بفرحة: ليه بس يا ادهم تعبت نفسك ! مش قولتلك ما تهتمش ! تعبت نفسك ليه يا حبيبي !
أدهم: مفيش اي تعب .. بعدين حبيت اني اشتريلك حاجة حنان بفرحة: حبيبي ربنا يحميك ليا يارب .. مش هترجع بقى وسطينا هنا ! وتروح تجيب مراتك تاني معانا ؟ أدهم وقف ورد باقتضاب: ربك يسهل يا ست الكل .. ربك يسهل ! يالا هستأذن أنا علشان عندي شغل سلام سابها ومشي برضه مش عارف هيروح فين بس اتفاجيء بنفسه قدام مكتب الدكتورة هالة وبص لعفاف اللي خافت منه وسألها بهدوء: هيا موجودة ؟
عفاف شاورت بدماغها اه وهيا مكانها فأدهم زعقلها بس بهزار لانها خايفه منه: طيب قومي قوليلها اني هنا ! عفاف اتفزعت وقامت من مكانها بسرعة وجريت من قدام أدهم لباب الاوضه ودخلت بسرعة بلغت الدكتورة اللي وقفت: دخليه بسرعة عفاف خرجت وشاورت بإيدها للباب علشان هو يدخل وهو داخل بصلها فجريت بعيد لمكتبها وهو ضحك وهو داخل علي رعبها منه هالة ابتسمت: داخل بتضحك اهو ! ده تغير كويس.
ادهم لسه ابتسامته علي وشه: لا بضحك علي ممرضتك اللي بره وبتخيل لو كانت شافتني في الأول كانت عملت ايه ؟ اذا كان دلوقتي وبشكلي ده وخايفة مني ما بالك وانا مشوه كانت عملت ايه ! انتحرت ! هالة: مش يمكن كنت عجبتها وانت مشوه اكتر ! أدهم بصلها وكشر: في خلال عشرين سنه ده ما حصلش غير مرة واحدة فقط ان واحدة تعجب بيا وانا مشوه وما اعتقدش هيحصل تاني قريب هالة ابتسمت وشاورتله يقعد قصادها وبعد تردد قعد قصادها هالة سألته: عرفت اجابة سؤالي يا تري ! ادهم: عرفتها.
رجع بذكرياته سنين كتيرة وسرح كتير وبعدها رد بهدوء: كنت هكون اسطورة القتل في شغلي ورجل المهمات المستحيلة وسفاح بمعنى الكلمة وعايش لوحدي زي ما انا عايش في كوابيسي اللي مكنتش بتنتهي ابدا .. هالة: وايه كمان ! مين هيكون معاك ! ادهم بتوهان: ماكس الكلب بتاعي .. كنا هتفضل لوحدنا.
هالة: ودلوقتي انت ايه ! ده ما شفعش لمراتك غلطة ارتكبتها بدون قصد في حقك ! او ترددها او تأخرها في انها تتقبلك بعد ما اتغيرت تغير كلي وجزئي ! أدهم بتعب: انا تعبان ومخنوق ... مبقتش عارف ايه الصح وايه الغلط ! ومين عنده حق ومين اللي عليه الحق ! هالة: وعلشان كده بس ليلى عطتك المساحة تقرر فيهم وتشوف انت عايز تعمل ايه في حياتك علشان لما تروحلها تعرف المرة دي ترجعها لحضنك لاني ما اعتقدش انها هترجع بسهولة او هتسامحك علي طردك لها مرة بعد مرة وابنها في المستشفي .. انت غلطت في حقها كتير يا ادهم .. هيا اه غلطت بس غلطك انت كمان كبير..
أدهم بقلق: هيا ممكن ما ترجعش ؟ هالة: ممكن ليه لأ ! ساعات الانسان لما بيفيض بيه بيوصل لمرحلة خلاص مبقاش قادر أدهم زعق: هو مين اللي بيفيض بيه ! هاه ! هيا تنازلت عن ايه علشان يفيض بيها ! هالة بأسف: طول ما ده تفكيرك يا أدهم هتفضل ديما عندك احساس انك ضحية وهيا جنت عليك ! أدهم: مش حكاية ضحية بس فعلا انا جيت علي نفسي كتير علشانها ! هالة: وهيا مجتش علي نفسها !
أدهم سكت ومردش عليها هالة: طيب ايه رأيك يا أدهم لو تحكيلي حكايتك ! عايزة اسمعها منك ! من يوم ما وعيت علي الدنيا لحد النهاردة أدهم قام وقف: انتي شكلك فاضية وواخدة شغلانتك دي تسلية تسمعي حكاوي الناس هالة: وانت مشغول ! مش لسه قايل شغلك واخد اجازة منه ! يعني انت كمان فاضي أدهم: حتى لو فاضي معنديش استعداد احكيلك حاجة بعد اذنك واه ياريت لو تشيلينا انا ومراتي من دماغك .. وابعدي عن مراتي وابعدي افكارك الغريبة دي عنها كان خارج بس وقفته بسؤال غريب: ظهرك ليه وجعك وما استحملتش لمسة مراتك عليه بعد اللي حصل مع ابنك في المدرسة.
ادهم بصلها باستغراب ومردش عليها هالة: ليه حسيت بالوجع والألم علي الرغم من انه مش حقيقي ! ادهم بصلها كتير: في رأيك انتي ليه ! هالة: لانك ببساطة عايش في الماضي يا ادهم وسمحتله يتحكم فيك ولو استمريت هتخسر كتير ادهم بتهكم: هخسر ايه اكتر من اللي خسرته ؟
هالة بجدية: مراتك .. بيتك .. عيالك .. حتي اهلك .. نفسك .. شغلك .. كل حاجة يا ادهم ! لو وهم وشبح الماضي سيطروا عليك هيدمروك ادهم بتريقة: والمفروض بقى اخاف من كلامك واقعد واتكلم وارغي معاكي وبكده اكون اتعالجت صح ! هالة باستغراب: انت انسان مثقف ومتعلم يا ادهم فليه رافض المرض النفسي ! ليه مقلل من اهميته ! المفروض واحد في مجالك وخبراتك عارف اهمية الطب النفسي فليه كل الرفض ده !
ادهم: لاني عارف اني مش هلاقي عندك اي حلول، بس كلام مش اكتر .. هنفضل نتكلم ونتكلم ومش هنحل حاجة هالة: مين قالك ! ليه ديما بتفترض الاسوأ ؟ ادهم زعق: لان ده اللي بيحصل ديما .. الاسوأ هالة: ازاي بقى ! جوازك من ليلى كان الاسوأ ! خلفتك لزياد ومن بعدها اية كان الاسوأ ! مقابلتك لاهلك ورجوعك لحضنهم كان الاسوأ ؟ ليه بعد كل ده لسه مصر تختار الاسوأ .. مش كفاية افتراضات وتعال نرجع للواقع اللي احنا عايشينه فعليا !
ادهم ما ردش عليها بس بعد فتره وهو خارج: انا مش فاضي لرغيك ده .. ورايا شغل اهم من كده .. بعد اذنك سابها وخرج وهيا ابتسمت لانها حست انه بدأ يفتح قلبه لها ويتكلم معاها بمنتهي الصراحة .. عدى يوم كامل بيحاول فيه يمنع نفسه انه يكلم مراته ويطمن عليها وفي اخر النهار قرر يتصل علشان يطمن علي عياله او هو اقنع نفسه بكده انه بس هيطمن علي عياله ويقفل علي طول .. اتردد يرن علي موبيلها ولا علي تليفون البيت بتاع ابوها وفي الاخر رن علي موبيلها وهيا ردت عليه أدهم: ازيك عاملة ايه !
ليلى: كويسة الحمد لله أدهم: زياد وايه اخبارهم ايه في البلد ؟ ليلى: كويسين ومش مبطلين لعب وتنطيط في كل مكان .. عاجبهم الجو أدهم: غريبة مع ان الجو حر جدا في الفترة دي عندك في البلد ليلى: اقصد الجو العام مش درجة الحرارة ادهم: اممم .. تمام الاتنين سكتوا شوية ومش لاقيين كلام يقولوه ليلى سألته فجأة: أخبار داليا ايه !
أدهم كشر واتنرفز: انتي وبعدين بقى معاكي .. ما قولتلك داليا ما تعنيليش اي حاجة نهائي .. انتي ليه مصرة ؟ ليلى: تعنيلك ولا ما تعنيلكش صراحة مبقاش يفرق معايا يا ادهم .. بس لما تكون عارف واحدة بتكلمها باستمرار وبتعزمها وبتعشيها وبتقابلها وبتتخانق مع مراتك علشانها وتعزمها غصب عنها لمجرد لوي دراع فده مالوش غير معنى واحد.
ادهم كمل بتريقة: اني بحبها وعلى علاقة بيها صح ! مش ده تحليلك ! علي فكره انت غلط وتفكيرك غلط جدا ليلى: انا اللي تفكيري غلط ولا سيادتك اللي افتراضاتك غلط ! تسمي ايه ارتياحك في الكلام معاها ؟ هاه ؟ أدهم بغيظ: مش علاقة يا ليلى ليلى: امال ايه ان شاء الله ؟ بتسميها ايه ؟
أدهم: اي مسمى يعجبك ليلى: وانا سميتها علاقة .. واحدة بتعرفها علي مراتك .. اي مسمى من النوعية دي أدهم اخد نفس طويل: براحتك سميها زي ما تحبي مش هجادلك يا ليلى نادي علي العيال لو سمحتي ليلى بغضب نادت زياد وعطته الموبيل وسابته وبعدت وزياد وايه كلموا ابوهم كتير وقبل ما يقفل سأل زياد: مامتك فين ؟ زياد: طلعت التراس يا بابي ادهم: تراس ! هو جدك عنده تراس !
زياد: احنا مش عند جدو يا بابي ادهم باستغراب وقلق: امال انتو فين ؟ زياد باستغراب: في بيتنا يا بابا يعني هنكون فين ! فضلنا عند جدو اول يوم بس وبعدها جينا هنا الفيلا بتاعتنا واحنا فيها من ساعت ما جينا من القاهرة .. انت هتيجي امتي يا بابي ؟ ادهم ابتسم: قريب يا زيزو قريب ..
قفل مع ابنه وفكر يسافر للعيال بس مش دلوقتي لازم ياخد الخطوة اللي بيأجلها وبيهرب منها كل شوية تاني يوم خرج وراح لعند هالة ودخلها وهيا بصاله ومستنياه يتكلم أدهم اخد نفس طويل وطلعه وبصلها: اسألي وهجاوبك علي كل اسئلتك .. هالة ابتسمت: ايه اللي اتغير !
ادهم: عايز مراتي وعيالي في حضني ومش عارف اكون معاهم وانا عايز اكون معاهم .. فلو الحل هو اني اقعد معاكي واجاوب اسئلتك فاتفضلي اسألي وانا هجاوب هالة شاورتله يقعد: طيب تعال نبدأ من الاول يا ادهم .. ادهم: من ساعة ما عرفت ليلى ؟ هالة بتصحيح: من ساعت ما وعيت علي الدنيا .. احكيلي من البداية خالص ادهم اتنهد وبدأ يحكيلها من البداية وهيا بتسأل وهو بيجاوب ..
هالة: كفاية النهاردة .. عايزه استأذنك بكرة يكون معانا حد تاني ادهم باستفسار وبترقب: حد مين ! هالة: والدتك ادهم بصلها: ليه ! هالة: عايزاكم تتواجهوا .. انت محتاج لده وهيا كمان محتاجة لده ادهم: ولو رفضت !
هالة: فكر في زياد وآية وانت هتوافق .. انت بتعمل كل ده علشانهم ادهم قام ومشي بدون ما يرد عليها بس هيا قالتله وهو خارج: الساعة عشرة الصبح هستناك اتمني ما تتأخرش ادهم قفل الباب وفضل طول الوقت متردد يروح ولا لأ !
الصبح راح علي الرغم من انه قرر ما يروحش بس راح ودخل كانت حنان منتظراه ومبتسمة وقعدوا الاتنين بتكلف وبيتكلموا بحساب وهالة في النص بتحاول تخلي ادهم يتكلم بتلقائيته ويقول اللي جواه هالة: يعني انت يا ادهم خلاص سامحت والدتك علي كل اللي فات وعلي تخليها عنك ! ادهم باقتضاب: هيا شرحتلي ظروفها وانا تقبلتها هالة: وتفسر بإيه انفجارك في ليلى لما زياد اترفد من المدرسة ! كلامك كله كان معناه ايه !
أدهم سكت شوية: كنت رافض ان حد يجي علي ابني هالة: يعني ما تخيلتش نفسك مكانه ! ادهم بصلها شويه: اكيد تخيلت نفسي مكانه هالة: وتخيلت ايه تاني ! ادهم: عشت اللي حصلي زمان من تاني .. الخناقة .. الرفد... الجلد ! نفس الالم حسيته ومكنتش عارف اعمل ايه غير اني استسلم الاحساس ده يقف لوحده هالة: ووقف ؟
ادهم: معرفش .. نمت .. ولما صحيت اكتشفت ان الالم شنيع وكأني لسه مجلود بجد حنان: انا حاولت يا ادهم امنعه مقدرتش ادهم بصلها وماردش حنان: صدقني حاولت ادهم بصلها كتير: ومحاولاتك فشلت وكان النتيجة اني اتدمرت ..
بدؤا الاتنين في نقاش شبه محتد من ناحية ادهم و بيقابله عياط من حنان لدرجة ادهم اتنرفز وزعق: عياط عياط عياط وبعدين ! هو ده اللي عندك ! العياط وبس ! عملك ايه العياط زمان ! ومتخيلة هيعمل ايه دلوقتي ! كان لازم تكوني اقوى من كده ! كان لازم تتصرفي وتشوفي حل حتي لو كان الحل انك كنتي تنهي الحمل ده طالما جوزك مش متقبله ! كان لازم تدافعي عن ابنك مش تستسلمي بالشكل ده والحل عندك انك تقاطعيني خمس سنين كاملة ..
خمس سنين ما اسمعش حرف واحد منك ويوم ما تتكلمي تقوليلي موت .. موت بقى ... بعد خمس سنين منتظر منك حرف واحد حتي تيجي وانا في قمة ألمي وتقوليلي موت بقى .. يعني ياريت كان الموت بإيدي كنت قتلت نفسي من زمان وارتحت .. وبعدها اختفيتي تماما من حياتي .. مفكرتيش انا روحت فين ؟ مكنش عندك فضول تعرفي ابنك المرمي في المستشفي راح فين ! مفكرتيش مصيره ايه !
حنان بعياط: كنت بموت قاطعها: وفايدته ايه طالما واقفة مكانك ! حنان: كنت عايزني اعمل ايه ! كنت ضعيفة ادهم بغضب واضح: فعلا كنتي ضعيفة ومش ضعف لانك لوحدك لا كنت انسانة ضعيفة لان كان في حلول كتيرة ممكن نعمليها بس كنتي اجبن من انك تاخدي موقف.
حنان: حرام عليك .. حاولت وما قدرتش ادهم: حاولتي اه بس كان مجرد محاولة حنان بصتله بصدمة: انا حاولت علي قد ما اقدر ادهم صدمها اكتر: يبقى مكنتيش بتحبيني كفاية علشان تحاولي اكتر من كده وبجدية اكتر من كده حنان مسحت دموعها وبصتله: كنت عايزني اعمل ايه اكتر من اني حاولت امنعه كتير وهربت منه كتير ! كان المفروض اعمل ايه وما عملتوش ؟ ادهم بلهجة غريبة: لا كان في كتير قوي ممكن تعمليه حنان: زي ايه هاه ! قولي كان ممكن اعمل ايه ؟
ادهم: كان ممكن ترفعي عليه قضية طلاق وتطلبي حماية البوليس وخصوصا لما اتجلدت وكان ساعتها معاكي الدليل ! حنان سكتت وبصت للارض لانها عمرها ما فكرت تعمل كده او لانها كانت اجبن من انها تاخد خطوة زي دي ادهم كمل: لو رفعتي ساعتها سماعة التليفون وطلبتي البوليس كان هيتصرف معاه لكن انتي كنتي باقية عليه هو مش عليا انا .. بلاش البوليس انتي بتحبيه كان ممكن تلجأي لأهلك .. لاعمامك ولابن عمك كمان اللي اتهمك بيه وكانوا هيحموكي منه وهيحموا ابنك منه ..
بس طبعا خوفتي لساعتها يصدق الكدبة اللي اتسبكت صح ! واختارتي برضه حياتك مع جوزك علس حساب ابنك .. كان قدامك حلول كتيرة لكن انتي اكتفيتي بعياطك وبس ولما اطردت من البيت قولتي كويس اهو هيرتاح من اذاه وما فكرتيش ازاي عيل مشوه هيواجه اللي حواليه بتشوهه ده .. قولتي كنت بساعدك من بعيد لبعيد مش عارف مساعدتك دي هتفرق معايا في ايه ! هاه ! انتي للأسف اختارتي تنجحي كزوجة علي حساب كل حاجة تانية .. واديكي نجحتي واهو جوزك في حضنك وبيحبك والزمن اثبتله انك عمرك ما خنتيه واعتقد انتي كده كسبانة عايزة ايه تاني بقى ؟ هدفك اتحقق المفروض تبطلي عياط وتفرحي !
حنان بوجع: عايزاك تسامحني اني مكنتش بالقوة اللي انت بتتكلم عنها دي .. انا مش الست اللي تقدر تحبس جوزها وترفع قضيه او اروح لاهلي يحبسوه ولا يقتلوه لانه مكنش هيسكت ابدا وكانوا هيحاولوا يحموني زي ما قولت ومش بعيد يقتلوه فاسفة يا ادهم مكنش عندي الجرأة دي ادهم بأسف: بس كان عندك الجرأة تشوفي ابنك بيموت قدامك كل يوم مليون مرة وتتفرجي حنان بعياط: سامحني يا ادهم.
ادهم بوجع وجمود نوعا ما: سبق وقولتلك اني سامحتك .. من ساعة ما دخلتي بيتي وقولتلهالك كنت قاصدها ومازلت قاصدها حنان بصت لهالة وبصت لادهم: مسامحني ازاي وانت رافض تيجي البيت عندنا ولسه في قلبك كل اللي حصل واهو الكلام اللي قولته أدهم وقف: اطمني انا مسامحك ومش معنى كلامي اني زعلان منك او مش متقبل وجودك في حياتي بالعكس انا ياما حلمت بحضنك وبرجوعك لحياتي فما تقلقيش انا مسامحك .. بعد اذنكم .. ورايا مشوار مهم.
انسحب بهدوء وحنان كانت هتقوم تمنعه بس هالة شاورتلها تسيبه وبعد ماهو خرج بدئت تفهمها هالة: سيبيه يمشي خليه براحته هو مش سهل عليه يواجهكم فسيبيه حنان هزت دماغها بموافقة وسألتها: مش حاسة انه سامحني بجد وطول ماهو فاكر كل الماضي بحذافيره ازاي هيسامح ؟ هالة: ما تتخيليش يا مدام حنان ان الماضي ممكن ينتهي ويتمسح من ذكريات ادهم .. الماضي جزء منه وهو اللي شكله حنان: امال احنا هنا ليه ! مش علشان ينسى الماضي ؟
هالة: لا طبعا احنا هنا علشان يتعايش مع الماضي ده ويتقبله ويبطل يعيش فيه .. لكن النسيان ده صعب جدا ان مكنش مستحيل .. احنا بس مش عايزين الماضي يفضل هو المسيطر وكل موقف يحصل شبيه للماضي ينهار او يعيش نفس الوجع من تاني حنان: طيب وامتي هيسامحني ! وامتى هيرجع الڤيلا ويعيش معانا ؟
هالة: هو مسامحك بس اللي جواه كان لازم يخرجه .. كان لازم يفضي كل الكبت اللي جواه وكان لازم تسمعيه .. اما حكاية يرجع البيت فدي شبه مستحيلة .. البيت ده كله ذكريات و وجع وتعب وحرمان .. ولو احنا عايزينه ينسى الماضي شوية ما ينفعش نوديه لبؤرة الاحداث كلها ونقوله انسى .. فسيبوه براحته .. لكن ما تضغطوش عليه .. ليلى غلطت لما راحت البيت عندك وحطته في امر واقع .. كان غلط كبير جدا منها ودي كانت اول صدماته بعد رجوعه من السفر او دي كانت الصدمة الرئيسية اللي عملت كل البلبلة اللي حصلت دي وبهدلت الدنيا ..
حنان: يعني ابني مش هيرجع يعيش معانا تاني ابدا ؟ هالة: الرمن كفيل بكل شيء .. سيبيه براحته وبطلوا تضغطوا عليه وتدخلوا في حياته وتشكلوها براحتكم لانه مش متعود علي كده وهيبعد عنكم لانه مش هيعرف يرفض تدخلكم فالحل هيكون البعد .. فلو عايزينه قريب سيبوه براحته هو يمشي اموره براحته ..
ادهم خرج من عند هالة مخنوق من كل حاجة حتي من نفسه ومن هجومه بالشكل ده علي امه .. ركب عربيته واتحرك ومعندوش فكرة هيروح فين بس فجأة لقى نفسه علي اول الطريق الصحراوي فوقف علي جنب يفكر هيكمل الطريق ولا يرجع لشقته وفي الاخر داس بنزين وكمل طريقه وما وقفش غير قدام بيته وتردد ينزل بس زياد ابنه لمح العربية وطلع يهلل ويصرخ وينادي علي اخته وامه ويبلغهم بوصول ابوه للبيت فنزل مبتسم لعياله اللي جايين يحروا عليه فرحانين ..
شالهم ودخل البيت وليلى وقفت تستقبله من بعيد فشافها وهز دماغه لها وهيا هزت دماغها وده كان سلامهم .. مجرد اشارات قعد وسط العيال الاتنين بيتكلموا ويحكوا كل حاجة عملوها وشافوها وهو من وقت للتاني بيخطف نظرة علي مراته اللي قربت ليلى بمحاولة انها تكون طبيعية: هتتغدى معانا !
أدهم بصلها: لو معندكيش مانع ليلى وضحت: ده بيتك ودول عيالك فهمانع ليه ! ادهم كمل: وعلي ما افتكر انتي كمان لسه مراتي ولا ايه ! ليلى قلبها دق بس حاولت تظهر عادية: ده موضوع نشوفه بعدين هروح هجهز الأكل الاكل كان علي النار استوى وبدئت تعمل السلطة لما هو دخل عندها وقف علي الباب يراقبها وسط حالة من التوتر بتحاول تداريها علشان تظهر طبيعية ادهم بهدوء: اساعدك !
ليلى بطرف عنيها بصتله: شكرا شد كرسي وقعد قصادها وهيا بتقطع السلطة: بصيلي ليلى بنظرة خاطفة: نعم ادهم وضحلها: انا مفيش حاجة بيني وبين داليا ليلى بصتله: بس بترتاحلها وبتفضفضلها وسيبتني اروح بالليل بوحدي علشان تقعد معاها وكانت في بيتي الله اعلم ليه ادهم: ولنفترض اني فعلا حبيت اني اتكلم معاها .. كنت محتاج اتكلم مع اي حد وهيا كانت في وشي.
ليلى بتريقة: النهاردة محتاج تتكلم، بكرة تفضفض، بعده محتاج واحدة في حضنك، بعده واحدة في سريرك صح كده ! والله اعلم بعده ايه ادهم اتنرفز منها وفضل باصصلها ومش عارف يقولها ايه ؟ أدهم بغضب مكتوم: تعرفي ان عندك المقدرة الكاملة انك تخرجي الانسان عن شعوره وتوصليله لكمية غضب رهيبة لدرجة انه ممكن يقتلك ليلى بهدوء نرفزه اكتر: ليه ! علشان كلام جه علي البطحة ؟ أدهم بنرفزة: انا مفيش علي راسي بطحة يا ليلى ليلى ببرود: ولما مفيش علي راسك بطحة بتبرر ايه ليا ! ادهم وقف وقرب بوشه لها: حقك عليا انا غلطان لأهلك ..
سابها وخرج وهيا اتخنقت من نفسها وكملت تجهيز الأكل وقعدوا كلهم وسط ضحكات من العيال وصمت مطبق من الاتنين لحد ما خلص الغدا وخلص اللعب والعيال بدئت تنام وابوهم طلعهم اوضتهم وفضل جنبهم لحد ما ناموا وهو خرج متردد يعمل ايه ! يفضل مع مراته الباردة ولا يرجع لشقته الأبرد ؟ دخل أوضته كانت مراته قدام المرايا بتحط كريم في ايديها واستغربته: محتاج حاجة ! أدهم باستغراب: هيا مش دي اوضتي ولا انا بيتهيألي ؟
ليلى بتوضيح: انت مش هتنام هنا علي الاقل مش في الأوضة دي ؟ أدهم بيقرب منها وهيا وقفت: مين قال كده ؟ ليلى بتتراجع: انا .. أدهم بهدوء: هتمنعيني ؟ ليلى برجع: همنعك مرة واحدة مسكها من دراعها وشدها بعنف لحضنه وثبتها وهيا بتحاول تزقه ومش قادرة عليه: ادهم اذا سمحت ابعد ادهم: ابعديني انتي .. ليلى: قوتي مش ند لقوتك ابدا ومش هقدر ابدا اقف في وشك ادهم بهدوء: وانا مش هستعمل العنف معاكي يا ليلى فلو عايزة تخرجيني خرجيني ليلى بعدم فهم: امال هتعمل ايه !
أدهم بصلها كتير وركز نظراته علي شفايفها اللي بتتحرك واقتص منهم وكأنه بيعاقبهم علي الكلام اللي بيخرج منهم وهيا اتفاجئت برد فعله ده واتلجمت مش عارفة تبعده ىلا تتجاوب معاه ولا تسيب نفسها لحبيبها اللي واحشها ولا تعمل ايه بالظبط ! حبيبها بين ايديها فاتح دراعاته لها ودلوقتي هيا اللي هتقرر ايه اللي هيتم .. ادهم حاسس بحيرتها بس مش رفضها .. هيا ما بين كرامتها المجروحة منه وما بين شوقها له واخد قرار جواه يعالج كرامتها المجروحة ويصلح كل اللي اتكسر ما بينهم ويرجع الأمور لطبيعتها .. بعد عنها للحظة عنيهم متعلقة ببعض ورجع تاني بهدوء لشفايفها ولرقبتها وهيا مش قادرة تبعد بس مرة واحدة تخيلت صورته ومعاه داليا في نفس الوضع ده فزقته بعيد عنها وهو بصلها واتفاجيء.
ليلى بلهجة غضب غريبة: اطلع بره الاوضه وياريت لو بره البيت كله .. انت قولت مش هتستعمل العنف معايا فأخرج بهدوء .. ليك هنا عيالك يا ادهم وعسالك كانوا في حضنك النهار كله ادهم باستغراب: ومراتي ؟
ليلى بوجع: مراتك انت خسرتها لما لومتها علي كل حاجة حصلتلك في حياتك ! مراتك هيا وجعك ! مراتك هيا اللي دمرت حياتك ! مراتك هيا اللي عيشتك في جحيم ما بينتهيش ! مراتك هيا اللي عايرتك انك مشوه لما حبت تخلف ! مراتك هيا اللي راحت اتصاحبت علي ابوك وامك ! مراتك هيا اللي اتخلت عنك ! مراتك هيا اللي اهملت في تربية عيالك وخذلتهم ! مراتك هيا اللي معرفتش تحتويك وروحت لغيرها ترمي همومك علي اكتافه !
ادهم رجع خطوة لورى بيسمعها بذهول ليلى كملت: للأسف يا ادهم انت طردتني من حياتك وحملتني فوق طاقتي كتير ودلوقتي جاي ... انا مش فاهمة انت جاي ليه ! انت ما بتحبش هنا فجاي ليه ؟ انا جيت هنا علشان ابعد عنك فاحترم قراري ده .. معنديش استعداد اسامحك علي اي حاجة دلوقتي ! طلبت مني اديك مساحة وعطيتهالك فانت كمان اديني مساحة خليني اعرف افكر وارتب اموري يمكن اقدر اسامحك ادهم بنرفزة: هو مين اللي يسامح مين يا ليلى ! مين اللي اتخلى عن مين ! ليلى: ولما انت مش مسامحني ولما انت شتيفني اتخليت عنك جاي ليه لعندي !
ادهم: جيت لعيالي ليلى: واديك شوفت عيالك أدهم بصلها كتير: ما تقلقيش همشي يا ليلى .. وسوري لو كنت ضايقتك او تطاولت عليكي بعد اذنك كانت عايزة توقفه بس اتربطت مكانها مقدرتش تنطق وفضلت جامدة مكانها لحد ما سمعت رزعة الباب ودوران عربيته ساعتها بس قعدت علي سريرها تبكي بحرقه وندم لانه كان بين ايديها ... هيا اللي مشته ده كان اختيارها هيا...