رواية ندوب من الماضي الجزء الثاني للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الحادي عشر
حاول ليون اللحاق بانجلينا لكن يد سيزار منعته قبل ان يقول بصوت قوي دعها بني، أظنك فعل ما يكفي ليوم واحد ايتها الساقطة الغبية صرخت صوفية وهي ترمق اولمبيا بنظرة احتقار ليون، الن تقول شيئا سالت اولمبيا بدهشة وهي تنظر الى وجهه والذي اصبح اسودا من شدة عصبيته، كان يضغط على فكه بقوه، لكي لا يمسك بها ويرمي بها من الشرفة المفتوحة.
نظر مارك الى ساعته، قبل ان يقول، بعد قليل ستأتي الممرضة لتجهيزك سيزار، هل هنالك ما تريد ان افسره قبل الجراحة لا قال سيزار بصوت منفعل، فلننتهي من هذا الوضع سريعا هذا كل ما اريده أومئ مارك برأسه. علامة على تفهمه قبل ان يخرج ليترك المجال للعائلة لكي تنفس عن غضبها. حاولت اولمبيا ان تمسك بيد ليون، لكنه أوقفها بإشارة من يده.
كانت هنالك غصة كبيرة تمنعه من الكلام، تذكر فجأة أن لوك قد ذهب في اثر زوجته، شتم بصوت مسموع قبل ان يخرج من الغرفة كالرعد، لوك كان قد حذره انه لن يتنازل عن ملاكه بعد ألان، وهو بما فعله قد قدم له انجلينا على طبق من ذهب. في كافتيريا المستشفى أخذت انجلينا رشفة من قهوتها المرة، وجلست تتأمل جهاز استدعائها بضيق. فجأة أحست بظل طويل من ورائها قبل أن يأتي صوت مألوف هل يمكنني الجلوس.
بالطبع ردت انجلينا بابتسامة باهتة قبل ان تعود لترشف من قهوتها بصمت هل انت بخير انجلينا سال لوك وهو يتأمل ملامحها الهادئة كانت ردة فعلها غريبة، حتى بالنسبة إليه يشعر وكأنه لم يعد يعرفها، الملاك الحساس الذي احبه في الماضي قد تبخر انجلينا التي امامه كانت شديدة الاختلاف، كانت غاضبة وحزينة واشد ما في الامر انها اصبحت غامضة يصعب التكهن بمشاعرها. انا في احسن احوالي ردت انجلينا دون ان تحاول النظر الى عينيه.
كانت مشاعرها متبلدة حاول لوك الكلام مجددا: اعلم كم هو صعب عليك. قاطعته انجلينا بهدوء ورفعت راسها لتتأمل تقاسيم وجهه المتوترة، كان يشبه أخاه بشكل كبير. ليس صعبا ردت انجلينا، على العكس انه امر بسيط ليون قرر ان يعيش حياة طبيعية وجد فتاة تحبه، خطبها وهي حامل هذا ليس صعبا اعلم ان الجميع سعيد من اجله لا مستحيل قال لوك مقاطعا. في تلك اللحظة علا رنين جهاز استدعاء انجلينا، نظرت الى الرقم قبل ان تنهض من على كرسيها.
لكني لست سعيدة من اجله، ولا أتمنى له الخير. تنهدت محاولة التخفيف من المها قبل ان تقول: علي الذهاب عملية والدك ستبدأ بعد قليل، تمنى له الحظ. اوه نسيت انت لا تؤمن بالحظ لا قال لوشياس. لكنني اؤمن بك. رحلت انجلينا وتركت لوك جالسا في مكانه يفكر بصمت، وضع أصابعه في شعره وشد عليه بقوة، كانت مهمة استعادتها اصعب بكثير مما كان يتصور. في غرفة العمليات،.
وقفت انجلينا لترتدي رداء الجراحة بعقل شارد، حتى انها لم تشعر باقتراب مارك والذي اخد الشريطين من يديها المتوترتين ليعقدهما بمهارة، نظرت انجلينا اليه بامتنان وشكرته بعبارة يتيمة اقترب اندرياس من طاولة العمليات حيث كان ممرضان، يهتمان بوضع سيزار على الطاولة، اقترب مارك منه واعطاه نظرة تشجيع قبل ان يامر ببذا عملية التخدير.
هيا لنلوث يدينا بالقليل من الدماء قال اندرياس محاولا التخفيف من الثوتر الذي سيطر على الغرفة بالتاكيد رد مارك قبل ان ياخد مشرط الجراحة ويبدا بعمل شق واسع، امام نظرات انجلينا المرتعبة ما كان علي الحضور، قالت انجلينا بهمس بالعكس، انها تقنية جديدة، من المستحيل عليك اهدار فرصة مماثلة.
كانت العملية صعبة للغاية، حتى ان مارك رفض أي مساعدة من اندرياس، كان الوضع دقيقا للغاية، تصببت قطرات من العرق على جبين مارك، بينما ظلت انجلينا تراقب وهي تضغط على شفتيها بعصبية بالغة. اللعنة شتم مارك من بين اسنانه يا الهي ما كل هذا قال اندي وهو ينظر الى قلب سيزار انه لم يعد قلبا.
للاسف اجاب مارك وهو يحاول وضع رقعة جديدة على القلب المهترئ، انها مجرد عضلة مخربة وعديمة الفائدة، وضع عقدة اخرى قبل ان ينفجر الدم بغزارة ليغطي كلا من اندرياس وانجلينا، ارتفعت اصوات الاجهزة منذرة بالخطر مارك صرخت انجلينا وهي تنظر الى المؤشرات الحيوية لسيزار والتي انخفضت سريعا. كان مارك يبحث عن مصدر النزيف وهو يحرك قلب سيزار بيديه في كل الاتجاهات مارك ما الذي تفعله سالت انجلينا برعب.
فجاة عادت مؤشرات سيزار للارتفاع بنفس السرعة التي انخفظت بها، مسببة لانجلينا شعورا بالذهول اهدئي انجلينا، قال مارك بعصبية انها مجرد دماء، لا اظنك كنت تنتظرين هدية حين فتحنا صدر سيزار. تصور قال اندرياس بسخرية وهو يمد له مجموعة من المناشف المعقمة كان هادئا عكس انجلينا والتي كانت يداها ترتعش رغما عنها، علق اندرياس على ذلك بمكر.
او تعلمين شيئا انجلينا ايادي الجراحين باردة وثابتة، اما يدك فهي تتحرك كنابض سرير قديم. رمقته انجلينا بنظرة قاتلة حاولت الرد، لكن مارك اجابه مازحا. ليست افضل من يديك حين كنت طبيبا مقيما، اظن ان هذا كان تعليقي يومها على ادائك، انفجر مارك من الضحك وابتسمت انجلينا في وجه اندرياس بتشفي قبل ان تعود الى متابعة العملية لتتامل يدي مارك الخبيرتين واللتان كانتا تعملان بدقة.
مرت ساعتان من العمل، قبل ان يقرر مارك ان قلب سيزار، لم يعد صالحا بالمرة هل سنغلق الجرح. للاسف نعم، الاشعة المقطعية لم تظهر كل الحقيقة، كنا ننظر الى جبل جليدي فوق الماء، لم نرى سوى قمته ما الذي سنفعله الان سال اندرياس بارتباك، انت لا ترجح ان نتركه يموت قطعا لا اجاب مارك بحدة، سنطالب بوضعه على راس قائمة الزرع، وانا سارحل الليلة الى نيويورك لاباشر ذلك بنفسي ماذا سالت انجلينا، هل ستترك سيزار وحيدا.
تنفس مارك بعمق قبل ان يزيل قفازيه ويرمي بهما، لا هنالك اندرياس، وانت انجلينا، على العموم لن اغيب لفترة طويلة خرج مارك من غرفة العمليات يتبعه اندرياس وانجلينا ليفاجئوا بالعائلة مجتمعة تنتظرهم بقلق. قبل ساعات: كان ليون يبحث عن انجلينا في اروقة المستشفى كالمجنون، توجه الى الكافتيريا، كان لوك جالسا يتامل الفراغ. اقترب منه قبل ان يقول: اين هي سال بحدة رفع لوك حاجبة بسخرية.
اولمبيا، لا اعلم لقد رايتها معك اخر مرة لا تتحاذق لوشياس أي هي زوجتي ضحك لوك حتى بانت غمازته قبل ان ينهظ ليصبح بمحاذات اخيه ويقول الا تخجل من نفسك، أأنت دائما بهذه الحقارة ليون، تحضر اولمبيا معك لتتبجح بانها حامل، ثم تاتي لتسالني عن انجلينا حياتي الشخصية لا تعنيك في شيء لوك انت محق في هذا اخي، يمكنك الذهاب الى الجحيم، لكن على عكسك انجلينا تهمني كثيرا وساسعى بكل ما اوتيت من قوة للاستعيد حبها.
اوه حقا، اجاب ليون وقد تحولت نظراته الغاضبة الى نظرة مبهمة سنرى كيف ستتمكن من الحصول على زوجتي وانت وراء القضبان رمى ليون تصريحه الغريب في وجهه، ورحل من المكان تاركا لوشياس في حيرة كبيرة. وقفت انجلينا بعيدة عن مارك واندرياس واللذان تكلفا باعلام العائلة بوضع سيزار الصحي. انهمرت دموع غزيرة من عيني صوفية وانتحبت بصوت مسموع بين ذراعي لوك والذي كان يتامل انجلينا بردائها والذي غطته دماء والده بغزارة.
استجمعت انجلينا ما بقي من شجاعتها لتقترب من صوفية وتقول لا داعي للبكاء حبيبتي، زراعة القلب ليست بالسوء الذي تظنينه، حالما يجد مارك قلبا لوالدك سيعود ويصبح افضل. رفعت صوفية عينيها لانجلينا بنظرة رجاء لن ترحلي الان انجلينا اليس كذلك. تنفست انجلينا بقوة قبل ان تقول سابقى لحين شفاء والدك الكامل ابتسمت صوفية لانجي من بين دموعها. لم تكن انجلينا لترفض لصوفية طلبا، صوفية التي وقفت الى جانبها لسنوات.
ليون كان غارقا في الحديث مع مارك تاملت فكه المشدود ويديه اللتان كانتا تتحركان بعصبية، انتبهت اخيرا الى ديمتريوس الواقف في الزاوية وحيدا. اتجهت نحوه في طريقها الى الخارج، وقالت بصوت واثق سينجو اعلم ذلك رد ديم بهدوء غريب، انه وغد قوي ابتسمت انجلينا بضعف قبل ان تضع يدها على كتفه، لا تبدو بحال جيدة ديم، ربما عليك ان ترتاح قليلا انت من يحتاج الى الاهتمام بنفسه انجلينا اجاب ديم.
كفي عن الاهتمام بالاخرين قال وهو ينظر الى الهالات السوداء والتي تكونت تحت عينيها، كانت شاحبة ومتعبة. انا بخير ردت انجلينا ببرود قبل ان تتركه، تحتاح الى حمام دافئ والكثير من النوم.
لم تنتبه انجلينا الى النظرات الحانقة و التي كانت مصوبة نحوهما، دفعت الباب الرئيسي ومنه الى خارج اسوار المستشفى، اخذت هاتفها النقال من حقيبتها الرياضية واتصلت بمارتا لتركب السيارة متجهة نحو مقر شركات اورليوس حيث تنتظرها طائرة مروحية. فور رحيلها عاد ديميتريوس للوجوم، كان يتامل لوك بينما سرح عقله بعيدا يحاول ايجاد تفسير مقنع يجعله يختلس منهم، لم يكن هنالك سبب مقنع في النهاية.
زفر بعنف، قبل ان ينسحب نحو الكافتيريا، اختار مكانا بعيدا وانزوى يتامل قهوته السوداء. كان لوك وليون الوحيدين اللذان بقيا ليستمعا باهتمام لمارك والذي كان يشرح لهما سبب انهيار حالة والدهما السريعة لماذا لم تفكروا في الزرع من قبل سال ليون حانقا حرك مارك حاجبه بانهداش والدك على قائمة الزرع منذ سنوات، الم يخبرك تحولت نظرة ليون الى صدمة كبيرة قبل ان يقول بصوت متوتر لا، اخشى انني لم اكن على علم بذلك.
حالة والدك ساءت بشكل كبير مما يجعله على الان عل راس القائمة والمستفيد الاول من أي قلب متوفر، ليست سوى مسالة ساعات قليلة قبل ان يجدو له قلبا. ولماذا سترحل اذا كانت المسالة، مسالة ساعات سال ليون باستغراب لانني لا اثق بانهم قادرون على الحفاظ عليه بالشكل الذي اريده امسكت كانديس والتي كانت تنصت باهتمام بيد مارك لا اريده ان افقده لا داعي للقلق سيدة اورليوس، سافعل ما في وسعي.
حالما رحل مارك، اخد ليون هاتفه واتصل بهاتف انجلينا، حاول مرات عديدة دون جدوى قبل ان يتصل بحارسه الشخصي والذي اعلمه بمغادرتها الى الجزيرة، اقفل ليون هاتفه وعاد الى جانب والدته ليهمس في اذنها بكلمات قليلة قبل ان يرحل مسرعا. في قصر اورليوس كانت مارتا قبل وقت قصير وبمساعدة العديد من الخدم قد حولت كل متعلقات انجلينا الى جناحها القديم، الجناح الذي سجنها لشهور طويلة منذ سنوات.
دخلت انجلينا الجناح، ذهلت لانه اصبح مختلفا، ظنت لوهلة انه ليس جناحها، سرير مختلف واثاث جديد حتى زخارف السقف واطارات الشرفة قد تغيرت. ذلفت انجلينا الى الداخل ومنه الى الحمام، كان الحمام بدوره قد تغير، تحولت جدرانه الزرقاء كما تتذكرها الى اخرى باللون الكريمي تتخللها الوان ذهبية مشرقة.
الهذه الدرجة اهتم ليون بتغيير كل ذكرى، لكن الذكرى كانت بقلبها، تحتاج فقط الى اغلاق عينيها ليعصف بها الالم، هي حتى لاتحتاج الى ذكريات، ليون سدد لها صفعة قوية من جديد. خبر اولمبيا كان صفعة لكرامتها وسببا جديدا لتتشبث بقرارها في الانفصال. اغراها منظر الحمام الرائع، خلعت انجلينا ملابسها المتسخة والتي لم تجد وقتا لتغييرها، وارتمت تحت شلال المياه الدافئة لتبعث الراحة في جسدها المتصلب والمتعب.
استمرت المياه تنزل على جسدها وتبعث فيها الراحة، انسابت دموعها غزيرة على وجنتيها فجاة شعرت انجلينا بان الاشياء اصبحت ضبابية، حاولت ان تتشبث بالمقبض امامها، لكن جسدها خانها وسقطت في الحمام غائبة عن الوعي، بينما المياه تتساقط على جسدها المسجى بغزارة.
بعد ساعة وصل ليون الى القصر وارتقى الدرج سريعا نحو جناحه، فتح الباب بقوة، لكنها لم تكن هناك، بحث عنها في الحمام في غرفة تبديل الملابس، ولدهشته الكبيرة حين لاحظ ان ملابس انجلينا قد اختفت. للحظة احس بالم كبير يعصر صدره، هل رحلت قال ليون بذهول، يشعر بان قدماه تخذلانه، جلس لبرهة على الاريكة الموضوعة بجانبه تنفس محاولا ادخال الهواء باستماته. قبل ان ينهض بقوة ويخرج للبحث عن مارثا اين هي سال ليون بثورة غضب.
من سيدي انجلينا ومن غيرها سكتت مارتا محاولة ايجاد كلمات مناسبة، فليون كان ثائرا وهي الادرى بثورته والتي لم يكن يحمد عقباها منذ الصغر لقد فضلت العودة الى جناحها القديم بني. افترت اسارير ليون وهدات ثورة غضبه والتي كانت تضفي على تقاسيم وجهه معالم شيطانية، قبل ان يزفر بارتياح هل هي هناك الان. اومات مارتا براسها ايجابا قبلل ان تعود لعملها.
تامل ليون الطبق الذي كانت مارتا تحضره، كان عبارة عن خبز محمص بطريقة فرنسية، ابتسم للذكرى فانجلينا لطالما احبته وصنعته له في شهر عسلهما. ربما قد تقدمين لي صحنا بعد قليل قال ليون وعلى وجهه بوادر ابتسامة بالطبع بني، هل ستشارك انجلينا الفطور اظن ذلك قال ليون قبل ان يبتعد بخطوات واسعة نحو جناح انجلينا، عليهما التحدث ولديهما الكثير ليوضحاه. في المستشفى وبالتحديد في غرفة الاشعة.
كان مارك ينظر الى اشعة سيزار باهتمام فاجئه اندرياس من ورائه وهو يقول هل اتصلوا ليس بعد رد مارك دون ان يدير راسه، اخذ هاتفه من معطفه الطبي واتصل بريتشارد للمرة العاشرة، تبا لك ريتشارد شتم مارك من بين اسنانه. في كافتيريا المستشفى كان الاخوة الاعداء جالسين كل بعالمه الخاص، صوفية الى جانب لوك وديمتريوس وحيدا ينظر صوبهما بعقل شارد.
بماذا تفكر الان ايها الحقير، جز لوك على اسنانه وهو يتامل ديم بحقد بالغ، هذا الاخير كان غائب الذهن يحاول ترتيب الاوراق امامه، يحاول ان يجد طريقة لمعرفة سبب تورط لوك في اختلاس كبير كالذي اكتشفه. هل يا ترى يكون لوك بمثل تلك الخسة، اهناك وجه اخر لابن عمه لم يعرف بوجوده من يدري، اخرجه صوت هاتفه النقال من تاملاته، نظر الى الشاشة قبل ان يقفل الخط من جديد.
كانت بريانا تحاول منذ الامس الاتصال به، لكنه لم يكن ابدا في مزاج ليرد على اتصلاتها، منذ عودته الى اليونان يشعر ان قلبه يخفق لها من جديد، للملاك الذي عذب ايامه لسنوات طويلة. اللعنة علي شتم ديمتريوس قبل ان ينهض من على الكرسي بقوة ويرحل من الكافتيريا ومن المستشفى باسرها، ما كان علي العودة الى هنا، انجلينا اتوسل اليك ابتعدي عن تفكيري. في قصر اورليوس.
طرق ليون جناح انجلينا لمدة طويلة قبل ان يقرر الدخول كانت الغرفة تسبح في الظلام، ظن لوهلة انها قد غادرت، لكن حقيبتها الملقاة على الصوفا بإهمال الى جانب حذائها ينبئان بالعكس. انصت الى صوت المياه الاتية من الحمام، ابتسم بطفولية قبل ان يجلس على جانب السرير، كان يحب ثورتها الصغيرة حين تتحول ملامحها الملائكية الى الحنق ويتجعد انفها المنمش الصغير. انتظر لدقائق طويلة قبل ان يطرق باب الحمام دون جدوى.
شعر ليون بصدره ينقبض فجاة، فتح باب وتسمر في مكانه من الصدمة. انجلينا صرخ برعب قبل ان يقترب من الجسد العاري والمسجى تحت شلال المياه المتدفقة رفعها ليقربها الى صدره غير عابئ بالمياه التي تبلله محركا راسها لتستيقظ دون جدوى مشاعر غريبة ومؤلمة تعصف بقلبه، انجلينا مسجاة دون حياة بين ذراعيه للمرة الثانية لا لن اتحمل، انجلينا ماذا فعلت بي لا انجي أجيبيني حبا بالله.
نزلت دموع صامتة على وجه ليون وهو يحرك رأسها المتكئ على كتفه باستسلام.
رواية ندوب من الماضي الجزء الثاني للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الثاني عشر
فتحت انجلينا عينيها بتثاقل، تتأمل ديكور الغرفة الغريب، قبل ان تنتفض بهلع.
كيف وصلت الى هنا، اخر ما تتذكره انها كانت في الحمام قبل ان يحيطها الظلام من كل جانب، رفعت راسها تتامل ما حولها فاجئها ليون والذي كان واقفا في اخر الغرفة يكلم الطبيب، كان قد غير بدلته الرسمية الى جينز ازرق وقميص صوفي بلون رمادي اضفى عليه وسامة لا تقاوم، اشاحت انجلينا بعينيها محاولة التهدئة من اعصابها، انت بالم حين حاولت النهوض، انتبه ليون الى استيقاظها واقترب منها بلهفة.
حبيبتي هل انت بخير، امسك بيدها محاولا الاطمئنان عليها لكنها ابعدته عنها بحركة مشمئزة كم من مرة يجب علي ان اقولها ليون، لا اسمح لك ابدا بلمسي ابعد ليون يده التي كانت تمسك بها وعاد يتاملها وقد علت عيناه نظرات قلق هل انت بخير في احسن احوالي اجابت انجلينا، قبل ان تسال بحذر كيف وصلت الى هنا سكت ليون قليلا، كان يعرف انها ستنتفض بقوة حالما يخبرها لقد وجدتك ملقاة على ارضية الحمام فاقدة للوعي و.
فتحت انجلينا عينيها غير مصدقة، قبل ان تضع يدها على صدرها اتقول انك دخلت حمامي ليون يا الهي انجي اهذا كل ما تفكرين به، انت زوجتي لا داعي لكل هذا التوتر انا لست زوجتك ابدا قالت انجلينا قبل ان يباغثها الصداع بقوة. اقترب الطبيب منها وهو ينظر الى وجهها الذي علاه الالم هل انت بخير سيدة اورليوس، هل تشعرين بتوعك انا بخير ردت انجلينا محاولة النهوض، امسك ليون بها و اعادها الى السرير بقوة ما الذي تظنين انك ستفعلين.
ساعود الى المستشفى قالت انجلينا ببراءة، علي ان اخد اول مناوبة لاترك لاندرياس فرصة للراحة مستحيل قال ليون ستبقين في السرير الى ان تتحسني كليا كان الطبيب ينظر الى وجه انجلينا الشاحب بقلق قبل ان يقول سيدة اورليوس منذ متى وانت تشعرين بالاغماء وضعت انجلينا يدها في شعرها بعصبية، قبل ان تقول لا اعلم ربما تكون ثاني مرة، لكنه ليس بالامر المهم. ابعدت يدا ليون عنها بقسوة قبل ان تنهض نحو غرفة تغيير الملابس.
والان اعذروني، لدي عمل يجب ان اقوم به تركت انجلينا الغرفة وتكلف ليون بمكالمة الطبيب والذي حذر ليون من مغبة تجاهل اغماء انجلينا المتكرر سنقوم باللازم دكتور لا تقلق. عادت انجلينا الى الغرفة لتفاجئ بليون جالسا ينتظرها انتعلت حذائها الرياضي متجاهلة وجوده، حاولت الخروج لكن صوته القوي اوقفها انجلينا علينا التحدث رفعت انجلينا حاجبها في استنكار عفوا. وعن أي شيء تريد الحديث ياترى.
زفر ليون محاولا التخفيف من عصبيته، كان بطبيعته باردا في حياته لم يتمكن احد يوما من فرض السيطرة الغريبة التي تمارسها انجلينا عليه، كانت تخرج كل الشياطين الكامنة في اعماقه. انت تعرفين عن ماذا اريد التحدث لا قالت انجلينا بصوت قاطع.
اسمعيني قال وهو يمسك ذراعيها ليجعلها تنظر الى عينيه، كان اطول منها بكثير، رفع راسها بالقوة، تاملت تلك التقاسيم التي لطالما هامت بها عشقا، فرت دمعة يتيمة من بين رموشها الكثيفة رغما عنها. مسح ليون الدمعة بطرف اصبعه بحنان. لا تبكي انجي، لا تبكي لانك كل ما يهم بالنسبة لي احقا ردت انجلينا بسخرية، تصريح غريب بنسبة للوالد المنتظر سقطت يدا ليون اللتان كانتا تمسكان بهاو اشاح بوجه عنها، قبل ان يقول.
انه غلطة انجلينا، الا تفهمين كنا منفصلين، كنت اريد الابتعاد عنك. كنت اريد البدا من جديد حسنا مبروك لقد تمكنت من ذلك وبجدارة قالت انجلينا ببرود، الان ليس علينا سوى توقيع اوراق الطلاق وتصبح رجلا حرا. لا قال ليون بثورة غضب انت زوجتي سكت قليلا قبل ان يعود لتاملها انا احبك انجلينا. ابتسمت انجلينا بسخرية ظاهرة، اتدري شيئا ليون يقولون ان كل خيانة اولها حب.
استغلت انجلينا الصدمة التي علت وجه ليون، وابتعدت عنه لتغادر الغرفة والقصر صوب المستشفى حيث كان مارك في انتظارها، عليها ان تقوم بالفحوصات هي ليست جبانة ولاتريد الاختباء مرة اخرى. في غرفة المناويبين كان اندرياس ياخد اخر تعليماته حول حالة سيزار من مارك والذي كان في عجلة من امره لم تاتي بعد قال مارك بعصبية ظاهرة وهو ينظر الى ساعته بقلة صبر ظاهر، طائرتي ستقلع بعد اقل من ساعتين يجب ان اكون في المطار الان.
لاداعي للقلق رد اندرياس محاول طمأنته، لقد ذهبت لتاخد قسطا من الراحة وستعود لا اظن ذلك قال مارك بشك في تلك اللحظة فتح الباب وظهرت انجلينا بوجهها الشاحب الخالي من أي مساحيق تجميل ارتسمت الدهشة على وجه مارك وهو يرمقها بنظرات مستفسرة انجلينا هلا اخبرتني اين اختفيت كل هذا الوقت القت انجلينا بحقيبتها الرياضية على السرير الابيض الصغير بمقابلها قبل ان تقترب من الشخصين اللذان كانا يرمقانها باهتمام بالغ.
لا عليك مارك انا بخير، افضل منك على ما يبدو وهي تتامل هالاته السوداء وافضل مني ايضا ايتها الشيطانة الصغيرة، عللق اندرياس بتهكم انتبهت انجلينا الى التاخير الذي منع اندرياس من اخذ قسط من الراحة كان في امس الحاجة اليه، فوجه الاخير كان شاحبا رغم النظرة المتعالية التي لا تفارق وجهه، اظن حان وقتي لابدأ المناوبة، يمكنك ان ترتاح الان صحيح رد اندرياس وهو يفتح الباب ويقول، اظنني احتاج الى حمام دافئ قبل كل شيء.
اقفل اندرياس الباب تاركا لمارك وانجلينا الحرية في اتمام حوارهما. اقترب مارك من انجلينا، وامسك بيديها اللتان كانتا ترتعشان رغم محاولتها المستميتة للسيطرة عليهما. مابك انجلينا، سال مارك باهتمام صادق وهو يرفع وجهها لتقابل بحر عينيه اللتان تشعان بالف سؤال تنهدت انجلينا مخرجة اهة من الالم والتعب النفسي الذي يسيطر على جسدها هل السبب ليون سأل مارك بتشكك وعلامات الغيرة واضحة عليه.
ولكن لصدمته ردت انجلينا بدون مقدمات مارك، لقد عاد المرض من جديد ماذا! صرخ مارك دون شعور ما الذي تقولينه. ماذا تقصدين لا مستحيل، مستحيل فاجئتها عصبيته الكبيرة، فلم تستطع سوى الايماء برأسها تاكيدا لم اقم بالفحوصات بعد مارك، لكن الاعراض قد عادت منذ فترة، تنفست بعمق قبل ان تقترب من الطاولة امامها وتجلس على اول كرسي تدعم به جسدها المنهك.
لم اكن لاصدق ان المرض قد يعود، لو كان احدهم اخبرني قبل ظهور ليون مجددا في حياتي لظننت الامر مجرد مزحة سمجة لكنها الحقيقة مارك، وانا اشعر بالتعب. يا الهي ولداي قالت انجلينا وقد فقدت كل احساس بالاتزان، فكرة انها قد ترحل عن الولدين الى الابد، اوان يكونا مجبرين على رؤيتها في تلك الحالة المزرية اصابتها بالكمد.
امسك مارك يدها وجلس بمقابلها وهويقول: انجي حبيبتي، اسمعيني نحن لن نقلق قبل ان يكون هنالك سبب مقنع لذلك، سنقوم بالفحوصات مفهوم، ضغط على يدها بقوة وهو يعيد سؤاله سنقوم بالفحوصات اللازمة، واذا ما قدر لنا ان نخوض التجربة مجددا سنخوضها انجي وستتحدين المرض من جديد، لكن هذه المرة لن تكوني وحيدة، سأكون بقربك ولن اتركك مطلقا. اتعدني قالت انجلينا وقد امتلات عيناها بالدموع بالطبع انجي، بالطبع رد مارك مؤكدا.
انبتهت انجلينا اخيرا الى ان مارك كان قد غير ملابس المستشفى ضربت جبينها بخفة مبعدة خصلات شقراء منسدلة على وجهها المحمر من اثر البكاء. لابد ان طائرتك قد اقعلت الان، لا عليك قال مارك بابتسامة شاحبة، ربما سأتصل بالمستشفى واطلب منهم احضار القلب، ولاداعي لذهابي اووه لا، ارجوك لاتفعل، يجب عليك الذهاب قالت انجلينا، وضع سيزار حرج للغاية، لايمكننا ان نفقده نظر مارك الى ساعته بقلق قبل ان ينهض.
هل انت متاكدة من انك ستكونين بخير، لن اغيب اكثر من 72 ساعة، لا تقلق مارك ساكون على مايرام، عليك الرحيل الان اذا كنت لاتريد ان تفوتك الرحلة طبع مارك قبلة رقيقة على وجنتها المخملية قبل ان ياخد حقيبته المعدة سلفا ساتصل بك حالما اصل في رعاية الله قالت انجلينا قبل ان تنهض من مكانها، مناوبتها الليلة قد بدأت وعليها الذهاب.
عاد ديمتريوس الى الفيلا، بعد ان هام لساعات في الشوارع على غير هدى، كان مشوشا بدرجة كبيرة، يحاول ان يجمع خيوط المؤامرة التي تحاك بدقة حول رقبة لوشياس. هل هو فعلا مخطئ في تكهناته ايكون ابن عمه وراء كل الاختلاسات لكن لا مستحيل صرخ ديم وهو يركل الطاولة المنخفضة امامه، انتبه اخيرا من هواجسه على وقع خطوات بريانا التي كانت تنزل السلم الرخامي وقرقعة حذائها العالي يمزق سكون الليل.
اقتربت بريانا من حيث كان يجلس في الظلام وحيدا، حاولت ان تنير الضوء القريب منه، لكنه يده امتدت لتمنعها وبنبرة امرة وهو يزيح يدها اتركيه اين كنت سالت بريانا بعصبية، لقد احرقت هاتفك باتصالاتي ولامن رد بريانا صرخ ديم بقسوة جعلت فرائص السمراء الفاتنة ترتعش، وبصوت كالفحيح منذ متى سمحت لك بان تتدخلي في خصوصياتي او تسمحي لنفسك بمحاسبتي توترت قسماتها وارتعش فكها بخوف وهي تقول: ديم انا...
يكفي قال ديمتريوس بقسوة بالغة، قبل ان يخرج من جيب سترته الفاخرة علبة مخملية جميلة وضعها على الطاولة بعدم اكثرات ما هذا ديمتريوس سالت بريانا وقلبها يخفق بجنون مارايك قال ديم. فتحت بريانا العلبة المخملية وشهقت باعجاب وهي تتامل السوار الماسي ولمعانه في الظلام و الذي لابد وانه كلفه ثروة صغيرة. انه نظير خدماتك الرائعة طوال فترة علاقتنا.
تحولت نظرات الشابة من السعادة الى الكدر الشديد، وهي تقول ديمتريوس لا يمكنك فعل هذا بي اظنني قد فعلت للتو رد ديم بنفس الصوت البارد المتهكم، لم اعدك يوما باي شيء بريانا، علاقتنا كانت واضحة منذ البداية لا مستقبل وانت وافقت، لكن اخرس باقي كلماتها في حلقها وهو يقول ستجدين سبيريتوس مستعدا لان يقلك في أي وقت تريدين.
اقترب منها وسط ذهولها الشديد ولثم يدها الباردة بلياقة، قبل ان يبتعد صاعدا الدرج وتاركا بريانا في صدمة مهولة. في قصر اورليوس بعد عودة انجلينا الى المستشفى رغم اعتراضه الشديد، دخل ليون مكتبه ليفاجئ بلوك مغمض العينين، شبه نائم على الاريكة الجلدية الكبيرة، كان شاردا في افكاره حتى انه لم يشعر بدخول اخيه. اقترب ليون من حيث جلس لوك قبل ان يضع يده السمراء على كتفه، هل انت بخير لوشياس.
انتفض لوك على نبرة الصوت القوية قبل ان يرفع عينيه المشعتين ببريق غريب ويواجه اخاه الاكبر بنظرات غامضة لم اكن افضل حالا من اليوم اخي زفر ليون بقوة، قبل ان يجلس ويتخلل شعره الاسود اللامع بقوة علامة على العصبية المكبوته التي يسيطر عليها، كان يعلم ما الذي سيقوله لوك، ولم يكن مستعدا للدفاع عن ما فعله، حتى امام نفسه،.
انتظر لدقائق مستعدا لهجوم اخيه، لكن الاخير بقي صامتا اشعل سيجارته واخد نفسا عميقا قبل ان يعود الى تاملاته وكأن ليون غير موجود. زفر ليون بحدة قبل ان يقول لوك هناك ما يجب ان اخبرك به ارتفع حاجب لوشياس بسخرية وهو ينظر الى اخيه والذي اصبح وجهه كقوس مشدود الديك المزيد لتقوله ليون رد لوك بتهكم واضح، ظنت انك قد قلت و فعلت ما يكفي. قاطعه ليون بحزم وهو يقول انجلينا. انه بخصوص انجلينا اظن ان المرض قد عاد.
انتفض لوك وكان حية قد لدغته، اتسعت عيناه وهو ينظر الى اخيه غير مصدق قبل ان يصرخ بجنون ويهب واقفا مستحيل اتفهم مستحيل ان يعود المرض كان ليون يجز على اسنانه بقوة، لاول مرة في حياته يقف عاجزا عن التصرف. انها الحقيقة اخي، اخد ليون سيجارة من على النضد امامه قبل ان يشعلها ويسحب نفسا عميقا يحرق به رأتيه و يقول بمرارة.
هي ترفض اجراء أي تحليل، وانا غير قادر على اجبارها، رفع رأسه بعد ان كان ينظر الى الارض بتجهم. واتجهت عيناه الى اخيه الذي كان يغلي من الغضب لكن انت تستطيع، اين هي الان، سال لوك بجفاء لقد عادت الى المستشفى لم يترك لوك له الوقت لقول المزيد. خرج من المكتب كالسهم. تاركا ليون ينظر الى الفراغ بعيني زائغتين. في مكان اخر من عالم تحديدا مكاتب اورليوس بنيويورك.
لاداعي للقلق عمي الامور تحت السيطرة، كانت عينا باتريك تضيقان بغضب الا انه حافظ على بروده وهو يجيب المتصل والذي كان يصرخ بغضب اخيرا اغلق الهاتف ورماه بلامبالاة على المكتب قبل ان يعيد اهتمامه الى شاشة حاسوبه وهو يشتم بلغته الأم. في المستشفى.
فتحت انجلينا الباب الزجاجي للغرفة حيث يرقد سيزار بوجهه الشاحب، بينما احاطت به الاجهزة التي تصدر طنينا مزعجا اعادها دون وعي الى الشهور التي قضتها حبيسة المستشفى قبل ولادة اندرياس. يا الهي ضغطت على قبضتيها بقوه قبل ان تاخد نفسا عميقا، تاكدت من ان حالة سيزار مستقرة قبل ان تتخد قرارها وتذهب للقيام بالتحليل.
دلفت غرفة المنوابة بهدوء محاولة عدم ايقاظ اندرياس والذي كان يغط في نوم عميق، وضعت الادوات التي استعارتها من مخزن الادوية وجلست على الكرسي بهدوء تام. كانت تحاول سحب الدم من ذراعها لكن اظطرابها وارتعاش يديها جعل المهمة شبه مستحيلة، قفزت من الرعب وهي تسمع صوت اندرياس والذي فتح عينيه بتتاقل بحق السماء ما الذي تفعلينه بنفسك الان ارتعبت انجلينا من الصوت قبل ان تقول بصوت خرج مخنوقا ومرتعبا.
كنت احاول ان اسحب عينة من الدم، لكن للاسف اضافة بحسرة اظن انني غير قادرة على ذلك هذا واضح تماما قال اندرياس وهو يقترب منها ويتأمل ذراعها والذي كان محتقنا من محاولاتها الفاشلة دعيني افعل قال اندرياس وهو ياخد الحقنة من يدها ويدخلها بمهارة يحسد عليها. سحب العينة من ذراعها قبل ان يقول في المرة المقبلة حاولي ان تجدي ممرضة لذلك هذا ليس عمل جراحين. ابتسمت له بعرفان قبل ان تنهض متجهة نحو المعمل لتحليلها.
فجاة دوى رنين جهاز استدعاء اندرياس تلاه جهازها انه سيزار قال اندرياس بقلق قبل ان يرتدي معطفه الطبي سريعا ويركض نحو العناية المركزة تتبعه انجلينا راكضة ما الذي يحصل هنا صرخ اندرياس بجنون وهو ينظر الى فريق الممرضين بجانب طبيبة متدربة والتي كانت تحاول صعق سيزار بحق السماء ما الذين تفعلونه لقد توقف قلبه دكتور كنا نحاول انعاشه.
ووجدت ان افضل طريقة لفعل ذلك هي ان تصعقيه. اذا فل نعطيه 5 ميلغرامات من الفرابميل قالت مخاطبة الممرضة توقفي حالا صرخ اندرياس بغضب أي كلية حقيرة سمحت لك بمزاولة الطب. لو كنت تعرفين القواعد البسيطة لعلمتي ان الفرابميل سيزيد من سوء حالته ايتها الغبية. اعطيني 100 ملغرامات من الليدوكين صرخت انجلينا وهي تبعد الطبيبة لتسمح لاندرياس بالاقتراب اكثر.
ارحلي من هنا صرخ اندرياس وهو يقترب ليحقن سيزار ويمسك بذراعه الى ان سرى مفعول الدواء. لتعود اشارات سيزار الى الاستقرار مجددا يا الهي امسكت انجلينا بقلبها بخوف، ما كان علي تركه بمفرده صوفية لن تسامحني ابدا قالت انجلينا برعب. لا داعي لكل هذا انجلينا حالته قد عادت للاستقرار. حرجة لكن على الاقل مستقرة، اتريدين الذهاب لاخبار صوفية وكانديس بذلك، . دعيني اراقبه واذهبي،.
لا هما لا تريدان سماع ذلك مني، كل ما تريدانه هو ان تعلما انني اتفهم خوفهما ولا يمكنني فعل ذلك الان لانني خائفة بما يكفي. اخذت انجلينا نفسا عميقا قبل ان تقول لقد كنت خائفة حين توقف قلبه، خائفة الان وقد عادت حالته للاستقرار. خائفة ان امر بمعمل التحليل وانا اعرف النتيجة مسبقا، انا خائفة طوال الوقت قالت انجلينا باسى.
دعيني اساعدك قال اندرياس بتفهم وهو يمد يده اليها لتعطيه الانبوب الذي كانت تعصره في راحتها بقوة. ارخت انجلينا قبضتها لتسمح لاندرياس باخد الانبوب منها، ساقوم بتحليل عام. هل هذا يناسبك انجي. اومات انجلينا براسها غير قادرة على الكلام واتجهت صوب كرسي معد قرب سرير سيزار. جلست بمقابل الجسد المسجى وهي تتامله بحزن. لتهمس له بصوت غير مسموع، انا اسفة سيزار.
رواية ندوب من الماضي الجزء الثاني للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الثالث عشر
في الصالة الكبيرة لقصر اورليوس، جلست وهي تجيل بصرها في السقف محاولة ابعاد التوتر عنها، انتفضت بقوة لسماعها صوت ليون الحاد، ما الذي تفعلينه هنا سأل ليون بقسوة ليون ما الذي تعنيه بسؤالك، المفروض انني خطيبتك، ويجب ان اكون بجانبك في مثل هذه الظروف. زفر ليون بملل وهو يقترب منها بخطوات متحفزة ليرد ببرود . سأقول بضع كلمات قد لا ترضيك، وأريدك ان تستمعي ولا تنطقي بأي كلمة مفهوم.
استمرت تنظر اليه بعينين ملائهما الرعب من الشخصية المرعبة والتي لم تعرف بوجودها من قبل. مفهوم صرخ ليون بعصبية تكورت الدموع في عينيها قبل ان تنساب بحرية على وجهها الناعم وهي تقترب منه لتدفن وجهها في صدره، ليون ما الذي حصل لك حبيبي لم تكن قاسيا يوما معي الى هذه الدرجة وانا لم اكن اظن انك مخادعة الى هذة الدرجة ايضا، قال وهو يبعدها عن صدره بخشونة.
باغتها اعترافه القوي، رفعت راسها باستنكار لتحدق للحقد الظاهر في عينيه. ليون بحق الله بماذا تهدي الان هل تظنين انني غبي، تأتين امام عائلتي متباهية بحملك وكأنها مناسبة سعيدة يجب الاحتفال بها وتسالين بماذا اهدي رد ليون بعصبية انتفضت وهي تنظر اليه بعدم تصديق ليون انت وعدتني. ، نحن كنا نخطط للزواج. كيف تظن انني خدعتك بحق السماء. اقترب ليون منها وامسك بذراعها بقسوة جعل جسدها النحيل يهتز.
فكرة تصنع البراءة ليس بالفكرة الجيدة الان يا الهي صرخت قبل ان تسقط على الاريكة وهي تجهش ببكاء مرير ما الذي تظنه بي الأن. زفر ليون بحنق و جز على اسنانه محاولا الحد من عصبيته، فهي في الاخير ليست الطرف الوحيد الملام على ما حصل. اقترب من حيث جلست وهي تنتفض في حالة هستيرية من البكاء. وقد رقت تقاسيم وجهه القاسية قليلا.
انا غاضب منك، لأنك قررت الحصول على طفل دون موافقتي، واعلم بانك لم تظني يوما ان الامور قد تتغير بيننا بهذه السرعة. يجب عليك ان تمنحيني الوقت لاستيعاب ما حصل هنا مفهوم؟
رفعت راسها بحزن وهي تقول. انا لم اخطط لاي من هذا ليون. ولكنه سيظهر. جزء صغير مني ومنك ينمو بداخلي وسيأتي الى الوجود قريبا. لذا كان علي اخبارك الان. ولا اعلم كم من الوقت ستحتاج لتستوعب الموضوع. لكنني اريدك معي. معنا قالت وهي تمسك بيده وتضعها على بطنها بحنان. هل انت معي ليون. ليون ظل هادئا لفترة قبل ان يقول انا معك، لكن يجب ان تمنحيني بعض الوقت لاسوي كل الامور العالقة.
ابتسمت من بين دموعها وطوقت رقبته بتملك وهي تقول لا تقلق حبيبي كل شيء سيكون على ما يرام، والدك سيتعافى ونحن سنكون سعيدين الى الابد اعدك. في المستشفى. كانت انجلينا مغمضة العينين تفكر بكل مجريات حياتها، انتبهت الى سيزار والذي كان يحاول الحراك، اهدا سيد سيزار، لا يجب ان تتحرك بالمرة كان يحاول ان يتكلم، رفعت انجلينا قناع الاوكسجين عنه، حتى تترك له فرصة للحديث. ما الذي حصل هنا انجلينا.
اطرقت انجلينا قليلا قبل ان تقول، لقد تعقدت العملية قليلا سيد سيزار، كان الضرر بالغا جدا. اذا سأموت اهذا ما تخبرينني به ايتها الصغيرة قال سيزار بنبرة طفا عليها المرح والذي لم يكن مناسبا للوضع. لا سيزار لن تموت قالت انجلينا بجدية وهي تاخد سماعتها الطبية لتفحصه هيا انجلينا مازحيني قليلا، هذا اقل طلب لرجل على مشارف الموت وانا اقول بانك لن تموت سيزار على الاقل حتى تفي ديونك لي، قالت انجلينا بشبه ابتسامة.
امسكت يد سيزار الباردة كالثلج يدها وهو يقول سامحيني يا ابنتي لقد قسوت عليك كثيرا في الماضي، لكن لو تعلمين السبب ربما كنت عذرتني. لا داعي للاعتذار سيزار، لقد سامحتك بالفعل هنالك شيء يجب ان تعرفيه قال وهو يحاول ان يلتقط انفاسه بصعوبة بالتاكيد لكن ليس الان.
قالت انجلينا وهي تعيد قناع الاوكسجين على وجهه، الان عليك ان تتنفس بعمق وتفكر بالقلب الجديد ولا شيء اخر مفهوم. أومئ سيزار براسه موافقا، كان يريد اخبارها بكل الحقيقة لكنها لم تسمح له. فتح الباب الزجاجي في هذه اللحظة وظهر اندرياس، وهو يحمل في يده ظرفا صغيرا، فاجئه رؤية سيزار مستيقظا. سيد سيزار لقد استيقظت اخيرا قال اندرياس بمرح. ابتسم سيزار بتعب من وراء قناعه.
انه بخير، مؤشراته جيدة، سأقوم بتحليل جديد للدم بعد قليل. حسنا قال اندرياس، وهو يشير اليها بالخروج انجلينا هل لي بدقيقة من وقتك. بالطبع قالت انجلينا وهي تلحق اندرياس الى اخر الرواق ما الامر هل اتصل مارك، هل القلب جاهز. انه التحليل الذي طلبته رد اندرياس بهدوء وهو يضع الظرف في يدها. قرع قلبها كالطبول واحست انها قد تفقد الوعي مجددا. امسك بها اندرياس وسحبها الى اقرب كرسي لتجلس بقدمين متخاذلتين.
لا استطيع اندرياس، لا استطيع. حسنا، سافتحه انا قال بثقة قبل ان يفرغ المظروف ويتمعن في التحاليل باهتمام. كانت انجلينا وقتها تصارع رغبة شديدة في الغثيان، وهي تعصر على قبضتيها بقوة. اخبرني اندرياس، لا عليك اريد ان اعرف. سكت قليلا وكأنه يتلاعب بأعصابها المنفلتة قبل ان يقول: مبروك انجلينا، سترزقين بطفل. اخرست الصدمة وجه الاخيرة، كانت تنظر الى اندرياس باستغراب وكانها تراه للمرة الاولى.
انجلينا قال وهو يحرك اصابعه امام وجهها الذاهل هل انت بخير. مستحيل قالت انجلينا ماذا عن المرض ليس هنالك من مرض انجي، تحليلك جيد، تعانين من نقص في الخضاب وهذا كل شيء، عليك ان تهتمي بطعامك وتراجعي طبيبا مختصا. اخذت انجلينا الورقة من بين اصابعه وقراتها للمرة الالف، نتيجة الحمل ايجابية هي تنتظر طفلا من ليون. يا الهي انها مصيبة قالت انجلينا بهمس، نهظت من مكانها وابتعدت عن اندرياس بذهن شارد. في نيويورك.
فور وصوله المطار استقل مارك اول سيارة اجرة نحو المستشفى، لم يكن مهتما براحته الشخصية او انه قد وصل للتو من رحلة طويلة، كل تفكيره كان منحصرا في شقرائه الصغيرة والتي تركها تواجه قلقها وحيدة، عليه الان ان يسوي مسألة قلب سيزار والعودة الى اليونان، سيعيدها معه الى الولايات المتحدة وهنا سيهتم بها بالقدر الكافي لتستعيد حياتها وتتغلب على مرضها.
كان مارك سارحا في افكاره عن انجي وعن المستقبل، لم يشعر بالسيارة التي توقفت امام المبنى الضخم بلونه الابيض ولافتته الكبيرة رفع مارك راسه يتامل البناية المالوفة كان غائبا في عالمه، حتى انه لم ينتبه لوصوله الى المستشفى ¸ دفع للسائق واتجه راسا نحو مكتب ريتشارد. في مكتب ريتشارد ما الذي تعنيه بأن القلب لم يعد متوفرا.
سكت ريتشارد قليلا محاولا عدم اضافة المزيد الى الوضع المتأزم والذي لم يكن يحتمل، فالشرر كان يتطاير بالفعل من عيني مارك الباردتين. العضلة توقفت قبل ساعة من الان ولم يستطع الفريق الطبي اعادتها للحياة بالتاكيد قال مارك وهو يجز على اسنانه بحنق، لانك تدير سيركا، وليس مستشفى مارك، قال ريتشارد محذرا ماذا.؟ رد مارك بعصبية كان هنالك قلبان، حصل سيزار على واحد منهما.
ماذا عن الثاني سأل مارك وقد عادت النظرة المتحفزة الى عينيه الطبيب هانتر يعد المريض لكي يستقبل القلب. قفز مارك من مكانه ركضا متجها نحو غرفة العمليات، حتى انه لم يترك لريتشارد الوقت لقول المزيد. تحركي صرخ مارك وهو يبعد ممرضة من امامه بعنف، قبل ان يضع كمامة على فمه ويدخل الى غرفة العمليات، حيت كان الجراح يستعد لفتح صدر المتبرع توقف مكانك ولا تحرك المشرط ولو حركة واحدة.
توقفت يدا هانتر وهو ينظر الى مارك والذي كان جسده يرتعش من العصبية. في المستشفى باثينا جلست انجلينا باحد المقاعد الخشبية للحديقة الشاسعة وهي تنظر بشرود الى طفل صغير يلعب الى جانب أمه. كانت تفكر في م ما الذي يسعها قوله للجميع، مارك والذي تركته يسافر وهو يعتقد بعودة المرض. ماالذي ستفعله الان كيف ستشرح وضعها الجديد اسفة مارك لكنني لا اعاني من خطب انا اعاني من حمل صغير.
يا الهي لما الان، لا استطيع الحصول على طفل في مثل هذه الظروف انه امر صعب جدا بل مستحيل قالت انجلينا وهي تتذمر بحزن، قبل ان تضم راسها الى ركبتيها وتنتحب. كان واقفا في مكان بعيدا عنها يتأمل التوتر الشديد الذي ترزح تحت ثقله، كان قلبه يقطر دما من الداخل وهي ينظر اليها متألمة ضائعة والاشد وطأة انها وحيدة. ، ليس مجددا انجلينا لن اعاني مرة اخرى من جراء صدك.
، عصر قبضتيه بقوة محاولا امتصاص الغضب المتاجج بداخله قبل ان يقترب منها بهدوء انجلينا قال لوشياس بصوت حاني وهو يضع يده على كتفها النحيل، انتفضت انجلينا من جراء اللمسة والصوت الذي تعرفه غيبا وهي تقول لوشياس لقد اتيت، من دون وعي ضمت انجلينا راسها المتعب الى صدر لوشياس والذي جلس الى جانبها يضمها اليه بحب. امل ان والدي لم يرى وجهك الباكي هذا، العجوز سيظن انه في حالة احتضار،.
مسحت انجلينا عينيها بباطن كفها لتنظر الى وجه لوشياس المازح والمبتسم لا لقد تركته مع اندرياس انه بخير. جيد قال لوك وهو يتفرس في ملامحها المتعبة، أتريدين التحدث عن الأمر انجي، ام انك ترغبين بان تظلي مزعجة لفترة اطول. لماذا لم تتزوج حتى الأن سألت انجلينا بعفوية، حتى ان السؤال بدى لها غريبا وغير لائق وهي تسمعه على لسانها تنفس لوشياس بعمق قبل ان يقول لان الزواج امر معقد انجلينا.
ابتسمت انجلينا بسخرية وهي تقول: الحمد لله ان زواجي على وشك الانتهاء هل انت متاكدة من هذا القرار، لم اكن يوما اكثر اقتناعا من اليوم، انهما ينتظران طفلا وانت ايضا لديك ولدين لكنني لم اعد اريد البقاء الى جانبه، ولداي عاشا بدون ليون لفترة طويلة، وحالما نعود الى حياتنا سيكونان بخير. دفنت انجلينا راسها في صدر لوك العريض وهي تنتحب غير قادرة على السيطرة على المشاعر التي كبتتها بداخلها لفترة طويلة.
لقد انتهى زواجي لوك، انتهى قالت انجلينا بحرقة غير قادرة على كبح دموعها ولوعتها احس لوك في تلك اللحظة وكأن نصلا حادا يخترق صدره وهو ينظر الى حالة انجلينا المزرية تبا لك ليون، تبا لك جز على اسنانه بقسوة.
انا اتحدث عن السبع سنوات الاخيرة من حياتي، كيف يمكن ان تنتهي هكذا كيف. وهي تنظر اليه بعينين اغشتهما الدموع، كانت هرموناتها المتفجرة تلعب بعقلها مما جعلها تضعف وتبكي على اول كتف تمنح لها، لم تكن تشعر بمقدار الاسى والجرح الذي تسببهما، فكلامها الذي كان يخرج بكل عفوية كان له وقع الملح على جروح لوك والتي ابت ان تندمل رغم كل السنوات. انا السبب في كل الذي حصل معك انجلينا.
سكت قليلا قبل ان يستمر بصوت ملأته الحسرة وعدتك بان احميك حتى مني ولم افعل، تركتك تواجهين قسوة عائلتي الواحد تلو والاخر وحيدة حين فضلت ليون علي، اقسمت ان هذا لن يغيرني واني ساظل احبك واحميك الى الابد. لكنني تغيرت توقفت عن كوني صديقك حين كنت في حاجة ماسة الى صديق لم يكن باستطاعتك فعل شيء لوك، كانت عائلتك انا اتفهم موقفك الان. لم اعد حاقدة قالت انجلينا وهي تنظر اليه بعينين بائستين.
بلى كنت استطيع، كنت استطيع ايقاف ديمتريوس كان يجب ان اعرف انه ليس في حالته الطبيعية وقتها، كان ابن عمي واقرب شخص إلى، كان علي ان الاحظ كنت استطيع حمايتك من كل الذي حصل في الماضي انا تساهلت، انا ملام جزئيا على كل ما حصل لك انجلينا، لذا انا ملزم بان احميك الان.
لست ملزما باي شيء لوك، كنت دائما بجانبي انا التي كنت ناكرة وجاحدة حين رفضت أي اتصال بك، اعلم انك غاضب مني كثيرا لما فعلته بك، لكن اتمنى لو تسامحني ضغط لوك على كتفيها بحنان وهو يقول بالطبع ايتها الصغيرة، لم تفعلي أي شيء يستحق ان تطلبي مسامحتي لاجله. ابتسمت انجلينا للوك من بين دموعها، على الاقل سامحها بعد كل تلك السنوات.
الأن ما رايك لو نعود الى الداخل سأدعوك الى كوب من القهوة الساخن وستخبرينني بكل ما يزعجك اتفقنا اتفقنا قالت انجلينا وهي تبتسم له من خلال دموعها، هذا هو لوك دائما كان قادرا على ان يشعرها بالامان حتى في احلك الظروف في المستشفى بنيويورك ليس لان قلب متبرعك قد مات يعني انه يمكنك الحصول على قلب متبرعي قال هانتر وهو يعود للامساك بمشرطه انا امنعك من الاقتراب من المتبرع صرخ مارك بعصبية.
وما الذي ستفعله رد هانتر وهو يرفع حاجبه بسخرية ستضربني اذا اضطررت لذلك سأفعل اجابه مارك بجدية حرك الجراح راسه باستخفاف قبل ان يرمي المشرط فوق الطاولة و يخلع قفازيه ليرمي بهما بازدراء وهو ويقول، هذا مثير للشفقة مارك، فعلا اصبحت مثيرا للشفقة. في مكتب ريتشارد رغم الصمت المطبق والذي طغى على الاجواء الى ان عيني الجراحين كانا تقدفان الشرار وهما ينتظران مكالمة منظمة زرع الاعضاء.
واخيرا وبعد وقت بدى لمارك وكانه دهر. وصل الاتصال الذي كان ينتظره، مريضي يعاني من حالة استسقاء في الرئة وقلبه شبه متوقف دون الحصول على القلب لن يعيش ليرى شمس يوم اخر قال مارك بعصبية، لقد اتصلت باثينا منذ قليل وقد علمت انه عانى من ذبحة صدرية حادة قال مارك وهو يكلم المسؤول عن الزرع بين هانتر ينظر اليه باحتقار لن تحصل على القلب بهذه الطريقة مارك، لداعي لاختلاق القصص.
هانتر قال ريتشارد بحزم وهو ينظر الى الجراح الذي تجاوز حدوده محذرا. هذا الصباح كان مريض الدكتور هانتر متقدما من حيث النقاط والحالة الحرجة هذا يعني تعادلا قال مارك وهو ينحني على المكتب بعصبية الا ان مريض الدكتور هانتر دخل القائمة قبل مريضك دكتور مارك وهذا يحل الموضوع قال هانتر بسخرية والان اعذروني فلدي قلب يجب ان احصده ما هي المدة سال مارك بتحفز خمس ثواني خمس ثواني اعادها مارك باستهزاء.
5 ثوان وقد تكون 5 اسابيع هذا القلب هو لمريضي ولن تاخذه. دكتور هانتر، بعد الاطلاع على حالة مريض الطبيب مارك، القلب سيعود اليه عصر هانتر على راحته بغير تصديق لكن. الأمر قد حسم، ومريضك سيحصل على اول قلب متوفر. زفر هانتر بحنق وهو ينظر الى مارك بقسوة انه والد لطفلين، كيف يمكنك سرقة قلبه بهذه الوحشية انا اسف من اجل مريضك واتمنى له الشفاء لكنني لن ارحل من دون هذا القلب.
ترك مارك هانتر ينظر اليه شزرا وانطلق سريعا الى غرفة العمليات، كل تفكيره كان منصبا على حصد القلب والعودة الى اليونان للاهتمام بها. في اليونان: كان هنالك من يقف ليتامل الميناء من مكتبه الفخم. بحزن شديد، برقت عيناه بمكر وهو ينظر الى الطارق الذي دخل دون استئذان عمي هل انت بخير التفت الرجل العجوز الى السمراء الشابة والتي لطالما ذكرته بشخص عزيز فقده وهو يقول:.
اقتربي ايتها المدللة الصغيرة، اين وصلت خططنا في السيطرة على وريث اورليوس العظيم ابتسمت اولمبيا بخبث وهي تقول كل الامور تحت السيطرة عمي، ليون سيصبح تحت رحمتنا، حتى اقرب مما خططنا له. احسنت صغيرتي، هذا ما كنت اتمناه، ليونايديس اورليوس سيركع اخيرا امامي ليطلب الرحمة قال الرجل بحقد وهو ينظر الى الصورة المعلقة على الجدار.