أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتدى جنتنا، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .





رواية عاشق المجهول حب لا تراه الشمس

تجلس أمام مرآتها تعتدل من زينتها، فكانت بحق جميلة، ترتدى فستان طويل من اللون الأسود المطرز، وتضع القليل من مساحيق التجمي ..



17-11-2021 02:02 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [13]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية عاشق المجهول حب لا تراه الشمس
رواية عاشق المجهول الجزء الأول للكاتبة أمنية الريحاني الفصل الرابع عشر

( حب لا تراه الشمس )

فى مدرسة فاطمة:
تقف فاطمة أمام بوابة المدرسة من الداخل، ويبدو عليها القلق، تقف وردة بجانبها قائلة: إيه يا بنتى، مش هنروح ولا إيه؟
تنظر لها فاطمة نظرات كلها خوف، تفهم وردة نظرات فاطمة، فتكمل حديثها قائلة: آه، فهمت، طب ممكن أعرف إيه اللي مخوفك دلوقتى، مش أبيهك خالد ده لما حكتيله، قالك متخافيش وأمشى عادى، خايفة من إيه بقى؟

فاطمة: هو فين أبيه خالد، هو بس كان بيقولى كده عشان يطمنى
وردة: حتى لو كلامك صح، وهو شادى ده هيعملك إيه يعنى، أخره يعمله
فاطمة: يا وردة افهمينى، أنا مش عايزة مشاكل، كفاية اللي شوفته زمان، أنا عايزة أمشى فى حالى، لحد ما أخلص المدرسة، مش طالبة بقى يفضل ينطلى فى الرايحة والجاية

ولكن يقطع حديثهم صوت أحد المدرسين قائلاً فى حدة: يالا يا هانم منك ليها، بطلوا رغى وعلى بيوتكم، ولا ناوين تباتوا فى المدرسة
وردة: لا خلاص ماشيين يا مستر
وتنظر وردة إلى فاطمة قائلة: يالا يا فاطمة، وربنا يستر
تخرج فاطمة ومعها وردة من المدرسة فى قلق من فاطمة، وبعد أن يتحركا عدة خطوات يحدث ما كانت تخشاه فاطمة، لتجد شادى يعترض طريقها من جديد

شادى: ها يا قمر، فكرتى فى كلامى ؟
فاطمة فى قلق: أنت تانى؟
شادى: هو أنا مش قولتلك هنطلك كل يوم لحد ما توافقى تخرجى معايا وتسمعى عايز أقول إيه
ولكن قبل أن تجيبه فاطمة، فوجئت بمن يمسك ذراع شادى بقوة ويلويه خلف ظهره، تنظر فاطمة ووردة فى ذهول للفاعل، لتفاجئ أنه خالد
فاطمة: أبيه خالد !
شادى متألما: آآآآآه ه ه ه، أنت مين يا بنى أدم أنت ؟

خالد: اسمع يالا أنت، ومش عايز رغى كتير، مش عايز أشوف وشك واقف هنا تانى أبدا مفهوم
شادى: وأنت مين بقى إن شاء الله عشان تقول أقف فين، ومقفش فين
يشدد خالد من ثنيه لذراع شادى، فيزداد تألمه، فيجيبه قائلاً: حسك عينك أعرف إنك ضايقت فاطمة تانى، ولا أى بنت غيرها، فاطمة دى تخصنى، واللي يفكر يضايقها يبقى أمه داعية عليه، فاهمنى ولا أعيد كلامى بطريقة تانية
شادى وقد أوشك أن يفقد الوعى من شدة الآلم: فاهمك، فاهمك، سيب دراعى بقى
يلقى خالد به فى عنف، فيركض شادى هاربا من قبضة خالد، ينظر خالد إلى كلا من فاطمة ووردة الاتى يفتحن أفواههن من الذهول
خالد: ها يا ستى، اطمنتى دلوقتى، ولا لسه خايفة ؟

فاطمة: ها، لا خلاص مش خايفة يا أبيه
وردة فى مرح: لا خايفة إيه بقى، دا أنا متهيألى الواد ده هيخاف يعدى من الشارع كله بعد كده
خالد: طب يالا يا ست طمطم أدامى عشان نروح
فاطمة: حاضر يا أبيه هقول لوردة حاجة ووراك علطول
خالد: طب أنا هستناكى هناك، بس مطوليش
يتركهم خالد ويقف بعيدا، فتنظر وردة إلى فاطمة قائلة: إيه يا ستى أبيهك ده، مش كفاية قمر ووسيم ولا عمرو دياب، كمان حمش وقلبه ميت، متجوزهولى يا طمطم ينوبك فيا ثواب، وأهو اسيب المدرسة وأقعد أربى العيال

تضربها فاطمة فى كتفها قائلة: ما تلمى نفسك يا بت، أنت مرة تعاكسى أبيه خالد، ومرة أبيه عادل
وردة: آه صح نسيت أبيه عادل ده، لا دا ابيهك عادل ده حاجة تانية خالص، وبعدين أعمل إيه إذا كان كل أبيهاتك يهبلوا، أوعدنى يارب بأبيه من دول، طب إنتى شوفتى لما قاله فاطمة دى تخصنى، أنا لو مكانك يغمى عليا
فاطمة فى حزن: يغمى عليا ليه، هو قصده إنى فى حمايته وزى أخته، فهمانى يا وردة، زى أخته، عن إذنك بقى عشان ميوقفش كتير
تذهب فاطمة لخالد، بينما تقف وردة تنظر لأثرها فى حزن

فى شركة الصفدى:
يجلس يحيي فى مكتبه، فتدخل عليه السكرتيرة قائلة: يحيي بيه، فى واحد عايز حضرتك برة
يحيي: واحد مين ده ؟
السكرتيرة: مرضيش يقول على اسمه، بيقول يفضل يعرف نفسه لحضرتك بنفسه
يحيي: يا سلام، طب دخليه نشوف حكايته
تدخل السكرتيرة الضيف وتخرج، يرفع يحيي عينه ليرى الضيف، فيقف فى مكانه من الصدمة حين رؤيته قائلاً: مش ممكن... عاااااصم

فى المساء تجلس فاطمة فى غرفتها شادرة، تتذكر حديثها مع خالد فى اليوم السابق
خالد: من إمتى وإنتى بتخبى على أبيه خالد، بصيلى كده واتكلمى، عشان أعرف لما تكدبى
فاطمة: هقولك يا أبيه، بصراحة أنا خايفة
خالد فى قلق: خايفة من إيه يا فاطمة، فى حاجة حصلت، حد حاول يخطفك تانى؟
فاطمة: لا لا، محصلش حاجة من دى تانى
خالد: أمال فى إيه؟
فاطمة: بصراحة ... فى حد يعنى ... ولد يعنى من المدرسة اللي فى الشارع اللي بعدنا كل يوم يستنانى أدام المدرسة ويضايقنى، والنهاردة طلب منى نخرج سوا، ولما رفضت، قالى إنه هيستنانى كل يوم أدام المدرسة لحد ما أوافق أخرج معاه

ظلت فاطمة تحكى له ما حدث وهو لا يجيبها، وإنما ينظر إلى الفراغ وترتسم على وجهه ملامح الغضب، نظرت له فاطمة قائلة: أبيه حضرتك سامعنى؟
خالد فى جدية: آه سامعك يا فاطمة
فاطمة: أمال حضرتك مش بترد عليا ليه؟
خالد: اسمعينى كويس، إنتى هتروحى المدرسة بكرة عادى، ومتخافيش من أى حاجة، فهمانى؟
فاطمة: أيوا، بس هو ...
خالد: اسمعى الكلام يا فاطمة، ومن هنا ورايح لما حاجة زى دى تحصل متستنيش لما آجى أسألك، تيجى من نفسك وتحكيلى، فاهمة يا فاطمة
فاطمة: حاضر يا أبيه

تعود فاطمة إلى الواقع، ثم تظل تتذكر كلمات خالد لشادى حين حذره من الإقتراب منها، وكلمته له بأنها تخصه، شعرت فاطمة بدقات قلبها تتسارع بداخلها، ولكنها من جديد تذكرات كلمات خالد مع غادة عن كونها كأخت صغيرة له يراعاها إلّا أن يعود والدها

ونعود إلى شركة الصفدى:
يجلس يحيي مع عاصم بعد أن أستقبله يحيي بالأحضان والإشتياق الشديد، ثم روى له بعد ذلك ما حدث فى غيابه
يحيي: بس يا سيدى، دا كل اللي حصل من ساعة ما فاطمة رجعت لحد دلوقتى
عاصم: مكنتش متخيل إن غالية تعمل كده
يحيي: أختك وأنت عارفها، يعنى هى جديدة عليك
عاصم: كنت فاكر السنين غيرتها يا يحيي، وحتى لو كانت واخدة موقف منى، بنتى ذنبها إيه، دا حتى للحظ البنت طالعة شكلها، ملامحها نفس ملامح أمى الله يرحمها ؟
يحيي: ويعنى أنت مش عارف السبب ؟

عاصم: لا عارف يا يحيي، بس كنت فاكر إن أخوها أهم عندها من شوية فلوس، لكن على العموم طالما أنا رجعت فأنا مش هسيب حقى فى ورث أبويا الله يرحمه، الفلوس دى من حق بنتى، فاطمة عاصم الحديدى، اللي غالية طردتها ورمتها فى الشارع، بدل ما تحاوطها لحنانها
يحيي: على العموم ربنا ستر وعوضها بحنان مريم وابنها خالد
عاصم: طب أنا عايز أشوفها يا يحيي، ودينى ليها، هموت وأخدها فى حضنى
يحيي: هوديك ليها يا عاصم، بس قبل ما نروح، طمنى عملت إيه مع الناس إياهم؟
عاصم: لا أطمن خلاص، كلهم بقوا فى خبر كان
يحيي: إيه أتقبض عليهم ؟

عاصم: أمال أنا قدرت أنزل مصر إزاى، أنا كنت مأجل نزول مصر لحد ما أتأكد من إن كل العصابة دى أتقبض عليها، ومفيش حد فيهم برة، ومكنتش عايز أنزل مصر وفى ذرة خطر على بنتى
يحيي: عفارم عليك يا بطل
عاصم: كان لازم أعمل كده يا يحيي، يمكن دا يغفرلى عند ربنا غلطتى زمان
يحيي: ربنا غفور رحيم يا عاصم
عاصم: طب يالا بقى ودينى لفاطمة

فى إحدى المطاعم:
يجلس خالد مع غادة يتحدثان ويبدو عليهما التوتر
غادة: يعنى إيه يا خالد كلامك ده، أنت عايز تقولى إنى لسه هستنى تانى، أنا كنت مصدقت إنك أتخرجت عشان نتجوز
خالد: أيوا يا غادة، بس التخرج مش كل حاجة، لازم الأول ابنى مستقبلى، وبعدين نتجوز
غادة: أمال الفلوس اللي كنت بتحوشها طول السنين اللي فاتت من شغلك مع الدراسة، دى كانت إيه، مش كانت عشان نتجوز بعد ما تخلص علطول.

خالد: يا حبيبتى افهمينى، أنا دلوقتى لو صرفت كل الفلوس اللي حوشتها السنين اللي فاتت على جوازتنا، دا لو قضت يعنى لأنى عارف طلبات مامتك، مش هيبقى معايا أى فلوس بعد الجواز، وبعدين هنصرف منين ساعتها، لكن لو استحملتينى شوية كمان، هفتح الشركة اللي قولتلك عليها، وعندى واحد زميلى هيشاركنى، وإن شاء الله ربنا هيكرمنا ونقف على رجلنا، وساعتها أقدر أعيشك فى مستوى يليق بيكى، صدقينى يا غادة، أنا كل اللي بعمله عشان خاطرك، مش عايز أبهدلك معايا
غادة: مش مقتنعة يا خالد، وأفرض المشروع منجحش، يبقى الفلوس راحت، وجوازنا كمان راح
خالد: دا إيه التفاؤل ده، المشروع وأنا وزميلى مخططين ليه كويس أوى، هنعمل شركة مقاولات على قدنا ويبقى فى مجال دراستنا، ولقينا مكان مش غالى ومناسب للمشروع، وفى أقل وقت إن شاء الله هترجعلنا الفلوس اللي هنصرفها، كل اللي طالبه منك يا غادة توقفى جنبى وتستحملينى سنة بس، لحد ما أقف على رجلى، وبدل ما أبقى حتة موظف فى أى شركة، وبشتغل عند أى حد، أبقى صاحب شركة وبشتغل لحسابى، وإنتى كمان تبقى فخورة بيا

غادة: لا يا خالد، أنا تعبت، ومش قادرة أستنى أكتر من كده، أنا مستحملاك بقالى سنين، وكل شوية برفض عرسان عشان خاطرك وعشان حبى ليك، وكفاية ضغط مامى عليا اللي مبينتهيش، أنا هكلم بابى يشوفلك شغل معاه فى شركته، أو حتى فى أى شركة تانية، عشان نتجوز
خالد: متكلميش حد، وافتكرى إنك كده بتتخلى عنى فى حلمى، بدل ما تشاركينى فيه
غادة: الدنيا مش أحلام يا خالد، وأنا عايزة أعيش الواقع، وأدامك دلوقتى تختار يا تيجى تكلم بابى وتخطبنى منه ونتجوز، يا تنسى موضوعنا للأبد
خالد: دا أخر كلام عندك يا غادة؟
غادة: ومفيش غيره يا خالد، لأنى عمرى ما تخيلت فى لحظة إنك ممكن تبعنى لأى سبب من الاسباب، عن إذنك
وتتركه غادة وتغادر فى ضيق وحزن منه

فى منزل مريم:
تخرج فاطمة من غرفتها وهى تحرك رأسها فى إرهاق، فتنظر لها مريم فى حنان قائلة: مالك ياطمطم؟
فاطمة: مفيش يا ماما، تعبت من المذاكرة، قولت أريح شوية
مريم: ما إنتى من ساعة ما جيتى يا بنتى وإنتى بتذاكرى، ريحى شوية
فاطمة: أدعيلى يا ماما، عايزة أجيب مجموع كبير عشان أدخل كلية الهندسة، زى أبيه خالد
مريم: ربنا ينجحك يا بنتى، طب أقعدى ريحى، هدخل أعمل حاجة نشربها أنا وإنتى
فاطمة: ماشى يا ماما
تدخل مريم المطبخ، ويدق جرس الباب، تتوجه فاطمة إلى الباب لتفتحته، فتقف مصدومة فى مكانها حين رأت الطارق
فاطمة فى صدمة: بااااااابا !

17-11-2021 02:02 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [14]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية عاشق المجهول حب لا تراه الشمس
رواية عاشق المجهول الجزء الأول للكاتبة أمنية الريحاني الفصل الخامس عشر

( حب لا تراه الشمس )

فى منزل مريم:
تلتمع عيون فاطمة حين ترى عاصم أمامها، ولا تشعر بنفسها إلَّا وهى فى أحضانه تنهار باكية، لا تعلم لماذا تبكى، أتبكى من شدة إشتياقها له، أتبكى لأنها كانت فى حاجة إليه، أم تبكى لتلقى فى أحضانه كل أوجاعها وهمومها.

يملس عاصم على شعرها فى حنان قائلاً: كفاية يا حبيبتى، كفاية يا فاطمة عياط، أنا خلاص رجعت يا حبيبتى ومعاكى
فاطمة ومازالت تبكى فى حضنه قائلة: ليه سيبتنى يا بابا، ليه مخلتنيش أفضل معاك ؟
عاصم: غصب عنى يا حبيبتى، هنا بالنسبة لك آمن وأحسن
فاطمة: بس أنت كنت واحشنى أوى يا بابا، متسبنيش تانى يا بابا
يخرجها عاصم من حضنه قائلاً: خلاص بقى يا بطة، أنا رجعت ومعاكى، بطلى عياط بقى، كبرتى على الكلام ده

يقطع حديثهم صوت مريم تنادى على فاطمة
مريم: بتكلمى مين يا فاط...
ولكنها تقف مصدومة حين ترى عاصم، تقابلت أعينهم بعد كل هذه السنين، وكأن الوقت عاد للخلف سنين، وتوقف عند لحظة واحدة، أخر لحظة جمعت أعينهم سويا، لحظة رؤية عاصم لمريم فى زفافها، لحظة فراقهم، اللحظة التى ولدت بداخلهم جروحا وأوجاعا لا يقدر على مدواتها أى طبيب، وكأن الجروح قد فتحت من جديد، وكأن بركان الحب الخامد قد أعلن بدء إشتعاله فى قلوبهم بعد كل هذه السنين، أنسحبت الكلمات من على ألسنتهم، لتترك العنان للغة العيون حتى تبوح بما أخفته القلوب، فكانت لحظة لقاء أقوى من أى مشهد رومانسى يعرض على شاشة التليفزيون، فكان الصمت بينهما أقوى من أى كلام.

أما فاطمة فظلت تتابع لحظة لقاءهم، وقد شعرت بدقات قلبها تتسارع، لا تعلم هل هى متأثرة بما تراه لأول مرة من عشق حقيقى تحكيه العيون، أن تحزن لأن والدها كان قلبه ملك لإمراءة أخرى غير والدتها، أم إنها سعيدة لأنها حقا أحبت تلك السيدة، فمن ملكت قلب والدها قديما، قد أحتلت قلبها أيضا مؤخرا
ولكن عذرا، فلابد من أتقطع هذه اللحظة، فتنحنحت فاطمة قائلة: أحم أحم، دا بابا يا ماما مريم، رجع من السفر أخيرا
ينظر عاصم لفاطمة فى دهشة قائلاً: ماما!
تقترب فاطمة من مريم محيطة إياها بذراعيها قائلة: طبعا ماما، ماما مريم عوضتنى عن حنان ماما الله يرحمها، كانت حنينة وطيبة أوى معايا
ينظر عاصم لمريم قائلاً: مريم طول عمرها حنينة وطيبة، إزيك يا مريم
مريم فى تردد: إزيك أنت يا عاصم

عاصم: أنا متشكر أوى يا مريم على كل اللي عملتيه إنتى وابنك مع بنتى
مريم: متشكرنيش يا عاصم، فاطمة جت نورت حياتنا، وملت البيت فرحة وشقاوة، ويعلم ربنا أنا بعتبرها زى علا بنتى الله يرحمها ويمكن أكتر
يقطع حديثهم صوت خالد قائلاً: مساء الخير
يجيبه الجميع: مساء النور
ينظر خالد فى إستفهام لعاصم: مين حضرتك؟
مريم: دا عمك عاصم يا خالد، والد فاطمة، وخال عادل وغادة
خالد فى نفسه: والد فاطمة !
خالد: أهلا بحضرتك يا عمى
عاصم: أهلا يا ابنى، أنت بقى خالد، سمعت عنك كتير، وعن كل اللي عملته مع فاطمة، وليا قاعدة طويلة معاك
خالد: أنا معملتش حاجة، أتفضل حضرتك نقعد ونتكلم

فى فيلا الصفدى:
تجلس غادة فى غرفتها حزينة بسبب شجارها مع خالد، فتدخل عليها غالية متساءلة: غادة بقولك، متعرفيش الواد عادل أخوكى هيرجع إمتى من السفر
غادة: هو قال هيقعد أسبوعين يا مامى
غالية: أنا مش عارفة شرم إيه اللي قرر يسافرها مع الصيع صحابه دول
غادة: بيقول عايز يغير جو بعد ما خلص كلية
غالية: قال يعنى فالح أوى، ما علينا
وقبل أن تخرج غالية تلاحظ حزن غادة فتعود إليها مجدداً
غالية: مالك يا غادة، شكلك حزينة ليه يا حبيبتى؟

تنظر لها غادة فى حيرة وحزن، لا تعلم أتخبرها بما يدور بينها وبين خالد، أم تخفى الأمر حتى لا يعتبرها خالد تفشي ما بينهم مرة اخرى، وربما لا يسامحها هذه المرة
غالية: إيه يا حبيبتى، مبترديش ليه؟
غادة فى تردد: مفيش يا مامى، مفيش
غالية: زعلانة مع خالد ؟
غادة: خالد ؟! لا خالد ملوش دعوة بزعلى

تقترب منها غالية فى حنان مصطنع قائلة: هتخبى على مامى، قوليلى إيه اللي مزعلك، وأوعدك يا ستى مش هقول لأى حد، وخالد نفسه مش هيعرف إنك قولتيلى حاجة
غادة: بجد يا مامى؟
حنان: طبعا يا حبيبتى
غادة: وأنا هحكيلك يا مامى

فى منزل مريم:
تقف مريم فى المطبخ تعد فنجانا من القهوة لعاصم، فيدخل عليها خالد قائلاً: أنا عايز أعرف هو جه عشان يشوفها ولا ناوى ياخدها
مريم: معرفش يا خالد، بس حتى لو قال هياخدها، منقدرش نقوله حاجة
خالد: إزاى يا ماما، إنتى عايزة فاطمة تمشى وتسيبنا، مينفعش يا ماما، مينفعش فاطمة تبعد عننا، مين هيذاكرها، مين هياخد باله منها
مريم: يعنى يا ابنى هنمنعه، دى بنته يا خالد
خالد: أيوا بنته، بس إحنا ممكن نكلم خالى يحيي يخليه يسيبها معانا، ويبقى يجى يزورها، إيه رأيك يا ماما؟
مريم: معرفش يا ابنى، خلينا نشوف هو هيقول إيه، وبعدين ربنا يحلها من عنده

فى غرفة فاطمة:
تضع فاطمة ملابسها وكتبها فى شنطة السفر، فوجدت الفستان الذى أشتراه خالد لها فى يوم عيد ميلاده، ظلت تتأمله وتساقطت دموعها رغما عنها، فهى لا تتخيل أن تفارق هذا البيت الذى أحست فيه بالأمان والحب، لا تتخيل أن تفارق الإنسان الذى أصبح أمانها مرتبط بوجوده معاها، فهى رغم وجود والدها الآن مازالت تشعر بأن أمانها بوجودها بجانب خالد، يدق الباب ويستأذن عاصم فى الدخول.

تمسح فاطمة دموعها قائلة: بابا أتفضل
عاصم: بتعملى إيه يا فاطمة؟
فاطمة: بحضر شنطتى يا بابا، مش حضرتك جاى عشان تاخدنى معاك
عاصم: طب أقعدى يا فاطمة، عايز أتكلم معاكى
تستجيب فاطمة لطلبه، وتجلس بجانبه على السرير

عاصم: اسمعى يا فاطمة، أنا لما عرفت من عمك يحيي إنه جابك هنا، كنت مطمن عليكى، لأنى كنت عارف إن مريم هتكون أحن عليكى من أى حد، وأطمنت أكتر لما عرفت إن ابنها بياخد باله منك وبيعاملك زى أخته، وعرفت إن سايب فى ضهرى راجل يحميكى، حتى من غير ما أشوفه، لأن واثق كويس فى تربية مريم
فاطمة: أه يا بابا، ماما مريم وأبيه خالد كانوا حنينين معايا أوى، متتصورش بيحبونى إزاى، وأنا كمان بحبهم أوى
عاصم: بس أنا دلوقتى رجعت يا فاطمة، والطبيعى إنك تيجى تعيشى معايا، ولا إيه؟
تنظر فاطمة فى حزن قائلة: اللي تشوفه يا بابا
عاصم: إنتى مش عايزة تمشى من هنا يا فاطمة ؟

توميء فاطمة رأسها بالرفض فى خجل
عاصم: طب ممكن هما يا بنتى كانوا مضايقين من وجودك، أو شايفين إنك مينفعش تقعدى هنا طالما أنا رجعت
فاطمة: هما مضايقين منى يا بابا؟
عاصم: أنا بقول ممكن
فاطمة: يبقى خلاص يا بابا، همشى مع حضرتك
عاصم: طب قومى يالا حضرى الشنطة، على ما أتكلم مع خالد ومريم شوية

فى شرم الشيخ:
يجلس عادل شاردا على شاطيء البحر، ويحدث نفسه
هو: وبعدين يا عادل، هتعمل إيه، هتسيب فاطمة كده بعد كل اللي قريته فى عينيها
نفسه: هى يعنى ممكن يكون متعلقة بيه زى اخوها مش أكتر
هو: أنت هتضحك على نفسك، إحساسها كان باين أوى فى عينيها
نفسه: أنت مكبر الموضوع ليه، دى عيلة ومراهقة، يعنى مشاعرها مشاعر مؤقتة مش أكتر، وهتروح مع الوقت
هو: ولما هى مجرد مراهقة، شاغل بنفسك بيها ليه، ليه خايف عليها تنجرح
نفسه: عشان زى ما حسيت بيها وقريت الحب فى عينيها، عارف خالد كمان، وبفهمه أكتر من نفسه، وعارف إن حبها مش هيجيبلها غير وجع القلب والجرح

هو: وأنت بقى شجيع السيما اللي هتعرف تفوقها، ما أنت لسه بنفسك قايل إنها مشاعر مراهقة
نفسه: مش عارف، كل اللي عارفه إنى خايف عليها من اللي جاى

فى منزل مريم:
يجلس عاصم مع خالد قائلاً: أنا متشكر يا ابنى على الفترة اللي أستضفتوا فاطمة فيها، ومتشكر كمان على حمايتك ليها، فاطمة كمان مش هتنسى الأيام اللي قضتها معاكم
خالد: مش هتنسى ؟! هى فاطمة رايحة فين؟
ينظر له عاصم بتفحص قائلاً: رايحة معايا يا خالد، خلاص أنا رجعت والطبيعى إنها تبقى معايا، وكفاية الفترة اللي تعبتكم فيها.

خالد فى ضيق يلاحظه عاصم: ايوا يا عمى، بس إحنا مقولناش إننا مضايقين من فاطمة، وعمرنا ما أعتبرنا إنها ضيفة، هى كانت دايما واحدة مننا
تدخل فاطمة ومعها حقيبتها وبجوارها مريم تودعها باكية، ينظر خالد للحقيبة فى حزن وصدمة، وكأنه لا يصدق أنها سوف تغادر وتتركهم
فاطمة: مع السلامة يا أبيه
خالد: إنتى ماشية يا فاطمة، زهقتى مننا، مبقتيش عايزة تقعدى مع أبيه خالد، وماما مريم
فاطمة: لا يا أبيه متقولش كده، حضرتك عارف أنا بحبكم إزاى

ينظر لها خالد بعيون دامعة تراها لأول مرة، ويلاحظها عاصم، تحتضن مريم فاطمة قائلة: هتوحشينى يا بنت قلبى، فراقك صعب عليا أوى يا بنتى
فاطمة وهى تبكى قائلة: وإنتى كمان يا ماما، هتوحشينى أوى، وهيوحشنى كلمة ماما
تخرج فاطمة مع عاصم، وقبل أن تصل إلى الباب يوقفها عاصم قائلاً: استنى يا فاطمة.

ينظر الجميع إلى عاصم، فينظر عاصم لخالد ومريم قائلاً: خالد يا ابنى، أنا لما جيت كنت خايف تكونوا مضايقين من وجود فاطمة معاكم، بس بعد الحب اللي شفتوا منكم لبنتى، مش هبقى مطمن عليها لو بعدت عنكم، أنا داخل على حرب كبيرة أوى مع غالية ومش بس غالية، يوسف عمران خال فاطمة، ومش عارف نتيجة الحرب دى إيه، ووجود فاطمة معايا مش هيبقى فى صالحها، عشان كده أنا بطلب منكم تخلوا فاطمة معاكم، ممكن ؟

خالد فى فرحة تحتل ملامح وجهه: ممكن إيه بس، دا أنا اللي بترجاك تخليها معانا، دى طمطم بقت نور البيت ده، وحضرتك كنت هتاخد النور وتسيبنا فى الضلمة
فاطمة فى سعادة: بجد يا بابا، هتخلينى مع ماما مريم، وأبيه خالد
عاصم: طبعا يا حبيبتى، أنا ميهمنيش غير سعادتك، وإن أبقى مطمن عليكى
تحتضن فاطمة عاصم فى سعادة، ثم تحتضن مريم قائلة: خلاص يا ماما مش هسيبكم
مريم: الحمد لله يا بنتى، مكنتش متخيلة البيت هيبقى إزاى من غيرك
تنظر فاطمة لخالد فى حب قائلة: خلاص يا أبيه مش همشى
خالد: مينفعش تمشى يا فاطمة، إنتى ربنا بعتك هنا، عشان نصيبك يبقى هنا ... معانا

بينما ينظر عاصم لمريم فى حب قائلاً: مريم ... أنا ...
مريم: متخفش على بنتك يا عاصم، بنتك هتبقى فى قلبى قبل عينى
عاصم: أنا واثق من ده يا مريم، وكنت بستأذنكم أجى أشوفها
خالد: طبعا، حضرتك تقدر تيجى تشوفها فى أى وقت

فى فيلا الصفدى:
تقصّ غادة على غالية ما حدث بينها وبين خالد، فتنظر غالية إلى الفراغ فى شر، ثم تعاود النظر لغادة فى حنان مصطنع قائلة: بس كده، هو ده اللي مزعلك؟
غادة: أيوا يا مامى، أنا حاسة إن خالد مبقاش عايزنى
غالية: إنتى اللي عبيطة، خالد زيه زى أى راجل، ضمنك فى جيبه، وطالما ضمنك يستعجل ليه على الجواز، لكن اللي ينحرروا ويخليه يجيلك زاحف ويتحايل عليكى كمان عشان تتجوزيه، إنه يحس إنك هتضيعى منه
غادة: طب ما أنا هددته هنهى علاقتنا لو فضل مصّر على اللي فى دماغه
غالية: أديكى قولتى، هددتيه، يعنى مجرد كلام
غادة: أمال حضرتك عايزانى أعمل إيه؟

غالية: تتخطبى لواحد غيره
غادة: إيه، حضرتك بتقولى إيه، أتخطب لحد غير خالد
غالية: اسمعى كلامى، مجرد خطوبة، وفى ايدينا نفسخها فى أى وقت، وهو لما يشوف إنك ممكن تضيعى من إيده وتروحى لغيره، هيتجنن، ويجيلك يترجاكى تتجوزيه

تنظر لها غادة فى حيرة وخوف، لتكمل حديثها قائلة: اسمع كلامى وإنتى تكسبى
تنظر غادة إلى الفراغ وتفكر فى حديث والدتها.

17-11-2021 02:11 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [15]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية عاشق المجهول حب لا تراه الشمس
رواية عاشق المجهول الجزء الأول للكاتبة أمنية الريحاني الفصل السادس عشر

( حب لا تراه الشمس )

فى اليوم التالى من زيارة عاصم، فى منزل مريم:
يقف خالد فى الشرفة شارداً، تدخل عليه فاطمة وهى تحمل كوبا من الشاى فى يدها
خالد: تعالى يا فاطمة

فاطمة: أنا عملتلك شاى بإيدى يا أبيه
خالد: دا إيه الرضا ده يا ست طمطم، شوفتى بقى كنتى عايزة تحرمينى من كوباية الحلوة دى من إيدك
فاطمة: أبيه ممكن أسألك سؤال؟
خالد: آه طبعا يا طمطم
فاطمة: هو أنتوا مضايقين من وجودى معاكم
ينظر لها خالد فى إستنكار قائلاً: ليه يا فاطمة بتقولى كده، إحنا عمرنا حسسناكى بكده؟
فاطمة: بصراحة لا، بس بابا قالى إنكم ممكن تبقوا مضايقين منى، وإنه طالما رجع لازم أروح أقعد معاه
خالد: الكلام ده مش صح يا فاطمة، إنتى وجودك بقى مهم أوى فى حياتنا، أنا شخصيا مش متخيل البيت دا كله من غيرك

تلتمع عين فاطمة بالسعادة قائلة: بجد يا أبيه ؟
خالد: طبعا يا طمطم
ينظر خالد إلي الفراغ، وتتحول ملامح وجهه إلى الضيق، تنظر له فاطمة متساءلة: فى حاجة مضيقاك يا أبيه
ينظر لها خالد دون أن يجيبها، لتكمل حديثها قائلة: أنا آسفة يا أبيه لو ضايقت...
خالد: هششش، بس يا فاطمة، أنا عمرى ما أضايق منك، وبطلى تتعاملى على إنك غريبة
فاطمة: أنا مش عايزة أكون بدخل فى اللي مليش فيه
ينظر خالد إلى الفراغ، ويكمل حديثه قائلاً: تعرفى يا فاطمة بالرغم من إنك صغيرة فى السن، إلَّا إنى بحس كتير إنك الوحيدة اللي بتفهمنى، والوحيدة اللي بحب أتكلم معاها لما أكون مضايق
تبتسم له فاطمة بحب، فيكمل حديثه قائلاً: يمكن لأنك فعلا بقيتى أختى الصغيرة، وبقيت بحس إنك قريبة منى
يتجهم وجه فاطمة عند سماعها أنه يعتبرها كأخته ليس أكثر، ولكنها تبث فى نفسها الراحة بأنها الأقرب له على أى حال
فاطمة: طب ينفع تقولى إيه اللي مضايقك؟

خالد: عارفة لما الأختيار أدامك صعب، يا إما تفضلى مع الإنسان اللي بتحبيه، يا إما تختارى مستقبلك والحاجة اللي هتغير حياتك، لو إنتى مكانى يا فاطمة هتعملى إيه؟
فاطمة: لو أنا مكانك يا أبيه، وخيرونى بين إنى أفضل جنب اللي بحبه، وبين أى حاجة فى الدنيا، حتى لو موتى، هختار إنى أفضل جنب حبيبى حتى لو فاضل فى عمرى يوم واحد بس، هختار إنى أقضيه جنبه
ينظر لها خالد فى دهشة وإعجاب قائلاً: ياه للدرجة دى يا فاطمة؟
فاطمة: فى ناس وجودهم جنبنا يعنى الحياة، ولو أختارنا أى حاجة تانية غير وجودنا جنبهم، برضه نخسر حياتنا
خالد: عندك حق يا طمطم، مش بقولك رغم إنك صغيرة، لكن محدش بيريحنى فى الكلام زيك
فاطمة: وأنا دايما موجودة جنب حضرتك فى أى وقت تحب تتكلم معايا
ينظر لها خالد ويبتسم لها، ثم يعيد النظر إلى الفراغ يفكر فى حديثها

فى إحدى الفنادق:
يستقبل عاصم يحيي فى صالة الفندق ويجلسا سويا
يحيي: عايز أعرف إيه اللي عجبك فى قاعدة الفندق دى؟
عاصم: أهو حل مؤقت على ما أجيب شقة اقعد فيها
يحيي: و على إيه يا ابنى ما فيلتى مفتوحة، ولو مش عايز بيت والدك هو كمان موجود، ومن حقك تقعد فيه
عاصم: أنا مش مستعد حاليا لأى مواجهة بينى وبين غالية، لازم أجهز نفسي، وبعد كده أقابلها، ولو رحت عندك أو فى فيلا أبويا، يبقى بعجل بالمواجهة ما بينا
يحيي: زى ما تحب يا عاصم، عملت إيه مع فاطمة إمبارح؟
عاصم: ولا حاجة، سيبتها عند مريم، بينى وبينك يا يحيي أنا كنت رايح وفى نيتى أسيبها عند مريم، لأنى محتاج حد يرعاها وياخد باله منها، خصوصا وأنا داخل على مشاكل كتير الفترة اللي جاية مع غالية وغيرها، بس كنت محرج أطلب منهم الطلب ده، لكن لما لقيت تعلقهم بفاطمة، وشفت حزنهم على فراقها وهى ماشية، أتشجعت وطلبت منهم تفضل عندهم

يحيي: خير ما عملت يا عاصم
عاصم: متتصورش أنا أرتحت قد إيه لما شوفت تعلقهم بيها، وخصوصا خالد، راجل جدع بصحيح، يا بخت اللي هيجوزه بنته
يبتسم له يحيي قائلاً: شكرا
ينظر له عاصم فى إستفهام، ليجيبه قائلاً: أصله يبقى خطيب غادة بنتى
عاصم فى صدمة: خطيب بنتك !
يحيي: إيه مالك أستغربت ليه؟
يحاول عاصم أن يبدو طبيعيا، فيكمل حديثه قائلاً: لا مستغربتش ولا حاجة، أنا بس بقالى سنين مشوفتش عيالكم، ومتخيلتش إنهم كبروا وبقوا على وش جواز
يحيي: يييييه دا كبروا من زمان يا عاصم، أنت بس اللي مش معترف بسنك وإنك عجزت
عاصم: نفسى أشوفهم هما كمان

يحيي: هتشوفهم يا عاصم، غادة بقت عروسة زى القمر، أما عادل ده بقى االمض بتاعنا، طالعلك فى حاجات كتير، فاكر لما كنت بتمشى وأنت صغير تعاكس البنات، دا أنت كنت ملفف أختى مريم حوالين نفسها
يضحك عاصم على حديثه قائلاً: أيوا صح، فاكر لما قفشتنى مع بنت الجيران وهى بتسألنى على حاجة فى المنهج
يحيي: ساعتها جتلها الجنونة وراحت جبتها من شعرها، وحشنا البت عنها بالعافية
يكمل عاصم حديثه بعد أن يتنهد بحرارة قائلاً: كانت أحلى أيام، ياريتها كانت دامت يا يحيي، كنا صحيح عيال صغيرة، بس مشاعرنا كانت صادقة وحقيقية
يحيي: مين كان يقول إنك تتجوز واحدة غير مريم بعد كل الحب اللي كان بينكم، وتلف الأيام، ومريم برضه اللي تربى بنتك
عاصم: آآآآه ه ه يا يحيي، دنيا دوارة، يا ترى بكرة مخبى لنا إيه.

بعد مرور عدة أيام:
يتحدث خالد فى الهاتف مع صديقه حسام قائلاً: خلاص يا حسام، قولتلك مش هينفع فى الوقت الحالى
حسام: ليه بس يا خالد، دا أنت كنت متحمس أوى للموضوع، إيه اللي غير رأيك ؟
خالد: حسبت حسبتى لقيت الفلوس اللي معايا مش هتكفى

حسام: طب ما إحنا حسبناها قبل كده، وقولنا هنبدأ على قدنا فى الأول، وفرصة المكان موجود وعلى قد فلوسنا، إيه اللي حصل؟
خالد: حصلت ظروف غيرت كل حاجة يا حسام، معلش أنا عارف إنى أتخليت عنك بس غصب عنى
حسام: ولا يهمك يا خالد، إن شاء الله خير، ولو أى وقت غيرت رأيك قولى
خالد: إن شاء الله
يغلق خالد مع حسام الهاتف، وينظر خالد إلى الفراغ مبتسماً، يمسك هاتفه ويرن على غادة، ولكنها لا تجيب
خالد فى نفسه: أكيد طبعا زعلانة منى، لازم أصالحها
فى فيلا الصفدى:

تجلس غادة فى غرفتها، وتنظر إلى خالد الذى يرن عليها دون أن تجيب
غادة فى نفسها: سامحينى يا غادة، بس لازم أعمل بنصيحة مامى، لازم تحس إنى هضيع منك، عشان تاخد خطوة ونتجوز
يدخل عليها يحيي ويبدو عليه الغضب قائلاً: أنا عايز أعرف الشخص اللي تحت ده جاى يعمل إيه ؟
تدخل وراءه غالية قائلة: فى إيه يا يحيي، حد يسيب الناس كده ويمشى
يحيي: ناس مين، دا جاى يطلب إيد بنتك، هو مش عارف إنها مخطوبة لأبن عمتها
غالية: مخطوبة، ودا إمتى إن شاء الله، اللي ما شوفناله دبلة لبسها ولا حتى قرى فاتحة
يحيي: ما إنتى عارفة إنه كان مستنى يتخرج.

غالية: وأهو أتخرج، وأدى وش الضيف، مش يمكن غير رأيه، ولا يمكن غادة نفسها غيرت رأيها، هو وليد عيبه إيه يعنى
يحيي: عيبه إنه مش لبنتك، مش بتحبه، مش عايزاه
غالية: وأنت كنت سألتها، ما تسألها قبل ما تتكلم على لسانها
تنظر غالية لغادة التى تنظر لهم دون أن تنطق بأى كلمة، قائلة: ما تردى عليه يا غادة، إنتى ساكتة ليه؟
يحيي: ترد تقول إيه، ما رأيها معروف، أكيد مش موافقة
تقاطعه صوت غادة قائلة: بس أنا موافقة يا بابى
ينظر لها يحيي فى صدمة: إيه موافقة؟!
غادة فى تردد: أيوا يا بابى، أنا موافقة، يعنى وليد شاب كويس وبيحبنى، وأنا مش شايفة فيه عيب عشان أرفضه

يحيي: طب وخالد يا غادة؟
غادة: خالد مش عايزنى يا بابى، لو كان عايزنى كان خد خطوة رسمى من زمان، مش يفضل يطلع حجج وأعذار
يحيي: ومن إمتى خالد بتاع حجج وأعذار يا غادة، دا إنتى أكتر واحدة عارفة هو بيعمل إيه عشان يجوزك
غالية: خلاص بقى يا يحيي، أنت هتفضل تبررله كتير، ولا هو عشان ابن أختك، أنا شايفة إن وليد مناسب لغادة، وهى موافقة عليه، وأنت سمعتها منها بنفسك، يبقى ملوش لزمة الرغى الكتير
ينظر يحيي لغادة قائلاً: دا أخر كلام عندك يا غادة؟
غادة: أيوا يا بابى
تنظر له غالية نظرة إنتصار، فيخرج وقد تملكه اليأس لمقابلة وليد

فى أحد محلات الورد:
يقف خالد داخل المحل لينتقى باقة زهور، بعد أن ينتهى البائع من تجميع باقة الورد، ينطر لخالد متساءلاً: تحب حضرتك أكتب إيه على الكارت
خالد: أكتب " إلى أحلى وردة فى حياتى، إلى الإنسانة التى لا أستطيع أن أعيش بدونها، ولذلك فقد أخترتك ولا أقبل بإختيار أخر غيرك، حتى لو كان حياتى، بحبك يا غادة، خالد"
ينظر خالد إلى باقة الورد برضا ويحملها إلى الخارج متجها بها إلى فيلا خاله

فى فيلا الصفدى:
يجلس كلا من يحيي وغالية وغادة أمام وليد ووالده، ويبدو على يحيي عدم الرضا
وليد: خلاص يا عمى، يبقى نخلى الفرح بعد أسبوعين
يحيي: اسبوعين إيه يا ابنى، هو فى حد بيتجوز بسرعة كده، هو سلق بيض
شكرى الحسينى: وفيها إيه يا يحيي بيه، الفيلا وجاهزة على السكن، وابنى وهو كمان جاهز، إيه بقى المشكلة؟
يحيي: المشكلة إن الأمور متجيش كده، لازم نعمل خطوبة الأول، وبعدها بكام شهر يبقوا يتجوزوا.

ينظر وليد لغالية نظرة رجاء، لتوميء له قائلة: أنا كمان شايفة إن كل حاجة ممكن تجهز بسرعة، بس برضه أسبوعين مش كتير، خلوها بعد شهرين، نكون جهزنا نفسنا، جوازة بنتى غادة لازم تبقى على أعلى مستوى، ولا إيه يا غادة
تنظر لها غادة بنظرة مليئة بالخوف والقلق
وليد: طب ممكن نقرى الفاتحة دلوقتى؟
يحيي: بس عادل أخوها مش موجود
غالية: وإيه يعنى يا يحيي، ويعنى عادل هيكره الخير لأخته، وهو على العموم راجع بكرة إن شاء الله
وليد: ها يا عمى قولت إيه؟

ينظر يحيي بإمتعاض للجميع قائلاً: أمرى لله
يقرأ الجميع الفاتحة، منهم من يقرأها فى سعادة وهم غالية وشكرى ووليد، ومنهم من يقرأها فى ضيق وهم غادة ويحيي، بعد قراءة الفاتحة، يقف وليد قائلاً: بعد إذنك يا عمى، أنا كنت جايب هدية صغيرة كده لغادة بمناسبة خطوبتنا، دى طبعا غير الشبكة خالص، وحابب ألبسهالها بنفسى، ممكن ؟
وقبل أن يجيب يحيي قاطعته غالية قائلة: أيوا طبعا يا حبيبى، حد يقدر يقولك لا، دى بقت خطيبتك

ينظر لها وليد فى إمتنان، ويقترب من غادة ممسكاً يدها ليلبسها خاتم من الألماظ، فى نفس الوقت يدخل خالد الفيلا ليشاهد منظر غادة ووليد يمسك يدها ويلبسها الخاتم وبعدها يقبل يدها، يشعر خالد وكأن الدنيا تدور من حوله، وكأن نيران أشتعلت بداخل صدره، بينما نظرت له غالية نظرة إنتصار، أنتبه يحيي لخالد فنظر له فى قلق قائلاً: خالد، أنت هنا يا ابنى ؟
خالد فى ضيق: هو إيه اللي بيحصل هنا بالظبط؟
غالية: مش تبارك لغادة، أتخطبت النهاردة لوليد
خالد: أتخطبت؟!

ينظر خالد ليحيي، ليبادله نظرة حزن، بينما ينظر لغادة لتبادله نظرة كلها ندم، فقد شعرت بمدى خطأها حين وافقت أن تشارك والدتها بهذه اللعبة، حين وجدت خالد أمامها، فكانت نظرته لها نظرات قاتلة
غالية: إيه يا خالد، مش هتقولها مبروك ولا إيه
نظر خالد لغادة قائلاً فى سخرية: مبروك يا بنت خالى
تقترب منه غالية وهى تأخد منه باقة الورد قائلة: إيه ده يا خالد، دا أنت قلبك حاسس إن عندنا فرح، جايب الورد بنفسك، عقبالك
ينظر خالد لنظرة الشماتة والإنتصار التى تملأ عينيها، قائلاً: متشكر يا مرات خالى، عن إذنك
يخرج خالد وكل خطوة يخطوها ضربة تضرب فى قلبه، بينما نظرت غادة لغالية نظرة عتبا وخرجت تركض خلفه، بعد خروجها نظر وليد لغالية نظرة إمتنان لتبادلة بإبتسامة.

وفى الخارج:
يسير خالد فى خطوات حزينة فتركض غادة خلفه منادية بإسمه، ولكنه يكمل طريقه دون أن يجيبها، حتى وصلت إليه وأمسكت ذراع لكى توقفه قائلة: خالد، أنا بنادى عليك، أنت مش سامعنى؟
تحدث خالد دون أن ينظر إليه قائلاً: لا، مبقتش أسمعك يا غادة خلاص، الأول كنت بسمعك بقلبى مش بودنى، دلوقتى، لا بقت ودنى عايزة تسمعك، ولا بقى ليكى مكان فى قلبى

غادة وبدأت دموعها تنهال على وجهها قائلة: خالد، صدقنى دى كلها كانت لعبة، كنت عايزاك تحس إن ممكن أضيع منك، كنت عايزة أحسسك بوجودى فى حياتك عشان تسرع وتاخد خطوة رسمى، كانت لعبة مش أكتر
خالد: يااااااه لعبة، مشاعرى بالنسبة ليكى لعبة، حب السنين اللي كنت بحافظ عليه بكل ما فيا كان لعبة، إنتى عارفة يعنى إيه كنت بحبك بكل مشاعرى، يعنى كنتى هدفى فى الحياة، يعنى كنت بذاكر وأنا شايفك أدامى، بنجح عشان كل خطوة بنجح فيها بتقربنى منك، يعنى كنت بخرج من الجامعة للشغل للمذاكرة مبرتحش، مكنش بيهمنى تعبى، كل لحظة كنت بشتاق فيها للنوم كنت بشوفك ادامى بتشجعينى عشان أقوم وأكمل، أنا كان عندى إستعداد أضحى بكل أحلامى وأرميها تحت رجلك، عشان بس تكون معايا، وفى الأخر تقوليلى لعبة، هى فعلا كانت لعبة وأنا الوحيد اللي طلعت منها خسران
غادة: خالد، أرجوك افهمنى، صدقنى أنا بحب...

يقاطعها خالد قائلاً: هشششششش، بس كفاية، اللي يحب ميجرحش حبيبه، حتى لو بلعبة زى ما بتقولى، وإنتى النهاردة جرحتينى يا غادة، لا إنتى مش جرحتينى إنتى قتلتينى، قتلتى حب عشت سنين أبنيه، غادة إنتى من النهاردة برة حياتى، وربنا يهنيكى مع اللي أخترتيه عشان تكملى حياتك معاه، عن إذنك
غادة: خالد، يا خالد
ولكنه لم يجبها وتركها بعد أن غطت دموع الجزن والندم وجهها، لتجد من يربت على كتفها، ألتفتت له غادة لتجده وليد، تنظر له غادة فى صدمة قائلة: وليد !
وليد: أيوا وليد يا غادة، وليد اللي كنتى ناوية تتخطبيلوا يومين عشان تربى حبيبك، ومعملتيش أى حساب لمشاعره
غادة: وليد أنا ...

وليد: متقوليش حاجة، غادة أنا بحبك، وبحبك أوى كمان، وكل أملى إنك تبقى مراتى، أنا عارف إنك عمرك ما حبتينى، وإنك بتحبى خالد، بس كل اللي أقدر أوعدك بيه إنى حبى ومعاملتى ليكى يخلوكى تحبينى، وإنى أعمل كل ما وسعى عشان أخليكى سعيدة، كل ده لو وافقتى تخلى لعبتك بجد، وتوافقى إننا نتجوز بجد
تنظر غادة لأثر خالد التى تعلم أنه لن يغفر لها جرحها له مهما فعلت، ثم أعادت النظر لوليد وهى تفكر فى حديثه وحبه لها .
فى منزل مريم: تجلس مريم ومعها فاطمة يتحدثان، يدخل خالد فى خطوات بطيئة ويبدو على وجهه الشحوب، فيفزع الأثنان من شكله ويركضا نحوه فى قلق

فاطمة: مالك يا ابيه؟
مريم:إيه يا ابنى، شكلك عامل ليه كده ؟
لم يجبهم خالد، وظل ينظر لهم بعيون دامعة، وفجأة سقط بين أيديهم فاقداً الوعى فى صراخ منهم
فاطمة: خاااااااالد !




الكلمات الدلالية
رواية ، عاشق ، المجهول ، تراه ، الشمس ،


 





# فنون # مشاهير # صحة # منوعات # الأطفال # English # تفسير الأحلام ثقافة # قصص # سيارات Cars # صور # تقنيات # الاجهزة الالكترونية # المطبخ # كلام فى الحب # أبراج # رياضة # ازياء # حكم وأقوال تطوير الذات# خلفيات # صور بنات # مشاهير # ديكور # صباح الخير # مكتوب برقيات شهر رمضان # جمعة مباركة # حب رومانسية # عيد # ادعية # خلفيات كرتون # منوعات # موضة # الأم # أطفال # حيوانات # صور ورد # اكلات # New Year # مساء الخير # اللهم صلي علي النبي # القران الكريم # صور نكت # عيد ميلاد # اعلام # سيارات # تهنئة الخطوبة # حروف واسماء # الغاز # صور حزينة # فساتين # هدايا # خلفيات النادي الاهلي # تسريحات شعر # الاصدقاء # بوستات نجحت # خلفيات نادي الزمالك # حب رومانسية # تهنئه # ازياء # صور بنات # صوره وكلمه خلفيات # كرتون # بروفايل رمزيات # دينية # سيارات # مضحكة # أعلام # مسابقات # حيوانات # ديكور # أطفال # أكلات # حزينة صور شباب أولاد ر# صور # الطب و الصحة # مقالات عامه # CV المشاهير # وصفات الطبخ # العناية بالبشرة غرائب وعجائب # قصص روايات مواعظ # صور حيوانات # وصفات الحلويات # الرجيم والرشاقة # نكت مضحكة # صور خلفيات # العناية بالشعر # شروحات و تقنيات # videos # Apps & Games Free # موضة أناقة أزياء # سيارات # ديكور # رعاية الأطفال # نصائح المطبخ # موبايل جوال # الفوركس # التعليم والمدارس # الحمل و الولادة # اخبار الرياضه # وظائف # صحة المرأة # حوادث # صور بنات # صور اطفال # مكياج و تجميل # عناوين بنوك شركات محلات مطاعم # العاب الغاز # عيد # كلمات الاغانى # اشغال فنيه واعمال يدويه # مصر # أشعار خواطر # للنساء فقط # للرجال فقط # صور شباب # علاج النحافه # رسائل SMS # أكلات نباتية - Vegetarian food # برامج الكمبيوتر # المراهقة # جمعة مباركة # blogger # رعب # لعنة العشق # حب # اسلامية # قاسي ولكن أحبني # أحفاد أشرار الحرب لأجلك سلام # أسمى معاني الغرام # حقيقية # لقد كنت لعبة في يده # ملهمة # أباطرة العشق # عربية # حب خاطئ # لست مميزاً # من الجاني # مشاهير # راقصة الحانة # اغتصاب طفلة # عاشقان يجمعهم القدر # الطريق الصعب # خيال علمي # أشواك الحب # تاريخ # سجينة ثوب الرجال # لروحك عطر لا ينسى # أطفال # عشق وانتقام # لازلت أتنفسك # لقاؤنا صدفة # للحب معان أخرى # خاتم سليمان # ممن أنتقم # نجاح # أبواب وهمية # حلمى فى صفيحة قمامة # فيلم # مجنون بحبك # بين شباكها # حزينه # رحلات جوليفر # عذاب قسوته # عندما ينادي الشيطان # لعنة حبك # مريم وامير # هدوء في قلب العاصفة # الحاسة السادسة # المشعوذة الصغيرة # عباقرة # لوعة العشق # حروب # قدر بالإجبار # بنات مضحكه# فوركس Forex# صحتك # الصور والخلفيات # الطبخ والحلويات # منوعات # اخبار الفن # القصص و الروايات الألعاب الرياضية # الحياة الزوجية # أزياء وملابس # الأم و الطفل # دراسات لغات # افكار منزلية # انترنت تكنولوجيا # صفات الابراج # حيوانات ونباتات # تفسير الاحلام # معانى الاسماء # خواطر و اشعار # الكون والفضاء اجمل نكته# Mix # Forex # youtube # foods # Kids # Health education # stories # News # kitchen # woman # Famous # Sport # Animals

-------

الساعة الآن 05:09 صباحا