رواية عاشق المجهول الجزء الأول للكاتبة أمنية الريحاني الفصل السابع عشر
( حب لا تراه الشمس )
فى منزل مريم: يخرج الطبيب من غرفة خالد بعد أن أجرى الكشف عليه فى قلق من مريم وفاطمة: تذهب مريم مع الطبيب لتوصله إلى الباب متساءلة: خير يا دكتور، خالد ماله؟ الطبيب: متخفيش يا مدام، هو بس ضغطه على شوية مريم: بس خالد معندوش الضغط يا دكتور
الطبيب: مش بالضرورى يبقى عنده الضغط، ممكن يكون زعل أو أتعرض لصدمة، فضغطه على مرة واحدة، ودا اللي خلاه يغمى عليه، على العموم أنا أديته علاج دلوقتى، ويمشى على الدوا اللي فى الروشتة دى، وهيبقى كويس إن شاء الله مريم: شكرا يا دكتور فى غرفة خالد: ينام خالد على السرير، وتجلس أمامه فاطمة على الكرسي تنظر إليه بعيون دامعة، يفتح خالد عينيه ليجد فاطمة امامه، تسمح فاطمة دموعها بسرعة بعد أن فتح خالد عينيه خالد: هو إيه اللي حصل؟ فاطمة: انت تعبت شوية يا أبيه، وجبنالك الدكتور، وقال إن فى حاجة زعلتك وخلت ضغطت يعلى مرة واحدة
خالد: ياه، أنا أول مرة يحصلى كده فاطمة: هو إيه اللي حصل يا أبيه زعلك وخلاك حصلك كده ؟ ينظر خالد لفاطمة دون أى رد، فتشعر بالحرج من سؤالها وتقوم من مكانها متجهة إلى الباب فاطمة: أنا هروح أشوف ماما و... ولكن يقاطعها خالد الذى يمسك يدها ليمنعها من الخروج قائلاً: متمشيش يا فاطمة، أقعدى معايا، مش عايز أقعد لوحدى فاطمة: أنا هخلى ماما مريم تيجى تقعد معاك، وهعمل أنا الاكل مكانها، أكيد أنت محتجالها دلوقتى خالد: لا يا فاطمة، خليكى إنتى قاعدة معايا، أنا بحس براحة وإنتى قاعدة معايا.
تجلس فاطمة امامه قائلة: مالك يا أبيه؟ خالد: تعباااااان يا فاطمة، تعبان أوى فاطمة: إيه اللي تعبك يا أبيه، واللي مفيش دكتور هيقدر يعالجه خالد: قلبى يا فاطمة وجعنى أوى فاطمة: سلامتك يا أبيه، بس وجع قلبك فى إيدك أنت يا أبيه، مش فى إيد حد تانى خالد: يعنى إيه يا فاطمة؟ خالد: يعنى يا أبيه اللي يوجع قلبك أبعد عنه، اللي بيحبك عمره ما هيوجع قلبك، عمره ما هيجرحك، هيخاف عليك أكتر ما هيخاف على نفسه، ولو معملش كده يبقى عمره ما حبك
خالد: عندك حق يا فاطمة وينظر لها بإبتسامة حزينة: مش قولتلك مبرتحش فى الكلام مع حد غيرك فى فيلا الصفدى: تجلس غادة فى غرفتها، فيدخل عليها عادل دون إستئذان ويبدو على ملامحه الغضب غادة: فى حد يدخل على حد كده ؟! عادل فى غضب: إنتى صحيح وافقتى على اللي اسمه وليد ده؟ غادة: انت رجعت إمتى يا عادل؟ عادل: متغيريش الموضوع يا غادة، صحيح وافقتى على أبن الحسينى ؟ غادة فى تردد: أيوا يا عادل عادل: إنتى أكيد أتجننتى، طب وخالد ؟
غادة: خالد خلاص مبقاش عايزنى يا عادل، حاولت معاه يا عادل، حاولت افهمه إن كل ده كانت لعبة عشان أخليه يغير ويجى يخطبنى ويسرع بجوازنا، وهو برضه مقفل مخه ومش راضى يفهم عادل: وإنتى بقى فاكرة إنه هينسى بسهولة كده ويسامحك، انت غلطانة يا غادة، مكنتش المفروض تسمعى كلام ماما من الاول، إنتى عارفة خالد اكتر مننا، وعارفة إن كرامته أغلى حاجة عنده، وإنه مكنش هيقبل تيجى على كرامته، وإنتى مش بس جيتى على كرامته، إنتى دوستى على قلبه وحبه ليكى غادة: بس يا عادل، كفاية حرام عليك، كلكم عليا.
عادل: أنا غلطان إنى بواجهك بغلطك تمسك غادة ذراعه فى رجاء قائلة: عادل، أنت أخويا الوحيد ومليش حد غيرك يساعدنى، أرجوك يا عادل روح لخالد، كلمه وحاول تخليه يسامحنى، أنا بحب خالد، وعرفت غلطتى وندمت عليها، وهو هيسمع كلامك، أنت مش بس أبن خاله، أنت كمان أقرب صاحب ليه عادل: حاضر يا غادة، أوعدك إنى هروح أتكلم معاه وهحاول أخليه يسامحك.
فى منزل مريم: تجلس فاطمة مع خالد كما طلب منها، لتدخل عليهم مريم، وتقترب من خالد فى حنان قائلة: خالد ممكن أتكلم معاك شوية فاطمة فى حرج: طب أنا هخرج وأسيبكم تتكلموا، عن إذنكم مريم: لا يا فاطمة يا حبيبتى، خليكى، إنتى خلاص بقيتى واحدة مننا، وخالد ده أخوكى وتنظر مريم لخالد قائلة: خالد، أنا عرفت يا ابنى من خالد اللي حصل، وإن غادة... يقاطعها خالد قائلاً: أرجوكى يا أمى، أنا مش عايزة أفتح الموضوع دا تانى، غادة كانت صفحة من حياتى، وأنا خلاص قفلتها.
تنظر له فاطمة فى صدمة ممزوجة بالدهشة، لتكمل مريم حديثها قائلة: أنا عارفة يا خالد أنت حاسس بإيه دلوقتى، وحاسة بيك، الواحد لما بيحب، بيبنى أمال وقصور على حبه، لكن لما بيتصدم فى الحب ده، بيحس كأن الدنيا أتهدت من حواليه، لكن يا ابنى الدنيا مش لازم توقف، لازم نكمل ونعيش ونبدأ حياتنا من تانى، وأكيد ربنا شايف اللي إحنا مش شايفينه، وعارف إن الخير لسه مستنيك أدام، مع واحدة تحبك بجد، واحدة يكون كل حلمها تفضل جنبك ومعاك مهما حصل، واحدة تكون أنت كل حياتها، زى ما هى تكون كل حياتك، واحدة عندها إستعداد تضحى عشانك وتكون لك حضن أمان تترمى فيه وقت ضيقك، وتكون لك فرحة تملى حياتك، محدش عارف إذا كانت الواحدة دى كانت هتبقى غادة ولا حد لسه فى علم الغيب عند ربنا.
مريم: أحيانا بيكون فى شخص مجهول فى حياتنا منعرفوش، بيبقى أهم شخص فى حياتنا، ويمكن تكون حكايتك اللي جاية لسه مبداتش مع حب مجهول خالد: يعنى يا أمى عايزانى أكون عاشق للمجهول مريم: أنسى يا خالد، انسى وعيش ودور دايما جواك وحواليك، ومع الوقت المجهول هتبدأ ملامحه تبان ليك شعرت فاطمة بأن كلمات مريم تمس قلبها وكأنها أسرت القشعريرة فى جسمها، وشعرت بدقات قلبها تتسارع دون أن تعلم سبب هذا يقوم خالد من سريره قائلاً بنبرة متحمسة مصطنعة: انسى، حاضر يا أمى، هنسى وحالاً وينظر لفاطمة قائلاً: يالا يا طمطم، قومى البسى عشان هنخرج تنظر له مريم فى دهشة قائلة: هتعمل إيه يا خالد؟
خالد: إيه يا ماما، مش قولتيلى أنسى، هعمل بنصيحتك وانسى وأبدأ من جديد، هاخد فاطمة ونخرج نروح السينما، مش عايز أفكر، عايز ألهى نفسى فى أى حاجة، ومن النهاردة من عايز حد يجيب سيرة غادة أدامى تانى نظرا كلا من مريم وفاطمة له فى تعجب وقلق، ليكمل حديثه لفاطمة: إيه يا فاطمة، مش قلت ألبسي، يالا، ولا أخرج لوحدى فاطمة فى قلق: حاضر يا ابيه حاضر.
وبالفعل يخرج خالد ومعه فاطمة ويذهبا لأحد السينيمات، يختار خالد فيلم كوميدى، ويدخل إلى القاعة وبجواره فاطمة، وطوال عرض الفيلم يضحك خالد بشكل هيستيرى حتى ولو كان المشهد غير كوميدى، كانت فاطمة تنظر له وهو يضحك ولكنها ترى الدموع فى عينيه، كان يضحك لدرجة أن تدمع عيناه حتى لا يرى من حوله أنها دموع قلبه لا دموع ضحك، ولكن هيهات فهى وحدها كما قال لها من تقهمه وتشعر بقلبه الذى يبكى دون صوت يخرج خالد ومعه فاطمة من السينيما، فينظر لها قائلاً: ها يا طمطم، مبسوطة؟
تنظر له فاطمة فى حزن قائلة: طالما أنت مبسوط يا أبيه، أنا أكيد هبقى مبسوطة خالد: طب إيه رأيك نروح فين دلوقتى؟ فاطمة: نروح فين ؟! إحنا مش هنروح ؟ خالد: لسه بدرى، إنتى عايزة تروحى دلوقتى ؟ إنتى زهقتى منى ولا إيه؟ فاطمة: لا طبعا يا أبيه، أنا عشان حضرتك ترتاح خالد: ملكيش دعوة بيا، أنا كده مرتاح، ولو عايزة تروحى إنتى تعالى أروحك وارجع اخرج أنا.
فاطمة: لا لا خلاص أنا معاك يا أبيه، متخرجش لوحدك ينظر لها خالد بإبتسامة على خوفها عليه والذى يشعر به منها . ليكمل حديثه قائلاً: طب إيه رأيك نروح نأكل أيس كريم فاطمة: أيس كريم ؟! فى الساقعة دى يا أبيه، الناس يقولوا علينا مجانين خالد: يا ستى مجانين مجانين، خدنا من العقل إيه، ها هتتجننى معايا ولا أتجنن لوحدى فاطمة: معاك يا أبيه، جنان جنان
فى منزل مريم: يجلس عادل فى إنتظار خالد لفترة طويلة دون أن يأتى عادل: كل ده يا عمتى، دا أتأخر أوى، هما هيباتوا برة ولا إيه مريم: والله يا ابنى ما اعرف هما أتاخروا ليه كده عادل: حتى الموبايل مش راضى يرد عليه، على العموم يا عمتى بلغيه إنى جيت، وقوليله إنى هجيله بكرة تانى مريم: ماشى يا ابنى.
بعد فترة يأتى خالد ومعه فاطمة، ليجد مريم فى إستقبالهما، يقترب خالد من مريم فى مرح قائلاً: حبيبتى يا مريومة، اتأخرنا عليكى معلش مريم: كل ده يا خالد، مش عارف إن فاطمة عندها مدرسة الصبح، ولازم تنام بدرى خالد: معلش بقى يا مريومتى يوم نفسح فيه البنية، مشفتش غير النكد من ساعة ما جت مريم: طب يالا أدخل أرتاح شوية أنت تعبان خالد: ماشى.
وينظر إلى فاطمة قائلاً: طمطم، أعملى حسابك هنروح الملاهى بكرة إن شاء الله بعد المدرسة، تصبحوا على خير يدخل خالد غرفته، فتنظر مريم لفاطمة قائلة: فى إيه يا فاطمة، خالد ماله، وكنتوا فين كل ده؟ فاطمة: أبيه خالد مش فى حالته الطبيعية يا ماما، بيعمل حاجات أول مرة أشوفها، بيضحك بشكل غير طبيعى، تصورى إنه خدنا ناكل أيس كريم مريم: فى الساقعة دى ؟!
فاطمة: مش دى المشكلة، أبيه خالد بيجرى ويتنطط ولا كأنه طفل عنده عشر سنين مريم: وإنتى سايباه ليه يا فاطمة يعمل كده؟ فاطمة: حاولت أمنعه يا ماما، قالى لو مش هخرج معاه هيروحنى ويخرج هو لوحده، وأنا خايفة عليه، ومش عايزاه يخرج لوحده وهو كده مريم: أنا عارفة إن الصدمة كبيرة عليه، بس مكنتش متخيل إنها هتعمل فيه كده، يا خوفى عليك يا خالد فاطمة: متخفيش يا طنط، أنا هفضل جنبه،وحضرتك برضه تفضلى جنبه، لحد ما يعدى اللي هو فيه على خير.
مرت عدة أيام وكان عادل يحاول أن يقابل خالد ولكنه فشل، حتى أن كان لا يجيب على تليفونه، أما خالد فكان ينتظر فاطمة كل يوم بعد المدرسة ويخرج معها، وفى كل مرة يخرجا سويا كانت فاطمة تلاحظ أنه يتعمد الضحك والصراخ بصوت عالى حتى تدمع عينه، ويظن من حوله أنها دموع نابعة من ضحكه، فذهبا سويا إلى الملاهى والحديقة والبحر وغيرها من الأماكن.
فى منزل مريم: يسير عادل فى قلق وغضب محدثا مريم قائلا: لا دا مش اسمه كلام يا عمتى، بقالى أسبوع دلوقتى بحاول أقابل البيه، وكل لما أجى ألاقيه مش موجود، وتليفونه علطول مقفول مريم: أمال أنا أعمل إيه يا ابنى، خالد مبقاش طبيعى خالص، تصور بيخرج هو وفاطمة كل يوم تقريبا بعد المدرسة، مرة النادى، مرة الملاهى، مرة معرفش إيه عادل: دا جنان، وفاطمة موافقة ليه على الجنان ده، ده كده هيخليها متذاكرش مريم: هى خايفة عليه يا ابنى، بتقول هى تخرج معاه أحسن ما يخرج لوحده ويعمل فى نفسه حاجة عادل: للدرجة دى ؟
مريم: وأكتر يا ابنى عادل: طب أنا قاعدله النهاردة، لما نشوف أخرتها معاه بعد قليل يدخل خالد ومعه فاطمة عادل: ما لسه بدرى يا بيه خالد: عادل! أنت هنا عادل فى سخرية: لا هناك خالد: عايز إيه يا عادل؟ عادل: كلامى معاك مش دلوقتى وينظر لفاطمة قائلاً: إيه اللي مقعدك برة لحد دلوقتى يا فاطمة؟ فاطمة: انا كنت مع أبيه خالد عادل: طب ابيه خالد ومش حاسس هو بيعمل إيه، إنتى بقى عقلك فين، اسمعى يا فاطمة أخر مرة أجى ملقكيش فى الوقت ده خالد: أنت إزاى بتكلمها كده ؟
عادل: هششششش، قولت دورك جاى ويعيد النظر إلى فاطمة قائلاً: إنتى هنا أمانة سايبها خالى، وأظن هو رجع، ولو مش هنقدر نحافظ على الأمانة دى، يبقى من الأحسن ترجعى لخالى، خالد مش طفل صغير، وعارف هو بيعمل إيه، إنتى بقى كل المطلوب منك تركزى فى مذاكرتك وبس، لأحسن أروح لخالى وأخليه هو اللي يجى يتصرف معاكى، فاهمة يا بنت خالى توميء فاطمة براسها وقد غلبتها دموعها وتدخل لغرفتها، بينما ينظر عادل لخالد قائلاً: بعد إذن حضرتك عايز أكلمك لوحدى خالد فى إمتعاض: اتفضل.
يدخل خالد إلى غرفته، بينما توقف مريم عادل قائلة: ليه يا عادل كده، ما أنا قولتلك فاطمة بتعمل ليه كده، هى نيتها كويسة وخالد زى أخوها وعايزة تقف جنبه عادل: أنا عارف يا عمتى، بس كان لازم أعمل كده أدام خالد، عشان يفوق شوية، ويحس إنه من غير ما يقصد بيأذى أقرب الناس ليه يدخل عادل الغرفة ليجد خالد واقفا فى إنتظاره وهو يربط ذراعيه أمام صدره قائلاً: خير، جى ليه، ولا يمكن جى عشان تزعق لفاطمة قدامى، وتعرفها إنى مليش حكم عليها، وإنك أنت اللي كلمتك ماشية عليها.
عادل: مش دى الحقيقة، فاطمة متقربلكش اى حاجة، ومش أنت بس اللي ملكش حكم عليها، محدش ليه حكم عليها غير أبوها، عاصم الحديدى ولا نسيت، فوق يا خالد أنت مش أبوها ولا أخوها، أنت مجرد واحد اتبرع يشيل مسؤليتها، وباللي انا شايفه دلوقتى، أنت حتى مش هتقدر تشيل مسؤلية نفسك ينظر خالد إلى الأرض، فيقترب منه عادل فى حنان قائلاً: مالك يا صاحبى فيك إيه، إيه اللي غيرك؟ خالد: وأنت مش عارف؟
عادل: لا عارف، بس صدقنى أنت فاهم الموضوع غلط، يا خالد غادة... ولكن يقاطعه خالد قائلاً: بس يا عادل، مش عايز أسمع الاسم دا تانى، غادة بالنسبة لى دلوقتى بنت خالى وبس، اللي كان بينا دا خلاص مات عادل: طب أسمعها، شوف هتقولك إيه، يمكن ظالمها ينظر له خالد ويضحك فى سخرية قائلاً: ظالمها !
عادل: يا خالد أنت كده بتعذب نفسك وبتعذبها هى كمان خالد: ومين قال إنى بعذب نفسى، أنا أهو أدامك عايش من غير أختك، ولسه هعيش وهضحك، هضحك كتير يا عادل، أنا مش هوقف حياتى على غادة فاهمنى، ووصلها الكلام ده، قولها خالد هيعيش يا غادة، بيكى ومن غيرك هيعيش ينظر له عادل فى حزن، فكم يشعر بوجع قلبه، ولكنه لا يستطيع أن يفعل شيء، ويخرج ويتركه وهو حزين على حاله
فى فيلا الصفدى: تنتظر غادة عادل فى غرفتها، وفور ما وصل ركضت إليه قائلة: ها يا عادل، سامحنى، طب وافق يسمعنى ؟ يوميء لها عادل رأسه بالرفض فى حزن، لتكمل غادة قائلة: رفض ! خالد رفضنى مش كده، رفض يسمعنى عادل: هو معذور يا غادة، إنتى متعرفيش حالته بقت عاملة إزاى غادة فى تحدى: وأنا كمان معذورة يا عادل عادل: يعنى إيه؟ غادة: يعنى بلغ خالد إن مش غادة بنت يحيي الصفدى وغالية الحديدى اللي تترفض، ولا تقعد تتحايل على حد، وبلغه كمان إن فرحى على وليد بعد أسبوعين
بعد مرور أسبوعين: فى منزل مريم: تخرج مريم من غرفة خالد، لتقابلها فاطمة قائلة: برضه مش راضى يخرج ياكل معانا مريم: بيقول ملوش نفس يا فاطمة فاطمة: طب وبعدين، دا بقاله كذا يوم على كده مريم: متستهونيش باللي هو فيه يا بنتى، غادة اللي فرحها النهاردة كانت من كام يوم بس بيخططوا سوا لفرحهم، والنهاردة هى هتتجوز واحد غيره، ربنا يبرد ناره تتركها مريم وتغادر فى حزن، بينما تدخل فاطمة إلى غرفته لتجده واقفاً ينظر من الشباك إلى الفراغ شاردا فاطمة: ابيه خالد !
خالد: عايزة حاجة يا فاطمة؟ فاطمة: أنا عايزة أقولك ... أنا عارفة إنك مضايق و... يقاطعها خالد وهو يضحك قائلاً: ومين قالك إنى مضايق، بالعكس أنا مبسوط، ومبسوط أوى كمان تصيح به فاطمة فى غضب قائلة: كفاااااااااية بقى يا خااااالد.
رواية عاشق المجهول الجزء الأول للكاتبة أمنية الريحاني الفصل الثامن عشر
( حب لا تراه الشمس )
ينظر خالد إلى فاطمة فى دهشة قائلاً: مالك يا فاطمة، فى إيه؟ فاطمة: فى إنى تعبت، تعبت يا خالد، ومش قادرة أشوفك كده كتير، أرجوك يا خالد فوق، بطل تدارى اللي جواك بضحكك المزيف، بطل تخبى دموعك وتكتمها جواك، طلع اللي جواك، زعق، صرخ، كسر كل حاجة حواليك حتى،أبكى.
ينظر لها خالد فى صدمة، تقترب منه فاطمة فى حنان وتكمل حديثها: أيوا يا أبيه، أبكى، خرج كل الآه اللي مداريها جواك، واللي بتقطع فيك ومحدش حاسس بيك وكأن حديث فاطمة أعطى لخالد الإذن لكى يخرج ما به من أوجاع، يجلس خالد على الكرسي واضعاً يده على وجهه، تراه فاطمة فى هذه الحالة، فتقرر أن تتركه بمفرده حتى لا يشعر بالحرج من وجودها فى مثل هذه اللحظة، ولكن قبل أن تخرج، تجده يمسك يدها قائلاً بصوت ضعيف: خليكى يا فاطمة، متخرجيش، أنا محتاجك تبقى معايا فى اللحظة دى.
توميء له فاطمة رأسها بالموافقة، فينظر لها وقد سمح لدموعه بالنزول قائلاً بصوت باكى: الكل بيطلب منى أنسى وأعيش حياتى عادى، وكأنه زرار هدوس عليه هنسى كل حاجة، طب أنسى إيه، أنسى حبيبتى اللي عشت عمرى كله ببنى قصور من حبها فى قلبى، أنسي كل الأحلام اللي بنيتها معاها، أنسي إننا لحد كام يوم فاتوا كنت بنخطط لجوازنا وفرحنا، أنسي إنها وافقت تعمل عليا لعبة مع أمها وتتخطب لحد تانى فاطمة: يا أبيه حضرتك قولت بنفسك إنها لعبة، يعنى هى مكنتش هتتخطب بجد.
خالد: مهما كان يا فاطمة، حتى لو كانت زى ما بتقولى لعبة، غادة كسرت أهم حاجة بين اى أتنين،كسرت الثقة اللي بينا، رمت حبنا تحت رجلين أمها، وسمحتلها تلعب بينا زى ما هى عايزة، تفتكرى بعد اللي حصل ممكن أكمل حياتى معاها، طب إزاى، وأنا هبقى خايف حياتى معاها تبقى لعبة فى إيد أمها، مش هبقى ضامن أى كلمة بينا متقولهاش ليها، مش هبقى ضامن إن أى قرار هتاخده غادة ميبقاش من دماغ أمها، غادة مش بس كسرت الثقة اللي بينا، دى كسرت حبنا اللي عشنا نبنيه سنين، غادة كسرتنى يا فاطمة، فاهمة يعنى إيه كسرتنى، مش قادر أنسى منظرها وإيدها فى إيده، مش قادر أتخيل إن النهاردة فرحها، عارفة يعنى إيه فرحها يا فاطمة، يعنى مش هتلبسلى الفستان الأبيض، هتلبسه لغيرى، يعنى مش هستلمها من خالى وأبوسها فى دماغها، وأوعده إنى هحافظ عليها عمرى كله، يعنى مش هضمها ليا وأقولها خلاص الحلم أتحقق يا غادة وبقيتى ليا،عشان الحلم خلاص ضاع يا فاطمة، الحلم ضاع يا فاطمة.
وهنا أنهالت دموعه على وجنتيه، فأقتربت منه فاطمة فى حزن، وجثت على ركبتيها أمامه تمسح دموعه بيدها قائلة: كل واحد فينا بيعدى عليه أيام صعبة، ممكن يضيع منه حد بيحبه أو حاجة كان عايزها، لكن لما بيصبر ويتأكد إن إختيار ربنا ليه هو الأحسن دايما، بيرتاح، علفكرة دا مش كلامى، دا كلامك أنت ليا، يوم ما مامتى ماتت وبعدها بابا سابنى لوحدى وبعتنى هنا لعمتو اللي كان فاكر إنها هتاخدنى فى حضنها، لكنها طردتنى، ولقيت نفسي فى الشارع مكنتش عارفة هروح فين ولا هعمل إيه، عرفت إنى هبقى وحيدة فى الدنيا، كنت خايفة أوى، لا أنا كنت مرعوبة، كنت بتمنى إن أروح لمامتى أحسن وأكون معاها، أحسن ما أعيش فى الدنيا دى من غير حد، كنت شايفة الدنيا سودا أوى ومفهاش أى نور، لكن فجأة ظهرلى نور، عرفنى إن لسه فى حاجات حلوة فى الدنيا، وإنى ممكن أعيش وأكمل حياتى، عارف مين النور دا يا أبيه.
ينظر لها خالد فى إستفهام لتجيبه قائلة: حضرتك يا أبيه، أيوا حضرتك النور ده،من ساعة ما عرفتك وأنت بالنسبة لى القوة والأمان، عارف يعنى إيه، يعنى أنا بستمد أمانى منك، يعنى أنا بنام مش خايفة عشان عارفة إنك موجود معايا، يعنى أنا نسيت الخوف ورجعت أشوف الحياة حلوة عشان أنت موجود فيها، بس أنت بقالك كتير مش موجود، بقالك كتير مش أبيه خالد اللي بستمد أمانه منه، أقولك على حاجة، أنا بقالى أكتر من أسبوعين مبنامش عارف ليه، عشان رجعت أخاف من تانى، أول مرة من ساعة ما دخلت بيتك أعرف يعنى إيه خوف، حتى وأنت مسافر كنت بتفضل حواليا، كنت بحس بوجودك، لكن دلوقتى أنا خايفة، ومحتجاك ترجع أبيه خالد من تانى، أرجوك يا أبيه فوق وأرجع، أرجوك متخليش ضعفك وحزنك يكسروك، لأنك لو أتكسرت أنا كمان هتكسر.
كان خالد ينظر لها فى صدمة، فكلامها له مس قلبه بشدة، لم يكن يعلم أن وجوده مصدرأمان لأى شخص،وأنه مهم لهذه الدرجة لحياتها، كان كلام فاطمة له بمثابة القوة التى تدفقت فى داخل خالد، أو كالمطرقة القوية التى ضربته على رأسه لتعيد إليه الذاكرة فاطمة: أنا هسيبك دلوقتى يا أبيه تفكر فى كلامى، وأنا واثقة إنك هترجع أحسن من الأول، هترجع للناس اللي بتحبك، واللي وجودك مهم فى حياتهم
تدخل فاطمة غرفتها تاركة خالد غارق فى التفكير فيما قالته له، فبرغم صغر سنها إلَّا أنها أستطاعت أن تفعل ما لم يقدر عليه أحد، استطاعت أن تفجر بركان الحزن الذى كان بداخله، وأن تعيده للحياة لينظر لها بنظرة أخرى، أما هى فدخلت غرفتها وظلت كلامته لها ترددفى أذنيها " مش قادر أتخيل إن النهاردة فرحها، عارفة يعنى إيه فرحها يا فاطمة، يعنى مش هتلبسلى الفستان الأبيض، هتلبسه لغيرى، يعنى مش هستلمها من خالى وأبوسها فى دماغها، وأوعده إنى هحافظ عليها عمرى كله، يعنى مش هضمها ليا وأقولها خلاص الحلم أتحقق يا غادة وبقيتى ليا،عشان الحلم خلاص ضاع يا فاطمة، الحلم ضاع يا فاطمة ".
مسحت فاطمة دموعها التى نزلت رغماً عنها، وأمسكت بهاتفها محدثة عادل: ألو، أيوا يا أبيه عادل فى قلق: فاطمة، خير يا فاطمة، حصل حاجة، خالد كويس، وعمتى كويسة؟ فاطمة: متقلقش يا أبيه، كلنا كويسين عادل:أصلك مش متعودة تكلمينى فاطمة: كنت عايزة أطلب منك طلب يا أبيه عادل: طلب إيه؟
تجلس مريم على الأريكة تقرأ فى مصحفها، فتخرج عليها فاطمة، تغلق مريم المصحف وتنظر لفاطمة قائلة: عايزة حاجة يا فاطمة؟ فاطمة: كنت عايزة أستأذن حضرتك أروح لوردة صاحبتى أخد منها ملزمة مهمة مريم: أيوا يا فاطمة، بس مش هى كانت معاكى إمبارح فى المدرسة؟ فاطمة: معلش ياماما، نسيت أخدها منها مريم: طب استنى أدخل لخالد أخليه يروح معاكى فاطمة بإندفاع: لا يا ماما، أبيه خالد تعبان، وإنتى عارفة اللي هو فيه، وبيت وردة مش بعيد، أنا هروح بسرعة وآجى علطول مريم: طب يا حبيبتى، خدى بالك من نفسك،وخدى تليفونك معاكى عشان أطمن عليكى فاطمة: حاضر ياماما.
تنزل فاطمة من المنزل، لتجد عادل يقف بسيارته أمام المنزلكما أتفقا سويا، تركب فاطمة معه السيارة وينطلقا بعيداً، ثم يقف عادل مرة أخرى فى مكان ما فاطمة: إيه يا أبيه، وقفت ليه؟ عادل: فاطمة، إنتى متأكدة من اللي عايزة تعمليه، غادة وماما ممكن يجرحوكى بالكلام، وأنا خايف عليكى فاطمة: بس أبيه خالد بيتعذب، لازم أروح أكلم أبلة غادة، لازم أقولها قد إيه هو بيحبها ومش قادر يتخيلها مع حد غيره عادل: بس لو خالد عرف ممكن يزعل منك جامد فاطمة: مش مهم، المهم أعمل أى حاجة عشان أخرجه من اللي هو فيه.
ينظر لها عادل فى حزن وخوف، لتلاحظ نظرته لها،فتجيبه قائلة: إيه يا أبيه حضرتك هتفضل باصصلى كده، يالا ودينى، أنا مينفعش أتأخر يقود عادل سيارته فى قلق من رد فعل غادة عند رؤية فاطمة، وأيضا فى حزن من تلك المشاعر البريئة التى تحملها هذا الملاك فى قلبها حتى أن لا تخشى أن يضايقها أحد فى سبيل سعادة خالد، يصل عادل إلى الفيلا وتدخل معه فاطمة، ولكن هذه المرة يدخلها من الباب الخلفى للفيلا حتى لا يراها أحد، تنظر له فى إستفهام، ليجيبها قائلاً: معلش عشان أجنبك أى مواجهة مع غالية هانم توميء له فاطمة بالتفهم، وبكملا طريقهما إلى أن يصل بها إلى غرفة غادة، يطلب عادل من فاطمة أن تنتظر فى الخارج حتى يفسح لها الطريق للتحدث مع غادة، ويدخل لغرفة غادة ليجدها مع صديقاتها.
غادة: عادل، كنت فين؟ عادل: مش مهم كنت فين وينظر لجميع الفتيات قائلاً: لو سمحت يا جماعة، ممكن نسيب العروسة لوحدها شوية، عشان فى ضيفة عايزة تشوفها يخرج جميع من بالغرفة،فتنظر غادة لعادل قائلة: ضيفة مين دى يا عادل؟ يخرج عادل ويحضر فاطمة، فتتفاجأ بها غادة وتنظر لها فى ضيق قائلة: إنتى ؟! عادل: غادة، فاطمة كانت عايزة تتكلم معاكى كلمتين، ياريت تسمعيها غادة: كلمتين إيه دول بقى إن شاء الله؟ تنظر فاطمة لعادل قائلة: ممكن يا أبيه تسيبنا لوحدنا شوية.
ينظر عادل لفاطمة فى خوف، لتفهم نظرته فتجيبه بإبتسامة باهتة، يوميء عادل رأسه على مضض قائلاً: أنا هستناكى برة لحد ما تخلصى ويخرج من الغرفة تاركاً إياها مع غادة تنظر لها غادة قائلة: خير، عايزة إيه؟ فاطمة: أنا جاية أقولك إن أبيه خالد بيحبك، بيحبك أوى كمان، إنتى متتصوريش حالته عاملة إزاى، أرجوكى يا أبلة غادة متبعديش عنه، حرام حبكم ده يروح فى لحظة عنّد منكم، هو بيتعذب وإنتى بعيد عنه، وأنا واثقة إنك إنتى كمان بتحبيه غادة: خلصتى كلامك؟ فاطمة: أيوا، بس...
غادة: اسمعينى إنتى بقى، أنا اللي عايزة أقولك إنك السبب فى كل اللي بيحصل دلوقتى، عايزة أقولك إنى حياتى أنا وخالد مبظتش غير من ساعة ما دخلتى فيها، عايزة أقولك إن خالد متغيرش معايا وأبتدت الخلافات بينا غير من ساعة ما ظهرتى فى حياتنا فاطمة: أنا ؟!
غادة: أيوا إنتى، إنتى السبب إننا نتخانق لأول مرة مع بعض، إنتى السبب إنك بعدتى خالد عنى وشغلتيه بيكى، أقولك حاجة كمان خالد مخبطوش موتوسيكل زى ما هو قالك، خالد أضرب بالنار، عارفة أضرب بالنار ليه عشان كان بيدافع عنك وهو بيحاول ينقذك، عرفتى إن سبب كل حاجة وحشة فى حياة خالد تنظر لها فاطمة فى صدمة وقد أنهالت الدموع على وجهها، لتكمل غادة حديثها قائلة: أنا هسيب خالد دلوقتى، عارفة هسيبه ليه، لأنى مش هقدر اشوفه وهو بيموت فى مرة بسببك، مش هقدر أشوفه وهو بيخرج من مصيبة يدخل فى التانية بسبب وجودك فى حياته،ودلوقتى أعتقد الكلام خلص، ياريت تسيبينى عشان ألحق أجهز للفرح.
وفى الخارج: يقف عادل فى إنتظار فاطمة، فتأتى إحدى صديقات غادة المعجبة بعادل، وتقف أمامه قائلة: إزيك يا عادل، واقف ليه كده عادل: واقف أدام أوضة أختى، فى مانع ؟ الفتاة: لا مفيش، أصل طنط واقفة هناك وقالتلى أندهلك عشان عايزاك عادل: ماما ! طب أنا هروح أشوفها عايزة إيه الفتاة: وأنا هوصلك عادل: ليه مش هعرف أروح لوحدى.
الفتاة: لا مش الفكرة، بس عشان أوريك هى فين تذهب الفتاة مع عادل إلى مكان ما فى القصر، فينظر عادل حوله متساءلاً: أمال فين ماما؟ الفتاة: مش هنا، بصراحة أنا اللي عايزة أتكلم معاك، بس محبتش نتكلم أدام اللي رايح واللي جاى عادل فى غضب: يعنى كدبتى عليا ؟! الفتاة: غصب عنى يا عادل، أنا بحبك و... يقاطعها عادل قائلاً: بصى يا بنت الناس، أنا مبحبكيش ولا بحب غيرك، وأطلعى من نفوخى، وياريت تبطلى شغل المراهقة ولعب العيال ده، فاهمة، عن إذنك ويتركها عادل ويغادر فى غضب.
أما عن فاطمة فتخرج فى حزن وصدمة من حديث غادة لها، ومعرفتها أنها السبب فى كل ما أصاب خالد وخاصة ضربه بالنار، ظلت تبحث عن عادل حولها فلم تجده، فقررت أن تنتظره فى الخارج أمام الفيلا، تسير فاطمة فى إتجاه الباب الذى آتى بها منه عادل، ولكنها لسوء حظها تصطدم بغالية، التى تنظر لها فى ضيق وإستنكار قائلة: إنتى ؟! إيه اللي جابك هنا؟ فاطمة فى تردد: أنا ... أنا ... غالية: إنتى إيه ؟ إيه جايبة رسالة من البشمهندس لغادة ؟
تحاول فاطمة إستجماع نفسها قائلة: لا، أنا كنت جاية أبارك لأبلة غادة غالية فى إستنكار: تباركلها، وتباركلها بصفتك إيه بقى؟ فاطمة: بصفتى بنت خالها غالية: بنت خالها ؟! روحى يا شاطرة ألعبى بعيد، ولا روحى لمريم تشربك اللبن وتنيمك بدرى، وأوعى تفتكرى إنك لما تيجى لحد هنا تتمحكى فينا، هنفتحلك دراعنا وناخدك بالحضن، إنتى أخرك الجحر اللي عايشة فيه مع مريم وابنها، وأكتر من كده ما تحلميش.
تشعر فاطمة بخناجر تمزق فى قلبها، وهى تهان للمرة الثانية فى نفس اليوم وفى نفس المكان، تركت فاطمة غالية وخرجت ودموعها تتسابق على وجهها، تحاول كتم شهقاتها، سارت شاردة لا تعلم إلى أين تأخذها قدماها، حتى أنها نسيت ان تقف أمام الفيلا تنتظر عادل أما عادل يدخل على غادة ليجدها تجلس بمفردها، فيراودها القلق، ينظر إليها قائلاً: فاطمة فين يا غادة؟ غادة: معرفش، مشيت عادل: مشيت راحت فين ؟
غادة: معرفش، هو أنا كنت ولية أمرها، ما تروح تدور عليها بعيد عنى عادل: إنتى قولتلها إيه بالظبط ؟ غادة: قولتلها اللي كانت لازم تعرفه من زمان، قولتلها إنها سبب كل مشاكل خالد، وإنه كمان أضرب بالنار بسببها عادل فى غضب: حرام عليكى يا شيخة، إنتى إيه الكره اللي بقى جواكى دا كله،عن إذنك يسرع عادل فى النزول حتى يستطيع أن يلحق بفاطمة، ولكنه يقابل غالية، لتوقفه قائلة: رايح فين يا عادل؟ عادل: رايح مشوار وجاى علطول يا ماما.
غالية: رايح وراها مش كده، يعنى كان تخمينى صح إنك أنت اللي جبتها هنا عادل: أيوا يا ماما، أنا اللي جبتها هنا، وياريتنى ما جبتها غالية: هتروح تلمها من الشارع تانى زى ما عملت أول مرة؟ عادل: لا يا ماما، أنا رايح أحافظ على عرض خالى ولحمه اللى هو لحمى، عن إذنك
ويتركها عادل ويغادر فى ضيق منها، يركض خالد خارج الفيلا يبحث عن فاطمة فى كل مكان أما عن فاطمة فتسير فى الشارع شاردة فى خطوات بطيئة، تشعر وكأن قدماها أصبحت عاجزة على حملها، وكلمات غادة تتردد فى أذنيها كالخنجر الذى يضرب فى القلب " خالد أضرب بالنار، عارفة أضرب بالنار ليه عشان كان بيدافع عنك وهو بيحاول ينقذك أنا هسيب خالد دلوقتى، عارفة هسيبه ليه، لأنى مش هقدر اشوفه وهو بيموت فى مرة بسببك، مش هقدر أشوفه وهو بيخرج من مصيبة يدخل فى التانية بسبب وجودك فى حياته " وهنا لم تستمع فاطمة لتنبيه السيارة القادمة من أمامها، لتصطدم فاطمة بالسيارة وتقع على الأرض غارقة فى دماءها.
رواية عاشق المجهول الجزء الأول للكاتبة أمنية الريحاني الفصل التاسع عشر
( حب لا تراه الشمس )
فى منزل مريم: يقف خالد فى الحمام واضعاً رأسه تحت الماء البارد وكلمات فاطمة تتردد إلى أذنيه " أيوا حضرتك النور ده من ساعة ما عرفتك وأنت بالنسبة لى القوة والأمان يعنى أنا بستمد أمانى منك، يعنى أنا بنام مش خايفة عشان عارفة إنك موجود معايا، يعنى أنا نسيت الخوف ورجعت أشوف الحياة حلوة عشان أنت موجود فيها، أول مرة من ساعة ما دخلت بيتك أعرف يعنى إيه خوف، ومحتجاك ترجع أبيه خالد من تانى، أرجوك يا أبيه فوق وأرجع، أرجوك متخليش ضعفك وحزنك يكسروك، لأنك لو أتكسرت أنا كمان هتكسر ".
ظلت كلماتها تتردد إلى أذنيه مرارا وتكرارا، ومع تدفق الماء البارد على رأسه، شعر بصدمة حينما تذكر حماقته مع تلك البريئة طوال الايام الماضية، فقد كان لا يشعر بما فعل، كيف جعلها تهمل دراستها وتخرج معه، لمجرد أنه يريد أن ينسى صدمته فى حبه لغادة، كيف جعلها تشعر بالخوف من جديد، كيف جعلها تراه فى مثل هذا الضعف، وكيف يكون هو من يكسرها بدلاً من أن يكون دعمها وقوتها، وإلى هنا رفع خالد رأسه بعيدا عن الماء، بعد أن شعر أنه قد عادت إليه قوته محدثا نفسه: أفوق وهرجع، هرجع عشانك يا فاطمة، هرمى كل حاجة ورا ضهرى وأرجع عشانك، مش هسمح إنى أكون سبب خوفك وكسرك، أنا هفضل طول عمرى قوتك وضهرك وسندك.
فى مكان آخر: مازال عادل يبحث فى الشارع على فاطمة، فيجد تجمع من الناس حول شيء ما، يقترب خالد من التجمع، ليرى فاطمة ملقاة على الأرض غارقة فى دماءها، فيركض عادل إليها وهو يصرخ: فاااااطمة وينظر لمن حوله فى صدمة قائلاً: هو إيه اللي حصل؟ فيجيبه أحد الأشخاص قائلاً: خبطتها عربية وهى ماشية، هو حضرتك تعرفها ؟ عادل: دى تبقى أختى يحملها عادل وجسده ينتفض من الخوف، ودماؤها أغرقت ملابسه، ويتوجه بها إلى المستشفى.
ونعود لمنزل مريم لنجد خالد يرتدى ملابسه بعد أن حلق ذقنه واصبح راضى عن شكله، فقد كان مهملاً فى شكله طوال الأيام الماضية، حتى إذا رأيته تظنه قد كبر عشرين عاماً عن عمره، أما الآن شعر وقد ردت إليه الحياة، ولما لا وقد شعر بأهميته ووجوده فى حياة شخص أخر، بل وأصبح وجوده مصدر قوة وأمان لها، تدخل عليه مريم وتتفاجأ بشكله، فتنظر غليه فى سعادة قائلة: بسم الله ما شاء الله، عينى عليك باردة يا ابنى، أيوا كده فوق وأرجع للحياة خالد: أيوا يا ماما، أنا لازم أرجع، مش لازم أستسلم ولا أضعف، خصوصا لو على حد ميستهلش، هى فين طمطم، مش سامع صوتها تنظر له مريم، وقد بدت على ملامحها القلق، فيكمل خالد حديثه قائلاً: فى إيه يا ماما ؟
مريم فى قلق: بصراحة يا ابنى، فاطمة نزلت وقالتلى رايحة عند وردة صاحبتها، ومن ساعتها مجتش، وانا قلقانة عليها أوى خالد: وإزاى يا ماما تخليها تنزل لوحدها، لو مقولتليش أوصلها؟ مريم: هى يا ابنى قالتلى متعبكش وأسيبك ترتاح خالد فى نفسه: للدرجة دى يا فاطمة بقيتى شايفانى ضعيف ومتقدريش تعتمدى عليا ثم أعاد النظر إلى مريم قائلاً: هى بقالها قد إيه نازلة؟ مريم: من يجى تلات ساعات يصرخ خالد قائلاً: إيه تلات ساعات يا أمى ومتقوليش، أجيبها منين أنا دلوقتى.
ثم يمسك هاتفه ويتصل بها على هاتفها ولكنها لا تجيب، فيلقى بالهاتف فى غضب، ولكن هاتفه يرن، فينظر إليه فى أمل لعلها تكون هى، ليجده عادل، فيذفر فى ضيق قائلاً: مش وقتك يا عادل دلوقتى ولكن عادل يكرر إتصاله مرارا وتكرارا، فتنظر له مريم قائلة: رد يا ابنى، يمكن فى حاجة مهمة فيجيب خالد فى ضيق قائلاً: أيوا يا عادل عادل: ألحق فاطمة يا خالد يصرخ خالد قائلاً: فى إيه يا عادل، فاطمة مالها ؟
فى فيلا الصفدى: تجلس غادة بجانب وليد فى أثناء حفل الزفاف، وتحاول أن ترسم إبتسامة مزيفة على وجهها، أما فى الجانب الأخر يقف يحيي وبجانبه غالية يستقبلان الناس، ويبدو على يحيي الضيق تميل غالية على أذنيه قائلة: أفرض وشك شوية، الناس بتبص عليك، يقولوا إيه مش فرحان ببنته ينظر لها يحيي فى ضيق ولا يجيبها، ويكمل إستقباله للناس، حتى يأتيه مكالمة من عادل، فيجيب قائلاً: أيوا يا عادل، أنت فين يا ابنى، حد يسيب فرح أخته وميبقاش موجود.
يستمع يحيي لحديث عادل فى صدمة واضحة قائلاً: وهى فين دلوقتى ... وحالتها عاملة إيه ... طب أقفل أنت دلوقتى تنظر له غالية فى تساؤل قائلة: فى إيه يا يحيي، وابنك فين؟ ينظر لها يحيي فى سخرية ممزوجة بالحزن قائلاً: إظاهر إن البنت اليتيمة الله كانت مضيقاكى قررت تريحك منها غالية: بنت مين، وتريحنى من إيه، أنا مش فاهمة حاجة؟
يحيي: فاطمة يا غالية، عملت حادثة وبين الحياة والموت فى المستشفى غالية فى صدمة: بنت عاصم عملت حادثة؟! لأول مرة يشعر يحيي بقلق غالية على فاطمة، وكأن عاطفة القرابة والأخوة فى قلبها قد تغلبت ولو لبضع ثوان على الغرور والتكبر يحيي: إيه قلقتى عليها، ولا تكونش صعبت عليكى.؟
تحاول غالية أن تعود غلى غرورها ولكن هذه المرة غرور مصطنع يخفى قلق حقيقى فى قلبها قائلة: لا وأنا هقلق ليه، هى حيالة حتة بت لا راحت ولا جت، أنا بس على ابنك اللي ساب فرح أخته يحيي: مفيش فايدة، عن إذنك يذهب يحيي بعيداً ويحدث عاصم فى الهاتف ويخبره لما حدث لفاطمة فى صدمة وقلق من عاصم الذى يركض سريعا إلي المستشفى.
فى المستشفى: يقف عادل أمام غرفة العمليات ويبدو على ملامحه القلق، يركض نحوه خالد ومعه مريم خالد: فاطمة فين يا عادل؟ عادل: فى أوضة العمليات جوا خالد: وإيه اللي حصلها ؟ عادل: خبطتها عربية وهى ماشية مريم: يا حبيبتى يا بنتى ينظر خالد لعادل فى تفحص قائلاً: أمال أنت عرفت إزاى؟
ينظر له عادل دون أن يجيب، ليكمل خالد حديثه فى غضب قائلاً: رد عليا يا عادل، فاطمة كانت فين قبل ما يحصلها الحادثة دى؟ عادل: كانت ... كانت... خالد: أوعى تقولى كانت هناك فى الفيلا عندكم يوميء عادل رأسه فى حزن، فتنظر له مريم فى دهشة قائلة: أزاى، دى قالتلى رايحة لوردة صاحبتها خالد فى غضب: أسألى البيه اللي واقف أدامك، أكيد هو اللي وداها هناك، وداها هناك وهو عارف ممكن يجرحوها إزاى بالكلام.
وينظر خالد لعادل قائلاً: إيه اللي خلى فاطمة تروح هناك يا عادل، كانت عايزة تعمل إيه؟ عادل: فاطمة كانت رايحة عشان خاطرك يا خالد خالد فى سخرية ممزوجة بالحزن: ياه عشان خاطرى، كانت رايحة تتحايل على أختك متسبنيش، ولا رايحة تقولها أنا قد إيه بتعذب فى بعدها، راحت تهين كرامتى عند أختك مش كده؟ عادل: أنت عارف إن فاطمة تفكيرها أبسط من كده خالد: وطبعا هما مرحبوش بيها، وأكيد الهانم أختك جرحتها بكلامها، ومش بعيد والدتك تكون قامت بالواجب، انا عرفت دلوقتى فاطمة حصلها حادثة ليه، بس أنا بقولهالك يا عادل، لو فاطمة جرالها حاجة أنا عمرى ماهسمحك.
عادل: بطل بقى تعيش الدور، فاطمة دى بنت خالى، يعنى ليا فيها أكتر ما ليك خالد: فاطمة دى... تقاطع شجارهم مريم قائلة: بس، كفاية أنت وهو، إحنا فى إيه ولا إيه، بتتخانقوا مين اللي ليه فى البنت أكتر، وهى بين إيدين ربنا، بدل ما تتخانقوا أدعولها تخرج بالسلامة ينظر خالد وعادل لبعضهما البعض فى خجل، بعد قليل يأتى عاصم وهو يركض من شدة الخوف والقلق عاصم: بنتى مالها يا مريم، حصلها إيه؟ مريم: متخافش يا عاصم، هتخرج منها سليمة إن شاء الله عاصم: هو إيه اللي حصلها.؟
خالد: خبطتها عربية، وإن شاء الله خير، حضرتك أهدى، والدكتور دلوقتى يخرج ويطمنا عاصم: يارب يا ابنى يارب يقف عاصم بعيدا وقد خانته دموعه، فتقترب منه مريم فى حنان قائلة: متخافش يا عاصم، هتبقى كويسة عاصم: بنتى يا مريم،مش قادر أتخيل يحصلها حاجة وحشة،دى النفس اللي عايش بيه وبكمل عشانه مريم: ادعى ربنا ينجيها.
عاصم: وإنتى كمان أدعيلها يا مريم، أدعى لبنتك فاطمة ترجعلنا بالسلامة وفى الجهة الأخرى ينظرعادل لخالد قائلاً: مين ده؟ خالد: دا خالك عاصم يقترب عادل من عاصم قائلاً: خالى عاصم، حضرتك خالى اللي علطول بيشبهونى بيك عاصم: أنت عادل ابن غالية أختى مش كده؟ عادل: أيوا يا خالى أنا.
يحتضن عاصم عادل فى حب قائلاً: أنا مش عارف يا ابنى أشكرك إزاى على اللي عملته مع فاطمة عادل: دى لحمى يا خالى ولازم أحافظ عليها مهما حصل يربت عاصم على كتفه قائلاً: راجل يا عادل يخرج الطبيب من حجرة العمليات، فيركض إليه الجميع فى لهفة عاصم: خير يا دكتور؟ الطبيب: للأسف نزفت دم كتير أوى، ومحتاجين نقل دم فورا، وفى مشكلة عندنا فى بنك الدم، ومفيش وقت نجيب يتبرعلها بسرعةo دم من برة، حد فيكم فصيلته.
عاصم: أنا فصيلتى كده، ممكن أتبرعلها أنا مريم: مينفعش يا عاصم، أنت عندك السكر ولا ناسي عادل: خلاص أنا ممكن أتبرعلها، أنا فصيلتى زيها الطبيب: طب أتفضل معانا، مفيش وقت يدخل الطبيب وخلفه عادل، ولكن قبل أن يدخل يهمس لخالد قائلاً: مش قولتلك ليا فيها أكتر ما ليك.
يشعر خالد بالضيق من هذا الموقف، وأن عادل هو من سيتبرع بالدم لفاطمة وهو من تلائم فصيلته دمها، وشعر بالضيق ايضا من حديث عادل معه حتى ولو كان من قابل المزاح، يتبرع عادل بالدم لفاطمة وبعدها يخرج من الغرفة، وبعده بقليل يخرج الطبيب الطبيب: الحمد لله، عدينا مرحلة الخطر، والحمد لله الإصابات مجتش فى أماكن حيوية عاصم: يعنى ممكن نشوفها يا دكتور؟ الطبيب: هى دلوقتى هتتنقل أوضة عادية، وأدامها شوية على ما تفوق، وبعدها تقدروا تشوفوها براحتكم عاصم: الحمد لله مريم: ألف حمد وشكر ليك يارب.
بعد قليل تخرج الممرضة لتخبرهم بأن فاطمة قد أستعادت وعيها، ويمكن لهم أن يروها، فدخل الجميع إلى الغرفة ماعدا خالد الذى قرر أن يقف فى الخارج، ولاحظ عادل هذا فأقترب منه قائلاً: إيه مش هتدخل معانا؟ خالد فى حزن: لا عادل: أنا عارف إنك زعلان منها يا خالد، بس صدقنى هى عملت كده من حبها فيك وخوفها عليك، مكنش قصدها تقلل منك خالد: أنا عارف كويس إنها كانت نيتها خير، بس مش قادر أسامحها إنها راحت برجلها ليهم وخلتهم آذوها، أنا لازم أبعد دلوقتى عشان ميبقاش رد فعلى عليها قاسي وهى فى حالتها دى، ولما أهدى هدخلها.
عادل: ولو سألت عليك؟ خالد: متخافش، مش هتسأل، هى هتبقى عارفة أنا مدخلتش ليه يهمّ عادل بالدخول، ولكنه يعود إلى خالد ويحتضنه قائلاً: حمدا لله على سلامتك يا صاحبى خالد: إيه يا ابنى وأنا كنت مسافر عادل: فعلا يا خالد، كنت مسافر، ودلوقتى رجعت تانى، رجعت خالد أخويا وصاحبى وابن عمتى خالد: عندك حق يا عادل، أنا فعلا فوقت، والبركة فى ... يقاطعه عادل قائلاً: فاطمة، البركة فى فاطمة، عن إذنك يتركه عادل ويدخل إلى الغرفة، ينظر خالد لأثر عادل فى ذهول قائلاً: عرف منين إن فاطمة هى السبب؟
وفى داخل الغرفة، تنام فاطمة على السرير وحولها الجميع، عاصم، مريم وعادل، ولكن هذا لم يمنعها أن تبحث بعينيها عن شخص بذاته، ولكن حين لم تجده نظرت فى يأئس، فهى تعلم أنه غاضب منها ومن فعلتها بذهابها لغادة عاصم: كده يا فاطمة تقلقينى عليكى، أنا كنت هموت عليكى فاطمة: أنا آسفة يا بابا، مش هعمل كده تانى، حقك عليا عاصم: المهم إنك رجعتلنا بالسلامة.
عادل: أنا بقى اللي زعلان منك، كده تمشى وتسيبينى، مش قولتلك استنينى تنظر له فاطمة فى حزن، فيفهم عادل نظرتها وأن السبب فى ذلك هو حديث غالية وغادة معها مريم: حمدا لله على سلامتك يا بنتى فاطمة: انا آسفة يا ماما إنى كدبت عليكى، أنا ... مريم: خلاص يا بنتى اللي حصل حصل، المهم متعملهاش تانى فاطمة: حاضر يا ماما تنظر فاطمة لعاصم قائلة: بابا، ممكن أطلب منك طلب؟
عاصم: طبعا يا حبيبتى قولى فاطمة: أنا عايزة أسافر من هنا ينظر الجميع لفاطمة فى صدمة، فيجيب عاصم قائلاً: ليه يا فاطمة حد زعلك يا حبيبتى تنظر له فاطمة بعيون مليئة بالدموع قائلة: يا بابا أنا هنا بتعب كل اللي حواليا، وجودى هنا مضايق ناس كتير، وناس كتير بحبهم أتأذوا بسببى مريم: أوعى تقولى كده يا حبيبتى، كلنا هنا بنحبك فاطمة: أنا عارفة يا ماما إن كلكم بتحبونى، وعشان بحبكم مش عايزة أكون سبب تعب ليكم ينظر لها عادل دون أى رد، فهو يعلم سبب حديثها، أما عاصم فيلاحظ نظرات عادل، فينظر لفاطمة قائلاً: طب ممكن يا حبيبتى ناجل كلام فى الموضوع ده لحد ما تقومى بالسلامة، وصدقينى ساعتها هعملك اللي إنتى عايزاه فاطمة: حاضر يا بابا.
ينظر عاصم لعادل قائلاً: عادل، تعالى معايا، عايز أتكلم معاك شوية يخرج عاصم ومعه عادل، بينما تظل مريم مع فاطمة تحتضنها فى حنان وفى الخارج يقف عاصم مع عادل قائلاً: عادل، أنا عايز أعرف إيه اللي حصل مع فاطمة بالظبط عادل: حاضر يا خالى، هقولك.
فى فيلا الصفدى: بعد أن أنتهى حفل الزفاف، وأخذ وليد غادة إلي فيلته، صعدت غالية إلى غرفتها ومعها يحيي الذى كان ملتزم الصمت طول الحفل ويبدو عليه الضيق غالية: إيه يا يحيي، هتفضل قالب وشك كده؟ يحيي: مش عملتى اللي إنتى عايزاه يا غالية، وجوزتى بنتك وبعدتيها عن ابن أختى، عايزة إيه تانى؟ غالية: عايزاك تفرح لبنتك، وتعرف إنى أخترتلها العريس اللي يليق بيها، وهيسعدها ويهنيها يحيي: يسعدها بالفلوس طبعا، هو إنتى بتفكرى فى غيرها.
غالية: أمال هيسعدها بإيه، بشقة أوضتين وصالة، ولا عربية ماشية بالزق يحيي: خلاص يا غالية الكلام معادش ليه لزمة يقطع حديثهم طرق الباب، فتدخل الخادمة بعد أن تستاذن بالدخول الخادمة: عادل بيه وصل تحت ومعاه حد عايز يقابل حضراتكم غالية: حد مين ده.؟
الخادمة: معرفش يحيي: طب روحى إنتى وإحنا نازين تنظر غالية ليحيي فى إستفهام قائلة: مين اللي جاى مع عادل الساعة دى؟ يحيي: تعالى ننزل ونشوف ينزل كل من يحيي وغالية لتتفاجأ غالية بوجود عاصم أمامها مع عادل غالية فى صدمة: عاااااااااصم !
فى المستشفى: تجلس فاطمة فى غرفتها على سريرها شاردة حزينة، تفكر فى خالد التى تعلم جيدا مدى غضبه من فعلتها، ولكنها لم تتوقع أن يصل غضبه منها ألَّا يطمئن عليها بعد هذا الحادث الصعب، نظرت إلى مريم النائمة أمامها على إحدى الأرائك، وعادت إلى شرودها من جديد، وبنما هى فى شرودها، تجد من يدخل عليها الغرفة ليقطع عليها شرودها، ترفع عينيها لتجد أمامها خالد فاطمة: أبيه خالد !