يوسف وهبي – قصة حياة يوسف وهبي عميد المسرح العربي

يوسف وهبي – حينما يتمكن فنان ببراعة من إخراج نحو 30 فيلمًا وتأليف أكثر من 40 آخرين والاشتراك في تمثيل 60 فيلمًا و320 مسرحية، فإنه لابد أن يكون بالثراء الفني الذي يتمتع به عميد المسرح العربي يوسف وهبي.

ولد يوسف وهبي في 14 تموز/يوليو العام 1898 في مدينة الفيوم، وكان ينتمي إلى عائلة ثرية أرستقراطية، وقد تلقى تعليمه الأوليّ في كتّاب العسيلي ثم التحق بالمدرسة السعيدية والمدرسة الزراعية في محافظة القليوبية.

اعتاد الفتى الصغير إلقاء المونولوجات وأداء المسرحيات في النادي الأهلي والمدرسة، وازداد شغفه بالفن بعدما رأى عروض فرقة الفنان سليم القرداحي في محافظة سوهاج حتى إنه خالف تقاليد أسرته وعمل في “سيرك”، فطرده والده من المنزل ولكنه لم يهتم وهرب إلى إيطاليا لدراسة فنون المسرح وتتلمذ على أيدي الفنان كيانتوني.

يوسف وهبي

 

وعقب وفاة والده عاد إلى مصر العام 1921 وأسَّس فرقة مسرحية خاصة باسم “فرقة رمسيس” والتي كان لها الفضل في تقديم أبرز الأعمال المسرحية في مصر والعالم العربي وكذلك كشفت النقاب عن فنانين عِظام أثروا الساحة بأدوارهم الخالدة مثل أمينة رزق وعلوية جميل وفاخر فاخر وغيرهم، وافتتحت الفرقة بعرض مسرحية “كرسي الاعتراف” وغيرها من روائع الأدب الفرنسي والإيطالي والإنجليزي، حتى استحق وهبي لقب عميد المسرح العربي.

الفنان المصري يوسف وهبي لم يكتفِ بالمسرح بل خاض غمار العمل السينمائي، وكانت البداية مع الفيلم الروائي الطويل “زينب” للمخرج محمد كريم، الذي تعاون معه بعد ذلك في تقديم أول فيلم مصري ناطق وهو “أولاد الذوات”، ثم كتب وهبي ثاني أفلامه “الدفاع” العام 1935، لتتوالى أعماله السينمائية مثل “ليلى بنت الريف” و”غرام وانتقام” و”ميرامار” و”غزل البنات”، كما قدم الكوميديا المميزة في “إشاعة حب” و”البحث عن فضيحة” و”اعترافات زوج” فكشفت تلك الأفلام عن خفة ظل كانت مستترة داخله.

نال الفنان الراحل رتبة البكوية من ملك مصر فاروق الأول عقب حضور الأخير عرض فيلم “غرام وانتقام” للنجمة السورية أسمهان، كما حصد وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى وجائزة الدولة التقديرية والدكتوراه الفخرية العام 1975 من الرئيس المصري أنور السادات، وانتخِب نقيبًا للفنانين العام 1953 ومستشارًا فنيًّا للمسرح في وزارة الإرشاد، كما كان أول مسلم يحصل على وسام الدفاع عن الحقوق الكاثوليكية من بابا الفاتيكان.

يوسف وهبي تزوج أكثر من مرة؛ الأولى من سيدة ثرية تدعى عائشة فهمي والثانية من السيدة سعيدة منصور، وفي 17 تشرين الأول/ أكتوبر العام 1982 رحل عميد المسرح العربي إثر إصابته بنوبة قلبية مفاجئة خلال علاجه من كسر في عظام الحوض.