اوصد سليم عيناه و تشنجت أعصابه بغضب و قال: مين؟! -فريد الشامي لا يستوعب عقله ما قاله الان و قال بصدمة: فريد الشامي هو اللي اغتصب امي تنهد حسين باستياء: ايوه جي اليوم اللي تعرف في الحقيقة قام سليم و خبط المكتب بيداه و قال بصوت مرتفع: جاي تقولي بعد ما مات انتفض حسين و قال: سليم اهدي و انا هفهمك كل حاجه اعتصر قبضته بقوة و قال: انا دلوقتي هستفاد ايه؟ -انا اللي قتلت فريد الشامي.
جلس سليم و قال: جاي تقولي دلوقتي ليه؟ -عايز بنته، انت تقدر تعمل فيها اللي انت عايزه المهم تفضل عايشه لحد ما اسألها على الورق بتاع ابوها صمت قليلا و تذكر بأن ابنته هي سيلا، ما ذلك بحق الجحيم لما انقلبت الموازين بهذا الشكل، لم يستطيع أن يكمل حديثه و غادر مسرعا، ركب سيارته و ضرب المقود بعنف انطلق بسرعة كبيرة، و كان يضغط على البنزين بقوة.
كان يسألهم بتعجب عن ذهابهم فجأة بدون مبرر، لماذا والدته لم تستطيع التحدث حتى فهي فقدت النطق، سافروا و تركوا خلفهم و عندما اخبره جده بالحقيقة لم يفعل شي سوى أنه عبئ قلبه بالكراهية الوحشية، أخبره بأن والدته تم اغتصابها و تسجيل مقطع فيديو لها، أراد أن يعرف ذلك الرجل لكي يهشم راسه إلى قطع، أراد لو وجده أمامه ليفرغ به طلقات مسدسه، أوقف السيارة و أخذ انفاسه بصعوبة بالغة.
نزل منها و دخل إلى إحدى الملاهي الليلة، جلس على الطاولة و تناول الشراب فهو ترك هذه العادة من فترة و لكن الآن يريد أن ينسى ما حدث، تناول الكثير إلى أن ثمل للغاية.
تقلبت سيلا في فراشها و لكنها لم تسطيع النوم فقد حاولت لفترة لم تعلم مدتها، نظرت إلى الساعه و كانت الثانية صباحا، خرجت من الغرفة و مرت من أمام غرفته، فتحت الباب و دخلت تعجب عندما راتها فارغه فهو بالتأكيد لم يعود حتى الآن، نزلت إلى أسفل و دخلت إلى المطبخ و أخذت كوب من الماء و خرجت و كانت تفكر به. اندهشت سيلا عندما رأته يدخل من المنزل و ذهبت له و قالت: اتاخرت اوي.
نظر لها بعدم اهتمام و قال: ملكيش دعوة بيا تمام -انت شارب؟ -عندك مانع؟ سيلا بتعجب: انت حره انا مليش دعوة زفر سليم بضيق، فهو الان لا يكره شي سوى اجتماعه معها في مكان واحد فهي تسيطر على عقل و وجدانه، تجعله يفقد السيطرة على نفسه، يريد أن يتطلع بها أن يلمسها لا يعلم من أين جاءه ذلك الشعور البشع و لكنه سوف يتخلص منه و منها ذهب إلى غرفته، دخلت سيلا إلى المطبخ و أعددت فنجان من القهوة و ذهبت إليه.
خلع سليم قميصه و القه على الاريكة و كذلك سرواله و زفر بحنق و كان يشعر بالصداع يفجر راسه دخلت سيلا و قالت: سليم انا عملتلك قهوة نظر لها و ابتلع ريقه بصعوبة و قال: شكرا وضعت سيلا الفنجان على الطاولة و قالت: المفروض تاخد شاور عشان تفوق سحبها إليه و حاوطها بذراعيه و دفن وجه في عنقها و همس إليها بخفوت خليكي معايا.
رمشت بعينها فهي لم تفهم مقصده فهو بالأسفل صاح عليها و حدثها بجمود و الآن يطلب منها أن تبقي بجانبه أبتعد عنها و حاوط وجهها بين كفيه و انحني علي شفتيها ليقبلها، اوصدت عيناها و لفت ذراعها حول عنقه لتبادله تلك القبلة الشغوفة فهي لم تنكر بأنه لديه سحر خاص يجعلها تخضع له -مالك؟
لا اعلم مالي، حتى إجابة ذلك السؤال ليست لدي الان فأنا تائه و حائرا، لا أستطيع التحدث أو البوح عن شي و لكن من انت ِ؟ لتفعلي بي ذلك، انتي من اقتحمتي حياتي و والدك من دمر حياة امي كانت تنظر له تريد أن تعرف شي من تلك العينان الغامضة التي لا تبوح بشي حتى أن كان بسيط، و لكن كانت تلمح بها نظرة حزن غريبه، ابتعد عنها و ذهب إلى الفراش -مش هتشرب القهوة.
لم يرد عليها و اوصد عيناه، اقتربت سيلا منه و وضعت الغطاء عليه جيدا و جلست بجواره عايزة اعرف مالك و عارفه انك و لا هتقولي و لا حتى هخليني اساعدك تنهدت باستياء و عندما قامت امسك يدها، جلست مرة أخرى و قالت بخفوت: سليم لم يرد عليها فعلمت بأنه نائم، ازحت الغطاء قليلا و تمددت بجواره و ظلت ممسكة بيده فتح عيناه في الصباح و كان يشعر بألم في رأسه، نظر على جانبه و شهق بصدمة عندما رأى سيلا نائمة بجواره.
نهار اسود، قام من على الفراش و قال: هو أيه اللي حصل؟! اوف بجد حاول تذكر اي شي و لكنه فشل، اتجه ناحيه الدولاب و ارتدى سروال قطني و بعد ذلك اتجه ناحيه الفراش و قال: سيلا اصحى طبطب على ذراعها برفق، استيقظت سيلا و قالت: صحيت امتى؟ -دلوقتي، انتي نمتي هنا ليه؟ تذكرت سيلا امس و انه قبض على يدها و قالت: عادي محبتش اسيبك لوحدك -ليه؟ انا و لا حبيبك و لا خطيبك و لا جوزك و لا إيه حاجه بالنسبالك.
سيلا بدهشة: انا مقولتش انك حاجه من دول بس انت امبارح.. زفر سليم بضيق و قال بحدة: كنت سكران و محدش بياخد على كلام واحد مش في وعيه -كنت عايزة ابقى جنبك قطعها و قال بصوت عالي: و انا مش عايزك جنبي ابتلعت سيلا ريقها و لمعت عيناها بالدموع و تركت الغرفة و ذهبت ارتدى التيشيرت و ذهب إلى غرفة فارس، طرق الباب و دخل كان فارس يرتدي ملابسه ليذهب إلى العمل و قال بتساؤل: سليم -وصلت لايه في قضية سيلا.
فارس بحيرة: مازال البحث جاري بس المشكلة ان مفيش دليل واحد يثبت أن اللي قتل عابد هو عمها أو زياد -ما تسيب القضية اندهش فارس من طلبه ليه؟ تسأل بتعجب تنهد سليم و قال: عادي ممكن يحصلك حاجه، و كمان متنساش انك تعرف مكانها -يعني اسيبها تتسجن و هي بريئة؟! -ممكن نخليها تسافر برا البلد -مش حل طبعا و في النهاية ممكن يتقبض عليها الحل اننا نجيب دليل براءتها و انا متعودتش اني اخسر قضية.
كان هشام يجلس بالأسفل، جلس سليم معه و قال: عملت ايه؟ -و لا حاجه حلتها و فهمت ايتين تمشي الشغل ازاي -انت اجازة انهارده و لا إيه؟ -اها تنهد سليم فهو يعلم أن السبب الرئيسي وراء إجازات هشام هو سيلا -زين هيجي -بجد؟ هيقعد هنا؟ -احتمال بس الموضوع مقلق عشان وجود سيلا، زين مش لأندا عشان نضحك عليه -متقلقش انا هخلي بالي منها سليم باقتضاب: طيب نزلت لأندا و كانت تجر شنطتها خلفها، و قالت لهم: انا همشي.
سليم بتساؤل: هتسافري -فرح صاحبتي انهارده و انا طيارتي بعده على طول -زين احتمال يجي انهارده -مش مشكلة بس ممكن ملحقش اقابله و اكون مشيت من انتي؟، اقترح علاء فكرة انا شايف أننا ندور ورا صفوت و نحاول نشوف اهل عابد أو صحابه دعم أحمد هذه الفكرة فمن المؤكد بأن صفوت هو من قتل عابد و أضاف قائلا: و اكيد هو اكتشف حاجه و قرر يخلص منه و دبس سيلا بنت اخوه عشان يخلص منها.
فارس باقتناع: صفوت يتحط تحت المراقبة، عايز كل اخباره علاء بإيجاز: تمام يا فارس باشا، عندي معلومات عن صفقة سلاح هتم قريب فارس بتساؤل: عرفت الصفقة دي تبع مين و لا؟ -لا محدش يعرف تبع مين و لا هتم امتى، مجرد إخبارية -خليكم مركزين لحد ما تيجي معلومات مهمه عنها ؟، في المساء وصل زين إلى المنزل نزلت سيلا عندما أخبرها هشام و اتجهت لتصافحه و لكنها شعرت بالخوف و عدم الارتياح فهو نظراته مريبة.
قدمها هشام قائلا: لونا خطيبتي حدق بها بنظرات ثابتة و قال: خطبت امتى؟ -لسه مش رسمية لأن جدي ميعرفش حاجه ابتسم بمكر و قال: تمام، مبروك أخذه سليم و خرج إلى الحديقة، فهو يريد التحدث معه على انفراد -الشحنة هتطلع كمان يومين سليم بإعجاب: بالسرعة دي؟ -عيب عليك، المهم انا مش عايز البوليس يحس بحاجه اعرف من فارس الدنيا هتمشي ازاي؟ لأن رجلنا اللي هناك قال إن الوضع ميطمنش -هتصرف متقلقش، انا وصلت لي.
-و هو فين؟ و اتكلم و لا لسه -موجود في المخزن اللي موجود في السلاح -لما الجو يهدا هنروح نشوفه و نروح نقضي سهرة حلوة، صمت زين عندما احس بخطوات أقدام و التفت هشام بدهشة: بحسك بتشوف اللي وراك والله زين بابتسامة: اكيد -هي لونا خرجت سليم بقلق: هي خرجت من جوه هشام بتعجب: اها نظر زين إلى سليم بقلق و قال بشك: ممكن تكون دخلت تاني، انا هخرج انا و سليم تيجي معانا.
ابتسم هشام و قال: انت عارف اني مليش و لا في الشرب و الستات -اومال ايه البطل اللي انت خطبتها دي؟ نظر له هشام بدهشة متعجبا من جراءته، سعال سليم بشدة و قال: يلا يا زين خرج سليم و زين و كان يوجد سيارة في انتظاره بالخارج، تنهد سليم قائلا: نتقابل هناك بقا -تمام بس فعلا البت دي هشام جبها منين؟ ابتلع سليم ريقه و قال بضيق: عادي نصيب بقا نروح نشوف هنعمل إيه بقا؟ زين بتعجب: طيب.
ركب سليم سيارته و كذلك زين و ذهبوا إلى المخزن أغلقوا الباب و كان يوجد العديد من الرجال المسلحين يقفون، تقدم سليم وزين في اتجاه الشخص الذي كان مقيدا اقترب سليم منه و قال: بقى انت كنت عايز تقتلني و ضربت عليا نار الشخص بتوسل و رجاء: انا مليش ذنب هما اللي طلبوا مني؟ زين باستفسار: مين؟ -واحد عايز يعطل صفقة الاسلحة ركله سليم بقدمه و ضغط على نص وجه بها و قال: بص انا خلقي ضيق يا تنطق يا تموت.
تأوه بألم و قال: والله معرفش اسمه زين بنفاد صبر اقتله و اخلص مش هتطلع منه بحاجه مفيدة ابعد حذاءه و قال: انت اللي اختارت اعطاه فرد من رجاله السلاح و اطلق عليه رصاصة استقرت في رأسه شعر زين بحركة تحدث في الخارج و قال: في حد برا اطلعوا شوفوا و لو لاقيتوا حد خلصوا عليه سليم بتساؤل: مين هيجي في المنطقة المقطوعة دي -معرفش بس للأمان لأن في حد خبط في الباب و معنى كدا انه شاف اللي حصل.
خرجوا اربع أفراد و بحثوا في الارجاء حول المخزن و لكنه لمح أحداهم شخصا يركض بعيد فذهب خلفه، و عندما اقتربت المسافة، صوب عليها بمسدسه ركب زين سيارته و كذلك سليم و لكنه استمع لصوت إطلاق النار، غادر زين اولا و بعده سليم. تعسرت قدمها و سقطت، اقترب منها و قبض على شعرها بعنف و سحبها خلفه إلى أن وصلوا للمخزن -انتي مين؟ كانت ترتعش خوفا فهي لم تصدق ما رأته منذ لحظات.
صفعها بقوة جعلتها ترتمي على الأرض بجوار الجثة و قال بحدة: مين بعتك لم تسطيع التحدث فالصدمة كانت أشد من ذلك و الخوف، تشنجت اعصابها و تسرب الهلع إلى فؤادها وضع المسدس في منتصف رأسها قائلا: هتتكلمي و لا اموتك؟ اوصدت عيناها و ارتجف جسدها و كانت تموت خوفا، استمعت إلى صوت الزناد..
اوصدت عيناها و ارتجف جسدها و كانت تموت خوفا، استمعت إلى صوت الزناد -لاقيتوا حد؟ انزل مسدسه و التفت له قائلا: ايوه أهي اقترب سليم منهم إلى أن ظهرت و اندهشت عندما رآها، تطاير من عيناه الشرار فلما تقحم نفسها في ذلك الأمر -أخرجوا برا. استمع الجميع لأمره و تركهم كانت تنظر له بخوف و كانت فقد لونها فأصبح وجهها مثل تلك الجثة التي بجوارها سحبها من ساعدها بقوة و اوقفها امامه و قال بغضب: ايه اللي جابك هنا؟
صاحت به بقوة انت مجرم و قاتل سحبت ذراعها و ركضت، و لكن وجدت الباب مقفول طرقت عليه بقوة اقترب سليم منها حتى أصبح خلفها بلاش دراما زيادة التفتت سيلا له و قالت بتوجس: انت هتعمل فيا ايه؟ -الحل الأول انك هتعتبري نفسك مشوفتش حاجه و اظن ان دا في مصلحتك و الحل التاني بلاش تعرفي حدقت بعيناه بدهشة و عدم تصديق، كانت دموعها تتساقط بغزارة، سارت من أمامه و أعطيت له ظهرها.
لاحظ سليم الدماء التي لطخت ملابسها، اقترب منها و مزق بلوزتها من الخلف لكي يرى الجرح تجمدت الدماء في عروقها و زادت وتيرة انفاسها، التفتت له بصدمة و قبل أن تتحدث، وضع منديل على أنفها ليكتم نفسها، فقدت سيلا وعيها اسندها لكي لا تقع و خلع سيرته و وضعها عليها، حملها برفق و خرج وضعها في السيارة و بالطبع كان ذلك وسط نظرات الجميع المندهشة أخبر سليم قائلا: اللي حصل محدش يعرف عنه حاجه تمام اومأ براسه متفهما.
سأله سليم انت ضربت عليها نار؟ -كانت بتجري و مكنتش هعرف احصلها ذهب سليم إلى السيارة و غادر، رد على هاتفه: انت فين؟ -انا اللي فين، انت رجعت ليه؟ تنهد سليم و قال: و لا حاجه انا عندي مشوار مهم عقد حاجباه في اندهاش ليه؟ في حاجه حصلت -لا مفيش سلام قفل سليم معه و نظر أمامه و كان يختلس لها النظرات، نفخ بضيق هو حتى لم يستطيع التصرف معها.
وصل سليم إلى المزرعة و حملها من داخل السيارة و ادخلها الغرفة و بعد ذلك اتصل بالطبيب -دكتور منير محتاج دكتورة ضروري -تمام يا سليم بيه، حضرتك فين؟ -في المزرعة -خمس دقائق و هكون عندك تنهد سليم و انتظره، أمام الباب وصل منير فهو يعيش في المزارعة لأن الطبيب البيطري الخاص بالخيول الموجودة و معه شقيقته منال طبيبة شابه، دخلوا معه و تحدث سليم قائلا: اتفضلي.
دخل سليم معها، جلست منال على الفراش و تفحصت نبضها و قالت: هي نايمه من امتي؟ -لا هي واخده مخدر تعجبت منال عندما رأت بلوزتها ممزقة، و عقدت حاجبياها في دهشة، قلبتها منال على جانبها و تفحصت الجرح و قالت: هي اتعورت من ايه؟ -اتصابت بس الرصاص مدخلتش، هي جرحتها بس -الإصابة مش عميقة اوي لا تستدعي القلق سليم باقتضاب: تمام شوفي شغلك بدأت الطبيبة عملها و طهرت الجرح و لكن كانت مازالت تنزف.
-لازم الجرح يتخيط لأن النزيف مش عايز يسكت سليم بقلق: بلاش خياطة، شوفي ايه حل تاني تنهدت منال بضيق و قامت بوضع أودية و مضادات لكي توقف النزيف و بعد ذلك قامت بتضميده وضعت منال أغراضها في حقيبتها و قالت: انا خلصت -شكرا خرجت منال من الغرفة و ذهبت هي و منير منير بتساؤل: مين؟ -واحدة ممكن تكون مراته منير باستغراب: مش متجوز اصلا و بعدين دا لسه جاي مصر بقاله سنه تقريبا -مش عارفه بقا، اصل مش معقولة واحدة غريبة ،.
خرج سليم من الغرفة و جلس، كان يشعر بالضيق، دفن وجه بين كفيه و نفخ بغضب لكي يخرج ما في صدره استيقظت سيلا و نظرت حولها، و لكنها شعرت بألم في ظهرها عندما قامت، و تذكرت بأنها جُرجت تسرب الخوف إلى قلبها عندما تذكرت ظهور سليم، قامت من على الفراش و عندما مرت من امام المرأة، اتسعت ملقتيها بدهشة عندما وجدت نفسها ترتدي قميص ستان سادة باللون البنفسجي حاولت أن تدير رأسها لكي ترى مكان الإصابة و لكنها فشلت.
لافت انتباها ملابسها الموجودة على الاريكة التي تلطخت بالدماء و معهم سترته، زفرت بضيق أمسكت بها و ألقتها على الأرض و قالت بغضب: حيوان تنهدت بضيق و فكرت فيما سيفعله بها دخل سليم و نظر إلى جاكته بدهشة و قال: بكرا هترجعي البيت تمام و لا أكن في حاجه حصلت و لو فكرتي بس تعملي حاجه او تنطقي.. قطعته سيلا و قامت وقفت أمامه و قالت: على فكرة انت اللي لازم تخاف مش انا.
-بلاش تختبري صبري فاهمه لان لو وقعتي تحت ايدي مش هرحمك -اكيد مستحيل فارس يكون عارف دا؟ غضب سليم و قبض على ذراعها بعنف و قال: المرة دي هسيبك بس المرة الجاية لا -هتعمل ايه؟ هتقتلني؟! زفر سليم و قال: خلصتي؟ -انت ايه مبتحسيش؟! نظر لها ببرود لا و ياريت تخليكي في حالك و بلاش تتجرأ و تعملي حاجه انتي مش قدها -عايزة ارجع البيت دلوقتي -قولت بكرا -هو احنا فين؟ -ملكيش دعوة بحاجه غضبت سيلا و قالت: تمام.
-لآخر مرة هقولك لو نطقتي بحاجة هقتلك -تمام، و هدومي اللي باظت دي هرجع بايه؟ -عندك هدوم هنا البسي اللي انتي عايزها منها ذهبت سيلا إلى الفراش و تمدد عليه و اغمضت عيناها، راقبها سليم في هدوء، جلس على الاريكة و كان يفكر فيما حدث و ماذا سيفعل أن تهورت سيلا و أخبرت احد. قامت سيلا و وجدته ينام على الاريكة، جلست بجواره و قالت بضيق: مغرور و تنح فتح عيناه، قامت سيلا و قالت: قولت اصحيك -يعني مش عشان تشتميني؟
-يلا عشان عايزة اروح تنهد سليم و قال: تمام البسي فتحت سيلا الخزانة و تعجبت من وجود ملابس بها و لكنها لم تسأل فهي كل يوم تكتشف شي جديد عنه، أخذت طقم و دخلت إلى المرحاض ارتديت ملابسها. و ذهبت معه عندما وصلوا المنزل كان فارغ، تركته و صعدت إلى غرفتها قفلت سيلا الباب بالمفتاح، شعرت بأن الحياة ردت إليها فهي خشيت أن تقتل بالأمس و تفاجأت بما رأته اتصلت بجيرمين فهي أن لم تتحدث مع احد فسوف تفقد عقلها.
ردت جيرمين قائلة: سيلا كنتي فين من امبارح -كنت في مصيبة، جيرمين انا عايزة اسيب البيت دا بأي طريقه تعجبت جيرمين و سألتها حد عملك حاجه و لا؟ ترددت سيلا أن تحكي لها و فضلت عدم التحدث و قالت: معرفش بس انا همشي، حاولي تشوفيلي مكان اقعد في -حاضر بس هاخد وقت، انتي عارفه الظروف -مش مهم المهم اني امشي في أسرع وقت، ارجوكي اتصرفي يا جيرمين انا هموت من الخوف جيرمين باستغراب: مالك يا سيلا؟ -تمام بس عايزة أمشي.
كان زين في المكتب يجلس مع حسين زين بدهشة: و هي فين طيب؟ -اختفيت و الشرطة مش عارفه توصلها و انا عايزها ابتسم زين بثقة و قال: هوصلها متقلقش بس اخلص الشغل و أفضى ليها -تمام كان سليم وصل الشركة و عندما علم بوجود زين ذهب إليهم، طرق الباب و بعد ذلك دخل نظر له حسين و قال: اتاخرت ليه؟ -عادي جلس سليم و تسأل بقلق انت هنا من امتى؟ اجابه زين بدهشة: من شوية كدا، و جدك قالي على حوار البت دي.
-البوليس مش عارف يلاقيها و بعدين مش احتمال تكون متعرفش حاجه عن شغل ابوها حسين بضيق: و انت هتسيبها؟ -عايزني اعمل ايه أروح اغتصابها و لا اقتلها تعجب حسين من موقف سليم فهو يشعر بشي مختلف به عن قبل مستحيل ان يكون تناسى ما حدث خلي بنت فريد الشامي تعيش حياتها بسلام و انت امك موجودة بين أربع حطان لم يطيق سليم تحمل الحديث أكثر، فقد أوشك بركان غضبه على الانفجار، و غادر المكتب.
استغرب زين وقال: انا هروح وراها بعد اذنك ذهب زين خلفه، متجها إلى مكتبه، قفل الباب سليم بنفاذ صبر: زين ارجوك انا مش عايز اتكلم في حاجه -مالك يا سليم أن حاسس ان أعصابك تعبانة اليومين دول زفر سليم بحنق و قال: مش عايز اعمل حاجه -خلاص سيب الموضوع عليا -هنستفاد ايه منها؟ انا مش فاهم دماغه -هي اللي معها كل حاجه، حتى لو متعرفش، لازم نلاقيها يا سليم الورق اللي معاها يودينا كلنا في داهية سليم بحيرة: تمام.
-انا فعلا مش مقتنع باللي انت بتعمله يا سليم، أظن انك حتى متعرفش معنى الرحمة و بعدين شغلنا دا مش عايز ضعف دا غير أنها بنت الراجل اللي كان السبب في اللي حصل في أمك، لازم تعيش نفس معاناتها على الأقل و تعرف ان ابوها كان مجرم.
كان بداخله شي يمنعه من القيام بذلك، فهو لا يريد أن يفعل لها مكروه، لماذا صار عاطفي لذلك الحد هل انه جنون ام ماذا؟!، و بالنهاية الانتقام ينتصر فهي سوف تخضع و لكن يجب التخلص من تأثيرها. تنهد سليم و قال: تمام بس انا هقعد في المزارعة اليومين دول عشان اشتغل براحتي -تمام و انا هكون معاك.
كانت سيلا تجلس بمفردها في المنزل و كانت تريد الخروج منه بأي طريقه، فقلبها غير مطمئن لما يحدث قد سئمت من تلك التهمة التي تعلقت بها فهي لا تستطيع إثبات براءتها باي وسيلة، و الآن هي اقحمت نفسها في مشاكل آخري، فاقت من شرودها على صوت فارس سرحانه في ايه التفتت له و قالت: في القضية اللي ملهاش حل دي -مفيش حاجه ملهاش حل بس كل حاجه بتاخد وقت فاهمه.
تنهدت سيلا بيأس و قالت: وقت كبير اوي يا فارس، انا فعلا زهقت و بقرر اسلم نفسي اللي بيحصل دا مش صح -في اكتر من دليل ضدك ترقرت الدموع في عيناها و قالت باكية: عارفه و عشان كدا فقدت الأمل، حتى مستقبلي ضاع و مش عارفه اعمل حاجه رتب فارس على يدها و قال: خلي عندك امل يا سيلا و بعدين انتي طالما واثقه من براءتك خلاص -هشام مجاش ليه؟ -عنده شغل في الشركة.
مر اسبوعين لم يذهب سليم إلى المنزل نهائي، و سيلا كانت تخطط للذهاب فهي تخشى من اختفاء سليم المفاجئ و لا تريد إقحام فارس و هشام في مشاكلها، و حتى لم تستطيع أن تبوح بما رأته و عرفته عن سليم. ذهبت لتقابل جيرمين كما أخبرتها، لكي ترى المكان عندما نزلت من المنزل، اتصلت بجيرمين و لكنها تعجبت عندما لم ترد، انتظرت و حاولت الاتصال بها عدة مرات.
و لكن كانت المفاجأة عندما رد زياد عليها و قال: صاحبتك معايا يا سيلا يا تيجي ليا برجلك يا هموتها لا تصدق سيلا ما تسمعه و عقدت الصدمة لسانها و انتظرت لثواني تستوعب ما تسمع -زياد؟ -معاكي نص ساعه بظبط يا تيجي انتي يا هعتبرها انتي و من الأفضل انك لوحدك زي الشاطرة سيلا بتوسل و بكاء: حرام عليك يا زياد ارجوك سيبها -القرار في ايدك يا سيلا، سلام..
أنزلت سيلا الهاتف و بكت بشده فهي خائفة على جيرمين بشدة و ان ذهبت إلى زياد فمعنى ذلك أنها تضحي بحياتها و لكن لم تترك صديقتها بين يده،.