رواية العاصفة للكاتبة المتميزة الشيماء محمد الفصل الخامس
كريم أصر يعرف مين اللي اتبرعله ومستغرب ليه ساكتين كده وبيبصوا لبعض ! ملك قربت منه ومسكت ايده بحب: ممكن ترتاح دلوقتي ولما تتحسن شوية هناخدك تقابل اللي اتبرعلك وتشكره بنفسك .. بس هو كمان لسة تعبان زيك ومحتاج يرتاح .. ارتاح دلوقتي حبيبي.
كريم سحب ايده بهدوء من ايدها وابتسملها: أنا الحمد لله كويس يا ملك ما تقلقيش عليا ملك ابتسمت: ولو ماقلقتش عليك أنت هقلق على مين ! خالد ابتسم وبص للكل: الف سلامة عليك يا كريم .. خلينا يا حسن نجيب للناس دي أكل وأنتي يا رقية خدي مدام ناهد ترتاح شوية وأنتي يا ملك خلي بالك من كريم.
الكل انسحب ونفذ كلام خالد أو الكل كان عايز يدي ملك وكريم فرصة يتكلموا فيها لوحدهم شوية .. ملك قربت منه بحب: ما تتخيلش انا حالتي كانت ايه ! كريم ابتسم بضعف: أنا كويس خلاص حصل خير ملك دمعة نزلت منها: كان ممكن تروح مني يا كريم كريم مسح دمعتها اللي نزلت: المهم اني كويس خلاص ..
ملك ابتسمت وسكتت وهو اتكلم بتعب: أمل اخبارها ايه ! عرفتوا أهلها وكلمتوهم ملك اتضايقت بس ابتسمت في وشه: اه اهلها معاها دلوقتي كريم اتنهد بارتياح: حالتها ايه يا ملك بالظبط ؟ ملك تماسكت وفضلت مبتسمة: كويسة ما تقلقش عليها كريم كشر باستغراب: كويسة ازاي ! هي اتضربت جامد ملك اخدت نفس طويل وابتسمت: أقصد إنها مقارنة بيك كويسة .. ضلعين مكسورين يدوب وشوية كدمات.
كريم بغضب وذهول: كل ده وكويسة ؟ امال انتي عايزاها تكون حالتها ايه علشان تبقي تعبانة في نظرك ! ملك كشرت: أقصد يا كريم إن حالتها مش خطيرة ومكانتش بتموت زي سيادتك .. أنت كنت بتموت فاهم ! احنا الدكتور قالنا نودعك ونجهز نفسنا متخيل إنك تشوف حبيبك بيموت قدام عينيك وتقف تتفرج عليه ! حتى حاولت أتبرع بس ماكنتش متوافقة معاك .. فأكيد بعد كل ده مش ههتم بضلعين مكسورين لحد ما أعرفوش أصلا .. أنا فرحي قرب وكنت هبقى أرملة من غير حتى ما أبقى عروسة وأنت بتلومني !
كريم اتراجع علشان ما يزعلهاش اكتر: حبيبتي والله ما أقصد أضايقك وأزعلك بالشكل ده .. وأسف لو ماقدرتش خوفك أكتر من كده .. اعذري أسلوبي سامحيني ملك فضلت مكشرة وما ردتش عليه كريم طلب منها تقرب او تقعد جنبه بس هيا رافضه: ملك أنا تعبان ومش قادر ملك بلهفة بصتله: أجيب الدكتور ؟
كريم ابتسم: لا مش عايز الدكتور انتي اللي تعباني قلتلك خلاص حقك عليا ما تعمليش موضوع لاني بجد مش قادر أقوم وأصالحك كويس ملك بصتله ودموعها بتلمع: مش زعلانة منك يا كريم .. خايفة عليك مش زعلانة كريم بحب: أنا كويس .. شاورلها تقرب وتقعد جنبه فقربت بس بدال ما تقعد علي الكرسي الاي جنبه قعدت علي طرف السرير وهو ابتسم: بقى كنتي هتتبرعيلي بجد ! ماكنتش أعرف إنك بتحبيني للدرجة دي !
ملك اخدت نفس طويل: وأكتر يا كريم أنا من غيرك أموت .. بحبك فوق ما تتخيل ! ولو طلبوا روحي مش هتأخر عليك بيها كريم بصلها بحب: وأنا بحبك يا ملك قاطعهم دخول الدكتور اللي كشر اول ما شاف ملك قاعده جنب كريم الدكتور: حضرتك كده غلط وجودك جنبه .. المفروض ان الزيارة ممنوعه عنه ملك باستغراب: بس انا خطيبته الدكتور مكشر: لاي حد .. ده خارج من عملية صعبه وبياخد ادوية مثبطة للمناعه يعني مناعة جسمه قليلة .. ( بص للمرضة ) محدش يدخله انتي ازاي سايبة الكل يدخل عنده ..
كريم بهدوء: بس انا كويس الحمد لله الدكتور بتعاطف: معلش برضه انت جسمك معرض لاي حاجة بسبب ادوية المناعة اللي بتاخدها فاحنا مش حمل اي مضاعفات .. اتحمل بس تتحسن اكتر من كده شويه .. الدكتور بص لملك اللي كشرت وخرجت كان أبوها وحماها راجعين بأكل للكل وهي قعدت جنب مامتها وناهد ملك بتكشيرة: الدكتور طردني ومنع الزيارة عن كريم علشان المناعه وكده.
ناهد اتنهدت: يالا معلش المهم بقوم بس بالسلامة وبعدها ابقي اقعدي معاه براحتك حسن بصلهم: اعذروني لحظة هودي الأكل لجماعة أمل خالد ابتسم بمجاملة: طيب ما نبعته مع حد من الممرضات مش لازم تروح بنفسك يعني حسن بصله: ابني كان هيروح مني وهم أنقذوه خالد بتصحيح: ابنك كان هيروح بسبب بنتهم فهما ردوا الجميل مش أكتر حسن كشر: مكانوش مضطرين على فكرة.
خالد باستغراب: وابنك مكانش مضطر على فكرة هي هي ناهد اتدخلت: خلاص .. أنا هروح أودي الأكل هاته حسن كشر: لا ارتاحي أنتي أنا هوديه للجماعة وأشكرهم بنفسي وأطمن على أمل وصحتها وأشوفها فاقت وبقت كويسة ولا لسة ناهد ابتسمت: وأنا كمان عايزة أطمن عليها يلا .. دقيقة يا رقية وهنرجع رقية ابتسمت بتكلف: طبعا يا حبيبتي واجب برضه .. أقولك استني هاجي معاكي دي برضه أنقذت جوز بنتي وأنتي يا ملك يلا بينا يا حبيبتي ملك جت تعترض بس أمها شدتها وكشرت في وشها فقامت وابتسمت: أكيد يلا.
راحوا كلهم يطمنوا على أمل وصحتها والكل سلم عليها ملك بصتلها كتير: أنا مش قادرة أشكرك كفاية على انقاذك لحياة حبيبي ومهما أقول مش هوفيكي حقك أمل ابتسمت بهدوء: ما تقليش أي حاجة .. أستاذ كريم أنقذ حياتي ولولاه الله أعلم كان ايه ممكن يجرالي وأنا عايشة بفضله بعد فضل ربنا .. ربنا جعله سبب ينقذني .. فأنا ماعملتش غير الواجب.
ملك ابتسمت: حمدلله على سلامتك مرة تانية لو احتجتي أي حاجة بلغيني أمل ابتسمت: متشكرة جدا لحضرتك ملك بصت لأهلها: خلينا نسيبهم ياخدوا راحتهم يلا عبدالله شكرهم هو وطه على الأكل واهتمامهم ..
حسن طبعا بلغ البوليس باللي حصل وطلب منهم ينتظروا بس أمل وكريم يتحسنوا شوية ويقدروا يتكلموا علشان يجيبوا اللي عمل كده فيهم .. البوليس حقق مع أمل اللي حكتلهم كل حاجة عن الكافيتريا وزكريا وعلي وحمادة وكل التفاصيل اللي تعرفها .. كمان اتكلموا مع كريم وتقريبا قالهم نفس كلام أمل وبدأ البوليس يحقق في الموضوع علشان يوصل للثلاثة دول ..
عدى كام يوم في المستشفى وأمل وكريم في المستشفي صحتهم بتتحسن يوم عن يوم وأمل اتحسنت بسرعة أكبر من كريم اللي لسة تعبان وممنوعة عنه الزيارة الا ناهد اللي الدكتور سمحلها تدخل عنده بس بشرط تعمل كل الاحتياطات علشان ابنها كريم كل شوية يسألها مين اللي اتبرعله وإنه عايز يشكره تتوه الكلام وتغير الموضوع وتستغل فرصه ان الدكتور مانع الزيارة عنه و تنسحب بسرعة.
حسن كان مهتم جدا بعائلة أمل وبكل طلباتهم ومخلي كل المستشفي يعاملوهم باحترام شديد
طه مع ابوه: بابا المستشفي دي كبيرة وهتدفع رزمة فلوس علي اليومين دول عبدالله ابتسم لابنه: مش مهم يا ابني فدا أختك .. كل اللي يجي في الفلوس رخيص يا طه طه ابتسم لأبوه: أنا بس بهزر .. عارف إن مفيش شيء في الدنيا أهم من أمل وصحتها عبدالله بحب: أمل وأنت .. المهم شوفلنا الدكتور ممكن يسمحلنا امتى نمشي .. الواحد تعب من قعدة المستشفي دي .. شوف نقدر ناخدها امتى ونسافر
طه ابتسم وراح للدكتور اللي وافق إنهم يسافروا بيها بس لازم تتابع مع دكتور لحد ما تتحسن تماما .. عبدالله بلغ سميرة تجهز نفسها علشان يسافروا آخر النهار لبلدهم سميرة ابتسمت: أخيرا يااا ربنا لا يعودها أيام .. طيب مش نروح نطمن على كريم قبل ما نمشي ؟ عبدالله بتأكيد: طبعا نروح الدكتور النهاردة سمح لعيلته تشوفه وتدخله .. أنا شوفته أنا وطه واطمنا عليه والحمد لله أحسن بس برضه أروح معاكي تاني أمل بتردد: طيب ينفع اجي معاكم ! كنت حابة أشكره بنفسي ولو مرة.
كلهم بصولها وسكتوا شوية طه بعدم اقتناع: أعتقد مش لازم يعني تروحي بنفسك احنا نسد عنك أمل ما ردتش وسكتت بس أبوها اتكلم: لا عادي تشكره .. بس هتقدري تتحركي يا أمل سميرة ردت: تقعد على الكرسي واحنا نزقها ( ابتسمت ) دي قوانين المستشفى ابتسموا كلهم وأمل بالفعل قامت تروح معاهم وكانت لابسه اسدال طويل مغطيها كلها .. قعدت على الكرسي وطه زقها وراحوا لأوضة كريم اللي كانت ملك قاعدة جنبه على سريره والباب مفتوح.
طه بغضب: بنات آخر زمن عبدالله بتعنيف: مالكش دعوة أنت هما غيرنا واحنا غيرهم طه برفض: الأدب والأخلاق مافيهمش غيرنا وغيرهم سميرة كشرت: مالكش دعوة احنا هنسلم ونمشي ومش هنشوفهم تاني هما أحرار في حياتهم عبدالله خبط وملك ردت: اتفضل.
تخيلوا إنها هتتعدل أو هتقوم لما يدخلوا بس فضلت مكانها وده ضايقهم نوعا ما بس كريم رحب بيهم: اتفضلوا أول ما لمح أمل حاول يتعدل بس ملك مسكته: أنت تعبان خليك مرتاح كريم بصلها ومسك ايدها بهدوء بعدها بالراحة واتعدل نص عدلة وبهدوء: عادي أنا كويس أمل بهدوء: حمدلله على سلامتك كريم ابتسم: الله يسلمك .. طمنيني عنك عاملة ايه دلوقتي.
أمل ابتسمت: بخير الحمد لله كريم مبتسم: الحمد لله ( بص لأبوها وأمها ) تخيل يا عمي وسط الأزمة اللي كنا فيها والدنيا حوالينا بتخرب وكانت جعانة قلتلها احنا في كافيتريا كلي براحتك تخيل رفضت سميرة ابتسمت: أمل ترفض أكل ! أعتقد دي أول مرة أمل خبطتها في ايدها بحرج: بس يا ماما كلهم ضحكوا وكريم كمل بهزار: لا هي مارفضتش علشان مش عايزة تاكل أو محرجة مثلا طه باستغراب: امال رفضت ليه !
كريم مبتسم: قالت إننا لو أكلنا فدي تعتبر سرقة ! ملك بتريقة: في الظروف دي ما أعتقدش سرقة كريم كمل: والله فعلا رفضت تاكل غير بعد وعد صريح مني اني هدفع تمن كل حاجة اكلناها عبدالله ابتسم: والله يا ابني هي عندها حق .. طالما ما أخدتش إذن صاحب الحاجة دي مهما كانت تبقي سرقة كريم استغرب نفس التفكير بس ابتسم: على العموم أحب أطمنكم ( بص لأمل ) وأطمنك شخصيا يا أمل إني دفعت تمن كل حاجة أكلناها وكمان عوضت صاحب الكافيتريا عن الشباك اللي كسرناه.
أمل ابتسمت: طيب كويس طمنتني .. كنت لسة هسألك وقلت لو ما دفعتش كنت هطلب من طه يروح بنفسه يدفعهم كريم باستغراب: مش للدرجة دي ما تقلقيش ( كمل بهدوء وعينيه في عينيها ) طالما وعدت بنفذ عينيهم اتقابلت في نظرة طويلة وملك اتدخلت: المهم إنكم بخير دلوقتي والأزمة دي عدت بخير .. يااا كابوس وانزاح .. بس لعلمك تاني مرة لو قلتتلك مش هتسافر فأنت مش هتسافر كريم ابتسم لملك سميرة بابتسامة: ربنا يحفظكم لبعض.
ملك حطت دراعها حوالين رقبته بتملك وحب: مش هسمحله يبعد تاني عني باسته في خده وهو اتحرج من تصرفها وعبدالله قرر ينسحب بعيلته: حمدلله على سلامتك يا ابني يلا خلينا نسيبه يرتاح شوية كريم حاول يخليهم شوية بس رفضوا تماما وانسحبوا وبعد ما خرجوا كريم بص لملك بغضب: مش فاهم ايه معنى تصرفك ده ! ملك باستغراب: تصرف ايه مش فاهمة !
كريم بصلها بغضب: إنك تبوسيني قدامهم بالشكل ده ! يعني قصدك ايه ! ناس بالشكل ده ! شايفة أخلاقهم وتدينهم وتيجي تعملي تصرفاتك دي ! ليه يعني مش فاهم ! ملك وقفت واستغربت: تصرفات ايه ! أنت متخيل إني بمثل مثلا قدامهم ! أنا بحبك وتصرفاتي لاني بحبك أنا مش فاهمة أنت ايه اللي مضايقك ! كريم بغيظ: انك تبوسيني بالشكل ده قدامهم أو قدام أي حد حتى ملك بصدمة: أنا خطيبتك وده حقي.
كريم برفض: حقك لو مراتي وحتى لو مراتي برضه مش صح تعملي كده قدام أي حد .. ملك مصدومة ومش مصدقة: مش من حقي أبوسك ! كريم أخد نفس طويل بتعب: لا مش من حقك يا ملك .. مالكيش أي حقوق وأنا ماليش أي حقوق طالما مش زوج وزوجة بشكل شرعي .. الخطوبة دي شيء احنا اخترعناه لكن الشرع والمعترف بيه هو الجواز فقط غير كده كله حرام ملك هزت دماغها برفض: أنت من امتى بتتكلم بالأسلوب ده !
كريم بحزن: أنا مش عارف أصلا أنا من امتي مش كده ! وامتى بعدت بالشكل ده .. ملك اعذريني بس حابب أكون لوحدي شوية ملك مصدومة ومش عارفة تفكر ولا تصدق كلامه: أنت بتطردني من أوضتك ! وكل ده ليه علشان بوستك قدام الهانم ! كريم باستغراب: هانم ؟ هانم مين اللي بتتكلمي عنها !
ملك زعقت: الهانم اللي وشك ما ابتسمش غير لما شوفتها ! الهانم اللي بقالك يومين مش بتتكلم غير عنها ! الهانم اللي اتضايقت أوي إني بوستك قدامها كريم هنا بصلها بغضب: أنتي مش عارفة أنتي بتقولي ايه فاتفضلي دلوقتي ونتكلم بعدين لما تهدي ملك برفض: لا مش هتفضل دلوقتي .. أنت ليه مهتم بالبنت دي كده ! كريم بدهشة: بنت مين دي ؟ ملك زعقت: أمل ؟
كريم بصدمة: أمل دي يدوب أعرفها من يومين وبعدين ايه دخل أمل بكلامنا دلوقتي ! ملك بإصرار: ليها كل الدخل سيادتك اتضايقت علشانها .. تقدر تقولي ليه مهتم بيها كده ! ليه كنت هتموت نفسك بسببها ! كريم هز دماغه برفض لكل كلامها: أمل مجرد بنت احتاجت لمساعدة وساعدتها ولا أكتر ولا أقل وكل كلامك ده هبل في هبل ملك في قمة الغضب وصوتها عالي جدا: أيوة صح وعلشان كده حميتها بروحك .. فديتها بروحك يا كريم علشان محدش يلمس شعرة منها كريم بغضب: أي راجل مكاني كان هيعمل نفس اللي عملته ده .. أي راجل محترم وشاف بنت زيها هيحميها بحياته ..
ملك بغضب مش قادرة تسيطر عليه: طيب ماشي أي راجل هيعمل زيك وهي! هي ليه اتبرعتلك بكليتها هاا؟ ولا أي واحدة برضه في مكانها هتتبرعلك بحتة من جسمها عرفانا بالجميل ! اللي أنتوا عملتوه ولا اتنين عشاق يعملوه
هنا كريم دوره في الصدمة وساب كل الكلام اللي اتقال وكل الإتهامات وسألها: أمل اللي اتبرعتلي ؟ هنا ملك ندمت إنها قالتله لأنها بدل ما تبعدها عن تفكيره دخلتها أكتر وأكتر بغيرتها وغبائها أخدت نفس طويل وبصتله: أيوة سيادتها اللي اتبرعتلك تقدر تفسرلي ليه؟ كريم سكت شوية ورفع عينيه بصلها وهي واقفة قدامه: أنتى عايزة توصلي لايه يا ملك بكل إتهاماتك دي ؟ ملك أخدت نفس طويل: ايه اللي بينك وبينها ؟
كريم بهدوء وهو مربع ايديه علي صدره وباصص قدامه: قابلتها من كام يوم في الكافيتريا وثلاث شباب بيحاولوا يغتصبوها .. والباقي أنتي عارفاه جت تتكلم بس قاطعها: صدقتي الكلام ده براحتك ماصدقتيش برضه براحتك أكتر من كده مش هتكلم ومش هقبل أبدا تحطيني في موضع إتهام سواء أنا أو واحدة بأخلاقها .. ودلوقتي سيبيني أرتاح شوية ملك حاولت تقرب: كريم انا.
كريم بصرامة: قلتلك محتاج أرتاح شوية ودي تالت مرة أقولها ومش هكررها تاني ملك انسحبت من قدامه بغضب مالوش أول من آخر وراحت على أوضة أمل وكانت عايزة تنفجر فيها بس اتفاجئت بحد بيشدها من قدام باب الأوضة وكان أبوها كلمها بغضب: هتعملي ايه ؟ ملك بغضب: بابا سيبني ارجوك خالد شدها لجوا أوضة فيها رقية وقفل الباب رقية باستغراب: في ايه ! مالكم ؟
خالد بغيظ: سيادتها هتضيع خطيبها بغبائها رقية كشرت: في ايه يا ملك ! وكريم ماله ؟ ملك متغاظة ومش عارفة تعمل ايه وفضلت رايحة جاية: حضرته مهتم باللي اسمها أمل دي ! خالد بهدوء: حضرته مش مهتم بس ممكن بغبائك هيهتم.
ملك بصتله باستنكار: تقصد ايه حضرتك ! أنت مش شايف كان هيموت نفسه علشانها ازاي ؟ ولا سيادتها اللي خارجة من العمليات ودخلت تاني علشانه ! خالد مسك ايد بنته وقفها: شايف راجل محترم شاف بنت بيتهجم عليها شباب وأنقذها منهم .. وأعتقد في الف غيره ممكن يعملوا نفس اللي هو عمله ده .. اما تبرعها يا ملك فده رد جميل .. يعني أنتي لو واحد أنقذ حياتك هتكوني مديوناله وهتحاولي تردي الجميل بأى طريقة .. دي تعاملات الناس المحترمة .. ملك برفض: يا بابا ده زعقلي علشان قربت منه قدامهم خالد بإصرار: كريم شاب محترم وهو تلاقيه اتحرج ملك برفض: أو خايف على شعورها !
رقيه اتدخلت في الحوار: والله يا خالد الواحد حاسس إنه مزودها أوى خالد بص لمراته بغيظ: انتي هتعومي علي عوم بنتك ولا ايه ! بدل ما تعقليها هتجننيها زيادة ! ملك حبيبتي ! كريم راجل محترم جدا وأهله ناس محترمين وأنا أعرف حسن من زمان جدا وهو أخلاقه عالية ومربي ابنه كويس وكل اللي في دماغك ده هو ما بيفكرش فيه فبطلي تنكشي أنتي لحد ما تدخليها فعلا في دماغه .. أنا قلت اللي عندي وأنتي حرة يا تعقلي يا تتجنني وتخسري براحتك .. ملك كشرت وقعدت تفكر في كلام أبوها.
كريم قاعد مخنوق من ملك وقبلها من نفسه .. سؤالها بيرن أنت من امتى بتتكلم كده ! هو فعلا امتى بطل يكون كده ! ليه بعد أوي عن ربنا بالشكل ده ! كان متخيل إنه يدوب علشان بيصلي فهو كده تمام ! لا ده أنت بعدت أوي يا كريم ! اهى بنت طالبة إيمانها وخوفها من ربنا أكتر منك بمراحل، ازاي ما فكرش يصلي وكأن العاصفة دي مثلا عذر أو سبب تترفع علشانه الصلاة ! مع إن الجو ده أولى بالقرب من ربنا والتضرع له .. ازاي عادي بيقولها تاكل براحتها في شيء مش ملكه ؟ مين أباحله يقولها براحتك ! ازاي هي افتكرت تصلي ! ازاي هي كانت واثقة إن ربنا هينجيها !
ازاي هي علي الرغم من جوعها والظروف اللي كانوا فيها إلا إنها قالت لا ده كده سرقة ! ازاي هي عندها القدرة والقوة إنها تقول لا للغلط مهما يكون وفي أي وقت وليه هو مش قوي زيها ! دى حتى خطيبته عارف إن قربها منه بالشكل ده حرام وبرضه مش عارف يقولها لا وعامل اعتبار لزعلها ! طيب فين زعل ربنا وعقابه ! غمض عينيه بتعب وإرهاق وعايز يرتاح بس عقله شغال تفكير ولوم وعتاب .. أفكار أفكار أفكار هتجننه .. عايز يسكتها بأي طريقة مش عارف حس إنه عايز يصرخ مثلا ..
خبط علي الباب أنقذه من أفكاره وكان مؤمن فبصله وكأنه نجدة: جيت في وقتك ادخل مؤمن اتوتر من شكله المجهد: أنت تعبان ! أجيب الدكتور ؟ كريم برفض: لا لا .. بس مخنوق ومحتاج أتكلم مع حد مش أكتر مؤمن ابتسم وقرب منه وهزر معاه: اه زهقان يعني ! كريم حاول يبتسم: لو مشغول ممكن قاطعه: لا يا سيدي .. هقبل أكون قرد ولا يهمك كريم استغرب: قرد ؟ ازاي يعني ؟
مؤمن ضحك و بهزار: مش المثل بيقول قرد يسليني ولا غزال شارد .. أنا القرد اللي هسليك كريم ابتسم: يا عم والله ما رايق لهزارك ده مؤمن قعد قصاده: خير بس مالك ! كريم سكت شوية وبعدها اتكلم بخنقة:اتخانقت مع ملك ! مؤمن بهزار: زعلت الحتة الطرية امممم علشان كده بقى !
كريم بص جنبه مالقاش غير علبة المناديل فحدفها في وشه ومؤمن ضحك: خلاص خلاص هتكلم بجد ! زعلتها ليه ؟ كريم مكشر: المصيبة إني مزعلتهاش بس مخنوق مؤمن بجدية: ليه خير ! يعني ايه السبب ؟ كريم بخنقة: حضرتها متخيلة إن في علاقة بيني وبين أمل لمجرد إني أنقذتها ! مش مصدقة إني معرفهاش ومفيش بينا سابق معرفة مؤمن كشر باستغراب: معلش يعني هي كانت متوقعة منك تعمل ايه لما تشوف بنت في ظروفها !
كريم بغيظ: أخاف على نفسي .. أقول أنا مالي ما يقتلوها .. مؤمن اتنهد: المشكلة يا كريم إن ده مش تفكير ملك بس .. للأسف معظم جيلنا دلوقتي بقوا كده سطحيين وكل واحد بيقول يلا نفسي .. وللأسف مش قادر أتخيل ازاي واحد يشوف بنت بتتعاكس أو حد بيؤذيها ويقف يتفرج أو يقول وأنا مالي .. أو أى حد مش شرط بنت .. أى حد بيحصله أذي ازاي ماأساعدوش وخصوصا لو اقدر؟ كريم بأسف: المصيبة الأكبر هو ازاي أكون راجل وأستغل رجولتي أو قوتي في إني أضر بنت أو أستغل ضعفها .. مش قادر أنسى شكل أمل والثلاث كلاب دول بيحاولوا !
سكت من غضبه وهو بيتخيلهم مؤمن حط ايده علي كتفه: هياخدوا جزاءهم .. البوليس هيجيبهم وهيتعاقبوا إن شاء الله على اللي عملوه .. واللي حاولوا يعملوه .. المهم دلوقتي ملك كنت احتويتها كده وفهمتها بالراحة كريم اتنهد: قافلة دماغها شيفاني أوفر في اللي عملته واللي زود قناعتها تبرع أمل مؤمن كشر: الشهامة والشجاعة دلوقتي بقت مسميات للأسف مش صفات .. طيب ملك طبعها غيور يعني ! كريم بتفكير: عمري ما لاحظت ده لا أنا مستغرب أصلا تفكيرها وتصرفاتها.
مؤمن حط ايده على كتفه: معلش اعذرها هي بتتصرف من خوفها عليك وحبها .. خوفها إنك تكون بتحب غيرها وغيرتها إن أمل تكون عملت كده حب فيك مش جميل وبترده .. المهم أنت بالراحة بس عليها واحتويها وطمنها إنك بتحبها هي وبس كريم بتعب: أكيد أكيد .. بس عارف بعيد عن ملك وكل القصة دي .. الحادثة دي فوقتني يا مؤمن وحاسس إني كنت محتاجها مؤمن باستغراب: ازاي بقى وفوقتك من ايه !
كريم بتوهان: من الغفلة .. الغفلة يا مؤمن .. الخمس أوقات وبس مش كفاية مؤمن بحيرة: انا توهت منك كده كريم وكأنه بيكلم نفسه: الواحد مش بيصلي الفجر مثلا بانتظام .. لو صحيت أو سهران اه لكن أصحى مخصوصله لا .. لو في ظروف قهرية بتدي لنفسك عذر لو وقعت منك صلاة مثلا .. في حاجات كتيرة أوي مهمة بنهملها بحجة الظروف مؤمن بعطف: كريم احنا بشر وكلنا بنحط لنفسنا دايما أعذار.
كريم برفض: لا مش كلنا .. في مننا وسط أكبر أزمة ووسط مصايب والدنيا كلها بتخرب وممكن حياته تتنهي وبيفتكر يصلي فرضه .. في مننا في قمة الشدة وقمة الجوع وقدامه أكل وكل شيء مباح ومحدش هيحاسبه بس بيفتكر الحرام والحلال .. مش كلنا يا مؤمن بيحط أعذار لنفسه .. الغافل بس هو اللي بيحط الأعذار دي مؤمن كشر بتفكير: ربنا ما يجعلنا من الغافلين يا كريم .. المهم ارتاح دلوقتي وقوم من هنا بالسلامة وربنا يبعد عنا الغفلة .. هسيبك ترتاح كريم وقفه: استنى .. ساعدني أروح أشكر أمل وعيلتها ..
مؤمن باستغراب: صح ماقلتليش مين اللي قالك إن أمل هي اللي اتبرعت ؟ كريم كشر بغيظ: أنت ليه سيادتك ما قلتليش وليه الكل بيهرب كل ما أسأل ! كريم بحرج: والدك طلب مانقولش أعتقد علشان ملك وغيرتها اللي بتتكلم عنها دي .. علشان سيادتك ما تأفورش في رد فعلك ويتفهم غلط وكويس أصلا إنه عمل كده اذا كان الموقف كله مفهوم غلط .. يلا ما علينا كريم بإصرار: طيب يلا ساعدني مؤمن ساعده ووصله لحد أوضة أمل وخبط واستأذن يدخل وكلهم استغربوا مجيه لانهم لسه كانوا عنده.
مؤمن بحرج: هنتظرك برا يا كريم .. الف سلامة يا أنسة أمل انسحب بسرعة وكلهم باصين لكريم اللي اتحرج من تدقيقهم فيه وبتوتر: أنا جيت أعتذرلكم عبدالله باستغراب: تعتذر علي ايه يا ابني كريم وعينيه طايرة لكل واحد فيهم: علي تصرف ملك .. طه بحرج: هي خطيبتك أولا وثانيا كل واحد وطباعه كريم بضيق: أنا طباعي مش كده ..
كريم سكت بضيق وبص لطه: أنت مش محتاج تحطلي عذر لأن صراحة أنا ماعنديش عذر أصلا ابرر بيه اللي حصل قدامكم ده .. سميرة اتدخلت: يا ابني ياحبيبي الموضوع صدقني مش مستاهل المهم دلوقتي صحتكم بالدنيا .. سيبك من كل ده وطمني على صحتك .. أنت كويس دلوقتي صح؟ عبدالله بتأكيد: صح والله طمنا عنك صحتك كويسة دلوقتي ! كريم ابتسم للطفهم معاه: أنا الحمد لله أحسن كتير .. ( بص لأمل ) وأنتي صحتك ايه ؟ أمل ابتسمت: الحمد لله بخير.
كريم ابتسم: أنا متأسف إني اتأخرت على إنى أشكرك على اللي عملتيه بس اعذريني لسة عارف أصلا ٱنك أنتي اللي اتبرعتيلي أمل باستغراب: أنت اتصابت بسببي فمش مطلوب منك أصلا شكر طه بتأكيد: فعلا أنت عرضت حياتك للخطر علشان تحميها .. وعلى فكرة مهما نعمل عمرنا ما هنوفي أبدا حقك واللي عملته مع أختي .. أنا كان نفسي أصلا أتبرعلك أنا بس للأسف مانفعش.
كريم ابتسم بتقدير: أنا ماعملتش غير واجبي طه برفض: لا يا كريم للأسف زمنّا ده الناس مش هتشوف اللي أنت عملته ده واجب أو شهامة مثلا أو رجولة بالعكس ده ممكن يطلعوا أسوأ الأفكار وأسوأ الإتهامات .. احنا للأسف مش في زمن الشهامة والجدعنة احنا في زمن الشماتة والحقد وكل واحد يقول وأنا مالي يلا نفسي.
عبدالله اتدخل برفض: ايه التشاؤم ده ! لا طبعا .. طول مافي شباب زيك وزيه فلسة الدنيا فيها خير .. مش علشان مثال سيء نعمم إن الكل سيء لا يا ولاد في شباب كتيرة عندها قيم ومباديء وأخلاق لسة .. في أهالي كتيرة لسه بتعلم عيالها الحرام والحلال قبل العادات والتقاليد .. لسة الدنيا بخير .. احنا أمة محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم يا ولاد .. والرسول تفاخر بينا وقال إني مباه بكم الأمم كلهم صلوا علي الرسول وسادت لحظة صمت بينهم قطعها كريم بهزار: هو مش ده كان حديث عن الزواج والتشجيع له لما الرسول قال تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم.
كلهم بصوا لعبدالله اللي كشر وفجأة الكل ضحك وأمل وكريم كل واحد فيهم مسك جنبه من الضحك عبدالله كشر بهزار: المهم إن الرسول بيتباهى بأمته ايا كان الغرض .. المعنى اللي عايز أقوله وصلكم ضحكوا وسكتوا كلهم مرة واحدة زي ما ضحكوا مرة واحدة كريم أخد نفس طويل: المهم إني.
طه بهزار قاطعه: لو اعتذرت تاني هعورك كريم رفع ايده باستسلام: لا مش هعتذر بس كنت هقول إن أينعم دي مش فرصة سعيدة ولا ظروف سعيدة اللي اتقابلنا فيها بس أنا معتز بالمعرفة دي وأتمنى إنها تدوم طه وعبدالله الاتنين رحبوا بيه جدا.
طه قبل ما كريم يخرج سأله: مفيش أي أخبار عن الكلاب دول ! معرفتش حاجة أو البوليس وصل لحاجة كرين بصله بأسف:حاليا لا مفيش جديد بس أنا ورا العيال دي مش هسيبهم لحد ما ياخدوا جزاءهم .. البوليس وصل لمستشفى صغيره راحلها ٣ شباب واحد فيهم متصاب بس للأسف كانوا هربوا منها .. فالبوليس وراهم ما تقلقوش .. مش هرتاح غير لما يتقبض عليهم .. عيدالله بغضب: إن شاء الله هياخدوا جزاءهم وهيتقبض عليهم كريم ابتسم: بإذن الله يا عمي ما تقلقش حضرتك أنا هفضل متابع البوليس وأي جديد هبلغكم .. بعدها انسحب بهدوء لاوضته ..
كريم رجع أوضته وعبدالله أخد عيلته وروح لبيته والكل اتجمع حواليهم في الشارع من الجيران وخصوصا أخوه ومراته اللي واقفة بصالهم بغيظ حد من الجيران سأل: خضيتونا عليكم .. خير يا أمل مالك ووشك كده ليه ! ايه اللي حصلك ؟ الكل كان بيسأل مع بعض ودوشه عالية لحد ما طه سكت الكل: أمل عملت حادثة وهي راجعة من الكلية .. وسمر لما جت بلغتنا سافرنا جبناها .. محبيناش نقلق أى حد .. ودلوقتي اعذرونا علشان بس أختى تعبانة والدكتور قال لازمها راحة والمشوار كان طويل عليها الكل اتكلم والكل سلم عليها وكل واحد راح لبيته ..
محمد راح لأخوه بتردد محروج منه بس اتشجع ودخل عنده: طمني على أمل يا عبدالله .. أرجوك دي زي سمر بنتي ويمكن أغلى عبدالله بصله بغضب: بنتك كانت هتقتل بنتي بتصرفها يا محمد .. شباب الكافيتريا اللي قفلت عليها فيها حاولوا يغتصبوها ولولا ستر ربنا وبعتلها واحد خلصها منهم كان زمانا لسة بندور عليها وهم كان زمانهم رموها لكلاب الصحرا وكلوها وكنت أفضل عمري كله أدور عليها .. والراجل اللي أنقذها شاف الموت بعينيه وأهله سلموا أمرهم لربنا بعد ما الدكتور قالهم ابنكم ميت لولا رحمته وكل ده بسبب بنتك.
محمد دموعه لمعت: والله ما عارف أقولك ايه يا محمد بس أنا مش عارف هي ليه كده ! ليه مش زي أمل ! عبدالله بلوم: أمل ربيناها على الحرام والحلال وده الفرق .. لما تكون سايبها تلبس وتخرج وتصاحب وتتذوق يبقي متستغربش وتقول ليه هي كده .. ماهي دي زرعتك وأنت بتحصد اللي زرعته .. محمد فضل مع أخوه يحايل فيه ويعتذر نيابة عن بنته وهم قبلوا اعتذاره لأنهم عارفين إن مراته هي سر فساد بنته ..
ملك فضلت يوم كامل بعيدة عن كريم ومهما يتصل بيها مش بترد لحد ما طلب من والدته تروح وتبلغها إنه عايز يشوفها لكن رفضت تروحله .. بلغ رقية وهي بتزوره بس برضه ماراحتش عنده و أخيرا خالد كان عنده وقبل ما يمشي وقفه: قول لبنتك إني لو قادر أروحلها كنت روحتلها أنا بنفسي لكن زي ما أنت شايف مغصوب وأنا بعتلها مرة واتنين وطنشت فمعلش يا عمي قلها الثالثة ثابتة خالد باستغراب: قصدك ايه !
كريم بغيظ: أقصد إنها لو ماجتش هعتبر ده طلب ظريف منها إنها تنهي كل حاجة بهدوء وهنفذ طلبها فلو ده اللي هي عايزاه مش محتاجة تهرب بس تقول مش أكتر .. خالد بسرعة: تنهي ايه وبتاع ايه يا كريم أنت قاطعه كريم: ياعمي أنا مش محتاج أسمع مبررات من حضرتك .. عمي أنا ما بتهددش .. فيا تيجي وتتكلم زي الناس يا نفضها سيرة ولو أنا خانقها أوي كده ممكن عادي أحلها من أى ارتباط.
خالد برفض: يا كريم أنت عارف إنها بتحبك كريم بصله: وأنا زي ما قلتلك مش عايز أسمع مبررات حضرتك .. أنا موجود هنا لحد الساعة ٥ بلغها بده .. خالد مشي بغضب لبنته اللي منتظراه بفارغ الصبر: بابي قالك ايه ؟ سأل عني ؟ خالد بغضب من غباء بنته: اه يا أختي سأل ملك استغربت لهجة أبوها: مالك بتقولها كده ليه ؟ وهو قالك ايه ؟.
خالد بغضب: قال لو سيادتك ما روحتيش هيعتبر إن الخطوبة دي منتهية ! يا تري بقى سيادتك خلصتي لعب العيال بتاعك ولا لسة ! ملك ابتسامتها اختفت وحل محلها غضب مالوش أول من آخر وبصت لأبوها بتحدي وإصرار... بقلم: الشيماء محمد محمد رجع بيته وهو مصدوم من بنته ومن اللي عملته ومن اللي حصل لبنت أخوه.. هو كان متخيل بس إنها اتأخرت وهم راحوا يجيبوها مش أكتر، لكن ما تخيلش أبدا إنها اتعرضت لأذي حد أو حد اتأذى تاني بسببها .
دخل بيته ومراته أول ما شافته مهموم: أخوك اداهملك وطبعا كالعادة سمعته وتلاقيك اعتذرت محمد بصلها بغضب: ولو اعتذرت الف سنة لقدام عمري ما هكفر ولو جزء من اللي بنتك عملته بدرية بتريقة: ليه يعني ! البنات ياما بتعمل مقالب في بعض الدنيا ما اتهدتش محمد بغضب: لا اتهدت يا بدرية .. لما تقفل عليها في كافيتريا مهجورة ويجي عمال الكافيتريا يتكاتروا عليها ويحاولوا يغتصبوها ويقتلوها يبقى اتهدت بدرية شهقت وعينيها وسعت لأنها تخيلت إنه مجرد تأخير وبس.
محمد كمل بغضبه: لما يضربوها ويكسروا ضلوعها ويكون عندها نزيف داخلي نتيجة الضرب وتدخل العمليات يبقى اتهدت ! لما الشاب اللي حاول ينقذها يتضرب بسكينة ويفضل ينزف لحد ما يقرب من الموت يبقى اتهدت، لما الدكتور يخرج من العمليات ويقول لأهله جهزوا نفسكم لخبر موت ابنكم يبقى الدنيا اتهدت .. وكل ده بسبب المقلب اللي أنتي بتتكلمي عنه.
بدرية من جواها متخيلة كل اللي حصل وحجم المصيبة اللي بنتها فيها بس رافضة تعترف بده وبصت لجوزها بمكابرة: يعني أكيد بنتك ما تقصدش كل ده يحصل محمد برفض وأسف: لا أعتقد هو ده بالظبط اللي هي كانت عايزاه بس كان نفسها تنجح في محاولتها بدرية زعقت: أنت يا راجل هتجيب مصيبة لبنتك ! محاولة ايه وزفت ايه ! ده لعب عيال واتقلب جد غصب عنهم محمد زعق: بلا لعب عيال بلا زفت واحمدي ربنا إنها رجعت بالسلامة وإلا قسما بالله كنت هسلمها بنفسي تتعاقب علي اللي عملته .. ودلوقتي تاخدي بنتك وتروحي تعتذري أنتي وهي وبنتك تبوس رجل أمل لحد ما ترضى عنها وتسامحها.
بدرية شهقت: ليه إن شاء الله! أنت عايزني أنا أعتذر لسميرة ! وأشمتها فيا ! ده لا يمكن يحصل محمد بغضب: هتروحي أنتي وبنتك يا بدرية بدرية برفض: مش هروح .. أنت خد بنتك لو عايز لكن أنا لا محمد وقف وبصلها: يبقي تلمي هدومك وتروحي تعيشي في بيت أبوكي مالكيش مكان هنا في بيتي بدرية شهقت: كل ده علشانها ! علشان سمى.
قاطعها محمد بغضب: اياك تزودي حرف يا بدرية ولو مش هتنفذي كلامي وهتكسريه يبقي مالكيش مكان في بيتي أصلا بدرية بقهر: ليه كل ده ! وليه أنا أعتذر؟ محمد بحزن: علشان بنتك دي تربيتك أنتي ولو هي غلطت فده بسببك أنتي .. بدرية لفت وشها بعيد: وليه ما تكنش تربيتك أنت .. ولا أي غلط يبقى عليا وأي صح يبقي ليك !
محمد بأسف: لا أنا غلطان زيك بالظبط .. أنا اتهاونت وقلت خليها براحتها واقتنعت بكلامك .. البنت صغيرة .. ما تخنقهاش .. سيبها براحتها .. بكرا تعقل .. كنت بشوف أخطاءها وأسكت وأسمع كلامك .. وقلت فعلا بكرا تكبر وتعقل لكن كنت غلطان لأنها بكرا تكبر وتفجر ومن النهاردة كل حاجة هتتغير .. من النهاردة كلامي أنا اللي هيمشي .. من النهاردة مابقاش في براحتها .. من النهاردة هتشوف معاملة تانية .. ولو أنتي هتتدخلي في معاملتي لها يبقى من دلوقتي اتفضلي .. يا هتنفذي كلامي يا تخرجي برا بيتي .. الاختيار عندك يا بدرية..
بدرية فكرت جديا تمشي وتروح بيت أبوها بس تروح لمين ! أبوها وميت وأمها وعايشة برعاية أخوها ومراته وهى مش بتحب مراته هتعيش معاها ازاي ! وخصوصا كمان لما أخوها يشيل مسئوليتها هي كمان .. لا خليها في بيتها معززة مكرمة هتسيب بيتها لمين ! وجوزها لمين ! ايه يعني لما تسمع كلامه اليومين دول لحد ما يهدأ واهي زوبعة وهتعدي .. أيوة ده الصح تسمع كلامه لحد ما يهدأ .. النهاردة تعتذر وبكرأ تجيبها الأرض .. ابتسمت لأفكارها وبعدها كشرت ومثلت دور الانكسار: أمرك يا محمد كلامك علي راسي ..
محمد استغرب خضوعها اللي مش متعود عليه: خدي بنتك وروحي اطمنوا علي أمل واعتذروا بدرية بحزن ووشها في الأرض: حاضر طلعت لعند بنتها اللي كانت واقفة وسامعة كل حرف ودخلت مع أمها أوضتها وقفلت الباب سمر بإصرار:أنا لا يمكن أروح وأعتذر فاهمة بدرية بغضب: أنتي حرة هنزل أقول لأبوكي وهو يتصرف معاكي سمر مسكت دراعها: اتصرفي أنتي.
بدرية شدت دراعها: أنتي وقعتينا في المصيبة دي وأنتي علي آخر الزمن هتخليني أروح أعتذر لسميرة .. بغبائك هتضيعينا .. كان عقلك فين لما فكرتي بالغباء ده ! هتقتلي علي آخر الزمن ؟ سمر بغيظ: ياريتها كانت ماتت وخلصنا منها بدرية هزت دماغها بغيظ: قسما بالله غبية .. ما ورثتيش من أبوكي غير الغباء وبس .. اتحركي خلينا نروح وهتعتذري سمر برفض: مش هروح.
بدرية خارجة: انتي حرة هقول لأبوكي وهو يجرجرك من شعرك لحد تحت رجليها ويخليكي تبوسي رجليها .. أنتي صح بلاش تيجي معايا أنا تعتذري وروحي مع أبوكي علشان يخليكي توطي علي رجل كل واحد في بيتهم تبوسيها لحد ما يرضوا سمر بغيظ بتفكر تعمل ايه ! تروح مع أمها فعلا ولا ترفض وأبوها هيعمل كده فعلا وهيجبرها تروح ! نزلت مع أمها وراحوا لبيت أمل وخبطوا طه فتح الباب وأول ما شاف سمر اتردد يدخلها أو يضربها بس صوت أبوه خرجه من أفكاره: مين يا طه ! طه بغيظ: مرات عمي.
عبدالله دور وشه بعيد وسابهم وبدرية زقت طه ودخلت: الف سلامة علي أمل حبيبتي هي فين سمر دخلت بتردد وبصت لطه: ازيك يا طه ! عامل ايه طه بصلها بقرف: ازيي ! ده ايه البجاحة دي ! غوري يا بت من وشي واخفي لقسما بالله أمسح بيكي بلاط البيت كله قبل ما تتكلم ةمها رجعت وشدتها: تعالي نطمن علي أمل .. في أوضتها صح شدتها وراحوا ناحية أوضتها وخبطوا ودخلوا كانت سميرة مع بنتها واتفاجئت بيهم بدرية بتمثيل: حبيبتي يا أمل .. الف سلامة عليكي يا قلبي أمل بهدوء: أهلا يا مرات عمي.
بدرية: أنا جيبتلك سمر اهيه لحد عندك تعتذرلك أنتوا مهما كان أخوات .. شيطان ودخل بينكم سميرة بتريقة: والله ما شيطان إلا البني آدم .. ده أنتي بتظلمي الشيطان بدرية بهزار: معلش خلوا قلبكم أبيض ده أنتوا ولاد عم برضه سمر بتمثيل: أسفة يا أمل بس صدقيني مكانش قصدي إن كل ده يحصل .. كنت فاكرة هيجي ورانا أتوبيس ٧ وفي كمان أتوبيس ٩ وكلهم بيكونوا ورانا .. مكانش في بالي أبدا كل ده يحصل سميرة بغضب: وليه أصلا تقفلي عليها هاا ! لا وجاية تتهميها في شرفها قدامنا ! نفترض إن أبوها ولا أخوها صدقوا الكلام اللي قلتيه عليها كانت عملت ايه دلوقتي؟
بدرية اتدخلت: أمل محدش يصدق أبدا في حقها لاي حاجة سميرة بتريقة: مكانش ده كلامك من يومين .. سمر لأمل: المهم إنك بخير اهو .. بس بابا قال في حد أنقذك وكان هيموت .. هو بخير صح ! مش عايزة حد يجراله حاجة بذنبي سميرة بتريقة: لا فيكى الخير يا اختي سميرة بتتنفس بالعافية وعايزة تقوم تضرب سمر وأمها ومسيطرة علي نفسها بالعافية أما أمل فمستغربة سمر وتغييرها بالشكل ده ونفسها تفهم دماغها بتفكر ازاي!
سمر بصت لأمل: مين هو اللي أنقذك تعرفيه ؟ أمل بدهشة: أعرفه منين يعني ! سمر بخبث: يعني أصل بابا قال إنه كان هيموت علشان يدافع عنك فقلت يمكن تكوني عارفاه أصلا.
هنا سميرة وصلت لآخر صبرها وقامت مرة واحدة مسكتها من شعرها اللي يدوب حاطة عليه طرحة ولما دخلت نزلتها علي رقبتها سمر صرخت وسميرة جابتها في الأرض وبدرية بتحاول تخلص سمر بنتها من ايديها إلا إن سميرة زقتها: غوري من جنبي لازم أشرب من دمها الفاجرة دي .. بقى تقفلي علي ستك وجاية تخوضي في شرفها ودلوقتي كمان جاية تقولي معرفش ايه ! أنتي يا بت محدش رباكي !
بدرية بتصرخ: هتموتي البت سيبيها يا ولية سميرة زقتها جامد وقعتها في الأرض: ولولوا عليكي ساعة وسكتوا يا شيخة ماهي تربيتك تربية و... فضلت تضرب في سمر وتصرخ وأمل مش قادرة تقوم وطه جه علي الصويت بس لما لقى أمه بتضرب سمر مارضيش يتدخل وابتسم عبدالله جه جري وشاف بدرية في الأرض وسميرة هتموت سمر في ايدها زق طه: أنت بتتفرج ؟ عبدالله بيشد سميرة من فوق سمر وهي بتزعق: سيبني أموتها الواطية اللي ما اتربتش .. خليني أربيها أنا عبدالله زعق: خلاص يا سميرة عيب اللي بتعمليه ده.
بيحاول بيشد سميرة اللي مش عايزة تسيب شعر سمر من ايدها وكل ما يشدها تشد شعرها زيادة وهي تصرخ عبدالله زعق:بالله عليكي يا سميرة .. خلاص بقي .. قلت كفاية كده ! سميرة زقتها من ايدها وهي كلها غيظ وكره ونفسها لو تقتلها بجد بصت لسمر وبدرية وبتهديد: هسكت المرة دي لكن قسما بالله لو بصيتي بس أنتي ولا أمك بنظرة ماعجبتنيش لبنتي لتشوفي مني وش عمرك ما شوفتيه وهعلمكم الأدب من أول و جديد .. غوري من بيتي واياك تعتبيه تاني عبدالله زعق: سميرة عيب اللي بتعمليه وتقوليه ده.
سميرة بغضب: هي دي اللغه اللي بيفهموها خلينا نكلمهم بيها لعل وعسى يفهموا .. بدرية بغضب بصت لسميرة بتوعد: ماشي يا سميرة أنا جاية أعتذرلك وأنتي تبهدليني أنا وبنتي .. ماشي خليكي فاكراها .. وخلينا نشوف مين فينا هيقول اي سميرة زعقت: برها بيتي بدرية شدت بنتها وخرجت وبتتوعد إنها هتنتقم لكرامتها اللي اتهانت هي وبنتها .. عبدالله لمراته: ينفع اللي عملتيه ده !
سميرة بغضب لجوزها: ده أنا كان نفسي أنتف شعر راسها شعرة شعرة بنت بدرية أنا مش عارفة أصلا انت ايه اللي دخلك ؟ هاا ( بصت لجوزها وقلبت خناق معاه ) خناقة ستات تتدخل أنت ليه وجاي توقفني ليه ؟ أنا بتدخل لو اتخانقت مع حد في الشارع ؟ هاا ؟ عبدالله كشر لما الدفة اتقلبت عليه: أنتي عايزاني أسكت يعني ؟
سميرة بزعيق: أيوة تسكت طالما أخوك ومش هتعرف تجيب حق بنتك منه وهو غلبان يبقى تسيبني أنا أجيب حق بنتي وأشفي غليلي منها .. ايه اللي دخلك بينا أنا مش فاهمة .. عبدالله اتراجع: حق بنتك محفوظ عند ربنا وهو حماها ورجعها بالسلامة والموضوع خلص.
سميرة بغضب: لا امخلصش .. ولا هيخلص كده .. بنتي قدامي راقدة في السرير مش قادرة تتحرك وتقولي خلص ! ولا الواد اللي كان هيخسر حياته وتقولي خلص ؟ ولا الكلية اللي بنتك خسرتها وتقولي خلص ! خلص ازاي يعني واحنا لسه في وجعه ! والهانم جاية تاني تتهمها إنها تعرف كريم من قبل كده وجاية توسخ تاني وتقولي خلص ! عبدالله بدهشة: هانم مين اللي اتهمتها تاني ؟ بدرية !
سميرة بغيظ: لا سمر وأنت سيادتك حوشتني من عليها عبدالله اتنهد وعرف إنه خسران قدام غضب مراته اللي أول مرة يشوفها في الحالة دي ولازم ينسحب ويسيبها لحد ما تهدة فبصلها: علي العموم هي برضه في بيتك ومن دخل بيتك جاب الحق عليك سميرة بإصرار: ماشي أنا راضية يكون الحق عليا اخرج أنت منها بقى عبدالله خارج: سايبلك الأوضة كلها.
خرج وسابهم وأمل وطه في حالة ذهول تام لأنهم أول مرة يشوفوا أمهم بالشكل ده وأول مرة يعرفوا الجانب ده فيها ! بصتلهم ولاحظت نظراتهم فبغيظ: مالكم انتوا كمان ؟ باصينلي كده ليه ! طه ابتسم: أول مرة اعرف إن أمي فتوة كده سميرة كشرت: فتوة ! والله ما ناقصاك طه قرب منها وضمها بهزار: فتوة وأجدع فتوة كمان .. أنتي فين من زمان هااا ! أيوة كده .. والله براڤو عليكي يا مرمر أنتي أدبتيها صح .. كان هيجرالي حاجة لو ما أدبتش البت دي ! كنت هتنقط بجد.
سميرة مكشرة: وعلشان كده وقفت تتفرج طيب علي الأقل امسك بدرية مش تسيبهم الاتنين عليا طه بتهريج: والله يا مرمر أنا فعلا كنت جاي أمسكها بس أنتي رزعتيها بوكس طيرتيها لزقتيها في الباب فقلت اتفرج ضحكوا وسميرة غصب عنها ضحكت هي كمان وقعدت جنب بنتها وقعدوا الثلاثة جنب بعض سميرة بهدوء: اللي يقرب من عيالي أندغه بسناني .. كله إلا أنتوا الاتنين ..
طه بصلهم: نسيت أقولكم صح غادة عايزة تيجي هي ومامتها الليلة يسلموا عليكي أمل كشرت بهزار: بلاش الليلة أنا تعبانة واهي غادة خطيبتك مننا وعلينا مش هتزعل لما نعتذر طه بصلها بغيظ: ونعتذر ليه يعني وليه بلاش الليلة أصلا ! ده أنتي رخمة سميرة ضحكت: بالراحة شوية علي نفسك أختك بتهزر الاتنين ضحكوا وطه بصلهم بغيظ: هزروا هزروا ده أنتوا رخمين صح.
سميرة خبطته في كتفه: ما تتأدب يا واد أنت ! طيب فعلا بقي اعتذرلها الليلة أنا اللي مش فاضية طه بغيظ: ليه بقى وراكي ايه حضرتك ! سميرة فكرت وبصتله: ورايا تعبانة وعايزة أنام وأرتاح عندك مانع؟ طه كشر وعرف إن السكة دي مش جايبة نتيجة فقرب من أمه وباس كتفها: مرمر حبيبي.
سميرة زقته: بطل بكش ياواد وابعد ما لسة كنا رخمين طه باس ايدها: ده أنتي روحي وقلبي هتيجي بعد المغرب هااا. سميرة مكشرة بهزار وهو وقف وبصلهم: سامعيني هتيجي بعد المغرب هروح أقولها تيجي الاتنين ضحكوا عليه وأمل بحب: ماشي يا عم أهلا بيها
عند كريم اللي قاعد منتظر ملك تيجي ومؤمن جنبه: طيب فهمني منتظرين ايه ! مش قلت هتخرج النهاردة ! وخلصنا الأوراق ! يلا بقى كريم بص في ساعته وبص لمؤمن: يلا بينا .. يلا نمشي ملك فضلت قاعدة متغاظة معظم الوقت ومستغربة ازاي كريم يهددها بالشكل ده ؟ وكل ده ليه أصلا ! ازاي إهتمامها زعله ! مش قادرة تفهم أصلا ! طيب هتروحله ولا لا !
وفي النهاية قررت تروح .. لازم تديه فرصة وتسمع منه.. لسه حكايتها ما خلصتش .. نزلت وأخذت تاكسي وطلعت جري علي المستشفى وطلعت جري لأوضته لأن هو قال آخره الساعة ٥ والساعة دلوقتي خمسة وثلث أكيد هيستنى شوية .. فتحت الأوضة بس اتفاجئت بالأوضة فاضية تماما وعرفت إنه ما انتظرش وسألت نفسها سؤال معندهاش إجابة له ! هل كريم كده نهى كل اللي بينهم ؟
بالنسبه لسؤالكم مين شريف ! شريف ده خطيب امل المنتظر بس اتكتب عن طريق الخطأ في اول حلقه محمود ومش عارفه ازاي عدت علينا دي ! اسمه شريف يا بنات ..
رواية العاصفة للكاتبة المتميزة الشيماء محمد الفصل السادس
ملك وقفت مصدومة ماتخيلتش أبدا إنه ممكن يمشي بالسهولة دي وما ينتظرش ولو حتى تلت ساعة أو نص ساعة ! ليه كل ده ! ليه حاسة بالإهانة والخيانة بالشكل ده ! رجعت للفندق اللي نازلة فيه وأبوها أول ما شافها بهدوء كلمها: مالحقتيهوش صح للأسف لو ما اتصرفتيش وفضيتوا الزعل ده بسرعة هتخسريه يا ملك أنا مش قادر أفهم أصلا أنتوا زعلانين ليه ! وليه أنتي مش واقفة جنبه في الأزمة بتاعته دي ! مش قادر أستوعب أصلا رد فعلك الغريب ده ! عملك ايه هو علشان كل ده ! ملك بصت لأبوها باستغراب: أنت معايا ولا معاه !
رقية أمها اتدخلت: عندها حق البنت أنت معاها ولا معاه ؟ خالد زعق: أنا معاها طبعا ولأني معاها مستغبي تصرفها ! ليه بنتك بقالها يومين ما راحتش عنده ! يعني مهما يكون الزعل بينهم ومهما يكون غلط ده اذا كان غلط أصلا المفروض تكوني جنبه في الظروف اللي زي دي وتأجلي الزعل على الأقل لحد ما يخرج من المستشفي وابقي ازعلي بعدها براحتك لكن تبعدي وهو في أشد الحاجة ليكي فده مالوش غير معنيين.
ملك بغضب: اللي هما ايه بقى خالد بغضب: إن أنتي خلاص بايعاه فعلا وعلشان كده هو مش فارق معاكي ملك بغيظ: لا طبعا ده مش صحيح خالد كمل: يبقى إنك غبية للدرجة اللي تضيعه من ايدك بغبائك ملك برفض: أنا ولا بايعاه ولا غبية في اقتراح ثالث حضرتك ناسيه خالد بتريقة: اللي هو ايه سيادتك ؟
ملك مكشرة: إن هو اللي غبي أو هو اللي بايع مش أنا خالد هز دماغه برفض وتعب من غباء بنته: تصدقي صح ! وعلشان كده اتصل بيكي الف مرة في اليومين دول وبعتلك تروحيله مرة مع أمك ومرة معايا تصدقي بجد عندك حق ! ملك اتضايقت من سخرية أبوها وهجومه بالشكل ده ومن غضبها سابت المكان ودخلت أوضتها وقفلت على نفسها رقية بغيظ: أنا مش عارفة أنت أبوها ولا أبوه.
خالد بص لمراته: رقية ؛كريم إنسان كويس وبيحبها ولأنها بنتي الوحيدة ولأني بحبها مش عايزها تضيعه منها رقيه اتنهدت: بس برضه ما تقساش عليها كده خالد سلم أمره وانسحب: طيب ممكن بقى تلمي حاجتنا خلينا نرجع لأشغالنا رقية باستغراب: هنسافر امتى ؟ خالد: أول ما تقولي جاهزة رقية كشرت: وكريم ؟
خالد بضيق: كريم سافر أصلا رقية شهقت: ايه سافر ؟ امتى وازاي ! خالد أخد نفس طويل: دلوقتي .. كلمني قبل ما بنتك توصل وقالي إنه مسافر القاهرة رقية بغيظ: طيب ليه ما وقفتوش وخليت ملك تسافر معاه ويتصالحوا خالد بصلها: علشان هو هيسافر في طيارة طبية ويدوب معاه والدته ومؤمن رقية اتحركت تبلغ بنتها بسفرهم وتجهز حاجتهم ..
بدرية دخلت بيتها هي وبنتها ومحمد أول ماشافهم جري عليهم مخضوض: مالكم ايه اللي حصل ! بدرية بغيظ: شورتك الهباب ادينا روحنا واتبهدلنا .. سميرة كانت هتموت البت في ايدها حتى أنا لما جيت أخلصها منها زقتني طيرتني آخر الدنيا محمد غصب عنه ضحك وسمر عيطت وجريت على أوضتها وبدرية واقفة هتفرقع من الغيظ ومنتظراه يبطل ضحك وهو بصلها: صدقيني شكلكم يضحك وخصوصا بنتك وشعرها منكوش كده بس عارفة تستاهل بدرية بغضب: يعني أنت تضربها وهي تضربها ليه يعني ؟
محمد بتعجب: أنتي لسة بتسألي ليه ! بدرية بغضب وقفت في وشه: أيوة لسة بسأل .. ليه مش بتستحمل الهوا على سميرة وعيالها ! ده أنت ما بتحبش بنتك قد ما بتحب عيال سميرة ده أنت يا أخي مسميها على اسمها محمد بذهول: أنتي لسة في جنانك ده ! واسم ايه اللي مسميه ده هااا ؟ بدرية بغضب: سمر وسميرة ايه ماهما نفس الاسم بس بتتحايل علشان ما تبقاش مكشوفة أوي.
محمد اتنرفز: بطلي الهبل اللي بتقوليه ده .. مش هترجعي لهبلك ده تاني كبرنا على الهبل ده سميرة مرات أخويا وعمرها ما كانت أكتر من مرات أخويا بدرية بغيظ: طول عمرك عينيك عليها وعلى طول مبهور بيها أنا مش عارفة أصلا أنت اتجوزتني ليه ؟ محمد بغيظ: علشان حظي المهبب ارتاحتي كده ؟ اهدي بقى وبطلي الهبل ده وفوقي ! فوقي بدل ما أنتي ربيتي بنتك وطلعتيها نسخة منك نفس الحقد ونفس الكره وبدل ما تبص لإنسان كويس وتحاول تكون كويسة زيه بتحاول تدمره وتوسخه علشان تحس إنها كويسة ..
بدرية عينيها بتبرق من الغضب والغيظ: وأنا ببص لمين كويس بقى وحاقدة عليه محمد بتريقة: اللى أنتي مش شايفة غيرها يا بدرية .. سميرة اللي انتي شايفاها أحسن منك وبدل ما تحاولي تتفوقي عليها بتحاولي دايما تغلطيها بأي حاجة وبدل ما تربي بنتك صح زيها بتحاولي أنتي وبنتك توسخوا فيها وتتهموها في شرفها .. نفس التفكير الأسود ورثتيه لبنتك .. نفس القذارة بدرية بذهول: أنت بتقولي أنا الكلام ده يا محمد !
محمد بأسف وزعل: للأسف أيوة وللأسف أكتر إني سكتلك من زمان وسيبتك براحتك وقلت خلي المركب تمشي بس كان المفروض غرقتها من زمان .. بس ملحوقه يا بدرية جه يمشي بس مسكت فيه: تقصد ايه بملحوقة ! هتعمل ايه يا محمد؟ محمد شد ايده منها وبصلها بتحذير: مستنيلك ربع غلطة تانية يا بدرية وهتشوفي هعمل ايه.
سابها وخرج وهي قعدت مكانها الغيظ والكره مالينها وحاسة إنها مش قادرة تتنفس من كمية الغل والكره اللي سيطروا عليها واتمنت لو تقدر تقوم وتجيب جاز ولا بنزين تغرق بيه بيت سميرة كله وتحرقهم كلهم جواه ..
آخر النهار طه منتظر خطيبته تيجي هي ومامتها وكل شوية يخرج برا ويدخل وسمر مراقباه من فوق من شباك أوضتها ومخنوقة وبتسأل نفسها ليه عمره ما بصلها ! ايه اللي مميز في غادة دي اللي خطبها ! دي بالعكس هي حتة مدرسة لا راحت ولا جت وهي هتكون مهندسة .. ازاي يفضّلها هي؟ كمان التانية أبوها وأمها ناس فلاحين علي قدهم ازاي يفضلها عنها ازاي ؟
اخيرا غادة و والدتها وصلوا وطه استقبلهم بفرحة وبيدخلهم بيته مسك ايد خطيبته أخّرها شوية وهمس: بتجري ليه علي جوا ! غاده ابتسمت بحرج: مش هينفع نقف هنا ونسيب ماما تدخل لوحدها طه وقف يرد بس حماته بصت ناحيته: والدتك فين يا طه طه ابتسم وغادة سابت ايده بسرعة: جوا اتفضلي يا ست الكل غادة ابتسمت ودخلت مع والدتها وهو اتنهد ودخل وراهم وسميرة استقبلتهم ورحبت بيهم وقعدوا كلهم مع بعض.
طه عينيه علي خطيبته اللي بتخطف نظرات له بحرج وتدور وشها بسرعة سميرة أخدتهم عند أمل وسلموا عليها وقعدوا معاها كلهم وبيرغوا مع بعض طه بص لغادة: هو أنا قلتلك إن السيراميك وصل؟ غادة ابتسمت: طيب كويس هتشتغل فيه امتى ؟ طه: بكرا إن شاء الله .. أم غادة: علي خير يا حبيبي وربنا يتمملكم علي خير .. طه بابتسامة: يارب يا ست الكل .. غادة تحبي تشوفي السيراميك ؟
أمل بابتسامة عريضة: اه قومي يا غادة شوفيه طه وراني الصور شكله تحفة .. هيعجبك غادة اتحرجت وبصت لمامتها ولحماتها سميرة ابتسمت: قومي عادي شوفي لو في حاجة مش عاجباكي قولي بدل ما العمال يبدأوا وتكون حاجة مش علي هواكي يا حبيبتي أم غادة مبتسمة: وهو ذوق طه في بعده كلام يا أم طه ! ربنا يحميه .. (بصت لبنتها المحرجة ) لو عايزة تقومي براحتك يا بنتي ..
غادة بحرج: بس هو في نور أصلا في الشقة ! طه وقف: أكيد طبعا في نور امال بقولك هتشوفيه علي ضو القمر يعني ! تعالي يلا بعد اذنك يا ست الكل أم غادة: بس ما تتأخروش طه: لا علي طول ما تقلقيش.
أخدها وخرج الجنينة ورايحين ناحية شقتهم اللي جنب بيت أبوه وبيضمهم سور واحد وجنينة واحدة مع بيت عمه كمان وسمر بلكونتها اللى كاشفة الجنينة والشارع وبمجرد ما سمعت صوتهم وقفت تشوفهم في الظلمة والنار زادت جواها طه مسك ايد غادة وهي بتشد ايدها بحرج فمسكها جامد: لو شديتي ايدك من ايدي تاني مش هيحصلك كويس دي تاني مرة تشدي ايدك غادة بحرج: بس حد يشوفنا.
طه لفلها وبصلها بغيظ: حد ايه ؟ يشوفنا ! ده علي أساس ايه ؟ يا بنتي أنتي مراتي ! مراتي شرعا وقانونا ! أنا كتبت كتابي عليكي علشان محدش ينطق حرف واحد في حقنا .. فسيادتك مراتي .. غادة بصت للأرض: ماشي مراتك بس برضه طه مسك ايدها وشدها وراه: ما بسش تعالي.
دخلوا وهو شغل النور وفرجها علي السيراميك وعجبها جدا غادة بفرحة: يااا متحمسة أشوفه بعد ما يركب فعلا والشقة تخلص هتبقى حلوة صح طه قرب منها: هي هتبقى حلوة لأنك أنتي هتنوريها غادة بصت للأرض وهو قرب ورفع وشها تواجهه: هانت يا حبيبة قلبي غادة محرجة منه وبتحاول تهرب من عينيه وهو ثبت وشها تواجهه: ما تهربيش من عينيا .. أصلا أنتي وحشاني.
غادة بحب: وأنت ... اليومين اللي سافرت فيهم علشان أمل كانوا طوال أوي وغلسين طه ابتسم: وحشتك فيهم يعني ! غادة هزت دماغها وبصت للأرض وهو تاني رفع وشها: ما تهزيش دماغك اتكلمي وقولي إني وحشتك زي ما أنتي وحشاني غادة مبتسمة وبصت لبعيد: أنت .. وحشتني طه اتنهد: أنا بحبك يا غادة غادة بصتله بحب وخوف: هو احنا صح هنأجل الفرح ؟
طه كشر: مين قال إننا هنأجله ! غادة بجدية: امي قالت إنه احتمال يتأجل بسبب أمل والحادثة دي طه طمنها: أمل الحمد لله بخير وبعدين الفرح بعد امتحاناتها إن شاء الله هيكون في ميعاده .. وبعدين أنا قتيل الميعاد ده قال نأجله قال .. يا شيخة بعد الشر مش هتحمل أنا أى تأجيل لأي سبب غادة ابتسمت: ربنا يقرب البعيد طه بحب: اللهم أمين .. يارب يجمعنا بخير
كريم وصل بيته وكان في طقم طبي في انتظاره مع أبوه اللي سبقهم وبعد فترة طويلة قعد أخيرا لوحده في أوضته ومعاه مؤمن فقط .. مؤمن رقد جنبه على السرير بتعب: يااا أخيرا رجعنا البيت .. تعبت يا أخي من التنقل والسفر الكام يوم اللي فاتوا دول ... مين قال إن الشغل تعب ! الٱجازة متعبة أكنر كريم ابتسم لابن خاله اللي شغال معاه في الشركة وعايش معاهم في الڤيلا بتاعتهم ويعتبروا أكتر من الأخوات ..
مؤمن بص لكريم اللي ماردش عليه وزقه: وصلت لفين ! زمانها على الطريق ما تقلقش كريم باستغراب: هي مين اللي على الطريق ! مؤمن بتريقة: عربيتك كريم كشر باستغراب: عربيتي ! بجد بعت حد يجيبها ! برافو عليك مؤمن اتعدل بغيظ: عربيتك ايه ؟ كريم استغرب: مش أنت اللي بتقول عربيتي ايه الذكاء ده !
مؤمن بغيظ: يا ابني بتكلم عن ملك كريم هنا كشر وبص لبعيد: مش عايز أتكلم عن ملك يا مؤمن مؤمن بإصرار: كريم أنت عارف إن ملك بتحبك وبتعشقك كمان كريم بضيق: مؤمن بجد مش عايز أتكلم دلوقتي كمان الطريق كان متعب ومحتاج أنام شوية .. مؤمن وقف واستسلم: ماشي يا سيدي هسيبك ترتاح والصبح نتكلم خرج وسابه وشاف ناهد اللي قربت منه: ارتاح خلاص مكانه ؟
مؤمن ابتسم: أيوة يا عمتو .. هينام شوية ناهد بقلق: مقالكش حاجة عن ملك أو ليه زعلانين مؤمن عارف سبب زعلهم بس ابتسم لعمته: لا أبدا يا عمتو أول ما جيبت سيرتها قالي عايز ينام وماحبتش أضغط عليه .. سيبيه الصبح هيكون ارتاح وتكون ملك كمان وصلت ويقعدوا مع بعض ما تقلقيش عليهم ناهد هزت دماغها وكل واحد راح أوضته يرتاح فيها بعد المشوار الطويل ده والتعب الكتير ..
كريم في أوضته مستغرب ازاي ملك مجاتش عنده لمدة يومين ؟ للدرجة دي بمجرد ما اتنرفز عليها بعدت بالشكل ده ! هل معنى كده إن الحياة ما بينهم لازم تفضل وردي ولا أول ما يتعصب تبعد عنه كده ! أول مرة يعدي يومين ما يتكلموش فيهم أو يشوفوا بعض من ساعة ما اتعرفوا على بعض .. من امتى مع بعض ! من ساعة ما اتخرجت من جامعتها وجت تشتغل مع باباها وتتدرب في الشركة معاهم ومن أول يوم لفتت انتباهه وحس إن في تقارب بينهم ودايما حاسس إنها مسئوليته .. على طول قربوا من بعض وعلى طول حبها ودخلت قلبه .. بقالهم سنة تقريبا عارفين بعض واتخطبوا من كام شهر والمفروض يحددوا ميعاد فرحهم .. إلا إن دايما في حاجة بتأجل الموضوع ده يا تري ليه ؟ هل دي إشارة مثلا لحاجة مستخبية ! أوووف منك يا ملك ! ليه لخبطتي كل تفكيري بالشكل ده.
غمض عينيه وحاول ينام بس أول ما غمض عينيه جت صورتها في خياله .. عينيها ! منظرها ! لبسها ! عفويتها في حركاتها ! ابتسامتها البريئة ! وكأن حد مشغل قدامه فيديو بالتصوير البطيء وهو بيتفرج عليه .. وبتلقائية حط ايده على الجرح اللي في ايده ومشاها على خياطتها الغريبة واستغرب ليه رفض إن الدكتور يفك الخياطة دي ويعمل جراحة تجميلية! ليه حب يحتفظ بالذكري الغريبة دي ! وفجأة فتح عينيه واستغرب هو بيفكر في مين ! وليه بيفكر في دي ! يمكن لأنه بيتمنى ملك يكون شكلها كده ! نفس البراءة دي ونفس اللبس ده ونفس الطباع دي .. ياااا يا ملك لو تكوني كده !
قعد مكانه بيبص للفراغ قدامه مستغرب من نفسه هل ممكن ملك تتغير للشكل ده ؟ ليه لا! هداية ربنا مش صعبة يمكن ربنا يجعله سبب لهدايتها هز دماغه وابتسم لما تفكيره وصل للنقطة دي وقام بالراحة بسبب جرحه دخل حمامه غسل وشه وبص لنفسه في المرايا وبدأ يكلم نفسه: احلم يا كريم .. احلم إن ملك تكون نسخة من اللي في أحلامك .. أنت بتحبها ! وهي خطيبتك اللي أول ما تتحسن شوية هتحدد ميعاد فرحك وتتجوزها فياريت بقي سيادتك كده تفوق وتفكر ليه اتنرفزت عليها بالشكل ده وما تفكرش في حاجة تانية .. وأول ما تشوفها بكرا توضحلها دماغك بتفكر ازاي ! مفهوم ولا مش مفهوم.
خرج ومن التعب والطريق والإرهاق نام بس نومه كان متقطع ومرهق جدا لأنه كله كوابيس .. طول الليل بيجري وحد بيطارده وبيدور على حد ومش عارف هو بيدور على مين ؟ بس هو تايه في حلمه وبينهج وبيجري ومش عارف يقف ولا عارف هو فين ولا ايه الغابة الغريبة دي ! حد عمال بينادي عليه وهو بيدور عليه مش لاقيه .. وبينادي وينادي وينادي لحد ما فتح عينيه مرة واحدة بينهج وعرقان وبص حواليه ناهد بقلق: مالك يا حبيبي ! أنت تعبان ! أتصل بالدكتور ؟
كريم أخد نفسه وبص لأمه وابتسم يطمنها: أنا كويس ما تقلقيش ناهد بخوف حطت ايدها على دماغه وهو مسك ايدها: أنا كويس ناهد: أنت عرقان وتيشيرتك كله مبلول وكأنك خارج من ماتش كرة وعمال تنهج وكنت بتتقلب وبتئن وفضلت كتير أنادي عليك وقلقت لما ماردتش عليا كريم ابتسم: أنتي بقى اللي كنتي بتنادي .. يا الله منك .. ناهد قعدت جنبه: مالك ياحبيبي ؟
كريم نفخ بضيق: أمي صدقيني أنا كويس ده كان مجرد كابوس حد كان بيطاردني وكنت بدور على حد وبعدها حد كان بينادي عليا وطلعتي أنتي اللي بتنادي وصحيتيني من الكابوس وعلشان كده عرقان وبنهج مفيش أكتر من كده ناهد بإلحاح: يعني مش تعبان ؟ كريم بصلها بذهول: أحلف يعني علشان تصدقيني ؟ ناهد ابتسمت: لا خلاص المهم ملك تحت وعايزة تطلع تطمن عليك كريم كشر: جت امتى ؟
ناهد مبتسمة: لسه واصلة أخليها تطلع كريم ابتسم بس بص لأمه: لا شوية عايز اخد شاور وأغير هدومي دي اللي بتقولي عليها مبلولة يعني اديني نصاية كده ناهد كشرت: نصاية يا كريم ! البت جاية من سفر وشكلها تعبان ومرهق وبعدين مهياش غريبة يعني علشان تقوم وتغير وكل ده كريم بصلها بغيظ وبتحذير: أمي أنا هاخد شاور الأول وبعد كده هقابلها.
ناهد باستغراب: حبيبي ملك خطيبتك وشوية وهتبقي مراتك مالوش معنى كل ده ! عادي تقابلها متبهدل وعادي تشوفك في أسوأ ظروفك وعادي تشوفك تعبان وعادي تشوفك متنرفز .. دي هتكون مراتك ولازم تتقبلك في أسوأ حالاتك لان الجواز مشاركة في كل شيء والوحش قبل الحلو .. هي مش هتتجوزك وأنت كويس بس ولما تتعب هتاخد اجازة دي حياة كاملة مع بعض فلو هي مش هتتقبلك في وضعك ده ولو أنت حاسس إنك محتاج تغير وتلبس وتاخد شاور وتغير هدومك اللي أنت عرقان فيها يبقى أنت محتاج تقف مع نفسك يا كريم.
كريم بص لأمه وواجهها بجدية: أمي ملك بعدت عني يومين كاملين وأنا في المستشفى لمجرد اني اتنرفزت عليها ومع اني حاولت أكلمها كتير وبعتلها مع والدتها ووالدها إلا إنها ماردتش عليا .. فأنا حاليا واقف زي ما أنتى قلتي وعلشان كده بقولك اني محتاج أغير هدومي ومحتاج لشاور قبل ما أقابلها لاني محتاج أقابلها بشكل رسمي مش بشكل مريح أعتقد كده جاوبتك ..
ناهد هزت دماغها بموافقة وبصتله بحب: ربنا يهديك للي فيه خير دايما طيب محتاج أي مساعدة أو ابعتلك مؤمن قبل ما ينزل الشغل كريم ابتسم: لا ما تقلقيش .. ناهد باسته في خده: هبعت دادة فهيمة تفتح الأوضة وتهويها عقبال ما تخرج أنت.
ناهد نزلت لملك وكريم دخل الحمام ياخد الشاور بتاعه اللي كان أصعب مما كان متخيل .. كان وصلة من العذاب اللا متناهي .. ملك أول ما شافت ناهد وقفت بلهفة: أطلعله ! صحيتيه ناهد ابتسمت: صحيته اه بس خليكي معايا شوية ملك كشرت: ليه ! هو مش عايز يقابلني ! هو قالك ايه ؟
ناهد مسكتها قعدتها جنبها: حبيبتي مقالش هو بس صحي ويدوب هيدخل الحمام وياخد شاور سريع وهتقعدوا مع بعض براحتكم .. نادت على فهيمة وطلبت منها تطلع أوضة كريم وتفتحها ولو محتاجة أي تنظيف تنظفها قبل ما يخرج من حمامه .. ملك قاعدة متنرفزة ومش صابرة إنها تنتظر كل ده أخيرا وقفت: ماما هطلع أنتظره فوق ناهد استغربت: ملك لما يخرج هتقابليه ملك مسكت ايدين ناهد: ماما أرجوكي كريم زعلان مني وادأنا غلطانة أرجوكي سيبيني أصالحه ..
دموعها لمعت في عينيها وناهد شافت حب حقيقي فيهم وخوف وندم ملك كملت بصوت مهزوز: مش هتحمل انه يفضل زعلان أكتر من كده .. خليني أطلعله أرجوكي ناهد بعطف: أنا مش مانعاكي منه يا ملك والله يا حبيبتي هو فعلا دخل ياخد شاور لأنه قايم من النوم عرقان جدا وحتى كان بينهج وكان بيحلم بكابوس لما صحيته وقام ينهج وأول ما عرف إنك هنا فرح وأصر ياخد شاور ويستعد يشوفك ..
ملك حاولت تبتسم: طيب ممكن أطلعله ؟أرجوكي ناهد استسلمت: براحتك اطلعي ملك جريت لأوضته وكانت الدادة فيها بتنظفها على السريع وابتسمت لملك اللي متوترة ومنتظراه يخرج بسرعة .. خلصت فهيمة وخرجت و ملك طلعت البلكونة تنتظره وكل شوية تبص لجوا تشوفه خرج ولا لسة وكأنه لو خرج مثلا مش هتسمعه !
أخيرا كريم خرج لابس البرنس وماسك فوطة في ايده بينشف شعره بتعب وإرهاق وكأنه خارج من خناقة راح ناحية المرايا وأول ما وقف قصادها شاف انعكاس ملك فيها وبص وراه بسرعة شافها واقفة عند باب البلكونة وهي أول ما بصلها جريت عليه رمت نفسها في حضنه: حقك عليا أنا أسفة.. بجد أسفة سامحني كريم وقف جامد و مع ٱنها وحشته إلا إنه بعدها عنه بالراحة وهي استغربت ورفعت عينيها لعينيه ودموعها لمعت: أنت بتبعدني عني حضنك ؟
كريم أخد نفس طويل وبص لعينيها: لما قلت في المستشفي إن مالكيش حقوق وإني ماليش حقوق عليكي ماكنش علشان خاطر إن في علاقة وهمية بيني وبين أمل ولا كان علشان خاطر إني اهتميت بزعلها هي أو أهلها زي ما أنتي فهمتي وزعلتي ملك بصتله بحيرة وحزن: امال كان ليه طيب ! كريم بهدوء: لأن فعلا أنتي مالكيش حقوق وأنا ماليش حقوق ملك رجعت خطوة لورا بعيد عنه: أنت عايز تقول ايه ! انت عايز تبعد !
كريم عينيه في عينيها: أنتي عايزة تبعدي ؟ ملك برفض: والله أنت اللي بتبعدني عن حضنك مش أنا كريم أخد نفس طويل بتعب وشد رباط البرنس قفله كويس وبصلها: ملك أنتي حبيبتي وخطيبتي كمان وبتمنى تكوني مراتي فعلا ملك بحيرة: طيب بتبعدني عنك ليه ! كريم: هجاوبك بس ينفع تديني فرصة ألبس ونتكلم براحتنا وهجاوبك على كل أسئلتك !
ملك باستغراب: أنت لابس البرنس أعتقد كفاية كريم بتعب ونرفزة نوعا ما: لا مش كفاية وأرجوكي أنا تعبان ومحتاج أقعد وأرتاح لأني بجد تعبت من الوقفة ومحتاج ألبس هدومي قبل ما شوية الطاقة اللي عندي يخلصوا ينفع ولا ما ينفعش
ملك بصتله كتير وفكرت تمشي خالص لبيتها وفكرت تقعد ووقفت محتارة تعمل ايه ويدوب هتنطق الباب خبط ودخلت مامته ومعاها واحدة: الممرضة وصلت يا كريم علشان علاجك والحقن وتغير على الجرح الممرضة أول ما شافتهم ابتسمت وكريم اتضايق بس ابتسم لناهد وبهزار: لسه كنت بقول لملك ألبس بس هدومي وبعدها أنا متاح للجميع الممرضة مبتسمة: مش شرط تلبس كده كده هغير على الجرح وهتقلع تاني كريم بصلها بضيق: مش أنتي اللي هتحددي أنا أعمل ايه !
الممرضة اتراجعت واعتذرت وناهد أخدت الكل وخرجت وكريم فضل واقف مكانه متضايق من الكل حتى أمه متضايق منها .. دخل لأوضة اللبس ولبس بصعوبة بسبب جرحه تيشيرت أسود وبنطلون مريح أسود وحط برفانه وسرح شعره وخرج ونادى لوالدته ارتاح في سريره وحس إنه قام بمجهود جبار جدا في النص ساعة اللي فاتت دي ..
الثلاثة دخلوا وبدأت الممرضة تديله أدويته .. كانت هتركب كانيولا فهو وقفها: دي ليه ؟ الممرضة بصتله: علشان المحلول ! كريم باستغراب: والمحلول ليه ؟ الممرضة استغربت: علشان يغذيك كمان علشان أديلك الحقن منها كريم هز دماغه برفض: أنا أعرف أغذي نفسي كويس مش محتاج محاليل تاني والحقن اديهالي عادي الممرضه كشرت: بس الدكتور.
قاطعها كريم: انجزي واديني الحقن اللي هتديهالي واتفضلي الممرضة بصت لناهد ولملك وناهد شاورتلها بدماغها إنها تخلص وبالفعل عطته الحقن وبصتله بتوتر: ممكن أغير على الجرح كريم بصلها شوية وبعدها رفع التيشيرت بتاعه عن جنبه وبهدوء: شوفتي مش محتاج أقلع ولا حاجة الممرضة اتحرجت وبدأت تطهر الجرح وحطت لازقة طبية عليه وكل ده في صمت تام من الكل كريم سرح فجأة والممرضة بتغير على جرحه وتخيل أمل هي كمان في الوقت ده معاها ممرضة زي كده وبتغيرلها على جرحها برضه .. ياتري ايه اللي خلاها تفكر تتبرعله بكليتها !
في الوقت ده كانت فعلا أمل عندها الممرضة بتغير على الجرح وبتسألها: هو من ايه الجرح ده يا أمل ! أمل بصت لأمها اللي ردت عنها: ما أنتي عارفه إنها عاملة حادثة يا أسماء الممرضة أسماء بصتلها باستغراب: بس ده عامل زي جرح العمليات بالظبط بصي خط مظبوط مش جرح يعني أمل فكرت وابتسمت لما عرفت تجاوب: ماهو أنا كان عندي نزيف داخلي ودخلت فعلا العمليات علشان يوقفوا النزيف اللي عندي أسماء هزت دماغها: اه قولي كده بقى على العموم مكان الجرح زي الفل وكلها يومين وتقومي بالسلامة .. الف سلامة عليها يا أم طه وفي أي وقت ابعتيلي ولا يهمك.
خرجت الممرضة وهما الاتنين بصوا لبعض واتشاهدوا وخرجت سميرة وراها توصلها للباب أمل حطت ايدها على جنبها وسرحت في اللي أخد منها كليتها .. ياتري هو حاسس باختلاف إن في جزء غريب من شخص تاني جواه ولا عادي .. هي مش حاسة إن جسمها خسر عضو فهل هو حاسس إن جسمه اتضافله عضو جديد مش بتاعه ! فاقت من أفكارها على صوت مامتها بتكلمها وقعدوا يتكلموا مع بعض سميرة فجأة: صح نسيت أقولك دكتور شريف جاي النهاردة مع أمه وأخته يطمنوا عليكي أمل هزت دماغها وفضلت ساكتة ..
الممرضة مشيت من عند كريم وناهد نزلت معاها وملك فضلت قاعدة على الكنبة مكانها بعيد مترددة تعمل ايه وكريم ساكت منتظرها هي تقرب أو تتكلم وصمتهم طال لا هي قربت ولا هو اتكلم لحد ما الباب خبط وكريم سمح بالدخول للي برا ودخل مؤمن يصبح وتفاجأ لما لمح ملك قاعدة بعيد فاستغرب وبيشاور لكريم عليها وكريم شاورله يسكت دلوقتي.
مؤمن سلم عليها وهزر شوية معاهم وانسحب بسرعة بس قبل ما يخرج بص لكريم: محتاج حاجة مني يا اسطا! رايح على الشركة ! كريم ابتسم: لا شكرا يا اسطا مؤمن خرج وملك فضلت مكانها وكريم أخد نفس طويل وبصلها: وبعدين ؟ ملك بحيرة: مش عارفة وبعدين ! كريم بهدوء: قربي شوية بدل ما أنتي قاعدة في آخر الأوضة كده.
ملك بصت ناحيته: ليه ! علشان تبعدني تاني اوبس سوري أقصد تالت كريم كشر ونفخ بضيق: يا الله منك يا ملك .. اذا سمحتي قربي علشان أعرف أتكلم معاكي ملك قامت ووقفت فوق راسه وهو بصلها بغيظ: ما تقفيش فوق راسي كده اقعدي قصادي أو شدي الكرسي اللي وراكي واقعدي عليه لو مش عايزة تقعدي على السرير المهم ما تقفيش فوق راسي كده.
ملك قعدت قصاده بغيظ ومش عارفة تقول ايه وهو فضل شوية باصصلها وبعدها اتكلم: ايه اللي ضايقك بقى يا ستي ! ومن امتى بتفكري فيا كخاين ؟ ملك بصتله بذهول: خاين ؟ كريم بجدية: ماهو لما تتهميني إني أعرف أمل ومخبي عنك أبقى خاين ولا ايه !
ملك كشرت: ماأقصدش خيانة بمعني خيانة طبعا كريم كشر باستغراب: هى الخيانة أشكال عندك ! الخيانة خيانة ايا كان نوعها يا ملك فجاوبيني بقي امتى كنت في نظرك خاين علشان دلوقتي بتتهميني بالشكل ده ! ملك وقفت بتوتر: أنا ما اتهمتكش كده أنا مش هنكر إني اتضايقت واتخانقت معاك بس مش أقصد خيانة أكيد يعني كريم بهدوء وعينيه عليها: امال تقصدي ايه فهميني ؟
ملك بصتله وفضلت ساكتة شوية تحاول تختار كلماتها بعناية: ممكن أكون غرت من اهتمامك بواحدة غيري ايه المشكلة لما أغير على خطيبي ؟ كريم بجدية: غيرتك على عيني وعلى راسي لكن لما الغيرة دي تتحول لاتهام أكيد مش هقبل ده يا ملك ملك اتراجعت: طيب أسفة لو حسيت مني إنى بتهمك ياريت تعتبرها غيرة.
كريم هز دماغه بقبول: ماشي هعتبرها غيرة .. ايه السبب بقى إنك تبعدي عني يومين ! وأكلمك وما ترديش عليا ! وأبعتلك وبرضه تطنشيني ! ملك هنا قربت تاني وقعدت قصاده: أنا قربت منك وبعدتني عنك ودلوقتي برضه عملتها تاني وطالعلي بقصة حقوقي وحقوقك وصراحة مش فاهمة حاجة منك ولا فاهمة أنت عايز توصلي ايه بالظبط !
كريم أخد نفس طويل وبصلها: طيب افهميني بقى .. أولا هي مش قصة ولا حاجة كل الحكاية يا ملك إن مواجهتي للموت بالشكل ده خوفتني ملك ضمت حواجبها باستغراب لأن ده آخر شيء توقعت تسمعه: خوفتك ازاي يعني وخوفتك من ايه ! كريم بسرحان: من الموت.
ملك مش مستوعبة كلامه ومعناه وحاولت تطمنه: كلنا هنموت في يوم من الأيام وطبيعي إننا نخاف من الموت يا كريم كريم هز دماغه برفض: لا يا ملك مش خوف من الموت في حد ذاته أنتي فهمتيني غلط .. ملك بحيرة: طيب فهمني تقصد ايه !
كريم اتنهد: أقصد خوف من اللي بعد الموت .. أنا الحمد لله يا ملك اتربيت على قيم ومبادئ ومش هقول إني شخص ملتزم بس على الأقل بعمل اللي أقدر عليه لكن مش عارف امتى بعدت بالشكل ده عن ربنا وامتى غرقت في شغلي ودنيتي بالشكل ده لدرجة إني يدوب بصلي بالعافية وممكن أدي لنفسي عذر كمان لو تعبان أو مرهق ونسيت تماما إني هتحاسب ..
هتحاسب على كل حاجة وقعت مني وعلى كل دقيقة ضيعتها وهتسئل عن كل تصرفاتي دي .. مش عارف هتفهميني صح ولا لا بس هجرب .. أمل اللي أنتي متضايقة من إهتمامي بيها عيلة بالنسبالي .. دي لسة طالبة جامعية وأنا بقالي كام سنة متخرج وبشتغل... بس العيلة دي وسط ماهي محبوسة ومهددة وفي ثلاثة وراها بيحاولوا يغتصبوها ويقتلوها ووسط عاصفة ممكن تهد المكان كله فوق راسنا .. ووسط المطر والتراب ووسط الف مشكلة احنا فيها ما نسيتش صلاتها وماحطتش عذر لنفسها على الرغم من إن عندها أعذار وكتير جدا وكلها أعذار قهرية بس صلت ..
متخيلة أنتي وسط كل ده صلت .. حسستني ساعتها إني ولا حاجة .. أنا شايف نفسي إنسان كويس علشان بصلي وأنا في منتهى الراحة ! هو ده أقصى ما عندي ؟ وبعدها لما العيال وصلوا لينا وضربوني مرة واتنين ووقعت في الأرض بنزف وروحي بتطلع وهي قدامي بيضربوها وبيحاولوا يغتصبوها فعليا ولولا ستر ربنا وإن واحد فيهم خاف وهو اللي ساعدني أخرج كنت أنا مت وهي كمان اغتصبوها وقتلوها ورمونا في أي مكان وسط الصحرا وبالتراب والمطر كنا هنتدفن والعاصفة هتلغي أي معالم لوجودنا .. فلو ده كان حصل فعلا كنت هقابل ربنا ازاي! بأي وش أقابله وأقوله ايه ! كنت بشتغل ؟ ايه عذري أصلا ! لما بضمك بدون رابط شرعي بينا ايه عذري ! إنك هتبقي مراتي ! مش سبب !
ملك بهمس وباستغراب تام: بس أنا خطيبتك كريم ابتسم بحب: الخطوبة مش معترف بيها في ديننا .. ملك استغربت وبصتله بخوف: طيب ايه هي حقوقي الشرعية كخطيبتك ! كريم ابتسم غصب عنه وبصلها: ولا أي حاجة نهائي ملك بذهول: يعني ايه ؟
كريم بعطف: الشيء الوحيد المسموح بيه إني أشوفك وفي وجود محرم بينا .. يعني حتى قعدتنا دي كده لوحدنا مش مسموح بيها .. اعذريني إني ببعدك عني بس صدقيني أنا بحبك وعايزك لما أقرب منك تكوني حلالي يا ملك .. ملك بدموع: مش هقدر تكون قدامي كده وماكنش في حضنك يا كريم كريم ابتسم بعطف: أنا عايز ربنا يبارك في علاقتنا ببعض يا ملك وعلشان كده بعدتك عني علشان تقربي مني أكتر .. الراجل مش من حقه يلمس أي ست أجنبية عنه أبدا حتى لو سلام الايد.
ملك برفض: بس أنا مش أجنبية عنك أنا ليك أنت كريم بحزن: أي ست طالما مش من محارمي ولا مراتي تبقى أجنبية عني فمن هنا لحد ما تبقي مراتي عايز أراعي ربنا فيكي فممكن تسمحيلي ملك بصتله بحزن: هو أنا ليه حاسة إنك مش بتاخد رأيي ! كريم اتنهد: علشان ده الصح يا ملك وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح .. اتفقنا ؟
ملك برفض: اتفقنا على ايه أنا مش فاهمة ! انت عايزنا ولا نقرب من بعض ولا نلمس بعض ولا نقعد مع بعض لوحدنا وطبعا لا هنخرج مع بعض ولا نتعشي مع بعض ولا نسهر مع بعض .. انت تقريبا بتفصل نفسك عني بالذوق كده كريم بهدوء: ملك انا كلمتك بمنتهى الصراحة فأرجوكي حاولي تفهميني وبلاش القفز لمعاني انا ما أقصدهاش ملك مسحت دموعها: أنا مش عارفة أنت منتظر مني أقول ايه أو أعمل ايه !
كريم: ولا أى حاجة بس تستحمليني، خلي قلبك كبير يا ملك وخليه يساعني ملك بصتله بحب: أنت بتحبني ! كريم ابتسم: أنا بموت فيكي ملك ابتسمت: يبقى هستحملك .. هستحمل جنانك ده لما نشوف آخرتها ايه معاك ! كريم بحب: مش جنان يا حبيبتي ده عقل وحب ومنتهى الحب كمان .. أنا بحافظ علينا علشان ربنا يباركلنا حبنا ..
ملك هزت دماغها ووقفت: اوك يا كريم اتفقنا .. كريم استغرب: وقفتي ليه ! خليكي معايا شوية ملك ابتسمت بحزن: لا معلش مش هعرف أقعد قصادك كده وأنت تعبان وكنت هتروح مني وفي أوضة النوم ولوحدنا وأفضل قاعدة مش مسموحلي أقرب منك أو أدفن وشي في صدرك فخليني أروح.
مدت ايدها تسلم عليه بس سحبتها تاني بسرعة: اه نسيت أنت قلت حتى السلام حرام ( كملت بتريقة ) لأني أجنبية عنك كريم وقفها: ملك بلاش الأسلوب ده أرجوكي ملك اتنهدت بتعب: كريم أنا تعبانة وبقالي يومين ما نمتش وبما إننا اتصالحنا وفهمت دماغك دلوقتي أقدر أرتاح وأنام شوية يلا باي كريم: كلميني أول ما تصحي هنتظر فونك ملك ابتسمت وخرجت من عنده وابتسامتها اختفت بمجرد ما قفلت الباب ونزلت ومشيت بسرعة لدرجة إنها عملت نفسها ما شافتش ناهد اللي راحت وراها تكلمها قبل ما تمشي بس ما لحقتهاش فرجعت لابنها: اتصالحتوا !
كريم ابتسم: المفروض ناهد كشرت: امال مالها واخدة في وشها كده ليه ؟ كريم بتعب: معجبهاش كلامي وما اقتنعتش بيه بس ظاهريا اتصالحنا ناهد بحب: ربنا يهديكم كريم ابتسم: امين يارب .. امين ناهد قبل ما تمشي بصتله: صح اتصلت بسميرة واطمنت عليهم كريم كشر باستفسار: سميرة مين ؟
ناهد ابتسمت: مامت أمل كريم ابتسم جامد: أخبارهم ايه ! وصلوا بلدهم واستقروا ناهد بتلقائية: كويسين واستقروا وأمورهم تمام كريم بفضول: عرفتي صح ليه بنت عمها قفلت عليها ولا ليه سابوها ومشيوا ! نسيت أسألها أنا كان عندي فضول أعرف ناهد بتكشيرة: غيرة يا ابني وحقد ربنا يكفيك شر الحاقدين .. أحسن منها فغارت منها فقالت أقفل عليها وأخلص منها بس الحمد لله عدت على خير عليكم كريم باستغراب: نفسي أعرف دلوقتي موقفها ايه وهتقابلهم ازاي وتقولهم ايه وتفسر اللي عملته ازاي !
ناهد ابتسمت وبضحك: أصلا أم أمل أول ما شافت البنت فضلت ماسكة نفسها عليها وشوية وقامت جابتها من شعرها مسحت بيها الأرض وطلعته من عينيها كريم ضحك ومسك جنبه: حرام عليكي مش قادر أضحك .. مين قالك كل ده ! ناهد بابتسامة شريرة: مش بقولك كلمتها وقعدنا نرغي مع بعض .. عجبتني والله كنت متغاظة منها أوي البت دي مع إني ما شوفتهاش بس متخيلاها سماوية كده وصفرا كريم بضحك: سماوية وعارفينها اما صفرا دي ازاي !
ناهد عينيها مبرقة وبتتخيل: ضاربه شعرها اكسجين ومصفراه وحاطة في وشها طبقات ألوان من الميكاب ومصفرها كده وبتتكلم كده بمياصة وفي بوقها لبانة كريم ضحك تاني: فظيعه أنتي يا نونا ربنا يكون في عونه اللي تكرهيه ده ! المهم مالناش دعوة بيها دع الخلق للخالق تخيلي واحدة صفرا وسماوية وبتاخد على قفانا حسنات قد كده علشان جايبين سيرتها.
ناهد كشرت: ولا حسنة واحدة تاخدها مني الصفراوية دي .. ربنا يهديها كريم ابتسم: أيوة برافو كده ربنا يهديها ويهدينا جميعا .. المهم أمل صحتها ايه ! اتحسنت ولا لسة تعبانة ناهد استغربت: مالك مهتم أوي كده ؟
كريم بص للسماء: يارب ارحمني .. أمي البت عندها ضلعين مكسورين وكان عندها نزيف داخلي واتضربت تقريبا في كل حته في جسمها يعني جسمها كله بيألمها وجت واتبرعتلي كمان بكليتها فلو أنا تعبان قيراط هي تعبانة ٢٤ قيراط فطبيعي أسأل عليها والله طبيعي أسأل عليها ارحموني بقى ناهد اتراجعت: ايه كل ده ! كل ده علشان سألتك ليه مهتم !
كريم بضيق: ماهو مش أنتي بس اللي سألتي كده .. حسستوني والله إن في حاجة فيا مش طبيعية وإني غلط مع إن والله بسأل بصفو نية ومفيش أي حاجة في بالي ناحيتها بس اطمئنان مش أكتر على حد كنت هموت أنا وهو .. عدينا أزمة كبيرة مع بعض ..
ناهد بحب: مصدقاك والله يا حبيبي ومش محتاج تحلف قدامي .. أمك عارفاك أكتر من نفسك .. مش محتاج كمان تبرر قدامي ولما بسأل في أى حاجة بيكون خوف واهتمام حبيبي ولا تدخل ولا حكم على تصرفاتك .. أنا واثقة فيك وفي تفكيرك وقراراتك ولو حابب تكلمهم تطمن عليهم عادي ولو عايز أنا أطلبهم وأنت تكلمهم برضه عادي أنا كده كده بكرا هكلمها أعرف منها أخبار زيارة خطيب أمل ايه ! قالت إنهم جايين يزوروها بالليل كريم استغرب: أمل مخطوبة !
ناهد هزت دماغها: مخطوبة لدكتور أو مش مخطوبة يعني لسة الموضوع في أوله .. متقدملها والكل موافق كريم ابتسم: ربنا يتمملها على خير هي تستاهل كل خير
خرجت وسابته وهو رقد من التعب وحس إنه مجهد من الكلام والشرح والتبرير .. وسأل نفسه يا تري هل أمل زيه هتضطر تبرر وتشرح للي حواليها كل ده ! ده هو وشاب وفي وسط محدش بيهتم بالتفاصيل دي وتعب من الأسئلة ما بالك هي عاملة ايه ! وخطيبها هيتقبل اللي حصل ده وهيكون عقله كبير ولا هيكون تفكيره ضيق ومحدود ! هو لو مكانه وأمل دي خطيبته هيكون عنده ثقة تامة فيها واحدة بأخلاقها دي لازم يحطها على راسه وما يجرؤش حتى على التفكير انه يسألها أى سؤال يؤذيها أو يجرحها
أمل النهار كله متوترة من زيارة شريف وأهله .. هي اه شافته كام مرة قبل كده بس المرة دي هتقولهم ايه ! هتفسر الجروح اللي في وشها والكدمات دي بايه ! هتقول زي ما اتفقوا إنها اتعرضت لحادثة ولا تقوله الحقيقة ؟ هتبدأ حياتها بكدبة ! وهل الصح إنها تخبي اللي حصل ولا تقوله ! ربنا يسامحك يا سمر إنك حطيتيني في موقف أضطر أكدب فيه علشان أدافع عن شرفي وسمعتي ..
آخر النهار الكل استعد لاستقبالهم والكل متوتر سميرة بتوتر: يارب استرها معانا عبدالله للكل: بقولكم ايه مش عايز حد متوتر وقلقان كده محدش فينا غلط علشان نقلق ونتوتر مفهوم .. أمل أنتي اتعرضتي لحادثة والمهم إنك خرجتي منها بالسلامة أي حاجة تانية في داهية فاهمة أمل هزت دماغها بس برضه متوترة شريف وصل بأمه ميادة وأخته نيرة والكل رحب بيهم وقعدوا واستقروا ميادة: امال فين أمل تعبانة ولا ايه !
سميرة بتوتر: هقوم أجيبها نيرة بابتسامة: طنط لو هي تعبانة خليها مرتاحة احنا ممكن ندخل نسلم عليها جوا وخليها مكانها سميرة ابتسمت بمجاملة: هشوفها يا بنتي لو مش هتقدر تطلع تدخلولها عادي سميرة دخلت لبنتها: هتطلعي ولا مش هتقدري أمل وقفت وجنبها أخوها وبصتله فمسك ايدها يساعدها: هخرج يا ماما اهو خرجت بمساعدة أخوها وقعدت بالعافية وكلهم سلموا عليها واطمنوا عليها شريف بحرج: الف سلامة عليكي يا باشمهندسة ..
أمل ابتسمت بخجل: الله يسلمك شريف بفضول: بس الكدمات اللي في وشك غريبة أمل بصتله: غريبة ازاي يعني ! شريف بتردد: كأنهم ضرب مش حادثة أمل سكتت شوية واترددت شويتين وبعدها بصت لأمها ولأبوها اللي ابتسملها وكأنه بيقولها إنه في ظهرها مهما يحصل وبعدها بصت لشريف: لأنهم فعلا آثار ضرب يا دكتور.
هنا الذهول اترسم على الكل وميادة أول واحدة نطقت: ضرب ازاي يعني ! مين ضربك يا أمل ! أمل أخدت نفس طويل وبدأت تحكي اللي حصلها بس مقالتش إن سمر اللي قفلت عليها وماقالتش تفاصيل كتير اكتفت بس بالأساسيات فقط شريف سمعها بمنتهي الهدوء: وأنتي حالتك ايه دلوقتي ؟
أمل بهدوء: لو قصدك حالتي الصحية فأنا الحمد لله كويسة كدمات وضلعين مكسورين وكان عندي نزيف داخلي ودخلت عمليات وعالجوه مياده ونيرة مذهولين من كل اللي بيسمعوه من المغامرة دي كلها شريف برضه هادي ومسيطر على أعصابه: والشاب اللي أنقذك حالته ايه !
طه هنا اللي رد عن أخته: حالته كانت صعبة بس الحمد لله هو برضه كويس وخرج من المستشفي ورجع لبلده .. كانت أزمة صعبة بس عدت على خير ميادة بصت لسميرة: الف سلامة عليها أنتوا على كده محدش عرف باللي حصل ده صح ! سميرة بأسف: أيوة الكل يعرف إنها حادثة وبس ميادة هزت دماغها: أفضل برضه فعلا محدش بيسيب حد في حاله.
سميرة هزت دماغها وسادت فترة صمت قطعها شريف: المهم إن الأزمة عدت على خير وإنك رجعتي بالسلامة يا أمل ( قام وقف وأمه وأخته وراه ) نسيبك بقى علشان ترتاحي دلوقتي شريف أخد عيلته ومشي وأمل رجعت لسريرها محتارة اللي عملته صح ولا غلط وهل كان لازم تقوله على تبرعها بالكلية كمان ولا لا سمر لمحتهم في الشارع وبصتلهم بغضب وغيظ واتمنت لو تقدر تنزل بس أبوها منعها تماما من الخروج ده حتى تليفونها أخده منها ..
عبدالله دخل لبنته اللي سرحانة وقعد جنبها وحط ايده على كتفها: ما تفكريش كتير يا أمل لو نصيبك هيجيلك لو كان فين ولو مش نصيبك مهما يحصل برضه هيبعد .. فارمي تكالك على الله يا بنتي ولو هو بعد فهو الخسران مش أنتي أبدا فاهمة أمل ابتسمت: فاهمة يا بابا وأنا مش زعلانة علشان خايفة يمشي أو يبعد عبدالله باستغراب: امال ايه !
أمل بحزن: علشان سمر اللي حطتني في الموقف ده .. الموقف نفسه مزعلني يا بابا عبدالله بحب وعطف: ده ابتلاء واختبار من ربنا .. مش يمكن بيوريكي معدن شريف الأصلي ايه ! وهل هو راجل هيسد وقت الأزمات ولا راجل على ما تفرج .. خليكي دايما واثقة إن مهما يحصل فأكيد خير .. ثقي إن ربنا لا يمكن ابدا يجيبلنا حاجة وحشة أبدا مهما تبان إنها محزنة أو وحشة إلا إن في خير دايما بيجي من وراها ..
أمل بثقة وابتسامة لأبوها تطمنه عليها: ونعم بالله عارفة الكلام ده يا بابا وكلي ثقة في ربنا إنه هيختارلي الخير دايما شريف روح بيته وأمه انتظرته يتكلم بس دخل أوضته وهي ما اتحملتش ودخلت وراه فبصلها باستغراب: خير محتاجة حاجة يا أمي ! ميادة مكشرة: محتاجة حاجة ! ايه محتاجة حاجة دي ! أكيد عايزة أعرف رأيك شريف كشر باستغراب: رأيي في ايه بالظبط ميادة بغيظ: في اللي سمعته وفي اللي أمل اتعرضتله ! هتعمل ايه ؟ هتفض الخطوبة صح...
رواية العاصفة للكاتبة المتميزة الشيماء محمد الفصل السابع
شريف روح بيته وأمه انتظرته يتكلم بس دخل أوضته وهي مااتحملتش ودخلت وراه فبصلها باستغراب: خير محتاجة حاجة يا أمي ! ميادة مكشرة: محتاجة حاجة ! ايه محتاجة حاجة دي ! أكيد عايزة أعرف رأيك ! شريف كشر باستغراب: رأيي في ايه بالظبط ؟ ميادة بغيظ: في اللي سمعته وفي اللي أمل اتعرضتله ! هتعمل ايه ؟ هتفض الخطوبة صح شريف بص لوالدته باستنكار وعدم فهم وهز دماغه: أفض الخطوبة ؟ ليه ؟
ميادة كشرت: ايه هو اللي ليه ! انت ما سمعتش اللي حصلها ! وبعدين هي خبت ليه على الناس ! علشان خايفة تتفضح يبقى احنا نستنى ايه بقى ! شريف هز دماغه بعدم تصديق: ايه اللي بتقوليه ده يا ماما ! علشان اتعرضت لحادثة ولمشكلة أسيبها ! بالله عليكي يا أمي أنا محتاج أرتاح وياريت تشيلي الأفكار الغريبة دي من دماغك.
ميادة مسكته من دراعه قبل ما يروح لسريره: بلاها الخطوبة دي يا شريف انت يا حبيبي دكتور والف مين تتمناك . شريف بص لوالدته بهدوء: ماما اذا سمحتي أمل إنسانة فوق الرائعة وأنتي بنفسك كنتي بتحبيها . ميادة بغضب: بس الوضع اتغير شريف ابتسم لوالدته وحط ايده على وشها: الوضع زي ماهو وأمل زي ما هي مفيش أي شيء اتغير .. اتعرضت لحادثة والحمد لله ربنا نجاها منها . ميادة ولسه مكشرة: والولد اللي أنقذها !
شريف بهدوء: يشكر جدا وبكرا ولا بعده هاخد تليفونه من عم عبدالله وأشكره بنفسي بس يومين كده يكون هو كمان صحته اتحسنت ممكن بقى تسيبيني أرتاح شوية ميادة خارجة وهي مضايقة: هسيبك بس يكون في معلومك أنا مش داخلة دماغي الجوازة دي .. ربك يقدم اللي فيه الخير . شريف ابتسم: ايوة مش عايز منك يا ست الكل غير الدعوة دي .. يقدملي اللي فيه الخير ليا وليها .. تصبحي على خير يا ست الكل . خرجت وهو قعد في سريره وبيفكر في كلام مامته بس وصل لنفس النتيجة ان كلامها مش منطقي ومالوش اي معنى وأمل زي ماهي وهتكون أجمل حاجة في حياته ..
تاني يوم عند ملك ملك في أوضتها ومخرجتش منها من ساعة ما رجعت من عند كريم خالد دخلها وقعد جنبها وهي قاعدة في سريرها مكشرة ومهمومة فقرب منها: حبيبة قلب أبوها مالها ! ملك قلبت شفايفها بفتور: مفيش .
خالد رفع وشها تواجهه: مش على بابي ولا ايه ! كريم لسه زعلان ملك بصت لأبوها بحزن: كريم اتغير أوي بعد الحادثة دي حاسة إني مش عارفاه يا بابا .. مش قادرة أحدد هو عايزني ولا مش عايزني وبيحاول يخلص مني بالذوق ! خالد بيسمع بنته باهتمام: طيب ايه رأيك لو تحكيلي كل اللي حصل وأفكر معاكي بصوت عالي.
ملك بصت لباباها اللي شجعها أكتر تتكلم معاه وبالفعل حكتله كل حاجة حصلت ما بينهم من أول بعدهم لحد ما رجعت البيت خالد بهدوء: طيب أنتي غلطتي فعلا لما اتهمتيه انه على علاقة بالبنت دي . ملك كشرت: أوك عارفة ودي مش مشكلتي دلوقتي يا بابا .
خالد ابتسم بتفهم: عارف بس كله مترتب على كله يا ملك .. بعدين ايه اللي مزعلك في ان كريم تكون أخلاقه عالية ! المفروض ده شيء يسعدك ؟! ملك بحزن: مش حكاية الأخلاق يا بابا هو بعدني عنه وبعدين خايفة بعد كده يبدأ يحاول يغيرني انا .. خال بيطمنها: حبيبتي .. كريم شاب فوق الرائع و ياريت بلاش تسبقي الأحداث واديله وقته شوية يستوعب اللي حصل ويستوعب فكرة انه بقى بخير .. في ناس كتيرة لما بتواجه الموت بتتغير لفترة وبعدها بترجع لطبيعتها .. سيبيه براحته خليه ياخد وقته و كله بعدها هيرجع لطبيعته ما تقلقيش .
ملك بصت لباباها بتعلق: بجد هيرجعلي يا بابا ! هيرجع لكريم اللي أنا بحبه ! يارب يا بابا فعلا يارب . خالد ضمها لحضنه: يارب يا قلب بابا ودلوقتي سيادتك تقومي وتهتمي بشغله لحد ما يرجع علشان يعرف قيمتك ايه يا قمر أنت . ملك قامت بحماس: هجهز وأنزل معاك . نزلت على شركة كريم تحاول تعوض غياب كريم عن الشركة ..
أمل أمل في بيتها حيرانة ومخنوقة وأبوها وأمها معاها بيحاولوا يتكلموا معاها علشان ما تحسش إنها لوحدها عبدالله باهتمام: مالك يا أمل ! أمل انتبهت لأبوها وابتسمت: مفيش يا بابا خير ! سميرة مكشرة: حبيبتي أنتي مش معانا خالص .. احنا من بدري بنتكلم بس أنتي ولا هنا .
أمل بصت للأرض واتنهدت وأمها قربت منها ورفعت راسها تواجههم: في ايه يا أمل مالك يا حبيبتي ! أمل بتردد بصتلهم الاتنين: حاسة إنه غلط اني أخبي على شريف موضوع تبرعي لكريم .. يعني هو دكتور لنفترض لأي سبب بعد كده عرف اني بكلية واحدة هقوله ايه ساعتها ! أصل اتبرعت بيها ونسيت أقولك ! سميرة كشرت: ده شيء ما يخصوش أصلا .
عبدالله اتدخل: ازاي بقى يا أم طه ! دي هتكون مراته .. والموضوع حصل وهو موجود مش موضوع مثلا قديم هنقول اتنسى .. أمل لأبوها: يعني أنت برضه رأيك إني أقوله ! سميرة قبل ما جوزها يرد: أمه مش هتقبل ده ... عبدالله كشر وبص لمراته: مالنا بأمه دلوقتي ! احنا هنبلغ شريف والله هو حب يقول لعيلته ده شيء يرجعله . سميرة بغيظ: ولو أمه معجبهاش الوضع ولا طولت لسانها ولا الله أعلم هي بتفكر ازاي !
عبدالله بص لمراته: والله يا سميرة الموضوع ده حصل دلوقتي علشان يكشفلنا تفكيرهم ولو هو ما سدش وكان راجل يبقى الواحد يصلي لربنا الف ركعة شكر إنه اتكشف دلوقتي قبل ما ناخد أي خطوة .. ساعات المصايب أو البلاوي بتورينا معادن الناس اللي حوالينا وبنعرف منها مين يستاهل نكمل معاه ومين اللي نشطبه من حياتنا .. اهو ده اللي حاصل دلوقتي . أمل اتدخلت: بابا عنده حق يا ماما ..
الموضوع ده هيحط النقط على الحروف . سميرة بصتلهم الاتنين: بس ... أمل بحب: ما بسش يا ماما انا فعلا مش هقدر اخبي حاجة زي دي .. عبدالله وقف: خلاص نكلمه ونخليه يجي وتقوليله كل اللي أنتي عايزاه ونشوف هيكون رد فعله ايه ! وربنا يقدملك اللي فيه الخير يا بنتي ..
شريف بناء على طلبهم عدى عليهم آخر النهار قبل ما يروح بيته وقعد شوية وبعدها الكل انسحب بحيث يديهم فرصة يتكلموا براحتهم بس ما سابوش المكان كله طه فضل موجود ولكن أخد جنب مسك اللاب بتاعه بيخلص شوية حاجات فيه
أمل بدأت تتكلم مع شريف: أنا كان لازم أتكلم معاك . شريف باهتمام: حسيت ان في حاجة انتي عايزة تقوليها .. اتكلمي براحتك . أمل أخدت نفس طويل وبصتله وبدأت تحكي حالتهم في المستشفى بالتفصيل وتعرض حالة كريم والحالة اللي الكل كان فيها شريف باهتمام: وبعدين ! لقي متبرع ؟ الوقت كان ضيق والوقت في الحالات دي بيكون عامل مهم جدا .
أمل بتردد: مكانش في حد من عيلته كلها متطابق لدرجة ان حتى بابا وماما وطه وانا عملنا اختبارات زيهم وفكرنا نتبرعله . شريف ابتسم بتفهم: كويس جدا هو فعلا باللي عمله يستاهل تفكيركم ده . أمل بصتله وابتسمت لتفكيره ده وهو فكر ساعتها انها قد ايه بتكون جميلة لما بتبتسم كده ابتسامة صافية فبادلها الابتسامة وهي اتشجعت تكمل: للاسف محدش فيهم طلع متطابق معاه .
شريف كشر باستغراب: امال مين اتبرعله ! لما محدش منهم طلع متطابق ! مين أنقذه ! أمل هنا أخدت نفس طويل وبصتله: أنا بس اللي اتطابقت معاه يا شريف شريف هنا فهم الباقي بس ماحبش يستعجل فى تفسيراته وبصلها باهتمام: يعني ايه ! أمل كشرت بعدم فهم: يعني ايه ايه ؟ شريف بتأكيد: يعني انتي اتبرعتي ؟ ده اللي انتي عايزة تقوليه ! أنتي اتبرعتيله بكليتك !
أمل هزت دماغها ومقدرتش تنطق من نظراته اللي معرفتش تفسرها شريف أخد نفس طويل ولعب في شعره بتوتر وافتكر كل كلمة والدته قالتها .. الموضوع فعلا كبير .. في نقط استفهام كتيرة جدا .. ليه أمل نزلت من الميكروباص ؟ ازاي فضلت لوحدها ؟ مين كريم ده اللي أنقذها ؟ ازاي عدوا العاصفة دي كلها ؟ طيب لما هو اتصاب بالشكل ده واصابته شبه مميتة مين أنقذه هو ! مين وصلهم لحد المنيا ولحد أهل كريم ؟ ولما أمل ما تعرفوش قبل كده ولما مفيش تليفون ازاي أمل عرفت مكان أهله وازاي قدرت توصله ؟
أخد نفس طويل وحس إن في حاجات كتيرة مش مفهومة أبدا أمل بتوتر من سكوته: شريف اتكلم اذا سمحت .. شريف بضيق نوعا ما: عايزاني أقول ايه ! حاسس إن اي كلام هقوله ممكن يتفهم بأسلوب مش حلو . أمل باهتمام وتفهم: شريف أنا ماحبتش إني أخبي عنك حاجة وخصوصا واحنا في أول طريقنا .. كل الأسئلة اللي أنت بتفكر فيها قلها بصوت عالي وخليني أجاوبك .. شريف بصلها بتردد نوعا ما وهو بيفكر ومش عارف يبدأ منين ؟
أمل بتشجيع: فكر بصوت عالي . شريف نفخ وحرك ايده بتوتر على شعره وبعدها بصلها وبدأ يسألها كل الأسئلة اللي بيفكر فيها وأمل بتجاوبه بمنتهى الهدوء بس من جواها اتضايقت .. هو حقه يسأل وهما ما يعرفوش بعض قبل كده فده طبيعي بس ليه حاسة من جواها إنها متهمة واللي قدامها بيحقق معاها مش بيفهم الوضع ؟! أخيرا شريف سكت وهي سكتت شوية وبعدها بصتله: خلصت استجوابك ! شريف هنا رفع دماغه بتكشيرة بصلها: أنا مش بستجوب .
أمل بضيق دورت وشها بعيد: ده احساسي . شريف بإصرار: أمل بصيلي .. أمل . بصتله وفضلت ساكتة وهو كمل: كان لازم اشيل علامات الاستفهام كلها .. أنتي قلتيلي فكر بصوت عالي وده اللي حصل اني فكرت معاكي بصوت عالي .. مش بعد ما ناخد قرار مع بعض تزعلي من تبعاته .. مش بحب الحياة اللي تكون مبنية على كدب أو سوء تفاهم لأن ساعات سوء التفاهم ده بيكبر لحد ما بيدمر العلاقة تماما .
أمل بصتله: وده سبب إني قلتلك اسأل اني مش عايزة علامات استفهام وعايزة شفافية ووضوح في علاقتنا . شريف هز دماغه باستغراب: يبقى ازاي لما ده حصل واتكلمنا أنتي متضايقة مني ! أمل فعلا متضايقة بس مش قادرة تحدد سبب ضيقها بالظبط وبعدها بصتله: مش متضايقة ما تشغلش بالك انت .. المهم ان كل حاجة واضحة . شريف ابتسم: فعلا ده المهم .. والأهم ان الكابوس ده خلص وانزاح .. بس برضه يا أمل واعذريني في علامة استفهام كبيرة مش قادر اتخطاها أمل اتنهدت بتعب: ايه هي؟
شريف عارف وحاسس بتعبها وضيقها بس طالما اتكلموا لازم يفهم كله: ازاي الميكروباص سابك أصلا ! أمل أنا طول عمري بسافر للقاهرة سواء في الكلية أو بعدها و في أي وقت الأتوبيس أو الميكروباص قبل ما بيتحرك السواق دايما بيتأكد إن الكل موجود وأنتي مكنتيش فيه ازاي مشيوا وسابوكي ! ازاي معرفوش انك مش موجودة ؟ ازاي بنت عمك مشيت من غيرك ! أنتي كل مرة بتتجاهلي النقطة دي وأنا قلت يمكن ماحبيتيش تتكلمي قدام عيلتي فأجلت السؤال لحد ما نكون لوحدنا بس برضه دلوقتي النقطة دي بتتجاهليها !
أمل سكتت لأنها مش عارفة تقول ايه ! إجابتها هتضر غيرها وهي ما اتعودتش أبدا تضر حد فما بالك ببنت عمها ! شريف كرر سؤاله: ازاي مشيوا وسابوكي ! هنا طه أخوها اللي لاحظ توترهم فركز معاهم وهو اللي اتدخل: تسمحلي أنا أجاوبك يا دكتور ..
شريف بصله باهتمام وهو بيقرب عليهم وهنا سميرة وعبدالله كمان قربوا لما لاحظوا تدخل طه والكل اتجمع وشريف قعد في النص اتوتر من تجمعهم بس في نفس الوقت عجبه فكرة إن كلهم ايد واحدة وكلهم قريبين من بعض شريف لما كلهم اتجمعوا: أنا هقول مرة تانية زي ما وضحت لأمل إني بس محتاج أحط النقط على الحروف ولا أكتر ولا أقل .. أنا ماعنديش شك في أمل نهائي ولا بقلل من مكانتها ولولا هي اللي أصرت إني أفكر بصوت عالي معاها ماكنتش اتكلمت على الأقل دلوقتي وهي تعبانة .. بس زي ما هي قالت إن الشفافية والوضوح بتريح كتير .
عبدالله هز دماغه بموافقة وبأسف وبصله: الموضوع للأسف يا ابني كان غيرة بنات . سميرة كشرت وكان نفسها هي اللي تجاوب بس مسكت نفسها وسابت جوزها يتكلم براحته عن أخوه وبنته عبدالله كمل: سمر بنت أخويا كانت مع أمل زي ما أنت عارف وللأسف كان في بينهم مشاحنات وحبت تهزر بس هزارها كان تقيل حبتين فلما نزلوا الاستراحة حبت تضايقها وحبستها في الحمام على أساس إن الأتوبيس اللي وراهم هيجي ناس ويفتحولها وتركب معاهم ويكون هزار سخيف حبتين بس مكانتش تعرف إن كل الأتوبيسات والرحلات اتلغت بسبب العاصفة .
طه بضيق: أو كانت تعرف وده قصدها . عبدالله بص لابنه بغضب وزعق نوعا ما: مش هندخل احنا في نوايا الناس .. المهم يا ابني انها قالت فى الميكروباص إن أمل ركبت مع قرايبها ومشيت وسبقتهم والسواق صدقها بسبب صلة القرابة ومشي والباقي أنت عارفه كله .. شريف كان مذهول من اللي سمعه ومكانش مصدق اللي سمعه أصلا: عمي بس ده مش هزار ومش غيرة ده شروع في قتل .
عبدالله كشر وبصله: قتل ايه اللي بتتكلم عنه وبعدين ما تنساش اننا بنتكلم عن بنت أخويا وهي عيلة وغلطت . شريف بذهول: الغلط ده كان هيكلفك حياة بنتك وسمعتها وحياة شاب تاني اهو كان هيموت .. فالموضوع أكبر من الغيرة يا عمي .. حتى المقالب السخيفة بيكون لها حدود . عبدالله برفض وقف: أنت عايز توصل لايه يا دكتور !
شريف وقف واتراجع: طالما قلت دكتور يبقى كلامي ضايقك .. عمي أنا مش دي نيتي بس بجد مقدرتش أسكت ومع احترامي الشديد لأخو حضرتك بس .. عبدالله قاطعه: ما بسش يا دكتور أنت كده كل الأمور وضحت قدامك ودلوقتي رجاء خاص مش حابب حد يعرف باللي حصل ده أنا مش هرد الأذى بأذى أبدا وبنت أخويا تهمني سمعتها زي بنتي مهما يكون غلطها والحمد لله ربنا سترها من عنده والازمة عدت على خير فحاليا فكر براحتك وبلغني بقرارك .
شريف بصلهم كلهم بعدم فهم وبص لأمل اللي هربت من عينيه وملقاش إجابة في عينيها فرجع لعبدالله: تقصد ايه وأفكر في ايه ! عبدالله بصله: في الخطوبة دي هتستمر ولا ...
قاطعه شريف: أنا مش فاهم ايه دخل خطوبتنا في الحادثة اللي حصلت أصلا ... أى إنسان في الكون كله معرض لحاجة زي دي ليه بتفترضوا إني ممكن أغير رأيي ! أنا شوفت أمل من فترة ساعة ما حضرتك تعبت السنة اللي فاتت وعرفتها وعرفت قد ايه هي إنسانة جميلة ومحترمة واتمنيت إنها تكون شريكة حياتي وانتظرت شوية أشوف الدنيا حواليا وحواليها وأخدت خطوة جدية في الارتباط وكل ما بعرفها أكتر كل ما بيكون كلي ثقة إنها هي الإنسانة اللي بتمناها في بيتي .. مش فاهم ليه الوضع ده يتغير دلوقتي ؟ أو ليه بتفكروا إني ممكن أغير رأيي ! هو أي إنسان خطيبته أو مراته تتعرض لحادثة يسيبها ! ولا حضرتك شايفني إنسان سطحي وقليل الاصل علشان أعمل كده !
عبدالله وقفه: أنا ما قلتش إنك إنسان سطحي أو قليل الأصل . شريف بغضب: عمي ده معنى سؤالك لما تسألني هكمل الخطوبة دي ولا لا مالهاش أي معاني غير كده . سميرة اتدخلت: ياابني الحياة مواقف والمواقف اللي بتحصل قدامنا بتبينلنا معادن الناس .. اللي حصل حادثة كبيرة ووضحت أفكار كتيرة فطبيعي جدا نعرف أفكارك أنت كمان .. زي ما أنت كان عندك أسئلة وعايز تحط النقط على الحروف احنا كمان محتاجين نحط النقط على الحروف وزي ما احنا ما افترضناش سوء نيتك في كل أسئلتك أنت كمان ما تفترضش سوء نيتنا في أسئلتنا .
شريف اتراجع وأخد نفس طويل وبصلهم كلهم: ماشي يا ست الكل في دي عندك حق .. على العموم موقفي ما اتغيرش أبدا .. احترامي وثقتي في أمل ما اتغيروش .. وأنا زي ما أنا لسة عايزها شريكة حياتي .. وكل اللي اتقال بينا النهاردة مش هيخرج برا قعدتنا دي .. وما تقلقش حضرتك يا عمي سمعة بنت أخو حضرتك تهمني برضه .. وأتمنى تعتبروني جوا دايرة العيلة دي وأتمنى أكون مستحق لثقتكم دي .. عبدالله ابتسم لشريف: أتمنى ده فعلا بس برضه معلش خدني على قد عقلي وفكر الليلة دي في كل كلامنا وبكرا هنتطر منك تليفون . شريف بإصرار: عمي الموضوع منتهي بالنسبة لي ! عبدالله ابتسم بإصرار: خدني على قد عقلي معلش .
مشي شريف وكلهم اتلموا حوالين أمل في أوضتها يتناقشوا طول السهرة عن شريف وموقفه ... شريف روح بيته و والدته انتظرته بفارغ الصبر لحد ما دخل: كانوا عايزين ايه ! قالولك ايه ! شريف بصلها باستغراب: مين دول ! بتتكلمي عن ايه !
ميادة بتكشيرة: مش وأنت بتكلمني قلت حماك بيتصل وقفلت معايا ! وبعدها عديت عليهم فأكيد كانوا عايزين حاجة ! شريف ابتسم لوالدته: مفيش حاجة بس بيطمن علينا وكمان سألني عن دواء الضغط بتاعه فقلتله يبقى يعدي عليا في المستشفى أطمئن عليه وأنا انتهزتها فرصة علشان أشوف أمل فقلتله في المكالمة إني هعدي على أمل أطمئن عليها فعديت عليهم . ميادة كشرت وعرفت إنها مش هتاخد حق ولا باطل مع ابنها ميادة بغيظ: يعني مش هتقولي ؟ ماشي يا شريف براحتك .
شريف ضمها بحب: حبيبة قلب شريف وروحه مفيش حاجة أصلا أقولها .. وبعدين أمل يا أمي أنا حبيتها من أول يوم شوفتها فيه وحبيت أدبها وأخلاقها وأنتي كمان ما تنكريش عجبتك وحبيتيها . ميادة مكشرة: ماشي بس صراحة مش مقتنعة ازاي الميكروباص يسيبها في وقت زي كده وليه ! وهي ايه اللي ينزلها أصلا . شريف اتنهد: حبيبتي كلنا معرضين لأخطاء زي كده تحصل .. أنتي ازاي الطيارة فاتتك وأنتي جاية من العمرة السنة اللي فاتت .. ها !
ميادة زقته بعيد عن حضنها بغيظ: أنت بتشبه مطار جدة بالكافيتريا ! وبعدين توهت في المطار لما روحت الحمام وأصلا معرفتش أفتح الباب شريف ضحك وضمها تاني: حبيبتي مش بشبه حاجة بحاجة بس أقصد إن كلنا معرضين لمواقف زي دي والمواقف دي ما ينفعش نحكم فيها على الشخص اللي قدامنا .. طالما شيء خارج عن ارادتنا يبقى نتفهم اللي حصل وما نفضلش نفترض إن في أمور وأمور مستخبية . ميادة بغيظ وهى خارجة من أوضته: على العموم أنا في الأول والآخر يهمني سعادتك وبس .. شريف ابتسم: عارف يا ست الكل ..
أصحاب أمل مروة وعايدة عرفوا باللي حصلها وكل يوم بيكلموها ويبعتولها المحاضرات اللي بتفوتها .. سمر عايزة تسافر لكليتها وكل شوية تطلب من أمها تقنع أبوها بس أبوها رافض تماما . بدرية: وبعدين وآخرتها ايه ؟ محمد بصلها: آخرتها ايه في ايه ؟ مالك ! بدرية بغيظ: البنت عايزة تروح كليتها !
محمد بصلها وهو بيلبس هدومه علشان ينزل شغله: وأنا قوطلت مفيش كليات .. بعدين هي كده كده مش نافعة تروح كلية تعمل بيها ايه ! بدرية شهقت: نعم ! دي في آخر سنة وهتبقى مهندسة قد الدنيا . محمد بتريقة: مش بنتك اللي تبقى مهندسة قد الدنيا .. دي ما تستاهلش حتى تبقى ... تبقى اي حاجة .. ملهاش خروج يا بدرية ومفيش كليات وطالما ما احترمتناش يبقى مش هنحترمها .. وأقرب كلب هيتقدملها ده اذا اتقدملها أي كلب هوافق عليه وأجوزها وأخلص من همها .
بدريه مسكته من هدومه وهو خارج: مش هسمحلك يا محمد تضيع مستقبلها .. كفاية أختها سحر اللي جوزتها وسفرتها بعيد عني . محمد زق ايديها: سحر متجوزة واحد محترم ومعيشها كويس وعايشين في الخليج ياريتها كانت ربع أختها في أدبها وأخلاقها وبعدين ماهي سمر جنبك اهيه .. اشبعي بيها .
بدرية بغيظ: محمد خلي البنت تسافر وتكمل دارستها . محمد زق ايدها تاني بعيد عنه: لا و اقفلي الكلام بقى . بدرية وراه: أنت رايح فين ! لأخوك ها هتفضل تحت ظله كده على طول ! محمد بدون ما يبصلها: بيتنا مفتوح من خيره وربنا يزيده ويباركله .. واه هفضل تحت ظله . بدرية بغضب: واكل حقك وأنت مطاطي راسك له كل ده ليه هاا !
محمد وقف وبصلها: لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم يا ولية أنتي ما وراكيش غير الشر .. أبونا الله يرحمه ما سابش غير البيت ده والأرض والبيت هو واخد نصه وأنا نصه والأرض بنزرعها مع بعض وبنحصدها مع بعض .. أما معرض الموبيليا فده اشتروه من فلوسهم وشقاهم وخصوصا بعد ما سميرة والدها اتوفى وباعت حقها لأخواتها وأخدته فلوس وبالفلوس دي على اللي معاهم اشتروا المعرض ده وكبروه وطه دلوقتي ماسكه من أبوه وبرضه الواد دماغه حلوة وعمل الورشة وشغلوني معاهم يبقى أحمد ربنا ولا أنكر خيرهم زيك كده .
بدرية بغيظ: طول عمرك هتفضل أهبل ويضحكوا عليك .. قال ميراث سميرة قال دى فلوس أبوك قبل ما يموت وأخوك دكنها ولما لقي فرصة طلعها . محمد هز دماغه بقلة حيلة: مفيش فايدة في افكارك السودا دي .. بقولك ايه احتفظي بسوادك ده ليكي ولبنتك وخرجيني أنا منه .. طبعي كده ومش هغيره وأخويا هفضل في ظهره ولو مش عاجبك هقولهالك تاني الباب يفوت الف جمل .. ودلوقتي بعد اذنك علشان أخرتيني على الرجالة .
سابها بغيظها وبنتها طلعت قعدت جنبها وبغيظ: انا مش هسيب الكلية ومش هتجوز أي كلب زي ماهو بيقول ولو حتى رسيت اني أطفش من البيت فاهمة ولا لا بدرية أخدت نفس طويل وبصتلها: ورحمة أبويا ما هيحصل وهتشوفي .. وكليتك هترجعيها .. وبعدين ماهي أمل اهيه كمان مرجعتش . سمر بغيظ: أمل أكيد أخوها قدم للكلية كشف طبي بحالتها وأخدت اجازة رسمية من الكلية بغيابها أنا لا. بدرية بتفكير: ما تقلقيش أنا هتصرف وهتسافري لكليتك ..
بدرية فضلت تفكر تعمل ايه وازاي تقنع جوزها ! كانت في الجنينة بتنشر الغسيل ولمحت عبدالله رايح ناحية شقة طه جريت عليه وقفته عبدالله وقف: خير يا أم سحر . بدرية مثلت الانكسار والعياط: لا مش خير يا أبو طه .. زي ما أنت عارف سحر بنتي متغربة مع جوزها في أكل عيشهم ومش معايا غير سمر . قاطعها عبدالله: من غير مقدمات يا بدرية خير !
بدرية بعياط: أخوك مش عايز سمر ترجع لكليتها وعايز يجوزها .. يرضيك مستقبلها يضيع كده ! عبدالله بصلها باستنكار: وانتي يرضيكي اللي عملته في أمل بنت عمها ماهي برضه مش بس كانت هتضيع مستقبلها دي كانت هتضيعها هي كمان .. بدرية بعياط: عيالنا مهما بيغلطوا بنسامحهم وبنقول عيال .. مهما كان حجم غلطهم بنسامحهم مش بندمرهم يا ابو طه .. بنتي كده هتدمر ومستقبلها هيضيع هي اه غلطت بس ندمت وعرفت غلطها بس ما نضيعهاش هي كمان .
عبدالله بزهق: انتى عايزة ايه مني يا بدرية بالظبط ! بدرية مسحت دموعها المزيفة: اخوك عمره ما بيكسرلك كلمة ولو قلتله يرجعها هيرجعها .. جميل وهيكون فوق راسي طول عمري .. خليه يرجع البنت الكلية واعتبرها زي أمل بنتك . عبدالله بأسف: ما انا طول عمري بعتبرها زيها .. وجبرت أمل تقعدها معاها السنادي في نفس الاوضة بس بنتك اللي ما صانتش ده .
بدرية بأسف: عيلة وغلطت معلش يا اخويا .. سامحوها دي بنتكم .. علشان خاطر اخوك أنت عارف كويس إنه بيعمل كده علشانك وعلشان مكسوف منك .. عارف ان دمار بنته هيوجعه بس برضه بيعملها علشانك انت وبس .. انت عارف ده كويس يا أبو طه .. فما تخليهوش يدفع هو تمن غلطة بنته بوجعه وزي ماهو بيخاف على وجعك وزعلك انت كمان خاف عليه.
عبدالله عارف كويس النقطة دي وعارف ان محمد عمل كده علشانه هو .. بص لبدرية: ربك يقدم اللي فيه الخير . سابها ومشي ومعطاهاش فرصة تتكلم ودخل لابنه في الشقة طه بضيق: كانت عايزة ايه الست دي ؟
عبدالله بغضب: اتكلم بأدب عن مرات عمك انا مش مربيك قليل الأدب أبدا ومهما كان دي مرات عمك . طه اتأسف وسكت وعبدالله اتضايق أكتر وأكتر وبص لابنه: عايز حاجة هنا في الشقة ؟ ناقصك حاجة؟ طه بغيظ بس حاول يداريه: لا متشكر كل حاجة ماشية تمام وكلها يومين ونخلص تشطيبات . عبدالله خارج: لو احتجت حاجة بلغني .
عبدالله رجع لبيته ودخل وقعد وسميرة جت قعدت جنبه: خير رجعت ليه ! مش قلت النهاردة رايح الأرض وبعت محمد اخوك ! عبدالله بضيق: أنتي عارفة إن محمد منع سمر تروح كليتها وعايز يجوزها ؟ سميرة ابتسمت: أحسن تستاهل . عبدالله بص لمراته بضيق: أول مرة أشوفك شمتانة في حد يا أم طه . سميرة كشرت: مش شماتة يا أبو طه بس البت دي عيارها فلت ومحتاجة تتأدب شوية .
عبدالله بضيق: تتأدب ماشي بس مش تضيع بالشكل ده .. حرمانها من تعليمها ضياع مش تأديب يا سميرة وأنتي عارفة ده كويس . سميرة بغيظ: تستاهل كل اللي يجرالها وبعدين ابوها حر معاها . عبدالله وقف وفضل رايح جاي: أنا وأنتي عارفين إن محمد بيعمل ده علشاني أنا وعلشان عارف حجم غلط بنته .. سميرة وقفت: أنت عايز توصل لايه يا أبو طه بالظبط ! عبدالله وقف وبصلها: مش عايز العقاب ده لسمر ..
سميرة ماردتش عليه بس سابته وطلعت لعند بنتها وهي متغاظة وأمل حاولت تعرف مالها فحكتلها اللي حصل أمل اتنهدت: على الرغم من اني متضايقه منها يا ماما بس فعلا ما يرضينيش بعد كل السنين دي حتى ما تاخدش شهادتها . سميرة بغيظ: بطلوا بقى المثالية دي انتي وابوكي .. هي وامها يستاهلوا الحرق مش بس حرمانها من كليتها .
أمل بتعب: يا ماما حرام عليكي .. سمر غلطت محدش أنكر ده وتستاهل تتعاقب بس أي عقاب تاني .. بعدين في فرق بين العقاب والدمار .. ده كده مش عقاب ده دمار .. القرار ده هيدمر كل حياتها ومستقبلها وكل حاجة . أبوها دخل: ربنا يكملك بعقلك .. يا سميرة مش معنى إننا رافضين القرار ده إننا سامحناها أو بنتساهل زي ما أنتي وطه متخيلين .. بس دي مهما كان بنت أخويا .. ومن أهلنا وما يرضينيش أبدا دمارها ومش معنى إنها غلطت أو إنها وحشة إني أعاملها بوحاشتها هي .
سميرة بغضب: السيئة تعم والحسنة تخص . عبدالله: قابل السيئة الحسنة تمحها . سميرة بصتلهم بغضب: أنتوا أحرار اعملوا اللي أنتوا عايزينه ( بصت لأمل ) بس اوعي تتخيلي للحظة ان شرها هينتهي عند كده دي بس كانت البداية .. وطالما عملت خطوة زي دي ضدك فاتأكدي تماما انها مش النهاية وهتعمل تاني أكتر وأكتر وبكرا تقولي سميرة قالت ..
أمل ابتسمت لأمها: لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين . سميرة بغيظ: ماهي مش هتلدغك بنفس الطريقة هي هتبتكر المرة الجاية . سميرة سابتهم وخرجت وعبدالله بص لبنته اللي ابتسمت: بابا أنا واثقة إنه لا يمكن أبدا إنسان يعمل خير ويكون جزاءه شر أبدا .. دايما بيكون في خير بعد الشر وفي فرج بعد الضيق .
عبدالله قرب من بنته باس راسها: وربنا دايما بيقول أنا عند ظن عبدي بي .. عبدالله خرج وكلم أخوه وبعد مناهدات كتير بينهم عبدالله: أنا مش بقول يا محمد ما تعاقبهاش في طرق كتير للعقاب غير دي. .. عاقبها بس مش كده ومش بالطريقة دي . محمد بحيرة: أعاقبها ازاي يعني ! أعمل ايه ؟
عبدالله بحيرة: معرفش أنت عارف ايه اللي بنتك بتحبه وايه لا .. ممكن تقلل مصروفها يكون يدوب على قد الضرورة ممكن تسحب موبايلها .. تسحب امتيازات أنت عاملها .. تكون رقيب عليها أكتر من كده .. عقاب يا محمد مش انتقام ومش دمار لبنتك .. احنا بنعاقب عيالنا علشان نصلح حالهم مش بندمرهم .. محمد اتنهد: والله ما عارف أقولك ايه يا اخويا بس أنت نعم الأخ ومش عارف أنا من غيرك كنت هبقى ايه ..
عبدالله كلم بنته وعرفها إنه أقنع أخوه يرجع سمر وأمل ابتسمت: بابا بس أنا مش عايزاها معايا في نفس الأوضة .. كنت أنا وأصحابي بنيجي على نفسنا علشانها بس دلوقتي مش هتحملها معايا . عبدالله هز دماغه: هنشوف حل لدي كمان .
أمل كلمت أصحابها وبلغتهم وكلهم فرحوا وبيفكروا يعملوا ايه ! هم في آخر السنة والنقل دلوقتي صعب . عايدة اقترحت: ايه رأيكم لو نجيب فاطمة مكانها . مروة بفرحة: ايوة فاطمة واهو اللي معاها في الأوضة كلهم نوعية سمر وهيعرفوا يتعاملوا معاها وبكده نكون أنقذنا فاطمة من الغلب اللي هي فيه وأنقذنا نفسنا من سمر وسلمناها تسليم أهالي للي هيأدبوها . أمل كشرت: بس ممكن ما توافقش تتنقل ساعتها هنعمل ايه !
عايدة: مين دي اللي متوافقش ؟ أبوها يجبرها .. وبعدين قلتي إنهم موافقين إنكم ما تقعدوش مع بعض ادينا اهو وفرنا مكان ولو روحنا للادراة وقلنا هنبدل الأماكن محدش هيعترض طالما الطرفين موافقين وسمر مش هتعترض بسبب أبوها .. أمل ابتسمت: خلاص هبلغ بابا وان شاء الله الأسبوع الجاي هاجي . أمل بلغت أبوها وأبوها بلغ محمد أخوه واتفق معاه على تبديل الأماكن محمد في بيته مع مراته: نادي على سمر يا بدرية .
بدرية باستغراب: ليه عايز ايه ؟ محمد بغيظ: ما تناديلها و انتي ساكتة . سمر جت ووقفت وبصت لأمها اللي نادتلها وانتظروا محمد يتكلم محمد بصرامة: هتسافري بكرة لكليتك . سمر يدوب هتتنطط هي وأمها بس أبوها كمل: لسة مخلصتش كلامي علشان تتنططي . وقفوا الاتنين بانتباه وهو كمل: مصروفك هيكون على القد بالظبط وبالمليم .. موبايلك مش هتاخديه هديكي تليفون قديم يدوب تردي تقولي الو وبس . سمر هتعترض: بس ...
محمد زعق: أخلص كلامي ولو مش عاجبك يبقي بلاها خالص . بدرية مسكت بنتها: كمل يا أخويا وماله كمل . محمد بغضب: هتسيبي الأوضة اللي كنتي فيها مع أمل وهتبدلي مكانك . سمر بغضب: هروح فين !
محمد: مكان واحدة صاحبتهم اسمها فاطمة باين . سمر شهقت: فاطمة دي قاعدة في أوضة فيها ٦ بنات مش أربعة لا مش هوافق أبدا .. يرتاحوا على قفايا . محمد وقف: خلاص يبقى ريحتيني وريحيتهم وبلاها سفر أنا قلت أنتي ليكي البيت والجواز . بدرية مسكته من دراعه وشاورلت لبنتها تسكت: الكلام اخد وعطى .
محمد زعق: ولا في اخد ولا عطى .. الترم اللي فاضل يا تتلم وتعديه زي ما يكون يا بلاها وقسما بالله لولا إنه يدوب ترم ما كنت وافقت أصلا إنها ترجع .. ويكون في علمك هسافر معاكي بنفسي وهسلمك للمدينة وكل يوم هتصل بالأمن على البوابة ولو اتأخرتي أكتر من عشر دقايق بين آخر محاضرة ورجوعك للمدينة تاني يوم هتلاقيني عندك جايبك من قفاكي .. والهدوم اللي هتاخديها هتحطيها قدامي ومفيش أي مكياج ولا زفت هتاخديه معاكي أصلا ومن النهاردة كل اللي فات ده كوم واللي جاي كوم تاني .. أتمنى يكون كلامي واضح ولو سيادتك مش عاجبك بلاها .. اتفضلي من قدامي والصبح بلغيني بقرارك أحجز للسفر ولا هتاخديها من قاصرها وتريحينا وترتاحي ! اتفضلوا من قدامي أنتوا الاتنين .
بدرية شدت بنتها وطلعت لاوضتها سمر قعدت على سريرها بغضب: ده ذل دى مش عيشة مش هسافر بلاها . بدرية مسكتها من شعرها: وفي الآخر يبقى كل حيلتك شهادة الثانوية اللي أصلا مش معترف بيها .. يعني بعد كل العمر ده مش هتحصلي حتى الجاهلة .. أنتي هتسافري وهتخلصي كليتك وهتيجي مهندسة رافعة راسك فوق وتتجوزي واحد يقدرك ويرفعك أكتر مش تقولي مش مسافرة .. لو مسافرتيش هتفضلي عمرك كله تحت وتبصيلها هي فوق ..
سمر بغضب: مش هقدر هي تنتصر عليا كده . بدرية قصادها: لو ماسافرتيش هي فعلا انتصرت لكن لو سافرتي ونجحتي يبقى الرءوس اتساوت وأنا كفيلة اوطي راسها تحت راسك اصبري عليا انتي انا مش هعديلها اللي حصل ده هي وامها . سمر مسكت دراع أمها: شريف يا ماما .. شريف لو اخدناه منهم يبقى احنا اللي كسبنا .. بدرية كشرت: شريف ؟ دكتور شريف خطيبها !
سمر بلمعة شريرة: ايوة .. تخيلي لو سابها واتجوزني أنا ؟ مش دي ضربة فوق راسهم ؟ بدرية بصت لبنتها كتير باستغراب: أنتي من امتى بتبصي لشريف ؟ مش كانت عينيكى على طه ! بس خايبة سيبتيه يروح من ايدك ! سمر كشرت: طه ! طه غبي زي أمه وبعدين ده فرحه بعد كام شهر خلاص فكك منه خلينا في شريف . بدرية بتفكير: بس ازاي ! ده واد دغري ومالوش في كده ولا كده هنوصله ازاي ده !
سمر بتفكير: ممكن نوصل لعيلته ! ماما معرفش اتصرفي انتي .. المهم الجوازة دي ما تتمّش والا مش هرتاح في يوم من الايام .. مش هتحمل هي تتجوز حد أعلى مني ! وأشوفها دايما معاه وأنا عيني منه . بدرية وقفت وكشرت معقولة الزمن بيعيد نفسه تاني ! معقولة بنتها هتكون زيها ! طول عمرها عينيها على عبدالله بس عمرها ما قدرت حتى تلفت انتباهه ولما اختار سميرة لعبت على أخوه اللي وقع بسهولة بس هيهات الفرق بين الاتنين وعلشان محمد ما يحسش طول الوقت تتخانق معاه وتتهمه إنه عينيه من سميرة مع ان الصح ان هي اللي عينها من عبدالله ..
لا مش هتخلي بنتها زيها ولازم تكون احسن منها وهتوصلها لشريف بأي شكل واي تمن مهما كان .. فاقت من أفكارها على بنتها بتزقها في كتفها: سرحتي في ايه كده ؟ بدرية ابتسمت لبنتها: سافري وخلي كل الغضب اللي جواكي ده يدفعك لقدام تذاكري وتنجحي، بلاها عوايدك ونظام السنة في اتنين لأن المرة دي آخر فرصة ليكي .. لو ما نجحتيش خلاص راحت عليكي اما شريف ده خليه عليا انا ..
سمر اتفقت مع أمها واخدت قرارها وبلغت أبوها انها هتسافر وهتكمل .. سافرت سمر مع ابوها ونقلها فعلا من أوضتها واتفق مع بتوع الأمن إنه هيتصل بيهم يبلغوه مواعيد رجوعها من الكلية بشكل يومي ومنعها منعا تام من الخروج من المدينة بعد الكلية لاي سبب بدون حد قرابة درجة أولى وكتب إقرار بده وقدمه للمدينة ..
سمر كانت كارهة أمل فوق كرهها ليها وكرهت أكتر الأوضة اللي فيها مع البنات الكتير ولاعارفة تقعد ولا تنام ولا حتى معاها موبايل تضيع وقتها بيه .. أمل اتأخرت أسبوع وبعدها سافرت لكليتها علشان امتحان أول ترم قرب وتلحق تلم اللي فاتها وأصحابها معاها وأمورهم استقرت كتير بعد خروج سمر من وسطهم ودخول صاحبتهم فاطمة اللي تشبههم في طباعهم وأخلاقهم ..
عند كريم كريم حس إن حياته كلها متلخبطة وإنه غرقان في دنيته وتجاهل جدا دينه وحس إن الحادثة دي كانت تذكرة له لكل اللي فاته وكل اللي عدى وهو في غفلة تامة .. صحته اتحسنت كتير وقام يرجع لشغله وكل حاجة حواليه مش عاجباه وبقى مخنوق من كل حاجة وأى حد وملك مش عارفة تتعامل معاه وفي مرة كانت معاه في مكتبه.
- وبعدين معاك يا كريم ! طيب قلي ازاي أساعدك وأنا مش هتأخر ؟ كريم بصلها بضيق: ملك أنا قلتلك كتير إني اتحسنت خلاص ومهما أشكرك مش هوفيكي حقك أبدا . ملك بصتله باستغراب: تشكرني ! كريم أنا مش مستنية منك شكر أبدا . كريم ابتسم لها: عارف يا حبيبتي بس ده ما يمنعش برضه إني أشكرك وأقولك ما اتحرمش منك أبدا .
ملك ابتسمت بحب له ومدت ايدها تمسك ايده اللي قدامها على مكتبه بس نظرته منعتها واتراجعت تاني واتخنقت وحست إنها محرومة منه كريم حس بخنقتها: ملك حبيبتي ! صدقيني مش قصدي أبدا اضايقك بس استحمليني . ملك أخدت نفس طويل تحاول تتماسك بصتله ورسمت ابتسامة ما تخطتش شفايفها: مش قدامى حاجة غير كده أصلا .. المهم خلينا في الشغل وبلاها رومانسيات دلوقتي .
كريم بجدية: خلينا في الشغل .. حاليا انا بقيت كويس وأنتي ارجعي لمكانك مع والدك . ملك بصتله بصدمة لأن ده آخر شيء توقعته منه كريم لاحظ صدمتها: ملك انتي وقفتي مكاني بما فيه الكفاية وانا حاليا رجعت خلاص .. فانتي ارجعي لمكانك . ملك بعدم تصديق: أنت للدرجة دي مش عايزني معاك ؟
كريم وقف بضيق: يا ملك اذا سمحتي بطلي تفكري بالأسلوب ده في كل كلامي .. مش كل نفس بتنفسه وأي كلام بقوله بيكون ده معناه ! لو عايزة تشتغلي معايا هنا معنديش مانع أبدا وأهلا بيكي لكن انتي شغالة مع والدك في الفرع الثاني وأنتي مديرته وجيتي هنا تسدي غيابي وباباكي هناك شايل الشركة لوحده فأعتقد الطبيعي لما أرجع مكاني أنتي ترجعي مكانك لكن لو عايزة تفضلي هنا فده يسعدني .. أنا كل اللي أقصده إني أريحك من حمل الفرعين مش إني أمشيكي من هنا .. ملك بضيق: أنا ما اشتكيتش لحضرتك .
كريم نفخ بضيق: يا الله منك .. خلاص يا ملك اعتبريني ما اتكلمتش خليكي هنا . ملك وقفت بغيظ: لا متشكرة أنا هرجع لمكاني . خارجة بس هو وقفها: ملك ! مش هفضل كل كلمة أبرر فيها وأشرح فيها سبب قرارتي فياريت تبطلي اتهاماتك دي اللي دخلتينا فيها ومش عارفة تخرجي منها .. يوم ما أحب أنهي العلاقة دي مش هدور على أسباب وحجج واهية لا هنهيها بشكل مباشر من غير لف ولا دوران .
ملك ابتسمت بتريقة: طيب كويس هحط ده في دماغي . سابته وخرجت متضايقة وهو فضل مكانه كتير مخنوق مش عارف يتعامل ازاي معاها
والده حسن المرشدي دخل عنده بيكلمه في الشغل بس هو حتى ماحسش بدخوله وأبوه استغرب توهانه للدرجة دي فخبط على مكتبه وكريم اتفاجأ بوالده قدامه فابتسم: خير يا بابا ! حسن باستغراب: انت اللي خير ! مالك تايه كده ليه ! وصلت لفين ؟
كريم بص لمكتبه شوية وبعدها رفع دماغه بعد تفكير وبص لأبوه متردد يتكلم معاه ولا يحتفظ بأفكاره لنفسه حسن بتشجيع قعد قصاد ابنه: كريم حبيبي انت ابني الوحيد وأعتقد إننا يعتبر أصحاب مش أب وابنه صح ولا بيتهيألي ؟ كريم ابتسم لأبوه: طبعا أصحاب . حسن ابتسم: يبقى تحكي لصاحبك سر توهانك وسرحانك ده ايه ؟
كريم أخد نفس طويل وهو عينيه على أبوه: ملك ! حسن كشر باستغراب: مالها ملك ! كريم بعصبية: من ساعة الحادثة وهي كل كلمة بنطقها بتحولها لاتهام ! كل فكرة بقولها يبقى اكيد عايز أسيبها ومحرج فبخترع حجج ! ماعدتش عارف أتعامل معاها ! بجد يا بابا بتحول كل كلامي لإتهامات . حسن بانتباه: حبيبي خلينا نتكلم بواقعية شوية .
كريم بجدية: ياريت اتفضل . حسن اتعدل في قعدته وركز مع ابنه: شوف يا كريم محدش هيقدر فينا ينكر إن الحادثة دي غيرتك صح؟ كريم كشر بعدم فهم: غيرتني ؟ غيرتني ازاي يعني ! حسن بيحاول ينقي كلامه وبيفكر فيه قبل ما يقوله: كل حاجة اتغيرت ! طباعك اتغيرت .. تفكيرك اتغير . كريم قاطعه: علشان انتبهت للي غافل عنه أكون اتغيرت ؟ أنا بس بقيت بهتم بصلاتي وديني وتصرفاتي مش أكتر . حسن هز دماغه بتفهم: وهو ده مش تغيير ؟
كريم باستنكار تام: وهو الإنسان لما يفوق من غفلته يبقى اتغير وبعدين التغيير ده أعتقد للأحسن ولا ايه ! حسن هز دماغه برفض: يا حبيبي احنا مش بنتكلم عن التغيير للأفضل أو للأسوأ ده مش موضوعنا . كريم بتوهان: امال ايه موضوعنا ؟
حسن وقف واتمشى شوية: التغيير في حد ذاته ! أنت اتغيرت متفقين ( كريم هز دماغه موافق ) تمام ! حاليا ملك معاملتك ليها كمان اتغيرت . كريم جه يتكلم بس والده مش مديله أي فرصة وكمل: اتغيرت يا كريم ! أبسط الأمور أنت بطلت تسلم عليها بايدك ! وده أبسط شيء مش هتكلم بقى عن خروجك معاها اللي منعته أو عشاكم مع بعض أو حتى قعدتكم مع بعض لوحدكم .. كل ده انت منعته .
كريم بدفاع: منعته لأنه حرام وكان غلط حسن وقف قصاد ابنه: ومحدش قال إن تصرفك غلط ومش بتكلم برضه في فكرة الحلال والحرام . كريم هز دماغه بعدم فهم وقام وقف قصاد أبوه: انا بجد توهت منك كل كلمة تقولي مش ده القصد امال أنت ايه قصدك ! حسن ابتسم لابنه: إنك اتغيرت .. وبالتالي كل تصرفاتك وكلامك اتغيروا . كريم قلب شفايفه: بمعنى !
حسن بتوضيح: بمعنى إن ملك مش مستوعبة تغييرك ده، أنت قلتلها إنك فوقت لكن هي مش مستوعباك لسة ! وهتحتاج وقت ومساعدة منك لحد ما هي كمان تفهم وتحاول تستوعب . كريم بتفكير: أنا مش قادر أفهم أصلا ايه اللي مضايقها حاليا في تفكيري ! ما طول عمرها بتعجب بتفكيري اشمعنى دلوقتي ! حسن ببساطة: لأن تفكيرك دلوقتي بعدك عنها وده اللي مضايقها . كريم برفض: بس أنا زي ما أنا ناحيتها ! لسة بحبها !
حسن ابتسم بعطف: بس هي مش ده اللي حساه منك .. هي شايفة انك بعدت عنها ايا كان السبب المحصلة واحدة وهو انك بعدت عنها .. كريم بتكشير وتهكم: والمطلوب حاليا ! اني ارجع زي ما كنت علشان أراضيها ! حسن حط ايده على كتف ابنه: لا يا حبيبي بس انك تديها هي كمان وقتها تحاول تستوعب التغيير ده وتتأقلم كمان معاه وده هيحتاج دعم ومساعدة منك . كريم بص لأبوه: أنا فعلا بحاول أساعدها بس هي قافلة في وشي كل الأبواب .
حسن حاول يدعم ابنه ويشجعه: عمر ما التغيير بيحصل في يوم وليلة .. الرسول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم نفسه لما بدأ دعوته الكل كان ضده وده الرسول فما بالك بشخص عادي .. لازم يكون نفسك طويل .. كريم هز دماغه بتقبل وحسن كمل: مش في يوم وليلة هتغير ملك للصورة اللي أنت عايزها بالعكس ده هياخد وقت وكبير كمان . كريم اتنهد بتعب: عارف بس مش دي مشكلتي أنا بس مشكلتي في إتهامها كل شوية إني عايز أسيبها وبتحجج .
حسن ابتسم: دي حلها بسيط في إنك تقعد معاها وتتكلم معاها بهدوء وتفهمها دماغك وتفكيرك . كريم بهجوم: قعدت وشرحت واتكلمت ومفيش نتيجة . حسن بعطف: مرة واتنين وعشرة لحد ما تفهم .. مش من مرة هتستسلم . سابه وخرج وهو قعد مع نفسه مخنوق ومش عارف يعمل ايه !