أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتدى جنتنا، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .

المنتدى للقرائه فقط -- للمشاركه انتقل الى منتديات جنتنا الجديده -forums.janatna.com





رواية انتقام مجهولة النسب

ظلام دامس أطبق عليها، حقد أعمى غلف قلبها، باتت تائهة فى دروب الإنتقام، إنتقام أَهلكها أولاً قبل أن يهلك من حولها. عندما ..



14-03-2022 09:44 مساء
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 






t22108_1891

ظلام دامس أطبق عليها، حقد أعمى غلف قلبها، باتت تائهة فى دروب الإنتقام، إنتقام أَهلكها أولاً قبل أن يهلك من حولها. عندما ذاقت مرارة أن تفقد شخصا عزيزا عليك، تراجعت عن فكرة إنتقامها ولكن متى؟ بعد فوات الآوان، بعد أن مسه الأذى. ندمت أشد الندم أنها استسلمت لشيطانها، ولكن حدث ما حدث وانتهى الأمر.

أحبها بشده، وأحبته أيضاً ولكن عندما أتته الطعنة؛ لم يتوقع أن تاتى منها وأن تطعنه فى ظهره بدلاً مِن أن تقف بجانبه.
لم تكن تريد أن يمسه أى سوء ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن وتسببت فى أذيته وانتهى الأمر.

خوف من فقدانه إستحوذ عليها، فصارت تتوسل له ليسامحها فهل سيفعل؟ أم سيتحكم به شيطانه هذه المرة ويثأر لكبريائه وكرامة الرجل بداخله؟
فصول رواية مجهولة النسب
رواية انتقام مجهولة النسب بقلم شيماء رضوان الفصل الأول

تَسللت بخفة مع رفيقتها الى داخل الملهى الليلى، وهى ترتدى ثياب رجالية، ورفيقتها ترتدى مثلها، فهى الصحفية العنيدة ألاء الصاوى، فتاه بيضاء البشرة، تتميز بعيونها العسلية الواسعة، ليست طويلة ولا قصيرة، ملامحها عادية، ولكن َطلتها سَاحرة، تَُوفى والداها وهى فى سن السابعة، أما والدتها تَوفت من سته اشهر، تبلغ من العمر خمسة وعشرون عاماً.

أَمَّا رفيقتها فهى سلمى الاسيوطى، ابنة رجل الاعمال الشهير مراد الاسيوطى٬ فتاة بملامح هادئة ٬ولكنها تجذبك اليها ٬ تَوفت والدتها من اربعة سنوات، تعيش مع والدها ٬وهى الابنة الوحيدة لَه٬ عيناها بنية، تتميز بالبشرة البيضاء، ليست طويلة وليست قصيرة، تعمل مع ألاء بنفس الجريدة، لكنها ليست متهورة ولا تحب المغامرات كألاء وهى فى نفس عمرها.

كانت سلمى تجلس بجوار ألاء على إحدى الطاولات داخل الملهى، وشعرت ألاء برجفتها، فَتأففت من خوف سلمى الشديد، يكفيها قلقها مِن ذلك المكان، فنظرت لها بغيظ ثم أردفت بخفوت:
-هتودينا فى داهية الله يحرقك، اثبتى إنتى بتتنفضى كده ليه ؛محسسانى إنِّنا فى حرب!

نظرت لها سلمى بغضب وذهول من برودة هذه البلهاء،هم فى مكانٍ خطير، يُديره أسوء وأخطر مجرمين مصر،هی خائفة وترتعش، أما ألاء لا تُبالى، فأردفت بغيظ وهى تلكزها بخفة:
-إنتى مجنونة يا ألاء، إحنا موجودين فى مكان زبالة زى الزفت ومش عايزانى اقلق، إنتى مش خايفة أنا مالى، ذنبى ايه، كان يوم إسود لما وافقت اجى معاكى، انا مالى ومال الموضوع ده!

نظرت لها ألاء بغيظ وتأففت؛ فهى طوال الطريق وسلمى تقول هذا الكلام.
جزت سلمى على أسنانها من تلك الباردة،وبلغ قلقها عنان السماء، وأردفت والقلق بدأ يتآكلها ويتملك منها.
-متتكلمى يا بنتى ساكتة ليه؟
لم ترد عليها ألاء سوى ببضع كلماتٍ مقتضبة، قائله:
اسكتى بقى ايه بالعة راديو!

تأففت سلمى من عدم مبالاتها وعدم تقديرها لوضعهم الخطير،وأخذت تدعو الله أن ينجيها هى وصديقتها،ويخرجوا مِن هذا المكان سالمتين.
نظرت لها مرة أخرى وجدتها بنفس نظراتها الباردة التى تراقب بها المكان فقالت:
-أنا مش فاهماكى، إحنا فى مكان خطير وإنتى مش هامك! مش عارفة اشمعنا القضية دى بالذات اللى اتمسكتى بيها وكل الصحفيين فى الجريدة رفضوها؟

تذكرت ألاء موقف جميع الصحفيين بالجريدة، حينما عرض مدير الجريدة هذه القضية، فخافوا جميعهم بلا إستثناء بمن فيهم سلمى أمَّا ألاء إبتسمت وقبلت المهمة، مما أدهش المدير أن جميع الرجال بالجريدة رفضوا العمل بها وهى فتاة وقبلتها! فكما أطلق عليها سابقا فتاة المهام الصعبة، وهو يعرف مدى صداقة وحب سلمی لألاء فأسند اليها هذه المهمة؛ حتى تعاون ألاء بها ولا تتركها بمفردها، فوافقت سلمى على مضض حتى لاتترك صديقتها بمفردها.

تنهدت ألاء وأخرجت زفيراً مُعبأ بالقلق، نعم ألاء قلقه من تواجدهم بهذا المكان ؛ لأن الخطأ الواحد سيودى بحياتهم٬ ولكن لا تريد أن تشعر سلمى بخوفها، يجب أن تظل إحداهما متماسكة؛ حتى يخرجوا منتصرتين من ذلك المكان٬ فقالت:
بطلى خوف يا سلمى ٬ان شاء الله ربنا هينصرنا٬ الراجل صاحب الكباريه ده بيتاجر فى الاعضاء والبنات بيخطفهم ويشغلهم لحسابه فى الدعارة والنهارده هيسلم دفعه من البنات لاصحاب بيوت الدعارة.

نظرت لها سلمى بخوف وأردفت بخفوت:
-أنا عارفة كل ده؛ علشان كده انا مرعوبة،خايفة ننكشف ويعمل معانا زى البنات دی أو يقتلنا!
نظرت لها ألاء قليلاً فهى محقة فيما تقوله، ولكن أربتت على يدها بتشجيع وقالت:
-متخافيش إن شاء الله هنخلص من القضية دى على خير.

آمَّا فى نفس الملهى الليلى، يجلس على إحدى الطاولات يراقب المكان بعينين حادتين كالصقر٬ ينتظر الفرصة المناسبة للهجوم؛ فهى قضية حياته كما يسميها فهو:
حمزة نصار٬ ضابط شرطة عصبى الى حد كبير٬ له اعين حادهة كالصقر طويل الى حد ما ٬ جسده قوى بحكم عمله يبلغ من العمر ثلاثون عاما.
أما صديقه فهو مصطفى الشناوى ابن اللواء حامد الشناوى، شاب قوى كحمزة، أصدقاء منذ الطفولة٬ يمتلك العيون العسليه٬ طويل نسبياً.
نظر حمزة الى مصطفى بحدة وأردف بخفوت:
-المرة دى مش عايز غلط يا مصطفى، والبت الصحفية مش عايزها تتدخل فى القضية دى!

نظر له مصطفى بخبث وأردف بهمس:
-قصدك ألاء الصاوى أنا مش شايفها فى المكان، شكلها معندهاش خبر بالقضية دى.
نظر له حمزة بسخرية فهو أدرى شخص بألاء الصاوى، يجمع عنها كافة المعلومات، فهى لا تترك قضية إلا وتتدخل بها، امسك الماء الذى امامه وشربه دفعة واحدة قائلا:
-بس أنا حاسس إنها هنا ألاء الصاوى مش سهلة ومش بتخاف.
أماء له مصطفى برأسه بمعنى أتفق معك،وأردف بخفوت:
-معاك حق إنت تعرف كل حاجة عنها وعمرك مشوفتها!

نظر له حمزة بجمود فصديقه محق٬ لكنه لايريد أن يري صوراً٬ لها يريد أن يراها واقفة امامه٬ تلك الفتاة العنيدة التی سمع عنها الكثير عن قوتها وشجاعتها، فقال بخبث ظهر فى عينيه جلياً:
-لازم أعرف كل حاجة عن غريمتى، وموضوع مشوفتهاش ده أنا أقدر أجيب صور ليها، بس أنا عايز أقابلها وجهاً لوجه وأشوفها على الطبيعة.
نظر مصطفى لصديقه طويلا، منطقه غريب جدا فقال:
-إنت غريب آوى، المهم أنا خليت رجالتنا تحاوط المكان وينتظروا الإشارة بس من غير ما حد يحس.
اماء له حمزة بمعنى تمام ثم عاود مرة أخرى المراقبة بصمت.

بعد قليل
لاحظ حمزة حركة غير طبيعية من صاحب المكان وحراسته، فهمس لمصطفى قائلا:
-يالا بينا شكلهم بداوا التسليم!
نهضا حمزة ومصطفى من أماكنهم وتسللوا بخفة وراء الحراس دون أن يلاحظونهما، ووجدا أنهم يتجهون الى غرفة مكتب مدير الملهى الليلى، وكانت غرفة كبيرة جداً يستخدمها كمكتب وايضاً لتسليم البنات،وهناك مخرج سري ليخرج منه مَن يستلمون الفتيات؛ لكى لا يرونهم أحد من زبائن الملهى.

كانت ألاء تراقب المكان ولاحظت هى الأخرى تحركاتٍ غريبة٬ فأمسكت الكاميرا التى كانت تخفيها بين طيات ملابسها، وإبتسمت فقد حانت المعركة التى كانت تنتظرها حان الوقت لتاخذ حقوق تلك الفتيات المغلوبات على أمرهن،لكزت سلمى فى يدها بخفه قائله:
-يالا يا سلمى لازم نتحرك من ورا.
إبتلعت سلمى ريقها فهى خائفة بشدة ولكن لن تترك صديقتها فى هذا الخطير بمفردها.

تحركت الفتاتان بالفعل ووصلتا الى المكتب ووجدتا عليه حراسة، فذهبتا الى الجانب الأخر حيث يوجد نافذة نصف مغلقة كانت ألاء قد اتفقت مع إحدى العاملات بالملهى ان تتركها مفتوحة لهما.
علمت ألاء أنها فتاة تعمل بالملهى منذ وقتٍ طويل قد اختُطفت من أهلها ولا تستطيع العودة اليهم بسبب صاحب الملهى،فاتفقت معها أن تجعل النافذة نصف مغلقة حتى تتمكن الفتاتان من التصوير.

وصلت كلاً مِن سلمى والاء الى النافذة،وبدأت ألاء فى التصوير، حيث كانت تتم الصفقة وتبادل الأموال والفتيات والإبتسامات الكريهة بين المتواجدين بالغرفة،والخوف والذعر المرتسم بوضوح على وجوه الفتيات البائسات المتواجدات بالداخل.
كان حمزة ومصطفى وافراد الشرطة على وشك الإقتحام، وتخلصوا من الحراسة التى كانت أمام المكتب فى هدوءٍ تام، فسمعوا صوت إطلاق النار واقتحموا الغرفة وتم تبادل إطلاق النار وسقط بعد العملاء الذين كانوا يستلمون الفتيات قتلى،وأصيبت فتاتان، وتم القبض على الجميع وحاصر افراد الشرطه المكان.

قبل قليل
أثناء إلتقاط ألاء الصور لعملية التبادل التى تتم داخل المكتب، رأها أحد الحراس من داخل المكتب وأطلق عليها النار، ولكنه أخطا ولم يصيبها.
ركضت ألاء ومعها سلمى ووراءهما الحراس فى المكان المخصص لتوقف السيارات،وكانوا يطلقون عليهما النيران فى محاوله لقتلهما.
بعد أن تم القبض عليهم وإنتهاء العمليه، سمعا صوت اطلاق النيران، وتتبعا الصوت الى ان وصلا الى موقف السيارات.
كانتا مختبئتين خلف إحدى السيارات،وكانت ألاء تضع يدها على فم سلمى التى ترتجف من الخوف حتى لا تصدر صوتا،وكانتا قد أزالوا الشعر المستعار وماكياج الوجه وإرتدت سلمی حجابها،فمن يراهم يعرف انهم فتيات.

كانت سلمى يتملكها الرعب من فكرة أن يمسكوا بهما٬ وأثناء اختباءهما، رأهما أحد الحراس فوقف أمامهم، ووجه سلاحه فى اتجاههما، واستعد لإطلاق النار.
نطق كلا من الفتاتان الشهادتين، وتم إطلاق النار ولكن لم تصب الرصاصة إحداهما، بل اخترقت رأس المجرم من الخلف.
شهقت سلمى من الخوف أمَّا ألاء تمتمت الحمد لله أن الله نجَّاهم من ذلك المجرم، ووقفت الفتاتان ليرحلا، وجدوا أمامهما حمزة نصار ومصطفى الشناوى
عندما رأهما حمزة بملابسهما الرجالية علم أنهما من الصحافة وأيقن أن إحداهما تلك الصحفية القوية.

تحدث حمزه بسخرية:
-مين فيكم ألاء الصاوى؟
نظر الى سلمى وجدها ترتجف فنظر الى "ألاء" وجدها جامده فى مكانها فأشار اليها قائلا:
أكيد انتى!
-نظرت له ألاء بسخرية وأمسكت يد سلمى لتذهب.
مشت خطوتان، وتوقفت حينما سمعته يقول:
-إستنى عندك يا انسة.
التفتت له ألاء وقد تملكها الغيظ تريد أن ترحل من هذا المكان، يكفى ما كان يحدث منذ قليل،فقالت
-نعم يا حضرة الضابط،عايز ايه؟

سار حمزة ومعه مصطفى اليهما ووقف امامها قائلا: بهدوء:
عايز الصور اللى صورتيها.
نظرت ألاء لسلمى قليلا ثم وجهت نظرها الى حمزة قائله بنبرة جامدة:
-أنا مصورتش حاجة يا حضرة الضابط، ملحقتش أصور.
ضحك حمزة قليلا بسخرية وقال:
-معتقدش إنك عرضتى نفسك للخطر من غير ما تطلعى بسبق صحفى.
استفز ألاء حديثه فهتفت بحدة:
-أه صورت، بس معلش مش هقدر أديك حاجة، أنا عرَّضت حياتى وحياة صاحبتى للخطر علشان الصور دى،وحضرتك جاى عايزها بكل سهولة كده!

نظر لها حمزة بضيق قائلاً:
-أنسة ألاء لازم الصور، واوعدك إنك لما تعدی عليا فى المديرية بكرة هتخديها، لازم ناخد نسخة منها لإنها دليل إدانة ليهم.
ردت الاء بسخرية:
-بس إنتوا مسكتوهم متلبسين، أظن إنكم مش محتاجين الصور فی حاجة.
إقترب منها حمزة قليلا وقال بحدة:
-الناس اللى إتقبض عليهم شخصيات على أعلى مستوى، وممكن يطلعوا منها زى الشعرة من العجين، لكن لو معانا صور فكده ثبتنا التهمة عليهم ومش هيقدروا يخرجوا منها.

نظرت له ألاء بهدوء تستشف منه ما يجعلها تصدقه، وقالت:
-وإيه يخلينى أصدقك ننك هتدينى الصور؟
أجابها حمزة بنبره تحمل القوة:
-أنا حمزة نصار وكلمتى وعد وسيف على رقبتى.
تاااابع اسفل
 
 



14-03-2022 09:51 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [1]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية انتقام مجهولة النسب
رواية انتقام مجهولة النسب بقلم شيماء رضوان الفصل الثاني

لم تجد حلاً سوى الإنصياع لطلبه،فأخرجت مِن حقيبتها الكاميرا ثم أخرجت منها الفيلم الخاص بالصور وأعطته له قائلة بجديه واصرار:
-بكرة إن شاء الله هاجى علشان أخد الفيلم.
جذبت صديقتها من يدها ومشت من امامه دون ان تسمع رده عليها.
نظر حمزة امامه بجمود تلك الفتاة حقاً عجيبة، نظرة عيناها،والتحدى الواضح فيهما بقوة ونظر للفيلم بيده وأعطاه لمصطفى قائلاً بجمود:
-خد الفيلم ده طلَّع عليه نسخة علشان ألاء تاخده بكرة.

بعد فترة
وصلت ألاء مع سلمى الى شقتها.
دلفت الفتاتان الى الشقة وجلست سلمى على أقرب أريكة قابلتها بتعب واضح،وقالت:
-الحمد لله إن الموضوع ده عدى على خير يا ألاء، وإن بابا مسافر مش هنا وسايبنى عندك الفترة دى.
لم تجيبها ألاء التى كانت شاردة فى أمر الضابط الذى اخذ منها الفيلم، تُرى هل سيعيده إليها أم لا ؟
فرقعت سلمى بأصابعها امام وجه ألاء،وقالت:
-ايه يا بنتى رحتى فين؟ أنا بكلمك من الصبح.

نظرت لها ألاء بتساؤل وقالت:
-معلش يا سلمى مسمعتكيش كنتى بتقولى ايه؟
ضحكت سلمى عليها،وقالت وهى تدلف الى الغرفة المخصصة لها:
-لا مبقولش أنا تعبانة وعايزة أنام.
دخلت سلمى غرفتها وتركت ألاء شاردة مجدداً ولكن فى أمر أخر.
عوده الى وقت سابق
كانت ولاء متسطحة على فراشها وقد تملك منها التعب،وتلفظ أنفاسها الأخيرة، فنظرت لإبنتها قائلة بتعب:
-ألاء عايزة أقولك على حاجه مهمهة يا بنتى!

أمسكت ألاء يد أمها وقبلتها قائلة بدموع:
-قولى يا حبيبتى سامعاكى.
إبتلعت المرآة ريقها بتوتر وقالت:
-إنتى مش بنتى يا ألاء سامحينى على اللى هقوله، وإوعى تقاطعينى؛ لإنه معدش وقت خلاص،
أنا كنت مش بخلف ولفيت كتير عند الدكاترة، وبعد فترة طويلة من علاجى بقيت حامل وكنت تعبانة فى حملى، والدكتور قالى إن نسبة نجاة الجنين ضعيفة،وجه يوم الولادة ولدت ولد بس مات ساعتها قعدت اعيط فى حضن جوزى إن بعد ما حملت فيه بصعوبة وقعد فی بطنی تسع شهور راح منى قبل ما ألمسه،جوزى قالى إن شاء الله ربنا هيعوضنا.

بعدها بشوية لقيت ممرضة باين على وشها إنها خايفة وقالتلی إن فی بنت حياتها فی خطر، ولازم أخدها أنا وأربيها،وافقت، وبعد شوية دخلت عليا بيكی وكنتی لسه مولودة، وطلبت منی أعتبرك تعويض من ربنا علی ابنى اللی مات ولما سألتها فين أهلهك؟ قالتلى إنك بنت عيلة كبيرة أوى يا ألاء، وإن أبوكى غنى، وجت واحدة من عيلة أبوكى وطلبت من الممرضة دی إنها تتخلص منك وتجيب أى طفل ميت تحطه مكانك، ولما الممرضه خافت وقالتلها لا، الست دى قالتلها إنها هتضرها وكمان هتقتلك، فالممرضة أخدتك منها وجابتك ليا وخدت ابنى وحطته مكانك وإدتنى عنوانها وأخدت عنوانی، وجت كذا مرة تشوفك وتطمن عليكی ولما إنتی كبرتی ودخلتی الثانوی ساعتها طلبت منی إنها تيجی تقولك علی الحقيقة علشان تاخدی حقك منهم،بس أنا رفضت وغيرت العنوان وإتصلت بيها اعتذرتلها إنی مش هقدر أغامر بيكی، هيا كانت مصرة إنك تعرفى لإنهم ظلموكى يا بنتى، وانا اللى برفض إنك تعرفی لإنى خايفة عليكى بس خلاص معدش فى العمر قد اللى راح دورى على اهلك وخدى حقك منهم.

أعطت لها امها ورقة مدون بها عنوان الممرضة التى تركت المشفى عقب تلك الحادثة.
بعد وفاه أمها بفترة بدأت ألاء البحث عن أهلها، وذهبت الى تلك الممرضة ولكن وجدتها سافرت مع زوجها وأبنائها الى إحدى الدول العربية.
منذ ذلك الوقت وألاء تتردد على العنوان كل أسبوع.
عودة الى الوقت الحالى
تنهدت ألاء بتعب وهى تدلف الى غرفتها قائلة:
-ياترى هترجعى إمته ؟أنا تعبت،ست شهور وانا بدور عليكى.

فى إحدى المناطق الراقية الى حد ما
منزل عتيق وكبير، يغلب عليه الطابع الكلاسيكى، يتكون من عدة طوابق،ففى الطابق الأول يسكن الجد جلال نصار صاحب المنزل وكبير عائلة نصار، رجل كبير يبدو عليه الحكمة والدهاء، ويسكن معه حمزة حفيده الأكبر،وشقيق حمزة شاب صارم قاسي الملامح يدير مع عمه أعمال جده وهى تجارة الموبيليا يدعى حسن نصار،وأيضاً يسكن معهم الابن الأكبر لجلال وهو فاروق نصار مسافر دائماً لا يعود الا فى الأعياد والمناسبات.

أما الطابق الثانى يتواجد به ابنه الأصغر فوزى نصار، رجلٌ فى العقد الخامس من عمره، حكيم وذكى، طيب القلب، لا يسمح بالتجاوز او الخطأ،صارم مع أهل بيته، ويسكن معه زوجته مديحة وابنته مريم.
فزوجته مديحة ...امراه مليئة بالغموض،عندما تنظر اليها لا تفهمها ولا تستطيع سبر اغوارها.
أمَّا مريم ابنته فتاة لا تعبئ بمن حولها،ما يهمها هو مصلحتها ليس أكثر،جميله الى حد ليس بالكثير ولكنها تجذبك اليها،ماكرة وخبيثة الى حد كبير..

نهض جلال نصار من على كرسيه عندما جاء حمزة حفيده الى المنزل فى وقتٍ متاخر ويبدو على وجهه الضيق الشديد، وعندما راه حمزة تنهد بتعب فسيبدأ جده بالمحاضرة اليومية
إقترب الجد على عصاه الخشبية التى يستند عليها قائلاً بهدوء:
-مينفعش ترجع متأخر كده يا حمزة، الساعة عدت اتنين يا بنى،وأنا قاعد قلقان عليك، أخوك نايم جوه من بدرى، بيخلص شغله بدرى وبيقعد معايا أو مع عمك، إنما إنت محدش بيشوفك خالص.

تنهد حمزة بتعب يريد أن يريح جسده بعد عناء اليوم والمهمة التى نفَّذها مع أفراد الشرطة، وأخر همه الآن أن يناقش جده فى أمور عمله،فقال بنفاذ صبر:
-يا جدى أنا عارف الحوار ده هيوصل لايه فى النهاية، فمن الأخر يعنى أنا مش هسيب شغلى،أنا مليش فى تجارة الموبليا،حضرتك معاك عمى وحسن أخويا إنما أنا بحب شغلى يا جدى ومش مستعد أسيبه نهائى.

إبتسم الجد فحفيده لديه صلابة الرأس والقرار الصارم مثله، ولكنه يريده أن يترك عمله الذى يؤرقه، يخاف أن يفقده كما فقد والده من قبل،فوالد حمزة كان ضابطاً أيضاً وتوفى فى إحدى المهام التى كان مُكلف بها، وتُوفيت زوجته بعده بأشهر قليلة حزناً عليه، وتركت حمزة وحسن ليربيهم جدهم ويتولى أمرهم هو وعمهم فوزى، أما عمهم فاروق فهو مسافر دائما.

قطع الجد صمته قائلاً بنبرة يشوبها الإنكسار:
-براحتك يا حمزة بس أنا خايف أخسرك زى ما خسرت أبوك الله يرحمه.
إقترب منه حمزة بسرعة وقبل يده قائلاً:
-الأعمار بيد الله يا جدى،بابا مات شهيد، ودى موتة كل الناس بتحلم بيها، وحد الله يا جدى.
إبتسم له جده قائلاً
- لا اله الا الله
قطع كلامهما إستيقاظ حسن شقيق حمزة الأصغر قائلاً بمزاح:
-ايه الجو الأسري ده! الساعة اتنين يا جماعة أجلوا الحنان ده للصبح.

إبتسم الجد له قائلاً:
-ملكش فيه إنت، روح نام يا حسن.
إقترب حسن من جده بابتسامة قائلاً
-كده يعنى أخرج منها، خلاص إشبعوا ببعض هروح أكمل أنا نوم، تصبحوا على خير.

دخل حسن ليكمل نومه وسط ضحكات الجد على حفيده.
صمت الجد قليلا ونظر بعمق لحمزة قائلاً:
-إدخل نام يا حمزة،الوقت إتاخر وربنا يحفظك يا ابنى.
فى صباح اليوم التالى
إستيقظت مريم وإغتسلت وارتدت ثيابها لتتأهب للذهاب الى النادى.
خرجت الى الصالة وجدت أمها وأبيها يتناولون الإفطار.

إبتسمت مديحة لها قائلة:
-تعالى يا مريم افطرى.
إبتسمت مريم لأمها وقالت:
-صباح الخير يا ماما.
ثم وجهت نظرها الى أبيها الذى يقرأ الجريدة وقالت:
-صباح الخير يا بابا.
ردت مديحة عليها قائلة بابتسامة بشوشة وهى تضع يدها على وجه مريم بحنان:
-صباح النور يا حبيبتى.

نظر أبيها لها قائلاً:
-صباح النور يا مريم، إنتى نازلة على الصبح كده رايحة فين.
جلست مريم على طاولة الافطار لتتناول معهم الطعام قائلة بتوتر لأبيها بدون ان تنظر له:
-رايحة أقابل صُحابى فى النادى يا بابا.
ألقى فوزى الملعقة التى كانت بيده على الطاولة بغضب انتفضت له مديحة وارتجفت له مريم وقال:
-أنا قلت قبل كده صحابك المستهترين دول تنسيهم، شوفيلك ناس محترمة تمشي معاها يا مريم، مش بنت فوزى نصار اللى تمشي مع ناس مش متربية فرحانة بفلوس أهلها، وخروج للنادى تانى مفيش فاهمة ولا لأ ؟

لم ترد عليه مريم التى ترتجف من حدة أبيها،
فقال بغضب مرة اخرى:
-فاهمة ولا لأ ؟
إنتفضت مريم قائلة بخوف:
-فاهمة يا بابا فاهمة.
تابع فوزى.حديثه الغاضب قائلاً:
-وهدومك دى مش هدوم واحدة محترمة تغيريها وتلبسى هدوم تدارى جسمك،مش تعرضه للناس.
حاولت مديحة الحديث معه إلا أنَّه أشار لها بيده أن تصمت تماماً وقال:
-إنتى بالذات مسمعش صوتك!

غادر فوزى المكان بغضب الى غرفته؛ ليكمل إرتداء ملابسه من أجل الذهاب للعمل برفقه ابن أخيه.
التفتت مريم بحنق الى أمها التى نزلت دموعها على وجهها وقالت:
-شايفة يا ماما اللى بابا بيعمله فيا،مانعنى أروح النادى وعايزنی أنسي صاحباتى اللى أعرفهم، وكمان بيتحكم فى لبسي انا زهقت أوووف.
أزالت مديحة دموعها بقلب منكسر منذ فعلتها القديمة التى دفعت ثمنها غالياً،ومازال فوزی يُعاملها بجفاء، مرت سنوات عديدة أصبحت لا تهتم لعددها من كثرتها ومازال يعاملها نفس المعاملة،هى تعذره على معاملته؛ فما فعلته خطأً لا يُغتفر.

تنهدت بحزن وقالت لابنتها:
-إسمعى كلام أبوكى يا مريم هو عايز مصلحتك ومحدش هيخاف عليكى قده.
تركت أمها الطاولة هى الأخرى ودخلت الى زوجها لعله يسامحها يوماً.
أما مريم ضربت بيدها على الطاولة بغضب قائلة:
-أنا زهقت من التحكم ده، هخلص منه امته و من العيشة دى؟
دقَّ هاتفها وكانت إحدى صديقاتها ( صديقات السوء ) تهاتفها عن طريق الفيديو:
ردت مريم عليها وظهرت صورة صديقتها ملك على شاشة الهاتف.

نظرت مريم لملك بضيق قائلة:
-ايوة يا ملك!
إبتسمت ملك بخبث قائلة:
-إيه هتيجى ولا لأ ؟
تأففت مريم بحنق قائلة:
-أه هاجى بس هتاخر شوية؛ لغاية ما بابا ينزل لسه مزعقلى ومانعنى أروح النادى،هستنى شويه كده لغاية ما ينزل وبعدين أجى.
إبتسمت ملك قائلة:
-ماشى يا مريم هستناكى، متتأخريش أوى علينا الشلة كلها فى إنتظارك.

أنهت مريم مكالمة الفيديو مع ملك وظلت جالسة مكانها بملل الى أن ارتفع صوت والدها بشدة مما جعلها تذهب، وتقف بجوار الغرفة؛ لتعلم ما يدور بداخلها.
قبل قليل دخلت مديحة الى غرفتها هی و زوجها وجدته يرتدى ملابسه فجلست على الفراش منتظرة انتهائه لتتحدث معه.
إنتهى فوزى من إرتداء ملابسه وإلتفت وجدها تجلس على الفراش،آلمه الحزن الظاهر على قسمات وجهها،ولكنه لا يستطيع مسامحتها؛ فهى السبب فى إبتعاد أخيه وسفره الدائم تنهد بتعب واتجه اليها قائلاً:
-عايزة ايه يا مديحة؟

إبتسمت مديحة أبتسامة يشوبها الإنكسار والحزن قائلة:
-هتفضل تعاملنى بالطريقة دى لغاية إمتى يا فوزى؟ مش ناوى تسامحنى بقى ؟ أنا اعتذرت للكل عمى نفسه سامحنى إشمعنى إنت؟
صمت فوزى قليلاً ثم قال:
-بابا صحيح سامحك، بس أخويا فاروق ياترى سامحك يا مديحة، فاروق مش راضى يعيش هنا يا مديحة بسببك،أخويا بينزل فى المناسبات بس علشان بابا،فرقتينا عن بعض، كان ممكن أسامحك لكن لا مش هسامحك إلا لو فاروق سامحك ورجع يعيش هنا تانى وأتجمعنا زى زمان يا مديحة.
نزلت دموعها بكثرة على وجنتها،فغضب بشدة وأمسكها من ذراعها قائلاً بصوت وصل الى مسامع ابنته.

-دلوقتى بتعيطى،خربتى الدنيا زمان، كنتى السبب فى موت مرات أخويا،بسبب حسرتها على بنتها نزفت وشالوا ليها الرحم،وماتت لما عرفت إن عمرها مهتكون أم تانی، أخدتى البنت ووهمتينا إنها ولد ونزل ميت سألنا على الممرضه ملقناش ليها أثر ولا حتى تعرفى اسمها، ومحدش عارف إذا كانت بنت اخويا عايشة ولا ميتة، لييييييه كده لو مكنتيش شلتى الرحم وحسيتى باحساس امينة مرات فاروق انها مش هتخلف تانى مكنش حد فينا هيعرف باللی حصل، ساعتها ضميرك صحى واعترفتى بكل حاجة، ياريته صحى من زمان قبل ما يحصل فينا كل ده يا مديحة.

شهقت مريم التى كانت تقف تستمع لكلامهم أيعقل ان والدتها كانت قاسية هكذا ؟ فرقت أم عن ابنتها!
ولكن لم يعنى الأمر مريم كثيراً،ما يهمها أنَّه لابد أن يخرج والدها لتخرج هى الى النادى وتقابل أصدقائها.
دق جرس الباب، فتأففت مريم وذهبت لتعرف من الطارق وكان حسن.
ابتسم حسن لها عندما رآها، فهى معشوقته،معذبة فؤاده، يعشقها منذ الطفولة، ولكنه لا يستطيع البوح بكل هذا لانه يعلم بحبها لاخيه حمزة،ولكن حمزة لا يعيرها أى اهتمام.

تلاشت ابتسامته عندما رأى ما ترتديه، وكانت ترتدى فستان يصل الى قبل الركبة بقليل،مكشوف الذراعين، ذو فتحه عند الصدر اغضبته هيئتها فأمسكها من ذراعها بغضب قائلاً بصوت عالى:
-أنا مش قلت لبسك ده يتغير،مش بتسمعى الكلام ليه؟ هتفضلى عندية لامته يا بنت عمى؟ إزاى تفتحى الباب بالمنظر ده وفى رجالة فى البيت؟
تأوهت مريم بشدة بسبب ضغطه على ذراعها وقالت له:
-ااااه سيب إيدى ملكش دعوة بيا يا حسن أنا حرة!

ضغط على ذراعها أكثر فصرخت بشدة ووصل صوتها الى والدها ووالدتها،فخرجوا ليروا ما بها.
جاء صوت فوزى الحاد قائلاً:
-سيب ايدها يا حسن!
ترك حسن ذراعها قائلا بحدة:
-شايف لبسها عامل إزاى يا عمى!
رجع فوزى لهدوءه مرة أخرى قائلاً:
-أنا لسه مبهدلها على لبسها يا حسن، يالا بينا على شغلنا.

خرج حسن من الشقة وتبعه عمه والتفت فوزى مرة اخرى الى ابنته قائلاً بحدة:
-مريم لبسك يتغير زى ما قولتلك!
خرج والدها فدخلت الى غرفتها بغضب وصفعت الباب وراءها، ووقفت أمام المراة تتامل العلامات التى تركتها يد حسن على ذراعها بغضب قائلة:
-هتفضل تتحكم فيا لغاية إمتى يا حسن ؟ أتجوز حمزة بس وهمحيك خالص.

14-03-2022 09:52 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [2]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية انتقام مجهولة النسب
رواية انتقام مجهولة النسب بقلم شيماء رضوان الفصل الثالث

إضطرت مريم الى تبديل ملابسها، لإخفاء العلامات على ذراعها الى فستان يصل الى الركبة،بذراعين من اللون الازرق، به فتحة صدر واسعة الى حد ما وحملت حقيبتها متوجهة الى الخارج.
قبل ان تفتح مريم باب الشقة منعتها والدتها قائلة بترجی:
-بلاش تنزلى يا مريم،أبوكى مش هيسكت، وكمان قالك غيري لبسك إنتى ليه عنيدة كدة؟ هتضيعى نفسك بسبب عندك مع أبوكى!

ظلت مريم تنظر لأمها وهى تتأفف؛ فقد تأخرت على أصدقائها،يكفى ما قاله والدها وحسن أيضاً .أتاتى والداتها لتعطلها هى الأخرى! لا لن تسمح بذلك.
فتحت مريم الباب وخرجت بدون أن ترد على نداء والدتها المتكرر بعدم الذهاب والبقاء فى المنزل.
وضعت مديحة يدها على وجهها قائلة:
-أستر يا رب فوزى لو عرف مش هيعديها، أنا هتصل على حمزة هو اللى هيجيبها، بلاش أقول لحسن لانه عصبى اوى وهيا هتعند معاه.

بالفعل إلتقطت مديحة هاتفها، وإتصلت على حمزة وأخبرته ما حدث،وطلبت منه الذهاب وراءها والعودة بها الى المنزل قبل ان يعرف والدها بخروجها.
فى منزل ألاء الصاوى
إستيقظت ألاء من النوم، وإغتسلت وأدت فرض ربها،وارتدت ثيابها، ومشطت شعرها الاسود ذو الخصلات القصيرة التى تكاد تصل الى بداية كتفيها، أخذت حقيبتها وأعدت نفسها جيداً للذهاب الى حمزة؛ لأخذ الفيلم منه وتسليمه لرئيس تحرير الجريدة التى تعمل بها.

خرجت ألاء من غرفتها وجدت سلمى قد تجهزت ايضاً واعدت طعام الإفطار.
رأتها سلمى وهى قادمة نحوها فإبتسمت لها إبتسامة واسعة أظهرت نواجزها قائلة لها:
-صباح الخير يا لولو.
جلست ألاء على الطاولة الخاصة بالافطار، وامسكت العيش وبدأت تقطيعه، قائلة:
-صباح النور اقعدى افطرى علشان نلحق نمشي.
جلست سلمى بجانبها قائلة:
-ماشي يا ألاء بس إحنا مينفعش نروح الجريدة من غير الفيلم بتاع صور القضية، رئيس التحرير هيرفدنا!

شرعت ألاء فى تناول طعامها بلامبالاه لحديث سلمى.
تملك سلمى الغيظ من الباردة التى بجوارها، تأكل فى صمت ولا ترد عليها،فلكزتها بحدة فى ذراعها قائلة:
-كلمينى زى ما بكلمك هو أنا بكلم نفسي؟
نظرت ألاء لها ببرود، ورفعت حاجب واحد لها قائلة:
-انتى اد الحركة اللى عملتيها دى يا بنت الأسيوطى.
ابتسمت سلمى لها ابتسامة واسعة وقالت:
بلاش دور الباردة ده لإنى مبحبهوش وجاوبينى.
نظرت ألاء لها بسخرية قائلة بهدوء:
-هو مش الظابط إمبارح قال نعدى عليه النهاردة وهيدينا الفيلم يا أذكى إخواتك،هناخده بقى ونطلع على الجريدة نسلمه.

فى مديرية الامن
كان حمزة يحقق مع المتهمين الذين أحضرهم بالأمس فى قضية الإتجار بالفتيات، ورن هاتفه وكانت زوجة عمه تخبره بضرورة الذهاب للنادى واصطحاب مريم، وأخبرته بما حدث بين مريم ووالدها،وقلقها الشديد ان يعلم والد مريم انها خرجت بعد أن منعها مِن ذلك.

أنهى الإتصال مع زوجة عمه واخذ يفكر ماذا يفعل؟ لا يمكنه ترك التحقيق والذهاب، ووجد أنَّ الحل الإتصال بحسن فهو من سيذهب الى النادى ويحضرها.
إتصل به حمزة، وعندما أخبره بحديث زوجة عمه غلى الدم فى عروقه، خرجت مع أن والدها منعها من ذلك، فأخبر أخيه أنه سيذهب لإحضارها.
أنهى الإتصال مع أخيه وتعلل لجده وعمه بأنَّ لديه عملٌ هام خارج المعرض،واستقل سيارته للذهاب اليها.

فى النادى
كانت مريم تجلس مع صديقاتها الذين يرتدون ملابس تشبه ملابسها وصوت ضحكاتها يجعل المارون ينظرون اليها،منهم من تعجبه ضحكتها ويقف ليراقبها، ومنهم من يستحقرها على صوت ضحكها العالى.
كانت تمر من جانبهم صديقة قديمة لمريم فتاة متدينة تدعى سهام، ترتدى الملابس الواسعة عكس مريم، دائماً تنصحها وتحاول أنَّ تجعلها تترك أصدقاء السوء ولكن مريم لا تستمع لها وأصبحت ايضاً لا تتحدث معها.
وقفت سهام أمام مريم وصديقاتها بإشمئزاز واضح على قسمات وجهها لما يرتدونه،ووجهت حديثها لمريم قائلة:
-عايزة أتكلم معاكى يا مريم.

نظرت لها مريم بضيق ظهر عليها وقالت:
-أنا مش فاضية يا سهام، وقت تانى نبقى نتكلم.
حزنت سهام على معاملة مريم لها بذلك الضيق ولكنها لن تستسلم، يجب أنْ تُصلح من حال صديقتها، لم تكن مريم فى السابق هكذا ولكن منذ ان تعرفت على ملك وصديقاتها الأخريات جرفها التيار واصبحت نسخة عنهن.
تنهدت سهام قائلة مرة اخرى:
-عايزة أتكلم معاكى يا مريم، مش هعطلك خمس دقايق بس.
تأففت ملك صديقة مريم قائلة:
-يووووه جرى ايه يا شيخة سهام مقالتلك مش فاضية يالا امشي من هنا ولا إنتى ناويو تتهزقى!

غادرت سهام بعد سماعها إهانتها بأذنيها، ودعت الله أنْ يصلح حال مريم، ويرزقها الزوج الصالح الذى يأخذ بيدها للطريق المستقيم.
تأففت مريم بضيق واضح علی قسماتها قائلة:
-مكنش ينفع اللى قلتيه لسهام ده يا ملك هيا كانت عايزة تتكلم معايا مش اكتر!
نظرت لها ملك بضيق يبدو جلياً على قسمات وجهها وقالت:
-أكيد الشيخة سهام كانت عايزة تكلمك على لبسك وتخليكى تلبسي هدوم واسعة وشكلها وحش زيها، وانا مش عايزاكى تلبسي بالطريقة اللوكال دى، ولو سمعتى كلامها يا مريم تبقى كده خرجتى من الشلة وتبقى عدوتنا!

صمتت مريم ولم ترد على حديث ملك، لا يمكنها ارتداء الثياب التى تشبه ثياب سهام،لا يمكنها ذلك!
مر وقت يتحدون فيه ويضحكون حتى جاء شاب اليها، ووقف امامها يتاملها بخبث واضح قائلاً بابتسامه سمجة:
-عايزك دقيقتين نتكلم فيهم لوحدنا يا مريم لو سمحتى!
نظرت له مريم بضجر وقالت:
-احنا مفيش بينا كلام يا عمرو!
لكزتها ملك بخفة،وهى تنظر لعمرو بخبث قائلة بدلع:
-عيب كده يا مريم،قومى شوفيه عايز ايه،عمرو برده مش قليل، ده جنتل مان اوى ومحترم جداً، وصديق ليا، وانا كده هزعل منك.

تاأففت مريم ونهضت مع عمرو الذى أخذها الى إحدى الأماكن المنزوية، خلف احدى الاشجار، قائلاً بابتسامة صفراء:
-ليه بتهربى منى يا مريم ؟وانتى عارفة انى بحبك ليه المعامله الميري دى؟
نظرت مريم له بحدة حتى تُنهى موضوعه للابد، ملت من كثرة كلامه انه يحبها،ولكن كفى هى لا تحبه! وانما تحب حمزة ابن عمها،ولا ترى امامها غيره،
كان قريب منها فدفعته بيدها فى صدره،فرجع الى الوراء قليلاً فقالت له:
-بص يا عمرو أنا مبحبكش، ولا عمرى حبيتك أصلا، وقلتلك الكلام ده اكتر من مرة، أحسنلك تبعد عنى، كفاية كده بقى!

جاءت مريم لترحل إلا أن ذراع عمرو منعتها، وقربها إليه بشدة فى محاولة منه لتقبيلها عنوة بدون رضاها!
حاولت مريم الإبتعاد عنه قدر الإمكان ؛حتى لا يقبلها.
كان حسن قد وصل ورأها عندما كانت تقف تتحدث مع عمرو،فغلى الدم فى عروقه،واسرع فى خطواته ليصل اليها، وعندما راى أنه يريد تقبيلها عنوة ركض اليها.
كانت مريم تصارع عمرو بشدة وهو لا يمل ولا يريد تركها، ولكن حسن قد وصل ودفعه بشدة ليقع على الأرض، وجثا فوقه وأصبح يكيل له اللكمات حتى كسر أنفه، ونزف وجهه بشدة.
جاء أشخاص من النادى، وحاولوا تخليص عمرو من براثن حسن، ونجحوا فی ذلك بعد صعوبة.

نهض حسن ووقف بغضب ونيران حارقة ظاهرة فى عيناه،أمام مريم التى كانت تبكى وتقف بجانب صديقاتها.
كانت مريم تشهق من الخوف والغضب، الظاهر على وجه حسن الذى أمسك يدها بشدة،وأخذها وخرج من النادى، وسط نظرات الجميع منهم الحاقدة، ومنهم الشامتة، ومنهم المشفقة.
دفعها حسن بعنف واضح داخل السيارة، وأغلق الباب وذهب الى الجانب الأخر، وركب بجانبها وهو يحاول التنفس بشدة.
التفتت له وهى معترضة على طريقة خروجها من النادى، فقالت بحدة:
-انت ازاى تسمح لنفسك تتصرف كده،وتسحبنى زى الجاموسة قدام الناس!

كان رده عليها صفعة نزلت على وجنتها قائلاً بغضب:
-فرحانة بجسمك ونظرات الإعجاب فى عيون اللى حواليكى، قلتلك كتير غيري لبسك؛ بس إنتى مكبرة دماغك، صحيح الشاب هو اللى كان عايز يبوسك بالعافية، لكن إنتى اللى ادتيه فرصة لكده بكلامك وهزارك معاهم؛ طمعتيهم فيكى،وجرأتيهم عليكى، إنتى غلطتى ولازم تتادبى يا بنت عمى.

إنطلق حسن بها الى المنزل وسط دموعها الحارقة على وجنتيها، وبشرتها الشاحبة،وجسدها الذى ينتفض بشدة،هل سيخبر أبيها وجدها؟ إن سامحها جدها لن يسامحها أبيها، وتذكرت حوار امها أنَّ أبيها مرت سنوات تزيد عن العشرين ولم يسامحها يوما، ترى هل سيضربها أمْ لا؟
قطع شرودها وصلولهم الى المنزل، وترجل حسن من السيارة وذهب إليها، وأخرجها بعنف من السيارة فاصطدمت به.

نظرت إليه بعيونها الباكية المتوسلة وقالت:
-الله يخليك يا حسن بلاش بابا يعرف،أرجوك يا حسن بابا مش هيسامحنى، بابا عصبي اوى، أرجوك بلاش يعرف يا حسن!
أغلق حسن عينيه بضعف أمام توسلاتها الباكية، معها حق أباها لن يرحمها، لا يسامح المخطأ، يعلم قصة عمه فاروق وزوجته امينة مع زوجة عمه مديحة، بالرغم من بكائها وتوسلاتها لم يسامحها الى الآن.
عندما طال صمته همست مريم بضعف قائلة:
-حسن قلت ايه؟

فتح عينيه بحدة قائلاً:
-هسكت المرة دى يا مريم، لكن المرة الجاية محدش هيمنعنى، وأنا اللی هعاقبك على أخطائك دى، يالا إطلعى على فوق!
مع حديث حسن الذى طمأنها نوعاً ما،إلَّا أنَّها مازالت خائفة أن لا يَصدُق فى حديثه.

"أمام مديرية الامن"
ترجلت سلمى من سيارتها بصحبة ألاء، ودلفوا الى داخل المديرية، ووقفوا أمام أحد الضباط، فقالت ألاء بجدية:
-لو سمحت يا حضرة الضابط، ممكن أشوف الضابط حمزة نصار؟
كان مصطفى قريب منهم نسبياً، ورأى سلمى التى تقف صامتة، بينما ألاء تتحدث بطلاقة وثقة لا يهمها شيء، فذهب إليهم مبتسماً لرؤيته لسلمى لا يعرف لماذا إبتسم عندما راها ؟ولكن الأهم أنَّه يبتسم!

وصل اليهم ونظر فى عينى سلمى قائلاً:
-أنا عارف مكانه، اتفضلوا معايا!
نظرت ألاء له بضيق فهو يبتسم كالأبله لسلمى، التى أخفضت نظراتها خجلاً من نظراته، فقالت ألاء بحدة:
-يالا بينا يا حضرة الضابط
ذهبوا معه الى مكتب حمزة، ودق مصطفى على الباب حتى أذن لهم حمزة بالدخول قائلاً
أُدخل!

دخل مصطفى ومعه ألاء بنظراتها القوية النافذة، وسلمى بنظراتها الخجولة.
وقف حمزة وحياهم، وعندما جلسوا أمر لهم حمزة بشئ بارد ليشربونه،فقالت ألاء ببرود:
-إحنا مش جايين نشرب يا حضرة الضابط، إحنا عايزين الفيلم بتاع الصور!
إبتسم لها حمزة قائلاً:
-الفيلم موجود،بس ممكن اعرف ليه بتعرضى حياتك للخطر كده؟

ابتسمت له ألاء ببرود وقالت:
ده شغلى زى ما سيادتك بتعرض نفسك للخطر علشان شغلك!
زفر حمزة قائلاً بضيق:
-يا أنسه إحنا رجالة، إنما إنتوا بنات، إنتى مشفتيش صاحبتك كانت بترتعش إمبارح إزاى، دى كانت ميتة من الخوف!
نظرت ألاء لسلمى وقالت بقوة:
لإنها مكنتش عايزة تيجى ؛وجت بس علشان مبقاش لوحدى.

زفر مصطفى بغيظ قائلاً:
طيب مفيش غير قسم الحوادث اللى إنتوا شغالين فيه؟ فين الطبخ والفن اللى فى الجريدة عندكم؟
إغتاظت سلمى من كلام مصطفى،فتحدثت قائلة:
ليه يعنى مفيش فرق بين الست والراجل، أنا صحيح كنت خايفة لإن المكان كان خطر،وطبيعى يبقى جوايا شعور الخوف إن لو اتمسكنا هيحصل فينا زى البنات التانية!
نهضت ألاء من مكانها بنفاذ صبر قائلة:
أظن الكلام خلص، ممكن حضرتك تدينى الفيلم؛ لإنه إتأخرنا على الجريدة.

زفر حمزة بضيق من تلك الواقفة أمامه ببرود. لا يعرف لما تولد شعور لديه أنها تخصه ويجب أن يحميها؟ وشعور اخر بدأ ينمو بداخله لا يعرف له تفسير.
أخرج من درج مكتبه الفيلم الخاص بالصور،وأعطاه لها قائلاً بحنان لا يعرف من أين أتاه:
-بالتوفيق فى شغلك يا أنسه ألاء،وخدى بالك من نفسك.
نبرته التى تحولت فجأة الى الحنان لا تعرف لماذا أثرت فيها الى هذا الحد؟ لماذا شعرت بالانتماء إليه وأنها تخصه؟ مشاعر كثيرة متداخلة لم تلقى لها بالاً، وخرجت هى وصديقتها من مكتبه متجهة الى مقر الجريدة.

فى مكان أخر
هى فيلا مراد الأسيوطى والد سلمى.
مراد الأسيوطى ...رجل فى العقد الخامس من عمره، أحب امرأة واحدة وهى أم سلمى، توفيت وسلمى فى الرابعة من عمرها، اعتكف على تربية ابنته ولم يتزوج، يحب سلمى ويخاف عليها بشدة،يثق فى علاقتها بالأء؛ فوالد ألاء كان صديقه،عرض على ألاء السكن معه هو وسلمى ولكنها رفضت.
ترجل مراد من سيارته بعد أن عاد من سفره الذى دام أسبوعاً كاملاً، لم يخبر سلمى بموعد عودته ليفاجئها.

تحدثت معه الخادمة قائلة:
-حمد الله على سلامتك يامراد بيه!
أوما مراد برأسه وهو يصعد الی غرفته قائلا:
-الله يسلمك يا هند.
تحدثت الخادمة مرة أخرى قائلة:
-تحب أتصل بالأنسة سلمى أقولها إن حضرتك وصلت؟
التفت لها قائلاً بنفى:
-لا يا هند، أنا هغير هدومى وأروح لها الجريدة، عايز أعمل ليها مفاجاة.

صعد مراد الى غرفته ليأخذ حماماً يزيل به عناء السفر، وأبدل ملابسه ونزل مرة أخرى،مستقلاً سيارته متجهاً الى الجريدة التى تعمل بها ابنته هى وألاء.
كانت ألاء وسلمى مازالا فى الطريق متجهتين الى مقر الجريدة.
نظرت سلمى الى ألاء الجالسة بجوارها فى صمت مخيف وقالت:
مالك يا ألاء؟ من ساعة كلام اللى اسمه حمزة وانتى قاعدة ساكتة!

نظرت ألاء لها بشرود قائلة:
مش عارفة يا سلمى،حسيت إحساس غريب اوى ناحيته!
غمزت سلمى لها قائلة بابتسامه خبيثة:
هى السنارة شكلها غمزت ولا ايه

14-03-2022 09:53 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [3]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية انتقام مجهولة النسب
رواية انتقام مجهولة النسب بقلم شيماء رضوان الفصل الرابع

نظرت ألاء لها بحدة قائلة:
-هو إنتى مفيش فى دماغك غير كده؟
تنهدت سلمى قائلة:
-أمال احساس ايه؟
تنهدت ألاء هى الأخرى قائلة بشرود:
-مش عارفة يا سلمى والله، بس أنا حاسة إنه قريب منى و أعرفه، وإنه مش حد غريب عنى.
نظرت سلمى لها مرة أخرى بسرعة قائلة:
-إنتى لسه بتروحى تسالى عن الممرضة دى اللى مامتك الله يرحمها قالتلك عليها؟

لم ترد عليها ألاء ونظرت الى الجانب الأخر من نافذة السيارة؛ تتابع المارة بشرود.
عضت سلمى على شفتيها بغيظ من صمت ألاء، وإكتفت بالصمت الآن هى الأخرى؛ فقد اقتربوا من الوصول الى الجريدة، وسوف تؤجل الحديث معها الى وقت آخر.
دخلت سلمى وألاء مقر الجريدة،واتجهتا الى مكتب رئيس التحرير، وأذن لهما بالدخول،فدخلتا وتركتا وراءهما الباب مفتوحاً،كما تعودت كلاً منهما عندما تتواجد إحداهما بمفردها مع رجلٌ بالمكتب.

رحب بهما رئيس التحرير ويدعى خليل قائلاً بابتسامة:
-أهلا بالأبطال، طمنونى عملتوا ايه فى المهمة اللى كلفتكوا بيها امبارح؟
ابتسمت سلمى قائلة له:
-تمام يا ريس، كله تمام، صحيح كنا هنموت إمبارح، بس نجحنا الحمد لله.
ضحكت ألاء بشدة على حديث سلمى،وقالت موجهة حديثها لخليل:
-فعلاً يا ريس كنا هنموت إمبارح، لولا اتنين ضباط أنقذونا كان زمان حضرتك دلوقتى بتقرأ على روحنا الفاتحة.

نظر لهم خليل بذهول غير مصدق حديثهم،وقال:
-إنتوا بتتكلموا بجد ولا ايه؟
أومات ألاء له برأسها قائلة بتاكيد:
-والله يا ريس بنتكلم بجد، هو الموضوع ده فيه هزار؟
صمتت ألاء قليلا تنظر لملامح وجه خليل المصدومة بشدة، ثم أخرجت الفيلم الخاص بالصور ووضعته أمامه، قائلة:
-ده الفيلم بتاع الصور اللى صورناها،وهنروح دلوقتى نكتب لسيادتك التقرير ؛علشان ينزل مع الصور.

أخذ خليل الفيلم الخاص بالصور،وطلب إحدى المصورين بالجريدة وطلب منه تحميض الفيلم وإخراج الصور منه .
إنصرف المصور، ونظر خليل الى الفتاتان بجدية قائلاً:
-اقعدوا كده بقى وقولولى ايه اللى حصل هناك بالحرف الواحد؟
جلست الفتاتان أمام خليل، وبدأت ألاء تقص كل شئ، من بداية دخولهما الملهى، وحتى لحظة تنفيذ العمليه، وإطلاق النار عليهما، وإقتحام الشرطة المكان، ومحاولة قتلهما وانقاذ أحد افراد الشرطة لهما.

كان خليل مذهولا مما سمعه،أحقا حدث كل هذا معهما ؟ومع ذلك نفذوا المهمة وأتوا بالصور،فقال بإبتسامة:
-حقيقى إنتوا غلبتوا الرجالة اللى هنا،ربنا يوفقكم فى شغلكم،وتنجحوا اكتر، وتبقوا أكبر صحفيتين فى البلد، إنتوا أبطال بجد.
كانوا غافلين أن مراد الأسيوطى قد وصل الى المكتب، وكان واقفا على الباب، وسمع كل كلمة تفوهت بها ألاء، فقال بغضب وهو يدخل المكتب:
-بلا أبطال بلا زفت، إنت بتشجع بنتين إنهم يعملوا حاجات خطر بالشكل ده تحت مسمى الشغل! هيا دى الأمانة اللى موصيك تاخد بالك منها وأنا مش موجود؟

جاءت سلمى لتتحدث قائلة:
-بابا الموضوع مش كده!
إلا أنه قاطعها قائلا:
-إخرسي يا سلمى !وأنا ليا كلام تانى معاكى بس فى البيت مش هنا، إنتى والأستاذة اللى واقفة ومش فارقة معاها!

كان يشير وهو يتحدث الى ألاء التى كانت تلعب فى حقيبتها وهو يتحدث، تعلم أنه لن يمرر الأمر، إعتادت أن يقوم بدور والدها،والحقيقة أنه لم يقصر يوماً،وهى تحترمه وتحترم كلمته،ادعت أنها تلعب فى حقيبتها؛ لأنها لا تريد النظر فى عينيه،تعلم أنه محق وأنها أخطات فى تعريض حياتها وحياة رفيقتها للخطر ؛من أجل مجدٍ زائف،وشهرة خادعة، ولكنها كانت تناضل أيضاً من أجل أنقاذ الفتيات.
نظرت ألاء اليه بأسفٍ وندمٍ مصطنع ؛حتى تهدئ من ثورته قليلاً وقالت:
-إحنا أسفين يا أونكل ومش هتتكرر تانى صدقنى!

أكدت سلمى حديثها بسرعة قائلة:
-ايوة با بابا،صدق ألاء مش هنكررها تانى،ومش هنمسك قضايا زى دى مرة تانية.
نظر إليهم قليلاً ثم ضحك بسخرية قائلاً:
-تصدقوا أقنعتونى الصراحة، ألاء بتحب المخاطرة وإثبات الذات، واللى أنا متاكد منه إنها بتقولى الكلام ده علشان أهدى مش أكتر!
صمت قليلاً ثم وجه نظره بحدة الى خليل قائلاً:
-مقدرتش تحفظ الأمانة يا خليل،أمنتك على بنتى وبنت صاحب عمرى وإنت خذلتنى!

نظر إليه خليل الواقف بخزى من صديقه، حقاً لم يهتم بالأمانة التى تركها له، أكد عليه عندما سافر أن لا يعرضهم لقضايا خطيرة، ولكنه لم يستطع الصمود امام إصرار ألاء أن تتولى تلك المهمة،ووافق حتى يعطيها فرصة.
تنهد خليل بعمق قائلاً:
-معاك حق يا مراد، وصدقنى مش هتتكرر تانى، أقسم بالله ألاء وسلمى مش هيتولوا قضايا زى دى تانى أبداً.

حل الصمت على الجميع بعد قسم خليل، أمام نظرات سلمى الواقفة بتوتر من أبيها،وألاء التى تشعر بالحنق والضيق من قسم خليل،تعلم أنه سينفذ قسمه، وأنها لن تتولى تلك القضايا مرة أخرى.
قطع الصمت مراد الواقف ينظر بتجهم لألاء قائلا:
كلمة واحدة، ومش عايز إعتراض وخصوصا منك يا أم لسانين !

قال جملته تلك وهو يشير لألاء التى نظرت له بضيق، ثم أكمل حديثه قائلا:
بعد ما تخلصوا هنا تطلعوا على البيت، كل واحدة تحضر شنطتها، وهترجعى معايا الفيلا يا ألاء، هتعيشي معايا، عينى هتفضل عليكى طول الوقت.
قاطعته ألاء قائلة بعزم وتصميم:
-اسفة يا اونكل،انا عارفة إننا غلطنا، بس ده مش معناه أنى أسيب بيتى،مش هقدر أجى أعيش معاكوا!

إقترب منها،ونظر لها نظرات مخيفة قائلاً:
-لأخر مرة بقولك حضرى شنطتك وتيجى مع سلمى على الفيلا، أبوكى وصانى عليكى قبل ما يموت، وأنا لازم أنفذ الوصية،ولازم أحميكى من نفسك.
جاءت ألاء لتقاطعه مرة اخرى، ألا أن سلمى أسرعت ووضعت يدها على فم ألاء وقالت:
-خلاص يا بابا،ألاء هتنفذ كلامك، وهترجع معانا الفيلا، إتفضل روح إرتاح،حضرتك لسه جاى من السفر، وإحنا هنخلص الشغل وهنرجع على الفيلا.
نظر إليهم مراد بسخرية قائلاً:
-أتمنى تنفذوا اللى قلتوه، لإنى مش هسمح بغلط تانى أبدا!

إنصرف مراد وترك ألاء تشتعل غيظاً من حديثه وتهديده لها، فوجهت نظرها الى خليل قائلة:
-شفت يا ريس اللى حصل!
أراح خليل ظهره على الكرسي الجالس عليه وقال بهدوء:
-أحسن حاجة تنفذى كلامه يا ألاء، مراد شديد أوى فى الغلط، وإحنا غلطنا،أنا غلطت لما سمحتلكوا تروحوا مكان زى ده،وإنتوا كمان غلطوا لما أصريتم تروحوا.
قاطعته سلمى بغيظ قائلة:
-لا يا ريس أنا مكنتش عايزة أروح، لكن حضرتك اللى طلبت منى أروح علشان ألاء متبقاش لوحدها.

فى مديرية الامن
كان حمزة يريح ظهره على الكرسي الجالس عليه، وينظر الى السقف بشرود، ويتنهد بين الحين والأخر، يفكر فى ألاء ونظراتها الجامدة دائماٍ، وجهها لا يبدو عليه أى تعبيرات، من يراها لا يعرف أهى حزينة، سعيدة،شاردة،تفكر،ملامحها لا يبدو عليها أى شئ، ونظراتها الباردة المستفزة،
كان مصطفى يجلس أمامه ويراقب شروده الى أن مل، فقال بضجر:
-بقولك ايه يا حمزة؛ إنت مزهقتش، باصص للسقف، وبتفكر، وسرحان، وعمال تتنهد كل شوية، ايه اللى واخد عقلك يا صاحبى؟

نظر له حمزة بدون تعبيرات ظاهرة على وجهه، ثم قال:
-بفكر فى البنت اللى اسمها ألاء،غريبة أوى كإنها جايه من عالم تانى،علطول نظراتها باردة كده مفيش فيها روح،وتبصلها متعرفش اذا كانت حزينة، ولا سعيدة،ولا سرحانة،البنت دى فى كفة والبنات كلها فى كفة تانية خالص!
غمز له مصطفى قائلاً بمرح:
-هيا علقت معاك ولا ايه؟ الله يسهلوا يا عم!
نظر له حمزة بضيق قائلاً:
-قوم يا مصطفى، إمشي من هنا بدال ما أروح أقول لسيادة اللوا حامد!

رفع مصطفى كفه دلالة على استسلامه، وقال بمزاح:
-لا يا عم،بلاش أبويا، الطيب أحسن أنا ناقص!
صمت حمزة قليلاً ثم قال:
-وإنت يا مصطفى، مش بتفكر فى حد زيي كده وشاغل تفكيرك؟
تنهد مصطفى بهيام قائلاً:
-أفكر فى إيه بس، دى سلمى صاحبتها حتة كريم كراميل،حاجة موردتش عليا قبل كده، رقة إيه، وجمال إيه،دى كيوت فى نفسها كده، مش زى اللى اسمها ألاء،الاتنين عكس بعض خالص يا عم!

انفتح الباب على مصرعيه مرة واحدة،وكان يقف على الباب اللواء حامد الشناوى والد مصطفى.
إنتفض كلاً من حمزة ومصطفى،ووقفوا بسرعة أمام نظرات حامد المتشفية الذى قال:
-إنتوا إتنفضتوا كده ليه يا وحوش!
تنهد حمزة بعد أن تمالك نفسه وقال:
-فكرنا حد تانى يا سيادة اللوا ؛أصله مفيش حد يقدر يعمل الحركة دى الا رتبة كبيرة اعلى مننا.
تجهم وجه حامد وقال:
-أمال أنا إيه يا حضرة الضابط.

إبتسم حمزة له وقال:
-إنت كبيرنا كلنا يا سيادة اللوا.
اقترب حامد منهم بابتسامة قائلاً:
-كل بعقلى حلاوة،هو انت هتجيبه من بره،ده إنت حفيد جلال نصار!
إبتسم حمزة فور ذكر جده وقال:
-هو أنا أجى حاجة جنبه برده يا سيادة اللوا ؟

نظر حامد الى ابنه الواقف فى صمت ليس من شيمه،وقال بسخرية:
-وإنت يا حبيبي،مش عادتك إنك واقف ساكت كده، إيه واكل سد الحنك!
نظر مصطفى الى أبيه بضيق وقال:
-لا يا سيادة اللوا،بس أظن سيادتك هتجيب أجلى قريب بالحركة دى!
وضع حامد يده على كتف ابنه، وقال بمكر:
-لا يا حبيبى إوعى تظن، لازم تكون متأكد من كده!

أدار حامد جسده ناحية الباب ليغادر، ومشي خطوتان ثم توقف قائلاً:
-أه صحيح يا مصطفى، واحد صاحبى كان مسافر بره أسبوع شغل،وبقالى كتير مشفتوش ووحشنى اوى، فأنا رايح أزوره النهاردة،إيه رأيك تيجى معايا؟
اندهش مصطفى من طلب أبيه وقال:
-وحضرتك عايزنى معاك ليه يا بابا؟ انا معرفش صاحبك ده!
صمت حامد ثم إبتسم بخبث قائلاً:
-لا أنا مش عايزك تتعرف عليه، أنا عايزك تتعرف على بنته، بنت زى القمر يا مصطفى، وبفكر أخطبهالك!

غادر حامد بعد أن القى جملته فى وجه مصطفى الذى تجهم وجهه، ونظر الى حمزة بدهشة قائلاً:
-معقول بابا بيفكر كده، واخدنى عند صاحبه علشان أتعرف على بنته، هو حد قاله إنه مخلف صفيه مش مصطفى!
ضحك حمزة بشدة عقب إنتهاء مصطفى من حديثه ثم قال:
-أبوك نفسه يفرح فيك، قصدى بيك يا مصطفى!
صمت مصطفى قليلاً بقهر ثم قال:
-طيب والكريم كرامل اللى لسه كنت بتكلم عنها، هسيبها كده ولا إيه!

تحدث حمزة بدهشة قائلاً:
-إنت لحققت تتعلق بيها يا مصطفى! ده إنت أول مرة تشوفها كان إمبارح !
وضع مصطفى يده على موضع قلبه قائلاً بنبرة مؤثرة:
-أعمل أيه فى قلبى اللى عمال يدق من ساعة ما شافها يا حمزة؟ مش قادر أنساها!
تركه حمزة واتجه الى الباب ليغادر الى المنزل قائلا:
-سلام عليكم يا مصطفى، أما تخف من الحالة اللى إنت فيها ابقى قولى يا حبيبى، أنا ماشي لإن النهاردة مرات عمى عازمانا كلنا على الغدا!
غادر حمزة، وترك مصطفى يفكر بسلمى التى سلبت عقله من مرتان رأها فيهما.

فى منزل جلال نصار
كانت مديحة تعمل على قدم وساق ؛فعمها جلال وأولاد ابن عمها رحمه الله سيتناولوا الطعام معهم اليوم،تحاول أن تنتهى من إعداد الطعام هى والخادمة،أما مريم بغرفتها رفضت تحضير الطعام معهم وتعللت أنها متعبة وتريد الراحة،ولكنها فى الواقع خائفة من حسن أن لا ينفذ وعده لها ويخبر أباها عما حدث فى النادى صباح اليوم.
بعد فترة إنتهت مديحة من إعداد الطعام فزفرت براحة قائلة:
-الحمد لله الاكل كده جاهز
دق جرس الباب،فنزعت مديحة رداء المطبخ وذهبت لتفتح الباب، فوجدته زوجها وعمها.
نظرت مديحة له بابتسامة وقالت:
-حمد الله على السلامة يا فوزى!

نظر لها فوزى ببرود ولم يرد على كلامها،ودلف الى الداخل متوجهاً الى غرفته ؛حتى يبدل ثيابه.
نظرت مديحة فى أثره بحزن،وسقطت دمعة من عيناها مسحتها سريعاً، ولكن راها حسن.
وضع جلال يده على كتفها بحنان قائلاً:
-ايه يا أم مريم فين الأكل؟ ولا إنتى عزمانا على الهوا النهارده؟
إبتسمت له مديحة قائلة بابتسامة:
-إتفضل يا عمى،ثوانى والأكل يكون جاهز، إتفضل يا حسن.

دخلوا الى الصالة،وجلسوا لحين احضار الطعام الى السفرة.
بعد قليل حضر حمزة وجلس معهم هو الأخر.
خرجت مريم من غرفتها وهى ترتدى ملابس محتشمة تجنباً لحسن حتى لا يخبر أباها،وأيضاً حتى لا يغضب والدها من إرتدائها الملابس الكاشفة لجسدها،وعندما رأت حمزة قد حضر إبتسمت بخبث فقد أتى حبيبها.
إقتربت مريم منهم، و إنحنت وقبلت يد جدها قائلة بابتسامة واسعة:
-إذيك يا جدى عامل ايه
وضع الجد يده على رأسها بحنان، وهو يبتسم قائلاً بخبث:
-عاملة إيه يا مريم؟ أنا شايف إنك كبرتى وبقيتى عروسة،والعروسة لازمها عريس،وعريسك عندى!

قال جلال كلامه وهو ينظر لحفيده حسن خبث، يعلم أنه يحبها بل يعشقها،وسوف يريح قلب حفيده ويزوجه بمريم فى القريب العاجل.
أما مريم لم تنظر للمكان الذى نظر جدها له،وادعت أنها تخجل،وظنت أنه نظر الى حمزة ؛بإعتباره الحفيد الأكبر.
أما حمزة لم يعير كلامهم أى إهتمام،يعلم أن أخيه يعشق مريم،أما هى لا تحب أخيه، وتحاول لفت نظره بأى طريقة كانت.

جلسوا جميعا يتناولون الغداء وكل منهم شارد فى ما يشغله:
فالجد شارد فى ابنه الغائب فاروق.
مريم شاردة فى حبها لحمزة.
وحمزة شارد فى ألاء.
وحسن شارد فى مريم التى يحبها وتحب أخيه.
أما مديحة تنظر لزوجها،الذى يرفض أن يسامحها الى الآن.
وفوزى ينظر لزوجته التى تعيش معه تحت سقف بيته،ولكنها غريبة عنه.

فى المساء
امتثلت ألاء لكلام مراد،بعد محاولات كثيرة لسلمى بإقناعها أن لا تعند مع والدها؛ لأنه أشد عنادا منها وسينفذ ما قاله.
كانتا تجلسان أمام مراد الذى قال بحده:
-اوعوا تفكروا إنتوا الاتنين إنى هسامحكم بالساهل كده، إنتوا فقدتوا ثقتى،ومش سهل إنكم ترجعوا ثقتى فيكم تانى.
صمت قليلا يتابع تعبيرات وجوههم عقب كلامه، وعندما إطمان أنهم لا يعترضون،قال بأمر ليس فيه نقاش:
-فى واحد صاحبى جاى يتعشي معانا الليلة هو وابنه، عايزكم تكونوا موجودين وتتعاملوا مع الناس كويس،فاهمين ولا لأ؟

أجابته ألاء بضيق:
-يا أونكل مراد، الضيوف دى جاية لحضرتك، إحنا مالنا بقى نحضر ليه ؟أنا ورايا شغل عايزة أخلصه.
نظر مراد لها بحدة،فرأسها يابس كرأسه،وقال لها:
-أنا قلت تكونوا موجودين، يعنى كلامى يتنفذ يا أستاذة الاء!
نظر الى ابنته وجدها تلعب بهاتفها فصرخ فيها قائلاً:
-سلمى ..بتعملى ايه ! إنتفضت سلمى من صوت أبيها الغاضب وسقط منها الهاتف على قدميها،وقالت بتوتر:
-نعم يا بابا!
نظر لها مراد بضيق وقال:
-قوموا من قدامى إنتى وهى إجهزوا،الناس على وصول،يالا هتجبولى الضغط!
إبتسمت له ألاء باستفزاز قائلة:
-سلامتك يا أونكل بعد الشر !




الكلمات الدلالية
رواية ، انتقام ، مجهولة ، النسب ،


 





# فنون # مشاهير # صحة # منوعات # الأطفال # English # تفسير الأحلام ثقافة # قصص # سيارات Cars # صور # تقنيات # الاجهزة الالكترونية # المطبخ # كلام فى الحب # أبراج # رياضة # ازياء # حكم وأقوال تطوير الذات# خلفيات # صور بنات # مشاهير # ديكور # صباح الخير # مكتوب برقيات شهر رمضان # جمعة مباركة # حب رومانسية # عيد # ادعية # خلفيات كرتون # منوعات # موضة # الأم # أطفال # حيوانات # صور ورد # اكلات # New Year # مساء الخير # اللهم صلي علي النبي # القران الكريم # صور نكت # عيد ميلاد # اعلام # سيارات # تهنئة الخطوبة # حروف واسماء # الغاز # صور حزينة # فساتين # هدايا # خلفيات النادي الاهلي # تسريحات شعر # الاصدقاء # بوستات نجحت # خلفيات نادي الزمالك # حب رومانسية # تهنئه # ازياء # صور بنات # صوره وكلمه خلفيات # كرتون # بروفايل رمزيات # دينية # سيارات # مضحكة # أعلام # مسابقات # حيوانات # ديكور # أطفال # أكلات # حزينة صور شباب أولاد ر# صور # الطب و الصحة # مقالات عامه # CV المشاهير # وصفات الطبخ # العناية بالبشرة غرائب وعجائب # قصص روايات مواعظ # صور حيوانات # وصفات الحلويات # الرجيم والرشاقة # نكت مضحكة # صور خلفيات # العناية بالشعر # شروحات و تقنيات # videos # Apps & Games Free # موضة أناقة أزياء # سيارات # ديكور # رعاية الأطفال # نصائح المطبخ # موبايل جوال # الفوركس # التعليم والمدارس # الحمل و الولادة # اخبار الرياضه # وظائف # صحة المرأة # حوادث # صور بنات # صور اطفال # مكياج و تجميل # عناوين بنوك شركات محلات مطاعم # العاب الغاز # عيد # كلمات الاغانى # اشغال فنيه واعمال يدويه # مصر # أشعار خواطر # للنساء فقط # للرجال فقط # صور شباب # علاج النحافه # رسائل SMS # أكلات نباتية - Vegetarian food # برامج الكمبيوتر # المراهقة # جمعة مباركة # blogger # رعب # لعنة العشق # حب # اسلامية # قاسي ولكن أحبني # أحفاد أشرار الحرب لأجلك سلام # أسمى معاني الغرام # حقيقية # لقد كنت لعبة في يده # ملهمة # أباطرة العشق # عربية # حب خاطئ # لست مميزاً # من الجاني # مشاهير # راقصة الحانة # اغتصاب طفلة # عاشقان يجمعهم القدر # الطريق الصعب # خيال علمي # أشواك الحب # تاريخ # سجينة ثوب الرجال # لروحك عطر لا ينسى # أطفال # عشق وانتقام # لازلت أتنفسك # لقاؤنا صدفة # للحب معان أخرى # خاتم سليمان # ممن أنتقم # نجاح # أبواب وهمية # حلمى فى صفيحة قمامة # فيلم # مجنون بحبك # بين شباكها # حزينه # رحلات جوليفر # عذاب قسوته # عندما ينادي الشيطان # لعنة حبك # مريم وامير # هدوء في قلب العاصفة # الحاسة السادسة # المشعوذة الصغيرة # عباقرة # لوعة العشق # حروب # قدر بالإجبار # بنات مضحكه# فوركس Forex# صحتك # الصور والخلفيات # الطبخ والحلويات # منوعات # اخبار الفن # القصص و الروايات الألعاب الرياضية # الحياة الزوجية # أزياء وملابس # الأم و الطفل # دراسات لغات # افكار منزلية # انترنت تكنولوجيا # صفات الابراج # حيوانات ونباتات # تفسير الاحلام # معانى الاسماء # خواطر و اشعار # الكون والفضاء اجمل نكته# Mix # Forex # youtube # foods # Kids # Health education # stories # News # kitchen # woman # Famous # Sport # Animals

-------

الساعة الآن 11:40 مساء