أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتدى جنتنا، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .

المنتدى للقرائه فقط -- للمشاركه انتقل الى منتديات جنتنا الجديده -forums.janatna.com





رواية ضلع مكسور سينجبر

تأملوا ابتسامتهاإن رأيتموها مشرقة تشع في عينيها فاعلموا أنها تزوجت رجلا أحبها.أما إن رأيتموها باهتة توقفت تلك الابتسامة ..



13-03-2022 05:20 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [28]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية ضلع مكسور سينجبر
رواية ضلع مكسور سينجبر للكاتبة شاهندة الفصل التاسع والعشرون

كانت سماح تعتصر طفلها الباكى بين يديها، تبكى بدورها بينما يقف الجميع يطالعونهما بعيون غشيتها الدموع، خاصة هذا الذي يَإنّ قلبه ألما لمرآهما على هذا النحو، يود لو ضمهما إلى ذراعيه ومنحهما الحنان، الأمان، والثقة التي يحتاجونها الآن، ولكنه يظل مقيدا بمكانته بينهم والتي لا تمنحه هذا الحق، أفاق على صوت مراد وهو يقول من وسط دموعه:
-بابا ياماما، مش هنشوفه تانى، قبضوا عليه عشان قتلها.

أخرجته من حضنها مقاطعة لكلماته وهي تمسك وجهه بين يديها ناظرة إليه بحزم وقوة قائلة:
-بابا مستحيل يعمل كدة، مستحيل يقتل يامراد.
نظر إلى عينيها بألم قائلا:
-بس هو كان بيقول انه هيقتلها.
قالت بإصرار:
-قلتلك مستحيل يعملها، حسام ممكن يشتم، يكذب أوحتى يضرب بس مش ممكن يقتل، وإحنا هنثبت برائته، صدقنى.

تبادل الجميع النظرات، بينما شعر رائف بقلبه يتضخم حبا لتلك التي تدافع عن طليقها بإستماتة وتثق به رغم كل ما فعله بها، ليتوجس هذا القلب في نفس الوقت خشية أن تكون باقية على حبه.
مسحت دموعه بحنان وهي تقول:
-هتروح مع خالتك سمر دلوقتى تغسل وشك وتاكلك لقمة وسيب موضوع بابا علية أنا وخالك، إتفقنا؟

أومأ برأسه فنهضت سماح وهي تشير لسمر التي أخذته إلى الشقة التي تقبع بالدور الأرضي، بينما إلتفتت سماح إلى مجد قائلة:
-وضعه إيه بالظبط يامجد؟
قال مجد:.

-لقوا نور مضروبة ضرب أفضى إلى موت وآخدة رصاصة في راسها كمان، والمشتبه الوحيد فيه طبعا كان حسام اللى هددها امبارح الصبح في الشركة قصاد عشرين موظف إنه هيقتلها وينتقم منها عشان خدعته وخلته يمضى على ورق ببيع الشركة ليها، طبعا لقوا بصماته في مسرح الجريمة وغالبا بيواجه تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد لإن نيته والواضحة من حالة الجثة، كانت قتلها بتصميم وانه ترصد بيها وفي الحالة دى بتبقى أقل عقوبة ممكن يواجهها دلوقتى هي السجن المؤبد ولو اقترنت قضية القتل بجنحة زي سرقة فلوس أو مستندات فده معناه إنه بيواجه الإعدام كمان.

شهقت وهي تضع يدها على فمها، جلست على الكرسي فلم تعد قدماها قادرتان على حملها، أطرقت رأسها للحظات بصمت ووقف الجميع يطالعونها بشفقة، لترفع عيونها إلى مجد قائلة:
-عايزة أزوره في أسرع وقت يامجد.
شعر رائف بغيرة حارقة تكوى هذا القلب الرابض بين أضلعه ولكنه كان مجبرا على الصمت بينما أومأ مجد برأسه قائلا:
-كنت عارف انك هتقولى كدة وقدمت طلب للنيابة بالتوكيل اللى انتى عاملاهولى، أدامنا يومين بالكتير، وتشوفيه.

يومان، هل ستستطيع الإنتظار كل تلك المدة؟فليعينها الله، أفاقت من أفكارها على صوت رائف يتنحنح قائلا:
-احمم، طيب الوقت إتأخر ياجماعة، وأنا شايف ان الكل يرتاح شوية عشان نقدر نفكر كويس.
أومأوا برءوسهم موافقون ليستطرد قائلا:
-أنا حجزت في فندق قريب من هنا ولو احتجتون...
قاطعه مجد قائلا:
-فندق إيه بس؟انت هتنام معايا ومع حسن في الشقة اللى تحت.
كاد أن يعترض فسبقه حسن قائلا:.

-مش هنقبل أي إعتراض، وأهو على الأقل ترحمنى من مواعظ الأخ ده.
وكزه مجد بغيظ ثم قال:
-مفيش داعى بجد لوجودك بالفندق واحنا موجودين، صدقنى ملوش لزوم تفضل رايح جاي.
نقل بصره بينهما ثم نظر إلى تلك التي تجلس بعيون متعلقة به ليدرك أن وجوده قربها سيريح قلبه قليلا، ليهز رأسه موافقا، هز مجد رأسه بإستحسان قبل أن يتجه لسماح رابتا على يدها، وهو يقول:
-هبعتلك سمر، كلى لقمة انتى كمان قبل ماتنامى، وخلى مراد معانا...

قاطعته قائلة:
-لأ، ابعتهولى محتاجاه ينام في حضنى النهاردة.
أومأ برأسه ثم إتجه للخارج مع حسن ورائف ليستوقفه صوتها المنادى بإسمه، إلتفت إليها فوجدها واقفة تتطلع إليه بإمتنان قائلة:
-أنا متشكرة أوى على وقفتك جنبى في المحنة دى واصرارك انك متسيبنيش، رغم ان بيرى أكيد واحشاك.
قال بصوت حان:.

-الغاليين على قلوبنا لازم نكون مطمنين عليهم ياسماح، بيرى كلمتها فيديو ومتطمن عليها مع ماجى ويوسف وجيسى، وكان لازم أتطمن عليكى انتى كمان.

لم تستطع التفوه بحرف فقط طالعته وهو ينظر إليها بحنان قبل أن يلتفت مغادرا، تاركا إياها في دوامة من المشاعر حملتها إليه كلماته ونبراته وتلك النظرة الحانية التي شملتها لتزيد خفقاتها بجنون، وضعت يدها على قلبها وهي تجلس مجددا، تحاول أن تنحى مشاعرها جانبا، لتفكر في القادم.

كانت تجلس بالخارج، في الشرفة تغمض عيناها المرهقتين بضعف، لقد نامت سمر مع طفلها للتو، ولكنها لم تستطع أن تحظى بقليل من النوم، تفكر فيما يحدث وكيفية الخلاص من تلك المصيبة التي حلت بهم، لقد كان اليوم مرهقا بشدة بالنسبة إليها، فإلى جانب رجوعها من رحلة عمل استنفذت طاقتها بالكامل، ثم معرفتها بهذا النبأ القاتل وقدومها إلى القاهرة ومن ثم مواساة طفلها، فهناك أيضا ذكرياتها القابعة بين أركان تلك الشقة، تخبرها جنباتها بما مرت به في السنوات الماضية، تخبرها قصة إمرأة تحملت وضحت ومنحت كل مالديها فلم تجد مقابلا لكل ذلك سوى النكران والخيانة، تخبرها قصة قصيرة حزينة عن ضلع إمرأة تحمل فوق طاقته حتى لم يستطع أن يتحمل أكثر فكسر، يذكرها هذا المنزل أنها تحيا بضلع مكسور يَإنّ كلما مرت اللحظات عليها يذكرها بقصتها الحزينة تلك.

انتفضت على صوت هاتفها، يعلن عن وصول رسالة إليها عن طريق تطبيق الواتس آب، فتحت الهاتف ونظرت إلى تلك الرسالة لتجدها منه هو، هذا الذي تنمو مشاعرها تجاهه بقوة ولكنها لم تعد تخشاها كما اعتادت أن تفعل، كانت رسالته عبارة عن كلمتين، ولكنهما زلزلا كيانها بالكامل،
-إنتى كويسة؟
وجدت أناملها تخط الكلمات:
-أيوة، متقلقش.
وصلتها رسالته على الفور:
-كنت متأكد إنك صاحية.
كتبت:
-هنام إزاي بس؟والوضع زي ما انت شايف.
كتب:.

-عشان تواجهى اللى جاي لازم تكونى قوية، لازم تدى لنفسك ولعقلك الوقت عشان يرتاح.
كتبت:
-وانت لسة صاحى ليه؟
كتب:
-اخواتك صاحيين، كانوا عاملين زي القط والفار وفجأة جالهم الاتنين اتصالات وكل واحد راح لحاله، لو أصورلك وشوشهم هتعرفى كل واحد بيتكلم مع مين.
ابتسمت ليدق قلبها بقوة حين وصلتها رسالته التالية:
-وبعدين محبتش أنام قبل ما أطمن عليكى.
أخذت نفسا عميقا ثم كتبت:.

-إطمن، هبقى كويسة، أثبت بس براءة حسام وهبقى كويسة.
وصلتها رسالته التي قرأت فيها بعض الغيرة ربما
-لسة بتحبيه؟!
كتبت:
-مش مسألة حب، حسام يبقى أبو ابنى وسمعة مراد من سمعة والده، ده غير انى متأكدة من برائته، وبعدين ده كان جوزى وبينى وبينه عشرة وعيش وملح يعنى لازم أعمل كل حاجة في وسعى عشان أساعده.
كتب:
-انتى أصيلة أوى ياسماح، مبقاش فيه منك.
شعرت بوجنتيها يحمران خجلا من كلماته البسيطة تلك لتقول بخجل:.

-شكرا، هسيبك دلوقتى عشان تعرف تنام، تصبح على خير.
كتب:
-تلاقى الخير، أشوفك الصبح.
بعثت له بعلامة الموافقة قبل أن تغلق التطبيق، تتنهد ثم تنهض لتنام وقد شعرت براحة غريبة من محادثة بسيطة منحتها ماتحتاجه بالضبط لتنام قريرة العين.

دلف حسن من الشرفة ليجد مجد جالسا بجوار رائف ليبتسم مجد قائلا:
-خلصت ياعم الحبيب، خلاص مش قادر متكلمهاش يوم واحد بس.
قال حسن بسخرية:
-ده على أساس إنك مش لسة مخلص مكالمتك مع زوزا.
قال مجد:
-دى مراتى وحبيبتى ولازم أطمن عليها.
قال حسن:.

-ودى حبييتى وهتبقى مراتى ولازم برده أطمن عليها، اللى بيحب بجد لازم يطمن على حبيبته قبل ما ينام، يتأكد إنها بخير، سواء بقى خاطبها، جوزها، مبتفرقش المسميات دى ولا إيه يامتر؟قول حاجة ياعم رائف.
إكتفى رائف بإبتسامة هادئة، يدرك صحة كلماته فلم يهنأ له بال حتى إطمأن على من خفق لها قلبه، بينما قال مجد:
-في دى غلبتنى ياأبو على، بس قوللى من امتى الكلام الكبير ده والحكم اللى بتقع منك دى.
ضم حسن ياقته قائلا:.

-طول عمرى.
ليجلس أمامهم وهو يستطرد بجدية:
-سيبكم بقى من الهزار وخلينا في الجد، إزاي هنقدر نثبت براءة حسام وهو فعلا بريئ ولا...
قاطعه مجد قائلا:
-مادام أختك واثقة في برائته يبقى أكيد بريئ وأنا حاسس بكدة كمان، حسام ممكن يكون ألف حاجة لكن قاتل، معتقدش، عموما مش هنقدر نعمل أي حاجة قبل ما سماح تزور حسام ونعرف أكتر عن ملابسات اللى حصل وأنا من بكرة هبدأ أعمل تحرياتى عن القتيلة.
قال رائف بجدية:.

-وأنا معاك، هساعدك بكل طريقة أقدر عليها.
قال حسن بجدية بدوره:
-كلنا معاك.
لينقل مجد بصره بينهما قبل أن يومئ برأسه بإرتياح.

تطلع إليها حسام في صدمة قائلا:
-سماح؟!
نظرت إليه سماح قائلة بهدوء:
-إزيك ياحسام، عامل إيه؟
قال حسام وهو يشير إلى جدران الغرفة:
-زي ما انتى شايفة، مسجون بين أربع حيطان، شفت جوة الزنزانة اللى عمرى ماحلمت أشوفه.
ليبتسم بمرارة مستطردا:
-من يوم ماسيبتينى والدنيا ملخبطة معايا ياسماح.
تجاهلت جملته الأخيرة وهي تقول:.

-مجد هيدافع عنك، هو عند وكيل النيابة دلوقتى بيطلع على المحضر وبإذن الله يلاقى ثغرة تطلعك من القضية دى وتثبت برائتك.
قال في لهفة:
-يعنى انتى عارفة انى بريئ؟لسة عندك ثقة فية.
طالعته قائلة بنبرة باردة:
-أكيد مبقاش عندى ثقة فيك، بس رغم كدة متأكدة انك مش ممكن تقتل.
أطرق رأسه بإحباط ثم رفعها إليها عندما قالت:
-أنا عايزاك تحكيلى كل حاجة عن نور.
قال بحيرة:
-اشمعنى؟!
قالت:.

-جايز في أي تفصيلة تقولها نلاقى حل اللغز ده، من الواضح ان القضية مش وراها سرقة، وده يبان من طريقة قتلها.
مرر حسام يده في شعره بتوتر قائلا:
-أنا معرفش عنها غير حاجات قليلة وكلها عرفتها بالصدفة.
رمقته بملامح خالية فقال بتوتر:
-ياسماح أنا متجوزتهاش عشان بحبها، أنا...
رفعت يدها تشير إليه بالصمت قائلة:.

-مش عايزة أي توضيح في موضوع جوازك منها لإن الموضوع ده ميخصنيش لو سمحت، أنا اللى يخصنى دلوقت انك تدينى أي معلومة تقدر تفيدنى وتفيد مجد في القضية، عشان نقدر نثبت برائتك ونخرجك من هنا، سمعتك دلوقتى تهمنى بس عشان خاطر مراد، ابنى وبس.
أطرق برأسه حزنا قائلا:
-وهو عامل إيه دلوقت؟
قالت بمرارة:
-تفتكر هيكون عامل إيه وباباه متهم في جريمة قتل وجه البوليس خده أدام عنيه؟أكيد متدمر نفسيا.
قال بألم:
-معاكى حق.
قالت:.

-الزيارة قربت تنتهى ياريت تحكيلى وبسرعة.
طالعها قائلا:
-هحكيلك ياسماح، هحكيلك كل حاجة أعرفها.

قالت سمر بسرعة:
-لأ طبعا تجيلى إيه بس؟انت إتجننت؟
زفر هادى قائلا:
-وحشتينى ياسمر، أعمل إيه طيب؟
قالت سمر برقة:
-انت كمان وحشتنى.
قال هادى بصدمة:
-سمر انتى قلتى انى وحشتك ولا أنا من قلة النوم بقى بيتهيألى حاجات كدة أستغر الله العظيم.
إبتسمت قائلة:
-لأ مش بتهيألك ياهادى، أنا قلت إنك وحشتنى لإنك فعلا وحشتنى، ووحشنى وجودك في حياتى.
قال هادى:
-أيوووووه بقى ياجدعان.
ضحكت قائلة:
-وقلبت إسكندرانى كمان.
قال بسرعة:.

- وهقلب دلوقتى صعيدى وأجولك اتوحشتك يابنت العم وجلبى جايد نار كمانى.
إزدادت ضحكاتها ليقول:
-لأ كدة كتير، مش هقدر أستحمل أنا هجيلك حالا.
توقفت عن الضحك قائلة بسرعة:
-يامجنون اوعى تعملها، احنا سايبين هاجر و زوزا في رعايتك ومش هينفع تسيبهم.
قال بإحباط:
-يعنى مش هقدر أشوفك.
قالت بإبتسامة:
-هتشوفنى وقريب كمان، ادعى بس الغمة دى تنزاح وكلنا هنرجع إسكندرية ونجتمع بأحبابنا من تانى ياهادى.
تنهد هادى قائلا:.

-يارب ياسمر، يارب.

أطرقت سماح برأسها تفكر فقال حسام:
-صدقينى معرفش حاجة أكتر من اللى قلتهولك، واللى ليل ونهار جوة الزنزانة بفكر فيه ومش لاقى في المعلومات القليلة دى أي طاقة نور.
رفعت رأسها تطالعه قائلة:
-متقلقش بإذن الله احنا هنلاقى، وأوعدك ياحسام إننا هنطلعك من هنا في أقرب وقت.
أمسك يدها بلهفة قائلا:
-أنا مش عارف...
قطع كلماته نفضها يده فإستطرد قائلا بحزن:
-أشكرك إزاي؟
قالت بهدوء:.

-متشكرنيش، قلتلك أنا بعمل كدة عشان خاطر ابنى وبس.
صمت فقاطعهم دلوف الحارس يعلن عن انتهاء الزيارة، فرأى حسام هذا الرجل الذي يمقته يقف في الخارج يطالعهما بهدوء، ليقول بحدة:
-الراجل ده جاي معاكى لحد هنا كمان، مش قلتلك انك...
قاطعته قائلة في برود امتزج بصرامة:.

-حياتى الخاصة متخصكش، ومن الآخر ياحسام اللى يمسك بإيدى، ويقف جنبى ويرفض التخلى عني، اللى يشترينى بإهتمامه ويقدرنى مستحيل أبيعه أو أتخلى عنه مهما كان.
قالت كلماتها ثم خرجت بهدوء ليضم قبضته بقوة ويضرب بها الحائط ليشعر بالألم الذي تعدى يده ليربض في قلبه، يدرك أنه من جلب ذلك لنفسه وليعض فقط أنامله من الندم.

13-03-2022 05:20 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [29]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية ضلع مكسور سينجبر
رواية ضلع مكسور سينجبر للكاتبة شاهندة الفصل الثلاثون

قالت سماح:
-معرفتش حاجات كتير، البيه تقريبا ميعرفش عنها حاجة غير اسمها الحقيقى واللى عرفه بالصدفة طبعا، أهلها من الصعيد، مامتها اسمها توحيدة، معجبتهاش الحياة في بلدهم فهربت بيها على إسكندرية.
كان مجد مطرقا برأسه بينما الجميع يطالعه، قالت سمر:
-مجد بتفكر في إيه؟
قال حسن:
-أكيد في اللى بنفكر فيه كلنا.
ليقول رائف:
-ان أهلها يكونوا ورا موتها.
رفع مجد إليهم عيناه قائلا:
-تحديدا باباها.

اتسعت حدقتا سماح قائلة:
-لأ طبعا مستحيل أب يموت بنته بالطريقة البشعة دى.
قال رائف:
-لأ فيه، في حالة يكون قفل كبير وعرف إنها مش بنته مثلا.
أشار مجد إليه قائلا:
-بالظبط، هناك في بعض مناطق الصعيد لسة موضوع التار وغسل العار موجود، بس المشكلة في اننا نثبت الكلام ده لو حقيقى، هي بلدها إسمها إيه؟
قالت سماح:
-كفر النجيرى، المكان قريب من الأقصر تقريبا.
قال مجد:.

-هنحتاج نتعاون هناك مع السلطات قبل مانتحرك عشان التحريات وإذن النيابة وخلافه.
قال رائف:
-سيب دى علية، لية واحد صاحبى هناك في مديرية الأمن هيسهلنا مهمتنا.
نظرت إليه سماح بحيرة قائلة:
-مهمتكم، انت هتروح معاه؟
أومأ برأسه بهدوء، بينما قال مجد:
-كدة كويس أوى، خلونا منضيعش وقت، حسن خليك هنا مع اخواتك وخد بالك منهم.
أومأ حسن برأسه بينما التفت لرائف قائلا:
-وانت يا رائف يلا بسرعة، عشان هنسافر علطول.

أومأ رائف برأسه وكادا يتجهان للخارج حين استوقفهما صوت سماح وهي تقول:
-خلوا بالكم من نفسكم، وطمنونا عليكم.
إلتفتا إليها سويا يبتسمان بذات الطريقة ويومآن برأسيهما قبل أن يغادرا، يتبعهما قلبها الذي يرتجف خوفا، يردد من خلفهما دعاء الحفظ، فمجد أخاها وقطعة من روحها والآخر أدركت أنه نصفها الآخر، ونبضات قلبها تدق له فقط.

كادت سمية أن تدلف إلى حيث أختها نبيلة حين إرتفع صوت علا وهي تقول بحدة:.

-كفاية بقى يامامى، كل شوية تقوليلى، روحيله، كونى أدامه وانا أنفذ كلامك وأروحله ويعاملنى زي مابيعامل مامته، أنا بجد زهقت، هو مش شايف ادامه غير الهانم مراته، مبيحبش غيرها ياستى وهي كمان بتحبه، خلاص يشبعوا ببعض وسيبونى بقى أعيش حياتى اللى مش عارفة أعيشها دى بسببك انتى وطنط سمية اللى فاكرة نفسها هتقدر تفرقهم عن بعض، حلوا عني بقى لإنى خلاص نسيت الموضوع ده.
قالت نبيلة بغضب:.

-والله، نسيتى الموضوع ده، مش كدة؟طيب إنسى كمان الفساتين والمجوهرات اللى بتروحى تجيبيهم بشيئ وشويات، وانسى الرحلات اللى بدفع فيهم أد كدة، وانسى كمان انك تغيرى العربية كل سنة، لإنى خلاص مبقاش عندى اللى يغطى مصاريفك والحل الوحيد ياحبيبتى انك تتجوزى واحد غنى، وبما انك لغاية دلوقتى معرفتيش تجيبيلى عريس غنى فمفيش أدامك غير يوسف ابن خالتك وبس.
رمقتها علا بحنق لتقترب منها نبيلة قائلة:.

-يابت ياهابلة، هتلاقى فين زي ابن خالتك طيب وعلى نياته، هيسيبك براحتك تدخلى وتخرجى وتعملى اللى انت عايزاه، وهتجيبى منين حما زي خالتك حبها ليكى عاميها عن عيوبك اللى أنا نفسى كأمك مش طايقاهم فيكى؟
قالت علا بإستنكار:
-يامامى...
صمتت وقد اتسعت حدقتاها رعبا تنظر إلى نقطة خلف نبيلة، لتلتفت نبيلة على الفور وتتسع عيناها من الصدمة بدورها وهي ترى أختها تقف مطالعة إياهما بوجه خال من الحياة وهي تقول:.

-فعلا حبى ليكم كان عامينى عن حقيقة واضحة زي الشمس، طول عمرك يانبيلة وانتى أنانية وغيورة ومبتفكريش غير في نفسك وبس، افتكرتك اتغيرتى بس مجاش في بالى ان الحية عمرها غدارة وانها مش ممكن تغير حقيقتها حتى لو غيرت جلدها.
لتنظر إلى علا قائلة:
-وبنتك هتطلع لمين غيرك؟ياخسارة على كل لحظة كنت فيها السبب في ألم ابنى عشانكم.
قالت نبيلة بإرتباك:
-يا سمية...
هدرت سمية قائلة:.

-اخرسى واسمى متجيبهوش على لسانك تانى، من النهاردة لا لية أخت ولا بنت أخت، روحى دوريلها على عريس في مكان تانى يانبيلة.

ثم استدارت مغادرة لتدلف إلى سيارتها، تقودها بسرعة تنزل دموعها وهي تنعى سنوات، فضلت فيها أحجارا مزيفة على تلك الألماسة التي كانت بحوزتها وداست عليها مرارا وتكرارا، أحست بوخزة في صدرها وضيق في التنفس، فتوقفت على جنب تمسك هاتفها وهي تشعر بالوهن، تطلب رقم الطبيب مصطفى وتدلى له بمكانها قبل أن تسقط فاقدة الوعي.

استقر في تلك الحجرة بذلك الفندق الشهير بالأقصر، ينتظر مجد حتى ينهى بعض المكالمات ليتجها سويا إلى مديرية الأمن يقابلان منتصر صديق رائف ويتحريان عن عائلة القتيلة قبل أن تصله رسالة على هاتفه فتحها بسرعة وهو يراها ممن اشتاق إليها ولم يمضى على فراقهما سوى سويعات قليلة، كتبت فيها.
سؤال بيفرض نفسه، ليه سافرت مع مجد؟
اجاب،.

مش هسيب أخوكى في مشوار زي ده لوحده ياسماح، الخطر هيحاوطه من كل جانب، وأخوكى أكيد يعنى أخويا
كتبت بكلمات أيقن أنها تريد بهم تفسيرا واضحا لا ايحاءات وكلام غير مباشر لطالما منحها إياه.
انت ليه بتعمل معايا كل ده؟
ليكتب دون تردد
عشان بحبك
كاد أن يراها وعيونها تتسع في صدمة ودقات قلبها ترتعش، ظلت صامتة ليكتب،.

كان نفسى أقولهالك وأنا عينى في عينك، كنت مستنى الوقت المناسب عشان أصرحلك بمشاعرى، بس بصراحة مبقتش قادر أخبى أكتر من كدة، بحبك ودى أول مرة أحسها بالشكل ده.
رآها تكتب فدق قلبه بإنتظار رسالتها لتصله كلمتان،
اشمعنى أنا؟
كتب،
لإنك ألماسة نادرة في زمن كترت فيه الأحجار المزيفة، بصراحة أنا ممكن أقولك ألف سبب بس الخلاصة انى حبيتك لإنك سماح، لإنك سماح وبس
انتظر قليلا حتى جاءه ردها،.

لما ترجع هيبقالنا كلام كتير مع بعض، بس خد بالك من نفسك لإنك تهمنا، لا إله إلا الله
كتب،
محمد رسول الله
ثم ضم هاتفه إلى صدره، يدرك أنها رسالة بسيطة منها ولكنها اعتراف ضمني أيضا بأنها تحمل له قدرا من المشاعر يكفيه، إلى الآن.

وقف مجد يتطلع إلى جنبات هذا المنزل حين تناهى إلى مسامعه صوت غليظ النبرات يقول بهدوء:
-خير يابيه، الغفير بيجولى إنك رايد تشوفنى.
إلتفت إليه يطالع رجلا قوي البنية رغم سنه الكبير صارم الملامح يطالعه بفضول ليقول مجد بهدوء:
-أنا مجد الصعيدى، محامى الدفاع عن المتهم في قضية قتل بنتك نور الهوارى.
ظهر الغضب على ملامح الرجل لثانية قبل أن يتمالك نفسه وتعود ملامحه باردة وهو يقول:.

-وجايلى ليه ياحضرة المحامى، مش كفاية وكيلك جتل بتى؟عايزين منى ايه تانى؟
قال مجد:
-دلوقتى بقت بنتك، مش دى اللى أمها توحيدة خدتها وهربت منك من عشرين سنة عشان خايفة تقتلها وتقتل بنتها زي ما كنت ناوى تعمل.
ظهر الغضب على ملامحه وهو يقول:
-مين جالك إكده؟
قال مجد:
-الخدامة سعيدة واللى طردتها من بيتك عشان ساعدتها تهرب.
تأمله تمام ببرود قائلا:.

-سعيدة، جلتلى، ده انت جاي وبتنخور ورايا ياابن البندر وبتجلب في اللى فات، مع ان ملوش عازة، أهو كل واحد خد جزاته وخلاصنا، وعشان اللى حوصل زمان، أنى لا جيت ناحية وكيلك ولا جلت انى هاخد تارى منيه.
طرق على الباب قاطعهم ثم ظهور الغفير ليقول لسيده:
-المحفظة الجديدة ياسى تمام، صالح جابهالك ومستنى برة عشان ياخد فلوسه.
قال تمام بعصبية:
-وده وجته ياعزيز، خليه مرمى برة وأنى هبجى أروحله.

خرج الغفير بسرعة بينما قال تمام بحنق:
-جبر يلم العفش.
ثم نظر إلى مجد وهو ينهض قائلا:
-أظن كدة خلاصنا وزي ماانت شايف يامتر، أنا ورايا حاجات كاتير ولازمن أستأذن.
إلتفت ليتوقف متجمدا حين قال مجد:
-مش قبل ماتقولى قتلتها ليه؟
إلتفت إليه يطالعه ببرود قائلا:
-جتلت مين؟
اقترب منه مجد خطوة قائلا:
-بنتك.
قال تمام بسخرية:
-انت شارب حاجة يامتر ولا مش عارف تلاجى حد تلبسله الجضية، فجلت تلبسها لأبوها.
قال مجد بهدوء:.

-أنا مش ظالم عشان أخلى حد يشيل القضية وهو مظلوم، أنا متأكد انك انت اللى عملتها.
كتف تمام ذراعيه قائلا بسخرية:
-وإيه اللى خلاك متأكد إكده؟
قال مجد:
-المحفظة اللى لقيتها في مسرح الجريمة واللى لو قدمتها للنيابة، أكيد هيلاقوا عليها بصماتك، ده غير هويتك اللى فيها، ولو طالبت بمقارنة بصماتك بالبصمات اللى لقيوها في مسرح الجريمة، هنلاقيها متطابقة ولا إيه؟
حل تمام ذراعيه وظهر التوتر على ملامحه وهو يقول:.

-بصمات إيه، ومحفظة إيه دى؟وحتى لو محفظتى ياسيدى، أنا محفظتى إتسرجت منى ومليش صالح بيها.
قال مجد باابتسامة ساخرة:
-اتسرقت منك وانت في اسكندرية، في اليوم اللى اتقتلت فيه بنتك واللى أثبت إنك يومها اشتريت تذكرتين في قطر اسكندرية ليك ولهمام ابن أخوك، مش كدة ياحاج تمام ولا أنا غلطان؟
طالعه تمام للحظات قبل أن يقول بسخرية:.

-إكده ياحضرة المحامى، الظاهر إنك محامى شاطر وعجر، بس السؤال إهنه، إنت ليه جيتلى البلد ومروحتش ع النجطة وبلغت، أكيد عشان تساومنى مش إكده؟
طالعه مجد بصمت، ليستطرد تمام قائلا:
-عايز منى إيه جصاد انك تنسى كل المعلومات اللى جولتهالى دى وترجع موطرح ماجيت، وتسيب جوز الجتيلة يلبسها، ماهو يستاهل، عشان اتجوز خاطية بنت خاطية، ولو كنت لجيته معاها يوميها كنت خلصت عليه هو التانى وياها.

إبتسم مجد فاستطرد تمام قائلا:
-ها، جولى عايز كام؟
قال مجد بهدوء:
-أنا مش للبيع يامحترم، كل اللى كنت عايزه اعتراف صريح منك بقتلها وأهو تم.
عقد تمام حاجبيه ليتفاجئ بدلوف بعض الرجال إلى الحجرة وأحدهم يقول بصرامة:
-الرائد منتصر الجبالى من مديرية أمن الأقصر، انت مقبوض عليك بتهمة قتل بنتك نور الهوارى، اتفضل معانا.
اتسعت عينا تمام قائلا:
-بس أنا مجتلتهاش ياحضرة الظابط والراجل ده بيكذب عليكم.

رفع مجد تيشيرته ليظهر على صدره جهاز تصنت ليدرك تمام أنه اعترف بنفسه على نفسه، فطأطأ برأسه وتركهم يأخذونه بهدوء، ليبتسم مجد بإنتصار إلى رائف الذي ضرب على يد مجد كفا بكف، يعلنا خلاصهما بمعجزة من تلك القضية.

كان رائف يلملم حاجياته من الحجرة حين وجد مجد يقتحم الحجرة قائلا بقلق:
-رائف أنا مضطر أنزل اسكندرية دلوقتى حالا، هاجر لسة مكلمانى وقايلالى ان زوزا تعبت النهاردة فلازم أروح اتطمن عليها، هتاخد الأوراق وتديها لناجى، ده محامى صاحبى في مصر هيخلص اجراءات الافراج عن حسام وترجع بعدها سماح ومراد وحسن وسمر على اسكندرية.
اومأ رائف برأسه قائلا:
-تمام متقلقش، روح انت لمراتك وابقى طمنا.

أومأ مجد برأسه وهو يضم يده قائلا بامتنان:
-ان شاء الله، وانا مش قلقان طول ماانت جنبنا يارائف، اللى عملته عشانا في اليومين اللى فاتوا ميعملوش غير أخ لإخواته.
ابتسم رائف وكاد ان يقول أخا لكم وحبيب لإختكم ولكنه يدرك ان الوقت ليس مناسبا الآن وسيؤجل كلامه مع مجد بعد أن يتحدث مع سماح فور وصولهم الاسكندرية.

استيقظت زوزا على لمسات رقيقة لوجنتها وكأنها الفراشات تحوم حولها تلامسها برقة، تداعبه، ابتسمت مغلقة العينان فابتسم بدوره بحنان قبل أن تفتح عيونها وتراه أمامها يمرر يده على وجنتها برقة لتتسع عيناها تغمضهما وتفتحهما عدة مرات لتتأكد أنها لا تحلم قائلة:
-مجد انت هنا بجد ولا أنا بحلم؟
إتسعت إبتسامته وهو يغنى قائلا:
-لو كان ده حلم، يا ريته يطول
علشان نفضل نحلم كده علطول.

اعتدلت جالسة بسرعة فأصابها الدوار من حركتها السريعة تلك، أمسكت رأسها وقد شحب وجهها ليقول مجد في قلق امتزج بلهفة:
-انتى كويسة يازوزا؟طمنينى.
أزاحت يدها تأخذ نفسا عميقا وهي تقول:
-كويسة ياحبيبى متقلقش، انا بس مبسوطة انى شوفتك، ومش مصدقة انك جنبى، أنا كنت حالا بحلم بيك.
رفع الغطاء يتمدد بجوارها وهو يسحبها إلى حضنه لتستقر رأسها على صدره وهو يقول:
-بتحلمى بية، وياترى كنت بعمل إيه في الحلم ده؟

أمسكت كفه تعد على أصابعه قائلة:
-أولا كنت راجع من السفر زي دلوقتى حالا، ثانيا صحيتنى من النوم برده زي دلوقتى، ثالثا بقى خدتنى في حضنك.
ابتسم قائلا:
-زي دلوقتى برده مش كدة؟اممم، طب ورابعا...
رفعت رأسها تطالعه بعيون عاشقة وهي تقول:
-بوستنى لإنى واحشاك زي ماانتى واحشنى و...

قاطعها بقبلة أضاعت تلك المسافة الفاصلة بين شفاههما، حبست أنفاسهما من شغفها ورقتها وذلك الشوق الرابض في طياتها، ليبتعد عنها فقط ليمنح لها فرصة للتنفس وهو يقول من بين أنفاسه المتهدجة:
-انتى الوطن اللى مجرد أكون بين أحضانه بحس بالحياة، انتى الروح الى مجرد ماتمتزج بروحى بحس انى عايش، قبلك كنت ميت وفي بعدك كنت ميت ودلوقتى وانتى معايا رجعت للحياة.

أدمعت عيناها من رقة كلماته لترفع يديها تمررها على وجنتيه برقة قبل أن تضم رأسه وتقربه من وجهها تمزج أنفاسها بأنفاسه في قبلة عبرت بها عن كل مايعتمل في قلبها في تلك اللحظة.

13-03-2022 05:21 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [30]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية ضلع مكسور سينجبر
رواية ضلع مكسور سينجبر للكاتبة شاهندة الفصل الحادي والثلاثون

احتضن مراد والده بحب قائلا:
-حمد الله على السلامة يابابا.
ضمه حسام قائلا من وسط دموعه:
-الله يسلمك ياحبيبى.
ثم خرج من حضنه يكفكف دموعه وهو يتلقى التهانى من الجميع، يسلم على رائف ببعض التحفظ فقد علم دوره في إنقاذه ومساعدته إياه ولكنه يظل غريما له رغم كل شيي، قال حسام بامتنان:.

-أنا مش عارف أشكركم إزاي، لولاكم ولولا وقفتكم جنبى، أنا كنت هقضى طول عمرى في السجن أو مش بعيد كان حبل المشنقة لف حوالين رقابتى.
قالت سماح بهدوء:
-متفكرش كتير في اللى فات، ده ابتلاء وربنا نجاك منه فياريت تاخد بالك من خطواتك بعد كدة عشان خاطر مراد على الأقل.

نظر إليها يدرك أنها تقصد حياته الخاصة وسلوكه الذي كاد أن يودى بحياته ويضر بسمعة طفله إلى الأبد، ليومئ برأسه في هدوء، تردد للحظة ثم إقترب منها يمسك يديها وسط دهشتها، كاد رائف أن يتقدم منه بحنق وينزع يديها من يديه ولكن يد حسن منعته فنظر إليه ليجده يهز رأسه نفيا يمنعه من التدخل، ليعقد حاجبيه بقوة وهو يعود ليطالعهما بقلب اشتعلت فيه نيران الغيرة، تود لو خرجت وفتكت بهذا الذي سولت له نفسه بجرحها قديما ثم طلب العفو منها الآن كما يبدو،.

قال حسام بحنان امتزج بالندم:
-أنا عارف إنى غلط في حقك، غلط كبير بس أنا بتمنى من قلبى أدام الكل انك تقدرى بقلبك الكبير تسامحينى ونرجع لبعض كعيلة سعيدة مرة تانية، ونربى ابننا وسطنا زي زمان.
طالعته سماح للحظات قبل أن تنزع يدها من يده ترمقه بعيون خلت من المشاعر فأدرك القادم بألم وهي تقول:.

-احنا عمرنا ما كنا أسرة سعيدة، كان اللى يشوفنا من برة يقول كدة، بس الحقيقة أنا وانت وابنك عارفينها كويس، حياتنا كانت بتدور حواليك انت وبس، راحتك انت وبس، سعادتك انت وبس، أنا اتحملت اهمالك وتجاهلك وانشغالك عننا، اتحملت حتى اهانتك وعصبيتك ومد ايدك، كنت بستحمل كل ده باسم الحب اللى راح أصلا مع كل ده، بس مكنتش حاسة ومكنتش عارفة كمان ان كل حاجة من دول كانت بتعمل شرخ جوايا، شرخ بيكبر كل يوم، أما خيانتك فكانت مجرد حاجة، حاجة كملت على الشرخ و كسرتنى من جوة، للأسف ياحسام أنا واثقة دلوقتى إن جبر كسرى مش عندك لان مراية الحب هي كمان انكسرت وظهرت أدامى على حقيقتك، مرة سألت حد عن الحب فقالى انه عطاء مش أنانية، حرية مش عبودية، مش استغلال أد ماهو تضحية،.

نظرت إلى رائف الذي يطالعها بحنان مستطردة:
-مرة سألت حد عن الحب قال الحب هو انك تشوف نفسك في عيون حبيبك.
لتنظر إلى حسام مجددا قائلة:
-وأنا عمرى ماشفت نفسى في عيونك ياحسام، آسفة، مش هقدر أرجعلك، أنا خلاص عشت حياتى من غيرك وبدأت أنجح فيها، انت كمان عيش حياتك من غيرى، بس المرة دى عيشها صح، دور على واحدة تحبها بجد بكل مافيها، مش واحدة تحولها عشان تكون شبهك، أقولك اختارها شبهك وريح نفسك، وأكيد هتلاقى.

أطرق حسام برأسه في حزن بينما قالت سماح مستطردة:
-دلوقتى أنا مضطرة أمشى.
رفع رأسه بسرعة يطالعها قائلا:
-علطول كدة؟
قال رائف من بين أسنانه بغيظ هامس:
-اللهم طولك ياروح.
كتم حسن ضحكته بينما وكزه رائف بخفة، في حين قالت سماح:
-مضطرة أسافر عشان أطمن على زوزا، احنا اتطمنا عليك خلاص.
أومأ برأسه متفهما فاستطردت:
-هاخد مراد عشان تقدر تكون لوحدك وتشوف اللى وراك، ولما تخلص وتستقر من تانى، ابقى كلم مجد وأنا أبعتهولك.

أدرك أنها تقطع عليه كل السبل للوصول اليها حتى تلك المكالمة التليفونية، لتبتعد مع الجميع مغادرين، تطلع في إثرهم بحزن قبل أن يجلس على الأريكة متهالكا وقد أنهكته كلماتها ونخرت عظامه أكثر من أيام السجن التي قضاها وسط المجرمون.
كانوا يجلسون أمام التلفاز يشاهدون برنامجهم المفضل من سيربح المليون، حين رن هاتفه برقم والدته لتنظر ماجى الى ملامحه التي ظهر عليها الضيق، كاد أن يتجاهل إتصالها لتقول له ماجى:.

-رد عليها يايوسف.
نظر إليها للحظة بتردد، قبل أن يزفر و يجيب قائلا:
-أيوة ياماما.
انتفض واقفا لتقف ماجى بدورها بقلق، تراه وهو يقول:
-طيب، أنا جاي حالا.
أغلق هاتفه لتسأله ماجى على الفور قائلة:
-خير يايوسف؟
قال بجزع هامسا:
-ماما جتلها أزمة قلبية ونقلوها على المستشفى، انا لازم أروحلها حالا.

رغم عدم اقتناعها، الا ان ملامح يوسف وقلقه أجبراها على ان تذهب معه ربما لتواجه حماتها للمرة الاولى والاخيرة وتدلى لها بتلك الكلمات التي تعبر عن مشاعر تعتمل في صدرها لتقول بسرعة:
-أنا جاية معاك.
تطلع إليها بتردد، فقالت بحزم:
-أنا جاية معاااك.
أومأ برأسه متجها إلى سيارته قائلا:
-هشغل العربية.
اتجهت ماجى الى جيسى وبيرى قائلة:.

-حبايبى انا ويوسف هنروح مشوار مهم وهنسيبكم مع دادة فريال، لو سمحتم نقعد عاقلين ومنعملش شقاوة، مفهوم؟
أومآ موافقتان فربتت على رأسيهما بحنان ثم أسرعت هي خلف زوجها، ترغب فقط في رأب الصدع بينها وبين حماتها، لعلها تستطيع وترحم زوجها من شعور التمزق الذي يعتريه بين محاولاته العديدة للتوفيق بينهما، يرغب في الحصول على رضا والدته، و رضا زوجته أيضا.

كانوا في طريقهم للاسكندرية، رائف يقود سيارته، و تركب الى جواره سماح وطفلها مراد بالخلف بينما يتبعهما حسن بسيارته والى جواره اخته سمر، كانت سماح صامتة تنظر إلى الزجاج بشرود حزين، أقلق رائف الذي كان يطمأن عليها بنظراته كل دقيقتان على مايبدو، يتساءل عن سبب شرودها الحزين، هل هي نادمة على رفضها لعرض حسام بالرجوع إليه؟أم ترى هناك سببا آخر لا يدركه؟تبا كم يؤلمه قلبه وهو يظن انها مازالت تحمل لطليقها في قلبها حبا، رغم نكرانها الدائم لذلك، ركز في الطريق أمامه، وهو يقرر في تصميم مصارحتها بمشاعره فور وصولهم الاسكندرية أو ربما يتركها يومان لتستعيد نفسها، وتستقر مشاعرها قبل ان يصارحها ويرى إن كانت تحمل له قدرا ولو بسيطا من المشاعر التي يراها احيانا في نظراتها، وقتها لن يتردد وسيتزوجها على الفور.

انتفض حين ظهرت أمامه فجأة سيارة من العدم، جاءت من هذا الطريق المخالف، حاول أن يتفاداها بكل ما أوتي من قوة فدارت سيارته دورتان قبل أن تصطدم بشجرة، ويسمع هو صرخة سماح، فقد كان الجانب المصطدم بالشجرة، جانبها هي.

تقدم يوسف بعيون دامعة من سرير والدته يلاحظ ملامحها الشاحبة، ووجهها المنهك كما تلاحظه ماجى تماما، لتتأكد من ان حماتها تلك المرة مريضة بالفعل ولا تَدَّعِى المرض، جلس يوسف على هذا الكرسي بجوارها يمسك يدها ويقبلها بحنان بينما وضعت ماجى يدها على كتفه تؤازره، فتحت والدته عيناها لتطالعه قائلة بضعف:
-يوسف!
قال يوسف بلهفة:
-أنا هنا ياماما.
ابتسمت بوهن قائلة:
-الحمد لله، انى شفتك قبل ماأموت.
قالت ماجى بسرعة:.

-بعيد الشر عنك.
نظرت إليها سمية قبل أن تهز رأسها ببطئ، فقال يوسف:
-انتى كويسة ياماما، بتدلعى علية حبة بس، مش كدة؟
ابتسمت دون أن تنطق ثم قالت:
-فين ياسمين؟كان نفسى أشوفها هي كمان وأطلب منها تسامحنى قبل ما...
نهض يوسف يقاطعها قائلا:
-قلتلك انتى كويسة ياماما، حرام عليكى متوجعيش قلبى بالكلام ده، دكتور مصطفى طمنى، وانا هجيبهولك عشان يقولك الكلام ده بنفسه.

ثم تركها مغادرا الحجرة فجلست ماجى بجوارها، تقول بهدوء:
-انتى فعلا كويسة ياطنط وهتبقى زي الفل، بس تاخدى بالك من نفسك ومتحرقيش دمك ولا تزعلى نفسك، وباذن الله متتعرضيش لأزمة قلبية تانى.
قالت سمية بحزن:
-وايه في الدنيا دى ميحرقش الدم؟
قالت ماجى بعيون دامعة:
-أنا اوعدك مفيش حاجة تحرق دمك من تانى،
لتشعر بغصة قاتلة وهي تستطرد قائلة:
-ولو جواز يوسف من علا هيريحك فأنا موافقة.

نظرت إليها سمية بدهشة فأومأت برأسها قائلة:.

-أيوة موافقة، متستغربيش، ومتفكريش انى بعمل كدة عشانك لأ، أنا موافقة عشان خاطر يوسف، تعبت أشوفه وهو في الحالة دى، متقطع ما بينا، لا عارف يرضيكى ولا عارف يرضينى، تعبت أشوفه مش قادر يعيش وهو بيحبنا احنا الاتنين ومش قادر يوفق ما بينا، تعبت أشوفه وهو بيدارى حزنه ورا ابتسامته، أنا مش عايزة أشوفه غير سعيد وبس، ولو سعادته هتتحقق على حساب سعادتى فأنا موافقة، موافقة يتجوز علية.

كاد يوسف الواقف بالخارج مع الطبيب مصطفى وقد استمع إلى حديثها، أن يدلف الآن ويخبرها أن سعادته فيها هي، في تلك المرأة العظيمة التي تزوجها، تلك المستعدة للتضحية بسعادتها فقط كي تراه هو سعيد، يخبر والدته أنه لن يتزوج غيرها أبدا، ولكن الطبيب مصطفى أمسك بيده يمنعه وهو يرى كل تلك الكلمات بداخل عيونه التي فضحت مشاعره يحذره بعينيه أن لا يتهور فحالة والدته حرجة ولن تحتمل أي إنفعال.

لتتسع عيناهما سويا وهما يستمعان إلى سمية وهي تقول:
-أنا إزاي كنت عامية ومشفتش حبك ليه قبل كدة؟
طالعتها ماجى بدهشة بينما استطردت سمية وهي تربت على يدها بحنان قائلة:
-متستغربيش، أنا كمان فتحت عيونى وشفت اللى مكنتش شايفاه، أنا قسيت عليكى كتير، وجيت عليكى أكتر، كنت فاكرة...
وصمتت للحظة قبل أن تستطرد قائلة بصوت شابه المرارة:.

-كنت فاكرة انى بدور على سعادة ابنى بإنى أجوزه بنت خالته اللى بتحبه، كنت فاكرة ان الأصل بالمال، وطلعت غلطانة، الأصل في ناس زيك ياماجى، بيضحوا بسعادتهم عشان الناس اللى بيحبوهم، أنا عارفة أد إيه كان صعب عليكى ترضى بإن يكون لك شريكة في جوزك اللى بتحبيه، بس انتى مفكرتيش غير في يوسف وسعادته وبس ونسيتى ألمك، ودى حاجة مكنتش أتخيل إنك ممكن تعمليها، النهاردة فكرت زيك، وقررت مضغطش على يوسف وأسيبه يعيش حياته زي ما إختارها فأراد ربنا يورينى إنى صح، أراد يوضحلى الفرق بينك وبين بنت أختى اللى من لحمى ودمى، أنا كنت غلطانة بس ربنا أراد انى أفوق قبل فوات الأوان، ويمكن جازانى بمرض إدعيته كعقاب لية، فسامحينى يابنتى، سامحينى واسمحيلى أكون جزء من حياتكم في الأيام القليلة اللى فاضلينلى...

قاطعتها ماجى قائلة من وسط دموعها التي تساقطت بغزارة على وجهها:
-أرجوكى متقوليش الكلام ده، باذن الله هتعيشى وهتبقى كويسة، انتى أصلا جزء أساسى من حياتنا، ربنا العالم انى عمرى ما كرهتك، يمكن زعلت منك بس دايما كنت بنسى زعلى منك عشان خاطر يوسف، من النهاردة خلاص راح الزعل ومش باقى غير الحب، من النهاردة لو تسمحيلى أعتبرك زي أمى الله يرحمها وأناديلك بماما لإنى دلوقتى شايفاها فيكى بجد.

أومأت سمية من وسط دموعها بدورها لتحتضنها ماجى على الفور بينما قال مصطفى بالخارج هامسا:
-معتقدش مامتك محتاجانى، هي لقت علاجها خلاص، فيكم يايوسف.
أومأ يوسف برأسه بدوره بإبتسامة تخللتها دموعه بدوره.
حل رائف حزام الأمان بسرعة وهو يلتفت إلى سماح قائلا بجزع:
-سماح جرالك حاجة؟

لم تجيبه وهي تشعر بالوهن بينما مراد ينادى عليها بخوف، تتسع عينا رائف وهو يرى جانبها الأيمن يتلون باللون الأحمر وقطعة من الزجاج تخترق كتفها، في نفس اللحظة فتح حسن الباب قائلا:
-انتوا كويسين، سواق سكران ولبس في عمود النور اللى...
قطع كلماته بجزع وعيونه تتعلق بأخته ليقول رائف بصوت حازم شابه الجزع:
-خليك هنا ياحسن، متسيبش السواق ده يهرب، بلغ البوليس واستناه وأنا هطلع على أقرب مستشفى بسماح.

كان حسن يتطلع إلى أخته بعيون زائغة، ليقول رائف بصرامة:
-اتحرك ياحسن وابعد عن العربية خلينى أمشى وخلى مراد معاك...
قاطعه مراد قائلا من وسط دموعه:
-أنا جاي معاكوا، مش هسيب ماما.
ليقول رائف بسرعة:
-طيب يا مراد، اتحرك ياحسن.
أفاق حسن من صدمته وهو يبتعد بسرعة ليغلق رائف الباب ويستدير بسيارته منطلقا بأقصى سرعة إلى أقرب مشفى، يمسك بيدها اليسرى قائلا بتوسل:
-خليكى معايا ياسماح، متناميش، أبوس ايدك متناميش.

لتفتح سماح عيونها بصعوبة، تقاوم ذلك السواد الذي يسحبها لأعماقه، تحاول التماسك فقط من أجل طفلها، ومن أجله.
ربتت زوزا على كتفه بيدها الحرة وهي تناديه قائلة:
-مجد، يامجد؟
خرج مجد من شروده لينظر إلى يد زوجته الممدودة له بكوب الشاي بينما ملامحها القلقة توحى بأن ندائها بإسمه قد تكرر كثيرا، ليأخذ منها كوب الشاي بسرعة، فجلست إلى جواره مستطردة بقلق:
-مالك ياحبيبى، سرحان في إيه؟

قال مجد وهو يمسك يدها بيده الحرة:
-مش عارف يازوزا قلبى مقبوض وكأن فيه حاجة هتحصل، مش عارف، ومش مرتاح.
قالت زوزا بحنان:
-متقلقش ياحبييى، انا بقيت كويسة خلاص، متخليش اللى حصل زمان يخوفك علية.
أومأ برأسه قائلا:
-معاكى حق، يمكن خوفى من اللى حصل زمان هو اللى مأثر علية ومخوفنى أو...
لتتسع عيونه بخوف فقالت زوزا متوجسة:
-مالك يامجد؟طمنى.

ليترك يدها وهو يضع الشاي على الطاولة أمامه، يمسك هاتفه بسرعة يطلب رقما وهو يقول:
-اخواتى يازوزا، اخواتى، ألطف ياااارب.



المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
قلب مكسور وموجوع .. احمد سعد يمر بازمة عاطفية Moha
0 406 Moha
اكتشاف سر الصداقة المكسورة بين “سيلينا غوميز” وصديقتها المتبرعة لها بكليتها Moha
0 375 Moha
بالصور .. الفنانه شيريهان قطب تتألق على خشبه مسرح الطليعه فى شباك مكسور Moha
0 508 Moha
خلفيات شاشه مكسوره مثل الحقيقية essam
0 3359 essam

الكلمات الدلالية
رواية ، مكسور ، سينجبر ،


 





# فنون # مشاهير # صحة # منوعات # الأطفال # English # تفسير الأحلام ثقافة # قصص # سيارات Cars # صور # تقنيات # الاجهزة الالكترونية # المطبخ # كلام فى الحب # أبراج # رياضة # ازياء # حكم وأقوال تطوير الذات# خلفيات # صور بنات # مشاهير # ديكور # صباح الخير # مكتوب برقيات شهر رمضان # جمعة مباركة # حب رومانسية # عيد # ادعية # خلفيات كرتون # منوعات # موضة # الأم # أطفال # حيوانات # صور ورد # اكلات # New Year # مساء الخير # اللهم صلي علي النبي # القران الكريم # صور نكت # عيد ميلاد # اعلام # سيارات # تهنئة الخطوبة # حروف واسماء # الغاز # صور حزينة # فساتين # هدايا # خلفيات النادي الاهلي # تسريحات شعر # الاصدقاء # بوستات نجحت # خلفيات نادي الزمالك # حب رومانسية # تهنئه # ازياء # صور بنات # صوره وكلمه خلفيات # كرتون # بروفايل رمزيات # دينية # سيارات # مضحكة # أعلام # مسابقات # حيوانات # ديكور # أطفال # أكلات # حزينة صور شباب أولاد ر# صور # الطب و الصحة # مقالات عامه # CV المشاهير # وصفات الطبخ # العناية بالبشرة غرائب وعجائب # قصص روايات مواعظ # صور حيوانات # وصفات الحلويات # الرجيم والرشاقة # نكت مضحكة # صور خلفيات # العناية بالشعر # شروحات و تقنيات # videos # Apps & Games Free # موضة أناقة أزياء # سيارات # ديكور # رعاية الأطفال # نصائح المطبخ # موبايل جوال # الفوركس # التعليم والمدارس # الحمل و الولادة # اخبار الرياضه # وظائف # صحة المرأة # حوادث # صور بنات # صور اطفال # مكياج و تجميل # عناوين بنوك شركات محلات مطاعم # العاب الغاز # عيد # كلمات الاغانى # اشغال فنيه واعمال يدويه # مصر # أشعار خواطر # للنساء فقط # للرجال فقط # صور شباب # علاج النحافه # رسائل SMS # أكلات نباتية - Vegetarian food # برامج الكمبيوتر # المراهقة # جمعة مباركة # blogger # رعب # لعنة العشق # حب # اسلامية # قاسي ولكن أحبني # أحفاد أشرار الحرب لأجلك سلام # أسمى معاني الغرام # حقيقية # لقد كنت لعبة في يده # ملهمة # أباطرة العشق # عربية # حب خاطئ # لست مميزاً # من الجاني # مشاهير # راقصة الحانة # اغتصاب طفلة # عاشقان يجمعهم القدر # الطريق الصعب # خيال علمي # أشواك الحب # تاريخ # سجينة ثوب الرجال # لروحك عطر لا ينسى # أطفال # عشق وانتقام # لازلت أتنفسك # لقاؤنا صدفة # للحب معان أخرى # خاتم سليمان # ممن أنتقم # نجاح # أبواب وهمية # حلمى فى صفيحة قمامة # فيلم # مجنون بحبك # بين شباكها # حزينه # رحلات جوليفر # عذاب قسوته # عندما ينادي الشيطان # لعنة حبك # مريم وامير # هدوء في قلب العاصفة # الحاسة السادسة # المشعوذة الصغيرة # عباقرة # لوعة العشق # حروب # قدر بالإجبار # بنات مضحكه# فوركس Forex# صحتك # الصور والخلفيات # الطبخ والحلويات # منوعات # اخبار الفن # القصص و الروايات الألعاب الرياضية # الحياة الزوجية # أزياء وملابس # الأم و الطفل # دراسات لغات # افكار منزلية # انترنت تكنولوجيا # صفات الابراج # حيوانات ونباتات # تفسير الاحلام # معانى الاسماء # خواطر و اشعار # الكون والفضاء اجمل نكته# Mix # Forex # youtube # foods # Kids # Health education # stories # News # kitchen # woman # Famous # Sport # Animals

-------

الساعة الآن 04:36 صباحا