أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتدى جنتنا، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .

المنتدى للقرائه فقط -- للمشاركه انتقل الى منتديات جنتنا الجديده -forums.janatna.com





رواية انتقام مجهولة النسب

ظلام دامس أطبق عليها، حقد أعمى غلف قلبها، باتت تائهة فى دروب الإنتقام، إنتقام أَهلكها أولاً قبل أن يهلك من حولها. عندما ..



14-03-2022 10:01 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [13]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية انتقام مجهولة النسب
رواية انتقام مجهولة النسب بقلم شيماء رضوان الفصل الرابع عشر

ابتسمت ملك بخبث وقالت:
-موافقة على إيه يا مريم؟ أنا مش فاكرة!
تحدثت مريم بعصبية وقالت:
-فى إيه يا ملك متتكلمى عدل!
هتفت الأخرى بصوت عالٍ قائلة:
-مريم التزمى حدودك، مش معقولة هبقى فاكرة كل اللى بنتكلم فيه.

تنهدت مريم بضيق وقالت:
-موافقة على إنى أروح الشقة اللى إنتى قلتى عليها، وأستدرج حمزة ليها بإنى أكلمه فى التليفون إنى فى ورطة، وأطلب منه ميقولش لحد ولما يوصل فى ناس تخدره،وأتصل بالعيلة وأنا بعيط وأتهمه إنه اغتصبنى، وكده جوازته تبوظ من الزفته ألاء، والعيلة كلها تبقى ضده ويخلوه يتجوزنى أنا علشان ندارى الفضيحة.
أنهت مريم حديثها قائلة بضيق:
-ها إفتكرتى يا ملك!

ضحكت ملك لنفاذ مخططها قائلة بخبث:
-أه يا روحى إفتكرت،واجهزى علشان هننفذ بكرة بالليل.
أغلقت مريم الهاتف وجلست على سريرها بعصبية قائلة:
-إنت اللى اضطرتنى الجأ للخطوة دى يا حمزة، عايز تتجوز وأنا أفضل عايشة على ذكراك،لا انت ليا أنا يا ابن عمى.

أما ملك أغلقت الهاتف وابتسمت باتساع لنجاح مخططها،واتجهت الى غرفه أمها لتراها.
دلفت ملك وجدت أمها تتمدد على فراشها،فجلست بجانبها وابتسمت لها قائلة:
-عاملة ايه يا ماما؟
تنهدت أمها بحزن ونظرت لابنتها بحنان، فقد حرمت منها لسنوات طويلة،بسبب مكوثها فى السجن بتهمة باطلة اتهمتها بها مديحة والدة مريم،وهو السبب الذى يجعل ملك تريد الإنتقام من مريم.
شردت والدة ملك فيما حدث، وتذكرت اليوم الذى دلفت فيه للسجن بسبب مديحة.

عودة الى وقتٍ سابق
كانت تقف أمامها تبكى بتوسل قائلة:
-الله يخليكى يا مديحة هانم،أنا معملتش حاجة!
ابتسمت مديحة بشر وقالت:
-طيب ما أنا عارفة إنك معملتيش حاجة،بس لازم تدخلى السجن بدالى، إنتى حته موظفة محدش هيهتم إنما أنا أدخل السجن إزاى وأنا فرحى قرب، وبعدين بابا مش هيهمه انه يدخل بنته السجن،أهم حاجة عنده المبادئ.

بهتت ملامح المرأة لما يحدث،هل ستدلف الى السجن بسببها؟ فقالت بصراخ:
-يعنى إنتى تسرقى فلوس من إيرادات مصنع والدك، وأنا اللى أدخل السجن بدالك،ده والدك مش هيعملك حاجة بس هتعترفى بكده إزاى،إنتى واحدة مريضة، أنا هفضحك فى كل حتة!

غادرت المرأة الى منزلها لتخبر زوجها عن ما حدث معها، ولكنها بمجرد دلوفها لمنزلها أتت الشرطة وتم تفتيش منزلها،ووجدوا الأموال بها وتم القبض عليها بتهمة إختلاس أموال المصنع الخاص بعائلة نصار، وعلمت المرأة فيما بعد أن مديحة توصلت الى إحدى جاراتها،وهى من قامت بوضع الأموال بمنزله.
قام زوجها بالزواج من امرأۃ أخری،وعندما خرجت من السجن أتت ملك لتعيش مع أمها.
عودة الى الوقت الحالى
فاقت والدة ملك من شرودها على صوت ملك الغاضب وهى تقول:
متخافيش يا ماما حقك مش هيروح واللى غلط هيتحاسب.

فى الصباح
كانت مريم تجلس بجوار ملك فى النادى،يتحدثون فيما سيحدث مساءاً فقالت ملك بخبث:
-أنا من فترة عرضت عليكى الفكرة دى، اشمعنا دلوقتى وافقتى؟
أجابتها مريم بضيق قائلة:
-لإنى ملقتش حل تانى،دلوقتى فاضل على الفرح أسبوعين وكان لازم أتصرف.
ابتسمت لها ملك بخبث وقالت:
-طيب يا مريم زى ما قلتلك امبارح، هننفذ باليل.
بعد فترة غادرت ملك النادى، وطلبت رقم حسن الذى قد أخذته من قبل من هاتف مريم،وانتظرت رده!

أجاب حسن قائلاً:
-ألو مين معايا؟
أجابته ملك بخبث:
-فاعل خير يا أستاذ حسن، هبعتلك ريكورد دلوقتى اسمعه،وبعديه هبعتلك رسالة لو عايز تتاكد من اللى سمعته روح على العنوان واتاكد.
أغلقت ملك الهاتف بدون أن تنتظر رد حسن، وأرسلت التسجيل اليه والرسالة أيضا،وقامت بتحطيم الشريحة وإلقائها فى سلة القمامة، وابتسمت بخبث فهى تعلم بحب حسن لمريم الواضح فى نظراتها لها وضوح الشمس.

فتح حسن التسجيل الذى وصله وكان محتواه الأتى:
(موافقة على إنى أروح الشقة اللى إنتى قلتى عليها، وأستدرج حمزة ليها بإنى أكلمه فى التليفون إنى فى ورطة، وأطلب منه ميقولش لحد ولما يوصل فى ناس تخدره،وأتصل بالعيلة وأنا بعيط وأتهمه إنه اغتصبنى، وكده جوازته تبوظ من الزفته ألاء، والعيلة كلها تبقى ضده ويخلوه يتجوزنى أنا علشان ندارى الفضيحة. )
بهت حسن مما سمعه، وتأكد أنه صوت مريم، فهو ليس جاهلا بصوت ابنه عمه وفتح الرسالة وكان محتواها:
( ده عنوان الشقة ... لو حابب تروح وتتاكد هتلاقيها مستنية هناك علشان تنفذ خطتها وتتجوز حمزة،والميعاد اللى هتتصل فيه بأخوك الساعة تسعة، بنت عمك هتكون موجودة هناك من الساعة تمانية).

ألقى حسن الهاتف بعنف على مكتبه بالمعرض، وجذب شعر رأسه بشدة،وكان يتنفس بعنف فى محاولة منه لتهدئة نفسه وعدم الذهاب إليها الآن، وسحبها من شعرها وإبراحها ضرباً حتى تتأدب.
ظل يدور فى مكتبه كالأسد المسجون فى عرينه لا يجد حلاً لما يحدث،وقرر الإنتظار الى المساء حتى يأتى الموعد المحدد ؛ليذهب الى تلك الشقة ويتأكد بنفسه مما يحدث.
ظل فترة فى مكتبه، ولم يستطع الإنتظار أكثر من ذلك وغادر الى المنزل.

عندما دلف حسن الى المنزل وجد حمزة يعبث بأوراق خاصة بعمله، فاستغرب مجئ حمزة فى هذا الوقت واقترب منه قائلاً:
-إيه اللى جابك بدرى كده يا حمزة؟
لم ينظر له حمزة، وظل يبحث فى الأوراق التى بيده وقال:
-دى أوراق قضية مهمة عندنا فى المديرية،وكنت شايلها هنا بأمر من اللوا حامد، ونزلت النهاردة من غير ما أخدها معايا فرجعت البيت علشان أخدها.
أماء حسن برأسه ولفت نظره هاتف حمزة الموضوع على المكتب، فاقترب وأخذه ثم دسه فى جيبه، وقد قرر أن يبقي الهاتف معه تحسباً لأى شئ ؛كى لا يتورط أخيه فى لعبه مريم .

غادر حمزة على الفور دون أن ينتبه لعدم وجود هاتفه.
عندما وصل حمزة الى عمله،تذكر أنه نسى هاتفه، فأخذ هاتف مصطفى وطلب رقمه.
فأجاب حسن وأخبره أن هاتفه معه بالمنزل، وسوف يبقيه معه لحين يعود فقال له حمزة:
-طيب يا حسن، بس أنا هرجع الليلة متأخر عندى شغل كتير، بحاول أظبط شغلى الفترة اللى جاية علشان أجازة الفرح.

أنهى حسن المكالمة مع أخيه وزفر بإرتياح،فأخيه لن يأتى اليوم إلا فى وقتٍ متأخر، وهذا معناه أنه سيمنع خطة مريم دون أن يعرف أحد.
فى المساء قبل موعد تنفيذ الخطة بنصف ساعة، كانت مريم تتواجد بالشقة التى أخبرتها عنها ملك، وهى تجلس بتوتر فى إنتظار الأشخاص الذين أخبرتها ملك عنهم،وهم من سيقومون بتخدير حمزة حتى تنفذ خطتها، وباقى على التنفيذ نصف ساعة ومازالوا لم يصلوا بعد.
طلبت رقم ملك وانتظرت الرد .

أجابتها ملك بتافف:
-خير يا مريم، بتتصلى ليه دلوقتى؟
ردت مريم بتوتر:
-الساعة قربت على تسعة والناس موصلتش، هما فين؟
أجابتها ملك بخبث:
-متقلقيش زمانهم جايين دلوقتى.
جاءت مريم لتتحدث قاطعها جرس الباب فقالت بسرعة:
-اقفلى إنتى دلوقتى أكيد وصلوا!
أغلقت مريم الهاتف، وذهبت باتجاه الباب قائلة بضيق وصوت عالى:
-إنتوا إتاخرتوا ليه؟ فاضل على تنفيذ الخطة...

بهتت ملامحها وتحشرج صوتها عندما فتحت الباب، ولم تتفوه بشئ سوى كلمة "حسن"
ارتدت الى الخلف بخوف، وتفكر كيف أتى حسن الى هنا ؟وحاولت الإبتعاد عن الباب قائلة بتوتر:
-ح حسن أنت بتعمل ايه هنا؟
صفعة هبطت على وجنتها، فوضعت يدها مكان الصفعة وقالت بشراسة:
-إنت اتجننت بتضربنى كده ليه؟ إنت ملكش حكم عليا ولا ليك دعوة بيا .
صفعة أخرى هبطت على وجنتها جعلتها تقع على الأرض من شدتها.

دلف حسن الى الشقة وأغلق الباب وراءه، وانحنى إليها جاذبا إياها من شعرها بقسوة،فنهضت معه وهى تتألم قائلة:
-أاااه سيب شعرى،إنت عايز منى إيه؟
جذب خصلاتها للخلف بعنف حتى تنظر إليه،وهتف بشراسة من بين أسنانه:
-قاعدة هنا مستنية الناس بتوعك،وتتصلى بأخويا علشان يلحقك من الورطة اللى فيها،ولما ييجى حمزة تخدروه وتتصلى بالعيلة ييجو هنا تتهميه إنه إغتصبك.
بهتت ملامحها وزاغت عيناها وهى تنظر إليه، وداخلها يردد قائلة:
-إزاى عرف كل ده؟ أكيد حد قاله بس مفيش حد يعرف غير ملك، و ملك مستحيل تعمل فيا كده!

عندما طال صمتها،دفعها بقوة فوقعت على الأريكة خلفها .
اصطدمت مريم بخشب الأريكة وتاوهت بألم، فانحنى إليها قائلاً بفحيح:
-ومفكرتيش بقى يا حلوة إن لو جابوا دكتورة هتتكشفى ويعرفوا إنك كدابة.
هتفت مريم بدفاعٍ عن نفسها:
-إنت كداب، أنا مستحيل أفكر فى أى حاجة زى دى، أنا كنت جاى ازور واحدة صاحبتى وهى نزلت من شوية تجيب أكل من بره، اتفضل إمشي من هنا.

ضحك حسن بشدة،وتعالت ضحكاته التى تحمل السخرية لكلامها،وأخرج هاتفه وفتح التسجيل الذى أُرسل اليه.
عندما سمعت مريم التسجيل شحب وجهها بشدة، وقالت وهى تضع يدها على رأسها:
-إنت جبت الريكورد ده منين؟
جلس بجانبها ونظر إليها بحدة قائلاً:
-مش شغلك يا بنت عمى، المهم إنك كدابة والريكورد اللى معايا العيلة كلها هتسمعه،وخصوصا أبوكى!

نهض حسن بإتجاه الباب وهو يسحبها من يدها كى يخرجا من تلك الشقة، إلا أنها تشبثت بالأرض بشدة وقالت بخوف:
-لا يا حسن بابا لا،الله يخليك إنت عارف ممكن يعمل فيا إيه،عاقبنى إنت زى ما تحب، إنما بابا لا،ده ممكن يقتلنى،إنت عارف إنه شديد يا حسن!
توقف حسن ونظر إليها وهو يتنفس بشدة،ولم يجد حلاً سوى طلبها للزواج فقال:
-يبقى الحل إنى أروح أطلبك من أبوكى وإنتى توافقى، وساعتها الريكورد ده هيتمسح للأبد.
صعقت من طلبه، لا يمكنها الزواج منه، سينتقم منها على ما كانت ستفعله، لولا أنه أتى ومنعها فقالت:
-لا يا حسن مش موافقة،إنت عارف إنى مبحبكش.
عندما تفوهت بتلك الكلمات، ضغط على يدها بشدة، وتأوهت مريم بألم وقالت بضعف:
-إيدى يا حسن بتوجعنى، سيب إيدى!

أغمض حسن عينيه بألم وقال:
-عارف إنك مش بتحبينى، بس أنا حبيبتك أوى يا بنت عمى واتمنيتك زوجة ليا، بس للأسف إنتى كنتى هتبهدلى سمعة عيلتنا فى الوحل، لولا إنى لحقتك فى الوقت المناسب،كنت عايز أتجوزك لإنى بحبك، إنما بعد اللى حصل يبقى هتتجوزينى يا مريم لإنى برده لسه بحبك وكمان علشان أحافظ على أخويا وخطيبته منك، وبرده علشان أعيد تربيتك من الأول ها قلتى إيه؟
هزت رأسها برفض وقالت:
-لا يا حسن مش موافقة،عاقبنى بأى طريقة إلا إنى أتجوزك !

نظر لها بعنف، هل زواجها منه عقاب؟ حسنا سيكون عقاباً كما قالت فقال وهو يجذبها مرة أخرى تجاه الباب:
-يبقى عمى فوزى لازم يعرف،وهو يختار عقابك بنفسه .
بهتت ملامحها عندما تخيلت ما سيفعله بها والدها عندما يعرف بما كادت أن تفعله،وقالت بخفوت وترجى:
-خلاص يا حسن أنا موافقة،بس الله يخليك بلاش بابا يعرف.
أوما لها برأسه وضغط على يدها بقوة مرة أخرى قائلاً:
-هعيد تربيتك من الأول يا مريم.

عاد حسن بمريم الى المنزل وصعدت الى شقتها، وحمدت ربها أنه لم يكن أحد متواجد بالصالة، ودلفت الى غرفتها مباشرةً وهى تبكى ودموعها تهطل على وجنتيها،وحاولت الإتصال بملك عدة مرات إلا أن دوماً ياتيها الرد أن الهاتف مغلق أو غير متاح.
ألقت هاتفها بعنف وجلست تبكى على ما حدث معها، هل يعقل أن تتزوج حسن وهى تخاف منه بشدة؟ يكفيها الصفعتان اللاتى أخذتهما على وجنتيها، لتعلم أن حياتها معه ستكون عقابها على ما حاولت فعله.

إنها فى أشد الندم الآن؛ لأنها انساقت وراء شيطانها، وكانت ستدمر عائلتها وتتهم ابن عمها بأبشع التهم، التى يبغضها الدين والمجتمع.
وضعت يدها على فمها تكتم شهقاتها، هل كانت سترتكب ذلك الخطأ؟ وتدمر حياتها وحياة حمزة وجميع من حولها.
وندمت أيضا أنها تحدثت مع فتاة ظنت يوما أنها صديقة لها،لم تكن تعلم أنها ستكون مثل العقرب وتلدغها أولا.
نامت من شدة البكاء، واستسلمت أن حسن هو من سيكون نصيبها وعقابها.

أما حسن صعد بعد فترة الى عمه وأخبره أنه يريد الزواج من مريم، وفرح عمه أن حسن يريد مريم للزواج وقال له:
-أنا موافق يا حسن لإنى مش هلاقى أحسن منك لبنتى،بس هاخد رأيها الأول وهبلغك بقرارها، لإنها هيا اللى هتتجوز يا ابنى.
بعد أن أنهى حسن حديثه مع عمه هبط الى الأسفل ليتحدث مع جده .
دلف حسن الى المنزل ووجد جده يجلس أمام التلفاز يتابع إحدى المسلسلات القديمة، فجلس بجواره وتنهد بتعب.
نظر الجد له ورأى نظرة الحزن فى عينيه،فقال بحنو:
-مالك يا حبيبي ؟شكلك زى ما يكون شايل هموم الدنيا كلها!

وضع حسن يده على عينيه ومسدهما بلطف،وتنهد بعمق تنهيدة معبأۃ بالهموم والتفكير قائلاً:
-مفيش،الشغل بس متعب الفترة دى علشان البضاعة اللى بنجيبها اليومين دول.
ابتسم الجد له فى حنو، وقال وهو يضع يده على رأس حفيده:
-ربنا يعينك يا ابنى.
صمت حسن قليلاً ثم قال بدون مقدمات:
-أنا طلبت مريم للجواز من عمى فوزى يا جدى!

رفع الجد حاجب واحد له، وأمسك إحدى أذنيه يجذبها للأسفل كأنه يعنف طفلا أخطأ،وليس شاباً تجاوز الخامسة والعشرين من عمره، هاتفاً بضيق:
-وتروح تطلبها لوحدك، مش تاخد إذنى يا حسن هو، إنت ملكش كبير ولا إيه؟
ابتسم حسن لجده بالرغم من الهموم الجاثية فوق صدره وقال بهدوء:
-أنا قايل يا جدى من زمان، وحضرتك كل شوية بتأجل فقلت أخد أنا الخطوة دى.
ابتسم له جده وترك أذنه قائلاً بتساؤل:
-طيب فوزى قالك إيه؟

أجابه حسن بهدوء:
-موافق بس هياخد رأى مريم الأول.
ربت الجد على كتفه بابتسامة قائلاً:
-ربنا يوفقك يا حبيبي.
فى الصباح
دلف فوزى لغرفة ابنته بعد أن امتنعت عن تناول طعام الافطار معهم، متعللة بأنها ليست جائعة .
وحدها تجلس على الفراش وشاردة فى نقطة ما على الحائط، فجلس بحانبها ووضع يده على كتفها قائلاً:
-مالك يا حبيبتى، بتفكرى فى إيه؟

انتبهت له مريم ومسحت دمعة شاردة من عيناها قبل أن يلاحظها أبيها،وقالت بابتسامة مصطنعة:
-مفيش يا بابا!
تنهد بعمق وقال:
طيب يا مريم،على العموم حسن ابن عمك طلبك إمبارح للجواز وأنا قلتله هسألك الأول وبعدين أرد عليه،عايزة وقت أد إيه تفكرى فيه؟
صمتت قليلاً وتجسدت أمامها حياتها السابقة وما كانت تفعله فيها،وأيضا مقتطفات من حياتها القادمة مع حسن وما ينتوى فعله، أخرجت زفيراً طويلاً وقالت بخفوت:
مش محتاجة أفكر يا بابا،حسن يبقى ابن عمى ومتربيين سوا، قله انى موافقة.

رد أبيها بتساؤل قائلاً:
-متاكدة يا مريم ؟
أجابته بإبتسامة مصطنعة لم تصل لعيناها:
-أيوة متاكدة يا بابا.
أبلغ فوزى ابن أخيه بموافقة مريم،وأصر حسن أن يتم الزفاف مع حمزة فى نفس اليوم.
هتف والدها بذهول قائلاً:
-إنت مجنون يا حسن، فرح إيه اللى بعد أسبوعبن، مش تستنى نعمل فترة خطوبة الأول!
أجابه حسن بتصميم:
-مش محتاجين فترة خطوبة،إحنا نعرف بعض كويس ومتربيين سوا،يبقى الخطوبة ملهاش لازمة يا عمى ولا إيه يا جدى متقول حاجة.

نظر الجد لحفيده ورأى لهفته بإتمام الزواج بسرعة، لم يرد أن يجعله يحزن إذا رفض فكرة الزواج مع حمزة، يعلم بعشقه لمريم فأجابه بإبتسامة:
-وافق يا فوزى وخلى فرحتنا فرحتين، وإن كان على الشقة إحنا عندنا أكبر معرض موبيليا، من بكرة تكون الشقة مفروشة.
لم يستطع فوزى الرفض أمام إصرار أبيه وحسن، فحسم الامر قائلاً:
-طيب يا بابا موافق، يالا نقرأ الفاتحة.
بدأوا بقراءة الفاتحة كل هذا ومريم تقف بعيون دامعة تراقبهم،وتقف بجانبها مديحة والإبتسامة تعلو وجهها ؛لتحقق حلمها بأن حسن يكون من نصيب مريم.

14-03-2022 10:01 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [14]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية انتقام مجهولة النسب
رواية انتقام مجهولة النسب بقلم شيماء رضوان الفصل الخامس عشر

مر يومان واشترى حسن الشبكة وألبسها لمريم فى جو أسري، حضرته العائلة فقط بإستثناء ألاء، التى تعللت أنها متعبة ولا تستطيع الحضور.
مر الأسبوعان وسط إنشغال الجميع وتجاهل حسن لمريم، لا يتحدث معها إطلاقاً،مما جعلها تطمأن بعض الشئ، وظلت طوال الأسبوعان لا تتحدث مع أحد، تعيد حساباتها القديمة تتمنى أن يعود الزمن للوراء حتى لا تعيد ما حدث.

أما سلمى وألاء لا تلتقيان بمصطفى وحمزة لإنشغالهما بتجهيز إحتياجاتهم للزفاف، واكتفوا بالمحادثات الهاتفية بينهم البعض، وذلك ما تعللت به ألاء لرفضها رؤية حمزة حتى لا يزداد تعلقها به ويضعف من إصرارها على الإنتقام، فقد حسمت أمرها على العيش بينهم،والإنتقام منهم وتدميرهم لأن الطعنة تكون أكثر إيلاماً اذا كانت من أقرب الناس إليك.

مرت الأيام الى أن جاء يوم الزفاف
تقف ألاء أمام المرأة بإحدى صالونات التجميل، تنظر لهيئتها وهى ترتدى فستان زفافها ملامحها متجهمة، ماذا ستفعل مع حمزة؟ لا يمكنها خداع نفسها، أحبته برغم أنها تريد الإنتقام، إلا أنها أحبته.
قرارها من يسمعه يظن أنها مختلة، تحبه وستعيش معه ولن تضره،وستكون نعم الزوجة لزوجها، ولكن ستضر عائلته وتنتقم منهم،سيتجرعون مرارة غضبها .
أى عقلٍ يصدق تلك الافكار التى تدور بعقلها؟

تقف سلمى تراقب تعبيرات وجهها، حدسها يخبرها أن ألاء لم تقل الصدق أنها تخلت عن فكرة إنتقامها من أجل حمزة،مازالت تتذكر الحديث الذى دار بينهما أمس عندما واجهتها بالحقيقة.
عودة الى وقتٍ سابق:
تجلس أمامها تراقب ردة فعلها عندما واجهتها بحقيقتها أنها منافقة.
إلتوى فك ألاء وهى تنظر لسلمى نظرات جامدة، وعقدت ذراعيها أمام صدرها وأخفت توترها ببراعة تحسد عليها،وهتفت بحدة:
-أنا مش منافقة يا سلمى،أنا فعلا تخليت عن فكرة الإنتقام دى أصلا علشان حمزة.

صمتت ألاء ثم نهضت تعطى سلمى ظهرها وهى تمسك بسور الشرفة، ثم أكملت حديثها قائلة بضيق:
-أنا عارفة إنك مش هتصدقى، بس أنا ممكن أعمل أى حاجة علشان حمزة،أنا حبيته واتعلقت بيه، ومعنديش أى نية إنى أخسره يا سلمى،بغض النظر إن العيلة دى دمرتنى، بس أعمل إيه أدمر عيلته يعنى، لو عملت كده أبقى بدمره هو.
نهضت سلمى وأمسكت بكتفى ألاء وأدارتها لتقابلها قائلة بحنو:
-ألاء إنتى عارفة إنك صحبتى الوحيدة،وإن أنا بحبك أوى وخايفه عليكى،وقلت كلامى ده علشان مش عايزاكى تمشي فى سكة الإنتقام وتدمرى نفسك.

إبتسمت ألاء لها واحتضنتها قائلة:
-ربنا يخليكى ليا يا سلمى وتفضلى فى ضهرى علطول،بس عايزاكى توعدينى إن محدش يعرف إن أنا عرفت نسبي الحقيقى.
إبتعدت عنها سلمى ونظرت لها بصمت،تحاول سبر أغوارها ثم هتفت بهدوء:
-طيب بابا مش عايزاه يعرف!
أجابتها بهدوء:
-لا يا سلمى مش عايزة حد يعرف، وخصوصا أونكل مراد،أنا عايزة أثبت نسبي لفاروق نصار الأول، أنا عرفت إنه صفى كل أعماله بره وهيستقر هنا علطول، أنا هبقى عايشة وسطهم يعنى بسهولة ممكن أعمل تحليل" DNA "وأتأكد من كلام مدام هناء، وبعد كده أواجههم بالحقيقة،ومش هقدر أعمل حاجة لحد علشان خاطر حمزة.
عودة الى الوقت الحالى.

ظلت سلمى تراقبها قليلاً،الى أن لفت نظرها جلوس مريم على إحدى المقاعد شاردة تريح رأسها الى الخلف، والتى ارتدت الحجاب اليوم، تذكر أنها كانت لا ترتديه، أثارت دهشتها أهذا حال عروس ليلة زفافها ؟فاتجهت إليها وجلست بجانبها تراقبها قليلاً ولكن فضولها غلبها أن تتحدث معها فقالت بخفوت:
-مالك يا مريم،إنتى تعبانة ولا إيه؟

حدقت بها مريم بنظراتها الخالية من الحياة،كأنها على وشك إعدامها وليس زفافها فقالت:
-لا أنا مش تعبانة، يمكن مرهقة شوية مش أكتر،ولو سمحتى أنا مش عايزة أتكلم فى حاجة.
جاءت سلمى لتتحدث قاطعها أصوات أبواق السيارات، تعلن عن وصول عريس كلاً منهما.
خرجت الفتيات كل واحدة تنظر لعريسها،منهم من تنظر له بابتسامة صافية وخجل يزين وجهها، أما الثانية تنظر له كأنه جلادها ومعذبها،والثالثة تبتسم له تارة وتشرد فى ما ينتظرها تارة أخرى.

قطع تواصلهم البصرى إمساك كل عريس يد عروسه، وجذبها لتسير معه تجاه السيارة الخاصة بهما؛ لتقلهما الى القاعة المقام بها حفل الزفاف.
موسيقى تصدح فى الأنحاء، إضاءه عالية، مباركات من الجميع تهنئة للعرسان.
جلست كل عروس فى المكان المخصص لها بجوار عريسها .
اقترب مراد من سلمى واحتضنها وبارك لها على زفافها، ثم اقترب من ألاء وابتسم لها قائلاً:
-عروسة زى القمر منصور الله يرحمه كان نفسه يبقى معاكى فى يوم زى ده .
صمت قليلاً ثم أكمل بخفوت:
-وكمان أكيد والدك الحقيقى كان نفسه يبقى معاكى فى يوم زى ده.

عندما قال ذلك إتجهت أنظارها مباشرة تجاه فاروق الذى يقف فى إستقبال الضيوف ومعه حمزة يتحدث معه، تنظر له بجمود تتمنى لو أنه كان يقف بجانبها اليوم،تعلم أنه ضحية مثلها فى ما حدث فقد تم حرمانه من ابنته .
قاطع شرودها مراد الذى نظر الى المكان الذى تنظر فيه، واعتقد أنها كانت تنظر لحمزة فهتف بمرح:
-اللى واخد عقلك يتهنى بيه، إستنى شويه هييجى يقعد جنبك حالا.
نظرت له وابتسمت بتصنع قائلة:
-أونكل مراد النهاردة فرحى، ياريت تحترمنى شوية.

ضحك مراد كثيراً، ثم هتف بمرح وهو يلتفت ليغادر متجهاً الى مكان جلوسه:
-ده مفيش حد بيحترمك أدى يا لولو.
زاد حنقها أكثر عندما رأت مديحة تتجه إليها، ثم إحتضنتها قائلة بحنو:
-ألف مبروك يا حبيبتى، بقيتى واحدة مننا خلاص.
إبتعدت عنها ألاء وابتسمت بتصنع قائلة:
-عارفة يا طنط إنى بقيت واحدة منكم ومش من دلوقتى من زمان.
ابتسمت مديحة ثم استاذنت منها قائلة:
-هروح لمريم أشوفها مبروك مرة تانية.

بعد ذهاب مديحة جلست ألاء بغضب على مقعدها، وحاولت الهدوء حتى لا تدمر كل شئ حتى قبل أن يبدأ:
كانت مريم تجلس بجوار حسن الذى لا ينظر لها من الأساس،تحاول أن لا تبكى أمام الجميع،يجب أن تظل أمامهم العروس السعيدة ولكنها فى أشد الندم الآن،لا تعرف هل كان عقلها مغيب أم ماذا؟ ما الذى كانت ستفعله ؟صادقت فتيات السوء اللاتى كانوا سيلقين بها الى التهلكة!
تحمد الله أن حسن جاء فى الوقت المناسب ليمنع الكارثة التى كانت ستفعلها .

نظرت بإتجاه حمزة وجدته يجلس بجوار ألاء، يهمس لها بشئ فى أذنها جعلها تضحك وتهمس له بشئ هى الأخرى،كانت تتمنى أن تكون بجوار حمزة بدلاً من ألاء،ولكنها الأن تذكرت مقولة سهام صديقتها المقربة قديما "ليس كل ما يتمناه المرء يدركه"
أطالت النظر لحمزة وألاء مما جعل حسن يشتاط غضباً،سيعقد قرانهما الآن وستصبح زوجته بعد قليل ومازالت تشتاق لأخيه،فأمسك يدها ضاغطا عليها بقوة ألمتها،فنظرت له بألم قائلة:
-إيدى يا حسن!

خفف الضغط على يدها،وأمسكها برفق بدلاً من القوة وهتف بتحذير:
-عينك متروحش هناك تانى يا مريم، الناس بتبصلنا، متبقيش قاعدة مع عريسك وتبصي لحد غيره، فاهمة ولا لا؟
أومات برأسها هاتفه بندم من أعماقها وأعين دامعة:
-أسفه يا حسن، أسفة أوى،أنا ندمت على كل حاجة عملتها،بس أرجوك بلاش تهينى كل شوية.
نظر لها بقوة يتابع تعبيرات وجهها الخائفة والنادمة، وأجابها بهدوء:
-الندم بيبقى فعل مش قول يا مريم،ومتفكريش إنى هسامحك لمجرد إنك ندمانة على اللى حصل، أنا أصريت أبعد الأسبوعين اللى فاتوا علشان أسيبك تفكرى فى حياتك زمان، وتعيدى تفكير فى كل غلطة عملتيها لإنى مش هسمح بالتجاوز بعد كدة.

كل حاجة لازم تتغير، تصرفاتك وإسلوب حياتك، ولبسك أنا اللى هختاره، أنا وصيت والدتك إنه تختار لبسك كله محترم وواسع، حتى أصحاب السوء اللى ماشية معاهم تنسيهم للأبد، وشريحة الموبايل اللى معاكى كويس انك غيرتيها وجبتى واحدة جديدة، مش عايز أى حد من صحابك يكون له علاقة بيكى تانى،لازم تتغيري!
أومات له بالموافقة قائلة:
-أنا بدات أتغير فعلا يا حسن، حتى إنى لبست الحجاب!
نظر لوجهها الذى يزينه الحجاب، إنها جميلة الآن أكثر من أى وقتٍ مضي، ولكن يجب أن تتغير كليا قبل أن يبدأ معها حياة جديدة .

هتف بهدوء:
-إنتى الصراحة فجئتينى بلبسك للحجاب، بس دى لسه البداية، وأنا مستنى أشوف التغيير اللى بجد يا مريم، يمكن أقدر أسامحك على اللى عملتيه.
أما سلمى تجلس بجوار مصطفى الذى يهمس لها وهى تدير وجهها الى الجانب الأخر، تضحك بخجل وحياء .
هتف مصطفى باسمها قائلاً:
-سلمى بصيلى!
نظرت له بحب وخجل فهتف بمرح:
-أموت فى الطماطم يا طماطم.
رفعت حاجبها له وهتفت بضحك:
-إنت فظيع الصراحة يا مصطفى،عمال تضحك وتهزر وأنا بصراحة معرفش كده عن ضباط الشرطة، أنا أعرف إنهم معقدين كده، أما انت الصراحة كسرت القاعدة دى!
غمز لها بعينه قائلاً:
-ده أنا هبهرك يا سوسو.

بعد إنتهاء حفل الزفاف، أصر مراد على إيصال ألاء أولا الى بيتها حتى لا تشعر أنها وحيدة،ووقف أمامها قائلاً لها بحنان:
-ألاء إنتى دلوقتى بقيتى زوجة، يعنى بقيتى شايلة مسؤولية كبيرة،عايزك متقصريش تجاه جوزك وعيلته،وبرده تجاه نفسك، إوعى فى يوم تترددى إنك تطلبى حاجة منى،إنتى عارفة إن معزتك عندى زى سلمى بالضبط.

إبتسمت ألاء له ودمعت عيناها، فهو نعم الأب لها، منذ وفاة والدها بالتبنى وهو يرعاها حتى وهو يعرف أنها مجهولة النسب،عاملها كإبنته لم يجعلها تحتاج لأحد، فهتفت بمرح:
-روح وصل سلمى يا أونكل، يعنى يوم ما تعاملنى بإحترام تخلينى أعيط، ينفع كده!
أجابها بحنان أبوى نابع من داخله و،حزناً على فراق الإبنه:
-أعملك إيه؟ حظك معايا كده، يالا اطلعى إنتى وجوزك، أصل سلمى خللت فى العربية.
جاءه رد سلمى الحانق قائلة وهى تقف أمام ألاء تنظر لها بأعين دامعة:
-هيا سلمى تقدر تمشي من غير ما تسلم على أختها لولو برده!

إحتضنتها ألاء بشدة، فكانت وستظل لها نعم الأخت والصديقة والأم أيضاً .
مرت دقائق وهما تحتضنان بعضهما البعض، إلى أن هتف مصطقى بمرح:
-يالا يا جماعة إحنا خللنا فى الشارع، وبعدين متقلقيش يا سلمى البيت مش بعيد، دول عشر دقايق بالعربية.
إبتعدت ألاء عن سلمى وأزالت دموعها قائلة بإبتسامة:
-يالا يا سوسو روحى مع جوزك، وهكلمك بكرة إن شاء الله.

كانت مريم تقف تتابع تلك الصداقة القوية المترابطة، وتمنت أن تعود صداقتها بسهام مرة أخرى، فهى بغبائها قد أنهت تلك الصداقة للأبد،ولكن عسي أن تعود يوماً.
رحلت سلمى الى منزلها وصعد كلا من حسن وحمزة مع عروسه الى الأعلى،حيث تقبع شقة كلاً منهما أمام الأخر.
دلفت مريم الى الشقة ووقفت بتردد، لا تعرف ماذا تفعل؟ أو كيف ستكون حياتها مع حسن بعد ما حدث؟ هل ستتقبله زوج لها؟ أو بالأحرى هل سيتقبلها هو زوجة له؟

مشاعر متضاربة إنتابتها، والأغرب أنها لم تحزن أن حمزة صعد مع عروسه، بل لم تفكر بهما من الأساس، كل ما يشغل تفكيرها الآن هو حياتها مع حسن.
التفتت له عندما لم تجد صوت منه وجدته ينظر لها بجمود، ولكنها أقسمت أنها رأت نظرات الحب لها، تغلفها هالة من الجمود كى تخفى تلك النظرات.
إقترب منها حسن، أما هى تراجعت للخلف لا إراديا، فأمسكها من كتفيها قائلا:
-متخافيش يا مريم مش هعملك حاجة،إذا كنت مديت إيدى عليكى قبل كده فتأكدى إنها مش هتتكرر تانى،أنا فعلا بحبك بس لسه مش مسامحك على اللى كنتى ناوية تعمليه، إلا إذا...

صمت قليلاً يتنفس بعمق،فشجعته ليكمل كلامه قائلة:
-إلا إذا إيه يا حسن؟
أكمل حديثه بهدوء قائلاً:
-إلا إذا أثبتيلى إنك إتغيرتى للأحسن،وإنك نسيتى حمزة خالص وحبك ليه.
صمتت ولم تجيبه لأنه ليس هناك ما تتفوه به، فاقترب منها وقبلها من جبينها قائلاً بحب:
-تصبحى على خير.

أشار على إحدى الغرف قائلاً:
-دى أوضتك هتقعدى فيها، وأنا هقعد فى أوضة لوحدى، أنا طلعت النهاردة ونقلت هدومى لأوضة تانية .
أنهى حديثه والتفت ليغادر متجهاً الى غرفته،ليغلق الباب بينه وبينها،تاركها شاردة تفكر فيه وحنانه عليها الآن، وكيف كانت غبية ولم تراه من قبل.
دلف حمزة وهو يحمل ألاء، وأنزلها فى غرفة النوم الخاصة بهما،قائلاً بحب وهو يقبلها من جبينها:
-ألف مبروك يا حبيبتى!

ابتسمت له قائلة:
-الله يبارك فيك يا حمزة!
نظر باتجاه الحمام قائلاً بهدوء:
-غيري هدومك فى الحمام اللى هنا،وأنا هغير بره علشان نصلى سوا.
دلفت ألاء الى الحمام لتبدل ثيابها، أما هو أخذ ملابس له من الدولاب، وخرج من الغرفة ليبدل ملابسه هو الأخر.
بعد قليل دلف الى الغرفة، وجدها تجلس على الفراش فاقترب منها قائلاً:
-يالا نصلى!

أدوا الصلاة سوياً، كان إمامها وهى مامومته،تقف تصلى وراءه فى خشوع .
إنتهى من صلاته ووضع يده على رأسها قائلاً دعاء الزواج، ثم اقترب منها ليبدءا حياتهما معا كزوجين، وقد قررت أن تترك إنتقامها قليلاً؛ لتنعم بحياة هادئة مع من اختاره قلبها.
أما سلمى كانت تحتضن مراد وتبكى على فراقه، فأبعدها عنه برفق قائلاً وهو يمسك وجهها بين يديه:
-إيه يا بنتى هو إنتى مهاجرة ! بطلى عياط يا حبيبتى بقى.
أزالت دموعها وقالت:
-بس دى أول مرة أبعد عنك!

رد عليها بابتسامة:
-بس دى سنة الحياة يا حبيبتى.
غادر مراد وصعدت سلمى الى غرفتها مع مصطفى، وقاما بتادية الصلاة سويا،ليبدئا حياتهما على طاعة الرحمن.
أنهى الصلاة وقرأ على رأسها دعاء الزواج، ثم أمسك رأسها مقبلاً جبهتها،ليبدئا معا حياتهم الزوجية بعيداً عن الهموم ومنغصات الحياة .

14-03-2022 10:02 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [15]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية انتقام مجهولة النسب
رواية انتقام مجهولة النسب بقلم شيماء رضوان الفصل السادس عشر

استيقظت ألاء من نومها،ونظرت لحمزة الذى ينام بجوارها بإبتسامة هادئة،ونهضت من الفراش متجهة الى الحمام لتغتسل وتأدية الصلاة،ثم توجهت الى المطبخ لإعداد طعام الإفطار.
إستيقظ حمزة ولم يفتح عينيه بعد، وتحسس جانبها من الفراش ولكنه لم يجدها ومكانها بارد، فنهض من الفراش ليبحث عنها، وجدها تقف فى المطبخ تعد الفطور غير منتبهة له، فتنحنح بخفوت فالتفتت له وهى تزين وجهها بابتسامة جميلة سلبت لبه وقالت:
-صباح الخير يا حمزة!

أجابها بابتسامة أظهرت نواجزه:
-صباح النور يا لولو، إيه اللى مصحيكى ده الساعة لسه تمانية والفرح حتى خلص متأخر!
أجابته وهى منهمكة فى إعداد الفطور:
-أنا مبحبش أتاخر فى النوم، حتى لو نايمة متأخر برده بصحى بدرى، وقلت أجهز الفطار علشان نفطر أول فطار سوا.
جلس على إحدى المقاعد أمامها وقال بمرح:
-يعنى لولو صاحية بدرى علشان تجهزلى الفطا،ر إيه الهنا اللى أنا فيه ده.

التفتت له بإبتسامة مشاكسة، وتمعنت فى ملامح وجهه التى أسرتها،وهتفت بهدوء عكس طبعها العصبي دوماً:
-قوم من هنا يا حمزة، خد دش وصلى واستنى بره على السفرة لغاية ما أخلص.
عقد ذراعيه أمام صدره هاتفاً بحنق مصطنع:
-جالك قلب تطردينى من المطبخ يا لولو!
ابتسمت لمظهر وجهه الحانق وقالت:
-قوم يا حمزة وبطل دلع.

نهض بتكاسل من على المقعد واقترب منها مقبلاً جبينها، قائلاً بحب وابتسامة حنونة تزين وجهه:
-صباحية مباركة يا حبيبتى!
غادر حمزة أما هى شردت فى أثره، تُرى هل ستستطيع الإنتقام أمام حبه الذى يغمرها به؟ أم ستستسلم لحبه وحنانه ؟
نفضت تلك الأفكار من رأسها،وحسمت قرارها أنه لابد أن تنتقم منهم على ما فعلوه معها،ولكن حمزة لن يمسه سوء أبداً .

أما مريم لم تنم من الأساس،تدور فى غرفتها لا تعرف كيف تتعامل معه ؟هل تكون زوجة مطيعة كأى زوجة أخرى تساعد زوجها وتعلم ما يؤرقه ؟ أم تتجنبه من الأساس؟ لا تنكر أن الأسبوعين اللذان سبقا حفل الزفاف جعلاها تنظر للدنيا بعين أخرى، وتندم على ما ضاع منها هباءاً منثوراً، تجرى وراء وهماً ظنت يوماً أنه حباً،وتركت الشخص الذى أحبها بصدق،تُرى ماذا عليها ان تفعل؟
ظلت دقائق تفكر،الى أن التقطت هاتفها وطلبت أحب الأرقام على قلبها،رقماً لم تنساه يوماً حتى عندما إبتعدت عن صاحبته.

جاءها الرد بهدوء قائلاً:
-السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ردت مريم باعين دامعة، وإشتياق لتلك الصديقة:
-وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،إذيك يا سهام أنا مريم فوزى.
صمت وإشتياق من الجهة الأخرى، وأيضاً حزن لما حدث وإبتعاد مريم.

فهمت مريم أن سهام صامتة؛ لأنها مازالت حزينة على إفتراقهما يوما عندما فضلت ملك وأصدقائها عليها، وإخبارها أنها لم تعد تناسبها لتكون لها صديقة.
فتابعت حديثها بندم ودموع هبطت على وجنتيها:
-أنا عارفة إنك زعلانة منى يا سهام، بس أرجوكى إقبلى إعتذارى، عارفة إنى غلطت زمان لما تخليت عن صداقتنا ومشيت مع ملك، بالرغم من إنك حذرتينى منها، أنا ندمت على كل اللى فات يا سهام.

صمت أخر من سهام التى لا تستطيع التحدث ودموعها تهطل على وجنتيها هى الأخرى.
أما مريم لم تستسلم وتابعت قائلة:
-سهام أنا اتغيرت،عارفة إن التغيير ده إتاخر بس أنا اتغيرت ولبست الحجاب، حتى إنى اتجوزت حسن .
صمتت قليلاً تزيل دموعها ثم تابعت بقهر:
-حسن اللى كنتى علطول تقوليلى إنه بيحبنى، ونظراته ليا موضحة كل حاجة، وأنا اللى كنت بقعد أضحك على كلامك،دلوقتى خسرت حسن كمان،أنا عايزة أشوفك يا سهام محتجالك أوى.

أغلقت سهام الهاتف بقلب متألم على صديقة عمرها، لم تستطع أن تسمع منها المزيد، يكفيها ما سمعته منها .
أزالت دموعها وحسمت أمرها بضرورة الذهاب الى مريم اليوم والوقوف بجانبها فى محنتها، فمهما حدث ستظل صديقتها الى الأبد مهما حدث.
أما مريم جلست على الفراش بإنهيار عقب تلك المكالمة التى إستنزفت كل طاقتها،و ظلت فيها سهام صامتة لا تتحدث.

كان حسن يقف أمام باب غرفتها بقلب متألم على ما يحدث بزوجته،كان يشدد الحصار حولها طوال الأسبوعين بدون أن يراها،كان فقط يتحدث مع أمها وهى من تنفذ لأنها كانت تعلم أن ابنتها بحاجة للإصلاح؛ حتى يعيد تأهيلها من جديد،وهى لم تمانع ذلك .
كان يود الدخول الى الغرفة والوقوف بجوارها عقب تلك المكالمة مع صديقتها والتى تسببت فى إنهيارها، يسمع صوت بكائها وشهقاتها المتتالية، ولكنه لا يستطيع أن يدلف الى الغرفة وإحتضانها حتى تهدأ.

مازال كبرياء الرجل بداخله يرفض مسامحتها، رفضت حبه قبل ذلك ولا يمكنه المجاذفة بكرامته مرة أخرى .
عاد الى غرفته وأغلق الباب خلفه بدون أن يتفوه بحرف.
إستيقظت سلمى هى الأخرى باكراً لأنها أيضاً لا تحب النوم لوقت متأخر .
وضعت طعام الإفطار على السفرة،وتجلس بإنتظار مصطفى الذى إستيقظ بعد عناء ويبدل ملابسه الان.
خرج مصطفى من الغرفة وجلس بجوارها ليتناولوا الإفطار قائلاً بمرح:
-صباح النور على البنور!

ابتسمت له ووضعت يدها على خدها تتأمله قائلة:
-صباح الخير يا مصطفى، هو إنت هتفضل تهزر كده علطول، مش هتتكلم جد أبداً، من ساعة ما عرفتك وإنت بتهزر مشفتكش بتتكلم جد أبداً.
ضحك مصطفى بإستمتاع على حديثها،وأجابها قائلاٌ:
-صحيح أنا معظم الوقت بهزر وأضحك، لكن لما بتعصب أو أضايق من حد بقلب علطول، ومحبكيش تشوفينى بالشكل ده أبدا يا سلمى.
أومات برأسها قائلة:
-إن شاء الله مش هيبقى فيه عصبية ولا حاجة، وحياتنا تفضل هادية علطول.

فى المساء
زارت مديحة ابنتها وإدعت مريم أمامهم أنها سعيدة بحياتها مع حسن .
زارت مديحة ألاء أيضاً وباركت لها،وطوال جلوسها معها هى وحمزة تتمنى ألاء لو تنهض من مكانها وتضع الوسادة على وجهها،كاتمةً أنفاسها حتى يهدأ بالها ودمها الساخن فى عروقها،ولكن صبراً فالوقت لم يحن بعد.

قاطع زيارة مديحه لألاء إخبار حمزة لها أن عمه وجده سيصعدون لهما بعد قليل،مما جعل مديحة تستأذن حتى لا ترى فاروق.
طوال زيارة فاروق لألاء ومعه والده كانت ألاء تنظر له باشتياق، تود لو ترتمى بأحضانه وتخبره أنها ابنته، ولكنها تمنع نفسها من فعل ذلك حتى تصل لهدفها،أما الجد ظلت تنظر له باحتقار،وعندما ينظر لها تتصنع الإبتسامة أو إنشغالها بأى شئ ؛حتى لا يرى نظرات الإحتقار بعينيها .
تجلس مريم بغرفتها عقب ذهاب أمها حزينة شاردة، قضت النهار بأكمله فى غرفتها،لم تخرج منها حتى عندما أتت والدتها جلست معها بغرفتها،تحمد الله أن هناك حمام بالغرفة حتى لا تضطر الى الخروج ورؤيته.

أما حسن يجلس بالصالة أمام التلفاز، وينظر بين الحين والأخر الى باب غرفتها فى إنتظار أن تخرج من غرفتها، تلك العنيدة لم تتناول شئ من الأمس، ولكنه لن يذهب إليها لتتناول الطعام يجب أن تخرج هى بإرادتها من الغرفة التى ظلت حبيستها طيلة النهار.
دق جرس الباب فنهض ليعرف من الطارق، وجدها زوجة عمه مديحة وصديقة لمريم رأها معها من قبل مرات عديدة،ولكنه منذ فترة لم يرها مرة أخرى ولم يعنيه الامر، خمن أنها سهام التى كانت تتحدث مع مريم على الهاتف، فالفتاة ملابسها محتشمة وتنظر للأسفل وترتدى الحجاب أيضا.

هتفت مديحة بابتسامة:
-دى سهام صاحبة مريم،جاية تباركلها يا حسن!
إبتسم حسن لصدق حدسه، وأفسح لهم المجال ليمروا قائلاً:
-إتفضلوا جوة لغاية ما أنادى لمريم!
دلفت سهام بإستحياء مع مديحة فى إنتظار مريم.
طرق حسن على الباب فقالت:
-أيوة .
-رد حسن بهدوء:
فى واحدة بره اسمها سهام، عايزة تشوفك!

هبت من مقعدها بسرعة و،فتحت الباب وخرجت الى الصالة بدون أن تتحدث معه،مما أدهشه وحدث نفسه قائلا:
-هو إنتى بتحبيها يا مريم للدرجة دى!
وقفت مريم أمام سهام قائلة بإبتسامة وهى تصافحها:
-إذيك يا سهام!
ابتسمت سهام لها قائلة:
-الله يسلمك يا مريم، ألف مبروك!
ردت مريم بهدوء:
-الله يبارك فيكى.
تحدثت مديحة بهدوء قائلة:
-طيب أسيبكم أنا بقى تتكلموا وأنزل، عندى حاجات عايزة أعملها.

غادرت مديحة، وأيضا دلف حسن الى غرفته ليجعلها تتحدث مع صديقتها بأريحية.
صمتت سهام وظلت تنظر لمريم، أما مريم دمعت عيناها واحتضنت سهام بشدة قائلة:
-كنت فاكرة إنك نسيتينى، لما إتصلت بيكى وفضلتى ساكتة ومتكلمتيش خالص.
شددت سهام من إحتضانها قائلة:
-أنا عمرى ما نسيتك يا مريم، أنا بس مكنش عندى كلام أقوله، وإتأثرت بكلامك وإنتى بتعيطى.
نظرت مريم حولها ثم تكلمت بخفوت قائلة:
-طيب تعالى نتكلم فى أوضتى،مش عايزة حسن يسمع حاجة.

دلفت مريم برفقة سهام الى الغرفة، وجلست أمامها صامتة لا تعلم من أين تبدأ حديثها.
شجعتها سهام لتتحدث قائلة بإبتسامة:
-قولى كل اللى عندك،أنا سامعاكى يا مريم و هفضل ساكتة لغاية ما تحكى كل حاجة.

أخذت مريم نفس عميق وقصت عليها كل شئ، بدايةً من صداقتها بملك وحبها لحمزة ومحاولاتها للتقرب منه،وأيضا خطتها بمساعدة ملك للايقاع بحمزة وإتهامه بأبشع التهم وهى تهمة "الاغتصاب"،وخيانة ملك لها عندما أخبرت حسن،وقامت بتسجيل صوتها عندما كانت تتحدث معها عن خطتهما،وما فعله حسن عندما علم وصفعه لها، وجعلها تتزوجه غصباً، وحصاره حولها بدون أن تراه بمساعدة أمها طوال الأسبوعين الماضيين قبل الزفاف.

كانت سهام تستمع لها بأعين جاحظة،وحمدت الله فى نفسها أن حسن إستطاع منع تلك الكارثة التى كانت ستضر الجميع وأولهم مريم، وتنهدت بعمق لتبدأ حديثها رداً على كلام مريم، هاتفة بجدية وهدوء رزين:
-بصي يا مريم أنا مش عايزة أقعد الوم فيكى على اللى حصل، بس اللى أقدر أقوله إنك غلطتى يا مريم، وندمتى على اللى حصل،إستغفرى ربنا كتير وربنا بيقبل التوبة من عباده، إذا كانوا صادقين فى توبتهم وأخلصوا النية لله،وكمان المفروض إنك تحمدى ربنا إن حسن جه فى الوقت المناسب وقدر يمنع الكارثة اللى كانت هتحصل؛ لإنك كنتى أكتر واحدة هتنضر منها لما يكتشفوا إنك بتكدبى.

-وبخصوص إنك خسرتى حسن زى ما بتقولى، لا يا مريم حسن لسه بيحبك،والدليل على كده إنه هددك بالريكورد علشان يتجوزك، مع إنى مش معاه فى طريقة التهديد اللى اتبعها معاكى، بس قرب حسن منك وإنه طلبك للجواز،والحصار اللى فرضه عليكى بمساعدة والدتك، وإنه قدر يبعدك عن أصدقاء السوء ويخليكى تندمى على اللى فات، ده يبررله الطريقة اللى إتجوزك بيها، الطريقة صحيح غلط بس النتايج مذهلة، خلاكى تشوفى الدنيا بعيون تانية.

صمتت قليلاً تتابع مريم التى تنظر لها بشغف،تنتظر منها إكمال حديثها فتابعت قائلة:
-حسن مضاعش منك يا مريم، حسن لسه بيحبك، هو بس مجروح منك وكرامة الراجل جواه وجعاه؛ لإنك رفضتى حبه،قربى منه، حسسيه إنك مثال للزوجة المخلصة المحبة لزوجها،خلى وجهة نظره عنك تتغير تماما،خليه يحس إنك مريم جديدة مش مريم بنت عمه القديمة،لا مريم مراته اللى مستعدة تعمل أى حاجه فى سبيل إنها تخليه يسامحها وتكسب ثقته،خليه يتأكد إن حبك لحمزة مجرد وهم ملوش أى أساس من الصحة،وإنها كانت تجربة فى حياتك تمر عليكى مرور الكرام، تستفادى منها من غير ما تتأثري بيها، فاهمانى يا مريم.

إحتضنتها مريم بسعادة فقد كانت نعم الصديقة لها وستظل هكذا للأبد، كلامها درر وقد أفادتها كثيراً، فهتفت بسعادة:
-أنا إستفدت منك أوى يا سهام،وهنفذ كلامك كله بالحرف.
غادرت سهام، أما مريم دلفت الى حمامها وارتدت فستان صيفى، وهو فستان ذراعيه تصل الى المرفقين،يصل الى بعد الركبة بقليل، من اللون الوردى الهادئ،وخرجت لترى حسن وجدته بغرفته، فقامت بتسخين الطعام المتواجد بالثلاجة،ووضعته على السفرة ثم اتجهت الى غرفته وطرقت الباب، ففتح لها وأعجب بهيئتها، ولكنه أجاد إخفاء ذلك قائلا بجفاء:
-عايزة إيه يا مريم؟

بالرغم من جفاءه، إلا أنها ابتسمت بوجهه قائلة:
-تعالى يا حسن الأكل جاهز بره على السفرة.
رد عليها بفتور:
-مش جعان يا مريم.
أمسكت يده برجاء قائلة:
-الله يخليك يا حسن تعالى كل معايا، أنا جعانة ومش عايزة أكل لوحدى.

تنهد حسن بضيق،إنها تؤثر عليه بكلامها وطلتها التى تخطف الأنفاس، فاستجاب لها وسار معها الى السفرة، ليتناولوا طعامها سويا كأى زوجين طبيعيين.
مرت ثلاثة أيام لم يحدث فيها جديد،سوى محاولات مريم من أجل أن يسامحها حسن.
فى الصباح، كانت ألاء تقف أمام حمزة تعقد يدها أمام صدرها، قائلة برجاء:
-أنا مبحبش القعدة فى البيت، علطول فى شغلى، عايزة أخرج يا حمزة.
جلس بتأفف من محاولاتها المستميتة للخروج من الشقة فقال بملل:
-يا ألاء مينفعش، المفروض إن العروسة متخرجش من بيتها إلا بعد فترة من الجواز،مش تخرج فى رابع يوم يا حبيبتى!

إبتسمت بخبث وهى على وشك تنفيذ مخططها فقالت:
-طيب يا حمزة ننزل نفطر مع جدك وعمك تحت، أنا زهقت من القعده هنا.
وافق حمزة قائلاً بابتسامة:
-طيب يالا ونجهز الفطار تحت سوا،أكيد لسه مصحيوش.
ابتسمت بإنتصار وهبطت معه الى الشقة التى يقطن فيها جده وعمه فاروق.

دلفت ألاء مع حمزة الى المطبخ، وقاما بتجهيز طعام الإفطار،وعندما انتهت ألاء ذهب حمزة لإيقاظ جده وعمه .
إستيقظ جلال وفاروق وخرجا الى الصالة،ودلف فاروق الى الحمام ليغتسل،فاستغلت ألاء الفرصة ودلفت الى غرفته،وعبثت بأدراجه لتبحث عن ما يمشط به شعره لتاخذ عينه من شعره لإجراء تحليل "DNA"،وقد دعت كثيراً أن توفق فيمل تفعله؛ لأنه إن لم تجد إحدى شعيراته،ستلجأ لحيلة أخرى وحينئذ قد تنكشف حتى قبل أن تبدأ إنتقامها.

وجدت فرشاۃ شعره بها إحدى الشعيرات التى تخص فاروق، فابتسمت لنجاحها وقامت بوضعها داخل إحدى الأكياس البلاستيكية التى كانت بحوزتها، ودستها فى جيبها،ثم شرعت فى توضيب الغرفة وتنظيفها حتى لا يشك أحد بأمرها إن رأها أحد فى الغرفة،وعندما كادت أن ترحل لفت نظرها صورة لإمراة جميلة،لم تعلم من هى ولكن جذبتها صورة تلك المرأة وأحست أنها تنتمى إليها.

قاطع تأملها صوت فاروق قائلاً بتساؤل:
-بتعملى إيه هنا يا ألاء ؟
إلتفتت ألاء له وأجابته بهدوء "
-كنت بوضب الأوضة.
إبتسم فاروق قائلاً:
-وتعبتى نفسك بس ليه يا بنتى!
باغتته بسؤالها وهى تنظر لصورة المرأة قائلة:
-هى مين الست اللى فى الصورة دى؟

وقف فاروق أمام الصورة وابتسم بإشتياق، وتذكر أيامه مع حبيبته وزوجته، ولمعت عينيه قائلاً:
-دى أمينه حبيبتى ومراتى الله يرحمها.
إبتلعت ألاء ريقها فقد كانت تقف أمام صورة والدتها الراحلة،ودققت فى تفاصيلها وقالت بجمود:
-هو حضرتك ليه متجوزتش بعدها؟
جلس على فراشه يتنهد بحزن قائلاً:
-مكنش ينفع يا بنتى، أمينة دى كانت كل حاجة فى حياتى،أنا كنت بعشقها مش بحبها بس،ومفيش أى ست تقدر تحل محلها أو تاخد مكانها، أمينة فى كفة وكل الستات فى كفى تانية، ولولا اللى عملته مديحة كانت هتبقى معانا دلوقتى.

باغتته ألاء بحديثها ليستكمل حديثه قائلة:
-هى طنط مديحة عملت إيه؟
إبتسم لها بتصنع قائلاً:
-لا مفيش حاجة،أنا بس سرحت شوية، تعالى نفطر بره يالا زمانهم مستنيين.
على مائدة إلافطار
كانت ألاء تتابع حديثهم عن عملهم،وقد علمت موعد تنفيذ ضربتها الأولى لهم.
هتف الجد بجدية لابنه فاروق:
-حسن دلوقتى فرحه كان إمبارح،عايزك تتابع الشغل مع أخوك فوزى يا فاروق؛ لإننا هنستلم بضاعة بعد تلات ايام،عايزك تكون واقف معاه.

أوما فاروق برأسه قائلاً:
-طيب قولى تفاصيل الموضوع!
قص عليه والده تفاصيل تلك الشحنة،أمام ألاء التى كانت تنظر لهم بخبث.
بعد يومان
تقف أمام حمزة ترجوه أن يوافق أن تذهب الى سلمى لتراها .
هتف حمزة بنفاذ صبر:
-طيب خلاص روحى، وهعدى عليكى بالليل أخدك وأقعد مع مصطفى شوية.
اقتربت منه بسعادة وقبلته من وجنته قائلة:
-تسلملى يا حمزة.

توجهت أولا الى إحدى معامل التحاليل،وأعطت للطبيب الكيس الذى يحتوى على شعيرات فاروق، وأيضاً أعطته خصلة من شعرها لإجراء التحليل، ثم توجهت لإحدى الإماكن الشعبية لمقابلة شخص ما
تقف الآن أمام أحد الخارجين على القانون قائلة بخبث:
-عايزة منك خدمة يا حمودة!
إبتسم حمودة لها عرفاناً بجميلها عليه،فهى من أنقذت عائلته من القتل .

عندما قامت بلقاء صحفى معه إعترف فيه على الخارجين على القانون الذين معه،فحاولوا قتل زوجته وابنه، وكانت ألاء تتعاون مع الشرطة لحماية زوجته وإبنه لحين إنتهاء القضية،وعلمت أنهم خططوا لقتلهما، فذهبت الى المكان الذى تقطن فيه زوجته وابنه ويومها أخذت رصاصة وهى تدافع عن ابنه خدشت ذراعها فقط،ومنذ ذلك اليوم وهو يحمل معروفها فوق رأسه.
هتف حمودة بإبتسامة:
-أنا رقبتى سدادة يا أستاذة أؤمرينى.




الكلمات الدلالية
رواية ، انتقام ، مجهولة ، النسب ،


 





# فنون # مشاهير # صحة # منوعات # الأطفال # English # تفسير الأحلام ثقافة # قصص # سيارات Cars # صور # تقنيات # الاجهزة الالكترونية # المطبخ # كلام فى الحب # أبراج # رياضة # ازياء # حكم وأقوال تطوير الذات# خلفيات # صور بنات # مشاهير # ديكور # صباح الخير # مكتوب برقيات شهر رمضان # جمعة مباركة # حب رومانسية # عيد # ادعية # خلفيات كرتون # منوعات # موضة # الأم # أطفال # حيوانات # صور ورد # اكلات # New Year # مساء الخير # اللهم صلي علي النبي # القران الكريم # صور نكت # عيد ميلاد # اعلام # سيارات # تهنئة الخطوبة # حروف واسماء # الغاز # صور حزينة # فساتين # هدايا # خلفيات النادي الاهلي # تسريحات شعر # الاصدقاء # بوستات نجحت # خلفيات نادي الزمالك # حب رومانسية # تهنئه # ازياء # صور بنات # صوره وكلمه خلفيات # كرتون # بروفايل رمزيات # دينية # سيارات # مضحكة # أعلام # مسابقات # حيوانات # ديكور # أطفال # أكلات # حزينة صور شباب أولاد ر# صور # الطب و الصحة # مقالات عامه # CV المشاهير # وصفات الطبخ # العناية بالبشرة غرائب وعجائب # قصص روايات مواعظ # صور حيوانات # وصفات الحلويات # الرجيم والرشاقة # نكت مضحكة # صور خلفيات # العناية بالشعر # شروحات و تقنيات # videos # Apps & Games Free # موضة أناقة أزياء # سيارات # ديكور # رعاية الأطفال # نصائح المطبخ # موبايل جوال # الفوركس # التعليم والمدارس # الحمل و الولادة # اخبار الرياضه # وظائف # صحة المرأة # حوادث # صور بنات # صور اطفال # مكياج و تجميل # عناوين بنوك شركات محلات مطاعم # العاب الغاز # عيد # كلمات الاغانى # اشغال فنيه واعمال يدويه # مصر # أشعار خواطر # للنساء فقط # للرجال فقط # صور شباب # علاج النحافه # رسائل SMS # أكلات نباتية - Vegetarian food # برامج الكمبيوتر # المراهقة # جمعة مباركة # blogger # رعب # لعنة العشق # حب # اسلامية # قاسي ولكن أحبني # أحفاد أشرار الحرب لأجلك سلام # أسمى معاني الغرام # حقيقية # لقد كنت لعبة في يده # ملهمة # أباطرة العشق # عربية # حب خاطئ # لست مميزاً # من الجاني # مشاهير # راقصة الحانة # اغتصاب طفلة # عاشقان يجمعهم القدر # الطريق الصعب # خيال علمي # أشواك الحب # تاريخ # سجينة ثوب الرجال # لروحك عطر لا ينسى # أطفال # عشق وانتقام # لازلت أتنفسك # لقاؤنا صدفة # للحب معان أخرى # خاتم سليمان # ممن أنتقم # نجاح # أبواب وهمية # حلمى فى صفيحة قمامة # فيلم # مجنون بحبك # بين شباكها # حزينه # رحلات جوليفر # عذاب قسوته # عندما ينادي الشيطان # لعنة حبك # مريم وامير # هدوء في قلب العاصفة # الحاسة السادسة # المشعوذة الصغيرة # عباقرة # لوعة العشق # حروب # قدر بالإجبار # بنات مضحكه# فوركس Forex# صحتك # الصور والخلفيات # الطبخ والحلويات # منوعات # اخبار الفن # القصص و الروايات الألعاب الرياضية # الحياة الزوجية # أزياء وملابس # الأم و الطفل # دراسات لغات # افكار منزلية # انترنت تكنولوجيا # صفات الابراج # حيوانات ونباتات # تفسير الاحلام # معانى الاسماء # خواطر و اشعار # الكون والفضاء اجمل نكته# Mix # Forex # youtube # foods # Kids # Health education # stories # News # kitchen # woman # Famous # Sport # Animals

-------

الساعة الآن 05:03 صباحا