أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتدى جنتنا، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .





رواية القناع الخفي للعشق مافيا الحي الشعبي

أبناء العم أقوى عصبة بالحى الشعبي ربما لكلاٍ منهم رحلته المجهولة مع العشق ولكن يجمعهم منزل بسيط مكون من أربع طوابق فى حى ..



01-11-2021 02:50 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [19]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية القناع الخفي للعشق مافيا الحي الشعبي
رواية القناع الخفي للعشق (مافيا الحي الشعبي) للكاتبة آية محمد رفعت الفصل العشرون

تسللت الشمس بأشعتها المنيرة لتكفى ظلام الليل الدامس..
بمنزل طلعت المنياوي ...
تعجب ضياء ويوسف من طلب الجد بأن يأخذوا النساء للصعيد فلم يتمكن كل منهم فهم ما برأسه، حتى رهف انضمت إليهم بعد أن أوصلها حازم لمنزله رغم محاولاتها بالرفض ولكن أمام إصرار حازم انصاعت له...
سعدت للغاية باللقاء به فأغمضت عينيها طوال الطريق الشاق على أمل رؤياه..

بغرفة الفهد..
فتحت عيناها بتثاقل فبحثت عنه لتجده يجلس على المقعد جوارها، استندت بذراعيها حتى جلست على الفراش قائلة باستغراب: فهد!، انت صحيت امتى؟
تخلب وجهه ببسمته الجذابة قائلاٍ بنبرة ساكنة: صباح الخير يا روحي..
ابتسمت قائلة بخجل: هتفضل تدلعني كدا كتير؟
جذبها لتستقر بين أحضانه قائلا بخبث: يعني لحد ما تملي مني
أسرعت بالحديث: مستحيل
إبتسم بمكر وهو يقبل جبينها بعشق: وأنا من رابع المستحيلات.

تلون وجهها بحمرة اكتسحت بلون الكرز لتبتعد عنه سريعا لتهرب من تلك النظرات لحمام الغرفة فعادت ملامحه مثلما كان بعد أن لانت لقرب معشوقته منه فلا طالما حافظ على عدم إزعاجها بما هو بها ففي نهاية الأمر لا ذنب لها بمشاكله حتى تتحمل عبء قسوته كما يفعل أغلب الرجال!..

حملت عيناه وعيدا لمن ارتكب ذلك، فأقسم على التخلص منه اليوم قبل الغد، فحمل سلاحه وخرج من الغرفة بعدما ارتدى جلبابه الأسود الذي يجعله قامة رجولية فتاكة...
هبط الدرج متوجهاً للأسفل ليتفاجأ به أمام عينيه، والغموض يتركز بنجاح فيجعل الفهد يفشل بتخمين ما به؟!.
خرج النمر عن صمته قائلاٍ وعيناه تباشران نظرات الثبات: على فين يا فهد؟
تراقبه بصمت لعلمه صعوبة التهرب منه فقال بهدوء: مالكش صالح يا أدهم.

تطلع له أدهم بغضب ثم قال بلهجته المخيفة: رجلي على رجلك يا فهد ودا الا لازم تفهمه
زفر بضيق ثم أشار له بستسلام: أتفضل
ظهرت شبح بسمة الأنتصار على وجه النمر فهبط بغرور ليتابعه فهد والغضب يكمن بداخل عيناه...

بغرفة زين...
أخرج هاتفه بصعوبة لأصابة يديه ليطلب عشقه المتيم ولكن تفاجئ برقمها المغلق منذ أمس فزفر بغضب وألقى بهاتفه بضيق فظن أنها مازالت غاضبة لسفره المفاجئ حتى أنه لم يستمع لصراخها لأنه مازال لم يشفى بعد ولكن لا يعلم ما يحدث معها!..

خطت بين الأشجار بسعادة وهى تتراقبها بلهفة وفضول يسرى بعيناها، فجلست أرضٍ تلامس تلك الأعشاب اليانعة بالحياة وبيدها زهرة بلون الشمس تشم عبيرها بفرحة وتتأملها بأعجاب...
: مش أحلى منك
صوتٍ تعلمه جيداً نعم فهو مصاحب لضربات قلبٍ تعشقها وتعلم صاحبها جيداً...

نهضت صابرين تبحث عنه بالأرجاء حتى وقعت عيناها عليه يستند بجسده على أحد فروع الأشجار، ظلت لوهلة تتأمله بأعجاب وفمٍ فارغ وهى ترى الطبيب اللعين كما نعتته يتألق بجلباب رمادي اللون جعله غاية فى الوسامة والجمال فربما الآن ترى الملابس الصعيدية أبهى صيحات الموضة والجمال بعدما رأته يرتديه، أخفى بسمته وأقترب ليقف أمامها بثبات، تعبيرات وجهه ذكية لدرجة عدم نطقها بما يحمله القلب من معاني وكلمات!..

ظل يتأملها بعين تخفى أعجابه بعدما تمرنت يدها على لف الحجاب لتصبح محترفة بما ترتديه فكانت كالحورية البيضاء، لم يخشى أن يرأها أحداً مثلما كان يفعل فكان يشتعل قلبه بنيران الغيرة كلما رأى عين أحد تقع على مفاتنها، نعم ذاك خير الرجال الذي يحفظ جمالها لذاته وليس فرجة لمن يرى ما يخصه!..
كسرت حاجز الصمت قائلة بتلقائية مغيبة: اللبس دا جميل عليك أوى.

إبتسم عبد الرحمن قائلاٍ بمكر وغرور مصطنع: أنا طول عمري جميل أيه الجديد؟!
وضعت عيناها أرضاً بخجل وحزن مما تتفوه به فيجعل ما بقلبها ظاهراً له على عكس هذا الرجل المغرور، لا مهلاٍ ربما لم يكن لها الحب!، هذا ما ظنته فتركته وتوجهت للداخل بدمع يتلألأ بعيناها ؛ فأسرع خلفها بقلبٍ جعل ما بعيناها بصيراً له فعلم ما تفكر به...

لم تقوى على التحرك ويديه تتمكن من معصمها فأستدارت لترى أهناك سخرية يريد البوح بها! ؛ فوجدته يقف أمامها بعين تحمل الكثير والكثير ليقطع عنها معانتها فى فهم ما يود قوله: بحبك..
كلمة مكونة من أربع حروف كانت لها تأثير قوى لتسحب زمام أمورها وتجعلها كالمتخشبة حتى كلماتها الكثيرة تخلت عنها لتصبح فارغة البوح، فقط النظرات هى من رأفت بها لتخرج ما تود قوله..

أما هو فأبتسم قائلاٍ وعيناه تتأمل أسئلتها الغزيرة: بحبك من أول ما حسيت أنك مختلفة عن الصورة الا رسمتها لبنت عاشت برة طول حياتها..
صمت قليلاٍ ثم أسترسل حديثه للأجابة على ما يشغل خاطرها فيبرع هو بقرائته: لا يا صافي مش لأنك لبستى الحجاب، أنا منكرش سعادتي لأنى كنت فى نار لما بشوف حد بيبص عليكِ لكن حبي ليكِ من أول ما دخلتي بيتنا وشوفتك على طباعك المختلفة..

تطلعت له بزهول فلاول مرة ينطق بأسمها الغربي ولكنه أبتسم وأكمل حديثه المرح: تقدري تقولي كدا أن الطبيب اللعين وقع فى غرامك..
لم تتمكن من كبت ضحكاتها فتعالت بالسعادة وهو يتراقبها بعشق لينهيه حينما جذبها لتقف أمام عيناه قائلاٍ بعشق متيم وصوتٍ هامس: بفرح لما بشوف بسمتك أعتقد دا سبب كفايا أنك تبتسمي على طول.

تاهت بعيناه فأقسمت على أنها على وشك الجنون، هل تشعر ببرودة المياه أم حرارة الشمس المتسلطة عليها!، ماذا هناك؟، هل هى على ما يرام؟!، لم تجد أجابة سوى الركض من أمامه لتلوذ بنجاة لقلبها المسكين، تراقبها ببسمة تجعله ثابتٍ للغاية ومن داخله قلبٍ يطرب برؤياها!..

بكت بضعف وآلم يكبل قلبها فيحطمه، حتى فمها المكبل لم يقوى على نطق أسمه لتستمد أمانها المعهود ؛ فبقيت تتأمل الغرفة بدموع ورعب يسري بأنحاء جسدها، لم تجد سوى أن تفعل كما أخبرها به من قبل ؛ فأغلقت عيناها بقوة تستمد القوة من كلماته..
، لما تحسى أنك محتاجالي غمضي عيونك وتخيلني أدامك وأنا أوعدك قبل ما تفتحيهم هكون أدامك ...

هوت دمعاتها الساخنة على وجهها بلا توقف ؛ ففتحت عيناها بلهفة ليتحقق كلماته ولكن أزداد زعرها حينما رأت رجلاٍ يقف أمامها ويتراقبها بسكون!، الظلام الدامس بالغرفة لم يسعفها على التعرف على ملامحه، حاولت جاهدة لرؤية وجهه فتعمد البقاء بالظلام طويلاٍ ليبث لها الرعب أكثر فأكثر...

ليقطعه هو حينما شرع بالأقتراب منها بخطوات بطيئة تقتلها عن عمد، تخطى الظلام ليظهر بطاقة نوراً تضئ بخفوت لتظهر ملامحه فتكون الهلاك لها، كأنها بجحيم لا تقوى الهرب منه، لا هى بأبعد من ذلك هى بخيال ربما أو حلماً لعين تريد الأفافة منه!، جفت حنجرتها وسحبت الكلمات وتبقت نبض القلب المرتجف سيد الموقف ليقطعهم صوته الغامض: وحشتينى يا همس...

صعقت وهى تحاول الصراخ بأسم الزين ليكون لها العون ولكن لا تعلم بأن أساطير قلبه الحاملة لرنين الروح قد بدت بمرحلة التمرد لتعلمه بأن معشوقته على حافة الخطر!، فربما عليه المحاربة لأجلها وربما عليه المعأناة للفوز بقلبها من جديد!..

بالمندارة...
جلس الكبير فزاع الدهشان بعينان تشعان الغضب المميت بأنتظار الخبر القاطع بهلاك ذلك الرجل حتى يتمكن قلبه من الراحة أخيراً، جانب من غضبه تجاه أدهم لمخالفة أوامره وأتباع فهد فيما سيقوم به من مجازفة ولكن عليه ذلك...
ولج سليم للداخل بحزن على ما يحدث ؛ فجلس مقابل له بصمت قطعه فزاع حينما قال بحذم: لو جاي أهنة عشان تعطيني عظة فمش هتلاجي غير الغضب يا سليم..

وضع عيناه أرضاً بحزن ثم قال بهدوء: يا جدي أنت خابر زين أني أجدر أنتقم من الا جتل أبوي بس أني خايف على ولادي ليكونوا هما الضحية للتار المريض ده..
نهض عن مقعده الخشبي قائلاٍ بسخرية وغضب: يبجا تجفل خشمك و تخليك جاعد بالبيت كيف الحرمة وهمل فهد يأخد بتار أبوك
وتركه وغادر المندارة ليظل هو محله حزين على عدم تمكنه من فهم ما يود قوله، كيف يحتمل خسارة أحد أبنائه؟!..

جلس عمر لجواره قائلاٍ بهدوء: متزعلش من كلامه يا سليم أنت عارف أن الا حصل كان صعب عليه خسارة ولاده الأتنين فى وقت واحد كانت صعبة جداً..
رفع سليم عيناه بحزن: وأني مكنش صعب عليا خسارة أبوي!
ربت على كتفيه بحزن فأكمل سليم بضيق: يا عمر أني نفسي أنتقم من الا عمل إكده بس خايف على ولادي ملهمش ذنب فى الا حوصل ولا حتى نادين كيف أحطم قلبها على فراق حد من أولادها!، أنى أتكلمت مع فهد كتير وهو الا رافض يسمعني.

عمر بهدوء: فهد غيرك يا سليم مرتبط بمسؤلية كبيرة ولازم يكون أدها
أشار برأسه بتفهم: خابر زين يا واد عمي عشان إكده هملته
كاد عمر الحديث ولكن قطعه رنين هاتفه برقم جاسم فرفعه ليرى كيف حاله؟ بعد أن ترك الصعيد وتوجه للأسكندرية مع زوجته..

جلس على المقعد الخارجي بشرود بها، يراها تتجسد أمامه بملامح وجهها الرقيق فيغمض عيناه بتردد بسماع صوتها ؛ فكيف سيصمد أن سمعه! سيقطع المسافات ويخالف قوانين طلعت المنياوي لأجل اللقاء بها..

مُزجت ملامحه بالحزن الشديد ليخترقه هالة من الضيق لأشتياقه لها ؛ فأزاحت تلك النسمة أوجاعه حينما وجدها تهبط من السيارة لتقف أمامه بفرحة رسمت ببراعة، وقف أحمد بزهول مما يرأه هل يعقل أنه قد جن باللقاء بها فأصبح يتوهم رؤياها؟!.
أقتربت منه ياسمين قائلة بفرحة: أحمد..
رفع عيناه بعدم تصديق فردد بزهول: ياسمين! بتعملي أيه هنا؟!.
أقتربت بخطاها قائلة ببعض العتاب: مش فرحان؟

أسرع بالحديث: فرحان بس! أنا مش ببطل تفكير بيكِ..
إبتسمت بسعادة فأشار لها بالجلوس ليعلم منها كيف أتت لهنا؟!..

ولجت رهف مع الجميع للداخل فأستقبلهم فزاع الدهشان بوقار لا يليق سوى به فصعدت للأعلى للجناح المخصص للسيدات، أما جيانا فبقيت محلها تبحث عن أدهم بلهفة اللقاء ولكن سرعان ما تبدل ما بقلبها لحزن حينما علمت بأنه خارج المنزل منذ وقت طويل...

بقصر حازم السيوفي...
بقى بغرفته يحسم أمره بتفكير عميق فهبط للأسفل حينما علم بمغادرة أخيه للعمل...
جلس على المائدة يتناول طعامه بشرود حتى أخرجه صوت الأقدام التى تقترب منه فلم يرفع عيناه عن طعامه وبسمة الأنتصار والمكر تحوذ به، جذبت راتيل المقعد لتجلس جواره قائلة بعد مدة طالت بصمتها وهى تتصنع الخجل: ينفع أقعد أفطر معاك..
رفع عيناه فى محاولة الثبات قائلاٍ بلهجة مرحة: بس أنتِ قاعدتي خلاص..

إبتسمت بدلال جعله يشعر بالتقزز ولكنه حسم أموره بأنقاذ علاقته بأخيه ولو كلف الأمر، شرعت بتناول طعامها ونظراتها تراقبه فقالت بأرتباك: هى فين رهف مش شايفها؟
أجابها دون النظر إليها: عند والدتها
ونهض عن مقعده ؛ فجذب معطفه وتوجه للخروج هو الأخر لتسرع خلفه قائلة بتوتر: حازم
أستدار قائلاٍ بهدوء: أيوا
أقتربت قائلة بخجل مصطنع: كنت حابة أنزل أشتري شوية حاجات وحمزة نزل لو ينفع يعنى تأخدني فى سكتك..

ضيق عيناه بغضب وهو يكبت بداخله غضب سيجردها للجحيم ليتحكم بذاته قائلاٍ بهدوء: أوك..
سعدت كثيراً وجذبت حقيبتها ولحقت به لا تعلم أنه يعد لها ما سيوقعها بشباكٍ أعدتها لذاتها..

بجناح سليم..
صعد للأعلى مهموم بالتفكير على ما سيفعله فهد فولج للداخل وألقى بعمامته على الفراش بضيق ليجد من تطوفه من الخلف قائلة بمرح: كيف تدخل عليا إكده أفرض أني بغير خلجاتي المفروض تستأذن الأول..
تطلع لها بهدوء ثم سحب يدها وأكمل تبديل ملابسه بصمت زرع الشك بقلبها فضيقت عيناها بتفكير: أمم ممكن مخنوق كالعادة بس المرادي مش هتقدر تطلع خناقتك فيا لأن مزاجي كويس جداً..

رمقها بنظرة محتقنة قائلاٍ بتحذير: نادين أخرجي من دماغي أنا الا فيا مكفيني
تطلعت له بضيق ثم حملت إبنتها الصغيرة وخرجت من الغرفة بحزن..

هبطت جيانا للأسفل فجلست على الأريكة بحزن وعيناها تتراقب الطريق بتلهف لرؤياها..
فأتى صوته من خلفها هامسٍ بعشق: قولتلك لما تفكري فيا هتلاقيني جانبك
إبتسمت بسعادة وسرعان ما أستدارت لتجده يقف أمامها بطالته الساحرة، يرتدى جلباب من اللون الأسود جعله كعادته ساحراً بطريقته الخاصة...
أقترب النمر منها ليقف أمامها يتراقب نظرات أعجابها بخبث خرج بحديثه: خوفتي عليا من بنات الصعيد..

رفعت عيناها له بغضب ثم قالت بوعيد: وأخاف عليك ليه عيل صغير!.
إبتسم بمكر: أوك همشيها بس حبيت أعرفك أن قلبي مرتبط بواحدة بس
وغمز بعيناه ثم تركها وتوجه للولوج ليقف على صوتها الرقيق: أدهم..
إبتسم بثقة ثم أستدار قائلاٍ بثبات: عيونه
جاهدت للحديث ففركت بيدها تارة وعبثت بحجابها تارة أخري فأبتسم النمر وأقترب منها لتخرج الكلمات بتردد: وحشتني.

تطلع لها بفرحة وزهول بينما تلون وجهها كحبات الفراولة الحمراء حتى كادت أن تتحول أمامه فأخفى فرحته قائلاٍ بثبات: والجديد؟
رفعت عيناها له بغضب أستوحذ عليها قائلة بغضب لا مثيل له: على فكرة أنت مغرور أوي..
وتركته وهبت بالرحيل فجذبها من معصمها هامسٍ بعشق: بس بموت فيكِ وفى جنونك دا..

تخشبت محلها حتى ثقلت خطاها فلم تتمكن من الحركة حتى أتت مكة مهرولة من الداخل تحتضن أخيها بفرحة فأبعدها عن أحضانه بمشاكسة: أنتوا ليه بتصورلي أني مسافر بقالي قرن!.
مكة بغضب: اليوم عندنا كدا
إبتسم وهو يصفعها بخفة على وجهها كما أعتاد فولج للداخل ليجد حزبٍ الشياطين قد أكتمل بأجتماع يوسف وضياء ولكنه لاحظ شرود زين وصمته الغير معتاد فجلس جواره يتفحصه قائلاٍ بصوتٍ منخفض ساخر: مالك يا زين الصعيد.

أستدار له بغضب ثم تحل بسكونه فعلم النمر بأن هناك أمراً ما فأسرع بالحديث الجادي: مالك يا زين؟
زفر بغضب: همس لسه زعلانه مني ورافضة ترد على تلفونتها وأنا هتجنن وأسمع صوتها
كبت أدهم ضحكاته قائلاٍ بهدوء: مهي معها حق فى حد يسيب البلد وهو تعبان كدا؟
رمقه بضيق فأسترسل حديثه بسخرية: طب أوك نفترض أنها وحشاك ممكن تكلمها على تلفون والدها..
إبتسم قائلاٍ بلهفة: تصدق فكرة أزاي غابت عني؟!

وأسرع لهاتفه ليتخشب محله حينما أخبره والدها بأنه ظن بأن همس معه بمنزله تتوالى أموره لمرضه حتى هو صعق للغاية فعلم الآن أن ما يشعر به هو الصواب معشوقته تواجه شيئاً ما لذا يشعر بقلبه يكاد يتوقف!، أسرع زين لسيارته وقلبه ينبض بقوة فلحق به أدهم ولكن فزاع رفض أن يقف يلحق به فأمر عمر وسليم بأتباعه...

بمكتب حمزة...
أنهى عمله فحمل هاتفه ومفاتيحه ثم توجه للخروج فهبط للجراج الخاص بالشركة ثم صعد لسيارته وتوجه بالخروج ولكنه توقف حينما وجد ذات الوشاح الأسود تقف مع رجلاٍ ما يعنفها بقوة وهى خاضعة برأسها أرضاً وتبكى بأزلال غرس بقلبه الغضب فلم يشعر بذاته الا بعدما هبط من سيارته وتوجه إليهم قائلاٍ بصوتٍ كالرعد: الحيوان دا بيضايقك؟

رفعت حنين عيناها لتجده يقف أمامها فكادت الحديث ولكن سبقها هذا الرجل اللعين حينما قال بسخرية: ودا مين دا كمان؟
صاح حمزة بنبرة مخيفة حينما أشار لحرس الشركة: هعرفك حالا أنا مين؟
أسرعت بالحديث برعب: لا يا حمزة بيه أرجوك هو معمليش حاجة أرجوك خليهم يسبوه
تطلع لها بزهول وغضب بأنٍ واحد فأشار للرجال بتركه ؛ فأقترب منه قائلاٍ بسخرية: بدل الرجولة الا عملها دي أدفع الا عليها هى وأبوها بدل ما وربي هحبسهم..

وتركه وغادر ليتطلع لها بستغراب عما يتفوه به أما هى فزادت بالبكاء عما هى به من خجل لا نهاية له ؛ فأقترب منها حمزة قائلاٍ بهدوء: ممكن نتكلم فى أي مكان؟
كانت كالمغيبة لا تقوى على نطق شيء فلحقت به لأحد المطاعم العامة ثم جلست بهدوء ويدها تفرك بالأخرى من الخجل الذي وضعها به هذا اللعين..
أشار حمزة للنادل بأحضار ليمون لها فجلست بصمت لا تحرك عيناها أرضاً حتى قطع هو الصمت قائلاٍ بحذر: مين دا؟

أغلقت عيناها بكثير من الألم والدموع عن أجابة هذا السؤال الحرج فهى تمقت الشفقة التى ستراها بعد قليل..
أخرجها من أفكارها قائلاٍ بهدوء: لو هيضايقك بلاش
أشارت نافية قائلة بدموع: الراجل دا بابا مديون له ب40 ألف جنية
ضيق عيناه بعدم فهم فباشر بسؤاله: لما هو وحش كدا باباكِ ليه يستلف منه؟

هوت دمعاتها بصمت فحمدت الله بأرتدائها هذا الستار لتكمل بألم: مأخدش منه فلوس، أحنا ناس على قدانا وأختي كانت مخطوبة بقالها 3سنين كان لازم يجوزها ويستر نفسه فمكنش فى طريقة غير أنه يأخد الجهاز كامل من الراجل دا ومضى على نفسه شيكات...

حزن حمزة لمعانتها فأكملت بدموع: بابا كان بيسدد كل شهر بأنتظام مكنش بيرجع البيت غير لما يجمع جزء من فلوسه كان بيفضل يشتغل ليل نهار على الميكروباص عشان يجمع تمن الشيك الواحد لحد ما عمل حادث كان السبب فى عجزه فأضطريت أنزل أشتغل بشهادتي المركونة لحد ما ربنا ألهمني ولقيت شغل بشركات حازم السيوفي بس هو مش راضي يديني مهلة لأخر الشهر...
لمست دمعاتها أسوار قلبه فأقسم بأنه لم يعلم الحب كيف الطريق له؟

أما هى فلم تنتظر أن تستمع لشفقته مثلما تستمع لكثير منه لذا أستغلت شروده ؛ فهرولت من أمام عيناه بدموع وكسرة خسارة العمل الذي كانت ستجني منه المال لسداد الأقساط ولكنها لن تستطيع العمل وهى ترى نظرات الشفقة من أحد!..
أفاق من شروده على رؤيتها تهرب من أمامه فرفع هاتفه يتحدث مع الحرس بأمر أتباعها فأذا ضايقها هذا اللعين عليهم التدخل على الفور وعليهم الحرص لمعرفة منزلها...

أما هو فتوجه للقصر مهموم ونظراتها تلحقه كمخمد من النيران لا يعلم بأن أخيه يعد له حفلا خاص ليكشف له القناع عن تلك الفتاة اللعينة..

بقيت محلها بصدمة تفوقها أضعافٍ فخرجت عن سكونها قائلة بصوت يكاد يكون مسموع: عادل!.
إبتسم بسخرية: طب كويس أنك لسه فاكرة أسمى كنت فاكرك نسيته زي ما نسيتي حاجات كتيرة..
نهضت عن الأرض قائلة بصدمة: أنت عايش!، مستحيل..
أقترب ليقف أمامها قائلاٍ بلهجة مميتة: هو أيه الا مستحيل! ولا خايفة أرجع من جديد لحياتك وأخسرك زين بيه بفلوسه؟
بكت قائلة بصراخ: أخرس أن...

قطعت باقى كلماتها بصراخ حينما جذبها من حجابها بقوة ولهجة الغضب الحائل بنبرته تغمر المكان: الا هيخرس دا هيكون أنتِ، أنتِ ليا يا همس وزي ما طعنتيني بخيانتك ليا هكسرك يا همس..
بكت وتباعدت عنه قائلة بدموع: أنا حاسه أنى بحلم!.
أجابها بسخرية: لا كابوس يا همس، بس مش فيه غيري أنا وأنتِ..

وألقاها أرضاً بقوة ثم شرع بالأقتراب منها فتباعدت عنه برعب ليقول هو بسخرية وألم: لما فوقت من الا أنا فيه كان عندي أمل واحد أنى أشوفك وأعملك الفرح الا كنا بنحلم بيه أنا وأنتِ بس مكنش عندي الجراءة أكلمك وأنا على كرسي متحرك وعاجز طلبت منهم يقولوا لأهلى وللكل أنى ميت بس كان أخر توقعاتي أنك تتخطبي بعد الخبر ب6شهور بس وبعد كدا تتجوزي غيره لا بجد شابو ليكِ قدرتي تخدعيني بحبك المزيف دا..

بكت بألم وهو تحاول جاهدت التغلب على ذاك القلب هل تشتاق لمحبوبيها القديم أما صاحب هذا القلب ولكن مهلا هل بعد عودته سينبض القلب بحب الزين!.
كلما تبعدت عنه بزحفها البطيئ كانت تزداد خطواته منها قائلاٍ بصوته الرعدي: خالينا نشوف مين هيقدر ينقذك مني يا همس..

وجذبها بقوة ليهوى على وجهها بصفعات عديدة كل صفعة حملت ألم لذكرى حملها لها بعشق، لم يستمع لصراخها لتهوى بين يديه كالجثة الهامدة فهمست بألم وضعف: زين..
جن جنونه ليركلها بقدميها بقوة حتى غابت عن الوعى...
توقف عن القيادة فرفع يديه يشدد من خصلات شعره بجنون وهو يستمع لأسمه الخافت من بين شفتها، يستمع لها تلوذ بالنجاة به وهو مازال بسيارته!
صرخ بقوة وألم: همس...

ثم قاد بسرعة جنونية كأنه يتحدى الموت لأجلها ولكن هل سيتمكن من أنقاذها بعدما أعد لها هذا الحبيب المجروح خندقٍ ليكون هلاكها؟!..
هل سيتمكن من ضمها لصدره بقوة مثلما فعل من قبل؟!..

01-11-2021 02:50 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [20]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية القناع الخفي للعشق مافيا الحي الشعبي
رواية القناع الخفي للعشق (مافيا الحي الشعبي) للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الحادي والعشرون

أغلقت عيناها فاقدة للوعى فبقي يلكمها بالضربات التى تخرج ما به من حقد ؛ فزفر بغضب حينما لم يجد منها سوى الهروب للظلام، جذب المقعد المجاور له ثم جلس بضيق تاركاً عيناه تتأملها بوعيد...
طافت عيناه تلك الحقيبة الملقاة أرضاً فأسرع إليها يفرغ محتوياتها بضيق وغضب حتى وجد الهاتف الخاص بها ففتحه ليرى صورها مع زين فكاد الجنون بالتسرب إليه حتى أنه حمل السكين الحاد لينهى عناءه مع تلك الفتاة...

على الطرف الأخر كان بحاول بشتى الطرق الوصول لمكانها عن طريق الهاتف فسعد للغاية حينما فُتح ليسرع بتحديد مكانها ليعزم الرحيل لهناك سريعاً ولكن لم يتركه عمر وسليم بمفرده لحقوا به لذاك المكان المنعزل ولكن ربما هو بحاجة للسرعة...

بالمندارة..
ولج فهد للداخل بخطاه الثابت ليجلس جواره قائلاٍ وعيناه تشع بالشرار: خلاص يا جدي أخدت بتار أبوى وعمي..
أستدار فزاع لحفيده بثباتٍ مشيراً بوجهه: إكده هرتاح يا ولدي..
تطلع له فهد بصمت ثم قبل يديه وصعد للأعلى بسكون يترابص به فيجعله أشد خطورة من زي قبل...

بالأسفل..
جلست هنية لجوار الفتيات تتبادل معهم الحديث بصدر رحب على عكس من تجلس جوارهم هائمة بعالم أخر، عالم لا يوجد به سوى من لفظ القلب بعشقه الفياض، عالم لا طالما رأته صعب المنال وها هو يصبح حقيقة مع كل دقة تتناغم بها الروح بهمسه...
أفاقت جيانا من شرودها على هزات صابرين الخافتة لها ظنٍ بأنها خجولة من الجلوس معهم ولكن تفاجئت بها تهرع للخارج بخطى سريع للغاية حتى أنها ظنت بأن تلك الفتاة قد جنت!.

أسرعت بالخطى حتى وجدته يقف بالخارج أمام الحدائق المطوفة لمنزل فزاع الدهشان يتحدث لرهف، وقفت محلها تتأملهم بنظرات متخشبة تعيد تفكيرها بما حدث أخيراً لا لن تقبل أن تضعه فى خانة الشكوك مجدداً عليها الثقة أولاٍ والصمود ثانياً، أقتربت منهم بخطاها المتزنة على عكس ما بقلبها لتستمع لحديثهم الحائل بينهم..
رهف بغضب: معرفش يا أدهم ليه طلب مني أسيب القاهرة وفجأة كدا!.

أجابها بعد وهلة من التفكير: أكيد خايف عليكِ يا رهف، الا حصل زرع عنده شكوك أن الكلب دا ممكن يأذيكِ..
وضعت عيناها أرضاً بحزن: بس أنا عايزة أكون جانبه يا أدهم، ثم رفعت عيناها على المكان بتفحص: مش حاسه بجمال المكان دا من غيره..
وهوت دمعاتها بلا توقف فخرج النمر عن صمته قائلاٍ بهدوء: متقلقيش يا رهف نهاية عثمان على أيدى وأوعدك بأنك هتنزلي مصر قريب..

رُسمت السعادة على وجهها قائلة بفرحة: طول عمرك شهم وجدع يا أدهم بجد مش عارفة أشكرك أزاي؟!
أكتفى ببسمة صغيرة: قولتلك قبل كدا مفيش شكر بين الأخوات...
إبتسمت بسعادة وكادت الرحيل لتجد تلك الفتاة تقف لجوارهم ولم ينتبه لها، تطلعت لها رهف بتعجب ولكن سرعان ما أنقلبت لهدوء تذكرها، إبتسم أدهم مشيراً لها بأن تقترب فأقتربت منهم...

رفع عيناه لها بنظراتٍ متفحصة باتت بالسعادة حينما لم يجد الشك يكمن بعيناها فخرج عن فترة صمته قائلاٍ بهدوء: جيانا خطيبتي وبعد أيام بسيطة الزوجة المستقبلية..
قالها بنبرة مرحة فأبتسمت رهف وهى تتبادل معها السلام قائلة بفرحة صادقة: ألف مبرووك حبيبتي وربنا يتتم لك على ألف خير..
بادلتها البسمة قائلة ببعض الخجل لحديثها: الله يبارك فيكِ
رفعت يدها بطريقة مسرحية: طب أستأذن أنا بقا عشان مكنش العزول...

وغادرت بأبتسامة مرحة بعد أن عمت الضحكات الوجوه ؛ فجلست جيانا تتراقبها بنظراتها حتى تخفت من أمامهم..
جذب أدهم المقعد وجلس جوارها يتأملها بعيناه الساحرة بنظرات لم تقوى على تحملها فأشاحت عيناه عنه قائلة ببعض الغضب: شايفة حضرتك سعيد!
زادت بسمته قائلاٍ بمكر: وأيه الا ممكن يضايقني وأنا شايف فى عيون حبيبتي ثقة كبيرة جداً!.
تراقبت كلماته بسعادة فجذب يدها إليه قائلاٍ بهمس: مش عايز أكتر من كدا يا جيانا.

سحبت يدها سريعاً بخجل فأستند بجسده على المقعد بخبث: أوك بس بعد كدا مفيش مفر
تلون وجهها بشدة ؛ فنجحت من التهرب من نظراته ولكن كيف ستفعل أمام تلك الكلمات!، أقترب منهم عبد الرحمن فكان المنقذ لها لتسرع للداخل سريعاً أما هو فجلس أمام النمر الذي أسرع بالحديث: مفيش أخبار؟
زفر عبد الرحمن بحزن: لا لسه بس سليم بيقول أنهم بيحاولوا يتعاقبوا الفون ربنا يستر بقا..

تلونت عيناه بحمرة الغضب ليلكم الطاولة بقوة: وجودي معاه كان هيفرق مش عارف أنا لحد أمته هقدر أتحمل تحكم جدك دا
أسرع عبد الرحمن بالحديث: لا يا أدهم أوعى تعمل أيه تصرف بلاش عناد أبوس أيدك عايزين نرجع على خير..
رمقه بنظرة نارية ثم جذب الهاتف وأبتعد عنه قليلاٍ ليرى ماذا فعل؟.

بالجناح المخصص لفهد..
شعر بأن النيران تنبعث من جسده بلا توقف فخلع عنه ثيابه وهوى أسفل المياه الباردة لعلها تكبت ما به ولكن كيف لها بالتسلل لقلبٍ يعانى وجعٍ يكفى عالم بأكمله!.
لا يعلم كم بقى أسفل المياه فجذب المنشفة حول خصره وخرج لينقى ما سيرتديه، ولجت راوية للداخل تراقبه بنظراتٍ ساكنة حتى تمردت الكلمات فأقتربت منه قائلة بغضب يلحقها بالحديث: أرتاحت!

أستدار بوجهه لها وعلامات الأستغراب تكسو ملامحه فأقتربت لتصبح أمامه مباشرة قائلة بسخرية: يعني لما أخدت بتارك أرتحت أو عمي رجع؟ مش شايفة فرق يعني؟
زفر بغضب لعدم مقدرته على خوض نقاش مؤلم فجذب قميصه يرتديه بأهمال لتجذبه بقوة والدموع تغزو عيناها القوية: رد عليا يا فهد أرتحت لما أقتل!
تطلع لعيناها بألم فرفع يديه يحاول أزاحتها عنها ولكن دفشته بعيداً عنها قائلة بعصبية: رد علي سؤالي.

بقى ساكناً أمامها حتى لا يفقد زمام أموره على من ملكت هذا القلب فخرج صوته الهادئ: مش حابب نتكلم بالموضوع دا أقفليه أفضل..
وتوجه للخزانة يكمل أرتداء الحلى السوداء أستعداداً للسفر للقاهرة ليتضم لزين ولكن سرعان ما تخلى عن هدوئه حينما جذبته قائلة بصراخ: وأنا مش هسيبك غير لما تجاوبني، أرتاحت بعد ما قتلت وبقيت مجرم!، خلاص قلبك أرتاح وحزنك على أبوك راح!

خرج عن هدوئه قائلاٍ بنبرة تشبه الموت بعدما جذبها بقوة لترى عيناه الممتلأة بحمرة الغضب: عيدي الكلمة دي تاني وأنا هوريكِ المجرم دا ممكن يعمل أيه؟

تخشبت نظراتها بعيناه والصدمة تخمن بوجهها فتركها بقوة كادت أن تسقطها أرضاً ثم جذب جاكيته وأغلق باب الغرفة بقوة كبيرة ليتوقف هذا الطوفان حينما يستمع لبكاء مكبوت فأستدار ليرى إبنته الصغيرة تقف جوار باب الغرفة بعدما أتت على صراخه، تألم قلبه كثيراً فبقى يتأملها لوقتٍ طويل قطعته قدمته حينما أقترب منها لينحني لنفس مستواها قائلاٍ بأبتسامة تزين وجهه: واقفة كدا ليه يا حبيبتي؟

لم تجيبه وبقيت تتأمله بخوف خرج عنها قائلة بدموع: أنت بتزعل ماما ليه؟
أخفى ما به قائلاٍ بهدوء: مين قال كدا أنتِ وأخوكِ وماما كل حياتي ومستحيل أزعل حد فيكم
ثم حملها بين يديه قائلاٍ بمكر: طب أنا عمري زعلتك؟
رفعت الصغيرة يدها على وجهها بتفكير: لا
تعالت ضحكاته على تصرفها الطفولي قائلاٍ بلهجة صعيدية بعدما طبع قبلة على وجهها: زين إكده روحى بجا ألعبي مع أخوكِ لحد ما أعاود وأجبلك معايا ألعاب كتيرة.

رمقته قائلة بغضب: هو أخويا بيلعب مع حد؟!..
وضع مشاكسته أرضاً قائلاٍ بمكر: خلاص ألعبي مع ولاد عمك سليم
زمجرت بوجهها الطفولي قائلة بغضب: مش بحب ألعب معاهم أنا هروح ألعب مع أحمد..
وتركته وهرولت سريعاً فأتلعها بنظراته قائلاٍ بسخرية: مش خايف غير منك أنت وسى أحمد مهو مستحيل أناسب عمر الحيوان أنا وهو مش ركبين على بعض..
وأشار بوجهه بسخرية وغادر بعدما تأهب بطالته الفتاكة وثباته المعهود...

صاح بغضب: يعني أيه؟ دا جنان يا حازم وممكن تخسر أخوك للأبد..
أجابه بحزن ونبرة محطمه: دا الا لازم يحصل يا أدهم حمزة لازم يفوق من الوهم دا وأنا الا هساعده
قطعه بحدة: بس مش بالشكل داا بلاش تنفذ الا فى دماغك وأسمعني...
إبتسم حازم بألم: لازم يحصل يا أدهم جايز دا الا هيحدد علاقتي بحمزة بقيت أيه؟، لو زي زمان فأنا مش محتاج وجوده جانبي.

زفر النمر بغضب ثم تحلى بهدوئه وحكمته الراناحة: ماشي يا صاحبي بس مش بالشكل دا هتنفذ الا هقولك عليه عشان متخسرش حمزة...
وبدأ النمر بقص ما يجب فعله فأستمع إليه حازم جيداً لينهى على تلك الأفعى بذاك السم القاطع التى أستخدمته من قبل!..

فتحت عيناها بضعف شديد لتجده يجلس أمامها على المقعد وبيديه سكينٍ حاد، أستندت على الحائط لتقف بصعوبة وجسدها يرتجف بقوة فزادت رجفة جسدها حينما رأت خندق صغير محفور بأسفل المخزن فعلمت بأنه ينوى قتلها ودفنها هنا دون أن تودع معشوقها بنظرة ستغمرها عمراً فوق عمرها...
تعال بكائها وهى تتراجع بألم ودماء منبعثة من جسدها بلا توقف فنهض عن مقعده قائلاٍ بسخرية: تحبي تموتي بأي طريقة؟

وقبل أن تحاول الثبات رفع سكينه ليغمسها بجسدها، باتت محاولتها بأن سقطت أرضاً وهى يحاول جاهداً غمس خنجره لينهى حياة تلك البائسة، حملت الغبار ثم ألقته بوجهه ليدعس عيناه بصراخ بينما تحملت هى على ذاتها لتلوذ بالهرب البطيئ لأصابة جسدها ولكن لم تعد تحتمل الخطى على جرحها أكثر فهوت أرضاً تحت أقدامه، لترفع عيناها المغمورة بالخوف والدموع فوجدته يقف أمامها شامخٍ بجسده المنسق فرددت بصوتٍ مبحوح من البكاء: زين...

هبط فهد من سيارته بتعجب حينما رأى نخلة ضخمة عائقة لطريقه ليعلم الآن بأن هناك محاولة للفتك به فتراجع ليقف أمام سيارته وعيناه تتفحص المكان كالصقر، لم تتخلى عنه القوة قط فكيف ستتركه الآن...
طاف به عدد من الرجال ليظهر أمامه هذا المهيب ويلقى بها أسفل قدم الفهد ليرفع نظراته عن الرجل لمن تمسد أسفل قدمه فكانت الصدمة حليفته ليردد بزهول: ريحانة!..

01-11-2021 02:51 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [21]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية القناع الخفي للعشق مافيا الحي الشعبي
رواية القناع الخفي للعشق (مافيا الحي الشعبي) للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الثاني والعشرون

رفعت عيناها برعبٍ يسرى بجسدها لتجده يقف أمامها بطالته المحفورة بالقوة، خفق قلبها طويلاٍ فرددت بدمع حفر بفرحة وعدم تصديق رؤياه: زين..

طُعن قلبه بقوة حينما رفعت وجهها ليرى ما صارت عليه بفعل هذا اللعين فلم يحيل به سوى نظرات عيناه القاتمة التى توحى بهلاك سيحيل بالجحيم، رفع يديه المعافية يجذبها لتقف أمامه فأحتضنته بقوة كمن يتعلق بطوافة النجاة، بقى كما هو ذراعيه ساكنة لجواره، نظراته تشع شرارت حاملة شظايا الموت..

نهض عن الأرض يتطلع له بغضب وهو يرأها تتمسك به ليتيقن الآن بأنه زوجها المصون ؛ فتعالت ضحكاته قائلاٍ بسخرية لرؤية يديه الملفوفة حول جسده برابطة فمازال لم يشفى بعد: هو دا بقا الا فضلتيه عليا؟

ضيق عيناه بستغراب فظن ببدأ الأمر أنها خطفت لأجل الحساب القابع بينه وبين عثمان ولكن هناك أمراً ما خفى، رفعت همس عيناها برعب فتخفت خلف ظهر زين ويدها تشدد من جذب قميصه برعشة سرت لجسده فطبق على معصمه بقوة وغضب لينهى عليه، أقترب منه عادل قائلاٍ بلهجة تسير السخرية: وياترى المشلول دا هيقدر يحميكِ من المو...

لم يستطيع أن يكمل باقى كلماته بعدما تلقى لكمة قوية من ذراع زين الأيسر، تطلع له بزهول فهذا الرجل ليس جسداً رياضي فحسب، أزداد خوفه أضعافٍ حينما ولج عمر وسليم للداخل فأقتربوا من زين سريعاً ؛ فرفع يديه قائلاٍ بحذم وعيناه مسلطة على ذلك الأحمق: محدش يتدخل..
صاح سليم بستغراب: كيف يعني؟
أستدار بعيناه له: زي ما سمعت.

وتركه وأسرع بخطاه ليركل من يجثو أرضاً بقوة جعلته يصرخ كالمرأة ليسرع بلكمه بسرعة كبيرة وهو مكتوف اليد ليريه الآن كيف تكمن الرجولة!..
جذبه بقوة ليقف أمامه بأنفاس لاهثة وألم نجح الزين بتسديده له ليدفشه بقوة حتى صار بالخندق الذي أعده لها!، وقف زين يتطلع له بغموض وأفكار متلاحقة فأسرع إليه عمر قائلاٍ بلهفة: لا يا زين أنت خلاص أخدت حقك سيبه للشرطة تكمل الباقي.

وقف ساكناً ونظراته تقترض من الأحمق الذي ينظر له برعب ذاقه مثلما فعل بها، أقترب همس منه لتتمسك بذراعيه بدموع حاملة للرجاء لينقل نظراته عليها، طال الوقت وهو يتأملها بعدم تصديق أنه كان على وشك خسارتها!، أنتهت رحلة عذابه حينما جذابها لصدره بقوة وعدم تصديق لينظر لعمر نظرة فهمها جيداً فأشار لسليم الذي طلب الشرطة على الفور لينوب كلا منهم أمره...

تعلقت نظرات الفهد به بتحدى إلى أن ألقى نظرة على تلك الفتاة الملقاة أرضاً لتحل الدهشة ملامح وجهه فردد بزهول: ريحانة!.
رفعت عيناها له قائلة بدموع وأرتباك: سي فهد ألحقني الله يخليك..
رفع عيناه عنها بتأمل الرجل بنظرات تكاد تفتك به فأقترب ليجذبها من حجابها الأسود فتعالا بالصرخات وفهد صامد يتأمله بتحدى...

تطلع له قائلاٍ بهدوء: أسمعني زين يا ولد الدهشان أني مجتش النهاردة عشان أخد بتار جوز بنتي الا أنت جتلته لأجل تار أبوك أني كنت خابر أن في حية بالدار عنديكم هتبوخ سمها عشان تشيل التار من عيلة الشافعي لعيلة منصور فكان لازمن أجبها أهنة تحت رجليك عشان تخبرك الحقيقة...
صعق فهد وتطلع لها فتلك الخادمة ظلت تعمل لديهم ما يطول عن خمسة أعوام!، شدد الرجل من ضغطه على حجابها قائلاٍ بغضب مميت: هتنطقي ولا أجتلك..

صاحت بدموع ورعب: لع هجول كل حاجة، الا جتل أولاد الكبير هو سليمان منصور وأني كنت بنقلهم الأخبار أول بأول عن خروج البيه الكبير وولاده ونفذت الا قالولي عليه عشان تقع الجريمة عنديهم...
تخشبت عيناه عليها وهو يستمع لما تتفوه به فهو الآن أصبح قاتل كما نعتته معشوقته!، تطلع لها بنظرات تكاد تحرقها لرماد فكم نعت أخلاقه اللعينة برفع يديه على امرأة...

أقترب منه الرجل وعيناه تنبع بالغموض ليقطع سائد الصمت قائلاٍ بنبرة يحاول جاهداً لجعلها تبت بالسلم المخادع: أني عشان خابر زين أنك عملت إكده بسببها وجفت قصاد عيلتي بس عندي طلب منك وأعتبره رجاء من أب مكسور..

رفع الفهد عيناه له بستغراب لما سيقوله فأكمل بحزن: أنت جتلت جوز بنتي الا لسه متجوزة من أربعة شهور وأنت خابر زين إهنه مصير الأرملة أيه؟، وأني طول عمري بسمع عن أخلاق فزاع الدهشان وتقاليده الا مش هتسمح لك ترمل حرمة مدخلتش دنيا..
ضيق فهد عيناه بستغراب: مفهمتش مطلبك؟!
ألتزم الصمت قليلاٍ قائلاٍ بهدوء: تتجوز بنتي.

وقعت كلماته كالرعد على مسماعه فبقى متخشب محله ليكمل الرجل سريعاً بكلمات يعلم أن بها القوة: الدهاشنة مهيرضهاش كبيرهم يكون ظالم...
ثم أشار لرجاله بالصعود لسيارتهم قائلاٍ دون النظر إليه: هستانا ردك..
وتركه بدوامة الصدمة والعتاب وأنصرف...

بقصر حازم السيوفي...
أنهى حازم أتصاله مع النمر وأستدار ليغادر للشركة حتى ينفذ ما قاله أدهم له ولكن كانت الصدمة حليفته حقاً...

بمنزل فزاع الدهشان...
خطت معه وسط الحشائش الخضراء لتنتعش برائحة الأرض بطبيعتها الذهية، تلامست المحاصيل بسعادة لتغمره بكلماتها: مش مصدقة يا أحمد أنى شايفة المنزل الجميل دا بجد حاجة وهم يابخت الفلاح..

أقترب منها بأبتسامة هادئة وعيناه تتأمل الآلآف من المساحات الخضراء فقال بسخرية حزينة: يا بخته!، الفلاح أكتر شخص بيعاني يا ياسمين عمر ما حد بص عليه من منطق العدل والرحمة، ألفات المساحات دي تبع رجال أغنية جداً بتأجر الفلاح الغلبان عشان يزرع ويتعب مقابل مبلغ بسيط يدوب يقضي بيه يومه...
أقتربت منه بستغراب: يعني مفيش فلاح عنده أرض؟!.

إبتسم بخفوت وهو يقترب من الجذع الخارجي ليجذب تلك الزهرة الوحيدة ويقربها منها قائلاٍ بأسى: فى بس قليل جداً...
تناولت منه الزهرة ببسمة تطوف بوجهها لتكمل معه الرحلة بأستكشاف حياة الفلاح المصري بسعادة من فنه المبدع بزراعة مثل تلك المحاصيل التى يتجاهلها البعض فأصبح الكثير منهم ينظر له بنظرة مقزازة لملابسه المتسخة الا يعلم أنه هو من يطعمنا جميعاً!..

جلست على الجزع الطويل قائلة بخجل على سؤاله المتكرر: تاني يا أحمد!.
جلس أمامها قائلاٍ بهمس: لحد ما أسمعها منك مش هبطل أتكلم..
إبتسمت بخجل فى محاولة للتهرب من سحر عيناه السمراء فأبى أن يخجلها أكثر ولكن بداخله قسم وعيد بأنها عندما تصير زوجة له سيجعله تلفظ بحبه مراراً وتكراراً...

طرق باب غرفتها فأذنت للطارق بالولوج فأذ به يقف أمامها بطالته التى تعشقها على الدوام..
أسرعت إليه راتيل بسعادة وأستغراب: حازم!
أقترب منها بخطى ثابت ولكن بداخله قلبٍ يعافر للصمود!، وقف أمامها قريب منها قائلاٍ بعد فترة من الصمت: أنا كذبت عليكِ لما قولت أن رهف عند والدتها..
حل الأستغراب على قسمات وجهها فأكمل هو متصنع الحزن: أنا ورهف خلاص هنتطلق..

أتسعت عيناها على مصراعيها بصدمة قائلة بفرحة فشلت بأخفائها: بجد!.
تطلع لها بعيناه الغامضة فأسرعت بألتماس الجدية والحزن المصطنع: ليه؟
ظل لوهلة صامتٍ ليقطعه قائلاٍ بغموض: أنا مكنتش حابب أكمل من البداية لكن حملها دا كان السبب أني أستمر ودلوقتي خلاص مفيش حاجة أكمل عشانها..
لم تتمالك كلماتها فتمسكت بيديه قائلة بلهفة: بس في الا ممكن يعمل المستحيل عشانك..

بقى هادئ لأخر الأنفاس وعيناه تطوف بها بنظرات أقرب للموت ولكن غلفت بالهدوء والثبات بأحكام ليتخل عنه الصمت: تقصدي أيه؟.
وضعت عيناها أرضاً متصنعة الخجل وهى تجاهد للحديث: حازم أنا بحبك أووي وأنت عارف كدا كويس حبي ليك مش من يوم ولا أتنين، سنين طويلة أوي بتتعمد تتجاهلني أنا عمري ما حبيت حمزة ولا هحبه لأنك محفور بقلبي وبعيوني.

وتركته وتوجهت للشرفة بدمع مخادع: أنا أرتبطت بيه عشان أكون جامبك من البداية لكن قلبي أنحرق وأنا شايفاك مع واحدة غيري.
: عشان كدا قتلتي البيبي؟
قالها بأبتسامة زائفة فأستدارت له بصدمة مريبة ولكن تعبيرات وجهه كانت غريبة بعض الشيء فقالت بتوتر: أنا م..
كادت الأنكار ليقترب منها متصنع البسمة: يااه حبك ليا للدرجادي يا راتيل؟

رفعت عيناها له بعدم تصديق أخذ ما فعلته بنقطة هامة بعشقه فقالت بأبتسامة واسعة: وأعمل أكتر من كدا كمان أنا قتلته عشان تبعد عنها ولما مببعدتش حاولت أخلص منها عشان تكون ليا يا حازم أ..
صفعة قوية هوت على وجهها لتنزف على أثرها هولاٍ من الدماء ؛ رفعت وجهها بصدمة فوجدت معالم الغضب تتمكن منه ليخرج عن قوع الصمت قائلاٍ بصوتٍ تعلمه جيداً: مش قادر أصدق أني كنت مغفل للدرجادي...

صعقت للغاية وتطلعت له بصدمة قائلة بصوتٍ يكاد يكون مسموع: حمزة!.
خلع عنه العدسات ونزع ما يجعله مشابه لأخيه قائلاٍ بستقزاز: أيوا حمزة المغفل الا أستغفلتيه عشان توصلي لهدفك الوسخ والا برضو بيوعدك أنه هينهي على الا فاضل منك..
وجذبها بقوة ثم خطى بخطوات سريعة عن عمد لتقع أرضاً ويجذبها بقوة لا مثيل لها، هبط الدرج وهى خلفه تصرخ بألم وقوة ليصيح بغضب كالرعد: هندم طول حياتي أنى حبيت وحدة زيك..

وفتح الباب على مصرعيه ثم دفشها بقوة كبيرة لتستقر أرضاً تحت أقدام الحرس فأشار لهم حمزة بأستقزاز: الزبالة دي تخرج من هنا ومترجعش فاهمين؟
أشار له الحارس سريعاً ليرمقها بنظرة أخيرة نارية ثم توجه للداخل...
أغلق الباب بقوة وأستدار ليجد أخيه يقف أمام عينه، تطلع له قليلاٍ ثم أحتضنه قائلاٍ بألم: أتخدعت فيها أوي..
ربت على ظهره بحنان وعيناه بتذاكر لما حدث..
##.

أنهى حازم مكالمته مع النمر وأستدار ليبدل ثيابه ولكن كانت الصدمة هى الحلف حينما وجد أخيه أمام عيناه يتأمله بصدمة جعلته يعلم بسماعه المكالمة، أقترب منه بحذر وخوف قائلاٍ بهدوء: حمزة أنا أ..
قطعه بأبتسامة مؤلمة: كنت شاكك من البداية بس كدبت نفسي..
رفع حازم يديه بحنان على كتفيه: متستهلكش
تطلع له بعينٍ تشع شرار: خدعتني وهتدفع التمن..
لم يفهم ما يود قوله فغادر الغرفة سريعاً ولكن الآن علم ما مقصده..
##.

أبتعد حمزة عنه قائلاٍ ببعض الغضب: مكنتش مضطر تثبتلي لو كنت جيت وقولت كنت صدقتك..
تطلع له حازم بسعادة كبيرة ليحتضنه بفرحة فأخيراً صارت الثقة متبادلة بينهم، صدح رنين الهاتف فرفعه حازم وعيناه متعلقة بحمزة الذي علم من المتصل؟ فجذب الهاتف قائلاٍ بأبتسامة واسعة: أهلا بالنمر، مش عارف من غير خططك دي كنا عملنا أيه؟
تعالت ضحكات أدهم قائلاٍ بصوته الرجولي: حمد لله على سلامتك من الغفلة.

شاركه حمزة الضحك قائلاٍ بغضب ساخر: بنت ال، خلتني مسخرة الموسم..
المسخرة دي لما نرجع مصر ونجتمع مع الشباب الوقتي أدي التلفون لأخوك فى حد عايز يكلمه..
لوي فمه بسخرية: أخويا بقا مهم..
وقدم له الهاتف ليتفاجئ بمعشوقته تعنفه بقوة على عدم أجابته على أتصالاتها، حمل الهاتف وصعد لغرفته بأشتياق لسماع صوتها رغم رحيلها الذي لم يتعدى العشر ساعات، ذاك هو العشق!.

أستكانت على الفراش كالجثة الهامدة فقامت الطبيبة وعالجت جروحها ثم تركتها لتنال قسطاً من الراحة، جلس زين جوارها يتأملها بصمت وقلب ممزق لتشرع أفكاره بأنه سيفقدها!.
لم يجد ذاته الا وهو يحتضن يديها بين يديه مقبلاٍ أياها بعشقٍ جارف، فتحت عيناها بضعف لتجده يجلس أمامها فأبتسمت قائلة بصعوبة بالحديث: كنت متأكدة أنك هتيجي
رفع يديه يلامس وجهها بحنان ليخرج عن سكونه قائلاٍ بصوت أليم: جيت متأخر.

أشارت رافضة لحديثه: لا جيت بالوقت المناسب يا زين.
ثم قالت بدموع غزيرة: كنت خايفة أموت من غير ما أش...
قطع باقي كلماتها بأن وضع يديه على فمها رافضاً سماع المزيد منها ليحتضنها بلهفة وجنون: عمري قبل عمرك حبيبتي...
إبتسمت بسعادة وأختبأت بداخل أحضانه تبحث عن أمان حرمت منه لتغوص بنومٍ مركبه يخطو على أوراقه الخاصة...

بالصعيد، وبالأخص بغرفة راوية...
فشلت ريم بمعرفة ما بها فخرجت من غرفتها بحزن تاركتها هائمة بتلك النظرات القاسية التى تراهم بالفهد لأول مرة!، لا تعلم بأن القدر سيضعهما بأختباراً أخير ليرى مدى قوة ترابط عشقهما...

بمنزل طلعت المنياوي
توجه لمنزله بعد أن أطمئن من العمال على الطوابق الخاصة بأحفاده فولج لمنزله بضيق وأشتياق لوجود الجميع بالمنزل، أقتربت منه نجلاء قائلة بهدوء وحزن مكبوت: . أجهزلك الغدا يابا الحاج؟
أفاق على صوتها فقال بثبات: لا يا بنتي ماليش نفس..
وتركها وتوجه لغرفته فأقتربت منه قائلة بأرتباك: عشان خاطري تسامحهم هما مالهمش غيرك وأديك شايف أهو البيت مش له حس من ساعات ما الأولاد سافروا...

وقف يستمع لها بثبات فلم يكلف نفسه عناء أن يستدير لها، ولج لغرفته ثم جلس على مقعده المنخفص بحزن، ما فعله هو لحمايتهم ولكن عليه الحذر من ذلك الرجل لذا قرر تحطيمه قبل التفكير بأذية أحفاده.

جلس ضياء جوار عبد الرحمن بملل: هو المفروض أنكم بتقضوا عقوبة ذنب أهلنا أيه؟
يوسف بتأييد: نفس سؤالي حضرتك بس للأسف مالوش أجابة، على وش أستلام شغلي أجي المكان دا!.
تعالت ضحكات أحمد قائلاٍ بسخرية: وأيه الجديد طول عمرك فقر..
رمقه بنظرة محتقنة فأبتسم عبد الرحمن قائلاٍ بعدم تصديق: هنبتدي هنا كمان؟!..
يوسف بغضب: مش شايف بيقول ايه؟
ضياء بسخرية: حقك عليا يا سيادة العقيد متزعلش نفسك...

تعالت الضحكات الرجولية فيما بينهم بينما أكتفى يوسف بالنظرات النارية، كف الجميع عن الضحك ونهضوا جميعاً أحتراماً لمن يقف أمامهم..
إبتسم فزاع قائلاٍ بوقار وثبات يلحقه: منورين المندارة يا حبايب
يوسف بأبتسامة هادئة: دا نور حضرتك الا مغطي الدنيا
جلس على المقعد مشيراً لهم بعصاه ليجلسوا جميعاً فأسترسل حديثه: مبروك تعينك يا حضرت الرائد..
رفع يوسف يديه بأمتنان: يسمع من بوقك ياررب..

تعالت ضحكاته قائلاٍ بثقة: جداها وجدود يا ولد وبكرا تشوف..
أحمد بغضب مكبوت: أيوا يا عم مين قدك حقك تتمرع وزيادة..
رمقه بنظرة تعالى فأبتسم ضياء قائلاٍ بسخرية: سيبه يأخد يومين..
فزاع بجدية تجلي به وعيناه مصوبة على عبد الرحمن: كيف حال مرات زين يا ولدي؟
أجابه بنبرة هادئة: الحمد لله لسه قافل معاه من شوية عمر وسليم سلموا الحيوان دا للشرطة
أجابه بستغراب: ومعرفوش هو مين؟ وليه عمل إكده؟!.

أحمد ببعض الغضب بلهجته: الحيوان دا كانت همس مرتبطة بيه قبل زين وبعد كدا أعلن للكل وفاته مش عارف أيه الحقد دا طب فى أيه أعلن وفاته وفى أيه عايزها تنتظره؟!.
ضياء: يستهل الا حصله..
يوسف ببسمة سخرية: هو أنتوا الا بيقع تحت إيدكم بينفد واصل.
تعالت ضحكات فزاع والجميع لتقطعهم ريم قائلة وعيناها أرضاً: الوكل جاهز يا جدي..
أشار لها بهدوء ثم نهض قائلاٍ بأشارة يديه: هموا نأكل لقمة...

لحقوا به للداخل وكلا منهم يلكم الأخر بمشاكسة معهودة...

ولج من الخارج ليجدها تجلس على الأريكة وبيدها الهاتف تحاول الوصول له بالرسائل والضيق يحفل على وجهها، جلس جوارها بدون أن تشعر به فوضعت الهاتف قائلة بغضب: كدا ماشي يا أدهم بس أما أشوفك..
: هتعملي أيه؟
قالها وعيناه مسلطة عليها تنغمر بعشق لو سطر بملايين الكتب ما كفى!..
تحجرت الكلمات على لسانها وبقيت ساكنة تتأمل عيناه بصمت كأنها سحرت أو تحت أسر سجان عتيق لتحيل بسمة الخبث وجه النمر...

قال والمكر حليفه: مستنى ردة الفعل؟
أفاقت على صوته فتطلعت له بزهول من تخلى الكلمات عنها ما أن ترى عيناه!، فكم تشعر بوجوده بأنها بلهاء حقاً..
إبتسم أدهم قائلاٍ بهمس وعيناه تتراقب القاعة: متجربيش تختبري غضبك أدام النمر عشان أنتِ الا هتندمي...
حل الغضب ملامح وجهه فغمز بعيناه الساحرة تاركاً إياها، توجه للخروج ليقف على الباب قائلا بصوتٍ يكاد يكون مسموع: هو أنا قولتلك قبل كدا أنك أجمل ما فى الكون؟

ذاب الغضب بنظراته لها فبقيت بأرتباك وتوتر يكفى ليجعل وجهها كحبات الكرز لتبتسم تارة وتهرب عنه بالنظرات تارات أخرى أما هو فأبتسم بخفوت وغادر لغرفة مكتب الفهد بعدما طلب منه الحضور...

بجناح نادين..
حملت صغيرتها بغضب فكم تود النوم منذ أمس ولكن لم تستطيع فجلست على الفراش تطلع لها بنظرات مميتة لتصيح بعصبية: يا بنتي نامي أنتِ واخدة جرعة...
ضحكت الصغيرة فزمجرت نادين بوجهها: عنيدة زي أبوكِ..
قطعتها صوت طرقات على باب غرفتها فنهضت عن فراشها لترى من فأذا بصابرين أمام عيناها بأبتسامة واسعة: ها يا نادو مش هنخرج بالأراضي زي ما وعدتيني أمبارح؟

رمقتها بنظرة مميتة ثم أغلقت الباب بقوة فعادت للطرق مجدداً لتجدها تفتح الباب ومن ثم تدفش الصغيرة بوجهها وتغلق بسرعة كبيرة قائلة بسخرية: خدي القمر وروحي يا حبيبتي..
وأغلقت نور الغرفة لتحظو ببعض الراحة من تلك الصغيرة بينما بقيت صابرين محلها تتأمل الصغيرة بتعجب، لا تعلم ماذا تفعل بها؟ فلأول مرة تحمل صغيرة بين يدها!.

إبتسمت بسعادة وهى تتأمل ملامح وجهها الملكي فتوجهت للدرج وعيناها مسلطة عليها حتى كادت التعثر ولكن أستندت على صدراً قوى ؛ فرفعت عيناه لتجده أمامها...
عبد الرحمن بأبتسامة هادئة: مش تخلي بالك؟
تذكرت أعتراف أمس فتلون وجهها بحمرة شديدة لتحمل الفتاة كمحاولة للهرب من عيناه الفتاكة: كنت بشوف البيبي.
تعالت ضحكاته قائلاٍ بسخرية: بتشوفيها أزاي يعني؟

زمجرت بغضب لتتمسك بيدها الصغيرة قائلة بهيام: أول مرة أشيل طفل صغير، حاسه بفرحة كبيرة أوى فخدتها ونزلت ومش عارفة رايحة فين؟!.
إبتسم بعشق وهو يتأملها فكم أن قلبها رقيق للغاية ليجذب منها الصغيرة ويوزع نظراتها بينهما قائلاٍ بعشق: أنا بشوفك زي مأنتِ شايفها بالظبط، عشان كدا مش بحب أقسى عليكِ..
أخفت بسمتها بعين تفترش الأرض ليطبع قبلة على جبينها قائلاٍ بهمس: بتمنى من ربنا يرزقني بطفل جميل منك..

إبتعدت عنه سريعاً ولم تعلم ما عليها فعله أتركض من أمامه مسرعة أم تنخبئ بأحضانه إبتسم قائلاٍ بهدوء ليخرجها مما هى به: لو تسمحى أشاركم بالرحلة دي.
وجذبها وهبط للأسفل لتلحق به بفرحة وهى تراه وسيمٍ للغاية بذاك الجلباب المميز...

بغرفة المكتب الخاصة بالفهد..
صاح بصدمة: مش معقول يا فهد؟
أجابه بألم: أنا عمري ما كنت ظالم يا أدهم ومتنساش أني كبير الدهاشنة
أدهم بغضب: كبيرهم أوك مقولناش حاجة لكن الا هتعمله دا هيكسر مراتك أوي وأنت أكتر واحد عارف دا كويس..
طافت بعيناه غامة من الحزن قائلاٍ بصوتٍ محطم: دا كان غلطي من البداية ويمكن بالا هعمله أكون بكفر عن ذنبي.
تطلع له النمر بقليل من الصمت يدرس ما به ليقول بثبات: يعني ناوي على أيه؟

: هتجوزها يا أدهم...
قالها بألم ولم يعلم أن من تقف لجواره تفوقه أضعافٍ مضاعفة، تصنمت محلها حينما شعرت بأن ما فعلته لم يكن الصواب فهبطت لتقترب منه وتغوم به بطائفة عشقهم المديد وها هو يحطمها من كلماته التى هبطت على مسماعها كالموت القاتل، جحظت عيناها بقوة وهى تحتضن فمها حتى تكبت صراخاتها لينهض عن مقعده سريعاً ويتأملها بصدمة وخوف...

بكت وتهوت الدمعات بلا توقف وهى تتأمله بكثير من الوقت لتكتشف من أمامها؟، هل هو عاشقها المتيم أم شخصٍ غامض طاف مع سنوات قضتها بعسل صافي وحنانه المعتاد؟!.

حزن أدهم لما به لعلمه أنه أقسي الشعور، لم تعد تحتمل رؤية عيناه لتتراجع للخلف وعيناها متعلقة به ودمعها يزداد ثم أسرعت بالركض بعيداً عنه بعيداً عن المنزل بأكمله كأنها تهرب من نيران ستحرق جسدها بلا رحمة، لتستقر أمام بئر عميق فسمحت لذاتها بالأنهيار لتصرخ بكل ما أؤتت من قوة وتبكى بصوت مرتفع يصدح بالأرجاء ليعلن عن حطام قلب عاشقة أقسمت على الموت بهواه ولكن هل سيتمكن من يقف خلفها على مداوة جرح قلبها العميق؟!.

هل سيتمكن من الصمود أمام المجهول؟!
أما النمر فقد حانت اللحظة الحاسمة ليذق من كأس مرير حينما يرى من ملكت الروح والقلب تسارع للحياة وهو مكتوف الأيدي يستمع لها، صراخها، نجدتها، بينها وبين مسافة ليست بكبيرة وهو مكبل لا يستطيع من التحرك، فربما سيحول القلب ليلحق بنبضه وربما سيثور ليرى الجميع قوة النمر!..




الكلمات الدلالية
رواية ، القناع ، الخفي ، للعشق ، مافيا ، الحي ، الشعبي ،


 





# فنون # مشاهير # صحة # منوعات # الأطفال # English # تفسير الأحلام ثقافة # قصص # سيارات Cars # صور # تقنيات # الاجهزة الالكترونية # المطبخ # كلام فى الحب # أبراج # رياضة # ازياء # حكم وأقوال تطوير الذات# خلفيات # صور بنات # مشاهير # ديكور # صباح الخير # مكتوب برقيات شهر رمضان # جمعة مباركة # حب رومانسية # عيد # ادعية # خلفيات كرتون # منوعات # موضة # الأم # أطفال # حيوانات # صور ورد # اكلات # New Year # مساء الخير # اللهم صلي علي النبي # القران الكريم # صور نكت # عيد ميلاد # اعلام # سيارات # تهنئة الخطوبة # حروف واسماء # الغاز # صور حزينة # فساتين # هدايا # خلفيات النادي الاهلي # تسريحات شعر # الاصدقاء # بوستات نجحت # خلفيات نادي الزمالك # حب رومانسية # تهنئه # ازياء # صور بنات # صوره وكلمه خلفيات # كرتون # بروفايل رمزيات # دينية # سيارات # مضحكة # أعلام # مسابقات # حيوانات # ديكور # أطفال # أكلات # حزينة صور شباب أولاد ر# صور # الطب و الصحة # مقالات عامه # CV المشاهير # وصفات الطبخ # العناية بالبشرة غرائب وعجائب # قصص روايات مواعظ # صور حيوانات # وصفات الحلويات # الرجيم والرشاقة # نكت مضحكة # صور خلفيات # العناية بالشعر # شروحات و تقنيات # videos # Apps & Games Free # موضة أناقة أزياء # سيارات # ديكور # رعاية الأطفال # نصائح المطبخ # موبايل جوال # الفوركس # التعليم والمدارس # الحمل و الولادة # اخبار الرياضه # وظائف # صحة المرأة # حوادث # صور بنات # صور اطفال # مكياج و تجميل # عناوين بنوك شركات محلات مطاعم # العاب الغاز # عيد # كلمات الاغانى # اشغال فنيه واعمال يدويه # مصر # أشعار خواطر # للنساء فقط # للرجال فقط # صور شباب # علاج النحافه # رسائل SMS # أكلات نباتية - Vegetarian food # برامج الكمبيوتر # المراهقة # جمعة مباركة # blogger # رعب # لعنة العشق # حب # اسلامية # قاسي ولكن أحبني # أحفاد أشرار الحرب لأجلك سلام # أسمى معاني الغرام # حقيقية # لقد كنت لعبة في يده # ملهمة # أباطرة العشق # عربية # حب خاطئ # لست مميزاً # من الجاني # مشاهير # راقصة الحانة # اغتصاب طفلة # عاشقان يجمعهم القدر # الطريق الصعب # خيال علمي # أشواك الحب # تاريخ # سجينة ثوب الرجال # لروحك عطر لا ينسى # أطفال # عشق وانتقام # لازلت أتنفسك # لقاؤنا صدفة # للحب معان أخرى # خاتم سليمان # ممن أنتقم # نجاح # أبواب وهمية # حلمى فى صفيحة قمامة # فيلم # مجنون بحبك # بين شباكها # حزينه # رحلات جوليفر # عذاب قسوته # عندما ينادي الشيطان # لعنة حبك # مريم وامير # هدوء في قلب العاصفة # الحاسة السادسة # المشعوذة الصغيرة # عباقرة # لوعة العشق # حروب # قدر بالإجبار # بنات مضحكه# فوركس Forex# صحتك # الصور والخلفيات # الطبخ والحلويات # منوعات # اخبار الفن # القصص و الروايات الألعاب الرياضية # الحياة الزوجية # أزياء وملابس # الأم و الطفل # دراسات لغات # افكار منزلية # انترنت تكنولوجيا # صفات الابراج # حيوانات ونباتات # تفسير الاحلام # معانى الاسماء # خواطر و اشعار # الكون والفضاء اجمل نكته# Mix # Forex # youtube # foods # Kids # Health education # stories # News # kitchen # woman # Famous # Sport # Animals

-------

الساعة الآن 05:42 صباحا