رواية عاشق المجهول الجزء الثاني للكاتبة أمنية الريحاني الفصل السابع والعشرون ( حب لا يعرف الانتقام )
فاطمة: هو سؤال واحد عايزاك تجاوبنى عليه، أنت بتحبنى يا عادل؟ ينظر لها عادل فى صدمة قائلا: إيه، إنتى بتقولى إيه يا فاطمة؟
فاطمة: أنا بسألك يا عادل، هو سؤالى مكنش واضح؟ ينظر لها عادل فى تردد قائلا: إيه يا بنتى الدراما دى، أكيد طبعا بحبك زى غادة أختى. تقترب منه فاطمة، وترفع وجهه لينظر إليها إجبارا، وتكمل حديثها قائلة: عادل، أنت فاهم قصدى، أرجوك ريحنى وجاوبنى، وقبل ما تفكر تكدب عليا، أعرف إن عينيك هتفضحك، عادل، أنت فعلا بتحبنى؟
ينظر لها عادل نظرة طويلة يبث بها كل ما يشعر به من حب طوال السنين الماضية، لتكون نظرته لها أبلغ من أى كلام يمكن أن يقال تنظر فاطمة له فى صدمة قائلة: يعنى فعلا بتحبنى، طب إزاي ومن إمتى، وإزاي أنا محستش بحبك طول الفترة اللي فاتت.
يخفض عادل رأسه لأسفل قائلا: عشان أنا اللى ما حاولتش أعرفك بحبى يا فاطمة تكمل فاطمة كلامها فى آلم قائلة: يعنى إيه، يعنى أنت بتحبنى، أنت يا عادل، يعنى لما كنت بتساعدنى وتقوينى كل مرة خالد كان بيجرحنى فيها كنت عشان حبيبتك مش أختك، يعنى لما كنت بتقرب بينى وبين خالد وبتسعى فى جوازنا كنت بتجوز حبيبتك، يعنى لما سلمتنى بإيدك لخالد يوم فرحنا كنت بتسلم بإيدك حبيبتك لغيرك، طب ليه، ليه مقولتليش، ليه سبتنى أجرحك بالشكل ده، ليه خلتنى أدوس على قلبك ومنبهتنيش، ليه مصارحتنيش بحبك ليه؟؟
بنظر لها عادل فى آلم قائلا: عشان أشوفك سعيدة يا فاطمة، دى الحاجة الوحيدة اللي كانت تهمنى فى حياتى سعادتك. تصرخ فاطمة قائلة: ملعون أبو سعادتنا اللي تخلينا نجرح الناس اللي بنحبهم، سعادة إيه اللي تخلى غيرك يجرح فيا وأنت تداوى جرحى، وسايب جرحك ينزف، أنا دلوقتى كرهت نفسى وكرهت علاقتى بخالد اللي كانت سبب فى وجعك فى يوم من الأيام.
يقترب منها عادل ولأول مرة ينظر إليها بعين عاشق قائلا: اسمعينى يا فاطمة، يمكن ما يكونش فى فرصة أقولك الكلام ده تانى، من أول يوم شفتك فيه وعينى قابلت عينك، ساعتها حسيت إحساس غريب، مقدرش أقول إنه حب، لأن ساعتها سنك كان أصغر بكتير إنى أحبك، لكن إحساس بالانتماء، عارفة لما تشوفى حد وتحسى إنه جزء منك، ومن غير تفكير لقتنى بصدق كلام بابا إنك بنت خالى وبجرى أدور عليكى، كأنى ما صدقت ألاقى حاجة تربطنى بيكى، ولما لقيتك حسيت كأنى لقيت حاجة جوايا كانت ضايعة منى...،
كان نفسى أدخلك جوايا وأخبيكى، بس خفت، خفت عليكى من كل اللي حواليكى، خفت عليكى من ماما واللي ممكن تعمله معاكى، خفت عليكى من نفسي يا فاطمة، أيوا خفت أكون بتوهم أو غصب عنى مشاعرى الجديدة عليا توجعك، خصوصا وأنا مش فاهم مشاعرى دى كانت إيه...
ولما وديتك بإيدى عند خالد، كنت مطمن لأنى كنت عارف إنه بيحب أختى غادة، وإنه عمره ما هيفكر غيرها، لكن حصل العكس، وخالد فعلا أتشدلك من أول ما شافك، يمكن مشاعر أخوة يمكن كنتى بتفكريه بأخته كل ده مش مهم، المهم عندى إنك إنتى نفسك أتشديتله، لا إنتى مكنتيش شايفة غيره، وكأن الساعات اللي بتشوفيه فيها أخر الأسبوع بتكفيكى حب وأمان طول الأسبوع...
فضلت أقنع نفسى إن اللي إنتى فيه حب مراهقة مش أكتر، وأقنع نفسى إنى أنا شخصيا اللى جوايا مش أكتر من حب أخوى، لكن الايام كل ما كانت تمر كانت تبينلى العكس، وأعرف إن لا إنتى حبك لخالد حب مراهقة ولا أنا حبى ليكى حب أخوى، إحنا الأتنين كان حبنا حب أتحكم عليه ميشوفش الشمس لحد ما أعترفت لنفسى إنى بحبك، أيوا يا فاطمة بحك، مش أختى، لا بحبك إنتى فاطمة بقلبها وحبها وطيبتها، بحب فاطمة الانسانة، عشان كده كنت علطول بتحجج بالشغل وأسافر، لكن عمرى ما قدرت أنسى الحب ده بعدك عنى كان بيزود حبك فى قلبى مش بينقصه.
تنزل دموع فاطمة رغما عنها قائلة: وليه مقولتليش، ليه كنت بتحاول تقرب خالد منى، دا أنت اقنعتنى بخطوبتى من شادى، وبعدها جوازى من خالد، ليه وسط ده كله مصارحتنيش بمشاعرك؟ عادل: عشان لو كنت قولتلك ساعتها، مكنتيش هتعرفى تتعاملى معايا على إنى أخوكى وسندك، كنتى هتخافى وتبعدى، كنتى هتحسى إنك السبب فى وجعى، وانا مكنتش عايز كل ده يحصل يا فاطمة، كنت عايز أفضل أول واحد تفكرى فيه يوم ما تحتاجى لحد، عشان كده جيت على نفسى ومشاعرى وقلبى..
ينظر عادل من الشباك إلى الفراغ قائلا: مكنتش أقدر أقولك أنا بحس بإيه وإنتى بتكلمينى عن حبك لخالد، كنت بتوجع أوى كل لما أحس إن قلبك مش قادر يشوف غيره، حتى لما اقنعتك تتخطبى لشادى، كان ساعتها جوايا نار أضعاف اللى كانت جوا خاد، ولما عرفت إنك سبت شاد غصب عنى فرحت، بس فرحتى دايما كانت فرحة حزينة، لأنى عارف إن عمرك ما هتشوفى حبى، ولا هتحسى بيا، إنتى وقلبك طول عمركوا لخالد وبس، ودى الحقيقة اللى اقنعت نفسى بيها وأقلمت حياتى معاها، بس كل دا مكنش بيهمنى، طالما شايفك سعيدة ومبسوطة حتى يوم ما اتجوزت وردة، وكنت متخيل إنها هتقدر تنسينى حبك، لكن للأسف وردة مقدرتش تنسينى حبك، أنا عارف إن يمكن أكون ظلمتها معايا، ويمكن يكون جوازى من وردة هى أكبر غلطة ارتكبتها فى حق نفسى وفى حقها...
ينظر لها عادل قائلا: عشان كده يا فاطمة أرجوكى متحسسنيش إنى ضيعت كل حياتى، وإنى جيت على نفسى على الفاضى، أنا عايزك سعيدة، ودى الحاجة الوحيدة اللي تهون عليا أى وجع عيشته فى حياتى.
تنظر له فاطمة بعيون تملأها الدموع قائلة: ياريتك كنت قولتيلى من زمان، ياريتك كنت عرفتنى بحقيقة مشاعرك، كنت فاكرة إن بعد خالد عنى الحاجة الوحيدة اللي ممكن تكسرنى، بس انا النهاردة أتكسرت يا عادل، أتكسرك يوم ما أكتشفت إنى عشت حاجة مش من حقى، أتكسرت لما سندى ودعمى الوحيد بقى لازم يبعد عنى، اتكسرت لما عرفت إن القلب اللي عاش طول عمره يساعدنى كنت بدوس عليه من غير ما أحس، عادل أنا عمرى ما هسامح نفسى عمرى... وتتركه وتغادر وهى منهارة وتركض إلى الخارج، في حين يضع عادل وجهه بين كفيه وتنزل دموعه رغما عنه.
يقود خالد سيارته، فيرن هاتفه، يجيب خالد على الهاتف ليجده شادى قائلا: أيوا يا خالد، أنا عرفت فاطمة راحت فين يجيبه خالد فى حماس قائلا: فين ياشادى؟ شادى: فاطمة كانت عند وردة، ومشيت من عندها. خالد: طب متعرفش راحت فين بعد كده؟ شادى: للأسف معرفش، بس وردة كان صوتها غريب، وواضح إن حصل حاجة بينهم خالد: حاجة زى إيه؟ شادى: مش عارف، بس يمكن لما تتكلم مع وردة أنت تعرف خالد: عندك حق، أنا هرجع فى الطريق حالا واروحلها على بيت والدها.
أمام شركة البدر: تسير زهرة فى الشارع متجهة إلى منزلها، فيوقفها حسام قائلا: زهرة، أقفى أرجوكى، عايز أتكلم معاكى تلتفت له زهرة قائلة: عايز إيه يا حسام، مينفش توقفنى فى الشارع كده حسام: بس انا خطيبك، ومن حقى أتكلم معاكى زهرة: إظاهر أنت مفهمتش كلامى يا حسام، أنا فسخت الخطوبة، خلاص مبقاش يربطنا حاجة.. ينظر لها حسام نظرة رجاء قانلا: لا يا زهرة، أكيد مش هتنهى كل اللي بينا عشان موقف هايف زى ده.
وهنا ينفجر البركان الخامد داخل زهرة قائلة فى صراخ: هايف؟! تشك فيا وفى أخلاقى وتقولى هايف، أمال هستنى إيه بعد كده، لما تتهمنى بالخيانة، زى ما صاحبك عمل ما فاطمة، لما الموضوع ده هايف، أمال إيه اللي يستاهل يا بشمهندس، أنا عديتلك كل حاجة كنت بتعملها معايا، كنت ببرر أى موقف وأحطه تحت بند الغيرة والحب، لكن لا، لحد وكده ومش هسكت، لأن اللي حصل ميتحطش تحت بند الحب أبدا، دا يا إما قلة ثقة، يإما مرض نفسى وعقد جواك.
حسام: طب ادينى فرصة تانية وأنا أوعدك هغير كل اللى مزعلك منى زهرة: أسفة يا بشمهندس، الطبع يغلب التطبع، ودا طبعك ومش هتغيره حسام: دا اخر كلام يا زهرة؟ زهرة: آه يا حسام، وعن إنك عشان أتأخرت وتتركه وتغادر وهو ينظر إلى أثرها فى غضب وحزن.
أمام إحدى المدافن: تقف فاطمة أمام مدفن أبيها وبعد أنا قرأت له سورة الفاتحة، تنظر إلى المدفن والدموع فى عينيها محدثة نفسها: سيبتنى ليه يا بابا، وأنت عارف إنى مليش حد غيرك، سيبتنى للدنيا تجيبنى وتودينى، طب رجعتنى مصر ليه، ليه مستنيش مع خالى، ليه خلتنى أرجع وأنت عارف إن محدش فيها بيحبنى، أنت السبب يا بابا لو مكنتش رجعتنى مصر، مكنتش هشوفه، مكنتش هقابله، مكنتش هحبه كل الحب ده، الحب اللي خلانى فضلت أضحى أتعذب طول أيامى، وهو مش حاسس، وأدى من غير ما مقابل، وأشوف سعادتى فى سعادته، وانسى نفسى عشانه، ويوم ورا يوم، والحب بيزيد والجرح معاه بيزيد، أنا بقيت لوحدى أوى يا بابا...
مبقاش ليا حد بعدك الكل بعد عنى، خلاص الكل مبقاش عايزنى، لا خالد ولا وردة ولا أى حد، حتى الوحيد اللى كنت فكراه ضهرى وسندى من بعدك، هو كمان مبقاش ينفع يفضل قريب منى، مين اللى ممكن يحمينى ويضمنى من بعدك، مين اللى ممكن اشكيله همى ويكون حضنه واسع غيرك، مين اللى ممكن يوقفلى ويجيبلى حقى وميسمحش لحد يجى عليا خلاص يا بابا أنا اتكسرت، مين يا أبويا يسندنى بعدك ميييييييين؟ يقطع حديثها صوت يأتى من خلفها قائلا: أنا يا فاطمة تنظر له فاطمة فى صدمة.
فى منزل وردة: تدخل زهرة من الباب ويبدو عليها الحزن، تقترب منها وردة قائلة: مالك يا زهرة؟ وكأنها أعطت لها الإشارة لتنهار فى أحضانها باكية وهى تقول: كان عندك حق يا وردة فى كل كلمة قولتيها... تحتصنها وردة قائلة: طب اهدى بس وقوليلى مالك؟ زهرة: خلاص يا وردة: كل حاجة أنتهت، أنا فسخت خطوبتى من حسام تنظر لها وردة فى صدمة قائلة: فسختى خطوبتك؟! طب ليه ب وقبل أن تجيبها زهرة، يرن جرس الباب، تنظر لها زهرة قائلة: تفتكرى ممكن يكون حسام؟
وردة: ممكن ليه لا، عارف إن أختى مجنونة وجاى يصالحك، ادخلى إنتى وأنا هفتحله وبعدين أندهلك تدخل زهرة إلى الداخل، وتفتح وردة الباب لتجده خالد، تنظر له وردة فى تعجب قائلة: خالد؟ خالد: أنا أسف يا وردة إنى جاى دلوقتى، بس أنا كنت عايز أطمن على فاطمة، وعرفت إنها جتلك تنظر له وردة فى ضيق قائلة: هى جتلى فعلا، بس خالد: ومتعرفيش راحت فين بعد كده؟ وردة: لا معرفش حاجة.
ينظر لها خالد فى شك قائلا: وردة إنتى حصل حاجة بينك وبين فاطمة؟ أصل مش طبيعى فاطمة تجيلك وتمشى بالشكل ده ومن غير ما تعرفى هى رايحة فين، دا سرها كله كان معاكى.. تنظر له وردة قائلة: عايز تعرف حصل إيه يا خالد، وانا قولت لفاطمة إيه، أنا بقى هقولك...
ونعود إلى فاطمة، التى تنظر إلى الشخص فى صدمة قائلة: مش ممكن، خالى يوسف ينظر لها يوسف فى إشتياق قائلا: كيفك يا بنتى، اشتقتلك كتير تنظر له فاطمة بعيون دامعة قائلة: ياااه يا خالى، كأنك حاسس بيا، أنا محتجالك أوى وتلقى بنفسها فى أحضانه وهى تبكى، يحتضنها يوسف قائلا: شو بكى يا بنتى، إيه اللى حصلك يا فاطمة، وليه؟
فاطمة: خلاص يا خالى، الكل بعد عنى، مبقاش ليا حد يخرجها يوسف من حضنه قانلا: كيف تقولى ها الشيء هلا، خالك لساه عايش وفى ضهرك فاطمة: أنت عرفت مكانى منين يا خالى؟ يوسف: أتوقعته يا بنتى، لما كلمتهم فى الفيلا وعرفت اللي حصل، قلبى حكانى إنك هنا عند عاصم فاطمة: حسيت إنى محتجاله أوى يوسف: الله يرحمه، يالا يا بنتى خلينا نروح، بدى أحكى معكى شوى...
ونعود لحديث وردة مع خالد، ينظر خالد إلى وردة قائلا: قولى يا وردة، إيه اللى حصل بينك وبين فاطمة؟ تنظر له وردة فى جمود قائلة: تقدر تقول يا خالد، إنى لأول مرة من ساعة ما عرفت فاطمة أواجهها بالحقيقة. ينظر لها خالد فى تعجب قائلا: أنهى حقيقة يا وردة؟ وردة: الحقيقة اللي كلكم خايفين توجهوها بيها، الحقيقة إن فاطمة بتحب تعيش دور المظلومة والضحية، ولو ملقتش الفرصة، بتخلق لنفسها المواقف والفرص عشان تفضل أدام نفسها وأدامكم الضحية.
خالد: إنتى بتقولى إيه، إنتى إزاى شايفة فاطمة كده، متقوليش إنك قولتليها الكلام ده؟! وردة: أه قولتهولها، وقولتيلها اللي أصعب من كده، أنا مش فاهمة أنت إزاى لحد دلوقتى واقف وبدافع عنها وبدور عليها، بعد كل اللى عملته فيك. خالد: عشان إنتى مش فاهمة حاجة؟ فاطمة فعلا ضحية ومظلومة. تصرخ به وردة قائلة: كفاية بقى تعاملونى على إنى مش فاهمة حاجة، بطلوا تخلوها مركز الكون اللى كلنا لازم نلف حواليه، منفكرش غير فيها، ومنحسش غير بمشاعرها، تنكر إنها سحبت من تحتك السجادة وخدت مكانك، تنكر إنها رجعت تنتقم منك لكرامتها، أنا مش متخيلة إزاي بعد ما عرفت بخيانتها واقف أدامى وبدافع...
يصرخ بها خالد قائلا: عشان إنتى فعلا مش فاهمة حاجة فاطمة مريضة نفسية، طول السنين اللى فاتت بتححاول تدارى مرضها عننا عشان متوجعناش، فاطمة لا خاينة ولا قاسية زى ما كلنا كنا فاهمين، فاطمة عملت كل ده عشان بتحبنا، افهمى بقى، فاطمة طول عمرها بتيجى على نفسها عشانا، وفى الأخر برضه كلنا جينا عليها..
يتركها خالد فى صدمة منها ويهم بالمغادرة، ولكن يعود لينظر إليها فى شك قائلا: وردة: فى حاجة حصلت بينك وبين فاطمة تانى؟ تهم وردة بالحديث، ولكن تقف الكلمات على لسانها، فتنظر لخالد فى تردد قائلة: لا يا خالد، هو دا اللى حصل بينا وبس. ينظر لها خالد فى شك ويتركها ويغادر، فتقع وردة على الكرسى وتنهار باكية.
فى إحدى المطاعم: تجلس فاطمة مع خالها، وتروى له كل ما حدث لها، بعد أن تنتهى ينظر لها خالها قائلا: إنتى غلطانة يا فاطمة؟ فاطمة: بعد كل اللي حكتهولك يا خالى بتقولى غلطانة، بقولك شك فيا. يوسف: يا بنتى الراجل ليه حق يشك، باللي إنتى بتحكى فيه تصرفاتك كانت مريبة، وإنتى محاولتيش حتى تبرريله إنتى بتعملى كده ليه فاطمة: المفروض يكون واثق فيا أكتر من كده.
يوسف: يا سلام، يعنى نحط جاز حوالينا وإحنا عارفين إن ممكن أى حد معدى يبقى معاه عود كبريت يولع فينا، دا كلام يا بنت أختى، الثقة موجودة مفيش كلام، لكن إحنا بشر مش ملايكة يا فاطمة، وزى ما الست بتطلب من جوزها يثق فيها، اقل حقوقه عليها الصراحة فى كل تفاصيل حياتها، مينفش تبقى مكتوبة على اسم راجل وتخبى عليه أى حاجة فى حياتك، ولاد الأصول ميعملوش كده يا بنتى.
فاطمة: ما أنا شرحت لحضرتك أنا خبيت عليه ليه يوسف: وكل اللى حكتيهولى هو كمان مش صح، إنتى غلطانة من البداية يا فاطمة، لما سبتى قلبك هو اللي يمشيكى ولغيتى عقلك، ربنا خلق لينا القلب والعقل، كفتين ميزان، مينفش واحدة فيهم تميل عن التانية، لازم دايما يوزنوا بعض، لو حكمتى عقلك ولغيتى قلبك، هتتحولى لإنسانة جامدة قاسية، ولو مشيتى باستمرار ورا قلبك من غير ما تفكرى، هتلاقى نفسك بتضيعى من غير ما تحسى، ودا اللي حصل معاكى، كل مرة كان اللي بيحدد علاقتك بخالد هو قلبك مش عقلك...،
رغم إنه أتجوز أدامك مرتين، دا كان كفيل يخليك تراجعى حساباتك، مش خالد لوحده اللى غلط يا فاطمة، حتى بعد ما أتجوزتوا إنتى رفضتى تصارحيه بحقيقة مرضك، عشان ميحسش بالذنب على كلامك، وميشوفش العذاب اللى إنتى عايشاه، ودا برضه مش صح، كان لازم تعرفى إن جوزك يعنى نصك التانى، لازم يشاركك كل تفصيلة فى حياتك، يقف جنبك فى الصعب قبل السهل، زى ما إنتى طول عمرك واقفة جنبه، للأسف يا بنتى إنتى مدتيش خالد الفرصة إنه يكون فى حياتك فى الأوقات الصعبة، عشان كده هو متعودش يشوف منك غير الحب وبس، ولما كل ده أتغير ربى الشك جوا قلبه.
تنظر له فاطمة قائلة: يااااه يا خالى، إزا مكنتش شايفة كل ده، اريتنى كنت أتكلمت معاك من زمان. يوسف: ودلوقتى يا فاطمة، أنا مستنى قرارك، عايزة ترجعى لجوزك، ولا لا، أنا شايف إن الوقت جه عشان تحسمى كل أمورك فاطمة: مش عارفة يا خالى، فى حاجات كتير عرفتها خلتنى أعيد كل حساباتى فى حياتى، عشان كده محتاجة افكر عشان أعرف أخد القرار.
يوسف: فكرى يا بنتى، وأنا هفضل معاكى لحد ما توصلى للقرار اللي يريحك، حتى لو حكمت أنقل شغالى هنا عشان أفضل جنبك، بس المهم دلوقتى تروحى للولاد اللى بقوا مسئولين منك، هما ملهمش ذنب فى كل اللى بيحصل. فاطمة: ربنا ما يحرمنى منك يا خالى.
فى شركة الصفدى: يجلس عادل على مكتبه وهو يتذكر كلمات فاطمة له "يعنى إيه، يعنى أنت بتحبنى، أنت يا عادل، يعنى لما كنت بتساعدنى وتقوينى كل مرة خالد كان بيجرحنى فيها كنت عشان حبيبتك مش أختك، يعنى لما كنت بتقرب بينى وبين خالد وبتسعى فى جوازنا كنت بتجوز حبيبتك، يعنى لما سلمتنى بإيدك لخالد يوم فرحنا كنت بتسلم بإيدك حبيبتك لغيرك، طب ليه، ليه مقولتليش، ليه سبتنى أجرحك بالشكل ده، ليه خلتنى أدوس على قلبك ومنبهتنيش، ليه مصارحتنيش بحبك ليه ملعون أبو سعادتنا اللي تخلينا نجرح الناس اللي بنحبهم سعادة إيه اللي تخلى غيرك يجرح فيا وأنت تداوى جرحى، وسايب جرحك ينزف، أنا دلوقتى كرهت نفسى وكرهت علاقتى بخالد اللى كانت سبب فى وجعك فى يوم من الأيام"...
تنزل دموع عادل رغما عنه، ويقطع شروده صوت الهاتف، لتخبره السكرتيرة بوجود خالد، يمسح عادل دموعه سريعا، ويستقبل خالد بملامح يبدو عليها الحزن، ينظر له خالد قائلا: عادل، فاطمة جاتلك؟ عادل: آه يا خالد جتلى، متقلقش، هى كويسة خالد: مش عارف ليه مش مرتاح، حاسس إن مقابلتها مع وردة كان فيها حاجة..
ينظر له عادل فى تعجب محدثا نفسه: وردة؟ يعنى فاطمة عرفت بالموضوع من وردة، للدرجة دى يا وردة. يقطع شروده صوت خالد يحرك كفه أمام وجه عادل. قائلا: إيه يا ابنى، رحت فين عادل: لا مفيش، سرحت شوية، عموما فاطمة دلوقتى فى طريقها للفيلا ينظر له خالد فى سعادة قائلا: بجد؟ يعنى خلاص فاطمة رجعت..
يوميء له عادل بالموافقة فى حزن قائلا: آه يا خالد، رجعت يهم خالد بالمغادرة، ولكن يعود مرة أخرى، فينظر له عادل فى تعجب قائلا: إيه مش هتروحلها؟ خالد: مش هينفع يا عادل، أنا جرحت فاطمة جرح كبير أوى، وأكتشفت إن كل نظرتى للأمور كانت غلط، أنا مش هقدر أواجهها عادل: بس هى محتجاك أوى دلوقتى يا خالد، لازم ترجعلها وتفضل جنبها خالد: هرجع يا عادل، بس بعد ما أحاسب نفسى على كل اللى فات، وساعتها هقدر أواجه فاطمة وأرجعها ليا وأطلب منها تسامحنى يغادر خالد مكتب عادل، ينظر عادل لأثره قانلا: الكل عارف طريقه إلا أنت يا عادل، يا ترى أخر حكايتك إيه...
رواية عاشق المجهول الجزء الثاني للكاتبة أمنية الريحاني الفصل الثامن والعشرون ( حب لا يعرف الانتقام )
فى منزل وردة: تجلس وردة مع زهرة بعد أن روت لها ما حدث معاها ومع حسام، تنظر لها وردة فى صدمة قائلة: فسختى خطوبتك؟ ليه يا زهرة؟ زهرة: عشان طلع معاكى حق فى كل كلمة قولتيها، حسام عايز يتحكم فيا وفى حياتى. وردة: لا يا زهرة إنتى فهمتينى غلط، يا حبيبتى أنا كان قصدى تحطى حدود فى علاقتكم كمخطوبين، متحسسهوش إنك واقعة عليه، لكن مش لدرجة تفسخي خطوبتك.
زهرة: أمال كنت عايزانى أعمل إيه بعد ما شك فيا، عايزانى أكمل وأتجوزه، وفى الأخر يعمل زى صاحبه يتهم فاطهة بالخيانة تنظر لها وردة فى حزن قائلة: فاطمة؟! زهرة: أيوا يا وردة، فاطمة، فاطمة اللى فتحت عينيا على الدنيا عليكى وإنتى بتحكيلى قصة حبها لخالد، فاطمة اللى قصتها هى وخالد مر عليها سنين وسنين، وفى الأخر بعد كل الحب اللى ادتهوله، شك فيها ومداش نفسه فرصة واحدة يشوف الحقيقة، تخيلى بقى دا خالد وفاطمة اللي يعرفوا بعض من سنين، أمال أنا وحسام اللي علاقتنا عمرها شهور.
وردة: الثقة ملهاش علاقة بالعمر سنين ولا الأيام زهرة: أمال ليها علاقة بإيه يا وردة، فاطمة كانت عملت إيه عشان خالد يشك فيها، فاطمة اللي كانت بتدى الكل من غير ما تفكر هتاخد إيه، فاطمة اللي مفيش حد موقفتش جنبه وتقترب من وردة قائلة: فاطمة اللى لما تعبتى وأنتوا فى ثانوية عامة وجالك دور حمى، كانت بتجيلك كل يوم تراجع معاكى الدروس عشان ميفوتكيش حاجة، ورغم إن كلنا قولنلها إن الدكتور قال محدش يقرب منك عشان ميتعديش، هى ما مسمعتش الكلام، والنتيجة إنها هى كمان خدت نفس الدور.
فاطمة اللى لما عرفتى إن والدها نقل القاهرة وإحنا كنا لسه فى إسكندرية فضلتى تعيطى. فاطمة اللى كانت بتعتبرك أختها مش بس صديقتها، ولما جيتى تتجوزى كانت مبتفارقيش وكل يوم تنزل معاكى، رغم إنها كانت لسه عروسة، فاطمة اللى لبستك الطرحة بإيديها يا وردة، فاطمة اللى بكت وإنتى بتتزفى عروسة فى الكوشة، فاطمة يا وردة...
تضع وردة يديها على أذنيها مقاطعة إياها وهى تصرخ قائلة: كفاية يا زهرة، اسكتى كفاية. تنظر لها زهرة قائلة: يبقى أنا كان عندى حق يا وردة، شكى كان فى محله لما شكيت إن فى مشكلة بينك وبين فاطمة، بس لا يا وردة، متغميش عينك على حقيقة عمرها سنين، فاطمة مش بس صاحبتك، فاطمة اللى دايما كانت أقربلك منى، أوعى تصدقى أى كلمة تتقال عليها، أوعى تكونى إنتى كمان ضدها زيهم، إلا ضربة الصديق يا وردة، دى بتوجع أووى.. ترتمى وردة فى احضان زهرة منهارة فى البكاء قائلة: فاطمة.
فى فيلا خالد: يركض جميع الأطفال تجاه فاطمة التى تحتضنهم فى حب وتحمل حسن الصغير وتقبله فى إشتياق، ينظر لها جاسر فى إشتياق قائلا: أنا زعلان منك يا ماما، كده تسيبينى وتمشى، مش قولتلك أنا هبقى معاكى ومش هخلى حد يزعلك. تنظر له فاطمة فى دموع قائلة: حقك عليا يا حبيبى انا خلاص مش هسيبكم تان.
فاطمة الصغيرة: وحشتينى أوى يا ماما، متمشيش وتسيبينى تانى فاطمة: عمرى يا حبيبتى ما هبعد عنكم تانى أبدا رضوى: لو مشيتى خدينا معاكى فاطمة: حاضر يا رضوى تنظر فاطمة لعادل الصغير الواقف بعيدا قائلة: إيه يا عادل، واقف بعيد ليه يا حبيبى، أنا موحشتكش زيهم.
يحتضنها عادل قائلا: لا طبعا وحشتينى، بس حسيت إن اللحظة دى من حقهم لوحدهم تحتضنه فاطمة قائلة: لا يا عادل، متقولش كده، أنت زيك زيهم ابنى، أنت عارف لما بعدت كنت مطمنة عشان أنت جنبهم، أنا عرفت بكل اللى عملته وأنا مش موجودة، وعمرك ما خيبت ظنى فيك يا عادل. عادل: أنا عملت الصح يا ماما فاطمة، البيت ده بيتك إنتى وأخواتى وبس تملس فاطمة على وجهه قائلة: وبيتك أنت كمان يا يقاطعهما صوت رضوى قائلة: وبابا يا ماما مش هيرجع هو كمان. تنظر فاطمة ليوسف، ليبادلها نظرة ذات معنى، فتنظر إلى الفراغ وتفكر فى شيء ما.
فى منزل وردة: تدخل زهرة وراء والدتها فى غرفتها، تنظر إليها أمها قائلة: تعالى يا زهرة، عايزة أتكلم معاكى زهرة: خير يا ماما أم زهرة: حسام كلم أبوكى، وقاله إنك فسختى الخطوبة تنظر زهرة فى قلق قائلة: كلمه؟ وبابا ...بابا رأيه إيه؟ أم زهرة: يا بنتى أبوكى طول عمره مربيكم على الحرية هو قالى شوفى زهرة عايزة تعمل إيه وهو معاكى، لو مش عايزة حسام، خلاص هو مش هيجبرك تكملى معاه وتقترب منها أمها قائلة: صارحينى يا زهرة، إنتى فعلا مش عايزة تكملى مع حسام، وعايزة تسيبيه؟
زهرة: أنا مش عايزة أسيبه يا ماما، بس هو غلط فى حقى غلط كبير، ولو سامحت فى شكه فيا، هفتح الباب لحاجات كتير بعد كده والدة زهرة: يعنى إنتى عايزاه، صح؟ توميء لها زهرة بالموافقة، لتكمل والدتها قائلة: خلاص يبقى تربيه. تنظر لها زهرة فى إستفهام قائلة: أربيه؟ والدة زهرة: آه يا زهرة تربيه، تعرفيه غلطه، وفى نفس الوقت تحافظى عليه تنظر زهرة إلى الفراغ قائلة: أربيه إ!
فى اليوم التالى: فى فيلا الصفدى: ينزل عادل إلى الأسفل ويتوجه إلى غالية التى تجلس على مائدة الطعام وأمامها فاطمة وشهاب، ينظر عادل إلى غالية قائلا: صباح الخير يا ماما غالية: صباح النور يا ابنى، اقعد افطر عادل: لا مليش نفس، أنا شايف إنك خدتى على فاطمة وشهاب أوى تنظر لهما غالية فى حب قائلة: يااااه يا عادل، متتصورش مالين عليا البيت إزاى، خصوصا الواد شهاب الشقى ده، بيفكرنى بيك، نسخة من شقاوتك وانت صغير..
عادل: أنا مبسوط إنك بقيتى بتحبيهم يا ماما غالية: طبعا وهما كمان بقوا بيحبونى تنظر لفاطمة وشهاب وتكمل حديثها قائلة: صح يا ولاد فاطمة وشهاب فى صوت واحد: صح يا تيتة عادل: طب عال، أطلع منها أنا بقى، بس شكلك قايم رايق النهاردة يا ماما عكس اليومين اللى فاتوا غالية: يووووه يا عادل، مش اطمنت على فاطمة يا ابنى، متتصورش قلبى كان مخلوع عليها إزاى، الحمد لله إنها رجعت بيتها بالسلامة ومعاها خالها كمان.
ينظر لها عادل فى حزن قائلا: الحمد لله يا ماما إنها رجعت تنظر له غالية نظرة غامضة قائلة: عادل ! فى حاجة حصلت بينك وبين فاطمة ينظر لها عادل دون رد، لتكمل فى شك قائلة: هى عرفت إنك .. يوميء لها عادل رأسه فى حزن، لتكمل قائلة: معقولة، طب عرفت منين؟ عادل: تخيلى عرفت منين، من وردة تنظر له غالية فى صدمة قائلة: وردة، معقولة وردة تعمل كده؟! عادل: وردة بقى عندها إستعداد تعمل أكتر من كده غالية: متزعلش منها يا ابنى، وردة عاملة زى الطير المدبوح، بيفرفر فى كل حتة عادل: عارف يا ماما، عارف وحاسس بيها غالية: ربنا يا ابنى يهديك للصواب ويصلحلك الحال.
فى شركة البدر: تجلس زهرة على مكتبها، فيدخل عليها حسام قائلا: صباح الخير يا زهرة، ممكن أتكلم معاكى شوية؟ زهرة: خير يا بشمهندس حسام؟ حسام: بشمهندس حسام؟! زهرة أنا حسام خطيبك وحبيبك، مش معقولة تنهى كل ده فى لحظة غضب، أرجوكى إدينى فرصة تانية، وأنا أوعدك أصلح اللي فات. زهرة: ماشى يا حسام، أنا موافقة أديك فرصة تانية، بس مش وإحنا مخطوبين. حسام: يعنى إيه؟
زهرة: يعنى أعتبر خطوبتنا مع وقف التنفيذ، لحد ما تثبتلى إنك فعلا أتغيرت، ساعتها ممكن نرجع لبعض حسام: أيوا، بس.... يقطع حديثهما صوت شادى من خلفهما قائلا: أنا أسف على المقاطعة، بس الساعى بلغنى إنك سألتى عليا تنظر زهرة لحسام، ثم تعيد النظر لشادي قائلة: أيوا يا أستاذ شا دى، كنت عايزة أراجع ميزانية خطة التسويق دى مع حضرتك ينظر لها حسام فى غضب قائلا: نعععععم، ودا من إمتى إن شاء الله؟
تنظر له زهرة فى هدوء قائلة: فى حاجة يا بشمهندس حسام؟ ينظر لها حسام فى ضيق قائلا: لا مفيش، عن إذنكم يخرج حسام وهو غاضب، بينما ينظر شادى إلى زهرة قائلا: هو إيه الحكاية بالظبط؟؟
فى شركة الصفدى: يدخل عادل الشركة فى طريقه إلى مكتبه، فتوقفه السكرتيرة قائلة: أخت حضرتك منتظراك فى المكتب من بدرى يبتسم عادل قائلا: معقولة، فاطمة؟! يتوجه عادل إلى المكتب قائلا: فاااطم... ولكن يقطع كلمته حين يجد أنها أخته غادة بالفعل، ينظر لها عادل فى إمتعاض قائلا: غادة؟! غادة: إيه يا عادل، كأنك شفت عفريت على الصبح، مالك؟ عادل: مفيش، مش متعود أشوفك فى الشركة غادة: لا أتعود بقى، لأن من هنا ورايح هتشوفنى كتير، عشان أنا قررت آجى أباشر أملاكى بنفسى.
ينظر لها عادل فى إستفهام قائلا: أملاك إيه مش فاهم؟ غادة: نصيبى فى الشركة، ولا نسيت إن ليا نصيب فى الشركة من ورث بابا الله يرحمه، ولا فاكر إن فاطمة هى الوحيدة اللي شريكتك. عادل: بس هى دى الحقيقة، فاطمة الوحيدة هى اللى شريكتى، الشركة دى ملكيش أى نصيب فيها. تنظر له غادة فى إستنكار قائلة: ماليش نصيب إزاى إن شاء الله، ولا ناوى تاكل حقى عليا وتديه للهانم فاطمة.
ينظر لها عادل قائلا فى غضب: غادة لمى لسانك، أنا مش هاكل حقك، بس دى الحقيقة، بابا الله يرحمه قبل أما يموت كتب نصيبه فى الشركة باسمى، وكتب نصيب ماما فلوس باسمها فى البنك، أما نصيبك فلو ناسية إنتى خدتيه قبل ما تتجوزى وبابا عايش، ولا ناسية المبالغ الضخمة اللى كنتى بتسحبيها من بابا أول بأول، هو أعتبرها نصيبك فى الورث، يعنى الشركة دى محدش شريكى فيها غير فاطمة، لا ومش فاطمة بس فى حد مهم أوى نسيته، جاسر ابن خالك عاصم.
غادة: يعنى إيه، يعنى عايز تقولى إنى طلعت من المولد بلا حمص، وكل حاجة راحت برضه لفاطمة؟! عادل: متناقضيش نفسك يا غادة، إنتى خدتى وخدتى كتير أوى، بس إنتى طمع الدنيا عامى عينيكى، وعايزة تاخدى كل حاجة حتى لو من حق غيرك. تتوجه غادة إلى الباب فى غضب قائلة: لسه فى حاجة واحدة مخدتهاش يا عادل، حقى من فاطمة الحديدى، وأوعدك إنى هخده قريب أوى وتتركه وتغادر فى ضيق منه قائلا: كل مادى بتبقى أصعب وأبشع يا غادة، ويا خوفى من اللي جاى على فاطمة وعليكى.
فى فيلا خالد: تجلس فاطمة مع الأطفال وخالها يتناولون الإفطار، ينظر يوسف إلى فاطمة قائلا: ها يا فاطمة، فكرتى فى كلامى يا بنتى؟ تنظر له فاطمة قائلة: آه يا خالى فكرت يوسف: ويا ترى وصلتى لقرار فى موضوع خالد ولا لسه؟ فاطمة: وصلت يا خالى، وقرارى هتعرفى النهاردة إن شاء الله، بس الأول أنا عايزة أطلب من حضرتك طلب.
على شاطيء الإسكندرية: يجلس خالد على شاطيء البحر شارادا، يتذكر كل ما حدث مع فاطمة، وتمر أمامه بعض المشاهد: "فاطمة: أرجوك خليك عندك متقربش، أنا خلاص تعبت. خالد: تعبتى؟! تعبتى منى؟ فاطمة: تعبت من كل مرة بتقرب فيها منى، وأقول خلاص هرتاح واكمل الباقى من حياتى فى حلم جميل معاك، وانت كل مرة تفوقنى على صدمة، والاقى الحلم الوردى أتحول لكابوس، كفاية بقى، أنا قلبى مبقاش حمل صدمات تانى، أقرب وابقى فى حضنك وافرح وفى لحظة تقلب كل حياتى من تانى. خالد: أنا بحبك يا فاطمة وإنتى عارفة فاطمة: اللى بيحب حد مبيشوفش غيره، اللي بيحب حد مبيجرحوش، اللي بيحب حد مبيخونوش، وانت عملت كل ده يا خالد، انا من ساعة ما عرفتك وأنا بتوجع بس، بفرح أوقات بسيطة أوى، وباقى حياتى وجع"
"خالد: خير يا مدام، لسه فى حاجة مقولتهاش تلتفت له فاطمة قائلة: أعتقد إنى لسه مقولتش حاجة أصلا، لسه مردتش على الأسئلة الكتير اللي سألتها دلوقتى. تقترب منه فاطمة قائلة: عندك حق، أنا فعلا مبقتش فاطمة اللي حبيتها وأتجوزتها، فاطمة اللي عاشت عمرها كله بتحبك وبتفكر فيك قبل ما بتفكر فى نفسها، أنا فعلا بقيت واحدة تانية، ليه بقى لأسباب كتير، عندك وقت تسمعها...
تزفر فى حرارة وتكمل حديثها قائلة: ليه؟! عشان كل لحظة حسستنى إنى مهمة عندك وبعدها فوقتنى على صدمة. عشان كل لحظة فكرت فيها فيك قبل أفكر فيا عشان كل مرة خبيت عنك وجعى عشان مزعلكش تكمل حديثها وقد غلبتها الدموع قائلة: عشان كل مرة جيتلى تعترفلى بحبك لواحدة غيرى وتدوس على قلبى من غير ما تحس. عشان كل مرة كنت بترمى فى حضنى وجعك وعمرك ما فكرت فى وجعى عشان كل مرة كنت بحضر فيها فرحك وأشوفك فى حضن واحدة غيرى واستحمل واصبر عشان كل مرة كنت بداوى جرحك عشان تبقى سعيد على حساب جرحى أنا..
أنت عملتلى محاضرة دلوقتى وطلعت نفسك البطل حامى الحمى اللي ربى وحافظ وأدى الامان، ومفكرتش فى كل مرة جرحتنى فيها، نسيت كل مرة كنت بتبلغنى فيها إنك هترتبط بواحدة تانية، وتقعد تحكيلى عن حبك وهيامك ليها، وأنا كنت بالنسبة ليك مهمشة حاجة أتعودت تبقى موجودة فى حياتك، نسيت إن فى اليوم اللي فسخت فيه خطوبتى وأختارتك، أنت اخترت غيرى، نسيت أنك خلفت مرة وأتنين من غيرى ورغم كده كنت أم لكل ولادك لمجرد إنهم حتة منك، أنا استحملت كل ده، ويوم ما طلبت منى انسى واسامح عملت كده، سامحتك ونسيت كل حاجة ووافقت أبدأ معاك من جديد.
وتكمل حديثها فى صراخ قائلة: وفى الأخر خونتنى أيوا يا خالد خونتنى، وافقت تخلى واحدة زى دى بتشتغل عندك لمجرد إنها بترضى غرورك كراجل، كنت مستمتع بدور الراجل المتجوز اللي بتغريه واحدة تانية، كنت بتفكر فى نفسك وفى إرضاء رجولتك ونسيت إنك كده بدوس عليا وعلى أنوثتى.
عارف كان إحساسى إيه لما سمعتك بتكلم حسام، عارف كان منظرى إيه أدام نفسى وأنا الست اللي فضلت بتحب راجل طول عمرها، ويوم ما بقى جوزها، حب يكسر الملل بواحدة غيرها، عارف كان إحساسى إيه وأنا شايفة ملامح الإستمتاع فى وشك وأنت فاكر إنك بتحلم بخيانتى، مستمتع بلمسة غيرى ليك، مستمتع بقرب غيرى منك، آآآآه لو يعرف كل راجل هو بيكسر الست إزاى بخيانته ليها الخيانة مش جسم وبس، الخيانة مشاعر إحساس رغبة".
"تنظر فاطمة إلى الأرض، فيرفع خالد وجهها بأطراف أنامله وينظر إليها قائلا: ردى عليا يا فاطمة، خلاص مبقتش بالنسبة لك الأمان، مبقتيش بتطمنى بوجودى زي الأول. تحتضن فاطمة نفسها بذراعيها قائلة: أنا خايفة يا خالد خايفة أوى. خالد: خايفة من إيه يا فاطمة، خايفة منى؟ تنهال الدموع على وجه فاطمة قائلة: خايفة من كل حاجة، أنت زى ما بتقول كنت بالنسبة لى الأمان، بس حبك علمنى الخوف يا خالد، خايف أقرب والأقيك أنت تبعد، خايفة تجرحنى، خايفة أتوجع تانى منك يا خالد، خلاص مبقاش فى قلبى مكان للوجع، مبقتش مستحملة، وخايفة أبعد عنك، انا مقدرش أبعد عنك يا خالد. وتكمل فاطمة فى إنهيار قائلة: مش قادرة يا خالد، بحبك لدرجة إنى ممكن أموت لو بعدت عنى"
"خالد: من ساعة ما رجعتى، أو بمعنى أصح رجعتك غصب عنك، وأنا حاسس إنك متغيرة، فيكى حاجة غريبة، مش إنتى فاطمة اللى ربتها على إيدى، فاطمة اللي كنت بفهمها من نظرة عينيها، كل ما كنت بقرب منك كنتى بتبعدى عنى، وأنا مش عارف إيه السبب، لما كنتى بتقوليلى إنك هتشوف فاطمة جديدة مكنتش بصدقك، كنت واثق دايما إن فاطمة مهما تعمل جواه لسه أبيض ولسه قلبها بينبض بحبى، حتى لما جيتى وشاركتينى فى الشركة وطلبتى تبقى مكانى، الكل كان شايفنى الراجل اللي مراته مشيته وخدت مكانه، اللي بقى بياخد أوامر من الست بتاعته، لكن أنا كنت شايفها عند منك، كبر ورافضة تبينى إنك بتساعدينى أخرج من محنتى، أديتلك ألف عذر، كل مرة حاولتى تهيننينى وتكسرينى فيها كنتى بدورلك على أعذار، وأقول لا فاطمة مش ممكن تعمل كده يا خالد، هى بس بتعاقبك وشوية وهترجعلك فاطمة حبيبتك اللي تعرفها، لا كنت غلطان، كنت غبى أيوا غبى، لأن فاطمة اللي أعرفها وحبيتها ماتت، وأتخلق فاطمة تانية كل همها تنتقم منى وتكسرنى، بس مجاش فى بالى إن يوصل بيكى الإنتقام إنك تكسرينى فى شرفى يا فاطمة...
تنظر له فاطمة وقد ملأت دموعها وجهها قائلة: شرفك؟! أنت قصدك إيه؟ خالد: قصدى إن خلاص يا مدام، عرفت إنك خاينة، بتخونينى مع راجل تانى بعد كل الحب اللي حبتهولك تنظر له فاطمة فى صدمة قائلة: أنا خاينة؟! خالد: أيوا خاينة، مش هو دا السر اللي بعدك عنى طول الفترة اللى فاتت، عرفت ليه كل لما كنت بقرب كنتى إنتى بتبعدى، عشان عارفة إن يوم هتقربى هعرف بخيانتك، هحس بيها".
"يتنفس خالد بقوة ويغمض عينيه فى آلم، وبعدها يفتحهما من جديد قائلا: إنتى طالق يا فاطمة"
يعود خالد إلى الواقع ويضع وجهه بين كفيه وقد نزلت دموعه رغما عنه، ليقطع شروده صوت قادم من جانبه قائلا: كنت واثقة إنك هتبقى هنا. ينظر خالد إلى صحابة الصوت فى تعجب، يتحول إلى صدمة قائلا: فاطمة! ويهم أن يقترب منها، ولكن توقفه بيدها قائلة: خليك عندك يا خالد، أنت خلاص مبقتش جوزى يعنى مينفعش تقرب منى.
تنظر فاطمة إلى البحر وتكمل حديثها قائلة: من ساعة ما عرفتك وانا حياتى بقت مرتبطة بيك، مكنتش مصدقة يعنى إيه إنسان يربط حياته بانسان تانى هو أصلا مش شايفه ولا حاسس بيه، إزاى أقدر أحب إنسان وابنى كل حياتى على سعادته، وهو حتى مش قادر يشوف حبى، إزا أبقى مش قادرة أرتبط بحد غيره، وهو بيحب مرة وأتنين وقلبه مفتوح لأى حد عايز يدخل، لحد ما عرفت إجابة سؤالى، لما أكتشفت إنى حبى ليك مكنش غير مجرد مرض، أيوا يا خالد، حبك بقى بالنسبة لى مرض، إدمان بيجرى مع الدم، مش متخيلة اللحظة اللي هتبعد فيها عنى، كنت حاسة فى أى لحظة إنك ممكن تسيبنى وإنى ساعتها هموت، ولقيت نفسى من غير ما أحس الحب بيتحول جوايا لخوف، خوف من كل حاجة، كنت بستنى اللحظة اللى هتجيلى فيها تقولى أنا خلاص يا فاطمة أكتشفت إنى كنت غلطان، وإن مش إنتى الانسانة اللى كنت عايز أكمل معاها حياتى، يااااه كابوس أنا حياتى كانت عبارة عن كابوس من الخوف والحب المرضى، بس حقيقى يا خالد أنا جاية النهاردة وفى اللحظة دى عشان أشكرك..
ينظر لها خالد فى إستفهام قائلا: تشكرينى؟ تشكرينى على إيه؟ فاطمة: أشكرك إنك قدرت تخرجنى من الكابوس، إنك قدرت تفوقنى، اللحظة اللى وقفت أدامى وأتهمتنى فيها بخيانتك، كانت هى اللحظة اللى فوقت فيها، كلامك كان عامل زى الشومة اللى عمالة تضرب فوق دماغى عشان تفوقنى، كنت عاملة زى فاقد الذاكرة اللي محتاج حد يضربه عشان يفوقه، وكملت جميلك لما رميت عليا يمين الطلاق، كنت مستنية تقول للمأذون لا دى مراتى حبيبتى ومش هتخلى عنها، مش هطلقها، بس انت طلقتنى، طلقتنى يا خالد، ودى كانت الضربة التانية اللى بعدها مفيش غير حل من أتنين يا أفوق للأبد، يا أموت بعدها، كنت فى لحظة هيأنس وأفقد حياتى، بس ربنا كريم معايا أوى فوقنى، وورانى حقيقتى، حقيقة ضعيفة هشة، سندت على حقيقة أضعف وهى حبك، ونسيت الحقيقة اللي الكل لازم يسند عليها، وهى إيماننا بالله، فوقت فى اللحظة المناسبة قبل ما أنتحر، وقررت أفوق نفسى، جريت على دكتور أيمن وطلبت منه أتعالج مهما كلفنى الأمر، وأنا دلوقتى أدامك يا خالد بقولك خلاص، أنا بفضلك أتعافيت من حبك.
ينظر لها خالد قائلا فى حزن: فاطمة أرجوكى، أنا عارف إنى غلطت فى حقك كتييييير أوى، وعارف إن مفيش كلام ممكن يصلح اللى عملته، بس أنا فعلا بحبك، ومش قادر أبعد عنك. ترفع فاطمة يدها فى وجهه قائلة: وأنا خفيت يا خالد، ومش ناوية أرجع تانى لحب مرضى كان هيوصلنى للانتحار، أنا أسفة يا خالد، أنت يمكن تكون الانسان الوحيد اللى حبيته، يمكن يكون المشكلة كانت فيا مش فيك، يمكن يكون أنا حبيتك بطريقة غلط، معرفتش أفهمك صح، يمكن يكون العيب منى، بس الأكيد انى مش هقدر أرجع، مش هقدر أخسر نفسى تانى بعد ما كسبتها، مش هقدر يا خالد، أرجوك سامحنى مش هقدر.
ينظر لها خالد فى حزن قائلا: يعنى مفيش أمل؟ فاطمة: طول الانسان عايش، أكيد الامل الموجود، بس الأمل فى إيه، هو دا المهم، صحيح قبل ما أمشى يا خالد فى حاجة واحدة أعتقد دا وقتها إنك تعرفها، لما رجعت الفيلا جالى أستاذ سيد المحامى فى اليوم اللى أتفقتوا تعرضوا فى جزء من اسهم الشركة للبيع، وحكالى كل اللي حصل، وقالى على الشخص المجهول اللى كان بيحاربك، يومها كلمت خالى يوسف، وطلبت منه باتصالاته يعرفلى مين الشخص ده، وفعلا قدر يعرف مين هو.
ينظر لها خالد فى قلق قائلا: مين يا فاطمة اللي كان بيحاربني؟ فاطمة: علوان الصعيدى، جوز غادة بنت خالك، أو بمعنى أصح هى اللي كانت بتحاربك عن طريقه. ينظر لها خالد فى صدمة قائلا: مش ممكن، مستحيل؟
فاطمة: المستحيل إنك تصدق إنى أنا اللي ممكن أحاربك، يومها خالى أقترح عليا أروح أنا واشترى الأسهم منك وأوقف الشركة على رجلها من تانى، بس كنت عارفة إن حركة زى دى كانت هتجنن غادة أكتر وأكتر، ودا كان هيخليها تزود الحرب على الشركة، وممكن ساعتها مكناش نقدر نوقفها، عشان كده طلبت من شاد يساعدنى إننا نحاول نوصلك إن إحنا اللى بنحاربك طول الفترة دى، وإنى أشتريت نصيبك عشان انتقم منك للى عملته فيا، وطبعا الكلام ده لما وصل لغادة كان كفيل يخليها سعيدة، ويخليها كمان توقف الحرب عليك، وتكتفى بأنها تشوفنا وإحنا ضد بعض كإنتقام مننا، وهو دا فعلا اللي حصل.
ينظر لها خالد فى صدمة ممزوجة بالسعادة قائلا: يعنى إنتى يا فاطمة معملتيش كده عشان تنتقمى منى صح؟ فاطمة: أنا عمرى ما فكرت أنتقم منك يا خالد، لأن الحب عمره ما يعرف الإنتقام. تتركه فاطمة وتغادر فى صدمة منه وهو ينظر لأثرها فى ضياع.
فى المساء: تجلس فاطمة فى غرفتها تتذكر كل مواقفها مع عادل من أول لقاء حدث بينهما، وكل موقف كان لها هو الداعم والسند، وتتردد كلماته إلى أذنيها.
"عادل: أيوا يا ماما، أنا اللي دورت عليها، وجبتها على هنا، كنت عارف إن هنا أكتر مكان هيحافظ عليها، وإن مفيش زى حضن عمتى اللي هيحميها ويضمها، فاطمة دى بنت خالى، عارفة يعنى إيه يعنى دمى ولحمى، أنا عملت اللي كان حضرتك المفروض تعمليه، ولولا خوفى عليها من رد فعلك كنت جبتها على الفيلا"
"تنظر فاطمة إلى حقيبة الهدايا قائلة: إيه دى يا أبيه؟ عادل: دى هدية نجاحك يا فاطمة تأخذ فاطمة الحقيبة من عادل، وتنظر فيها لتجدها موبايل من أحدث الأنواع. فاطمة: متشكرة أوى يا أبيه، كلفت نفسك ليه؟ عادل: مكلفتش نفسى ولا حاجة يا فاطمة، إنتى ناسية إنك بنت خالى وغالية عندى، وبعدين هو أنا مش زى خالد يعنى"
"عارفة يا فاطمة، يوم ما جيتى الفيلا عندنا وماما أتخانقت معاكى، ساعتها كان أول مرة أشوفك، وبالرغم من كده كان جوايا إحساس قوى إنك قريبة منى، ولما عرفت من بابا إنك بنت خالى، جريت أدور عليكى زى المجنون، كنت بدعى من جوايا ألاقيكى، ولما شوفتك خايفة وخدتك فى حضنى حسيت ساعتها إنى أنا اللي بطمن نفسي بوجودك مش بس بطمنك، لكن غصب عنى أضطريت أوديكى عند عمتى عشان أبعدك عن غضب ماما وجرحها ليكى، كنت بحاول أكون قريب منك دايما، بس إنتى مكنتيش شايفة أى حاجة بعملها، كان دايما تركيزك مع خالد حتى لو عملك أقل منى كنتي بتبقى مبسوطة، أنا بعترف إنى كنت بغير عليكى من خالد"
"فاهمك؟! دا مفيش حد فى الدنيا فاهم اللي إنتى بتقوليه ده قدى تنظر له فاطمة فى تعجب قائلة: اشمعنى؟ أبيه عادل هو حضرتك محبتش قبل كده؟ ينظر لها عادل نظرة طويلة، وبعدها ينظر إلى الفراغ قائلا فى مرح مصطنع: أحب إيه يا بت إنتى، هو أنا عبيط، ما أنا شايف جنابك إنتى وخالد الحب مبهدلكم إزاي، حد يجيب وجع القلب لنفسه"
"وتقترب منه قائلة: المهم أنت يا عادل تفضل جنبى وقت محتجاك، أنا خلاص مليش حد غيرك ينظر لها عادل فى حب ممزوج بالحزن: عمرى ما هتخلى عنك يا فاطمة" "لحد ما أعترفت لنفسى إنى بحبك، أيوا يا فاطمة بحبك، مش أختى، لا بحبك إنتى فاطمة بقلبها وحبها وطيبتها، بحب فاطمة الانسانة، عشان كده كنت علطول بتحجج بالشغل وأسافر، لكن عمرى ما قدرت أنسى الحب ده، بعدك عنى كان بيزود حبك فى قلبى مش بينقصه"
فى اليوم التالى: يجلس عادل فى مكتبه فى الشركة، يدق الباب فيأذن للطارق بالدخول ظنا منه أنها السكرتيرة، ليتفاجيء بدخول فاطمة، يقف عادل مكانه فى صدمة قائلا: فاطمة؟ تنظر له فاطمة وهى مبتسمة قائلة: معلش دخلت من غير ما أقول للسكرتيرة، بس قولت إنى ليا حق أدخلك فى أى وقت من غير ميعاد، ولا إيه؟ ينظر لها عادل فى تردد قائلا: آه طبعا يا فاطمة، دى شركتك إنتى كمان تقترب منه فاطمة قائلة: عادل، أنا جاية النهاردة أسألك سؤال واحد عادل: أسألى يا فاطمة فاطمة: تتجوزنى يا عادل !!
رواية عاشق المجهول الجزء الثاني للكاتبة أمنية الريحاني الفصل التاسع والعشرون ( حب لا يعرف الانتقام )
تقترب منه فاطمة قائلة: عادل، أنا جاية النهاردة أسألك سؤال واحد عادل: أسألى يا فاطمة فاطمة: تتجوزنى يا عادل! ينظر لها عادل فى صدمة قائلا: إيه، إنتى بتقولى إيه يا فاطمة، إنتى أكيد بتهزرى صح؟ فاطمة لا يا عادل مبهزرش، أنا بتكلم جد، أنا بسألك عندك إستعداد تتجوزنى، مفتكرش إن فى حاجة تمنع أنت ابن عمتى، يعنى مش محرم عليا، دا غير إنى دلوقتى واحدة مطلقة ينظر لها عادل فى إستفهام قائلا: طب ليه دلوقتى، ليه فكرتى تتجوزينى دلوقتى عشان عرفتى إنى بحبك مش كده؟
فاطمة: لا يا عادل، مش بس كده، عشان كل لحظة كنت أنت دايما الدعم والسند ليا، عشان أنا لحد دلوقتى موقعتش عشان أنت ساندنى، عشان أنا كنت فاهمة الأمان غلط وشايفاه مع حد تانى، وهو فى الحقيقة معاك أنت، عشان أكتشفت إن الحب مش لوحده اللى بيخلق السعادة، وإن فى حاجات كتير الإنسان محتاجها عشان يبقى مرتاح وسعيد، الحاجات دى كانت بتبقى معاك أنت...
يغمض عادل عينيه فى آلم قائلا: لو كنتى قولتيلى الكلام ده من كام سنة فاتت، يمكن كنت هبقى أسعد إنسان فى الدنيا، بس دلوقتى مينفعش يا فاطمة.. فاطمة: وإيه اللى يمنع يا عادل؟ عادل: اللى يمنع حاجات كتير أوى، لأن فى خالد واللى عمرك ما هتقدرى تحبى غيره، وأنا كمان فيه فى حياتى وردة واللى ليها حق عليا، مش بس كده ابنى اللى جاى، وابنك، وفاطمة الصغيرة ورضوى وعادل الصغير وجاسر، يااللااااه دى موانع كتير أوى يا فاطمة..
تضرب فاطمة المكتب فى غضب قائلة: وفى كمان عادل الصفدى، ليه دايما تنساه، ليه دايما حاطه أخر القايمة، أنت من حقك تعيش ولو للحظة سعيد، مش هتفضل عايش طول عمرك تضحى عشان سعادة ناس تانية، وصدقى لو على وردة أنا هقنعها وهقولها إنى مش هسببلكم أى إزعاج فى حياتكم، وهتفضل مراتك وابنك هيتربى وسطكم، بس أفضل جنبك يا عادل.
يواليها عادل ظهره قائلا فى حزن: مينفعش يا فاطمة، مينفعش دا جنان. تنظر له فاطمة فى حزن قائلة: إظاهر إنى بشحت منك الحب يا عادل، أنا آسفة إنى فرضت نفسى عليك تهم فاطمة بالمغادرة، ولكن يوقفها صوت عادل قائلا: متمشيش يا فاطمة أرجوكي. يقترب منها عادل ويكمل حديثه بعينين يملأهما الحب قائلا: متتصوريش قد إيه كنتى بحلم باليوم اللى تعرفى فيه أنا بحبك قد إيه، وعلى قد ما حلمت باليوم ده، على قد ما كنت عارف إنه هيبقى أصعب يوم فى حياتى، أنا موافق نتجوز يا فاطمة، موافق أدخل الحرب طالما هبقى جنبك ومعاكى.
فى منزل وردة: تجلس وردة فى غرفتها وتتذكر حديث زهرة عن فاطمة وتعود إليها ذكرياتها مع فاطمة، لتجد الدموع تنهال على وجهها رغما عنها، تفتح وردة أحد الأدراج بجانبها وتخرج منه صورة لها هى وفاطمة فى المدرسة، تنظر إليها وردة فى حزن قائلة: سامحينى يافاطمة، أنا عارفة إنى جرحتك غصب عنى، وعارفة إنك ملكيش ذنب فى حب عادل ليكى، دا يمكن تكون صدمة ليكى، بس غصب عنى، غصب عنى يا فاطمة جرحتك.. تنظر وردة إلى الفراغ، وبعدها تتحرك نحو دولابها وتفتحه..
فى قيلا خالد: ينظر يوسف إلى فاطمة فى صدمة قائلا: إنتى أتجننتى يا فاطمة، إيه اللى بتقوليه ده، عادل إيه اللى عايزة تتجوزيه، دا بدل ما تقوليلى هرجع لخالد واعمر البيت اللى أتخرب. فاطمة: يا خالى أفهمنى، أنا أكتشفت إن عادل عاش نفس الجرح والوجع اللى عيشته مع خالد، عادل كان بيحبنى، وانا مكنتش شايفة حبه ليا، يعنى كل العذاب اللى عيشته فى حب خالد، عاشه عادل فى حبى.. يوسف: ودا مبرر إنك تتجوزيه؟ فاطمة: عادل إنسان غالي عليا أوى يا خالى، ووقف جنبى أكتر مما تتخيل كان بالنسبة لى السند والدعم، أنا كده كده حكايتى مع خالد أنتهت، وطالما مش هقدر احقق السعادة لنفسى، ليه مرجش السعادة للناس اللى..
يوسف: وإنتى كده بقى هترجعى السعادة للناس اللى بتحبيهم، إنتى عارفة كام واحد هيتوجع بجوازك من عادل فاطمة: وحضرتك عارف، كام مرة عادل أتوجع وهو بيفكر فى الناس دى كلها، كام مرة أتجرح من غيرما حد يحس بجرحه، على الاقل من حقه يعيش السعادة ولو لمرة واحدة زى ما كلهم عاشوها وجربوها.
يوسف: وإنتى؟ هتبقى سعيدة مع عادل يا فاطمة فاطمة: يا خالى، أنا اكتشفت إن مش الحب لوحده اللى بيخلق السعادة، أنا محتاجة حب وأمان واحتواء، وأنا واثقة إن عادل هيدينى كل ده. يوسف: مش عارف أقولك ايه يا بنتى، أتمنى تكونى فاهمة إنتى بتعملى إيه فاطمة: أرجوك يا خالى، خليك جنبى وأدعمنى فى أى قرار هخده إن شاء الله يقطع حديثهما صوت كريمة قائلة: أنا أسفة قاطعتكم وتنظر لفاطمة وهى تكمل حديثها قائلة: وردة صاحبتك مستنياكى تحت يا بنتى تنظر لها فاطمة فى صدمة قائلة: وردة؟
فى إحدى السجون: يجلس علوان يرتشف إحدى السجائر وهو مرتدى زى السجن، وبجانبه إحدى الأشخاص، ينظر له علوان قائلا: ها إيه الأخبار؟ الشخص: كله تمام يا باشا علوان: يعنى هتبردوا ناري منها؟ الشخص: عيب يا باشا، كلها يوم ولا يومين، ويجيلك الخبر اللى يحرق قلبها ويفرح قلبك علوان: وأنا مستنى، يا ما نفسى أنتقم منك يا غادة، وأخد بتارى منك..
ونعود لفاطمة ومواجهتها لوردة تنزل فاطمة إلى الأسفل، لتجد أمامها وردة، تنظر لها وردة نظرة طويلة، ثم تحتضن فاطمة وهى تبكى قائلة: سامحينى يا فاطمة، أنا أسفة بجد معرفش قولت اللى قولته إزاى، أنا بجد مكنش قصدى أجرحك، بس أنا كنت موجوعة أوى ومش عارفة أنا بقول إيه..
تقف فاطمة جامدة، وتتجمد الدموع فى عينيها، فتخرج وردة من حضنها، وتنظر إليها قائلة: إنتى مبترديش عليا ليه يا فاطمة، إنتى زعلانة منى صح، أنا عايزاكى تقدرى موقفى، متتصوريش أنا كنت بتوجع إزاى وأنا عايشة مع عادل، وعارفة إنه بيحبك، بس أان عارفة إنك ملكيش ذنب فى كل ده، وعارفة إنك أحسن منى وهتسامحينى.
تتمسك فاطمة فى ملابسها فى قلق، لتكمل وردة قائلة: فاطمة إحنا طول عمرنا ملناش غير بعض، وأنا محتجاكى أوى الفترة دى، زى ما إنتى... ولكن تقاطعها فاطمة قائلة وهى تصرخ: كفاية يا وردة، أرجوكى كفاية وردة: لا مش كفاية مش كفاية، أنا مش هسامح نفسى على أى كلمة قولتلهالك. فاطمة: فى حاجة لو عرفتيها، معرفش مين اللى المفروض يسامح مين. تنظر لها وردة فى إستفهام قائلة: فى إيه يا فاطمة، وحاجة إيه اللى بتتكلمى عليها؟
تنظر لها فاطمة قائلة فى تردد: أنا... أنا... عادل... وردة: أتكلمى يا فاطمة، إنتى وعادل إيه، فى إيه؟ فاطمة: أنا وعادل هنتجوز يا وردة. تنظر لها وردة نظرة طويلة فى صدمة، تبادلها فاطمة نظرة قلق من رد فعلها، ولكن تتفاجيء فاطمة بوردة تضحك بصوت عالى قائلة: كده صح، لا بجد برافو، كده النهاية الصح، علفكرة أنا كنت متوقعة دا يحصل، واستغربت إنه أتأخر، إنتى صح يا فاطمة، إنتى صح، ما هو يعنى مينفعش عادل يبقى بيحبك، ومتتجوزوش..
تقترب منها فاطمة فى حذر قائلة: وردة، أرجوكى اسمعينى، أنا. تقاطعها وردة قائلة فى جدية وحزم: إنتى إيه يا صاحبتى، يا صديقة عمرى، يا أختى، إنتى مغصوبة على الجوازة، لا، علفكرة يا فاطمة، أنا مش زعلانة، لا بجد مش زعلانة، لأن انا وعادل عمرنا ما كنا شبه بعض، عمر ما كان فى بينا نقطة نتقابل فيها، لكن صح إنتى وهو لايقين أوى على بعض، وعشان أثبتلك إنى مش زعلانة، أنا هجى بنفسى يوم الفرح، وهلبسك بنفسى الطرحة، بس يا ترى العريس قالك إنه عنده ولد وبنت، ولا كدب عليكى إنتى كمان.
تنظر لها فاطمة فى تعجب قائلة: ولد وبنت؟! قصدك إيه؟ آه قصدك على شهاب وفاطمة تنظر لها وردة فى سخرية قائلة: إنتى عارفة انا مش بقولك إنتى وهو شبه بعض، صحيح الطيور على أشكالها تقع وتتركها وردة وتغادر فى صدمة منها.
فى شركة البدر: تدخل زهرة مكتبها، لتجد حسام يجلس على الكرسى فى إنتظارها، تنظر له زهرة فى تعجب قائلة: بشمهندس حسام، فى حاجة؟ حسام: لا مفيش، كنت عايزة أسألك على حاجة فى الشغل؟ زهرة: طب مبعتليش مع السكرتيرة ليه؟ حسام: تقدرى تقولى بتلكك عشان آجى أشوفك تنظر له زهرة فى حب، ولكن تتمالك نفسها قائلة: أحم، طب خير فى إيه؟ حسام: كنت هسألك على خطة تسويق مشروع الابراهيمية، خلصتيه ولا لسه؟ زهرة: آه تمام قربت أخلصه، شغالة عليه أنا وأستاذ محيي، وعملت الكمان الميزانية بتاعته وظبطتها مع شادى. حسام: طب تمام ويهم حسام بالمغادرة، لتوقفه زهرة قائلة: طب إيه، مش هتقولى اشتغلتى مع محيي ليه، ولا كلمتى شادى ليه؟ حسام: لا يا زهرة، أنا واثق فيكى، وعارف إنك بتتعاملى فى حدود الشغل، وعمرك ما تسمحى لحد يتجاوز حدوده معاكى
تنظر له زهرة فى حب، فيبتسم لها ويغادر، تنظر زهرة لأثره فى هيام قائلة: بحبك يا حسام وتكمل حديثها فى مرح قائلة: بس إيه ده، مش هيغير تعصب وكده، دا إيه الملل ده.
فى شقة خالد بالاسكندرية: يجلس خالد شاردا، فيقطع شروده صوت هاتفه، ليجده شادى، يجيب خالد على الهاتف قانلا: أيوا يا شادى...لا ما هى جتلى وأتكلمت معايا... لا شكلها مش ناوية تغير رأيها... يعنى إيه... يقف خالد فى غضب قائلا: أنت بتقول إيه... مين اللى قالك الكلام ده.... لا أنا نازل مصر حالا.
فى فيلا الصفدى: تجلس غالية صامتة دون أى رد فعل، وأمامها عادل، ينظر لها عادل فى تعجب قائلا: ساكتة ليه يا ماما؟ غالية: هقول إيه يا عادل؟ عادل: قولى رأيك، قولى موافقة، مش موافقة، قولى أى حاجة غالية: يا ابنى أنا لو قولت أى كلمة أكيد هتظلم أى حد، لو قولت موافقة يبقى بظلم خالد ووردة، ولو قولت مش موافقة هبقى بظلمك يا ابنى، مش عارفة، أول مرة أكون مش عارفة أرد. عادل: أنا كمان يا ماما فى حيرة غالية: عارفة يا ابنى، اصعب حاجة لما يكون الخيار بين قلبك ووفاءك لأقرب الناس ليك.
يقطع حديثهما صوت الخادمة تعلن عن وصول خاد، فيدخل عادل إلى مكتبه ليستقبله، ينظر له خالد فى غضب قائلا: أهلا، أهلا بأخويا وصديق عمرى، أهلا بتوأمى اللى مفارقنيش فى حياتى أى لحظة. عادل: آه، يبقى أكيد الخبر وصلك خالد: طبعا وصلنى، ودى حاجة تستخبى، دا مش برضه المفروض كنت تعرفنى، دا حتى أنا اللى مربيها، وأعتبر أقرب حد ليها، ينفع أعرف من برة يا عادل بيه أنك هتتجوز مراتى. عادل: لا معلش، اسمها طليقتك، أنا هتجوز طليقتك، فى فرق يا خالد. خالد: أممم، عندك حق، فعلا فى فرق، بس يا ترى الفرق ده أنت تعرفه من إمتى؟ عادل: قصدك إيه؟
خالد: قصدى يعنى بتحب مراتى من إمتى يا عادل، يعنى لما كنت بجى وأشتكيلك منها، كنت بشتكى لأخويا ولا الراجل اللى بيحب مراتى، يعنى لما كنت بحكيلك عليا أنا وهى، كنت بتبصلها إزاى، يعنى لما كنت بأمنك عليها وأعتبرك زى أخوها، كنت أنت شايفها ساعتها أختك ولا.. عادل: كفاية يا خالد لو سمحت، الكلام دا مبقاش ينفع، لأننا لو فتحنا فيه، كلنا هننجرح.
يصرخ فيه خالد فى غضب قائلا: لا مش كفاية، لأنى من حقى أفهم، من حقى أعرف كنت بتفكر فى مراتى إزا، كأختك ولا حبيبتك يصرخ به عادل قائلا: قولتلك كفاية يا أخى، ولو دا اللى هيريحك، يبقى حبيبتى، أيوا يا خالد فاطمة حبيبتى من زمان، من قبل ما أنت حتى تشوفها، أنا بحب فاطمة من قبل ما أنت ما تعرف بحبها، بحبها وأنا شايفها بتكبر أدامى يوم ورا يوم، ومش قادر أصارحها بالحب ده.
ينظر له خالد فى صدمة قانلا: طب ليه، ليه جوزتهالى لما أنت بتحبها، ليه أصلا لفت نظرى لحبها، ليه مقولتش دى فرصة وقربتلها، ليه؟ ينظر له عادل فى حزن قائلا: عشان هى مكنتش شايفة غيرك وغير حبك وبس، سعادتها كانت معاك أنت مش معايا. خالد: ودلوقتى سعادتها معاك؟ ينظر له عادل دون أى رد. خالد: خلاص يا عادل، إجابتك وصلت، مكنتش أتصور فى يوم إن الضربة القاضية لما تجيلى،تجيلى من اقرب اتنين ليا فى حياتى ويتركه خالد ويغادر فى حزن منه قائلا: فتحتى النار علينا يا فاطمة، وربنا يستر من اللي جاى.
بعد مرور عدة أيام: يجلس عادل مع فاطمة فى إحدى المطاعم، تنظر فاطمة إلى عادل قائلة: جهزت كل حاجة عشان الفرح يا عادل؟ عادل: آه يا فاطمة، كل حاجة جاهزة متقلقيش ينظر لها عادل فى تردد، لتبادله نظرته قائلة: مالك يا عادل، عايز تقولى حاجة؟ عادل: فاطمة، إنتى متأكدة من قرارك؟ لسه فى وقت نرجع فيه تنظر له فاطمة قائلة: لو أنت مش متأكد إنك بتحبنى، يبقى أنا كمان مش متأكدة إنى عايزة أتجوزك.
عادل: وعارفة نتايج اللى هيحصل بعد جوازنا فاطمة: عارفة، ومستعدة لكل اللي جاى تصل فاطمة إلى الفيلا، لتجد يوسف ومعه الأطفال فى إنتظارها ويبدو عليهم الحزن، تنظر لهم فاطمة قائلة: فى إيه مالكم يا ولاد؟ فاطمة الصغيرة: إحنا زعلانين منك يا ماما فاطمة: ليه يا فاطمة يا حبيبتى زعلانة من ماما؟ رضوى: عشان إنتى خلاص مبقتيش عايزانا نعيش معاكى.
تنظر لها فاطمة فى صدمة قائلة: مين اللى قال كده يا رضوى، إنتوا ولادى يا حبيبتى وعايشين معايا فاطمة الصغيرة: لا مش هنعيش معاكى، إنتى هتجيبى بابا جديد غير بابانا، وكده مش هينفع نعيش معاكى، إحنا عايزين نعيش مع بابا وبس جاسر: أيوا يا ماما، إحنا عايزين بابا خالد تنظر له فاطمة قائلة: حتى أنت يا جاسر، أنت مبتحبش عمو عادل؟ جاسر: بحبه عمو عادل عشان هو ابن عمتو غالية، لكن هو مش بابا، أنا معرفش غير بابا خالد تنظر فاطمة إلى عادل الصغير قائلة: وأنت يا عادل إيه رأيك أنت كمان؟
عادل: أنا ماليش يا ماما، فاطمة ورضوى وجاسر ليهم رأى لأن من حقهم يطلبوا يعيشوا مع باباهم، لكن أنا كده كده غريب بينهم، ماليش بابا، بدور على الحنان مع أى حد بيحبنى، لكن لو حضرتك بتسألينى عن رأيي، أنا صحيح بحب خالو عادل، بس أنا لما جيت هنا، جيت أعيش وسط الأسرة الصغيرة اللي محاوطها حب بابا خالد وماما فاطمة، كيان صغير على بعضه مينفعش حتة منه تنفصل، مترابط بحب أهم فردين فيه، حضرتك وبابا خالد، وأنا شخصيا معرفش ينفع حد فى الكيان ده يتغير ولا لا.
تنظر له فاطمة فى صدمة، وقد غلبتها دموعها، وتنظر إلى يوسف الذى يضع يده على كتفها قائلا: قولتلك يا حبيبتى القرار مش سهل تصعد فاطمة إلى غرفتها وتنهار على سريرها باكية. بعد مرور يومين، وتحديدا يوم فرح فاطمة وعادل، يجلس خالد فى مكتبه حزينا شاردا، يدخل عليه كلا من شادى وحسام، ينظر له حسام قائلا: وبعدهالك يا خالد، هتفضل فى الحالة دى لحد إمتى؟ يرفع خالد عينيه لحسام قائلا فى حزن: عيازنى أعمل إيه يعنى يا حسام؟ شادى: يعنى إيه، هتستسلم، هتسيبها تتجوز غيرك، هضيعها منك للمرة الألف، أنت حتى محاولتش تتكلم معاها ولا ترجعها عن موقفها خالد: هقولها إيه يا شادى، هقولها هتتجوزى غيرى ليه هقولها بيعتينى ليه ورحتى تتجوزى أخويا وعشرة عمرى، تفتكر فى كلام ممكن يتقال ساعتها.
شادى: بس فاطمة بتحبك، وأنا واثق إنها لسه بتحبك، وإنك لو رحت وأتكلمت معاه هترجع عن قرارها، يمكن بس محتاجة تشوف تمسكك بيها، يا أخى أعمل موقف واحد فى حياتك تثبتلها بيه إنك بتحبها بجد ومش عايزها تضيع منك، هو أنت كده علطول مستسلم، فاطمة فسخت خطوبتها منى قبل جوازنا بأيام عشان مقدرتش تبعد عنك، ورغم إنها مكنش عندها أى امل تحس حتى بحبها، وأنت مستكبر حتى تواجهها ينظر له خالد فى صدمة من حديثه دون أى رد، فينظر شادى لحسام قائلا: يالا يا حسام إظاهر مفيش فايدة، العند بين الاتنين دول بيهد كل حاجة وهما واقفين يتفرجوا ويخرج حسام وشادى ويتركا خالد فى حيرته وحزنه
فى فيلا الصفدى: تجلس فاطمة تستعد فى الغرفة، وبجانبها غالية، تنظر فاطمة إلى نفسها فى المرآة، وتعيد ذكريات زفافها مع خالد وكيف كانت فى قمة سعادتها فى هذا اليوم، تخرج فاطمة من شرودها على صوت غالية قائلة: مالك يا فاطمة؟ فاطمة: مفيش يا عمتى، سرحت شوية تقترب منها فاطمة قائلة: عمتى إنتى مش فرحانة؟ غالية: صدقينى يا بنتى، لو كان اليوم ده جه قبل حاجات كتير ما تحصل، كانت سعادة الدنيا كلها مش هتكفينى، بس مش قادرة أفرح سامحينى. فاطمة: ليه يا عمتى، دا النهاردة فرحى أنا وعادل...
غالية: عشان رغم إن النهاردة فرحك على عادل ابنى، واللي عارفة هو بيحبك قد إيه، مش شايفة الفرحة فى عينيكى، الفرحة بتنور الوش يا فاطمة، بتخلى العين تلمع، وإنتى عينيك حزينة يا بنتى، أنا شوفت فرحتك يوم فرحك على خالد، وشوفت عينيكى كانت بتلمع إزاى لكن دلوقتى عينيكى مطفية فاطمة: صدقينى يا عمتى، هى مسألة تعود مش أكتر غالية: ربنا يا بنتى يهديلك الحال، أنا هنزل أتمم على باقى التجهيزات على ما تخلصى تترك غالية فاطمة التى تعود إلى بحر أحزانها من جديد، وتنزل إلى أسفل، لتتفاجيء بوجود خالد، تنظر له غالية قائلة: خالد،تعالى يا ابنى، أنا مش عارفة أقولك إيه ينظر لها خالد فى حزن قانلا: متقوليش حاجة يا مرات خالى، أنا عراف إن كلنا مفيش كلام نقدر نقوله النهاردة، بس أان عندى طلب عايزه من حضرتك، وعارف إنه طلب صعب، بس أعتبريه رجاء تنظر له غالية فى إستفهام قائلة: طلب إيه يا خالد؟
ونعود لغزفة فاطمة التى رغما عنها تفتح حقيبتها وتخرج منها صورة لها مع خالد، تنظر فاطمة للصورة فى حزن وتمسح دموعها، ليقطع شرودها صوت يأتى من خلفها قائلا: وتفتكرى كده حليتى مشكلتك وقدرتى تتعافى من حبى؟ تنظر فاطمة للصوت، لتجده خالد، تنظر له فاطمة ف صدمة قائلة: خالد؟ إيه اللى جابك هنا؟
خالد: جيت أسألك عملتى ليه كده يا فاطمة، إنتى قولتى إنك عايزة تتعافى من حبى، مقولتيش إنك عايزة تهربى، ليه يا فاطمة تبيعينى وتروحى تتجوزى، وتختارى مين عادل، عادل اللى يبقى بالنسبة لى تؤامى مش بس أخويا، لسه يا فاطمة مصممة تكسرينى وتكسرى نفسك قبلى. فاطمة: أنا مبكسركش يا خالد، أنا بدور على الإنسان اللى يحبنى بجد ويقدر يحافظ عليا خالد: وإنت هتقدرى هتحبيه يا فاطمة، هتقدرى تديله من حبك وقلبك زى ما ادتيلى، هتقدرى تخيلى كل حياتك وقلبك ميشوفش غيره، هتقدرى يا فاطمة. وهنا تنهار فاطمة قائلة: كفاية بقى يا أخى، إنتى إيه خدتن جارية عبدة، مش كفاية اللى شوفته فى حبك والوجع اللى عيشته طول السنين اللي فاتت، للدرجة دى مستخسر فيا أرتاح وأعيش مع حد يقدر يحبنى ويقدرنى، للدرجة دى أنت أنانى ومبتفكرش غير فى نفسك وبس.
خالد: أنا مش أنانى يا فاطمة، أنا بحبك فاطمة: وأنا كمان يا خالد كنت بحبك، بس الحب لوحده مش كفاية من غير قوة تحميه يقترب منها خالد قائلا: أرجوكى يا فاطمة راجعى نفسك، أنا مش هقدر أعيش من غيرك فاطمة: أرجوك أنت يا خالد، سيبنى أكمل حياتى، لو فعلا بتحبنى فكر فيا وفى راحتى ينظر لها خالد فى حزن قانلا: يعنى مفيش فايدة يا فاطمة؟ تنظر له فاطمة دون أى رد، ليكمل فى يأس قائلا: ماشى يا فاطمة، طالما راحتك وسعادتك مع عادل زى ما بتقولى أنا هسيبك تعملى اللي إنتى عايزاه، ومش هقف أدام سعادتك، دا لو هى دى فعلا سعادتك ويتركها خالد ويغادر وسط بكاؤها التى لم تستطع أن تخرجه.
فى المساء فى منزل أهل وردة: تستعد وردة للخروج، فتوقفها زهرة قائلة: رايحة فين يا وردة؟ أوعى تقوليلى رايحة الفرح وردة: أيوا يا زهرة رايحة، ولازم أروح وأشوف بعينى تمن خيانتى، أشوف أقرب اتنين ليا وهما بيخونونى زهرة: ناوية على إيه يا وردة؟ وردة: متخافيش يا زهرة، أنا بس هديهم أخر درس فى حياتهم قبل ما أخرج منها زهرة: طب أنا جاية معاكى، مش هسيبك تروحى لوحدك.
فى فيلا الصفدى: يصعد عادل إلى أعلى ليحضر فاطمة، يدخل عادل الغرفة ليجد فاطمة ترتدى فستان الزفاف وبجانبها غالية، يقترب عادل بعينين يملأهما الحب من فاطمة قائلا: جاهزة يا فاطمة؟
توميء له فاطمة على مضض، فيمسك زراعها متجها إلى أسفل، وسط الأغانى وتهنئات المدعوين، وعينين خالد التى تراقبهما فى حزن ودموع، يجلس عادل أمام المأذون وأمامه فاطمة التى ينتفض جسدها من القلق والخوف، ينظر المأذون لفاطمة قائلا: ها يا عروسة، هتبقى وكيلة نفسك ولا هتوكلى حد عنك؟
وقبل أن تجيب فاطمة، يقاطعها صوت خالد قائلا. أنا هبقى وكيلها ينظر الجميع لخالد فى تعجب، وتنظر له فاطمة فى صدمة، بينما يتوجه إليه عادل قائلا: خالد، ناوى على إيه؟ خالد: ولا حاجة يا عريس، ولا ناسى إن فاطمة دى تربية إيدى وتخصنى برضه، أنا هبقى وكيلها، ولا عندك مانع. عادل: لا معنديش، أتفضل. يجلس خالد أمام عادل بجوار المأذون وهو ينظر لفاطمة التى تملك القلق منها، ويمسك المأذون ببطاقة كلا من خالد وعادل، وينظر لهما قائلا، أنا عايزة أعرف مين فيكم العريس ينظر له عادل قائلا: أكتب يا مولانا، أسم العريس... ونكمل الفصل القادم والأخير إن شاء الله، ومفاجأت كتير وأحداث غير متوقعة...