أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتدى جنتنا، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .

المنتدى للقرائه فقط -- للمشاركه انتقل الى منتديات جنتنا الجديده -forums.janatna.com





رواية انتقام مجهولة النسب

ظلام دامس أطبق عليها، حقد أعمى غلف قلبها، باتت تائهة فى دروب الإنتقام، إنتقام أَهلكها أولاً قبل أن يهلك من حولها. عندما ..



14-03-2022 09:59 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [10]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية انتقام مجهولة النسب
رواية انتقام مجهولة النسب بقلم شيماء رضوان الفصل الحادي عشر

إقترب منه أعمامه الاثنان وباركوا له أيضاً،ووقف فاروق أمام ألاء ينظر لها بإبتسامة، ومشاعر متناقضة بداخله،تلك الفتاة تدخل القلب مباشرةً ملامحها بريئة، ولكن نظراتها توحى اليه إنها قوية جداً لا تترك حقها، ذكية، حقاً أجاد حمزة إختياره، فتلك الفتاة مناسبة له .
قال فاروق بإبتسامة:
-ألف مبروك يا بنتى،أنا أبقى فاروق عم حمزة، كنت مسافر ولسه راجع من السفر.
هزت ألاء رأسها له وقالت بإبتسامة:
-الله يبارك فيك يا عمى.

جاء دور مريم لتبارك لهم، فاقتربت منهم شاردة، حزينة، ملامحها شاحبة،وقالت بإبتسامة مصطنعة:
-ألف مبروك يا حمزة!
بادلها حمزة الإبتسامة قائلا:
-الله يبارك فيكى يا مريم، عقبالك!
هزت مريم برأسها هزة خفيفة،وابتسمت لهم وغادرت بدون أن توجه لألاء أى كلمة.

التفتت ألاء بإستغراب الى حمزة من تلك الفتاة التى تحدثت مع حمزة فقط ولم تعطيها أى أهمية، تلك الفتاه حقا تثير تساؤلاتها،لما كانت شاحبة وحزينة؟ فقالت:
-هيا مين مريم دى يا حمزة؟ أنا اول مرة أشوفها!
أجابها حمزة بإبتسامة، وهو ينظر الى المدعوين:
-دى مريم بنت عمى فوزى!

نظرت ألاء أمامها، وشردت فى أمر تلك الفتاة،حقاً أثارت حنقها.
أما مصطفى يجلس بجانب سلمى، يضحكون سوياً، فقد تخلت سلمى عن خجلها قليلاً،وبدأت فى الإندماج معه ومبادلته الحوار، وانتاب مصطفى الفرح لأنها تجاوبت فى الحديث معه، ولم تصمت كما حدث فى المرات السابقة.
مر حفل الخطبة دون حدوث أى مشاكل، واتفق حمزة مع ألاء أن يأتى غداً ويصطحبها لتناول الغداء معه، ومصطفى أيضاً سياتى لإصطحاب سلمى، ليخرجوا سويا ولكن بمفردهما.

فى اليوم التالى
كانت ألاء تتناول الغداء فى إحدى المطاعم مع حمزة، وكان يشعر بالغيظ منها لأنه سألها ولم تجيبه، فضرب بيده بخفة أمامها على الطاولة،فنظرت له وعقدت حاجبيها له قائلة بتساؤل:
-فى ايه يا حمزة؟
أجابها باقتضاب:
-سألتك سؤال،ومردتيش عليا يا ألاء!
لوت شفتيها فى ضيق،ونظرت الى ساعتها قائلة:
-يالا يا حمزة وصلنى أنا إتاخرت.
نظر لها بضيق لمحاولتها التهرب من سؤاله، وباغتها بسؤاله التالى قائلاً:
-ألاء انتى وافقتى تتجوزينى ليه؟

لم تعرف بما تجيبه، السؤال الأول كان عن مشاعرها نحوه، والثانى عن سبب موافقتها على الزواج، لا يمكنها أن تخبره أنها معجبة به وتنجذب اليه، ليس هذا وقته، نعم تعترف أنها جريئة دوماً ولكن لا تصل درجة جرئتها أن تقف أمام شاب وتخبره أنها معجبة به، لا يمكنها فعل ذلك، فأطرقت راسها للأسفل تنظر فى طبقها وقالت بخفوت:
-هجاوبك على سؤالك لما نتجوز يا حمزة،مش دلوقتى .

رد عليها بضيق قائلاً:
-ليه مش دلوقتى؟
أمسكت حقيبتها،ونهضت بسرعة قائلة:
-إدفع الحساب وأنا هستناك بره .
غادرت ألاء وظل حمزة ينظر فى أثرها بإبتسامة، فتلك الفتاة سترديه قتيلاً يوما ما .
أخذ الشيك ودفع ثمن الطعام وغادر المكان، ليجدها تقف بجانب سيارته وتحرك قدمها بتوتر،ففتح لها باب السيارة بابتسامة قائلاً:
-اتفضلى اركبى علشان أوصلك.

أما سلمى تناولت الطعام مع مصطفى، وطلب منها مصطفى أن يسيرا قليلا فى الشارع ليتحدثان، ويعرفا بعضهما أكثر،الى أن سالها مصطفى قائلاً:
-إيه رايك يا سلمى لو اتجوزنا بعد شهر من دلوقتى! أنا مش شايف أى داعى إننا نطول فترة الخطوبة.
توقفت سلمى عن السير،ونظرت له بصدمة،وهتفت بعدم تصديق:
-بالسرعة دى! ألاء معاها حق الموضوع بقى عامل زى سلق البيض،خطوبة سريعة،وجواز بعد بشهر، وأنا هستغرب ليه؟ إحنا بقينا فى عصر السرعة،روحنى يا مصطفى متعصبنيش.

ضحك مصطفى كثيراً على رد فعلها،ولكنه إتخذ قراره بأن يقنع والدها أن يتم الزفاف بعد شهر، لا يريد خطبة طويلة،يكفيه شهر ليتعرف عليها،وسوف يخبر حمزة ليؤيد قراره حتى يوافق والد سلمى .
تمالك مصطفى نفسه من الضحك وقال:
-طيب بلاش تتعصبي، يالا نروح يا متعصبة.
مر يومان لم يحدث فيهما شئ جديد، سوى إنشغال كلا من ألاء وسلمى بعملهما فى الجريدة، وأيضاً حمزة ومصطفى يعملون على قضية لتهريب الاسلحة.

فى شقة فوزى
كانت مديحة تتحدث مع فوزى تخبره عن رغبتها فى دعوة ألاء على الغداء اليوم.
أجابها فوزى وهو ينوى المغادرة الى عمله، قائلاً بجمود:
-اعملى اللى انتى عايزاه يا مديحة،أنا لازم أمشي ورايا شغل.
التف فوزى وأدار مقبض الباب ليغادر،قاطعه صوت مديحة تناديه بنبرة تحمل الرجاء:
-طيب استنى بس، كنت عايزة أطلب منك حاجة!
التفت فوزى على مضض وزفر بضيق قائلاً:
-عايزة ايه بس؟

أجابته بإبتسامه:
كنت عايزاك تقول لعمى وحسن وحمزة على العزومة دى علشان يحضروا،وبلاش تقول لفاروق لإنه هيرفض ييجى وياكل هنا.
هز رأسه بالموافقة قائلاً:
حاضر يا مديحة هقولهم،عايزة حاجة تانى ؟وعلى فكرة فاروق سافر امبارح باليل متأخر،هيصفى كل شغله هناك علشان يستقر هنا.
ردت عليه بذهول:
طيب إزاى ؟وهو وافق يقعد هنا!
تنهد بعمق قائلاً:
-اه وافق بابا أقنعه إنه يفضل معانا هنا.
أومات برأسها قائلة:
-شكرا يا فوزى!
التفت ليغادر قائلاً:
-على إيه يا مديحة، إنتى برده بنت عمى وأم بنتى.

كلماته أصابتها فى مقتل، ذكر أنها ابنه عمه وأم ابنته، وغفل عن أنها زوجته...ترقرقت الدموع فى عينيها وحدثت نفسها بقهر،الى متى سيستمر ذلك؟ ترى هل سياسمحها زوجها يوماً؟ ام ستموت على أمل مسامحتها؟
أخرج فوزى هاتفه من جيبه،وهاتف حمزة وأخبره بالعزيمة وطلب منه إخبار ألاء أنها مدعوة للغداء عندهم.

كانت ألاء بالجريدة تجلس على مكتبها بضجر، فقد ملت الأعمال التى يكلفها بها خليل، جميعها أعمال ليست هامة، يبعدها هى وسلمى عن جميع القواضي الهامة ؛بسبب ما حدث أخر مهمة خرجوا بها،وحديث مراد مع خليل عندما عاتبه وطلب منه إبعادهم عن أى قضية، هى لا تريد تلك الاعمال البسيطة تريد سبق صحفى كبير كى يعلو إسمها بين الصحفيين الكبار،الى متى ستظل لا يعلم أحد عنها شيئاً؟

تجلس سلمى على المكتب المقابل لها وتبتسم عليها، فألاء قد ذهبت لخليل وطلبت منه أن يسند إليها قضية مهمة،ولكنه رفض أن يفعل ذلك، حتى أنه قال لها أنه لا يستطيع أن يسند إليها قضية كبيرة،فهو قد أقسم وأيضا لا يريد خسارة صداقته مع مراد، وطلب منها أن تذهب الى مكتبها وتباشر عملها بتنفيذ المهام التى طلبها منها.

نهضت سلمى واتجهت إليها، وجلست على المقعد المقابل لمكتبها قائلة:
-هتفضلى تاكلى فى نفسك كده يا ألاء كتير، هنعمل إيه يعنى؟ الأستاذ خليل أقسم بالله، وكمان مش هيقدر يخالف كلام بابا،فريحى نفسك أحسن وننفذ اللى بيطلبه مننا وخلاص.
نظرت لها ألاء بضجر،لا يمكنها فعل ذلك هى تحب المغامرة والقضايا الصعبة،لا تريد تلك المهام البسيطة، فقالت باقتضاب:
-كله بسبب أونكل مراد أنا مش عارفة هو بيعمل معانا كده ليه، فيها إيه يعنى لما نمسك قضايا تقيلة زى قواضى التهريب! أمال إحنا صحافة إزاى طالما خايف علينا كده وافق إنك تشتغلى صحفية إزاى؟

وضعت سلمى يدها على ذقنها بتفكير وقالت:
-امممم صحيح هو سايبنى أشتغل فى الصحافة،بس بقوانينه هو... يعنى ممكن تقولى كده بيخلينى أعمل اللى عايزاه حسب طريقته ودماغه هو،وأنا عاملة فيها مطيعة وهبلة وسايباه يعمل اللى هو عايزة، أصلى مش هقدر أقنعه يكلم أستاذ خليل يخلينا نمسك قضايا كبيرة،فياريت تهدى نفسك بقى وإنسي حاجة زى دى،وإعملى المطلوب منك وخلاص لإنك مش هتقدرى تغيري حاجة.

حدجتها ألاء بنظرات نارية، وجاءت لترد عليها الرد المناسب، قاطعها صوت هاتفها يعلن عن إتصال وارد لها،وكان المتصل حمزة!
نظرت سلمى لشاشة الهاتف التى تضيئ بإسم حمزة، ثم نظرت لألاء بخبث وقالت:
-إيه مش ناوية تردى على خطيبك!
نظرت لها ألاء بسخرية،وأمسكت الهاتف وردت عليه قائلة:
-السلام عليكم.
جاءها الرد قائلاً:
-وعليكم السلام، إذيك يا لولو!

ابتسمت ألاء لاسم الدلع الذى يطلقه عليها، وأجابته قائلة:
-الحمد لله أخبارك ايه يا حمزة؟
ابتسم حمزة وأجابها:
-الحمد لله، بقيت كويس لما سمعت صوتك يا زوجتى المستقبلية.
كانت ألاء تلعب بالقلم وترسم خطوط وهمية، وهى تسمع حديثه الذى دغدع مشاعر الأنثي بداخلها، فقالت بابتسامة:
-عايز إيه يا حمزة؟ ايه اللى ورا المقدمة دى؟

ضحك حمزة على الهاتف قائلاًجج:
-كده برده يا لولو !هو أنا لما أقول كلمتين حلوين يبقى أنا عايز حاجة، إخس عليكى ألف خساية!
ابتسمت ألاء لحديثه الذى أسعدها،وأرضى الأنثي بداخلها فقالت:
-هات من الأخر يا حمزة،عايز إيه؟
أجابها بإبتسامة:
-من الأخر يا ألاء مرات عمى عاملة عزومة وعازماكى على الغدا النهاردة؛ لإنها مقدرتش تحضر الخطوبة.
تحدثت بتساؤل قائلة:
-مرات عمك فاروق،ولا عمك فوزى؟

رد عليها بابتسامة:
-لا مرات عمى فاروق ميتة، يبقى مرات عمى فوزى اللى عازماكى يا لولو.
تنهدت الاء قائلة:
-طيب كلم أونكل مراد قوله، وبعدين كلمنى تانى يا حمزة.
وافق حمزة على حديثها، وأغلق الهاتف ليتحدث مع مراد يطلب إذنه.
أنهت حديثها مع حمزة،والتفت الى سلمى التى تحدجها بنظراتها الماكرة فقالت:
-قولى اللى عندك يا سلمى!
ضحكت سلمى قليلا ثم قالت:
-الله يسهله يا عم على الكلام الحلو اللى قاله حمزة!

عقدت حاجبيها بتساؤل، وزمت شفتيها قائلة:
-إنتى عرفتى منين ؟هو إنتى سمعتى ولا إيه!
وضعت سلمى قدم فوق الأخرى،وقالت بخبث:
-لا يا روحى مسمعتش حاجة،بس واضح من وشك إنه كان بيقولك كلام حلو.
أراحت ألاء ظهرها الى مقعدها،ووضعت قدم فوق الاخرى قائلة:
-قومى شوفى شغلك يا سلمى، وأجلى الحفلة اللى بتعمليها عليا دى لبعدين،مش فاضيالك.

بعد قليل هاتف حمزة ألاء مرة أخرى وأخبرها بموافقة مراد،وطلب منها إنتظاره فهو سيأتى ويصطحبها الى منزله، ولكنها رفضت وتعللت أنها ستذهب للفيلا أولاً لتبدل ثيابها وطلبت منه أن يأتى للمنزل ليصطحبها من هناك.
بعد فترة أتى حمزة الى المنزل،وأخذ ألاء متجهاً الى بيته ؛لتلبية دعوة زوجة عمه وحضور العزيمة.

فى منزل فوزى نصار
كانت مديحة تعمل على قدم وساق هى وامرأه أتت بها لتساعدها،بعد أن رفضت مريم مساعدتها عندما علمت أن ألاء خطيبة حمزة ستحضر .
أنهت مديحة العمل وطلبت من المرأة الإهتمام بالطعام الى أن تأتى بعد أن تغتسل وتبدل ملابسها .
ذهبت مديحة لتغتسل فى حين أتى فوزى ومعه أبيه وحسن وجلسوا فى إنتظار ألاء.

بعد فترة أتت ألاء برفقة حمزة،وكانت ترتدى فستان من اللون الزيتى بذراعين الى المرفقين، به حزام جلدى عند الخصر من اللون الأسود، يضيق من الأعلى الى الأسفل،ولكنه لا يحدد تفاصيل جسدها، يصل الى بعد الركبة، فكان طويلاً لا يظهر من ساقها إلا القليل، وتركت شعرها حراً
رحبت بالجميع، وأيضاً مريم التى كانت ترتدى سترة الى الركبة من اللون الأصفر الباهت، وبنطال جينز باللون الأسود .
نظرت لها مريم بإحتقار،فبادلتها ألاء نظراتها ولكن بأخرى جامدة وباردة، لا توحى بشئ سوى اللامبالاة.
حضرت مديحة بعد قليل، وعندما رأت ألاء لا تعرف لما انقبض قلبها عند رؤيتها، ولكن إحتضنتها وباركت لها على خطبتها،واعتذرت منها أنها لم تحضر، وتعللت أنها كانت مريضة.

مر الغداء وسط ضحكاتهم وإندماج ألاء معهم وإحساسها أنها أصبحت فرداً من تلك العائلة، وإرتياح الجد الشديد لها وشكر فيها وهنأ حمزة على حسن إختياره لشريكة حياته، وقال أنه سيطلب من مراد تعجيل الزفاف؛ حتى تكون ألاء بينهم ويصبحوا عائلة واحدة،ووافقهم الجميع على ذلك، إلا ألاء التى إكتفت بالصمت،وكانت شاردة فى نظرات مريم لها التى أوحت لها أنها أخذت منها حبيبها، فتلك نظرات أنثى مجروحة جاءت امرأة وأخذت منها رجلها، ولكنها عندما كانت تنظر لحمزة كان يبتسم لها، وتعامله مع مريم له حدود ولا يتجاوز معها، مما جعلها على يقين أن حمزة ليست لديه أى مشاعر تجاه مريم.

فى المساء
عادت ألاء الى الفيلا برفقة حمزة،وأصرت أن يدخل معها الى الفيلا ليشرب شيئاً،فوافق على طلبها ودلف معها ووجد مراد يجلس مع مصطفى وحامد وتجلس معهم أيضا سلمى.
رحب به مراد وجلس معهم حمزة، فتابع حامد حديثه قائلاً:
-إيه رايك يا مراد؟
نظر له مراد بصمت قليلا ثم قال:
-بس أنا شايف إن كده بنتسرع أوى، المفروض ياخدوا على بعض الأول وكل واحد يعرف التانى كويس.
مالت ألاء على أذن سلمى وهمست بعد فهم قائلة:
-هو فيه إيه ؟

همست سلمى لها هى الأخرى قائلة بضيق:
-مصطفى جايب والده وبيقنع بابا إننا نعمل الفرح بعد شهر!
نظرت ألاء لها بصدمة، ودلكت جبينها قائلة بإقتضاب:
-أنا قلت من الأول، إن الموضوع ده سلق بيض!
إبتسمت سلمى لها وقالت بخفوت:
-بس أنا بقول إن بابا هيرفض!
بادلتها ألاء إبتسامتها ولكن بسخرية،وهتفت بغيظ:
-لا يا حبيبتى، أونكل مراد هيوافق وهتشوفى، وإحنا اللى هنتدبس!

همست سلمى لها قائلة:
-تفتكرى يا ألاء بابا هيوافق؟
أومات ألاء برأسها،ثم التفتت لهم؛ لتتابع الحوار الدائر بينهم،لتعلم الى أى إتفاق توصلوا؟
نظر حمزة لمراد بعد أن علم سبب وجود حامد ومصطفى، وهتف بفرح قائلاً:
-ياريت توافق يا عمى إن الفرح يبقى بعد شهر،أنا مش شايف أى سبب إننا نأجل.
أيده مصطفى الرأى قائلاً:
-حمزة معاه حق،أرجوك توافق يا عمى.

نقل مراد نظراته بحيرة بين سلمى التى نظرت له بتوسل أن لا يوافق،وألاء التى تتحداه أن يوافق وترفع له حاجب واحد، لا يجب أن يتسرعوا، ولكنه كأى أب يريد رؤية ابنته مع زوجها تحت حمايته،هو لن يعيش أكثر مما عاشه ولن يظل العمر بأكمله بجوارها، يجب ان يطمأن عليها،وأيضاً على ألاء التى وصاها عليه صديقه منصور قبل وفاته،يجب أن يصون الأمانة ويعطيها لمن يحافظ عليها .

فتنهد،ونطق أخيرا بقراره قائلاً بإبتسامه:
-وأنا موافق، جهزوا نفسكم الفرح بعد شهر.
نظرت سلمى له بصدمة، أما ألاء ابتسمت بسخرية، فكانت تعلم قراره،فمن يوافق على الخطبة السريعة يوافق على الزواج السريع أيضاً.
بعد فترة كان الجميع قد ذهبوا،وأرادت سلمى التحدث مع والدها ولكنه تعلل بأنه لديه بعض الأعمال عليه إنهائها، وفاجأهم بخبر سفره غداً.
هتفت سلمى بصدمة قائلة:
-يعنى حضرتك مسافر بكرة!

أوما لها مراد بالموافقة قائلاً:
-أيوة يا حبيبتى مسافر وعندى شغل،هغيب أسبوع كده،خلوا بالكم من نفسكم وإن احتجتوا أى حاجة كلمونى!
فى الصباح
قامت كلا من سلمى وألاء بتوديع مراد قبل مغادرته، وأوصاهما بالإهتمام بأنفسهما لحين عودته، وسيهاتفهما يومياً للإطمئنان عليهما.
بعد مغادرة مراد ذهبت كلا من سلمى وألاء للجريدة.
فى وقت العصر
عادت ألاء للفيلا برفقة سلمى،وذهبت سلمى لتشرب المياه، وورد لألاء مكالمة وكان المتصل أم أسامة، التى طلبت منها ألاء الإتصال بها فور وصول هناء الممرضة من السفر.

نظرت ألاء للهاتف وتنفست بسرعة، فقد أحست أن تلك المكالمة تحمل لها الكثير، فردت قائلة:
-السلام عليكم!
أجابتها أم أسامة قائلة:
-وعليكم السلام يا حبيبتى، عاملة ايه؟
أجابتها ألاء قائلة:
-أنا الحمد لله يا أم أسامة،ها مفيش أخبار عن مدام هناء؟
ردت عليها أم أسامة قائلة:
-هناء وصلت إمبارح من السفر بالليل متأخر،بس أنا لسه عارفة دلوقتى لما كانت رايحة تشترى حاجات من السوبر ماركت.
تنفست الاء بسرعة فما تبحث عنه منذ فترة على وشك الوصول إليه الآن.

14-03-2022 10:00 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [11]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية انتقام مجهولة النسب
رواية انتقام مجهولة النسب بقلم شيماء رضوان الفصل الثاني عشر

نظرت ألاء لسلمى التى عادت وتقف أمامها الآن، ابتلعت ريقها بخوف ماذا ستفعل؟ لقد بحثت عن تلك المرأة ستة أشهر، واليوم فقط وجدتها لم تخاف الآن؟ ولم فقدت الحماس؟ كانت تتخيل أنها عندما تجد تلك الممرضة ستهرول اليها لتعرف عائلتها،أمَّا الآن لا تريد الذهاب،تخشى أن تاخذ تلك الخطوة فتندم انها ذهبت اليها.
اقتربت سلمى من الآء التى كانت تنتفض بشدة وبشرتها شاحبة، فوضعت يدها على كتفها بخوف أن يكون بها أى شئ أو مريضة وقالت:
-مالك يا ألاء؟ انتى خايفة كده ليه وبتترعشي كده؟

أغمضت ألاء عينيها وضغطت عليهما،وألقت نفسها بين ذراعى سلمى الواقفة بذهول من تصرف صديقتها، فكانت بخير منذ قليل ترى ماذا حدث لها؟ لم تجد حلاً سوى إحتضانها حتى تهدأ.
بعد قليل هدأت ألاء وخفت إنتفاضتها،وبشرتها عادت الى لونها الطبيعى، فابتعدت عن سلمى وذهبت الى أقرب أريكة وجلست عليها، وتنهدت بضيق بدون أن تتفوه بشئ.

ذهبت اليها سلمى وجلست بجانبها،وصمتت هى الأخرى قليلاً حتى تتحدث ألاء وتخبرها ما بها، ولم كانت بتلك الحالة منذ قليل ؟ولكن صمت ألاء قد طال، فلم تجد حلاً سوى أن تباغتها بسؤالها قائلة:
-مين اللى كان بيكلمك فى الموبايل يا ألاء؟
نظرت ألاء لها بملامح جامدة كعادتها وأجابت:
-دى واحدة اسمها أم أسامة، تبقى جارة الممرضة اللى اسمها هناء، قالتلى إنها وصلت امبارح من السفر وهيا فى بيتها دلوقتى.

توترت سلمى مما سمعت؛ فألاء على وشك معرفة هويتها الحقيقية ومن هى عائلتها،وأيضاً من تلك المرأة التى تخلصت منها كالخرقة البالية.
سعيدة لأن ألاء ستعلم الى من تنسب، ولكن أيضاً تخاف أن تنتقم ألاء فتؤذى نفسها أولاً قبل أن تؤذى عائلتها،ولكن ليس بيدها شئ سوى أن تدعم صديقتها وتقف معها، أمسكت بيدها بقوة وقالت:
-يالا يا ألاء نروح للممرضة، لازم تعرفى عيلتك وتعرفى انتى بنت مين،وبعدين نبقي نفكر هنعمل ايه بعد كده.

نظرت ألاء لها بجمود وقالت:
-يالا يا سلمى لازم أخد الخطوة دى!
فى مديرية الامن
كان هناك إجتماع للإتفاق على الخطة من أجل العملية الجديدة .
بدأ اللواء حامد حديثه بوصف المكان الذي ستتم فيه المهمة،وهو إحدى المخازن القديمة فى مكان شبه مهجور، ستتم فيه صفقة أسلحة بين اثنين واحد مصرى والأخر ليبي .

بعد أن انتهى من وصف المكان وما سيحدث، بدأ بشرح الخطة التى سيسيرون عليها من أجل الإقتحام، والقبض على المتورطين.
كان حمزة ومصطفى من ضمن المرشحين للقيام بتلك المهمة،ومعهم مجموعة من أكفأ الضباط أيضاً.
أنهى اللواء حديثه قائلاً بجدية:
-العملية هتتم النهاردة الساعة عشرة بالليل، لازم الكل يبقى جاهز .
صمت قليلا يراقب تعبيراتهم ثم أكمل حديثه قائلاً:
-حد عنده اى استفسار!

هزوا رأسهم بالنفى فابتسم قائلاً:
-ربنا معاكم.
تقف ألاء بجانب سلمى أمام منزل هناء الممرضة، تحاول ضبط نفسها وإخفاء توترها،حتى تستطيع أن تصل لما تريده، تنهدت بعمق ثم وضعت يدها على جرس المنزل.
بعد قليل فتح الباب بواسطة صبي لا يتجاوز عمره الخامسة عشر عاماً، ينظر لهما بتساؤل عن هويتهم، فهذه أول مرة يراهما فيها فقال بتحفظ:
-مين حضراتكم؟

ابتسمت ألاء له قائلة:
-مدام هناء موجودة؟
أومأ الصبى برأسه قائلاً:
-أه ماما جوه ثوانى أناديلها!
دلف الصبي الى الداخل،وبعد قليل خرجت هناء إليهما وكانت امرأۃ فى أواخر العقد الرابع،تنظر لهما بابتسامه وقالت:
-أنا هناء إنتوا بقى مين؟
نظرت ألاء لها بجمود وقالت:
ياريت نتكلم جوه مش هنا.

أفسحت لهم هناء الطريق ليمروا الى الداخل،ثم أغلقت الباب واصطحبتهما الى صالون منزلها، فجلسا على أقرب أريكة وجلست أمامهم هناء تحاول معرفة من هما؟
نظرت ألاء لسلمى بتوتر قليلاً، ثم وجهت أنظارها الى هناء التى تنتظر أن تعرف من هى فقالت:
-من غير لف ولا دوران،أنا أبقى ألاء منصور الصاوى، ها فاكرة الاسم ده كويس؟ ووالدتى اسمها ولاء مختار .

عرفت هناء من تكون، ونظرت لها بقوة ولم تتفوه بحرف،وكلا من هناء وألاء ينظران لبعضهما بصمت، الى أن تحدثت سلمى تقطع هذا الصمت فقالت:
-ايه يا جماعة هتفضلوا تبصوا لبعض كده كتير ولا إيه؟
حاولت ألاء جمع شتات نفسها وقالت:
-أنا عايزة أعرف كل حاجة لو سمحتى!
نهضت هناء واتجهت الى الباب قائلة بابتسامة:
-يبقى ثوانى أجيب حاجة نشربها ؟لان القعدة هتطول!

غادرت هناء لجلب المشروبات،ثم عادت بعد قليل وقدمت اليهما المشروب وبدأت حديثها قائلة:
-بصي يا ألاء، أنا كنت شغالة ممرضة فى مستشفى خاصة، كنت تبع طقم التمريض بتاع العمليات، وفى اليوم ده جه حالتين ولادة قيصري المستشفى؛ لإن المصاريف غالية فى المستشفى دى والحالات بتبقى بسيطة، فواحدة منهم والدتك بالتبنى والتانية والدتك الحقيقية .بعد ما إنتى اتولدتى مكنتش لسه والدتك خرجت من أوضة العمليات،وكان كل أهلك قاعدين فى مكان مخصص للإستراحة وبعيد عن أوضة العمليات خالص، أنا ساعتها خرجت علشان أطمن أهلك ان إنتى ووالدتك بخير ؛لإن والدك كان قلقان قوى بسبب إن الدكتور قال ليه إن حالة والدتك صعبة والولادة هتبقى خطر !

لما قربت أوصل ليه لقيت واحدة من أهلك واقفة بعيد عنهم فلما شافتنى قربت وسالتنى على والدتك فقلتلها إنكم بخير فمسكت دراعى جامد وخدتنى بعيد علشان محدش يشوفنا!
عودة الى وقت سابق
جذبتها مديحة الى مكان بعيد عن العائلة ووقفت أمامها قائلة بتهديد:
-بصي بقى البنت اللى أمينه ولدتها عايزاكى تخلصي منها، تموتيها،تديها لحد،توديها الملجأ او تولعى فيها حتى، مش هتفرق معايا، المهم تتصرفى وتقولى ليهم إنها ماتت!

جحظت أعين هناء من الصدمة، وارتدت للخلف بخوف جلى على ملامحها،وهتفت بقوة:
-إنتى أكيد مجنونة! أنا إستحالة أعمل كده،دى طفلة بريئة ملهاش ذنب فى أى حاجة خالص، والمسكينة أمها اللى جوة دى أقولها إيه؟
عقدت مديحة ساعديها أمام صدرها،وهتفت بتهديد:
-أنا مليش دعوة بكل ده كل، اللى يهمنى إنى أحرق قلب أمينة على بنتها،وكمان مش أنا بس اللى عاوزه كده، ده عمى كمان هو اللى طلب منى أتصرف وأخلص من اللى ولدته أمينة،وإنتى بقى لو منفذتيش يا حلوة متعرفيش بقى عمى ممكن يعمل فيكى إيه، وعلى فكرة أنا أقدر أخلص منها بسهولة؛ بس مش عايزه أوسخ إيدى ببنت أمينة،حتة الفلاحة اللى جابوها تعيش مع أسيادها.

ابتلعت هناء ريقها، فان لم تنفذ فتلك المرأة ستضرها حتما،وأيضا عمها المزعوم الذى تتحدث عنه فقالت بتوتر:
-طيب لو قلتلهم إنها ماتت أكيد !هيطلبوا الجثة علشان يدفنوها،ساعتها أقولهم ايه بس؟
صمتت مديحة قليلاً تفكر فى تلك المشكلة ثم ابتسمت بخبث قائلة:
-البنت تاخد مخدر لغاية ما يشوفوها، وبعدين هتصرف أنا فى موضوع الدفن ده متشغليش بالك!
هتفت هناء بصدمة قائلة:
-مخدر إزاى! دى لسه مولودة،ممكن تموت فيها.

ردت عليها بجمود:
-تموت ولا تروح فى داهية مش مهم!
ابتلعت هناء ريقها خوفاً من قسوة تلك المرأة وتحدثت بمرارة قائلة:
-لا أنا مش ممكن أقتل روح بريئة ملهاش ذنب، لكن أنا هتصرف بس من غير ما أقتل البنت دى.
ابتسمت مديحة بقوة لنجاح مخططها،أما هناء دمعت أعينها على حال تلك الطفلة البائسة التى مقدر أن تحرم من أبويها
ذهبت هناء الى غرفة أخرى كانت تتواجد بها إمراة تدعى ولاء مختار،تبكى بشدة وتمسك بين يديها ابنها المتوفى، وزوجها يجلس بحانبها ينظر لابنه بدموع فى عينينه .
وقفت هناء أمام المراة وقالت:
-ممكن أطلب منك طلب!

نظرت لها المرأة بصمت ودموعها تغرق وجنتيها، فبعد حرمان من الخلفة دام لسنوات كثيرة،عندما رزقها الله بالطفل الذى كانت تتمناه بشدة،توفى عقب الولادة مباشرة.
عندما رأى الرجل ويدعى منصور الصاوى أن زوجته تنظر الى الممرضة بصمت ولا تجيب عليها،نهض ووقف أمام المرضة قائلا بتساؤل:
-طلب ايه؟
أجابته بتوتر:
-أنا عارفة إن الولد اتوفى بعد الولادة،بس فى هنا واحدة لسه والده دلوقتى وجابت بنت،وفى ناس من أهلها عايزين يخلصوا من البنت دى، تقبلوا إنكم تربوا البنت دى؟

جحظت عينى منصور ونظر لزوجته التى بادلته نظراته المذهولة وهتف قائلاً:
-ممكن تحكى كل حاجة!
ردت عليه هناء:
-هقول كل حاجه بس بسرعة ؛لانى سايباهم وهم بيخيطوا الجرح للست دى،والمفروض أروح اطلع البنت أديها لأهلها .
قصت عليهم الحوار الذى دار بينها وبين مديحة، وكان الرجل يضرب كف على كف متعجبا من قسوة تلك المرأة،وعندما إنتهت هناء من سرد ما حدث هتفت ولاء بدموع قائلة:
-وأنا موافقة روحى هاتى البنت، دى أكيد ربنا باعتها ليا علشان يعوضنى عن ابنى،واديهم ابنى هو خلاص راح للى خلقه.

نظرت هناء لمنصور لتعرف رأيه فقال:
-روحى هاتيها يا مدام .
ابتسمت هناء بإرتياح لأنها تمكنت من إنقاذ تلك الفتاة، وأيضا ستتخلص من تهديد تلك المرأه لها، أخذت الصبي وذهبت بسرعة الى أهل المرأة وتدعى أمينة،التى تتواجد بغرفة العمليات، وقالت لهم أن أمينة أنجبت صبي ولكنه توفى عقب الولادة مباشرةً.
إنهار زوجها ورجع الى الخلف قليلاً،وقال بخفوت:
-طيب وأمينة عاملة ايه دلوقتى ؟

دمعت أعين هناء لرؤية إنهيار زوج المرأة وقالت:
-الحمد لله هيا كويسة،بس هتقعد فترة هنا تحت الملاحظة لان الولادة كانت صعبة.
ابتسمت مديحة بخبث،ونظرت الى هناء التى بادلتها نظراتها بأخرى محتقرة.
أعطتهم هناء الصبي،والتفتت عائدة لتأخذ ألاء من غرفة العمليات، وذهبت بها الى ولاء التى كانت تنتظرها بلهفة:
أخذتها ولاء فى أحضانها وبكت قائلة:
-هسميكى ألاء علشان انتى نعمة من ربنا.

خرجت أمينة من غرفة العمليات،وعندما استعادت وعيها سألت عن طفلها وأخبروها أنه توفى،فانهارت بشدة ونزفت كثيرا عقب معرفتها بما حدث، وأدخلوها غرفة العمليات مرة أخرى،وتم إستئصال الرحم من أجل إيقاف النزيف.
مر يومان وحالة أمينة تسوء بشدة،وخاصة عندما أخبروها أنه تم إستئصال الرحم لها.

انتهت هناء من سرد ما حدث لألاء،ووجدتها شاحبة بشده وتضغط بيدها على يد سلمى التى تلتصق بها وتحاول دعمها عقب معرفة كل تلك الحقائق.
فنهضت وجلست بجانبها هى الأخرى،وأمسكت يدها تبثها الأمان وقالت:
-معلش يا بنتى،أنا عارفة إن ده كله صعب عليكى!
نظرت لها ألاء بضياع قائلة:
-بس ماما ولاء الله يرحمها قالتلى إنك تعرفى مين هما إهلى، قوليلى اسمهم إيه؟

تنهدت هناء قائلة:
-بصي يا ألاء، أنا كنت عايزة أعرف مين الست دى اللى بالجبروت والقسوة دى، ولأنهم كانوا حالتين ولادة بس قدرت أعرف اسم العيلة دى، واسم كبير العيلة، واللى اتضح إنه يبقى عم الست دى اللى طلبت منى أخلص منك،وهيا تبقى اسمها مديحة أنا قدرت أوصل لاسمهم، بس أنا كنت خايفة الست دى ترجع تانى وتحاول تعرف مكانك علشان تضرك، فسبت المستشفى،وكنت أعرف ناس هناك ليا معاهم صداقة قوية،قدرت أقنعهم يحذفوا كل حاجة عنى من السجلات كانى متعينتش فى المستشفى دى أصلا،وأكيد والدتك قالتلك إنى كنت دايما أتصل بيها علشان أطمن عليكى، وأخدت عنوانها وزرتها كام مرة وانتى صغيرة،بس مقلتش ليها إنى أعرف أهلك لغاية ما جه اليوم اللى انتى فيه كنتى على وشك تدخلى الجامعة، طلبت إنى أقعد معاكى وقلت لولاء إنى أعرف مين أهلك، وإنك لازم تعرفى علشان تاخدى حقك، بس هيا رفضت ونقلت لشقة تانية ومردتش تقولى على العنوان،علشان منفذش كلامى وأحكيلك كل حاجة، وأنا احترمت رغبتها وكنت برده على تواصل معاها علشان أطمن عليكى،لغاية ما جوزى جاله عقد عمل بره واضطريت أسافر معاه، ولسه واصلة امبارح.

نظرت ألاء لها بقوة وقالت:
-اسم عيلتى إيه يا مدام هناء؟
تنهدت هناء بعمق وقالت:
-إنتى تبقى بنت فاروق جلال نصار،ومديحة دى تبقى بنت عم أبوكى.
نهضت ألاء بسرعة من مكانها كمن لدغتها أفعى، وقالت بتوتر:
-هو فاروق ده ليه أخوات؟
نظرت لها هناء بتساؤل عن سبب قيامها بتلك الطريقة وأجابتها قائلة:
-أيوة أنا يومها سألت عن كل الناس اللى كانت مع والدتك فى المستشفى، وكانوا جلال نصار وأبوكى فاروق،وإخواته فؤاد وفوزى نصار،وحتى أنا عرفت عنوان البيت بتاعهم من سجل والدتك فى المستشفى،وعرفت بعدها إن أمينه والدتك ماتت وعنوانهم يبقى ...

ابتلعت ألاء ريقها بخوف، وجلست مرة أخرى تنظر لسلمى بضياع:
بادلتها سلمى نظراتها بحزن ودموع .
هتفت سلمى التى تمسك بيد ألاء قائلة:
-ألاء إهدى كل حاجى هتبقى تمام يا حبيبتى، متوتريش نفسك ويالا نمشى علشان تروحى ترتاحى شوية.

نهضت ألاء مع سلمى التى تمسك يدها كالطفل التائه، وجلست بجانبها فى السيارة متجهين الى الفيلا، وكانت الساعة تجاوزت الخامسة مساءاً، وظلت ألاء طوال الطريق صامتة لا تتفوه بشئ،فقط تريح رأسها على زجاج نافذة السيارة.
دلفت ألاء الى غرفتها وكانت تتنفس بسرعة، وألقت حقيبة يدها بعنف على الأرض،وبدأت فى الصراخ وتحطيم محتويات الغرفة.
أمسكتها سلمى بقوة،وكبلتها فى أحضانها تمنعها من أذية نفسها، وصرخت بقوة على الخدم ان يطلبوا الطبيب .

بدأت ألاء فى الهذيان فى أحضان سلمى وقالت بصراخ:
اااااااه حمزة طلع ابن عمى يا سلمى،أنا بدأت أتعلق بيه، أنا ليه بيحصلى كده ؟إشمعنى حمزة هو اللى يطلع ابن عمى ؟حاسه إن روحى بتتسحب منى يا سلمى، أنا تعبانة أوى وكمان الست اللى عزمتنى عندها طلعت أكتر واحدة أذتنى، لا وجد حمزة كمان طلع العقل المدبر لكل اللى حصلى،كان عايز يتخلص منى لإنى أمى كانت مش من مستواهم.

حاولت ألاء الإبتعاد عن سلمى وهى مازالت تصرخ، ولكن سلمى كانت تكبلها بشدة وهى تهمس لها حتى تهدأ،ولكن ألاء كانت فى عالم أخر لا تعى بما حولها، وأكملت حديثها قائلة:
أنا مش هسيبهم وهاخد حقى منهم كلهم، لازم أدمرهم زى ما عملوا معايا ومع أمى، وأى حد هيقف فى طريقى هنسفه .
حضر الطبيب وأعطى ألاء حقنة مهدأة،وأخبرهم أنها ستنام الى الصباح لأن الحقنة مفعولها قوى.

14-03-2022 10:00 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [12]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية انتقام مجهولة النسب
رواية انتقام مجهولة النسب بقلم شيماء رضوان الفصل الثالث عشر

كانت سلمى تجلس بجوار ألاء تراقب ملامحها المجهدة، فبعد إنهيارها وهذيانها أنها لن تتركهم وسوف تنتقم منهم،خافت سلمى عليها أكتر فلم يكن لديها حل،سوى إستدعاء الطبيب وإعطائها حقنة مهدئة، حتى تنام ولا تؤذى نفسها .
تنهدت سلمى بضيق ومسدت أعينها بتعب واضح، وذهبت لتنام بجوار ألاء لتريح جسدها،وتمددت بجوارها فى الفراش بعد ان طبعت قبلة هادئة على جبينها.
فى الساعة العاشرة،ليلاً بدأت قوات الشرطة بقيادة حمزة فى الهجوم على المتورطين فى شحنة الأسلحة.

بدأ الإشتباك وكان إطلاق النار فى كل مكان،وتحول مكان التسليم الى ساحة حرب، الجميع يمسكون بالأسلحة ويطلقون النيران، فريق يحاول إنقاذ بلده، والأخر يحاول إنقاذ نفسه، والكل متمسك بالإنتصار والفوز، سواء للذات والنجاة من الموت،او لخلاص الوطن من المجرمين والخارجين على القانون.
فى خضم تلك المعركة استقرت رصاصة طائشة فى ذراع حمزة، ولكن تمت المداهمة بنجاح وقبض على المتورطين، وانتصر الحق على الباطل.

دماءٌ كثيرة، جثثٌ كثيرة،سواء من أفراد الشرطة، أو المجرمين،أثناء تبادل إطلاق النيران.
سيارات إسعاف تقف وتنقل المصابين الى المشفى، ومن بينهم حمزة الذى يتأوه لان الرصاصة إخترقت ذراعه،ومصطفى يجلس بجانبه فى سيارة الاسعاف ويحاول دعمه ومساندته على تحمل الالم.

وصلت سيارة الإسعاف التى تنقل حمزة الى المشفى وتم إدخاله الى غرفة العمليات،ومصطفى يجلس على مقعده يحاول الإتصال بأبيه،ويتجنب الاتصال بعائلة حمزة حتى يطمإن عليه.
وصل اللواء حامد الى المشفى ليرى حمزة ويطمإن عليه.
جلس على مقعد بجوار ابنه فى إنتظار خروج حمزة من غرفة العمليات.

مر الوقت وخرج حمزة وتم نقله الى غرفة عادية، لأن الرصاصة أصابت ذراعه وحالته مستقرة.
كان يرقد على فراش المشفى وهو مازال تحت تأثير المخدر،يهذى باسم أمه وأبيه، وفى خضم تلك الأسماء التى تداهم حمزة فى نومه، كان لألاء نصيب من ما يشغل تفكير حمزة.

كان مصطفى يجلس على مقعد بجوار الحائط يراقب صديقه النائم بعمق من تأثير المخدر، يفكر هل من المفترض ان يخبر عائلة حمزة بما حدث ؟أم ينتظر للصباح حتى يستيقظ حمزة ويكون قد تحسن؟ فجده مريض لن يتحمل خبراً كهذا، اتخذ قراره أنه لن يبلغ عائلته ولا حتى ألاء إلا فى الصباح،وأراح رأسه للحائط لينام بعد تعب اليوم وما حدث فيه.

فى الصباح
إستيقظ حمزة ووجد نفسه فى المشفى، فنظر بجانبه وجد مصطفى ينام بعمق ويبدو عليه التعب فلم يرد إيقاظه، وبقى يحدق بسقف الغرفة بشرود فى انتظار أن يدلف أحد الى الغرفة،أو يستيقظ مصطفى.
بعد قليل
كانت أشعه الشمس تداعب وجه مصطفى، مما جعله يستيقظ ويمسد عينيه برفق،ونظر تجاه حمزة وجده مستيقظ وينظر للسقف،فنهض واقترب منه واضعا يده على كتفه وقال بابتسامة:
-حمد الله على سلامتك يا حمزة!
انتبه حمزة له وبادله الإبتسامة قائلاً:
-الله يسلمك يا مصطفى، هو إنت مقلتش لحد من أهلى؟

هز مصطفى رأسه بنفى، وأجابه قائلاً:
-لا يا حمزة، مرضتش أقول لحد علشان ميقلقوش، خصوصاً إن الوقت كان متأخر.
نهض حمزة بتعب وجلس على الفراش قائلاً:
-دلوقتى جدى يصحى ولما يدخل الأوضة هيعرف إن أنا منمتش فى البيت،هو متعود إن ساعات برجع البيت متأخر لما الكل يناموا.
صمت قليلاً يفكر ثم هتف بسرعة:
-أنا عايز أخرج يا مصطفى،مش عايز أفضل فى المستشفى.
رد عليه مصطفى بضيق:
-إرتاح يا حمزة انت لسه تعبان، والدكتور مش هيرضى يكتبلك على خروج!

هبط حمزة من على الفراش،متجهاً الى الحمام ليبدل ملابسه هاتفاً بحنق:
-الرصاصة فى دراعى يا مصطفى،مش لازم أقعد فى المستشفى يعنى علشان دراعى!
نظر له مصطفى بضيق واقترب منه قائلاً:
-طيب استنى حتى لما الدكتور ييجى يشوف الجرح!
جلس حمزة مرة أخرى على الفراش بملل،وقال بنزق:
-طيب نادى للدكتور علشان أخلص، لازم أروح البيت.

فى منزل جلال نصار
كان يقف جلال مستنداً على عصاه، وهو ينظر الى حسن بتوتر وهو يحاول مهاتفه أخيه منذ فترة، ولكن هاتفه مغلق، فقد دخل غرفته فى الصباح ليوقظه حتى يتناول الإفطار معهم ولكنه لم يكن متواجد فى غرفته، والفراش أيضاً كان مرتب مما يدل أنه لم ياتى الى المنزل أمس.
ألقى حسن هاتفه بضيق على المقعد أمامه عندما وجد الهاتف مغلق.
اقترب منه الجد بتوجس وقد بدأ التوتر والقلق يعصف به، يخاف أن يكون حمزة قد ذهب لإحدى مهماته وحدث له شئ فقال بخوف:
-طيب اتصل على مصطفى صاحبه كده، هو علطول بيكون معاه!

إلتقط حسن هاتفه مرة أخرى وحاول الإتصال بمصطفى، وتسلل الأمل اليه عندما وجد هاتفه مفتوحاً وليس مغلقا كحمزة.
حضر الطبيب ومعه مصطفى ودلفوا الى الغرفة المتواجد بها حمزة،وكان ممدداً على فراشه يغلق عينيه بتعب.
اقترب منه الطبيب وربت على كتفه قائلاً بإبتسامة عملية:
-حمد الله على السلامة!
-رد حمزة بهدوء:
-الله يسلمك يا دكتور.

بدأ الطبيب يفحص جرح حمزة للاطمئنان عليه، أما مصطفى نظر الى هاتفه وجد حسن هو الذى يتصل به،فترك الهاتف بدون إجابة حتى ينتهى حمزة ويجيب هو.
تأفف حسن الذى لا يجد إجابة من مصطفى، وحاول الإتصال مرة أخرى.
انتهى الطبيب من فحص حمزة،ووافق على مضض أن يكمل حمزة علاجه بالمنزل.
اتصل حسن مرة أخرى،فاقترب مصطفى من حمزة وأعطاه الهاتف قائلاً:
-رد على حسن طمنه،عمال يتصل وتليفونك فاصل شحن من إمبارح!

أمسك حمزة الهاتف وأجاب على أخيه قائلاً:
-السلام عليكم!
أجابه حسن بتأفف:
-وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته .
صمت قليلا ثم هتف بضيق:
-إنت فين من إمبارح يا حمزة؟ تليفونك مقفول ومرجعتش البيت ليه؟ وكمان...
قاطعه حمزة قائلاً:
-استنى بس يا حسن، أنا كلها نص ساعة وأكون قدامك، وابقى إسالنى براحتك!

تنهد حسن بضيق قائلاً:
-ماشي يا حمزة متتأخرش، جدك قلقان عليك أوى!
أغلق حمزة الهاتف واتجه الى ملابسه ليرتديها، ولكنه وجد صعوبة بسبب ذراعه المصابة، فألقى الملابس على الفراش قائلاً بتافف وهو ينظر لمصطفى الذى يجلس على المقعد يضع قدم فوق الاخرى يلعب بهاتفه:
-متقوم يا عم إنت ساعدنى، وخلى عندك دم!
نهض مصطفى ببطئ وابتسامة تسلية مرتسمة على ملامحه، وأمسك الملابس الخاصة بحمزة قائلاً:
-هو إنت كنت طلبت مساعدتى وأنا قلتلك لا، تعالى يا عم مهو أنا كنت خلفتك ونسيتك.

بعد قليل
كان حمزة يجلس بجوار مصطفى فى سيارته، وكان ينظر له بغيظ لأنه يتحدث مع سلمى بالهاتف وأخبرها بما حدث معه،لم يكن يريد أن تعرف ألاء هكذا من صديقتها، ولكن ما العمل فصديقه قد جعله حجته حتى يتحدث مع خطيبته.
أنهى مصطفى حديثه مع سلمى والتفت الى حمزة قائلاً بابتسامة:
-إذيك يا حمزة، عامل ايه يا صاحبى؟
لكزه حمزة بغيظ فى ذراعه، وتحدت هاتفاً من بين أسنانه:
-إنت بتقول لسلمى ليه؟ واخدنى حجة علشان تقعد تتكلم معاها يا مصطفى!

ضحك مصطفى بشدة،فهو كما قال حمزة اتخذه حجة كى يتحدث مع سلمى ؛لأنها لا تتحدث معه إلا قليلاً، متعللة بضوابط الخطبة، وهو يحب إلتزامها وتدينها فقال بمرح:
لم إيدك يا حمزة، بدل ما أضربك على إيدك المصابة، وبعدين فيها إيه لما أستغلك شوية، مش إنت صاحبى برده والصحاب لبعضها!
نظر حمزة للجانب الأخر بضيق قليلاً ثم التفت الى مصطفى مرة أخرى قائلاً بتساؤل:
-طيب مقالتش حاجة عن ألاء؟

حك مصطفى ذقنه قليلاً، ثم تحدث قائلاً:
-قالتلى ألاء لسه نايمة.
اندهش حمزة من حديثه وقال:
-لسه نايمة إزاى! ألاء بتصحى بدرى علشان الجريدة، غريبة يعنى إنها لسه نايمة!
هز مصطفى أكتافه بعدم إكتراث، وانتبه للطريق أمامه قائلاً:
-عادى مفيهاش حاجة يعنى لما تتأخر فى النوم.
صمت الاثنان طوال الطريق، حتى وصلا الى منزل حمزة.

فى فيلا مراد الأسيوطى
انهت سلمى حديثها مع مصطفى وجلست تفكر هل تخبر ألاء أن حمزة مصاب أم لا؟ وإن أخبرتها ماذا سيكود ردها على ذلك الخبر؟ هل ستتأثر وتذهب لرؤيته؟ أم ستتذكر أنه من العائلة التى حاولت التخلص منها ؟
تنهدت بضيق واتجهت الى ألاء لتوقظها،لكى تعرف ما حدث.
تململت ألاء فى نومها،وفتحت عيونها قليلاً ونظرت لسلمى بإبتسامة واهنة، قائلة:
-صباح الخير:
تألمت سلمى لحالها وإبتسامتها الحزينة التى تخفى وراءها الكثير، بادلتها إبتسامتها قائلة بتوتر:
-صباح الخير يا لولو، قومى كده خدى دش وفوقى.

ضيقت ألاء عينيها لتوتر سلمى الشديد،وأشارت لها بالإقترب فاقتربت منها سلمى وجلست بجوارها على الفراش قائلة بتساؤل:
-فى ايه يا ألاء؟
نهضت ألاء وجلست بجوار سلمى، وأمسكت يدها قائلة بحنو:
-فى إنك مخبية عنى حاجة يا سلمى،انتى متوترة أوى يبقى أكيد فى حاجة، ومتقوليش مفيش أنا عارفاكى أكتر من نفسك.
أغمضت سلمى عيناها بتعب من ليلة أمس، ثم فتحتهما مرة أخرى قائلة:
-حمزة كان فى مهمة إمبارح للقبض على ناس بتهمة تهريب سلاح، واخد رصاصة فى دراعه.

تنفست ألاء بشدة ووضعت يدها على قلبها،وأغمضت عينيها بشدة فى محاولة لتهدئة نفسها، فقد تألمت لما سمعت وتخيلته وهو يتألم.
بعد ما سمعته أمس أنه ابن عمها،تلك العائلة التى تسببت فى إصابتها بالأذى، من المفترض أن تبغضه وتنفر منه، ولكن يحدث العكس معها،هناك غصة فى قلبها استحكمت منها.
كانت سلمى تراقب تعبيرات وجهها التى تتقلب بين الخوف والجمود، فوضعت يدها على كتفها قائلة:
-مالك يا ألاء؟
نظرت لها ألاء،واستعادت جمود ملامحها مرة أخرى وهى تحاول كبت مشاعرها، وضبط زمام نفسها، وأن تتحكم فى قلبها قليلاً، الذى يأمرها بالذهاب والإطمئنان عليه، فهتفت بخفوت:
-أنا كويسة يا سلمى!

صمت حل عليهما ولم تتفوه أى منهما بحرف، الى أن نهضت سلمى ووقفت بجانب الفراش وجذبتها لتقف أمامها وهى تدفعها ناحيه الحمام قائلة بجدية:
-يالا خدى دش كده وفوقى علشان نفطر، وبعدين نفكر هنعمل إيه وأنا هستناكى تحت.
لم ترد ألاء أن تجادلها وفعلت ما طلبته سلمى.
أما سلمى هبطت الى الأسفل وطلبت من الخدم تجهيز الإفطار،وإصلاح ما فسد بغرفة ألاء،وأن لا يخبر أحداً منهم والدها بما حدث .

استجابوا الخدم لما طلبته،وجميعهم قاموا بإعطائها وعداً أنهم لن يخبروا والدها بما حدث أمس عن إنهيار ألاء.
بعد قليل هبطت ألاء الى الأسفل وهى ترتدى بلوفر من اللون الرمادى، يصل الى الركبة عليه بنطال جينز من اللون الأسود،وجلست بجانب سلمى لتتناول إفطارها.
فرحت سلمى أنها تجاوزت ليلة أمس،وأرادت أن تمزح معها قليلا قائلة:
إيه يا بنتى الألوان دى، رمادى مع أسود هو انتى رايحة تعزى!

شردت ألاء قليلاً فى حمزة، هل تذهب إليه أم لا؟ قلبها الخائن يأمرها بالذهاب إليه، وعقلها الخبيث يأمرها أن تظل فى المنزل ولا تخرج ؛لأن عائلته هى من دمرتها هى وأمها.
لكزتها سلمى فى ذراعها بخفة قائلة بخبث:
-إيه يا بنتى هو أنا بكلم نفسي! يا بخته اللى واخد عقلك.
تنهدت ألاء قائلة بعد أن حسمت أمرها بالذهاب:
-يالا يا سلمى هنروح نشوف حمزة:
لم تتفوه سلمى بشئ وظلت تنظر لها،تحاول فهم ما يدور بخلدها فقالت ألاء بتأكيد لما يدور بعقلها:
-متفكريش كتير، أنا رايحة أشوفه علشان أقرب من العيلة دى علشان الضربة اللى هوجهها ليهم تبقى القاضية.

صمتت قليلاً ثم هتفت بضيق:
-وأتمنى إنك متقوليش لحد حاجة خالص عن حقيقة نسبي، وخصوصا أونكل مراد لغاية ما أشوف هعمل إيه.
أنهت ألاء حديثها وصعدت للأسفل لتحضر حقيبتها للذهاب الى تلك العائلة.
وصل حمزة الى منزله هو ومصطفى،وعندما دلف الى المنزل ورأه جده بهذا الشكل:ذراعه مصابة وقميصه ملوث بالدماء، شحب وجهه ونهض بسرعة لا تتناسب مع عمره،ووقف أمام حفيده قائلاً بلهفة:
-مالك يا حمزة وإيه الدم ده!

جلس حمزة على أقرب كرسي وأجابه بإبتسامة هادئة:
-اتصابت امبارح،كنا فى مهمة واخدت رصاصة بس الحمد لله جت سليمه يا جدى.
تنهد الجد بارتياح ووقف بجانب حفيده يضع يده على كتفه،يتمتم الحمد لله على نجاة حفيده.
أما حسن جلس بجانب شقيقه قائلاً:
-سلامتك يا حمزة،والحمد لله إنها جت على أد كده.
ابتسم له حمزة قائلاً:
-الله يسلمك يا حسن وربنا ستر.

طرق الجد بعصاته الخشبية على الأرض قائلاً بصرامة وهو يغادر المكان متوجهاً الى غرفته:
-ربنا ستر المرة دى يا حمزة،بس يا عالم المرة الجاية هيحصل إيه! خليك فى شغلك اللى هيضيعك يا حمزة.
وضع مصطفى يده على كتف حمزة وقال:
-معلش يا حمزة، جدك خايف عليك علشان كده قال الكلام ده.
صمت مصطفى قليلاً ثم أكمل بمرح:
-انتوا بخلا أوى، أنا جعان يا جماعة مكلتش من إمبارح.

بعد قليل
كان حمزة ممداً فى غرفته بعد أن تناول طعام الإفطار مع عائلته،وكان يجلس بجواره مصطفى يتحدث معه،حتى رأى ألاء تقف أمام الباب تنظر له وبجانبها حسن وسلمى.
نهض حمزة بسرعة ومازال يجلس على سريره قائلاً بإبتسامة:
-تعالى يا ألاء،واقفة عندك ليه؟
اقتربت ألاء ومعها سلمى وأفكارها متضاربة تحاول أن يكون تعاملها معه طبيعى،وحاولت أن تلغى من تفكيرها إنه من العائلة التى دمرتها،واعتبرته خطيبها المصاب فقط،وهى ألاء الصاوى وليست ألاء نصار.

جلست على المقعد المجاور له وابتسمت له ابتسامة خرجت من قلبها وهتفت بهدوء:
-ألف سلامة عليك يا حمزة!
بادلها إبتسامتها وقلبه يرقص طرباً لرؤيتها وابتسامتها له ورد عليها بحب قائلاً:
-الله يسلمك يا ألاء.
أتت مديحة ومريم لرؤية حمزة والإطمئنان عليه، فدخلت مديحة الغرفة بسرعة ووصلت الى حمزة قائلة بلهفة:
-سلامتك يا حمزة!
ابتسم حمزة للهفتها، فهى تعامله دوماً هو وأخيه كأولاد لها برغم ما فعلته بعمه فاروق فى الماضى، إلا أنه تابت وندمت وهو لا يملك إلا الغفران لها، فقال:
-الحمد لله يا مرات عمى، متقلقيش أنا كويس.

كانت ألاء تنظر لمديحة بإحتقار وتتمنى قتلها فى الحال، وتضغط على يد سلمى التى تجلس بجانبها بشدة،ولكنها تماسكت فوقت الإنتقام لم يحن بعد، ستتزوج حمزة أولاً حتى تتمكن من العيش بينهم؛ لتنتقم منهم كما يحلو لها.
ذلك قرارها الذى إتخذته عندما رأت مديحة.
من قبضة يد ألاء التى تتمسك بها علمت سلمى أن زوجة عم حمزة تلك لم تكن إلا مديحة، التى هى من تسببت بحرمان ألاء من عائلتها،فتنهدت بضيق لرؤيتها لتلك المرأة.
أما ألاء لم تتحمل أن تظل فى نفس المكان الذى تتواجد به مديحة، فنهضت قائلة لحمزة:
-أنا لازم أمشي يا حمزة،وهبقى أكلمك فى التليفون.

تحدث حمزة بسرعة:
-لسه بدرى يا ألاء إنتى لسه جاية!
إبتسمت له بتصنع قائلة:
-مرة تانية يا حمزة!
رد عليها بإبتسامة:
-ماشى يا ألاء روحى، على العموم هيا كلها أسبوعين ونتجوز.
عندما سمعت مريم ذلك صعدت الى الشقة الخاصة بوالدها بسرعة بدون أن تتحدث بشئ،وأمسكت هاتفها وطلبت رقم ملك، وعندما أتاها الرد تحدثت بغضبٍ قائلة:
-أنا موافقة أنفذ يا ملك.




الكلمات الدلالية
رواية ، انتقام ، مجهولة ، النسب ،


 





# فنون # مشاهير # صحة # منوعات # الأطفال # English # تفسير الأحلام ثقافة # قصص # سيارات Cars # صور # تقنيات # الاجهزة الالكترونية # المطبخ # كلام فى الحب # أبراج # رياضة # ازياء # حكم وأقوال تطوير الذات# خلفيات # صور بنات # مشاهير # ديكور # صباح الخير # مكتوب برقيات شهر رمضان # جمعة مباركة # حب رومانسية # عيد # ادعية # خلفيات كرتون # منوعات # موضة # الأم # أطفال # حيوانات # صور ورد # اكلات # New Year # مساء الخير # اللهم صلي علي النبي # القران الكريم # صور نكت # عيد ميلاد # اعلام # سيارات # تهنئة الخطوبة # حروف واسماء # الغاز # صور حزينة # فساتين # هدايا # خلفيات النادي الاهلي # تسريحات شعر # الاصدقاء # بوستات نجحت # خلفيات نادي الزمالك # حب رومانسية # تهنئه # ازياء # صور بنات # صوره وكلمه خلفيات # كرتون # بروفايل رمزيات # دينية # سيارات # مضحكة # أعلام # مسابقات # حيوانات # ديكور # أطفال # أكلات # حزينة صور شباب أولاد ر# صور # الطب و الصحة # مقالات عامه # CV المشاهير # وصفات الطبخ # العناية بالبشرة غرائب وعجائب # قصص روايات مواعظ # صور حيوانات # وصفات الحلويات # الرجيم والرشاقة # نكت مضحكة # صور خلفيات # العناية بالشعر # شروحات و تقنيات # videos # Apps & Games Free # موضة أناقة أزياء # سيارات # ديكور # رعاية الأطفال # نصائح المطبخ # موبايل جوال # الفوركس # التعليم والمدارس # الحمل و الولادة # اخبار الرياضه # وظائف # صحة المرأة # حوادث # صور بنات # صور اطفال # مكياج و تجميل # عناوين بنوك شركات محلات مطاعم # العاب الغاز # عيد # كلمات الاغانى # اشغال فنيه واعمال يدويه # مصر # أشعار خواطر # للنساء فقط # للرجال فقط # صور شباب # علاج النحافه # رسائل SMS # أكلات نباتية - Vegetarian food # برامج الكمبيوتر # المراهقة # جمعة مباركة # blogger # رعب # لعنة العشق # حب # اسلامية # قاسي ولكن أحبني # أحفاد أشرار الحرب لأجلك سلام # أسمى معاني الغرام # حقيقية # لقد كنت لعبة في يده # ملهمة # أباطرة العشق # عربية # حب خاطئ # لست مميزاً # من الجاني # مشاهير # راقصة الحانة # اغتصاب طفلة # عاشقان يجمعهم القدر # الطريق الصعب # خيال علمي # أشواك الحب # تاريخ # سجينة ثوب الرجال # لروحك عطر لا ينسى # أطفال # عشق وانتقام # لازلت أتنفسك # لقاؤنا صدفة # للحب معان أخرى # خاتم سليمان # ممن أنتقم # نجاح # أبواب وهمية # حلمى فى صفيحة قمامة # فيلم # مجنون بحبك # بين شباكها # حزينه # رحلات جوليفر # عذاب قسوته # عندما ينادي الشيطان # لعنة حبك # مريم وامير # هدوء في قلب العاصفة # الحاسة السادسة # المشعوذة الصغيرة # عباقرة # لوعة العشق # حروب # قدر بالإجبار # بنات مضحكه# فوركس Forex# صحتك # الصور والخلفيات # الطبخ والحلويات # منوعات # اخبار الفن # القصص و الروايات الألعاب الرياضية # الحياة الزوجية # أزياء وملابس # الأم و الطفل # دراسات لغات # افكار منزلية # انترنت تكنولوجيا # صفات الابراج # حيوانات ونباتات # تفسير الاحلام # معانى الاسماء # خواطر و اشعار # الكون والفضاء اجمل نكته# Mix # Forex # youtube # foods # Kids # Health education # stories # News # kitchen # woman # Famous # Sport # Animals

-------

الساعة الآن 04:42 صباحا