من الواضح أن العمل عن بعد و الأتمتة سيزدهران في
عام 2021 ، و ذلك من بين
اتجاهات أخرى مثيرة للاهتمام.
فمع اقتراب نهاية العام ، نراجع سوق العمل المثير للإعجاب الذي قام به محللو الصناعة الرائدون لتقديم أحدث التقارير حول اتجاهات التكنولوجيا التي يجب أن نشاهدها في عام 2021.
حيث قادت التقنيات الناشئة بالإضافة إلى التقنيات الحديثة الأخرى الطريقة التي اتخذتها الشركات للمضي قدماً في التحول الرقمي وتنفيذه على مدار العقود.
و ما يلي سيكون بعض من الاتجاهات التي ستشكل الطريقة التي سنعمل و نعيش بها العام المقبل وما بعده.
هؤلاء الذين كانوا يتابعون اتجاهات تحليل الصناعة لأكثر من عقد من الزمان، يعرفون جيداً أهمية مواكبة ما سيحدث في جميع مجالات التكنولوجيا.
حيث سيشهد عام 2021 بداية عقد سيتطلب من مديري تقنية المعلومات الاستجابة للتسريع الرقمي digital acceleration وإدارة عدم اليقين بشكل استباقي.
و لقد ساعدتنا جائحة كوفيد19 Covid-19 لعام 2020 جميعاً في التعرف بشكل كبير على حالة عدم اليقين.
كما أظهر لنا أيضاً أهمية التقنيات التي اعتقدنا أنها أكثر تطوراً مما قد تكون عليه. و هذا ما كانت عليه حالة الذكاء الاصطناعي Artificial Intelligence و التعلم الآلي Machine Learning.
و وفقاً لشركة أبحاث السوق فورستر Forrester Research ، فإن اتجاهات المستهلكين المتغيرة بسرعة ، والمخاوف الأمنية المعقدة ، والاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي (AI) ، و التأثيرات المتزايدة لتغير المناخ ستدفع الشركات إلى دمج المخاطر النظامية في تخطيطها طويل الأجل.
و يسلط تقرير شركة فورسترلأهم الاتجاهات و التقنيات الناشئة Forrester Top Trends and Emerging Technologies ،في الربع الثالث من عام 2020 الضوء على الاتجاهات المهمة للعام المقبل ، و ينظم التقنيات الناشئة في سبعة مجالات رئيسية ستلعب دوراً كبيراً في تسريع هذا التحول:
- الذكاء الاصطناعي
- أتمتة الأعمال و الروبوتات
- إدارة مخاطر المؤسسة
- الخبرة البشرية و الإنتاجية
- معماريات الكمبيوتر الجديدة
- اتصالات الجيل القادم
- أمان الثقة المعدومة
و تشمل الاتجاهات الرئيسية:
1- تزايد الطلب على الذكاء الاصطناعي الأخلاقي Ethical AI
في الماضي ، كانت الشركات التي اعتمدت التعلم الآلي وتقنيات الذكاء الاصطناعي الأخرى (AI) تولي القليل من الاهتمام لتأثيرها الأخلاقي. و مع ذلك ، يتوقع المستهلكون والموظفون القائمون على القيم اليوم أن تتبنى الشركات الذكاء الاصطناعي بطريقة مسؤولة.
و على مدى السنوات القليلة المقبلة ، ستختار الشركات عمداً القيام بأعمال تجارية مع شركاء يلتزمون بأخلاقيات البيانات ويتبنون ممارسات معالجة البيانات التي تعكس قيمهم الخاصة وكذلك قيم عملائهم.
2- إعادة صياغة خرائط طريق الأتمتة
يعمل فيروس كوفيد 19 Covid-19 على تغيير أجندات أتمتة الشركات بسرعة نحو عمليات المكاتب الخلفية و مرونة الأعمال. و ستمثل الأتمتة الذكية Intelligent automation ضخ أتمتة العمليات الآلية والرقمية باستخدام الذكاء الاصطناعي الواقعي و الأدوات منخفضة التعليمات البرمجية.
حيث ستساعد هذه التقنيات الشركات على أن تصبح أكثر كفاءة ومرونة مع توسيع عملياتها.
3- التحرك نحو عمليات الأعمال المحلية :
في العقد القادم ، ستعمل الشركات الكبيرة على تحسين قدرتها على العمل بشكل مفرط ، مع نمو الشركات الإقليمية متوسطة الحجم، و التوسع في مناطق جغرافية جديدة.
و ستحتاج المؤسسات إلى تصميم بنى (أساليب بناء) يمكنها توزيع مشاركة العملاء وأنظمة العمليات التجارية بشكل استراتيجي على مناطق جغرافية مهمة مع الاحتفاظ بمزايا و فوائد إدارة التكنولوجيا المركزية.
كما سيساعد أمان الثقة المعدومة Zero Trust security العملاء على التنقل في هذا التحول.
4- قيادة الابتكار في كل مكان باستخدام تقنيات السحابة الأصلية cloud-native technologies :
تقوم تقنيات السحابة الأصلية الناشئة ، التي ولدت من المصادر المفتوحة و المحتضنة في السحب العامة ، بدفع الابتكار السريع - وفي مواقع أكثر من السحابة العامة فقط.
لذلك و اعتباراً من عام 2021 وعلى مدى السنوات الخمس المقبلة ، ستعلن التقنيات السحابية الأصلية ، مثل منصات الحاويات container platforms والحوسبة بدون خادم serverless computing ، حقبة جديدة من برامج المؤسسات الموزعة - من موفري السحابة ، و موفري (مقدمي) الحافة وبائعي البرامج على حد سواء.
5- تحويل استراتيجيات السحابة نحو حدودها القصوى :
تم ربط الاهتمام بالحوسبة المتطورة تاريخياً بإنترنت الأشياء ( Internet of Things (IoT. و في عام 2020 ، اجتمعت الابتكارات في اتصالات الجيل التالي والتقنيات السحابية الأصلية وبنى الحوسبة المتطورة معاً لإحداث اختراقات في التكامل من السحابة إلى الحافة cloud-to-edge integration .
كذلك ستقوم الشركات على مدى السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة ، بتغيير إستراتيجيتها السحابية لتشمل المزيد من الخدمات المتطورة من المزيد من البائعين ، مما يمثل تحدياً لهيمنة سوق موردي السحابة العامة .
و وفقاً لبريان هوبكنز Brian Hopkins، نائب الرئيس والمحلل الرئيسي في شركة فوريستر Forrester ، فإن وصفة الابتكار التكنولوجي الناجح آخذة في التغير ، كما أن :
" الاستراتيجيات التي نجحت في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين في عشرينيات القرن الحادي و العشرين لن تنجح .
الشركات التي تضع رهانات كبيرة على نماذج أعمال جديدة و طرق جديدة للعمل و المواهب الجديدة ستكون أكثر قدرة على التكيف و المرونة مع القوى التخريبية التي ستتميز بها 2020.
كما يجب على مدراء تقنية المعلومات تجديد عزم مؤسستهم على التحول رقمياً وتحويل هذه الجهود إلى استثمارات أساسية لا غنى عنها بسرعة ".
6- خبرة الموظف: سيزداد العمل عن بعد بشكل دائم :
وفقاً للمحلل الرئيسي لشركة أبحاث فوريستر Forrester Research ، ديفيد جونسون ، فإن التوقعات لعام 2021 تشمل أيضاً ازدهار العمل عن بُعد والأتمتة وتكنولوجيا الموارد البشرية HR tech. يقول ديفيد جونسون David Johnson :
"سيتم تحديد خبرة الموظف في عام 2021 من خلال العمل عن بُعد وإدارة الأزمات على المدى الطويل. و سيعتمد النجاح إلى حد كبير على قوة استراتيجية تجربة الموظف في المؤسسة (EX) بالإضافة إلى الاستثمارات التقنية."
سترتفع نسبة العمل عن بعد بشكل دائم إلى 300% من مستويات ما قبل الجائحة.
حيث يصرح جونسون بأن هناك أقل من ثلث الشركات تجري استطلاعات حول خبرة الموظفين كل ثلاثة أشهر على الأقل ، وأن عدداً أكبر بقليل من الشركات لديها برنامج صوت الموظف voice-of-the-employee program - وكلاهما أساسي لمبادرات خبرة الموظف.
و يقول إنه : "عندما تفشى الوباء ، كان ثلثا المنظمات عمياء فعلياً عما يمر به موظفوها أو ما يحتاجون إليه للبقاء منخرطين في عملهم".
و وفقاً لجونسون ، فإنه وفي عام 2021: "ستحتاج الشركات إلى تعزيز مبادراتها EX الخاصة بها بشكل أكبر للحفاظ على مشاركة موظفيها مع دخولهم العام الثاني من الوباء.
و يقول إن :" التحديات التي كان من الممكن التعامل معها على المدى القصير ، مثل الحفاظ على الإنتاجية بينما كان شعبهم يعاني من الإرهاق ، يتصاعد بشكل مكثف لأن هذه الظروف غير المتوقعة تؤدي إلى أزمة مرهقة ".
و وفقاً لـ ديفيد جونسون David Johnson، ستقوم معظم الشركات في المستقبل بتوظيف ما تسميه شركة فورستر Forrester بنموذج "أي مكان بالإضافة إلى المكتب anywhere-plus-office hybrid" حيث سيعمل المزيد من الأشخاص خارج المكتب معظم الوقت.
و على الرغم من عدم وجود نقطة نهاية واضحة للوباء حتى الآن ، فإن عدد الموظفين الذين يعملون عن بعد سيبدأ في التقلص ، ويستقر في النهاية عند 300% من مستويات ما قبل الجائحة كحد أدنى.
و بمعنى آخر ، فإن هذا يعني أنه مع وجود العديد من الأشخاص الذين يعملون عن بُعد على المدى الطويل ، ستحتاج الشركات إلى إعادة التفكير في ماهية تلك التجربة - ليس فقط من منظور التكنولوجيا والبيئة ولكن أيضاً من منظور القيادة وإدارة التغيير والنمو الوظيفي .