رواية العاصفة للكاتبة المتميزة الشيماء محمد الفصل الرابع عشر
طه بعد ما خرج من عند شريف ركب عربيته وروح بيته وطلع لأوضته وقعد لوحده مخنوق حتى خطيبته كلمته مقدرش يكلمها وقفل معاها بسرعة .. سميرة دخلت عنده وقعدت جنبه وحطت ايدها على شعره بحنية: مالك يا حبيبي فيك ايه ! طه بحزن: كان نفسي أعمل حاجة لأمل .. كان نفسي أساعدها بأي طريقة .. مش عارف أعمل ايه يا ماما !
سميرة بحب: وجودك في حد ذاته معاها ده كفاية .. هي محتاجة مننا نكون جنبها .. محتاجة تحس إننا على طول في ظهرها وإنها مش لوحدها .. بدل ما تقعد لوحدك قوم اقعد معاها .. خدها واخرج هي ما اتغدتش أنت أكلها برا .. خرجها من اللي هي فيه طه بص لأمه: بس الواحد في الظروف دي بيحب يكون لوحده سميرة: مش في كل الأوقات يا طه .. بعدين جرب طه قام ودخل عند أخته وقعد جنبها كانت نايمة على السرير قعد جنبها وحط ايده على شعرها: نوارة البيت عاملة ايه ؟
أمل بضعف: أنا كويسة .. بس محتاجة أنام يا طه بعد اذنك طه شدها من ايدها عدلها: مفيش نوم قومي سيادتك أمل بتعب: طه أرجوك سيبني دلوقتي طه بهزار: لا يمكن أبدا .. قومي أنا واقع من الجوع وأمك مش عاملالنا أكل النهاردة و أكلت أبوكي أكل بايت يرضيكي كده .. تعالي نجيب أنا وأنتي بيتزا وبيبسي وندلع نفسنا.
أمل بارهاق: خد غادة وروحوا مع بعض وأنا سيبني أرتاح طه كشر بهزار: يا بت بقولك هعزمك قومي بقى أمل دمعة نزلت منها: علشان خاطري سيبني دلوقتي أرجوك يا طه طه قعد قصادها ومسح دمعتها اللي نزلت: دموعك أغلى من أي حد في الدنيا كلها . أنا عارف إنك زعلانة وحقك صراحة تزعلي بس تزعلي على وقتك اللي ضيعتيه في خطوبة زي دي .. تندمي على تنازلك أنتي .. ازعلي شوية يا أمل بس مش كتير ..
أمل ابتسمت لأخوها: طيب سيبني أزعل بقى طه بهزار وقف وشدها: ناكل وأوعدك هسيبك ساعة بحالها تزعلي أمل ضحكت غصب عنها وهو ضحك وضمها: أيوة كده اضحكي محدش واخد منها حاجة .. يلا البسي بسرعة أمل جت تتكلم بس هو قاطعها قبل ما تنطق: يا تيجي بالذوق يا هحط عليكي اسدالك وهاخدك غصب واقتدار.
ابتسمت أمل وقامت بتعب وهو خرج واختفت ابتسامته بعد ما قفل باب أوضتها واتخنق جدا وبص لأمه اللي حاولت هي كمان تبتسم بس معرفتش طه بيطمنها ويطمن نفسه: هتكون كويسة ما تقلقيش عليها سميرة هزت دماغها بموافقة لكلامه أخدها طه وخرجها وحاول يخليها تخرج من الجو اللي هي فيه ...
ملك الصبح لبست هدومها و وقفت قدام المرايا بتحاول تتماسك لأن الكابوس لسة مسيطر عليها .. ايديها بتترعش وهي بتحط الميكاب بتاعها وعمالة تتخيل لو عملت فعلا الفكرة المجنونة دي ! قامت ونزلت على الشركة عند كريم أول ما شافت علياء وقفت ترحب بيها وملك استغبت نفسها ازاي تخيلت إن ممكن علياء دي تفكر أصلا تساعدها ! دي بتعتبر كريم أخوها الصغير ! لا يمكن أبدا تخونه ! حاولت تبتسم لها ودخلت عند كريم اللي أول ما شافها اتضايق من الميكاب الكتير اللي هي حاطاه وهي حست بضيقه: مالك في ايه ؟ كشرت ليه أول ما شوفتني ؟
كريم بضيق: يعني أنا مش قادر أفهم ليه كمية الميكاب دي ! أنتي نازلة شغل فليه ؟ فهميني ؟ ملك اتخنقت وكان نفسها تقوله لأنها حاليا فاقدة ثقتها في نفسها ومحتاجة تكون جميلة أو تحس إنها جميلة يمكن تقدر تسترد شوية من ثقتها .. بصتله بانتباه: ممكن تبطل تعلق على شكلي ولبسي شوية ! أنا تعبت كريم باستغراب: أنتي اللي تعبتي ؟ طيب وأنا !
ملك وقفت بتوتر: أنت مالك أنت ! دى أنا وده شكلي وده لبسي ! أنا حرة كريم نفخ بضيق ويأس: حرة ازاي ! أنتي مش هتتجوزي راجل مسئول عنك ! وهتشيلي اسمه ! ملك فجأة لفت ناحيته من المكتب وقربت منه ومسكت ايده بترجي: أرجوك يا كريم ممكن ما نتخانقش النهاردة ؟ أرجوك لو بتحبني بلاش النهاردة خليني النهاردة أحس إني حبيبتك وخطيبتك وبس.
كريم استغرب ضعفها ده وحسه جدا وابتسم: من غير ما تترجي يا ملك أنتي خطيبتي وشريكتي في المُرة قبل الحلوة وزي ما سبق وقلتلك أنا وأنتي بنكمل بعض أو أي زوجين المفروض بيكملوا بعض .. فأنا معاكي ما تقلقيش ملك ابتسمت ورجعت قعدت مكانها وهي مش مركزة وكريم ماحبش يضغط عليها علشان يفهم مالها ... هيديها وقتها وهيفضل وراها لحد ما تتقبل تغييرها واحدة واحدة ...
شريف فضل يوم كامل مش قادر يتقبل اللي حصل واستغبى نفسه جدا .. قرر إنه يروح يكلم أمل ويحاول يبرر موقفه . راح لعندهم ولسة هيدخل شارعهم كان طه خارج وشافه فوقف بسرعة في وشه ونزل جري من عربيته فتح باب عربية شريف ومسكه من هدومه نزله: أنت جاي هنا ليه ! شريف مسك ايدين طه بيحاول يفكها: عايز أتكلم مع قاطعه طه: لو نطقت اسمها على لسانك هدفنك مكانك فاهم شريف زق ايديه: لازم أبرر موقفي.
طه بزعيق: محدش محتاج لتبريرك يا أخي أما غريبة صحيح ! الشارع ده ما تعتبوش فاهم ولا أفهمك ؟ ودلوقتي اتفضل من هنا وقسما بالله لولا وعدت أبويا ما أمدش ايدي عليك كنت عرفتك مقامك دلوقتي .. غور من هنا زقه على عربيته وفضل واقف لحد ما شريف أخد عربيته ومشي وطه ركب وكمل طريقه وحكى لأبوه اللي حصل عبدالله بص لطه: خير ما عملت . . الصفحة دي بقى عايزين نقفلها من حياتنا .. أمل محتاجة تفوق لنفسها وترجع كليتها .. خليها تكمل الأسبوع ده بس وتسافر بعدها تفوق بقى لدراستها ..
ملك العلاقة بينها وبين كريم اتوترت جدا وبقى الحوار بينهم شبه معدوم .. هو مش عاجبه تصرفاتها وهي مش عاجبها تحكماته .. مؤمن معاه: أنت عارف إن عيد ميلاد ملك النهاردة ! دي عزمت معظم موظفين الشركة .. كريم بصله: عارف والمفروض أجيبلها هدية ومش عارف صراحة أجيبلها ايه ! مؤمن بصله وفضلوا ساكتين شوية وبعدها مؤمن بصله بحماس: ايه رأيك لو تجيبلها فستان !
كريم كشر وبتريقة: فستان ! ده اللي طلع معاك بعد ربع ساعة تفكير ! مؤمن ضحك: لا اصبر بس مش أي فستان .. أقصد هاتلها حاجة تحب تشوفها بيها .. خليها تجرب الاستايل اللي أنت طالبه منها يمكن لما تجرب وتلاقي نفسها لسة بأناقتها تقتنع كريم كشر بيفكر في اقتراح مؤمن ونوعا ما عجبته الفكرة: بس طبعا الفستان لوحده مش كفاية مؤمن بهزار: الحاجة الثانية دي عندك أنت بقى ! أنا اخترت حاجة وأنت اختار حاجة .. أنت أدرى بخطيبتك.
نزلوا مع بعض يختاروا هدية ومؤمن ساعده واختاروا فستان طويل رائع الجمال بكم طويل وسواريه يعني هيأدي معاها الغرض بالظبط .. اشترى عقد الماس وأغلى بمراحل من أي حاجة تانية ... وراح لملك بيتها وهناك قابل مامتها اللي طلعتله برا الجنينة وهو فضل في عربيته وهزرت: ازيك يا كريم أخبارك ايه يا حبيبي ؟ كريم ابتسم: الحمد لله بخير امال ملك فين ! رقية ابتسمت: في الكوافير أكيد يعني ! ها جبت هديتها ! ممكن أشوفها ؟
كريم اتردد وفي الآخر قرر يوريها بس العقد فطلعه وراهولها وعجبها جدا رقية بفرحة: رائع جدا يا كريم .. بس الأفضل لو تخليه معاك وتلبسهولها في الحفلة ولا ايه رأيك ؟ كريم ابتسم بتكلف: اه أكيد بس كنت عايز أشوفها دلوقتي لسبب تاني .. هي في أنهي كوافير ؟ عطته العنوان وهو راحلها واتصل بيها بس برضه موبايلها مقفول وبعد تردد قرر يدخل البيوتي سنتر .. راح للاستقبال قابلته بنت: خير يا فندم حابب تحجز لفرح ولا خطوبة ؟ ولا مناسبه ؟
كريم وقفها: حيلك شوية أنا بس خطيبتي هنا وموبايلها فاصل شحن تقريبا وعايزها ضروري البنت ابتسمت: اسمها ايه يا فندم وأنا هبلغها ! كريم قال اسم ملك والبنت ابتسمت لما عرفتها البنت:ملك هانم من زباينا الدايمين حضرتك ممكن تدخلها جوا عادي كريم برفض: لا معلش ده مكان خاص بالبنات خليني هنا وأنتي بلغيها البنت: على فكرة معظم اللي شغالين جوا رجالة أما لو في بنت محجبة فبيكون ليهم مكان خاص مقفول ..
ملك هانم مش محجبة فممكن تدخلها عادي كريم اتردد بس نوعا ما اتضايق من وجود ملك هنا .. بص للبنت: طيب وريني مكانها فين البنت فتحت باب كبير وهو اتفاجيء بكمية البنات الموجودة واتفاجيء أكتر بالرجالة اللي بتشتغل اللي بيحط ميكاب لواحدة واللي بيسرح لواحدة واللي بيغسل شعر واحدة وبقى واقف عنده ذهول وفاق على البنت بتشاور على ملك بعيد وبص ناحيتها كان في واحد بيعمل شعرها وواقف وراها وقرب عليها بيعمل حركات في شعرها يظهر لملك جماله ونعومته وده كان قمة تحمل كريم فدخل بعنف وملك أول ما شافته ابتسمت: ايه رأيك ! جميل صح ؟
كريم مد ايده مسك ايدها وشدها بعنف وأخدها ومجرجرها وراه والراجل مذهول وخارج وراهم ووقف كريم: في ايه فهمني ! كريم بصله بغضب: في إنك تبعد عن وشي تماما الساعة دي ملك بتحاول تخلص ايدها منه: في ايه يا كريم سيب ايدي أنت بتوجعني ! الراجل: تحبي نطلب الأمن يا ملك هانم يتعاملوا معاه كريم زعق: قليله يطلب الأمن يلا ملك بصت للراجل: لا ده خطيبي شكرا .. ممكن بقى سيادتك تهدأ وتقولي في ايه !
كريم بغضب مكبوت: ممكن نمشي من هنا ملك بغضب: أنا لسة ماخلصتش كريم بصلها بنظرة خوفتها: وأنا بقول هنمشي من هنا ! ملك كانت هتجادل بس نظراته وغضبه خوفوها منه: على الأقل خليني أحاسبهم كريم بص للراجل: حسابك ايه !
الراجل بغيظ: تقريبا ٦٠٠ جنيه حضرتها لسة ماكملتش اللي كانت عايزاه أصلا بعدين الحساب عند الكاشير كريم طلع فلوس وبدون ما يعدها حطها في ايده وبغضب: وديها للكاشير وخلي الباقي علشانك شد ملك وخرج ومانطقش لحد ما ركبوا عربيته ملك زعقت: أسلوبك ده مرفوض وأنا مش جارية عندك تشدني وتجرجرني بالمنظر ده ! وبعدين معايا عربيتي أصلا ..
كريم بنرفزة: بلا عربيتك بلا زفت .. ممكن سيادتك تفهميني أنتي بتعملي ايه هنا ! وايه اللي بيحصل جوا ده ؟ أنا اه عارف إن في رجالة بيشتغلوا في أماكن زي كده لكن عمري أبدا ما تخيلت إن ده اللي بيحصل أنا قلت آخرهم بينظفوا مثلا المكان بعد ما تخلصوا أو أمن مثلا على الباب أو أي حاجة زي كده لكن إنهم هم اللي يشتغلوا بنفسهم فده معرفش وما تخيلتوش ! ملك بغيظ: فيها ايه ؟ أصلا شغل الراجل أفضل بكتير من أي بنت بيكون عنده نظرة مختلفة كريم زعق: عنده نظرة مختلفة لأنه راجل وعارف ايه الحلو اللي في الست اللي بين ايديه وازاي يظهره .. أنتي ازاي قابلة حاجة زي دي أصلا ؟ ملك بحيرة: قابلة ايه ؟ أنت معترض على ايه ؟
كريم حاول يتماسك وأخد كذا نفس يهدئ نفسه وبصلها: أنتي قاعدة بين ايدين راجل بيمسك شعرك ويسرحه ويغسله ويعملك ميكاب ويقرب منك ويلمسك بالشكل ده .. وأعتقد عادي كمان يساعدك في لبس الفستان أو يعدله لو فيه مشكلة ! صح ؟ ملك بصت لبعيد وبغيظ: ده شغله.
كريم زعق: أنا ماليش دعوة بشغله أنا بتكلم عنك أنتى ! المسخرة اللي جوا دي ما تخصنيش اللي يخصني أنتي وبس فبتكلم عنك أنتي وبس .. ازاي تسمحي لراجل يلمسك بالشكل ده ! يمسك شعرك بين ايديه ؟ يغسل شعرك ! يقرب منك ويحطلك ميكاب ! أنا مش فاهم ايه ده ! ملك بتحاول تفهمه: أنت بتبصله كراجل لكن هو ده شغله مش بيكون كراجل بيلمس شعر واحدة زي ما أنت بتفكر فيها كده ! كريم بصلها بعدم تصديق: يعني ايه اللي بتقوليه ده ؟ راجل ولا مش راجل ؟ ملك بهروب: مش بالمعنى ده !
كريم زعق وهي انتفضت: دي مش إجابة .. سؤالي واضح راجل ولا مش راجل ! عنده عينين ولا ماعندوش ؟ بيلمسك ولا لا؟ ملك بصتله بضيق: ده كوافير ! وبعدين ما عندك الدكتور ماهو راجل والواحدة ممكن تروح وتكشف على أي مكان في جسمها ! كريم بنرفزة: أنتي بتشبهي الدكتور بالشيء اللي كان جوا ده ! ملك بنرفزة بتقلده: راجل ولا مش راجل ! ولا الدين بيحلل حاجة ويحرم حاجة !
كريم اتضايق أكتر: راجل بس أولا لو في واحدة ست تقوم بدوره يبقي حتى الدكتور غلط تروحيله .. بس الدكتور اللي بتشبهيه بالأخ اللي جوا ده بيكون حالف قسم وبيكون عنده أخلاق وعارف الحرام والحلال أو ده المفروض على الأقل وبعدين اللي بتروح للدكتور بتكون علشان يعالجها مش علشان تتمرقع عنده يحطلها ميكاب ويعملها شعرها ! ملك بغضب: تتمرقع ؟ كريم بصلها: احمدي ربنا إني بس استخدمت اللفظ ده ملك هزت دماغها برفض: أنا مش قادرة أتحمل أكتر من كده ممكن تروحني أو توديني لعربيتي ؟
كريم ما ردش عليها وهي ما اتكلمتش لحد ما لقت نفسها قدام بيتها وقبل ما تنزل هو اتكلم: مفيش كوافير تاني هتروحيه وده كلام نهائي ملك بصتله بصدمة: ده مش هيحصل لا دلوقتي ولا بعدين ولا في أي وقت كريم بإصرار كمل وكأنه ماسمعهاش أصلا: في كوافيرات للمحجبات ده لو أزمت معاكي أوي في المرواح عندهم أما راجل تاني فانسي الموضوع ده .. اتفضلي دلوقتي ولينا قاعدة تانية مع اللبس والحجاب.
ملك كانت نازلة بس نادى عليها فوقفت بدون ما تلتفت له: اتفضلي بصت ناحيته كان في ايده علبه كبيرة كانت على الكرسي وراه وهي استغربت وبصتله باستفسار فجاوبها: ده فستان كنت جاي أديهولك علشان حفلة الليلة ملك بدون ما تنطق أخدته ودخلت وهو مشي مخنوق جدا .. ملك دخلت بيتها على آخرها متنرفزة ومامتها شافتها: في ايه ! كريم جالك هنا قابلتيه ؟ ملك بغضب: اتنيلت خالد اتنهد: ليه بس كده ؟
ملك بنرفزة حكتلهم كل اللي عمله وهي على آخرها وفي قمة غضبها خالد بهدوء: راجل بيغير عليكي المفروض تفرحي وتسمعي كلامه.
رقية بصت لجوزها بضيق: لا طبعا ما تسمعش كلامه .. بت أنتي الجوازة دي كلها مالهاش لازمة اه هو أخلاق وعلى عيني وعلى راسي بس هيخنقك واهو من دلوقتي وبدأ يخنقك .. ما تخرجيش، ما تلبسيش، ما تصاحبيش، ما تروحيش الكوافير، ما تنزليش الشغل، ما تضحكيش، ما تتكلميش، وكتير أوي وبعدها البسي النقاب مش عايز حد غيري يشوفك،، ما تخلفيلي كام عيل العيال عزوة.. وطلبات مش هتنتهي وزهرة شبابك هتتدمر وهتلاقي نفسك زي شلبية بياعة الخضار وأنتي بتجري وراكي خمس أو ست عيال .. وكله بالدين وبالحلال والحرام .. اسمعي مني هتتخنقي ومش هتستحملي دلوقتي خطوبة واتفركشت أحسن ما تتحسب عليكي جوازة ولا تخلفي عيل وتيجي تطلقي.
خالد وقفها: ما كفاية بقى يا رقية .. كل اللي أمك بتقوله ده غلط .. عمر ما الالتزام والراجل الملتزم كان خنقة .. هو اه بيغير على أهل بيته بس غيرة محببة ومنطقية مش الخنقة دي .. رقية زعقت: اهو منعها تروح كوافير خالد: قال تروح محجبات منعها من الرجالة فقط وده حقه وده الصح رقية بتعب: بت أنا مش حمل مناهدة مع أبوكي أنتي حرة .. المهم ايه العلبة دي ! فستان الحفلة ؟ ملك افتكرتها: دي كريم جابها بيقول فستان الحفلة رقية بفضول: افتحيها ورينا ذوقه.
ملك فتحتها وكان فيها فستان أخضر تفاحي رائع طويل وبكم طويل وبغض النظر عن شياكته إلا إن رقية مسكته بتريقة: اهى دي البداية وتقولي مش هيخنقها واهو فستان هيتجر وراها وبكم طويل وبكرة هيلبسك الحجاب وهتقولي ماما قالت خالد وقف قدام ملك: الفستان رائع يا ملك وفي قمة الجمال، البسيه النهاردة.
رقية بتحذير: اوعي .. لو لبستيه النهاردة يبقي أنتي موافقة تكوني بين ايديه وتسمعي كلامه وهيمشي معاكي على الأساس ده لازم ترفضي .. لازم توريه إن أنتي اللي مسيطرة .. خليه يشيل من دماغه فكرة الحجاب ( تراجعت ) إلا لو عايزة تلبسيه فعلا ! ملك طلعت لأوضتها في قمة حيرتها .. قامت جربت الفستان وللأسف عجبها جدا وكان رائع عليها .. أمها دخلت عليها وابتسمت: ذكي كريم ده .. جايب فستان رائع علشان يجر رجلك وبعد ما تلبسيه هيجيبلك طقم تاني شيك برضه ومرة ورا مرة وبعدها هيحط على راسك طرحة ومن غير ما تحسي هتلاقيكي ماشيه ورا كلام سي السيد بتنفذيه بالحرف.
رقية قربت منها وضمتها: حبيبتي أنا مش ضد الحجاب ولا الالتزام بس الحاجات دي لازم تكون نابعة من جواكي ومن اختيارك أنتي مش نظام إجبار أبدا .. بلاش تخلي جوزك هو الآمر والناهي في علاقتكم .. بلاش تخليه يتعود من أولها يكون سي السيد لازم يكون ليكي رأي ولازم تعرفي امتى وازاي تقولي لا وما تجيش على نفسك ملك أنا خايفة عليكي لأني عارفاكي كويس .. صدقيني كريم مش هيعرف يسعدك أبدا هو مش زينا .. هسيبك ترتاحي شوية قبل الحفلة ..
كريم روح بيته كان مؤمن منتظره متحمس وأول ما شافه: ها عجبها الفستان صح ! كريم بإحباط: معرفش مؤمن كشر: ايه ما تعرفش مش اديتهولها! كريم بتعب: أيوة اديتهولها بس بعدها مشيت معرفش رأيها فيه ايه ! مؤمن باستغراب: طيب ليه ما استنيتش تعرف رأيها ! اوعى تكونوا اتخانقتوا ! لا بجد أنا تعبتلكم ! كريم حكاله اللي حصل ومؤمن باستغراب: تخيل برضه أنا كنت فاكر زيك كده إنهم بس عمال نظافة أو بتوع أمن مش أكتر.
كريم اتنهد: المنظر والله يا مؤمن يحزن كمية عري واختلاط لا تتخيلها .. راجل بيغسل لواحدة شعرها ! ولا مقرب من وشها بيعملها الميكاب ولا اللي بيساعد واحدة بتلبس .. حاجة كده غريبة .. تحسهم مش رجالة أصلا .. حتى لما بيتكلموا تحسهم ما فيهمش خشونة الراجل فعلا .. تحس ست بتكلمك مؤمن ضحك: الستات بتبهت عليهم .. يعني شغال طول النهار مع بنات وبيسمعهم وبيسمع حواراتهم كلها فطبيعي بعد فترة تلاقيه بيتكلم زيهم كريم: ربنا يهديهم جميعا.
مؤمن بعد ما سكت فترة بص لكريم بفضول: لو ما لبستش الفستان هتعمل ايه ! كريم بهدوء: بنسبة ٩٥٪ أصلا مش هتلبسه عندا فيا أو علشان توريني إنها مش هتسمع كلامي وإني ما أحطش أمل كبير إنها تتحجب أصلا مؤمن بحيرة: برضه هتعمل ايه ساعتها ! كريم من جواه عارف ايه هي النهاية بس لسة مش عايز يصرح بيها دلوقتي يمكن يكون في أمل فبلاش هو يهده ! كريم بص لمؤمن: ليقض الله أمرا كان مفعولا .. بالليل ناهد دخلت عند كريم اللي كان بيجهز وساعدته: حبيبي جبت هدية لخطيبتك ؟
كريم بابتسامة: اه يا قلبي جبتلها طلع العقد وراهولها وعجبها جدا وفضلت تدعيله ربنا يسعده ويقدمله اللي فيه الخير له ... اتحركوا كلهم على مكان الحفلة ونزل حسن وناهد ومؤمن فضل مع كريم لحد ما يركن عربيته .. دخلوا الحفلة الصاخبة نوعا ما مؤمن بعينين تايهة: ياتري عمتو فين هي وعمو حسن ؟
بص لكريم اللي عينيه كانت ثابتة في مكان وهو تابع نظراته وهناك شاف ملك بفستان قصير وعريان من فوق ونوعا ما حس إن نهايتهم قربت جدا .. ملك تعمدت تلبس الفستان ده علشان تفهم كريم إن دي طبيعتها وهي مش هتتغير .. كانت منتظرة وجود كريم بفارغ الصبر وعايزاه يجي بسرعة وتشوف رد فعله ! هل ممكن ينفعل عليها قدام الناس ! هل هيسكت ! هل هيتقبلها بالشكل ده ! مابقتش عارفة تخمن رد فعله ايه ! هي عايزة تحطه امام أمر واقع وبتبرر لنفسها إن مهما يحصل هيفضلوا مع بعض.
لمحته داخل عملت نفسها مشغولة بأصحابها كوكي قربت منها وهمست: كريم وصل هتعملي ايه ؟ ملك بابتسامة مصطنعة: ولا حاجة هشوفه هو هيعمل ايه ؟ كوكي باستغراب: ولو جه وجرجرك من شعرك !
ملك بصتلها بخوف نوعا ما بس حاولت تطمن نفسها: لا ... لا يا بت ما يعملهاش.. هو مش همجي أصلا .. بعدين منظره وسمعته قدام الناس كوكي بتريقة: امال مين اللي جرجرك برا الكوافير النهاردة ! ولا بيتهيألي ! ملك بتفكير: ده مختلف .. الكوافير ماكانش في حد يعرفنا لكن هنا عملائنا وموظفينا وأهله وأهلي لا لا .. لا يمكن يعملها لا .. كريم بص لمؤمن: تعال نقعد في أي مكان شوية ونمشي مؤمن باستغراب: مش هتروح تسلم عليها على الأقل !
كريم بصله: هتصدق لو قلتلك ماليش نفس أصلا .. هنقعد شوية ونمشي راحوا ناحية عيلته وناهد استغربت وجود كريم: حبيبي مش هتروح لخطيبتك ! كريم بصلها بزعل هي حسته: ما تشغليش بالك يا أمي ! هروح بس مش دلوقتي هي وسط أصحابها ناهد فهمت ابنها وعرفت إنه متضايق من لبس ملك العريان فبصتله: طيب ليه يا كريم ما تختارش معاها لبسها يمكن مش عارفة تختار مثلا أو مش عارفه إنها ممكن تلاقي هدوم شيك ومحترمة عن كده !
كريم ضحك بتريقة: أنا عملت كده وجيبتلها فستان الحفلة بس الظاهر إنها بتوريني إنها كده ومش هتتغير وإن كان عاجب ناهد هترد بس حسن اتدخل: أجلوا الحوار ده للبيت لأن أبوها وأمها جايين أهم رقية وخالد جم قعدوا معاهم ورحبوا بيهم جدا ناهد بصت لرقية بهدوء: هي ليه يا رقية ملك ما لبستش الفستان اللي جابه كريم ليها ماعجبهاش ولا ايه ! رقية بصتلها بغيظ: لا طبعا عجبها بس مش ستايلها .. بعدين طويل أوي وخنقة وماقدرتش تتحرك فيه .. هي مش متعودة على النوعية دي من الفساتين وما أعتقدش هتتعود.
ناهد باستغراب: ليه ما تتعودش ! وبعدين عاجبك كريم قاطع والدته ومسك ايدها وضغط عليها يسكتها: زي ما بابا قال مش وقته الكلام ده .. ملك حرة في ستايل لبسها أكيد طبعا .. وحرة في كل تصرفاتها رقيه ابتسمت وافتكرت إنها كده وصلت رسالتها وكريم هيقتنع ويسلم بالأمر الواقع: أيوة فعلا حرة وكل طرف مطلوب منه يقبل الطرف الثاني زي ماهو بدون تعديل خالد اتدخل: الحياة مشاركة مش كل واحد حر .. ما ينفعش إن كل طرف يبقى حر وإلا انعدمت المشاركة وبناء عليه هتنعدم الحياة أصلا بين الطرفين حسن حس إن الوضع هيتأزم: أنا مازلت مصر إن ده مش وقت النقاش ده أصلا ولا مكانه .. فين التورتة يا عم خالد ولا ايه النظام !
خالد ابتسم: هشوفها وصلت فين طيب رقية شاورت لبنتها تيجي وقربت منهم سلمت على ناهد ومؤمن وكريم بصت ناحيته وابتسمت:أهلا كريم كريم بدون ما يبتسم رد باقتضاب: أهلا قعدت جنبه انتظرت هجومه أو خناقه بس كان ساكت تماما بشكل غريب حاولت تفهم بيفكر في ايه أو ناوي على ايه بس معرفتش فبصتله: ساكت ليه كده ! ما تتكلم كريم بدون ما يلتفت لها: ماعنديش كلام أقوله ملك باستغراب: أنت عمرك ما غلبت في الكلام فازاي بقى ماعندكش كلام كريم بصلها وهز أكتافه: ماعنديش.
ملك بغيظ: قلي أي حاجة ! قد ايه الحفلة حلوة ! قلي كل سنة وأنتي طيبة ! قلي قد ايه أنا جميلة قلي فستانك رائع ! قلي أي حاجة كريم بصلها وابتسم بطريقة مستفزة واضح إنها مصطنعة أوي: الحفلة جميلة وكل سنة وأنتي طيبة دول عندك حق فيهم وقلتهم أما بقى قد ايه أنتي جميلة فده بقى حق مشروع للكل وأكيد الكل قام معاكي بالواجب وزيادة والكل قالك الجملة دي فأنتي مش منتظراها مني لأن مابقالهاش قيمة بالنسبة ليا.. أما فستانك فصراحة مش شايفه أصلا فستان يعني هو أقرب لقميص النوم من فستان بس برضه أنا ايه اللي فهمني أنتي حابة كل راجل يتغزل في جمالك شوية وكل واحد يبص لحتة من جسمك شوية فقومي كملي رقصك مع أصحابك واعرضي في جسمك أكتر وأكتر واتمايلي أكتر وأكتر ولمي الرجالة حواليكي أكتر وأكتر .. أنا بعيد هنا هتفرج من بعيد.
ملك مصدومة من كلامه ومش عارفة ترد عليه وهو باصص لقدامه: قلتلك ماعنديش كلام أقوله بس أنتي أصريتي تسمعي .. قومي لأصحابك بيشاورولك قومي ده عيد ميلادك ودي حفلتك ملك بتتنفس بالعافية ونفسها لو تنفجر فيه وفي بروده بالشكل ده .. يعني قاعد في منتهى الهدوء بعد ما خلاها هي كتلة من النار والغيظ قامت من جنبه بعنف وراحت وقفت مع كوكي وممدوح اللي ابتسم: شكله طرقعلك .. أنا مش عارف أنتي ايه اللي جابرك ! بعدين اديتك الأقراص روحتي رميتيها .. ده أنا لو مكانك كنت حطتله دلوقتي قرص وخليته يقوم يرقص سامبا.
ملك بغيظ: اسكت أنت .. أنا مش هعمل الهبل ده كوكي: أنتي غلطانة أصلا كنتي لبستي الفستان بتاعه .. الفستان أصلا شيك جدا وأحلى من ده .. ليه تعاندي بالشكل ده ! عارفة أنا لو مكانك كنت قلتله أمين .. كنت قلتله أنت تشاور وأنا أنفذ مش أعاند ممدوح زقها: بطلي يا بت هبل .. ماله فستانها ماهي ملكة جمال اهيه .. هاتيلي واحدة أجمل منها في الحفلة كلها ! ليه تداري جمالها ! ملك بصت لممدوح: كريم بيقول فستاني وحش ويشبه قميص النوم.
ممدوح ضحك: ده علشان هو جاهل فكك منه قرب عليهم سليم صاحبهم اللي صقفوا أول ما شافوه كلهم وسلم عليهم ووقف قدام ملك مبهور: صاحبة الجمال كله .. أنتي بتحلوي ولا بيتهيألي ! كل مرة بشوفك أحلى وأحلى .. كل سنة وأنتي طيبة يا أجمل وردة في العالم كله باس ايدها واداها وردة وعلبة صغيرة فتحت العلبة وبصتله كان فيها سلسلة صغيرة على الرقبة فيها وردة جميلة جدا وأوراق الوردة فيها حبات من الالماس بصتله بذهول: روعة يا سليم.
سليم ابتسم: للأسف مالقتش أي حاجة تليق بملكة الجمال فى العالم بس عجبتني الوردة دي وقلت فيها شبه منك شوية ملك ابتسمت وبصتله أوي: متشكرة أوي يا سليم .. هديتك تجنن سليم مسك السلسلة طلعها من العلبة وابتسم لملك: تسمحيلي أنول الشرف ده ملك ضحكت ورفعت شعرها وهو لبسها السلسلة وايديه على رقبتها بتعدل السلسلة ببطء وتمهل كريم ومؤمن متابعين وفي نفس الوقت خالد وحسن وناهد خالد بص لكريم وعرف إن دي نهاية الخطوبة من نظرات كريم اللي ساكت تماما كريم بص لمؤمن: أنا ماشي .. هتقعد أنت ؟
مؤمن وقف بسرعة معاه: هقعد أعمل ايه ! يلا بينا كريم بص لمؤمن: اديني لحظة هدي العلبة دي لأبو ملك وأستأذنه وأنت اسبقني على العربية بعد دقايق كريم راح ناحية خالد: عمي اعذرني بس أنا ورايا مشوار مهم .. كل سنة وبنت حضرتك طيبة وعقبال ١٠٠ سنة عطاه علبة فخالد استغرب: ايه دي ؟ كريم ابتسم: هدية ملك هي مشغولة وسط أصحابها فحضرتك اديهالها بعدين .. ( بص لأبوه ) هبعتلكم السواق حسن هز دماغه بتفهم: ماشي خالد وقفه: كريم استني.
كريم بصله: حضرتك عارف إن مالوش لازمة الكلام أو على الأقل مش معايا بعد اذنك كريم أخد مؤمن واتحركوا وملك استغربت لما شافته ماشي فاعتذرت من أصحابها وراحت وراه بس كان ركب عربيته هو ومؤمن وشاورتله ووقفت قصاده بس داس بنزين وهي مصرة تقف في وش العربية علشان يقف مؤمن جنبه زعق: بالراحة يا كريم .. استنى طيب ! يا كريم هتدوسها كريم بهدوء: هتبعد ما تخافش.
كريم ما هداش العربية وهي خافت فبعدت عن طريقه فكريم ابتسم وبص لمؤمن: قلتلك هتبعد مؤمن بضيق: ولنفترض ما بعدتش ! كريم: مش هتضيع نفسها هي وبعدين وراها حفلة جوا وأصحاب منتظرين أنا فاهم ملك أكتر منك وعارف شخصيتها مؤمن هز دماغه: برضه ماكانش المفروض تمشي بسرعة كده أو تخاطر بالشكل ده .. المهم أنا جعان عشيني كريم بصله باستغراب: أعشيك !
مؤمن بتريقة: مش مشيتنا من الحفلة وكان فيها تورتة وعشا ! يبقى تعوضني كريم بذهول: والله ألف وأرجعك مؤمن: والله جعان فعلا يا كريم .. كريم فضل سايق ووقف قدام مطعم كبير وبص لمؤمن: ينفع ده ؟
مؤمن ضحك: والله أنت بتفهم يا ابن عمتي .. كلك نظر يا حبيب قلبي يلا الواحد ما ياخدش أي قرار ومعدته فاضية بتلاقيها عماله تزن عليك ومنرفزاك عارف لما تدبها كريم: ايه اللي هيحصل بقى لما أدبها ! مؤمن بهزار: الأكل هيكبس على أنفاسك تنام طبعا أكيد مش هتفكر يعني كريم ضحك غصب عنه ونزل معاه يتعشوا مع بعض...
في الحفلة خالد اتضايق من تصرف بنته وراح شدها ودخل بيها لجوا الفيلا ملك بنرفزة: ايه في ايه ! هو كل واحد بقى يشدني بالمنظر ده من وسط الناس ! ولا هتبقى عادة ! خالد بضيق: ممكن أعرف ايه اللي سيادتك عملتيه ده ! ملك وكأنها مش فاهمة: عملت ايه ! خالد زعق: ما تستعبطيش يا ملك أنتي فاهمة كويس أنا بتكلم عن ايه وعن مين ملك بغضب: أعمله ايه ! مش هو اللي اتنرفز ومشي !
خالد مسكها من دراعها: مش سيادتك اللي روحتي لزمايلك وطنشتيه ! وبعدين عيب اللي بتعمليه ده ! المفروض خطيبك وأهله موجودين سيادتك تسيبي الدنيا كلها وتستقبليهم وترحبي بيهم وتقعدي جنبه لكن اللي عملتيه لا أدب ولا أخلاق ولا ذوق ملك مصدومة من لهجة أبوها اللي أول مرة يتكلم بيها: أنت كل اللي همك زعله هو ! وانا أتفلق ! مش أنا بنتك ولا ايه ! المفروض تهتم بيا أنا وبزعلي أنا ! هو اتخانق معايا والمفروض كان جه صالحني بما إن ده عيد ميلادي .. لكن هو طنش وقعد مكانه وحط رجل على رجل ومطلوب مني أنا أروح أبوس ايديه صح ! ده اللي حضرتك كنت عايزه مني !
خالد بيأس: يا بنتي أنا عايز الخير ليكي وكريم خير ما تضيعهوش ملك بذهول: أنت ايه حكايتك مع كريم ! ليه متمسك بيه بالشكل ده ! ليه مهتم بزعله أوي كده ! خالد بزهق: علشان بحبك أنتي عايز أحسن راجل في الدنيا ليكي ملك زعقت: وكريم هو أحسن راجل ! في غيره كتير !
خالد هز دماغه بيأس: حواليكي مفيش .. اللي حواليكي دول ما يسووش يا ملك ! أنا فرحت جدا لما ارتبطتي بيه وقلت بنتي اختارت إنسان صح وقلت هو هيحافظ عليها ويحميها واطمنت عليكي لكن أنتي بتضيعيه منك وبتمشي ورا كلام مامتك اللي هتغرقك وللأسف هتفوقي بس بعد فوات الأوان .. فوقي دلوقتي من غير خساير.
ملك بإصرار: بابا لو أنت خايف على شراكتك مع أونكل حسن أنا ممكن قاطعها خالد: شراكتي بحسن عمرها ما هتتأثر ولو اتأثرت في داهية أنا كل اللي يهمني أنتي ومستقبلك .. افهمي ملك بإصرار: أصحابي منتظريني برا وأنا مش عايزة أتأخر عليهم بعد اذنك يا بابا .. أبوها مسكها من دراعها وقفها تاني واداها العلبة فبصتله باستغراب: ايه دي !
خالد بضيق: كريم سابها وطلب مني أديهالك بمناسبة عيد ميلادك ملك ابتسمت بس كشرت على طول: يعني سيادته ماقدرش يديهالي بنفسه خالد بتريقة: لو اديتيه فرصة كان اداهالك بنفسه ملك فتحت العلبة وهنا ابتسامتها اتحولت لذهول تام وعينيها وسعت جدا لدرجة أبوها اتوتر: في ايه يا ملك !
رواية العاصفة للكاتبة المتميزة الشيماء محمد الفصل الخامس عشر
خالد شاف معاها العلبة واتفاجيء زيها بدبلة كريم اللي في وسط العقد خالد بأسف: اهو ده اللي كنت خايف منه ؛ إن صبره ينفذ ملك دموعها جمدت في عينيها ما تخيلتش أبدا إن ده هيكون رد فعله .. رقية دخلت تشوف مالهم واتأخروا ليه ودخلت تزعق فيهم بس لاحظت صدمة ملك وقربت منها وشافت دبلة كريم فاتنهدت: ياااا أخيرا .. هم وانزاح يروح هو يجى عشرة أحسن منه.
خالد بيأس: حرام عليكي بقى رقية زعقت: وأنا مالى أنا ! انا اللى قلتله اخنقها وافضل اتنك عليها وسيبها بعدها .. اللي بيحب حد بيحبه زي ماهو .. لكن هي علشان وقفت في وشه فما تلزموش ! يغور في داهية ملك بصدمة: بس انا بحبه يا ماما رقية بتريقة: بتحبيه اطلعي يا حبيبتي اغسلي وشك وغيري هدومك والبسي زى مامته وروحي عنده وهو هيرجعلك الموضوع سهل .. انزلي تحت رجله وهو هيرجع يلا روحي مستنية ايه !
ملك بصتلها بدموع ووجع:أنا بحب حريتي وبحب نفسي كده رقية مسكتها من دراعها: يا تحبي نفسك يا تحبى كريم لأن الاتنين مش هيتقابلوا مع بعض .. كريم عايز خيمة وبنت تقول سى السيد مش عايز واحدة لها شخصية مستقلة أبدا .. عايز واحدة ما تتناقش معاه .. عايز واحدة يحطها في البيت. تنظف وتطبخ وتجهز الأكل لسيادته أما يرجع من شغله .. عايز نسخة من مامته .. اديكى شايفاها عايزة ده روحي وقليله أمين وهيرجعك له وهيتنازل ويتجوزك.
ملك مسحت دموعها وبصتلهم: أنا طالعة لأصحابى بعد اذنكم خرجت وقفت شوية وهي بتفكر في كلام أبوها وبصت لقت مامتها وراها: حبيبتي ما تسمعيش كلام باباكي هو عايز يعمل معاكى اللي معرفش يعمله معايا.. عايز كلامه يمشى ويكون نظام الراجل والست عبدة .. والنظام ده خلاص كان موضة وانتهت دلوقتي احنا في عصر المساواة .. ليه الست تلبس وتتكلفت وتتغطى والرجالة تدور تلف براحتها .. زي ما بيدوا لنفسهم الحرية يسيبونا احنا كمان براحتنا .. الراجل اللي يخنقك مالوش لازمة في حياتك لو بيحبك هيقبلك زي ما أنتى لو ما بيحبكيش غير بشروط يبقى مايلزمكيش أصلا .. يلا شوفي أصحابك هيتجننوا عليكى وما تفكريش في أى حد تانى ..
أخدتها وخرجت بيها وراحت تكمل رقصها مع أصحابها وبتحاول ما تفكرش في اللي حصل نهائي دلوقتي على الأقل بعد الحفلة هتقعد وتكلمه وتشوف وتحاول توصل معاه لمنطقة وسط يتقابلوا فيها ..
مؤمن وكريم قعدوا في المطعم ومنتظرين العشا ومؤمن لمح فجأة ايد كريم فاضية مافيهاش الدبلة فبصله بذهول: فين دبلتك ! كريم بتلقائية مسك مكان الدبلة الفاضي وافتكر لما قال لمؤمن يسبقه للعربية وهو طلع العلبة وفتحها وبصلها كتير وبص لملك اللي سليم معاها بتضحك وياه وبعدها قلع دبلته بهدوء وحطها وسط العلبة فاق علي صوت مؤمن: ايه دبلتك فين ؟
كريم بهدوء: قلعتها مؤمن باستغراب: قلعتها في جيبك يعني ! كريم بصله واتعدل في قعدته: قلعتها ورجعتها لملك مؤمن مش مصدق: امتى ! ده أنا معاك طول الوقت ! كريم ابتسم لحيرة مؤمن: حطيتهالها في العلبة مع العقد.
مؤمن ملامحه كلها استغراب ودهشة: يا جبروتك يا أخي يعني تديها عقد غالي جدا ومعاه تحطلها دبلتها.. عامل زي اللي بيدس السم في العسل كريم اتنهد بتعب: اقفل الموضوع ده يا مؤمن بالله عليك .. مش عايز أفكر فيه دلوقتى مؤمن اتراجع: حاضر هقفله بس مش ظريفة الحركة دي منك يا كريم .. عايز تفسخ الخطوبة افسخها بس بشكل لائق مش بالطريقة دي ..
كريم بصله: هنتكلم أكيد بس ماقدرتش أفضل لابسها لحظة زيادة بعد اللي حصل النهاردة .. لا هي هتتغير ولا أنا هتقبلها كده يبقى كله تحصيل حاصل يبقي على رأى المثل ( وقوع البلاء ولا انتظاره ) نادي يا عم على الجرسون مش كنت ميت من الجوع ! مؤمن شاور للجرسون يجيلهم وهو مذهول ومستغرب رد فعل كريم أيوة هو منطقى بس استغرب طريقته في فسخ الخطوبة ... ناهد طلبت من جوزها يروحوا حسن: طيب كريم مشى هنمشى احنا كمان ! مش هتبقى وحشة !
ناهد بضيق: هتبقى وحشة في حقنا أوي لو قعدنا أكتر من كده يا حسن .. هو حد معبرنا وكمان ملك وبترقص بمياعة مع أصحابها وكريم ابنك ومشي وأعتقد إن كده جابوا آخرهم ! أنت خالد صاحبك وشريكك اعتذر منه لكن أنا عايزة أمشى والسواق كلمته ووصل برا .. لو عايز تفضل خليك وأنا همشى حسن بضيق: لا يلا نمشى مع بعض هستأذن خالد وأرجعلك حسن راح لخالد ورقية جت جنب ناهد: هو كريم ليه استعجل ومشي يا نونا مش كان قعد شوية.
ناهد بضيق: يقعد ليه وبنتك ما شاء الله مش سايبة راجل ما رقصتش معاه ! كفاية عليها اللي حواليها رقية بغرور: أصحابها يا قلبي وبيحبوها ما ينفعش تكسفهم .. كلهم بيحبوها وهيموتوا عليها ناهد بتريقة: لا بعد الشر عليهم من الموت .. ما تقلقيش بنتك هتقوم بالواجب معاهم كلهم وهتراضيهم واحد واحد قامت وقفت لما شافت حسن جاى ناحيتها وبصت لرقية: وصيها بقى يا قلبى ترقص بذمة وضمير خليهم يحبوها أكتر وأكتر بعد اذنك يا قلبى.
رقية اتضايقت وحاولت تبتسم بس معرفتش وناهد مشيت مع جوزها هي كمان متضايقة وبعد ما ركبت العربية بصت لجوزها: لو كريم ما نهاش الخطوبة دي قاطعها حسن: براحة يا ناهد ولو سمحتي ما تدخليش بينهم كريم مش صغير ومهما كان القرار اللي هياخده ادعميه فيه هو عاقل ناهد بضيق: هو عايز يصلح حالها ومش واخد باله إنها خلاص خرجت من دايرة الإصلاح أصلا حسن بصلها: مفيش حد في العالم كله برا دايرة الإصلاح يا ناهد هو أنا اللى هقولك الكلام ده !
ناهد بنرفزة: لا فى .. فى ناس مهما تحاول تنضفهم ما بينضفوش وبيعجبهم الوحل اللي غرقانين فيه .. وبيستغربوك أصلا أنت ازاى نضيف ولو حاولت تنضفهم أكتر هيشدوك ويغرقوك معاهم .. حسن مسك ايدها: خلاص اهدي أتتى بس وسيبي كريم ياخد قراره بنفسه .. بقولك تعالى نتعشى أنا وأنتى برا فى أى مكان ناهد بضيق: لا أنا متضايقة دلوقتي حسن حط ايده حواليها ضمها: وأنا جعان جدا .. عم صبحي ودينا لأى مكان نتعشى فيه عم صبحي ابتسم: حاضر يا باشا.
أخدهم عند نفس المطعم اللي كريم ومؤمن فيه لأنهم متعودين دايما يروحوه وبعد ما دخلوا حسن ضحك: ابنك هناك اهو هو وابن أخوكي .. شوفتى بقى إنك أنتي بس اللي حارقة دمك وهو ولا على باله وبيتعشى اهو ناهد ابتسمت واطمنت لما شافت كريم مع مؤمن وبصت لجوزها: ده مؤمن اللي جابه هنا علشان ما يفكرش ويزعل .. كويس إنه جابه راحوا قعدوا معاهم وقعدوا يتعشوا مع بعض وفجأة ناهد: كريم دبلتك فين !
حسن انتبه هو كمان وبصله ومنتظر الإجابة كريم بهدوء بصلهم: اديتها لصاحبتها ناهد فرحت: براڤو عليك حسن بصلها: ناهد قلتلك ايه ! ناهد بضيق: لا اسكت بعد اللي حصل النهاردة والمياعة وقلة الأدب دي كان لازم يعمل كده ولو ماعملش كده ماكانش يبقى ابني ولا أعرفه .. ما شوفتش يا حسن فستانها ! ولا رقصها ! ولا الواد اللي لبسها السلسلة لا يا حسن دي قلة أدب ..
حسن بهدوء: ماشى معاكي بس برضه كان صبر شوية ناهد زعقت: يصبر ليه ! علشان تهينه أكتر من كده ! كل تصرفاتها دي إهانة له هو ولرجولته .. تتحمل أنت الإهانة دي ! راجل يجي يلبس مراتك سلسلة في رقبتها ويلمسها بالشكل ده حسن بتبرير: الجيل ده مختلف عننا مؤمن اتدخل: لا يا عمي احنا مش مختلفين بعدين الصح واحد في أى مكان وأى زمان.
كريم بصلهم كلهم: بابا الموضوع انتهى خلاص .. أنا بقالي فترة أصلا واخد القرار ده لكن كنت صابر زى ما أنت ما بتقول بس خلاص جبت آخر صبري وتصرفاتها مابقتش قادر أتحملها أكتر من كده لا أخلاقي ولا تربيتي ولا قيمي ولا مبادئي تسمح بتصرفاتها .. احنا الاتنين مختلفين تماما عن بعض ومش عارفين نتقابل في نقطة واحدة .. فخلاص كل واحد يمشي في الطريق اللي يعجبه بس طرقنا مش هتتقابل .. ها ممكن نتعشي بقي بنفس ولا هنقضيها رغي ناهد مسكت ايده بحب: نتعشي طبعا
أمل قاعدة في أوضتها وأبوها دخل عليها فاتعدلت عبدالله قعد جنبها: عاملة ايه يا حبيبتي دلوقتي ؟ أمل ابتسمت: أنا كويسة الحمد لله يا بابا .. بخير عبدالله: يستاهل الحمد يا حبيبتي المهم بكرا إن شاء الله أخوكي هيسافر معاكي يوصلك كليتك أمل بضيق: خليني شوية كمان.
عبدالله بحزم لكن فيه حنية: لا كفاية أوي كده .. كليتك ودراستك حاليا أهم من أى حاجة تانية .. ارمي كله ورا ظهرك وركزي بقى الشهرين اللي فاضلين دول خليكي تخلصيهم على خير اللي فات فات يا أمل .. اللي جاي أهم لازم نركز فيه وما نضيعهوش .. ركزي في المهم يا أمل أمل بضيق: بابا خليني شوية.
عبدالله نفسه يقولها تفضل في حضنه العمر كله مش بس شوية لكن حاول يكون حازم معاها: بكرا هترجعي لكليتك يا أمل وكفاية كده .. الترم الأول لما نتيجته ظهرت فضلتي تعيطي طيب الترم ده ناوية على ايه فيه ! على الأقل يعني حافظي على تقديرك .. قام وسابها وخرج وهى قامت تجهز شنطتها وحاجتها سميرة برا بهمس لجوزها: خليها شوية مستعجل على سفرها ليه !
عبدالله بخوف: كليتها يا سميرة اتأخرت أوي وأكيد فاتتها محاضرات كتيرة أوي .. مستقبلها وكليتها اللي هينفعوها مش قعدتها جنبنا تندب حظها .. هناك وسط أصحابها هتنسى شريف وتنسى اللي حصل ومش هيكون عندها وقت للتفكير .. لكن هنا عاجباكي قعدتها كده ! ايدها على خدها ومسهمة وسرحانة معظم الوقت سميرة أخدت نفس طويل: بس قلبي مش مطاوعني أخليها تبعد عني المرة دى .. عايزاها تفضل في حضني عبدالله حط ايده على كتفها: ولا أنا بس هنعمل ايه ! شهرين يعدوا زي ما يعدوا وربنا يرجعها لحضننا بالسلامة.
ملك طول الحفلة بترقص وسط أصحابها وسليم على طول حواليها بيتغزل فيها وفي جمالها .. خلصت الحفلة والكل روح وسليم مروح بيته وملك طلعت معاه بتوصله وهو قرب منها قبل ما يركب عربيته: ملك ملك بصتله: هممم سليم قرب منها وعينيهم اتقابلوا في نظرة طويلة وهو همس: النهاردة كانت أجمل ليلة في حياتي ملك باستغراب: ليه ! سليم بصلها أوي: بجد مش عارفة ليه !
ملك هزت دماغها لا وهو ضحك نص ضحكة وبص لفوق للسما وكأنه بيكلم نفسه: طيب أقولها ايه دي ! بصلها من تاني وبيتكلم بهمس: علشان أنتي قصاد عيني .. طول عمرنا مع بعض في الكلية .. من ساعة ما شوفتك في الكلية وأنتي لسة داخلة جديد وكنت بتمني أكلمك ملك بهزار: أيوة عملت نفسك مرشد سياحي ليا وقال ايه أنا أكبر منك بسنتين وأعرف كل متر في الكلية.
ضحكوا الاتنين وهو بهزار: اهو أي حجة علشان أعرف أكلمك .. بس ما تخيلتش إنك أول ما تتخرجي تتخطفي بالسرعة دي .. فجأة سمعت إنك مخطوبة ما تتخيليش حالتي كانت ايه! ملك بصتله أوي وكأنها بتحاول تفهم أو مستغربة كلامه: وعلشان كده بعدت عني الشهور اللي فاتت دي ! سليم بص لبعيد بحزن: في حاجات المفروض تتحس ولو ما اتحستش مالهاش لازمة تتقال أصلا ..
ملك بصدمة: طيب ليه ما اتكلمتش ! بلاش ليه دلوقتي بتحاول تقرب ؟ سليم بصلها أوي: أقولك وما تزعليش ؟ ملك: قل لي طبعا سليم بصلها أوي واتكلم بتردد وحذر من رد فعلها: عرفت من ممدوح وكوكي إنك على خلاف مع كريم ملك كشرت: وبعدين !
سليم بخوف: قلت يمكن يكون الزمن هيديني فرصتي بقى .. بصي أنا مش عايز أضغط عليكي كل اللي عايز أقولهولك دلوقتي إنك مش لوحدك وإن في حواليكي كتير أنتي بس فتحي عينيكي .. بصي للي حواليكي .. اليوم أكيد كان متعب ليكي ارتاحي دلوقتي ونبقى نتكلم بعدين ما تقلقيش هتشوفيني كتير الفترة الجاية لأني مش هبعد تاني ..
سابها ومشي وهي فضلت كتير في مكانها بتفكر في كل حياتها اللي فاتت ورجعت لأيام جامعتها وأصحابها وشلتها وسليم اللي على طول كان معاهم مش بيفارقهم على الرغم من إنه أكبر منهم بسنتين .. طلعت لأوضتها فتحت علبه كريم ومسكت العقد .. كان رائع جدا وتخيلت كريم وراها بيلبسها العقد وبيبوسها في رقبتها ابتسمت للتخيل بس بعدها لمحت دبلته ودمعة نزلت منها غصبا عنها ! ليه مش قادر يتقبلها كده ! ليه بيخنقها بالشكل ده .. عمر ما الحجاب واللبس والالتزام حد ممكن يفرضه على حد فليه هو عايز يفرضه عليها !
الصبح لازم تروح وتتكلم معاه وتحط النقط على الحروف .. الصبح قامت بدري ولبست بدلة محترمة نوعا ما وميكاب هادي ونازلة رقية شافتها كانت يدوب مفتحة عينيها:أنتي رايحة على فين كده ! ملك بهدوء: الشركة عند كريم رقية بصتلها كتير من فوق لتحت وبتريقة: أفهم من لبسك ده وشكلك هتروحي تقدمي فروض الولاء والطاعة وتترجيه يرجعلك ؟
خالد نازل على شركته وسمع رقية وتريقتها: ارحمي البنت بقى شوية رقية بغضب: اسكت أنت ملك بصتلهم: أنا مش حمل خلافاتكم أنتوا الاتنين اسكتوا أنتوا الاتنين أنا رايحة أتكلم مع كريم ولا هقدم فروض ولاء ولا طاعة .. أنا هحاول ألاقي أرض وسط نتلاقى فيها .. بعد اذنكم.
سابتهم ونزلت للشركة عند كريم اللي في مكتبه مش مركز في شغله وعينيه على مكان دبلته الفاضي وحس إنه لازم ينهي الموضوع بطريقة صح مش بالشكل ده .. الباب خبط وعلياء السكرتيرة بتاعته قصاده وهو بصلها منتظر تتكلم: م ملك برا كريم أخد نفس طويل: خليها تتفضل من امتى ملك بتوقفيها برا.
علياء بحرج: هى اللي طلبت أستأذن حضرتك الأول كريم ابتسم بمجاملة لعلياء: طيب دخليها يا علياء دخلت ملك وهو وقف لاستقبالها واتقابلت عينيهم في نظرة طويلة أوي .. نظرة صامتة في كلام كتير المفروض يتقال وكلام أكتر المفروض ما يتقالش .. كريم برسمية: اتفضلي يا ملك واقفة كده ليه وبتستأذني قبل دخولك كل ده ليه !
ملك بتريقة: هو مش ده اللي أنت عايزه كريم باستغراب: ايه هو اللي أنا عايزه معلش مش فاهم ! إنك تستأذني قبل ما تدخلي عندي ! ملك بغضب: إنك تحس بالفوقية وإنك مسيطر عليا هديك الإحساس ده كريم هنا عينيه وسعت بذهول تام وأي كلام فكر فيه اتدمر تماما وبصلها مش مصدق اللي هي قالته ورمى نفسه على كرسيه بتهالك: أنا ! ده اللي فهمتيه ! إني عايز أسيطر عليكي !
ملك بغضب زعقت: امال أنت عايز ايه ! أنا بحبك والمفروض إنك عارف ده كويس كنت فاكرة إنك أنت كمان بتحبني ! كريم وقف: أنا فعلا بحبك ملك قصاده: امال بتنهي اللي بينا بالطريقة دي ليه ! أنت حتى ما وقفتش وقلتلي أنت حطيتهالي في هديتك ! أنت قاسي أوي كريم بضيق: اوك سوري على الطريقة نفسها لكن ماقدرتش أتحمل تصرفاتك وأنتي لحد دلوقتي مش فاهماني حاولت بالراحة معاكي أفهمك .. حاولت أوريكي الطريق .. حاولت أخليكي تيجي معايا نفس طريقي لكن أنتي مصرة تمشي من سكة مختلفة.
ملك بضيق: وليه أنا اللي المطلوب مني أمشي سكتك ! ليه أنت ما تجيش طريقي وتمشي معايا فيه! كريم بذهول: لأن طريقك غلط ! طريقك هيضيعنا احنا الاتنين .. أنا لآخر مرة يا ملك هقولهالك أنا مش عايز أسيطر عليكي أنا عايزك مراتي بتاعتى أنا لوحدي مش عايز رجالة تانية يشاركوني فيكي .. مراتي أنا يعني بتاعتي أنا .. مش ملكية عامة يا ملك .. مش هكلمك يا ستي بالحرام والحلال هكلمك بالغيرة ..
أعتقد اللغة دي تفهميها كويس .. بغير عليكي .. بغير من بتاع الكوافير اللي هيعمل شعرك .. بغير من كل راجل في الشارع ولا في الشركة ولا في النادي بيبص لجسمك وبحس إني عايز أتخانق مع كل واحد يبص ناحيتك .. بغير من أصحابك اللي أنتي مش حاطة أى حدود في التعامل معاهم .. بغير على جسمك العريان لكل من هب ودب، وأنا مش هقدر صراحة أعيش بالطريقة دي .. مش هقدر أتحمل أي نظرات إعجاب من أي راجل تاني ولو قمت اتخانقت معاه أقل كلمة هيقولها ما تغطيها طالما غيران عليها وساعتها مش هعرف أنطق حرف لأن عنده حق .. ما أغطيكي الأول ..
ملك بدموع: كلامك حلو يا كريم وحاسة إني عايزة أكون مراتك وعايزة غيرتك دي بس سيبني براحتي .. مش هلبس عريان اوك .. بس مش هقدر ألبس حجاب .. مش هقدر أقاطع أصحابي .. مش هقدر أبطل أروح الكوافير مش هقدر أعمل حاجات كتير فاتنازل شوية وأنا هتنازل شوية ونتقابل في منطقة وسط .. كريم اتنهد بأسف وبصلها: أنتي عارفة أنتي بتطلبي مني ايه يا ملك ! بتطلبي أكون نص راجل .. يعني اتنازل شوية عن رجولتك وخليك نص راجل ما تحبكهاش أوي ملك زعقت: أنت ليه بتفهمها كده ؟
كريم قصادها: لأن هى معناها كده ومالهاش معاني غير كده .. ملك أنا مش بطلب منك تضحية كبيرة أو تتخلي عن حاجة مهمة أنا كل اللي بطلبه منك تكوني مسلمة ملك بصتله: أنا مسلمة كريم بأسف: ماهو مش علشان مكتوب في البطاقة إني مسلم أبقى مسلم ! يعني على الأقل أضعف الإيمان وركزي أضعفه تلبسي حجابك أنا ولا طلبت خمار ولا اتكلمت في شروط حجابك ايه ولا اتكلمت عن صلاة وقيام ليل وصيام تطوع وحج وعمرة أنا بس طلبت تاخدي خطوة واحدة معايا وأنتي رافضاها.
ملك: الإنسان مخير مش مسير وربنا ما بيجبرش حد فأنت ازاي عايز تجبرني كريم ببساطة: أنا مين أنا علشان أجبرك .. أنا بخيرك .. اختاريني أنا يا ملك .. طيب بصي يا ستي اعتبري الدبلة لسة في ايدي وهاخدها منك وهلبسها في ايدي ومستعد نتجوز من الأسبوع الجاي من بكرا لو تحبي.
أو بلاش جواز أنتي كنتي متضايقة من بعدنا عن بعض صح خلينا يا ملك نكتب كتابنا وبكده هيكون من حقنا ومسموح لنا نقرب من بعض ويصبح ليكي حقوق وأنا ليا حقوق .. وأنا حقوقي اللي هطلبها منك بسيطة جدا البسي حجابك وحطي ايدك في ايدي التزمي بدينك يا ملك ويلا من بكرا نكتب الكتاب ها .. هتختاريني أنا ولا تختاري حريتك ! أو هى مش حرية يا ملك دي إهانة ليكي اللي أنتي بتسميها حرية دي أنا شايفها إهانة وقلة كرامة إن البنت ترخص نفسها بالشكل ده !
ملك هزت دماغها: أنا مش برخص نفسي أبدا كريم بأسف: أنتي رخصتي وهنتي نفسك بما فيه الكفاية .. هنتي نفسك لما رخصتي نفسك لكلب مخنث يلمس شعرك ويسرحهولك .. هنتي نفسك بفستانك العريان بتاع امبارح .. هنتي نفسك بجسمك اللي بتتمايلي بيه وتعرضيه لكل راجل .. هنتي نفسك لما تسمحي لواحد غريب يجي يلبسك سلسلة وترفعي شعرك بالشكل ده وايديه تكون حوالين رقبتك .. منتظرة إهانة ايه تاني أكتر من كده ؟
ملك دموعها نزلت وهو سكت شوية: بصي يا ملك الحياة دي لو أنتي شايفاها عادي أنا بالنسبة لي مش عادي فلو أنتي هتقدري تستغني عنها أنا موجود غير كده أنا أسف .. الكرة في ملعبك وأنتي اختاري .. ولو حابة تعلني إنك أنتي فسختي الخطوبة وإنك أنتي مش عايزة تكلمي معايا أنا ماعنديش أدنى مشكلة .. خدي أنتي قرارك وبلغيني بيه .. ومهما يكون قرارك أنا هحترمه .. لو عايزانا نكمل مع بعض طريقي واضح وصريح ومعروف .. أما طريقك أنا مش هقدر ولا هعرف أمشي فيه ولو خطوة ..
ملك بصتله: ده آخر كلام عندك ؟ كريم ابتسملها بحزن: للأسف اختاري وبلغيني هنكتب الكتاب ولا هتعلني عن فسخ الخطوبة ! فكري وبلغيني بقرارك سابته وخرجت وهو قعد مكانه مرتاح نوعا ما إنه اتكلم معاها وجها لوجه ..
طه وصل أمل لكليتها ورجعت لحياتها ولأصحابها اللي كانوا مشتاقين لها جدا وساعدوها تلم كل اللي فاتها .. أمل سهرانة مع صحباتها بتذاكر اللي فاتها بس كانت سرحانة تماما مروة قربت منها وحطت ايدها على شعرها بحب: أمل لو عايزة ترتاحي كفاية كده . أمل ابتسمت وقفلت الورق اللي في ايدها بتعب وبصتلها: أنا كويسة على فكرة .
عايدة قربت منها: أنتي زعلانة على فسخ الخطوبة وده حقك ازعلي بس ما تغرقيش في الزعل اسمحيلنا نكون جنبك ونشاركك . أمل ابتسمت ومدت ايدها مسكت ايد صاحبتها: أنتوا أخواتي يا بنات وأنا فعلا بشارككم كل حاجة . مروة قعدت جنبها: يبقى اتكلمي معانا أنتي كنتي بتحبي شريف ؟
أمل بتعب: مش حب أعتقد لأني مش عارفة يعني ايه حب أو مش بالمعنى اللي اتكلمنا عنه مش عارفة .. بس اتصدمت من تفكيره واتصدمت من طلب مامته .. أهانوني بطلبهم ده وحتى لو كنت بحبه كنت هسيبه بعد طلب زي ده . عايدة بحيرة: طيب زعلانة ليه !
أمل دمعة نزلت منها: الحادثة دي غيرت حياتي كلها .. شريف شوفته مرتين أو ثلاثة لما كان بابا تعبان والضغط رفع عليه وهو كان الدكتور بتاعه وعرفني ساعتها واتقدملي وفرحت بيه زي أي بنت بيتقدملها عريس دكتور مناسب أخلاقه كويسة حالته المادية كويسة .. عريس لقطة زي ما بيقولوا .. ومسافرة فرحانة علشان هتخطب والموضوع هيبقى رسمي وأنا مسافرة أتعرض لحادثة تغير كل حاجة .. الحادثة كسرتني وجعتني .. وشريف لما عرف أيوة وقف جنبي في الأول بس عينيه كان فيها ألف سؤال وسؤال !
كان فيها إتهامات هو ما صرحش بيها بس كنت بحسها وبشوفها وبقت قعدتي معاه تقيلة أوي على قلبي .. ما كنتش عارفة أقعد معاه أو أتكلم معاه .. هو كمان من كتر ما عنده أسئلة وخايف يسألها بقى متربط ومش عارف يتكلم ..
مروة سألتها: وأهله ؟ مامته كان موقفها ايه ؟ محاولتش تقربكم من بعض ؟ أمل ضحكت بوجع: مامته تقريبا من أول ما عرفت بموضوع الكلاب دول كانت عايزة تفركش الموضوع بس شريف كان موقفها .. كانت على طول بتهاجمني أو بتنتقدني .. كنت بحس بكرهها في كل كلامها ونظراتها .. لدرجة إني كنت بحس إني إنسانة مختلفة وأنا بتكلم معاهم .. كنت كارهة نفسي .. ماكنتش عارفة أتكلم أو أضحك أو حتى أبتسم وهم موجودين كنت متربطة وفي هم كبير على قلبي بينزاح بعد ما يبعدوا .. ودلوقتي بقول يمكن ده شىء كويس انفصالنا لأن على طول الحادثة دي هتعمل شرخ بينا مش هنعرف نتخطاه .. زاد شكه أوي بعد ما جه القاهرة وسمع كلام العيال دول وشاف كريم وأول ما رجعنا فتح معايا التحقيق من تاني .. بدأ يلمح إني أعرف كريم قبل كده أو إني بتكلم معاه براحة عنه .
مروة باستغراب: وهو أنتي بتتكلمي مع كريم ازاي ؟ أمل بصتلها: كريم أنقذ حياتي .. كريم نجدني من الكلاب دي وكان هيدفع التمن حياته .. هو عارف برائتي لأنه شاف بعينيه وشاركني العاصفة دي في أسوأ لحظاتها ودافعنا عن بعض .. كريم لما بتكلم معاه ما بحسش بالقيد اللي بيربطني أو الإتهام في عينيه .. إنسان بسيط والكلام معاه بسيط .. إنسان القدر جمعنا في وقت وكل واحد خلاص راح لطريقه وعمري أبدا مهما يطول العمر ما هنسى وقفته جنبي .. بس هو له حياته وأنا ليا حياتي .. عايدة: طيب كنتي حاولتي تتكلمي مع شريف وتفهميه اللي حصل أكتر .
أمل بصتلها باستنكار: أكلمه ؟ وأفهمه ايه ! إني بريئة ! ما أنا كلمته من أول مرة شوفته فيها وما خبيتش عنه .. أنا مش هقدر أرتبط بإنسان عايز مني دليل ملموس على برائتي .. كان المفروض صدقني ووقف جنبي واحتواني في ظرف زي ده ! كان المفروض يكون سند معايا مش يقف قصادي كنت عايزاه يقف جنبي وأحس بالأمان معاه وإن مهما الدنيا تيجي عليا هيكون هو جنبي لكن شريف ماقدرتش أحس معاه كده أبدا .. ماقدرتش وقلت يمكن الأيام تقربنا بس كل يوم بنبعد أكتر وهو ختمها بطلبه .. عارفين يا بنات ؟
سبحان الله ربكم لما بيكون عايز حاجة بيمشيها بتدابيره هو مش تخطيطنا احنا، عارفين إن شريف ببساطة كان ممكن يتأكد من برائتي من سجلات المستشفى ومن غير ما نعرف حتى، ماهو دكتور ومش هيغلب .. أو لو أنا كان حصلي حاجة فعلا كنت هقبل إنه يجي معانا المديرية ؟ ماهو ممكن أى حد من الكلاب دول ينطق وأتكشف، بس أنا وطه وأهلي كلهم ما اعترضوش على مجيته معانا المديرية لأن مفيش حاجة نخاف منها أو نداريها، وهو لو فكر للحظة واحدة بس كان شاف الحقيقة دي بس هو قرر يغمض عينيه ويطلب طلبه الصعب والمهين ده وماما تفركش الخطوبة ..
ربنا غمى عينيه وتفكيره لأن له حكمة من انفصالنا ده، وأنا راضية كل الرضى بتدابير ربنا مهما كانت .. يمكن زعلت على نفسي في لحظة ضعف زي أى إنسان ما ممكن يزعل على نفسه وعلى نصيبه ما أنا إنسانة وعندي لحظات ضعف، لكن دلوقتي خلاص أنا اتصالحت مع نفسي ونصيبي .. أقولكم خلاص مش عايزة أتكلم عنه تاني ولو بتحبوني بطلوا تفتحوا السيرة دي تاني .. يلا شوفوا هتناموا ولا هتذاكروا أنا عن نفسي هنام تصبحوا على خير ... سابوها ترتاح وكل واحدة راحت تشوف وراها ايه...
سمر مقابلاتها مع عمرو مستمرة وخروجها معاه بيزيد يوم عن يوم وخصوصا بعد ما اتخلصت من مراقبة أمل لها واستغربت ازاي زعلت لما سابت أوضة أمل دي كانت أفضل حاجة تحصلها لأنها تخلصت من مراقبتها .. كمان مكالمتها مع شريف بتزيد يوم عن يوم وبتحاول تكون الصدر الحنين اللي بيعيط عليه يوم بعد يوم وكل يوم تقرب منه أكتر وأكتر .. لحد ما بقى شيء أساسي عند شريف إنه لازم يرغي معاها كل ليلة على الأقل ساعة يحكيلها يومه بالتفصيل ويسمع تأليفها عن يومها كل يوم ..
كريم رمى الكورة في ملعب ملك وهي حاسة إن القرار بسيط جدا بس صعب في نفس الوقت .. هى بتحبه بس مش هتقدر تكون زي ما هو عايز .. مش هتقدر ترضي كل متطلباته دي .. مش هتعرف تكون زي ما هو عايزها .. أمها كمان مش مبطلة زن وكل يوم تعزم صحابها ويتعشوا مع بعض وتقولها تخيلي حتى أصحابك مش هيخليكي تسهري معاهم .. ازاي تعيشى كده أخدت كام يوم بتفكر وكل يوم بتتفاجيء بسليم عندها في الشركة يا بيعدي عليها يعزمها على الغدا وهى بترفض أو بيكلمها في الفون أو بيعدي عليها في النادي.. حاسة إنه محاصرها كان معاها في مكتبها سليم في مكتبها: لحد امتى سيادتك هتفضلي ترفضي !
ملك بتعب: سليم أنا حياتي ملخبطة اليومين دول ومش عارفه اخد أي قرار فخليني براحتي شوية لحد ما استقر سليم قرب منها: خليني أساعدك طيب تستقري ملك ابتسمت: القرار ده بالذات مش عايزة فيه مساعدة.
سليم وقف وبإصرار: هسيبك دلوقتي لأن ورايا شغل وعندي ميتنج ( غداء عمل ) ومش هينفع أتأخر عليه بس هعدي عليكي الساعة ٨ بالليل هنتعشى أنا وأنتي ( جت تعترض بس ماسمحلهاش بأي فرصة ) ومش هقبل لا نهائي منك .. عايزك ملكة جمال منتظراني وهعدي أخطفك بحصاني الأبيض .. الساعة ٨ باي جت تتكلم بس شاورلها بحركات وشه وضحك وخرج قبل ما هى ترد فضلت مبتسمة شوية بعد ما مشي ودخلت سكرتيرتها عليها وفضلت تتكلم بس ملك مش مركزة لحد ما فاقت وبصتلها: ايه قلتي ايه ؟
السكرتيرة مبتسمة: بقول خير بقالي فترة طويلة ما شوفتكيش مبتسمة كده حضرتك لدرجة إنه وحشتني ابتسامتك ملك مبتسمة: مش عارفة يمكن أكون مبسوطة فعلا ... المهم خير ! السكرتيرة: بفكرك بالميتنج في شركة المرشدي واتصلت الشركة تأكد الموعد ملك كشرت واختفت ابتسامتها تماما: كريم اتصل ! السكرتيرة: لا يا فندم السكرتيرة بتاعته هى اللي اتصلت ملك هزت دماغها بتفهم: طيب روحي أنتي !
اترددت كتير هتروح الميتنج ده ولا لا ؟ مش قادرة تاخد قرار ! طيب لو قابلته هتتكلم معاه ولا تطنشه ! طيب لو هو اتكلم هترد عليه بايه ! استغربت نفسها ليه خايفة كده ! من امتى ممكن أي راجل يهزها ! ليه بتخاف من كريم بالشكل ده ! هل ده مؤشر غلط ! على طول متضايقة وعلى طول شايلة هم زعله وعلى طول بتنقي لبسها بعناية طول ما هتقابله حتى من زمان كان على طول ينتقد لبسها وشكلها وعلى طول مش عاجبه تصرفاتها ! طيب سليم اللي على طول بيتغزل فيها وفي جمالها ! على طول بيرضي غرورها كملكة جمال ..
اكتشفت إنها بتكشر لما بتفكر في كريم وبتبتسم تلقائيا لما تسمع اسم سليم أو تفكر فيه .. معقول كانت فاكرة نفسها بتحب كريم ! هل كان مثلا مجرد انبهار ولما عاشرته راح الانبهار ده ! هل كان حب ! بس لو حب ماكانش انتهى بالسرعة دي ! ايه ده هل هو بجد انتهى ! طيب سليم بالنسبالها ايه ! أسئلة كتيرة محتاجة لإجابات.. هتروح الاجتماع هتشوف مشاعرها ايه بالظبط ! وهتحدد ساعتها قرارها !
كريم في مكتبه دخل عنده مؤمن واتكلموا في الشغل وبعد ما وقف علشان يمشي بصله: أنت عارف إن في ميتنج بعد ساعة وهتكون ملك موجودة فيه ! كريم بصله بهدوء: عارف مؤمن بمساندة: مستعد كريم ابتسم علشان يطمنه: ما تقلقش عليا.
خرج مؤمن وهو قعد مع نفسه يفكر في علاقته بملك وقد ايه بتستنزف منه كتير .. كان متخيل إنه هيعيش قصة حب مختلفة ومميزة مع الإنسانة اللي هيرتبط بيها بس للأسف على طول متضايق ومخنوق .. مفيش الشغف ولا الجنون ولا العشق .. هل الحب ده وهم الناس بيضحكوا بيه على بعض ! هل الارتياح اللي كان بيحس بيه ناحية ملك ده كان حب أصلا ! طيب لو حب ليه دلوقتي مش زعلان لو هينهي الموضوع ده ! طيب هو بيغير عليها هو مش ده مؤشر للحب ! للأسف هو بيغير كراجل بيغير على حرمة بيته وعرضه مش بيغير على حبيبة . طيب هي الغيرة على حبيبة بتختلف عن ده ! للأسف معندوش إجابة للسؤال ده ..
على العموم الاجتماع قرب وهيعرف مشاعره ايه وقراره ايه ! أخيرا جه وقت الاجتماع والكل متحفز للاجتماع ده والكل متوتر .. الكل منتظر النتيجة ايه ! ملك دخلت الاجتماع هى وأبوها والكل وقف احتراما لدخولهم واتقابلت العيون بنظرة طويلة ملك نظرتها كلها توتر وترقب خايفة مش عارفة ليه بس جواها إحساس إن النهاردة مش يوم عادي ولا هيعدي زي أي يوم تاني ..
وكريم نظراته غامضة ومش مفهومة بس رتيبة وهادية .. الكل سلم على بعض بهدوء ورسمية تقريبا وكل واحد قعد على كرسيه و باللحظة دي التقت عينيهم سوا كريم واثق وملك مهزوزة وده انعكس على نظراتهم وكلامهم نظرات كريم مش مريحة لملك ابدا .. في شىء ورا نظراته دي موتر ملك وجدا .
وبدأ الاجتماع بعملية ومهنية كريم كان عملي وبروفيشنال جدا بكلامه واقتراحاته بخصوص الاجتماع وكان هادي جدا و هدوئه ده اللي موتر ملك ومش مخليها في مود الاجتماع ولا مركزة فيه مجرد موجودة بالاسم لكن مش سامعة ولا فاهمة حاجة . خلص الاجتماع ببعض القرارات وجه الوقت اللي ياخدوا برأي الأعضاء بس ملك مش معاهم وفاقت على باباها بينبهها بصت للكل وخصوصا كريم اللي ابتسم بغموض .. فاعتذرت تنسحب دقايق وراجعة وقالت لباباها إنها موافقة ومعاه بأي قرار ياخده هى أصلا مش فاهمة حاجة ..
راحت التويلت تغسل وشها وتهدي من نفسها .. وشها اللي للأسف معرفتش تغسله عشان الميكاب مايتبهدلش ولعنت الميكاب في سرها .. بصت لنفسها في المرايا وحاولت تعزز ثقتها بنفسها وترفع من روحها المعنوية وتفتكر كلام أصحابها ليها سليم وممدوح وكوكي إنها جميلة ومثقفة وراقية وذوقها عالي في كل اختياراتها ولازم كريم يقر بكدا ويبطل أسلوبه وتحكمه فيها .. هو خيرها وهى هتمسك العصاية من النص .. هتقوله لآخر مرة إن هو اللي المفروض يقبل بيها زي ما هى .
فعلا ده اللي لازم يحصل شجعت نفسها وادت نفسها طاقة وعدلت من هدومها ومنظرها ورسمت ابتسامة صحيح مزيفة لكن مرسومة ببراعة وخرجت من التويلت ورجعت لغرفة الاجتماعات اللي فوجئت بيها فاضية من الكل إلا من كريم .. كريم اللي أول ما رفع عينيه وبصلها ابتسامتها اختفت من الصدمة والتوتر وإحساسها بشىء خفي مش مريح وإن في مواجهة هتحصل .. حاولت تتهرب من المواجهة بإنها تنسحب سألت عن باباها عشان أول ما يقولها خرج تقول إنها كانت عايزاه وتخرج على طول بس فاجأها برده: ملك تعالي اقعدي عايزك .. أنا لسة منتظر ردك عليا .
ملك اتوترت جدا هدوئه ده موترها جدا: معلش يا كريم وقت تاني أنا عايزة بابا في حاجة كدا . هنتكلم بس بعدين . حاولت تنسحب بسرعة إلا إن كريم وقفها: ملك أنا قلت لعمي إني هتكلم معاكي وقلتله يروح وأنا هوصلك .. اتفضلي لو سمحتي اقعدي خلينا نتكلم . قربت ملك وقعدت على الكرسي قصاده وحاولت تتجاهل نظراته المصوبة عليها: اتفضل اتكلم سمعاك .
اتنهد كريم تنهيدة طويلة وطلعها على مهل: ملك احنا معرفة من فترة طويلة حتى قبل الخطوبة .. بابا وعمو خالد أصحاب من زمان جدا واحنا نعرف بعض من فترة طويلة .. صحيح ما انتبهناش لمشاعرنا إلا بعد ما نضجنا وكبرنا واخترنا بعض وارتبطنا عن اقتناع وحب .. أو على الأقل أنا حبيتك... ملك بصتله بسرعة وقاطعته: وأنا والله بحبك يا كريم .
كريم اتنهد تاني: مش قادر أصدقك يا ملك ولا قادر أحس الحب اللي بتتكلمي عنه ده .. أصل الحب مش كلام و أشواق وبس .. الحب تفاهم وتواصل بالأفكار .. الحب أمشيلك خطوة وأنتي تقربيلي خطوة .. الحب أصبر عليكي لما تغلطي وتصبري عليا برضه .. الحب أكون مسئول عنك وأشيل مسئوليتك كاملة زي ما هتكوني مسئولة عني وعن بيتي ولازم تشيلي مسئولياتك كاملة برضه .. باختصار بالحب في أدوار لسة احنا ماوصلنهاش وعايز نوصلها و نعديها سوا يا ملك ..
مش هقولك موضوع الحفلة مر مرور الكرام بالنسبة لي أبدا .. يوم الحفلة ده كان يوم كارثي في علاقتنا على الأقل بالنسبة لي .. بس عشان أنا عارفك وعارف أصلك ومعدنك وأخلاقك وباقي عليكي يا بنت الناس وعايز علاقتنا تستمر بس على الصح عايز ننسى اللي فات كله و نطوي الصفحة القديمة و ناخد فرصة جديدة مع بعض . وأعتقد إننا سبق واتكلمنا وأنا لحد دلوقتي لسة منتظر ردك وسيبتك براحتك تفكري المفروض تكوني وصلتي لقرار فايه هو قرارك يا ملك ؟ ملك بتوتر: مش عارفة يا كريم .
كريم بهدوء: لحد امتى هتفضلي مش عارفة ؟ ملك وقفت بتوتر:أنت مستعجل ليه بالشكل ده ! وكأنك .. ملك سكتت وهو كمل: كأني ايه ! ملك بنرفزة: أنا مش عارفة كأنك ايه ! بس أنت مش ملاحظ إن دي حياتي كلها اللي هاخد قرار فيها ! حياتي كريم أخد نفس طويل: وحياتي أنا كمان ! حياتي اللي مش عارف هتمشي ازاي فعلشان كده عايز أفهم ملك بصتله: القرار مش سهل.
كريم ضحك بغضب: القرار سهل جدا بس أنتي اللي مصعباه على نفسك . ملك بصتله كتير: ينفع تسيبني دلوقتي أمشي وهرد عليك في أقرب وقت ممكن .. بس مش دلوقتي ممكن ؟ كريم بهدوء شاور بايديه: براحتك ملك بتوتر شدت شنطتها من قدامه وهو مسترخي تماما في كرسيه وبيراقبها بصمت وهى تقريبا جريت من قدامه وكرهت ضعفها ده .. كرهت خوفها .. كرهت فقدانها للسيطرة على أعصابها وهو موجود .. أو بمعني تاني كرهت رجولته الطاغية على المكان ولا عارفة تتكيف معاها ولا عارفة تسيطر عليها .. هى مع كريم فاقدة تماما للسيطرة ..
روحت بيتها طول النهار حاسة إنها ملخبطة ومش عارفة تفكر .. قرب ميعادها مع سليم .. شدت فستان وبتلقائية بتسيبه وبتفكر ده هيضايق كريم جدا .. بعد ما سابته مسكته تاني بإصرار مش هتفضل عمرها كله بتفكر ايه اللي يضايقه وايه لا . دي مش حياة دي أو على الأقل بالنسبة ليها .. مسكت الفستان ولبسته بعناد ووقفت قدام المرايا بتتخيل كريم بيتنرفز ويزعق ويقولها مش هتخرج بيه وده نوعا ما خلاها مصرة أكتر إنها تفضل بالفستان ده ..
الساعة ٨:٣٠ كانت جاهزة في انتظار سليم اللي اتصل بيها وبلغها إنه تحت في الجنينة .. وقفت قدام المرايا كنظرة نهائية لنفسها وبتعدل شعرها لمحت دبلة كريم لسة في ايدها .. بصتلها كتير جدا وفتحت علبة صغيرة قدامها كان فيها دبلة كريم وقفت كتير تبصلها وافتكرت كلامه كله واقتراحه إنهم يكتبوا كتابهم وتكون مسئولة منه ويفرض كل تحكماته .. أبسطها لبسها ده ومكياچها ده وخروجها وسهراتها وأصحابها .. كل ده حاليا هى مش مستعدة تتخلى عنه ممكن في يوم من الأيام تعمل ده بس مش دلوقتي .. ومش غصب عنها ..
قفلت العلبة بعنف نوعا ما وخرجت من أوضتها نازلة وأبوها شافها: أنتي رايحة فين ! ملك بتوتر: خارجة مع أصحابي. خالد بذهول: خارجة مع أصحابك بالشكل ده؟! ملك بضيق: بابا أنا مخنوقة جدا ومش حمل أى نقاش من أي نوع مع أي حد ومحتاجة راحة شوية فاذا سمحت رقية طلعت على صوتهم: وبعدين يا خالد ما تخنقش البنت كده وسيبها على راحتها خالد باستسلام: براحتكم أنتوا الاتنين هخرج أنا منها ...
سابتهم ونزلت جري كان سليم ساند على عربيته منتظرها وأول ما لمحها اتعدل بابتسامة عريضة: ملكة جمال العالم وصلت ملك ابتسمت: فين الحصان الأبيض ! سليم بحرج: مشيها عربية بيضا ملك ضحكت وسليم بهزار: قتيل أنا الضحكة دي ! علشانه أموت أنا ( قال آخر جملة وكأنه بيغنى ) فتح باب عربيته بطريقة مسرحية وشاورلها تركب وهى هزت دماغها مش مصدقة تهريجه وهزاره وركبت وهو لف وركب جنبها: القمر يحب يروح فين ! ملك اتنهدت: أي مكان .. سوري صح اتأخرت عليك.
سليم بصلها: ملكة الجمال تتأخر براحتها ورعاياها ينتظروها . ملك ضحكت: مجنون . سليم بضحك: من زمان مجنون وأنتي عارفة ده كويس . سليم أخدها لمكان هادي وقعدوا فيه مع بعض يتكلموا وهو قريب منها بيسمعها وحكتله كتير عن خلافاتها مع كريم وهو بيسمعها باهتمام.
سليم قرب منها حط ايده على خدها ومشاها عليه وهمس: ملك اللي بيحب حد بيحبه زي ماهو مش بيحاول يطمس كل هويته وملامحه .. اللي بيحبني يحبني بعيوبي قبل مميزاتي لكن اللي عايزاني على مزاجه بالظبط فده سوري مايبقاش حب .. بقى اتفاق والاتفاق ينفع في الشغل والبيزنس مش الجواز والارتباط ملك بصتله وبتسمعه وهو ايده على خدها وبيبتسم لها ويقرب منها أوي مسكت ايده وايدها الثانية حطتها على شفايفه بعدته عنها شوية ووقفت: أنا لازم أروح يا سليم سليم مسك ايدها اللي على شفايفه وباسها وهنا لمح ايدها فاضية فابتسم بحماس: فين دبلتك ؟
ملك بهدوء سحبت ايدها: قلعتها سليم بحماس مش عارف يداريه: ده معناه إنك ... قاطعته ملك: مالوش أى معنى حاليا لأني مش قادرة اخد أي خطوات وأي قرارات دلوقتي سليم هز دماغه بتفهم: خدي الوقت اللي في العالم كله براحتك جدا .. كفاية أوي الخطوة دي دلوقتي .. ملك وقفت: ينفع نروح ؟ سليم وقف وشاور للجرسون: أنتي ما تسأليش أنتي بس تؤمري
كريم كان في أوضته بيخلص شوية شغل على اللاب بتاعه وموبايله رن بوصول رسالة فيها صورة فتح الصورة واتفاجيء تماما بالصورة: بقى كده يا ملك بترديهالي؟
رواية العاصفة للكاتبة المتميزة الشيماء محمد الفصل السادس عشر
ملك مع سليم في العربية علشان يروحها وبصت لايدها مكان دبلتها وافتكرت وهى خارجة لما فتحت العلبة اللي حطت فيها دبلة كريم .. ساعتها بهدوء قلعت دبلتها وحطتها جنبها وطلعت موبايلها صورتهم وبعتت الصورة لكريم وكتبت رسالة سليم قاطع سرحانها: السرحان ممنوع يا قمر .. خليكي معايا ملك ابتسمت: أنا معاك اهو بس اليوم كان متعب شوية سليم وقف وبصلها: معلش ارتاحي شوية وما تضغطيش على نفسك وأشوفك بكرا؟ ملك بإرهاق: لا بلاش بكرا خليها يوم تاني يلا تصبح على خير...
كريم كان في أوضته بيخلص شوية شغل على اللاب بتاعه وموبايله رن بوصول رسالة فيها صورة فتح الصورة واتفاجيء تماما بالصورة: بقى كده يا ملك بترديهالي! الصورة كانت الدبلتين جنب بعض في علبة واحدة ومكتوب تحتها الرسالة دي (( أنا أسفة يا كريم بس مش هقدر أكون الشخصية اللي أنت بتتمناها فاعذرني .. وسوري لو بعرفك بالطريقة دي لأني ماقدرتش أقولك وجها لوجه فعملت زيك واخترت الطريقة دي زي ما أنت اخترت تسيبلي دبلتك مع هديتك .. أتمنى تقابل الإنسانة اللي في خيالك وأتمنى تعيش مبسوط معاها )) كريم بص للصورة وللدبل وابتسم .. معرفش ليه ابتسم بس إحساس وكأن في حمل على أكتافه والحمل ده انزاح أخيرا .. حمل كان عليه رهيب ..
مقابلات سمر مع عمرو مستمرة وخروجها معاه كل يوم مستمر وكمان كلامها مع شريف اللي لازم يوميا يسمع صوتها .. سمر كانت مع عمرو في الكلية وبيتمشوا مع بعض آخر النهار بعد المحاضرات .. سمر بدلع: قدامي أقل من نص ساعة والمفروض أكون في المدينة عمرو بصلها: وبعدين في خنقة أبوكي دي ! لحد امتى ؟ سمر بصتله واتنهدت: أصلا هو مرخم عليا جدا .. كل شوية اتصالات وتليفونات وتهديدات حتى الفلوس منشفها عليا لولا ساعات ماما بتبعتلي من وراه مش عارفة كنت عملت ايه !
عمرو طلع ورقتين كل ورقة ب٢٠٠ وعطاهملها وهي بصتله باستغراب: ايه دول ! ليه ! عمرو بابتسامة: خليهم معاكي اهو يساعدوا معاكي ولو احتجتي أي حاجة اطلبيها مني سمر اترددت شوية بس هو شجعها تاخدهم بصت حواليها: ايه المكان الغريب ده كأننا خرجنا برا الكلية عمرو ابتسم: لا احنا ورا المبني بس هو الجو هنا هادي حبتين .. تعالي نقعد دقيقتين هناك أخدها وقعدوا على الرصيف ومكان مستخبي نوعا ما.
عمرو قرب منها وحط ايده على كتفها وهى اتوترت بس ابتسمت عمرو شدها عليه وخلاها تواجهه سمر بتوتر: عمرو في ايه ! عمرو بهمس: في إنك جميلة أوي يا سمر .. أنا بحبك على فكرة سمر ابتسمت وحاولت تبعد بس هو شدها عليه وقرب يبوسها سمر بعدت راسها بس حط ايده على رقبتها وشدها عليه باسها اتوترت وأنفاسها اتخطفت وخايفة أي حد يشوفهم .. حاولت تبعده بس هو مسكها بعنف نوعا ما لحد ما قدرت تزقه وبصتله بغضب وزعقت: ايه ده ! من امتى احنا كده !
عمرو بهدوء: احنا من امتى عارفين بعض وكل يوم بنخرج مع بعض .. وبحلم أعمل ده من زمان أوي .. نفسي ألمس الشفايف دي يا سمر وأشبع منهم .. قربي مني سمر بتوتر وقفت:لا اتأخرت وعايزة أروح عمرو وقف: استني بس يا سمور مسكها من دراعها وقفها ووقف قصادها وهى مكشرة عمرو: طيب أنتي مش حاسة ناحيتي بأي حاجة !
سمر بنرفزة: حاسة بس مش كده ومش هنا ومش وقته عمرو ابتسم: يعني أنتي اعتراضك على المكان ! سمر أنا بحبك وبخاف عليكي وعايز أقرب منك بأي طريقة سمر مكشرة: بس مش كده .. أنا مروحة سابته ومشيت وهو وراها جري: هوصلك يلا سمر بصتله: لا شكرا عمرو مسك ايدها شدها وراه: اتأخرتي على ميعاد باباكي يلا هوصلك بطلي مقاوحة ركبت معاه وهو وصلها ووقف في نفس المكان اللي بيقف فيه كل مرة .. قفل عربيته وبصلها وايده على دريكسيون العربية: ها هتفضلي مكشرة كده كتير ! فكيها بقى.
سمر بصتله: أنت ليه عملت كده ! اوعدني ما تعملش كده تاني عمرو ابتسم: عملت كده لأني عايز أعمل ده أما الوعد ده فانسيه تماما لأني هعملها كتيييير جدا .. في كل مكان وكل فرصة .. سمر أنتي بتاعتي أنا فاهمة ! كل حاجة فيكي بتاعتي سمر باستغراب: تقصد ايه يا عمرو !بتاعتك ازاي !
عمرو ببساطة: بتاعتي يعني مراتي وحبيبتي وكل حاجة .. اصبري عليا بس الشهرين دول يخلصوا وهخطفك على طول على بيتي سمر بفرحة مش مصدقه اللي بتسمعه: أنا؟ بجد عايز تتجوزني أنا ! عمرو ابتسم: أنتي عندك شك في ده ! أنا بحبك ! قربي مني بقى وضميني، لو بتحبيني وحاسة بيا ضميني سمر بصتله بخوف: بلاش يا عمرو أنا اتأخرت سلام.
عمرو مسك ايدها بغضب: أنتي مش بتحبيني على فكرة .. لو بتحبيني ماكنتيش اترددتي لحظة تظهري حبك ده ! سمر بصتله بحيرة: عمرو أنا طول وقتي معاك وحتى محاضرتي نصها بطنشها علشان أفضل معاك كل ده ما ظهرتش حبي ! عمرو مكشر: اللي بتحب حد ما بتترددش أبدا تقرب منه مش هو عايز يقرب وهى تقوله اتأخرت ! سمر قربت منه وحطت ايدها على وشه خلته يواجهها: أنا بحبك ! عمرو بص لعينيها: يبقي ما تبعديش عني يا سمر.
قربت منه وعينيه في عينيها وبصت للأرض فرفع راسها تواجهه وهى غمضت عينيها وهو باسها من تاني .. بعد عنها وهى أنفاسها مقطوعة ومغمضة عينيها وهو ابتسم: على فكرة أنا ممكن أفضل معاكي لبكرا في العربية بس أنتي اتأخرتي سمر فتحت عينيها ونزلت جري من عنده الفرحة والدنيا مش سايعاها ..
وحاسة إنها هتملك الدنيا كلها بين ايديها .. عمرو غني جدا وعيلته غنية جدا وبكرا هتبقى ملكة وتمشي تبص للناس كلها من فوق وخصوصا أمل .. عمرو مشي من عندها موبايله رن بص فيه وابتسم: أيوة يا حبي سوري اتأخرت عليكي .. أنتي في الكافية ! جايلك اهو لسة مخلص حالا المحاضرات ... يلا باي دقيقتين وهكون عندك ..
أمل في كليتها ركنت كل مشاكلها وكل اللي حصل على جنب وحاليا كل تركيزها في محاضراتها وكتبها وبس تعبت كتير جدا علشان تلم كل اللي فاتها في الأسبوع اللي غابته وخصوصا إن امتحانات الميد تيرم على دخول وعليها درجات أعمال السنة وقتها كله هى وصحباتها يا في المحاضرة يا عند أي دكتور أو معيد يشرحلها حاجة من اللي فاتتها .. كانت عند معيد اسمه أحمد بيشرحلها كذا مسألة ومعاها مروة وعايدة لحد ما خلص وبصلهم: في أي حاجة ما فهمتوهاش ؟ أمل شكرته جدا وواقفين هيمشوا.
أحمد وقفهم: على فكرة دكتور خيري احتمال يمتحنكم الأسبوع الجاي في الشيت ده فركزوا عليه كتير .. عايدة: امتحان ميد تيرم ! أحمد بتردد: لا مش ميد تيرم بس كان محتار في إنه يطلب بحث أو يمتحنكم وصراحة هو لسة ما قررش .. لما يقرر هبلغكم في السيكشن .. المهم دلوقتي الشيت ده حلوه كله ولو في أي حاجة قابلتكم أنا موجود شكروه وخرجوا من عنده وروحوا على مدينتهم .. وكل يوم عند معيد شكل ودكتور شكل علشان يضمنوا الامتياز ومعروفين عند الطلبة والدكاترة إنهم أوائل الدفعة..
أمل مروحة في يوم وماشية بسرعة لأنها لوحدها وسمعت حد بينادي عليها بصت كان المعيد أحمد فاستغربت ووقفت: خير يا باشمهندس ! أحمد بتردد: خير أكيد ! حليتي الشيت ! أمل استغربت أكتر: اه حليته ! أحمد مش عارف يقول ايه !: مفيش حاجة معرفتيش تحليها ! أمل بهدوء: لا الحمد لله كله اتحل.
أحمد هز دماغه: دكتور خيري طلب بحث منكم صح ؟ على فكرة عليه درجة كبيرة في أعمال السنة اهتمي بيه أمل ابتسمت باقتضاب: أكيد ههتم حضرتك عايز حاجة مني ! أحمد بص حواليه بحيرة وتردد وبصلها: ما تيجي نقعد على البنش ده شوية نتكلم ! أمل بذهول: افندم ! نقعد ونتكلم ! نتكلم في ايه ! أحمد بقلق: بس نتكلم ! عادي.
أمل كشرت: لا طبعا مش عادي حضرتك معيد وده على عيني وعلى راسي لكن ده ما يديلكش الحق أبدا في أي كلمة ولو كلمة واحدة خارج حدود العلاقة بين طالب وأستاذه فقط لا غير والمرة دي هعديها لكن لو اتكررت تاني أنا هبلغ دكتور خيري هو يتعامل مع حضرتك .. بعد اذنك .. واه لو حضرتك فسرت أسئلتي لحضرتك في المكتب غلط فأسفة ده مش هيتكرر تاني وعلشان تكون فاهم الشيء الوحيد اللي خلاني اجي لحضرتك في المكتب هو تغيبي لأسباب خاصة عن الكلية لمدة أسبوع ولما طلعت لدكتور خيري كذا مرة هو قالي اجي لحضرتك غير كده أنا لا يمكن أعتب مكتبك .. بعد اذنك وأسفة إني افتكرتك أستاذي ومش هتفهم أسئلتي بشكل غلط ..
سابته ومشيت وهو عنده حالة ذهول تام من كل حرف هى نطقته وعمال يراجع كلامه ياترى هو قال ايه غلط خلاها انفجرت بالشكل ده فيه ؟ وفجأة لقى نفسه بيفكر ياتري ايه الظروف الخاصة اللي غيبتها أسبوع كامل عن الكلية ! أمل روحت مخنوقة ومتضايقة وأصحابها ما سابوهاش غير لما حكتلهم ايه مضايقها مروة بتحليل: بقى م أحمد يطلع منه كل ده ! لا لا خسارة.
عايدة بزعل: بس يمكن كان عايز يقول حاجة مش شرط يعني اللي دماغكم راحتله ! أنا بحترمه جدا على فكرة أمل بضيق: وأنا كمان كنت بحترمه وبعتبره أستاذ محترم وعلى طول كنت بسأله في أي حاجة مش فاهماها .. اوووف عليه .. دلوقتي هنسأله ازاي والامتحان قرب ! مروة بغلاسة: اينعم أنا صاحبتك لكن هعمل نفسي عبيطة ومعرفش حاجة وهسأله عادي .. يعني هو مش معنى إنه رخم عليكي إن هو نفسه رخم أمل بتفكير: هو صراحة ما رخمش هو بس كان عايز يتكلم.
عايدة بفضول: طيب ياترى كان عايز يتكلم في ايه ! مش كنتي تسمعيه الأول يا أمل بدل ما صدرتي الوش الخشب أمل وقفت: أنا لا عايزة أعرف كان عايز يقول ايه ولا عايزة حتى المادة دي كلها .. أنا كرهت كل حاجة .. كرهت كل الرجالة .. وهو متخلف زي كل المتخلفين .. يلا أنا نازلة أتغدى سابتهم ونزلت وكلهم جريوا وراها حصلوها يتغدوا مع بعض ..
شريف كل ليلة لازم يكلم سمر ويرغي معاها: سمر أنتي ساكتة ليه النهاردة مش بعوايدك سمر تفكيرها كله في عمرو وكلامه شريف بيفوقها: سمـــــــر أنتي معايا ! سامعاني يا بنتي ؟ سمر فاقت: أيوة سمعاك .. قلت ايه الصوت قطع شريف بابتسامة: بقولك إن كلامي معاكي ليلاتي بقى عامل زي الافيونة أو المسكن اللي مش بعرف أنام من غيره .. أنتي مش هتنزلي قريب ! عايز أتكلم معاكي وأنتي قصادي بقى.
سمر اتنهدت: امتحاناتي قربت جدا واحتمال اليومين الجايين معرفش أكلمك فيهم أصلا المذاكرة بقى أنت عارف الامتحانات داخلة شريف بقلق: لا لازم أكلمك أنا لسة بقولك مش بعرف أكمل يومي أصلا من غيرك .. حتى لو بس نتكلم دقيقتين أطمن فيهم عليكي وتقفلي المهم أسمع صوتك يا سمراية سمر بمجاملة: إن شاء الله طيب أقولك دلوقتي تصبح على خير قفلت معاه ومسكت موبايلها بتفكر في عمرو هل هيكون صاحي ولا نايم ؟
رنت عليه وهو رد كان في صوت مزيكا عالية جدا جنبه لدرجة إنها مش سامعاه أصلا فقالها: لحظة خرج من مكانه لمكان نوعا ما هادئ شوية وهي باستغراب: أنت فين كده دلوقتي ! عمرو: سهران مع أصحابي .. تيجي ! باتي ليلة برا وأنا أخليكي تقضي ليلة تحكي عنها عمرك كله سمر بضحك: ياريت .. أنت عارف بابا ممكن يعمل فيا ايه ! يقتلني عمرو بهزار: أنا هقفله ما تقلقيش وأقوله دي حبيبتي ومراتي مالكش فيه أنت بقى وسيبهالي سمر بعدم تصديق: ياااا يا عمرو هو ده ممكن يحصل بجد ! إني أبقى مراتك ! أنت مش بتضحك عليا صح ؟ عمرو: طبعا هيبقى بجد .. ها هتيجي تسهري معايا امتى ؟
سمر بتفكير: وهبات فين بقى إن شاء الله ! عمرو ضحك: يا ستي أى مكان أي فندق أنا هتعامل سمر بقلق: فندق ! زي أي بنت بتعرفها تاخدها فندق صح ! عمرو بجدية: أنتي بتشوفيني مع أي بنت غيرك في الكلية ! أنا طول الوقت معاكي يبقى فين غيرك دي بقى ! تعالي بس أنتي ليلة وأنا وحياة عمرو العزيزي لأخليكي تعيشي ليلة هتفضل في ذاكرتك ليوم القيامة.
سمر ضحكت: مجنون أنت .. يلا روح لأصحابك وأنا هنام وأشوفك الصبح عمرو بضحك: هعد النجوم للصبح يا حبي يلا باي قفل معاها وكانت صاحبته جنبه قربت منه وحطت ايديها الاتنين حوالين رقبته: هتدخل ولا ايه يا عمورتي عمرو ضحك: ما تيجي نمشي من هنا البنت بمياصة: على فين يا حبي ! عمرو بضحك: على شقتي على شقتك مش هتفرق يلا البنت ضحكت: أنت عندك شقة اوعى تكون بتاعت بابي أزعل أوي عمرو حط ايده حواليها وأخدها ناحية عربيته: لا دي بتاعة المذاكرة بعيد عنك مش بتاعة بابي .. كل ما بحب أذاكر بذمة وبضمير أروحلها البنت: والليلة هتذاكرلي ايه ! عمرو ضحك: هعلمك كيف بدأ الخلق البنت ضحكت وركبت عربيته واتحرك بيها على شقته الخاصة ...
كريم الصبح بيفطر بسرعة وسط عيلته ناهد باستغراب: ما تاكل بالراحة يا كراملتي كريم بصلها مكشر: تاني أم الاسم ده مش كنتي بطلتيه ! أمي ما بحبش الاسم ده نهائي مؤمن ضحك: بس حلو يا كراميل كريم بص حواليه ولقى قدامه الجريدة مسكها وحدفها في وش مؤمن حسن كشر: ما تبطلوا بقى لعب العيال ده هتكبروا امتى ! سكتوا الاتنين وناهد كملت: كريم بجد مستعجل كده ليه !
مؤمن رد: عنده ميتنج مع شركة جديدة حسن بانتباه: هو النهاردة الميتنج ! مش كان يوم الثلاثاء ! كريم ابتسم: النهاردة الثلاثاء يا بابا ناهد بتريقة: اللي واخد بالك ! حسن مسك ايدها باسها: تتهنى بيه طبعا ناهد شدت ايدها بدلع: كل بقى بعقلي حلاوة يا أخويا كريم وقف وباسها في خدها وبهزار: ما تسيبيه ياكل حلاوة يا أم كريم يعني هو حد لاقي اللي ياكل عقله ويرفض !
ناهد كشرت: بس يا واد أنت ! مؤمن كمان وقف: خدني في طريقك عندي اجتماع بدري مع الموظفين كلهم اللي شغالين على المشروع الجديد حسن بصلهم الاتنين: المشروع ده مهم جدا ركزوا كويس .. كريم لو الشركة مش هتطابق كل المواصفات اللي محتاجينها ارفض على طول التعامل معاهم .. ولو كريم قاطعه: بابا أنت عارف كويس إني مش بقبل بأي حاجة والسلام وعارف إننا مهتمين فمش لازم كل يوم الوصايا العشرة دول حفظناهم حسن كشر وبص لمراته: شايفة ابنك !
ناهد بتريقة: هو لما يعجبك يبقى ابنك ولما يضايقك يبقي ابني ولا ايه ! وبعدين هو عنده حق بطل رغي بقى كريم ضحك وأبوه بصله فطلع يجري: سلاااااام يا نونا خليكي عليه حسن بصوت عالي: طيب بس لما أقابلك في المكتب يا أبو نونا أنت طلعوا الاتنين وناهد بصت لجوزها: وبعدين يا حسن ! حسن باستغراب: وبعدين ايه ! مالك !
ناهد بزعل: عايزة أجوز كريم بقى نفسي أفرح بيه وأشوف عياله يتنططوا حوالينا .. عايزة أبقى جدة .. حسن ابتسم: هيحصل إن شاء الله بس لسة نصيبه ما جاش ادعيله كتير أنتي بس وسيبي الباقي على ربنا ناهد رفعت ايديه: يارب بقى قرب بنت الحلال اللي يستاهلها وتستاهله يارب واسعده يا رب حسن ابتسم: اللهم أمين بس جوزك ايه مالوش دعوة حلوة بواحدة حلوة ناهد بصتله ورفعت ايديها وهى مكشرة: استنى ادعي دعوة تليق بيك ويدوب رفعت ايديها مسكهم الاتنين وقام باس راسها: لا كله إلا دعواتك أنتي بتدعي وربنا بيستجيب فحذاري ناهد مكشرة: مش أنت عايز واحدة حلوة هدعيلك ؟
حسن بضحك: أنتي فهمتيني غلط جدا على فكرة ناهد بتريقة: والله ! حسن ببراءة: أيوة طبعا .. أنا أقصد بالواحدة الحلوة دي حفيدة حلوة نلعب بيها أنا وأنتي امال أنتي افتكرتي ايه ! شايفة ظالماني على طول ناهد بهزار وتريقة عليه: شوف ازاي ! وأنا اللي كنت ظالماك .. حسن باسها في خدها: يلا أنا رايح الشغل مش عايزة أي حاجة يا عمري ؟ ناهد ابتسمت: لا سلامة قلبك اتوكل على الله بس لو لقيت بنت حلوة كده ولا كده لكريم اخطبهاله على طول حسن هز دماغه وضحك وهو طالع: أخطبهاله ! وعلى ايه أنا هجوزهاله على طول .. يلا سلام
خالد بيفطر مع عيلته ومشغول بموبايله رقية بفضول: ما ترحم موبيلك شوية وافطر عدل خالد بصلها: شغل مهم ورسايل مهمة من ناس مهمة لازم أرد عليهم سكتت وكل واحد مندمج في فطاره ورقية بتراقبه ولاحظت ابتسامته على حاجة قرأها فاستغربت: هو الشغل بيبتسموله كده اليومين دول ولا ايه ! خالد بصلها بطرف عينيه: لا ده أنا قرات حاجة على الفيس رقية هزت دماغها بعدم اقتناع وبصت لملك: أخبار سليم ايه يا ملك ؟ ملك ابتسمت: كويس يا مامي
رقية مبتسمة: هتقابليه النهاردة ؟ ملك بحيرة: مش عارفة .. هو عايز كل يوم يشوفني رقية: طيب كويس جدا خالد بضيق: مش عارف أنا ايه اللي عاجبكم في بياع الكلام ده . ده واد بكاش بيتكلم وخلاص وبعدين خلي بالك ممكن يكون بيقرب منك علشان نختار شركته مش أكتر في المشروع الجديد ملك بضيق: هو شركته كويسة فليه ما نخترهاش فعلا.
خالد كشر: التخصص ده مجال كريم وهو أكتر حد بيفهم فيه وهو اللي هيحدد مين اللي هنتعامل معاه ملك اتضايقت ووقفت: ولو أنا أصريت على شركة سليم خالد بتحذير: ما تخلطيش العلاقات الخاصة بالشغل يا ملك ملك بضيق بصت لأمها: أنا مش بخلط حاجة بحاجة أنا بس بقول رأيي خالد وقف وخارج رقية بفضول: أنت نازل بدري أوي كده ليه ! خالد وهو خارج: عندي مشوار مهم قبل الشغل رقية بضيق: مشوار ايه ده !
خالد بصلها بغيظ: مشوار ما يخصكيش .. ملك ما تتأخريش على الشركة سلام سابهم وخرج بسرعة ورقية بصت لبنتها: ياما نفسي أعرف بيختفي فين ويروح فين ! معظم وقته برا بيروح فين ! ملك بضيق: الشغل هيروح فين يعني ! يا بيقابل حد من أصحابه ! يا ميتنج ! ماعندوش أماكن تانية يروحها رقية بحيرة: ما شوفتيش موبايله اللي على طول سرحان فيه وبيبتسم ويكشر ملك اتنهدت: عادي يا ماما كلنا بنعمل كده !
رقية هزت دماغها: أيوة كلنا بس هو مش زينا كلنا .. أدفع نص عمري وأعرف بيروح فين وبيجي منين ! ملك موبايلها رن كان سليم واستغربت اتصاله على الصبح وردت عليه عرفها إنه برا فطلعتله سليم ساند على عربيته: قلت بما إنك رفضتي تقابليني النهاردة فأستغلها فرصة وأوصلك الشغل بنفسي وأرجعك برضه.. ممكن تقبليني شوفير عندك النهاردة ؟ ملك هزت دماغها وضحكت وركبت معاه: أنت مجنون على فكرة سليم بضحك: ما أنا عارف
كريم وصل لمكان الاجتماع بدري عن ميعاده خمس دقايق وقعد وانتظر مندوب الشركة واتفاجيء ببنت قصاده بصلها باستغراب: افندم البنت مبتسمة: حضرتك الباشمهندس كريم حسن المرشدي ! كريم استغرب البنت وبصلها من فوق لتحت بيقيمها سريعا ورد عليها: أيوة أنا خير البنت بابتسامة: أنا المهندسة أماني محمد مندوبة شركة تكنو كريم بصلها بذهول لأنه ما توقعش أولا إنها تكون بنت وثانيا إن ده يكون شكلها .. كانت لابسة چيبة واسعة طويلة وبلوزة عليها واسعة وشيك والأهم إنها كانت محجبة ..
أمانى بابتسامة عريضة: ينفع أقعد ؟ كريم بذهول من شكلها: طبعا اتفضلي ابتسمت أماني وقعدت وطلعت أوراقها كلها وفتحتهم وبصتله ببشاشة: ممكن نبدأ اجتماعنا ؟ كريم اتعدل في قعدته وشاورلها تبدأ وبدأت تشرحله عن شركتها وكل التفاصيل اللي مهتم بيها .. جاوبت على كل أسئلته واكتشف إنها لبقة جدا في الحوار وذكية في إجاباتها كريم شاور للجرسون وطلب لنفسه قهوة وبصلها: هتشربي ايه !
أمانى ابتسمت بمجاملة: متشكرة أنا كده كويسة الجرسون بص لكريم اللي بدوره بص لأمانى: احنا مش هنوقف الجرسون كتير فوق الترابيزة كده بلغيه هتشربي ايه يلا ! أمانى همست لكريم: مش عايزه أشرب حاجة كريم ابتسم وهمس: معلش برضه اطلبي حاجة مش حلوة يفضل واقف كده وفي الآخر تمشيه أمانى بصتله وفكرت لحظة: عايزة قرفة بالزنجبيل كريم والجرسون الاتنين تنحوا وهى بصتلهم وابتسمت: بتتباع في باكيتات كده وطعمها حلو كريم بص للجرسون: في عندكم ؟
الجرسون باستغراب: مش عارف صراحة يا فندم هشوف بس لو ما لقيتش ممكن حضرتك تشربي قرفة لوحدها ! ولا لازم الباكيتات دي ! أماني هزت دماغها: لا عادي القرفة هى قرفة سواء باكيت أو من غير الجرسون مشي وكريم فضل باصصلها شوية لحد ما هى لاحظت: في حاجة ! كريم ابتسم: يعني مش عايزة تشربي حاجة ولما طلبتي بتعجزيه بطلبك ! يعني الراجل هيفضل يحكي عن الموقف ده سنة لقدام أماني ضحكت غصبا عنها: معلش بقى مش بحب حاجات كتير أشربها .. كريم ضحك: برضه أي حاجة غير زنجبيل بالقرفة ده !
أماني بحرج: خلاص ممكن نلغيه كريم ابتسم: لا عادي خلينا نشوف هيعرف يتصرف ولا ! الجرسون قاطعهم بوصوله: قهوة حضرتك المظبوط والقرفة بالزنجبيل حضرتك .. أماني بدهشة وابتسامة: لقيت ؟ الجرسون ابتسم: اه يا فندم بس للأسف مش باكيتات جاهزة الاتنين طبيعين طازة أماني شكرته جدا وهو انسحب لشغله ورجعت تتكلم مع كريم عن الشغل.
مسكت الكوباية وشربت منها وهنا حطت ايدها على بوقها بسرعة والريأكشن بتاعها كان غريب وكريم استغرب مالها: سخنة ولا ايه ؟ بتشاور بدماغها لا وهو مستغرب مالها وهى بتروح يمين وشمال فسحب كام منديل وعطاها وهى حطت واحد على بوقها وبعدها فتحته وبتهوي بايدها عليه وهو عنده ذهول تام منها ومنتظرها تفسر ففسرت بصوت متقطع: نار كريم باستفسار: نار سخن يعني ؟
أماني هزت دماغها برفض: نار حراق جدا .. حامي أوي كريم ضحك وباستغراب: معروف إن الزنجبيل حراق امال أنتي بتشربيه ازاي ! أماني بتريقة: بشرب الباكيتات المضروبة مش زنجبيل أصلي كده ! كريم بضحك: معنى كده إنك مش هتشربي الكوباية دي ! أماني بصتله: تيجي نبدل . أنت تاخد القرفة وأنا اخد القهوة كريم مسك فنجانه: لا متشكر على عرضك .. لو عايزة أطلبلك بس شكلك هيبقى وحش أوي رجعوا يكملوا شغلهم وهى من وقت للتاني بتاخد من الكوباية وتعمل نفس الريأكشن كل مرة وهو مستغرب منها لحد ما مرة واحدة: طيب بتشربي ليه ! بتعذبي نفسك يعني !
أماني بصتله واستغربت من لهجته بس جاوبته: عارف لما حاجة توجعك وتفضل تدوس عليها اهو نفس الإحساس مشطشطة بس إحساس غريب .. تجرب ! كريم رفع ايديه: شكرا جدا خلصوا اجتماعهم و خرجوا لبرا مع بعض وكريم لاحظ إنها منتظرة حاجة أو حد أو تاكسي فرجعلها: معاكي عربية ! أماني هزت دماغها: نووو هاخد تاكسي ما تقلقش كريم: طيب اتفضلي هوصلك .. أماني اعتذرت منه: لا معلش اتفضل حضرتك وأنا هتعامل كريم باستغراب: يا بنتي اركبي هوصلك ! أماني بصتله: لا معلش اعذرني اتفضل حضرتك علشان وقتك كريم ابتسم: ماشي براحتك ..
أماني وقفته: حضرتك هترد علينا امتى بالنسبة للمشروع ؟ كريم بصلها: هندرس العرض كويس والمهندسين اللي عندي يدرسوه وهنبلغكم بالرد على طول ما تقلقيش احنا مستعجلين أكتر منكم أماني شكرته وهو اتحرك للشركة وعطى الأوراق لمؤمن وحكاله عن ملخص المقابلة .. مؤمن هز دماغه: ده أفضل عرض على فكرة لحد دلوقتي هو وعرض شركة تانية كريم بصله: شركة ايه الثانية !
مؤمن اتردد شوية: شركة الحسيني كريم ردد الاسم وبصله: ايه شركة الحسيني دي ! الاسم مش غريب عليا ليه ! مؤمن بصله وبتردد قاله: بتاعة أبو سليم ! كريم هز دماغه: اه هي اسمها الحسيني ! وبعدين مالك متردد ليه ! ما تقول بتاعة سليم على طول مؤمن بحرج: يعني علشان سليم وكده كريم باستغراب: ماله سليم ! مؤمن بتردد: علشان ملك والحفلة وكده.
كريم ابتسم وسند بكرسه: مؤمن أنا وملك انفصلنا بهدوء من غير مشاكل ومن غير زعل من بعض عادي .. ما اتفقناش أنا وهى ومعرفناش نتقابل في أرض وسط فالموضوع انتهى سواء بالنسبالي أو بالنسبالها .. فهى حرة بقى تكون مع سليم أو غيره دي حياتها مؤمن باستغراب: يعني أنت مش بتتضايق لما تشوفها أو لما هتشوفها مع سليم ! أو تعرف إنهم تقريبا ما بيسيبوش بعض !
كريم فكر شوية ومؤمن معرفش يحدد مشاعره: زي ما قلتلك حياتها وهى حرة .. احنا شغالين مع بعض وهنتعامل مع بعض كتير جدا فلازم نتعود ونتعلم ازاي نتعامل مع بعض ونتقبل بعض في الوضع الجديد المهم نرجع للشغل ؟ ادرسلي العرضين وشوف هتختار مين فيهم مؤمن بتردد: لنفترض إننا رفضنا عرض سليم ! ملك مش هتزعل ! كريم بصله باستغراب: واحنا من امتى في الشغل بنراعي العلاقات الخاصة بتاعتنا ! اللي عرضه أفضل اقبله ! بغض النظر مين صاحبه مؤمن هز دماغه ووقف: اوك
عمرو مش سايب سمر نهائي في الكلية حتى المحاضرات بيحضروها مع بعض دايما ده اذا حضروا عايدة بتشاور لامل: بصي بنت عمك الواد ده مش بيفارقها أمل بصت ناحيتها كانت سمر قاعدة على البنش قصاده: هي حرة ماهياش صغيرة .. سبق واتدخلت وكنت هدفع حياتي تمن لتدخلي في حياتها الخاصة فهى حرة بقى عايدة بتنبيه: من رأي منكم منكرا.
أمل وقفت بضيق: عايدة هي حرة هي ماشية مع واحد معروف سمعته كويس ومش هاممها فهى حرة .. ماهياش صغيرة ولا هبلة ولا عبيطة .. معادش في بنات بيتضحك عليهم في الزمن ده البنت اللي يتضحك عليها بيكون بمزاجها هو ما ضربهاش على ايدها علشان تخرج وتتمايع معاه وتهزر وتتكلم فهى لو بتخرج معاه فده بمزاجها مفيش حاجة اسمها بيضحك عليها والهبل ده .. عايدة استغربت هجوم أمل بس كملت: مش يمكن بيقولها إنه بيحبها ؟
أمل بتريقة: وهي الكدبة دي لسة حد بيصدقها ؟ والله اللي يحبني يخاف أقل حاجة على سمعتي .. يخاف على مستقبلي .. يخاف على شرفي .. اللي بيحبني يجيلي بيت أبويا .. لكن مش يضيع محاضراتي ويضيع احترامي وسط كل زمايلي ويضيعني أنا شخصيا وبعدها يقول بيحبني ! حب ايه ده ! دي قلة أدب من الطرفين مش حب .. والبنت اللي تصدق إن ده حب صراحة تستاهل كل اللي يتعمل فيها .. وعلى رأي المثل القانون لا يحمي المغفلين .. بعد اذنك.
عايدة مسكت ايدها: ايه كل ده يا بنتي بالراحة عليا أمل بضيق: سوري يا عايدة بس بجد البنت دي اللي عملته فيا أنا مش قادرة أتخطاه .. ولا قادرة أتخطى توابعه اللي لسة لحد النهاردة بعاني منها .. فأنا لو شوفت ايه عنها مش هتدخل في أي شيء مهما يكون هيحصلها .. عايدة قعدتها: طيب اقعدي وسيبك منها خالص وبعدين المعيد على وصول أمل بضيق: م احمد هى كانت ناقصاه اصلا .. عايدة باهتمام: هو كلمك من ساعتها ؟
أمل نفخت بضيق: ولا يقدر يكلمني أصلا .. قاطعهم دخول فاطمة ومروة عليهم وقعدوا جنبهم ومروة: الكلام على ايه ؟ عايدة بابتسامة: أبدا صورتوا الورق ؟ مروة طلعته: طبعا صورناه فاطمة باهتمام: بت يا أمل بنت عمك مش مفارقة الواد ده خالص أمل نفخت بضيق: لا حول ولا وقوة إلا بالله العلي العظيم فاطمة باستغراب: مالها ؟
عايدة شاورتلها تسكت بس ما فهمتش: اسكتي دلوقتي يا فاطمة أمل مش حابة تتكلم عن سمر فاطمة لأمل: سوري يا أمولة حقك عليا يا قلبي ولا يهمك ولا كأننا شايفنها أصلا .. حد شايفها يا بنات ! مروه ضحكت: لا دي تقريبا حولت من الدفعة كلها دي اختفت تماما أمل ضحكت غصبا عنها من أسلوبهم وهزارهم وهى بتضحك دخل م / أحمد وعينيه اتقابلت مع عينيها وضحكتها اللي اختفت بسرعة وحل محلها تكشيرة وبصت لكشكولها قدامها ..
أحمد دخل وعينيه عليها وبص للسيكشن ككل ورمى السلام عليهم وبدأ يشرح ومن وقت للتاني عينيه بتركز مع أمل اللي عينيها ما اترفعتش من كشكولها إلا لو بتكتب حاجة من على السبورة وتجاهلت وجوده تماما .. حست طول السيكشن إنها محاصرة جدا ومش عارفة حتى تتنفس وبتعد الدقايق علشان تخرج وبالفعل بمجرد ما خلص هى كانت أول واحدة تقوم وتخرج وهو لاحظ ده .. وصحباتها خروجوا وراها بسرعة ..
أحمد حاول بسرعة يعتذر وخرج يدور عليها لحد ما لقاها وسط صحباتها الثلاثة وقرب عليهم مروة بتوتر: أمل ده جاي علينا أمل كشرت: مين ده اللي جاي ! مروة بهمس: باشمهندس أحمد قطعت كلامها لما قرب وكلهم وقفوا وهو اتكلم بحرج: باشمهندسة أمل أمل بصت لاصحابها: طيب يا بنات هسبقكم أنا أحمد قاطعها: أنا بتكلم على فكرة.
أمل بصتله بتحدي: وأنا قلت لحضرتك إني ماعنديش أى كلام ممكن أقوله أحمد بنرفزة: ده لأنك الله أعلم افترضتي ايه في دماغك وتعاملتي بناء على افتراضك ده . أمل بصتله: طيب خير اتفضل مش هفترض .. قول حضرتك عايز تقول ايه ! أحمد بص لصحباتها بحرج مروة بصت لأمل: أمل احنا هنستناكي في.
قاطعتها أمل: أنتوا مش هتستنوني في أي مكان حضرته بيقول إني افترضت غلط معنى كده إن الكلام اللي عايز يقوله ينفع يتقال قدامكم عادي ولا ايه ! أحمد بغيظ: يا بنتي اسمعيني الأول وبعدها قرري أنتي بنفسك ينفع يتقال قدامهم ولا لا .. اذا سمحتي يا باشمهندسة أمل هما دقيقتين مش أكتر مروة بصت لأمل: احنا هنا جنبك عادي يعني يا أمل .. مروة اتحركت هى والبنات وقفوا بعيد عنها شوية بس قدام عنيها أمل بهجوم: خير اتفضل أحمد أخد نفس طويل: على فكرة أسلوب هجومك ده مش حلو أمل بتريقة: على فكرة مش المفروض أصلا إنه يكون حلو أحمد بنفاذ صبر: ماشي يا ستي براحتك.
أمل بصتله: اتفضل قول اللي عايز تقوله واللي أنا فاهماه غلط عرفني الصح بتاعه أحمد بصلها ومش عارف يبدأ ازاي وهي عمالة توتره أكتر وأكتر ومنتظرة أى كلام منه أحمد بهدوء: صراحة يا أمل أنا عايز أتجوزك وعايز عنوان بيتكم علشان اجي أقابل والدك ده اللي كنت عايز اخد رأيك فيه وده اللي كنت عايز أطلبه أمل جتلها حالة ذهول وصدمة وفضلت بصاله شوية وبعدها بتريقة: أنت عارف بلدنا بعيدة قد ايه ! أنت عارف أنت بتقول ايه أصلا ! أحمد بهدوء: أنا عارف أنا بقول ايه ! وبعدين ما يهمنيش بلدك بعيدة قد ايه يا ستى حتي لو بعيدة ألف كيلو مش مهم عندي أمل بتريقة: أنا فعلا بلدي بعيدة ألف كيلو ده بجد مش مجازا أحمد ابتسم: وأنا قلتلك ده مش المهم .. المهم تتجوزيني ؟