رواية القناع الخفي للعشق (مافيا الحي الشعبي) للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الحادي عشر
خرجوا سوياً فجلسوا على طاولة بأحد المطاعم داخل المول بأنتظار أحمد وعبد الرحمن، تأمل صمتها المغلف بالخجل بأبتسامته الجانبية الجذابة ليخرج عن حافة الصمت قائلا بتفحص: مبسوطة؟ رفعت عيناها له بستغراب لكلماته لتقسم بأنها أرتكبت ذنبٍ حينما رفعت عيناها لهلاك حائل بها، لم تعلم كم ظلت هكذا تتأمله بصمت وعدم تصديق بأن حلم السنوات صار حقيقة أمام عيناها!.
طال صمتها فقرب وجهه منها قائلا بثبات يفتك بكلماته: أجابة السؤال صعبة للدرجادي! عادت لأرض وقعه فزادت حمرة وجهها قائلة بأرتباك: لا مش صعبة بالعكس حلم خايفة أفوق منه.. قاطعها بستغراب: حلم! رفعت عيناها له بقوة جاهدت الحصول عليها لتدعى ذلك الخجل المميت قليلا: أنت كنت بالنسبالي حلم يا أدهم، أتربيت على أن ليا أكتر من أخ غير أحمد زي عبد الرحمن ويوسف وضياء بس أنت...
صمتت قليلا وهو يتراقبها بتلهف لتكمل بخجل: أنت كنت مختلف يا أدهم حاولت كتير أبصلك زي الكل، على أنك أخ بس فشلت حتى بعد خطوبتك من البنت دي سعد كثيراً فبدت السعادة بعيناه فخرج صوته الثابت: عمري ما هكون حلم ليكِ يا جيانا بالعكس هيكون حلم صعب لليحاول يفرقنا.. شعرت بنبرته بفيض من العشق فأخفت عيناها عنه بخجل، إبتسم أدهم بمكر ليتصنع الآلم سريعاً: أه، مش عارف أيه الا دخل فى عيوني..
أنتبهت له فرفعت يديها بتلقائية: وريني.
تخشب معصمها على وجهه بعدما رأت إبتسامة الخبث تزين وجه النمر فحاولت أقتباس الغضب عما حدث ولكن سريعاً ما زال أمام تلك العينان التى تغمرها بعالم خاص بعيداً عن الأرض، عالم لا تجد به سواه، يحتضنها بعشقه المنبعث من لهيب العينان لتروي لها أقصوصة عشقها المحفور بقلب النمر، أما هو فرأي بعيناها ألغازاً مجهولة، تجذبه بتشبس ليكتشف ما بها، لذا حسم أمره بأن يخبر طلعت المنياوي بعقد قرانه حتى تسنح له الفرصة بتأملها...
وضع النادل المشروبات على الطاولة فكان له الفضل بعودتهم معاً للواقع، سحبت يدها سريعاً وأعتدل هو بجلسته وعيناه تتابعها بتسلية... عبثت بحقيبتها بخجل فأبتسم وأرتشف المياه بنظرة لحقت بها كالسهام الحاملة لرسالة القلب، قطع سيل النظرات أقتراب أحمد منهم فجلس جوارهم قائلا بفرحة قفزت من عيناه: حد مصدق الا بيحصل دا؟
خجلت ياسمين للغاية بينما تعالت ضحكات جيانا ليخرج النمر من عرين الصمت قائلا بسخرية: حاسس أنك قربت تدخل العباسية قريب أستدار بوجهه لها قائلا بهيام: قريب جداااً..
شعرت بأن النيران تنبعث من وجهها من شدة الخجل فشهقت فزعاً حينما أستمعت لصوت صفعة قوية تصدح بالأرجاء، أنتبه الجميع للصوت ليتفاجئ كلا منهم بعبد الرحمن أمامهم بعد أن هوى على رقبة أحمد بصفعة غاضبة قائلا بتحذير: قولتلك قبل كدا أتكلم مع أختي عدل بدل ما أعدلك أنا.. رمقه أحمد بنظرة وعيد بأن تسوية الحسابات فيما بينهم، جلست صابرين على المقعد المجاور لهم تتأمل ما يحدث بعقل شارد فى هذا الرجل الغامض!..
تتابعهم أدهم بنظرة جعلت كلا منهم يتطلع أمامه بصمت... أستدار لها عبد الرحمن قائلا بهدوء: تشربي أيه؟ لم تستمع له فكانت بغرفة محاطة بأربع حوائط منقوشة بأسئلة لا حصى لها وجميعهم تنتهى بمطاف لغزه الفتاك، تأملها بثبات ونظرات عيناها تندمج مع نظراتها فأبتسم أحمد وعلم بأن رفيقه سيظل رفيق الدرب لنهاية المطاف...
تطلعت له صابرين وبعيناها أسئلة غامضة ترددها له بصمت وهو يتأملها بسكون فى محاولة أستكشاف ما تود تلك المتعجرفة قوله بالأشارات!.. رفع أدهم يديه ليرى أن وقت الوعيد أوشك على الزوال فأشار لهم قائلا بهدوء: لازم نتحرك وقف أحمد هو الأخر قائلا بستغراب: على فين؟! إنتبه لهم عبد الرحمن فجمع أدهم متعلقاته قائلا دون النظر إليهم: هنوصل البنات الأول وبعدين نتكلم..
هنا تذكر كلا منهم الوعد الذي قطعه النمر لأسلام السلاموني فأشاروا له بتفهم ثم هموا بالرحيل...
بقصر حازم السيوفي... جلس معه بغرفة المكتب الخاصة به فأخرج حازم من خزانته أوراق الملكية الخاصة به.. تأمل حمزة ما بيد أخيه بحزن نعم كان يسعى لذلك ولكن الآن لم يعد بحاجة لهم بعدما أدرك أن حب أخيه الكنز الثمين وعشق رتيل الذي لا يقارن بأمتلاكه لثروات العالم بأكمله.. راقبه حازم بزهول إلي أن تحدث حمزة...
رفع يديه يلقي بالأوراق أرضاً قائلا بنبرة حزن: لا يا حازم مش عايز الأملاك دي أنا مستحقهاش بعد الا عمالته فيك وفى أبوك الله يرحمه... قطع حديثه بأبتسامة هادئة: قولتلك قبل كدا بلاش نتكلم فى الماضي وبعدين أنت صح أحنا أتفرقنا كتير والأملاك دي مش هتفرقنا تاني.. لم يفهم مقصده الا حينما مزق الأوراق قائلا: مفيش حاجة بتاعتك ولا بتاعتي هنكون واحد يا حمزة يمكن وجودنا جمب بعض يعوض أيام كتير قضناها مع الوحدة..
إبتسم حمزة وأرتمى بأحضان أخيه فشدد الأخر من أحتضانه قائلا بسخرية: كدا بقا قدمت نفسي لعداء إبراهيم السيوفي تعالت ضحكة حمزة قائلا بمكر: بالعكس أحنا هنتسلى جداً أخرجه عن أحضانه بغضب مصطنع: تموت فى الشر غمز له بتسلية: تلميذك أشار برأسه بعدم فائدة هذا الأحمق ثم خرج من الغرفة قائلا بستسلام: أعتقد النوم أفضل من المجادلة الخسرانة معاك أشار له بتأييد فأبتسم الأخر وتتابعه بعيناه إلي أن تخفى من أمامه...
بمنزل همس.. إستمع له حتى أنتهى من حديثه والأخر يتطلع له بأهتمام لمعرفة عاقبة أعترافه الكامل بما يجمع إبنته به، خشى أن يحطمه أنتقامه الأعمى فما سيفعله الآن يحق له لحماية إبنته... خرج صوته الهادئ بعد مدة طالت بصمته الغامض قائلا بستغراب: أيه الا يخليك تعترفلي دلوقتي بالكلام دا وأنت عارف كويس أني ممكن أعارض جوازك من بنتي؟!
وضع زين عيناه أرضاً ثم رفعها بثبات حينما صار على أهبة الأستعداد للحديث: محبتش أخدعك يا عمي وأنا عارف كويس أنك مش هتقتنع بأى سبب مزيف ممكن أقوله، صدقني الا حصل دا كان غصب عني أنا عرفت أد أيه أنا بحب همس ومقدرش أبعد عنها، همس دلوقتي هى حياتي كلها كل الا أقدر أقوله لحضرتك أنى هحرص على سعادتها حتى لو كان على حساب تعاستي، هحارب الموت قبل ما يوصلها، مش هسمح لأى شيء فى الدنيا يبعدني عنها، دموعها هتكون على عهد أبدي، هعيش عشان سعادتها هى وبس..
لمع الدمع بعيناه ليقطعه بصوته المتقطع من آثر البكاء: وأنا هعوز أيه أكتر من كدا! تعجب زين ليكمل العم قائلا بأبتسامة رضا: فرحك على همس تاني يوم العيد يابني وأعتبر أنى ما سمعتش حاجة منك.. سعد كثيراً فشكره بود ثم توجه للرحيل ولكنه أستدار بخوف: أرجوك يا عمي متتكلمش مع همس هى مالهاش ذنب.. إبتسم الرجل وأقترب منه قائلا بستغراب: بتوصيني على بنتي يا زين؟!
كبت ضحكاته وخرج بهدوء تحت نظرات فخر والد همس بأختياره لأبنته...
بمنزل طلعت المنياوي... ظلت بأنتظاره والقلق ينهش وجهها، فتسللت السعادة دربها حينما رأته يقترب من المنزل... رأها تنتظره بفارغ صبرها فخطى إليها بملامح ثابتة ليتردد على مسماعه كلمات بداخل القلب..
، ليه حبيتك أوى كدا!، ليه دايما بتعلق بيكِ وأنتِ دايما بتتعمدي تحطميني؟!، من أول ما فتحت عيوني على الدنيا وأنا شايفك ليا أنا كنت دايما بحميكِ وبفضلك عن الكل بس أنتِ قدمتيلي أيه؟!، قدمت لي الوجع والحسرة والقهر، ورغم كل دا عيوني مش بترتاح غير لما تشوفك، مع كل آلم جديد بلاقي عزيمة أكبر عشان أكمل معاكِ بس أنتِ بتدوري على الا يكسرني وتعمليه، أتحديت الكل عشانك وأنتِ أخدني للكل وجهة وحياتي كلها بتعرضيها للكل عشان تتباهي بحبي أدام الكل، ياترى دا ضعف منى؟
لا أنا عمري ما كنت ضعيف ولا هسمح أنى أكمل معاكِ الطريق دا خلاص مش هسمحلك تكسريني تانى حتى لو قلبي الا هيتكسر فى بعدك، عيونك ونظراتك معتش هتخدعني خلاص، خلاص دي النهاية لكل الا بينا..... حديث خاضه مع كل خطوة يقترب منها، نظرات عيناه المحمسة تشعل بداخله المزيد من الأسئلة القاتلة، خطى ضياء درجات الدرج لتكمل هى بخطاها السريع قائلة بلهفة: لقيته؟
وقف ثابتٍ للحظات يتأملها، كم تمنى أن يصفع نفسه صفعة قوية حينما قدم لها وعد عدم العودة للمنزل بدون إيجاده، نعم وجده ولكن كان فى لقاءه تحطيم وكسرة لما تبقى بقلبه... تبدلت تعبيرات وجهها من السعادة للحزن قائلة بدموع: ملقتوش؟
غاب عن صمته وسكونه حينما أخرج من جيب سرواله الهاتف ثم قدمه لها ليخطو للداخل بخطوات وملامح ثابتة، سعدت غادة بالهاتف كثيراً فرفعت عيناها حتى تشكره ولكن لم تجده فأستدارت لتجده يتوجه للأعلى بصمتٍ تام، تعجبت للغاية من تصرفه فكادت أن تتابعه ولكنها أستمعت لصوت توقف سيارة فأستدارت لتجد الجميع أمامها... هبط الجميع فأنحنى أدهم لعبد الرحمن قائلا بثبات: وصل خطيبتك وتعال..
أشار له بتفهم ثم أكمل القيادة لمنزل زين... صعدت ياسمين للأعلى وخلفها أحمد، بينما تبقت جيانا تحاول حمل الأغراض أرضاً، أنتفضت تلقائياً حينما شعرت بذبذبة تجتاز معصمها لتصعق بقوة حينما تجده يحمل عنها الحقائب فتتلامس يديه مع يداها بدون تعمد، حملت يدها ووقفت تتأمله بصدمة وتحتضن يديها بستغراب، حمل أدهم الحقائب جميعها ثم هم بالصعود ولكنه توقف على نظراتها البادية له.. ضيق عيناه الساحرة بزهول: أنتِ كويسة؟
أسرعت بأجابته بتوتر: لااا، أاااه، لاااا.. تطلع لها بستغراب وبسمة المكر تكبت بصعوبة ليقول بثباته الطاغي: أه ولا لا؟! إبتلعت ريقها بأرتباك فأقتربت منهم غادة قائلة بسخرية: ياعيني عليكِ يا بنتي أيه الا جرالك يا حبة عين أمك.. رمقته بنظرة محتقنة بالغضب فكم ودت أقتلاع عنقها ولكن هناك من قام بتلك المهامة الصعبة، وضع أدهم الحقائب على يدها قائلا بحذم: طلعي الشنط دي فوق بدل لسانك الطويل دا..
رمقته بغضب ولكن حينما رفع عيناه لها حملتهم وهرولت للأعلى سريعاً تحت نظرات شماتة جيانا بها بعدم أفاضت عليها بسخريتها المعتادة، همت الأخرى بالصعود ولكنها توقفت حينما حال ذراعيه بينها وبين الباب فرفعت عيناها له بتوتر عظيم أبتسم أدهم بخبث: مجاوبتنيش؟ هبطت الدرج مجدداً قائلة بتوتر: أيه؟
أخفى بسمته وأبدا تسليته بمن سلبت قلبه وتركت الزمام من يد النمر لتنمو الشفقة على حالها فأنحنى بجسده قليلا هامسٍ لها بسخرية: أعتقد أنك هتكوني بالحالة دي كتير فلازم تتعودي عليها. رفعت عيناها ببلاهة له: هاا..
كبت بأخفاء بسمته الفتاكة فأعاد خصلات شعره المتمردة على عيناه ثم صعد الدرج رأفة بها فتركها لتتبقي محلها عاجزة عن الحركة لتجلس على الدرج بغضب من تصرفها الأحمق، تبقت كثيراً جالسة تعاتب ذاتها بقوة والغضب يكتسح ملامحها بينما صعد هو للأعلي وأبدل ملابسه ليستعد للهبوط...
تذكرت جيانا العلبة المغلفة بحقيبتها التى قدمها لها أدهم فأرتسمت على وجهها بسمة تلقائية لتخرجها وتزيح عنها ذلك الرابط الأحمر المثير بلهفة لترى ما بها؟..
قاد السيارة بصمت، عيناه مركزة على الطريق بأهتمام غير عابئ بها، خطفت نظراتها له بخفة حتى توقفت السيارة فتعجبت من قصر الطريق! لا تعلم بأن وجودها لجواره تقلص المسافات!.. تبقت محلها وهو ثابتٍ بأنتظار هبوطها ليعود سريعاً للنمر، أستدار بوجهه لها حينما طالت المدة فوجدها مازالت تجلس وتتأمله، تلاقت عيناها به لتخرج عن صمتها قائلة بنبرة غامصة: شكراً.. ضيق عيناه بستغراب: على أيه؟
إبتسمت بخفة والدمع يلمع بعيناها الفيروزية: على أجمل يوم قضيته فى حياتي، على أنك أديت لأنسانة زيي ساعات تعشها وسط عيلة تغمرها بحب وحنان أتحرمت منه سنين طويلة أوي... ثم أبتسمت قائلة ويدها ممدودة له: وعلى الخاتم دا أقصد الدبلة صمته لم يكن ثابته المعتاد بل زهول من تلك الفتاة للحظة ظن بأن جميع الأتهامات زائفة لها! حقاً لم يعد يعلم من هى؟ وماذا تريد؟!..
فتحت باب السيارة وهبطت ثم أغلقته وتوجهت للداخل ولكنها أستدارت وأسرعت له، أنحنت لتطل من نافذة السيارة قائلة بتذكر وخجل: بعتذر تانى مكنتش أقصد أكسر البرفنيوم بتاعك...
تطلعت له بأنتظار سماع صوته ولكنه فاجئها بصمته المخيم فأعتدلت بوقفتها وأكملت مسيرتها للداخل أما هو فبعد أن أستعاد وعيه غادر للمنزل ومازال العقل شارداً بتلك الفتاة ولكن سرعان ما توقف بسيارته وملامح الغضب تجتاز وجهه فكاد الهبوط ليحطم عنق من جرأ على الوقوف أمام السيارة بتلك الطريقة القاتلة ولكن سرعان ما هدأ حينما وجد زين يهبط من سيارته قائلا بسخرية: هعترض طريقك يا دكتور.
إبتسم عبد الرحمن وهبط من سيارته قائلا بغضب مصطنع: كنا هنقع أنا وأنت فى حادث سير ضخم أعتقد مكنتش هتلاقي الا يعالجك! تعالت ضحكاته الرجولية ليقترب منه قائلا بسخرية: ويبقا العريس المنتظر بداخل المشفى عبد الرحمن بفرحة: حددت؟ أشار برأسه: أيوا تانى أيام العيد أن شاء الله أجابة بسعادة: ألف مبروك يا زيزو لازم نقول للنمر بقا دا فاضل يوم واحد بس على العيد.
أجابه الأخر بغرور مصطنع: أنا كنت جاي أغير هدومي وأروحله عشان أعزم الحاج طلعت المنياوي بنفسي ومنها أسلم أدهم مسؤلية الشركة لأنى هختفى فترة إبتسم الأخر برعب زائف: ربنا معاك بس الحكاية دي هتحتاج وجودي يمكن ألحق أعالج أثر كدمات الوجه ولا حاجة تعالت ضحكاته ليخلع جاكيته رافعاً ذراعيه الممتلأة بالعضلات المميتة: خاف على النمر.. شاركه عبد الرحمن البسمة ليشير الأخر للحرس قائلا بحذم: أركن العربية..
وبالفعل أخذها الحارس ليصعد مع عبد الرحمن قائلا بهدوء ؛ أطلع لما نشوف أخرتها.. وبالفعل صعد لجواره قائلا بتحذير: بلاش النهاردة يا زين أجابه بستغراب: ليه؟ وراكم طالعة النهاردة ولا أيه؟ إبتسم بسخرية: ومش أي طالعة يا حبيبي أنا خايف عليك أحنا أخدين على التعامل مع الأشكال دي لكن أنت معتقدش شُعل الغضب بعيناه قائلا بصوتٍ كالرعد: كدا طب أطلع بدل ما أستعرض نفسي عليك وشوف مين الا هيعالجك؟
شغل محرك السيارة بخوف مصطنع: لا وعلى أيه وتوجه بالسيارة للمنزل...
زُهلت حينما رأت قلادة من اللون الذهبي صغيرة الحجم ويتوسطها قلب من الذهب الذهبي صغير الحجم ولكن يخطف الأبصار بلمعته الذهبية..
عبثت له لينشطر لشطرين فوجدت بداخله صورة له وبالشطر الأخر أسمها لامع بزينة خاصة جعلتها تستنتج بأنه من حفرها بنفسه، أطبقت يدها عليها بسعادة فربما لم ترى من يقف خلفها بعدما أبدل ثيابه يتأمل فرحتها بأبتسامته الفتاكة، جذبت نظرها ورقة مطوية بداخل العلبة جذبتها بلهفة لتفتح عيناها على مصراعيها حينما ترى أبياتٍ خاصة كتبها النمر خصيصاً لها...
، هل عشق القلب أحداً سواكِ؟!، بعدما صدح بنغمٍ خاص لأجلك فربما أجابة على سؤالي، الآن صار متيم بالعشق لأجلك أنتِ، نعم ما مرأ بأبوابه لم يكن سوى صورة زائفة عن الحب لكنه الآن يعلم عن الهوس والجنون، يعلم كم يهوى القلب ليحتضن صوت النبض الساكن بهواكِ، يعلم جيداً بأنكِ ملكٍ له وأن صار رماد، يعلم بأن المسافة قصرت ليراكِ تزفين إليه بالأبيض ليجمعه بكِ رباطٍ قوى لن يتمكن أحداً من حطامه مدام القلب يخفق بجنون عشقك، أعشقك جيانا، أدهم...
أحاسيس متعجرفة تلامس قلبها، دموع الفرحة تنثدر على وجهها، حمرة الخجل تتمكن منها بنجاح مع كل كلمة تتنقل العين عليها، بداخلها حفلة ضخمة يحتفل بها القلب بأعترافه بين عذبة كلماته...
أعادت القراءة كثيراً والقلادة تحتضن يدها لتطوف بها عاصفة خاصة خطفتها بخارج عالمها حينما أندثر عطره لأنفها لتعلم بأنه قريب منها، وضعت الورقة بحقيبتها سريعاً ثم وقفت ثابتة تجاهد أن تستدير لتصعد للأعلى دون لقاء عيناه ولكن هيهات ما أن أستدارت حتى تصنمت محلها حينما رأته يستند بجسده على الحائط تاركاً نظراته تلحقها، جذاباً بسرواله الأسود والتيشرت الأسود، مصففاً شعره بطريقة غريبة عن ما كان به منذ قليل فربما لا تعلم أنه الآن زعيم مافيا كما يطلق عليه، وقفت محلها تتأمله بخجل ثم أكملت طريقها بأرتباك للأعلى حتى صار الدرج يجمعهم سوياً إبتسم أدهم قائلا بصوتٍ هامس: عجبتك؟
أشارت له بنعم بصمت فصوتها يخجل الخروج أمامه، أقترب منها قائلا بنظرات متفحصه: السلسلة الا عجبتك أكتر ولا الأعتراف؟ وصل الخجل لزروته فباتت كحبات الكرز الحمراء فأبتسم بمكر: هعرف أجابتك بس مش دلوقتي. رفعت عيناها له بتعجب ليكمل بثبات بعدما جذب القلادة من بين يديها: مش تلبسيها دلوقتي.
تطلعت له بزهول وغضب فكم ودت أرتدائها لأخر رمق بها ليسترسل حديثه بعشق لها: أحتفظي بيها لحد ما يجى الوقت المناسب الا بديني الحق أقرب منك وألبسهالك بنفسي.. جذبت منه القلادة وهرولت للأعلى ليكبت ضحكاته على جنونها بصعوبة ولكن سرعان ما عاد لثباته حينما رأى رفيق دربه يقترب منه... زين بغضب: ممكن أفهم حضرتك مختفى فين؟
تطلع له بستغراب لوجوده بذات الوقت فأشار له عبد الرحمن من الأسفل قائلا وجسده يستند على السيارة بأنتظارهم: قولتله بلاش تيجى فى الوقت دا بس هو الا صمم قاطعه زين بسخرية: محسسني أنكم هتحرروا فلسطين! خرج صوت أدهم أخيراً: ممكن تهدا؟ أجابه بغضب: حد قالك أنى مجنون؟ إبتسم النمر قائلا بسخرية: مدام مصمم تيجي معانا تبقى مجنون رسمي زين بهدوء: سيبك من الموضوع الهايف دا وخاليك معايا..
أنصاع له أدهم وتطلع له بأهتمام ليكمل الأخر: والد همس حدد الفرح تاني أيام العيد ومحتاجك تمسك الشركة يا أدهم.. كاد الحديث بلهجته الغاضبة فأوقفه زين قائلا بحذم: مش عايز أسمع كلام كتير سيبك من جو الشاب المكافح دا وفوقلي الشركة وفلوسي مش هتكون فى آمان غير معاك أنت والحل الوحيد أن حضرتك تتخلى عن عنادك وتستلم منصبك بالشركة.. زفر بغضب: لا يا زين الا فى دمغك دا عمره ما هيحصل أجابه بصدمة: يعني هتتخل عني؟
قاطعه بحذم: مش أدهم المنياوي يا زين أجابه بسخرية: أوك فهمني أجابه الأخر بضيق: أنا هستلم الشركة فى فترة غيابك لكن متتوقعش أنك كدا هتضغط عليا عشان أستلم المنصب دا... زفر بغصب جامح: يا بني أدم أفهم هتدير الشركة أزاى وأنت مجرد بشمهندس عادي؟! آبتسم بثقة: دي مشكلتي أنا مش مشكلتك كاد الحديث فقطعهم صوتٍ من خلفهم: لساكم بتحدثم بالموضوع ده عاد!
أستدار ليجد طلعت المنياوى أمامهم بطالته الطاغية، أقترب منه زين بأبتسامة واسعة: مفيش كلمة لحفيدك يا حاج إبتسم الجد وعيناه تتفحص النمر فأشار لزين بالهبوط لمستوى المقعد الذي يعتليه فأنصاع له ليهمس له الجد بسخرية: مفيش كلمة منك أنت له لم يقوى على كبت ضحكاته فغدت بقوة جعلت النمر يتأملهم بغضب لمعرفة ما يدور بينهم ولكن كان الأمر مسلى لزين للأنتقام من النمر...
أما بالأسفل، ظل مستند على السيارة بجسده، شارد الذهن بتلك الفتاة فكم ود أن يقضى معها وقتٍ طويل بأسئلة عديدة لها ليعلم ماذا تخفى؟.
بالأعلى... ولجت جيانا لغرفتها بأنفاس متقطعه من الركض ثم ألقت بنفسها على الفراش والبسمة تخترق وجهها، ترى أمامها كلماته ويديها تتحرر على كل حرف كتبه لها، سعادتها تكاد تصل للأعناق، بينما بالخارج كانت تجلس غادة بستغراب لما فعله ضياء حتى أنها هبطت للأسفل بحجة الجلوس مع مكة لترى ما به؟ خرج أحمد من غرفته بعدما أبدل ثيابه فولج لغرفة جيانا ليجدها منغمسة بسعادة يعلمها جيداً.
شعرت بحركة خافتة لجوارها فما أن رأته يقف أمامها حتى جلست على الفراش بخجل، أقترب منها أحمد قائلا بأبتسامة هادئة: ربنا يسعد أيامك كلها يا حبيبتي إبتسمت له قائلة بحب: ويسعد قلبك ياررب.. جلس لجوارها بهيام ؛ لا مهو خلاص حقق دعواتي، فرحتي النهاردة وأنا بلبسها دبلتي متتوصفش يا جيانا متتصوريش كنت بستنى اللحظة دي أزاي؟
إبتسمت قائلة بهدوء: ياسمين طيبة وتستهل كل خير وأنت كمان يا أحمد طيب أوي وبأذن الله هتسعدوا بعض.. قبل رأسها برضا: أن شاء الله يالا هسيبك بقا وأشوفك على السحور أن شاء الله. أشارت له بهدوء فتوجه للمغادرة ثم أستدار قائلا بستغراب: أمال فين ماما؟ تعالت ضحكاتها بتسلية: ماما ومرتات عمك بينضفوا البيت عشان بكرا الواقفة وكدا ضيق عيناه بغضب: وحضراتكم فين؟
أقتربت منه قائلة بمرح: لا يا حبيبي أحنا عرايس يعني مفيش شغل العيد بتاع كل سنة داا : جيانااااا كان صوت والدتها من الخارج فأسرعت بالحديث برعب: حاضر يا ماما هغير هدومي وجاية حالا.. تعالت ضحكات أحمد بشماته وغادر تاركها تبدل ثيابها حتى تشارك والدتها بالعمل...
بمنزل مكة... قالت بزهول: لا والله ما أعرف ماله هو جيه من بره على أوضته أنا حتى فكرت أنكم متخانقين؟ أجابتها غادة بنفي: أبداً والله أنا هدخل أشوفه.. مكة بتفهم: ماشي وانا هقوم أساعد ماما فى الفرش دهري أتقسم تحت لحد ما خلصنا.. غادة بسخرية: ربنا يسترها وولاد عمك مش يدخلوا على السجاد بالشوذ.. تعالت ضحكاتها: هو حد يقدر يكلمهم ياختي يدخلوا زي ما يحبوا مهو لسه الفنش الأخير بكرا.
توجهت لغرفته قائلة بسخرية ربنا معاكم وطرقت الباب لتستمع صوته بأذن الدلوف... ولجت للداخل لتجده يجلس على الأريكة بسكون فأقتربت منه قائلة بأبتسامة بسيطة: أنت طلعت من قبل ما أشكرك ولا حتى أسالك لقيت الفون فين وأزاي؟ رفع وجهه لها قائلا بصوت غامض: يهمك؟ أجابته بستغراب: أكيد أشار لها قائلا بهدوء: فى السوبر ماركت مع صاحب المحل شكرته وأخدته منه وأنا جي سمحت لنفسي أنى أخد جولة فى تلفونك.
صعقت للغاية وبدا التوتر حليفها فقالت بغضب لتخفى أرتباكها: وأنت أزاي تعمل كدا؟ بقولك فى صور ليا من غير حجاب وأنت لسه مش بقيت جوزي!. أقترب منها ليقف أمام عيناها قائلا بنظرة تتفحصها: أطميني أنا مدخلتش الأستوديو إبتلعت ريقها بخوف: أمال شوفت أيه؟ إبتسم بسخرية: خوفك دا أكبر دليل على أقتناعك أن الا بتعمليه غلط صاحت بعصبية: تقصد أيه؟
جذب منها الهاتف بقوة ثم فتح المحادثات بينها وبين أبناء خالتها ليريها الهاتف قائلا بغضب لا مثيل له ؛ مش دا الكلام الا المفروض بينا أخداه أسكرينات وبتتباهي بيه أدام ولاد خالتك أنى بعشقك وبكتبلك كلام حلو!. إبتلعت ريقها بخوف قائلة بأرتباك: هى الا بتتفشخر عليا بخطيبها فأنا كنت ب..
قطعها بصوتٍ كالرعد: كنتِ أيه؟!، بتنقلي كلامي ليكِ لأي مخلوق ليه من الأساس؟ كل أسرارنا ليه تتقال ليهم! حتى الخروجات وكل الا بجبهولك ليه بتقوليه ليهم؟، لا وكمان وصل التباهي والغرور الا عندك أنك بتقولي ليهم أنك لسه متعرفيش أذ كنتِ بتحبني ولا لا؟!.
لم تجد مهرب سوى البكاء ولكن بداخله لم يعد مكان للحنان والتراجع ليخرج رابطها من بين أصبعيه قائلا بنفاذ صبر: أنا صبرت عليكِ كتير أووى وأستحملت حاجات كتير لكن لحد كدا وكفايا يا غادة معتش عندى طاقة أتحمل أكتر من كدا.. رفعت يدها تكبت شهقاتها حينما رأته يخلع دبلتها فقالت ببكاء: أيه الا بتعمله دا يا ضياء؟
أجابها بسخرية: الا المفروض كان يتعمل من زمان، يالا بقا أتباهي أدامهم وقوليلهم أنك أنتِ الا سبتيني وأنى أترجيتك ترجعيلي تاني.. وقبل أن تتحدث وضع الدبلة بين يديها ثم غادر الغرفة تاركها بمعركة صعبة للغاية...
أقنع أدهم الجد بأن عليهم الخروج لرؤية صديق لهم مريض فصمم زين على أن يتبعهم... وبالفعل وصلت السيارة أمام المكان المحدد، فطلب أدهم من زين أن يظل بالسيارة وهبط هو وأحمد وعبد الرحمن مقناعين ليتفاجئ بالمحل منفتح على مصراعيه فولوجوا معاً للداخل ليتفاجئوا بالمكان فارغاً...
ظن عبد الرحمن بأن الرجل علم الدرس جيداً لذا غادر بصمت على عكس أحمد علم بأن هناك شيئاً خاطئ وبالفعل ما هى الا ثواني حتى خرج عدد مهول من الرجال من مخابئهم ليحاصروهم بداخل المحل حتى أن أحدهم قام بأغلاق الباب ليتمكنوا منهم دون شهود لجريمتهم...
صعق زين حينما رأى الباب يغلق من الداخل فهرول خارج السيارة غير عابئاً بأنه غير مقنع ليتوجه سريعاً للباب ويحطمه بقوة فأنهار بعد عدد من الصدمات من جسد زين العملاق ليرى بالداخل حشد من الرجال يهاجمون أحمد وأدهم وعبد الرحمن وبأخر المكان يجلس رجل قبيح المظهر يرتشف السجائر بانتباه لما سيحدث..
صعق آسلام حينما خر الباب أمام قوة هذا الشاب الغير مقنع ليصعق رجاله بقوة وينضم للأخرون ليكون جيشٍ لا مثيل له بقوة النمر ودهاء الزين... أشار آسلام السلاموني لأحد رجاله بأن يقضي عليهم فأخرج سلاحه الناري وصوبه على أدهم ليقضي عليه ولكن صرخ آلماً حينما كسر أحمد ذراعيه وألقى بسلاحه خارج المكان، لم يجد آسلام السلاموني مخرج سوى الخطة الأخيرة للقضاء عليهم وبالفعل شرع بها.
أوقع أدهم الرجل وأقترب ليقبض روحه كما أوعده بذلك ولكنه صعق حينما أستمع لصوت آنين خافت يأتى من الداخل فولج ليجد تلك الأسرة البائسة واقعة تحت أسر ذلك المحتال... حاول تحرير الشاب المقيد بالحديد فى أحد الحوائط ودموع الآم تشل حركاته فتفاجئ بأحداً ما يجذبه بالقوة للخارج فلم يكن سوى رجال الشرطة بعدما أتهمهم آسلام السلاموني بالتعدي عليه هو ومجموعة مقنعه...
أخرجوهم بالقوة للخارج فأقترب منهم الشرطي قائلا بغضب: عمالين فيها بلطجية؟ نظرات آسلام لهم وضحكات شماتته كانت تقتلع عين أدهم فود أن يركض إليه ويقتلع عنقه ولكن ما بيديه يشيل حركاته... خرج صوت عبد الرحمن قائلا بغضب: يا فندم الحيوان دا كداب هو الا بيتهجم على الناس الا أجروا له المحل دا ورافض يدفع الفلوس ولما طلبوا منه أنه يدفع أنهال عليهم بالضرب.
قطعه بحزن زائف: أنا! قالوا للحرامي أحلف، الواد دا كداب يا بيه أنا راجل حقاني بكره الظلم دانا حتى بزود فى فلوس الأيجار عشان هم عيال يتيمة وبقف جانبهم على طول عشان كدا نزلوا كلهم عشان يساعدوني ضد الحرامية دول راحوا مكتفينهم ورمينهم فى المخزن جوا.. صعق زين وعبد الرحمن من ذاك الرجل فأسرع رجال الشرطة للداخل ليجذبوهم للخارج فأقترب منه الرائد وحل فم الشاب قائلا بهدوء مين الا عمل فيكم كدا؟
تطلع الشاب لوالدته فبكت ليستدير له فوجد وعيد آسلام يتردد بعيناه فأشار بيديه سريعاً على أدهم... إبتسم آسلام بأنتصار فقال أحمد بغضب: هددوك بأيه؟ الحيوان دا كدا كدا هيقتلك قول الحقيقة أفضلك وضع الشاب عيناه أرضاً بينما تحدث الرائد بغضب: محدش طلب منك الكلام أحمد بغضب: لازم أتكلم الحيوان دا مش هينتصر علينا بالخطة الزبالة دي.
غضب الرائد وأشار للشرطي بأزالة الأقنعة عنهم فأقترب منهم وبالفعل فعل ليصعق الرائد قائلا بصدمة: آدهم! إبتسم أدهن وعيناه تتوهج شراراً لآسلام فصار الآن ضحية ليديه، أشار الرائد لهم سريعاً بأن يحلوا وثاقهم وبالفعل فعلوا ليصدر أمره بأعتقال آسلام السلاموني ورجاله جميعاً تحت نظرات صدمات الجميع... الرائد بهدوء للشاب: قول الحقيقة ومتخافش أدهم الا عمل فيك كدا ولا مين؟
خجل الشاب من كرم هؤلاء الشباب من مساعدتهم له ورغم ذلك يقذفهم بالباطل فقال بحزن: كل الا قالوه صح الراجل دا هددني أنى لو قولت الحقيقة هيقتل عيلتي.. آسلام بغضب: أناااا صفعه الرائد بغضب: لما آذن لك بالكلام أبقى أتكلم عموماً هتشرف معايا كتير وحظك أنك وقعت مع أدهم المنياوي.
أسمه حفر بذاكرة هذا اللعين ليوصمه ببصمة ستجعله يدفع الثمن باهظ للغاية، صعد لسيارات الشرطة وغادر معهم وعيناه تبث له الوعيد أما الرائد فأقترب من أدهم قائلا بغضب: هتفضل زي مأنت يا أدهم أدهم بتأكيد: طول ما فى أوغاد زي الحيوان دا أكيد هفضل زي مأنا آبتسم الرائد وتوجه لسيارته قائلا بغمزة عيناه: وأنا فى الخدمة يا نمر..
آبتسم الأخر بهدوء لتغادر سيارات الشرطة، شكرت المرآة أدهم بتخليصهم من ذلك اللعين فغادر من ذلك المكان بعد كشف أقناعتهم للمنزل.. زين بسخرية: مش عارف أيه جو الأكشن الا عايشين فيه دا؟ تعالت ضحكات أحمد بسخرية: تفتكر أنت بقا لو الرائد دا مكنش يعرف أدهم كان أيه هيبقا مصيرنا؟ عبد الرحمن بسخرية: ولا حاجة كان جدك هيجبلك عيش وحلاوة بس أدهم بنظرات كالسهام: ولا حد كان هيقدر يأخدنا متنسوش أننا المافيا..
تعالت ضحكات زين بعدم تصديق: بجد أنت كارثة أحمد بتأكيد: بكل المقاييس زين: أنا هرجع البيت قبل ما الآذان يآذن كفايا عليا الا شوفته النهاردة أحمد: أنا لو منك أقطع علاقتي بيه زين: نفسي والله بس للأسف محتاجه الفترة الا جاية.. رمقه أدهم بنظرة محتقنة ثم صعد للأعلى.
بقصر حازم... كانت منغمسة بين أحضانه تتعمق بنوماً هنيئ ليقتحم نومها ذلك الكابوس المروع فأبتعدت عنه برعب وصراخ قوى... أستيقظ حازم فأشغل الضوء قائلا بلهفة فى أيه يا حبيبتي؟ صرخت بقوة ودموع وتأملته بلهفة ثم تمسكت بأحضانه ببكاء حارق ليشدد من أحتضانها مرتلا الآيات القرانية لعلها تهدأ قليلا ولكن ماذا لو كان حلمها جزء من واقع قريب؟!.. ما هو الشيء الخفى الذي سيجمع حازم السيوفي وزين المهدي والنمر؟!..
ما هو مجهول #المافيا، من كشف القناع الخفى عنهم... من ستدفع تذكرة أنتقام آسلام السلاموني؟ هل أنتهت علاقة غادة بضياء؟ ماذا تخفى صافي؟ وهل ستتمكن من غزو قلب الطبيب اللعين كما تلقبه؟ ما السر الخفى وراء وفاة خالد وماذا لو كان هناك رابط خفى بينه وبين صابرين؟! وأخيراً ماذا ستوجه رهف ورتيل ضمن حرب حازم وحمزة؟!..
رواية القناع الخفي للعشق (مافيا الحي الشعبي) للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الثاني عشر
ولج للداخل بخطى بطيئة ثم جلس على الأريكة بأهمال يدعى عقله التفكير بأمر الزواج بها، نعم ستصبح ملكٍ له عن قريب، خلع جاكيته ثم تمدد على الأريكة بأبتسامة رسمت حينما رسمت صورتها أمام عيناه فجذب الهاتف وصمته يلتهف لسماعها، أغمض عيناه بشغف لمقاومة تلك البؤرة المنعزلة عن الجميع قائلا بصوته الرجولي الهادئ: لسه صاحية؟
خلعت حجابها ووضعته على الأريكة ثم تمددت على الفراش قائلة بأبتسامة حالمة: كنت بصلى الفجر وهنام... زين بأعين مغلقة: كويس أنى لحقتك محتاج أتكلم معاكِ كتير إبتسمت بسخرية: والكلام الكتير دا مينفعش يستنى لبكرا! بقى مغلق العينان قائلا بجدية: مينفعش أنصاعت له وأنصتت جيداً ليكمل كلماته: همس أجابته بخفوت: أمم إبتسم قائلا بسخرية: ممكن أعطلك عن مهمتك 10 دقايق بس وبعدين كملى نومك الغالي دا.
تعالت ضحكاتها قائلة بعدم تصديق: على فكرة أنا سايباك كويس أعتقد سبب الجنان دا مش مني؟ شاركها البسمة قائلا بنبرة خافتة: بالعكس أنتِ جنوني كله مش مصدق نفسي أنك هتكوني خلاص ملكِ.. تلون وجهها بالخجل ليكمل هو: بكرا أخر يوم برمضان وأخر يوم هحس بالآلم لأنك بعيدة عني يا همس، تعرفي فى صلاتي بدعى ربي يحفظك ليا حتى لو هيمد فى عمرك من الا فاضل فى حياتي.. لمعت عيناها بالدمع قائلة بغضب: زين بلاش تتكلم كدا تاني..
إبتسم قائلا بهمس: مش قولتلك تسمعيني بس، عموماً مش حابب أسهرك أكتر من كدا، هشوفك بكرا بأذن الله.. إبتسمت قائلة بحماس: أيوا عشان تعديلات الفستان، تصبح على خير... ضغط بيديه على الهاتف قائلا بعشق: وأنتِ من أهله حبيبتي.. وأغلق الهاتف ثم حمل جاكيته وتوجه بالصعود للأعلى... فتح باب غرفته وأوشك على الدلوف ولكنه توقف حينما أستمع لصوت التلفاز القادم من غرفة شقيقته...
تردد كثيراً بما سيفعله ولكن حسم أمره أخيراً وتوجه إليها، ولج زين للداخل بعدما طرق باب الغرفة ليجدها تجلس على الأريكة وما أن رأته حتى تحاولت نظراتها لغضب مميت تجاهه، حزن زين كثيراً ولكنه تغاض عن تصرفها وتقدم ليجلس على المقعد المجاور لها قائلا بثبات جاهد التحلى به: فرحي أتحدد بعد يومين كنت حابب أنك تنسى العداء الا بينا وتشاركيني فرحتي..
نهضت عن الأريكة بنظرات قاتلة ثم صاحت بغضب لا مثيل له: لو فاكر أنك هتضغط عليا عشان أحضر تبقى غلطان دا لو أخر يوم فى حياتي عمري ما هنسى العداوة زي ما بتقول نهض عن المقعد بصدمة ليصرخ بها بصوتٍ كالرعد: أنتِ بتعامليني كدا ليه أنا صبرت عليكِ كتير لكن مش هتحمل أكتر من كدا أقتربت منه بتحدى قائلة بسخرية: هتعمل أيه يعني؟ هتضربني تاني ولا هتعمل زي الا عملته فى خالد.
ضيق عيناه بزهول فقال بستغراب: خالد؟! تقصدي أيه؟ أقتربت بخطاها والدمع يلمع بعيناها قائلة ببكاء يصاحب صوتها: أنت عارف كويس أنت عملت أيه؟ سؤالي الوحيد ليك أنت قتلته ليه؟ عشان الثروة ولا عشان البنت الا حبها؟ صعق زين لكلماتها الصادحة على عقله كلهيب حارق فجاهد كثيراً للحديث قائلا بصدمة تكبت كلماته: أنتِ بتقولي أيه؟
رمقته بنظرة كالسهام: بقول الحقيقة الا للأسف الكل لازم يعرفها، وأقتربت منه قائلة بتحدى: أسمعني كويس أوى بلاش ترسم عليا دور الأخ العظيم لأنه دور رخيص مش لايق عليك وياريت تفكر بموتة تليق بيا كويس لأني مصممة أخد ميراثي ومش هتنازل عن مليم واحد تطلع لها بصدمات لا حصى لها فطال الوقت الذي قضاه بصراع قوى ليجتاز ما ألقى على مسماعه ليخرج صوته أخيراً: أنتِ متخيلة أنى ممكن أقتل اخويا؟!
إبتسمت بسخرية: أنا متأكدة مش متخيلة للأسف لعبتك الرخيصة الا عملتها أنت وهى خلاص أتكشفت صاح بصوتٍ مرتقع: أنا ومين؟ قاطعته بحدة: أنت ومام... قطعت باقى جملتها بغصة مريرة لتكمل بثبات: أنت ومرات أبوك عشان تخلص من خالد والورث يبقا عليك وعليها بس جذبها بقوة كادت أن تهشم ذراعيها: أيه الجنان الا بتقوليه دا؟!
إبتسمت والدمع يلمع بعيناها مخلفة لما به: دي الحقيقة يا زين بيه خالد عاش عمره كله بيحاول يحببني فيك ويقربني منك وأنت حقيقي متستهلش لأنك حيوان سامعني حيوان صفعها بقوة أسقطتها أرضاً ثم هم بالأقتراب منها ولكن سرعان ما تدارج ذاته فخرج سريعاً لغرفته قبل أن يقتلها حقاً... بينما ظلت هى تراقب خروجه بنظرات كره وغل لا تعلم بأن هناك من تعمد زرع الشوك بينهم...
قضت ليلها ببكاء مزق عيناها الرقيقة، بيدها الهاتف تحاول الوصول إليه ولكنه قد تعمد سد شتى الطرق الوصول إليه ربما الآن يعاونها على أستعادة جزء من أخلاقها المفقودة... بينما هو متمدد على فراشه يلهو بهاتفه بشرود لمع هاتفه برسالتها المتكررة ففتحها بعد صراع قوى بألا يفعل ولكن تغلب القلب على أحصان العقل والروح ليقرأ كلماتها الحاملة لدموع تقص له بين أحضان السطور المسجلة على الهاتف...
، أنا عارفة أني غلطت بس عقابك قاسي أوى، أنا مش هعارض أي قرار تأخده بس متبعدش عني يا ضياء خاصمني أو معتش تكلمني خالص بس أرجوك متسبنيش أنا بحبك أوى وأوعدك أنها هتكون أخر مرة أرجووك أدينى فرصة أنا لو بعدت عنك عمري ما هكون لغيرك خاليك متأكد من كدا... زفر بآلم ثم وضع هاتفه لجواره ليعتدل بنومته جاذباً الغطاء على جسده وعيناه تأبى الخضوع للسلطان فبقى مستيقظ ينظر للفراغ... على الفراش المجاور له...
خرج صوته وعيناه مغلقة قائلا بهدوء: مالك؟ فزع ضياء ونظر جواره ليجد أدهم مغلق العينان ولكن قطع عنه الزهول حينما فتح النمر عيناه ببطئ قائلا بستغراب: مش من عادتك السهر يعني؟ حاول التهرب منه قائلا بهدوء: مش جايلي نوم آبتسم بخفة: معتقدش أنت أدمان للنوم نفسه.. زفر بغضب: هو تحقيق يا أدهم!
تطلع له بثبات ثم أعتدل بجلسته جاذباً قميصه الأبيض ليخفى عضلات جسده القوى ثم أعاد خصلات شعره البنية للخلف واضعاً الوسادة خلفه تحت نظرات زهول أخيه... أدهم بهدوء: حصل أيه تاني؟ تطلع له بغضب: وأنت أيه الا عرفك أن فى حاجة حصلت بيني وبينها؟!. سطعت بسمته الجانبية الجذابة فكانت عرضة للضيق له قائلا بسخرية: ليه مش قادر تفهم أنك مفهوم جداً؟!
زفر بغضب ثم نهض عن الفراش ليجلس جوار النمر قائلا بعد محاولات للحديث: أنا فسخت خطوبتي بغادة.. صدم أدهم كثيراً وبقى يتأمله قليلا ليقطع حائل الصمت قائلا بغضب يلحقه: كدا من غير ما تاخد رأى حد؟ ضياء بزهول: هو دا الا همك؟! أدهم بثباته المعتاد: والمتوقع؟ صاح بغضب: أنك تسألني السبب وليه عملت كدا؟ مش كلامك السخيف دا رمقه بنظرة مميتة فوضع عيناه أرضاً قائلا بندم ؛ أسف.
خرج صوت أدهم بعد ثبات مرء بالرعب على قلب شقيقه: لأني عارف كويس أن السبب هيكون مشابه للقبله ودا الا لازم تتقبله وتفكر تصلحه أزاي مش تهرب من علاقة أتمنتها سنين!.. صمته كان صفعة له بحديث النمر ولكن حاله الأستسلام: كان ممكن لو لسه فى طاقة تحمل يا أدهم أنا فعلا جبت أخرى معاها..
صدق كلماته لمس قلب النمر فرفع يديه على كتفيه قائلا بثبات: أنت بتحبها يا ضياء ولازم تفكر فى قرارك دا ألف مرة وياريت تتخذ قرارك بسرعة قبل ما جدك يشم خبر.. أشار له بتفهم فأغلق المصباح المجاور له قائلا بتعب: النهار قرب يطلع تصبح على خير.. إبتسم الأخر بهدوء: وأنت من أهله.. وأغلق الأخر المصباح بنوم أجتازه بعد أن أرشده أخيه على الدرب المضيئ...
أنهت صلاتها وتوجهت للفراش بأبتسامة تزداد بعشق حينما رأت الهاتف يلمع برسائله ففتحتها بلهفة على أمل أن تجد كلماته المتوددة لها ولكن كانت مفاجأة صعقتها للغاية... ، تتجوزيني يا رتيل؟.... سعدت كثيراً فتركت أصبعها يترك الرسالة الأخيرة ، أنت عارف كويس جوابي ليه دايما بتكرر سؤالك!.. جذب هاتفه بسعادة أنها مازالت مستيقظة فكان يحمل قلبه الصبر لحين أن تستيقظ بالغد..
، بسأل كتير يمكن أصدق أنك خلاص بتحبيني زي ما بحبك... إبتسمت بخجل.. ، لما نتجوز هتتأكد بنفسك لما أعترفلك، أنا شايفاك بني أدم تانى يا حمزة... كتب بلهفة.. ، أنا أتغيرت علشانك يا رتيل من بكرا هنزل مع حازم الشركات عشان أقدر أكون زوج مثالي... سعدت للغاية فخجلت أناملها كتابة جملتها.. ، وأنا واثقة من دا وعارفة أد أيه هتحميني يا حمزة.. إبتسم بفرحة ، من نفسي ومن الدنيا يا قلب حمزة...
خجلت للغاية حتى تلون وجهها بحمرة الخجل فكتبت بأرتباك.. ، النهار طلع ألحق نام ساعتين قبل الشركة... علم لما تتهرب منه فأبتسم بخبث.. ، مش هضغط عليكِ أكتر من كدا تصبحي على خير يا حبيبتي.....
أغلقت الهاتف بسعادة كبيرة ولكن سرعان ما أنقلبت لخوف من القادم فهى تعلم جيداً ما أقترضه أبيها من هذا الرجل للزواج منها لذا تعلم بحجم المعركة التى سيخوضها فربما لو علمت بما سيفعله ذاك المسن العاجز من وجهة نظرها لما خاصت تلك المعركة من البداية...
صدحت الشمس المذهبة بأشعتها الحارقة لتطل على الحارة البسيطة فتجعلها قلعة متوجة على العرش الذهبي الخارق... فتح عيناه بضيق على ضربات خافتة يعلمها جيداً. زفر بضيق: عايز أيه على الصبح؟ آبتسم عبد الرحمن قائلا بأعجاب: كويس أنك تميزني ألقى أحمد الفراش أرضاً بضيق: مهو مفيش حد رزل غيرك...
جلس على المقعد جواره بثبات متناسي ما قاله منذ قليل ليخرج صوته الغير عابئ بمقولاته الحمقاء، : جدك جاب عمال عشان الأرضية.. سعد للغاية قائلا بعدم تصديق: بالسرعة دي! رفع عيناه له قائلا بغموض: فرحان؟ أحمد بلهفة: أكيد أنا بحسب الدقيقة والثانية الا هتجمعني بيها إبتسم عبد الرحمن بخفوت ووضع عيناه أرضاً فأقترب منه أحمد بستغراب: مالك؟ أنت مش فرحان؟
أشار له بالنفي قائلا بحزن: هفرح أزاي وأنا داخل دنيا معرفش عنها حاجة!. قاطعه بحدة: أنت الا أخترت من البداية يا عبد الرحمن.. زفر بغموض: عندك حق.. ثم عاد لثباته مجدداً: يالا هسيبك وأنزل أشترى شوية حاجات.. أحمد بستغراب: حاجات أيه دي؟!.
أجابه ساخراً: وأنت هتعرف منين وأنت مقضيها نوم جدك بعتني أجيب حاجات العيد زي كل سنة والبنات تحت صاحين من بدري بيروقوا البيت يعني سياتك لو نزلت تحت هتتروق لو شلت حاجة من مكانها.. ألقى بذاته على الفراش قائلا بتسلية: بالعكس المتعة بحد ذاتها وأنت شايف نفسك مهم وأعضاء المنزل ماشين وراك كأنك باتمان كدا لو وقعت حاجة يجروا يعملوها.. نهض عن المقعد وتوجه للخروج قائلا بسخرية: ربنا معاك..
وخرج عبد الرحمن من المنزل تاركاً أحمد بعد خططه للفتك بالفتيات...
بشركات السيوفي للأنتاج... صاح بغضب: يعني أيه الكلام دا؟ أرتعب الرجل قائلا بأرتباك: حاولت اوصل لحضرتك كتير بس الفون بتاعك مغلق طول الوقت حازم بحدة: معتقدش أن كل دي صدف مش معقول أربع شركات تسحب التوكيل فى وقت واحد وتوقف الصفقات أكيد فى حد وراهم... : طول عمري بيعجبني فيك ذكائك.. قالها من ولج من الخارج بأبتسامة ماكرة تزين وجهه البغيض...
أشار حازم بيديه للعامل فخرج على الفور ثم وقف أمام عمه قائلا بعيناه الصقرية ؛ كنت عارف أنك ورا الموضوع دا أقترب منه إبراهيم قائلا بتحدى صريح: أسمع يا حازم أنا مسنود من فوق أوى وبأيدى أمسحك من على وش الأرض بس أنا مش هعمل كدا لأنك ببساطة هتسلمني بنتي وهتقدر تخلى أخوك يبعد عنها بطريقتك..
شعل الغضب بوجه حمزة بعدما ولج من الخارج ليجده أمامه فأقترب منه جتى يصفعه بقوة ولكنه تفاجئ بأخيه يتقدم ليقف بوجهه قائلا بأبتسامة مميتة: الا عندك أعمله وأعتبر من اللحظة دي أنك أعلنت دفوف الحرب الا عمر حازم السيوفي ما خسرها أبداً.. ثم رفع معصمه قائلا بسخرية: كنت أتمنى أعطيك من وقتي دقايق كمان بس للأسف مش فاضي ورايا حاجات تانية أهم بكتير..
تلونت الدماء بعروقه فأرتدى نظارته وخرج وهو يقسم على هلاك حازم لا محالة... أما حمزة فأقترب منه قائلا بغضب: الحيوان دا يقصد أيه بكلامه.. جلس حازم على مقعده محتضن وجهه بيديه يفكر بحل ذلك المأذق المميت فخرج صوته الهادئ: 4من أكبر الشركات قطعت العقد الا بينا وأتضح دلوقتي مين الا ورا الموضوع.. جلس أمامه قائلا بحزن: أنا أتسببتلك فى مشاكل كتير أوى إبتسم بسخرية: نسيت الوعود ولا أيه يابو الصيد؟
إبتسم الأخر قائلا بثبات ^ الحرب دي مش بالقوة يا حازم دول متعمدين يدمروا شغلك الا تعبت فيه سنين.. لمعت عيناه بشرارة الغموض: يبقا لسه متعرفنيش كويس..
بفيلا زين... لم يذق طعم النوم، حديثها يتردد على مسامعه فيحول بوقود مزدوج بالنيران، توجه لغرفتها فولج دون الطرق ليجدها تجلس أرضاً وتبكى بضعف وما أن رأته حتى نهضت سريعاً وأرتدت قناع القوة الزائفة..
جاهد زين ليظل ساكناً على قدر ما يستطيع من تمكنه من ذاته فقال بهدوء مصطنع: أنا بحب أخويا أكتر من نفسي أتدمرت نفسياً بعد وفاته والا متعرفهوش أنى كنت معاه على التلفون وقت الحادث أما جوازي من همس فى البداية كان بدافع الأنتقام لكن بعد كدا حبتها..
بدا الصدق لها بين دمع عيناه وصوته الساكن فأقترب منها قائلا برجاء: الا بتقوليه دا لو تقصدي بيه أنك تضيقني فأرجوكِ بلاش تكرريها تانى لأنى بجد مش هتحمل كدا أبداً أنا موت ألف مرة وأنا سامعه بليفظ أنفاسه الأخيرة وأنا فى دولة تانية مش عارف أعمله حاجة.. هوى الدمع من عيناها لتقطعه ببكاء: خالد مماتش فى الحادثة يا زين..
صعق فتخشب محله لتكمل هى بدموع: أتنقل المستشفي وفضل ساعات على الأجهزة الدكتور طميني بنفسه أنه أتعدى مرحلة الخطر... كانت صدماته لا تضاهي أفواه فرفع يديه يشدد من خصلات شعره كمحاولة للبقاء ساكناً: أنتِ كنتِ بمصر فى الوقت دا!.
أشارت له ببطئ والبكاء يتمكن منها، : أنا كنت هنا من فترة وخالد كان عارف كدا وكان بيزروني على طول أنا أتعلقت بخالد بس لأنه كان موجود بحياتي بأستمرار، كان بيحاول يغير فكرتي عنك بس أنا كنت بكرهك من قبل حتى ما أشوفك.. أسرع بالحديث: طب ليه قولتي أنى الا قتلته والكلام دا بكت وتحلت بالصمت فأقترب منها وقد أوشك على الجنون: أرجوكِ يا صابرين أتكلمي...
رفعت عيناها بدموع وصوت متقطع: أنت فاكر يا زين أنى مش عارفه ماما بتحب الفلوس أد أيه؟! بالعكس عارفة بس كنت بحاول أرسم صورة مخادعة فى بالي عنها عشان كدا مستغربتش أنها ورا قتل خالد... تطلع لها بصدمة وعدم أستيعاب فقالت بدموع ^ ماما عطت ممرضة مبلغ عشان تعطى خالد حقنة هوا وتخلص منه...
جلس على المقعد بأهمال كأن هناك سيارة صفعته بقوة لتهشم أضلاعه أسترسلت حديثها ببكاء: حبت تضرب عصفورين بحجر واحد لما واجهتها قالت أنها مالهاش علاقة بالموضوع دا وأنك أنت الا عملت كدا عشان تخلص من أخوك عشان الورث وبعدين اقنعتني أن من ضمن الأسباب أنك بتحب خطيبته همس بدليل جوازك منها بعد وفاته بفترة صغيرة..
تلونت عيناه بجمرات الجحيم ليقسم بأنه سيحاول العالم من حوله لوقود من نيران، عيناه الزرقاء فقدت سحرهما الخاص لتصبح مشعل أحمر يحرق الألهبة من حوله.. سكونه مريب للغاية، غموض عيناه وتخشب تعبيرات وجهه توحى بالقادم لمن فعلت ذلك، لنرى الآن لهيب شعل لكشف حقائق وعشق خفي خلف جاجز القسوة والجفاء...
رواية القناع الخفي للعشق (مافيا الحي الشعبي) للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الثالث عشر
بمنزل طلعت المنياوي... هبط يوسف للأسفل يبحث عن شقيقته فولج لأحد الغرف يبحث عنها ولكن كانت المفاجأة رؤياها هى... كانت ترتب الغرفة جيداً حتى أنهت عملها فأستدارت لتغادر ولكنها تفاجئت به يقف بسكون ويتأملها بنظرات غامضة، أقترب منها بعيناه النابشة عن العشق ليخرج صوته الثابت: كل سنة وأنتِ طيبة يا مكة... تسلل الخجل قسمات الوجه فقالت بأرتباك ملحوظ: وأنت طيب يا يوسف...
إبتسم مردداً بسعادة: يوسف، الأسم بقا مميز منك. رفعت عيناها له بزهول فأبتلعت ريقها بأرتباك لتجمع أغراض التنظيف سريعاً ثم توجهت للخروج ولكنها توقفت على صوته: مكة..
تخشبت محلها بأنتظار ما سيقول فأقترب منها قائلا بعد وهلة من الصمت: أنا كنت حابب أكلم عمي فى موضوع جوازنا بس عبد الرحمن نصحني أني أستنى السنة الأخيرة ليا وأتعين وبعدها أطلبك منه يعني أنتِ فى حكم خطيبتي دلوقتي، الخروج بأذن وكل حاجة لازم يكون عندي بيها علم...
أشارت له بفرحة ولون الكرز أكتسح وجهها بأكمله لتسرع بالخروج والسعادة حليفة دربها لا تعلم بأن المجهول يلهو معها بلعبة غامضة لينقلب عشقها المتيم لنيران متأججة بالأنتقام!..
بشركات المهدي، وبالأخص بغرفة المكتب الخاصة بزين المهدي... كان يجلس أدهم يتابع العمل منذ الصباح بعد أن كلفه زين بأستلام مسؤلية الشركة فأتقان جيداً متعلقاتها كما أبدا براعة بادية بالعمل... أنشغل بمراجعة المشاريع ليفق على صوت باب الغرفة فرفع رأسه ليتفاجئ بزين يقترب منه بملامح لا تنذر بالخير... جلس على المقعد المقابل له بأهمال محتضن عيناه بيديه، صعق أدهم فأسرع إليه قائلا بلهفة: مالك يا زين؟
رفع يديه عن وجهه قائلا بنبرة تكتسحها الآلآم: حاسس أن الدنيا دي متعمدة تجي عليا يا صاحبي... ضيق أدهم عيناه الخضراء بعدم فهم فأكمل زين بصوتٍ منبعث بالآنين: تعبت أوى يا أدهم مش عارف أنا عملت أيه عشان يحصل فيا كل دا؟!.. رفع أدهم يديه على قدميه قائلا بهدوء: ممكن تفهمني فى أيه؟ وبعدين دا شكل عريس فرحه بعد بكرا!.
إبتسم بآلمٍ ساخر: عريس!، معتقدش أنى هفرح ولا فرحت قبل كدا، عشت الأيام الا فاتت بحاول أنتقم من أقرب شخص ليا من روحي ولما أفوق من الا أنا كنت فيه أتصدم أنى كنت فى أتجاه غلط، سبت القاتل الحقيقي وجريت ورا أنتقام أعمي... صعق أدهم حتى تخشبت ملامحه فردد بصدمة: تقصد أيه؟ إبتسم قائلا بثبات: الا فهمته يا أدهم، خالد أتقتل... وشرع زين بقص ما حدث عليه.. أدهم بزهول: طب هى هتستفاد أيه لما تعمل كل دا؟
أجابه بغضب يكتسح ملامحه: أن الثروة بدل ما هتتقسم على تلاتة هتكون على أتنين ونصيب بنتها هيزيد.. أدهم بحزن: طب وأنت ناوي تعمل أيه؟ أجابه بأعين تلمع بالجحيم: ورحمة أبويا لأخليها تتمنى الموت ومتطولوش... قطعه بغصب: أنت مش معاك الا يثبت أنها قتلته ومستحيل بنت هتشهد على أمها يا زين.. إبتسم بخبث: متستعجلش يا أدهم مش كل حاجة لازم نلجئ فيها للقانون.. ضيق عيناه بشك: ناوى على أيه؟
أستند برأسه على المقعد: هتعرف بالوقت المناسب. ثم جذب الملف يتفحصه بأعجاب قائلا بأنبهار: دانا معرفش أحسب الحسبة دي!. إبتسم بغرور مصطنع ثم جلس على المقعد الرئيسي قائلا بكبرياء: أحنا مش أي حد يابني.. تعالت ضحكات زين قائلا بسخرية: لا مهو واضح تطلع له بنظرة جعلته يرفع يديه سريعاً بحركة درامية: لا الا غضب النمر...
لم يعبئ به وأكمل عمله على الحاسوب فأخرج زين الدعوات من الخزانة ثم أستدعى العامل الذي أتى على الفور قائلا بأبتسامة هادئة: تحت أمرك يا زين بيه.. وضع الدعوات على الطاولة قائلا بثبات: الدعوات دي توصل لأصحابها النهاردة.. أجابه بأحترام: أعتبره حصل.. وتوجه العامل ليحمل البطاقات فأوقفه أدهم حينما لمعت الدعوة الأولى بأسم حازم السيوفي فأستدار لزين قائلا بستغراب: أنت هتعزم حازم؟!..
إبتسم قائلا بتأكيد: أكيد مدام صديقك.. أجابه بسخرية: من أمته الكلام دا؟ أقترب منه قائلا بحدة: سبب كرهي للبني أدم دا الا عمله معاك زمان ومدام الأمور أتوضحت بينكم وسوء التفاهم أنحل يبقى أيه سبب العداوة إبتسم أدهم بفرحة لحديثه فرقع يديه على كتفيه قائلا بصدق: الا يهمك يهمني يا أدهم.. رفع الأخر يديه قائلا بأبتسامة بسيطة ساخرة: راجل يالا...
تعالت ضحكاته بعدم تصديق ليحمل الدعوة من بين يديه قائلا بسخرية: طب بعد آذن جنابك بقا عشان يودي الدعوات.. جذبها منه مجدداً ثم أستدار للعامل قائلا بهدوء: روح أنت أنا الا هودي الدعوة بنفسي.. أشار له قائلا وقد هم بالخروج: الا تشوفه يا بشمهندس.. وغادر الرجل فأبتسم زين قائلا بعد تفكير: مدام كدا تعال نروح نوديها سوا وبعدين أطلع على الفيلا أغير هدومي وأروح لهمس.. أدهم بغرور مصطنع: جهز العربية وأنا هحصلك..
كبت ضحكاته قائلا بسخرية: تحت أمر معاليك يا أدهم بيه.. إبتسم الأخر وأغلق الحاسوب ثم رتب الملفات على الطاولة ولحق به للأسفل...
لمعت عيناه بالمكر فتمدد على الأريكة وضعاً يديه خلف رأسه بخبث يضاهيه.. خرجت جيانا من المطبخ بعد أن أنتهت من ترتيبه لتصعق بشدة حينما رأت أحمد يتمدد على الأريكة... توجهت إليه بغصب يكتسح ملامحها: أنت يا أستاذ أنت فتح عيناه ببرود: نعمين رمقته بنظرة مميتة: أنت مش أخد بالك أن النهاردة الواقفة؟ إبتسم قائلا ببرود: والمفروض أعمل أيه يعني أرقص!
جذبته بقوة قائلة بغضب وصوتٍ مرتفع أتت على أثره الفتيات: أحمد بطل عناد أحسنلك ماصدقنا نخلص تنضيف وراحين نساعد ماما ومرتات عمي بالأكل... رمقها بأذراء: والمفروض عليا أني مأخدش راحتي فى بيتي ولا أيه؟ أقتربت منهم مكة قائلة بستغراب: فى أيه؟ أستدارت لها جيانا قائلة بغضب: مفيش جديد نفس الا بيحصل كل سنة... أقتربت مكة منه لتصيح بغضب: أتقوا الله بقااا أحنا ماصدقنا نخلص تحت ولسه هنضف فوق أنتوا أيه؟!..
نهض عن الأريكة والغضب المصطنع يجتاز ملامحه بحرفية ليجذبها من تالباب الجلباب الفضفاض قائلا بصوتٍ جعلها ترتعد: بتقولي أيه يا ماما؟، أوعى تكوني بتكلميني!. أشارت له سريعاً بلا فأبتسم قائلا بغرور: كدا تعجبيني كلها ساعات وهترجعي لمناوبة الشاي والقهوة تاني عشان تعرفي مقامك... رمقته بنظرة محتقنه ثم توجهت للأعلى قائلة ويديها للأعلى: حسبي الله ونعم الوكيل فيك وفى ولاد عمك وفى أخواتك وفى بنات عمك بالمرة...
ضحكات عبئت المكان فأسرت قلبه الذي ينبض بطربها، أستدار بلهفة ليجدها تحمل أدوات التنظيف وتخرج من الغرفة لتستمع لحديثها فتعالت الضحكات بعدم تصديق على ما تتفوه به تلك الفتاة.. كفت عن الضحك حينما تلاقت عيناها به، فحملت الأغراض وتوجهت للخارج سريعاً ولكن توقفت الخطى على صوته المقترب منها... أحمد: ياسمين...
أستدارت بوجهها له ولكن مازالت العينان أرضاً تخشي اللقاء به، وقف أمامها قائلا بأبتسامة هادئة: مفيش صباح الخير يا أحمد ولا أيه حاجة؟!. تلون وجهها بالخجل قائلة بصعوبة بالحديث: أنت لسه مكلمني من شوية على فكرة أقترب منها قائلا بغضب مصطنع: شوية! لا دا من سنين.. رفعت عيناها بسخرية له فأبتسم لتطل وسامته قائلا بهمس: بعدك عني بحس فيه أني بقالي سنين مشفتكيش حتى صوتك يا ياسمين بتمنى المكالمة متخلصش..
تلونت وجنتها بشدة لتضع الأغراض بين يديه وتهرول سريعاً للمطبخ هروباً من نظراته الفتاكة، أصطدمت بجيانا فتطلعت لها بزهول قائلة بستغراب: أيه يا بنتي مالك.. أستدارت بوجهها لمن يستند على باب الغرفة بجسده الممشق مربعاً ساعديه أمام صدره ويتابعها بأبتسامة تسلية... خرج صوت جيانا بنفاذ صبر: طب فين الحاجة عشان أنضف البرندا والقعدة الا بره... تطلعت لها بأرتباك: حاجات أيه؟
رمقتها بغضب: لا حولة ولا قوة الا بالله صبرني ياررب، ثم صاحت بعصبية: فين الجردل والمنظف يابنتي؟!.. صمتت ياسمين تعيد تفكيرها أين وضعتهم لتتحدث أخيراً قائلة بتوتر: مع أحمد رمقتها بأذدراء: ومع سي أحمد بيهببوا أيه؟ لم تعد تحتمل نظراته فتركتها تتحدث مع ذاتها ثم صعدت هى الأخرى للأعلى، وضعت يديها حول خصرها لتقترب من أخيها الصافن بمن تصعد الدرج للأعلى قائلة بسخرية: ماتطلع معها أفضل...
أجابها وعيناها تودع أخر خطاها: يارريت صاحت بغضب: نعم!. أعتدل سريعاً بوقفته قائلا بحرج أخفاه بغضب: أحمم أنتِ هتعملي معايا تحقيق ولا أيه يابت؟، غوري شوفي بتعملي أيه... تطلعت له بخبث: بقا كدا طيب.. وحملت الوعاء أرضاً ثم هوت على جسده بالمياه قائلة بمكر: ميه طاهرة ومعقمة بمنظفات عالمية الكيلو الواحد بأربعة جنية ونص من عند عمي حسن البقال..
وقبل أن يمسك بها كانت تخفت من أمامه ليقسم بأنه سينتقم منها أشد الأنتقام ربما لن يسعفه الوقت لينقى ما يناسبه فيقع بين يدي النمر!.
بشركات حازم السيوفي... سعد للغاية حينما رأى أدهم يولج لغرفة مكتبه فنهض سريعاً قائلا بفرحة: أيه النور دا؟ إبتسم أدهم قائلا بهدوء: النور مصاحب المكان بوجود الأهل يا حازم... أشار لهم قائلا بأحترام: أتفضلوا وبالفعل جلس زين وبالمقابل منه جلس أدهم... جذب حازم مقعد ليجلس جوارهم تاركاً مقعده الأساسي ليكون قريبٍ منهم قائلا بسعادة: أيه سر الزيارة الملكية دي؟!. أدهم بمرح: جيت أعزمك على فرحي.
تطلع له بفرحة: بجد! قطعه زين قائلا بسخرية: سيبك منه دا غاوى خطوبة وتكوين النفس والكلام الفارغ دا... ثم قدم له الدعوة قائلا بأبتسامة رجولية لا تليق بسواه: فرحي بعد بكرا أتمنى تشرفني أنت ومدام رهف.. إبتسم قائلا بترحاب: أكيد طبعاً كفايا أنك جيت بنفسك لحد هنا زين بمكر علمه حازم فشاركه بخبث: هو أنا هلاقي أعز منك أروحله دانت صديقي الصدوق.
حازم بخبث: يا خبر طب مع السلامة أنت بقا يا أدهم ولما نحتاجك هنديك رنة... وضع قدميه فوق الأخري بكبرياء قائلا بسخرية: ما بلاش الوع مع النمر هتندموا زين بخوف مصطنع: لا ياعم مدام فيها نمر حازم بسخرية: يا نهار هو أنت لسه بينادوك كدا! هتعيد أيام الجامعة تانى ولا أيه؟ زين بسخرية: قلبك أبيض ياريت جيت على كدا دا بقا الزعيم للمافيا.. حازم بزهول: مافيا ايه؟ زين بسخرية: يبقا فاتك كتير... حازم بمرح: وأنا جاهز أسمع..
قطعهم بحدة: أنتوا جايين هنا تتكلموا عليا ولا أيه أنت مش عزمت الأستاذ أجابه زين بتأكيد: أيوا أستدار أدهم لحازم بحدة: وأنت مش أستلمت الدعوة أجابه بتأكيد: أه وقف قائلا بحذم: يبقا خلصنا هتيجى ولا أخد تاكس.. زين بسخرية: تاكس والسواق الخصوصي موجود طب تيجى أزاي دي؟!. تعالت ضحكات حازم بعدم تصديق ليودعهم بمحبة والبسمة تحتل وجهه بعد...
بقصر حازم، وبالأخص بغرفة رهف... أسرعت لهاتفها بسعادة حينما صدح برقم معشوقها. خرج صوتها حينما أستمعت لكلمته القابضة للأنفاس: وأنت كمان وحشتني أوى.. : لو كنت وحشتك كنتِ رفعتى الفون وكلمتيني لكن أنا الا دايما بتصل!. =بخاف أعطلك عن شغلك يا حازم : شغل! أنا مستعد أسيب الدنيا عشان أسمع صوتك بس!. =هتفضل تحب فيا وتدلعني كدا كتير! : لأخر العمر يا رهف لأنك عمري كله... =ممكن تبطل كلامك الحلو دا هتعود على كدا.
: أنا الا حابب أعودك، انا بعتلك حاجة كدا مع السواق زمانه على وصول أتمنى تعجبك.. =حاجة أيه؟ : لما توصلك كلميني... وأغلق الهاتف ثم وضعه على الطاولة ليستند على المقعد برأسه بهيام بعشقها اللامنتهي، فزع بقوة حينما أستمع لصوتٍ يأتي من جواره: بقا حضرتك قاعد تحب فى التلفون وسايبني للحسابات المعقدة دي! أستدار ليجد أخيه والغضب يتمكن منه فخرج صوته بغضب: خضتني يا أخي!.
جلس على المقعد بسخرية: بعتذر من جنابك يا حازم بيه بس لو ممكن تراعي أنى شاب وخاطب يعنى على الأقل تديني فرصة أتكلم فى الفون مش أنت؟ قاطعه بأبتسامة علت للغاية: يا عم حد حاشك ما تتكلم وتحب براحتك حد قالك متعملش كدا.. رمقه بنظرة متفحصه ثم أعدل الجرافات قائلا بغرور: أذا كان كدا ماشي، عن أذنك وغادر حمزة تارك البسمة الساخرة على وجه أخيه ليردد بهمس: مجنون..
ورفع هاتفه الصادح بأسمها: أيه الجمال دا يا حازم كل دا ليا أنا؟!. إبتسم قائلا بعشق: معنديش قلب غيرك ولا أغلى منك هجيب لمين بقا؟ =أنا بحبك أوووى على فكرة وأنا بعشقك جداً على فكرة = وذوقك جميل فى الفساتين جداً.. لا عيونك الا جميلة مش أكتر.. =هقيس كله وأوريك الصور.. إبتسم بعشق على سعادتها قائلا بهمس حينما ولج للداخل السكرتير: أعملي الا يريحك وأنا هكلمك تانى، خدى بالك من نفسك يا قلبي..
وأغلق الهاتف لتسقط على الفراش من سعادتها بهذا الرجل...
بالمكتب الخاص بحمزة.. رفع هاتفه فوجدها تتحدث بلهفة: كنت لسه هكلمك؟ أجابها سريعاً: ليه يا حبيبتي خير؟ إبتسمت قائلة بفرحة عشان أشكرك على الفساتين الجميلة دي ردد بخفوت: فساتين أيه؟! أجابته بستغراب: أنت نسيت الفساتين الا بعتهالي من شوية مع عم أحمد السواق! تذكر حمزة ما يخطط له أخيه فأبتسم على كرمه قائلا بهدوء: فرحان أنهم عجبوكي =جداااً، عشان كدا قررت أقولك على حاجة أممم حاجة أيه دي؟
تعالت ضحكاتها بمكر: لما تيجي هتعرف. وأغلقت الهاتف ليبتسم بسعادة وأكمل عمله بمحبة زرعت بقلبه لما فعله أخيه ولسماع صوتها... وضعت رتيل الهاتف على الكوماد ثم رتبت الملابس بالخزانة ولكن صدح الهاتف برسالة جعلها تتوجه لترى ماذا هناك؟ تخلت عنها بسمتها حينما قرأت محتويات الرسالة ليصبح الرعب الحافز الأكبر على وجهها.
، أوعى تستهاني بيا أنا مش أكبر رجل أعمال فى الشرق الأوسط وبس لا أنا بصمة فى تاريخ الأجرام، الا عملتيه أنت وأبوك دا تمنع عندي حاجة واحدة بس الموت، وهتشوفي بنفسك هعمل أيه فى حبيب القلب..... ألقت الهاتف على الفراش ثم جلست أرضاً تبكى بقوة ورعب، ولحت رهف قائلة وهى تحمل الفستان الطويل عنها: رتيل أيه رأيك بالفستان دا ألبسه أول يوم فى العيد؟
لم تجد رداً فرفعت عيناها تبحث عنها لتنصدم بشدة حينما رأتها تجلس ارضاً وتبكى بقوة، كادت الأقتراب منها ولكن شاشة الهاتف المضيئة جذبت أنتباهها لتقرأ محتويات الرسالة بغضب زرع على وجهها فجذبتها لتقف قائلة بغضب: وأنتِ صدقتي كلامه ولا يقدر يعمل حاجة كل دا تهديد.. خرج صوتها الباكي قائلة بنفي: لا يا رهف أنتِ متعرفيش هو يقدر يعمل أيه؟، كل دا بسبب بابا باعني له بدون ما يهتم مصيري هيكون أيه؟!
عاونتها على الجلوس قائلة بهدوء: ممكن يكون باباكى غلطان بس هيجي عليه الوقت الا يحس بحجم غلطه أبتسمت ساخرة: معتقدش يا رهف قطعتها بهدوء: مفيش حاجة بعيدة عن ربنا لازم تكوني قوية وتدعي أن ربنا يهديه أما الحيوان دا فميقدرش يعمل حاجة وحتى لو عايز يعمل مش هيعرف رفعت عيناها لها بأمل فقالت بثقة: طول ما حازم وحمزة مع بعض عمره ما هيقدر لحد فيهم يالا قومي أمسحى دموعك دي خالينا نجهز حاجة العيد ونفرح.
أحتضنتها بسعادة ثم لحقت بها لتعد المنزل استعداد للعيد...
بمنزل طلعت المنياوي.. عاد أدهم من الخارج بعد أن أوصله زين وتوجه لمنزله هو الأخر فتفاجئ بصوت صراخها ليتوقف قلبه عن الخفق فركض بسرعة مهولة ليتفاجئ بأحمد يجذبها بمزح ليحاول الأنتقام مما فعلته.. تلونت عيناه بالغضب المميت ليصرخ بهم: أيه لعب العيال دا؟ استدار أحمد ليجد النمر أمامه بعيناه المريبة فأقترب منه قائلا بأبتسامة مرح: الحيوانة دي رشتني بالميه وكان لازم ءنتقم منها..
تطلع له بنظرة جعلته يضع المياه من يديه ويولج لداخل شقته أما جيانا فعدلت من حجابها قائلة بأنفاس متقطعة: الحمد لله أنك جيت فى الوقت المناسب صعد الدرجتان المستقلة بينهم قائلا بغضب: ياريت ترجعي لعقلك وتهدي شوية بدل الجنان دا!. تطلعت له بصدمة ودمع يلمع بعيناها فقالت بصوتٍ يكاد يكون مسموع: شايفني مش عاقلة يا أدهم؟
وتركته وتوجهت لتولج هى الأخري للداخل ولكنها توقفت على حاجز قوى يعترض طريقها، زفر بغضب وهو يزيح خصلات شعره البنية المتمردة على سحر العينان الخضراء قائلا بعد مجاهدة للثبات ؛ تعرفي أنا كان هيجرالي أيه من شوية وأنا سامعك بتصرخي؟ رفعت عيناها اللامعة بالدموع بستغراب ليكمل هو: قلبي كان هيقف محستش بنفسي غير وأنا هنا وفى الأخر يطلع هزار سخيف..
رفرف قلبها بأجنحة فود الطيران خارج الجسد ليعود مجددا لثباته: متعدهاش تاني أشارت له بهيام ليكمل هو بهدوء: متزعبيش بقا أشارت له ليكمل بأبتسامته الساحرة طب أمسحى دموعك بدل ما أمسحها وأفكر مكاني هنا تعالت ضحكاتها لتحذفها بخجل وتولج للداخل سريعاً، تحت نظراته المتعلقة بها..
صاح بصدمة: بتقول مين الا كان عنده؟ أجابه الرجل بخوف: زين المهدي يا عثمان بيه طافت عيناه بغموض فأشار ليخرج صوته الغامض: يا ترى أيه علاقة زين المهدي بحازم السيوفي؟!.. وقبل أن يترك لعقله الفراغ رفع يديه لمن يقف أمامه قائلا بغضب جامح: أسمعني كويس معاك4 ساعات وتجبلي العلاقة الا بتجمع زين المهدي بحازم السيوفي والا أنت عارف كويس أيه الا هعمله فيك.. أشار الرجل برعب: تحت أمرك يا عثمان بيه..
توجه عبد الرحمن لشراء مستلزمات العيد كما كلفه به الجد ولكن توقف حينما صدح هاتفه برسالة من رقم مجهول، فتح هاتفه ليقرأ محتوياتها بحرص... ، عبد الرحمن أنا صافي كنت حابه أقابلك دلوقتي لو فاضي ... تطلع بزهول لمحتوياتها فجذب هاتفه وأجابه برسالة أخري... ، ليه.. ، مش هعطلك هستناك أدام الفيلا... وأغلقت الهاتف فأبدل هو طريقه وتوجه لها ليرى ماذا هناك؟
وبالفعل بعدة دقائق وصل عبد الرحمن لفيلا زين ليجدها تقف بالخارج وما أن رأته حتى أحتل وجهها إبتسامة عاشقة به... أقترب هو منها ليقف أمام عيناه قائلا بثباته الفتاك: فى أيه؟ خرجت عن شرودها به سريعاً ثم أخرجت له حقيبة صغيرة وقدمتها له، حملها منها بتعجب فقال بستغراب: أيه دا؟
إبتسمت قائلة بصوتٍ منخفض بعدما كشف المحتويات ليرى ماذا بها؟: لفيت كتير عشان ألاقي نفس البرفنيوم بتاعك بس للأسف فشلت فجبت حاجة على ذوقي أتمنى تعجبك.. رفع عيناه لها بغموض ثم أعاد محتويات العلبة للداخل قائلا بهدوء: وأنا مش محتاجها.. ووضعها جوارها ثم توجه للمغادرة فركضت خلفه بحزن بادي على وجهها: عبد الرحمن.. تخشب محله وهى تلفظ أسمه بنبرتها المختلفة، فأستدار لها وبقى ثابتٍ ليرى ماذا هناك مجدداً؟..
أحضرت الحقيبة مجدداً ثم قالت بحزن: ياريت مش ترد الهدية.. خرج عن ثباته بعصبية: على حد علمي أنك بتكرهيني جداً وأعتقد كمان أنك عارفة سبب الجوازة دي الا المفروض يزدك كره ليا بس الا شايفه غير كدا ومش فاهم أنتِ عايزة توصلي لأية؟!. عبثت بأصابعها بالحقيبة بخجل من حديثه فوضعت عيناها أرضاً تخفى دمعاتها، لتجاهد للحديث بصوتها المتقطع: مين قال أنى بكرهك؟!.
حلت الصدمة ملامح فتطلع لها بستغراب لتكمل بحزن: عارفه أنت أتجوزتني ليه؟ وشاكرة أفضلك... قالتها ببكاء حارق ثم حملت الحقيبة وتوجهت للداخل سريعاً ليتبقى هو محله بستغراب لما يحدث لها!، ليتردد سؤالا واحد على مسمعه ماذا حدث لتلك الفتاة المتعجرفة؟، لما يشعر بآلم يكتسح قلبه حينما رأها تغادر بحزن!.. أنفض عنه تلك الأفكار وأستدار ليغادر ولكن حفرت ملامحها بعيناه فزفر بغضب وتوجه للداخل...
طرق الباب ولكنه تفاجئ به مفتوح فولج يبحث عنها ولكن لم يجدها فصعد لغرفتها بحرج من أن يراه أحد، وصل للغرفة ليجدها تفترش الفراش وتبكى بقوة وحزن، تخشبت قدماه وأوردة العقل عن العمل، فترددت الأسئلة العديدة على مسماعه ليترأسها سؤالا واحد من تلك الفتاة؟!، أنه حقاً لا يعلم من تكون؟. لم يشعر بقدماه وهى تقترب منها حتى جلس جوارها يتأملها بزهول ليخرج صوته الهامس: صابرين...
رفعت رأسها بزهول من سماع صوته فتفاجئت به يجلس جوارها، أعتدلت بجلستها سريعاً ثم أزاحت دموعها ووضعت عيناها أرضاً لتترك له الحديث المتلهف القلب لسماعه، لم يعلم ما عليه قوله!، حتي طريقه لتلك الغرفة لم يشعر به، قطع صمته بعد فترة قضاها بتأملها: أنا حاسس أني مش فاهمك خالص... إبتسمت قائلة بصعوبة الحديث: محدش عمره فهمني ولا حتى أمي..
ضيق عيناه بعدم فهم لتصمت هى بصراع أن لا تخسر من دق القلب له فرفعت عيناها لتتقابل مع عيناه قائلة بخجل تجاهد قتله: أنا عارفه أنك أخد عني فكرة مش كويسة بس صدقني أنا مش وحشة كدا... شعر بتشتته لفهمها فأكملت هى ببكاء: أنا عمري ما حبيت ولا أعرف أحساس الحب غير لما... وقطعت باقى كلماتها فضيق عيناه بزهول لتكمل هى بخجل: غير لما قابلتك يا عبد الرحمن حبيتك أوى وخايفة...
قالت كلماتها الأخيرة ببكاءٍ حارق، كان بحال لا يحسد عليه فحاول تخطى صدماته قائلا بعدم أستيعاب لما يحدث؟!: من أيه خايفة؟ أجشعت بالبكاء قائلة بآلم وصل له بكلماتها: خايفة أخسرك لأنك محبتنيش، خايفة تطلقني أو تتجوز بنت تانيه.. كبت ضحكاته ألا يكفي صدمته بأعترافاتها! لا زادت تلك الفتاة من حماقتها لتخرجه من صدماته على ضحك يجاهد بكبته... أكملت هى وعيناها تفترش الفراغ: أنا فقدت حاجات كتيرة اوي غالية عليا...
تطلع لها بستغراب ليردد بسخرية: وأنا غالي عليكِ؟!. رفعت عيناها له تنقل له ما بالقلب بالنظرات، أما هو فلم يعد يعلم ما الذي يحدث؟. خرج صوتها الباكي قائلة بصوت متقطع: مفيش داعى للسخرية.. دمعاتها صنعت حاجز تردد به فأقترب منها بعد عدد من المحاولات ليتمكن من ذلك ثم رفع يديه على كتفيها قائلا بهدوء: مقصدش.
رفعت وجهها لتجده يجلس بالقرب منها، يديه تحمل حنان أفتقدته كثيراً لم تحتمل أن تقف على مقربة من شعور الآمان المتجاذب إليها فأرتمت بأحضانه بقوة حتى تحظى بآمان القلب، عجز عن الحركة حتى ظن أنه شل عن الحركة، شددت من أحتضانه، وآذنيها تستمع ضربات قلبه فشعرت بفجوة منعزلة عن العالم الذي كرهته على الدوام، أغلق عبد الرحمن عيناه بقوة فى محاولة بائسة للمحاربة ولكن بنهاية الأمر هى زوجته، رفع ذراعيه أخيراً وطوفها بها فسعدت للغاية وشددت من أحتضانه، لا يعلم كم بقى كذلك، يطارده شعور بداخل القلب وهو عاجز عن تصديقه فكيف له بحب تلك الفتاة؟!..
أبعدها عنه بعد مدة لم يعلم كم طالت وقتها قائلا وعيناها تتأملها: مش قادر أفهمك! إبتسمت قائلة بآلم: عايز تفهم أيه يا عبد الرحمن، أنا حياتي كلها متتفهمش، أنا بنت كان حلمها زي كل البنات أنها تلاقى الآمان جوا عيلتها، لكن أنا ملقتوش من أول ما فتحت عيوني وأنا عايشة فى تشتت ما بين الحياة فى أمريكا وما بين الحياة هنا، مقدرتش أجمع بين الأتنين...
أنصت لها جيداً لتكمل بدمع يلمع بعيناها ولكن يأبي الخضوع: عشت أوقات كتيرة أتمنى حد من عيلتي جانبي بس ملقتش غير أم عايشة حياتها بالطول والعرض وأهم حاجة فى حياتها الخروجات والصدقات الا بتكونها مع الرجال مهو مجتمع غربي!، حتى بابا مكنش بيظهر غير كل شهرين تلاته وبعدين يرجع يختفى تاني، محستش أنى كنت مهمة عند حد غير خالد هو الوحيد الا كان يهمه أمري، مكنش بيسيب يوم غير لما يطمن فيه عليا بس خلاص راح ومفضلش ليا حد..
وتساقط الدمع من عيناها ليتحطم قلبه فأسرع بالحديث: مالكيش حد أزاي! وزين؟ إبتسمت بسخرية: زين عمري ما حبيته ولا هحبه ابداً وكفايا عليا أنه السبب فى موت خالد صعق فجاهد للحديث: أيه الكلام الا بتقوليه دا؟ أجابته ببكاء: ماما أعترفلتي أن هو الا حرضها تقتل خالد عشان كدا أدها الفلوس الا هو بيتكلم عنها.. قاطعها بحدة: لا زين عمره ما يعمل كدا والدتك بتحاول توقع الدنيا عشان علاقتك بيه متكنش زي خالد..
رفعت عيناها له بأنكسار: تعبت يا عبد الرحمن معتش عارفة أصدق مين ولا مين، أنا بعمل المستحيل عشان يسبني فى حالى ويديني فلوسي عشان أخرج من هنا. تطلع لها بأهتمام ثم قال بهدوء: هتروحي فين؟ شرعت بالبكاء: مش عارفة أي حتة غير هنا أنا مش مستريحة معاه ولا عايزة أشوف وشه...
: وأنا مش هقبل أعذبك أنك تشوفي الوش دا، حقك فى ميراث بابا هيكون عندك بعد يومين من دلوقتي أكون جمعت فيهم المبلغ وساعتها مش هفرض عليكِ تفضلي هنا أو تسافري دي حرية شخصية ليكِ.. أستدارت بصدمة لتجد زين يقف أمامها بعد أن أنهى كلامه ليترك الغرفة حتى لا ترى حزنه الشديد على ما تفعله به..
فاقت صدمته حينما رأى زين أمامه فأستدار بوجهه لها قائلا بسخرية: أتمنى تكوني أرتاحتي، وعشان تعرفي تهجري للمكان الا تحبيه أنا هطلقك.. وتركها وأوشك على الرحيل فجذبت يديه سريعاً قائلة بدموع: لا يا عبد الرحمن أنا مش عايزة أطلق أنا بحبك.. إبتسم بسخرية: أنتِ مش بتحبي غير نفسك وبس حتى دي أشك فيها لأنك لو عندك قلب كنتِ عرفتي تميزي المخادع من الصادق وتركها ولحق بزين لتهوى أرضاً وتبكى بقوة..
طرق الباب وولج للداخل ليجده يقف أمام شرفته وعيناه مغيبة عن الواقع، لم يعلم ما عليه قوله أو فعله فأبتسم زين قائلا بثبات دائم: مفيش داعى يا عبد الرحمن أنا أعتدت على كدا أقترب منه قائلا بحزن: معلش يا صاحبي كل دا أختبار من ربنا.. إبتسم رغم آنين القلب: ونعم بالله أنا هديها الا يكفيها وزيادة بس كان حلمى أنفذ وصية أبويا لكن مش هجبر حد يعيش معايا غصب عنه..
رفع يديه على كتفيه قائلا بحزن: عارف أنت أد أيه كان نفسك تغيرها لكن هى الا أخترت.. لم تتركه البسمة ليكمل قائلا بثبات: وأنا هدعمها فى اختيارها وهى تتحمل النتيجة أشار له بأقتناع ثم أستأذن بالرحيل، تركاً زين بآلم يغزو قلبه... أنفض عنه ما يشغله فمعشوقته بأنتظاره ليبدل ثيابه سريعاً لحلى زرقاء اللون تشبه لون عيناه الساحر ثم صفف شعره وتوجه إليها سريعاً...
وقف أمام منزلها فهبطت وتقدمت منه بفستانها الأسود الرقيق ليبتسم بعشق توهج من القلب... صعدت جواره قائلة بأبتسامة هادئة: أتاخرت على فكرة.. أغلق عيناه بحركة سحرية قائلا بضيق مصطنع: أسف.. أشارت بكتفيها قائلة بغرور: عفونا عنك.. تعالت ضحكاته ليقود سيارته للمكان المنشود...
بمنزل طلعت المنياوي... خرجت من منزلها أخيراً بعد أن ظلت به من الصباح فهبطت لتجد الجميع بالأسفل...
جلست على المقعد بعيداً عنهم لتعد لآنين الحزن الملحق بها، طافت عيناها كثيراً فشعرت بأن هناك سُكنان يشعر به القلب يقترب منها، رفعت غادة عيناها لتجده يهبط الدرج ليجتازها غير عابئ بها ولا لدمع عيناها اللامع لرؤياه!، أنضم للشباب بعد أن جلس كلا منهم بالأسفل فموعد الآذان قد أوشك، تحدث معهم بمرح متناسياً لوجودها.. أحمد بجدية: خلاص بعد الفطار نروح أن شاء الله يوسف: بس الراجل دا مش عنده أذواق حلوة يا أحمد.
ضياء: خلاص نركب ونجيب من مكان تاني عبد الرحمن بسخرية: دا لو عرفنا أصلا أنت ناسي أن بكرا العيد يعني هتلاقي زحمة على المحلات.. يوسف بغضب: مش كان زماني أشتريت هدومي من زمان معرفش أيه الا خلاني أستناكم! أدهم بهدوء: أندب حظك زي الحريم.. تعالت ضحكات أحمد قائلا بجدية: يا يوسف لبس الشباب كتييير مش زي الحريم يعني هتروح هتلاقي كل حاجة زي ما هي ولو زنقت يعني ألبس أي حاجة ماحناش أطفال لسه!.
تعالت الضحكات ليرمقهم بنظرة مميتة ثم خرج للقاعة... ضياء بسخرية: هو أخوك دا معقد ليه يا عبد الرحمن؟ رمقه بغضب: أسأل ليا وليك ياخويا.. توقف أدهم عن العبث بهاتفه ووقف حينما ولج طلعت المنياوي للداخل لينضم له عبد الرحمن والجميع... جلس الجد على الأريكة قائلا بنظرات متفحصة: كيفكم يا ولد؟ أحمد بأبتسامة هادئة: الحمد لله يا جدي أخبار صحة حضرتك أيه؟ أجابه بثبات: بخير يا ولدي، أجعدوا..
وبالفعل جلس الجميع ليكمل حديثه: الصنايعية بدءوا الشغل بالأرضية، جهزوا حالكم على العيد التاني بأذن الله هيكون فرحكم.. سعد أحمد كثيراً أما عبد الرحمن فتحدث بشكر: ربنا يخليك لينا يا جدي.. اقترب منه أدهم قائلا بهدوء: بعد آذن حضرتك يعني أحنا حابين أحنا الا نحاسب العمال ونجيب الا اللازم كفايا أن حضرتك أتنزلت عن الأرضية.. إبتسم الجد قائلا بغموض: لساك زي مأنت..
إبتسموا جميعاً فلمح الجد بحدة نظره حزن ضياء وغادة البادي على وجوههم فأشار بيديه على من تقف بعيداً. : جربي يا بنتي.. تطلعت له غادة ببعض الخوف فأشار لها أحمد بالأقتراب وبالفعل فعلت تحت نظرات رعب جيانا وياسمين... ربت على كتفيها ثم جذبها لتجلس جواره قائلا بغموض: مش هتجوليلي كيف كل سنة فين مديوعي يا جدي؟ إبتسمت بسعادة حتى والدتها قالت: كانت لسه صغيرة يا بابا أنت لسه فاكر؟
إبتسم قائلا بشرود: ولا عمري أنسى حد من أحفادي، ثم رفع نظره على من يجلس على مقربة منهم ليبدأ بالحديث قائلا وعيناه على غادة: تعرفي أنتِ الوحيدة الا كنت بتهاون معاها لما كنتِ تعملي الغلط وأجي عشان أعاقبك كنت بلاجيه دايما يبكي ويجولي لع يا جدي أني الا عملت إكده عاقبني أني..
تطلعت له بزهول عن من يتحدث حتى الجميع تابع الموقف بأهتمام على عكس ريهام وسلوي ونجلاء زوجات الأبناء إبتسمن لمعرفة عن ماذا يتحدث الجد؟ أسترسل حديثه قائلا بأبتسامته الهادئة: حاولت أشوف سر جوته دي فكنت أعاقبه مكانك ويستحمل، من صغره وهو إكده أجابته بفضول: مين يا جدي؟ أجابها وعيناه عليه: الوحيد الا جبلت أنه يخطب رغم أنه الصغير..
تطلعت لضياء بدموع وهو بنظراتٍ ثابتة، تعالت بسمات الجميع على عشق ضياء النقي، نهض الجد عن الأريكة وتوجه لغرفته ولكن قبل الولوج أستدار بوجهه لأحفاده قائلا بثبات: عرفتوا دلوجت ليه الوحيد الا وافجت على خطوبته رغم انه لساته بالعلام... إبتسم أحمد وعبد الرحمن وتطلع له يوسف بزهول... غادر الجد ليهمس أدهم لأخيه قائلا بجدية: فوق يا ضياء مضيعش الحب دا من أيدك...
رفع عيناه لتتقابل مع عيناها لتقسم له بين الآنين أنها لن تفعل ذلك مجدداً، رأى الندم يستحوذ عليها ولكن عليه الصمود حتى لا تعيد ما فعلته مجدداً.. أسرعت الفتيات بتقديم الطعام فموعد الآذان الأخير لرمضان المبارك أوشك على السطوع، عاونتهم الأمهات بوضع العصائر ليتعالى صوته بالتسهيد لتجتمع العائلة على أخر طاولة رمضان المبارك، فشرع كلا منهم بكسر صيامه بعد أن دع دعوة محببة لقلبه...
إبتسم الجد وهو يتأمل أولاده وأحفاده لجواره فقال بفرحة: كل سنة وأنتم طيبين.
أجابوه بسعادة وقبل كلا منهم يديه، لينهوا طعامهم سريعاً فتجمع الشباب بالاسفل للخروج سوياً لشراء ملابس العيد أما الفتيات فأعدن المنزل للغد وصعدت الأمهات للأعلى لترتب كلا منهم شقتها الخاصة تاركة المنزل السفلي للفتيات الذي برعن بترتبه بأتقان وأعدت كلا منهم ملابسها لأحتفال الغد المميز لكلا منهما لأنه الأول مع الحبيب والخطيب والمعشوق، وظل الحزن نبع عين غادة حتى أنه ظنت بأن سعادة الغد ليست من نصيبها...
بمنزل همس... أنهي زين طعامه بتلذذ بعد أن شكرها على طعامها الطيب وجلس مع والدها يرتبان أمور الحنة والزفاف، ونظرات الزين تخطف معشوقته بعالم لا يستحوذ بهم سواه هو وهي، ومع حدوث أفواج العشق هناك مخطط للأنتقام سينضم زين وأدهم لقائمته ولكن ربم المخاطط نسى أن النمر قوة لا يستهان بها...
ستري الموت بعيناها وستجده هو من يقف ليحيل بينه ليحتضنه بدلا عنها لتصفعها بقوة ما كانت تراه به ولكن هل ستعود للحياة أما ستتخلى عنها هى الأخري؟. ما المجهول لكلا من، جيانا، رهف، رتيل، همس..! هل حان الوقت لكشف القناع الخفى عن المافيا؟ وأخيراً ماذا هناك من أسرار وشفارات؟!