انجلينا الفتاة الرقيقة تركها ليونيديس بعد يوم واحد من الحب الجارف لينسى وجودها ويتركها جاهلا ان تلك الليلة الفريدة تركت اثرا على انجلينا من المستحيل زواله
هل تسامحه انجلينا الان بعد ان عاد
لكن اليس لعودة ليونيديس سبب ملح
هذا ما سنعرفه بين طيات هذه الرواية المفعمة بالحب بالكره والكبرياء
مقدمة الرواية
تفحص ليونايديس الملف الموجود أمامه بوجه بارد كالرخام الشيء الوحيد الذي يظهر أنه ليس تمثالاً كان العرق النابض في عنق والذي يبين مدى حدة غضبه المكبوت، نهض من على كرسي مكتبه الفخم وهو يفك ربطة عنقه. يشعر بالاختناق.
اتجه نحو نافدة مكتبه المطلة على الميناء حيث يرسو أسطوله وفخر عائلته، حاول أن يسترد هدوءه ونظرته الجليدية قبل أن يلتفت إلى المحقق الذي بدا واقفا وكأن على رأسه الطير
" لقد قمت بعمل ممتاز " قال ليونايديس دون أن تبتسم شفتاه " كنت لأحصل على معلومات أكثر لو منحتني مهلة أطول سيدي "" لا، ليس هناك ضرورة " قاطعه بجفاء: " ما توصلت إليه أكثر من كافٍ، يمكنك الإنصراف الأن. "غادر المحقق يحمد الله أن شخصاً اخر سيتعامل مع هذا الغضب الجامح في عينيّ ليونايديس.
بعد خروج المحقق عاد إلى مكتبه يحدق في الأوراق والصور، لديه طفل.
طفل لم يكن يعرف عنه شيئاً
" اللعنة كيف حصل هذا؟ "
لطالما افتخر بأنه رجل محترم. يوناني أصيل ليفاجأ اليوم بأن له طفل خارج إطار الزواج، مرر أصابعه بعصبية في شعره. يا إلهي لِمَ الآن؟
فتح مجيبه الآلي وخاطب سكرتيرته آمراً: " اتصلي بديمتريوس و اطلبي منه الحضور "
بعد خمس دقائق عاد مجيبه الآلي ليرن: " سيدي، السيد أورليوس هنا "
" دعيه يدخل وألغي كل مواعيدي لليوم، لا تدعي أحداً يزعجنا "
" حاضر سيدي "
دخل ديميتريوس بمزاجه المرح، كان صلباً كابن عمه. لهما الجسم الرياضي نفسه. نفس الملامح الواثقة والوجه الوسيم لكن فقط ليونايديس من يمتلك تلك النظرة المثيرة التي تغري النساء و تجعلهن يقعن صريعات سحره
" ما بك يا صديقي تنفث دخاناً؟ " قال ديميتريوس مازحاً: " لقد أصيبت مارتا بالتوتر بسببك " ظهر على وجه ليونايديس تقطيبة شديدة: " دعك من مارتا الآن و استمع لما سأخبرك به "
جذبت نبرة صوت ليونايديس اهتمام ديميتريوس وانقلبت ملامحه المازحة إلى أخرى جدية: " ما بك أخبرني؟ " لم يتكلم ليونايديس. لم يعد قادراً على الكلام، بداخله أتون من الغضب يهدد بالإنفجار
زج بالمغلف في يد ابن عمه: " يمكنك أن تعرف بنفسك "
قطب ديميتريوس وهو يقلب الوثائق بين يديه قبل أن يرفع رأسه مشككاً: " ما هذا الهراء؟ هل انت واثق ليونايديس؟ ربما هناك خطأ. أعمالنا توقفت بنيويورك منذ سنة "
" تماماً " زفر بضيق واضح.
كان ديميتريوس يحرك رأسه غير واثق مما يجب أن يقول، التفت إلى ليونايديس. كانت عينا هذا الأخير مظلمة بشدة، مطلقا لم ير ابن عمه في مثل هذه الحالة حتى في أسوأ المواقف، كان يتعامل ببرود يُحسد عليه برود. اليوم اختفى ليحل محله بركان!
" ما الذي تنوي فعله؟ ما الذي جعلك تبحث عنها من الأساس؟ "
ارتسم على وجه ليونايديس تعبير غريب وهو يقول: " لا أعلم لماذا! ربما كان حدسي، ربما إحساساً بالمسؤولية. لست أدري ما الذي دفعني للبحث عنها "
" هل للسبب علاقة بأناركي؟ هل هو تخوفك من الارتباط؟ " أضاف ديميتريوس مشككاً
صمت ليونايديس، كان ابن عمه قرأ ما يجول بداخله. أناركي فتاة طيبة وستكون زوجة مطيعة وأماً صالحة. لكنه لا يريد الزواج. ليس منها بالتحديداللعنة عليكِ أنجلينا. شتم من بين أسنانه. ستدفعين ثمن استغفالك لي وإخفائك لابني عني غالياً، سأجعلك تندمين. هب واقفاً بعصبية مخاطباً ديميتريوس: " لقد قررت، سأذهب لإحضار ابني وأنتَ ستأتي معي. "
فصول
رواية وعاد من
جديد الجزء الأول
رواية
وعاد من
جديد الجزء الاول للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الأول
حطت طائرة ليونايديس في مطار نيويورك، اخير تنفس الجميع الصعداء، طاقمه تنفسوا الصعداء لكونهم سيبتعدون عن رب عملهم ومزاجه النكد بعد رحلة اقل ما يقال عنها انها رحلة من الجحيم، حراسه لم يكونوا اوفر حظا من طاقم طائرته كال ليونايديس للجميع من نفس الكأس حتى ديميتريوس الذي ترك كل اعماله ليرافقه لم يسلم هو الاخر من مزاج ابن عمه السيئ، كان جو نيويورك ماطرا مكهربا ينذر بهبوب عاصفة وشيكة، لا يمث بصلة للجو الدافئ و الشمس المشرقة لسماء اثينا مما زاد من حدة مزاج ليونايدس.
ثيوس الا يكفيني ما انا فيه لابتلى بموظفين اغبياء غير اكفاء وجو من الجحيم صرخ ليونايديس على المضيفة اللتي كانت تعيد ملء كأسه للمرة العاشرة قبل ان تتعثر لتصيب بعض القطرات قميصه.
-يكفيي ليوناديس قال ديموتريوس بنفاذ صبر واضح - اهدا قليلا، مزاجك هذا بدا يؤثر على الجميع من حولك - تامل ليوناديس الكاس الفارغ بيده بعد ان افرغ محتواها في حلقه دفعة واحدة قبل ان يلوح به الى الحائط محطما الكاس الى شظايا، فليذهب جميع من حولي الى الجحيم لست مهتما، صرخ وهو ينهظ عن كرسيه مترنحا، هب حارسه الشخصي ليسنده.
- ابتعد عني دفعه ليونايديس باشمئزاز لا احتاج لمساعدتك، كان حريا بك مساعدتي منذ سنة وابعاد تلك الساقطة عني ما كنا لنكون في هذا الموقف اليوم.
باشارة واحدة من يده اخلى ديمتيريوس الطائرة في ثوان الكل مصاب بالذهول، ليونايديس كان دائما باردا لا يظهر عليه أي انفعال لكنه اليوم كان يغلي من الغضب، بقي ديمتريوس فقط يرافقه الحارس الشخصي لابن عمه
- يكفي ليون لقد اسرفت في الشرب كثيرا تحتاج الى الاستلقاء، ما رأيك لو ننزل بهدوء قبل ان نسبب لانفسنا بفضيحة اعلامية وتلوكنا السنة الصحف غدا.
ابتسم ليونايديس ابتسامة ساخرة - الفضيحة قد وقعت بالفعل يا صديقي والسقوط سيكون مبهرا، عائلة اورليوس وابنهم الغير شرعي عنوان جميل اليس كذلك، ضحك ليونايديس بهستيرية
- لا بعد تفكير افضل ان ابقى هنا اضاف بصوت مثقل انا لم اصل بعد الى الثمالة احتاج الى المزيد من الشراب هيا اعطني كاسا اخرى.
- كاسا اخرى احقا ليون؟ قال ديم غير مصدق قبل ان يحمله على الوقوف ما تحتاجه الان هو حمام بارد،
امسك ديميتريوس بكتف ابن عمه بمساعدة حارسه، لم يعد يستطيع المشي باستقامة، كان ثملا ببساطة –
هيا يا صديقي فلنذهب من هنا
النوم هو ما تحتاجه بالضبط
بعد ساعات:.
استيقظ ليونايديس بشعور كريه راسه سينفجر من الالم، عادت اليه ذكريات الليلة السابقة كشريط طويل، لعن بشدة تهوره واسرافه في الشراب وهو الذي وعد نفسه انه لن يعود الى الشرب منذ تلك الليلة التي كان فيها ضائعا شارد الذهن لدرجة انه لم يتذكر معظم ما حصل، وبعد سنة هاهو يفاجئ بأنه اب لطفل رضيع.
احتاج لأسبوع من الانتظار ليراها، انجلينا لم تكن في نيويورك، سافرت لتزور صديقة لها ببوسطن هذا ما اخبرته المؤجرة العجوز اللتي ما ان رأته يطرق بابها حتى اتت للتتعرف عليه وإخباره بكل ما تعرفه عن جارتها الحسناء وطفلها الصغير.
- فتاة مسكينة، ليس لديها اقارب على حد علمي أبواها توفيا منذ زمن، لم يحتج ليونايديس للسؤال كانت المرأة اكثر من مستعدة للحديث بل ودعته لشرب القهوة في منزلها، لم يكن ليرفض فرصة اتته على طبق من ذهب سيعرف كل ما يحتاجه من العجوز، هل لانجلينا اصدقاء او حتى حبيب من تخالط، اين تعمل فهو اكيد من انها لم تعد تعمل في مجال العرض. عندما بعث التحري الخاص للبحث عنهاو لم يكن مهتما بكل التفاصيل كان يريد فقط ان يعرف اين اختفت بعد تلك الليلة، لم يكن مستعدا للصدمة التي نزلت على رأسه وهو ينظر لصور انجلينا مع طفل رضيع.
- كان ذلك منذ 4 اشهر تقريبا استطردت العجوز اتت تحمل طفلا صغيرا لم يتعدى من العمر اياما اخبرتني انها تحتاج الى شقة بعد ان باعت شقتها لتسديد ديون المستشفى الباهظة، الطفل ولد في شهره السابع واضطروا الى وضعه داخل حاضنة تخيل المسكين كانا صغيرا وشاحب اللون وهي لم تكن في حالة احسن منه اشفقت عليهما معا واجرتها الطابق العلوي من شقتي وأخذت على عاتقي مساعدتها في الاعتناء بالصبي، كان ليونايديس يضغط على نفسه بقوة لكي لا يطرح السؤال اللذي يحرق شفتيه (ما اسم ابنه ).
العجوزكانت تتحدث باسهاب، اسمت الصغير اندرياس، لا اعرف لماذا اختارت اسما يونانيا، كانت كمن تكلم نفسها بصوت مسموع ربما لديها اصول يونانية من يدري الناس هنا مختلطوا الاجناس، انا لم اسالها فهي عادة لا تحب التحدث عن الماضي، انا اناديه اندي بالطبع هو ما زال صغيرا ليفهم لكنني اكاد اقسم ان هذا الصغير شعلة من الذكاء سيكون له شان سوف ترى
هل تريد مزيدا من القهوة سيد، لم اتعرف على اسمك بعد.
- اسف سيدتي كان علي تقديم نفسي ادعى ليونايديس فاسكيس اورليوس
يمكنك ان تدعيني بليون
- انت يوناني
-نعم سيدتي اجابها بفخر
اذا انت قريب انجلينا اليس كذلك.
ابتسم ليوناديس ابتسامة لم تصل عينيه (قريب لتلك الحقيرة، فقط عندما يتجمد الجحيم ) يمكنك قول ذلك سيدتي انها قرابة بعيدة.
-قرابة بعيدة او قريبة ليس مهما المهم انك اتيت في الوقت المناسب فانجي تحتاج بالشدة لمن يمنحها يد العون الفتاة علىى شفير الافلاس لم يسعفها بيع منزلها في تسديد كل الديون والمستشفى يضغط بقوة لكي تدفع الدين كاملا، لا اعرف ما الذي يحصل، العالم اصبح قاسيا انجي ليس لديها تامين والطفل يحتاج الى متابعة دورية واشياء اخرى حليب اصطناعي وادوية واشياء كثيرة، نصحتها ان تقوم بارضاعه طبيعيا لكنه ترفض الفكرة تماما، ولا افهم اسبابها كان ليون يضغط على فكه بقسوة تخاف على قوامها هذا ما فكر فيه بالطبع هي انانية، لم يعد قادرا على كبح غيظه لمدة اطول، اخر ما يريده الان هو ان تعرف العجوز سبب زيارته حدق اندريوس في ساعته للحظة انه بالفعل تاخر على موعده بديميتريوس، نهظ مودعا المراة العجوز.
يجب علي الرحيل الان سيدتي شكرا على كرم ضيافتك...
- العفو بني انه واجبي، سكتت العجوز قليلا قبل ان تنظر الى ليوناديس وفي عينيها رجاء هل ستعود مرة اخرى لرؤيتها - فقط اذا وعدتني انك لن تخبريها عن زيارتي اريدها مفاجئة
ابتسمت العجوز
- هذا فعلا رومانسي.
ابتسم ليونايديس بدوره للعجوز ابتسامته الساحرة، يعرف وقع ابتسامته على قلوب ألنساء لطالما فتحت الابواب المقفلة امامه، وأوقعته ايضا في مشاكل لا تحصى، حسنا سيدتي علي الرحيل
- في رعاية الله بني عد يوم الجمعة انجلينا ستكون قد عادت...
في طريق عودته فقد ليونايديس كل تبصره وعقلانيته، للمرة الالف غرس اصابعه في شعره الاسود اللامع حتى اصبح مبعثرا، لا يعرف ما عليه فعله.
منذ علم بامر الصبي ومشاعر محتدمة تؤجج صدره، لم يره بعد لكنه يحس بواجب الحماية اتجاه هذا الطفل. طفله هو، بالطبع انه يوناني حبه لطفله شيء فطري بداخله ابنه الصغير يحتاج اما وبالتاكيد لن تكون انجلينا، سيمنحها ما يعلم أنها تريده، بضعة ملايين لتتنازل عن حضانته بعدها سياخد ابنه معه الى بيته الحقيقي، اناركي ستتفهم وستكون اما رائعة لاندرياس لديه الان ايام من الانتظار بعدها كل شيء سيعود الى ماكان عليه، الفكرة اخيرا أعادت اليه القليل من سلامه الداخلي وجعلته يرتخي في مقعده بعمق ليفكر مجددا في الوضيعة التي استغفلته متوعدا بصب جام غضبه عليها.
ستدفعين الثمن انجلينا ستدفعين الثمن وسيكون غاليا اعدك.
تاااابع اسفل