رواية ندوب من الماضي الجزء الثاني للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الثامن
بعد الكلمات القاسية اللتي القاها في وجهها ورحل، ظلت انجلينا واقفة وعلامات الصدمة ظاهرة على وجهها، انتبهت اخيرا الى انها تقف ببلاهة بينما ليون يحدق فيها بوجوم. هيا فلنصعد، قال ليون وهو يحركها من مكانها صعودا الى اخر الدرج.
فقدت القدرة على النطق على الاحساس، شعور غريب باليتم تملكها فجاة، لوشياس ارق انسان عرفته، عاملها بقسوة، تجاهلها نسيها، تعلم جيدا انها نفته من حياتها في الماضي، لكنها كانت مجبرة على ذلك، ارادت الابتعاد عن رجال اورليوس ارادت بداية جديدة، رغم انها كانت تعلم في قرارات نفسها انه لوجود للبدايات الجديدة.
وصلا اخيرا الى جناح ليون، فتح لها الباب ودلفت الى الغرفة دون أي اعتراض، كان يريد ان يعلق على موقفها لكن نظرة واحدة الى تعابير انجلينا المتؤلمة اوقفته. جلست على السرير الكبير بخضوع، وسرحت بافكارها بعيدا. مستشفى بوسطن العام قبل 5 سنوات. يكفي انجلينا، انت تاذين نفسك بهذه الطريقة رفعت انجلينا راسها، بعد ان كانت تنظر الى الفراغ، رمقت مارك بنظرات غاضبة قبل ان تعود لقضم اظافرها بطريقة عصبية.
تامل مارك، اناملها الجميلة قبل ان يمسك باصباع انجلينا المثوترة انا فعلا اسف لكل ما حصل لك، اتمنى لو كان هنالك حل سحري، لمحو كل الماضي لكن هذا مستحيل انجلينا. سكت قليلا قبل ان يتنفس بقوة ويقول لكنني لست اسفا لوضعك هنا لبعض الوقت نظرت اليه ببرود قبل ان ترد بصوت متوتر الى متى سابقى هنا مارك.
الى ان تتمكني من الوقوف على قدميك مجددا، يجب ان تتكلمي انجلينا، يجب ان تخرجي كل مخاوفك هذه هي الوسيلة الوحيدة لتخطي الامر. وهل تظن ان حبسي في القسم النفسي هو الحل، لاتكلم توترت عضلة في وجه مارك مبرزة الضغط الذي يمارسه على نفسه ليتماسك. قبل ان يجيب انجلينا مؤكدا. ستخرجين بعد غذ انجلينا، كان من واجبي اذخالك القسم النفسي، فقد كانت حالتك سيئة عانيتي من صدمة قوية، كنت تحتاجين الى الراحة.
لا اظن ان 50 ساعة من النوم، وملئي بكل عقار لعين يملكه هذا المستشفى هو الحل. ربما لا، وربما نعم من يدري، المهم ان عليك ان تستجمعي قواك اذا كنت تريدين العودة لمزاولة مهنتك، فانا لن اسمح بان يتكرر ما حصل في غرفة عملياتي مجددا، مفهوم. اشاحت انجلينا بوجهها عن مارك، وعادت تتامل الفراغ بعينين زائغتين. زفر مارك بقوة، قبل ان ينهض من على الكرسي حيث كان يجلس بمقابل سريرها، وقبل ان يصل الى الباب.
التفت ليتاملها من جديد، كيف لمثل هذه البرائة والجمال ان تعاني كل هذا الالم. فتح الباب وخرج من الغرفة تاركا انجلينا وشياطين الماضي تتلاعب بها. كان مارك هو من اودعها القسم النفسي منذ اسبوع اثر موجة من الهستيرية التي تملكتها داخل غرفة العمليات.
ارتعشت يدا انجلينا من الخوف، وهي تنظر الى الضحية المدرجة بدمائها والنصل مثبت على صدرها، فجاة شعرت ان الغرفة قد تحولت الى مطبخ الجزيرة، خيل اليها ان ترى ديم امامها حاملا النصل الكبير من جديد. ركضت انجلينا في الرواق دون هوادة وهي تصرخ بجنون، صدمت معداة جراحة، كرسيا نقالا، وبعدها سقطت على الارض مسببة لنفسها جروحا وكدمات.
استمرت تصرخ وتضرب بكل قوتها مستعملة يديها وقدميها لصد الهجوم، ايادي تمسكها محاولة تتبيثها وبعدها غاصت في الظلام. كان مارك من غرس ابرة المخدر في يدها، قبل ان يامر بان تودع القسم النفسي للتاكد من حالتها العصبية.
ارتعشت يدا انجلينا من الذكرى التي انتابتها، تنفست بعمق محاولة التهدئة من توترها، قبل ان تنتبه لاول مرة ان ليون قد اصطحبها الى غرفته، كانت تريد ان تخرج للبحث عنه، ان تخبره بكل ثقة انها لن تتقاسم سريره، انها لم تعد مستعدة لتقبل شروطه وانها ابدا لن تكون العشيقة التي يريدها، لكنها كانت منهكة وحزينة من كل ما حصل للتو.
خلعت فستان الشيفون الاسود الرقيق، وتركته ملقى بدون مبالاة على السجاد الفاخر، قبل ان تدلف الحمام لتنعم بالهدوء تحت دفق المياه الدافئة. خرجت بعد نصف ساعة تشعر برغبة شديدة في النوم، هربا من كل الواقع الذي يربض بكامل تقله على صدرها. صرخت من الفزع وهي تشاهد ليون، وقد خلع حذائه وسترته وبدا يرخي ربطة عنقه ويفتح ازرار قميصه. ما الذي تفعله سالت انجلينا وهي تضغط الفوطة على صدرها بقوة.
رمقها ليون باستخفاف، وهو يخلع قميصه. ازدردت انجلينا لعابها بصعوبة وهي تتامل صدره البرونزي القوي، قبل ان تغمض عينيها بقوة وتحرك يدها بعصبية مشيرة الى باب اخرج ليون، انا وانت لن نتقاسم غرفة واحدة مفهوم. القى ليون بالقميص باهمال فوق الصوفا الجلدية، قبل ان يقترب منها بهدوء ليطوق جسدها الرشيق بيد متملكة ويضع اصبعا قرب فمها المزموم بعصبية. لا اجابي مو لن نتقاسم الغرفة نحن ستنقاسم السرير ايضا.
طبع قبلة رقيقة على شفتيها قبل ان يخفف من قبضته ويتجه نحو الحمام قبل ان يلتفت ويتاملها للحظات. لا تتركي لمخيلتك الجامحة العنان انجي، انا متعب اليوم، ولا انشد سوى الراحة فلا داعي للقلق. في مقر الشركة باثينا. دخل ديمتريوس الى المكتب الرئيسي تتبعه سكرتيرة ليون محاولة منعه دون جدوى.
على راس طاولة الاجتماعات جلس ليون يرمق اخاه بنظرات قاتلة، فض الاجتماع باشارة من يده، قبل ان يقترب من ديم ويمسكه من تلابيب بدلته الفاخرة ليرفعه من على الارض. ما الذي تفعله في شركتي ايها الحقير، أي جزء من لا اريد ان اقاطع رقعة وجهك في أي مكان لم يستوعبه ذهنك البليد. دفع ديمتريوس ليون بقوة محررا نفسه من قبضته، قبل ان يرفع راسه ويقابل غضبه بابتسامة ساخرة.
هون عليك يا ابن العم، انا ايضا لست سعيدا بعودتي. هناك امربالغ الاهمية دفعني للعودة. رفع ليون حاجبه باستخفاف قبل ان يبتعد عن ديم، ويامر الموظفة الذاهلة بالرحيل. لما اتيت سال ليون بحدة اتيت لان امر الشركة يهمني. اطلانتيس جزء مني ولا استطيع رؤيتها تغرق ببساطة عاد ليون للجلوس على كرسيه يتامل ديمتريوس بنظرات عميقة قبل ان يقول.
ماالذي تريده ديم، تريدني ان اشكرك على انقاذ اطلانتيس، ان انسى كل شيء لانك انقدت الباخرة اللعينة من الغرق. تبا لك صرخ ليون بعصبية، فليختفي الاسطول اللعين كله من الوجود اذا كان هذا يعني اختفاء وجهك الحقير الى الابد. حرك ديم راسه كمن فقد امله في أي مصالحة مع ليون قبل ان يقول بصوت غلبت عليه مشاعر الندم: ليون انا لم ات هنا، للشجار اتيت لاخبرك ان هنالك مؤامرة تحاك ضدك. ابتسم ليون باستهزاء.
ومنذ متى تهتم لامري ديمتريوس منذ كنا اطفالا، توقف عن تصويري كانني حثالة ليون، في الماضي كنا اعز اصدقاء في الماضي، اعتبرتك اخي، الامور تتغير ديم، لا استطيع النظر اليك دون ان ارى دم انجلينا على يديك، هذا لن يتغير سكت قليلا قبل ان يقول، لن استطيع مسامحتك يوما، لهذا من الافضل لك الرحيل.
زفر ديمتريوس بقوة قبل ان يضع مغلفا امام ليون، ويقول: كنت عازما على الرحيل في كل الاحوال، سابقى فقط الى حين انتهاء جراحة سيزار بعدها لن تراني مجددا. اتمنى ذلك رد ليون وهو يتامل المغلف باهتمام. اتجه ديمتريوس نحو الباب وقبل ان يفتحه التفت الى ليون: ساكون دائما قريبا اذا احتجتني. اخشى انني لم اعد احتاج الى مساعدتك ديم. في قصر اورليوس.
اختارت انجلينا مكان منعزلا وجلست تراقب الولدين اللذان يلعبان بهدوء، كانت الحديقة الشاسعة مسرحا للعديد من الالعاب يخيل للرائي من بعيد انه كرنفال متنقل. كل هذا من اجل ولديها فكرت انجلينا وهي تتامل سعادتهما اللامتناهية وهما يقفزان بحبور ويتحركان سريعا مسببان للكانديس الدوار. فجاة جاء صوت مالوف من ورائها ليخرجها من تاملاتها هل تريدين بعض الرفقة انجي.
انتبهت انجلينا الى سيزار بعد ان كانت غارقة في تاملاتها، اومات براسها دون ان تنظر اليه. جلس سيزار في الكرسي الى جانبها. شاهد زوجته سعيدة ومنسجمة في ملاعبة الولدين، اخد رشفة من فنجان القهوة التي بيده قبل ان يقول: لقد منحك القدر الفرصة لتعذيب ابني لسنين طويلة انجي، لعلك اشفيت غليلك الان. التفتت انجلينا لتحدق بوالد زوجها بعينين ملاتهما الدهشة وعدم التصديق، قبل ان تجيب على اتهامه عفوا ماذا قلت.
قلت انك قد اشفيت غليلك لقد سمعت جيدا، اريدك ان تشرح لي ما الذي عنيته بان اشفي غليلي. ثارت مشاعرها الهائجة في وجه سيزار. وضعت يدا مضطربة في شعرها، تلك الحركة العصبية التي اصبحت مرافقة لها منذ خروجها من المستشفى. قبل ان تستعيد هدوئها وتساله ببرود: هل تظن ان أي شيئ قد افعله بليون قد يشفي غليلي يوما.
زفر سيزار بضيق ووضع فنجان القهوة على الطاولة قبل ان يمسك يدها وينظر في عينيها، كانت نظراته مزيج من الرجاء الذي تشوبه نظرة انكسار. كان خطئي انجلينا. لم يكن مذنبا في ما حصل انا اجبرته، انا من منعه من الاخذ بثائرك، هناك اشياء كثيرة تجهلينها. سحبت انجلينا يديها سريعا قبل ان تنهظ من مكانها غير قادرة على سماع المزيد.
سيد سيزار انا اسفة، لكنني لم اعد اريد الخوض في الماضي مجددا، انا وليون قصة قد انتهت منذ زمن ولن تعود الان. لذا اتمنى لو نترك الماضي على حاله معرفتي لن تغير شيئا. رحلت انجلينا بخطوات سريعة، غير قادرة على سماع المزيد، ندوب قلبها لا زالت دامية وترفض الالتئام. امسك سيزار بصدره وضغط بقوة محاولا ايقاف الالم الشديد الذي يحاول مقاومته، يعلم انها النهاية. لكنه يرفض الموت قبل ان يصلح ما افسده منذ سنوات.
انتبه الى ان كانديس قد توقفت عن ملاعبة الولدين، وهي تقترب منه، رسم ابتسامة على وجهه محاولا اخفاء الالم الذي يسيطر عليه. عادت انجلينا الى غرفتها وحبست نفسها طوال اليوم متحاشية الاحتكاك مع عائلة ليون. ابدا لن اسامحكم صرخت انجلينا بحقد وهي تجز على اسنانها بقوة، بينما يداها تعصران الجلد الابيض للصوفا الكبيرة. عادت اليها الذكريات بكل المها وحزنها لتضرب راسها بقوة وتهز الامان الهش الذي بنته.
انهمرت دموعها غزيرة وهي تتذكر الايام الاولى بعد عودتها الى بوسطن برفقة الولدين. كانت منهارة تبكي من سبب ودون سبب، اتت صوفية لزيارتها بعد شهر، وفضلت البقاء معها الى ان تتعود على حياتها الجديدة، لكنها وبعد مرور سنة قررت الانتساب الى جامعة ييل وعدم العودة الى لندن نهائيا، كانت سعيدة بوجود صوفية رغم كونها اخت ليون، عكس عدم الترحيب والرفض الشديد لاي علاقة للوشياس بعد الحادث.
كل نظرة الى عينيه تجعلها تتذكر ما فعله ديم بها، كانت تريد ان تنسى وبقائها الى جانبه كان يمنع جروحها من الالتئام. عادت بعدها الى المستشفى وقررت العمل، عملت لساعات طويلة، هربا من كل شيء مناوبات لا متناهية الى ان تسقط من التعب. وبعدها الانهيار الكبير اللذي ادخلت على اثره للقسم النفسي للمستشفى.
بوسطن قبل 5 سنوات: جالسة على الكرسي بعقل شارد. كانت هذه هي المقابلة السابعة مع الطبيبة النفسية والتي كانت المسؤولة عن تقيم حالتها. هل لديك ما تخبرينني به اليوم انجلينا قالت الطبيبة بهدوء متى ساخرج من هنا ردت انجلينا بعينين غائمتين ستخرجين حين تقررين الكلام. حين تخبرينني بكل شيء ابتسمت انجلينا ابتسامة باهتة وحركة راسها بعفوية تنظر الى الباب المغلق قبل ان تقول هل يمكنني العودة الى غرفتي بالتاكيد يمكنك.
لم يستمر حبسها طويلا. حتى انها عادت الى مزاولة عملها مجددا رغم انها بقيت بعيدة عن القسم الجراحي لفترة طويلة، الى ان قرر مارك ان يتولى تعليمها بنفسه. طوال سنوات ظلت تتسائل عن سبب خروجها السريع حتى دون ان تنطق بكلمة واحدة عن الماضي كيف خرجت. هل كان مارك؟ قطع حبل افكارها طرق على الباب. رفعت انجلينا راسها وطلبت من الطارق الدخول دخلت مارتا وابتسمت لانجلينا وهي تقول.
انجي، اعتذر على ازعجاك حبيبتي لك هناك من يريد رؤيتك. رفعت انجلينا راسها باندهاش قبل ان تقول: حقا من؟ توترت مارتا وظهر الارتباك على وجهها قبل ان ترد يفضل ان تعرفي بنفسك، استاذن تركت مارتا انجلينا في حيرة، من يا ترى هذا الضيف الذي يعرف بوجودها، ربما يكون مارك لكن لما لم يتصل الى الان. رفعت انجلينا شعرها الذي سقط على جبينها وارتدت حذائها قبل ان تنزل من الغرفة لاستقبال زائرها الغريب.
نزلت الدرج الحلزوني بخفة ومنه الى الصالون الكبير حيث كانت فتاة سمراء فاتنة تنتظرها. وقفت انجلينا للحظة تتامل الفتاة التي رسمت على شفتيها ابتسامة مظطربة قبل ان تقترب من انجلينا. فتحت يدها بعفوية للزائرة وهي تقول: هل اعرفك قالت انجلينا بصدق لا ليس تماما ردت الزائرة وهي تمسك اليد الممدودة نحوها مصافحة انا اكون حبيبة ليون وخطيبته لوكانت الكلمات تقتل لكان انجي صريعة على الارض.
توثرت اعصابها واحست كان الهواء انسحب فجاة من رئتيها، ابتسمت للزائرة رافضة ان تظهر بمظهر منكسر قبل ان تطلب منها الجلوس، لتجلس على المقعد المقابل وتتاملها كانها تراها لاول مرة. عينان كبيرتان بلون اسود وشعر عسلي، لم تكن ابدا بجمال انجي لكنها ذكرتها دون شعور بجمال اناركي الهادئ. كيف اخدمك قالت انجلينا بصوت بارد سكتت الضيفة قليلا قبل ان تضع يديها في حضنها بارتباك تعلمين انني وليون قررنا الارتباط قريبا.
ابتسمت انجلينا بثقة محاولة صد الشعور المريع الذي يحتدم بداخلها والذي يدفعها الى التقيئ. الحقير كان يخدعها طوال اسبوعين. في الحقيقة ليون لم يخبرني شيئا، انا وليون لنقل لم نعد نتبادل اخبار بعضنا منذ زمن اعلم هذا انجلينا، اعرف انكما انفصلتما منذ مذة طويلة لكنك عدت الان، اريد ان اعرف ان عودتك لن تسبب المشاكل لعلاقتي بليون، نحن سنتزوج، انت ستعطينه حريته اليس كذلك وقفت انجلينا ببرود قبل ان تقول.
انه سؤال مهم لكنك للاسف وجهته للشخص الغلط، علاقتكما لا تهمني والان انا اسفة لكن على الانصراف. التفتت انجلينا الى الباب محاولة الخروج استوقفتها نبرة اولمبييا المثوثرة سيبيع الجزيرة انجلينا التفتت انجلينا الى اولمبيا بدهشة، ماذا قلت؟ سيبيع الجزيرة. كانت منزلكما في الماضي والان هو قرر التخلي عنها وبيعها، لا تعلمين مذا الخوف الذي تشعرينني به ماالذي تقولينه سالت انجلينا غير مصدقة.
اقصد ليس اني اخافك، لكن اسطورة انجلينا وليون تخيفني كثيرا ابتسمت انجلينا ابتسامة باهتة قبل ان تقول صدقيني ليس هنالك من اسطورة على الاطلاق خرجت من الصالة دون ان تسمح لزائرتها بقول المزيد. توجهت الى غرفتها بقلب نازف، ليون استغل سذاجتها مجددا. عاد ليون في المساء، فتح الباب وتامل انجلينا الجالسة على الشرفة تتامل البحر الازرق بحزن.
كان شعرها القصير يتطاير مع نسمات الهواء، قميص نومها الحريري ملتصق على جسدها بطريقة جعلت قلبه ينبض سريعا. خلع سترته بهدوء ووضعها على السرير قبل ان يقترب من انجلينا والتي كانت بعيدة بافكارها، طوق خصرها النحيل بتملك وقبل العرق النابض في عنقها بخفة اجابيتا مو ما الذي تفعلينه على الشرفة في مثل هذا الوقت ستبردين ارتجفت انجلينا وشعرت بالاشمئزاز من لمسته تشعر بانها قذرة فجاة وانها فعلا عشيقة رخيصة.
نفضت يديه عنها بقرف قبل ان تستدير موجهة له نظرات نارية لا تلمسني مجددا ايها السافل، لا اسمح لك علت نظرة استغراب وجه ليون وهو يتامل ثورة غضبها الغير مبررة هل جننت انجلينا ما الذي تقولينه لا انا لست مجنونة، ربما الجنون هو مرافقتك الى هنا. لما اتيت بي ليون، لتستعرض غزواتك امامي، لتخبرني كم انت مرغوب من النساء هل هذا ما اردت فعله اجبني انا لا افهم ما الذي تقولينه انجلينا احقا ردت انجلينا باستهزاء.
اذا فاولمبيا هي محض تخيلات مني اليس كذلك ضرب ليون على جبينه بقوة، كان قد نسي وجودها تماما. انجي دعيني اشرح لك احتفظ بشرحك، انا لا اريده. تركت انجلينا الشرفة، لفت روبها بقوة على جسدها وخرجت من الغرفة صافقة الباب، وتاركة ليون في حالة صدمة شتم بصوت مسموع قبل ان يضرب الجدار بقوة، كيف نسي ان يخبرها ان له خطيبة.
رواية ندوب من الماضي الجزء الثاني للكاتبة عفاف مغنوي الفصل التاسع
شعرت انجلينا بان كل ما في القصر اصبح يضغط على صدرها، حاولت ان تاخد نفسا عميقا دون جدوى، تشعر بحرارة قوية في صدرها وكانها تحترق. ركضت في الممر مسرعة وانطلقت تعدو على الدرج الى ان وصلت الباب الرئيسي فتحته بقوة وخرجت من القصر مسرعة وكان احدا في اثرها، تريد الفرار تريد الهرب والعودة الى حياتها الى انجلينا، الى الفتاة الصغيرة الواثقة الى طالبة الطب التي تصبو الى ان تصبح جراحة.
رمت بصندالها الخفيف على الرمال الباردة، وارتمت في احضان الموج تبكي حياتها، مستقبلها وحبها المستحيل. اختلطت دموعها بمياه البحر المالحة. سبحت وسبحت الى ان شعرت بالتعب، كانت تريد الهرب من كل شيء لم تشعر بالتيار القوي والذي جرفها بعيدا عن الشاطئ، انتبهت اخيرا الى انها قد ابتعدت كثيرا، واعمدة القصر تظهر بشكل صغير. حاولت العودة الى الشاطئ، دون جدوى فجاة علا الموج واصبحت تناضل لكي تبقي راسها مرفوعا.
تفادت العديد من الامواج، تيبست عضلاتها و شعرت بانها غير قادرة على البقاء على السطح، رغم كل جهودها بدات تغوص في المياه غير قادرة على المقاومة تذكرت ولديها، ليون. صرخت بخوف قبل ان تغوص في الاعماق فجاة سحبتها يدان قويتان فتحت انجلينا عينيها كان ديميتريوس، انتفضت بقوة وهي تتامل وجهه برعب شديد لابد انها تحلم، صرخت بقوة وهي تدفعه بعيدا. اهدئي انجلينا صرخ ديم وهو يحاول رفعها مجددا. ستتسببين بقتلنا معا، توقفي.
كانت خائفة بشكل هستيري حاولت التخلص من قبضته، لكن في كل مرة كانت تغوص في المياه مجددا، اخيرا توقفت عن المقاومة تاركة مصيرها لديم كان ديم يحاول ان يبقي راسها عائما على السطح، هل ستتركينيني اسحبك الى الشاطئ اومات براسها علامة على الموافقة استرخي اذا، نفذت انجلينا طلبه دون مقاومة جدف ديم نحو الشاطئ بذراع قوية محاولا السباحة ضد التيار الذي كان يحاول سحبهما.
بعد مجهود هائل وصلا اخيرا الى الشاطئ، وضع انجلينا على الرمال المبللة بهدوء، كانت فاقدة للوعي من هول الصدمة. جلس الى جانبها يتنفس بعمق ويحرك ذراعيه المتيبستين. فتحت انجلينا عينيها بخوف وهي تنظر الى ديميتريوس والذي كان عاري الصدر بينما قطرات المياه تنزل من صدره الصلب. ابتعدت عنه غريزيا وكانه من الممكن له ان يؤذيها مجددا ابتسم ديم وهو ينظر اليها وكانه يريد ان يطبع صورتها بداخله.
لا داعي للخوف انجلينا اعدك انني لن اعضك. كثيرا علق ديم بسخرية مريرة على رعبها الواضح. استجمعت انجلينا قوتها بعد ان كانت مرتعبة لترد بصوت خرج ضعيفا رغما عنها. ربما لن تعضني لكنك قادر بالتاكيد على ان تغرس نصلا في ضلوعي مجددا. ارتعش فك ديم للكلمات القوية التي رمته بها انجلينا قبل ان يشيح بوجهه ويتامل البحر الهائج بالم ما الذي كنت تحاولين اثباته هنا سال ديم بحيرة.
كانت فرائص انجلينا ترتعش من البرد وقد التصق قميص نومها على جسدها وظهرت تقاطيع جسدها الفاتن بوضوح لم تستطع الرد كانت اسنانها تصطك لا اراديا. عاد ديم يتاملها قبل ان يضحك بصوت عال او تدرين هذه هي المرة الثانية التي انقدك فيها بقميص نوم مبلل، ربما عليك تغيير ملابسك في المرة المقبلة ابتسمت انجلينا بمرارة رغما عنها للذكرى القديمة، قبل ان تهمس من بين شفتيها واللتان فقدتا لونهما من البرد، ربما سافعل.
شعور غريب من الامان لفها فجاة، كانها عادت بذكرياتها ترى ديمتريوس صديقها والذي تقاسمت معه الكثير من المواقف ودافع عنها في احيان كثيرة. لكن الذكرى القوية عادت لتعصف بامانها ياالهي ماالذي تفعله هنا، مع هو قاتلها المجرم الذي تسبب بكل الالم عصرت على قبضتها بقسوة قبل ان تسال. لماذا؟ ماذا تقصدين بلماذا؟ لماذا انقذتك سال ديم بحيرة تظن انك انقذتني ردت انجلينا بسخرية وهي تعيد شعرها المبلل الى الوراء.
واجهني الان ان كنت صادقا ديم. اخبرني لما فعلت بي ذلك، قلي لما حاولت قتلي سالت انجلينا بالم كان الجو مشحونا بالكثير من المشاعر، ضغطت على يديها بقوة لكي لا تصرخ، لكي لا تبكي وتهرب من امامه، لم تتخيل يوما انها ستقابل الجلاد وجها لوجه، لم تتصور حتى في اسوء كوابيسها انها ستجلس الى جانب ديمتريوس بعد كل هذه السنوات وفي مكان خال بملابس مبللة لتساله عن سبب قتله لها.
تاملها للحظات طويلة قبل ان يزفر بقوة وهو يعصر الرمال بقبضته القوية اوتدرين لماذا انجلينا لان حقدي وكرهي لا يكفيان، ادار لها ظهره قبل ان يقول، لم اتخيل يوما اني قادر على ان افعل ما فعلته بك، لم اتخيل يوما ان هناك بداخلي ذلك الوحش الذي عشقك اكثر من الوجود نفسه، قتلتك لانني جبان انجلينا.
قتلتك لانني لم اكن قادرا على قتل نفسي، لست لوك انجلينا لست قويا. لم اكن استطيع الابتسام ومصافحة ليون وانا اراه ياخذ حب حياتي من بين دي. فضلت ان تكوني ذكرى على ان اراك بقربه. لكنني هنا اليوم ولا اريد سوى ان اراك حيه تتنفسين. سعيدة بحياتك ولو على حساب تعاستي والمي. انجلينا زفر ديم وهو يتاملها بالم انا مطلقا لن اؤذيك حاول ان يلمس يدها لكنها ابتعدت عنه بخوف. ابتسم بمرارة واعاد يده الى مكانها.
الا تريد الصفح انت ايضا سالت انجلينا بذهول لا، لا اريد رد ديم بثقة، لا اريد منك مسامحتي، انا لا استحق صفحك نهض ديم من على الرمال المبللة، تنفست بعمق محاولة طرد التوتر قبل ان تنهض محاولة تحاشي نظراته المصوبة اليها. وفجاة انقض جسد قوي على ديم ليسقطه ارضا. صرخت انجلينا بقوة وهي تتامل الجسم الفارع الذي ينهال على ديمتريوس باللكمات.
توقف ليون صرخت انجلينا وهي تقترب لتمسك ذراعه، كان كالوحش الكاسر دفعها عنه بعنف جعلها تسقط على الرمال بقوة. تاوهت انجلينا من الالم انتبه ليون الى انه قد اذاها، دفع ديم بعيدا قبل ان يقترب منها بلهفة، هل انت بخير انجلينا. يا الهي هل اذاك هذا الحقير. نظرت انجلينا اليه، وسالت دموعها رغما عنها، ازاحت يديه من على كتفيها بقرف قبل ان تقول: ليس هنالك من حقير غيرك ليون.
دفعته عنها بقوة قبل ان تنهض وتركض نحو القصر سريعا. وقف ديم ينظر اليها تبتعد زفر بعنف قبل ان يلتفت الى ليون والذي اخرست الصدمة لسانه وجعلته واجما كثمتال شخر ديم وهو ينظر الى ليون قبل ان يمسح الدماء من على شفتيه ويقول ما الذي فعلته هذه المرة ليون، لتكرهك اكثر حتى من قاتلها.
بائسة وحزينة كحالها الدائم منذ احبته مشت انجلينا على الرمال الباردة بقميص نومها المبلل كانت تبكي من القهر والالم، ليون وكعادته يثبت في كل مناسبة انها بلا قيمة له، انهمرت دموعها صامتة وهي تمشي بخطوات مثقلة نحو البوابة الكبيرة، مبللة بالمياه تطوق صدرها بذراعيها محاولة بث الدفئ في جسدها المتصلب. لا اظن ان الوقت مناسب للسباحة انجلينا، الجو بارد.
ارتعدت فرائصها من الرعب هي تبحث عن مصدر الصوت، خرج لوك من العتمة حيث كان واقفا يتامل المنظر ببرود. وصل الى جانبها وتمكنت من تامل وجهه، اختفت الابتسامة الدائمة وحلت محلها نظرات عميقة وباردة، اهو بالفعل لوك، ياترى هذا لوك الذي احبته في الماضي كان تتامله بحزن وقد سرحت بافكارها بعيدا. عادت الى 5 سنوات مضت في باحة القصر تصرخ كالمجنونة لوك افعل شيئا، اخبره انني لن اتحمل مثل هذا الظلم.
زفر لوك بقوة وهو يمسك بكتفيها ويديريها اليه، لا استطيع ان افعل شيئا الان، لكن لا ترحلي اقسم انني ساحميك الحقير ديم لن يصل اليك مجددا هذا وعد مني. انزلت انجلينا راسها بالم وسقطت دموعها على الارض وهي تحرك كتفيها بعد ان فقدت الامل، لا يهم الان لوك لم يعد يهم سحبت نفسها من بين يديه وانطلقت تركض ارتطمت بصدر ليون والذي كان لايزال ينتظرها في اخر الدرج. تاملته للحظات قبل ان تقول.
لا اعلم كيف انتهى بي المطاف متزوجة بوغد حقير مثلك تاملها ليون بغروره المعتاد قبل ان يقول: وكأنه كان لك الخيار انجلينا كانت لكلماته وقع السحر بداخلها، تغيرت نظرت الانكسار التي كانت تعلو وجهها لتتحول الى نمرة شرسة. اتعلم شيئا، تظن انك كسرتني اليوم انني انتهيت، انكم قضيتم علي، انت رفضت ان يعاقب ديم على ما فعله، الان انت من سيتلقى عقابه.
رمقته بنظرة متعالية قبل ان ترحل نحو جناحها. يومان بعد ذلك كانت عائدة الى الديار، ولم يكن قادرا على منعها رغم كل نفوذه، كانت انجلينا قد اتصلت بالسفارة الامريكية متهمة ليون باحتجازها ومحاولة قتلها تبتزينني ايتها الحقيرة، اتعرفين من انا ابتسمت باستهزاء وهي تقول: لا تلمني انت كنت معلمي فانت استاذ في الابتزاز. اخذت يومها ولديها ونزلت الدرج مسرعة تتبعها لعناته وكلماته المهددة.
لم تهتم كانت ستعانق الحرية اخيرا قبل انت تلتفت اليه وتتامله ببرود وتقول لم تعد تهمني. لوشياس كان هناك، شاهد كل شيء لكنه لم يتحرك لم يساعدها لم يقم الدنيا ويقعدها كما كان ليفعل في الماضي، وهذا كان ضربة قوية لكبريائها. ابتسمت محاولة الظهور بمظهر منتصر محاولة اخفاء الالم البالغ الذي يتاكلها قبل ان تتنهد بارتياح. اخيرا والى الجحيم عائلة اورليوس.
لم تنتبه الى الغضب البالغ الذي كان لوك يسيطر عليه وراء ابتسامة باهتة، كان ذلك اخر لقاء لها به، قبل خمس سنوات كان لوك ينظر اليها بحزن اليوم مشاعره تغيرت، لا تستطيع ان تنظر الى ملامحه دون ان ترى تلك النظرة المجحفة والتي تتهمها بالكثير. انتبهت فجاة الى انها غرقت في افكارها، كان لوك يتاملها بوجه عابس، خلع سترته وطوق بها كتفيها قبل ان يزررها حول صدرها بانامله الطويلة.
ستبردين انجلينا من الافضل لو تذهبين الى غرفتك هاجمتها رائحة عطره المميزة ورائحة دخان سجائره رفعت اليه راسها لاشعوريا وسالته بسذاجة منذ متى تدخن لوك زفر لوشياس بقوة قبل ان يقترب من الشرفة مبتعدا عنها يتامل الحوار الذي يدور بين ليون وديم على الشاطئ قبل ان يقول بعدم اكثرات منذ سنوات لكنك لم تكن تذخن حين كنا معا ضحك لوك على كلامها البريء. امور عديدة قد تغيرت، يومها كنتي ملاكي قال لوك بحسرة.
شعرت انجلينا انها تشتعل كانت حرارتها مرتفعة وسقطت قطرات من العرق من على جبينها رغم برودة الجو، كانت ترتجف في سترته الثمينة والمصممة بعناية والتي اصبحت مبللة بالمياه، مل لوك من تامل اخيه وابن عمه، كان يرغب في ان يركض بكل قوته نحو الشاطئ ان يسقط ديم على الارض ويكتم انفاسه للابد. لكن حتى هذا ما كان ليشفي النار التي تتاجج بذاخله شعور قوي بالندم على كل تضحية قام بها في غير محلها.
التفت نحو انجلينا والتي كانت تقف بصعوبة قبل ان يسال بصوت اجش: ما الذي كنت ستخسرينه لوصدقتني يومها ماذا قالت انجلينا وقد زاد ارتجافها كانت الكلمات تصبح دون معنى، توقف عقلها عن التحليل وغامت عيناها سقطت بين ذراعي لوك والذي امسكها قبل ان تسقط على ارض الشرفة الرخامية.
وقف مارك على سلم الطائرة الخاصة لعائلة اورليوس تامل المنظر من مكانه، تنفس بقوة مدخلا الهواء الى صدره قبل ان يضع نظاراته الشمسية السوداء و هو ينزل الدرج بتمهل نحو صوفية والتي كانت تنتظهره في الاسفل وهي ترسم ابتسامة مرحبة. طوال الطريق الى مقر الشركة، حيث كانت الهليكوبتر تنتظرهما، كان مارك صامتا يحرك الصفحات على شاشة حاسوبه متحاشيا الحسناء التي جلست بجواره والتي كانت ترمقه بنظرات غريبة.
واخيرا وصلنا قالت صوفية بصوتها المرح رفع مارك راسه بهدوء مزيحا نظارته يتامل البناية الشاهقة، قبل ان يترجل من السيارة سريعا، اقترب طاقم الحراسة وعلى راسهم الحارس الشخصي للسيزار والذي تكلف بتامين نقلهما الى الجزيرة مما جعل مارك يشعر بضيق بالغ. على الطائرة المروحية، علق مارك بانزعاج حقيقي ما سبب كل هذا صوفية، اني اشعر وكان انني ساغتال بعد لحظات ضحكة صوفية بمرح وهي تتامل ملامحه المشدودة.
لابد انك تكره القيود كثيرا مارك. امقتها رد مارك بابتسامة باردة ، لم اقيد يوما في حياتي ولا اظن ان يكون هناك يوم لذلك هزت صوفية راسها بفخر، عائلة اورليوس تملك اكبر اسطول للشحن في اوروباء، انه امر عادي ان يكون لنا اعداء لذلك فالحماية امر ضروري اظن انك تقصدين ليون حين تتحدثين عن الاعداء قال مارك بهدوء ليون، لوك ابي. تقريبا الجميع لديه مرافقون، لكن لوشياس يرفض الحراسة وقد استغنى عنها كليا منذ سنوات.
احست صوفية انها قد تقول اكثر مما يجب خصوصا ان مارك بدا مهتما بحياة لوشياس. غيرت الموضوع بسلاسة مارايك بجو اثينا مارك، اليس رائعا اتكئ مارك على الكرسي الجلدي ومسد عنقه محاولا التخفيف من تصلبه، قبل ان يبتسم لصوفية ويقول انه فعلا تغيير جميل. اعاد مارك السماعات على اذنيه، وبذلك كان ينهي أي محادثة جديدة، عاد الى هاتفه ارسل رسالة نصية بعد ان تعب من الاتصال بانجلينا. كان عقله مشغول بها.
اين انت انجي، ماالذي فعله بك الوغد ثانية. في قصر اورليوس تحديدا في جناح انجلينا وليون كانت انجي ترقد بتعب، حرارتها ارتفعت بقوة واصبحت تهلوس بكلام غير مفهوم. كان لوك من اعادها الى غرفتها اتصل بمارتا التي تكلفت بتغيير ملابسها ووضعها في السرير. يجب علينا الاتصال بالطبيب سيد لوشياس، مازالت حرارتها مرتفعة انتظري قليلا اقترب لوك من السرير حيث كانت انجلينا مستلقية والعرق يتصبب غزيرا من جبينها.
قبل ان يحملها بين ذراعيه صوب الحمام ويضعها في المغطس الرخامي ويفتح الماء البارد على جسدها الملتهب. كانت تحاول النهوض دون جدوى ثبتتها يدا لوك القويتن وشلت حركتها فجاة دخل ليون الغرفة، ووقف قرب باب الحمام بذهول هل لي ان اعرف ماالذي تفعله بزوجتي سال ليون وعلامات الغضب واضحة على وجهه. لم يلتفت لوك ولم يعطي ليون أي اهمية استمر في صب المياه الباردة على انجلينا التي تقاوم مغمضة عينيها.
انها تعاني من حرارة مرتفعة كان يجب علي ان اضعها في المغطس لتخفيف الحرارة. اقترب ليون من لوك قبل ان يبعده بهدوء دعني ساتكفل بالامر. ابتعد لوك بصعوبة وهو ينظر الى انجلينا والتي اصبحت بشحوب الموتى قبل ان يرمق اخاه بنظرات غاضبة ويقول الى متى ستستمر في تعذيبها ليون التفت ليون الى اخيه قبل ان يقول بصوت بارد هل تظن انه الوقت المناسب لخوض هذا الشجار مجددا.
اظن انني لن اقف متفرجا هذه المرة، سامحتك في الماضي وتركتك تاخد حب حياتي بقلب رحب، ربما لم اعد لوشياس القديم، ربما لوك اليوم سيحاربك الى ان يستعيد حبها، انت فعلا لم تستحق ملاكي. اخرج لوشياس صرخ ليون وقد تصلب فكه بشدة، اخرج حالا قبل ان افقد صبري نظر لوك الى اخيه بهدوء وكان تهديده لا يعنيه ساذهب لاحضار الطبيب. اعتني بها جيدا. خطا لوشياس خطوتين قبل ان يقول ببرود مدروس. للان.
رواية ندوب من الماضي الجزء الثاني للكاتبة عفاف مغنوي الفصل العاشر
وصل مارك وصوفية اخيرا الى قصر اورليوس، ترجل مارك من الطائرة المروحية يتامل القصر الكبير ببرود، يشعر بالانقباض لمجرد التفكير في وجود انجلينا الى جانب ليون مجددا، كان سيزار قد عرض عليه ضيافته، الا انه رفض بطريقة لبقة متحججا باحتياجه للتواجد قريبا من المستشفى. لم يكن ليستطيع البقاء تحت سقف واحد هو وليون دون افتعال فضيحة.
حرك مارك كتفيه محاولا طرد التعب الناتج عن السفر والتفت الى صوفيا والتي كانت غارقة في تامله الن ندخل صوفية سال مارك باستغراب وهو ينظر الى وجهها الذي اصبح محتقنا فجاة اووه، بالطبع يا الهي انا اسفة ابتسم مارك لها مما جعلها تتوتر اكثر قادته الى القصر، ثم الى الصالون الفسيح حيث وقف كل من سيزار وكانديس لاستقبال ضيفهما المميز دكتور شيبرد مرحبا بك في اليونان قالت كانديس وعلى وجهها عبارة امتنان.
امسك مارك اليد الممتدة نحوه وطبع قبلة رقيقة عليها، قبل ان يقول لاداعي لاي امتنان سيدة اورليوس، انه واجبي. كان مارك يتحرق شوقا لان يسال عنها، لكنه كان يعلم ان أي كلمة منه قد تفسر بطريقة خاطئة فاثر الصمت الا ان تكلمت صوفيا لكن اين هي انجلينا، لماذا لم تنزل لمقابلتنا تنهدت كانديس باسى وهي تقول: المسكينة اصيبت بالمرض وهي طريحة الفراش منذ امس ماذا قالت صوفية غير مصدقة لكن كيف.
لا نعلم بالتحديد، اتصل لوك بالطبيب والذي نصحها بالبقاء في السرير قفزت صوفية من مكانها سريعا، ساذهب لاطمئنان عليها سارافقك قال مارك بتسرع، غير عابئ للنظرة الغريبة التي ارتسمت على وجه سيزار، قبل ان ينهض هو الاخر من على كرسيه ويقول: ربما يجب علينا جميعا الذهاب للاطمئنان عليها فكرة سديدة علقت كانديس قبل ان تقترب من صوفية وتمسك بيدها بحنان متجهة نحو غرفة انجلينا، وهي تهمس.
اخبريني ايتها الشقية، متى ستقريين الاستقرار ابتسمت صوفية بخجل قبل ان تقول ربما قريبا امي، من يدري. في المكتب الرئيسي باثينا فتح ليون المغلف الذي اعطاه ديمتريوس منذ ايام، وافرغ محتوياته على مكتبه الفخم، صور للناقلة اطلانتيس، ملف يشرح حالة الناقلة عليها ختمه الشخصي، كان هذا عني انه هو من اشرف على البحث بنفسه، ثم اخيرا قرص مدمج. عليه عبارة هام جدا قطب ليون جبينه قبل ان يمسك القرص ويشغله على حاسوبه الشخصي،.
مجموعة من الملفات لفرع الشركات بنيويورك، حسابات بمبالغ كبيرة، ثم. فتح عينيه غير مصدق لما يراه مستحيل صرخ ليون بعصبية اخد هاتفه في ثورة غضب واتصل على مدبرة مكتبه اخبري ديمتريوس انني اريده في مكتبي على الفور. بعد دقائق من الانتظار قضاها ليون يتفحص محتويات القرص محاولا تكذيب ما يراه دون جدوى.
علا الطرق على الباب، قبل ان يفتح ويظهر ديم بقامته الفارعة، علامات التعب والاعياء ظاهرة عليه، بينما ظهرت اثار الضرب الذي تلقاه واضحة على فكه وانفه. كانت حالته مزرية رغم وسامته. ما الذي تريده الان يا بن العم نظر ليون اليه باحتقار قبل ان يقول: لماذا انت في الشركة، انا اخبرتك مرارا ان لا مكان لك في المجموعة الا تفهم.
اخد ديم نفسا عميقا، ليوقف نوبة السعال الشديدة التي انتابته، اقترب من الكرسي المقابل لليون وجلس بتعب اهذا كل شيء، ليون لانه لو لم يكن لديك سبب ملح لطلبي ساعود الى مكتبي، شدد ديم على كلمة مكتبي ليشرح لليون انه لن يغادر في أي وقت قريب قبل ان يضيف بثقة اذا كان لديك اعتراض على وجودي، عليك مناقشة الامر مع والدك او مع مجلس الادارة، فانا امتلك اسهمي واسهم والدي أيضا ليس لديك الحق في تنحيتي من منصبي،.
حاول ليون ان يثور في وجه ديم لكن الاخير اوقفه لست مسرورا بالعودة، انا هنا من اجل امر محدد حين انتهي منه، ساغادر ليون. ضاقت عينا ليون وهو يتفرس ديم بريبة، ما الذي يخفيه ديمتريوس عنه. بخصوص الملف قال ليون بعصبية، اعني المعلومات التي في القرص المدمج هل انت متاكد للاسف نعم لكن هذا مستحيل، اتعرف ما الذي يعنيه هذا هز ديم براسه، بالطبع.
هناك اختلاس واضح ديمتريوس، مئة مليون دولار من الاختلاسات، لا ادري كيف غفل محاسبونا عن مثل هذه الخسارة لم يكن من السهل كشفها رد ديم بهدوء خصوصا ان كل المبالغ قد اودعت في حساب خاص باسم لوشياس جز ليون على اسنانه، غير مصدق قبل ان يقول مستحيل هذا امر مستحيل، لوك كان بعيدا عن الاعمال لفترة طويلة هو لم يكن له أي علاقة بالمجموعة منذ ان تركنا.
هذا اكيد رد ديم بثقة، لكنه كان عدوا قويا لنا منذ ذلك الحين، الا اتظن ان الانتقام قد يدفع المرء الى امور جنونية، لا تنسى ايضا ان علاقته بصوفية لم تنقطع يوما. والان ترجح ان اختي الصغيرة متواطئة ايضا صرخ ليون في ديم بعصبية لا رد ديم بهدوء على ثورة ليون الكاسحة لا ارجح هذا، صوفية فتاة رقيقة لا اظنها كانت قادرة على ان تحيك مؤامرة بمثل هذا المكر، ربما كان هنالك طرف ثالث وهو من ابحث عنه الى حد الان.
زفر ليون بعنف قبل ان يمسك بهاتفه، ويتصل على فرع نيويورك. جاء صوت باتريك من الجهة الاخرى يسال ليون الذي كان يغلي من الغضب قبل ان يطلب منه تجميد جميع تعاملات الفرع الى وصول الخبراء للجرد. اقفل ليون الهاتف ونهض من على كرسيه ليقابل نظرات ديم المشككة بابتسامة ساخرة قبل ان يقول يمكنك الرحيل الان، الا اذا احتجت الى لكمة جديدة بالطبع. ابتسم لوك بمرارة قبل ان ينهض بثثاقل ويقول.
لا، اظنني قد اكتفيت للان، حظا موفقا يا ابن العم بعد هذه الكلمات والتي اظهرت بوضوح الانهزام الذي يسيطر عليه منذ عودته، ترك ديم ليون وخرج من المكتب، كانت حرارته مرتفعة، اتصل بحارسه الشخصي والذي نقله سريعا الى المستشفى. في قصر اورليوس طرقت صوفية باب غرفة انجلينا في قصر اورليوس طرقت صوفية باب غرفة انجلينا قبل ان تدخل، كانت انجلينا جالسة في سريرها وعلامة المرض بادية عليها، اقتربت صوفية منها وحضنتها بحب.
اووه انجي عزيزتي ما الامر ابتسمت انجلينا بتعب، قبل ان تحتضن صوفية بدورها لا شيء قالت انجلينا بصوت متعب، اصبت بالزكام ليس الا رفعت صوفية راسها لتتامل الوجه المحمر والعينين اللامعتين، قبل ان تعلق دون مرح انظرت الى نفسك في المراة انجلينا، تبدين كالموتي، هذا بالتاكيد ليس زكاما اقترب مارك من السرير حيث جلست المراة الشابة الى جانب انجلينا المنهكة، قبل ان تبتسم له الاخيرة، ابتسامة باهتة مارك سعيدة برؤيتك.
وانا ايضا انجي رد مارك وهو يتامل ملامحها المتعبة بقلق، قبل ان يقترب اكثر من السرير دعيني افحصك قال مارك وهو يمسك باليد الشاحبة التي مدتها انجلينا في اتجاهه لتصافحه. لاشيء غير عادي مارك، حرارة مرتفعة والم في الراس، والقليل من الغثيان، انها الاعراض البديهية للزكام، لابد انني التقطت العدوى ليس الا كانت نظرات مارك مركزة على انجلينا، كمن لم يصدق تبريراتها هذا لا يمنع من القيام ببعض الفحوصات.
لا داعي حقا مارك، القليل من الراحة واصبح بخير حرك مارك راسه كمن فقد امله في اقناعها، قبل ان يقول: حسنا لكن عديني ان نقوم بالاشعة اللازمة اذا استمر الوضع، اعدك قالت انجلينا بابتسامة مطمئنة كان الخطاب الذي مر بينهما غامضا لم تفهم صوفية سبب اهتمام مارك وقلقه الشديد ولا حتى كانديس وسيزار، هو فقط كان واقفا قرب الباب ينظر اليهم بنظرات قلقة، قبل ان يزفر بقوة ويرحل.
ما يفكر به امر مستحيل، مستحيل انجلينا، هي تغلبت على المرض وهذه ليست سوى مصادفة سيئة ليس الا. بعد اسبوع: جلس سيزار بامتعاض يتامل غرفة المستشفى والتي لم يمضي على وجوده بها سوى ساعات قليلة قبل ان يبدا بالتذمر عزيزي لا باس، لن تبقى في المستشفى لوقت طويل قالت كانديس محاولة باستماتة التغيير من نظرته المتشائمة دون جدوى.
كان سيزار عاقد العزم على ان يجمع كل افراد عائلته معا، يريد ان يراهم جميعا قبل دخوله غرفة العمليات. هناك احتمال كبير ان لا اخرج من هذه المستشفى حيا، واذا كان الامر كذلك فعلى الاقل اريد الموت بظمير مرتاح توقف صرخت كانديس وهي تمسح الدموع التي نزلت على وجهها انت لن تموت، اتفهم انت لن تتركني لا استطيع العيش من دونك سيزار، فكر في الموت مجددا وقد اقتلك بيدي العاريتين.
ابتسم سيزار لزوجته بحب، كانت علاقتهما قوية رغم كل الالم والعذاب الذي تجرعاه في الماضي، كان حبهما قويا حتى ليتخطى الم الخيانة. لعله يراهن على ان يكون حب ليون وانجلينا اقوى حتى من حبه هو وكانديس وان يغفرا اخطاء الماضي قبل فوات الاوان. في مكان اخر بالمستشفى وقفت انجلينا بملابس الجراحة الزرقاء، كانت تحدث مارك والذي كان ينظر الى فحوصات سيزار المخبرية والتي قامت بها للتو.
ضغطه مرتفع قليلا، لكن غازات الدم جيدة، من المرجح ان نحجز غرفة العمليات الليلة مارايك انجي هزت انجلينا كتفيها، قبل ان تقول، لا اعلم مارك، على العموم انت تعرف رأيي انا لن اساعد في عملية سيزار لقد اتخذت قراري تكونين غبية اذا فعلت ذلك رد مارك دون ان يزيح بصره عن اشعة سيزار الصدرية وقبل ان تستطيع الاجابة علا صوت من ورائها جعلها تلتفت بدهشة مارك جزافيير و العارضة الجملية.
اهو يوم جلب الشقراء الى العمل، ام ان غرورك الكبير اصبح اكبر من ان تحمله لوحد مارك ابتسم مارك قبل ان يدير راسه وينظر الى صاحب الصوت وينفجر ضاحكا اندرياس كيف حالك، قال مارك بمرح ردا على الكلمات التي اصابت انجلينا بالمرض نظر مارك الى انجلينا قبل ان يقول: انت تتذكرين اندرياس اوناسيس اليس كذلك.
بالطبع قالت انجلينا وهي ترمق الرجل الاسمر بنظرات حاقدة، كيف لي ان انسى لقد تحرش بي في اول يوم لي بالجامعة ثم صب علي دلو ماء بارد حين تجاهلته في الحفل ضحك اندرياس بمرح قبل ان يمد يده لانجلينا مصافحا كانت مزحة انجلينا لكني لا اظن انك فهمتها لا لااظن ذلك ردت انجلينا وهي ترمقه ببرود،.
اندرياس اوناسيس رئيس اتحاد الطلبة، والعضو الهام في الاخوية اليونانية، لطالما تسبب لها بالاحراج، وحتى حين ارتبط اسمها باسم لوشياس اورليوس لم يكف يوما عن مضايقتها او تذكيرها بنسبها المنحط والذي لا يليق بالارتباط بدم ملكي كدم لوك. اخيرا ارى انك اصبحت طبيبة، ام انك هنا لحمل غرور مارك فقط ما رايك انت قالت انجلينا وهي ترمقه بنظرات حاقدة.
اذا اظن ان الفريق قد اكتمل الان، انجلينا ما رايك ان تخبري اندرياس عن الحالة بما انك ملمة بها. اومات انجلينا براسها قبل ان تاخد الملف من على النضد وتضعه في يد اندرياس بعنف، هنا ستجد كل شيء عن حالة سيزار، استمتع قالت انجلينا قبل ان ترحل وتترك اندرياس يبتسم بمرح. انجلينا لم تتغير قال اندرياس معلقا بالطبع قال مارك وهو يتاملها ترحل بخطوات واثقة.
حل المساء سريعا وكما طلب سيزار كان الجميع ملتفا حوله حتى ديمتريوس والذي فضل الانزواء في ابعد مكان في الغرفة عاقدا ذراعيه حول صدره. كان ليون جالسا الى جانب والده، اولمبيا والتي قررت المجيئ رغم رفض ليون، كانت اكثر شخص مكروه، حتى اكثر من ديم نفسه. رمقتها صوفية بنظرة كره صريحة قبل ان تقترب من والدها تعانقه في حب ابي اريدك ان تعدني، ستقاوم اليس كذلك انت ستعدني مفهوم ابتسم سيزار وهو يعانق صوفية.
طفلتي الصغيرة، اعدك انني سافعل مابوسعي للعودة كانديس كانت واجمة ترمق ليون بنظرات ساخطة، كيف له ان يجلب اوليمبيا معه في حضور انجلينا. قطع حبل افكارها صوت سيزار والذي كان يسال باصرار عن لوشياس الن ياتي سال بخيبة امل سياتي رد ليون وهو يعصر اصابعه الى ان استحالت بيضاء لقد اتصلت به منذ دقائق، سيصل في أي لحظة جيد قال سيزار قبل ان يعو د للاتكاء على الوسائد وتغرق الغرفة الكبيرة في الصمت.
فتح الباب فجاة وظهر مارك واندرياس واخيرا انجلينا بمعطفها الطبي الابيض وسماعتها الحمراء والتي زينها دب وردي صغير، هدية ولديها في عيد الميلاد والتي اظهرتها بمظهر متدربة صغيرة اقتربت من سيزار وابتسمت له ابتسامة مجاملة، قبل ان ترفع راسها وتلتقي عينيها بليون والذي كان يتاملها بلهفة، وتنتبه الى اولمبيا والتي وضعت يدها سريعا في يد ليون وابتسمت لانجلينا بدورها.
اشاحت انجي بوجهها عن المنظر الذي اصابها بالغثيان قبل ان تاخد ملف سيزار تقلبه بضياع. كان مارك يتامل الموقف المحرج ببرود. يشعر بالمها وبالجرح الكبير لكبريائها لكنه كان عاجزا عن القيام باي شيء لمساعدتها حاول اخراجها من الموقف البارد الذي وضعها ليون فيه، ليكسر الصمت اخيرا. سيد اورليوس هل انت مستعد رفع سيزار راسه بعد ان كان يرمق كانديس بنظرات حزينة بهذه السرعة دكتور جازفيير.
اخشى ان عمليتك تحتاج الى الكثير من الوقت، كما ان ضغط دمك كما ارى في احسن احواله منذ دخولك المستشفى لذلك يجب علينا ان نستغل هذه الفرصة كان سيزار يريد ان يعلق على غياب لوك، لكنه ما ان حاول الرد مجددا حتى فتح الباب و ظهر لوك، بطوله الفارع ارجو انني لم اتاخر كثيرا، قال لوك وهو ينظر الى والده بنظرات غريبة ابتسم سيزار لابنه بمحبه وهو يقول لا بني في الوقت المناسب اتيت كالعادة.
ابتسم ابتسامة باهتة، قبل ان يلتفت الى صاحب الصوت الذي قال بمرح لوك اورليوس واخيرا بعد كل هذه السنوات علت نظرة استغراب عيني لوك وهو ينظر الى اندرياس ليقول اندرياس اوناسيس، لقد مر وقت طويل باالتاكيد، رد اندرياس، منذ سرقت الملاك الصغير وفررت هاربا منا كاللص سمعت ان لديكما ولدان الان زوجتك رفضت مكالمتي. اظنها لازلت حانقة علي منذ اخر مرة تصلب فك لوك، وعصر على قبضته بعنف.
رفعت انجلينا راسها بذهشة بعد ان كانت تحاول تجاهل الجميع، دافنة راسها في ملف سيزار الطبي اخشى انك فهمت الامر خطءا قال مارك محاولا تهدئة الموقف وهو ينظر الى ليون والذي علت نظرة القتل عينيه انا قلت السيدة اورليوس، لكنني لم احدد من يكون زوج انجلينا وهذا خطئي اوه هذا يعني انكما لم تتزوجا قال اندرياس بدون تصديق تزوجت انجلينا من ابني الاكبر ليون رد سيزار محاولا انهاء الموضوع.
وهما على وشك الطلاق اضافت اولمبيا سريعا، قبل ان تمسك بيد ليون وتقول حبيبي كنت افضل ان اترك الامر لوقت اخر، لكن نظرا للظروف اظن ان سيزار سيسعد كثيرا بهذا الخبر. ودون مقدمات: ليون انا انتظر طفلا قالت اولمبيا بابتسامة مشرقة فتحت عينا ليون على اخرهما، بينما وضعت كانديس يدها على فمها تكبت صرخة استهجان. غصت صوفية بالقهوة التي كانت تشربها، قبل ان يسقط الفنجان على الارض.
اما لوك وديم فكانا واجمين ولا يظهر على وجههما اية مشاعر انسانية علت نظرة تسلية وجه اندرياس للموقف الغريب قبل ان يقول بصوت غلب عليه المزاح هذا رائع، مبروك انا سعيد لاجلكما اقصد لاجلكم وهي يرمق انجلينا والتي لم يبدو عليها الاهتمام بالخبر. انجلينا قال ليون بصوت متوتر وهو ينظر اليها بنظرة اختلطت فيها جميع المشاعر، الاعتذار الحب، قلبه يقصف ضلوعه بالم وكانه يشعر انها تنسل من بين يديه وتنتزع من داخل روحه.
لكنها ظلت واجمة كانها لم تسمعه قبل ان ترسم على وجهها ابتسامة سخرية وتقول تهاني القلبية اولمبيا، اشكرك عزيزتي ردت اولمبيا ببراءة وكانها لم تقم باي عمل مشين. اغلقت انجلينا الملف الذي كانت تتامله ووضعته تحت ذراعها قبل ان تقول مخاطبة مارك ساذهب لاستعد للجراحة الان.
اومئ مارك براسه غير قادر على الاجابة، نظراته مسلطة على غريمه، كان من المفروض ان يكون سعيدا لانه لم يعد يحتاج الى محاربته من اجلها، ليون وبما فعله كان قد دق المسمار الاخير في نعش علاقتهما المهزوزة لكن للغرابة كان يشعر بالاسى، فالموقف كان مؤلما للجميع فكيف بالاحرى لانجلينا والتي لم تظهر عليها أي علامة للثاتر وكان الامر لا يعنيها وكانه ليس زوجها من اتى بعشيقته امام الجميع لتفتخر بخبر حملها السعيد.
ابتسم ديم بسخرية وهو يرمق ليون بنظرة مشفقة قبل ان يقترب ويهمس قرب اذنه بهدوء، مبارك يا ابن العم واخيرا ستخرج من حياة انجلينا الى الابد لوك كان الوحيد الذي يجز على اسنانه غيظا، رمق ليون بنظرة مرعبة قبل انيلحق بانجلينا والتي انسحبت من الغرفة بهدوء.