أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتدى جنتنا، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .

المنتدى للقرائه فقط -- للمشاركه انتقل الى منتديات جنتنا الجديده -forums.janatna.com





رواية انتقام مجهولة النسب

ظلام دامس أطبق عليها، حقد أعمى غلف قلبها، باتت تائهة فى دروب الإنتقام، إنتقام أَهلكها أولاً قبل أن يهلك من حولها. عندما ..



14-03-2022 10:02 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [16]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية انتقام مجهولة النسب
رواية انتقام مجهولة النسب بقلم شيماء رضوان الفصل السابع عشر

إبتسمت بإنتصار وقالت:
-فى بضاعة خشب هقولك على خط سيرها، المطلوب تاخد معاك كام واحد ثقة تسرقوا الشحنة دى،وتولعوا فيها فى مكان بعيد من غير ما تضروا أى، تسرقوا الشحنة بس،والناس اللى معاها مش عايزة حد يحصله أى حاجة.
سألها بدهشة قائلاً:
-وليه عايزانى أعمل كده يا أستاذة؟
أجابته بجمود:
-أصحاب الشحنة دى أذونى أوى يا حمودة،ها هتقدر ولا أشوف حد تانى؟

رد عليها بإبتسامة:
-لا يا أستاذة هنفذ، أنا رقبتى سدادة ليكى وعلشان خطرك هرجع لأيام الشقاوة تانى.
غادرت المكان متجهة الى سلمى وإبتسامه إنتصار مرتسمة على وجهها، فقد بدأت أولى خطواتها من أجل الأخذ بالثأر.
-وصلت الى الفيلا التى تقطن بها سلمى، وجدتها فى حديقه الفيلا تجلس بجوار مصطفى، فرحبت به واحتضنت سلمى بشدة فقد اشتاقت لها كثيرا.

بعد قليل
كانت ألاء تجلس بجوار سلمى تتحدث معها عن حياتها،وكانت أحياناً تكون شارة ولا تجيب عليها، فأرادت الإطمئنان عليها فباغتتها بسؤالها قائلة:
-مالك يا لولو، من ساعة ما جيتى وإنتى كل شوية سرحانة منى.
إلتفتت ألاء لها وابتسمت بتصنع حتى لا تكشف سلمى أمرها، لا تريدها أن تعلم، ستنقلب ضدها وتخبر مراد لتحميها، وهى لا تريد ذلك فى الوقت الحالى فقالت بهدوء:
-مفيش يا سلمى، بس زهقت من قعده البيت وعايزة أرجع شغلى بقى.

لم تصدقها سلمى وعلمت أنها تتهرب منها،ولكن ستجاريها الى أن تكتشف ما يدور بخلدها، فردت بهدوء:
-خلاص كلها يومين ونرجع شغلنا،والأستاذ خليل هيزهقك شغل.
ضحكت ألاء على حديث سلمى،ولكنها ضحكة لم تخرج من القلب،ضحكة مصطنعة،فمازال عقلها مشغولاً بما سيحدث غداً.
فى المساء
حضر حمزة وجلس مع صديقه مصطفى وأصرت سلمى أن يتناولوا العشاء معهم.

بعد فترة
غادروا الى منزلهم، وحمزة ينظر لألاء يلاحظ شرودها وتجنبها الحديث معه، فأصر الصمت هو الأخر لحين الوصول للمنزل ومعرفة مابها
وصلوا الى المنزل،وترجلت ألاء من السيارة وصعدت الى شقتها، وجلست على أقرب أريكة تريح رأسها للخلف بدون أن تتفوه بشئ، شاردة فيما سيحدث غدا هل فعلت الصواب أم لا؟ قلبها يخبرها أنها ليست على صواب،أما عقلها يقنعها أنها فعلت الشئ الصحيح،فهم من بدأوا بتدميرها ونبذها من العائلة كالخرقة البالية،تحقد بشدۃ على جدها لأنه ساند مديحة وساعدها على الخلاص منها، بل كان الأمر برمته بناءاً على أمرٍ منه .

تنهدت بضيق وأغمضت عيونها لعلها تستريح من تأنيب ضميرها الذى ينغص عليها راحتها، منذ أن إلتقت بحمودة واتفقت معه على ما سيحدث غداً.
جلس بجوارها بدون أن تشعر به،يراقب ملامحها الجامدة وإنعقاد حاجبيها بشدة كأنها تصارع شيئاً ما، فوضع يده على كتفها برفق،هاتفاً بنبره يشوبها القلق:
-مالك يا ألاء ؟ من ساعة ما خرجنا من عند سلمى ومصطفى وإنتى ساكتة كده وعلطول سرحانة،هو إنتى تعبانة ولا فيكى إيه؟ أنا قلبى مش مطمن.

فتحت عيونها عقب إنتهائه من حديثه ولمعت عيناها بالدموع،هو يفكر بها وما يؤرقها، أما هى تفكر فى كيفية تنفيذ إنتقامها من عائلته، ما إتفقت عليه مع حمودة بالتأكيد سيضر عمل العائلة وأولهم أخيه، فهو من يمسك العمل ويديره برفقة عمه وجده،وأيضاً والدها سيدير العمل معهم .
لم تشعر بنفسها إلا وقد أراحت رأسها فوق صدره، تتشبث به كالطفلة طلباً لحنانه وحبه،صامتة لا تتفوه بشئ سوى أنفاسها الناعمة وتنهداتها بين الحين والأخر.
إزداد قلقه عليها بعد ما فعلته وإحتضانها له، فضمها إليه بقوة يبثها أمانه ودفء أحضانه،قائلاً بخوف:
-ألاء إنتى كويسة ؟أنا كده قلقت عليكى أكتر!

تنهدت بعمق وأجابته بهدوء:
-عايزة أنام بس يا حمزة وهبقى كويسة.
رد عليها بهدوء خافت:
-طيب صلى الأول وبعدين نامى!
أجابته بخفوت:
-صليت عند سلمى عايزة أنام بس.

نهض وجذبها معه، ودلفت الى غرفة نومها وتسطحت على الفراش بدون أن تبدل ملابسها،فدثرها جيداً بالغطاء وأبدل ملابسه واندس بجوارها،ينظر لظهرها الذى يقابل وجهه شارد فيها وما يحدث معها، كانت بخير فى الصباح،ولكن تُرى ماذا حدث لها لتكون بهذا الشكل ؟
مرت فترة وهو يحدق بها متخيل أنها نائمة،وإستسلم هو الأخر لسلطان نومه.

عندما شعرت بإنتظام أنفاسه،إلتفتت له ليقابل وجهها وجهه وظلت تحدق به فترة،وهبطت دموعها على وجنتيها شعوراً بالذنب لما تفعل، وإستغلال زواجها منه لتكون وسط تلك العائلة لتحقق إنتقامها منهم على أكمل وجه،ولكنها تتألم لخداعها له، أحبته ولكنها تطعنه بظهره.
أى منطق هذا ؟وأى عقل يصدق أن من يحب يضر من يحبه ويوجه له الطعنات،من المفترض أن تكون دوماً بجواره تسانده لا أن تتآمر ضده وضد عائلته، ولكنها قد حسمت قرارها من قبل زواجها به وإنتهى الأمر،تحبه ولكنها يجب أن تاخذ بثأرها وثأر أمها، لن تضره هو بل ستضرهم هم .

إمتدت يدها تتحسس ملامحه بحب، وإقتربت منه طابعة قبلة على جبينه بثته فيها أسفها وندمها لما تفعله ثم غطت فى نوم عميق.
كانت سلمى تدور فى غرفتها بضيق، تشعر أن ألاء بها شئ ولم تتحدث، قلبها يخبرها أن هناك شئ على وشك الحدوث، صمت ألاء وشرودها كثيراً ما هو إلا عاصفة قادمة، هى صديقتها منذ الطفولة وتعرفها أكثر من أى شخص أخر.
أمسكت هاتفها لتتصل بها ولكنها تراجعت فى أخر لحظة،ماذا ستقول لها؟ وكيف ستبرر لها إتصالها وهى كانت معها منذ وقت قصير ؟تنهدت بضيق وجلست على فراشها تضع وجهها بين راحتيها.

كان مصطفى يراقبها بتمعن،وعندما جلست على الفراش بضيق إقترب منها ورفع وجهها الذى كانت تنكسه للأسفل قائلاً بهدوء:
-مالك يا سلمى؟ من ساعة ما ألاء مشيت وإنتى مش على بعضك.
تنهدت بضيق ماذا ستقول له ؟كيف ستبرر خوفها ؟
فحثها على الكلام قائلاً:
-اتكلمى يا سلمى علشان ترتاحى، طلعى اللى جواكى.

بللت شفتيها بلسانها قائلة بخفوت:
-معرفش يا مصطفى ألاء مكانتش على بعضها من إمبارح، أنا خايفة عليها حاسة إن فيها حاجة!
إبتسم لها وأمسك يدها بين راحتيه قائلاً:
-متخافيش يا حبيبتى، ألاء قوية وإنتى أكيد قلقانة على الفاضي، وهيا صاحبتك لو كان فيها حاجة كانت قالتلك،يالا ننام دلوقتى وبكرة كلميها إن شاء الله.
كانت مريم تتقلب فى نومها ترى أحد الكوابيس المزعجة،ترى نفسها تجرى فى الظلام وهناك شعاعا من النور تحاول الوصول إليه، وكانت على وشك الوصول اليه لولا يد إمتدت وأخذتها عبر الظلام مرة أخرى .

كانت تلهث فى نومها و ظلت تصرخ، ووصل صراخها الى غرفة حسن،الذى ركض الى غرفتها وجدها تنتفض على فراشها وتتقلب بشدة كأنها تنام على جمر،وجبينها يتصبب عرقاً،فحاول إيقاظها فانتفضت بخوف وجلست على السرير،وعندما رأته يجلس بجانبها تعلقت فى رقبته بشده وألقت نفسها بأحضانه تضمه إليها،فى محاولة منها لتشعر بالأمان قائلة:
-أنا خايفة أوى!

عندما رأى خوفها الظاهر وإنتفاضتها بين يديه، أحكم ذراعيه حولها قائلا:
-متخافيش يا مريم، ده مجرد كابوس،إذكرى ربنا ومتحكيش الكابوس لحد.
أومات برأسها عده مرات وظلت تذكر ربها.
أراحها على الفراش قائلاً:
-نامى دلوقتى وكل حاجة هتبقى تمام .
جاء لينهض تعلقت فى ملابسه قائلة برجاء:
-خليك هنا يا حسن، أنا خايفة أوى!

أمسك يدها المتشبثه بملابسه ومشاعر متضاربة تتأرجح فى قلبه، يريد البقاء معها وفى نفس الوقت غير قادر على مسامحتها،ولكنها زوجته وفى حاجته الآن وإن لم يبقى بجوارها سيتألم لأجلها،لذا حسم أمره قائلاً بخفوت:
-طيب يا مريم نامى هنا وأنا هنام على الكنبة.
أبعد يدها التى تمسك به واتجه الى الأريكة لينام عليها واضعاً يده فوق رأسه.
أما هى نظرت لجسده الساكن على الأريكة، لا يهمها أنه لم ينم بجوارها،يكفيها أنه متواجد معها بنفس الغرفة، وأنفاسه تحاوطها لتشعرها بالأمان، أراحت رأسها على الوسادة لتنام بعمق بعد شعورها بالراحة لوجوده.

فى عصر اليوم التالى
تجلس ألاء فى شقتها بإنتصار بعد سماعها لخبر سرقة الشحنة،وعثورهم فيما بعد على الخشب متفحم فى إحدى الاماكن المهجورة .
قررت الهبوط للأسفل لترى ماذا يحدث
هبطت ألاء الى الأسفل وجدت الجميع أعصابه متوترة ومشدودة،تلك الشحنة كلفتهم الكثير من الأموال، فسمعت الجد يتحدث بخفوت قائلاً:
-خلاص يا فوزى اللى حصل حصل، الفلوس بتروح وتيجى، أهم حاجة محدش إتأذى من اللى حصل.

نهض حسن بضيق من فوق مقعده،واقفاً أمام جده قائلاً بغضب:
-ماشي يا جدى المهم محدش إتاذى من اللى حصل، لكن هنسيب الموضوع كده واللى عمل العملة دى يفلت منها من غير عقاب، إحنا أول مرة يحصل فينا كده!
تدخل حمزة قائلاً بهدوء:
-أكيد مش هنسكت على اللى حصل يا حسن، أنا كلمت اللوا حامد وهيتولى الموضوع بنفسه،متقلقش واللى عمل كده إحنا هنجيبه.
إبتلعت ألاء ريقها بخوف لتدخل الشرطة بالأمر، ولكن شيطانها تلبسها فى تلك اللحظة بأن يحدث ما يحدث،لا يهمها إن تم القبض عليها،ما يهمها الآن أن تأخذ بالثأر لها ولأمها الراحلة.

أما ملك يتأكلها الحقد وهى تجلس فى غرفتها بالمنزل، لا تصدق ما أخبرتها به إحدى صديقاتها أن مريم تزوجت من حسن، فبدلاً من أن يعاقبها تزوجها.
كانت تعلم بحبه لها من نظراته المغلفة بالعشق التى كان يخص مريم بها، أخطات عندما أخبرته كانت
يجب أن تبعث الرسالة لوالدها أولاً.
لذا أخرجت هاتفها وتلبسها شيطانها وبعثت رسالة لمريم تقص فيها ما فعلته،وإخبارها لحسن وسبب إنتقامها منها، وهو إلقاء والدتها "سمية الالفى "فى السجن بسبب والدتها،وأيضاً أخبرتها أنها قد تحصلت على رقم والدها كما تحصلت على رقم حسن من قبل وستبعث التسجيل له .

أرسلت الرسالة لمريم ثم أرسلت التسجيل لوالد مريم وأغلقت هاتفها وهى تبتسم بشر لتحقق إنتقامها.
دلفت ملك لغرفة والدتها وجدتها نائمة، فاقتربت لتوقظها وتخبرها أنها إنتقمت لها من مديحة،ولكن فات الآوان وأمها فارقت الحياة.
ظلت تصرخ وهى تتمسك بأمها وتهذى بالكلام قائلة:
-لا يا ماما قومى،أنا إنتقمت وجبتلك حقك،مش بعد ده كله تموتى وتسيبينى !
ماتت أمها وتركتها وحيدة تتحسر، تائهة فى ظلامها الذى أخذها معه واستحكم معها.

قرأت مريم الرسالة التى وصلتها بقلب يرتجف كالأرنب المذعور، وعلمت أن نهايتها أتية لا محالة،
ونزلت دموعها فى إنتظار حكم والدها.
عندما سمع والدها التسجيل الذى أرسلته مريم إنطلق فى إتجاه شقتها والشياطين تلاحقه، قائلاً بأعلى صوته الذى نفذ الى الجميع،وخافوا من شدة غضبه:
-مررررررررررريم!
إنتفضت من صوت أبيها وكذلك أمها التى رأته يصعد متجهاً الى شقة ابنتها وخلفه حسن ومعه الجد أيضاً وكذلك فاروق، فتملكها الخوف على وحيدتها وصعدت خلفهم.

أما حمزة أخذ هاتف عمه واستمع الى التسجيل، وجحظت عيناه لما سمع وصعد هو الأخر،قبل أن يتهور عمه ويفعل شيئاً يندم عليه لاحقاً.
أما ألاء لم ترد التدخل وظلت فى شقتها
عندما علمت سلمى بما حدث مع عائلة حمزة، والشحنة التى سرقت منهم وإحراقها،شكت بألاء، فتوجهت الى منزلها لتعرف منها ما يحدث.
ظل يطرق فوزى على باب الشقة ففتحت له مريم بوجه خائف مرتعب، وقبل أن تتحدث باغتها والدها بصفعة على وجهها،وأتبعها بإمساكه من شعرها قائلاً:
-إنتى كنتى عايزة تعملى فيا كده،عايزة تحطى راسي فى الطين وتودى ابن عمك فى داهية.

إستطاع حسن تخليصها من براثن عمه، وإحتضنها لتبقى فى أمانٍ بين يديه قائلاً:
-خلاص يا عمى الموضوع خلص، ومريم عرفت غلطها وندمت على اللى حصل،وكلكم شفتوا إنها إتغيرت.
صدم أخيه مما سمع،فقد كان حسن على علمٍ تام بما حدث.
هتف فوزى بصدمة قائلاً:
-يعنى إنت كنت عارف! علشان كده إتجوزتها بسرعة وكنت مستعجل أوى على الجواز يا حسن، إتجوزت بنتى علشان تنقذ أخوك منها!
صمت حسن ولم يرد على عمه،ونظر لأخيه الذى يقف ينظر له بجمود لا يتفوه بشئ.

هتف الجد بغضب قائلاً:
-متفهمونا فى إيه ؟ومريم كانت هتضر حمزة ليه؟
هتف حسن بضيق قائلاً:
-أنا قلت الموضوع خلص يا جدى، ومش عايز حد يتكلم كلمه تانية،دى مراتى واللى يمسها يمسنى، ولو ليا خاطر عندكم متفتحوش الموضوع ده تانى.
هبط الجد للأسفل ومعه فاروق بعد حديث حسن وقراره بعدم فتح الموضوع مرة أخرى.
أما مديحة أحضرت لإبنتها حجاب، تضعه فوق رأسها لوجود حمزة، وتقف بجانبها تبكى بهدوء.

نكس فوزى رأسه للأسفل وقال بإنكسار:
-يمكن حسن سامحك يا مريم،بس أنا مش مسامحك وهعتبرك ميتة من النهاردة.
أنهى حديثه الصادم لها وهبط الى الأسفل، يتبعه حمزة الذى نظر لأخيه بجمود، وهبط الى جده ليراه.
تركها حسن ودموعها تهطل بغزاره على وجنتيها، بسبب حديث أبيها بأنه لن يسامحها،ويعتبرها متوفاة بالنسبة له.

إقتربت منها أمها تضع يدها عليها قائلة بخفوت:
-متقلقيش أبوكى بيحبك،يومين وهيرجع زى الأول، بس إنتى عملتى إيه خلاه يضربك بالقلم وكان هيضرب أكتر لولا حسن خلصك من إيده؟
نفضت يد أمها قائلة بحدة:
-إبعدى عنى بقا، كفاية اللى أنا فيه كله بسببك، اللى بيحصلى ده بسبب اللى عملتيه زمان،فاكرة سمية الألفى اللى دخلتيها السجن ظلم، أهى بنتها طلعت ملك وجاية تنتقم منك فيا، كل اللى بيحصلى ده إنتى السبب فيه.

14-03-2022 10:03 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [17]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية انتقام مجهولة النسب
رواية انتقام مجهولة النسب بقلم شيماء رضوان الفصل الثامن عشر

وضعت مديحة يدها على فمها،وشهقت بإستنكار لما تخبرها به ابنتها التى تعتبرها قطعة من روحها، الشئ الوحيد الثمين الذى أعطاه لها القدر، لا تصدق أنها تقف أمامها الآن وتقول مثل هذا الكلام .
حاولت الإقتراب منها مرة أخرى ووضعت يدها على وجنتها،إلا أن مريم إبتعدت كمن لدغتها أفعى.

إبتلعت مديحة ريقها وقالت بحزن:
-بتعملى كده ليه يا مريم؟ ليه بتحاسبينى على أخطاء زمان؟ أنا تبت لربنا وندمت على اللى عملته وإتعاقبت بما فيه الكفاية، أنا مش هقدر أستحمل إحتقار حد تانى ليا وخصوصا إنتى يا مريم ؛لإنك بنت قلبى ومش هستحمل تبصيلى كده، صحيح أنا غلطت فى حق سمية وطلعتها من السجن لكن بعد مده طويلة هيا قضتها فيه،مكنتش أقدر أعترف على نفسي، مكنش عندى الجرأه إنى أعمل كده.

جلست مريم بتعب على الاريكة واجهشت فى البكاء المرير، تحاول كتم شهقاتها إلا أنها لا تستطيع فما إختبرته لم يكن هين أبداً.
إقتربت منها أمها وتحدثت بإنكسار لرؤيتها ابنتها هكذا:
-سامحينى يا بنتى أنا عارفة إنك تعبتى فى حياتك بسبي، سامحينى أنا غلطت، وإذا كان ربنا بيسامح يا مريم إنتى مش عايزة تسامحى أمك اللى بتخاف عليكى من الهوا نفسه!

لم ترد عليها مريم وزاد بكاؤها أكثر،فخاف عليها حسن واقترب من زوجة عمه قائلاً برجاء:
-معلش يا مرات عمى إنزلى إنتى دلوقتى، ولما هى تهدى هقول لحضرتك، ومعلش اعذريها اللى حصل مش سهل، وكمان كفاية عليها الكلام اللى قاله عمى.
أزالت مديحة دموعها بكفيها،ونظرت الى ابنتها التى ترفض النظر اليها بإنكسار،وغادرت متجهة الى شقتها لترى زوجها، فهو بالتأكيد غاضب بعد ما حدث.
دلفت مديحة الى شقتها بأعين منتفخة من البكاء، واتجهت الى غرفة نومها، وجدت زوجها يقف فى الشرفة يدخن بشراهة، وهى عادته عندما يكون غاضبا يلجأ للتدخين كى ينفس فيه غضبه.

وضعت يدها على كتفه فانتفض من لمستها،مما أخبرها أنه كان شارداً ولم ينتبه لها.
إلتفت لها وأطفأ السيجارة التى كانت بيده، ونظراته إليها تحمل غضب كبير، لا تستطيع نسيان تلك النظرات التى حدجها بها عندما علم ما فعلته بأخيه فى الماضى، فابتلعت ريقها وعلمت أن الماضى عاد يتجسد أمامها بصورته مرة أخرى، وكان سببه هذه المرة ابنتها مريم.
تحدث أخيراً بتهديد مرعب بعد صمته،ونظراته الغاضبة:
-إمشى يا مديحة من قدامى دلوقتى!

لا تنكر أنها خافت من تهديده،ولكن لا يمكنها أن تتركه هكذا، يجب أن ينفس عن غضبه حتى ولو من خلالها، فقالت بهدوء:
-مش همشي يا فوزى، أنا عارفة إن جواك نار دلوقتى، علشان خاطرى حاول تهدى، وانسي مريم دلوقتى ومتفكرش فى حاجة.
رد عليها بحدة واستنكار:
-عايزانى أنسي اللى بنتك عملته بالبساطه دى!

ظلت صامتة كى لا يؤلمها بحديثه،ولكنه أمسكها من كتفيها وهزها بعنف متابعا حديثه:
-عايزانى أنسي ازاى! اللى بنتك كانت هتعمله فكرنى باللى عملتيه فى أخويا زمان يا مديحة.
أفلتت نفسها بصعوبة من يده المحكمة حول كتفيها كالأصفاد،وابتعدت قليلا عنه قائلة بحزن:
-بلاش تتكلم دلوقتى يا فوزى، إنت مضايق ومش شايف قدامك، والعصبية مش كويسة ليك هتتعب منها.
ضحك بسخرية على حديثها، ولكن داخله كالبركان إن انفجر سيدمر من حوله .

إنتهى من نوبة الضحك الساخر منها، وتابع بمرارة:
-إنتى وبنتك شبه بعض يا مديحة، بس الفرق إنك قدرتى تدمرى حياة أخويا وأنا مقدرتش أعمل حاجة، كانت عينى معمية مش شايف حقدك،أما هيا حسن لحقها قبل ما تدمر حياة أخوه وإتجوزها كمان،أنا منكرش إن هيا إتغيرت كتير، بس تغييرها ده مش هيشفعلها عندى.
جلس على فراشه وهبطت دموعه على وجنته، فشهقت مديحة واقتربت منه تزيل دموعه،قائلة بقهر:
-لا يا فوزى إوعى أشوف دموعك دى تانى ابداً.

نفض يدها عن وجهه، وتابع بمرارة يشعر بطعمها فى حلقه:
-أنا لغايه دلوقتى كل ما أبص فى وش أخويا أفتكر اللى حصل، إنما دلوقتى أبص فى وش ابن أخويا إزاى! حرام عليكم أنا تعبت أوى منكم،سيبونى فى حالى بقى.
إقتربت منه واحتضنت رأسه بقوة عله يهدأ، فحاول إبعادها إلا أنها أصرت أن تبقى بجواره، ولن تتركه مهما فعل.

أما هو إشتاق لها، فقد إبتعد عنها عشرون عاماً لا يتحدث معها إلا قليلا،كانت عشرون سنة قاسية عليه، ولكنه أقسم أنه لن يسامحها إلا اذا سامحها أخيه .
رفض أخيه مسامحتها لأن لا شئ سيعوضه عن ابنته وزوجته،وهو يعذره فهو الآن لا يستطيع مسامحه ابنته.
وصلت سلمى الى شقة ألاء وطرقت الباب ففتحت لها ألاء.
أغلقت سلمى الباب وراءها ونظرت لألاء بتساؤل قائلة:
-حمزة هنا يا ألاء:
إستغربت ألاء من سؤالها وشعرت أن هناك خطبا ما بها،لم ترها هكذا من قبل، فابتلعت ريقها بتوتر ولكنها إستطاعت أن تحافظ على جمود ملامحها، فأجابتها بالنفى:
-لا يا سلمى، حمزة عند جده تحت.

إقتربت منها سلمى بسرعة،وأمسكت يدها بغضب قائلة:
-ليه عملتى كده؟ ليه بتدمريهم وبتضريهم فى شغلهم؟ وليه كذبتى عليا وقلتيلى إنك شيلتى فكرة الإنتقام من راسك؟
نفضت ألاء يدها من يد سلمى وتحدثت بجمود:
-إنتى ليه واثقة إنى السبب فى اللى حصل يا سلمى؟
تنفست سلمى بغضب من برودها،تتحدث كأنها دهست قدمها وليس أنها سرقت شحنة أخشاب كبيرة وقامت بإحراقها،وتدمير السيارات التى كانت تحمل تلك الشحنة، فأجابتها بشراسة:

-لإنى حاسة من امبارح آن فيكى حاجة، سرحانك وسكوتك على غير العادة أكد ليا إنك بتخططى لحاجة،ولما سمعت الخبر ربطت الامور ببعضها وعرفت إنك ورا اللى حصل.
صفقت ألاء بيدها أمام أعين سلمى الغاضبة،وهتفت بجمود ساخر:
-برافوا عليكى شغل الصحافة جاية تعمليه عليا،بس أحب أطمنك إنك نجحتى فى شغلك، وأقولك إنى السبب فعلاً.

بهتت ملامح سلمى من إعتراف ألاء بأنها المذنبة فيما حدث، تلك المعتوهة تتحدث كأنها تبرعت لإحدى الجمعيات الخيرية، وليس أنها إرتكبت جريمة يعاقب عليها القانون وهى فى نظره مذنبه الإن، إقتربت منها هاتفة بخفوت:
-ليه كده؟ بتتكلمى كإن اللى عملتيه هو الصح وإن اللى حصل أمر مسلم بيه، يا ألاء أنا ماتوقعتش إنك تنزلى للمستوى ده علشان تاخدى حقك مفكرتيش فى جوزك، أنا عارفه إنك بتحبيه.

تنظر لها بجمود يخفى وراءه إهتزاز مشاعرها لحديث سلمى،ماذا تظن ؟أنها لم تفكر به نعم تحبه ولكنها يجب أن تكمل إنتقامها للنهاية،لن تضره بسوء أبدا، هى فقط تنتقم ممن أذوها هى وأمها لذا هتفت بجمود:
-أنا صحيح بحبه يا سلمى،وتأكدى إنه مش هيتمس بسوء من اللى بعمله، أنا بس بأذى اللى أذانى، إنما حمزة اللى يقربله أكله بسنانى.

جحظت أعين سلمى مما تسمعه،هل تتحدث الى مريضة نفسية أم ماذا؟ من تلك الواقفة أمامها بلا أى مشاعر، تتحدث هكذا عن ما تفعله بلا أى خوف أو توتر كأنها تفعل الشئ الصحيح،لذا هتفت بذهول:
-أنا حاسة إنك مش طبيعية يا ألاء، إزاى بتحبيه وإزاى بتضرى عيلته وبتقولى إنه مش هيتضر باللى بتعمليه! أكيد هينضر لما يشوف عيلته بيحصل فيهم كده، حمزة بيحبهم أوى وهيزعل عشانهم،فكرى تانى وارجعى عن فكرة إنتقامك دى، كفاية بقا وجع يا صاحبتى.

أجابت ألاء بهدوء:
-لا يا سلمى، أنا قررت وهنفذ وهكمل اللى بعمله، وحمزة هفضل جنبه وهكون عيلته.
ألتفتت سلمى متجهة الى الباب لتغادر قائلة:
-بس أنا هتكلم يا ألاء،وهحكى كل حاجة عن اللى بتعمليه،مش هقدر أشوفك بتدمرى نفسك وأقف أتفرج!
جاءها رد ألاء الصادم بالنسبة لها:
-يبقى إنسي إن ليكى صاحبة إسمها ألاء،صدقينى لو عملتى كده تبقى بتخلفى وعدك ليا،وهتنهى صداقتنا للأبد يا سلمى،صدقينى هنسي إنك صاحبتى وأختى،وهتبقى غريبة عنى، فكرى كويس قبل ما تعملى حاجة.

غادرت سلمى وحديث ألاء يتردد فى ذهنها:
-يبقى إنسي إن ليكى صاحبة إسمها ألاء صدقينى لو عملتى كده تبقى بتخلفى وعدك ليا وهتنهى صداقتنا للأبد يا سلمى صدقينى هنسي إنك صاحبتى وأختى وهتبقى غريبة عنى فكرى كويس قبل ما تعملى حاجة
كفكفت سلمى دموعها وغادرت الى منزلها، وقد إتخذت قرارها بالصمت، فهى لا تستطيع خسارة صديقتها،ما تملكه الآن أن تدعى لها لتخرج فكرة الإنتقام من رأسها،وتذكرت قول الله سبحانه وتعالى:
"لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً"

إقترب حسن من مريم وقلبه يؤلمه لأجلها،تلك الفتاة التى عشقها تعانى أمامه، إعتبرها والدها متوفاة بالنسبة له وهناك من تحاول الإنتقام منها بسبب والدتها .
وضع يده على كتفها فأزالت يده ونهضت متجهة الى غرفتها وأغلقت الباب خلفها،تاركة إياه يقف جامداً غير قادر على الذهاب إليها ومواساتها.
أما هى ألقت نفسها على فراشها واجهشت فى البكاء، تندب حظها العاثر الذى جعلها هكذا تخرج من محنة لمحنة أخرى.
صعد حمزة الى شقته بإرهاق بعد جلوسه مع جده الى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل .

دلف الى غرفته وجد ألاء تجلس على الفراش بإنتظاره، فلم يتفوه بحرف وذهب الى دولابه،أبدل ملابسه وارتدى ملابس مناسبة للنوم، ثم إندس بجوارها فى الفراش يتنهد بتعب، فاقتربت منه تضع يدها على ذراعه قائلة بتوتر:
-مالك يا حمزة!
أجابها باقتضاب:
-مفيش يا الاء زعلان علشان اللى حصل النهاردة، وفى نفس الوقت عايز أعرف مين اللى عمل فينا كده.
إبتلعت ريقها بخوف ولكنها تماسكت وهتفت بخفوت:
-نام دلوقتى وإن شاء الله كل حاجة تبقى كويسة.

مر أسبوعان على ما حدث
إبتعدت فيهم مريم عن حسن، وتوقفت محاولاتها فى التقرب منه،وتجنبت الجميع وحبست نفسها بقوقعتها.
منذ تلك الليلة التى إنهار فيها فوزى تجنب مديحة تماما،كأنه يلوم نفسه أنها شهدت على إنهياره ودموعه فى أحضانها.
ألاء عادت لعملها مرة أخرى،ولكن فكرة الإنتقام مازالت مترسخة بعقلها،وسلمى أصبحت تتجنبها وتعاقبها على ما فعلت ببعدها عنها، وهذا أكثر ما يؤلمها.
جلال نصار تناسي ما حدث، وحمد الله أنه لم يتأذى أى شخص بما حدث،وعاد للمعرض مرة أخرى يباشر العمل مع ولديه فاروق و فوزى .

فى مقر الجريدة
إستغلت ألاء عدم وجود سلمى بالمكان، والتقطت هاتفها لتتحدث مع حمودة تخبره بموعد الشحنة الجديدة ؛ليفعل بها كما فعل بالأخرى .
هتفت الاء بحذر:
-حمودة خد بالك يمكن يكونوا حاطين عليها حراسة المرة دى، المهم تتصرف وتاخد رجالة كتير تسرقها بالعربيات زى المرة اللى فاتت، وتولع فيها وفى العربيات فى مكان بعيد،فاهمنى؛ والميعاد النهاردة الساعة ستة بالليل أنا لسه عارفة الميعاد، كانوا مخبيين علشان اللى حصل المرة دى ميتكررش، هستنى تبلغنى بنجاح المهمة زى المرة اللى فاتت.
جاءها الرد قائلاً:
-فاهمك يا استاذة، بس هنفضل نولع فى بضايع خشب كده وخلاص!

أجابته بجمود قائلة:
-المرة دى بس، أما المرة الجاية هيبقى المخزن بتاعهم الخاص بالمعرض.
أنهت الاء المكالمة، والتفتت لترى سلمى الواقفة وراءها،تضع يدها على فمها بصدمة و استنكار لما يحدث أمامها
إبتلعت ألاء ريقها واقتربت منها قائلة:
-سلمى أنا..

قاطعتها سلمى بعنف ودفعتها الى الخلف بحدة، وقالت وهى تتنفس بسرعة من شدة غضبها:
-إنتى إيه يا شيخة شيطان! أنا سكت المرة اللى فاتت لكن المرة دى مش هسكت يا ألاء،مش هشوفك بتدمرى نفسك وأدفن راسي فى الرمل زى النعام، المرة دى أنا هقول الحقيقة، إنتى بتدمرى نفسك قبل ما تكونى بتدمريهم.

غادرت سلمى المكان وهى غاضبة،وتنوى أن تقص كل شئ لمصطفى ليخبر صديقه بالحقيقة،فهو الوحيد القادر على إيقاف ألاء.
حاولت ألاء الإتصال على سلمى لتقنعها بالعدول عن رأيها،إلا أن سلمى أغلقت هاتفها.
نظرت ألاء لساعتها وكانت الرابعة عصراً مما يعنى أنه تبقى ساعتين فقط على التنفيذ،فنهضت لتغادر الى المنزل حتى لا تتمكن سلمى من الحديث مع حمزة.

عندما أغلقت سلمى هاتفها توجهت الى المديرية لتقص كل شئ على مصطفى وحمزة،ولكن من حظها العاثر أنهما خارج مكتبهما فى مهمة للقبض على بعض الخارجين على القانون،ومنعهم من إدخال شحنة أسلحة الى البلد، وسيتأخران فى العودة، وأيضاً ذهب معهما والد مصطفى اللواء حامد.
جلست بإعياء على إحدى المقاعد،ماذا تفعل؟ مضت ساعة وتبقى ساعة لن تستطيع إفساد مخطط ألاء،
حاولت الإتصال بمصطفى كثيراً،إلا أن هاتفه مغلق وكذلك هاتف حمزة واللواء حامد.

غادرت المديرية الى بيتها تجر أذيال الخيبة والإنكسار، فقد فازت ألاء وسيتم تنفيذ مخططها، وهى تقف مكتوفة الأيدى لا تفعل شئ،وأيضاً لا يمكنها الحديث مع أبيها فهو خارج البلاد فى عمل ما، وحتى إن تحدثت معه لن يستطيع عمل أى شئ، ولن تستطيع الذهاب الى عائلة حمزة وإخبارهم بالحقيقة.
فى المساء تقف ألاء تبتسم بإنتصار،وهى تراقبهم يكادوا يقتلعوا شعر رؤوسهم من التفكير فيما يحدث، فتلك الشحنة الثانية التى تم إحراقها،خسروا الكثير من الأموال بسبب ما حدث.

ضرب حسن بيده على الطاولة قائلا بضيق:
-ليه بيحصل فينا كده! مين قاصد يدمرنا بالشكل ده؟ والحراسة كمان اللى كانت موجودة لقناهم متكتفين!
صعدت الى شقتها لتحضر تحليل "DNA"الذى يثبت نسبها لهم وأنها ابنه فاروق نصار،فقد حانت المواجهة.
كانت تريد أن تكمل فكرة إنتقامها للنهاية،وقد كانت ترتب خطة للإنتقام من مديحة،ولكن سلمى ستقول الحقيقة لولا أن مصطفى وحمزة كانا فى إحدى المهام الخاصة بعملهما؛ لكان حمزة قد علم كل شئ ويجب أن تسبقها وتقول الحقيقة لترى تعبيراتهم عندما يعلموا أنها سبب شقائهم.

عندما وصل مصطفى الى بيته،وجد سلمى تجلس على إحدى المقاعد وهى تبكى بشدة والدموع تنهمر على وجنتيها بعد ما علمت أن ألاء نفذت مخططها للمرة الثانية.
أقترب منها بسرعة،وجثى على ركبتيه أمامها قائلا بخوف:
-مالك يا سلمى فى إيه!
شهقت ببكاء وقصت عليه كل شئ من البداية.

كان يستمع لها وتملكه حاله من الذهول لما سمع منها، فإلاء ابنه عم حمزة،وهى المسؤولة عن ما يحدث.
أنهت سلمى حديثها وتمسكت بملابسه بضعف قائلة:
-سامحنى يا مصطفى، أنا سكت أول مرة علشان وعدى ليها إن محدش يعرف حاجة، لكن المرة دى مش هقدر أنا خايفة عليها دى بتدمر نفسها من غير ما تحس.
أمسك وجهها بين راحتيه وقبلها من جبينها بحب قائلا بحزن:
-إنتى ملكيش ذنب، حاولتى تمنعيها بس الظروف مكانتش فى صالحك يا سلمى، أنا مش زعلان منك، المهم دلوقتى لازم نروح هناك ونكشف الحقيقة دى.
أومات له بالموافقة،ونهضت معه للذهاب لكشف الحقائق.

شهقة من الجميع، بسبب ما سمعوا من تلك الواقفة أمامهم بتبجح عندما قالت:
-أنا السبب فى كل اللى بيحصلكم!
إقترب منها حمزة بسرعة وأمسك ذراعها بغضب قائلاً:
-مش وقت هزار يا ألاء، إحنا فى مصيبة ومش عارفين مين اللى بيعمل فينا كده، وإنتى جاية تهزرى!
ضحكت بسخرية ونفضت يدها من ذراعه الممسكة بها، وأخرجت التحليل الذى يثبت نسبها وقالت:
-لا صدق يا حمزة،وهقولك أنا عملت فيكم كده ليه.

إبتعدت عن حمزة، واقتربت من مديحة التى تنظر لها بذهول مما يحدث،ثم أشارت ألاء عليها بيدها قائلة:
-علشان أخد حقى من دى.
إقترب الجد منها بتعب لما يحدث أمامه، وقال:
-وليه بتعملى كده، مديحة كانت عملتلك إيه؟
أجابته بحدة:
-مديحة دى دمرتنى أنا وأمى،دمرت حياة عيلة،أنا عيشت بعيد عن أهلى بسببها،أنا عرفت كل حاجة من الممرضة اللى إتفقت معاها.

صمتت قليلاً ثم تابعت بسخرية مريرة:
-وأظن كده إنك كنت مشترك معاها يا جدى،أااه ممكن أقولك يا جدى، مهو أنا طلعت حفيدتك وأبقى بنت فاروق إبنك، اللى مديحة حاولت تخلص منها زمان،وأدى تحليل "DNA"اللى بيثبت إنى حفيدتك إتفضل إقراه!
أخذ منها التحليل بأيدى مرتعشة،وقرأه وتبين صدق حديثها إنها حفيدته الغائبة.
نظر لابنه فاروق الذى يقف متجهم لا يصدق ما يحدث أمامه، وأن ابنته مازالت حيه ترزق.

أغشت الدموع عينى الجد وتحدث بإنكسار:
-من ساعة ما شوفتك وأنا حاسس بشعور غريب ناحيتك، حاسس إنك من دمى مش واحدة غريبة عننا.
صمت حل على الجميع بسبب ما يحدث،هل يعقل أن الفتاة التى تزوجت ابن العائلة هى نفسها الابنة الغائبة ؟والأحرى أنها أتت لتنتقم منهم بسبب ما حدث فى الماضى .
أما مديحة تنفست بسرعة، فصورة أمينة تتجسد أمامها فى ألاء حتى وإن لم تكن تشبهها.

14-03-2022 10:03 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [18]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية انتقام مجهولة النسب
رواية انتقام مجهولة النسب بقلم شيماء رضوان الفصل التاسع عشر

أمسك الجد يدها قائلاً بحزن:
-بصي يا بنتى أنا عارف إنك أذيتى العيلة دى أوى، بس أنا مستعد أسامحك،بشرط إنك تنسي إنتقامك ده ونفتح صفحة جديدة، مهما حصل إنتى بنتنا،و مديحة اللى جاية تنتقمى منها تابت وندمت على اللى حصل، إنسي اللى فات، الإنتقام بيضر صاحبه، صدقينى إنتى أكتر واحدة هتتأذى من السكة اللى أنتى ماشية فيها.

ضحكت بسخرية لما يقوله جدها وقالت:
-عايزنى أنسي إنتقامى طب إزاى! لو نسيت أمى هترجع، هتعوضنى عن السنين اللى عشت فيها بعيد عن أهلى، ولا عن حضن أبويا اللى إتحرمت منه وأنا فاكرة إن الراجل اللى ربانى هو أبويا.

صمتت قليلا تنظر لوالدها الذى أغشت الدموع عينيه، ثم تابعت بحدة وصوت عالى:
-لا مش هسكت، إنتوا صحيح عرفتوا كل حاجة،بس لازم أدمرها زى ما عملت معايا، وأى حد هيقف فى طريقى هنسفه حتى لو كنت إنت.
صفعة هبطت على وجنتها من زوجها الذى يقف يتابع الحديث بصمت، ولكنه كان لابد أن يتدخل حتى يجعلها تتوقف، صفعة جعلت خيط رفيع من الدماء ينساب على جانب شفتيها.

إقتربت مديحة منه بسرعة قائلة بهدوء خافت:
-ليه بس كده يا حمزة،هيا صحيح غلطت بس متضربهاش كده، أنا ظلمتها وجيت عليها.
إستفزها حديث مديحة،فلم تدرى بنفسها سوى أنها أخذت المسدس من خصر زوجها،وأشهرته فى وجه مديحة ورفعت صمام الامان.
إنطلقت الرصاصة متوجهة الى مديحة، ولكنها أخطات الجسد،فقد استقرت فى صدر حمزة الذى إندفع ليقف أمام زوجة عمه؛ حتى لا تموت بيد زوجته.
أما هو يكفيه أن يموت على يدها،فهى الوحيدة التى أحبها.

أصوات صراخ من الجميع بسبب ما حدث،جسد مسجى على الأرض غارق فى دمائه، لم يكن إلا جسد حبيبها،صرخاتٌ مكتومة خرجت منها وهى تضع يدها على فمها تكتم شهقاتها، لم تصدق ما فعلته بيدها قتلت حبيبها، لم تصدق كلام سلمى عندما أخبرتها أن الإنتقام سيطالها.
ألقت المسدس من يدها وحاولت الإقتراب من حمزة الغارق بدمائه،إلا أن يد حسن إمتدت ودفعتها لتسقط على الأرض بعنف، قائلاً:
-إبعدى عنه كفاية كده، عايزة إيه تانى؟ أقسم بالله أخويا لو حصله حاجة لأقتلك بإيدى!

أنهى حديثه معها وحمل أخيه بمساعدة أعمامه، وخرجوا من المنزل جميعا متجهين الى المشفى، لم يستطيعوا إنتظار سيارة الإسعاف،حتى والدها ذهب معهم.
أما هى جلست تبكى بعنف غير قادرة على الذهاب وراءهم،تشعر أن روحها تكاد تخرج منها، غير قادرة على الوقوف، تجلس بجوار بركة الدماء تنظر لها بصمت ودموع تهطل بغزارة على وجنتيها، ندمت أشد الندم أنها إستسلمت لشيطانها،كانت تظن أن الأذى سيصيب عائلته فقط وليس هو، ولكنها الآن انتقمت منه هو، أصابه انتقامها بشدة،

صرخة قوية خرجت منها حتى بُح صوتها،تشعر أن أحبالها الصوتية على وشك التمزق .
ظلت تنتفض بعنف وصوت شهقاتها ملأ المكان، ظناً منها أن حمزه قد مات.
عندما وصلت سلمى مع مصطفى وجدا حسن يحمل أخيه بمساعدة أعمامه ليضعوه فى السيارة،فاستقل سيارته وانطلق وراءهم، بجواره سلمى تبكى بصمت.
وصلوا الى المشفى وتم إدخال حمزة غرفة العمليات؛ لإجراء جراحة عاجلة وإخراج الرصاصة من صدره.

يجلسون أمام غرفة العمليات صامتين،لا يتحدث أى منهم، الكل يفكر فى حالة حمزة، وما وصلوا له جميعا بسبب ألاء، تلك الفتاة التى إستطاعت تدميرهم بسهولة.
نهضت مريم من مقعدها،وإتجهت الى حسن الواقف أمام غرفة العمليات، يرفض الجلوس حتى خروج أخيه بسلام.
إقتربت منه، ووضعت يدها على كتفه تربت عليها برفق، وشعور بالحزن يتسلل لها خلسة لرؤيته ضعيف هكذا، إعتادت دوماً أن تراه قوياً شامخاً كالجبل.
أزالت دمعه سقطت من عينيها وتحدثت بهدوء مزيف:
-حسن!

إلتفت لها ودموعه تسقط على وجنتيه كالسيول بلا توقف، ولم يتحدث بشئ وظل ينظر لها بصمت.
إمتدت يدها تزيل دموعه برفق،قائلة بحزن لأجله هو:
-إجمد يا حسن بلاش كده، إن شاء الله حمزة هيخرج بالسلامة، أنا اتعودت أشوفك قوى الكل بيتسند عليك،بلاش تنهار دلوقتى.
إحتضنها بقوة يستمد منها قوته حتى لا ينهار أمامهم، يجب أن يتماسك فالجميع بحاجة إليه.
إحتضنها أمام أنظار الجالسين غير مبالى بهم،قائلاً بقهر داخلى:
-خليكى جنبى يا مريم، أنا محتاجك أوى!

ربتت على ظهره بهدوء قائلة:
-أنا جنبك يا حسن، وعمرى ما هسيبك، بس إوعى تيسيبنى إنت!
إبتعد عنها ينظر لوجها بحب غير قادر على مواصلة الحديث،فما يحدث معه إستنزف طاقته بالكامل.
أدار وجهه الى غرفة العمليات مرة أخرى، يدعو الله ويتوسل له أن يحفظ أخاه ولا يصيبه مكروه.

بعد فترة
خرج الطبيب من غرفة العمليات، يتنهد بتعب لتلك العملية الشاقة التى أجراها، ويتصبب العرق من جبينه.
نهضوا جميعاً بسرعة والتفوا حول الطبيب،وأول من تحدث كان حسن يسأله عن أخيه، قائلاً بلهفة:
-أخويا أخباره إيه يا دكتور؟
إبتسم الطبيب له بعملية،وربت على كتفه قائلاً:
-الحمد لله أخوك ربنا كتبله عمر جديد،والرصاصة مجتش فى قلبه بس طبعاً هيتنقل العناية علشان يفضل تحت الملاحظة،العملية مكنتش سهلة و الزيارة ممنوعة فى الوقت الحالى، حمد الله على سلامته.

غادر الطبيب، وتنفس الجميع بإرتياح لنجاة حمزة من الخطر، وحمد مصطفى ربه أنه أنقذ حياة صديقه.
إبتسمت سلمى لنجاة زوج صديقتها،ولكن مهلاً أين هى صديقتها ؟
الآن فقط لاحظت سلمى أن ألاء ليست موجودة بالمشفى، لذا إتجهت بسرعة الى جد حمزة الذى يجلس بتعب على إحدى المقاعد، يريح رأسه للخلف مغمضا لعيناه فسالته بلهفة:
-هيا ألاء فين يا عمى؟ مش موجودة ليه؟

أسرع حسن ووقف أمامها عندما سمع حديثها، وتنفس بسرعة دليلاً على غضبه،هاتفاً بعنف:
-الزفتة دى مش عايز أسمع اسمها تانى،صاحبتك يا مدام هيا سبب دمارنا،وهيا اللى ضربت أخويا بالنار.
إرتعدت سلمى من حديثه عن صديقتها، مستحيل أن تفعل ألاء ذلك،هى تحب حمزة،لا يمكنها إطلاق النار عليه.
أما جده إستقام فى جلوسه وزجره بعنف قائلاً:
-إخرس، مش عايز أسمع الكلام ده تانى، لحد يسمعك تبقى مصيبة،إيه يا حسن إنت إتجننت ؟ أخوك بين الحيا والموت جوه وإنت عايز تسجن مراته.

صدم حسن من حديث جده،من المفترض أن يتم الزج بتلك الحقيرة فى السجن،فقال بغضب:
-لا يا جدى دى مش مرات أخويا،دى واحدة جاية تدمرنا،وهيا اللى ضربت أخويا بالنار.
نهض الجد بسرعة تخالف عمره،ووقف أمام حفيده قائلاً بغضب:
-إوعى تقول الكلام ده تانى إن هيا اللى ضربته بالنار، عايز تودى بنت عمك السجن،قسماً بالله يا حسن لو نطقت الكلام ده تانى لأتبرى منك ليوم الدين.
صمت حسن أمام غضب جده، لا يريد أن يجادله حتى لا يتعب،لا ينقصه تعب جده أيضاً،يكفى أخاه.

أما مصطفى صدم مما يتحدثون عنه، كيف أتت ألاء الجراة لتحاول قتل زوجها؟ فنهض من مقعده ووقف أمام الجد قائلاً:
-طيب يا جدى،دلوقتى البوليس هييجى لإن دى قضية شروع فى قتل.
تصلبت نظرات الجد على حسن الذى نظر إليه بتحفظ ليسمع حديثه،فقال:
-ساعتها هنقول إنه كان بينضف مسدسه، والرصاصة خرجت بالغلط دخلت فى صدره، والكلام موجه للكل، أى حد البوليس يسأله يقول نفس الكلام، يا إما هيبقى ليا معاكم تصرف تانى، مش على أخر الزمن البوليس هو اللى يحل مشاكلنا .

صمتت قليلا ثم إلتفت الى مصطفى قائلاً:
-وإنت يا ابنى بلغ والدك إنه يأيد القضية ضد مجهول، البضاعة اللى إتحرقت خلاص مش مهم، خليه يقفل القضية دى.
أوما له مصطفى بالموافقة ووقف بجوار زوجته بصمت.
إقترب الجد من ابنه فاروق الذى يجلس ينكس رأسه للأسفل،غير قادر على مواجهتهم بسبب ما فعلته ابنته بهم .

جلس الجد بجوار ابنه ووضع يده على كتفه قائلاً:
-إرفع راسك يا فاروق إنت ابن جلال نصار، وابن جلال نصار ميوطيش راسه أبداً مهما حصل، بنتك صحيح غلطت بس فى النفس الوقت كانت بتاخد حقها وحق أمها الله يرحمها، صحيح الطريقة غلط، بس هتفضل حفيدتى من لحمى ودمى، من يوم ما شفتها ونظرة عنيها نفس نظرة عنيك، بس كنت بكدب نفسي وأقول صدفة مش أكتر، المهم قوم روح البيت بنتك هناك لوحدها، هاتها هنا تشوف جوزها وتطمن عليه، وخد معاك سلمى ومصطفى مش هتقدر تسوق دلوقتى.

أمسك فاروق يد أبيه وقبلها بامتنان قائلاً:
-ربنا يخليك لينا يا بابا!
غادر فاروق المشفى ومعه مصطفى وسلمى لإحضار ألاء.
أما فوزى إقترب من أبيه قائلاً بهدوء:
-عملت الصح يا بابا، مينفعش البوليس يدخل بينا، وهى برده بنتنا.
رفع الجد راسه ونظر لابنه قائلاًٌ:
-طيب وبنتك مش هتسامحها،ده إنت معندكش غيرها وهيا برده بنتنا.

كانت نظرات مريم معلقة بأبيها على أمل أن يسامحها فسمعته يقول:
-مش وقته الكلام ده يا بابا، لما حمزة إن شاء الله يقوم بالسلامة نبقى نتكلم.
إقتربت مديحة من ابنتها قائلة بحنان:
-تعالى يا حبيبتى إقعدى، إنتى بقالك كتير واقفة!
نظرت لأمها وأغشت الدموع عينيها وأنكست رأسها تقبل يدها وقالت بندم:
-أنا أسفة يا ماما على اللى أنا قلته، سامحينى يومها مكنتش عارفة أنا بقول إيه.

إحتضنت مديحة وجه مريم بين راحتيها قائلة بإبتسامة:
-وأنا مش زعلانة وعارفة إن كل الكلام اللى قلتيه كان غصب عنك،تعالى نقعد يا حبيبتى وإنسي اللى حصل .
وصل كلا من فاروق ومصطفى وسلمى الى المنزل، ووجدوا ألاء جالسة على الأرض بدون حراك صامتة شاردة، تنظر لبقعة الدماء على الأرض تهبط دموعها بصمت، لا يصدر عنها أى شئ.

وقف والدها جامدا ينظر لها بإشتياق، يتألم لأجلها فجلوسها هكذا أكبر دليل على عشقها لابن أخيه.
إقتربت منها سلمى بلهفة تمسكها من كتفيها قائلة:
-إلاء إنتى كويسة!
رفعت ألاء وجهها الى سلمى، وأجابت بملامح جامدة خالية من الحياة:
-أنا قتلت حمزة يا سلمى، حمزة مات، أنا مسمعتش كلامك وكملت فكرة إنتقامى، كنت فاكرة إنه هيبقى كويس،لكن لا هو أكتر واحد أذيته.

أمسكتها سلمى من كتفيها، و هزتها بشدة قائلة بحدة:
-فوقى حمزة لسه عايش،ربنا كتبله عمر جديد، حمزة مستنيكى تروحيله.
هزت ألاء رأسها بعنف وهتفت بمرارة:
-متكدبيش عليا أنا شفته وهو غرقان فى دمه، حمزة مات يا سلمى، بس أنا مكنتش أقصد أضربه هو،كان قصدى مديحة وهو اللى وقف قدامى.

صرخت سلمى بها حتى تفيق من حالة اللاوعى تلك:
-فوقى بقى، بتعملى فى نفسك كده ليه ؟جوزك فى المستشفى والمفروض تروحى تقفى جنبه، مش تقعدى هنا.
إحتضنتها ألاء بقوة، وبكت بإنهيار فى أحضان سلمى قائلة بمرارة فى حلقها كطعم العلقم:
-حمزة مش هيسامحنى، نظراته ليا قبل ما أضربه بالنار كانت بتقول كده.

نهضت سلمى وجعلتها تنهض معها قائلة بهدوء:
-يالا يا ألاء حمزة بيحبك، وجدك جلال هو اللى بعتنا نجيبك.
إستقلت معهم السيارة تجلس فى الخلف بأحضان سلمى، أما والدها يجلس فى الأمام ينظر لها بإشتياق، يود أخذها بين أحضانه وتعويضها عن ما مرت به منذ ولادتها، وحرمانها منه ومن عائلتها، ولكن ليس الآن، حالتها لا تسمح بأن يتحدث معها كأب وابنته .

وصلت الى المشفى تمشي ببطئ تنظر لهم بجمود، كعادتها عندما تريد الهروب من شئ، وهم ينظرون إليها بقوة أيضاً .
فالجد ينظر لها بهدوء مريب لقدرتها على مواجهتهم بعد ما فعلته، ما يثبت له أكثر أنها ابنه نصار وليست ابنه عائلة أخرى .
أما مريم تنظر لها بلامبالاة، لا تهمها فى شئ ما يهمها الآن رؤية حسن بأفضل حال.

ومديحة تنظر لها بحزن فهى من أوصلتها الى هذه الحالة، لولا ما فعلته فى الماضي لما حدث كل هذا.
أما فوزى لا يعرف ماهية شعوره،هل يفرح أن ابنه أخيه ظهرت أخيرا وسيخف شعوره بالذنب تجاه أخيه؟ أم يحزن أنها جاءت لتنتقم وتجلب لهم الدمار معها وحاولت قتل زوجته ؟ لولا أن تصدى حمزة لها ووقف أمام الرصاصة، لكانت زوجته فى عداد الأموات الآن.
حسن يقف يراقبها بغضب، شعور قوى يحثه على أن يذهب إليها ويصفعها أمامهم وإخراجها من حياتهم للأبد، ولكن ما يكبله هو جده، فيجب أن ينتظر وسيتخلص منها لينعموا بالهدوء كما كانوا قبل ظهورها فى حياتهم.

مر الليل عليهم بأوجاعه، وهدأت أعصابهم المشدودة وبدأت فى التراخى، بعد أن دب الأمل بهم لنجاة حمزة.
إستيقظ حمزة ودلف الطبيب إليه ليراه ويتابع حالته، ثم خرج إليهم، فنهض حسن وإتجه إليه قائلاً بلهفة:
-عايز أشوف حمزة يا دكتور!
هز الطبيب رأسه بالنفى قائلاً:
-مينفعش يا أستاذ حسن أخوك لسه تعبان!

أصر حسن عليه:
-أرجوك يا دكتور ده أخويا ونفسي أطمن عليه، مش هغيب جوه دول خمس دقايق بس، أنا بالى مش هيرتاح إلا لما أشوفه.
تنهد الطبيب بإرهاق أمام إصرار حسن وصلابة رأسه، هاتفاً بتحذير:
-خلاص تقدروا تشوفوه بس متتكلموش معاه كتير، ده خطر عليه، أخوك نجى امبارح بأعجوبة، وياريت تقعدوا فى الإستراحة، بلاش تقعدوا قدام العناية هنا لو سمحتم.

أوما حسن بالموافقة، ونهض الجميع ليتوجهوا الى الإستراحة حسب أوامر الطبيب، أما حسن أخذ بيد جده وأعمامه الاثنين وتوجه الى حمزة ليراه معهم، وبقيت ألاء بجوار سلمى وتجلس أمامهم مريم تتجنب النظر إليها،وبجوارها مديحة نظراتها إليها مغلفة بالندم، ومصطفى ذهب ليدفع بعض الأموال فى حساب المشفى بطلب من الجد.
همست ألاء الى سلمى بتوسل قائلة:
-أنا عايزة أشوفه يا سلمى، عايزة أطمن عليه.

أجابتها سلمى بخفوت:
-إصبرى يا ألاء، حسن عنده جوه وجدك مانعه عنك بالعافية،بلاش تدخلى دلوقتى.
هزت ألاء رأسها بالموافقة، أخر ما ينقصها هو مواجهتها مع حسن الآن، ما حدث إستنزف طاقتها، وإن واجهته ستخرج خاسرة من تلك المواجهة بالتأكيد.




الكلمات الدلالية
رواية ، انتقام ، مجهولة ، النسب ،


 





# فنون # مشاهير # صحة # منوعات # الأطفال # English # تفسير الأحلام ثقافة # قصص # سيارات Cars # صور # تقنيات # الاجهزة الالكترونية # المطبخ # كلام فى الحب # أبراج # رياضة # ازياء # حكم وأقوال تطوير الذات# خلفيات # صور بنات # مشاهير # ديكور # صباح الخير # مكتوب برقيات شهر رمضان # جمعة مباركة # حب رومانسية # عيد # ادعية # خلفيات كرتون # منوعات # موضة # الأم # أطفال # حيوانات # صور ورد # اكلات # New Year # مساء الخير # اللهم صلي علي النبي # القران الكريم # صور نكت # عيد ميلاد # اعلام # سيارات # تهنئة الخطوبة # حروف واسماء # الغاز # صور حزينة # فساتين # هدايا # خلفيات النادي الاهلي # تسريحات شعر # الاصدقاء # بوستات نجحت # خلفيات نادي الزمالك # حب رومانسية # تهنئه # ازياء # صور بنات # صوره وكلمه خلفيات # كرتون # بروفايل رمزيات # دينية # سيارات # مضحكة # أعلام # مسابقات # حيوانات # ديكور # أطفال # أكلات # حزينة صور شباب أولاد ر# صور # الطب و الصحة # مقالات عامه # CV المشاهير # وصفات الطبخ # العناية بالبشرة غرائب وعجائب # قصص روايات مواعظ # صور حيوانات # وصفات الحلويات # الرجيم والرشاقة # نكت مضحكة # صور خلفيات # العناية بالشعر # شروحات و تقنيات # videos # Apps & Games Free # موضة أناقة أزياء # سيارات # ديكور # رعاية الأطفال # نصائح المطبخ # موبايل جوال # الفوركس # التعليم والمدارس # الحمل و الولادة # اخبار الرياضه # وظائف # صحة المرأة # حوادث # صور بنات # صور اطفال # مكياج و تجميل # عناوين بنوك شركات محلات مطاعم # العاب الغاز # عيد # كلمات الاغانى # اشغال فنيه واعمال يدويه # مصر # أشعار خواطر # للنساء فقط # للرجال فقط # صور شباب # علاج النحافه # رسائل SMS # أكلات نباتية - Vegetarian food # برامج الكمبيوتر # المراهقة # جمعة مباركة # blogger # رعب # لعنة العشق # حب # اسلامية # قاسي ولكن أحبني # أحفاد أشرار الحرب لأجلك سلام # أسمى معاني الغرام # حقيقية # لقد كنت لعبة في يده # ملهمة # أباطرة العشق # عربية # حب خاطئ # لست مميزاً # من الجاني # مشاهير # راقصة الحانة # اغتصاب طفلة # عاشقان يجمعهم القدر # الطريق الصعب # خيال علمي # أشواك الحب # تاريخ # سجينة ثوب الرجال # لروحك عطر لا ينسى # أطفال # عشق وانتقام # لازلت أتنفسك # لقاؤنا صدفة # للحب معان أخرى # خاتم سليمان # ممن أنتقم # نجاح # أبواب وهمية # حلمى فى صفيحة قمامة # فيلم # مجنون بحبك # بين شباكها # حزينه # رحلات جوليفر # عذاب قسوته # عندما ينادي الشيطان # لعنة حبك # مريم وامير # هدوء في قلب العاصفة # الحاسة السادسة # المشعوذة الصغيرة # عباقرة # لوعة العشق # حروب # قدر بالإجبار # بنات مضحكه# فوركس Forex# صحتك # الصور والخلفيات # الطبخ والحلويات # منوعات # اخبار الفن # القصص و الروايات الألعاب الرياضية # الحياة الزوجية # أزياء وملابس # الأم و الطفل # دراسات لغات # افكار منزلية # انترنت تكنولوجيا # صفات الابراج # حيوانات ونباتات # تفسير الاحلام # معانى الاسماء # خواطر و اشعار # الكون والفضاء اجمل نكته# Mix # Forex # youtube # foods # Kids # Health education # stories # News # kitchen # woman # Famous # Sport # Animals

-------

الساعة الآن 04:25 صباحا