رواية عاشق المجهول الجزء الأول للكاتبة أمنية الريحاني الفصل الثامن
( حب لا تراه الشمس )
فى منزل مريم: تدخل غادة المنزل وعينيها تجول حولها باحثة عن خالد، تنظر إلى مريم قائلة: هو خالد مرجعش من القاهرة ولا إيه يا عمتو مريم: خالد ... ولكن قبل أن تجيب يقطع حديثها خالد القادم ومعه فاطمة يضحكان سوياً فى صدمة من غادة، ينظر خالد لغادة فى صدمة قائلاً: غادة!
تنظر غادة لفاطمة فى إستنكار قائلة: مين دى؟ ينظر لها خالد فى تردد قائلاً: دى فاطمة تنظر غادة لفاطمة نظرات إحتقار قائلة: فاطمة، ومين بقى فاطمة دى إن شاء الله ؟ مريم: دى بنت خالك يا غادة؟ غادة: بنت خالى أنا، هو أنا ليا بنت خال ... آه أفتكرت هى دى النصابة اللي جت لمامى تضحك عليها وتقول إنها بنت خالو عاصم، ومامى طردتها فى الشارع وتنظر لخالد قائلة: وأنت بقى يا أستاذ خالد، لقتها فى الشارع وجبتها على هنا.
أغمضت فاطمة عينيها فى آلم من كلام غادة الجارح، فنظر خالد لغادة فى غضب قائلاً: غادة، بعد إذنك، مش هسمحلك تغلطى فى فاطمة أكتر من كده غادة: فاطمة مين دى اللي بتزعقلى عشانها، دى حتة واحدة جاية من الشا.. قاطعها خالد قائلاً: لأخر مرة قولتلك مش هسمحلك تغلطى فى فاطمة، فاطمة دى تبقى بنت خالك عاصم، يعنى مش واحدة من الشارع، وعشان تبقى عارفة هى دلوقتى مسئولة منى، لحد ما خالك يرجع بالسلامة، وطول ما هى هنا، مش هسمح لحد أياً كان مين يأذيها حتى ولو كلمة.
غادة: بقى كده يا خالد، طب خليها تنفعك وتتركه غادة وتغادر فى غضب، تنظر له مريم قائلة: روح يا ابنى الله لا يسيئك هديها، متخلهاش تسوق كده خالد: حاضر يا ماما ويخرج خالد راكضا وراء غادة، أما مريم فتنظر إلى فاطمة المصدومة من حديث غادة وتضمها إلى ضدرها، لتنهار فاطمة فى البكاء مريم: خلاص بقى يا طمطم، هى متقصدش تضايقك، غادة طيبة بس هى كلامها دبش كده.
تخرج فاطمة من حضن مريم تمسح دموعها قائلة: بس أنا معملتلهاش حاجة عشان تعاملنى كده مريم: يا ستى أعذريها، تلاقيها بس أضايقت لما شافتك مع خالد تنظر لها فاطمة فى دهشة قائلة: وهى تضايق ليه لما تشوفنى مع أبيه خالد؟ مريم: طبيعى يا بنتى، مش خطيبته، وبتغير عليه فاطمة فى صدمة: خطيبته وفى الجهة الاخرى، يركض خالد وراء غادة مناديا بإسمها دون أن تلتفت إليه، فيمسك ذراعها قبل أن تدخل إلى سيارتها خالد: غادة، مش بنادى عليكى.
غادة فى غضب: عايز إيه يا خالد، عايز تزعقلى تانى بسبب البنت دى، ولا كنت هستنى لا تطردنى من بيتك عشانها ؟! خالد: أطردك إيه بس يا مجنونة إنتى، ممكن تهدى ونروح نتكلم فى حتة تنظر له غادة فى غضب دون أن ترد عليه، فيكمل حديثه راجيا: عشان خاطرى، تعالى معايا، وأنا هفهمك على كل حاجة غادة: ماشى يا خالد ونعود لفاطمة التى تدخل حجرتها وتنهار على سريرها، وهى تحاول كتم شهقاتها داخل وسادتها، ظلت تتذكر حديث مريم معها عن علاقة خالد وغادة فاطمة: خطيبته ! هو أبيه خالد خاطب.
مريم: يعنى تقدرى تقولى شبه مخطوبين، خالد يا بنتى بيحب بنت خاله غادة من زمان أوى، من أيام ما كانوا فى المدرسة، وكل يوم كان بيعدى كان حبهم لبعض بيزيد، والكل عارف إن غادة لخالد وخالد لغادة، بس طبعا عمتك غالية واقفة قدام الحب ده، ومش موافقة على جوازهم، بحجة إن خالد لسه بيبتدى حياته، بس خالد يا حبيبى بيعمل كل اللي عليه عشان يقدر يتجوزها، لدرجة إنه بيشتغل من ثانوى مع الدراسة وبيحوض، عشان يقدر يتقدملها ويتجوزها فاطمة: ياه للدرجة دى بيحبها؟!
مريم: وأكتر يا بنتى، وكل اللي طالباه من ربنا أن يسعد قلبه ويجمعه مع الإنسانة اللي بيحبها وتحبه تعود فاطمة للواقع بعد أن تذكرت حديث مريم، فمسحت دموعها محدثة نفسها: كنت متخيلة إيه، إنه بيحبك مثلا، ما تفوقى يا فاطمة، إنتى بالنسبة له مجرد عيلة، عيلة صعبت عليه وأشفق عليها، فقرر إنه يربيها، أو يمكن أكون بفكره بأخته، لكن مش أكتر من كده، فوقى يا فاطمة، أبيه خالد إنسان كويس أوى، وعمل عشانى حاجات كتير، وأنا لازم أتمناله السعادة مع الإنسانة اللي بيحبها
فى إحدى النوادى على البحر: يجلس خالد مع غادة على البحر، ويقصّ عليها ما حدث من وصول لفاطمة لمنزلهم، وحديث يحيي عنها وعن ظروفها، وطلبه لإبقاءها معهم غادة: يا سلام، وأنت مالك بقى تخليها عندكم فى البيت، وتبقى مسئول عنها ليه؟ خالد: يا غادة دى بنت يتمية ملهاش حد، وبعدين متنسيش إنها فى الأول والأخر بنت خالك غادة: مامى بتقول إنها بنت نصابة، وإن خالى عاصم مخلفش خالد: وهى كل حاجة مامتك تقولها بتبقى صح، طب ما هى قالت إنى ملقش بيكى،وإنك لازم تتجوزى حد غيرى، يبقى كلامها صح ؟
غادة: لا طبعا، دى حاجة، ودى حاجة خالد: لا يا غادة، هى هياها، مامتك وإنتى عارفاها أكتر منى، وعارفة طبعا الصعب، وفاطمة دى بنت غلبانة وطيبة فوق ما تتخيلى، وملهاش حد، وإحنا فى الأول وفى الأخر أهلها، وخدى بالك مينفعش مامتك بأى شكل من الأشكال تعرف إنها عندنا، عشان لو عرفت ممكن تيجى تضايقها غادة: يا سلام خايف اوى عليها، البنت الغلبانة اللي بتقول عليها خلتك بعدت عنى، تنكر إن من ساعة ما جنابها وصلت وأنت مش معبرنى، البنت دى يا أستاذ خالد اللي خلتك تقف تزعقلى لأول مرة من ساعة ما علاقتنا بدأت، وهى نفسها اللي شوفتك معاها فى يوم زى ده جاى معاها من برة عمالية تهزروا وتضحكوا..
خالد: غادة، إنتى بتقولى إيه، فاطمة دى طفلة، إنتى بتغيرى من طفلة اصغر منى بتمن سنين ؟! غادة: الطريقة اللي شوفتكم بيها مع بعض متقولش إن علاقتك بيها، علاقة واحد بطفلة خالد: إنتى أتجننتى يا غادة، شوفتى إيه، أنا بعامل فاطمة زى علا أختى الله يرحمها، وبعدين المفروض يبقى عندك فيا ثقة أكتر من كده غادة: أنا عندى ثقة فيك يا خالد، لكن معنديش ثقة فيها هى، دى واحدة جاية منعرفش عنها حاجة، ومامى بتقول إن أمها جرت رجل خالو لحد ما أتجوزها، والله أعلم جرت رجله إزاى، مش بعيد تكون بنتها زيها.
خالد: مامى، مامى، يا دى مامى، مامى اللي شايفة ومورايكى الناس كلها شياطين غادة: لو سمحت يا خالد متغلطش فى مامى خالد: وإنتى ياريت كفاية غلط فى إنسانة إنتى فعلا متعرفهاش غادة: لكن أنت طبعا تعرفها كويس مسح خالد وجهه فى غضب وقد نفذ صبره من غادة، فأرتفع صوته قائلاً: إنتى عايزة إيه يا غادة، وكنتى جاية ليه، عشان تعيبى فى فاطمة، ولا تشككى فى أخلاقى تقوم غادة من مكانها مخرجة شيء ما من حقيبتها تعطيه لخالد فى حزن قائلة: لا ياخالد، أنا كنت جاية اقولك كل سنة وأنت طيب، أتفضل، أول عيد ميلاد ليك متقضهوش معايا، عن إذنك.
تركته غادة وغادرت وهى حزينة، أما هو فضرب بيده على الطاولة فى غضب قائلاً: غبى، لأول مرة أزعلها منى فى منزل مريم: يدخل خالد المنزل ويبدو عليه الضيق، لتلاحظ ضيقه فاطمة التى تجلس بجوار فاطمة تتحدث إليها مريم: عملت إيه يا ابنى هديتيها ؟ خالد فى ضيق: أيوا يا ماما، عن إذنكم داخل أرتاح شوية مريم: أتفضل يا ابنى يتركهم خالد ويغادر، تنظر فاطمة لمريم فى قلق قائلة: هو ماله يا طنط؟
مريم: مش عارفة يا بنتى، شكله معرفش يصالحها تنظر فاطمة لأثر خالد فى حزن يجلس خالد فى غرفته شارداً يفكر فى حبيبته، فهو ولأول مرة يتشاجر معها ويتركها غاضبة منه، يقطع شروده صوت دق الباب، فيأذن للطارق بالدخول ليجدها فاطمة خالد: ادخلى يا فاطمة تدخل فاطمة على إستحياء قائلة: أبيه، هو حضرتك زعلان منى؟ ينظر لها خالد فى دهشة قائلاً: ليه يا حبيبتى بتقولى كده ؟ فاطمة: عشان يعنى كنت السبب فى إن حضرتك وأبلة غادة تتخانقوا ينظر لها خالد فى حزن قائلاً: إنتى ملكيش ذنب يا فاطمة، بالعكس، غادة كان رد فعلها عليكى عنيف أوى فاطمة: بس حضرتك زعقتلها جامد، وخلتها تزعل منك.
خالد: متشغليش بالك إنتى يا طمطم، أنا وعدتك أفضل فى ضهرك ومسمحش لحد يأذيكى ولا حتى بالكلام، وهفضل محافظ على وعدى ليكى لأخر يوم فى عمرى تبتسم له فاطمة إبتسامة رضا، وتهمّ بالخروج، ولكنها تعود إليه بعد أن تجد ملامح الحزن ترتسم على وجهه فاطمة: طب ممكن حضرتك تقولى مالك ؟ أنا مش بقدر أشوف حضرتك زعلان كده وكأنها أعطته الإشارة ليخرج ما يجول بداخله من ضيق، يتنهد خالد بحرارة قائلاً: لأول مرة من ساعة ما أرتبطت أنا وغادة نتخانق، أول مرة أزعقلها بالشكل ده، مش متخيل إنها ممكن تكون زعلانة منى فاطمة: بتحبها أوى يا أبيه؟
خالد: ياااااااه يا فاطمة، دا الحب لو عدانى أنا وهى ميبقاش حب، أنا فتحت عينى على حب غادة، وكل يوم كان بيعدى علينا كان بيكبر الحب جوانا أكتر واكتر، أنا حبيت غادة وأنا فى إعدادى، وهى كانت ساعتها لسه فى إبتدائى، كنت بحب أروح ألعب معاها، كانت لما تتخانق مع عادل أخوها تيجى وتتحامى فى ضهرى، كانت دايما تقوله خالد معايا مش هتقدر تيجى جنبى، ولما كنت أجى أمشى عشان أروح، كانت تقعد تعيط وتتحايل على خالى أفضل معاها
ويبتسم خالد مكملاً حديثه: كنا ساعتها عيال، مش مفسرين سبب تعلقنا ببعض، كانت لما بتضحك، الدنيا بتنور من حواليا، لكن مع الوقت ولما كبرنا، أكتشفنا إن اللي جوانا مشاعر حقيقية وصادقة، ومع كل لحظة كنت بقرب فيها من غادة كنت بتأكد إن حبها جوايا كبير أوى، ومبقاش فى حياتى أى هدف غير إنى أنجح وأبقي الشخص اللي يستاهلها، وربنا يجمعنا معاها فى بيت واحد وتبقى مراتى وعلى أسمى فاطمة: بس حضرتك عرفت إزاى إن ده حب؟
خالد: لما تلاقى أمانك مرتبط بوجود شخص فى حياتك، لما تحسي إن قلبك وجعك على زعله أكتر منه، وتحسي إنك نفسك تشوفيه سعيد ومبسوط حتى لو هتيجى على نفسك، لما يبقى ضحكته هى النور اللي بينور حواليكى، لما قلبك ميدقش غير وهو جنبك،لما تبقى اللحظات بتعدى معاه بسرعة البرق، ولما يبقى بعيد بتحسى إن حتة منك ناقصة، لما يبقى هو الحافز والأمل لكل حاجة حلوة فى حياتك، ساعتها تعرفى إن ده حب تلتمع عينيا فاطمة بالدموع قائلة: هو ده الحب يا أبيه؟
خالد: أيوا يا أنسة طمطم، وكفاية عليكى كده، إنتى لسه صغيرة على الكلام ده، بكرة لما تكبرى وتقابلى اللي تحسي وإنتى معاه بكل اللي قولته، ساعتها هتعرفى إيه هو الحب تهمّ فاطمة بالمغادرة ولكن قبل أن تخرج، تنظر لخالد قائلة، روحلها يا أبيه، روحلها وصالحها متخلهاش زعلانة منك، عشان...عشان قلبك ميوجعكش تدخل فاطمة غرفتها وهى تضع يدها على قلبها قائلة: بقى هو ده ... الحب ! فى فيلا الصفدى: تجلس غادة فى غرفتها غاضبة تتذكر كلمات خالد وتشاجره معاها
" لأخر مرة قولتلك مش هسمحلك تغلطى فى فاطمة، فاطمة دى تبقى بنت خالك عاصم، يعنى مش واحدة من الشارع، وعشان تبقى عارفة هى دلوقتى مسئولة منى، لحد ما خالك يرجع بالسلامة، وطول ما هى هنا، مش هسمح لحد أياً كان مين يأذيها حتى ولو كلمة وإنتى ياريت كفاية غلط فى إنسانة إنتى فعلا متعرفهاش إنتى عايزة إيه يا غادة، وكنتى جاية ليه، عشان تعيبى فى فاطمة، ولا تشككى فى أخلاقى "
تحرك غادة يديها فى غضب قائلة: بقى أنا تعمل فيا كده يا خالد، أنا تزعقلى وتغلط فيا عشان حتة عيلة لا راحت ولا جت، ماشى يا خالد، إما وريتك تدخل غالية على غادة لتجدها فى هذه الحاله، فتقترب منها فى حنان قائلة: إيه يا حبيبتى مالك؟ غادة: مضايقة، مضايقة أوى يا ماما غالية: من إيه بس يا غادة، قوليلى مين اللي مضايقك وأنا أخفيه من على وش الأرض غادة فى نفسها: بقى خايف على العيلة بتاعتك يا سي خالد وعلى مشاعرها، أنت اللي جبته لنفسك...
رواية عاشق المجهول الجزء الأول للكاتبة أمنية الريحاني الفصل التاسع
( حب لا تراه الشمس )
فى فيلا الصفدى: تجلس غادة فى غرفتها غاضبة تتذكر كلمات خالد وتشاجره معاها لأخر مرة قولتلك مش هسمحلك تغلطى فى فاطمة، فاطمة دى تبقى بنت خالك عاصم، يعنى مش واحدة من الشارع، وعشان تبقى عارفة هى دلوقتى مسئولة منى، لحد ما خالك يرجع بالسلامة، وطول ما هى هنا، مش هسمح لحد أياً كان مين يأذيها حتى ولو كلمة وإنتى ياريت كفاية غلط فى إنسانة إنتى فعلا متعرفهاش.
إنتى عايزة إيه يا غادة، وكنتى جاية ليه، عشان تعيبى فى فاطمة، ولا تشككى فى أخلاقى تحرك غادة يديها فى غضب قائلة: بقى أنا تعمل فيا كده يا خالد، أنا تزعقلى وتغلط فيا عشان حتة عيلة لا راحت ولا جت، ماشى يا خالد، إما وريتك تدخل غالية على غادة لتجدها فى هذه الحاله، فتقترب منها فى حنان قائلة: إيه يا حبيبتى مالك؟ غادة: مضايقة، مضايقة أوى يا ماما غالية: من إيه بس يا غادة، قوليلى مين اللي مضايقك وأنا أخفيه من على وش الأرض غادة فى نفسها: بقى خايف على العيلة بتاعتك يا سي خالد وعلى مشاعرها، أنت اللي جبته لنفسك غالية: غادة إنتى سمعانى يا حبيبتى؟
غادة: ها، أيوا يا مامى سمعاكى غالية: إيه يا حبيبتى اللي مضايقك؟ تبتسم غادة فى داخلها، ثم تنظر لغالية فى تمثيل قائلة فى حزن مصطنع: خالد يا مامى غالية: تانى خالد ! ماله سي زفت غادة: يرضيكى يا مامى أروح اطمن على عمتو فى البيت، ألاقيه مقعد واحدة عندهم غالية: واحدة؟! واحدة مين دى يا بت ؟ غادة: معرفش يا مامى، عيلة كده بتاع 13 سنة، ولما آجى أسأله دى مين، زعقلى وهب فيا، وقالى ملكيش دعوة بيا غالية بعد تفكير: غادة، شكلها إيه البت دى؟
غادة: أقولك ومتزعليش يا مامى غالية: هزعل من إيه ما تنطقى غادة: شبه حضرتك غالية: أفندم ! شبهى إزاى يعنى ؟ غادة: زى ما بقول لحضرتك، شبه حضرتك أوى، ملامحها قريبة جدا من حضرتك غالية: واسمها إيه؟ غادة: فاطمة
وهنا تهب غالية واقفة مكانها قائلة فى نفسها: بقى كده، هى دى اللعبة، توهمونى إنها غارت فى داهية ومتعرفوش مكانها، وأنت مخبيها عند المحروسة أختك يا يحيي بيه وتخرج غالية فى غضب، فتبتسم غادة فى خبث قائلة: أبقى ورينى هدافع عنها إزاى أدام غالية هانم يا خالد فى اليوم التالى: فى مدرسة فاطمة: تجلس فاطمة فى الفناء شاردة أثناء فترة الراحة، تجلس بجانبها وردة قائلة: طب لما إنتى بتحبيه كده، ليه خلتيه يروحلها يصالحها؟
فاطمة وقد أنتبهت لوردة التى تحدثها قائلة: ها، بحب مين مش فاهمة؟ وردة: يا سلام، مش فاهمة، ولا مش عايزة تفهمى، خالد، هو فى غيره فاطمة: قصدك أبيه خالد، أوعى تنسى كده، لأنه هيفضل طول عمره أبيه، عمره ما هيبقى خالد وردة: يا ساتر، دا ليه التشاؤم ده ؟!
فاطمة: دا مش تشاؤم يا وردة، دا واقع ولازم أصدقه وأتأقلم معاه، أولاً لأنى صغيرة أوى على كلمة الحب اللي بتقولى عليها، وأى مشاعر هحسها دلوقتى مش هتبقى أكتر من فترة مراهقة، وأنا مش عايزة أى مشاعر وهمية تضيع منى الحب والإحتواء اللي لقتهم في بيت ابيه خالد وردة: أممم، وثانيا يا ست العاقلة؟ فاطمة: ثانياً حتى لو فرض إن مشاعرى دى كانت حقيقية، عمر الشمس ما هتشوفها، لأنى ببساطة هفضل طول عمرى أدامه البنت اليتيمة اللي عطف عليها وخدها فى بيته يحميها ويراعيها، على رأى غادة عيلة لا راحت ولا جت.
وردة: يتيمة إيه وعيلة إيه، إنتى يا بنتى مالك عايشة الدور كده ليه، اللي عرفته منك إن والدك ربنا يخليه عايش، وهى ظروف وهيرجعلك تانى إن شاء الله، وبرضه عرفت منك إنك من عيلة كبيرة أوى، يعنى مش يتيمة ولا غلبانة.
فاطمة: وإيه الفايدة، لما العيلة الكبيرة دى بقصورها وجاهها رفضانى أكون جزء منها، أنا لما بقعد مع نفسي وبفتكر إنى فاطمة الحديدى، بنت عاصم إبراهيم الحديدى، بابا كان دايما يحكيلى إن جدو كان ليه هيبته فى البلد، وكان من أكبر رجال الأعمال، وأمى سارة عمران، بنت عمران بيه صاحب أكبر مصانع الملابس فى لبنان وخالى يوسف عمران راجل أعمال كبير وليه أسمه برضه، وبالرغم من كده يوم ما أبويا بعتنى مصر أتطردت ومكنتش لاقية حد أروحله، معرفش لو مكنش عادل لقانى وودانى لطنط مريم كان ممكن إيه اللي يحصلي، العيلة مش بالأسم والفلوس يا وردة، العيلة الحقيقة بإرتباطها ببعض والحب والحنان اللي بيجمعهم، وأنا ملقتش ده غير فى بيت أبيه خالد وطنط مريم، العيلة الصغيرة اللي أحتوتنى وخدت بالها منى
وردة: إنتى يا بنتى متأكدة إنك معانا فى إعدادى، دا كلام ولا بتوع نشرة الأخبار،إيه الكلام الكبير ده فاطمة: يا ستى متاخديش فى بالك، يمكن الظروف اللي مريت بيها، وكلام اللي حواليا خلانى بقول كلام أكبر من سنى وردة: برضه متبعديش عنى سؤال، قولتيله يروح يصالحها ليه؟ فاطمة: عشان موجوع يا وردة، زعلها منه مأثر فيه أوى، وأنا مش قادرة أشوفه زعلان ولا موجوع كده، ويالا بقى عشان الفسحة خلصت وإحنا عاملين نرغى تتركها فاطمة وتغادر وردة فى نفسها: يا ترى بكرة مخبيلك إيه يا فاطمة
فى جامعة الإسكندرية: تخرج غادة من الجامعة، لتجد خالد يقف أمام الباب وفى يده باقة من الزهور، تتجه غادة إليه قائلة: إيه اللي جابك، مش المفروض إنك فى كليتك النهاردة خالد: مقدرتش أسافر وإنتى زعلانة منى تحاول غادة منع إبتسامتها قائلة: وهو مين اللي زعلنى يا خالد، مش أنت خالد: عشان غبى وحمار، ومستهلش القمر اللي أدامى وهنا لم تستطع منع إبتسامتها، ليكمل قائلاً: متمنعهاش، خليها تخرج غادة: هى إيه دى ؟
خالد: إبتسامتك، اللي بتنور حياتى كلها غادة: متزعلنيش تانى يا خالد، أنت متعرفش لما بزعل منك ببقى عاملة إزاى خالد: حاضر يا غادة، بس إنتى كمان حاولى تقدرى موقفى، وتثقى فيا أكتر من كده، وتعرفى إنى عمرى ما حبيت غيرك توردت وجنتى غادة قائلة: ماشي، بطل بقى تكسفنى خالد: لا دا أنا ببقى متعمد، عشان بحب اشوفك وإنتى مكسوفة كده، لحظات نادرة فى حياة غادة الصفدى تضربه غادة بحقيبتها فى خفة قائلة: أنت رخم علفكرة خالد: وبحبك علفكرة.
ويكمل حديثه وهو يعطيها باقة الزهور قائلاً: خلاص صالحتينى؟ غادة: ماشى، عشان خاطر الورد بس خالد: يا ستى مش مهم، أجيبلك جنينة بحالها، بس الجميل يرضى تضحك غادة على حديثه، ليكمل بجدية: غادة، عايز أطلب منك طلب غادة: خير يا خالد؟ خالد: ممكن ما تقوليش لمامتك إن فاطمة عندنا، إنتى عارفة هى ممكن تضايقها وتحاول تأذيها، ودى بنت صغيرة ومش حمل مامتك غادة فى إرتباك: مامى ؟!
خالد: إيه يا غادة، فى حاجة، اوعى تكونى قولتيلها حاجة عن فاطمة خافت غادة من أن يعلم خالد بما قالته لغالية عن فاطمة، فكذبت عليه قائلة: لا يا خالد مقولتلهاش متخفش خالد: طب الحمد لله، يالا بقى عشان أوصلك وألحق أروح أحضر نفسي عشان أسافر نظرت غادة غلى الفراغ فى قلق محدثة نفسها: أنا إيه اللي هببته ده، ربنا يستر
فى منزل مريم: تدخل فاطمة بمرحها التى أكتسبته مؤخراً، لتنادى على مريم قائلة: يا طنط مريم، يا مريوم تأتى مريم وعلى وجهها إبتسامة حنونة قائلة: جيتى يا طمطم فاطمة: أيوا جيت نورت البيت يا مريوم مريم: إيه يا بنتى مريوم اللي بقيتى تقوليها دى ؟
فاطمة: بدلعك يا جميل، ولا عايزة اى عريس معدى يسمعنى بقولك يا طنط يطفش منك مريم: يا بت بطلى شقاوة، أنا مش عارفة إيه اللي حصلك، ما كنتى مؤدبة فاطمة: ومازالت يا مريومتى، بس تغيرات الحياة مريم: طب يالا يا لمضة نحضر الغدا، عشان خالد زمانه جاى، يتغدى معانا قبل ما يمشى فاطمة: إيه ده هو أبيه خالد لسه مسافرش؟
مريم: قال هيسافر بعد العصر، يالا بقى بطلى رغى ويقطع حديثهم جرس الباب مريم: أهو شفتى خالد جيه ولسه مجهزناش الغدا فاطمة: خلاص روحى حضرتك كملى الأكل، وأنا هروح افتح وبالفعل تذهب مريم إلى المطبخ، وتتجه فاطمة لتفتح الباب، لتتفاجيء بدخول غالية عليها
فى فيلا الصفدى: تجلس غادة فى الجنينة شاردة يقطع شرودها صوت عادل قائلاً: برنسيسة عيلة الصفدى قاعدة سرحانة فى مين، أكيد فى حبيب القلب غادة: سيبنى يا عادل فى حالى أنا مش ناقصة رخامتك دلوقتى عادل: إيه ده، دا الموضوع بجد بقى، مالك يا غادة، إيه اللي مزعلك ؟ تنظر له غادة وبعد تفكير تجيبه قائلة: عادل، أنا شكلى عملت مصيبة من غير ما أقصد عادل: مصيبة إيه؟
ونعود لمنزل مريم، ومواجعة غالية لفاطمة التى تنظر إليه فى صدمة قائلة: عمتو ؟! غالية فى إستكار: عمتو، بيئة أوى علفكرة، بس هستغرب ليه، أنا عارفة إنتى جاية من أنهى داهية
تخرج مريم مقاطعة إياهم، لتقف مصدومة عند رؤية غالية مريم: غالية، أتفضلى غالية: أتفضل فين يا مريم، فى بيتك اللي لميتى واحدة من الشارع طردتها من بيتى مريم: عيب يا مريم متقوليش كده، إنتى عارفة كويس فاطمة دى تبقى مين غالية: آآآآه ه ه صح، إزاى نسيت، تصدقى أول مرة أطلع غبية، كان لازم أتوقع إن اول مكان هتروحه يبقى عندك، وإنك طبعا هتفتحلها بيتك وحضنك، أمال إيه، أكيد بتفكرك بحبيب القلب تنظر فاطمة لمريم فى دهشة قائلة: حبيب القلب؟!
تنظر لها غالية فى سخرية قائلة: إيه دا يا مريم، معقولة قاعدة معاكى طول الوقت ده ومقولتلهاش إن أبوها كان حبيبك القديم تنظر لها مريم فى غضب قائلة: خلاص يا غالية، الكلام دا ملوش لزمة دلوقتى، لا دا وقته ولا مكانه، وأظن إحنا كبرنا أوى على الكلام ده تنظر مريم لفاطمة فى حنان قائلة: أدخلى يا حبيبتى هاتى عصير لعمتك، هى برضه ضيفة عندنا ولازم تاخد واجبها فاطمة: حاضر يا طنط.
بعد أن تغادر فاطمة، تنظر مريم إلى غالية قائلة فى غضب: إنتى إيه يا شيخة، قلبك دا إيه مفهوش ذرة رحمة، دى مهما كان بنت أخوكى غالية: آه، وإنتى بقى الصدر الحنين اللي لما الشريرة الوحشة طردتها جريت عليه، أنا كل اللي عايزة أعرفه هى جتلك إزاى، عرفت مكانك منين، مين اللي جابها هنا ويقطع صوت من خلفها قائلاً: أنا !
نظرت غالية فى إتجاه الصوت لتجده عادل، لتنظر إليه فى صدمة قائلة:أنت يا عادل، يعنى كنت بتضحك عليا لما قولتلى إنك متعرفش عنها حاجة، رحت جريت وراها ولمتها من الشارع خرجت فاطمة من المطبخ وفى يدها كوب من العصير تحمله، لتستمع لكلام عمتها المهين.
عادل: أيوا يا ماما، أنا اللي دورت عليها، وجبتها على هنا، كنت عارف إن هنا أكتر مكان هيحافظ عليها، وإن مفيش زى حضن عمتى اللي هيحميها ويضمها، فاطمة دى بنت خالى، عارفة يعنى إيه يعنى دمى ولحمى، أنا عملت اللي كان حضرتك المفروض تعمليه، ولولا خوفى عليها من رد فعلك كنت جبتها على الفيلا غالية: وانت عرفت منين بقى يا فصيح عصرك إنها بنت خالك، ولا أنت أصلا كنت شوفت خالك فين، مش يمكن تكون حتة عيلة نصابة حد زققها علينا ويأتى صوت من خلفهم قائلاً: لا يا غالية، فاطمة بنت عاصم تنظر غالية لصاحب الصوت لتجده يحيي، فتنظر إليه فى إستنكار قائلة: حتى أنت يا يحيي كنت عارف مكانها.
يحيي: طبعا كنت عارف مكانها، وأنا اللي قولت لعادل يجيبها هنا، يجيب فاطمة بنت عاصم صديق عمرى وأخويا، وللأسف أخوكى، أمال كنتى فاكرة إيه، إنى هسيب بنت عاصم تضيع فى الشارع، إنى أخون الأمانة اللي وصانى عليها لحد ما يرجع، اللي أدامك دى اسمها فاطمة عاصم الحديدى، غصب عنك وعن أى حد هى حفيدة الحديدى، والوحيدة اللي تحمل اسمه من بعدكم
غالية: آه، وأنا بقى المغفلة، اللي لعبتوا بيها،وكلكم عارفين هى فين وبتداروا، بداروا على حتة عيلة لا راحت ولا جت، أمها لعبت على أخويا لحد ما وقعته، وخلته ساب أهله وبلده وتكمل بسخرية وهى تنظر إلى فاطمة: والله أعلم ساب دينه كمان ولا لا وإلى هنا لم يعد لفاطمة القدرة على الصمت إلى هذا الحد، فقد فجرت غالية أخر بقايا الصبر عندها حين ذكرت أمها فاطمة فى غضب: لحد هنا وكفاية يا غالية هانم...
رواية عاشق المجهول الجزء الأول للكاتبة أمنية الريحاني الفصل العاشر
( حب لا تراه الشمس )
أتى صوت من خلفهم قائلاً: لا يا غالية، فاطمة بنت عاصم تنظر غالية لصاحب الصوت لتجده يحيي، فتنظر إليه فى إستنكار قائلة: حتى أنت يا يحيي كنت عارف مكانها يحيي: طبعا كنت عارف مكانها، وأنا اللي قولت لعادل يجيبها هنا، يجيب فاطمة بنت عاصم صديق عمرى وأخويا، وللأسف أخوكى، أمال كنتى فاكرة إيه، إنى هسيب بنت عاصم تضيع فى الشارع، إنى أخون الأمانة اللي وصانى عليها لحد ما يرجع، اللي أدامك دى اسمها فاطمة عاصم الحديدى، غصب عنك وعن أى حد هى حفيدة الحديدى، والوحيدة اللي تحمل اسمه من بعدكم.
غالية: آه، وأنا بقى المغفلة، اللي لعبتوا بيها،وكلكم عارفين هى فين وبتداروا، بداروا على حتة عيلة لا راحت ولا جت، أمها لعبت على أخويا لحد ما وقعته، وخلته ساب أهله وبلده وتكمل بسخرية وهى تنظر إلى فاطمة: والله أعلم ساب دينه كمان ولا لا وإلى هنا لم يعد لفاطمة القدرة على الصمت إلى هذا الحد، فقد فجرت غالية أخر بقايا الصبر عندها حين ذكرت أمها فاطمة فى غضب: لحد هنا وكفاية يا غالية هانم ينظر الجميع فى دهشة لفاطمة، لتكمل حديثها بقوة غير مسبوقة لها: أنا سبتك تهنينى زى ما إنتى عايزة، لكن لحد سيرة أمى ومش هسمحلك، الست اللي بتتكلمى عليها دى أمى، وهى مش موجودة عشان تدافع عن نفسها، راحت عند ربنا، وأحب أطمن حضرتك إنى مسلمة من اب مسلم، ودا اللي أمى كانت حريصة دايما تعلمهولى.
تنظر غالية لفاطمة فى سخرية قائلة: هى دى الغلبانة اللي بدافعوا عنها، واقفة تبجح فيا، ونسيت إنى عمتها ولازم تحترمنى عادل: إيه ده يا ماما، دلوقتى أعترفتى إنك عمتها، وإنها بنت خالى لم تنتبه غالية لحديثها بسبب إندفاعها، فنظرت لعادل فى إرتباك قائلة: على كلامكم يعنى، أنا مش متأكدة يحيي: لا أتأكدى يا غالية، عاصم بنفسه اللي كلمنى قبل ما فاطمة تيجى وبلغنى إنها هتنزل مصر، ووصانى تفضل فى حمايتى لحد ما يرجع، ولولا خوفى عليها منك ومن قسوتك كنت جبتها تقعد فى الفيلا.
وينظر لمريم فى حنان قائلاً: بس لقيت إن حضن مريم اختى هيكون أحن عليها منك غالية: حلو أوى، بس أعملوا حسابكم لحد ما عاصم يرجع أنا مش عايزة أشوف وشها، ولا أعرف عنها حاجة، وطبعا متتخيلش إنى هصرف عليها مليم واحد تنزل دموع فاطمة على وجنتيها من حديث غالية القاسي معها، ليكمل يحيي حديثه قائلاً: متخافيش يا غالية على فلوسك، فاطمة مش محتاجة أى فلوس منك، قصدى من فلوس جدها، عاصم باعتلها اللي يخليها تعيش ملكة، ومتحتاجش لحد تنظر له غالية فى غضب وتتركهم وتغادر، ينظر يحيي لفاطمة ويقترب منها يضمها إليه فى حنان قائلاً: متزعليش يا حبيبتى، أنا عارف إنها ضايقتك بكلامها، بس هى طبعها وأسلوبها كده، مش معاكى بس علفكرة، معانا كلنا.
وينظر لمريم نظرة ذات مغزى فتوميء له فى حزن عادل فى مرح: خلاص بقى يا طمطم متزعليش، طب دا إنتى خدتى الكلمتين وسابتك ومشبت، أمال إحنا نعمل إيه اللي هنروح تكمل معانا محاضرة التعذيب ويضع يده على كتف والده قائلاً: تفتكر يا بابا هتستعمل معانا أى وسيلة تعذيب المرة دى، هتعلق المشانق، ولا هتحطلنا السم فى الأكل يضربه يحيي على يده قائلاً: ودا وقته أنت كمان تضحك فاطمة على كلام عادل، فينظر إليها قائلاً: أهو شفت عرفت أضحكها، جوزهالى بقى.
ويقطع حديثهم صوت خالد قائلاً: يجوزك مين إن شاء الله ينظر عادل لخالد قائلاً: أهلاً، هو أنت عامل زى البوليس بتيجى أخر الفيلم لما الجريمة تكون حصلت خالد: جريمة إيه، أنا مش فاهم حاجة إيه اللي حصل؟ ينظر له يحيي قائلاً: لا دا موضوع كبير أوى، أمك تحكهولك، أنا ماشى، ومش هوصيكم على فاطمة وينظر يحيي لفاطمة قائلاً: عايزة حاجة يا فاطمة؟
فاطمة: شكرا يا عمى، ربنا ما يحرمنى من حضرتك يغادر يحيي، ويهم ّ عادل ان يغادر هو الأخر قائلاً: أنا كمان هخلع أنا، خلاص دورى خلص النهاردة فيوقفه صوت فاطمة قائلة: أبيه عادل ! ينظر لها عادل قائلاً: خير يا طمطم ؟ تبتسم له فاطمة قائلة: متشكرة أوى على اللي عملته معايا.
عادل: يا بت إنتى عبيطة إنتى بنت خالى، يعنى أختى ويخرج ورقة يكتب عليها شيء ما ويمسك يد فاطمة يضع الورقة فيها فى ضيق خالد الذى يتابع حديثهم عادل: أمسكى يا طمطم دا رقمى، أى وقت تحتاجينى كلمينى علطول، وأنا هعدى أطمن عليكى من وقت للتانى تبتسم له فاطمة إبتسامة رضا، وبعدها يتركهم عادل ويغادر.
لأول مرة يشعر خالد بالضيق من تعامل عادل مع فاطمة، وكأنه يريد أن يحتفظ بأخوة ومكانة فاطمة له وحده، نظر خالد إلى مريم فى ضيق قائلاً: ممكن بقى تفهمونى إيه اللي حصل، ولا هفضل على عمايا كده تدخل فاطمة غرفتها، وتترك مريم تقص على خالد ما حدث مع فاطمة من غالية، ينظر لها خالد فى غضب قائلاً: وإيه اللي عرف مرات خالى إن فاطمة هنا، محدش يعرف إنها هنا غير..
ويقطع حديثه عند تذكر شيئا ما، فينظر إلى الفراغ فى غضب محدثاً نفسه: مش ممكن، معقولة تكون هى مريم: هى مين يا ابنى ؟ خالد: متشغليش بالك يا أمى، المهم أنا هآجل سفرى النهاردة لحد ما أطمن على فاطمة، وهسافر الصبح إن شاء الله يدق خالد باب غرفة فاطمة حتى يدخل، ولكن دون أى رد منها، فينتابه شعور بالقلق عليها، فيفتح الباب فى هدوء ليصدم حين يراها ساجدة لله تصلى فى خشوع، يغلق خالد الباب خلفه ويخرج غير مصدق لما رآه امامه.
بعد أنا أنتهت فاطمة من الصلاة خرجت لترى خالد، فقد شعرت به حين فتح باب غرفتها، لتجده جالس على طاولة الطعام شارد فاطمة: أبيه خالد، كنت عايز حاجة ؟ خالد: تعالى يا فاطمة أقعدى، أنا كنت بطمن عليكى بس تستجيب فاطمة لطلبه، ليكمل حديثه قائلاً: إنتى بتعرفى تصلى يا فاطمة؟ فاطمة: آه يا ابيه، ماما كانت حريصة إنى أتعلم الصلاة، وقالتلى لما تكونى مضايقة وعايزة تشتكى لحد، صلى وكلمى ربنا وأشتكيله، عشان كده أنا دلوقتى كنت بكلم ربنا وأشتكيله.
ينظر خالد لكم البراءة النابعة من فاطمة والتى لم يراها على أحد من قبل خالد: وكنت بتقولي لربنا إيه؟ فاطمة: كنت بسأله أنا عملت إيه وحش عشان طنط غالية تزعل منى، وليه بابا مش معايا، وليه كل شوية حد يجى يقولى كلام وحش عليا وعلى ماما، كنت بقوله إنى زعلانة من طنط غالية ومن بابا ومن كل الناس اللي بيقولولى كلام وحش.
خالد: كل واحد فينا يا فاطمة بيجى عليه ايام بتبقى صعبة شوية، بس لما بيبقى قوى وإيمانه بربنا كبير، ربنا بيخرجه من كل اللي فيه، وبعدين دا إنتى طلعتى ميتخفش عليكى، ماما قالتلى إنك وقفتى أدامها وكلمتيها بقوة فاطمة: مقدرتش يا أبيه تتكلم عن ماما وحش، ماما عند ربنا ومش موجودة، ليه تقول عليها كلام وحش خالد: معلش يا فاطمة، حقك عليا، مكنتش موجود لما حصلك كده، بس أوعدك إنى مش هخليها تضايقك تانى.
فى فيلا الصفدى: تسير غالية فى غضب محدثة نفسها: أنا، أنا غالية الحديدى يتعمل فيا كده، أبوكى وأخوكى يقرطسونى، ويطلعوا مخبين البت دى عند عمتك، لما أوجههم يقفوا أدامى غادة: إنتى عملتى إيه يا ماما ويدخل يحيي فى ذلك الوقت قائلاً: أنا أقولك عملت إيه، الهانم مامتك راحت لعمتك فى بيتها تتخانق معانا، ومش بس كده دى هانت البنت الغلبانة وقالتلها كلام وحش على أمها تنظر غادة لغالية فى عتاب قائلة: ليه كده يا مامى، كده خالد هيعرف إنى قولتلك إنها عندهم.
غالية: هو ده اللي همك، سي خالد بتاعك يحيي: أمال يهمها إيه، تيجى على بنت خاله وتطردها هى كمان غالية: أنا مش مصدقة الموقف اللي أنت حطينى فيه يحيي: أنا اللي مش مصدق إنى تعملى كده فى بنت أخوكى، يا شيخة دا للأسف البنت شبهم صورة منك، وكمان أسمها فاطمة تنظر له غادة فى إستفهام ليجيبها قائلاً: على اسم جدتك يا غادة ولا نسيتى غادة: أنا إزاى نسيت حاجة زى دى، صح يا مامى، نانا مامتك كان اسمها فاطمة غالية: برضه دا مش دليل.
يضحك يحيي فى سخرية قائلا: أنا أتأكدت دلوقتى إنى عارفة ومتأكدة إن فاطمة بنت أخوكى، وعرفت كمان إنتى ليه خايفة تعترفى بيها، بس أحب اطمنك حربك مش مع فاطمة، حربك مع عاصم لما يرجع من السفر يتركهم يحيي ويغادر، تنظر غادة لغالية قائلة: قصده إيه يا مامى تنظر غالية إلى الفراغ فى غضب فى منزل مريم: تستأذن فاطمة للدخول على مريم التى تجلس شاردة منذ أن سافر خالد مريم: تعالى يا فاطمة أدخلى تجلس أمامها فاطمة، وتنظر إليها فى خجل وكأنها تود أن تسألها عن شيء مريم: مالك يا فاطمة عايزة تقولى حاجة؟
فاطمة: أنا كنت عايزة اسأل حضرتك على ... يعنى الكلام ... مريم: آه فهمت، عايزة تسألينى على الكلام اللي عمتك قالته عنى وأنا وباباكى مش كده؟ فاطمة: أنا آسفة يا طنط، بجد مش قصدى أضايقك مريم: لا يا حبيبتى أنا مش مضايقة منك، هو صحيح الموضوع دا كان فى الماضى، بس طالما عرفتيه، ممكن أحكيهولك فاطمة: هو سؤال واحد، حضرتك وبابا كنت فعلا بتحبوا بعض ؟
تقصّ مريم على فاطمة حكايتها قائلة: زمان يا فاطمة، كان والدى وجدك إبراهيم الحديدى أصدقاء، وهما الأتنين نزلوا مع بعض من الصعيد عشان يشتغلوا هنا، ولما أشتغلوا وحالتهم المادية أتحسنت، أتجوزوا وخلفوا برضه هنا فى إسكندرية وقرروا يكملوا حياتهم هنا، ولأنهم كانوا أكتر من أخوات الصداقة والحب اللي بينهم أتورث لينا، فخالك عاصم ويحيي كانوا أصدقاء زى ما إنتى شايفة، وأنا وعمتك غالية كنا برضه أكتر من أخوات.
تنظر لها فاطمة فى ذهول قائلة: حضرتك وعمتو، طب إزاى؟! مريم: متستغربيش يا فاطمة، عمتك مكنتش كده زمان، كانت طيبة أوى وقلبها مفتوح للناس كلها، لكن فى مرة حبت واحد، كان زميلها فى الجامعة، حبته حب مش عادى، كانت بتحلم باليوم اللي ربنا يجمعهم فيه فى بيت واحد، لكن هو عشان كان ظروفه على قده، طلب منها تستناه لحد ما يقف على رجله ويكون نفسه، وفعلا أستنته، مش بس كده دا مع الوقت كانت بتساعده بفلوس مش معاها، عشان يقدر يفتح شركة ويوقف على رجله ويقدر يتقدم لباباها، وفعلا عرف يفتح شركة وبقى معاه فلوس، بس ما أتقدمش لباباها، أتجوز صاحبتها فاطمة: يا خبر إزاى الكلام ده، بعد ما وقفت معاه كل ده؟
مريم: للأسف كان بيستغل حبها ليه عشان ياخد منها فلوس، ولما مبقاش محتجلها سببها وقالها إحنا مننفعش بعض، صدمتها كانت كبيرة أوى، مقدرتش تتخيل إن الإنسان اللي حبته كل الحب ده يطلع كان بيغشها، أنهارت ودخلت المستشفى وقعدت فترة كبيرة عندها إنهيار عصبى، ولما خرجت كانت واحدة تانية خالص، كأنها أتبدلت تماما، قفلت قلبها من ناحية كل الناس، خرجت الطيبة من قلبها لأنها ظنت إن هى السبب فى كل اللي حصلها، ومبقاش فى قلبها غير الحقد والقسوة، وياريتها على كده، غالية بقت مريضة مبقتش عايزة تشوف أى أتنين بيحبوا بعض مبسوطين، بقت عايزة الكل ينجرح ويتوجع زيها،وكان أول ضحياها أنا وعاصم أبوكى، كنت أنا وهو بنحب بعض أوى، وكنا متفقين على الجواز، وهى كانت عارفة كده كويس، وكنا منتظرين نزول يحيي أخويا من السفر، لأن جتله منحة تبع جامعته وكان لازم يروحها، وفى الفترة دى أتعرض أبويا لأزمة مالية، وكانت شركته بتقع، ولأنى مكنتش واخدة خوانة من غالية وكنت بعتبرها أقرب حد ليا، رحت وحكلتها،مكنتش عارفة إنها هتنتهز الفرصة وتروح لحسين هاشم وتتفق معاها على مؤامرتها عشان تفرق بينى وبين عاصم.
فاطمة: مين حسين هاشم؟
مريم: كان زميلنا برضه، كان ابن راجل أعمال كبير، وكان علطول بيطاردنى وعايز يتجوزنى، بس كان عارف إنى كنت بحب عاصم وإنى كنت رفضاه، كان شاب هلاس وملوش فى شيل المسؤلية، راحت غالية وأتفقت معاه إن والده يروح لأبويا ويشاركه بحجة إنه عايز يساعده، وفعلا لما والده راح لأبويا شاركه، ومع الوقت قدر ياخد عليه إيصالات أمانة بمبالغ كبيرة، والدى مقدرش يسددها، وكان الخيار يا إما أوافق على جوازى من حسين يا إما والدى هيتسجن، وطبعا مكنتش قادرة أقول لعاصم على اللي بيحصل لأن ساعتها والدى برضه كان هيتسجن.
فاطمة: وليه والد حضرتك ما قالش لجدو إبراهيم، مش بتقولى كانوا أكتر من اخوات مريم: عزة نفس أبويا كانت بتمنعه إنه يمد إيده ويستلف من عمى إبراهيم، كان دايما شايف إن الصداقة بينهم لازم تكون بعيد عن أى مصالح، مكنش قدامى أى إختيار غير إنى أنقذ أبويا وأوافق على جوازى من حسين، خصوصا وإن عاصم كانت أخباره أنقطعت عننا، ومكناش عارفين نوصله، أنا غالية فقامت بالواجب وقدرت تقنع عاصم إنى كنت على علاقة بحسين فى الجامعة وإنى كنت بلعب بيه طول الفترة دى، خليته كرهنى ومبقاش طايق يسمع سيرتى، أما حسين فعشت معاه أسوأ أيام حياتى كلها، كان بيعاملنى كأنى عبدة عنده لدرجة إنه مانعنى أروح أشوف أبويا لما كان فى المستشفى بين الحياة والموت...
ومات قبل ما أشوفه، عشت أصعب فترة فى حياتى، لدرجة إنه كان لما بيحب يخونى كان بيخونى فى بيتى من غير ما يراعى شعورى، دا غير الضرب والإهانة والحبس فى البيت، وفى يوم وهو سايق العربية مش وعيه أتقلبت بيه ومات، مات وربنا رحمنى من العذاب اللي عشته معاه،وبعدها أخويا رجع وعرف باللي حصل وقرر إنه ميسافرش تانى ويفضل معايا، حاولت أقابل عاصم كتير وأفهمه اللي حصل، بس هو كان رافضنى بشكل نهائى، خصوصا مع كلام عمتك اللي كانت علطول بتقنعه بيه، لحد ما يئست من إنه يرجع يسمعنى، وبعدها أتقدملى حسن والد خالد، كان جارنا وبيحبنى من زمان، كان راجل طيب أوى وبرغم كل اللي حصلى طلب إنه يتجوزنى ويكمل معايا حياته، وفعلا وافقت أتجوزه، ويوم فرحى عليه راحت غالية وحكت لعاصم على حقيقة جوازى من حسين وإنى مبعتوش، مش طيبة منها، بس عشان تحرق قلبه وقلبى، وإن اليوم اللي يعرف إنى مظلومة فيه ومبعتهوش، أكون ساعتها أتكتبت على اسم راجل تانى، مقدرش أنسى اليوم اللي جيه فيه يصالحنى ولقانى قاعدة فى الكوشة جنب حسن، بعد ما حط إيده فى إيد عمى إبراهيم وأتجوزنى.
تلتمع الدموع فى عين فاطمة حزنا على ما رأته فى حياتها قائلة: يااااه يا طنط حضرتك شوفتى كتير أوى مريم: الحمد لله، دا إختيار ربنا لينا، كان نصيبى إن خالد ابنى يبقى من حسن، وإنك تبقى بنت عاصم من سارة فاطمة: طب بابا عرف ماما إزاى؟ مريم: بصى يا فاطمة، أنا معرفش تفاصيل كتير عن القصة، بس كل اللي أعرفه إن أبوكى بعد جوازى من حسن بقى بيسافر كتير أوى بحجة الشغل، ومبقاش طايق يقعد فى البلد، وعرفت إنه أتعرف على والدتك وهو مسافر، كنت دايما بسمع يحيي بحكم إنه اقرب صديق ليه، بيتكلم عن خلافاته مع والده وإنه مصمم يتجوزها، وبعدها عرفت إنه سافر وأتجوزها هناك فى لبنان، وإن والده غضب عليه، لكن الموضوع أتقفل على كده ومتفتحتش تانى غير لما إنتى رجعتى وعرفنا إنك بنت عاصم.
فاطمة: عشان كده طنط قالت إنك خدتين فى حضنك عشان بابا مريم: طنط دى مريضة، وفاكرة إن الناس كلها زيها، يا بنتى أنا أرتحتلك من أول لحظة شوفتك فيها، وحتى لو مكنتيش بنت عاصم أنا كنت برضه فتحتلك بيتى وقلبى، بس منكرش لما عرفت إنك بنته حبك فى قلبى زاد
فاطمة: انا كمان حبيت حضرتك أوى، وحسيتك زى ماما فى طيبتك وحبك ليا مريم: خلاص يبقى من هنا ورايح تقوليلى يا ماما زيك يا خالد فاطمة: حاضر يا... مريم: يا إيه؟ فاطمة: يا ماما مريم...