رواية عاشق المجهول الجزء الأول للكاتبة أمنية الريحاني الفصل الخامس
( حب لا تراه الشمس )
فى منزل مريم: ينظر الجميع لخالد فى دهشة، وخاصة فاطمة التى تنظر له فى صدمة من حديثه خالد: بعد إذنك يا خالى، أنا عايز فاطمة يحيي فى دهشة: أنت بتقول إيه يا خالد، عايز فاطمة إزاى؟
خالد: اسمعنى يا خالى، حضرتك بتقول إنك مش هتقدر تاخدها تعيش مع مرات خالى، وفى نفس الوقت مينفعش تعيش لوحدها، حتى لو هتجيبلها حد يخدمها، مش هيبقى قلبهم عليها زينا إحنا أهلها، فاطمة هتعيش هنا معانا، أنا ووالدتى هناخد بالنا منها، ولو عليا أنا كده كده بسافر جامعتى فى القاهرة طول الأسبوع، وبرجع يومين أخر الأسبوع، يعنى مش هضايقها، منها تبقى مع أمى تاخد بالها منها وتراعها، وتونسها فى غيابى، ومنها أنا اطمن عليها ولو أحتاجت حاجة تلاقينى معاها يحيي فى تردد: أيوا يا ابنى، بس... خالد: صدقنى يا خالى، فاطمة هتبقى فى عينينا، هتبقى بالنسبة لى زى علا الله يرحمها، ومش هسمح لأى حاجة تضايقها ولا تأذيها، أرجوك يا خالى وافق.
نظرت فاطمة لخالد بعيون سعيدة، فقد فهمت ماذا كان يقصد بالشخص الذى سيصبح وجوده سند ومصدر أمان لها، ولأول مرة تشعر بالأمان بوجود شخص فى حياتها مريم: خالد معاه حق يا يحيي، سيب فاطمة معانا، وهى هتبقى فى عينينا وتنظر لفاطمة فى حب قائلة: ربنا يعلم إنها دخلت قلبى من أول يوم شفتها فيه خالد: وإذا كان على الدراسة، أنا هقدملها فى المدرسة، وهاخد بالى من مذاكرتها، وحضرتك تقدر تيجى تطمن عليها فى أى وقت نظر له يحيي بإقتناع قائلاً: ماشى يا خالد، أنا موافق تفضل معاكم، بس خد بالك دى أمانة و...
خالد مقاطعاً: من غير ما توصينى يا خالى، أنا بقى سندها وضهرها لو أحتاجت أى حاجة يحيي: والأهم من دا كله إن غالية متعرفش مكانها، مضمنش رد فعلها هيكون إيه، وأنا مش عايز حد يضايق فاطمة عادل فى مرح: متقلقش يا بابا، أنا بنفسي هجى أطمن عليها كل يوم خالد: أنت بالذات مش عايزين نشوف طلعتك البهية يضحك الجميع على كلامهم إلَّا فاطمة التى كانت تنظر لخالد نظرات حالمة، وبادلها خالد بنظرات يبث إليها الطمأنينة، وكأنه يقول لها أنا سأظل بجانبك إلى أخر العمر ( حوار تحدثته أعينهم بدون أى كلام: هى: ليه عملت كده؟
هو: مش عارف، حسيت إنى لازم أعمل كده، وإنك لازم تبقى معايا وجنبى هى: أشمعنى أنا، دا أنت شوفتنى إمبارح بس هو: فى ناس مبنحتجش نشوفهم غير مرة واحدة، عشان نعرف حقيقة مشاعرنا ناحيتهم هى: ودا تسميه إيه ؟
هو: أسميه حاجة مجهولة جوايا من ساعة ما شوفتك وهى بتحركنى، يمكن إرتياح، يمكن أخوة، يمكن خوف، تطلع زى ما تكون، المهم إنى من دلوقتى بقيت مسئول أشيل من جواكى الخوف ) كان هذا الحوار دائر بينهم بلغة أعينهم لا بلغة اللسان، فكم من مشاعر مجهولة بداخلنا حين تقتحمنا، تقودنا إلى أن نفعل أشياء لا نعلم نحن سببها
فى فيلا الصفدى: تركض غادة إلى والدها تحتضنه قائلة: وحشتنى، وحشتنى أوى يا بابى يحيي: إنتى كمان وحشتينى أوى يا دودو غادة: جبتلى معاك إيه بقى ؟ يحيي: جبتلك كل الحاجات اللي طلبتيها يا ستى غادة: ميرسي أوى يا باباه غالية: حمدا لله على السلامة يا يحيي يحيي: الله يسلمك يا غالية ينظر يحيي لغالية التى يبدو عليها الضيق ويتصنع عدم فهم السبب قائلاً: مالك يا غالية، شكلك فى حاجة؟ غالية: آه يا يحيي، محتاجة أتكلم معاك شوية، ممكن تطلع تغير هدومك عشان نتغدى، وبعدين نقعد نتكلم يحيي: ماشى
فى منزل مريم: بعد تناولهم الغداء يتوجه خالد إلى غرفته، بينما تتوجه مريم لأعداد الشاى فاطمة: عنك يا طنط، أنا هدخل الشاى لأبيه خالد تبتسم لها مريم فى رضا قائلة: خدى يا حبيبتى، بس حاسبى عشان سخن فاطمة: متخافيش يا طنط تطرق فاطمة باب غرفة خالد وتستأذن فى الدخول فاطمة: أتفضل يا أبيه الشاى خالد: شكرا يا فاطمة تتوجه فاطمة إلى باب الغرفة، ثم تعاود مرة أخرى فينظر لها خالد قائلاً: عايزة تقولى حاجة يا فاطمة؟ فاطمة فى تردد: بصراحة كنت عايزة أسأل حضرتك سؤال يبتسم لها خالد قائلاً: أسألى، بس علفكرة أنا عارف إيه هو السؤال
فاطمة: عارفه؟! خالد: عايزة تسألينى أنا ليه عملت كده، صح فاطمة: بصراحة آه، يعنى حضرتك متعرفنيش كويس، ولسه شايفنى إمبارح، ولقيتك بتطلب إنى أقعد معاكم، وتتولى أمرى خالد: وإنتى شايفة كان المفروض أعرفك قد إيه عشان أطلب طلب زى ده ؟ فاطمة: مش فاهمة خالد: بصى يا حبيبتى، فى ناس بتدخل فى حياتنا كده صدفة، مبنبقاش عاملين حسابنا على وجودهم، لكن أول ما بيظهروا بيدونا إشارة إنهم هيبقى ليهم مكان مهم أوى فى حياتنا، مش هيبقوا مجرد حد معدى وهيمشى ويتنسى.
فاطمة: برضه مش فاهمة، حضرتك كلامك كبير أوى عليا خالد: هفهمك بطريقة أسهل، أنا أول ما شوفتك يا فاطمة، ومن قبل ما أعرف حتى إنتى مين، حسيت إنك مش هتبقى مجرد ضيفة جاية تزورنا وتمشى، حسيت إن هيبقى ليكى مكان وسطينا وإنك هتبقى قريبة منى أوى، حسيت منين معرفش، ولما عرفت حكايتك، أتأكدت إن إحساسى كان صح، وإن ربنا بعتك عندنا فى الوقت ده كان يعادل كفتين الميزان فاطمة: ميزان ؟! خالد: أيوا، الكفة الأولى هى إحتياجك لينا، وإنك محتاجة تحسى بالأمان وسطنا، وتعيشى إحساس الأهل والدفي، أما بقى الكفة التانية، فهى إحتياجنا إحنا ليكى.
فاطمة: أنتوا محتاجينى أنا، فى إيه؟ ينظر لها خالد فى حزن قائلاً: إنك تعوضينا غياب علا، إنتى دخلتى قلوبنا قبل ما تدخلى بيتنا يا فاطمة، لأنك بتدينا إحساس بوجودها وسطنا، ضحكتك، خجلك، حتى فى حزنك، كل حاجة فيكى بتفكرنى بيها، وإنتى متعرفيش علا كانت غالية عندى إزاى فاطمة: ياه يا أبيه، للدرجة دى كنت بتحبها؟
خالد: مكنتش أختى يا فاطمة، كانت بالنسبة لى بنتى، أبويا الله يرحمه لما مات كان عندى 12 سنة، وساعتها علا كان عندها 4 سنين، متعرفش أى حاجة، كنت بالنسبة ليها أخوها وأبوها فى نفس الوقت، كانت الفرحة اللي بتنور البيت ده، لما ماتت حاجة جوانا اتكسرت، والفرحة اللي جوانا ضاعت، هتصدقنى لو قولتلك إنى من ساعة ما شوفتك وأنا حاسس إنى الفرحة دى رجعت تانى فاطمة: يعنى حضرتك كنت عايزنى أقعد هنا عشان أبقى مكان علا؟
خالد: لا يا فاطمة، إنتى عمرك ما هتكونى مكان حد، إنتى هتبقى فى مكان جديد فى قلوبنا، مكان محدش دخله قبلك، صحيح أنا زعلان على علا، بس إنتى هتبقى أختى اللي ربنا بعتهالى، ووعد منى ليكى، أفضل سندك وضهرك لحد ما أسلمك لعريسك أدام إن شاء الله تنظر له فاطمة فى حب قائلة فى نفسها: يبقى عمرى ما هفكر اتجوز
فى فيلا الصفدى: تقصّ غالية على يحيي ما حدث مع فاطمة، وهو يدعى أنه لا يعلم ما حدث يحيي فى صدمة: إنتى بتقولى إيه يا غالية، بنت عاصم جت هنا وإنتى طردتيها، طب ليه ؟ غالية: وأنت كنت عايزنى أعمل إيه يا يحيي، أفتح لها بيتى وأخدها فى حضنى، أنت ناسى دى تبقى بنت مين، ناسى إن أمها كانت السبب فى إن عاصم يتخانق مع بابا الله يرحمه، ودا خلى بابا يموت غضبان عليه ويحرمه من الميراث.
يحيي فى غضب مصطنع: أيوا بس مهما كان دى بنت أخوكى، يعنى لحمك ودمك غالية: أنا أخويا باعنا زمان، ومن ساعتها وأنا نسيت إن ليا أخ، وبعدين أنا إيش عرفنى أنها بنته أصلا، مش يمكن بنت نصابة مزقوقة علينا يحيي: عمرك ما هتتغيرى يا غالية، يا ترى البنت الغلبانة دى راحت فين، أنا هدور عليها لحد ما ألاقيها غالية: دور يا يحيي، ما أنت طول عمرك واقف ضدى فى كل حاجة، اشمعنى المرة دى يحيي: ربنا يهديكى يا غالية، ويشيل الكره اللي مغطى قلبك
فى اليوم التالى: تخرج غادة من جامعتها، لتجد خالد يقف أمام الباب، تتجاهله غادة وتكمل طريقها، فيركض وراءها مسرعاً خالد: غادة، يا غادة، اسمعينى بس تلتفت له غادة فى غضب قائلة: نعم يا خالد، عايز إيه ؟ خالد: عارف إنك زعلانة منى، بس غصب عنى كان عندى ظروف فى البيت غادة: ظروف يا خالد، بقالك يومين لا بتكلمنى ولا بترد عليا، ظروف إيه دى اللي تخليك متردش عليا خالد: خلاص بقى قلبك أبيض غادة: ماشى يا خالد خالد: علفكرة، وحشتينى
رواية عاشق المجهول الجزء الأول للكاتبة أمنية الريحاني الفصل السادس
( حب لا تراه الشمس )
فى منزل مريم: يدق جرس الباب، فتنادى مريم على فاطمة لتفتح الباب قائلة: أفتحى يا فاطمة، إيدى مش فاضية تتوجه فاطمة إلى الباب قائلة: حاضر يا طنط تفتح فاطمة الباب لتجده خالد فتبتسم له قائلة: حمدا لله على السلامة يا أبيه خالد مداعبا إياها: الله يسلمك يا أحلى إبتسامة نورت البيت ده تنظر له فاطمة وقد توردت وجنتيها من الخجل، ليكمل حديثه قائلاً: إيه يا طمطم بقالك شهر معانا ولسه بتتكسفى، خلاص بقى أتعودى إن ده بيتك، وإن العبد لله الغلبان ده أخوكى، ولا منفعش.
فاطمة: تنفع طبعا، هو أنا أطول خالد: طب تعالى يا طمطم، عندى ليكى خبر حلو، قدمت ورقك فى المدرسة اللي جنب البيت، صاحب المدرسة كان صديق والدى وهو قبل الورق بتاعك، وتقدرى تنزلى السنة الدراسية الجديدة إن شاء الله وتاخدى الإعدادية فاطمة: بجد يا أبيه؟ خالد: طبعا، هو ده كلام فى هزار، قوليلى بقى نفسك تطلعى إيه لما تكبرى؟ فاطمة: نفسى ابقى دكتورة يا أبيه خالد: يا سيدى، دكتورة مرة واحدة، إن شاء الله يا حبيبتى هتبقى أحسن دكتورة فى مصر كلها.
فاطمة: هو حضرتك يا أبيه فى كلية إيه؟ خالد: أنا يا ستى مهندس، فى أخر سنة فى كلية الهندسة فاطمة: وليه مدخلتش طب؟ خالد: عشان أنا بحب الرياضة طول عمرى، دخلت علمى رياضة، وجبت مجموع كبير ودخلت هندسة فاطمة: أمممم، شكلك شاطر يا أبيه خالد: إنتى كمان يا طمطم هتبقى أشطر منى كمان تنظر له فاطمة فى حب قائلة: مفيش حد فى الدنيا أشطر منك.
فى شركة الصفدى: يجلس يحيي الصفدى على مكتبه، فيدخل عليه عادل بعد أن يستأذن الدخول يحيي: تعالى يا عادل عادل: خير يا بابا، كلمتنى قولتلى آجى على الشركة يمد يحيي يده بظرف لعادل قائلاً: خد يا عادل، الظرف دا أديه لخالد وعمتك مريم، دى مصاريف فاطمة.
عادل: طب ما حضرتك جربت تديهم فلوس قبل كده وهما رفضوا، وقالولك إنهم مش هياخدوا مصاريف قعدتها عندهم يحيي: الوضع أتغير دلوقتى، فاطمة داخلة على دراسة ومصاريف، وبعدين دى مش فلوسى، دى فلوس أبوها بيبعتها عشانها، يعنى من حقها عادل: ولو رفضوا ياخدوها تانى؟
يحيي: قولهم يحتفظوا بيها عندهم، ولو مصرفوهاش يشيلوها بإسمها لأى ظروف عادل: حاضر يا بابا يحيي: مش عايز آكد عليك تانى يا عادل، محدش لازم يعرف إن فاطمة قاعدة عند عمتك، عشان كده صممت أديك الفلوس هنا فى الشركة، عشان محدش فى البيت يسمعنا عادل: متقلقش يا بابا، أنا واخد بالى كويس ويكمل عادل فى مرح: وبعدين أنت مغلب نفسك ليه، ما الحل بسيط يحيي: حل إيه يا واد أنت؟
عادل: جوزهالى وخلاص، وساعتها محدش هيقدر يجى جنبها وهى مراتى يحيي: تتجوز مين يا شحط، دى عيلة بالنسبة لك؟! عادل: وإيه يعنى، أربيها على إيدى، وهو منها تبقى بنتى ومنها تبقى مراتى فى نفس الوقت يحيي: عادل، أبعد عن بنت خالك، وإياك أعرف إنك عملت معاها حركة من حركاتك، دى أمانة فى رقبتنا.
عادل: عيب يا بابا، أنا بهزر معاك، فاطمة دى لحمى ودمى، وعمرى ما أفكر أجرحها، ولولا إنى عارف إن خالد راجل وهيحافظ عليها هو وعمتى، مكنتش سبتها تقعد بعيد عننا يحيي: ايوا كده طمنتنى، روح بقى لعمتك أديها الفلوس، وسلملى على فاطمة كتير عادل: حاضر يا بابا
فى منزل مريم: يدق جرس الباب، فتذهب فاطمة لفتح الباب، لتجده عادل بمرحه المعهود عادل: إزيك يا بطة فاطمة: أنا كويسة يا أبيه عادل عادل: أبيه مين ده، قوليلى يا عادل، يا دولة، يا لولو، بلاش أبيه دى فاطمة: بس أنا بقول لأبيه خالد يا أبيه عادل: أبيهك خالد دا عجوز، إنما أنا لسه صغير يقطع حديثهم صوت خالد قائلاً: متصدقهوش يا طمطم، إحنا من سن بعض علفكرة عادل: يا سيدى أنا مالى، أنت غاوى تكبر نفسك، وبعدين فى واحدة تقول لعريسها يا أبيه فاطمة: عريسى؟!
يتحدث عادل بطريقة درامية قائلاً: أيوا يا فاطمة، أنا خلاص مش قادر أخبى مشاعرى أكتر من كده، إنتى لازم تحسي بيا وبحبى، أنا قررت أتقدملك وأدخل الباب من بيته تضحك فاطمة على طريقته، ليضربه خالد على رأسه قائلاً: مش هتبطل طريقتك دى أبدا عادل: وأبطلها ليه، ما هى بتضحك أهو، يعنى موافقة وينظر عادل لفاطمة قائلاً: مش إنتى موافقة يا بطة ؟
تنظر فاطمة لخالد قائلة: لا مش موافقة، أنا عريسى أبيه خالد هو اللي هينقهولى، عشان أنا عايزاه شبهه بالظبط فى كل حاجة عادل: يبقى هتعنسي يا حبيبتى خالد: إيه حبيبتى دى، مش واقف أنا عادل: إيه يا جدع أنت صدقت إنك ولى أمرها، دى بنت خالى علفكرة، وليا فيها أكتر ما ليك.
خالد: طب بطل غلبة، وتعالى معايا عايز أتكلم معاك شوية وينظر خالد لفاطمة قائلاً: ممكن يا طمطم تخلى ماما تعملنا شاى خالد: من عينيا يا أبيه تتركهم فاطمة ليوتجها الأثنان إلى الشرفة عادل: سبحان مغير الأحوال، البت كانت جاية بوزها شبرين وأقل كلمة تلاقى شلالات دموع على وشها، دلوقتى بتأوح وتتلامض، ومن عينيا يا أبيه، أنت عملت فى البت إيه؟
خالد: حبتها عادل: يخربيتك، أنت بتقول إيه ؟ خالد: أنا بتكلم بجد، أنا فعلا حبيت فاطمة، حبيت فيها براءتها وضحكتها الصافية، حبيت جواها الطفلة اللي محتاجة لحضن أبوها، أنا كتير بحس إنها مش زى أختى بس لا زى بنتى عادل: آآآآآه ه ه يا حنين، ويا ترى البرنسيسة غادة أختى هيبقى إيه رأيها فى الكلام ده؟ خالد: لا غادة دى حاجة تانية، دى الحب كله، بس ربنا يهدى الست والدتك وتوافق على جوازنا بقى عادل: أصبر أنت بس وأتمسك بغادة، وأعمل زى خالى عاصم، ومتنساش إن بابا موافق وأكيد هيعرف يقنع ماما خالد: يسمع من بقك ربنا.
بعد مرور عدة أيام، تبدأ السنة الدراسية الجديدة، يسافر خالد إلى القاهرة للإستعداد للسنة الدراسية الجديدة فى الجامعة فى أول يوم دراسى لفاطمة، تحاول مريم إيقاظها قائلة: أصحى يا طمطم، قومى بقى يا حبيبتى هتتأخرى على المدرسة تفتح فاطمة عينيها ببطيء قائلة: صباح الخير يا طنط مريم: صباح النور يا حبيبتى، اصحى بقى، النهاردة أول يوم فى المدرسة، يالا قومى ألبسى على ما أحضرلك الفطار فاطمة: حاضر يا طنط، هو أبيه خالد لسه مسافر؟
مريم: ما إنتى عارفة يا طمطم إن خالد مسافر من بدرى عشان يستعد لجامعته فاطمة فى ضيق: ربنا معاه تستعد فاطمة للمدرسة وبداخلها رهبة من هذا العالم الجديد التى هى مقبلة عليه، تمنّت لو أن خالد كان معاها، ليبث بداخلها الأمان، التى أصبحت لا تستمده إلّا من خالد، بعد أن أنتهت من تبديل ملابسها، وتناول الإفطار، تذهب مع مريم إلى المدرسة الجديدة وتودعها مريم داعية لها بالتوفيق، أقتربت بخطوات خائفة من باب المدرسة، وقبل أن تدخل أستوقفها صوت مألوف إليها ينادى بإسمها، فألتفتت إلي الصوت لتجده خالد، ركضت فاطمة إليه مسرعة فى إشتياق قائلة: أبيه خالد، حضرتك جيت إمتى؟
خالد: لسه واصل حالاً مريم: وإيه يا ابنى اللي رجعك، مش قولت عايز تستعد للجامعة خالد: مقدرتش مكونش موجود فى أول يوم مدرسة لطمطم ينظر خالد لفاطمة قائلاً: متخافيش يا طمطم، أنا عارف إن الجو جديد عليكى، بس هتاخدى عليه، وهيبقى ليكى صحاب كمان، وأنا واثق إنك شاطرة وهتجيبى أعلى الدرجات، وخليكى فاكرة إنى معاكى وفى ضهرك.
تلتمع عيون فاطمة بالفرحة والحب وتذهب إلي باب المدرسة فى ثقة، بعد أن طمأنها خالد بكلماته ووجوده بجانبها، تدخل فاطمة المدرسة وتقضي يومها الأول فى هذا العالم الجديد، وهناك تعرفت على فتاة جميلة بسيطة تدعى وردة، والتى شعرت بالإرتياح معها دون الباقي، وقللت بداخلها الشعور بالغربة، تعود فاطمة إلى المنزل بعد يوم دراسى طويل، وتقصّ على مريم كل ما مرت به وهى سعيدة بأنها حصلت على صديقة جميلة فى أول يوم لها.
فى شركة الصفدى: يتحدث يحيي فى التليفون قائلاً: وأنت كنت عايزنى أعمل إيه يا عاصم، طبيعى كان لازم أبعدها عن الفيلا عندى،هو أنت فاكر إن مكنتش أقدر أجبر غالية إنها تتقبل فاطمة لحد ما ترجع، بس أنا عملت كده عشان أبعدها عن الخطر، الفيلا عندى أول مكان هيفكروا يدوروا فيه عليها، لأنهم عارفين إن غالية عمتها، وإنها ملهاش أهل غيرها، فكرت أوديها عند مريم، عشان محدش هيجى فى دماغه إنها عندها.
عاصم: طب وهى يا يحيي عاملة إيه، بعد كل اللي حصلها، وخصوصا بعد معاملة غالية ليها ؟ يحيي: متقلقش، أنا حاولت أحسن الصورة أدامها، ولا كنت عايزنى أقولها إنى أبوكى هربك على مصر، عشان هو مطارد من ... تجار سلاح..
رواية عاشق المجهول الجزء الأول للكاتبة أمنية الريحاني الفصل السابع
( حب لا تراه الشمس )
تمر الأيام سريعاً وكل منهم مشغول فى دراسته، فكانت فاطمة منهمكة طوال الأسبوع فى المدرسة، وخالد أيضا كان مشغول فى كليته طوال الأسبوع، وكان حريص أن يكون متواجد مع فاطمة أخر كل أسبوع لكى يطمئن عليها ويهتم بمراجعة دروسها، أزداد قرب وإهتمام خالد من فاطمة فأصبحت تشغل معظم تفكيره، حتى وهو بعيد فى كليته كان يفكر كيف يسعدها ويعوضها عما مرت به من ذكريات أليمة، وفى هذه الفترة أبتعد خالد دون أن يشعر عن غادة، التى كانت فى ضيق وقلق من هذا البعد، فلم يعد يقابلها ويتحدث معها مثل سابق، وفى يوم من الأيام كانت فاطمة تخرج من المدرسة مع صديقتها وردة التى أصبحت بمثابة الأخت، فتفاجئت بوجود خالد يقف فى إنتظارها أمام باب المدرسة، فنظرت له فى سعادة وحب وكادت أن تركض إليه ولكن وردة أوقفتها قائلة: بت يا فاطمة، مين القمر اللي واقف مستنيكى ده، إنتى مش قولتى مبتصاحبيش ولاد.
ضربتها فاطمة فى ذراعها قائلة: أصاحب مين يا مجنونة، دا أبيه خالد، دا أكبر منى بسنين وردة: يا نهار أبيض، هو دا أبيه خالد اللي حكتيلى عنه، وبتتكلمى عنه عادى كده كأنك بتتكلمى عن أى واحد فاطمة: مش فاهمة يعنى أتكلم عنه إزاى وردة: يا بنتى دا ناقصله فولتين وينور، مش شايفة البنات اللي هناك واقفين متنحين إزاى نظرت فاطمة لمجموعة من الطالبات، فوجدتهم ينظرون لخالد فى إعجاب وهيام، فشعرت بالضيق من نظراتهم له وردة: ايه يا جميل قلبتى وشك ليه؟ فاطمة: مفيش حاجة، أنا هروحله بقى، يالا سلام وردة فى نفسها: يا حبيبتى يا فاطمة، شكل خالد ده هيبقى حكايته معاكى حكاية.
توجهت فاطمة إلى خالد مسرعة فى سعادة قائلة: أبيه خالد، مقولتليش إنك جاى النهاردة خالد: حبيت أعملهالك مفاجأة، ها إيه رأيك؟ فاطمة: أحلى مفاجأة فى الدنيا خالد: بصى يا ستى، النهاردة أخر الأسبوع، وعارف إنك بتتعبى فى المدرسة طول الأسبوع، فقررت أفسحك، وكمان عشان فى مناسبة النهاردة حابب أحتفل بيها معاكى فاطمة: بجد يا أبيه، مناسبة إيه بقى؟ خالد: هتعرفى يا غلباوية، دلوقتى نروح عند ماما، تغيرى هدوم المدرسة، وتلبسي فستان جديد جبتهولك على ذوقى، ونخرج سوا، موافقة؟
فاطمة: دا كلام، طبعا موافقة، ربنا ما يحرمنى منك يا أبيه فى جامعة إسكندرية: تجلس غادة فى ضيق، فتجلس صديقتها ياسمين بجانبها قائلة: مالك يا دودو؟ غادة: خالد متغير معايا أوى يا ياسمين، مبقاش يكلمنى زى الأول، وعلطول مشغول عنى، وحتى أخر الأسبوع لما بينزل إسكندرية، مبقناش نتقابل زى الأول بحجة إن عنده مذاكرة كتير.
ياسمين: طب ما يمكن فعلاً مشغول، ما إنتى عارفة إنه أخر سنة فى الكلية غادة: لا يا ياسمين، أنا قلبى حاسس إن فى حاجة، أنا مش هعرف خالد النهاردة، خالد دا ابن عمتى، وحب عمرى كله، خالد عمره ما أنشغل عنى كده، أكيد فى حاجة ولازم أعرفها وتهمّ غادة بالمغادرة ياسمين: رايحة فين؟ غادة: هروح لخالد عند عمتى، النهاردة أخر الأسبوع وزمانه روح البيت.
تتوجه غادة لباب الجامعة فيوقفها صوت يناديها من خلفها، تلتفت فى إتجاه الصوت لتجده وليد زميلها فى الكلية غادة فى ضيق: خير يا وليد ؟ وليد: مروحة بدرى ليه يا غادة؟ غادة: وأنت مالك يا وليد، أعتقد دى حاجة متخصكش وليد: لا تخصنى يا غادة، إنتى عارفة إنى بحبك، وعايز أرتبط بيكى غادة: وأنا قولتلك ميت مرة إنى مبحبكش يا وليد، ليه بقى مش عايز تفهم، وعن إذنك بقى عشان متأخرش وتتركه غادة وتغادر فى غضب منه قائلاً: مش وليد الحسينى اللي يتعامل كده يا بنت الصفدى وبكرة تشوفى.
فى منزل مريم: تخرج فاطمة من غرفتها بعد أن أرتدت الفستان الذى أحضره لها خالد، فينظر إليها خالد ومريم فى إعجاب فاطمة: إيه رأيكم؟ مريم: بسم الله ما شاء الله، الفستان كأنه معمول عشانك يا بنتى فاطمة: بجد يا طنط مريم مريم: طبعا يا حبيبتى، إنتى قمر أصلاً، دا إنتى اللي حليتى الفستان تنظر فاطمة لخالد الذى ينظر إليها فى شرود لتقاطع شروده قائلة: إيه يا أبيه، الفستان وحش عليا ولا إيه؟ خالد: لا يا حبيبتى، الفستان حلو عليكى فاطمة: أمال بتفكر فى إيه؟
خالد: بفكر فى اليوم اللي هتخرجى فيه عليا لابسة الفستان الأبيض وعروسة فاطمة فى صدمة: ها، عروسة ؟! خالد: طبعا عروسة، وهتبقى أحلى عروسة كمان، ساعتها من هتنازل إنى أسلمك بإيدى لعريسك بنفسى، حتى لو عمى عاصم وخالى يحيي عارضونى تبتسم له فاطمة إبتسامة باهتة، فيكمل حديثه وهل يمد ذراعه إليها قائلاً: يالا يا أنسة طمطم، ورانا فسحة عايزين نخرجها تبتسم فاطمة له فى فرح وتعلق ذراعها فى ذراعه، ويخرجا سويا تنظر مريم إلي أثارهم قائلة: ربنا يسعدك يا ابنى، زى ما بتحاول تسعد البنت اليتمية، أكيد بتفكرك بأختك علا الله يرحمها.
بعد فترة طويلة قضاها خالد مع فاطمة فى أماكن عديدة، فقد ذهبا سويا إلى السينيما، والملاهى، وأخيراً تناولا الطعام فى إحدى النوادى المطلة على البحر خالد: ها مبسوطة يا طمطم؟ فاطمة: أوى أوى يا أبيه، أنا عمرى ما كنت مبسوطة كده، تعرف إن طول عمرى كان نفسى أخرج وأشوف الدنيا من غير ما أبقى خايفة، بس كان فى حاجة غريبة بتحصل دايما جواليا، كان بابا علطول حابسنى جوا البيت، حتى لما كنت بروح المدرسة، كان بيبعت معايا دايما حرس، كان ممنوع أخرج برة نطاق المدرسة والبيت خالد: يا سلام، وليه كل ده؟
فاطمة: كان دايما بيقول إنه خايف عليا من خالى يوسف، لأنه عايز يخطفنى ويأذينى، بس أنا مش عارفة، هو ممكن خال يأذى بنت أخته، خصوصا لو كانت أخته دى متوفية، يعنى أنا الوحيدة اللي بفكره بيها خالد: مش عارف يا فاطمة، على حسب خالك ده بيفكر إزاى، فى ناس بيبقى مصلحتهم أهم حاجة عندهم، الفلوس بتعمى عينيهم، واللي فهمته إن والدتك ليها ميراث عند خالد، وإنك أكيد الوريثة الوحيدة لمامتك.
فاطمة: أنا بكره الفلوس، بكره أى حاجة تخلى الناس تأذى بعض خالد: خلاص بقى يا طمطم، مالك قضيتيها دراما ليه كده، مضيعيش فرحة الخروجة، وبعدين مسألتنيش إيه هى المناسبة اللي حابب أقضيها معاكى فاطمة: آه صحيح، أنا نسيت اسأل حضرتك،إيه هى؟ يشير خالد لأحد الجرسونات بيده، فيقترب منه وهو يحمل قالب من التورتة يضعه أمامهم فى دهشة من فاطمة فاطمة: إيه ده يا أبيه؟
خالد: النهاردة عيد ميلادى، وكنت حابب أقضيه معاكى فاطمة: بجد، كل سنة وحضرتك طيب خالد: وإنتى طيبة يا طمطم فاطمة: هو حضرتك مكونتش بتحتفل بيه طول السنين اللي فاتت؟
تذكر خالد أنه كان يحتفل بعيد ميلاده كل عام مع غادة، وشعر بالدهشة من نفسه، فهو ولأول مرة ينسى أن يحتفل به معها، وكان كل ما يهمه هو أيسعد هذه الطفلة التى دخلت حياته، ويشاركها فى تلك المناسبة فاطمة: هو السؤال صعب كده؟ خالد: لا يا فاطمة، أنا كل سنة بحتفل بيه مع حد، وحد غالى أوى كمان، يمكن يكون أغلى حد فى حياتى، بس السنة دى كان عيد ميلادى مختلف شوية، تقدرى تقولى بحتفل بعيد ميلادى وبظهورك فى حياتنا فى نفس الوقت.
تبتسم له فاطمة، ولكن تلاشت إبتسامتها قائلة: هو مين الحد دا يا أبيه؟ خالد: هتعرفى بعدين يا طمطم، يالا بقى نطفى الشمع
فى منزل مريم: يدق جرس الباب، فتذهب مريم لتفتح الباب قائلة: أيوا يا خالد ما تفتح الباب ما معاك مفتاح وفاطمة معاك لتتفاجأ أن الطارق ليس خالد، ولكنها غادة مريم: غادة ! إزيك يا بنتى تقبل غادة مريم قائلة: كويسة يا عمتو، إزى حضرتك مريم: بخير يا بنتى، نحمده، أدخلى يا غادة واقفة عندك ليه تدخل غادة المنزل وعينيها تجول حولها باحثة عن خالد، تنظر إلى مريم قائلة: هو خالد مرجعش من القاهرة ولا إيه يا عمتو مريم: خالد...
ولكن قبل أن تجيب يقطع حديثها خالد القادم ومعه فاطمة يضحكان سوياً فى صدمة من غادة، ينظر خالد لغادة فى صدمة قائلاً: غادة! تنظر غادة لفاطمة فى إستنكار قائلة: مين دى؟