الشهود وكاميرات المراقبة كشفوا طريقة قتل البنا .. من داخل تحقيقات النيابة

الشهود وكاميرات المراقبة كشفوا طريقة قتل "البنا" من داخل تحقيقات النيابة


حصلت «الوطن» على تحقيقات النيابة العامة فى قضية مقتل محمود البنا، المعروف بـ«شهيد الشهامة» فى المنوفية، الذى لقى مصرعه على يد المتهم محمد راجح و3 من أصدقائه فى القضية التى أثارت جدلاً كبيراً منذ وقوعها خلال الفترة الماضية.
وتضمنت التحقيقات اعترافات المتهمين وأقوال الشهود وشهادة والد المجنى عليه وأصدقائه الذين كانوا معه قبل الاعتداء عليه، بالإضافة لتفريغ تسجيلات كاميرات المراقبة وتحريات المباحث حول الواقعة والتسجيلات التى هدد فيها المتهمُ المجنى عليه وسبَّه قبل ارتكاب الحادث، وكذلك صورة من المحادثات بينهما، التى انتهت بمقتل المجنى عليه على يد المتهمين، وإحالتهم لمحكمة جنايات الطفل، التى عقدت أولى جلساتها أمس «الأحد».
تقرير "الطب الشرعى": طعنة المطواة تسببت فى قطع الشريان الفخذى ونزيف أدى لهبوط فى الدورة الدموية ووفاة المجنى عليه
وتضمن أمر إحالة المتهمين أن محمد أشرف عبدالغنى راجح «طفل - محبوس - 17 سنة - طالب»، ومصطفى محمد مصطفى الميهى «طفل - محبوس، وشهرته حماصة»، وإسلام عاطف رمضان عواد «طفل - محبوس - 16 سنة»، وإسلام إسماعيل عبدالحكيم «طفل - محبوس - 17 سنة»، لأنهم فى يوم 9 أكتوبر 2019 قتلوا المجنى عليه الطفل محمود محمد سعد البنا عمداً مع سبق الإصرار والترصد، بأن بيَّتوا النية وعقدوا العزم على قتله، وأعدوا لذلك الغرض مطواتين وعبوتين بهما مادة حارقة للعين، وتربصوا له بالأماكن التى يتردد عليها، وما إن ظفر به المتهم الأول حتى أمسك بتلابيبه مُشهراً فى وجهه مطواة، وما إن هرع آخرون لنجدته حتى باغتهم المتهم الثالث بنفث المادة الحارقة فى وجوههم، ليمكن المتهم الأول من المجنى عليه الذى ركض هارباً حتى اعترضه المتهم الثانى مشهراً مطواة فى وجهه فأعاق هروبه حتى لحقه المتهم الأول وعاجَله بطعنة بالمطواة فى وجنته، أتبعه بأخرى فى فخذه اليسرى، قاصدين إزهاق روحه، فأحدثوا به الإصابات الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية التى أودت بحياته، بينما ظل المتهم الرابع على مسرح الجريمة بدرَّاجة نارية ليؤمِّن هروبهم، عالماً بقصدهم.
وتضمن أمر الإحالة أن المتهمين حازوا وأحرزوا أسلحة بيضاء بغير ترخيص، دون أن يكون لحيازتها أو إحرازها مسوِّغ من القانون أو مبرر للضرورة الشخصية أو الحرفية.
وتضمنت قائمة شهود الإثبات شهادة أحمد أشرف المغاورى «17 سنة - طالب»، الذي شهد بأنه أثناء جلوسه مع المجنى عليه فى الطريق العام، وتوجُّه الأخير لأحد الحوانيت، حضر لهم المتهم الثالث مندداً بما بَدَر من المجنى عليه دون إيضاح، ثم تناهى إلى مسامعه لاحقاً صوت مشاجرة، وأبصر المتهم الأول ممسكاً بالمجنى عليه، شاهراً فى وجهه مطواة وعبوة بها مادة حارقة مصنَّعة للدفاع عن النفس ومعه المتهم الثالث ممسكاً بأخرى، و«حسن» شرع رفقة المواطنين فى التدخل لإبعاد المتهم الأول عن المجنى عليه، فقام المتهم الثالث برش المادة الحارقة فى وجوههم، وحاول المجنى عليه الفرار، إلا أن المتهم الثانى اعترضه مشهراً فى وجهه مطواة حتى لحق به المتهم الأول، وانهالا عليه ضرباً، فى وجنته وفخذه اليسرى فخرَّ صريعاً، ولاذا بالفرار بالدراجة النارية قيادة المتهم الرابع، وعزا ارتكاب الجريمة إلى نشر المجنى عليه صورة على أحد مواقع التواصل الاجتماعى بشأن انتقاد التعدى بالضرب على البنات.
وشهد وليد بسيونى بدير «16 سنة - طالب»، بنفس شهادة الشاهد الأول، وكذلك كل من مصطفى أحمد «17 سنة»، ومحمد عمرو «17 سنة». وتضمنت التحقيقات أقوال وشهادة محمد سعيد البنا، والد المجنى عليه محمود البنا، الذى قال إنه بُلِّغ هاتفياً بإصابة نجله ونقله للمستشفى، فانتقل إلى هناك، ووافته المنية، وبسؤال أصدقاء نجله أخبروه بالواقعة بسبب نشر نجله منشوراً على أحد مواقع التواصل الاجتماعى، ينتقد فيه سلوك التعدى بالضرب على الفتيات، واعتقاد المتهم أنه المقصود بذلك.
وتضمنت التحقيقات شهادة مُعدِّى تحريات الشرطة التى توصلت إلى تصوُّر الواقعة وفقاً لشهادة الشهود وصحة ارتكاب المتهمين لواقعة قتل المجنى عليه محمود البنا، كما شهد رئيس مباحث تلا بالمنوفية بأنه تنفيذاً لأمر الضبط والإحضار الصادر من النيابة بحق المتهمين ألقى القبض عليهم، وبمناقشتهم أقر له المتهم محمد راجح بارتكاب الواقعة، بالاتفاق مع باقى المتهمين، وأرشد عن المطواة المستخدمة فى الحادث، كما أقر له باقى المتهمين بارتكاب الواقعة.





وتضمنت ملاحظات النيابة العامة فى التحقيقات تقرير الصفة التشريحية الذى بيَّن وجود إصابة عميقة أعلى الفخذ اليسرى للمجنى عليه، أحدثت قطعاً وتهتكاً بالشريان الفخذى الرئيسى ونزيفاً دموياً أدى لهبوط حاد فى الدورة الدموية والتنفسية.
وتضمنت التحقيقات تفريغاً لكاميرات المراقبة فى مكان الواقعة، التى رصدت اعتداء المتهمين على المجنى عليه، وواجهتهم النيابة بتلك المقاطع المصورة، فأقروا بأنهم مَن ظهروا فيها، بالإضافة لتسجيل صوتى هدد فيه المتهم المجنى عليه بالإيذاء، ووجَّه له عبارات سب وقذف، وأقر المتهم الأول بصحة التسجيل، كما أقر باقى المتهمين بصحة صوت المتهم الأول فى التسجيل ذاته.
كما تضمنت التحقيقات صورة من محادثات «واتساب» بين المتهم والمجنى عليه، التى تم فيها تهديد المتهم بالإيذاء، وأرفقتها النيابة بالتحقيقات.
وندبت النيابة خبيراً إذاعياً بقطاع الهندسة الإذاعية بالهيئة الوطنية للإعلام، لفحص مقاطع الفيديو التى سجلتها كاميرات المراقبة فى مكان الحادث والتسجيلات الصوتية للمتهمين، الذى أكد أن التسجيلات لا يوجد فيها تدخُّل بالحذف أو الإضافة، كما أنها مطابقة لأصوات المتهمين. وتضمنت التحقيقات اعترافات المتهمَين الثالث والرابع على المتهم الأول محمد راجح، وأنهما شاهداه محرزاً سلاحاً أبيض فى وجه المجنى عليه، وأرفقت النيابة العامة معاينة النيابة لمكان الواقعة وبها رسم كروكى للمكان.