أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتدى جنتنا، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .





رواية القناع الخفي للعشق مافيا الحي الشعبي

أبناء العم أقوى عصبة بالحى الشعبي ربما لكلاٍ منهم رحلته المجهولة مع العشق ولكن يجمعهم منزل بسيط مكون من أربع طوابق فى حى ..



01-11-2021 02:41 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [13]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية القناع الخفي للعشق مافيا الحي الشعبي
رواية القناع الخفي للعشق (مافيا الحي الشعبي) للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الرابع عشر

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إيَّاهُ، مُخْلِصِين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم صل على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، وعلى أصحاب سيدنا محمد، وعلى أنصار سيدنا محمد، وعلى أزواج سيدنا محمد، وعلى ذرية سيدنا محمد وسلم تسليمًا كثيرًا.

تعالت التكبيرات وعلى معها فرحة القلوب، توحد الجميع بصفوف عريقة لصلاة العيد المباركة، شيخٍ جوار شابٍ يافعاً لجواره رجلا وصغيره، تعالت الهتفات بالتكبيرات ليفصلهم عن النساء سنار مرتفع لتشاركهم الفرحة والجزاء، أنهوا صلاتهم بفرحة لتتبادل كلا منهم السلامات والتحية فتهنئ الجارة جارتها بالعيد وإبنة تلتقى بوالدتها بهذا الحشد العتيق فتقبل يدها بفرحة قائلة كلماتها المتجلجة كل عام وأنتِ بخير، نعم تلك هى الجملة المتبادلة بين الجميع بمحبة ليعفو المرء عما سلف خطيئة الأخر ليفرح معه بفرحة العيد...

وسط هذا الحشد العتيق كانت عائلة المنياوي تجتمع بعد الصلاة تجلس النساء معاً بالمصلى الخاص بالسيدات، جلست الفتيات يتبادلان المباركات بسعادة وكلا منهن تتآلق بجلباب أسود فضفاض بسيط ووجهاً خالى من التجميل فجمله معمق من القلب ومتآلق بطاعة الله...
جلست جيانا جوار مكة وياسمين تاركين آمهاتنا تتبادل المباركات والتهنئة مع الجيران وأمهاتهم...
إبتسمت ياسمين بحزن: رمضان خلص وخلصت معاه فرحتنا...

مكة بتأييد: الشهر دا قصير جداً الواحد مش بيلحق يتمتع به...
جيانا بمرح: ونقول كل سنة وأنتم طيبين وعيد مبارك عليكم جميعاً..
إبتسمن بسعادة لتقطعهم مكة بحماس: أه قولي عيد القفش دانا أيدى بتأكلني من الصبح هروح أفترس أدهومي والواد ضياء وبعدين ولاد عمك والله المستعان بقا..
تعالت ضحكات ياسمين بعدم تصديق: يا بنتي حرام عليكِ راعى سنك يا ماما بقيتي عروسة عيب تطلبي المديوع هما هيعطوكي بدون ما تطلبي..

تعالت ضحكات جيانا قائلة بعد تفكير: طب أستنى حتى لما تغيرى وتلبسي هدوم العيد وننزل نعيد على جدك والعصابة الكبيرة وبعدين نصطاد الباقي تحت
تطلعت لها ياسمين بصدمة لتنفجر من الضحك قائلة بسخرية: دا عيد القفش يا سوسو..
غامت عين ياسمين على من تجلس جوار والدتها بصمت فأسرعت بالحديث الجادي: مالها غادة يا جيانا بقالها كام يوم مش مظبوطة حتى النهاردة مش جيت صلت جانبنا ولا قعدت معانا؟

تطلعت جيانا لما تطلع له ياسمين قائلة بحزن: حاولت أعرف منها أيه الا حصل مقدرتش كل الا فهمته أن فى مشكلة بينها وبين ضياء والغريبة أنها كانت دايما بتحكيلي المرادي محتفظة بالاسباب لنفسها..
مكة بستغراب: ضياء! بس أنا شايفاه طبيعي!.
ياسمين بحزن: طب أيه الا ممكن يزعلها دي الوحيدة فينا الا كانت بتفرح جداً بالعيد حتى جاية الصلاة بالعباية القديمة مش لبست الا كانت جايباها معانا للصلاة!.

مكة بتفكير: تعالوا نروح نقعد معاها..
أشارت لها بالموافقة ثم حملن كلا منهم سجادة الصلاة الخاصة بهم وتوجهن إليها لتجلس ياسمين لجوارها وجيانا ليسارها ومكة أمامها مباشرة...
نغزتها ياسمين بمرح: أيه يا لمعي حد يقفل التقفيلة دي فى العيد؟!..
جيانا: تلاقيها بس عايزة تنام
مكة بسخرية: وأنتِ الصادقة دا أثر فرحتها بعدم الأستيقاظ للسحور..
بقيت ملامحها كما هى فقط تحاول جاهدة رسم البسمة حتى لا يحزنٍ لأجلها...

قطعت جيانا الحديث بجدية وحزن: مالك يا غادة؟
لمعت عيناها بالدموع فهى بحاجة للبكاء بصوتٍ مسموع، بحاجة الحديث لشقيقتها، بحاجة سماع معنفتهم لها للصواب، بحاجة سماع نصائحهم لها لعلها تنجو مما به...
خرج صوتها الباكي قائلة بصعوبة بالحديث: ضياء فسخ الخطوبة..
صعقت كلا منهم ليخرج صوت ياسمين بصدمة: أيه الا بتقوليه دا مش معقول؟!.
جيانا بحزن: طب ليه يعمل كدا؟

غادة بتوتر: لو أتكلمت دلوقتي هكون مش أتعلمت من الا حصل...
علمت ياسمين وجيانا ما تود غادة قوله فتحاولت نظرات جيانا للغضب من شقيقتها بعدما أخبرتها كثيراً أن تبتعد عن تلك الفتيات ولكن لم تستمع لها...

قطعت مكة الصمت قائلة بهدوء: بصي يا غادة أنا معرفش أيه الا حصل بس الا أقدر أقولهولك أن ضياء مستحيل يبعد عنك وفسخ الخطوبة دا مجرد ضربة صغيرة منه عشان يفوقك لكن هو لو حابب يفسخ بجد كان كل الا فى البيت عرف وأولهم جدك..
ياسمين بأقتناع: مكة معاها حق، أنتِ لو شايفة نفسك غلطانه يا مكة أعتذري الأعتذار مش حرام ولا عيب بالعكس أما بقا لو هو الا غلطان فأوعى تقلي من نفسك أنت غالية وهتفضلي كدا على طول..

أرتمت بأحضانها تبكى بشدة قائلة بصوت متقطع: أنا الا على طول بكون غلطانة يا ياسمين..
رتبت على كتفيها بحزن يمزق قلبها حتى لمعت عين جيانا بالدموع فقالت بهدوء يخالف حزنها: طب خلاص متزعليش مدام عرفتي غلطك ربنا مش هيسيبك يا غادة..
بالقرب منهم أسندت نجلاء والدتها حتى نهضت عن الأرض حاملة سجادتها قائلة بأبتسامة هادئة: أشوفك بليل بقا وأنا جاية أعيد عليكي..

قبلت يدها قائلة بفرحة: ربنا ما يحرمني من دخلتك عليا ياررب..
ربتت هنية على رأسها قائلة برضا: ربنا يسعدك يا بنتي ياررب ويهدي سرك ويفرحك بعيالك يارب..
وغادرت هنية مع جيرانها لتنهى كلا من ريهام وسلوي حديثها مع أهلها ثم تجتمع للعودة للمنزل، أشارت ريهام للفتيات فأقتربن منها وغادرن للمنزل...

بالجانب الأخر...
كان يقف الحاج طلعت المنياوي وسط الرجال يتبادل المباركات بأبتسامة رضا، على جواره يقف أبناءه وبالقرب منه أحفاده...
عبد الرحمن بأبتسامة هادئة: عيد مبارك عليك يا نمر..
إبتسم أدهم وهو يعدل جلبابه الأبيض المنسدل على جسده بتناسق جعله منبع للوسامة: علينا وعليك يا حاج عبده..
تعالت ضحكاته فوضع يديه على عنق جلبابه الأبيض بغرور: ومش أي حاج ياض
أدهم بسخرية: طب حاسب لتوقع...

رمقه بغضب قائلا بتأكيد: من نحية الوقوع ففي وقوع النهاردة ولا هيكفيني 2000ج مدايع دا كفايا عليا بنات العيلة..
تعالت ضحكات النمر قائلا ببعض الشماتة: للأسف نسيت تضيف مراتك على القايمة ومتنساش أنها بتكون أزيد من الكل..
تسلل الحزن لوجهه فألتزم الصمت، ضيق النمر عيناه بغموض: ندمان؟
أجابه بهدوء: مندمتش على حاجة عملتها قبل كداا عشان أندن دلوقتي...

تطلع له بغموض ليزفر بغضب قائلا بستسلام: أنا مش قادر أفهمها ولا أفهم نفسي يا أدهم مش عارف البنت دي عاملة فيا أيه مش هكدب عليك أنا لو وافقت على الجوازة دي كان بدافع أني أساعد زين وأنتقم منها على الا عملته معايا بس لقيت نفسي ضايع لا عارف أكون كدا ولا كدا!.
إبتسم النمر وتابعه إلي أن أنهى حديثه ليخرج صوته الثابث: عشان حبيتها يا عبد الرحمن.

صدم ولم يتمكن من الحديث أو مجادلته فشعر بتحجر الكلمات على شفتيه وهو يرى إبتسامة النمر المؤكدة لحديثه...
على بعد ليس بكبير عنهم تعالت ضحكات زين قائلا بعدم تصديق: أنت مصيبة يا أحمد مش معقول.
لوى فمه بأذدراء: ولا مصيبة ولا حاجة ياخويا عشان تعيش وسط الوحوش دول لازم تستعرض عضلاتك
زين بضحكة رجولية جذابة: مش خايف جدك يعرف أنك أحد أفراد المافيا العظيمة..

أستدار برعب يتفحص مكان طلعت المنياوي قائلا بغضب: متروح تفضحنا أحسن..
كبت ضحكاته مشيراً بيديه على الصمت ليكمل أحمد بسخرية: الا يعرف يعرف يا عم هى موتة واحدة وقبر واحد.
أتى من خلفه غامزاً بعيناه لزين فتقبل الأمر ليضع يديه فجأة على كتفي أحمد الذي خر فازعاً فتعالت ضحكات يوسف وزين فقال بسخرية: أيه يا أنعام القبر ضيق؟!.

رمقه بنظرة محتقنة ليخر يوسف من الضحك قائلا بصعوبة بالحديث: والله أنا مأنا خايف غير عليه، جدي لو عرف أن أحفاده المتعلمين بيشتغلوا المافيا بعد نص الليل أحتمال يرسهم طلقتين تلاتة ويا مصبتاه لو الكبير شم خبر أن أحفاد أخوه بقوا المافيا وأبه بقا أدهم بنفسه الزعيم بصراحة هموت وأشوفه متكلبش كدا..
أحمد برعب: أحممم..
يوسف بنبرة حالمة: أنت متعرفش بيفتري على خلق الله أزاي؟
زين بصدمة: يوسف..

كاد الحديث ولكنه صعق حينما شعر بقبضة يد قوية ترفعه عن الأرض فأستدار ليجد أدهم أمامه بثباته الفتاك، أرتعب فجاهد للحديث: أدهم..
أخفى غضبه الجامح بأبتسامة زائفة: كنت بتقول أيه بقا؟
أجابه سريعاً: كنت بكلم أحمد فى موضوع كدا..
أشار له بعيناه المحفورة بالشك: لما نروح بيتنا هنشوف الموضوع مع بعض..
إبتلع ريقه برعب فتراجع حتى ألتصق جوار عبد الرحمن فأبتسم بشماتة قائلا بخبث: واضح أننا معندناش أنعام واحدة.

رمقه بنظرة محتقنه وألتزم الصمت، أما النمر فأحتضن زين قائلا بأبتسامة لا تليق بسواه: كل سنة وأنت طيب يا زين..
إبتسم الأخر قائلا بفرحة: وأنت طيب ودايما بخير يا صاحبي..
أقترب منهم ضياء قائلا بأبتسامة هادئة: واضح أني جيت فى الوقت الصح..
لم يفهم أحد ما المقصد الا حينما أقترب من أدهم قائلا بمرح: بما أنك أخويا الكبير فأنا عايز العدية
أدهم بستغراب: نعم؟
كاد الحديث ولكن صوتٍ ما غمر المكان بهيبته الطاغية.

: كيفكم يا شباب البندر؟
أستدروا جميعاً ليتفاجئوا بالكبير أمام أعينهم، نعم فزاع الدهشان كبير عائلة الدهاشنة بذاته..
أقتربوا منه بسعادة فقال أدهم بفرحة: جدي!.
إبتسم قائلا بهدوء: كيفك يا نمر؟
إبتسم على من تسبب بمنح ذلك اللقب الغالي إليه فأصبح من حوله يلقبه كما لقبه الكبير، ضمه فزاع لصدره بشتياق ثم أحتضن عبد الرحمن والجميع ليقف أمام زين قائلا بثباتٍ بعدما أحتضنه: كيفك يا شيال الهموم؟.

تعالت ضحكاته قائلا بسخرية: أيوا زي ما حضرتك قولت شايل الهموم ومازالت بفضل الله..
أشار له بأنه على علم بما يحدث معه ليربت على كتفيه قائلا بفخر: خابر يا ولدي بس عارف برضك تجدر على أيه؟، جواز عبد الرحمن من أختك كانت خطوة صوح لما سليم خبرني بالا عملته أني أفتخرت بيك لأن عقلك لساته سابق سنك..
إبتسم قائلا بسعادة: كنت خايف متعرفش تحضر الفرح أنت وفهد وسليم وعمر..
: حد جايب سيرتي!.

أستدار زين ليتفاجئ بالفهد أمام عيناه ليقترب منهم وبالأخص رفيقه قائلا بنظراتٍ كالسهام: لو مكلمتكش متعبرش!
أخفي أدهم إبتسامته قائلا بحزن مصطنع: أنا أقدر برضو دانا بشوف معزتي عندك أذا كنت هتعبرني ولا لع..
تعالت ضحكاته قائلا بلهجة صعيدية: ماشي يا واد عمي لما أشوف أخرتها معاك..
أدهم بنفس لهجته: خير أن شاء الله
أقترب منه عبد الرحمن بفرحة قائلا بزهول: كنت لسه قافل معاك إمبارح مقولتليش يعني أنك نازل مصر؟

أحتضنه الفهد قائلا بثباتٍ يكتسح ملامحه الجذابة: حبيت أعملك مفاجأة وبعدين أنت عمرك ما هتفهمني حتى أيام الجامعة برضو كنت كدا!.
رمقه بنظرة مميتة قائلا بضيق: بتفكرني ليه بالجامعة وسنينها أتعلقت بيك وفى النهاية سفرت الصعيد ومعتش عرفت عنك حاجة ولا بشوفك غير بالتلفون!.

رفع يديه على كتفيه قائلا بحزن: غصب عني يا عبد الرحمن أنت عارف أن أمنيتي كنت أمارس مهنتي بس الظروف بقا أنا دلوقتي بحاول أدرس الأمور مع جدي زي مانت عارف أن الكبير من بعده
إبتسم بتفهم: عارف يا إبن عمي أنا كمان أنشغلت عنك ومنزلتش الصعيد من فترة
إبتسم الفهد بعيناه قائلا بسخرية: شوفت كل واحد أنشغل يعني الكلام بالموضوع دا منهى ولا أنت أيه رايك؟
تعالت ضحكاته ليقطعها أحمد بلهفة: فهد عمر منزلش معاك؟

أستدار بجلبابه الأسود المزين بذاك الوشاح الابيض على رقبته لتزداد وسامة الفهد المعتادة قائلا بخبث وقد عاد للهجته: ميهمكش غير عمر عاد؟!
أجابه سريعاً بمرح: أكيد مش زميلي يا جدع..
: طب كويس أنك أفتكرت أن كان ليك زميل أسمه عمر دانا قربت أنسى أسمك..
أستدار ليجد عمر أمامه بنظراته الغاضبة فأسرع إليه قائلا بفرحة: عمر..

أحتضنه بفرحة فأبتسم وبادله الأحضان قائلا بفرحة: وحشتني يابو حميد كل سنه أستنى العيد دا بالصبر عشان أشوفك أنت والشباب..
إبتسم أحمد قائلا بفرحة: السعادة لما بشوفك من تاني فاكر يالا كلامك هسافر البلد وراجع تاني!
أجابه بصوتٍ منخفض: هو حد يقدر يقف للكبير ياخويا...
أدهم بستغراب: أمال فين سليم يا جدي..

أستدار له فزاع بعد أن ترك الحديث مع طلعت قائلا بأبتسامة هادئة: فى الصعيد يا ولدي مراته حبلي وهتولد فى أي وجت عشان كدا فضل حداها..
طلعت بوقاره الدائم: ربنا يطمنك عليها ياخوي..
أجابه بأبتسامة هادئة: تسلم ياواد عمي...
ثم أستدار لفهد بلهفة: فين الصغار يا فهد؟
إبتسم قائلا بهدوء: فى العربية يا كبير خالتهم مع عطية السواق لحد ما الصلاة تخلص..
إبتسم يوسف قائلا بمرح: صغار مين؟!

فهد: دول ولادي أنا وعمر يا يوسف رفضوا يسيبونا ننزل مصر من غيرهم..
زين بفرحة: هما فين خالينا نعيد عليهم..

أشار زين للسائق ففتح باب السيارة لتهبط طفلة بملامح ملائكية بعمر الخامسة، ترتدي فستان وردي اللون وتاركة خصلات شعرها المموج تكتسح وجهها ولجوارها طفلا غريب الملامح من يراه يظنه شابٍ يافعاً بملامح وجهه الصارمة لا يصدق أحداً أنه يحمل من العمر إثني عشر!، ربما يشبه فهد لحداً كبير، ولجواره طفل أخر بملامح تحمل للمشاكسة عنوان.
ركضت الصغيرة لحضن والدها فأقترب الصغير ليقف جوار أدهم..

أدهم بأبتسامة عذبة: أسمك أيه يا حبيبي؟
أجابه بثبات: أحمد
هلل احمد قائلا بسعادة: على أسمي..
وأحتضنه بفرحة ليتطلع لعمر بغضب: شايف الرجولة فهد سمى إبنه أحمد على أسمى مش زيك يا لطخ..
كبت عمر ضحكاته لينوب عنه الفهد قائلا بسخرية: أحمد إبن عمر يا لطخ دا إبني أسر..
أحمد بفرحة وهو يحتضن الصغير: يا حبيبي يا عمر سميت على أسمي
أجابه بسخرية: هعمل أيه وياريت عاجب ياخويا!.

تعالت الضحكات فأقترب عبد الرحمن من ذلك الطفل الغامض قائلا بستغراب: ليه لابس كدا يا حبيبي؟
اجابه بثبات زرع الأستغراب بأوجه الجميع: وكيف عايزني ألبس؟ دي خلجاتنا ومحبش أغيرها أبداً..
إبتسم طلعت قائلا بأعجاب: تعال إهنه يا ولدي..
أقترب منه أسر فأخرج من جيبه المال مقبلا إياه: شايف فيك فهد الصغير، ربنا يبارك فى عمرك..

تطلع اسر للمال ثم أستدار لوالده ليرمقه بنظرة غاضبه لم يفهمها أحد سوى عمر وجده فقال فزاع: سيبك منه يا طلعت الواد ده إكده شايف نفسه إكبير علينا مش بيرضى يأخد عدية من حد وبيجول أنى كبير مش صغير..
تعالت الضحكات حتى طلعت لما يتمالك ذاته من الضحك...
حمل زين الصغيرة قائلا بأعجاب: أسمك أيه يا قمر أنتِ..
إبتسمت قائلة بنبرة طفولية: روجينا وممكن تقولي لوجي
تعالت ضحكاته قائلا: طيب يا لوجي ينفع أعيد عليكي؟

تطلعت لأبيها فأشار لها بنعم لتجيبه سريعاً: معنديش مانع
تعالت ضحكاته فخرج صوت ضياء المنصدم: أيه العيال دي!
يوسف: يا نهار ألوان أنا مش متأكد من سنهم يالا
أقترب أدهم منها ثم قدم لها المال لتطبع قبلة على خديه بأبتسامة طفولية جذابة..
فزاع وهو يتفقد ساعته: يالا يا ولد هننتاخر إكده
طلعت بستغراب: على فين يا حاج؟

أجابه بأبتسامة معاتبة: أنت نسيت قرايبنا الا هنا ولا أيه لازمن نعيد على الكل يا واد عمي وهنتقابل بكرا أن شاء الله في فرح زين..
إبتسم بتفهم: ماشي يا واد عمي
ودع كلا منهم الاخر ثم صعدوا للسيارات لينطلقوا لوجهتهم أما طلعت فعاد مع أحفاده للمنزل...

ارتدت كلا منهم فستان العيد المزخرف بألوان باهية حتى الزوجات أرتدت كلا منهم جلباب يخطف الأنظار، ليهبط الجميع للأسفل حتى يكن بأستقبال من سيأتي لهم..
رتبت جيانا غرفة الضيوف بأن وضعت بها الشكولا والبسكويت والتسالى الخاصة بالعيد، ثم أغلقتها وجلست بالخارج مع الفتيات، ولج أدهم وعبد الرحمن والجميع ليتخشب أحمد محله حينما رأها ترتدي فستانه لتزيده بريقٍ وجمالا، أما أدهم فخطف نظراته إليها بعشق...

جلس الجد ولجواره الشباب لتضع ريهام الطعام قائلة بأبتسامة هادئة: الفطار..
أخرج الجد من جيبه المال قائلا بستغراب: كبرتم على العدية إياك..
مكة بمرح: أزاي بس يا جدي داحنا مستنين لما تفطر كدا وتتهنى عشان اما نطلب نطلب بنفس..
تعالت ضحكاته قائلا بسخرية: لع متخافيش عليا نفسي مفتوحة بشوفتكم..
مكة بفرحة: كدا طب يالا يا بنات صف واحد..

وبالفعل وقفت سريعاً تحت نظرات يوسف العاشقة لها ولجنانها المعتادة فأخرج الجد لها المال لتقبل يديه سريعاً، ثم حان الدور على ياسمين لتلتقط المال منه بخجل من نظرات أحمد الملحقة لها إلى أن أتى دور جيانا فقبلت يد جدها بأمتنان: ربنا يخليك لينا يارب..
ربت على رأسها بسعادة وأخرج المال للفتاة الرابعة ولكنه تفاجئ بالمكان الفارغ ليقول بستغراب: أمال فين غادة؟

أرتبكت كلا منهم لتسرع ياسمين بالحديث: لسه بتغير يا جدي
أجابها بنظرات شك: مش عوايدها يعني!.
سلوي بأبتسامة هادئة: زمنها نازلة يا أبا الحج..
إبتسم بتقبل قائلا بغضب مصطنع وهو يتأمل زوجات أبنائه الثلاث: مش جولتكم جربوا عشان العدية..
إبتسمت كلا منهم وأقتربت ككل عام يزرع الجد بفرحة عارمة للكبير والصغير، تناولن منه المال بحب ورضا بدعوات خالصة له...

هناك يجلس منعزل وقلبه يتمزق على فرحتها المتعثرة فتسلل خفية من بينهم وتوجه للأعلى...
ولج أبناء الحج طلعت الثلاث للداخل فتطلع لهم قائلا بأهتمام: عملتوا الا جلتلكم عليه..
جلسوا على مائدة الأفطار ليقول إبراهيم بتأكيد: أطمن يا حاج مسبناش بيت قولت عليه الا وفرحناهم..
أشار له بهدوء وهب كلا منهم بتناول الطعام لتوقفهم مكة بغضب: على فين؟
إسماعيل بأبتسامة هادئة: هنفطر يا بنتي!
أجابته بحدة: كدا من غير المديوع..

أجابها أبيها بسخرية: طب يا حبيبتي نأكل بس ونشرب الشاي من أيدك ونديكِ عيونا
أجابته بضيق: مينفعوناش يا حاج نبغي مصاري..
تعالت الضحكات ليخرج كلا منهم المال للفتيات الثلاث..
إبراهيم بحزن مصطنع: ممكن نأكل بقا؟
ياسمين بأبتسامة مكبوتة: أتفضل أتفضل..
توجهت مكة لمن يجلس على الأريكة بعدما أنهى طعامه تطلع له بنظرة مطولة ليشير لها قائلا بسخرية: خلصتي النمرة هناك وجاية هنا..

جلس أحمد جواره وهو يرتشف الشاي: مانصحكيش يا مكة النمر مش زي بابا وأعمامي..
رمقته بنظرة قاتلة: أقعد على جنب دورك لسه مجاش..
صعق أحمد وتعالت ضحكات عبد الرحمن بعدم تصديق ليخرج صوت النمر قائلا بهدوء: مفيش مديوع
أجابته بصدمة وصوت مرتفع: نعممم
أجابها بسخرية: زي ما سمعتي روحي بقا وأشتكيني فى محكمة الأسرة.

وتركها وتوجه للصعود فزمجرت بغضب ليقف محله والبسمة تحتل وجهه ليستدير لها ويصفعها بخفة: هغير هدومي وهنزل أديكى أحلى عدية..
أحتضنته بسعادة قائلة بمرح: طب متتاخرش بقا الا الفلوس تبرد
ضيق عيناه بعدم فهم: فلوس أيه؟!
أخرجت المال من حقيبتها قائلة بسعادة: دول يا حبيبي دانا كدا فرجت اوي من أعمامك وبابا وجدي ما بالك بقا لما أقلبكم!.
أخفى غضبه وصعد للأعلى فتوجهت لأحمد سريعاً قائلة بمرح: الدور على مين؟

جيانا بمرح: على أبو حميد حبيب الملايين..
رمقهم بنظرة مميتة قائلا بغضب: مفيش شطبنا
مكة بغضب: لا كدا هزعل وزعلى وحش
جيانا بتأييد: وأنا معاكي يابت هنروح نوقع الدنيا بينا وبين سوسو ويبقا يقابلني بقا لو عرف يصلح الا أتكسر..
نهض عن المقعد سريعاً وأخرج المال لهم قائلا بأبتسامة زائفة: وعلى أيه الطيب أحسن..
جذبت مكة المال عنوة: ناس مش بتجي غير بالسك على القفا..

كبتت ياسمين ضحكاتها وهى تتابع ما يحدث من بعيد ليخرج صوته لها: أنتِ بقا عديتك فوق أغير بس وهطلع أعيد عليكِ بنفسي
تلونت وجنتها بشدة ليصعد هو للأعلى تركاً النظرات تطوف بها، أقتربت جيانا ومكة من عبد الرحمن المبتسم بشدة عما فعلته كلا منهم فنهض سريعاً: مش محتاج تهديد أنا مسالم
وأخرج المال لكلا منهم لتأتي ياسمين بغضب: وأنا يا أستاذ.

قدم لها المال قائلا بأبتسامة ساحرة: مقدرش أنساك يا قلب الأستاذ وسعى بقا عشان أطلع أغير أنا كمان..
أفسحت له الطريق بفرحة لتتحدث مكة بصدمة وفرحة: 200ج الواد عبد الرحمن دا طول عمري أقول عليه شهم مش زي أخوكِ المعفن الا ادلنا 150 بس..
جيانا بضحكة مكبوتة: عيب يابت أحنا طايلين دا شاب برضو وبيكون نفسه
اجابتها بخفوت: لا أقنعتيني...
ياسمين بمرح: لسه واحد..

تطلعوا جميعاً على من يجلس يتابع ما يحدث بصدمة فأخرج المال قائلا بغرور: أنا مش زيهم محدش منكم هياخد حاجة بدون مقابل..
جيانا بغضب: يعني أيه؟
أجابها بغرور: يعني واحدة هتعملي القهوة بتاعتي والتانية هتكويلي هدومي والتالتة هتلمع لي الجذمة بتاعتي غير كدا مفيش مدايع..
صاحب ياسمين بغضب: أنت هتزلنا يا أستاذ أنت ولا أيه؟

أجابها بسخرية: حاشة لله أنا شاب عازب ماليش زوجة تساعدني فى طلباتي فقولت أتكل على أخواتي القمرات فيها حاجة دي؟
جيانا بغضب: خلاص سيب الجذمة وأنا هروقهالك
ياسمين: وأن كان على الكوي فأنا أخدت على كدا ياخويا مفرقتش من يوم..
إبتسم يوسف بأعجاب ثم تطلع لمكة الواضعة عيناها أرضاً بأنتظار نطقها لمهمتها ولكنها ألتزمت الصمت.
جيانا بستغراب: الأدب نعمة برضو كان فين الهدوء دا من شوية؟

ياسمين بسخرية: الفلوس الا أخدتهم عملتلها هيسترية ولا أيه؟!
يوسف بنظرات غموض: خلاص هى تعمل القهوة وأنتوا يالا خلصوا مهمتكم..
صعدت جيانا وياسمين للاعلى وتوجهت مكة للمطبخ تعد القهوة له، خرجت بعد قليل تتطلع بالقاعة بحثاً عن الفتيات فلم تجدهم لتعلم بأن مهمتهم لم تنجز بعد، فأقتربت من يوسف ثم وضعت القهوة أمامه وهمت بالرحيل لتقف على صوته العميق: مش عايزة المديوع!

أشارت له بخجل بلا وهمت بالرحيل ليقطعها يديه حينما وقف أمامها قائلا بسخرية: يعني أستعملتي قوتك مع أبويا وأخويا وأحمد والكل وجيتي عندي وعملتي فيها ملاك الرحمة؟!.
تركته وهبت بالرحيل فأبتسم قائلا بعشق: خلاص مش هضيث بكلامي تاني
ثم أخرج الظرف المطوى قائلا بعشق: أنتِ مميزة يا مكة..
أرتجف قلبها لتتناول منه الظرف ثم صعدت للأعلى سريعاً بقدم تتخبط ببعضها البعض لتفتح الظرف وتتفاجئ بمبلغ ضخم لها!..

هبطت الفتيات للأسفل بعد ان أنجزن المهمات لتستلم كلا منهما العدية الخاصة بها...

بشقة ريهام...
طرق الباب بعدما أبدل ثيابه ففتحت ريهام لتجده أمامها..
ضياء بأبتسامة هادئة: كل سنة وأنتِ طيبة يا مرات عمي..
إبتسمت قائلة بفرحة: وأنت طيب يا حبيبي أتفضل..
وبالفعل ولج للداخل يبحث عنها بعيناه إلى أن تخشب محله حينما رأها مازالت تجلس بالشرفة بملابس الصلاة
ريهام: أتفضل يا حبيبي لما أجهزلك حاجة العيد دانت اول واحد تدخل عليا..

أشار لها بهدوء فغادرت للمطبخ ليولج هو للشرفة، يقف على مسافة قريبة منه ولم تشعر به بعالم أخر تهمسه الدمعات، تحطم قلبه فأقترب قائلا بحزن غادة!.
أستدارت برأسها ببطئ كأنها لم تصدق ما تستمع إليه لتجده أمامها فهوت الدمعة من عيناها لتردد بعدم تصديق من كونه لجوارها: ضياء
رسم البسمة بصعوبة بعدما رأها هكذا لعن نفسه كثيراً أقترب ليقف جوارها قائلا بأبتسامة: كل سنة وأنِت طيبة يا حبيبتي..

تطلعت له بزهول فأكمل قائلا: ليه ملبستيش لبس العيد لسه؟!.
شعرت بأنها بصدمة كبيرة فرفع عيناه عن المكان من حوله ليجذبها للداخل مزيح تلك الدمعات بسرعة ثم قال بحزن: ممكن ننسى الا فات بقا وأنا يا ستى أسف وأدى رأسك أهي..
وهم أن يقبلها ولكنه أبتعد عنها بمزح لتغمرها بسمة من وسط دموعها قائلة بدموع: أنا الا أسفة يا ضياء وأوعدك أنى هتغير والله..

سعد كثيراً وهو يراها تغيرت بحديثها فأبتسم قائلا بمشاكسة: ماقولنا خلاص بقا يعني أنزل وبلاش تاخدي العدية..
أزاحت دموعها بمرح: لا دانت أول واحد هعكش منه
تعالت ضحكاته الرجولية قائلا بغمزة: ماشي بس لما أشوف لبس العيد الأول..
أسرعت بلهفة للداخل: حالا..
تتابعها بعشقٍ جارف حتى تخفت من أمام عيناه، وضعت ريهام الشكولا أمامه والتسالى قائلة بأبتسامة هادئة: أتفضل يا حبيبي.

ضياء بستغراب: أيه كل دا أنا مش هقدر والله أنتى عارفة لسه اللفة طويلة مع جدي والشباب هجيب بطن منين؟
تعالت ضحكاتها قائلة بتأييد الله يكون فى العون الواحد أصلا خارج من رمضان بطنه تعبانة..
ولجت جيانا من الخارج قائلة بغضب: أنت مستخبي هنا وأحنا بندور عليك
ريهام بغضب عيب يابت
أجابها بأبتسامة مرحة: وكنتِ فين السنين الا فاتت دي كلها!

تعالت ضحكاتها بعدم تصديق ليقف ويخرج المال قائلا بجدية: أحلى عدية لأحلى أخت فى الدنيا..
أسرعت إليه وأخذت المال قائلة بسعادة: ربنا يخليك لينا يا ضيو
رمقها بنظرة غضب: بلاش الدلع دا
أشارت له بأبتسامة ثم توجهت لغرفتها حينما إستمعت لصوت هاتفها، أما ريهام فتوجهت للمطبخ قائلة: خلاص مدام مش عايز تأكل هعملك كابتشينو.

أشار لها بخفة ليصعق محله حينما رأى زهرته تخرج بفرحة أضاءت وجهها لتقترب منه بلهفة: فين بقا المديوع؟
أقترب منها قائلا بهيام: خدي قلبي
أخفت نظرات خجلها ليخرج من جيبه المال لها، فتحتهم غادة بصدمة ثم أعادتهم له مجدداً: لا يا ضياء دول كتير جدا مش هأخدهم
تطلع لها بغضب: مترجعيش حاجة أدهالك وألا أ.
كاد أن يكمل حديثه فقطعته حينما وضعتهم بالحقيبة قائلة بلهفة: لا كله الا زعلك..

إبتسم على تصرفها ليتخشب محله حينما لمح ما بالطوق الذي ترتديه!.
خرج صوته بعد مجاهدة بالحديث: أد كدا علاقتنا غالية عندك يا غادة!
تطلعت لما يتأمله فوجدت دبلته المعلقة برقبتها لتشعر بقربه منها فخلعت عنها الطوق وأعادت الدبلة لأصابعيه قائلة ببخجل: أغلى من حياتي نفسها..
ظل يتأملها بفرحة فأبتعدت عنه سريعاً حينما خرجت والدتها لتضع المشروب قائلة: أتفضل، يا حبيبي.

أجابه صافن الذهن: مش هقدر لازم أطلع عشان أعيد على مرات عمي قبل ما أخرج..
وصعد ضياء للأعلى...
بغرفة جيانا..
وجدت رسالته قائلا، الفستان جميل أوى عليكِ..
أجابته بخجل، أكيد مش زوقك...
، أفتحي الباب....
لم تفهم كلماته الا حينما صدح رنين الجرس لتهب بالركض فتجده أمام عيناه بقميصه الأببض وسرواله الرمادي تاركاً خصلات شعره المتمردة على عيناه فكان حقاً وسيم...
ولج خطوة للداخل قائلا بسخرية: هتسيبني برة كدا كتير..

عادت لواقعها قائلة بأرتباك: أنا أسفة أتفضل..
وبالفعل ولج للداخل ليجلس يتأملها بعيناه الخضراء وهى تتحاشي النظرات له قائلة بخجل: تشرب أيه؟
إبتسم قائلا بثبات: تفتكري ممكن أشرب أو أكل وأنتِ أدامي!.
نبض قلبها بقوة فأبتسم بشفقة علي حالها ثم أخرج الظرف المطوى بعلبة فيروزية اللون قائلا بهدوء: كل سنة وأنتِ طيبة يا أجمل حاجة حصلتلي فى حياتي..

رفعت عيناها له بهلاك يستحوذ عليها فجاهدت أن تحرك ذراعيها لتلتقط منه المال وبالكاد فعلتها...
وقف أدهم وتوجه للمغادرة فأسرعت خلفه بحزن: هو أنت لحقت؟!
إبتسم ادهم وأستدار لها قائلا بعشق: لازم أخرج عشان ألحق أخلص مشواري وياستي هرجع عشان أفسحك بليل بالمكان الا تختريه
أجابته بلهفة: بجد يا أدهم..
غام بعيناها وإسمه الساطع بين لؤلؤ الكلمات: بجد يا قلب أدهم..
وتركها وغادر للاعلي...

بمنزل عبد الرحمن...
تجمع الجميع بالأعلى وتعالت الضحكات فوضعت ياسمين المشروبات لهم ليقدم لها ضياء وأدهم المال فسعدت للغاية غادرت ليتطلع لهم أحمد بغضب: كل واحد عيد على خطيبته وطالعين تقرفوا فيا صح؟
ضياء بسخرية: ما تعيد يا عم حد حاشك
عبد الرحمن بضحكة: أحمد محسني أننا وقفين على قلبه؟
أدهم: مش يالا يا شباب لسه ورانا مشواير كتيرة.

لحقوا به للأسفل وتبقى أحمد يبحث عنها إلى أن وجدها بالداخل ترتب احد الغرف، وما أن رأته حتى تخشبت محلها..
أحمد بعشق: مكنتش أتوقع أنى ذوقي هيكون حلو كدا
تطلعت للفستان بخجل ليكمل هو: حبيت أقولك أنك أجمل بنت شافتها عيوني يا ياسمين..
لم تحتمل كلماته فحملت الزجاجات وتوجهت للخروج ليوقفها قائلا: دا مديوعك يا ستى عشان ماتقوليش كلت عليكي حاجة.
تأملت ياسمين المال بستغراب فهو ميزها كثيراً عنهم..

بفيلا زين...
أبدل ثيابه وهم بالهبوط ولكنه توقف أمام باب غرفتها بتردد قطعه حينما طرق باب الغرفة ليجدها تقف أمامه لترى من!..
صمت زين قليلا ثم أخرج من جيبه المال وقدمه لها فقالت بستغراب: أيه دا؟
تحدث بملامح وجه خالية من التعبيرات: كل سنة وأنتِ طيبة..
ظلت تتأمله قليلا ولم تشعر بيديه تأخذ منه المال ليغادر هو وتبقى الدمع والفرحة تغمر وجهها فلاطالما كانت تنتظر أن يعايدها أحد وها قد فعلها الزين...

هم زين بالخروج ليتفاجئ بأدهم والجميع بالخارج حتى طلعت المنياوي وأولاده إبتسم بفرحة: أيه النور دا أتفضلوا
ولج طلعت قائلا بأبتسامة: كويس أن لحجناك نادى عروستنا بجا عشان نعيدو عليها
آبتسم زين قائلا بأعجاب: طول عمرك زوق يا حج..
وصعد للأعلى ليخبرها بالهبوط..
راقب عبد الرحمن الدرج بتلهف لرؤياها فأبتسم النمر بخبثٍ جعله يستشعر ما به فعاد لثباته المخادع...

هبطت للأسفل مع زين وهى بحالة أستغراب من توافد العائلة بأكملها..
طلعت بأبتسامة هادئة: أهلا بست العرايس
إبتسمت له بسعادة فهى ترتاح له كثيراً...
شعرت بسعادة لا مثيل لها حينما منحها كلا منهم فرحة ليس بالمال ولكن فرحة تنتظرها الفتيات بعيداً هكذا...
تبقى عبد الرحمن محله يتأملها بصمت حتى أنه لم يستمع لحديث الجد..
تحدث الجد قائلا بثبات: روحت لمرتك يا زين.

إبتسم قائلا بهدوء ؛ لسه يا حاج كنت نازل لسه وأنتم جايين..
طلعت: طب يالا بينا
زين بستغراب: على فين؟
رمقه بنظرة غضب: هتروح لوحدك إياك مالكش عيلة تشرفك وسط الخلق
تعالت سعادته ليسرع بالحديث: لا طبعاً أنا أقدر..
وقف الجد وتوجه للخروج قائلا لأدهم: هملوا عبد الرحمن مع مرته..
أشار له بأبتسامة بسيطة: الا تشوفه يا جدي..
وتتابعه للخارج زفر أحمد بغضب: هو المشاوير دي مش هتخلص ولا أيه أنا مدقتش طعم النوم.

يوسف بسخرية: النوم ولا عايز تخرج مع حبيبة القلب..
ضياء بأبتسامة واسعة: ومنخرجش ليه ماحنا بنخرج البنات كل سنة!.
أحمد بهيام: بس المرادي غير كل مرة المرادي هخرج معها وأنا خطيبها أدام الناس كلها..
يوسف بجدية: ربنا يسعد أيامك يا أحمد..
رفع يديه على كتفيه بأبتسامة رجولية عميقة: ويجمعك مع بنت الحلال الا بتتمناها..
تعالت أمنيات يوسف بعيناه فرمقه ضياء بغضب: متحلمش كتير أنا مش موافق.

كاد الحديث ولكن صوت جدهم جعل كلا منهم يسرع خلفه.
: هم يا أحمد أنت وولاد عمك..
خرجوا جميعاً تاركين عبد الرحمن معها فجلس بصمت حتى لا يعلم جده بالأمر...
لاحظ شرودها بالمال بيديها والدموع تغمر عيناها، تملكه الرعب فأسرع ليجلس جوارها قائلا بشك: حد ضايقك؟
أجابته سريعاً والبكاء حليفها: بالعكس أنا فرحانه أوى أول مرة أحس بفرحة العيد.

ضيق عيناه بعدم فهم لما يحدث لها لتكمل بدموع: أنا عارفة أنك زعلان مني بسبب الا حصل بس أنا مش خلاص مش عايزة حاجة غيرك..
تطلع لها بزهول وصدمة لترفع عيناها به وتجاهد كثيراً لتتمسك بيديه قائلة بدموع: أنا حبيتك يا عبد الرحمن ومش عايزة أخسرك أبداً..
تطلع ليديها المحتضنة يده ودمعاتها المناجية له، تواسلاتها بعيناها أن يظل جوارها، يضمها لصدره فهى بحاجة له..

رفع يديه على عيناها يجفف دمعاتها بأطراف أنامله ثم أحتضنها بحب نبض بقلبه ومازال لغزه محير له كيف عشقها!.
أبتعد عنها قائلا بأرتباك فما زال بقلبه عاصفة تحيل به: أخدتي مديوعك من الكل وفاضل أنا
إبتسمت بسعادة وفتحت يديها له كالأطفال فأبتسم على عفويتها البادية وأخرج المال من جيبه فتطلعت له قائلة بفرحة: أنت ادتني أكتر منهم ودا مش ليه غير تفسير واحد
قال وبسمته تزين وجهه الوسيم: والا هو؟

قربت وجهها منه بتحدى: أنك بتحبني يا دكتور
تاه بعيناها لوهلة من الزمن ليصفن قليلا فلا بأس بذلك، رنين هاتفه أخرجه من عواصف كادت أن تفتك به فرفعه ومازالت العين متعلقة بها، ليجد والدته تطلب منه أن يأتي بها لهنا حتى تقضي العيد معهم..
أغلق الهاتف قائلا بثبات: تحبي تجي معايا
وقفت تجذبه بحماس: أيواااا يالا عايزة أشوف جيانا وياسمين ومكة وغ..
قطعها بسخرية: هتيجي كدا!

تطلعت لما ترتدية فكانت ترتدي جلباب منزلي أشتراه لها عبد الرحمن من قبل..
ضربت وجهها بخفة ثم قالت بلهفة: طب هطلع أغير بس مش تمشي
أشار لها قائلا بهدوء: هكون كلمت زين وأستأذنت منه..
جذبت الهاتف قائلة ببعض الغضب وتقوله ليه أنت جوزي..

طرب قلبه لسماع تلك الكلمة ولكن غضب عيناه تمكن منه فصاح بنبرة غاضبه: زين أخوكِ الكبير بمزاجك أو غصب عنك وطول مأنتِ هنا أنا ماليش حكم عليكِ دخولك وخروجك يكون هو على علم بيهم فاهمه؟
قالها بحدة لتسرع بالحديث بخوف: حاضر..
جذب الهاتف قائلا ببعض الحدة ؛ أطلعي ومتتأخريش
أشارت له بهدوء وصعدت للأعلى سريعاً فأخفى بسمته وطلب زين ليخبره بذلك..

بمنزل همس..
سعد والدها كثيراً بزيارة طلعت المنياوى وأحفاده فأبتسم لهم قائلا بأحترام: البيت نور والله يا حاج
أجابه طلعت بثبات: البيت منور بأهله.
ثم رفع وجهه لهمس: تعرفي يابتي زين ده شهم وواد أصول أنتِ لو لفيتي الدنيا كلتها مش هتلاجي دفره..
إبتسمت بعشق متيم بعيناها فهى تعلم ذلك جيداً ليقاطعه أدهم قائلا بستغراب: مش المفروض كنتوا تعملوا الحنة النهاردة؟!

أشار له والد همس بنعم قائلا بهدوء: أيوا يابني بس زين رفض وفضل أن الليلة الكبيرة تكون بكرا...
تطلع أدهم لزين فراي بعيناه التوعد له أن تعمق بالحديث أكثر فأبتسم لمعرفة سبب رفضه لذلك لذا فضل الصمت...
يوسف بأعجاب: الله على القهوة المظبوطة بجد تسلم أيدك يا عمي..
والد همس: ألف هنا يا حبيبي
أحمد بغضب: أرحم نفسك من القهوة هتموت..

رمقه بضيق فأشار لهم ضياء بالصمت حتى لا ينتبه لهم الجد، وقف طلعت قائلا بحذم: يالا يا ولاد نسيب زين مع مرته ونتكل على الله..
وقف زين قائلا بتصميم: لا هجي معاكم
أجابه الجد بحذم: العيلة لسه كبيرة يا ولدي أجعد مع مرتك أحنا مش غرب.
أشار له بهدوء فلحق بهم والدها قائلا بحزن: متقعد معانا يا حاج دا البيت أتملا بركة بدخلتك والله..

إبتسم قائلا بلهجته: يا راجل يا بكاش البيت متعمر ببركة الا ساكنين فيه ربنا يحفظكم ويزيدكم من نعيمه
أجابه بسعادة: ربنا يباركلك يارب..
أحمد بأحترام: عن أذن حضرتك
أجابه بتفهم: أتفضلوا يابني نتقابل بكرا ان شاء الله
أدهم: أن شاء الله يا عمي..
وغادروا جميعاً تاركين همس مع معشوقها..
أقترب منها قائلا بغزل: هو أنا قولتلك قبل كدا أنك جميلة باللون دا
رفعت يدها بتذكر وبسمة خبث: يجي 17 مرة كدا..

ضيق عيناه الزرقاء بغضب مغرورة
أجابته بتأكيد: جداً ولو مجبتش مديوعي حالا هتشوف تصرف عمره ما هيعجبك
لمعت عيناه بالتحدى: وريني هتعملي أيه؟!
أجابته برقة: ما بلاش..

إبتسم بمكر لتسرع إلى جاكيته المعلق على المقعد ثم بحركة سريعة أخرجت النقود من جيبه، زهل زين ولكنه أبدا أعجابٍ بدهائها لتلهو بالمال الكثير قائلة بمكر: يعني كنت هأخد منك 200 أو 300 بالذوق والأدب حالياً هأخد الفلوس دي كلها وأنت بقا وريني هتعمل أيه؟
أقترب منها فأخفت المال خلف ظهرها ليبتسم بسخرية هامس لها بعشق: كنوز الدنيا ماتسوش قدامك يا همس..
أغمضت عيناها بخجل فقالت بغضب مصطنع: أبعد.

أشار له نافياً فأخرجت المال من خلف ظهرها وقدمته له قائلة بهدوء الفلوس أهى..
إبتسم قائلا بعشق: الفلوس والجاكيت والا جواه مالكك من اللحظة الا لمستيها..
تطلعت له بستغراب فأبتعد عنها وحل وثاق أزرار القميص لتغمض عيناها قائلة بغضب: بتعمل أيه؟
إبتسم بخبث وخلع الجرفات ثم جلس وضعاً قدماً فوق الاخري بتعالى: أعتقد كدا أفضل..

أزاحت يدها من على عيناها لتجده عدل من الحلى لسروال وقميص جعل عضلات جسده تبرز بوضوح ليصبح أوسم من ذى قبل..
أشارت له بزهول: والجاكيت؟
إبتسم قائلا بهدوء: قولتلك ليكِ هو والا جواه..
وضعت المال على الطاولة بخجل: لا أنا عايزة العدية مش ليا دعوة
تعالت ضحكاته: والا فى ايدك دا ايه؟
أجابته بغضب: مش عايزاه انا عايزة انت الا تديني.

نهض عن مقعده ليجلس جوارها ثم جذب المال ليطبع قبلة على يديها ثم وضع المال بيديها قائلا بعشق: كل سنة وأنتِ منورة دنيتي
جذبت يدها برفق ونظراتها تطوفه بخجل لتخفى نظراتها عنه فأسرعت بالحديث للتهرب من الخجل: ممكن تقولي بقا ليه مش عايز تعمل حنة؟!
زفر بغضب: تاني يا همس تاني
قربت وجهها منه بعناد تاني وتالت ورابع كمان.

قرب وجهه ليصبح مقرب لها: عشان مقدرش أشوفك كدا لوحدك فى الكوشة والكل هيأكلك بعيونهم وأنا مش موجود عشان أفعصها لكن بكرا أقدر أحميكي كويس وأنتِ معايا وتحت عيوني..
تلون وجهها كحبات الكرز فأبتعدت عنه سريعاً لتتعالى نظراته بها، رمق هاتفه بنظرة ليجد النمر يخبره بأنه يقدم له عزيمة بالمساء فابتسم قائلا لها: ادهم عازمنا بليل جهزي نفسك هعدي أخدك
أشارت له بتفهم فقبل رأسها قبل أن يغادر بحنان ينقل لها..

بقصر حازم السيوفي...
حركته بعنف قائلة بغضب: أنت يا أستاذ المغرب آذن وحضرتك لسه نايم..
زفر بغضب: نعم يا حبيبتي عايزة مني أيه مصدقت أن النهاردة مفيش شغل هرتاح شوية..
أجابته رهف بضيق: عايزة مديوعي ياحبيبي.
نهض عن الفراش يتأملها بنوم: حبيبة قلبي الخزنة قدمك خدي الا يعجبك وسيبيني أنام أنا راجع بعد الفجر من الشغل..
تطلعت له بحزن: كدا يا حازم شكرا..

وتركته وهبطت للأسفل بدموع تحفل وجهها فألقى بالغطاء أرضاً متمتم بغضب: أنا ايه الا هببته دا..
وجلس يفكر بطريقة حتى يتمكن من مصالحتها...

بمنزل الكبير فزاع الدهشان...
: وأنتِ كمان وحشتيني أووى يا حبيبة قلب ماما
أديني بابا أكلمه وأنا أقوله بنفسي..
ما أن أستمعت لصوته حتى ترنح قلبها المتعهد على دفوف العشق اللامنتهي..
فهد بشتياق: وأنتِ كمان يا راوية
فتحت عيناها بدهشة: عرفت منين الا بفكر فيه؟
إبتسم بوسامة لا تليق بسواه: أنا أقرب لقلبك من نفسك
راوية بحزن: كنت حابة أجي معاك
أجابه بهدوء: مينفعش يا قلبي رجلك لسه مش خفت.

قاطعته بغضب: ومين الا كان السبب بكسرها مش أنت
تعالت ضحكاته الرجولية قائلا بلهجة صعيدية لع مش أني أنتِ الا دماغك ناشفة بتحبي تتحداني دايما وبرضو بتوجعي على جدور رجبتك..
إبتسمت بعشق: عشان واثقة أنك مش هتقسى عليا يا فهد بحب أتحداك عشان أشوف الحنان الا مليان بعيونك دا، فرحتي بتكبر كل يوم وأنا شايفة أسر نسخة منك ومن رجولتك بجد عارفة أنك بتضايق منه ومن دماغه دي بس أنا فرحانه لأني شايفك فيه..

إبتسم الفهد قائلا بعشق: أنا مقدرش أكرهه او أتضيق منه دا جزء منك يا راوية عارفة يعني أيه؟
طافت عيناها صورته المعلقة على الحائط فزفرت بملل: طب فرح إبن إبن إبن عم جدك دا هيخلص أمته؟!
تعالت ضحكاته بعدم تصديق: يخربيت كدا حرام عليكِ كبرتي العريس وهو أصغر مني بسنتين عموماً الفرح بكرا هنحضر معاه وهنرجع بعد بكرا أن شاء الله ومش ناسي طلباتك جبتهملك أول ما نزلت مصر..

إبتسمت بفرحة: حبيب قلبي يا فهد ربنا ما يحرمني منك ياررب..
زفر بغضب: كدا الفهد جده هيقتله لانه هيعاقبه لما يسيبه هنا ويرجع
تعالت ضحكاتها بعدم تصديق لتكف عن الضحك حينما أستمعت لصوت صرخات تعلو المنزل أعتادت عليها فقالت بيأس: أقفل نادين عملتها
إبتسم قائلا بسخرية: يا حبيبي يا سليم بيتبهدل أوى الواد دا الولادة الأولينة وشه أتشلفط مش عارف داخل معاها يهبب أيه!

تعالت ضحكاتها: لازم يدخل ويكون سند ليها أقفل الحالة ساءت اوى
أغلق الهاتف والابتسامة تعلو وجهه ليتفاجئ بأبنته تربع يدها حول خصرها بغضب: أنت قفلت معاها ونسيتني
فهد بتذكر: يابوي نسيت
صاحت بغضب وهى تغادر من أمامه: وهتفتكر أزاي وأنت عمال تحب فيها!.
تطلع لها فهد بصدمة مردداً بهمسٍ خافت: طول عمري أقول طالعة لامك محدش صدقني..
وغادر الفهد لغرفته..

بمكانٍ أخر...
نشبت المؤامرات وخط القلم لشر ليس له مثيل ولكن المجهول مازال قائماً يلهو بألعاباً متخفية ليرى هؤلاء قوة هؤلاء الشباب...
، سترى الموت بأعيناها وسيأتي هو ليلقف الموت أمام أعيناها لتعلم الآن صلة الدماء كيف تكون؟!..
مكالمة مجهولة سترتل له هلاك الموت ليراه أمامه يلقف عشقه الوحيد ولكن ماذا عن قوة النمر!..

هل أنتهى دور الفهد وعائلته أما أن هناك ظروفٍ غامضة ستخضع #مافيا الحي الشعبي للذهاب لبراعم الصعيد...
، هل سيتمكن حازم من القضاء على الشيطان بمفرده أم سيتدخب النمر ليحسم الامر...
وأخيراً مجهول رهف سيشكل بين يدى النمر وزوجته لتمنحها حياة جديدة أو تنتشلها منها بدافع الغيرة على معشوقها وكيف أذا تدخل زوجها مترجياً إياها بأن تدعى المجهول لتستعيد حياتها!..

مجهول غامض سيحسمه القدر لتوقع شباك العشق بمجتازات بدايتها طائف من آنين ونهايتها مسكٍ من ريحان وعشق..

01-11-2021 02:42 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [14]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية القناع الخفي للعشق مافيا الحي الشعبي
رواية القناع الخفي للعشق (مافيا الحي الشعبي) للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الخامس عشر

كفت عن اللحاق به وتوقفت تتأمل الحارة بأعجاب، الزينة المعلقة على الأسوار أحتفالاٍ بالعيد، تجمعات من الرجال والنساء يتبادلان التهنئات الحارة فيما بينهم...

توقف عبد الرحمن حينما شعر بأنها لم تتبعه فأستدار بجسده ليجدها تقف بمنتصف الطريق وتتأمل المكان بدهشة وأعجاب بدت بعيناها الساحرة، إقترب منها وعلى وجهه بسمة متخفية فرفعت عيناها عن ما تراه بصعوبة لتجده أمام عيناها بسحره الخاص وطالته المحفورة بالكبرياء والثبات، ملامح غامضة تفشل بفك شفراتها...
أقترب منها قائلاٍ بستغراب: وقفتي ليه؟
تلفتت حولها بزهول: هو أنتوا عندكم العيد كدا؟!

رفع عيناه على ما تتأمله فأبتسم قائلاٍ بصوته الرجولي العميق: تحبيه بأي شكل؟!.
قالت والفرحة تسبقها بالحديث: مفيش برة الكلام دا بس أنا و خالد كنا بنحتفل بالعيد ونخرج حتى هو كان بيجبلي شوكلا وكحك وحاجات كتيرة أوى..

تبدلت عيناها للدموع لذكراه فرفع يديه بتلقائية يجفف دمعها غير عابئ بأنه بحارة بسيطة تحتجز بالعادات والتقاليد، تخشبت أنامله على وجهها حتى عيناه تحجرت بداخل أحضان عيناها ليعلم الآن أنه هالك لا محالة!.
أزاح يديه عنها ليستقيم بوقفته قائلاٍ بثبات يغلفه غموض عيناه الفتاكة: مش حابه تنتقمي باللي أتسبب بموته!
تحاولت نظراتها لكره قائلة بحقد: زين الا عمل كدا..

أبتسم قائلا بصوتٍ ساخر: أنتِ متأكدة أنه مستحيل يعمل كدا، فكري يا صابرين وشوفي مين معاكِ ومين ضدك..
تمسكت بيديه وحبه يرفرف بالأعنان: أنت معايا يا عبد الرحمن
تطلع ليديه بين يدها، إستمع لدقات قلبه المتمردة على صمته المغلف بالثبات كأنها تعلن أنتهاء حكمه الساكن بين الصمت وأنه هوس تلك الفتاة!، سحب يديه بخفة وعيناه تتفحص الحارة البسيطة قائلا بهدوء: أتاخرنا.

وتركها وأكمل طريقه فأبتسمت مرددة بخفوت: بعشق طريقتك دي..
أستمع لما تفوهت به فأخفى بسمته بأمتياز ليصعد الدرج الصغير المودي لمسكن طلعت المنياوي ، أسرعت لتسبقه بالخطى فولجت للداخل قبله، لتجد الفتيات بالأسفل وتتعالى بينهم الضحكات المرحة فأقتربت منها ياسمين قائلة بسعادة لرؤيتها: أتاخرتي كدا ليه؟، ثم جذبتها لتجلس جوارهم..

إبتسمت بفرحة وأنضمت للجلوس معهم تتبادل الحديث فيما بينهم، أما هو فجلس على الأريكة المجاورة لهم يتأملها بنظرات خاطفة...
خرجت ريهام من المطبخ قائلة بأبتسامة رقيقة: نورتي البيت يا حبيبتي...
إبتسمت قائلة بفرحة: البيت منور بيكم يا طنط...
أقتربت منهم سلوى قائلة بضيق: بقى كدا قاعدين تتكلموا وسايبنا نطبخ ونجهز الغدا لوحدنا!..
غادة بسخرية: عيدكم مبارك.

تعالت ضحكات جيانا قائلة بصعوبة بالحديث: متزعليش يا مرات عمي أنا والبت ياسمين هنساعدك
مكة بمرح: التضحية الكبرى روحوا ساعدوها وسييونا نتهنى بأكل العيد...
تعالت ضحكاتها وتوجهت خلفها قائلة برجاء: هجي أساعدكم..
تطلعت لها سلوى بأبتسامة هادئة: تعالى..

وولجت للداخل معهم تحت نظراته المطاردة لها، تمدد على الأريكة فولج الشباب من الخارج بعد قضاء يومٍ مهلك فأقترب منه أحمد قائلا بغضب: أه ياخويا عندك حق تنام وتفرد جناحك مأنت أتعتقت من اللف.
تمدد يوسف على الأريكة المقابلة له قائلاٍ بغضب هو الأخر: هو هيحس باللي زينا أزاي!.

ولج أدهم و ضياء ليجلس كلا منهم ليستمعوا لما يحدث، نهض عبد الرحمن عن الأريكة قائلا بغضب: ما تلم نفسك أنت وهو واضح كدا أنكم عايزين تذكرة للماضي.
يوسف بخوف مصطنع: متفكرنيش بالذي ماضى..
رمقهم أدهم بنظرة ملل فتخل عن صمته قائلاٍ بسخرية: ما تقوموا تخدوا بعض قلمين أفضل..
خلع أحمد حذائه قائلا بغضب مكبوت: ولا يأخد ولا نأخد، ثم صاح بصوتٍ مرتفع: أنتوا يا بشر ياللي جوا شوفولنا مية ساخنة ينوبكم ثواب...

خرجت من الداخل تكبت ضحكاتها فأبتسم حينما رأها تقترب منهم لتقدم القهوة لأخيها ليردد بهمس مسموع: إذا كان كدا ماشي كل تعبي راح من نظرة عيونك...
نهض عن الأريكة ليجذبه بقوة قائلا بغضب: مش قولتلك كذا مرة تلم لسانك دا..
تطلعت لهم بأبتسامة مكبوتة فصاح بها عبد الرحمن بضيق: أدخلي أنتِ...

أنصاعت له وهرولت سريعاً للداخل والبسمة تحفل على وجهها، أبعده أحمد قائلاٍ بسخرية: أنت مش مصدق ليه أنها خطبتي ملحظتش الدبلة الا فى أيدها!..
أغمض أدهم عيناه ليتحكم بأعصابه قبل الفتك بهم ثم توجه للقاعة ليجدها أمامه تضع الطعام على الطاولة، رفعت عيناها له ببسمة ساحرة قائلة بخفوت: أدهم...
طرب قلبه سريعاً لسماع أسمه يزف منها فأبتسم قائلا بهدوء: عيونه..

خجلت للغاية وأعدت الطاولة كمحاولة للهرب من نظراته فأقترب منها قائلاٍ بهمس: أنا راجع مش جعان بس مدام أنتِ الا رتبتي الأكل بنفسك أكيد مش هضيع الفرصة دي..
تلون وجهها بشدة فرفعت عيناها بصعوبة لتلتقي بسحر عيناه، كانت كلحظاتٍ هامسة بين أرضٍ شاسعة بالأشجار الخضراء وبين شمسٍ أضأت لتتوهج فتجعل لها سحراً خاص...

حملت مكة زجاجات المياه البلاستكية ثم وضعتها على الطاولة لتعاونها على العودة لأرض الواقع فرفعت عيناها عنه ثم لاذت سريعاً بالفرار ليبتسم بسمة متخفية وهو يراها تركض كمن رأى شبحٍ مميت...
أنهت نجلاء رص الأطباق على الطاولة ثم أشارت لهم قائلة بأبتسامة هادئة: يالا يا ولاد الأكل هيبرد...
نهض كلاٍ منهم وجلسوا على الطاولة فأنضمت لهم الفتيات ليتناول كلا منهم طعامه ونظراته معلقة على من سحرت القلب..

عبئ الحزن قسمات وجهها فجلست أمام المسبح تنظر له بشرود، شعرت بحركة خافتة خلفها فأستدارت لتجده يقترب منها بنظراته الماكرة، أشاحت بنظرها عنه متصنعة عدم المبالاة به فأبتسم بمكر ثم ألقى بقميصه أرضاً لتكشف عن هذا الجسد الممشق بوضوح ليلقي بذاته بداخل المياه الباردة تحت نظراتها الحارقة من الغضب، ظنة ببدء الأمر أنه أتى ليصالحها ولكن الآن علمت ما سبب وجوده!..

لمعت عين حازم بالمكر فصعد الدرج بالمياه ليقترب منها قائلا بمكر: أعتقد أنك ممكن تغيري من طبيعتك الغريبة دي شوية..
رفعت عيناها له بعدم فهم فأبتسم قائلا بخبث: يعنى لما تكوني حزينة بلاش تقعدي قدام المية لأنها مش الحل المثالي..
رمقته قائلة بضيق: وأيه هو الحل من وجهة نظر حضرتك!
إبتسم ببسمة ماكرة ثم حملها بين ذراعيه غامزاً بعيناه: هقولك..

وهبط بها الدرج الموصل للمياه ونظراتها له بعدم تصديق فتعلقت برقبته قائلة بخفوت: حازم، لا
تطلع لها بنظرات منغمسة بستكشاف عيناها ليهمس بعدما أخفضها بأحضانه لتحتضنها موجات المياه الباردة: وأنتِ معايا متخافيش من أيه حاجة..
جاهدت لأخفاء تلك البسمة السخيفة على وجهها ولكنها فشلت بنهاية الأمر فرفعت يدها خلف رقبته وتضع له السكينة ليحركها كما يشاء...

بالأعلى...
أستمعت لطرقات على باب الغرفة فسمحت للطارق بالدخول لتتفاجئ به يقف أمامها بطالته الساحرة...
ولج للداخل بخطى سريع ثم جلس جوارها ليحتضن وجهها بين ذراعيه قائلا بلهفة: ليه طلعتي بدري كدا، أنتِ كويسة؟
رفعت عيناها المغمورة بالدمع فزف الآنين لقلبه ليجذبها أمامه قائلاٍ بخوف: راتيل فى أيه؟
تطلعت له قليلاٍ ثم قالت بصوتٍ باكي: خايفة أخسرك.

ضيق عيناه بزهول لتكمل هي: عثمان دا مش راجل سهل خايفة يأذيك ةساعتها ممكن يجرالي حاجة
إبتسم قائلاٍ بمكر: أد كدا أنا غالي عليكِ!
رمقته بسيل من النظرات الغاضبة فتعالت ضحكاته قائلاٍ بجدية بعدما جذبها لتتأمل صدق عيناه: ولا يقدر يعمل حاجة، عارفة ليه؟

هامت بالعينان لتشير له فأكمل بأبتسامة زادت وسامته: لأنه مستحيل يمحى أسم محفور بالقلب بالدم والروح، حتى لو قدر يوقف القلب دا عن الحياة مش هيقدر يسيطر على نبضه..
إبتسمت بخجل فأبتسم هو الأخر قائلا بهدوء: أيوا كدا أضحكي اليوم لسه مخلصش، غيري هدومك عشان هنخرج..

إبتسمت بفرحة ثم هرولت لخزانتها فأخرجت فستانها بمتعلقاته فرفعت رأسها لتجده مازال بالغرفة فتطلعت له بغضب مشيرة على باب الخروج لتتعال ضحكاته قائلاٍ بصعوبة بالحديث: مش عارف هتوردي على جنة أزاي وأنتِ بتعامليني بالقسوة دي؟!.
وأغلق باب الغرفة لتتعال ضحكاتها بعدم تصديق..

طاف الليل بسداره المظلم لينفذ النمر وعده القاطع لها...

بين دفوف المياه وعلى أوتار الموجات كانت تتميل بحرافية وتناغم مع شريكها الوفى حاملة بصمات من العشق لكلاٍ منهم، بالطبق الأول من السفينة المزينة بالأنوار المتعددة بهجة من العيد كانت تجلس أمام عيناه تتحاشي النظر بتلك العينان التى تعلنان لها ملكيتها الخاصة، إبتسم بتسلية ليستدير بوجهه يتأمل الحشود من خلفه ليجد كلا منهم يتناول طعامه بألهاء فرفع يديه على يدها قائلا بمكر: هتفضلي تهربي مني لأمته!.

إبتسمت همس قائلة بخجل وأستغراب: وأنا ههرب منك ليه!
أسرع بالحديث الخبيث: شكلك بالظبط زي الا عامل عاملة وخايف مامته تقفشه من عيونه..
رفعت عيناها بضيق لتقع آسيرة تلك الخدعة الماكرة فتخشبت وهى تتأمل عيناه الشبيهة لموجات المياه بل أشد عمقٍ وجمالاٍ...

على مقربة منهم كان يجلس أمامها بأبتسامة ماكرة على وجهه، رفعت عيناها بعد مدة طالت بالسكون لتجده يغمرها بالنظرات الحاملة للهمسات، همسات تنقل لها كلماته الساحرة بلغة خاصة...
أحمد بنبرة عاشقة: عجبك مفرش التربيزة أوى؟
رفعت عيناها له بغضب غلف بنجاح فتعالت ضحكاته قائلا بمكر: عيوني أحلى على فكرة..
تلون وجهها بشدة فتناولت المشروب سريعاً حتى تتخفى من تلك النظرات...
أما بالأعلي...

فكانت تتأمل المياه بسعادة وهو لجوارها، رفع يديه لترى باقة الورد الصغيرة محتضنة يديه قائلا بسحر عيناه الخضراء: مش أجمل منك بس أكيد معاكِ هيكونوا أفضل..
إبتسمت جيانا بخجل فتناولتها منه بوجهاً يخشى النظر لتلك العينان حتى لا تقع بأسر تأبى الخضوع له...
على مقربة منهم كان يتناول طعامه بصمت يعلم جيداً أنها تتراقبه للحديث ولكنه ألتزم بصمتٍ أرداه معتاد لها...

أستدارت بوجهها تتأمل المكان بنظرة متفحصة فخرج عن سكونه قائلا دون النظر إليها: عجبك المكان
أستدارت سريعاً بفرحة لسماع صوته: مأخدتش بالي منه
رفع عيناه بستغراب فقالت بعشق يتابعها: لأنك أحلى منه بكتير...
تخشبت ملامحه بعدم تصديق لما تفوهت به ولكن سريعاً ما أنقلبت نظراته لغضب مبرح حينما وجد أحداً ما يتطلع لها بنظراتٍ بغيضة شدد على كلماته قائلا بتحذير: خروجك بعد كدا يكون بالحجاب.

ضيقت صابرين عيناها ببعض الغضب: هتجبرني ألبسه يعني؟
شدد على خصلات شعره بغضب فنهض عن الطاولة حينما توقفت السفينة بمراساها ليخطو سريعاً قبل الفتك بها، لحقت به سريعاً وبداخلها سعادة تكفى عالم بأكمله حينما رأت الغيرة تملأ عيناه...

صراخات تعلو المشفى بأكمله لتصرخ بالطبيب قائلة بغضب يطعن بصوتها: مش هدخل العمليات الا لما يطلقني ودا أخر كلام عندي..
الطبيب بملل: يا مدام نادين أولدي وبعدين نشوف محامي يخلص مشكلتك...
كبتت صرخاتها قائلة بعصبية: أنت مبتفهمش قولت مفيش ولادة غير لما يطلقني..
زفر الطبيب بغضب متمتم بخفوت: يادى الليلة السودة أنا متعلمتش من المرة الأولنية!.

وخرج الطبيب يبحث عنه حتى وقعت عيناه عليه فأسرع إليه قائلا بغضب مكبوت بنبرته الهادئة: ياريت تشوف حل مع مراتك لازم تدخل العمليات فوراً لأن لازمها تدخل جراحي...
رفع عيناه القاتمة له قائلاٍ بسخرية: مجنون إياك عشان أدخلها!
زُهل الطبيب وبادر بالحديث: بس يا سليم بيه كدا غلط عليها...
أقترب منه سليم قائلاٍ بعد تفكير: نفس الطلب؟

أشار برأسه بمعنى نعم ليزفر بضيق، شمر عن ساعديه وتوجه للغرفة قائلا بحذم: عليك وعلى المخدر...
وقف محله قليلاٍ يستوعب ما يريد فعله فأستدار بجلبابه الأسود وعَمته البيضاء بعينٍ نبشت الضيق ليسرع الطبيب بخطاه قائلا بأرتباك: الا تشوفه يا سليم بيه...
وبالفعل بدأ بتنفيذ الخطة كما وضعها سليم لينجو بحياة إبنه الصغير...

ولج للداخل بثباته المخادع ليظهر أمامها فما أن رأته حتى همت بالنهوض ولكن صرخت ألم وألتزمت الفراش ليخرج صوتها الغاضب: الأفضل ليك وليا أنك تطلقني
كبت ضحكاته وأقترب منها قائلاٍ بهدوء مخادع: بس إكده عيوني
رمقته بنظرة شك فولج الطبيب ومعه الممرضة فأقتربت منها لتزحف بجسدها قائلة بشك: أنتِ بتعملي أيه؟
إبتسم الطبيب قائلاٍ بسخرية: متقلقيش يا مدام دي هتاخد أمضتك على ورقة الطلاق...

وقبل أن تستوعب ما يحدث سرى المخدر بجسدها لتغفو كلياً فحملها سليم للداخل وقلبه ينهش خوفاً عليها، أسرع الطبيب للداخل فجذبه بغضب: عارف يا واكل ناسك أنت لو جرالها حاجة هعمل فيك أيه؟
خرج صوته المكبوت بين يديه: هيحصل كتير لو مسبتنيش أدخل حالاٍ..
إبتعد عنه بعد أن رمقه بنظرة نارية ليسرع للداخل حتى ينجو من الموت...

عاد الجميع للمنزل بعد قضاء يومٍ ليلي على متن السفينة الهادئة المتوهجة بين الأمواج، كلا منهم حمل طوفان خاص به، بعشقه الخاص...
بفيلا زين ...
كان يتراقب الصباح لتصبح حوريته بين ذراعيه وملكٍ له، ظل مستيقظ بشرارة الأنتقام التى لمعت بعيناه لمجرد أتخاذ خطوات مثل ما فعلها ولكنه بنهاية الأمر سيعلمها مع من لهت تلك المرة...

أطفئ الضوء ثم توجه لغرفتها، طرق الباب ليجدها أمامه تطلع له ببرود مصاحب لملامح وجهها...
لم يتحمل الأنتظار طويلا فأخرج من جيبه ورقة صغيرة مطوية ثم قدماها لها فتناولتها منه بتعجب: أيه دا؟
إبتسم لملامح صدمتها ثم ردد بثقة: دا نصيبك من التركة خمسة مليون جنية تقدري تعملي بيهم الا تحبيه...
وتركها وتوجه لغرفته ولكنه توقف قائلاٍ دون النظر إليها: ولو حابة تمشى من هنا مش هجبرك بس أتمنى تحضري فرحي..

وولج لغرفته تحت نظرات صدمتها...
أغلقت باب غرفتها ثم جلست على الفراش توزع نظراتها بين الورقة الصغيرة تارة وبين الباب تارة أخري لتحوم برأسها معركة بين حديث عبد الرحمن عنه وحديث والدتها عنه، لا تعلم أيٍ منهم الصواب ولكن مهلاٍ ما بيدها دليل كافي على أنه صادق وليس كما وصفته والدتها، ربما لا تعلم مخططه ليكشفها لها فتعلم الوجه الحقيقي خلف القناع الزائف..

أزاحت الحبال الصغيرة عن العلبة الحمراء لتتفاجئ بمحتوياته الصغيرة، أوراقٍ صغيرة مطوية تناولتها جيانا بفرحة لتقرأ الكلمات بصوتٍ مرتفع بعض الشيء، أجمل عيد وأنتِ معايا ..
، أوعدك أنك هتكونى الأقرب لقلبي لأخر يوم بينبض فيه ...
، العيد الأ جاي هيكون أفضل لأنك هتكوني في بيتي وملكِ ...
أحتضنت كلماته بعشقٍ جارف لتغط بنومٍ عميق بين رنين الكلمات وعشق القلوب...

سطعت شمس يوماً جديد ليشهد على توحد قلبين حال بينهم الأنتقام فجعله كالنيران الممزقة...
بمنزل همس...
أستيقظت والسعادة حليفة لها فأعدت مستلزماتها للذهاب للتزين، شعرت بسرعة خفقان القلب فعلمت بأنه قريب!..
أرتدت حجابها وخرجت من غرفتها لتجده يجلس جوار والدها بأنتظارها...

أقتربت منه والأبتسامة على وجهها بفرحة صارت محتومة لتصبح ملكٍ له أمام الجميع، رفع عيناه بأشتياق لرؤياها قائلاٍ بجدية مصطنعة: مش يالا يا همس؟
لمع الدمع بعيناها فجاهدت بغمره بسعادة القلب ولكن بات الأمر إجبار فترك والدها يعاتب القلب، أقترب منها والدها ثم رفع يديه على كتفيها قائلاٍ ببسمة حنونة: هنروح من بعض فين يا بنتي وقت ما تعوزيني هتلاقيني جانبك والبيت مفتوح ليكِ ولزين.

أكتفت ببسمة صغيرة ثم طبعت على يديه قبلة صغيرة لتخطو معه للسيارة بخطى مرتبكة...
تحركت السيارة للمكان المنشود فلاحظ زين شرودها البادي على الوجه، رفع يديه يجذبها لأحضانه قائلاٍ بصوتٍ شغوف يحمل حبها بين طياته: ممكن أفهم سبب الحزن دا أيه!، أنا مش هخطفك منه على فكرة.

إبتسمت بخفة ليشدد من أحتضانها هامسٍ بعشق: أوعى تفكري أنى فى يوم هعمل حاجة تزعلك أبداً بالعكس الا هيفرحك أوعدك هعمله بدون ما تطلبيه وأولهم علاقتك بأبوكِ
رفعت عيناها لتلتقى به قائلة بهمسٍ خجول: بحبك يا زين...
إبتسم علي خجلها قائلاٍ بمشاكسة: أنا أبتديت أحب نفسي بعد الجملة دي.
تعالت ضحكاتها ليغمرها بفيضٍ خاص...

بمنزل طلعت المنياوي...
هبط أحمد للأسفل يبحث عن شقيقته بملل فلم يرى سوى والدته، أقترب منها قائلاٍ بنوم: فين جيانا تعملي القهوة؟
حملت الأطباق قائلة بغضب: لا سيب البنات بيجهزوا الأكل للعمال
رمقها بضيق: يعني بلاش أشرب؟
إبتسمت بسخرية: ياريت ياخويا وبعدين عمرك شوفت عروسة بتطبخ للعمال الا شغالين فى شقتها!، فالله يرضى عنك سبنا نخلص عشان نجهز الغدا..

وتركته وولجت للمطبخ تحت نظراته المشتعلة بالغضب، فخرج للقاعدة بضيق...
هبط عبد الرحمن هو الأخر فأقترب منه قائلاٍ بنوم: صباح الخير يا أحمد
أجابه بستغراب: صباح النور، أنت خارج؟
أشار له قائلاٍ بهدوء: زين كلمني وقالي أنه عايزني
ثم إبتسم بسخرية: عريس بقى منقدرش نقوله لا
تعالت ضحكات أحمد قائلا بمكر وعيناه على العمال الذين يعملون بجد: عقبالنا يارب
أكتفى ببسمة بسيطة: يارب ياخويا عن أذنك.

وتركه وغادر بأبتسامة لا تليق سوى به، زفر أحمد بضيق وهب بالرحيل هو الأخر ولكنه تفاجئ بها تقترب منه فوضعت ما بيدها على الطاولة ثم ركصت للداخل سريعاً..
حمل القهوة بهيام وبسمة تسع وجهه بأكمله فجلس يتناولها بتلذذ خوفٍ من أن تنتهي...

بالأعلى...
فتح عيناه ببطئ ليعتاد على ضوء الغرفة المفاجئ له ليحل الفضب ملامح وجهه حينما رأى هذا الأحمق يقف بالشرفة ويتحدث بالهاتف...
ضياء ببسمة واسعة: ها كدا سمعتيني؟
حبيبتي والله دانا لو أطول أمشى فى الشارع عشان الشبكة مش هتردد..
=مش هتحتاج تمشى لأنك هتطير..
أستدار خلفه برعب ليجده أمام عيناه بنظراتٍ أشبه للموت ليلقى الهاتف سريعاً ويركض بأنحاء الغرفة قائلاٍ برجاء: نسيت خالص أنك لسه نايم.

إبتسم بسخرية: فعلا العقل ملغي عندك وأنا هساعدك تسترجع جزء منه...
ولكمه النمر بقوة فتكت به ليصرخ بقوة ويهرول للخارج سريعاً..
بالخارج...
كانت ترتب الأريكة وتتبادل الحديث معها حتى هى عاونتها على ترتيب المنزل...
مكة بغضب: يعني ياربي نخلص تحت ونطلع هنا كمان!.
إبتسمت جيانا وحملت الأكواب الموضوعة قائلة بسخرية: أنتِ هنجتي بدري كدا!.
رمقتها بضيق: بكرا نشوف لما تتجوزي وتيجي تساعدي حماتك..

شردت والبسمة حليفتها فى حياةٍ مفعمة بعشق النمر لا تعلم المجهول المحتوم عليه ليراها أمامه تصارع عدد الموت!..
أقتربت منها مكة بأبتسامة خبث: بتحبيه؟
هامت به قائلة دون الوعى: بحبه بس؟ قولى بموت فيه أو بع...
إبتلعت باقي كلماتها بصدمة كبيرة حينما رأته يقف أمامها بعدما خرج خلف ضياء ليستمع لما تتفوه به حوريته...

تلون وجهها بلون حبات الكرز وهى تحاول أن تتحاشى النظر إليه، تعالت ضحكات مكة بتسلية لتحمل عنها الأكواب وتغادر بخبث، أقترب منها بنظرات غامضة تسرى بالعينان فكل خطوة تزداد ضربات القلب ويزداد معها رتيل الكلمات، وقف أمامها ببسمة ماكرة فتراجعت للخلف حتى صارت محاوطة بين ذراعيه ليخرج صوته الهامس: كنتِ بتقولي أيه؟
جاهدت لخروج صوتها بخجل وأرتباك: أنا، ك...

بدت بسمته على وجهه أكثر وضوحاً فقال بعشق قطع عليها مشقتها: أنا كمان بعشقك بس فى فرق صغير..
رفعت عيناها بزهول ليقترب هامسٍ: عشق مش سهل وصفه بكلمة أو أتنين...
وتركها بعد أن غمز لها بعيناه الساحرة ثم توجه للحمام ليغتسل للهبوط لصديق الدرب...
أما هى فظلت كما هى تتأمل الفراغ بشرود وبسمة بلهاء، أقترب منها ضياء بسخرية: ناس تشوف الوش الخشب وناس تشوف الوش الخفى يالا أرزاق...

أفاقت على صوته ليغرق وجهها بخجل لا مثيل له لتركض سريعاً للأسفل...

أمام هذا الباب العملاق المؤدي لحياة مميتة خرج من خلف القطبان يتوعد له بالهلاك بعد أن تمكن من الخروج بعد عناء، أقسم على تدميره كلياً حتى يعلم مع من تسبب بالخذلان، توعد لنمر حينما يغضب يفتك بالأبدان ولكن ربما لديه نقطة ضعف حمقاء ستكون له القوة والسلطان...

بفيلا زين...
عاد للقصر بعد أن أوصل معشوقته فأبتسم حينما رأى عبد الرحمن ينظم العمل بالقصر ليكون لائق بأستقبال الضيوف بالمساء، أقترب منه قائلا بغرور: لا دانا كدا أتغر بقى أبو نسب بنفسه بينظملي الحفلة!.
أستدار ليجده أمامه فأبتسم قائلاٍ بغضب مصطنع: قبل ما أكون أبو نسب فأنا صاحبك ولا نسيت!
رفع يديه على كتفيه قائلا بجدية: ولا عمري أنسى يا عبد الرحمن أحلى قرابة وأجدع صداقة فى الدنيا..

أكتفى ببسمة صغيرة ثم قال بستغراب: كنت عايزني ليه؟
تسلل الغضب والحزن معاً لقسمات وجهه قائلا بهدوء: تعال معايا..
أتابعه للداخل ومن ثم لمكتبه الخاص ليعلم بماذا ينوى فعله؟.

بغرفة صابرين...
أبدلت ملابسها لفستان من اللون الأحمر الهادئ يهبط بأتساع فجعلها كحورية زمنها، هبطت للأسفل تبحث عنه بعيناها إلي أن وقعت عيناها على صدمة تفوقها...
أقتربت منها قائلة بفرحة زائفة: لقد أشتقت إليكِ عزيزتي...
وأحتضنتها والأخرى بصدمة كبيرة لتخرج عن أحضانها قائلة بزهول: ماما بتعملي أيه بمصر؟!
تطلعت لها بغضب لعدم فهم ما تقول فأسترسلت حديثها: ماذا تفعلين بمصر؟

إبتسمت قائلة بمكر: علمت بأن إبنتي أصبحت تمتلك الكثير من المال لذا جئت لأشاركها بالقليل...
تلون وجهها بالغضب حينما علمت نيتها المصرحة حتى رؤية هذا اللعين الذي يتبعها إينما كانت جعلتها تطلع لهم بنظراتٍ مميتة..
: أضاء وجودكم الحفل..
أستدار الجميع على صوته لتصعق حينما تجد زين أمامها والبسمة تملأ وجهه...
هبط الدرج مشيراً لها: تفضلي بالجلوس..

جلست قائلة بغرور: سعدت بدعوتك لحفل الزفاف لذا لم أضيع تلك الفرصة للحضور..
صعقت صابرين وتطلعت له بزهول فكيف له بفعل ذلك وهو على علم بأنها من قتلت أخيه! لا تعلم بأنه يعد عدته للأنتقام...
خرج عن صمته ونظرات الغموض قائلاٍ بمكر: أسعدني ذلك
ثم أشار بيديه للخادمة قائلا بحذم: أصعدي مع السيدة للأعلى وأحرصي على الا تحتاج لشيء..
أشارت له بهدوء ثم صعدت معها للأعلى لتقترب منه قائلة بزهول وضيق: ليه عملت كدا؟!

أكتفى ببسمة بسيطة ثم توجه للدرج قائلا بلا مبالة: عملت أيه؟
لحقت به سريعاً قائلة بصراخ: زين ما تمثلش عليا أنت عارف كويس أنها قتلت أخوك!.
لمعت عيناه بالشرار ولكن سرعان ما تحولت للجمود والثبات: بلاش نفكر فى الا فات
وتركها وصعد لغرفته ليتجهز للحفل...
صدمت وظلت تتأمله حتى تخفى من أمام عيناها فصعدت لغرفة والدتها سريعاً لتعلم لما أتت خوفاً على أخيها منها نعم لقد تسلل الخوف عليه منها!..

ولجت للداخل دون الطرق لتستدير بوجهها بتقزز من هذا اللين الذي يصغر والدتها بعشرة عامٍ فأعتدلت بجلستها قائلة بضيق: أليس هناك بابٍ تطرقيه!
أقتربت منها قائلة بجدية: لماذا جئتِ لهنا أمي؟، هل جئتِ لقتل زين؟
عبثت بخصلات شعرها الصفراء قائلة بعد تفكير: لست أعلم صغيرتي ولكن أن تمكنت من أخذ حصتي فسأغادر بصمت...
تلونت عيناها بجمرة الجحيم ليخرج صوتها بغضب: حلمك بعيد المنال فلن أعطيكِ مالا بعد اليوم..

رمقتها بنظرة غاضبة ليقترب منها الشاب قائلاٍ بغضب: ولكنها أمك بنهاية الأمر ثم أنه مبلغ ضخم ماذا ستفعلين به؟
أستدارت له قائلة بضيق: ليس لك شأنٍ بذلك..
صرخت بها والدتها بغضب: ما الذي حل بكِ صافي؟
إبتسمت بسخرية: ليس سوى التعلم منك والدتي العزيزتي...
وتركتها ورحلت لتنكمش ملامح وجهها بضيق لا مثيل له فأقترب منها واضعاً يديه على كتفيها قائلا بخبث: لا عليكِ عزيزتي مازال هناك حلاٍ أخبرتك به من قبل.

أستدارت له برعب وخوف فأشار لها قائلاٍ بمكر: سأكون لجوارك عليكِ فقط التخلص منها حتى تسنح لكِ الفرصة أغتنام المال...
لمعت عيناه بخوف تود البوح به ولكن عادات الغرب المشاعر لا مكان له، المال هو سيد الحياة..

حضر أدهم مبكراً ليعاون رفيقه على الأستعداد ثم أبدل ثيابه لينضم له سريعاً حينما حل المساء...
خرجت لشرفتها لتجده بالأسفل يرتب الحفل بتعليماته الحذرة، رفع عيناه للأعلي ليجدها تقف أمامه بعين لامعة بدمع خفى فتوجه للدرج ولكن أوقفه أحد العمال ليستعلم منه عن أمراً ما...
بالأسفل...
تعالت ضحكاته بعدم تصديق: لع مش إكده ياواد عمي صحيح كبرونا لكن ده أمر محتوم..

طلعت بضيق: شكلى إكده هوجف الشغل فى حتة الأرضية وأمد الخطوبة شوية بدل ما يكبروني أنا قمان..
تعالت ضحكات فزاع قائلاٍ بصعوبة بالحديث: عقلك إصغير إياك!.
رمقه بضيق: ما الا بتجوله يحير العقل
رفع يديه على كتفيه قائلاٍ بمزح: أحنا خلاص كبرنا يأبو إبراهيم مهما روحنا أو جينا دي الحقيقة..
صمت بأقتناع ليقول بجدية: ربنا يجعل ختامنا بطاعته..
إبتسم فزاع قائلا برجاء: اللهم آمين...

لجوارهم وقف أدهم وفهد وعمر بأستقبال الضيوف فتعالت ضحكات عمر حينما أقترب منه أحمد ليفزعه ولكن سرعان ما نبهه فهد بأشارته ليتمكن منه سريعاً قائلاٍ من وسط ضحكاته: فوق يا يالا معدناش زي زمان..
تعالت ضحكات أحمد قائلاٍ بسخرية: لا مهو واضح..
وقبل أن يعى ما يقول صرخ بفزع حينما أقترب منه ضياء لتعلو الضحكات..
فهد بسخرية: هتفضل إكده خرع على طول..

تعالت الضحكات ليقطعها النمر: أنتوا جايين هنا تختبروا قوة التحمل ولا أيه يالا كل واحد يستلم عمله بدل ما زين يقلب على الوش التاني..
أسرع عمر وأحمد بأستقبال الضيوف ثم توجه ضياء ليشرف على المشروبات أما الفهد وأدهم فأنضموا لطاولة كبير الدهاشنة...
على مقربة منهم جلست الفتيات بعد أن أتت بصحبة أحمد وضياء يتأملن الحفل بأعجابٍ شديد..
مكة بزهول: المكان تحفة أوي.

غادة بضيق: بالعكس ممل مفيش أحسن من الأفراح الا بتتعمل بالشارع وسط الأهل والجيران
ياسمين بتأييد: معاكِ حق يابت
جيانا بغضب: أنتوا لحقتوا تبتدوا النت!.
تعالت الضحكات حتى هى ولكن سرعان ما تبدلت لصدمة كبيرة وشرخ بالقلب يسع الكثير...
بالمقابل لها..

وقف أدهم بأستقبال حازم بأبتسامته الجذابة فأتى له شخصٍ يريده بأمراً هام ليترك رهف مع أدهم ويذهب معه ليرى ماذا هناك! لتراه هى معها فينشق القلب ويصدح الآنين لا تعلم بأن هناك أمراً مجهول!..

بغرفة صابرين...
جلست على الفراش بضيق لا تعلم ما عليها فعله، نهضت سريعاً بخوف حينما شعرت بحركة خافتة بالغرفة فأسرعت للضوء لتتفاجئ بهذا اللعين أمامها وبيديه سلاحٍ يصوبه عليها!.
تراجعت للخلف برعبٍ حقيقي لتبتلع ريقها بصعوبة: ماذا تفعل؟
إبتسم قائلاٍ بعين تلمع بالجحيم: ما يجب فعله
كادت الركض لتتخشب محلها حينما وجدت والدتها أمامها تطلع له بضيق من عدم أنجازه للمهام...

تساقطت الدموع من عيناها ونظراتها ترمقها بصدمة لا مثيل لها فزمت شفتيها قائلة بسخرية: أسفة صغيرتي ولكن المال هو كل شيء...
جاهدت للحديث ولكن كيف للكلمات بالخروج!.
ولج للغرفة عبد الرحمن وزين ليصعق كلا منهم مما فعلته تلك المرآة فلم يكن بتوقع زين أن تنحط لذلك المستوى كان يخطط لأيقاعها بطريقة أخرى ولكن ماذا ستقتل إبنتها!.
زين بصعوبة بالحديث: وصلت بيكِ الحقارة أنك تقتلي بنتك!

أستغل عبد الرحمن حديثه وحاول الوصول لها ولكن تحطم القلوب رعبٍ حينما صدح الرصاص بالأرجاء ليسقط المجهول أرضاً معلناً حطام قلبٍ ما...
أما بالخارج..
فرفع طلعت هاتفه ليصعق بشدة وتتلون عيناه بحمرة غضب قادرة على نسف أشد المنشئات..
من الذي أصيب بالطلق الناري؟
ما مجهول راتيل؟
ماذا سيحدث بعد أن علم طلعت بما يخفيه أحفاده؟ وما سيكون العقاب!، ربما هو بداية لجمع عمالقة الصعيد بالمافيا...

ماذا لو رأها تقتل أمام عيناه وهو عاجز عن الحركة!.
ماذا لو كتب عليها أن ترى قرة عيناها يقتل بستمرار وهل عليها البكاء على الدوام أما ستجلب الدمار لعائلتها؟
ماذا لو كان العقاب ذهاب المافيا لأركان الصعيد؟!..
ماذا سيواجه كلا منهم...
وأخيراً من سيقتلع قلبه فى تلك الليلة؟!..
وهل سيستطيع زين المهدي وحازم السيوفي وأدهم المنياوي التصدى لأعدائهم...

01-11-2021 02:42 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [15]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية القناع الخفي للعشق مافيا الحي الشعبي
رواية القناع الخفي للعشق (مافيا الحي الشعبي) للكاتبة آية محمد رفعت الفصل السادس عشر

أغلقت عيناها بقوة وخوف ويدها تتحسس جسدها ظنة بأن الرصاص أخترق جسدها، فتحت عيناها ببطئ وأستغراب لعدم شعورها بالألم فتصنمت محلها حينما رأته أمامها يحتضنها لتستقر الرصاصة بكتفيه، طافت عيناها بالزهول والصدمة بأنٍ واحد كيف له ذلك بعد ما أرتكبته من ذنبٍ فاضح!..
هرول إليه بزعر ليصرخ برعب: زين!..

رفع عيناه القاتمة من شدة الألم ليرى أن كانت على ما يرام ثم سمح لنفسه بالأنهيار ليهوى أرضاً غارقٍ بدمائه...
صدح الصوت بالأسفل فركض أدهم وفهد والجميع للأعلى ليصعق حينما يرى رفيقه متمدد أرضٍ والدماء تنبعث من جسده كالسيل، هرول إليه يحركه بلهفة وصراخ يخترق أضلاعه: زين، زين...
فتح عيناه بضعف ليحمله بجسده فردد بخفوت والظلام يطوفه: همس يا أدهم...

قال كلماته الأخيرة ليتغيب عن الواقع بسردامٍ مخيف للجميع، لكمه فهد بقوة ثم أنتشل منه السلاح ببراعة ليشل حركاه أحمد بغضب، فولج رجال الشرطة بأمر زين بعد أن حضروا الحفل لتنفيذ مخططه ولكن تلك الخطوة لم تكن بالحسبان، تم القبض عليه وعلى تلك المرأة اللعينة...

حمل أدهم وعبد الرحمن زين وأسرعوا جميعاً للمشفي بينما تراقبتهم هى بصمت وصدمة لتسقط أرضاً تبكى بقوة وأستغراب، ضحى بحياته لأجلها! رغم كل ما أرتكبته وفعلته له...

عادت للمنزل بعد أن أخبر طلعت ضياء بأصطحابهم فصعدت لغرفتها والدمع يسرى بعيناها، صورتها تأبى ترك مخيلاتها لا تقوى على تحمل ما رأته منذ دقائق معدودة، لا كيف له بذلك؟!، أمازال على علاقة بها!.
شعرت بأن قلبها يوشك على التوقف من كثرة آنينه فبكت بقوة وبداخلها تصفع ذاتها قائلة بأسى لما تفعل بى ذلك!، لما وهبتني من سرور عشقك ببحور لا حصى لها ثم ألقيت بى ببئر عميق، مظلم للغاية أستمع به لصيحات الآنين...

طال بكائها وأزداد معه الآلآم فقالت بهمسٍ أليم: ليه كدا يا أدهم؟، أنا حبيتك أوى!..
لتغمص عيناها بقوة رافضة لذلك الألم المخيف...

حملوه سريعاً للعمليات فأسرع عبد الرحمن للداخل ليجذبه طلعت بنبرة تشق الصدر: دير بالك عليه
أكتفى بأشارة بسيطة ثم أسرع للداخل فجلس جوار من يجذبه برفق قائلاٍ بحكمة: أتعشم فى ربك خير يا طلعت...
أستدار لفزاع بعينٍ توشك على فرار الدمع: كيف يحصله إكده يوم فرحه؟!
أسرع بالحديث بغضب: هتعارض أمر ربك إياك..
أغلق عيناه بقوة: حاشة لله...
إبتسم فزاع قائلاٍ بهدوء: زين قوى وهيجوم منها يا ولد عمي
أشار له بأمل: يارب.

على بعد ليس بكبير، كان يستند بجسده على الحائط وعيناه على الغرفة برعب ينبض مع خفقان القلب، رفع الفهد يديه على كتفيه قائلاٍ بنبرة ثقة: متقلقش الأصابة سطحية...
أستدار له أدهم بوجهه يلتمس الصدق فأشار له قائلاٍ بتأكيد: صدقني أنا شوفته بنفسي قبل ما يدخل العمليات..
أقترب منهم أحمد قائلا بحزن: المفروض أنه اليوم الا بيستناه!.
عمر بعتاب: دا وقته يا أحمد؟!

يوسف بدمع أوشك على الهبوط: طب وعروسته الا مستانياه دى هيكون مصيرها أيه؟!..
تألم قلبٍ كلاٍ منهم وهو يرى حلمٍ تتمناه كل فتاة يحطم بلا رحمة أمام عيناها، كيف لها الأنتظار لدقائق لترى معشوقها أمامها ثم تفاجئ به بجسد معطم بالدماء!..
جاهد النمر للحديث قائلاٍ بثباتٍ زائف: عمر خد أحمد وأطلع على البيوتي
تفهم الأمر فأشار له بهدوء ثم غادر بصمت...
أقترب منه فهد قائلاٍ بألم: تفتكر هتتحمل الصدمة؟

رفع عيناه المحملة لعذاب يكفى لعالم بأكمله قائلاٍ بثبات فشل بالتخلى عنه: ربنا يصبرها..
قطع حديثهم ولوج حازم المسرع إليهم بزعر بادي على وجهه قائلاٍ بستغراب: فى أيه يا أدهم؟
وضع عيناه أرضاً بحزن ثم شرع بقص ما حدث على مسماعه..

أخترقت ذكريات الماضي أضلاع قلبها لتجردها من العشق الطائف له، لتعود فكرة الأنتقام على مسماعها، لاااا لن يفعل بها معشوقها ذلك لن يتعمد أنكسارها بيومٍ هكذا!.
هل ما فعله كان مجرد خدعة لينال منها بدافع الأنتقام!، هبط دمعها حينما مرأ أكثر من ساعتين وهى تجلس بأنتظاره حتى صارت أخر العروس، يتأملها البعض بستغراب والأخر ببسمة متطفلة وهناك من يشعر بقلقها المريب...

وضعت همس الهاتف من يدها بيأس من أجابته لتهوى دمعاتها على وجنتها لتزيح أثر التجميل كما أزالت غشوة القلب كما ظنت تلك البائسة، للحظة أنقلب عشقها للعنة تحرق لحظات الهوس والجنون...
ولج من الخارج بنظراتٍ مضطربة وقلبٍ يصرخ ألمٍ لما سيخبرها به، أقتربت منه سريعاً قائلة بدموع تغزو وجهها: شوفت يا بابا زين عامل فيا أيه؟
صمت ولم يستطيع التحدث لتكمل هى بصوتٍ متقطع من الدموع: زين خدعني يا بابا خدعني ودمرني..

سقطت دمعة هاربة من عيناه قائلاٍ بحزنٍ ونبرة محملة بالأنكسار: زين مخدعكيش لوحدك يا همس زين خدعنا كلنا..
تطلعت له بستغراب لدمعه الفياض فرفع يديه يجفف دمعها قائلاٍ بحزنٍ يضاهى أفواه: زين بين الحياة والموت يا بنتي خدعنا لما وعدنا أن اليوم دا هيكون مميز لكن للأسف هو الا بيواجه الموت...

سقطت باقة الورد البيضاء من بين يديها لتختلط بالأرض كما أختلط قلبها بمشاعر مختلفة بين الصدمة والآلآم بين الزهول والحزن، مشاعر مضطربة جعلته كالعروس المحنطة لا تقوى على الحركة أو التفكير...

أستدارت بجسدها والدمع يتحجر بعيناها لتخطو ببطئ للخارج، دفشت الباب بلطف ثم خرجت بسكون وتماسك لترى أحمد يقف بصحبة شخصٍ ما أمام السيارة، أسرع والدها خلفها ليرى إلى أين تتجه فتفاجئ بها تخطو بخطوات أشبه لزفاف الموت لتقف أمام أحمد، رفعت عيناها ببطئ قائلة بتماسك يلتمس بها لأخر دقائق: خدني له...
حزن أحمد وعمر للغاية على حالها البائس فأشار لها على الصعود وبالفعل فعلت ليلحق بها والدها ويصعد بالخلف...

توجهت السيارة للمشفى لتزف عروسٍ محطم بقلب حرم من لقاء معشوقه!، قلبٍ بنى أحلامٍ لهذا اليوم ليضعه على قايمة المفضلات وها هو يصبح من أسوئهم ليصبح تهديد لأنتزاع حياة معشوقها!..
تطلع لها الجميع بالمشفى بتعجب فكيف لعروس الحضور للمشفى بذلك الوقت...
أسرعت بخطاها لتقف أمام غرفة العمليات بقلبٍ يصدح بأنحائه الخوف، أقترب منهم والدها ليسرع بالحديث: أيه الا حصل يا حاج طلعت؟

رفع عيناها المتكورة بالدمع قائلاٍ بصوتٍ ثابت: جريمة دفع حقها زين...
جلس لجوارهم بحزن: طب هو عامل أيه دلوقتي؟
أجابه فزاع بهدوء: لسه مخرجش من العمليات، ثم أسترسل حديثه ببعض العتاب: ليه مخلتهاش تغير خلجاتها؟
رفع عيناه بالدموع له: ملحقتش والله يا حاج فزاع يدوب عرفت جيت تجري على هنا...
أشار له بحزن هو الأخر ثم تحلى بالصمت وعيناه تراقب الغرفة بأنتظار أخبار عنه...

أقترب منها أدهم قائلاٍ بهدوء: أهدي يا همس زين هيبقى كويس..
تطلعت له بدمع كُبت بنجاح وصوتٍ يجاهد للخروج: زين على طول بيختبرني وكل أختبار أصعب بكتير من الا قبله
تحولت نظراته لألم لما مرت به تلك الفتاة ولكن سرعان ما تنقلت نظراته لمن تقترب منهم بدموع جعلتها محطمهة للغاية لتنير وجهاً لاطالما تخفى خلف عادات الغرب ليتنحى الآن أمام ما فعله أخيها...

هرولت إليه قائلة بدموعٍ تكاد تملأ المشفى بأكمله: طمني يا أدهم
صمت قليلاٍ يعى ما يراه فقطع عنه الأجابة خروج عبد الرحمن من غرفة الجراحة لتسرع إليه راكضة قائلة بأرتباك وتوتر يلحقها: زين!.
تطلع لها بغموض ثم تخل عن سكونه قائلاٍ بنبرة طمانينة: الحمد لله الأصابة كانت سطحية شوية وهينقلوه غرفة عادية..
طلعت بفرحة: الحمد لله
فزاع بأبتسامة بسيطة: ربنا يجومه بالسلامة...
فهد: يارب يا جدي...

زفرت براحة وأزاحت دموعها تحت نظرات عبد الرحمن المتراقبة لها فجذبها بعيداً عنهم لغرفته الخاصة قائلاٍ بصوتٍ يحمل المكر والغموض: شايفك حزينة على زين رغم كرهك الشديد له..
رفعت عين الندم له قائلة بدموع: زين فداني بروحه يا عبد الرحمن..
قاطعها بغضب وسخرية: وكان لازم يعمل كدا من زمان عشان تحسى أنك ليكِ أخ؟!.

وضعت عيناها أرضاً لتبكى بصمت فقالت بصوت متقطع: كان غصب عني هى نجحت أنها تزرعلي أفكار مش كويسة عنه بس خلاص أنا فوقت ولازم أعترف بجريمتها عشان أخد حق خالد وممكن زين يسامحني لو عملت كدا..
أخترقت دمعاتها قلبه بنجاح فأقترب منها بحنان: هتقدري تعملي كدا؟!.
إبتسمت بسخرية مؤلمة: هى قدرت على الأصعب من كدا..

لم يحتمل رؤياها هكذا فمن يحتمل أن يرى والدته ترفع سلاح الموت عليه بدلاٍ من حمايته!، جذبها لأحضانه فشددت بقوة من أحتضانه قائلة ببكاء حارق: مش عايزة فلوس ولا أملاك يا عبد الرحمن لو كنت أعرف أنهم هيحطموني كدا وأنا شايفة أمى عايزة تخلص مني مكنتش فكرت بالطريقة دي أبداً...

أخرجها من أحضانه ثم جذب مقعده الأسود المتحرك ليعاونها على الجلوس قائلاٍ وعيناه تتأملها: الا حصل دا خير ليكِ يا صابرين، نزولك من أمريكا لمصر بحد ذاته خير والا حصل دا علامة من ربنا عشان تفوقي وتشوفي زين بحقيقته، زين الشهم الا عمره ما يفكر يأذي أخته الوحيدة!، زين الا أتحدى والدته لأول مرة وأتالم مليون وهى سايبة البيت وميعرفش لحد الآن عنها حاجة كل دا عشانك أنتِ يا صابرين...

ثم قال بمكر: وجايز عشان تقابلي الدكتور اللعين..
تطلعت له قليلاٍ ثم أنفجرت ضاحكة لتقطعه دمعات متمردة على فرحة مؤقتة، رفع أطراف أنامله الحنونة يزيح دمعاتها الحارقة المعبأة بالندم قائلاٍ بهدوء: أنتِ لازم تكوني سعيدة وندمك دا فى أنك تقربي لزين وأعتذري الأعتذار مش كبير على حد..
أغلقت عيناها بسعادة على وجوده لجوارها فأزاحت تلك الدمعة الساقطة قائلة بأرتباك: هيسامحني!
إبتسم بسخرية: مكنش ضحى بحياته عشانك!.

رفع يديه عن وجهها حينما تعال طرق باب الغرفة ليسمح للطارق بالدخول فولج عمر قائلاٍ بهدوء: زين أبتدى يفوق
هرول معه عبد الرحمن فلحقته سريعاً...

بدأت تستعيد وعيها بألم يعتصرها لتجدها لجوارها...
رمقتها بضيق لتجاهد بالحديث: شوفتى عملوا فيا أيه؟
رمقتها راوية بضيق ثم قالت بسخرية: عملوا أيه يعني هسيبوا البيبي يعفن فى بطنك مثلاٍ ما كان لازم تدخل جراحي!
سال الدمع من عيناها من شدة الألم قائلة بصراخٍ خافت: ياستى لا يعفن ولا يحزنون أنا عايزة أطلق من الأنسان دا وبأسرع وقت.

كبتت ضحكاتها بصعوبة على ما تتفوه به كل مرة، لمعت عيناها بالمكر حينما رأته يقف أمام الغرفة فقالت ببسمة خبث: هتطلقي تروحى فين ببدر وحور!..
رمقتها بنظرة نارية ثم صرخت بغضب: هيموتوا من الجوع أنا عايزة أرجع أمريكا وأ....

تخشبت الكلمات على لسانها حينما رأته يقف أمامها بنظراتٍ غضب توحى بأنها على حافة الهاوية، نقلت نظرها لمن تجلس جوارها بوعيد، أقترب منها ثم جذب المقعد لتسرع راوية بالخروج بعد أن غمزت لها بطرف عيناها...
خرج صوته ونظراته كافيلة بنقل تعبيرات وجهه: عايزة تطلجي إياك
إبتلعت ريقها ببعض الرعب: مين الا قال كدا؟!
رمقها بنظرة مميتة فأسرعت بالحديث: دا بعد عنك تخريف بنج...

سليم بمكر: خلاص نتعود عليها عشان المرة الجاية
صرخت بغضب لا مثيل له: هو لسه فيها مرة تانية لا أنا أقصد كل كلمة قولتلها من فضلك طلقني وحلال عليك العيال...
لم يتمكن من كبت ضحكاته ليقترب منها بنظراته الحاملة لعشق تلك الحمقاء فأنحني قليلاٍ يقبل رأسها قائلاٍ بنبرة حنين: حمدلله علي سلامتك يا جلبي..

محت بسمته آلمها فأبتسمت بهيام لقربه المطوف بحنين طال لأخر الأمد، رفع عيناه الماكرة قائلاٍ بصوتٍ هامس: لساكِ عايزة تطلقي؟
تعالت ضحكاتها لتنغمس بين أحضانه بخجل وسعادة...

صوتٍ ما أنتشاله من دوامة الظلام ففتح عيناه بضعف ليجدها أمامه بفستانها الأبيض الملكي، وجهها شاحب قليلاٍ ولكن لم يقلل من جمالها المطبوع بنبض القلب...
أقترب منه النمر قائلاٍ بلهفة: حمدلله على سلامتك
أكتفى ببسمة بسيطة وأشارة له توحى بعدم قدرته على الحديث...
أنتهى عبد الرحمن من فحصه ليشير لهم بسعادة: الحمد لله بس أفضل نسيبه شوية يفوق أكتر..
فزاع بتأييد: الا تشوفه يا ولدي...

وأشار لهم جميعاً بالخروج لتبقى هى لجواره...
جلست على المقعد المجاور له ثم تمسكت بيديه والدمع يزول من عيناها بعد أن رأته أمامها قائلة بصعوبة من بين دموعها: أفتكرت أنك بتنتقم مني يا زين
تطلع لها بحزن وهو يعافر للحديث وبالنهاية أستطاع فقال بأسف: وعدتك أنه هيكون أسعد يوم بحياتك ومعملتش بوعدي!.
أزاحت دمعها بغضب: وعد أيه؟!..

ثم أقتربت لتجلس مجاور له لتقول بدموعٍ غزيرة: أنا قلبي كان هيقف من الخوف عليك، خفت أخسرك، خفت من الوحدة وغيابك، خفت أعيش ألم الفراق تاني بس المرادي هيكون أصعب لأنى بعشقك يا زين...
إبتسم بفرحة بدت على وجهه فجاهد لرفع يديه وبالكاد فعل فوضعها على وجهها قائلاٍ بصوتٍ يحمل همسات الصدق والحنين: زين مبقاش زين غير بحبك أنتِ يا همس، أنا مخفتش من الموت لأخر ثانية خفت عليكِ أنتِ مكنتش شايف غيرك...

إبتسمت من وسط دمعاتها لتقبل يديه بأعين منغلقة من أثر الأوجاع ففتح ذراعيه قائلا بألم مصاحب لصوته: تعالى..
لم تتردد لثانية واحدة لتلتمس بحنان زين العاشق لتستكين داخل أحضانه فتستمع ذاك القلب النابض بداخل صدره فربما تهدأ قليلاٍ...

ضغط على يديه بقوة فكتفيه الحاملة للأصابة تألمه بقوة حتى شعرت هى به فأبتعدت عنه على الفور بأبتسامة حب تنقلها له، فرغم ألمه الا أنه حاول بأبسط الطرق منحها الأمان حتى تهدأ وتعود البسمة لوجهها...
تطلع لها ببسمة مجهدة ثم قال بمكر: الفستان جميل عليكِ...

نجح فى زرع إبتسامة الخجل على وجهها لتتهرب مجدداً من النظر بالعينان، رفع يديه على يدها التى تفرك على الأخرى بخجل فرفعت عيناها له بأهتمام ليقول بجدية وثبات: هعوضك عن اليوم دا يا همس أخرج من هنا وهتشوفي الليلة الا هعملهالك
وضعت يدها الأخري تحتضن يديه بعشق: مش عايزة حاجة من الدنيا غيرك يا زين..
أكتفى ببسمة صغيرة لتبعد يدها بخجل حينما ولج عبد الرحمن...

أقترب منه بأبتسامة هادئة: أسف للمقاطعة بس دا معاد حقنة المسكن...
وشمر عن ساعديه فلم تحتمل رؤيته لتخرج سريعاً، إبتسم زين قائلاٍ بأمتنان: شكراً يا عبده
ألقى بالأبرة بالسلة ونظرات الغضب تلحقه قائلاٍ بضيق: بتشكرني على أيه؟ أني نجدتك من الموت ولا لأني أشتركت فى خطتك الفاشلة الا كانت هتوديك للمقابر..

إبتسم على طريقته بالحديث ثم قال بهدوء: دا مكنش فى مخططي يا عبد الرحمن كل الا كنت عايزه أن صابرين تشوف حقيقة أمها حتى لو كانت على علم بيها فلازم تخرج عن سكوتها دا..
رفع يديه على يده قائلاٍ بأبتسامة صغيرة: ونجحت يا زين..
لم يفهم ما يقوله الا حينما أسترسل حديثه قائلاٍ بهدوء: صابرين جاهزة تشهد وتقدم الأدلة أن والدتها هى الا عملت كدا.

تطلع له بستغراب فنهض عن الفراش وفتح باب الغرفة لتدخل سريعاً وعيناها تبحث عنه بلهفة حتى وقعت عليه فأنهارت الدمعات لرؤيته هكذا لتسرع بالأقتراب منه تحت نظرات صدماته...
خرج صوتها الباكي: ليه عملت كدا يا زين؟
بقى قليلاٍ يتأمل دمعاتها بستغراب ثم رفع عيناه على عبد الرحمن ليجده يبتسم بمكر له، وضعت عيناها أرضاً بحزن: أنا مستهلش كدا..
هنا تخلت عنه الكلمات ليرمقها بضيق: متقوليش كدا تانى فاهمة..

رفعت عيناها له بدموع ثم ألقت بذاتها بداخل أحضان أخيها تبكى بلا توقف على ما أرتكبته من جرائم بشعة بحقه، ربت على كتفيها بحنان فقالت بضيق مما أرتكبته: رغم كل الا عملته حميتني من الموت وقدمت نفسك له!، أد أيه أنا كنت غبية..
شدد من أحتضانها قائلاٍ بحنان: لو طولت أحميكِ من الدنيا كلها مش هتردد ثانية واحدة، نفسي تفهمي أنك من لحمي ودمي ومستحيل أكرهك بسبب ورث والكلام الفارغ دا!.

تطلعت له بحزن ثم جذبت من حقيبتها الشيك الذي قدمه لها لتمزقه بعصبية: فهمت يا زين..
إبتسم بفرحة تكفى العالم بأكملها حتى عبد الرحمن المراقب لما يحدث إبتسم بسعادة لما يراه، لمعت عيناها بوعد وهى بين أحضان أخيها العثور على والدته والتوسل لها للعودة مجدداً حتى وأن كان ثمن العودة رحليها!..

بالخارج...
كان يجلس طلعت براحة بعد أن أستعاد زين وعيه، نظراته لأحفاده الثلاث بعدما خرج عبد الرحمن ليطمئنهم تحمل الغموض والسكون الذي سيسبق العواصف الهامدة ما علمه منذ ساعاتٍ قليلة كافيل بهدم المعابد فوق رؤسهم، أخرج فزاع هاتفه ليعلم أن هناك العديد من الأمور بحاجة لتدخل كبير الدهاشنة لذا كان عليه العودة مجدداً ليتبعه عمر والأطفال وتبقى الفهد الذي سيشهد على غضب طلعت المنياوى المؤجل لما به زين!..

ولج حازم للداخل ليطمئن عليه ومعه أدهم ليجدوه أستعاد وعيه كلياً ويجلس ببعض الراحة...
إبتسم زين قائلاٍ بهدوء: مكنش له داعى أنك تفضل لحد الوقت دا يا حازم
رمقه بنظرة ضيق: أنت ناسى أننا أصدقاء ولا أيه؟
أحمد بمرح: توقع أيه حاجة مدام خارج من البنح ولا أيه يا دكتور؟
تعالت ضحكات عبد الرحمن ليقول بصعوبة: أنا معاك فى الحتة دي...
رمقهم بنظرة ضيق ثم قال بسخرية: أنا بقول تخدوا بعضكم وتطلعوا تهونا شوية.

أدهم بنظراتٍ غامضة: وأنا بقول كدا برضو...
وزعوا نظراتهم بينهم ثم خرج كلا منهم بغضب فتعالت ضحكات حازم بعدم تصديق...
تذكر زين ما كان يود قوله لحازم فقال بصوتٍ متعب قليلاٍ: أنت تعرف عثمان منين يا حازم؟
ضيق عيناه بأستغراب ثم قال بزهول: أنت تعرفه!.

أكتفى ببسمة صغيرة ليقول بصوتٍ يكاد يكون مسموع: بينا شغل، وصلني منه مكالمة قبل الفرح بساعات بيهددني فيها بشكل صريح ومن الواضح كدا أنه عارف بعلاقتي بيك بس الغريبة أنى مش عارف الا بينكم بالظبط..
زفر حازم بغضب ثم قص على مسماعهم ليحل الغضب قسمات وجه النمر فقال بضيق: لا الراجل دا محتاج الا يفوقه ويعرفه مقامه كويس..

زين بغضب هو الأخر: عندك حق يا أدهم عشان كدا هسحب كل العقود الا بينا أما الشركات الا لغت التوكيل لشركاتك يا حازم فأنا هعرف أزاي أتعامل معاهم كل لاعب وفى الأكبر منه وهما الا جنوا على نفسهم...
أسرع بالحديث: أنا مش عايز أورطكم معايا م...
قاطعه أدهم بغضب: ورطة!، هو الا هيكون فى الجحيم لما نجتمع أحنا التلاتة عليه..
إبتسم زين بمكر: عجبني تعبير الجحيم دا يا نمر.

تطلع له بعين تشع بالشرار ثم تعالت الضحكات الرجولية بينهم على ما ينوى فعله، ولج والد همس للداخل ليرى زين فستأذن أدهم بالرحيل للمنزل حتى يبدل ثيابه فأوصله حازم وعاد للقصر هو الأخر...

هبطت من سيارة الأجرة تطلع للفيلا ببعض الخوف فهبط عبد الرحمن بأعين تحمل الغموض فخرج صوته الثابت: خايفة؟
أستدارت له برعب يتسرب من عيناها فتمسكت بذراعيه قائلة برجاء: خليك معايا يا عبد الرحمن.
إبتسم بخفوت وهو يزيح خصلات شعره التمردة على عيناه بفعل الهواء العليل: لازم تتقبلي عادتنا يا صابرين..
رمقته بستغراب: بس أنت جوزي!

نبض قلبه بقوة وعشق يتمرد على حصونه فرفع يديه يزيح تلك الخصلة المتمردة على عيناها: عشان كدا مش هقبل أن أيه حد يتكلم عليكِ بالسوء لازم الكل يعرف أنك مراتي ودا هيحصل لما تلبسي الأبيض ويتعملك أجمل فرح فى الدنيا..
أغمضت عيناها بسعادة عارمة من لمساته ثم قالت بخجل وصوتٍ يجاهد للخروج: أنت بتحبني يا عبد الرحمن؟
تطلع لها بغموض ودهاء يكمن بعيناه ثم قال: حبي ليكِ له شروط غالية مش هتقدري عليها..

تطلعت له بزهول وأستغراب فأبتسم قائلاٍ بمكر: أولهم أنك تكوني ملكِ لوحدي محدش يشوف جمالك غيرى ودا شرط مش هتقدري عليه..
علمت ما يريد قوله فأبتسمت بسعادة لتسرع بالحديث التلقائي: يعني لو أتحجبت هتحبني؟

إبتسم على تلك الفتاة ثم رفع يديه على وجهها قائلاٍ بجدية: ودي كمان مش هقبلها لازم تلبسيه عن قناعة، أنا لما شوفت خشوعك فى الصلاة أستغربت جداً أنك أزاي مش قادرة تحمى جمالك دا لزوجك بس بصراحة يكفى أنى أشوفك بعيوني وأنتِ عارفة دينك دي حاجة متوقعتهاش عشان كدا لما تحسى أنك حابة تحجبي العيون عن جمالك دا ساعتها هكون أسعد أنسان فى الدنيا كلها..

وتركها تفكر بما يقوله وتوجه ليصعد للسيارة فتخشبت قدماه وهو يتذكر خوفها ليستدير بتفكير: تيجى معايا؟
أتسعت بسمتها لتركض إليه سريعاً فأكتفى ببسمة بسيطة ليجلس جوار السائق ليسرسل رسالة لأحمد يخبره بها أن يصعد للنوم معه لتقضى صابرين الليلة مع جيانا وغادة وياسمين بشقة العم إبراهيم...

عاد أدهم للمنزل فتوجه للصعود لغرفته ليجدها تنتظره على الدرج وعلامات البكاء تستحوذ على وجهها...
أقترب منها قائلاٍ بستغراب: ليه قاعدة كدا؟
رفعت عيناها القاتمة له قائلة بلهجة مختلفة عنها: ليه طلبت تتجوزني يا أدهم؟
ضيق عيناه الساحرة بتفحص ثم أكمل الدرج غير عابئاً بها فأسرعت خلفه قائلة بصوت مرتفع: سألتك سؤال جاوبني عليه..

وقف على أخر درجة المؤدية للشقة الخاصة به ليرفع يديه بضيق يعيد تلك الخصلات الكثيفة المتمردة على عيناه الخضراء ليقول بثبات يجاهد له: جيانا أنا راجع أعصابي تعبانة من الا حصل ومش هقدر أدخل معاكِ فى نقاش أنا شايفه منهى من وجهة نظرك..
صعدت لتقف أمام عيناه قائلة بصدمة وزهول: يعني أنت عارف أنا عايزاك فى أيه؟!.
تطلع لها بسكون فتلك الحمقاء لم تعلم تفكيره بعد..

أخرج مفاتيح المنزل ثم أوشك على الدخول لتلقى به أرضاً قائلة بضيق وغيرة بادية بنبرتها: أنت لسه على علاقة بيها ليه؟.
أطبق على معصمه بقوة ومازال يتحاشي النظر إليها حتى لا ترى غضب النمر الساحق فيخترق الخوف أضلاع قلبها لربما سيتحول عشقه لخوفٍ قاسي!..
رمقته بنظرة محتقنة بالغضب: ممكن ترد عليا، طب لما أنت بتحبها ولسه بتشوفها عايز تتجوزني ليه؟!، ولا أخدني وسيلة عشان تجدد الماصي وتع...

قطعت باقي كلماتها حينما ألتقت بتلك العينان القاتمة بمزيج من اللون الأحمر ولونٍ مجهول صعبت بالتعرف إليه، ذراعيه المنغرسة على يدها بقوة جعلتها ترتجف برعب فخرج صوته الشبيه لزفاف موتها: عيدى أسلوبك بالكلام دا تانى وأوعدك أنك مش هتلحقى تكمليه ولا هيهمني أي مخلوق ولا أنك مبقتيش مراتي...

وتركها لتوشك على السقوط فتراجعت للخلف وعيناها تتراقب نظراته برعب لتصعد الدرج وعيناها متعلقة به حتى كادت السقوط لتنفذ بحياتها حينما هرولت للأعلى، أما هو فزفر بغضب وحمل المفاتيح الملقاة أرضاً ثم ولج للداخل ليجد أخيه يجلس بالداخل مع غادة ومكة فولج لغرفته غير عابئ بهم..
غادة بستغراب: أدهم ماله يا ضياء؟
أجابها بحزن: أكيد حزين على زين الا حصل مش سهل..
مكة بتأكيد: الله يكون فى عون عروسته ويقومه بالسلامة..

بالأعلى...
نهض من الفراش بنوم ثم توجه للأعلى بضيق عندما أخبره عبد الرحمن بذلك ليجدها تحمل ثياب بيديها وتهبط للأسفل، أقترب منها أحمد ببسمة مكر: واضح أن عبد الرحمن قالك؟
أكتفت ببسمة صغيرة فأقترب منها قائلاٍ بعشق: هكون سعيد لو نمتي على سريري
ثم قال بمشاكسة: بس بلاش تخلى الزفتة غادة تنام مكاني دي ممكن تنقلى عدوة البرود الا فى دمها!.

تعالت ضحكاتها فصعد الدرج ليكون أمامها: تصبحي على أجمل أحلام بالكون كلها وأكون أنا فيها
وغمز بعيناه الكحيلة ثم أكمل الدرج للأعلى بنظرات تسلية لرؤية الخجل يسرى بأنحاء وجهها...

هبطت من السيارة ثم لحقت به للأعلى بخجل فصعد بها لشقة ريهام، طرق الباب ليجدها بأستقباله هى والفتيات ما عدا جيانا التى تقاسي بغرفتها لما رأته من معشوقها، رأت قسوة بعيناه تراها لأول مرة لتربط بذهنها علاقة حبه بتلك الفتاة...

بقصر حازم السيوفي...
ولج لغرفته ليقترب منها طابعاً قبلة على رأسها بعشق: لسه صاحية..
بدا الألم على وجهها فقالت بهدوء: مستحيل أنام من غيرك..
إبتسم بهوس عشقها: عارف..
رمقته بضيق وهى تقرب وجهها منه هامسة بغضب: مغرور..
تعالت ضحكاته الوسيمة: عارف..
كبتت غضبها لتسرى علامات الألم على وجهها فرفع يديه على موضع جنينها مثلما وضعت: مالك يا حبيبتي؟
أجابته سريعاً: مفيش
رمقها بنظرة متفحصه: مفيش أزاي أنتِ مش طبيعية!

إبتسمت بسخرية: العادي لأى واحدة حامل..
تطلع لها بنظرة ماكرة وهو يكرر حديثها: العادي للحامل! أوك هأخد شاور وهرجع نشوف الموضوع دا مع بعض..
أكتفت ببسمة بسيطة وهى تجاهد الآلآم فولج لحمام الغرفة وهى برحلة معاناة أنتهت بصدمة كبيرة لتصرخ بآلم لا يطاق بأسمه المتردد بحروف من الآنين..

جذب حازم المنشفة ثم وضعها على خصره ليخرج من الحمام سريعاً فصعق بشدة حينما رأى حوريته ملقاة أرضاً، غائبة عن الوعى، تفترش الأرض بدمائها التى لا حصى لها لا يعلم أنها بداية لأنتقامٍ ما، لا يعلم بأن هناك عدو حقيقي لجواره!، لا يعلم أنها من سيعاني لأجل ذلك الأنتقام بأبشع أحساس سيدمر قلبها رغم أن الحقيقة تجرى لصالحها، لا يعلم أن هناك مجهولاٍ قاسي لن يقوى على محاربته بمفرده فكيف سيحارب وعدوه مجهول!..

عشقه الطواف سيدمره الأنتقام أمام عيناه وصوتها يسرى بجسده ليجعل النمر مطعون بخنجر نصله سيصل للعدو فكيف له بالقضاء على نمر جامح؟!..
ستختار طريق الشوك والحصى وستترك درب الحب والأشواق لتجمع ما حصدته من لعبة دانئية لتنال عقاب عاشق محترف ليريها الآن قوانين العشق!..
رحلة سيغتنمها العقاب ليرحل المافيا لأركان الصعيد ولكن ماذا عن وجود الفهد!.
ما سبب أختفائه المفاجئ!




الكلمات الدلالية
رواية ، القناع ، الخفي ، للعشق ، مافيا ، الحي ، الشعبي ،


 





# فنون # مشاهير # صحة # منوعات # الأطفال # English # تفسير الأحلام ثقافة # قصص # سيارات Cars # صور # تقنيات # الاجهزة الالكترونية # المطبخ # كلام فى الحب # أبراج # رياضة # ازياء # حكم وأقوال تطوير الذات# خلفيات # صور بنات # مشاهير # ديكور # صباح الخير # مكتوب برقيات شهر رمضان # جمعة مباركة # حب رومانسية # عيد # ادعية # خلفيات كرتون # منوعات # موضة # الأم # أطفال # حيوانات # صور ورد # اكلات # New Year # مساء الخير # اللهم صلي علي النبي # القران الكريم # صور نكت # عيد ميلاد # اعلام # سيارات # تهنئة الخطوبة # حروف واسماء # الغاز # صور حزينة # فساتين # هدايا # خلفيات النادي الاهلي # تسريحات شعر # الاصدقاء # بوستات نجحت # خلفيات نادي الزمالك # حب رومانسية # تهنئه # ازياء # صور بنات # صوره وكلمه خلفيات # كرتون # بروفايل رمزيات # دينية # سيارات # مضحكة # أعلام # مسابقات # حيوانات # ديكور # أطفال # أكلات # حزينة صور شباب أولاد ر# صور # الطب و الصحة # مقالات عامه # CV المشاهير # وصفات الطبخ # العناية بالبشرة غرائب وعجائب # قصص روايات مواعظ # صور حيوانات # وصفات الحلويات # الرجيم والرشاقة # نكت مضحكة # صور خلفيات # العناية بالشعر # شروحات و تقنيات # videos # Apps & Games Free # موضة أناقة أزياء # سيارات # ديكور # رعاية الأطفال # نصائح المطبخ # موبايل جوال # الفوركس # التعليم والمدارس # الحمل و الولادة # اخبار الرياضه # وظائف # صحة المرأة # حوادث # صور بنات # صور اطفال # مكياج و تجميل # عناوين بنوك شركات محلات مطاعم # العاب الغاز # عيد # كلمات الاغانى # اشغال فنيه واعمال يدويه # مصر # أشعار خواطر # للنساء فقط # للرجال فقط # صور شباب # علاج النحافه # رسائل SMS # أكلات نباتية - Vegetarian food # برامج الكمبيوتر # المراهقة # جمعة مباركة # blogger # رعب # لعنة العشق # حب # اسلامية # قاسي ولكن أحبني # أحفاد أشرار الحرب لأجلك سلام # أسمى معاني الغرام # حقيقية # لقد كنت لعبة في يده # ملهمة # أباطرة العشق # عربية # حب خاطئ # لست مميزاً # من الجاني # مشاهير # راقصة الحانة # اغتصاب طفلة # عاشقان يجمعهم القدر # الطريق الصعب # خيال علمي # أشواك الحب # تاريخ # سجينة ثوب الرجال # لروحك عطر لا ينسى # أطفال # عشق وانتقام # لازلت أتنفسك # لقاؤنا صدفة # للحب معان أخرى # خاتم سليمان # ممن أنتقم # نجاح # أبواب وهمية # حلمى فى صفيحة قمامة # فيلم # مجنون بحبك # بين شباكها # حزينه # رحلات جوليفر # عذاب قسوته # عندما ينادي الشيطان # لعنة حبك # مريم وامير # هدوء في قلب العاصفة # الحاسة السادسة # المشعوذة الصغيرة # عباقرة # لوعة العشق # حروب # قدر بالإجبار # بنات مضحكه# فوركس Forex# صحتك # الصور والخلفيات # الطبخ والحلويات # منوعات # اخبار الفن # القصص و الروايات الألعاب الرياضية # الحياة الزوجية # أزياء وملابس # الأم و الطفل # دراسات لغات # افكار منزلية # انترنت تكنولوجيا # صفات الابراج # حيوانات ونباتات # تفسير الاحلام # معانى الاسماء # خواطر و اشعار # الكون والفضاء اجمل نكته# Mix # Forex # youtube # foods # Kids # Health education # stories # News # kitchen # woman # Famous # Sport # Animals

-------

الساعة الآن 05:27 صباحا