أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتدى جنتنا، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .

المنتدى للقرائه فقط -- للمشاركه انتقل الى منتديات جنتنا الجديده -forums.janatna.com





رواية ضلع مكسور سينجبر

تأملوا ابتسامتهاإن رأيتموها مشرقة تشع في عينيها فاعلموا أنها تزوجت رجلا أحبها.أما إن رأيتموها باهتة توقفت تلك الابتسامة ..



13-03-2022 05:00 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [4]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية ضلع مكسور سينجبر
رواية ضلع مكسور سينجبر للكاتبة شاهندة الفصل الخامس

قالت هاجر:
-تفتكرى لو رجعتى القاهرة هترتاحى ياسمر؟معتقدش، إنتى ناسية حالتك النفسية كانت عاملة إزاي هناك؟
زاغت عيون سمر، لتزفر هاجر مستطردة:
-بصى، أنا مش معاكى في قرار رجوعنا القاهرة بالسرعة دى، خلينا هنا شوية ونشوف، لو مرتاحتيش هنرجع، بس مش هنستسلم بسهولة كدة، وبعدين إيه اللى مخوفك بالشكل ده، كل الموضوع شوية رسايل من معجب مجهول؟
زفرت سمر بقوة قائلة:.

-ده مش أي معجب، ده حد عارفنى كويس وعارف لون شعرى كمان.
قالت هاجر:.

-مش شرط يكون بيعرفك، لون شعرك ممكن يكون شافه وإنتى داخلة المستشفى أو خارجة من العمليات وخصوصا ان الرسايل ابتدت تجيلك بعد دخولك المستشفى، وممكن يكون عرف لون شعرك من لون حواجبك مثلا أو رموشك، يعنى جايز يكون تخمين كويس وبس، الإحتمالات كتيرة على فكرة، وإفرضى ياستى إنه يعرفك، تفتكرى لو رجعتى القاهرة هيحل عنك ويسيبك في حالك، مفتكرش، هيفضل وراكى من مكان لمكان.
جلست سمر تقول بقلة حيلة:.

-طب وإيه العمل دلوقتى؟
لمعت عيون هاجر وهي تقول:
-إيه رأيك نستشير أستاذ مجد، اللى عرفته من أخويا إنه محامى وممكن في الموضوع ده يفيدنا، ويقولنا نقدر نعمل إيه؟
ظهر التردد على وجه سمر وهي تقول:
-مفيش حل تانى؟
عقدت هاجر حاجبيها قائلة:
-وماله الحل ده بس؟
هزت سمر كتفيها قائلة:
-مش عارفة، مش حابة نحكى لحد غريب حكايتى، وخصوصا اللى إسمه مجد ده.
إزداد إنعقاد حاجبي هاجر قائلة:.

-غريبة، ماله الأستاذ مجد؟ ده حتى إنسان محترم ومشفناش منه حاجة وحشة.
فكرت سمر...
نعم هو يبدوا إنسانا ملتزما، وقورا، وذو أخلاق، ولكن نظراته إليها تربكها، تشعرها بمشاعر غريبة، بل متناقضة للغاية، أفاقت من أفكارها على صوت هاجر التي قالت بقلق:
-سمر، ماله الأستاذ مجد؟قلقانة منه ليه؟
قالت سمر بإضطراب:
-مش قلقانة ياهاجر، أنا بس مش مرتاحة، يعنى هو، أنا...
لتتنهد مستطردة بيأس:
-بصى، اللى تشوفيه صح ياهاجر إعمليه.

ظهر الإرتياح على ملامح هاجر، قبل أن تبتسم قائلة:
-تمام، هكلمه حالا.
ثم أمسكت هاتفها تتصل بالرقم الخاص بأمجد وعيون سمر تتابعها، بقلق.

طرق مجد باب الشقة ثم تنحى جانبا، لتفتح له هاجر على الفور، قال بهدوء:
-خير ياآنسة هاجر، فيه حاجة؟
قالت هاجر بسرعة:
-إتفضل أدخل ياأستاذ مجد.

عقد مجد حاجبيه يتساءل عن سر توتر صوت هاجر ليدلف إلى الشقة وتقع عيناه على سمر التي مدت يدها بحركتها المعتادة تتأكد من أن حجابها يحجب شعرها بالكامل عنه، فلا تتسلل منه خصلاتها، كاد أن يبتسم على فعلتها تلك، ولكن ملامحها المتوترة حجبت تلك الإبتسامة وهو ينقل بصره بينها وبين هاجر قائلا بتوتر إنتقل إليه على الفور:
-خير ياجماعة، فيه إيه؟
أطرقت سمر برأسها أرضا بينما قالت هاجر:.

-الحقيقة ياأستاذ مجد، إنت عارف إن إحنا جينا إسكندرية عشان جامعتى ودراستى، وعشان سمر تبعد عن جو القاهرة وتلاقى مكان هادى تريح فيه أعصابها.
أومأ مجد برأسه وهو يلقى نظرة على سمر التي رفعت عيونها إليه في تلك اللحظة وإلتقت بعينيه، ليتوقف الزمن.

شعرت سمر بأنها أسيرة تلك العينان الخضراوتان، اللتان رقت نظراتهما الآن لتسحبان أنفاسها كلية، حاولت الإشاحة بناظريها عنهما فلم تستطع، تجذبها إليه قوة أكبر منها ومن خوفها الفطري من ال** الآخر، فكان هو أول من قطع تواصلهما البصري هذا رغما عنه وهو يلتفت لهاجر التي قالت:.

-كان فيه رسايل بتوصل لسمر في المستشفى لما كانت بتتعالج، رسايل فيها يعنى، كلام عن مشاعر وأحاسيس ليها من واحد مجهول، ودايما كان بيمضى بالحروف( ز ا م)، الحقيقة ده كان من أكتر الحاجات اللى ضايقت سمر وخليتها ترضى تسافر معايا، كنا فاكرين إن كدة خلاص، المعجب المجهول هينساها ويبطل يبعت رسايل وهنخلص من الموضوع ده، لكن للأسف مبطلش.
لترفع يدها بورقة مطوية تقول بهدوء:.

-لسة باعت رسالة حالا، والرسالة دى قلقت سمر أوى وكانت هتخليها ترجع القاهرة لإن فيها معلومات شخصية جدا عنها.
عقد مجد حاجبيه وهو يقول:
-ممكن أشوف الرسالة دى؟
قالت سمر بسرعة:
-لأ مش ممكن.
نظر إليها يدرك أنها لأول مرة تخرج عن صمتها منذ دلوفه الشقة، بل لأول مرة على الإطلاق تتوجه إليه بكلماتها، لتستطرد هي قائلة بتلعثم:
-قالتلك يعنى، إن فيها حاجات شخصية عني، يعنى مش هينفع تقراها.
تفهم مجد الأمر ولكنه قال:.

-طب إزاي هفهم الموضوع لو مقريتش الرسالة؟
قالت سمر بعصبية:
-مش مهم تفهم، أقولك، خليك برة الموضوع ده أحسن لو سمحت.
عقد مجد حاجبيه بينما قالت هاجر برجاء:
-إهدى بس ياسمر، أستاذ مجد مغلطش في حاجة، هو...
قاطعها مجد قائلا بهدوء:
-لأ، هي معاها حق، الظاهر إنه موضوع شخصى وأنا فعلا مينفعش أتدخل.
ثم نظر إلى سمر قائلا:
-أنا آسف يا آنسة سمر، أنا كان كل قصدى إنى أفهم الموضوع كويس عشان أقدر أعرف هنتصرف إزاي.

قالت بحنق موجه لنفسها لتسرعها بالرد عليه بحدة، وما قصد حقا سوى مساعدتها:
-مدام.
عقد حاجبيه قائلا:
-أفندم؟
نظرت مباشرة إلى عينيه قائلة:
-أنا مدام مش آنسة.
ليدق قلبه، بقوة.

بعض مرور بعض الوقت...
قال مجد بهدوء:
-أنا كدة فهمت الموضوع، والسؤال هنا هو عن إحساسك يامدام سمر عن الشخص ده، تفتكرى ده حد يعرفك؟
قالت سمر بتوتر:
-مش عارفة، بيتهيألى أيوة.
نظر مجد إليها مباشرة وهو يقول:.

-مش بيتهيألك، المعجب المجهول ده أكيد يعرفك والدليل على كدة إنك قلتى إنه ذكر لون شعرك في رسالته الأخيرة، وإنه بيمضى بالحروف التلاتة كل مرة، وده مالوش غير معنى واحد، إنه يعرفك وإن الرموز دى مميزة بينكم، ممكن تبقى حروف إسمه أو امضته اللى إنتى عارفاه بيها، بس أكيد مش فاكراها دلوقتى، لكن لو دورتى جوة ذاكرتك كويس، أكيد هتفتكريها، وهتفتكرى مدلولها والشخص اللى وراها كمان.
أغروقت عيناها بالدموع قائلة:.

-تفتكر محاولتش؟!تفتكر مفكرتش ألف مرة في الرسايل وصاحبها؟ وإيه ممكن يكون معنى التلات حروف دول، فكرت، وللأسف موصلتش لحاجة أبدا غير شعور بالخوف بيوقف قلبى كل ما بشوف رسالة منه بتوصلى.
أحس مجد بضلوعه تنتفض لوعة عليها بسبب هذا الألم الذي ظهر بوجهها وبصوتها وإرتعاشة يديها ليقول على الفور:
-طب إهدى يامدام سمر، إهدى وكل شئ ليه حل.
مدت يدها برقة تمسح دموعها التي سالت على خدودها رغما عنها، قائلة بمرارة:.

-وإيه بس الحل؟
قال مجد بحزم:
-هنحط كاميرا قصاد الشقة، وساعتها لو حد وصل رسالة تانية، أكيد هنعرفه ونوصله.
قالت هاجر بسعادة:
-فكرة هايلة ياأستاذ مجد، إزاي بس مخطرتش على بالى.
إكتفى مجد بإبتسامة باهتة، لينهض قائلا:
-أنا هتصل بعادل، ده واحد صاحبى، هييجى ويركب الكاميرا علطول،
لينظر إلى سمر قائلا بثبات:
-أنا مش عايزك تخافى أبدا، ولا تقلقى، قريب اوى هنعرف مين اللى بيبعت الرسايل دى يامدام سمر، قريب أوى هترتاحى.

نظرت إليه بعيون ظهر بهما شعور لأول مرة يتسلل إليه، إمتنانا إستقر بعينيها، وإمتزج بسحر خلب لبه ولمس قلبه على الفور لتعود إليه على الفور ذكرى نظرات مشابهة رمقته بها زوزا، زوجته الحبيبة حين أنقذها من هؤلاء الذين كانوا يضايقونها وهي في طريق العودة إلى المنزل من عملها، نعم، رمقته بتلك النظرة تماما والتي سارعت من دقات قلبه ليدرك وقتها أنه عاشق لأول مرة، وها هي سمر ترمقه بنفس النظرة، ليدق قلبه بقوة، معلنا، إنك تقع في الحب، مجددا.

كانت تجلس في حجرتها على سريرها، تدير محبسها حول بنصرها، تفكر في كلمات أختها عن هادى وما فعله من أجلها، تتساءل حقا عن السبب، هل يشعر بالذنب لأنه هو السبب فيما حدث؟أم هل حقا يهتم لأمرها ويخشى عليها من أن تتأذى؟على الأرجح الإحتمال الأخير هو الأصح.

فهو يبدو مهتما بها بالفعل، وقد لاحظت إهتمامه منذ فترة ولكنها تجاهلت الأمر كلية، كما كانت تفعل طوال عمرها، يكفيها ما رأته من والدها لتثق كلية في أن الرجال كاذبون، مخادعون، لا أمان لهم، ربما هناك البعض منهم صادقون، لا، لا، ليس هناك من هو صادق منهم، فقط أخاها مجد هو من يختلف عن باقى الرجال، أما الجميع فهم على شاكلة أبيها.

خلعت محبسها من يدها بغضب وكادت أن تلقيه أرضا ولكنها تذكرت أهميته لدى هادى، فهو ذكرى من والدته لتوقفها تلك الفكرة فقط، مدت يدها إلى الكومود بجوارها تفتح درجه العلوي وتضعه بداخله، ليرن الهاتف الخاص بها، تناولته وهي تنظر إلى شاشته، لتعقد حاجبيها حين رأت رقم غريب، ردت عليه قائلة بحذر:
-ألو.
جاءها صوت رجل ليس بغريب عليها، رجل أضحى اليوم فقط خطيبها، وهو يقول بإضطراب بدا واضحا في صوته:
-سمر.

إعتدلت عاقدة حاجبيها قائلة في حيرة:
-هادى،
أسعده أنها تعرفت عليه على الفور وأطربت أذنيه نبراتها وهي تنطق بحروف إسمه، ولكن بهتت سعادته مع إستطرادها بلهجة باردة:
-خير يادكتور هادى، فيه حاجة؟ ممكن أعرف بتكلمنى في الوقت ده ليه؟وجبت رقمى منين؟
إرتبكت نبراته وهو يقول:
-أنا جبت رقمك من مجد، كلمته وحكيتله اللى حصل، كان لازم يكون موافق على التصرف اللى قمت بيه، حتى لو كانت مكالمتى ليه متأخرة شوية.

أغمضت سمر عيناها وهي تضرب على رأسها بخفة، كيف غاب عن بالها أخاها مجد وإخباره بما حدث، وهي تدرك أنه يحادث دكتور هادى يوميا، لم تستطع إنكار إعجابها بتصرف الطبيب هادى ومصارحة أخاها بكل شئ بل والحصول على مباركته أيضا، ولكن، هل وافق أخاها بالفعل على تصرف هادى؟أم ثار جنونه، ليجيب هادى تساؤلاتها قائلا:
-والحقيقة هو قدر الموقف، وكلمك عشان يطمن عليكى بس إنتى مردتيش.

أدركت سمر أنه ربما حادثها وهي تجلس مع سماح بالردهة فلم تسمع رنين هاتفها الذي تركته داخل حقيبتها والتي ألقت بها بعيدا عند دلوفها إلى الشقة، وبحثت عنها بعد صعود سماح إلى شقتها، أفاقت من أفكارها على صوت هادى القلق وهو يقول:
-سمر، إنتى معايا؟
قالت سمر بهدوء:
-معاك يادكتور.
ذكرته مجددا بأنه هادى الطبيب وليس هذا الرجل الذي يضع محبسه في يدها، وكأنها توضح له بالضبط مكانته لديها، لذا، فقد تنحنح قائلا:.

-إحمم، أنا آسف فعلا إنى كلمتك في وقت متأخر زي ده، بس معرفتش أنام قبل ما أطمن عليكى.
ليصمت للحظة قبل أن يستطرد قائلا بنبرة حانية:
-إنتى كويسة دلوقتى، يعنى قدرتى تتقبلى الوضع؟
عقدت سمر حاجبيها، لقد هاتفها ليطمأن على حالها، يدرك صعوبة الوضع عليها، ترى هل سبر أغوارها بتلك السهولة؟هل صار يشعر بها؟دق قلبها بقوة وشعرت به يلين، لتنفض مشاعرها جانبا وهي تقول بحدة رافضة هذا الضعف الذي تسلل إلى كيانها:.

-إنت شايف إن ده وضع ممكن أتقبله؟شايف إن الناس لما تجيب سيرتى بالباطل حاجة ممكن تعدى علية بسهولة كدة؟أو إنى أكون في وضع غصب عني ومش بإرادتى، أضطر فيه أكون مخطوبة ليك أدام الناس وده مش حقيقى حاجة عادية ممكن أرضى بيها؟للأسف يادكتور، لأ، لا أنا كويسة ولا قادرة أتقبل الوضع.

رغم كلامها الجارح إلا أنه أدرك المرارة بداخل صوتها، يرجع ثورتها إلى إضطرارها للقبول بإقتران إسمها برجل، أي رجل، وليس بشخصه هو، فمن خلال محادثته اليوم مع مجد، أدرك ماضيها الذي جعله يدرك سر تصرفاتها شبه العدوانية تجاه الرجال بصفة عامة، فقد نشأت تظن أن كل الرجال يماثلون أباها غدرا ويشبهونه طبعا وعليه فقط أن يثبت لها عكس ذلك ولكن برفق، بهدوء، و بحب.
ليقول بثبات:.

-أنا طبعا عارف إن الوضع صعب بالنسبة لك ومقدر حساسيته، بس غصب عننا لازم نتقبله عشان نقدر نعدى اليومين الجايين دول من غير ما حد يشك فينا، بالعكس لازم نظهر كاتنين بجد مقبلين على الجواز،
ليأخذ نفسا عميقا قبل أن يقول مستطردا:
-سمر، أنا مش ضدك، ولا في جبهة معادية ليكى، بالعكس أنا في صفك ومعاكى، وصدقينى عمرى ما هسمح بحاجة تانى تمسك أو تإذيكى.

أغمضت عيناها يدرك قلبها الصدق في صوته وكلماته ولكن عقلها يأبى تصديقه، يتمسك بكل قوة بحواجزه ودفاعاته، لتفتح عينيها على صوته الذي ردد بهمس:
-سمر.
قالت بصوت ظهرت به حيرتها، تحاول أن تسيطر على حواسها التي إنتفضت لدى سماعه نبراته الهامسة بإسمها:
-معاك يادكتور.
ظهرت إبتسامة في صوته رغما عنه وهو يقول:
-هاجى آخدك بكرة من البيت.
عقدت حاجبيها قائلة بسرعة:
-لأ، أنا...
قاطعها قائلا بحزم:.

-قلتلك لازم نبان أدام الكل زي إتنين طبيعيين هيتجوزوا، حاولى تتقبلى ده ياسمر، من فضلك.
صمتت، ليستطرد قائلا:
-إتفقنا؟
قالت موافقة رغما عنها:
-إتفقنا.
إبتسم قائلا:
-تمام، هسيبك دلوقتى ترتاحى، تصبحى على خير.
رغما عنها وجدت نفسها تقول برقة:
-تلاقى الخير.
لتتسع عيناها بصدمة تنظر إلى الهاتف قبل أن تغلقه بقوة وتضرب به رأسها بخفة قائلة:
-غبية، غبية، غبية.

ثم لم تلبث أن تركت الهاتف من يدها تأخذ نفسا عميقا، وهي تشعر أن تحيتها بدت عادية ولم يظهر بها ضعفها الذي شعرت به في كل كيانها، تنهدت ثم نظرت إلى الكومود لتفتح درجه العلوي، تأخذ منه محبسها، رفعته أمام عينيها تتأمله، لتنظر إلى تلك الكلمات الإنجليزية بداخله، تراها لأول مرة، تقرأها بهدوء وتترجمها (، Together For Ever H)، (معا إلى الأبد، ه).

يالها من ثلاث كلمات دق لهم قلبها بقوة، تتأمل حرف الهاء، وهي تتساءل في حيرة، هل هذا إختصارا لإسمه، ترى هل يقصدها بتلك الكلمات؟لتضرب رأسها بخفة قائلة في نفسها، أن المحبس يخص والدته وأن حرف الهاء لابد وأنه يرمز لإسم أباه، هشام، تبا، إن أفكارها اليوم مرتبكة، وغريبة عليها، وربما ستودى بها إلى الجنون، لذا فقد أعادت المحبس إلى الدرج، وأغلقته، ثم إضجعت على جانبها الأيمن، تغمض عيناها بقوة وتحاول بكل كيانها أن تستسلم للنوم، نوم تعلم أنه لن يراود أجفانها تلك الليلة، نهائيا.

دلف حسام بخطوات حذرة إلى حجرة نومه، لتعتدل سماح في سريرها تنير الأباجورة المجاورة لسريرها، قائلة بهدوء:
-حمد الله على السلامة ياحسام.
قال حسام بإرتباك:
-الله يسلمك ياحبيبتى، إنتى لسة صاحية لغاية دلوقتى ليه؟
نظرت سماح إلى الساعة التي تشير إلى الثانية عشرة، ثم نظرت إليه قائلة:
-مستنياك ياحسام.
حاول أن يرسم على شفتيه إبتسامة وهو يقترب منها ويجلس بجوارها يقرص وجنتها برقة قائلا:.

-وأميرتى الحلوة مستنيانى ليه؟
نظرت إلى إبتسامته ولمسته وكلامه المعسول لتدرك بصدمة أنها لم تعد تتأثر بهم، فمازالت غاضبة منه ومازال يثير حنقها، لتنهض وهي تقول بعصبية:.

-حسام، مبقاش ينفع كدة، أنا بجد زهقت، إنت علطول مشغول، مشغول في الشغل، مشغول حتى في البيت، مبنخرجش مع بعض ولا بقينا حتى بنتكلم مع بعض، و لو صدف وقعدت في البيت، يابتقعد أدام الماتش ياماسك التليفون، وجودك في حياة إبنك تقريبا بقى معدوم، إذا كان وجودك في حياتى نفسها بقى معدوم،
لتلوح بيدها مستطردة:.

-أنا إتخنقت، بجد إتخنقت، عايزة حسام بتاع زمان، حسام اللى كانت سماح بالنسبة له أول إهتماماته، نفسى أعرف إيه بس اللى غيرك، إيه اللى آخدك منى؟
نهض حسام بدوره مقتربا منها وهو يقف أمامها تماما يمسكها من كتفيها بيديه قائلا:
-ياحبيبتى، أنا زي ما أنا متغيرتش، لسة بحبك ولسة أهم حد عندى هو إنتى، أنا لو بعدت شوية فده عشان بس الشغل لسة جديد وآخد كل وقتى.
لم تقتنع بكلماته وهي تنظر إليه بعتاب، ليقول بإصرار:.

-صدقينى أنا زي ما أنا، هي بس أمور الشغل وإلتزاماته اللى أخدونى حبة منك لكن أنا أهو، قريب منك، ومعاكى ياموحتى.
أحست بقلبها يلين لكلماته مجددا، خاصة ويداه تتسللان إلى خصرها يضمها إليه ويقربها منه أكثر، يقول أمام شفتيها:
-وحشتينى ياحبيبتى، بجد وحشتينى أوى.
قالت بصوت تهدجت نبراته تأثرا من قربه، ولكن ظلت نبراتها تمتزج بالعتاب:
-لو وحشتك بجد مك...

إبتلع كلماتها بين شفتيه يجتاح شفتيها بقبلاته، لتصمت تماما وهي تستسلم لمشاعرها التي إشتاقت لقربه طويلا حتى كادت أن تيأس كلية، ظنا منها أنه ما عاد مهتما بها كأنثى، وأنه ربما قد مل منها، ولكنه يثبت لها الآن وبكل مشاعره أنها مازالت، أنثاه.

13-03-2022 05:00 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [5]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية ضلع مكسور سينجبر
رواية ضلع مكسور سينجبر للكاتبة شاهندة الفصل السادس

قالت هاجر بحدة موجهة حديثها لأمين مكتبة الجامعة:
-يعنى إيه حضرتك الكتاب محجوز؟المفروض إن إحنا في مكتبة الجامعة، يعنى اللى يحب يستعير كتاب بيستعيره علطول، مش أفضل أسأل عليه لمدة ٣ أيام تقولى الكتاب محجوز، لما البنى آدم اللى حجزه نفسه يقراه أوى كدة، مخدوش ليه لحد دلوقتى؟ولا أنا عشان أقراه هضطر أستنى حضرته لما يتكرم علينا وياخده وبعدين يرجعه، والله أعلم ده هيكون السنة دى ولا...

قاطعها صوت ساخر يقول:
-والله أنا موجود، وتقدرى تسألينى بنفسك.
إلتفتت إليه بحدة تطالعه بثبات، فتأمل ملامحها الجميلة بوقاحة ظهرت على ملامحه، لتقول بحنق:
-وحضرتك تبقى...
وتركت جملتها معلقة، لتزداد إبتسامته سخرية وهو يقول:
-أنا البنى آدم اللى كنتى بتتريأى عليه من شوية.
إبتسمت ببرود قائلة:
-تشرفنا.
أومأ برأسه وقد إرتفع جانب شفتاه بسخرية لتختفى إبتسامتها الباردة تماما وهي تقول بحنق:.

-سعادتك بقى هتتكرم علينا وتاخد الكتاب ولا لأ؟
إقترب بهدوء منها حتى وقف أمامها تماما، مال عليها فجأة فتراجعت تلقائيا ترتطم بالطاولة خلفها، فإتسعت إبتسامته الساخرة وهو يمد يده يأخذ الكتاب من على الطاولة خلفها معتدلا، ثم ناظرا لأمين المكتبة غامزا وهو يقول:
-الكتاب ده عندى ياإتش، وغالبا هجدد إستعارته.
لينظر إلى هاجر مستطردا بسخرية:
-أصلى بطيئ أوى في القراية.

عقدت حاجبيها في غضب بينما إلتفت هو مغادرا لتقول هامسة بحنق:
-إنسان بارد ومستفز.
توقف وقد تسللت إلى مسامعه كلماتها، ليلتفت رامقا إياه بسخرية، قائلا ببرود:
-وقليل الذوق كمان، سلام.
ثم إلتفت مغادرا بهدوء، تتابعه عيناها بحنق غمر كيانها بالكامل، تشعر لأول مرة بأنها تمقت إنسانا، والأدهى أنه إنسان لا تعرفه، ولا تود أن تتعرف إليه، أبدا.

قال عادل بإبتسامة:
-كدة الكاميرا أدام الباب بالظبط وبطريقة متبانش خالص، ولو قطة حتى عدت من أدامها هترصدها، وأنا فهمتك إزاي تفرغ الشرايط وإزاي تبدلها، كدة تمام ياكبير؟
إبتسم مجد قائلا:
-تمام ياعادل، تسلم.
إتسعت إبتسامة عادل وهو يقول:
-طيب هستأذن بقى عشان سايب المحل في عهدة صفوت، وإنت عارف صفوت.
أومأ مجد برأسه وهو يقول بإبتسامة:
-سلملى عليه.
قال عادل بغمزة:
-يوصل، بالإذن.

ثم غادر لينظر مجد إلى الباب المغلق للحظات قبل أن يتنهد ثم يطرق الباب بهدوء، ليفتح الباب على الفور وتطل هي بوجهها الملائكي تنظر إليه بتساؤل، ليقول لها بحنق:
-مش قلتلك قبل كدة متفتحيش الباب لحد قبل ما تسألى هو مين، وتبصى من العين السحرية كمان؟

إتسعت عيناها بإستنكار من كلماته، لينظر بدوره إليها في صدمة، يدرك أنها ليست زوجته زوزا، بل هي فقط سمر جارته، وربما أخافها الآن بكلماته الغريبة تلك، ليطرق برأسه على الفور قائلا بأسف:
-إحمم، أنا متأسف جدا يامدام سمر، الحقيقة غصب عني قلتلك الكلام ده، بس إنتى دلوقتى في مكانة...
ليصمت للحظة قبل أن يرفع رأسه ينظر إلى عينيها قائلا بحنان امتزج بحزن:.

-أخواتى البنات، والحقيقة أنا دايما كنت بنبه على إخواتى ميفتحوش الباب لحد من غير ما يتأكدوا من هويته، وخصوصا يعنى أختى الصغيرة، واللى فكرتينى بيها حالا.
لانت ملامحها وهي تدرك سبب ثورته عليها، لتبتسم بهدوء قائلة:
-ربنا يخليلك إخواتك، عموما حصل خير، كنت عايز حاجة؟
قال بإرتباك:
-إحمم، أنا كنت، يعنى، بطمنك إن الكاميرا إتركبت، ومبقاش حد يقدر يضايقك تانى.
إتسعت إبتسامتها وهي تقول بإمتنان:.

-الحقيقة، أنا مش عارفة أشكرك إزاي.
تطلع إلى عينيها الدخانيتين للحظات، شعر فيهم بالغرق حرفيا، فقد مرت في تلك اللحظات ذكريات شبيهة بما يمر به الآن وإن إختلفت الظروف بالطبع، لكنه نفض أفكاره وهو يقول بإبتسامة هادئة:
-لا شكر على واجب، لو إحتجتى أي حاجة تانية، كلمينى وهتلاقينى جنبك، قصدى يعنى في خدمتك، وزي ما قلتلك إنتى والآنسة هاجر زي إخواتى بالظبط، وتقدروا تعتبرونى أخ ليكم زي الدكتور هادى تمام.

إكتفت بإبتسامة هادئة وإيماءة بسيطة من رأسها، ليقول بإرتباك:
-إحمم، هستأذن أنا، سلام عليكم.
رددت بهدوء:
-وعليكم السلام.

نظر إليها نظرة طويلة أربكتها قبل أن يلتفت مغادرا وصاعدا إلى شقته بالدور العلوي، بينما أغلقت سمر الباب وإستندت إليه بظهرها، ترفع يدها تضعها على خافقها، تتساءل بحيرة عن سر دقات قلبها المتسارعة والتي تتسارع فقط في حضوره خاصة عندما يطالعها بنظراته الحانية تلك، والتي تثير الإضطراب في كيانها بالكامل، لتعقد حاجبيها بشدة وهي تجد نفسها لأول مرة ترغب في معرفة المزيد عن هذا الرجل.

ترجلت سمر من سيارة هادى يتبعها هو بإحباط، فقد ظلت صامتة طوال الطريق، ترد عليه بإقتضاب عندما يتوجه إليها بالحديث، وكأنها تحذره من التمادى معها أكثر، تخبره بكل وضوح أن إرتباطهما هو إرتباط صوري، ويجب ان يظل هكذا، كادت أن تبتعد متجهة إلى بوابة المستشفى ليوقفها ندائه بإسمها مجردا، لتلتفت إليه بملامح جامدة، إقترب منها حتى توقف أمامها تماما، لينظر إلى عينيها مباشرة وهو يقول بثبات:.

-عارف إن إرتباطنا أدام الناس، بس كمان لازم نظهر أدامهم كأي إتنين مرتبطين ومفيش إتنين مرتبطين مبيمشوش وإيديهم في إيدين بعض، كمان مفيش إتنين مرتبطين ملامحهم بتبقى بالشكل ده، وكأن حد ميت عندهم، ولا إيه؟

رمقته للحظات بتحدى، قبل أن تلين ملامحها، ليمد يده في تلك اللحظة ويمسك بيدها دون أن يحيد بنظراته عنها فلم تمنعه، ليومئ برأسه إيماءة خفيفة، قبل أن يتجها سويا إلى بوابة المستشفى، لتصل إليه نبراتها الهامسة وهي تقول:
-هانت كلها يومين والمسرحية السخيفة دى تخلص، وساعتها كل واحد هيروح لحاله يادكتور.

إبتسم بداخله لروحها المتمردة والتي مازالت تقاومه بكل قوة وظهرت إبتسامته تلك على وجهه وهو يحيي كل من يصادفهم في طريقه، ليظهر كأسعد رجل بالعالم، وهذا ما يشعر به الآن ويده تحتضن يدها، تماما.

توقفت هاجر بسيارة الأجرة قريبا من تلك البناية التي تقطن بها ثم ترجلت منها بهدوء يخالف هذا الحنق الذي ربض بكيانها، تتذكر هذا الرجل الوقح الذي أثار حنقها اليوم ومازالت حانقة حتى تلك اللحظة، خاصة وأنها قد بحثت عن تلك الرواية في كل مكتبة قد صادفتها في الطريق فلم تجدها، ربما بدأ الأمر كعشق للكاتب ورغبة منها في قراءة جميع مؤلفاته، فقد قرأت للعظيم يوسف السباعى، تقريبا جميع رواياته مثل (إنى راحلة وبين الأطلال ورد قلبى)، ولم يعد هناك سوى رواية (أرض النفاق) والتي تثق بأنها إبداع كباقى روايات الكاتب، ولكن الأمر الآن تعدى عشقها لروائع السباعى، وأصبح تحدى لهذا الرجل الذي حرمها قراءة الرواية، لتبرهن له فقط أنه لم يستطع أن يكسر أنفها، ولكن هاهي قد رجعت إلى المنزل بخفي حنين، وستضطر بالغد أن تنزل إلى مكتبة الأسكندرية لتبحث عن تلك الرواية، أفاقت من أفكارها على هذا الرجل الذي توقف أمامها فجأة يرمقها بملامح وقحة لم ترتح إليها أبدا، عقدت حاجبيها لتشعر أن ملامحه تبدو مألوفة، أدركت على الفور أين رأته بالسابق، فهو يمتلك هذا المتجر بجوار بنايتهم تلك، تراه كل يوم عند عودتها يرمقها بتلك النظرات الوقحة، ليظهر الغضب على وجهها حين حاولت أن تتجاوزه فوجدته يتحرك معها ليظل واقفا أمامها مجددا، رمقته بحدة قائلة:.

-فيه حاجة ياأستاذ؟
إبتسم بسماجة قائلا:
-مرتضى، إسمى مرتضى ياست الأستاذة.
قالت بنفاذ صبر:
-خير ياأستاذ مرتضى.
لمعت عيناه وهو يقول:
-كل خير ياست الأستاذة، أنا بس كنت عايزك تشرفينا في المحل وتختارى حاجة من عندنا، ده إنتى هتنورينا والله.
حاولت أن تتجاوزه مجددا قائلة:
-لأ شكرا، مش عايزة حاجة.
تحرك معها مجددا لتقف متحفزة وهو يقول:
-طب بصى بس وخدى فكرة.
نظرت إليه بغضب قائلة بحدة:.

-قلتلك مش عايزة، هو إيه؟بالغصب؟لو سمحت إبعد من طريقى دلوقتى حالا، يا إما هصرخ وألم عليك الناس، مفهوم؟
ظهر الغضب على ملامحه وتحركت يداه بإتجاهها ولكنه مالبث ان تراجع وهو يفسح لها الطريق لتتجه بخطوات سريعة غاضبة بإتجاه المنزل، تاركة إياه يغلى من الغضب.

كان حسام يجلس في مكتبه، يراجع بعض التقارير، حين دلفت إليه نور سكرتيرته وهي تقول بملل:
-شركة الزيات مش موافقة على شروطنا وطالبة تراجع معاك بنود العقد من تانى.
رفع عيونه إليها قائلا بحنق:
-دول بيتلككوا بقى، دى تانى مرة يقولوا كدة، المرة اللى فاتت قعدنا وغيرنا الشروط وحطينا اللى هم عايزينه، طالبين إيه تانى؟
إقتربت منه حتى جلست أمامه تماما قائلة:.

-طالبين ضمانات كمان، حاجات تخليهم يدخلوا معانا الصفقة بقلب جامد.
نهض حسام بعصبية وهو يتجه إلى تلك النافذة ينظر من خلالها قائلا:
-هيطلبوا إيه تانى؟ أنا إديتلهم كل الضمانات اللى ممكن أقدمهالهم، مبقاش فيه حاجة تانية غير البيت اللى ساكن فيه أنا وعيلتى وده مستحيل أجازف بيه.
شعر بيديها تدلكان كتفيه برقة قائلة:
-طيب إهدى شوية وروق أعصابك المشدودة دى وكل حاجة وليها حل.

شعر بأعصابه فعلا تسترخى مع لمساتها، يغمض عينيه ويدع هذا الشعور المريح يتغلغل إلى كيانه ولكنه لم يلبث أن فتح عيناه فجأة يبتعد عنها قائلا بجزع عندما شعر بيداها على بشرة عنقه العارية:
-نور إنتى بتعملى إيه؟إحنا في المكتب.
قالت نور في ضجر:
-وفيها إيه يعنى؟واحد ومراته، محدش ليه عندنا حاجة على فكرة.
رمقها خالد بنظرة تحذيرية وهو يقول:.

-محدش هنا يعرف إنك مراتى، وياريت توطى صوتك عشان لو وصل الكلام لسماح مش هيحصل طيب.
رمقته قائلة بسخرية:
-إنت لسة بتخاف من الهانم؟
قال حسام بإرتباك:
-لأ، مش خوف منها على فكرة، هو يعنى، تقدرى تقولى خوف على مشاعرها، أنا عمرى ما شفت منها غير كل خير ومش حابب أأذيها.
قالت نور بحنق:
-ولما هي كويسة أوى كدة، كنت بتتجوزنى ليه ياحسام؟
قال حسام بحدة:
-قلتلك وطى صوتك يانور.

رمقته نور بغضب دون أن تتحدث لتلين ملامحه وهو يقول مستطردا:
-ما إنتى عارفة إتجوزتك ليه، سافرنا في رحلة عمل وليلتها سكرت وحصل اللى حصل، وانتى بعدها قعدتى تعيطى وتقوليلى صلح غلطتك ياحسام فصلحت غلطتى وإتجوزتك تانى يوم،
قالت بحزن:
-يعنى جوازك منى مش اكتر من تصليح غلطة ياحسام.
إقترب منها حسام حتى توقف أمامها يمسك يديها بين يديه قائلا بحنان:
-في الأول بس يانور، لكن بعد كدة أكيد حبيتك.

إبتسمت وعيونها تلمع بالسعادة، لتقول بحب:
-أنا كمان بحبك أوى ياحسام.
إبتسم وهو يرفع يديها إلى شفتيه يقبلهما برقة، ناظرا إلى عينيها، لتتسع إبتسامتها قبل أن تقول وهي تهز حاجبيها صعودا وهبوطا:
-بمناسبة جوازنا ياحسام، إيه رأيك لو نحوله من عرفى لرسمى؟
تجمدت ملامحه للحظة ثم ترك يديها قائلا بإرتباك بدا ملحوظا لها:
-أكيد هنحوله ياحبيبتى، بس لما يعنى، أقصد لما أقدر...
قالت بسخرية:.

-لما تقدر تقول للهانم على موضوع جوازنا مش كدة؟
نظر إليها بثبات، تصلها إجابته من خلال نظراته، لتقترب منه تعدل له رباط عنقه قائلة بمداهنة:
-مش مهم تعرف ياحبيبى، أنا ميهمنيش، أنا عايزة جوازنا يكون رسمى ياحسام، بينى وبينك بس، حاجة بس تطمنى إنك مش متجوزنى رغبة أو نزوة، وفي المقابل إعتبر شركة الزيات في جيبك.
ظهرت اللهفة على وجه حسام وهو يقول بسرعة:
-بجد يانور؟!

نظرت إلى لهفته وبداخلها إرتسمت إبتسامة منتصرة لم تظهر على وجهها وهي تقترب مقبلة ثغره برقة قبل أن تقول:
-بجد ياقلب نور.
ليبتسم حسام بسعادة وهو يقول:
-ديل ياحبيبتى،
لتظهر إبتسامتها أخيرا على وجهها تخبره بسعادتها برضوخه، أخيرا.

13-03-2022 05:08 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [6]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية ضلع مكسور سينجبر
رواية ضلع مكسور سينجبر للكاتبة شاهندة الفصل السابع

قالت سمر بحنان:
-طب إهدى بس ياهاجر، ومتعصبيش نفسك بالشكل ده.
قالت هاجر بحنق وهي تتحرك جيئة وذهابا بعصبية:
-أهدى إزاي بس بعد اللى حكيتهولك؟ أنا مش عارفة بس أنا ليه كل الرجالة الباردين والأغبيا ييجوا لحد عندى ويقفوا قصادى، مش عارفة أكره مين أكتر؟ البنى آدم اللى كان في المكتبة الصبح ولا سى مرتضى ده كمان، واللى شكله هيحطنى في دماغه، وفي الرايحة والجاية هيقطع طريقى.
قالت سمر بقلق:.

-لأ، لو هيقطع طريقك يبقى نكلم أستاذ مجد يتصرف معاه.
توقفت هاجر وهي تنظر إلى سمر بدهشة للحظات قبل أن تقول:
-نكلم أستاذ مجد؟غريبة، مش ده اللى كنتى بتقوليلى بلاش تندهيله ياهاجر وتدخليه في أمورنا الشخصية، دلوقتى بقى عادى كدة يتدخل؟
قالت سمر بإضطراب:
-لأ، أنا، أصلى، يعنى...
إبتسمت هاجر لأول مرة في هذا اليوم الغريب، وهي تقول:.

-أنا بهزر، هي فكرة كويسة فعلا، لو ضايقنى تانى هكلم أستاذ مجد، هو فعلا رجل محترم وهيقدر يوقفه عند حده.
أومأت سمر برأسها بهدوء يختلف عن هذا الشعور الذي يجتاح كيانها الآن فقط لذكر إسم هذا الرجل الذي يربكها، تشعر بالأمان الكامل معه ومع ذلك تخشاه هو، أو ربما تخشى ما يجعلها تشعر به على الأرجح...
قالت هاجر:
-المهم، عملتيلنا إيه على الغدا؟أنا هموت من الجوع.
إبتسمت سمر قائلة:.

-عاملالك سبانخ باللحمة بس إيه، تجنن، هتاكلى صوابعك وراها.
قالت هاجر بسعادة:
-وساكتة من الصبح ياشيخة، انتى عارفة انى بعشق أكلك، يلا بينا ناكل ياأحلى سمسمة في الدنيا.
إبتسمت سمر وهي تبعث لها بقبلة هوائية، بادلتها إياها هاجر، قبل أن تتجه إلى المطبخ تتبعها الأخيرة بإبتسامة، واسعة.

أمسك مجد بألبوم الصور يجول بين جنباته بإبتسامة عاشقة حانية، يتلمس بعض الصور بحب، يتساءل بمرارة...
كيف لم ينتبه إلى أن عمله يأخذه بعيدا عنها، كيف كان يتأخر بالمكتب و يتركها وحيدة؟بل أحيانا كان يحضر عمله معه إلى المنزل، وينشغل به عنها...

فلم تتذمر ولم تقل شيئا عن إبتعاده وتفانيه في العمل، بل أحيانا كانت تشجعه أيضا، وحتى حين كان يعود من عمله بمشاكل العمل التي لا تنتهى، ويفرغ غضبه بالمنزل، فيتذمر وقتها من كل شئ تفعله، كانت تصمت تماما حتى يهدأ، ثم تحادثه بكلماتها الرقيقة فتشعره بالذنب مرارا وتكرارا، كم كان غافلا عن أفعاله التي أبدا لم ترفق بها...
هي...

من أحبته من كل قلبها، ورغم أنه بادلها هذا العشق إلا أنه إعتبرها دائما من ممتلكاته ونسي أن لها روحا، وما أفاق من غفلته سوى بعد فوات الأوان...
لقد كانت رائعة حقا حبيبته زوزا، و لو عاد به الزمن لما فارقها يوما، بل لما فارقها لحظة، ولمنحها كل ما حرمها منه...

أغمض عينيه وهو يتراجع بظهره للوراء، وصورة سمر تطل بذاكرته، كم تشبه حبيبته في كل تصرفاتها، كم تجذبه مشاعره إليها، حتى أنه في بعض الأحيان يود لو ضمها إليه بقوة، يتنفس الماضى شوقا وهي بين أضلعه، لدرجة أنه يتجه إليها بالفعل، ولكنه في اللحظة التالية يتذكر أنه غريب كلية بالنسبة إليها، وأنها على الأرجح ستنفر منه، بل وستتهمه بالجنون، وربما إبتعدت عنه للأبد...

وكم حقا يشعر بالجنون، فهو مجنون زوزا أو مجنون سمر، في تلك اللحظة هو يشعر بأنهما أصبحا شخصا واحدا، يعشقه بجنون، وتبا كم يقتله هذا الشعور، فما هو بقادر على أن يضم زوجته زوزا إلى صدره ومن المستحيل أن يفعل ذلك مع سمر، جارته...

أفاق من أفكاره على صوت الباب يفتح ودلوف حسن من الباب، ففتح عيناه بسرعة وهو يمسح تلك العبرات التي سكنت بهما مغلقا الألبوم وواضعا إياه جانبا، ليقترب حسن منه ويجلس بجواره بهدوء وقد لاحظ إحمرار عيون اخيه وأنه كان يمسح شيئا من عينيه عند دخوله من الباب، على الأرجح عبرات، كما إنتبه إلى هذا الألبوم، والذي يدرك بكل يقين صور من القابعة به؟ليقول بشفقة:.

-حاول تنسى يامجد، ومتقلبش في اللى فات، اللى حصل حصل، ومش بإيدنا نرجع الوقت عشان نصلح غلطنا.
ليصمت للحظة قبل أن يستطرد بمرارة:
-كلنا غلطنا صحيح و دفعنا تمن غلطاتنا، بس كمان مبقاش يفيد الندم، اللى عدا خلاص دفناه، واللى جاي إتعلمنا فيه منكررش الغلط، وبإذن الله اللى جاي أحلى، صدقنى.
نظر إليه مجد بحزن دون أن ينطق، ليربت حسن على يد مجد قائلا بحنان:
-وبعدين مين بس كان يتوقع إن سحر تتجنن وتنتحر بالشكل ده؟

نهض مجد قائلا بعصبية إمتزجت بمرارة كالعلقم:
-خلاص ياحسن، أبوس إيديك، كفاية كلام في الموضوع ده، أنا بحاول أنساه بكل تفاصيله، وأنسى إنها بإنتحارها ضيعتنى، و أخدت كل حاجة كانت حلوة في حياتى، أخدا زوزا وأخدت معاها حتى إبنى اللى كنت بحلم بيه كمان.
ظهرت الشفقة على ملامح حسن وهو ينهض بدوره قائلا:
-طيب إهدى بس يامجد وقوللى، الجماعة اللى تحت عاملين إيه؟
زفر مجد وهو يجلس مجددا قائلا:.

-كويسين، بس فيه حاجة حصلت ولازم أقولك عليها، عشان تبقى عارف.
عقد حسن حاجبيه وهو يجلس مجددا قائلا:
حاجة إيه دى؟
نظر مجد لحسن للحظة في تردد قبل أن يخبر أخاه، بكل شئ.

كانت سماح تجلس في الردهة تتابع مسلسلها التركي المفضل لديها على الإطلاق حين فوجئت بمراد يجلس بجوارها بهدوء، نظرت إليه لتلاحظ هذا التردد الذي يغلف ملامحه وهو ينظر إليها، لتمسك الريموت تغلق به التلفاز بهدوء قبل أن تعتدل ناظرة إليه وهي تقول:
-مالك يامراد، عايز تقول إيه؟

إبتلع مراد ريقه بصعوبة، يود أن يخبر والدته بما شاهده اليوم عند خروجه من الدرس، ولكنه يدرك أن والدته الرقيقة لن تتحمل هذا الخبر، فكيف يخبرها أنه شاهد أباه في السيارة مع نور سكرتيرته، ربما بدا الأمر طبيعيا لولا أنه لمحها تضع يدها على صدر والده بطريقة حميمية، لا تفعلها أبدا إمرأة قد تكون مجرد سكرتيرة لرجل وتعمل لديه، بل يدرك مراد ورغم صغر سنه أن الأمر يتعدى ذلك، ولكن كيف يخبر والدته بهذا الأمر دون أن يؤذى مشاعرها...

يتساءل في حنق عن والده الذي إستطاع بكل سهولة أن يؤذى والدته، تلك التي يشعر بحبها لوالده في كل عمل تفعله، حتى ولو كان مجرد إعداد وجبة يفضلها هذا الوالد الذي يبدو أنه إستبدلها بأخرى لن تكون أبدا كوالدته، أفاق من شروده على صوت والدته التي قالت في قلق:
-مراد، مالك ياحبيبى؟
قال مراد بتردد:
-هو إنتى ليه ياماما، يعنى، مبتشتغليش مع بابا؟
إبتسمت سماح بإرتياح وهي تقول:.

-هو ده السؤال اللى شاغل بالك بالشكل ده؟بسيطة ياسيدى، إنت عارف باباك، مبيحبش شغل الستات ورافضه نهائي، ده غير إنه ميعرفش إنى إتعلمت لغات في البيت، وأقدر أفيده في شغله اللى بيجيبله مترجم مخصوص، وأنا خايفة أقوله يتخانق معايا، زي ما إتخانق معايا لما عرف إنى كملت تعليمى من وراه، وبطلت أطلب منه إنى أشتغل معاه من كتر ما رفض، وخلاص بقى، إتعودت يامراد.
قال مراد بنبرة رغما عنه بدا الغضب بها:.

-ولما هو رافض شغل الستات، مخلى نور سكرتيرته ليه؟
نظرت إليه سماح بدهشة قائلة:
-إسمها طنط نور يامراد، عيب تقول إسمها من غير ألقاب، وبعدين إنت متعصب كدة ليه؟بابا حر ياحبيبى، يشغل معاه اللى هو عايزه، وبعدين أنا ياسيدى اللى مش عايزة أشتغل، وعايزة أتفرغ للبيت ولبابا وليك ياحبيبى.
نهض مراد قائلا بعصبية:.

-لأ مش صح، أنا سامعك وإنتى بتقولى لطنط ماجى إن كان نفسك تشتغلى بس بابا رافض، يعنى دى رغبتك الحقيقية، مش كلام بتقوليهولى بس عشان تريحينى.
نهضت سماح قائلة بصدمة:
-مالك يامراد؟إيه اللى معصبك بالشكل ده، وإيه اللى خلاك تتكلم في الموضوع ده دلوقتى؟
قال مراد بسرعة:
-عشان، عشان...
صمت وهو يرى ملامحها المتحفزة، ليطرق برأسه قائلا بحزن:.

-عشان نفسى تحققى حاجة حلمتى بيها لنفسك ياماما، مش عايز يبقى كل همك تفكرى في سعادتى وسعادة بابا وبس، نفسى تفكرى في نفسك.
ليرفع وجهه وهو ينظر مباشرة إلى عينيها قائلا:
-فكرى في سعادتك إنتى لمرة واحدة في حياتك، زي ما غيرك فكر.
إبتسمت سماح بحنان وهي تقترب منه تمسكه من ذراعيه قائلة:
-وهو يعنى سعادتى وسعادتكم إيه يامراد؟ما هما الإتنين شئ واحد.
نفض مراد يديها عن ذراعيه قائلا بحدة:.

-لأ مش شئ واحد ياماما، هتفهمى الكلام ده إمتى بس؟
نظرت إليه في حيرة ليتحاشى هو نظراتها وهو لا يستطيع البوح لها بما في جوفه من مرارة، قبل أن يلتفت مغادرا إلى حجرته، تتابعه عيناها بحيرة، كادت أن تتبعه ولكن صوت رنين هاتفها إستوقفها لتنظر إلى شاشة الهاتف وتجدها ماجى، فضغطت على زر الإيجاب وهي تتجه إلى حجرتها، تنوى أن تعود لمراد بعد إنهاء مكالمتها، بعد قليل.

طرق هادى الباب قبل أن يفتحه بهدوء عندما سمع سمر تسمح للطارق بالدخول، ليطل بوجهه قائلا بإبتسامة:
-خلصتى شغل؟
أومأت برأسها بهدوء ليدلف إلى الحجرة قائلا:
-طيب إيه رأيك نروح...
قاطعته قائلة بحدة وهي تنهض بعصبية:
-لأ ما هو مش معنى إنى وافقت اتخطبلك إنك تفتكرها سايبة، وكل شوية تطلب أخرج معاك، ولغاية المهزلة دى ما تخلص، فأكتر من مرة او إتنين توصلنى فيهم مش هسمح، مفهوم؟

تأملها بصمت للحظات بطريقة أربكتها، ثم تقدم منها خطوات قليلة حتى توقف أمامها تماما، ليقول بهدوء:.

-ومش معنى إنى ساكت على أسلوبك وكلامك الجارح، لإنى مقدر مشاعرك، فده يديكى إنطباع إنى ضعيف الشخصية أدامك، أو يديكى الحق تتمادى في الكلام معايا، أنا آسف بجد لو إعتبرتى أخلاقى عيب فية أو ضعف، أنا جيتلك بس لما شفت إنك عملتى النهاردة عمليات مرهقة فعلا، وقلت أكيد حابة تشربى قهوتك معايا في الكافيتريا، ده غير إنى فكرت إن ده هيدعم موقفنا أدام الكل هنا في المستشفى بعد الكلام اللى وصلى عن مضايقة نهى ليكى الصبح، لكن الظاهر إنى طلعت من تانى غلطان، فآسف إنى أزعجتك وأوعدك مكررهاش تانى.

أومأ لها برأسه بتحية مقتضبة وإستدار مغادرا بهدوء، لتنظر في إثره بندم، تدرك وبكل قوة أن لديه كل الحق في سخطه، وأنها حقا تخطت بسخافتها كل الحدود.

قالت هاجر عاقدة حاجبيها:
-معندناش كابتشينو ياسمر، مقلتليش ليه بس؟
قالت سمر بإبتسامة:
-قلتلك ياهاجر وبعتلك رسالة على الواتس آب كمان، أنا عارفة إنك متقدريش تذاكرى من غيره، متقدريش تعيشى أصلا من غيره، بس إنتى اللى نسيتى.
ضربت هاجر على رأسها بخفة قائلة:
-صح، إفتكرت، بس اللى حصل الصبح نسانى، عموما هنزل لحد السوبر ماركت أجيبه وآجى، مش عايزة حاجة تانية أجيبهالك معايا؟
قالت سمر:.

-هاتى مكرونة عشان هطبخ بكرة نجرسكو، بس متتأخريش ياجوجو.
إبتسمت هاجر وهي تحضر حقيبتها متجهة إلى الباب قائلة:
-مش هتأخر، مسافة السكة.
لتخرج قائلة:
-سلام ياسمسمة.

إرتطمت بأحدهم بعد أن أغلقت الباب وكادت أن تقع فأسندها هذا الشخص بسرعة، إعتدلت على الفور تشكر منقذها ظنا منها أنه مجد، ولكنها ما إن رأته حتى تحفزت ملامحها وهي تعقد حاجبيها بقوة في صدمة، بينما تأملها هذا الشخص بنفس النظرة الساخرة التي أثارت حنقها أكثر، وأكثر.

تنهدت سماح قائلة:
-مش عارفة ياماجى، قلبى مش مرتاح، وكأن فيه حاجة غلط بتحصل في حياتى بس مش قادرة أحدد إيه هي الحاجة دى.
قالت ماجى في نفسها.

حياتك كلها غلط ياموحة، وكلنا شايفين كدة، بس انتى اللى لسة عايشة في العالم الوردى اللى رسمتيه لنفسك ومش قادرة تشوفى الحقيقة، الحقيقة اللى أنا وإخواتك وكل اللى يعرفوكى شايفينها، والحقيقة دى إنك تستاهلى فرصة تانية تعيشى فيها لنفسك وبس، تبطلى تسعدى اللى حواليكى وتسعدى نفسك وبس، إنتى تستاهلى تبقى مبسوطة ياسماح
أفاقت من أفكارها على صوت سماح وهي تقول بقلق:.

-حتى مراد ياماجى، النهاردة مش طبيعى خالص، وبيقول كلام غريب.
عقدت ماجى حاجبيها وهي تقول:
-مراد؟قالك إيه مراد؟

أخبرتها سماح بما قاله لها مراد لتتوجس ماجى خيفة، ترى هل أصبح لدى مراد نفس الشك الذي أصبح يراود ماجى بالفترة الأخيرة؟خاصة وقد رأت صور لحسام مع نور على صفحة شركته، ونظرة نور لحسام التي لا تبشر أبدا بالخير، ولا تدرى ماجى كيف لا ترى سماح تلك النظرات وكيف تثق بها وبزوجها تلك الثقة العمياء؟طال صمتها لتفيق على صوت سماح تقول بقلق:
-روحتى فين ياماجى؟
قالت ماجى بإضطراب:
-انا هنا، مروحتش في حتة، بسمعك ياموحة.

قالت سماح:
-طيب إيه رأيك، أفهم إزاي مراد إن انا مبسوطة بحياتى كدة، وراضية بيها بالشكل ده؟
قالت ماجى بهدوء:
-إزاي هتقنعيه باللى إنتى مش مقتنعة بيه أساسا؟
قالت سماح:
-يا ماجى أنا يمكن كان نفسى أعمل حاجات كتير ويمكن جوازى من حسام منعنى، بس ده مش معناه إنى مش مبسوطة بحياتى كدة، أنا عندى زوج طيب وبيحبنى وإبن ربنا يخليهولى وإخواتى كمان، هطلب إيه أكتر من كدة؟
قالت ماجى بتقرير:.

-ناقصك تحققى طموحك وأحلامك اللى هم جزء منك، كمان ناقصك أهم حاجة في الدنيا، ناقصك تعيشى ياسماح.
تنهدت سماح قائلة:
-ما أنا عايشة أهو.
قالت ماجى بهدوء:
إنتى عارفة كويس إنك مش عايشة وبتحاولى تاخدى منى كلام يأكد أوهام بتحاولى تقنعى بيها نفسك، وأنا عمرى ما كدبت عليكى ياسماح ومش هبدأ دلوقتى، فكرى كويس في كلام إبنك وكلامى، وياريت بعد ما تفكرى، تبدأى تشوفى اللى كلنا شايفينه من زمان.

أغمضت سماح عينيها بحزن، تدرك أنها بالفعل تدرك الحقيقة ولكنها تحاول إنكارها، بكل ما أوتيت من قوة.

قالت هاجر بحنق:
-إنت تانى؟
إتسعت إبتسامته الساخرة وهو يقول:
-وإنتى تانى.
رمقته بحنق قائلة:
-طب حاسب من أدامى خلينى أعدى ولا هتفضل واقف في طريقى كتير؟
تنحى جانبا قائلا:
-ودى تيجى، إتفضلى يابرنسيسة.
رمقته بحنق وهي تقترب منه تشير إليه بإصبعها قائلة بحدة:
-لأ ما هو مش عشان حضرتك ضيف أستاذ مجد، يبقى هعديلك سخافتك دى، إلزم حدودك يابنى آدم إنت.
تجمدت ملامحه تماما وهو يقول ببرود:.

-أولا أنا مش ضيفه، أنا أخوه، ومش معنى إنك إنتى ضيفته يبقى هسمحلك تكلمينى بالأسلوب ده، مفهوم؟
رغما عنها تراجعت خطوة من ذلك الجليد الذي غلف كلماته فأرسل إلى جسدها قشعريرة باردة، لترمقه بحدة دون أن تنطق بكلمة قبل أن تتجه إلى الأسفل، تاركة إياه يتابعها بعيون إرتسم فيهم الغضب.

كان يمرر سبابته على حافة فنجال القهوة الخاصة به، يشعر بالضيق من موقفها المعادى له، لا تدرك أنه معها بكل دقة في قلبه، وأنه لا يمكن أبدا أن يؤذيها، تجمد إصبعه وهو يسمعها تقول بنبرات نادمة:
-إنت معاك حق على فكرة.
رفع عيونه إليها ليرى الندم في عيونها، تأملها في صمت فجلست أمامه، تضع يديها في حجرها، تفركهما بتوتر وهي تقول مستطردة:.

-إنت ملكش ذنب في اللى حصل ومش من حقى أعاقبك عليه، بس صدقنى غصب عني، أنا بس مش متعودة على حد يكون، حد يعنى، حد...
كاد أن يبتسم بداخله على تلعثمها الذي زادها جمالا، ليخفي إبتسامته بصدره وهي تستطرد قائلة:
-مش متعودة يعنى يكون حد قريب منى، زي ما قربت إنت منى، أكيد الموضوع ده موترنى، بس أوعدك إنى أحاول أتقبله وأتعامل معاه، في الفترة اللى هنظهر فيها مرتبطين على الأقل، فإيه رأيك لو نبدأ من جديد؟

تأملها بصورة أربكتها قبل أن ينهض بهدوء ودون أن ينطق بكلمة، أطرقت برأسها بحزن تدرك أنها قد ندمت على تصرفاتها الحمقاء بعد فوات الأوان، ولكنها مالبثت أن رفعت رأسها إليه عندما قال:
-قهوتك إيه؟
إبتسمت حين طالعها مبتسما لتقول بهدوء:
-مظبوط، بشربها مظبوط.
أومأ برأسه مغادرا بإتجاه النادل تتابعه عيناها وهي تتمسك بمحبسها بقوة، دون أن تدرى.



المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
قلب مكسور وموجوع .. احمد سعد يمر بازمة عاطفية Moha
0 406 Moha
اكتشاف سر الصداقة المكسورة بين “سيلينا غوميز” وصديقتها المتبرعة لها بكليتها Moha
0 375 Moha
بالصور .. الفنانه شيريهان قطب تتألق على خشبه مسرح الطليعه فى شباك مكسور Moha
0 508 Moha
خلفيات شاشه مكسوره مثل الحقيقية essam
0 3359 essam

الكلمات الدلالية
رواية ، مكسور ، سينجبر ،


 





# فنون # مشاهير # صحة # منوعات # الأطفال # English # تفسير الأحلام ثقافة # قصص # سيارات Cars # صور # تقنيات # الاجهزة الالكترونية # المطبخ # كلام فى الحب # أبراج # رياضة # ازياء # حكم وأقوال تطوير الذات# خلفيات # صور بنات # مشاهير # ديكور # صباح الخير # مكتوب برقيات شهر رمضان # جمعة مباركة # حب رومانسية # عيد # ادعية # خلفيات كرتون # منوعات # موضة # الأم # أطفال # حيوانات # صور ورد # اكلات # New Year # مساء الخير # اللهم صلي علي النبي # القران الكريم # صور نكت # عيد ميلاد # اعلام # سيارات # تهنئة الخطوبة # حروف واسماء # الغاز # صور حزينة # فساتين # هدايا # خلفيات النادي الاهلي # تسريحات شعر # الاصدقاء # بوستات نجحت # خلفيات نادي الزمالك # حب رومانسية # تهنئه # ازياء # صور بنات # صوره وكلمه خلفيات # كرتون # بروفايل رمزيات # دينية # سيارات # مضحكة # أعلام # مسابقات # حيوانات # ديكور # أطفال # أكلات # حزينة صور شباب أولاد ر# صور # الطب و الصحة # مقالات عامه # CV المشاهير # وصفات الطبخ # العناية بالبشرة غرائب وعجائب # قصص روايات مواعظ # صور حيوانات # وصفات الحلويات # الرجيم والرشاقة # نكت مضحكة # صور خلفيات # العناية بالشعر # شروحات و تقنيات # videos # Apps & Games Free # موضة أناقة أزياء # سيارات # ديكور # رعاية الأطفال # نصائح المطبخ # موبايل جوال # الفوركس # التعليم والمدارس # الحمل و الولادة # اخبار الرياضه # وظائف # صحة المرأة # حوادث # صور بنات # صور اطفال # مكياج و تجميل # عناوين بنوك شركات محلات مطاعم # العاب الغاز # عيد # كلمات الاغانى # اشغال فنيه واعمال يدويه # مصر # أشعار خواطر # للنساء فقط # للرجال فقط # صور شباب # علاج النحافه # رسائل SMS # أكلات نباتية - Vegetarian food # برامج الكمبيوتر # المراهقة # جمعة مباركة # blogger # رعب # لعنة العشق # حب # اسلامية # قاسي ولكن أحبني # أحفاد أشرار الحرب لأجلك سلام # أسمى معاني الغرام # حقيقية # لقد كنت لعبة في يده # ملهمة # أباطرة العشق # عربية # حب خاطئ # لست مميزاً # من الجاني # مشاهير # راقصة الحانة # اغتصاب طفلة # عاشقان يجمعهم القدر # الطريق الصعب # خيال علمي # أشواك الحب # تاريخ # سجينة ثوب الرجال # لروحك عطر لا ينسى # أطفال # عشق وانتقام # لازلت أتنفسك # لقاؤنا صدفة # للحب معان أخرى # خاتم سليمان # ممن أنتقم # نجاح # أبواب وهمية # حلمى فى صفيحة قمامة # فيلم # مجنون بحبك # بين شباكها # حزينه # رحلات جوليفر # عذاب قسوته # عندما ينادي الشيطان # لعنة حبك # مريم وامير # هدوء في قلب العاصفة # الحاسة السادسة # المشعوذة الصغيرة # عباقرة # لوعة العشق # حروب # قدر بالإجبار # بنات مضحكه# فوركس Forex# صحتك # الصور والخلفيات # الطبخ والحلويات # منوعات # اخبار الفن # القصص و الروايات الألعاب الرياضية # الحياة الزوجية # أزياء وملابس # الأم و الطفل # دراسات لغات # افكار منزلية # انترنت تكنولوجيا # صفات الابراج # حيوانات ونباتات # تفسير الاحلام # معانى الاسماء # خواطر و اشعار # الكون والفضاء اجمل نكته# Mix # Forex # youtube # foods # Kids # Health education # stories # News # kitchen # woman # Famous # Sport # Animals

-------

الساعة الآن 04:51 صباحا