أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتدى جنتنا، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .

المنتدى للقرائه فقط -- للمشاركه انتقل الى منتديات جنتنا الجديده -forums.janatna.com





رواية عاشق المجهول حب لا تراه الشمس

تجلس أمام مرآتها تعتدل من زينتها، فكانت بحق جميلة، ترتدى فستان طويل من اللون الأسود المطرز، وتضع القليل من مساحيق التجمي ..



16-11-2021 06:59 مساء
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 

t21928_6326
تجلس أمام مرآتها تعتدل من زينتها، فكانت بحق جميلة، ترتدى فستان طويل من اللون الأسود المطرز، وتضع القليل من مساحيق التجميل التى لم تستطع إخفاء براءتها، بعد أن أنتهت تقف أمام المرآة تنظر لنفسها فى رضا وتتجه إلى الشرفة الكبيرة الموجودة فى شقتها والموضوع عليها تورتة صغيرة فقط، تقترب من التورتة وتمسك فى يدها عدة شمعات، تضعهم فى التورتة ببطيء شديد واحدة تلو أخرى وهى شاردة وتحدث نفسها قائلة: سنة بتمر ورا سنة، وعمرى ما قدرت أنسى اليوم ده، اليوم اللي قابلتك فيه وبقيت أهم شخص فى حياتى تنظر إلى التورتة فى شرود وتعود بالزمن للوراااااااااء...
رواية عاشق المجهول الجزء الأول للكاتبة أمنية الريحاني الفصل الأول

( حب لا تراه الشمس )

أمام إحدى الفلل العريقة فى الإسكندرية:
تقف فتاة صغيرة لم يكمل عمرها الثلاثة عشر أعوام أمام الفيلا، وبجانبها رجل كبير فى السن يمسك يدها فى حرص قائلاً: بصى يا بنتى، أنا كده عملت اللي عليا، دا العنوان اللي والدك أدهولى، وقالى إنك هتلاقى أهلك هنا

تنظر له الفتاة بعيون راجفة قائلة: بس أنا خايفة يا عم نوح
نوح: خايفة من إيه يا بنتى، دول أهلك، وهيبقوا أحن عليكى من أى حد
وينظر لحارس الفيلا قائلاً: لو سمحت يا ابنى، يحيي بيه موجود؟

الحارس: لا يا حاج مش موجود حالياً
نوح: ولا غالية هانم؟
الحارس: لا غالية هانم موجودة جوا، هى وعادل بيه
نوح: طب إديها يا ابنى خبر إن حد عايز يقابلها

توجه الحارس لإبلاغ غالية، بينما يربت نوح على ظهر فاطمة قائلاً: يالا يا بنتى، الهانم جوا أهى، وأكيد هتفرح لما تشوفك
تتشبث به بتلقائية، ليمسك يدها فى حنان قائلاً: متخافيش، وافتكرى دايماً إنتى مين وبنت مين

فى داخل القصر:
يقف عادل أمام المرآة يصفف شعره ويضع عطره وهو يتحدث فى التليفون قائلاً: يا ابنى خلاص أنا لبست ونازل أهو

(عادل الصفدى: شاب وسيم، وهو الأبن الأكبر ليحيى الصفدى فى السنة الأخيرة من كلية السياسة والأقتصاد )

يستعد عادل لجمع كتبه، ولكنه يتوقف حين يسمع صوت شجار عالى يأتى من الخارج، يعتليه صوت والدته غالية، فيركض مسرعاً نحو الصوت، ليجد والدته تتشاجر فى الاسفل مع فتاة صغيرة لا تتجاوز الثلاثة عشر عام

تلقى غالية بعض الأورق فى وجه الفتاة الصغيرة التى تبكى بشدة، وهى تقول فى غضب: إنتى فاكرة شوية الورق دول هيخلونى أصدق إنك بنت عاصم، هو أى واحدة نصابة تيجى تقولى إنى بنت أخوكى هصدقها

الفتاة وهى تبكى فى براءة قائلة: نصابة، صدقينى يا طنط أنا مش نصابة، بابى هو اللي قالى أجى على حضرتك، وقالى إنكم أهلى وهبقى فى أمان وسطيكم، وأنا معرفش حد تانى أروحله

غالية: روحى يا شاطرة من مطرح ما جيتى، بكفيانا نصابين وولاد شوارع

تمسك الفتاة حقيبتها الصغيرة فى حزن شديد، وتتجه إلى الباب تجر فى قدميها لا تعلم إلى أى مكان ستذهب، ينظر لها عادل فى شفقة، وتتقابل أعينهم فى نظرة طويلة، نظرته لها نظرة إرتياح وشفقة، ونظرتها له نظرة خوف ورجاء، بعد خروج الفتاة ينظر عادل إلى والدته متساءلاً: مين دى يا ماما؟

غالية: ملكش دعوة أنت يا عادل، دى بنت نصابة
يركض عادل إلى الأعلى محدثاً والده فى الهاتف، ويحكى له كل ما حدث

أما عن الفتاة التى خرجت من باب الفيلا فى قهر، تبحث عن نوح أملاً منها أن تجده ينتظرها، ولكن يتلاشى الأمل سريعا حين لا تجده، تنظر الفتاة حولها لا تعلم إلى أى مكان ستذهب، فهى لأول مرة تخط قدماها هذه البلد ولا تعلم أى شيء عنها

أما فى الداخل بعد أن روى عادل ما حدث لوالده يتفاجيء به يصيح قائلاً: والبنت راحت فين يا عادل؟
عادل: معرفش، ماما طردتها برة الفيلا، ومعرفش راحت فين؟
يحيى: تقب وتغطس وتلاقيها، البنت دى لازم تلاقيها بأى شكل
عادل: أنا مش فاهم حاجة، هى مين دى، وليه حضرتك بتقولى لازم ألاقيها؟
يحيي: البنت دى تبقى بنت خالك





عادل: بنت خالى؟!

يحيي: أيوا بنت خالك عاصم، يعنى لحمك ودمك، يعنى لازم تلاقيها وتحافظ عليها، وأول ما تلاقيها وديها لعمتك مريم لحد ما أرجع من السفر وأتصرف معاها
عادل: ايوا يا بابا بس...

يحيي: مفيش وقت للكلام، لما أرجع هفهمك كل حاجة، المهم دلوقتى تحافظ على عرضك ولحمك، عادل، البنت دى بقت أمانة فى رقبتنا، مفهوم؟
عادل: حاضر يا بابا

فى خارج الفيلا:
تجلس الفتاة بعيداً عن الفيلا على أحد الأرصفة خائفة، تضم نفسها بذراعيها محاولة بث الطمأنينة إلى نفسها، وتنتفض ناظرة حولها مع أى قطة أو كلب يمر بجانبها، بعد قليل شعرت بسيارة تقف أمامها، وينزل منها شخص ما متجهاً نحوها، فأمسكت حقيبتها فى ذعر وركضت محاولة الهرب، ولكنه ركض تجاهها وأمسكها

فى داخل الفيلا:
تسير غالية فى توتر داخل حجرتها محدثة نفسها: كنت فاكرة إن صفحتك أنطوت من زمان، من ساعة ما أخترت تبعد عننا وتعصانا وتروح تتجوز الهانم، ومكنتش عارفة إن الصفحة دى هتتفتح تانى بعد أكتر من 13 سنة، بس لا يا عاصم صفحتك هقفلها من تانى زى ما قفلتها زمان

ونعود للفتاة التى أمسكها الشخص فى ذعر منها قائلة: أنت عايز إيه، أنا مش معايا أى حاجة أديهالك، أنا ...

يضع الشخص يده على فمها فى حنان، ويضمها إليه محاولاً تهدئتها قائلاً: هشششششش، بس يا حبيبتى متخافيش، أنا مش عايز آذيكى، أنا ابن عمتك

تنظر له لتجده نفس الشخص الذى قابلته داخل الفيلا أثناء خروجها، مازال جسدها ينتفض داخل حضنه، فيضمها إليه فى حنان قائلاً: اهدى، خلاص أنا معاكى، مفيش حاجة هتحصلك وأنا معاكى
تنظر له وشفتاها تنتفض قائلة: بس عمتى طردتنى، أنا مش نصابة

عادل: أنا عارف إنك مش نصابة، وعارف إنك بنت خالى، ممكن تهدى بقى وتيجى معايا
الفتاة: على فين؟
عادل: هنروح نشرب أى حاجة فى أى مكان لحد ما تهدى
يمسك عادل يدها ويدخلها سيارته، ويتحرك بها

فى إحدى الفنادق فى إنجلترا:
يقف يحيي فى شرفة حجرته محدثاً نفسه: ياه يا غالية، لسه قلبك قاسى، كل السنين اللي فاتت مقدرتش تحنن قلبك على أخوكى، وصلت بيكى تطردى بنته، طب ذنبها إيه البنت الصغيرة دى، يمكن يكون الذنب الوحيد ليها إنك أنت أهلها

ويتذكر هذه المكالمة الهاتفية التى أجراها مع عاصم قبل سفره بيومين يوصيه فيها على إبنته إذا وصلت مصر فى أى وقت، وأنه يخشى أن يحدث له شيء ويتركها فى الدنيا وحيدة، خاصة وهو يعلم مدى قسوة أخته غالية، ولكن يحيي طمأنه أنها ستكون فى حمايته إذا حدث أى شيء

فى إحدى المطاعم:
يجلس عادل بجانب الفتاة التى تشرب كوب من عصير البرتقال
عادل: ها بقيتى أحسن؟
الفتاة: الحمد لله، أنت طيب أوى، مش زى عمتو
عادل: معلش، هى بس تلاقيها اتفاجئت بيكى، بصى انا معرفش حكايتك إيه، بس اللى متأكد منه دلوقتى إنك بنت خالى، وطالما طلعتى بنت خالى يبقى مهمتى أحافظ عليكى وأحميكى لحد ما بابا يرجع من السفر...
تااااابع اسفل
 
 



16-11-2021 07:06 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [1]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية عاشق المجهول حب لا تراه الشمس
رواية عاشق المجهول الجزء الأول للكاتبة أمنية الريحاني الفصل الثاني

( حب لا تراه الشمس )

فى منزل مريم:
تقوم بتقطيفها، يدق جرس الباب فتترك ما بيدها وتتوجه لفتح الباب، لتتفاجيء بحضور عادل ولم تنتبه لمن معه
مريم: إزيك يا ابن غالية، أخر ما أفتكرت إن ليك عمة تسأل عليها
عادل: معلش بقى يا مريومة، إنتى عارفة الإمتحانات، الله ريحة الأكل تجنن وحشنى أكلك أوى
مريم: أيوا يا واد أضحك عليا بكلمتين، عامل زى أبوك، يغيب عليا بالشهور، وفى الأخر يجى يضحك عليا بكلمتين.

عادل: دا من العشم يا عمتى، قوليلى خالد فين؟
مريم: نايم لسه مصحيش، كان سهران بيذاكر، أدخل صحيه
عادل: لا استنى بس، أنا معايا ضيفة
تنظر له مريم فى تساؤل قائلة: ضيفة ؟!
يجذب عادل يد فاطمة الواقفة بعيد فى خجل إلى الداخل قائلاً: أدخلى يا فاطمة
تنظر لها مريم ببعض الإرتياح الذى تملك قلبها بعد أن رأتها، ثم تنظر لعادل متساءلة: مين دى يا عادل؟
عادل: دى فاطمة يا عمتى، بنت خالى عاصم
مريم: عاصم ؟!

عادل: أيوا خالى عاصم، مستغربة ليه، بصى بابا هيحكيلك كل حاجة لما يرجع من السفر، بس دلوقتى إحنا محتاجينها تقعد عندك كام يوم، لحد ما بابا يرجع ويشوف هيعمل معاها إيه
مريم: وأمك يا ابنى مش هتضايق لما تعرف إن بنت أخوها عندنا
نظر لها عادل نظرة هى وحدها تفهمها، فنظرت فى شفقة إلى فاطمة الخافضة رأسها فى حزن، لتربت على كتفها فى حنان قائلة: أدخلى يا بنتى، واعتبرى إن البيت بيتك، وأنا زى والدتك
فاطمة فى خجل: أسفة يا طنط، لو هضايقكم، بس أنا معرفش حد هنا و...
مريم: متقوليش كده يا بنتى، إنتى هتنورينا، وبعدين إحنا فى الأخر أهلك برضه ولا إيه؟

لتوميء لها فاطمة رأسها وعلى شفتيها إبتسامة رضا، يقطع حديثهم صوت قادم من الداخل قائلاً: ماما، يا ماما، يا حاجة مريم
تنظر فاطمة إلى الصوت، لتجد شخص يخرج من الحجرة يفرك عينيه فى كسل من أثار النوم، يفتح الشخص عينيه على صورة فاطمة، فتتسع عينيه ناظراً إليها فى دهشة قائلاً: مين دى؟

فى فيلا الصفدى:
تسير غالية فى الفيلا فى غضب واضح، تدخل غادة الفيلا بعد حضورها من الجامعة، لتجد والدتها على هذه الحالة
غادة: هاى يا مامى
غالية: أهلا يا غادة
غادة: مامى مالك، شكلك مضايق؟
غالية: أنا مش مضايقة، أنا هطق
غادة: ليه فى إيه ؟
غالية: متشغليش بالك إنتى، والزفت أخوكى ده معرفش راح فين هو كمان ؟
غادة: تلاقيه فى الجامعة
غالية: ماشى يا حبيبتى، اطلعى غيرى هدومك، ونتكلم بعدين

ونعود لمنزل مريم: يفرك الشخص عينيه فى كسل، ليفتحهما على صورة هذا الملاك الواقف أمامه، يظل ينظر أمامه فى دهشة، وشعر للحظة وكأنه يحلم، أحس وكأن هذه الفتاة الواقفة أمامه والتى لم تتعدى الإثنى عشر عاما تجذبه إليها ببراءتها، شعر وكأنها خطفت قلبه، ظل ينظر إليها فى فضول ودهشة، وهى لم تستطع أن تمنع نفسها أن تبادله نفس النظرات، ليقطع نظراته قائلاً: مين دى؟

مريم: تعالى يا خالد، دى فاطمة، بنت خال عادل
(خالد حسن شاب فى كلية الهندسة فى السنة النهاية،عمره 21 عام، وهو ابن عمة عادل )

يتحدث خالد ومازالت عيناه على فاطمة: بنت خالك إزاى يا عادل، أول مرة أعرف إن ليك بنت خال
عادل: دى بنت خالى عاصم، قصة كبيرة هنفهمها كلنا لما بابا يرجع إن شاء الله من السفر
شعرت فاطمة بالخجل من نظرات خالد لها فأخفضت عينيها إلى أسف، ليقترب منها خالد قائلاً: أهلا يا فاطمة، أنا خالد، ابن عمة عادل
فاطمة فى تردد: أهلا بحضرتك

فى فيلا الصفدى:
تجلس غالية مع غادة تقص عليها ما حدث مع فاطمة، لتجيبها غادة قائلة: بقى هو ده اللي مضايقك يا مامى؟

غالية: واللي قولته دا ميضايقش حد، إنتى فاهمة يعنى إيه بنت عاصم ترجع، أولا إحنا كلنا وقفنا أدام جوازة خالك من مراته دى، يقوم البيه بعتلنا بنته، ومنتظر إننا نرحب بيها ونخدها فى حضننا، ثانياً معنى إن بنت عاصم ترجع فى الوقت ده، يبقى الحسابات هتتفتح، وممكن يبتدوا يسألوا عن ورث عاصم من جدك، ويعرف ساعتها إنى حطيت إيدى عليه، وإن جدك محرموش من الميراث ولا حاجة، وساعتها السجادة تتسحب من تحت رجلنا، دا غير إن على جثتى بنت زى دى تاخد قرش من فلوس عيلة الحديدى

غادة: إيه كل المشاكل دى، الموضوع أبسط من كده، حضرتك بتقولى إنها عيلة مكملتش 15 سنة، يعنى لا هتعرف تروح ولا تيجى، حتى خالى عاصم متعرفيش هو فين، هو بعتها وخلاص، والله أعلم هو هيرجع ولا لا، يعنى الموضوع ميستهلش إنك تضايقى أصلا

غالية بعد تفكير: تفتكرى كده ؟
غادة: طبعا يا مامى، طول ما هى بعيد عننا، وملهاش حد تستقوى بيه، الموضوع هيبقى فى إيدينا، هى راحت فين دلوقتى؟
غالية: معرفش، أنا طردتها، ومن ساعتها معرفش عنها حاجة
غادة: خلاص يبقى انسى الموضوع وكأنه لم يكن
تنظر غالية فى الفراغ وتفكر فى كلام غادة لها

فى منزل مريم:
يجلس الجميع على طاولة الطعام يتناولون الغداء
عادل: الله، الله، وحشتينى ملوخيتك يا مريومة
مريم: بالهنا والشفا يا حبيبى
ينظر خالد إلى فاطمة التى تعبث فى طبقها فى شرود دون أن تتناول أى شيء قائلاً: مبتاكليش ليه يا فاطمة؟
أنتبهت فاطمة لحديثه قائلة: ها، أنا باكل أهو
مريم: بتاكلى فين بس يا حبيبتى، من ساعة ما قعدتى مكلتيش لقمة واحدة
عادل فى مرح: لا يا بطة لازم تاكلى، دا أنتى من عيلة الحديدى، ناس بتاكل بقرة بلوازمها على الغدا
مريم: يوه جتك إيه يا عادل

تبتسم له إبتسامة باهتة
نظر خالد إلى فاطمة، أو بمعنى أصح لم يستطع أن يبعد عينيه عنها، لتنتبه فاطمة لنظراته فتخجل

مريم: أنت باصص لفاطمة ليه كده يا خالد؟
عادل: أيوا صحيح من ساعة ما شوفتها باصصلها، لا أوعى تكون بتعاكس بنت خالى، أنا حمش أوى فى الحاجات دى

ينظر خالد لأمه قائلاً: شبهها بالظبط
تنظر له فاطمة فى دهشة قائلة: شبه مين ؟
لتقطع حديثهم مريم قائلة فى حزن: قصده إنك شبه علا بنتى
وتنظر لخالد قائلة: عشان كده منزلتش عينك من عليها من ساعة ما شوفتها، عندك حق، هى فعلا شبهها

فاطمة: هو حضرتك عندك بنت؟
مريم فى حزن: علا بنتى، الله يرحمها، كانت فى سنك تقريبا
فاطمة فى حزن: أنا أسفة، الله يرحمها، ماتت إزاى؟
مريم: عملت حادثة، وهى خارجة من المدرسة صدمتها عربية السنة اللي فاتت
خالد: إنتى فعلا شبهها أوى، حتى فى براءتك اللي تخطف قلب اللي أدامك
فاطمة: متشكرة أوى لحضرتك
خالد: لا حضرتك إيه، قوليلى يا أبيه، أبيه خالد وبس
فاطمة: حاضريا ...أبيه خالد

فى فيلا الصفدى:
يدخل عادل الفيلا ليجد والدته فى إنتظاره قائلة: كنت فين يا عادل؟
عادل: هكون فين يا ماما، كنت فى الجامعة
غالية: لحد دلوقتى؟
عادل: وفيها إيه، وحضرتك من إمتى بدققى معايا فى المواعيد
غالية: أصلك من ساعة اللي حصل الصبح مع البنت اللي كانت هنا، وأنت مختفى، حتى تليفونك سايبه هنا
عادل: أنا نسيت تليفونى عشان نزلت الصبح وكنت متأخر، وبعدين أنا مالى ومالها
غالية: يعنى متعرفش هى راحت فين؟

عادل: لا وأنا هعرف منين، وبعدين هى مين دى أصلاً، وليه حضرتك كنتى بتزعقى معاها الصبح
غالية: متشغلش بالك، موضوع كده مش مهم، اطلع أنت غير هدومك وأنا هقولهم يحضرولك الغدا
عادل: لا غدا إيه، أنا واكل أحلى اكل
غالية: واكل فين إن شاء الله؟
عادل فى إرتباك: ها، واكل مع صحابى، سندوتشات يا ماما، سندوتشااااااات
غالية: طيب يا أخويا، اطلع شوف مذاكرتك، وابقى بطل أكل سندوتشات
عادل: تؤمرى يا غالية هانم
يصعد عادل السلم متمتماً فى نفسه: كنت هنتقفش وتبقى ليلتنا بلح

فى المساء:
كان خالد يذاكر فى غرفته، فشعر ببعض الإرهاق، فقرر أن يأخذ قسطاً من الراحة ويتوجه للمطبخ لإعداد كوباً من الشاي، وفى طريقه إلى المطبخ لفت إنتباهه وجوده فاطمة فى الشرفة تنظر إلى الطريق فى شرود، وقد لمعت حبات الدموع فى عيونها، ليقطع شرودها قائلاً: مساء الخير يا فاطمة

تفزع فاطمة من صوته، وتنتفض، ليحاول تهدئتها قائلاً: إيه مالك إتخضيتى ليه، دا أنا ؟
فاطمة فى خجل: أنا أسفة يا أبيه خالد، أنا بس أتخضيت
خالد: أنا اللي أسف إنى دخلت عليكى فجأة وخضيتك، قوليلى بقى مالك، كنتى بتفكرى فى إيه؟
نظرت له فاطمة دون أى رد منها، فأكمل حديثه قائلاً: أنا مش قصدى أتطفل عليكى يا فاطمة، أنا بس شوفتك قاعدة سرحانة وشكلك مضايق، فحبيت أطمن عليكى، لكن لو مش عايزة تتك..

تقاطعه فاطمة قائلة: أنا خايفة
ينظر لها خالد فى دهشة قائلاً: خايفة ؟! خايفة من إيه يا فاطمة؟

16-11-2021 07:09 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [2]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية عاشق المجهول حب لا تراه الشمس
رواية عاشق المجهول الجزء الأول للكاتبة أمنية الريحاني الفصل الثالث

( حب لا تراه الشمس )

فى المساء:
كان خالد يذاكر فى غرفته، فشعر ببعض الإرهاق، فقرر أن يأخذ قسطاً من الراحة ويتوجه للمطبخ لإعداد كوباً من الشاي، وفى طريقه إلى المطبخ لفت إنتباهه وجوده فاطمة فى الشرفة تنظر إلى الطريق فى شرود، وقد لمعت حبات الدموع فى عيونها، ليقطع شرودها قائلاً: مساء الخير يا فاطمة.

تفزع فاطمة من صوته، وتنتفض، ليحاول تهدئتها قائلاً: إيه مالك إتخضيتى ليه، دا أنا ؟
فاطمة فى خجل: أنا أسفة يا أبيه خالد، أنا بس أتخضيت
خالد: أنا اللي أسف إنى دخلت عليكى فجأة وخضيتك، قوليلى بقى مالك، كنتى بتفكرى فى إيه؟
نظرت له فاطمة دون أى رد منها، فأكمل حديثه قائلاً: أنا مش قصدى أتطفل عليكى يا فاطمة، أنا بس شوفتك قاعدة سرحانة وشكلك مضايق، فحبيت أطمن عليكى، لكن لو مش عايزة تتك...

تقاطعه فاطمة قائلة: أنا خايفة
ينظر لها خالد فى دهشة قائلاً: خايفة ؟! خايفة من إيه يا فاطمة؟
فاطمة: مش عارفة
خالد: يعنى إيه مش عارفة، فى حد مش عارف هو خايف من إيه ؟!

فاطمة: آه، لما الخوف يصاحبك طول عمرك، لدرجة إنه يتملك منك ويبقى جزء من حياتك، ساعتها هتبقى مش عارف أنت خايف من إيه
خالد: دا إيه الكلام الكبير ده، إنتى صغيرة اوى على الكلام ده
فاطمة: أنا صحيح صغيرة، بس حصلت حواليا حاجات كتير أكبر من تحمل أى حد فى سنى، طب حضرتك أكبر منى بكتير، وتقدر تجاوبنى على السؤال ده، ممكن تقولى يعنى إيه أمان، إيه الحاجة اللي تخلى الواحد مطمن وينام وهو مش خايف
نظر لها خالد فى صدمة من سؤالها قائلاً: فى حاجات كتير تخلى الواحد مش خايف ويحس بالأمان، حضن أمه، سند أبوه، بيته اللي بيحتويه ويحس جواه بالإستقرار، وجوده فى وسط أهله، يعنى حاجات كتير.

فاطمة: أهو أنا بقى معنديش ولا حاجة من الحاجات اللي قولت حضرتك عليها عشان أحس بالأمان ومخافش، أنا مش عندى أم عشان أحس بالأمان فى حضنها، وبابا سابنى أسافر لوحدى فى بلد معرفش فيها حد، وعشت طول عمرى مليش أهل، يوم ما رجعتلهم طردونى وأتهمونى إنى نصابة، حتى البيت اللي المفروض أحس فيه بالإستقرار، عمرنا ما كان لينا بيت واحد، كنا بنتنقل من بلد لبلد
نظر لها خالد فى شفقة وقد أوجعت كلماتها قلبه، وشعر بالحزن تجاه تلك الصغيرة التى تحمل أوجاعاً تفوق عمرها بكثير
خالد فى حزن: هى والدتك...

فاطمة: ماما ماتت من تلات سنين، كانت تعبانة وماتت فى المستشفى
خالد: الله يرحمها، أكيد هى فى مكان أحسن من هنا
فاطمة: بس أنا فى مكان مش أحسن من اللي هى فيه، ليه مش خدتنى معاها، ليه سابتنى لوحدى، ومحدش عايزنى
خالد: ليه بتقولى كده يا فاطمة، إحنا معاكى وحواليكى؟

فاطمة: دا لفترة مؤقتة، لحد ما أنكل يحيي يرجع ويلاقى مكان تانى أروح فيه، والله أعلم هلاقى حد يرضى يقعدنى معاه ولا لا، مش بقول لحضرتك الخوف صاحبى من زمان
نظر لها خالد نظرة طويلة، حملت بداخله معانى كثيرة لم يستطع فهمها، ثم شعر وكأن قوة لا إرادية تحركه فأمسك يدها فى حنان قائلاً: فى حاجة كمان نسيت أقولك عليها ممكن تخلى الواحد يحس بالأمان
نظرت له فاطمة فى صدمة من فعلته متساءلة، ليجيبها قائلاً: حد يكون سندك وضهرك، ياخد باله منك ويراعاكى، ويعتبرك عوض من ربنا ليه عن حاجة مهمة ضاعت منه وكان فاكرها مش هترجع
فاطمة: حد مين ؟

خالد: هتعرفى بعدين يا فاطمة، كل اللي عايز أقولهولك، أو بمعنى أصح أوعدك بيه، إنى مش هسمح للخوف يعرف طريقك تانى، ممكن تثقى فيا وتتأكدى إنى أقدر أعمل ده
نظرت له فاطمة ثم أمأت رأسها فى موافقة، ليكمل حديثه قائلاً: يالا بقى أدخلى نامى، ونامى وإنتى مطمنة مش خايفة، أنا موجود متخافيش
توميء فاطمة رأسها مرة أخرى بالموافقة وتنظر له نظرة طويلة ليبادلها نفس النظرة بمشاعر هو نفسه لا يعلم سبباً لها.

فى اليوم التالى:
تجلس غالية فى غرفتها وتتحدث لشخص ما فى الهاتف
غالية: انت متاكد يا أستاذ سيد إن مفيش خطورة من البنت دى ؟
سيد: خطورة إيه يا مدام غالية، إنتى بتقولى البنت مكملتش 15 سنة، يعنى لا تعرف يعنى إيه ورث ولا غيره، وحتى لو تعرف مش هتقدر تعمل أى حاجة، إحنا ورقنا كله سليم
غالية: طب لو عاصم رجع ؟

سيد: المشكلة لو عاصم بيه رجع وقدر يثبت إن الحالة الصحية اللي كان عليها الوالد مكنتش تسمح غنه يمضى ورق تنازل زى اللي مضاه ده، وإنه فى الوقت ده مكنش يقدر يتحكم فى قرارته، بس ده كمان صعب لانك بتقولى إنه غايب بقاله 15 سنة، يعنى ميعرفش حاجة عن حالتك إبراهيم بيه الله يرحمه
غالية: طمنتنى، المهم تخلى عينك فى وسط راسك، مش عايزة قرش واحد من ميراث الحديدى يروح لبنت زى دى
سيد: متقلقيش يا غالية هانم، إنتى معاكى سيد فواز المحامى

فى منزل مريم:
يدق جرس الباب فيذهب خالد ليفتح الباب، ليجد عادل هو الطارق
خالد فى مرح: إيه يا ابنى، أنت رجلك خدت على المكان، وكل يوم هتنطلنا ؟!
عادل: لا خد بالك أنا سايب بنت خالى عندك، يعنى أجى أشوفها فى أى وقت
خالد: قال يعنى حامى الحمى يا أخويا
عادل: طب وسع بقى وبطل غلبة، عشان فى حد طالع ورايا
خالد: حد مين، أوعى تقولى خالك طلع مخلف تانى؟

عادل: لا يا خفة
يقطع حديثهم صوت رجولى ضخم، فيدخل رجل يبدو عليه الهيبة والوقار، فى أوائل الستينات
خالد: خالى يحيي !
يحيي: إزيك يا خالد
خالد: الحمد لله يا خالى، حمدا لله على السلامة، رجعت إمتى من السفر؟

يحيي: لما عرفت اللي حصل خدت أول طيارة ورجعت علطول ولسه واصل
وينظر بعينيه فى كل مكان باحثاً عن شيء ما، قائلاً: هى فين يا خالد؟ عايز أشوفها
تخرج فاطمة من الغرفة على صوتهم، لتتقابل عيناها مع يحيي الذى ينظر لها فى حب أبوى وحنان، تنظر فاطمة بإرتياح لهذا الشخص الغريب الذى تشعر وكأنها رأته من قبل
يقترب منها يحيي فى حنان قائلاً: إنتى فاطمة بنت عاصم، صح؟

توميء فاطمة برأسها، فيقترب منها يحيي أكثر ويضمها إليها فى حنان قائلاً: تعالى فى حضنى يا بنت الغالى، تعالى فى حضنى يا بنت أخويا وصديق عمرى
تخرج فاطمة من حضنه ناظرة إليه فى دموع قائلة: حضرتك أنكل يحيي، بابا قالى إنى لما أرجع مصر أسأل على حضرتك، وإن حضرتك هتكون مكانه لحد ما يقدر يرجع
يحيي: وهو مكدبش عليكى يا بنتى، أنا زى أبوكى ومكانه، وهتفضلى معايا وفى حمايتى
تنظر له فاطمة براحة وأمان، ليقطع حديثهم صوت عادل قائلاً: طب ممكن بقى يا بابا تفهمنا الحكاية، وليه إحنا مكناش نعرف حاجة عن فاطمة، وليه ماما عاملتها كده أول ما شافتها

يحيي: هحكيلكم كل حاجة، بس الأول فين مريم؟
خالد: راحت عند جارتنا
يحيي: طب أندهلها يا خالد، وتعالوا كلكم أقعدوا عشان أحكيلكم الحكاية

فى جامعة الإسكندرية:
تمسك غادة هاتفها فى ضيق، وتحاول التحدث لشخص ما، ولكن دون إجابة منه، فتذفر فى ضيق، تقترب منها ياسمين صديقتها قائلة: لسه برضه مبيردش ؟
غادة: لا، أنا هتجنن، دا أول مرة ميردش عليا كده، يا ترى إيه اللي حصل
ياسمين: جربى تانى، يمكن فى حاجة شغلاه
تنظر غادة إلى الموبايل فى غضب وتعاود الإتصال من جديد

فى منزل مريم:
يجلس الجميع ليستمعوا إلى ما يحكيه يحيي، ليقص عليهم يحيي قائلاً: اللي هحكيه ده حصل من زمان أوى، من أكتر من 15 سنة، محدش فيكم يعرف عنه حاجة، لأننا دايما كنا مبنحبش ندخلكم فى مشاكل الكبار، بس طبعا مريم عارفة كل اللي أنا هحكيه
نظر الجميع تجاه مريم التى تنظر فى أسى ليحيي، ثم عاودوا النظر ليحيي من جديد، ليكمل حديثه قائلاً: من 15 سنة حصلت مشكلة كبيرة أوى بين عاصم، أبوكى يا فاطمة، وبين جدكم إبراهيم الحديدى، لأنه كان رافض جواز عاصم من سارة والدة فاطمة
عادل: طب وهو كان رافض جوازهم ليه يا بابا؟
ينظر يحيي فى تردد لفاطمة قائلاً: عشان ... كانت ... مسيحية

16-11-2021 07:10 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [3]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية عاشق المجهول حب لا تراه الشمس
رواية عاشق المجهول الجزء الأول للكاتبة أمنية الريحاني الفصل الرابع

( حب لا تراه الشمس )

فى منزل مريم:
مازال الجميع مصدوم من حديث يحيي، وينظرون لبعضهم البعض ثم يعاودوا النظر إلى فاطمة التى تنظر لهم بوجه خالى من أى تعبيرات
عادل: حضرتك بتقول إيه يا بابا، والدة فاطمة مسيحية، طب إزاى؟

يحيي: من 15 سنة كان عاصم فى رحلة عمل في لبنان، وهناك قابل سارة والدة فاطمة، أتعرفوا على بعض وجمعتهم علاقة صداقة، لكن مع الوقت أتحولت الصداقة لإعجاب وحب كبير، وبقت سارة بتتردد على مصر كتير عشان تشوف عاصم، والعكس، عاصم كان بيتحجج بالشغل والسفر للبنان كل شوية عشان يشوفها
خالد: قصد حضرتك إن والدة فاطمة لبنانية؟

يحيي: بالظبط كده، بعد كده عاصم وسارة خدوا القرار إنهم يتجوزوا بعد ما أتأكدوا من مشاعرهم وإن حبهم لبعض كان حب حقيقى
وينظر لمريم مكملاً حديثه: وأصر عاصم إنه يحول الحب ده لواقع وجواز رسمى يربطه بسارة، كان عارف إن الموضوع مش سهل، وإن إقناع أبوه الحاج إبراهيم الحديدى الصعيدى أمر مش سهل خالص، لكن حبه لسارة خلاه يتمسك بيها، ويبقى مستعد يحارب عشانها أى حد، وفعلا راح فاتح أبوه اللي وقف ضده ووبخه جامد، وهدده لو فضل مصر على اللي فى دماغه هيعتبره مات ويحرمه من الميراث
عادل: وماما كان رأيها إيه؟

يحيي: الحقيقة والدتك رأيها مختلفش كتير عن رأى والدها، بس هى دايما بتحب تصطاد فى الميا العكرة، وفضلت تسخن جدك على خالك وتزود النار اللي جواه بكلامها، عشان تفضل هى اللي على الحجر، ويغضب على عاصم، عاصم كان مستعد يسيب أى حاجة فى سبيل إنه يتجوز سارة، وفعلاً سافر وطلبها من أهلها، اللي موقفهم مختلفش كتير عن موقف الحاج إبراهيم، لو مكنش أعنف.

خالد: رفضوا؟
يحيي: ياريتها جت على الرفض بس، فى الظاهر هما كانوا رافضين يجوزوا بنتهم لشخص مسلم، لكن الحقيقى إن أخو سارة هو كمان كان بيلعب لمصلحته، وكان طمعان فى ورث سارة من أبوها، وعشان عارف إن سارة عنيدة وقف ضدها ورفض الجواز، وقوم عليها عيلتها كلها، فقررت سارة إنها تهرب مع عاصم، وفعلا هربوا وسافروا سوريا، وهناك إتجوزوا وكانوا أسعد زوجين، لكن أخو سارة أستخسر يشوف أخته سعيدة وفضل يدور عليها، خصوصا لما عرف إنها خلفت بنت
ينظر خالد لفاطمة قائلة: فاطمة !

يحيي: كان مصر يخطف بنتها ويحرق قلبها عليها، يا إما تنفصل عن عاصم، وفضل عاصم وسارة ومعاهم فاطمة يتنقلوا من بلد لبلد، ومن مكان لمكان، عشان يهربوا من شر يوسف أخو سارة، لحد ما أنتهى بيهم المطاف الإمارات، واستقروا هناك فترة، كان عاصم فيها بيحاول يدور على شغل، خصوصا وإن الدنيا ضاقت بيه بعد ما أبوه منع عنه أى فلوس وسحب منه كل حاجة، وفعلا لقى شغل وأستقرت حياته هو وسارة وفاطمة، لحد من تلات سنين فاتوا، لما عرفوا بمرض سارة، بس للأسف كان الوقت متأخر أوى، وحالتها كانت متأخرة، وملحقتش تتعالج، وماتت.

ينظر خالد لفاطمة التى بدأت تهبط دموعها على وجهها بعد أن تذكرت والدتها وعادت بالزمن تلات سنوات للوراء
فى إحدى المستشفيات:
ترقد سارة على السرير ويبدو عليها التعب، تنظر إليها فاطمة فى قلق قائلة: إنتى لسه تعبانة يا ماما، عارفة أنا صليت زى ما قولتيلى ودعيت ربنا كتير عشان تخفى، وتسيبى المستشفى.

سارة فى ضعف: قربى يا فاطمة
تقترب منها فاطمة، فتمسك سارة يدها فى ضعف قائلة: دعتيلى يا فاطمة؟
فاطمة: أيوا يا ماما، دعيت إنك تخفى
سارة: عايزاكى لما تمشى دلوقتى يا سارة وتروحى البيت تصلى تانى وتدعيلى، بس تدعى ربنا وتقوليله يارب أرحم ماما
فاطمة: يعنى إيه ماما؟
سارة: هتعرفى بعدين يا حبيبتى، المهم كل ما تفتكرى ماما تدعى وتقولى ربنا يرحمك يا ماما.

ينظر لها عاصم فى ألم قائلاً: كفاية يا سارة، كده هتتعبى زيادة
سارة: خلاص يا عاصم، مفيش تعب تانى
وتعيد سارة النظر لفاطمة قائلة: فاطمة حبيبتى، فاكرة كلام ماما ليكى؟
فاطمة: أيوا يا ماما، لازم دايما أصلى لربنا، عشان يحمينى، ولازم أعرف إنى بلدى مصر، وإن أنا مصرية
سارة: شاطرة يا سارة، وأعرفى كمان إن ماما محبتش أكتر من فاطمة وبابا
وهنا تشهق سارة مرة واحدة، وتسقط يدها من يد فاطمة، فتنظر فاطمة لوالدها الباكى قائلة: هى ماما مالها يا بابا ؟

عاصم بصوت باكى: ماما أرتاحت يا فاطمة
تعود فاطمة إلى الواقع وقد تصارعت الدموع الساخنة على وجنتيها، لتنتبه لهذا الذى ينظر إليها، وكانه يحتويها ويضمها إليه دون أن يقترب منها
عادل: وإيه اللي حصل بعد كده؟
يحيي: اللي حصل بعده كده، فاطمة هى اللي تحكيه، هى تعرفه أكتر منى
ينظر الجميع لفاطمة، التى مسحت دموعها محاولة إستجماع نفسها قائلة: كل اللي أعرفه إن فى واحد جالنا بعد وفاة ماما وقال إنه خالو، ساعتها أتخانق مع بابا كتير أوى، وأتهمه إنه هو السبب فى موت ماما، وسمعته وهو بيقول إنه عايز يخدنى من بابا، ساعتها أنا خوفت وأستخبيت فى أوضتى، لكن بابا وقف قصاده ورفض إنه يخدنى، وبعدها سافرنا الأردن عشان خايفين الراجل ده يجى ويخدنى غصب عن بابا، لحد ما فى يوم كنت قاعدة أنا وبابا ومعانا عم نوح صديق بابا.

وتعود فاطمة بالزمن للوراء
تجلس فاطمة وأمامها كتاب تقرأه، وفى الجهة الأخرى عاصم ومعه نوح يتحدثان فى بعض الأمور، بعض قليل حدثت ضجة عالية فى الخارج، نظر عاصم من نافذة المنزل فوجد عدة سيارات مجهزة، وفيها رجال يحملون سلاح يحاوطون المنزل، اقترب عاصم من فاطمة فى خوف، وركض مسرعاً يحمل حقيبة كان يخبئها فى الدولاب، وخرج من باب سرى فى المنزل إلى الشارع الخلفى
نظر عاصم لنوح فى قلق قائلاً: أنا كنت متأكد إنهم هيعرفوا مكانا
نوح: طب وبعدين هتعمل إيه؟

عاصم: هنعمل اللي أتفقنا عليه يا نوح، هتاخد فاطمة وهتهربها من الأردن زى ما أتفقنا، وأنا هفضل هنا عشان أشتتهم وأشغلهم عنكم
نوح: طب ما تهرب معانا أنت كمان؟
عاصم: مينفعش، لو هربت هيدوروا علينا كلنا، وهيلاقونا بسهولة قبل ما نسيب البلد، ويوسف مش هيسكت، هو هدفه فاطمة، عايز ياخدها ويقتلها عشان متكبرش وتطالب بميراث امها، اسم كلامى يا نوح مفيش وقت
وينظر عاصم لفاطمة التى تنتفض فى حضنه قائلاً: فاطمة حبيبتى، إنتى بتحبى بابا صح؟
توميء فاطمة رأسها بالموافقة
عاصم: وعارفة إن بابا أكتر واحد بيحبك ويخاف عليكى، مش كده؟

فاطمة: أيوا يا بابا
عاصم: هتروحى دلوقتى مع عمو نوح، هيوديكى لعمتو غالية وعمو يحيي أهلنا اللي فى مصر، وأنا هخلص شوية شغل هنا، وهحصلكم علطول
فاطمة: لا يا بابا، خلينى معاك، أو تعالى أنت معايا، متسبنيش لوحدى، كفاية ماما سبتنى
يحاول عاصم منع دموعه من النزول، وينظر لإبنته قائلاً: فاطمة، بنتى حبيبتى شاطرة وبتسمع الكلام، وصدقينى أنا هجى علطول ومش هتأخر عليكى، وهناك هتلاقى ناس كتير بتحبك
نظر عاصم لنوح وهو يمد يده بالحقيبة إليه قائلاً: خد الشنطة دى، كنت محضرها بقالى فترة، دى فيها كل أوراق فاطمة اللي هتحتاجها، عشان تكمل حياتها فى مصر، خد بالك منها يا نوح ونظر لفاطمة، ثم ضمها إليه فى حب وشوق وكأنه يودعها لأخر مرة
عاصم: يالا بسرعة يا نوح مفيش وقت.

تعود فاطمة للواقع وقد كانت ما تحكيه من ذكريات بمثابة الخنجر الذى يمزق فى القلوب، كان الجميع ينظر إلى تلك البريئة التى لطالما عانت، وفهم خالد ما كانت تعنيه من أنها صاحبت الخوف وأصبح رفيقها
تكمل فاطمة حديثها قائلة: والباقى بقى أنتوا عارفينه، عمو نوح جابنى وسابنى أدام الفيلا عند عمتى، ولقتها بتشتمنى وتزعق فيا وبتطردنى، من غير ما أعرف أنا غلطت فى إيه
يحيي: حقك عليا يا بنتى، لو أعرف إنك هتيجى مصر دلوقتى مكنتش سافرت، بس على العموم ملحوقة، اسمعى يا فاطمة، إنتى يا بنتى بنت أعز صديق ليا، مش بس صديقى دا أخويا وعشرة عمرى، وهو كلمنى قبل ما تنزلى ووصانى عليكى، يعنى أعملى حسابك إنك هتبقى فى حمايتى ومعايا، لحد ما أبوكى يرجع بالسلامة.

مريم: وهتعمل معاها إيه يا يحيي، أوعى تقولى إنك هترجعلها لغالية
يحيي: لا طبعا، مستحيل بعد كل اللي حصل فاطمة ترجع تقعد مع غالية، أنا هجيبلها شقة تقعد فيها، وأجيبلها دادة وناس يبقوا تحت أمرها ياخدوا بالهم منها، وأنا كل يوم هعدى أطمن عليها وأخد بالى منها
مريم: أنت بتقول إيه يا يحيي، عايز البت تقعد لوحدها، وإحنا كلنا فى عايشين، دا لا يمكن يحصل أبدا.
يحيي: طب أعمل إيه يا مريم ؟
ويقطع حديثهم صوت خالد قائلاً: بعد إذنك يا خالى، أنا عايز فاطمة...




الكلمات الدلالية
رواية ، عاشق ، المجهول ، تراه ، الشمس ،


 





# فنون # مشاهير # صحة # منوعات # الأطفال # English # تفسير الأحلام ثقافة # قصص # سيارات Cars # صور # تقنيات # الاجهزة الالكترونية # المطبخ # كلام فى الحب # أبراج # رياضة # ازياء # حكم وأقوال تطوير الذات# خلفيات # صور بنات # مشاهير # ديكور # صباح الخير # مكتوب برقيات شهر رمضان # جمعة مباركة # حب رومانسية # عيد # ادعية # خلفيات كرتون # منوعات # موضة # الأم # أطفال # حيوانات # صور ورد # اكلات # New Year # مساء الخير # اللهم صلي علي النبي # القران الكريم # صور نكت # عيد ميلاد # اعلام # سيارات # تهنئة الخطوبة # حروف واسماء # الغاز # صور حزينة # فساتين # هدايا # خلفيات النادي الاهلي # تسريحات شعر # الاصدقاء # بوستات نجحت # خلفيات نادي الزمالك # حب رومانسية # تهنئه # ازياء # صور بنات # صوره وكلمه خلفيات # كرتون # بروفايل رمزيات # دينية # سيارات # مضحكة # أعلام # مسابقات # حيوانات # ديكور # أطفال # أكلات # حزينة صور شباب أولاد ر# صور # الطب و الصحة # مقالات عامه # CV المشاهير # وصفات الطبخ # العناية بالبشرة غرائب وعجائب # قصص روايات مواعظ # صور حيوانات # وصفات الحلويات # الرجيم والرشاقة # نكت مضحكة # صور خلفيات # العناية بالشعر # شروحات و تقنيات # videos # Apps & Games Free # موضة أناقة أزياء # سيارات # ديكور # رعاية الأطفال # نصائح المطبخ # موبايل جوال # الفوركس # التعليم والمدارس # الحمل و الولادة # اخبار الرياضه # وظائف # صحة المرأة # حوادث # صور بنات # صور اطفال # مكياج و تجميل # عناوين بنوك شركات محلات مطاعم # العاب الغاز # عيد # كلمات الاغانى # اشغال فنيه واعمال يدويه # مصر # أشعار خواطر # للنساء فقط # للرجال فقط # صور شباب # علاج النحافه # رسائل SMS # أكلات نباتية - Vegetarian food # برامج الكمبيوتر # المراهقة # جمعة مباركة # blogger # رعب # لعنة العشق # حب # اسلامية # قاسي ولكن أحبني # أحفاد أشرار الحرب لأجلك سلام # أسمى معاني الغرام # حقيقية # لقد كنت لعبة في يده # ملهمة # أباطرة العشق # عربية # حب خاطئ # لست مميزاً # من الجاني # مشاهير # راقصة الحانة # اغتصاب طفلة # عاشقان يجمعهم القدر # الطريق الصعب # خيال علمي # أشواك الحب # تاريخ # سجينة ثوب الرجال # لروحك عطر لا ينسى # أطفال # عشق وانتقام # لازلت أتنفسك # لقاؤنا صدفة # للحب معان أخرى # خاتم سليمان # ممن أنتقم # نجاح # أبواب وهمية # حلمى فى صفيحة قمامة # فيلم # مجنون بحبك # بين شباكها # حزينه # رحلات جوليفر # عذاب قسوته # عندما ينادي الشيطان # لعنة حبك # مريم وامير # هدوء في قلب العاصفة # الحاسة السادسة # المشعوذة الصغيرة # عباقرة # لوعة العشق # حروب # قدر بالإجبار # بنات مضحكه# فوركس Forex# صحتك # الصور والخلفيات # الطبخ والحلويات # منوعات # اخبار الفن # القصص و الروايات الألعاب الرياضية # الحياة الزوجية # أزياء وملابس # الأم و الطفل # دراسات لغات # افكار منزلية # انترنت تكنولوجيا # صفات الابراج # حيوانات ونباتات # تفسير الاحلام # معانى الاسماء # خواطر و اشعار # الكون والفضاء اجمل نكته# Mix # Forex # youtube # foods # Kids # Health education # stories # News # kitchen # woman # Famous # Sport # Animals

-------

الساعة الآن 10:53 مساء