أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتدى جنتنا، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .





رواية عاشق المجهول حب لا تراه الشمس

تجلس أمام مرآتها تعتدل من زينتها، فكانت بحق جميلة، ترتدى فستان طويل من اللون الأسود المطرز، وتضع القليل من مساحيق التجمي ..



17-11-2021 02:56 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [22]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية عاشق المجهول حب لا تراه الشمس
رواية عاشق المجهول الجزء الأول للكاتبة أمنية الريحاني الفصل الثالث والعشرون

( حب لا تراه الشمس )

فى منزل خالد:
يدق جرس الباب، فتذهب مريم لتفتح الباب، لتتفاجأ بوجود عاصم أمامها
مريم: عااااااصم !
عاصم: إزيك يا مريم
مريم: كويسة يا عاصم، خير؟
عاصم: أنا عايز أتكلم مع خالد
مريم: خالد مش موجود، لسه مرجعش، بس هو على وصول لو حابب تستناه أتفضل
يدخل عاصم إلى الشقة، وتدخله مريم إلى غرفة الضيوف، وتهمّ بالمغادرة، فيوقفها عاصم قائلاً: استنى يا مريم رايحة فين ؟
مريم: هدخل اعملك حاجة تشربها
عاصم: هتعملى حاجة أشربها ولا عايزة تهربى ؟
مريم: أهرب؟!

عاصم: أيوا تهربى، زى ما بقالك أربع سنين من ساعة ما رجعت وإنتى بتهربى منى
مريم: وأنا ههرب منك ليه، ليك عندى حاجة؟!
عاصم: أيوا يا مريم ليا، ليا حبى اللي فى قلبك، زى ما ليكى حبك اللي فى قلبى، وأوعى تكذبى وتقولى إنك مبقتيش تحبينى، أو إنك فى لحظة نستينى، لأن عندى الدليل على عكس كلامك
تنظر له مريم فى سخرية قائلة: وإيه دليلك بقى إن شاء الله؟

عاصم: خالد ابنك
تنظر له مريم فى إستفهام، فيجيبها قائلاً: لو فعلا نستينى مكنتيش سميتى أبنك خالد، زى ما أنا كنت عايز زمان ولا نسيتى
يعود كلاً من عاصم ومريم بالزمن للوراء ليتذكرا ذلك اليوم، كانت مريم تسير بجوار عاصم، فنظر عاصم لها فى حب قائلاً: عارفة يا مريم نفسي أوى أجيب ولد وبنت
مريم: يا سلام أشمعنى بقى ولد وبنت ؟

عاصم: الولد يكون ضهر أبوه وسند أمه وأخته، والبنت تبقى حلاوة البيت وشقاوته، وعارفة كمان عايز لو جبنا ولد أسميه خالد
مريم: طب والبنت ؟
عاصم: لا كفاية عليا بقى سميت الولد، أبقى سمى البنت إنتى
مريم: لو جبنا بنت هسميها فاطمة، على اسم مامتك فاطمة، لأنى بحبها وبعتبرها أمى أنا كمان، كفاية حنيتها عليا أنا ويحيي، كانت دايما بتعاملنا كأننا ولادها زيك أنت وغالية
عاصم: إنتى اللي أصيلة يا مريم، ربنا يديمك نعمة فى حياتى.

يعود كلاً من مريم عاصم إلى الواقع، فتتجمع الدموع فى عين مريم بعد هذه الذكرى، ينظر لها عاصم فى حب قائلاً: وفعلا إنتى جبتى خالد زى ما أنا كنت عايز أسميه، وأنا جبت فاطمة زى ما إنتى كنتى عايزة تسميها، وزى ما كان فى مريم وعاصم وحبهم، برضه أتولد خالد وفاطمة عشان يكملوا الحلم
مريم: قصدك إيه يا عاصم؟
عاصم: قصدى نتجمع كلنا، زى ما حلمنا زمان يا مريم، أنا وإنتى وفاطمة وخالد نبقى عيلة واحدة، وخالد يبقى ضهر فاطمة وسندها، نتجوز يا مريم
مريم: وأنا مش موافقة يا عاصم
عاصم: طب ليه ؟ ممكن تقوليلى السبب اللي مخليكى رافضة جوازك منى ؟

مريم: أنا هقولك السبب يا عاصم، لأنك ظلمتنى زمان ومقدرتش الحب اللي أنت جاى تتكلم عنه دلوقتى، كام مرة حاولت أكلمك أفهمك اللي حصل، كام مرة حاولت أبررلك سبب جوازى، لكن أنت فى كل مرة كنت رافض تسمعنى، وحبى اللي فى قلبك ده مشفعليش مرة واحدة عندك، أنت محاولتش تدافع عن حبنا زى ما دافعت عن حبك لسارة ووقفت بيه أدام باباك وعيلتك كلها، عارف لما شوفت دفاعك عن حبك ليها، وتمسكك بيها حتى لو هتخسر أهلك كلهم، خلانى عرفت إن حبك ليا مكنش أكتر من وهم، مكنش حب حقيقى تستاهل إنك تضحى علشانه وتتمسك بيه، وبعد كل ده بتسألنى أنا رافضة الجواز منك ليه يا عاصم، لأنك متمسكتش بيا وبحبى زمان، عشان أنا أتمسك بيك دلوقتى
عاصم: مريم، أنا عارف إنى ظلمتك زمان وجيت عليكى، وندمت صدقينى ندمت كتير أوى ودفعت تمن دا من حرمانى منك، أنا عمرى ما نسيتك زى ما إنتى فاكرة، ولا حبك أتغير فى قلبى ثانية واحدة، بالعكس كل يوم كنت بعيد عنى طول السنين اللي فاتت كان بيزود حبى ليكى.

تنظر له مريم بسخرية قائلة: فعلا حبى كان بيزيد، بدليل جوازك
عاصم: هتصدقينى لو قولتلك إنى متجوزتش سارة عن حب، وإن جوازى منها كان ليه أسباب قوية، وهى نفسها اللي خلتنى أقف أدام أهلى وأصمم عن جوازى منها
مريم: وإيه بقى الأسباب القوية دى؟

عاصم: هقولك مريم، لما عرفت حقيقة جوازك الأول، وعرفت إنك كنتى مظلومة وإنى جيت عليكى، ندمت أوى ساعتها ورحت عشانأعتذرلك واطلب منك تسامحينى، بس للأسف كان متأخر أوى، لأنك ساعتها كنتى أتجوزتى تانى، ساعتها الصدمة كانت كبيرة عليا أوى، لأنى ضيعتك بإيدى للمرة التانية، وقررت ساعتها إنى أسيب البلد كلها، سافرت لبنان وكنت منعزل تقريبا عن الحياة كلها، مكنتش بكلم أى حد، ودخلت فى حالة إكتئاب، الوحيدة اللي وقفت جنبى فى الوقت ده كانت سارة، كانت صديقة ليا أتعرفت عليها فى صفقة من صفقات الشغل اللي عملتها فى لبنان، وهى ساعدتنى كتير أثناء قعدتى فى لبنان، وفى يوم كنت قاعد سرحان بفتكر أيامى وذكرياتى معاكى، جت سارة قعدت جنبى وقالتلى...

ويعود عاصم بالزمن للوراء يتذكر ما حدث مع سارة
يجلس عاصم شارداً ينظر إلى الفراغ، فتجلس سارة بجانبه قائلة: وبعدهالك يا عاصم، هتفضل على الحالة دى لحد إمتى؟
عاصم: مش قادر يا سارة، مش قادر أنساها، مريم دى مكنتش حب يوم ولا أتنين، دا حب العمر كله زى ما بيقولوا، أنا فتحت عينيا على حبها، كنت بحلم باللحظة اللي هنتجوز فيها أنا وهى ويجمعنا بيت واحد.

سارة: خلاص يا عاصم، مريم أتجوزت، وما بقى فى مجال لها الأحلام، فوق لنفسك وعيش حياتك، ما فى حدا بيوقف حياته كرمال أى شخص
عاصم: بحاول يا سارة، كنت متخيل لما أسيب البلد وأبعد إنى هنساها، بس للأسف فضل حبها فى قلبى ويمكن زاد كمان
سارة: طب واللي يعطيك الحل عشان تنساها؟
عاصم: إزاى ؟

سارة: نتجوز يا عاصم
عاصم: سارة، إنتى بتتكلمى جد ؟
سارة: شو يا عاصم، هلا كلامى مبين عليه المزح
عاصم: أيوا يا سارة بس إنتى عارفة، أنا بعزك وليكى مكانة فى قلبى، ومقدر كل اللي عملتيه معايا لكن ...

سارة: من غير لكن، أنا بعرف مليح أنا كيف مكانتى بقلبك، وبعرف كمان إنك عمرك ما فكرت إنى أكون زوجتك، بس بدى منك تسمعنى يا عاصم، وبعدها القرار إلك، أنا بحبك يا عاصم، بحبك كتير كمان، من أول مرة أجيت على هون فى لبنان وأتعرفت عليك، وقلبى وجعنى كتير لما عرفت إنك بتحب واحدة تانية، لكن هالحين قلبك صار خالى، أنا بعرف مليح إنك عمرك ما هتحبنى زى ما أنا ما بحبك، وأنا راضية وموافقة، عاصم أنا مريضة بمرض خطير، والمرض بياكل بجسمى، والدكاترة كلهم قالوا إنى مالى علاج، وإن أيامى فى الدنيا معدودة.

ينظر لها عاصم فى صدمة قائلاً: إنتى بتقولى إيه يا سارة،أنا أول مرة أعرف الكلام ده
سارة: أنا عمرى مخبرتك بمرضى، لأنى ما حبيت أضايقك، لكن هالحين أنا بدى تعرف بهالموضوع، أنا كل أملى يا عاصم إن أخر أيام ليا أعشها معاك، أشوف السعادة اللي أنحرمت منها بسبب خوفى من الموت، لكن لو فاضل فى عمرى دقيقة واحدة وهقضيها معاك، وهموت وأنا مبسوطة
عاصم: بعد الشر عليكى يا سارة، أنا موافق يا سارة إننا نتجوز.

ويعود عاصم إلى الواقع قائلاً: وأتجوزت أنا وسارة بعد ما وقفت أدام أهلى وأهلها بسبب اختلاف الديانة ما بينا، ودا كان سبب إنى أتمسكت بيها ودافعت عن جوازى منها، لأنى كنت بدافع عن سعادة إنسانة مريضة أيامها فى الدنيا معدودة، وكل اللي بتتمناه هو إنها تعيش أخر أيام فى عمرها مع الإنسان اللي بتحبه، حتى لو وهو مقدرش يحبها
نظرت له مريم بعيون دامعة قائلة:وبعدين حصل إيه بعد كده؟
رجع عاصم مرة أخرى بالزمن للوراء إلى تلك اللحظة التى يتشاجر فيها مع سارة
عاصم فى غضب:إنتى أكيد إتجننتى يا سارة، إزاى تعملى كده، إزاى تفكرى تحملى وإنتى عارفة كويس إن الحمل خطر على صحتك.

سارة: أفهمنى يا عاصم، أنا لما أتجوزتك كنت عارفة إن خلاص هموت، وإن أيامى فى الدنيا معدودة، لكن ربنا كان كرمه واسع عليا وسبنى عايشة ست سنين، ست سنين كانوا من أجمل أيام عمرى اللي عشتها، ويمكن تكون السعادة اللي عشتها معاك إدتينى الأمل فى الحياة،أنت نعمة ربنا أنعمها عليا يا عاصم، وطمعانة فى كرم ربنا يرزقنى بنعمة تانية وهى أبن منك يحمل اسمك ويبقى منى، لو عشت وشوفته هبقى اسعد إنسانة فى الدنيا إنى شوفت ابنى منك، ولو مت هيبقى حتة منى بتتحرك أدامك تفكرك بيا، ويبقى حياتى كان ليها هدف فى إنها تستمر كام سنة كمان.

يقبّل عاصم رأس سارة قائلاً: هتعيشى يا سارة، وإنتى اللي هتربيه
سارة: يارب يا عاصم
تمر الشهور وتلد سارة فتاة جميلة، يمسكها عاصم فى سعادة ويقبل جبينها قائلاً: حمدا لله على السلامة يا سارة، البنت زى القمر
تنظر له سارة فى ضعف قائلة: شبه مين يا عاصم؟
عاصم: شبه أمى الله يرحمها يا سارة، وكمان شبه غالية أختى، سبحان الله
سارة: فرحان يا عاصم إنى جبتلك بيبى؟

عاصم: فرحان بوجودكم أنتوا الأتنين فى حياتى يا سارة، ربنا ما يحرمنى منك
سارة: طب هتسميها إيه بقى؟
عاصم: فاطمة، هسميها فاطمة
وبعد مرور ثمانى سنوات من ولادة فاطمة أزداد المرض على سارة، حتى وصل لذروته، ودخلت إلى المستشفى فى حالة حرجة، وحينها طلبت مقابلة عاصم
تنظر سارة إلى عاصم فى حب وضعف قائلة: عاصم، أنا متشكرة، متشكرة على كل حاجة عملتها معايا.

عاصم: أنا معملتش حاجة يا سارة أستاهل تشكرينى عليها
سارة: إزاى بقى، أنت أتجوزتنى وأنا عارفة إنك مش بتحبنى، وبالرغم من كده كنت ليا الزوج والأب والأخ وكل حاجة ليا، أدتنى السعادة اللي مشوفتهاش فى حياتى، عشت معاك أحلى أيام عمرى، وكفاية الهدية اللي جتنى منك، فاطمة بنتنا حتة منك ومنى، هعوز إيه تانى، أكتر من كده أبقى طماعة
عاصم: بس يا سارة، متقوليش كده، إنتى هتعيشى لحد ما تشوفى فاطمة عروسة،وتجوزيها بنفسك
سارة: يااااااه هعيش كل ده، دا حلم جميل أوى، ومش كل أحلامنا بتحقق، أنا راضية الحمد لله، كل اللي طلباه منك تاخد بالك من فاطمة، ومتخليش حد يجرحها، حافظ عليها، وقولها دايما إنى محبتش ولا هحب حد زى ما حبتها وإنها الأمل اللي عشت عليه طول السنين اللي فاتت.

يقبّل عاصم يدها وتتساقط دموعه رغماً عنه
يعود عاصم للواقع من جديد، فتنظر له مريم وقد نزلت دموعها رغماً عنها قائلة: ماتت؟
عاصم: بعد أقل من أسبوع فى المستشفى، الدكاترة قالوا إن حالتها كانت متأخرة، وقالوا إنها عاشت كل السنين دى كانت معجزة من ربنا، وكأن ربنا طول فى عمرها عشان تؤدى رسالة معينة، وتجيب فاطمة للدنيا
مريم: أنا أسفة يا عاصم، أسفة إنى فكرتك، وأسفة لو كنت ظلمتك وقسيت عليك فى الكلام.

عاصم: إحنا الأتنين قسينا على بعض يا مريم، بس خلاص دا كان زمان، تعالى يا مريم ننسي اللي فات، تعالى نفتح صفحة جديدة، كأن السنين اللي فاتت محصلتش، كأننا لسه مخطوبين ونتجوز من جديد، وخالد وفاطمة هما ثمرة حبنا، نعيش مع بعض ونحابى عليهم، ها إيه رأيك
تنظر له مريم نظرة رضا، وقبل أن تجيب يقطع حديثها صوت خالد قائلاً: ردى بقى يا ست مريم، نشفت ريق الراجل
مريم: خالد!

نظر عاصم لخالد قائلاً: أيوا يا ابنى وصيها عليا الله يكرمك
مريم: خلاص خلاص، موافقة، وأمرى لله
يتنهد عاصم فى راحة قائلاً: اشهد أن لا إله الا الله وأن محمد رسول الله
خالد: أيوا كده يا مريوم، أخيرا هفرح بيكى وأشوفك عروسة
مريم: أتلم يا واد، إيه عروسة دى
عاصم: دا إنتى هتبقى أحلى من أحلى عروسة كمان
تنظر له مريم فى خجل، فيكمل خالد حديثه: كده بقى الفرح يبقى فرحين
ينظر له عاصم فى تساؤل قائلاً: فرح مين، مش فاهم؟

مريم: فرح خالد، مش تباركله، خطب وهيتجوز بعد شهرين إن شاء الله
نظر لهم عاصم فى صدمة قائلاً فى نفسه: خطب ؟! عشان كده فاطمة كانت فى الحالة دى
ينظر عاصم لخالد فى تردد قائلاً: مبروك يا ابنى، ربنا يتمم بخير
خالد: متشكر يا عمى، كده بقى نتجوز كلنا فى نفس اليوم،وأهى تبقى فرحة واحدة لينا كلنا.

فى المساء يدخل عاصم منزله، ويدخل إلى غرفة فاطمة، ليطمئن عليها، ليجدها نائمة ويبدو على وجهها البكاء، يجلس عاصم بجانبها ويملس على شعرها فى حنان قائلاً: سامحينى يا فاطمة، مقدرتش أحققلك السعادة اللي إنتى عايزاها، كنت بتمنى إن خالد يكون هو الراجل اللي يوقف جنبك ويحبك وأطمن عليكى معاه، فرحت من جوايا لما ساب بنت غالية، وقولت إن حلمى ممكن يتحقق ويكون هو نصيبك، لكن حكمة ربنا فوق كل شيء، ونصيبه طلع مع واحدة تانية غيرك، ربنا يقدرنى وأعوضك جرحك اللي أتجرحتيه فى حبه، أنا هفضل جنبك وفى ضهرك لحد ما ربنا يبعتلك اللي يستاهل حبك ويعوضك كل عن كل اللي شوفتيه، وربنا يسعد خالد مع الإنسانة اللي أختارها، مقدرش أتمناله غير السعادة لأنه فى الأخر ابن مريم، يعنى ابنى.

بعد مرور عدة أيام فى شركة البدر:
تدخل فاطمة الشركة بعد أن طلب منها خالد الحضورفى أمر هام، وفى أثناء سيرها داخل الشركة يوقفها صوت رجولى غير غريب عنها قائلاً: أنسة فاطمة، أنسة فاطمة
تلتفت فاطمة تجاه الصوت لتجده شاب قريب من عمرها،ملامحه قريبة غلى ذاكرتها، يتقدم إليها الشاب قائلاً: أزيك يا أنسة فاطمة
فاطمة: مين حضرتك؟
الشاب فى تردد: إنتى مش فكرانى، أنا شادى ...أيام المدرسة الثانوى .. فى إسكندرية يعنى و..
تنظر له فاطمة فى ضيق بعد أن تذكرته قائلة: مش ممكن، أنت ؟

شادى: ليكى حق تضايقى لما تشوفينى، بس صدقينى فى حاجات كتير إنتى متعرفهاش، يعنى لو ممكن تسمحيلى أقعد معاكى فى أى حتة نتكلم وأوضحلك موقفى
فاطمة: دا أنت مصمم بقى
يضحك شادى على حديثها قائلاً: لا، المرة دى مختلفة، وصدقينى لما تسمعينى هتغيرى فكرتك عنى خالص
فاطمة: ماشى أنا موافقة، بس بشرط هنقعد فى كافتيريا الشركة، مش هنخرج برة
شادى: كافتيريا كافيتريا، أنا موافق، حد لاقى، أتفضلى
يذهب كلا من شادى وفاطمة إلى كافيتريا الشركة، ويجلسا على إحدى الطاولات
فاطمة: خير يا أستاذ شادى، كنت عايز تقول إيه من أكتر من أربع سنين؟

شادى: عندك حق، فعلا اللي عايز أقوله مكتوم جوايا بقاله أكتر من أربع سنين، من يوم ما شفتك أول مرة وإنتى خارجة من المدرسة مع صاحبتك، أعجبت بهدوءك وملامحك البريئة، شدنى ليكى كلامك وطريقتك وابتسامتك، هتصدقينى لو قولتلك إنك البنت الوحيد اللي كلمتها فى حياتى
تنظر له فاطمة بإستنكار، ليكمل قائلاً: بجد علفكرة، أنا عمرى ما كنت من الشباب اللي بتعرف بنات، ولا عمرى فكرت أخرج مع بنت
فاطمة: أمال اللي عملته معايا دا كان إيه؟

شادى: كان غشم، آه بتكلم بجد علفكرة، لما أعجبت بيكى ولقيتك البنت الوحيدة اللي بتشدلها ونفسي أكلمها وأقولها على اللي حاسه، لقيتك بتصدينى ورافضة الكلام معايا، ساعتها رحت لواحد صاحبى، بس هو كان مقضيها شوية وكل يوم مع بنت، قولت اسأله بحكم الخبرة يعنى أعمل معاكى إيه، قالى أهددك لو مخرجتيش معايا إنى هفضل أستناكى أدام المدرسة وأغلس عليكى، وعشان أنا مكنش عندى أى خبرة، سمعت كلامه من غير ما أفكر، وقولت اللي قولته، لكن لما جه أخوكى وضربنى، حسيت إنى قليل أوى أدام نفسي، إزاى يوصل بيا إنى أضايق بنت لدرجة إنها تجبلى أخوها عشان يضربنى، الضرب موجعنيش قد نظرة الخوف والكره اللي شوفتها فى عينيكى
فاطمة: أخويا ؟! آآآآه ه ه ه قصدك خالد، وبعدين كمل.

شادى: قررت يومها ما اضايقكيش تانى أبدا، بس مقدرتش أمنع نفسي إنى أشوفك كل يوم، كنت بستخبى فى ميعاد خروج مدرستك وأشوفك وإنتى خارجة مع صحابك، كانت رؤيتى ليكى لوحدها كفاية، لحد ما فى يوم شوفتك وإنتى خارجة من المدرسة، وفى أتنين بيحاولوا يخطفوكى، ساعتها محستش بنفسي جريت أدافع عنك، لكن محستش بنفسي بعدها، لأن واحد منهم ضربنى على دماغى جامد وسببلى نزيف داخلى، دخلنى فى غيبوبة أكتر من شهر، وساعتها بابا قرر إننا نتنقل القاهرة عشان حالتى كانت حرجة، وفضلت هنا فى المستشفى لحد حالتى أستقرت وربنا نجانى
تنظر له فاطمة فى صدمة، فكلامه لها حقا غير نظرتها له، قائلة: أنت عملت كل ده علشانى أنا يا شادى؟

شادى: أيوا يا فاطمة، وكنت مستعد أعمل أكتر من كده، حتى لو هضحى بروحى، مكنش هيهمنى، إنتى عارفة رغم إننا نقلنا القاهرة، كنت أخر كل اسبوع بروحلك المدرسة عشان أشوفك، بس برضه من بعيد عشان محاولش اضايقك اوأخوفك تانى، ولما عرفت إنك دخلتى الجامعة دورت عليكى كتير أوى، مكنتش عارف إنك أتنقلتى القاهرة، كنت هتجنن وأنا مش عارف إنتى فين،ودعيت ربنا كتير إنى أشوفك تانى وأقدر أقولك اللي شايله فى قلبى طول السنين دى، لحد ما شوفتك النهاردة بالصدفة من تانى وربنا أستجاب لدعوتى
فاطمة: طب ليه يا شادى، ليه دورت عليا، ليه كنت عايز تشوفنى ؟
شادى: عشان بحبك يا فاطمة.

17-11-2021 02:56 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [23]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية عاشق المجهول حب لا تراه الشمس
رواية عاشق المجهول الجزء الأول للكاتبة أمنية الريحاني الفصل الرابع والعشرون

( حب لا تراه الشمس )

وتكمل فاطمة حديثها مع شادى
فاطمة: طب ليه يا شادى، ليه دورت عليا، ليه كنت عايز تشوفنى ؟
شادى: عشان بحبك يا فاطمة.
فاطمة: بتقول إيه ؟

أنتبه شادى لحديثها فقد همس بها لنفسه وظن أنها قد سمعته، ولكنها لم تسمع ما قاله، فتنحنح قائلاً: ثصدى يعنى إنى، كنت بدور عليكى عشان أعتذرلك عن اللي حصل منى، وأقولك إنك فهمتينى غلط، كنت حاسس بالذنب مش أكتر

فاطمة: حاسس بالذنب؟! لا خلاص الموضوع ده أنا نسيته من زمان، دا كان وقت مراهقة وعدينا بيها
شادى فى نفسه: غبى، طول عمرك غبى، ما تقولها إنك كنت بدور عليها عشان معرفتش تنساها، عشان من ساعة ما حبها دخل قلبك وهو ملك كل كيانك، قولها إنك عشت طول الأيام اللي فاتت بتحلم تشوفها تانى
فاطمة: قولى هو أنت شغال فى الشركة هنا بقالك كتير؟

شادى: لا مش كتير، من فترة بسيطة أوى، أصلا أنا لسه متخرج ومكنتش متوقع إنى هلاقى شركة تقبل تشغلنى من غير خبرة علطول كده، بس من الواضح إن صاحب الشركة دى بيقدر الشباب
تبتسم فاطمة لحديثه عن خالد، فيكمل قائلاً: وإنتى بتشتغلى فى الشركة، أصل أنا أول مرة أخد أشوفك من حظى يعنى
تنظر له فاطمة فى تعجب قائلة: أشتغل فى الشركة، أنت متعرفش الشركة دى بتاعة مين، ومين صاحبها ؟

شادى: لا الصراحة مقابلتش صاحبها قبل كده، أنا كل شغلى ف الحسابات
فاطمة: صاحب الشركة يبقى خالد، اللي أتخانق معاك قبل كده
شادى فى صدمة: معقولة، إيه الصدفة دى، يعنى أنا شغال عند أخوكى، يبقى أنا مرفود رسمى
فاطمة: خالد مش أخويا
ينظر لها شادى فى إستنكار قائلاً: إزاى يعنى مش أخوكى، أمال أتخانق معايا ساعتها ليه، ولا يكونش ...

تقاطعه فاطمة قائلة: الموضوع مش كده، أبيه خالد يبقى قريبى، والظروف حكمت غن أروح أقعد عندهم فى البيت هو ومامته، وتقريبا هو اللي مربينى، وساعتها لما أتخانق معاك كان هو اللي مسئول عنى، دا الموضوع مش أكتر
شادى: آه قولى كده، ودلوقتى؟
فاطمة: لا دلوقتى بابا رجع الحمد لله وأنا عايشة معاه، لكن أنا باجى هنا فى الشركة أدرب من وقت للتانى لأنى فى كلية هندسة.

ينظر لها شادى ويبتسم إبتسامة تملؤها الأمل، أما فاطمة فتنظر فى ساعتها وتعيد النظر إلى شادى قائلة: أنا أتأخرت أوى، ولازم أمشى
شادى: أسف لو أخرتك، متتصوريش أنا مبسوط إزاى بكلامنا مع بعض، وياريت متكونش أخر قاعدة ما بينا
تبتسم له فاطمة إبتسامة مجاملة، وتهمّ بالمغادرة، ولكنها تعود إليه قائلة: أستاذ شادى، مفيش داعى أبيه خالد يعرف إنك أنت اللي أتخانق معاك قبل كده وشغال عنده فى الشركة، هو أكيد نسيك.

شادى: عشان ميرفدنيش يعنى؟
توميء له فاطمة رأسها بالموافقة فيكمل حديثه قائلاً: متقلقيش، أنا مكنتش ناوى أقوله غير لو إنتى قولتيله، عارفة ليه؟
تنظر له فاطمة فى إستفهام، فيجيبها قائلاً: عشان معنديش إستعداد أتحرم إنى أشوفك تانى بعد ما لقيتك
تنظرله فاطمة فى تعجب ممزوج بالخجل، وتستأذن وتغادر
ينظر شادى لأثرها فى حب قائلاً: لو تعرفى إنك بالنسبة لى حب المراهقة والشباب، ويمكن تكون حب العمر كله.

أما فاطمة فتتوجه إلى مكتب خالد وهى تفكر فى حديث شادى قائلة فى نفسها: هو ماله كلامه غريب كده ليه، وإيه حكاية متحرمش أشوفك تانى دى
تخرج من شرودها على صوت وردة التى تستقبلها فى مكتب السكرتارية قائلة: إيه يا بنتى، ماشية سرحانة ليه؟
فاطمة: مفيش يا وردة، قوليلى عاملة إيه فى الشغل مع أبيه خالد؟
وردة: الحمد لله تمام، مش عارفة أشكرك إزاى يا طمطم

فاطمة: تشكرينى على إيه يا وردة إنتى أختى، قوليلى هو أبيه خالد فاضى ولا عنده حد
وردة: لا فاضى ومستنيكى جوا
تهمّ فاطمة بالدخول، ولكن توقفها وردة قائلة: طمطم، هو أبيهك عادل بقاله كتير مبيجيش ليه .؟
تنظر لها فاطمة فى مداعبة قائلة: إيه هو الجميل وقع ولا إيه؟
وردة: لا وقع إيه بس، أنا بس بطمن بقاله فترة مبيجيش، قولت ليكون تعبان ولا حاجة
فاطمة فى مكر: لا أطمنى زى البومب
وردة: طب الحمد لله
تغمز لها فاطمة بإحدى عينيها قائلة: أبقى أسلملك عليه
وتتركها وتدخل لخالد، أما وردة فتظل تفكر ففارس أحلامها الذى لا يفارق خيالها منذ رأته أول مرة

وفى الداخل:
تدخل فاطمة إلى خالد ليستقبلها خالد فى حفاوة قائلاً: طمطم، كنت عارف إنك هتيجى ومش هتتأخرى عليا
تنظر له فاطمة فى حب ممزوج بالحزن قائلة: عمرى ما أتأخرت عليك يا أبيه، خير كنت عايزنى فى إيه؟
خالد: كنت محتاجك فى مشوار معايا كده
فاطمة: مشوار إيه ده؟

وقبل أن يجيبها خالد، تدخل عليهم حنين، فتتفاجأ بها فاطمة، ينظر خالد لحنين فى حب تلاحظه فاطمة، وتعلم من نظرته أنها حنين حبيبته التى حدثها عنها، تشعر بالحزن والآلم بداخلها من نظراته لها التى تملأها العشق والهيام، فأنتقلت بعينيها لتلك الحنين لتجد أمامها فتاة فى أوائل العشرينات ذات ملامح رقيقة، تبادلا سويا النظرات، فكانت نظرات كلها تفحص سريعا ما تحولت لنظرات إرتياح وطمأنينة، أنتقل خالد بعينيه بين فاطمة وحنين، وعندما راى نظرات الإرتياح بينهما أبتسم قائلاً: تعالى يا حنين، أعرفك على ...

تقاطعه حنين قائلة: فاطمة، مش كده، غنية عن التعريف طبعا
حاولت فاطمة ألّا تظهر ما بداخلها من آلم، فتحولت نبرتها إلي مرح زائف قائلة: إيه ده هو أنا مشهورة أوى كده
حنين: طبعا، من ساعة ما جيت الشركة وأنا بسمع عنك
ثم أنتقلت بنظرها إلى خالد قائلة: وعن مكانتك عند خالد
خالد: طبعا فاطمة دى أختى الصغيرة، لا أختى إيه دى بنتى.

فاطمة: لا بنتك إيه يا أبيه متكبرش نفسك، لا حنين تفتكرك كبير وتغير رأيها
حنين: متخافيش، خالد قالى على كل حاجة، وإنتى هتبقى بالنسبة لى أختى زى خالد بالظبط، أنا من زمان كان نفسي يبقالى أخت زيك
نظرت لها فاطمة بإرتياح قائلة: وأنا كمان كان نفسي يبقالى أخت من زمان
يضع خالد ذراعيه حواليهما قائلاً: خلاص من النهاردة أنتوا أخوات، ربنا ما يحرمنى منكم
فاطمة: ولا يحرمنا منك يا أبيه.

ينظر خالد لحنين قائلاً: معلش يا حبيبتى، أنا مضطر أنزل أنا وفاطمة عشان عمى عاصم عايزنى، إنتى عارفة إن جوازه هو وماما معانا
حنين: زى ما تحب يا خالد
تركتهما حنين، فأخذ فاطمة وركبا سويا السيارة، وأثناء قيادته للسيارة، نظرت له فاطمة قائلة: هو أنت ليه يا ابيه مكنتش عايز حنين تعرف إحنا رايحين فين؟
خالد: عشان مش عايزها تعرف حاجة عن المشوار ده دلوقتى،عايزها مفاجأة ليها يا فاطمة
فاطمة: طب برضه مش هتقولى رايحين فين؟

خالد: هتعرفى دلوقتى يا طمطم
يصل خالد مع فاطمة لأحد الفيلات، ويدخل بها الفيلا فى ذهول منها
ينظر خالد قائلاً: ها إيه رأيك ؟
فاطمة: تحفة يا أبيه، جميلة جدا
خالد: أشترتها عشان أتجوز فيها، و...
قطع حديثه أحد المهندسين الذين يعملون داخل الفيلا قائلاً: بشمهندس خالد، كويس إن حضرتك جيت، كنا عايزين ناخد رأى حضرتك فى شوية حاجات
خالد: حاضر، جى حالاً.

ينظر خالد لفاطمة قائلاً: أتفرجى إنتى يا طمطم على الفيلا براحتك، على ما أشوف المهندس عايز إيه
توميء له فاطمة رأسها بالموافقة، وتتركه وتتجول داخل الفيلا تشاهدها، تقف أمام إحدى الشرف الواسعة وتنظر إلى الفراغ فى شرود، لتتفاجأ بمن يمسك يدها ويقبلها فى حب، تلتفت فى فزع لتجده خالد، تنظر له فى صدمة قائلة: أبيه خالد، بتعمل إيه؟
خالد: خالد بس يا فاطمة، من غير أبيه، وبعمل إيه، بعمل اللي ككان لازم أعمله من زمان
فاطمة: أبيه خالد، أنا مش فاهمة حاجة.

خالد: مش قولتلك خالد بس، أنا من النهاردة خالد وبس يا فاطمة، خالد اللي بيحبك وبيستنى اللحظة اللي هتبقى معاه فيها ومش هتفارقيه أبدا بعدها
فاطمة: أنت قصدك...
خالد: أيوا يا فاطمة، أنا عملت كل ده علشانك إنتى، علشان يوم ما أتجوزك وتبقى مراتى أجوزك فى المكان اللي تستاهليه ويليق بيكى، إنتى غالية عليا أوى يا فاطمة
تمتليء عيون فاطمة بالدموع قائلة: خالد، أنت بتتكلم بجد، طب وحنين، أنت مش هتتجوزها
خالد: مش هتجوز حد غيرك، كل ده كانت لعبة بعملها، عشان أشوفك بتحبينى زى ما بحبك ولا لا.

فاطمة: بحبك ؟! كلمة بحبك دى قليلة أوى يا خالد على اللي حساه، أنا بحبك من أول يوم شوفتك فيه، كل يوم بيمر عليا كنت بحبك فيه أكتر وأكتر، مش شايفة أى راجل غيرك، أنت بالنسبة لى أبويا وأخويا وحبيبى وكل حاجة ليا، أنت مش متخيل أنا كنت بتعذب إزاى لما قولتلى إنك بتحب وهتتجوز
خالد: ياه يا فاطمة، كل ده حاسة بيه، خلاص يا طمطم من النهاردة مفيش عذاب
يمسح خالد بأطراف أناملة دموعها فى حب قائلة: كفاية دموع بقى، وتعالى أفرجك على البيت اللي هيشوف أحلى أيام حياتنا
يشير خالد إلى الشرفة الكبيرة قائلاً: هنا هاكل أحلى فطار من أحلى إيد فى الدنيا
ويشير إلى حديقة قائلاُ: والجنينة دى أنا أختارتها كبيرة مخصوص عشان تشهد أحلى مناسباتنا سوا،ربنا يجعل أيامنا كلها مناسبات حلوة.

يمسكها خالد من يدها ويجذبها نحو السلم الكبير مشيرا لأعلى،قائلاً: وفوق أوض النوم، الأوضة الكبيرة بتاعتنا وباقى الأوض لولادنا اللي هنخلفهم إن شاء الله، أنا عايز فى كل أوضة عيل، عايز أجيب عيال كتير منك يا فاطمة، عايز عيالى كلهم ياخدوا حنانك وقلبك الكبير
تنظر له فاطمة بعيون تملأها الحب لا تصدق ما تسمعه منه، يبادلها خالد نظرات الحب قائلاً: مالك يا فاطمة بتبصيلى كده ليه، فاطمة، فاطمة
وهنا تنتبه فاطمة لصوت خالد ينادى عليها، فتكتشف أن كل ما رأته ما كان إلّا حلم، تضع فاطمة يدها على قلبها لتثبته، حتى لا يخرج من مكانه من صدمته أن ما رأته مجرد حلم.

نظر لها خالد فى قلق قائلاً: مالك يا فاطمة، إنتى تعبانة يا حبيبتى؟
تنظر له فاطمة فى آلم قائلة: لا يا أبيه أنا كويسة متقلقش عليا
خالد: طب مقولتليش إيه رأيك؟
فاطمة: حلوة أوى يا أبيه

خالد: أنا جبتها عشان أعملها مفاجأة لحنين، وقررت أعمل فيها فرحنا إن شاء الله، تفتكرى هتعجبها يا فاطمة
فاطمة: أكيد يا أبيه، طالما بتحبك هتعجبها أى حاجة تجيبهالها، المهم إنها هتبقى معاك فى بيت واحد
خالد: عارف يا فاطمة، بس أنا كمان بحبها أوى، ونفسي أجبها الدنيا كلها، نفسي أخليها أسعد إنسانة فى الدنيا.

تشعر فاطمة أن قوتها على الصمود قد نفذت، فنظرت لخالد فى ضيق قائلة: ربنا يسعدك يا أبيه، أنا حاسة إنى تعبانة شوية، ومحتاجة أروح
خالد: طب استنى هوصلك للبيت
فاطمة: لا خليك يا أبيه، المكان قريب، متشغلش بالك أنت، انا هروح لوحدى
خالد: فاطمة، إنتى كويسة؟
توميء له فاطمة برأسها بالموافقة مع إبتسامة باهتة ترتسم على وجهها، وتتركه وتغادر
أما خالد فظل يتجول فى الفيلا يحلم بالأيام التى سيقضيها بجوار حبيبته حنين

ظلت فاطمة تسير دون أن تشعر بأى تعب، تتساقط دموعها كالأنهار على وجهها، بعد أن سمحت لهم بالإنفجار، فكثيرا ما منعتهم بالهطول، ولكنها حانت اللحظة لتخرج ما بها من أوجاع وألآلآم، حتى وصلت لأحد المقاعد الموجودة فى الشارع، فجلست عليها فى تعب، واخرجت هاتفها تنظر لصورة خالد وكأنها تودعه قائلة: أنا عارفة إنى هتعب أوى فى بعدك، بس لازم أستحمل، لازم أشوفه سعيد مهما جيت على نفسي عشانه، أنا كان كل املى إنى أشوف ضحكته، وطالما سعادته مع غيرى مش هقدر أمنعه منها، بس كمان مش هقدر أمنع قلبى إن يحبه، يارب قدرنى على العذاب اللي هشوفه وهو مع غيرى.

بعد مرور عدة أسابيع:
اليوم هو حفل زفاف خالد وحنين، وأيضا عاصم ومريم والجميع يستعدون لحفل الزفاف، يقيم خالد حفلاً كبيرا فى فيلته الجديد يحضره جميع الأقارب والأصدقاء وأيضاً العاملين فى الشركة، كما يحضه عادل ويحيي، ولكن بالطبع ترفض غالية الحضور معهم.

يتم عقد قران كلا من خالد وحنين، وعاصم وميم، كانت فاطمة ترتسم السعادة على وجهها محاولة إخفاء ما يحمله قلبها من عذاب، فهذا اليوم هو بالنسبة لها يوم ميلاد جرحها من خالد، بعد عقد القران تبدأ الموسيقى، ويأخد كل منهما عروسته ليرقص معها على أنغام الموسيقى الهادئة، تنظر فاطمة بحب وسعادة لعاصم ومريم، ونظرات الحب التى كانت تضيء وجهيهما، فكانت تشعر أن قلبيهما اللذان يرقصان وليس أجسامهما من السعادة، وأنتقلت بنظرها لخالد الذى يرقص مع حنين، ونظرت لنظرات الحب التى تزين وجهه، تبادله إياها حنين، تخيلت لو كانت هى مكان حنين، وكيف كانت سعادة الدنيا بأكلمها لن تكفيها فى هذه اللحظة، أفاقت فاطمة من شرودها على يد وردة التى تشد على يدها، نظرت لها فاطمة فبادلتها وردة نظرات عطف وحزن، فوردة تعلم بما تشعر به فاطمة، تبتسم لها فاطمة إبتسامة باهتة وتهمّ بالذهاب، فتوقفها وردة قائلة: رايحة فين يا فاطمة؟
فاطمة فى ضيق: حاسة إنى مخنوقة شوية، هخرج أشم هوا برة

تركتها فاطمة وخرجت إلى الشرفة الكبيرة لتخرج ما بها من أوجاع دون أن يراها أحد
فى مكان أخر فى إنجلترا:
تجلس غادة فى غرفتها على السرير، وأمامها وليد الذى يقف أمام المرآة يصفف شعره إستعدادا للخروج، تنظر له غادة فى إستنكار قائلة: أنت خارجة النهاردة كمان
وليد: من إمتى وإنتى يهمك أخرج ولا مخرجش، مش قولنا دى حاجة تخصنى أنا لوحدى
غادة فى سخرية: بطمن عليك بس.

ينظر لها وليد فى سخرية قائلاً: لا أطمنى، أنا كويس، وأحسن من عيلتك كلها، وبالمناسبة أنا عندى ليكى مفاجأة حلوة أوى
غادة: مفاجأة إيه بقى إن شاء الله ؟ إيه ناوى تفك حظر التليفونات اللي عمله عليا بقالك أكتر من شهر وتخلينى أروح أكلم أهلى
وليد: لا أكتر من كده كمان، أنا نويت أحررك، نويت أطلقك وأخليكى ترجعى لأهلك
غادة فى فرحة: بجد يا وليد؟

وليد: ياه كل دى فرحة، دا أنا كنت تقيل على قلبك أوى، على العموم أنا بتكلم جد، النهادة بالذات أقدر أقولك، إنتى طالق بالتلاتة
تنظر له غادة غير مصدقة لما تسمعه، فها هى أخيراً أخذت حريتها منه بعد ما رأته من سنين العذاب معه
غادة: متشكرة يا وليد
وليد: متشكرنيش، لأنى النهاردة بس خلصت أخر سطر ف خطة إنتقامى منك، وعلفكرة أبن عمتك فرحه النهاردة، يعنى مبروك عليكى طلاقك، وجواز حبيب القلب
غادة فى صدمة: إيه، خالد أتجوز النهاردة، عشان كده كنت مانع عنى التليفون عشان محدش يقولى
وليد: برافو عليكى، أنا خارج، وياريت أرجع ملقكيش

تنظر له غادة فى كره قائلة: أنا بكرهك يا وليد، بكرهك، ربنا ينتقم منك
يخرج وليد وهو يضحك بقوة ويركب سيارته فى طريقه إلى ما يفعله كل يوم من محرمات، وأثناء قيادته ظلت كلمات غادة تتردد إلى مسامعه " أنا بكرهك، أنا بكرهك، ربنا ينتقم منك "، أفاق وليد من شروده على تلك الشاحنة الضخمة التى تصتدم بسيارته، فيلقى مصرعه ويموت
أما فى مصر، تخرج فاطمة إلى الشرفة الكبيرة لتخرج ما بها من أوجاع، تقف أمام الهواء فيمتزج الهواء بدموعها ليصبحا شيئا واحداً، وتتوه فاطمة بينهما شاردة، ليقطع احدهما شرودها بصوته قائلاً: لحد إمتى هتفضلى تتعذبى لوحدك وهو مش حاسس؟!
تلتفت فاطمة لصاحب الصوت، لتنظر فى صدمة قائلة: أبيه عادل !

17-11-2021 02:57 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [24]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية عاشق المجهول حب لا تراه الشمس
رواية عاشق المجهول الجزء الأول للكاتبة أمنية الريحاني الفصل الخامس والعشرون

( حب لا تراه الشمس )

تخرج فاطمة إلى الشرفة الكبيرة لتخرج ما بها من أوجاع، تقف أمام الهواء فيمتزج الهواء بدموعها ليصبحا شيئا واحداً، وتتوه فاطمة بينهما شاردة، ليقطع احدهما شرودها بصوته قائلاً: لحد إمتى هتفضلى تتعذبى لوحدك وهو مش حاسس؟!
تلتفت فاطمة لصاحب الصوت، لتنظر فى صدمة قائلة: أبيه عادل !
عادل: أيوا يا فاطمة، أبيه عادل
فاطمة فى تردد: أنا ... أنا كنت بشم هوا، عشان...

يقاطعها عادل قائلاً: أقولك أنا عشان إيه، عشان حسيتى إن الدنيا ضاقت من حواليكى، وإنك مش قادرة تتنفسي مش كده
تنظر له فاطمة فى تعجب قائلة: أيوا صح، بس حضرتك عرفت منين ؟

يقترب منها عادل قائلاً: لا دا أنا ممكن أقولك أكتر من كده، عارفة يا فاطمة، يوم ما جيتى الفيلا عندنا وماما أتخانقت معاكى، ساعتها كان أول مرة أشوفك، وبالرغم من كده كان جوايا إحساس قوى إنك قريبة منى، ولما عرفت من بابا إنك بنت خالى، جريت أدور عليكى زى المجنون، كنت بدعى من جوايا ألاقيكى، ولما شوفتك خايفة وخدتك فى حضنى حسيت ساعتها إنى أنا اللي بطمن نفسي بوجودك مش بس بطمنك، لكن غصب عنى أضطريت أوديكى عند عمتى عشان أبعدك عن غضب ماما وجرحها ليكى، كنت بحاول أكون قريب منك دايما، بس إنتى مكنتيش شايفة أى حاجة بعملها، كان دايما تركيزك مع خالد حتى لو عملك أقل منى كنتي بتبقى مبسوطة، أنا بعترف إنى كنت بغير عليكى من خالد.

تنظر له فاطمة فى صدمة قائلة: بتغير عليا أنا ؟!
عادل: أيوا يا فاطمة بغير، غيرة أخ على أخته، أنا من أول يوم شوفتك فيه كنت حاسك أختى، أختى القريبة منى اللي المفروض تبقى فى حمايتى وتحت مسؤليتى، أختى اللي بغير عليها من أى حد يقرب منها، وأتمنى تحب وتتجوز وأسلمها لعريسها، وفى نفس الوقت أبقى خايف إنها تبعد عنى، أختى اللي يوم ما حد يضايقها تيجى تشتكيلى وأخدلها حقها، ويوم ما تحب تيجى تفضفض معايا وتاخد نصيحتى، يوم ما تغلط اكسرلها رقبتها، دا كان إحساسى بيكى يا فاطمة، وكان نفسى إنتى كمان تحسي الإحساس ده من ناحيتى، كان نفسي أكون أنا أخوك القريب منك اللي لما الدنيا تضيق عليكى تلجأيلى، بس إنتى مكنتيش شايفة غير خالد وبس
تنظر له فاطمة وقد نزلت دموعها رغما عنها، بعد أن أحست أنها كانت مغماة عن هذا الحب الأخوى، فهى حقا كانت لا ترى غير خالد وما يفعله معاها، ولم تنتبه لعادل وإهتمامه بها، تنظر له فاطمة قائلة: أنا آسفة يا أبيه عادل، صدقنى مكنش قصدى...

يقاطعها عادل قائلاً: هششش، أنا مبقولكيش كده عشان أحسسك بالذنب، ولا بعاتبك على اللي فات، لا يا حبيبتى، أنا بقولك كده لأنى أكتر واحد فى الدنيا حاسس بيكى، أنا عارف إنك حاسة نفسك فى دوامة عمالة تلف بيكى، وإنتى لوحدك فيها، بس لا يا فاطمة إنتى مش ولحدك، أنا معاكى، وهفضل حنبك لحد ما تعدى الأزمة دى وتبقى أقوى من الاول كمان.

وهنا لم تستطع فاطمة أن تصمد فأنهارت أمام عادل الذى أخذ يرتب على يديها فى حنان قائلاً: كنت كل لما أشوف نظرتك ليه أترعب واخاف عليكى، خصوصا وأنا عارف هو شايفك إزاى، كنت فى الأول فاكر إن ده حب مراهقة مش أكتر، لكن كل يوم كنتى بتكبرى أدامك، ونظرة الحب بتقوى فى عينيكى، كنت بعرف إنى غلطان، وإن حبك ليه مش مجرد حب مراهقة
فاطمة فى همس: موجوعة أوى يا أبيه.

عادل: عارف يا فاطمة، عارف، زى ما أنا عارف إنك هتعدى الأزمة دى وإنتى أفوى، عارفة ليه؟
تنظر له فاطمة بإستفهام، ليكمل حديثه فى مرح قائلاً: لأنك فاطمة الحديدى، مش خشبى ولا بلاستيكى، لازم تبقى أسم على مسمى
تضحك فاطمة فى وسط بكاءها، فينظر إليها عادل قائلاً: أيوا كده يا طمطم، أضحكى محدش واخد منها حاجة
تمسح فاطمة دموعها قائلة: متشكرة يا أبيه، ربنا ما يحرمنى منك
عادل: متشكرة على إيه يا عبيطة، دا إنتى بنت خالى يعنى أختى، طب أقولك سر ومتقولهوش لخالد عشان بيتغاظ منى لما بقوله
فاطمة: سر إيه؟

عادل: دايما بيجيلى إحساس إنى أنا اللي هبقى وكيلك يوم فرحك، وأنا كمان اللي هسلمك بإيدى لعريسك
فاطمة: غريبة، بس إزاى، بابا موجود ربنا يخليه، وهو اللي هيسلمنى لعريسى دا لو أتجوزت يعنى
عادل: خالى ربنا يديله الصحة وطولة العمر، يا ستى بهزر، دا مجرد إحساس، قال يعنى لو خالى مش موجود لا قدر الله، خالد هيسيبنى، ما أنت عارفة واخدك بوضع اليد
وفى خارج الشرفة: يجلس خالد بجانب حنين، ولكن عينيه تتجول المكان باحثة عن أحد ما، تنظر له حنين فى تعجب قائلة: خالد، أنت بدور على مين ؟
خالد: مش عارفة فاطمة بقالها كتير مختفية، مش عارف راحت فين؟

حنين: تلاقيها راحت هنا ولا هنا
ينظر خالد فى إتجاه الشرفة، ليجد فاطمة تخرج منها وبرفقتها عادل، فيبدو على ملامحه الضيق قائلاً: أهى هناك، بس كانت بتعمل إيه مع عادل فى التراس
تنظر له حنين فى ضيق قائلة: وفيها إيه، هو مش أبن عمتها، وبعدين ممكن تركز معايا بقى شوية
ينظر لها خالد قائلاً: أسف يا حبيبتى، أنا معاكى أهو
ينظر خالد إلى الفراغ وهو يتوعد إلى عادل الذى ينتهز فرصة إنشغاله ويقوم بدوره فى حياة فاطمة
من جهة أخرى، تقترب وردة من عادل وفاطمة، وعيناها لا تفارق عادل قائلة: إيه يا طمطم، كنتى فين، بدور عليكى من الصبح؟

فاطمة وقد لاحظت نظرات وردة لعادل قائلة: كنت فى التراس بشم هوا
وتنظر لعادل قائلة: نسيت أعرفك يا عادل، دى وردة، أقرب صديقة ليا، تقدر تعتبرها أختى
عادل: آه، شوفتها قبل كده، أهلا يا أنسة وردة
وردة فى هيام: أنسة إيه بقى، بتقولك أختها، قولى يا وردة، يا دودو، اللي يعجبك يعنى
ينظر عادل إلى وردة رافعاً أحد حاجبيه، فتحاول فاطمة تهدئة وضع الهائمة بجوارها قائلة وهو تنكزها فى كتفها: معلش يا عادل، وردة بتحب الهزار شوية
عادل: لا ما هو واضح، أنا هروح أشوف بابا عشان بيشاورلى، عن إذنكم.

يتركهم عادل ويغادر، فتنظر فاطمة لوردة فى عتاب قائلة: إنتى أتجننتى يا وردة، مش قادرة تمسكى نفسك أدامه شوية، يقول عليكى إيه دلوقتى
وردة: يا أختى يقول اللي يقوله، دا قمر يا طمطم قمر، طول بعرض بجنتلة، دا شبه رشدى اباظة فى الرجل الثانى
تضحك عليها فاطمة قائلة: لا أنا هروح أشوف بابا أحسن من الجنان ده
ينتهى حفل الزفاف، يأخذ خالد حنين إلى الغردقة لقضاء شهر العسل، أما عاصم فيأخذ مريم إلى منزله بعد أن أصرت ألَّا تترك فاطمة بمفردها وتسافر، ومن جديد أصبحت فاطمة تعيش بين أب وأم يحاوطوناها بالحب والحنان.

ظلت فاطمة فى هذه الليلة ساهرة، لا تستطيع النوم، تفكر فى خالد وتنظر إلى صورته التى تعلم جيداً أنها أصبحت الذكرى الوحيدة التى سوف تصحبها خلال أيامها القادمة، لم تشعر فاطمة بأن النهار قد غطى الليل وأعلن بدء اليوم الجديد، نظرت إلى الشباك الذى يخرج منه النور، ثم أعادت النظر غلى صورة خالد قائلة: تصدق النهار طلع ومحستش بالوقت.

تنظر فاطمة إلى ساعتها لتجدها أصبحت الثامنة والنصف، فتعيد النظر إلى صورته مرة أخرى قائلة: كنت متعودى كل يوم الصبح فى نفس الميعاد ده أصحى على تليفونك، تطمن عليا إنى صحيت، وتكون أول صوت أبدأ بيه يومى
وتكمل حديثها فى حزن قائلة: بس خلاص لازم أنسى كل ده، مبقاش من حقى أخد أى جزء من إهتمامك، لازم أتعود إنه بعيد عنى
تقوم فاطمة من مكانها متجهة إلى الحمام، ولكن يوقفها صوت تليفونها يرن، تنظر له فاطمة من بعيد فى دهشة قائلة: مين اللي بيرن دلوقتى؟
تمسك بهاتفها بهاتفها، وتنظر إلى الأسم، فتتسع عيناها حين تجد المتصل خالد
فاطمة فى نفسها: مش ممكن، خالد !

تجيب فاطمة قائلة: أبيه خالد، فى حاجة ؟
خالد: مالك يا طمطم، مستغربة ليه، هو مش أنا متعود أصحيكى كل يوم الصبح
فاطمة: أيوا، بس أنا قولت حضرتك يعنى فى شهر العسل وعريس وكده، وأكيد هتنسى
خالد: وأنا من إمتى بنسى حاجة تخصك، قوليلى صاحية ولا كسلانة زى عادتك
فاطمة: لا صاحية يا أبيه
خالد: طب يالا أبدأى يومك، ومش هوصيكى على الشركة بقى
فاطمة: حاضر يا أبيه، سلميلى على حنين
فاطمة فى نفسها بعد أن تغلق الهاتف: بتصعبها عليا ليه يا خالد؟!

يغلق خالد الهاتف، فيجد حنين تقف خلفه وتنظر إليه فى ضيق قائلة: بتعمل إيه خالد؟
خالد: حنين! إيه اللي قومك يا حبيبتى دلوقتى؟
حنين: قومت من النوم ملقتكش جنبى، أستغربت إيه اللي مقومك دلوقتى من النوم وإحنا نايمين الصبح
خالد: آه يا حبيبتى معلش، بس كان لازم أطمن على فاطمة، هى متعودة بتصل بيها الصبح كل يوم أطمن عليها
حنين: حتى يوم صباحيتك يا خالد؟!
يقترب منها خالد مقبلاً يديها فى حب قائلاً: معلش يا حبيبتى، دى عادة بقالى سنين بعملها، ومكنتش حابب أقطعها، وعلى العموم أنا هصالحك وأوعدك مش هخلى أى حاجة تشغلنى عنك تانى، ها لسة زعلانة؟

توميء له حنين رأسها بالرفض وتبتسم له
بعد مرور عدة أيام:
تدخل فاطمة الشركة متجهة إلى مكتب خالد الخالى، وتجلس على كرسيه كعادتها فى أخر أيام، يدخل عليها حسام بضجته المعهودة قائلاً: لا ما هو ده مش كلام، مش هو يروح يتفسح ويعمل شهر عسل وأنا أدبس فى الشغل لوحدى
فاطمة: مالك بس يا بشمهندش حسام؟

حسام: أبيهك ده يا ستى اللي سافر وقال عدولى، مش يراعى إن فى مصالح
فاطمة: حضرتك اللي بتقول كده، أمال أنا أقول إيه، دا أنا حايلة لسه طالبة فى سنة رابعة، وهو سايبنى مكانه
حسام: ما أنا بسيبلك الحاجات الخفيفة، وواخد أنا التقايل كلها، ولا هتنكرى إنتى كمان زى أبيهك خالد
فاطمة: لا أنا أقدر، متشكرين جمايلك يا بشمهندس
حسام: طب أسمعى بقى، إنتى أول ما يكلمك تقوليلى يخلى فى وشه نقطة دم ويرجع، وكفاية عليه عسل لحد كده، دا حتى الواحد يجزع من كتر العسل
فاطمة: يا سلام، ما تقوله أنت، أشمعنى أنا اللي مصدرنى ليه؟

حسام: مبيردش عليا يا أختى، تقولش مرات أبوه، لكن إنتى بيرد عليكى، أنا ماشى، هروح أشوف الهم المتلتل ورايا
يخرج حسام وسط ضحكات فاطمة، ويطرق الباب مرة أخرى، لتتفاجيء بدخول شادى عليها
فاطمة: خير يا شادى؟
شادى: دى الحسابات اللي طلبتى تراجعيها ؟
فاطمة: تمام، متشكرة أوى يا شادى.

شادى: أنا اللي عايز أشكرك عشان أخترتينى من ضمن قسم الحسابات كله عشان تراجعى معايا حسابات الشركة
فاطمة: ما هو أنا بصراحة معرفش حد غيرك، وأنت عارف أبيه خالد سيبلى الشركة أنا وبشمهندس حسام لحد ما يرجع
ينظر لها شادى بحب قائلاً: دا من حظى
ترتبك فاطمة من نظرته لها، وتكمل حديثها قائلة: أحم، طب ممكن بقى نكمل شغل ؟
شادى: موافق، بس عندى طلب، أعتبريه رجاء، أعزمك على الغدا النهاردة
تنظر له فاطمة بعد تفكير قائلة: موافقة بس بشرط
شادى: عااااارف، نتغدى فى بوفيه الشركة، حفظت خلاص
تضحك فاطمة على كلامه ويكملا حديثهما عن الشغل.

فى فيلا الصفدى:
تجلس غالية فى إنتظار غادة التى أرسلت بقدومها بعد وفاة وليد، تدخل غادة برفقة يحيي وعادل الذى يحمل عادل الصغير، وترتدى فستانا أسودا، تركض إليها غالية وتحتضنها قائلة: غادة، بنتى، وحشتينى أوى، البقاء لله يا بنتى
تنظر لها غادة نظرات لوم وعتبا دون أن تجيبها، فتكمل غالية حديثها قائلة: إنتى مبترديش عليا ليه يا غادة ؟
يحيي: سيبيها يا غالية، هى فيها اللي مكفيها، ولما تهدى شوية هتتكلم
عادل: بابا معاه حق يا ماما، اللي شافته غادة وموت جوزها فى حادثة فى الغرفة حاجة مش سهلة خالص
تنظر لها غالية فى قلق، فتجيبها بعينيها نظرات كلها آلم ووجع، تتركهم غادة وتتوجه إلى غرفتها.

فى اليوم التالى:
كانت غادة تجلس فى غرفتها، تضم ركبتيها إلى صدرها،وتنظر إلى الفراغ فى شرود، يدخل عليها عادل ومعه غالية، ترفع غادة عينيها تنظر إليهم، ثم تعيد النظر إلى الفراغ من جديد
عادل: وبعدين يا غادة، هتفضلى لحد إمتى كده ؟
غادة: عايزنى أعمل إيه يا عادل ؟
عادل: عايزك تفوقى يا حبيبتى، عشان خاطر نفسك وابنك اللي مبقاش له غيرك دلوقتى.

غالية: عادل معاه حق يا غادة، ابنك دلوقتى محتاجلك، أنا عارفة إن صدمة موت وليد صعب عليكى، بس إنتى مش أول ولا أخر واحدة جوزها يموت
تنظر لها غادة فى سخرية ممزوجة بالحزن قائلة: وإنتى بقى فاكرة إنى حالتى دى عشان أنا زعلانة على موت وليد
غالية: امال هتكونى زعلانة من إيه؟
تقوم غادة من مكانها وقد أرتفعت نبرة صوتها قائلة: أنا زعلانة على نفسي يا غالية هانم، نفسي اللي طاوعتك زمان لما وافقت وأتجوزت وليد، ومحدش دفع التمن غيرى، أنا بس اللي دفعت التمن
غالية: دفعتى تمن إيه يا غادة، إنتى أتجوزتى وليد ابن الحسب والنسب، اللي فلوسه تعدى البرج.

غادة فى صراخ: فلوس، فلوس، فلوس، هى دى الحاجة الوحيدة اللي بتفكرى فيها، الفلوس وبس، رفضتى جوازى من خالد عشان الفلوس، وجوزتينى وليد عشان الفلوس، عمرك فكرتى أنا عايشة إزاى، مبسوطة ولا زعلانة، بضحك ولا بعيط، عمرك سألتى نفسك مرة واحدة انا ليه منزلتش مصر من ساعة ما أتجوزت
عادل: أنا كنت بسأل ماما عليكى كتير يا غادة، وكانت دايما تقول إنك مبسوطة مع وليد، وإنه مشغول عشان كده مبتنزليش مصر.

غادة: دا عشان هى كانت عايزة تقنع نفسها بكده، من وجهة نظرها إيه اللي هيضايقنى طالما أتجوزت واحد غنى، كان كل اللي يهمها الفلوس والمركز الإجتماعى، والتمن كان أنا، عمرى وسنينى اللي ضاعت، عايزة تعرفى دفعت التمن إيه، دفعته من ذلى وإهانتى بإستمرار، دفعته من حبسي بين أربع حيطان كأنى كلبة ملهاش أهل، دفعته من ضربى بسبب ومن غير سبب أدام أبنى، دفعته من معاملتى كأنى جارية، دفعته من عمرى وحياتى اللي راحت وانا كل يوم بدعى ربنا يريحنى من اللي أنا فيه.

وتكشف غادة عن كتفها ليجدوا حرقاً له علامة فى كتفها، لتكمل غادة قائلة: شايفة دى يا غالية هانم، دى كنت نايمة ومردتش ألبى رغبة وليد بيه وهو جاى سكران أخر الليل، راح كتفنى وحط كتفى على الدفاية وهى والعة، فضلت أصرخ من الآلم، بس هو كان بيستلذ إنه يسمع صراخى، دا غير علامات من دى كتير على جسمى، واللي فى قلبى أكتر بكتير من اللي على جسمى
عادل فى غضب: الحيوان، كان بيضربك، وليه مقولتليش، وأنا كنت سافرت وشربت من دمه.

غادة: كان بيهددنى لو قولت لحد فيكم هيوصلنى ليكم فى نعش، دا غير إنى خفت عليك يا عادل، لو كنت جيت ودافعت عنى، كان ممكن يلبسك تهمة أو يأذيك، وليد مكنش عنده لا قلب ولا رحمة
تنظر غادة لغالية التى نزلت كلمات غادة عليا كالصاعقة شلت لسانها على الحديث، لتكمل غادة حديثها: ها يا غالة هانم، يا ترى التمن اللي دفعته يساوى الفلوس اللي إنتى بتتكلمى عليها
يقطع حديثهم دخول يحيي قائلاً: مساء الخير يا ولاد
عادل وغادة: مساء النور يا بابا.

ينظر يحيي لغادة فى حزن قائلاً: أنا خلصت إجراءات الدفن يا بنتى، وخلاص أدفن، معلش أنا عارف إنه ميستهلش، بس إكرام الميت دفنه، ومهما كان هو أبو ابننا
غادة: مش هقول غير ربنا يسامحه
يحيي: غادة يا بنتى، محامى المرحوم مستنيكى تحت، وعايز يتكلم معاكى
غادة: حاضر يا بابا، أنا نازلة
وتنظر لغالية التى ألجمها ما عرفته عن غادة عن الكلام، قائلة فى سخرية: إظاهر اللي حلمتى بيه بيتحقق
ينزل الجميع لمقابلة محامى وليد، ينظر المحامى إلى غادة قائلاً: البقية فى حياتك يا مدام غادة
غادة: شكرا.

المحامى: أنا عارف إنى اللي هقوله دا مش وقته، بس دى حقوق ولازم تتسلم لصحابها
عادل: كمل يا أستاذ، إحنا سامعينك
ينظر المحامى إلى غادة قائلاً: طبعا يا مدام غادة إنتى عارفة إنك ملكيش إنك تورثى فى المرحوم لأنه طلقك قبل أما يموت
توميء له غادة رأسها بالموافقة، أما كلمة الطلاق فنزلت كالصاعقة على الجميع
يحيي فى صدمة: طلقك؟!
غادة: أيوا يا بابا طلقنى قبل الحادثة بدقايق، كان نازل وقبل ما ينزل رمى عليا اليمين
عادل: وإزاى مقولتلناش ساعتها.

غادة: كان مانع عليا التليفون كذا شهر، ولما طلقنى وجيت أكلمكم عرفت بخبر وفاته وأتلهيت فيه
المحامى: بس اللي مثبوت أدامى بورق رسمى إن وليد بيه طلقك قبل الحادث بتلات شهور ونص، يعنى كمان كانت عدتك خلصت
غادة فى صدمة: إزاى الكلام ده، لا هو رمى عليا اليمين يوم الحادثة
عادل فى غضب: أنت بتقول إيه يا أستاذ، يعنى إيه طلق أختى قبل الحادثة بتلات شهور ونص، يعنى طلقها وفضل عايش معاها
يحيي: أهدى يا عادل خلينا نفهم الموضوع.

عادل: نفهم إيه يا بابا، نفهم إن البيه كان عايش مع أختى تلات شهور فى الحرام وهى مراته
غادة فى حزن مميت: ياااااااه للدرجة دى كان شايفنى رخيصة فى نظره، على العموم أطمن يا عادل، وليد قبل أما يموت بأربع شهور ملمسنيش، كان بيجى البيت كل كام يوم يبص علينا ويمشى، وكان بتحجج إنه قرفان منى ومش عايز يشوف وشى، أتاريه كان مطلقنى وأنا معرفش
يحيي: للدرجة دى كان إنسان حقير، الله ما يسامحه.

المحامى: خلاص يا يحيي بيه هو راح، وحسابه عند ربنا، المهم دلوقتى إن مدام غادة ملهاش فى ورث وليد بيه
غادة: يغور بفلوسه، الله يقحمه مطرح ما راح
عادل: لكن ابنه ليه حق طبعا
المحامى: ودا الموضوع التانى اللي عايز أكلمكم فيه، الميراث هيتقسم بالشرع بين عادل ابن المرحوم من مدام غادة وبين ابنه التانى
غادة: ابنه التانى ؟!

المحامى: أيوا المرحوم كان متجوز من مدام سهير ومخلف منه ولد مسميه أيمن وشرعا هو ليه نصيب فى ورث أبوه، مش بس هو ومدام سهير كمان لأنه مات وهى على ذمته
غادة: أنت بتقول إيه، سهير مين، وأيمن مين، وليد كان متجوز عليا؟
المحامى: للأسف هى دى الحقيقة يا مدام غادة، وليد بيه أتجوز مدام سهير، أتعرف عليها فى فرح واحد صديقه كانت هى اللي بترقص، وساعتها قامت بينهم علاقة وأتجوزها على سنة الله ورسوله، وخلف منها أبنه أيمن أخو ابن حضرتك
وهنا وقفت غادة تضحك فى هيسترية ممزوجة بالبكاء قائلة: أنا وليد أتجوز عليا رقاصة، لا ومات وهى على ذمته، يعنى طلقنى أنا غادة الصفدى، وخلى الرقاصة،شوفتوا النكتة.

وتنظر لغالية التى كانت تنظر إليهم فى حزن وآسي دون أن تنطق بأى كلمة، ويبدو عليها التعب من كثرة الصدمات التى تلقيتها، فتكمل غادة صراخها قائلة: أفرحى يا غالية هانم، مش هى دى الفلوس اللي بعتى بنتك عشانها، شوفتى طلعتى بعتينى ببلاش، لا وطلع لأبنى أخ من رقاصة، أضحكى، مبتضحكيش ليه،حفيدك يا غالية هانم الحديدى ليه أخ من رقاصة، ولا تلاقيكى زعلانة عشان البيعة طلعت خسرانة، أيوا يا ماما خسرانة
وتكمل بصراخ أعلى قائلة: أنا طلعت بيعة خسرانة، طلعت بيعة خسرانة.

تنظر لها غالية ويتردد إلى أذنيها كلمات عاصم
" للأسف اللي هيدفع تمن غباءك بنتك "
" إنتى النهاردة من غير ما تحسى عيدتى لبنتك نفس اللي عملتيه مع مريم زمان "
" على العموم حتى لو نسيتى غادة بنتك هتفكرك"
" على العموم حتى لو نسيتى غادة بنتك هتفكرك"
" على العموم حتى لو نسيتى غادة بنتك هتفكرك"
ظلت أخر كلماته تتردد فى أذنيها، وإلى هنا لم تستطع الصمود فوقعت مغشياً عليها فى صراخ من غادة وعادل: مااااااااما !




الكلمات الدلالية
رواية ، عاشق ، المجهول ، تراه ، الشمس ،


 





# فنون # مشاهير # صحة # منوعات # الأطفال # English # تفسير الأحلام ثقافة # قصص # سيارات Cars # صور # تقنيات # الاجهزة الالكترونية # المطبخ # كلام فى الحب # أبراج # رياضة # ازياء # حكم وأقوال تطوير الذات# خلفيات # صور بنات # مشاهير # ديكور # صباح الخير # مكتوب برقيات شهر رمضان # جمعة مباركة # حب رومانسية # عيد # ادعية # خلفيات كرتون # منوعات # موضة # الأم # أطفال # حيوانات # صور ورد # اكلات # New Year # مساء الخير # اللهم صلي علي النبي # القران الكريم # صور نكت # عيد ميلاد # اعلام # سيارات # تهنئة الخطوبة # حروف واسماء # الغاز # صور حزينة # فساتين # هدايا # خلفيات النادي الاهلي # تسريحات شعر # الاصدقاء # بوستات نجحت # خلفيات نادي الزمالك # حب رومانسية # تهنئه # ازياء # صور بنات # صوره وكلمه خلفيات # كرتون # بروفايل رمزيات # دينية # سيارات # مضحكة # أعلام # مسابقات # حيوانات # ديكور # أطفال # أكلات # حزينة صور شباب أولاد ر# صور # الطب و الصحة # مقالات عامه # CV المشاهير # وصفات الطبخ # العناية بالبشرة غرائب وعجائب # قصص روايات مواعظ # صور حيوانات # وصفات الحلويات # الرجيم والرشاقة # نكت مضحكة # صور خلفيات # العناية بالشعر # شروحات و تقنيات # videos # Apps & Games Free # موضة أناقة أزياء # سيارات # ديكور # رعاية الأطفال # نصائح المطبخ # موبايل جوال # الفوركس # التعليم والمدارس # الحمل و الولادة # اخبار الرياضه # وظائف # صحة المرأة # حوادث # صور بنات # صور اطفال # مكياج و تجميل # عناوين بنوك شركات محلات مطاعم # العاب الغاز # عيد # كلمات الاغانى # اشغال فنيه واعمال يدويه # مصر # أشعار خواطر # للنساء فقط # للرجال فقط # صور شباب # علاج النحافه # رسائل SMS # أكلات نباتية - Vegetarian food # برامج الكمبيوتر # المراهقة # جمعة مباركة # blogger # رعب # لعنة العشق # حب # اسلامية # قاسي ولكن أحبني # أحفاد أشرار الحرب لأجلك سلام # أسمى معاني الغرام # حقيقية # لقد كنت لعبة في يده # ملهمة # أباطرة العشق # عربية # حب خاطئ # لست مميزاً # من الجاني # مشاهير # راقصة الحانة # اغتصاب طفلة # عاشقان يجمعهم القدر # الطريق الصعب # خيال علمي # أشواك الحب # تاريخ # سجينة ثوب الرجال # لروحك عطر لا ينسى # أطفال # عشق وانتقام # لازلت أتنفسك # لقاؤنا صدفة # للحب معان أخرى # خاتم سليمان # ممن أنتقم # نجاح # أبواب وهمية # حلمى فى صفيحة قمامة # فيلم # مجنون بحبك # بين شباكها # حزينه # رحلات جوليفر # عذاب قسوته # عندما ينادي الشيطان # لعنة حبك # مريم وامير # هدوء في قلب العاصفة # الحاسة السادسة # المشعوذة الصغيرة # عباقرة # لوعة العشق # حروب # قدر بالإجبار # بنات مضحكه# فوركس Forex# صحتك # الصور والخلفيات # الطبخ والحلويات # منوعات # اخبار الفن # القصص و الروايات الألعاب الرياضية # الحياة الزوجية # أزياء وملابس # الأم و الطفل # دراسات لغات # افكار منزلية # انترنت تكنولوجيا # صفات الابراج # حيوانات ونباتات # تفسير الاحلام # معانى الاسماء # خواطر و اشعار # الكون والفضاء اجمل نكته# Mix # Forex # youtube # foods # Kids # Health education # stories # News # kitchen # woman # Famous # Sport # Animals

-------

الساعة الآن 04:31 صباحا