أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتدى جنتنا، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .





رواية ضلع مكسور سينجبر

تأملوا ابتسامتهاإن رأيتموها مشرقة تشع في عينيها فاعلموا أنها تزوجت رجلا أحبها.أما إن رأيتموها باهتة توقفت تلك الابتسامة ..



13-03-2022 05:19 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [25]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية ضلع مكسور سينجبر
رواية ضلع مكسور سينجبر للكاتبة شاهندة الفصل السادس والعشرون

فتحت لها الخادمة فألقت عليها التحية بهدوء ثم دلفت إلى الداخل، تبحث بعينيها عن زوجها ووالدته فلم تجدهما بالردهة لتقول الخادمة:
-الهانم الكبيرة والبيه في أوضة المكتب.
ابتسمت ماجى وهي تومئ برأسها، إستأذنت الخادمة للعودة إلى أعمالها بالمطبخ، فاقتربت ماجى من المكتب وكادت أن تدلف إليه فتوقفت يدها على مقبض الباب وهي تسمع السيدة سمية تقول بغضب:.

-هي كلمة واحدة يايوسف، ياتتجوز بنت خالتك يااما قلبى وربى غضبانين عليك، ومش عايزة أشوفك تانى.
عقدت ماجى حاجبيها بينما يوسف يقول:
-ياماما قلتلك ميت مرة قبل كدة أنا بحب ماجى ومستحيل هتجوز عليها، أنا مش ممكن أأذيها بالشكل ده.
قالت والدته:
-قول كدة يايوسف، قول إنها أهم عندك منى، مش ممكن تإذيها، لكن تإذينى أنا شيئ عادى، مش كدة؟
قال يوسف بسرعة:.

-لأ طبعا ياماما، انتى وماجى عندى أهم اتنين بالدنيا ومستحيل أفكر أأذى حد فيكم.
قالت والدته بحنق:
-وانت كدة مش آذينى، ياابنى افهم بقى، نفسى أشوفلك ولد من صلبك يحمل اسمك واسم باباك من بعدك، ومراتك شكلها خلاص مش هتجيبلك ولاد تانى.
أغمضت ماجى عينيها بألم بينما يوسف يقول:
-حتى لو ده حصل، كفاية علينا ياسمين، أنا راضى.
قالت سمية بغضب:
-بس أنا مش راضية، أنا عايزة حفيد، فاهم ولا لأ؟
قال يوسف:
-ياماما...

قاطعته قائلة بغضب:
-بلا ماما بلا نيلة، ماهو ياتتجوز بنت خالتك وتجيبلى الحفيد ياإما قسما بالله...
توقفت عن الكلام وهي تمسك بقلبها ويظهر على وجهها الألم ليسرع يوسف إليها قائلا بقلق:
-ماما، مالك، انتى كويسة؟
قالت والدته بضعف:
-عندك هيموتنى يايوسف، انت عارف ان قلبى تعبان والدكتور مصطفى مانعنى من الانفعال، وانت أهو معصبنى، ريحنى ياابنى، ريحنى وقول انك هتتجوزها.
قال بقلب يتمزق ألما:
-ياماما...

قاطعته بصوت متهدج:
-ريحنى ياابنى، أنا بموت أدامك.
قال بقلة حيلة:
-خلاص ياماما، هتجوزها، هتجوزها لو ده يريحك.
فتحت ماجى الباب في تلك اللحظة تطالعهما بصمت، نظر إليها يوسف بصدمة بينما إختفى الألم من على وجه والدته وهي تطالعها بإبتسامة إنتصار خفية، ليصيب ماجى الحنق، بينما يوسف يقول:
-ماجى!
نظرت إليه ماجى بخيبة أمل قائلة:
-هتتجوز يايوسف؟
قال بإضطراب:
-أنا، أنا...
إبتسمت بمرارة قائلة:.

-انت إيه ها؟صدقت التمثيلية اللى والدتك عاملاها وبسرعة وافقت.
تحولت ملامح يوسف إل الغضب وهو يقول:
-تمثيلية ايه بس ياماجى، انتى مش شايفة حالتها؟
قالت السيدة سمية في وهن مصطنع:
-سيبها يايوسف، سيبها تظلمنى، أنا من الأول قلتلك انها مبتحبنيش.
قالت ماجى بمرارة:
-انتى اللى عمرك ماحبتينى ولا حبيتى حتى بنتى، بس متصورتش أبدا إنك توصلى للدرجة دى وتستغلى حب ابنك ليكى بالتمثيلية الحقيرة دى...
قاطعها يوسف هادرا:.

-ماجى، خدى بالك من كلامك، ياإما...
ترك جملته معلقة، فنظرت إليه ماجى بعيون غشيتها الدموع لتقول بألم:
-ياإما إيه يايوسف، هتريح مامتك أكتر وتطلقنى، عموما مش هتفرق، اللى ممكن يجرحنى ويتجوز علية عشان يرضى مامته ممكن يعمل أكتر، وأنا مش هرضى افضل على ذمتك وأهين كرامتى معاك أكتر من كدة.
عقد يوسف حاجبيه قائلا في توجس:
-قصدك إيه ياماجى بالكلام ده؟
قالت ماجى بحزم تخللته المرارة:.

-قصدى واضح يايوسف، أنا مش هرجع على البيت، هروح عند سماح وياريت ورقة طلاقى توصلنى هناك.
ثم استدارت تركض مغادرة بعيون غشيتها الدموع لينظر يوسف بإثرها في صدمة قبل أن ينظر إلى والدته التي تصنعت الحزن...
لم يتوانى للحظة وهو يشعر بحياته تضيع بغيابها، أسرع خلفها ليراها تعبر الطريق بسرعة دون أن ترى تلك السيارة المتجهة نحوها ليصرخ بإسمها، في لوعة.

دلف يوسف مترددا إلى حجرتها التي إتخذتها سكنا لها وحدها بعد أن عادت من المشفى حيث قرر الطبيب أن إصابة رأسها بسيطة ولا داع لبقائها تحت الفحص أكثر من ذلك، لم تنطق بكلمة طوال الطريق رغم محاولاته التبرير لها، فقط ترمقه ببرود، بصمت، بعيون غاب عنهم الدفء، الحنان، والحب.
اقترب منها حيث كانت ممددة على سريرها تطالع كتابا، جلس بجوارها هامسا بإسمها:
-ماجى.
تركت كتابها تطالعه ببرود، فاستطرد قائلا:.

-انتى هتفضلى مخاصمانى كدة كتير؟أنا مش قلتلك ان الكلام اللى قلته لماما كان غصب عني وانى...
قاطعته قائلة:
-لحد امتى يايوسف؟
نظر إليها مستفسرا بحيرة لتستطرد بألم:
-لحد امتى هتفضل تيجى علية عشان خاطرها؟لحد امتى هتكون ضعيف أدامها لدرجة إنك تبقى في ايديها زي اللعبة تحركك زي ماهي عايزة.
قال بألم:
-أنا مش لعبة وانتى...
قاطعته بحدة مريرة قائلة:.

-أنا إيه ها؟مشاعرى فين؟حمايتك لمواطن ضعفى فين؟أنا مبقولكش كون عاق لوالدتك، بس بقولك حافظ علية وعلى مشاعرى، حاول تخرج برة دايرتها، متخليهاش تستغل حبك ليها بشكل هيدمر حياتنا.
نهض يوسف يمرر يده في رأسه قائلا:
-حاولت، صدقينى حاولت، بس هي مريضة زي ماشفتى...
قاطعته قائلة:.

-مامتك صحتها أحسن منى ومنك، بس هي عارفة إزاي تستغل طيبتك وحبك ليها، عموما يايوسف، أنا مش هقبل إنى أكون في النص بينكم، انا إنسانة وليها كرامة حساها بتتهان، وعشان كدة ياابن الناس جه الوقت اللى تختار فيه بين انك تكمل معايا ومتسمحش لوالدتك تخرب حياتنا، أو تطلقنى وتروح تتجوز بنت خالتك وترضى والدتك المريضة زي مافهمتك.
إتسعت عيون يوسف في صدمة قائلا:.

-وقدرتى تنطقيها بالسهولة دى تانى؟أطلقك ياماجى، ده اللى انتى بجد عايزاه؟
نظرت إلى عينيه مباشرة وهي تقول بألم نطقت به ملامحها:.

-اللى خلاك بسهولة تقول لمامتك موافق ياماما، هيخلينى بسهولة أنطقها، ومع ذلك بص لملامحى، ده شكل واحدة مبسوطة؟حس بقلبى اللى بيتقطع دلوقتى وأنا بقولها، ده أنا اتخلقت من ضلعك انت يايوسف ويشهد ربى إنى بحس بإنى جزء منك، بس الضلع ده إنكسر وإنكسر معاه قلبى، أصعب حاجة على الست يايوسف إنها تحس إنها ولا حاجة بالنسبة لجوزها، إنها تتخان، الخيانة مش بس خيانة جسد أو فكر، الخيانة بتكون خيانة وعد كمان، وانت خنت الوعد يايوسف، ومتحاولش تفهمنى انك كنت بترضيها بالكلام وبس، انت عارف من جواك انك كنت هترضيها فعلا وهتتجوز لو ده هيريحها، وأنا اللى زيي مبتقدرش تتحمل الخيانة، الموت بيكون أسهل بالنسبة لها، طلقنى يايوسف، طلقنى.

تأمل عيونها التي تصرخ بالألم، تحتبس الدموع بمقلتيها، يدرك أنهما وصلا إلى طريق مسدود ان كانت تلك مشاعرها، وأن الكلام بالوقت الحالى لا داع له، ليطرق برأسه ويخرج بخطوات منكسرة، وما ان غادر حتى سقطت دموعها على وجنتيها كشلال متدفق يصاحبه شهقات متقطعة فوضعت يدها على قلبها علها تخفف الألم قليلا، دون جدوى.

بينما توقف يوسف بالخارج يستند إلى الحائط برأسه، يغمض عيونه بألم وهو يستمع إلى بكاءها، قبل أن يغادر بخطوات مسرعة يدرك أنه لن يحتمل، المزيد.

كان رائف يلاعب مراد (بلاي ستايشن)ليقفز مراد مهللا وهو يقول:
-جووووووول.
إبتسم رائف وهو ينهض يخرب تسريحة مراد قائلا:
-مبارك يابطل.
قال مراد بإبتسامة واسعة:
-الله يبارك فيك ياآنكل.
قالت بيرى بإبتسامة:
-دى أول مرة أشوف حد بيهزم بابى في اللعبة دى، برافو يامراد.
لم يعلق مراد، بل اكتفى بإبتسامة خجولة، ليقول رائف:
-إيه رأيكم بقى نخرج نقعد في الجنينة شوية؟
قالت بيرى بإبتسامة واسعة:.

-ياريت، هروح بس أكلم جيسى أطمن عليها وهحصلكم علطول.
أومأ رائف برأسه بينما أسرعت بيرى بالخروج ليقول رائف وهو يمشى بجوار مراد:
-مامتك عند طنط ماجى دلوقتى، مش كدة؟
اومأ مراد برأسه قائلا:
-حالة طنط ماجى النفسية وحشة أوى وماما عندها علطول، وكمان جيسى مش مبسوطة، انا قلتلها تيجى معايا بس هي مرضتش تسيب مامتها.
قال رائف:
-جيسى متعلقة بمامتها اوى، زيك، مش كدة؟
أومأ مراد برأسه قائلا بتقرير:.

-ماما وطنط ماجى أمهات تستاهل تتحب.
ابتسم رائف ولم يعلق، وصلا إلى الحديقة، فجلسا على الأرجوحة، وما ان جلسا حتى اقترب منهما شاب متوسط الطول بشوش الوجه، يستأذن رائف بالرحيل لزيارة والده فأذن له بود، ثم استدار رائف لمراد قائلا:
-شايف الشاب ده يامراد، شايف أد ايه مؤدب ومحترم، ويبان مبسوط، بس مع الأسف رغم ابتسامته، الحزن باين جوة عنيه؟
أومأ مراد برأسه ليستطرد رائف قائلا:.

-عماد ده بالذات بحسه زي ابنى، مش طباخ شغال عندى وبس، حكايته هي اللى قربت بينا وخليتنى أشغله عندى أساسا، كانت والدته الست نجية الله يرحمها شغالة عندنا، وكانت بتقاسى كتير من جوزها اللى كان بيشغلها ويشرب بفلوسها، كان بيعاملها بقسوة واحد خلاص الشرب ضيع عقله، كنت كتير بلاقيها معيطة وخايفة على إبنها من قسوة جوزها عليه وضربه فيه، مكنش في ايدى حاجة أعملهالها غير إنى أسجنه بس هي رفضت، خافت على ابنها من سمعة أبوه اللى ممكن تدمره، حاولت أساعدها على أد ماقدرت، شغلت ابنها معاها عشان يكون جنبها وتحت عنيها، دارت الأيام وماتت ست نجية، فضلت أساعد عماد وأبعد عنه أذى والده على أد ماقدرت، لغاية ماوالده عمل حادثة واتشل، ورغم كدة عماد مرضاش يتخلى عن والده، مكنش قادر على الشغل ورعاية والده في نفس الوقت إلا إنه حاول بكل جهده، حاولت أساعده ماليا رفض، فدخلت والده مصحة تقدر ترعاه وفهمته ان المصحة بترعى بعض الحالات بدون مقابل كحالات إنسانية يعنى، ومن ساعتها وهو بيزوره يومين في الأسبوع بيقعد معاه ويراعيه وكأنه كان أب مثالى، مش أب مراعاش ربنا في عيلته، بالعكس وراهم ظلم كتير، ده حتى لماسافرت مرضاش عماد يسافر معايا وقعد هنا في البيت ياخد باله منه عشان خاطر ميبعدش عن والده، كنت بستغرب دايما بِرّة بباباه، رغم كل اللى شافه منه هو ومامته الله يرحمها وفي يوم سألته تعرف رد وقاللى إيه؟

كان مراد يستمع إليه مطرق الرأس فرفع رأسه يطالعه في تلك اللحظة حين استطرد رائف قائلا:
-قاللى ان ربنا جعل العقوق من الكبائر بعد الشرك بيه، وان الرسول صل الله عليه وسلم قال...
قال مراد:
-عليه الصلاة والسلام
قال رائف بإبتسامة:
- قال ان كل الاعمال يؤجل حسابها في الآخرة، إلا عقوق الوالدين جزاؤه عند ربنا بيكون في الدنيا والآخرة، وده أكيد من عِظم الذنب.

حكالى كمان حكاية أثرت فية، قاللى ان كان فيه ولد عاق جاله أبوه يطلب منه معروف فتطاول عليه الولد بالسب والضرب ومسك برجليه وهو متمدد على ضهره وقعد يزحف بيه الأرض لغاية ما وصل بيه لعتبة باب بيته عشان يرميه برة فلقى حد من جيرانه فسابه ودخل بيته.

وبعد الإهانة دى خرج الأب وهو بيبكي، وتمر الأيام ويكبر الابن ويكبر ولاده وراح لابن منهم يعاتبه في أمر من الأمور، وإذا بالابن يتطاول عليه بالسب والضرب ومسك برجليه وهو متمدد على ضهره وقعد يزحف بيه الأرض لغاية ما وصل بيه لعتبة باب بيته عشان يرميه برة، وكان هيكمل
بس هنا قال الأب لابنه:
كفى يا بني لقد وصلت بأبي إلى هذا الحد ولو زدت أنت عن هذا فمعناه أن غضب الله عليّ شديد.

وده معناه طبعا ان كما تدين تدان ولو عاملت والديك بعقوق هتتعامل بنفس الطريقة، حتى لو كان الأهل وحشين ففى النهاية بِرّهم واجب علينا وعقوقهم ذنب عقابه شديد عند ربنا.
أطرق مراد برأسه مجددا قائلا بحزن:
-حضرتك تقصد من الكلام ده ان تصرفى مع والدى كان غلط مش كدة؟
رفع رأسه يطالع رائف الذي ابتسم لفطنة هذا الطفل قائلا:.

-أنا مقصدش حاجة يامراد، أنا بحكيلك اللى عماد قالهولى وفي الآخر القرار ليك، بس لو سألتنى عن رأيي فهقولك انك من جواك عارف ان تصرفك مع والدك كان غلط، بس الاوان لسة مفاتش عشان تصحح غلطك، بِرّ والدك حتى لو غلطان، عامله بالمعاملة اللى تحب ولادك لما تكبر يعاملوك بيها،
هز مراد رأسه بهدوء موافقا وكاد أن يقول شيئا لولا صوت بيرى الذي قاطعه وهي تقول بمرح:
-أنا جبت لعبة الألغاز، مين هيلعب معايا؟

قال رائف بإبتسامة:
-إلعبى مع مراد يابيرى، على ماأقوم أعمل مكالمة وأرجعلكم تانى.
لينهض بينما إتجهت بيرى إلى الطاولة تضع لعبة الألغاز عليها قائلة بمرح:
-تفتكر هتغلبنى زي بابى؟
إرتسمت إبتسامة باهتة على ثغر مراد وهو يتجه نحوها بينما كلمات رائف تتردد في عقله، مرارا وتكرارا.

قالت سماح بحزم:
-لأ مش صح، تصرفك غلط وانتى من جواكى عندك شك وإلا مكنتيش طلبتى رأيي ياماجى.
رمقتها ماجى بصمت فإستطردت سماح قائلة بحنان:
-ياماجى ياحبيبتى، أنا عارفة إن طنط سمية صعبة حبتين.
نظرت إليها ماجى بسخرية فابتسمت سماح قائلة:.

-تلات حبات ياستى، بس انتى ست عاقلة وعارفة انها مهما عملت فهي أم بتفكر في مصلحة ابنها بغض النظر عن أي شيئ، أكيد تصرفها غلط، مش واخدة بالها انها بتضر ابنها أكتر ما بتنفعه بس انتى فرقتى عنها في إيه؟
طالعتها ماجى مستنكرة فقالت سماح:.

-انتوا الاتنين فكرتوا بأنانية، محدش فيكم فكر في يوسف، مامته بتشده من جهة وانتى كمان بتشديه من الناحية التانية، وهو في النص مش قادر يرضيكوا انتوا الاتنين، متنكريش انه بيحبك وحاول كتير يرضيكى، رفض فكرة والدته اللى بتحاول تقنعه بيها من زمان، بس هي زي ماقلتى حاولت تضغط عليه بمرضها، غصب عنه في اللحظة دى كان لازم يراضيها بالكلام اللى قاله ومعتقدش انه كان هينفذه أساسا، بس انتى عملتى ايه!ها، عملتى زيها بالظبط وضغطى عليه بزعلك وخصامك وطلبك الطلاق.

أطرقت ماجى بحزن، لتربت سماح على يدها قائلة:
-انتى مش شايفة حالته عاملة إزاي؟مش شايفة زعلك منه عامل فيه إيه؟مش صعبان عليكى ياماجى؟
نظرت إليها ماجى قائلة بصوت مختنق:
-أنا، أنا...
قالت سماح:.

-انتى بتحبيه وعارفة انه بيحبك بس كرامتك واقفة بينك وبينه، متخليهاش واقفة كتير ياماجى بينكم لإنها في الآخر هتخسرك يوسف، فكرى بعقلك وقلبك الكبير اللى عودتينا عليهم وهتلاقى ان مفيش حاجة في الدنيا تستاهل تفرق بينك وبين يوسف، احتويه وحاولى تحتوى مامته بصبرك عليها، وان مقدرتيش تحتويها يبقى تطنشيها ومتسمحيش ليها بإنها تنجح في تفريقكم عن بعض.
قالت ماجى بألم:.

-قلبى بيوجعنى ياسماح، بيوجعنى أوى، كلام والدته عني جرحنى حسسنى انى مش ست وانى مش هقدر اديله الوريث اللى نفسه فيه، زعلى مش منه أكتر ماهو زعل على نفسى، بفكر ان جايز عندها حق، وانه لازم يتجوز واحدة تانية عشان...
قاطعتها سماح قائلة في مرارة:
-مش هتقدرى تتحملى حتى الفكرة ياماجى، ان واحدة تشاركك في حبيبك دى أصعب حاجة في الدنيا واسألينى أنا.

رمقتها ماجى بشفقة تدرك أنها مرت بهذا الاحساس بالفعل، لتربت على يدها قائلة:
-أنا آسفة لو فكرتك بجرحك.
ابتسمت سماح ابتسامة باهتة وهي تقول:
-منستهوش أصلا عشان افتكره، انا وضعى مختلف عن وضعك ياماجى، انا جوزى خانى فعلا رغم انى مقصرتش معاه، وده خلانى حسيت انه مكنش شايفنى كفاية عليه، جوزى كسرنى، كسرنى كسر عمره ماينفع ينجبر، لكن يوسف، يوسف حاجة تانية، حتى لو كسر قلبك من غير قصد فصدقينى بحبه هيجبرك من تانى.

رمقتها ماجى بتردد فربتت سماح على يدها قائلة:
-بس افتحيله باب يدخل منه لقلبك تانى، خليه جواكى عشان يقدر يجبر كسرك ياماجى.
طالعتها ماجى للحظات قبل أن تبتسم بهدوء لتبادلها سماح ابتسامتها، براحة.

كان رائف يجلس مع يوسف بالردهة بينما يلعب الأطفال على مقربة منهم حين اقتربت منهم سماح، حيت رائف برأسها وابتسامة رقيقة تعتلى ثغرها فبادلها إياها، بينما تأهب يوسف قائلا بلهفة:
-أخبارها ايه دلوقتى ياسماح؟
اتسعت ابتسامة سماح وهي تدرك حبه ولهفته على زوجته قائلة:
-هتبقى كويسة، خليك بس جنبها وهتبقى كويسة يايوسف.

طالع رائف ملامحها باعجاب، هدوئها يخلب لبه وابتسامتها تطيح بخفقاته، حانت منها نظرة إليه فلاحظت نظراته إليها لتتنحنح في رقة وهي تشيح بنظراتها عنه قائلة:
-احمم، أنا مضطرة أمشى دلوقتى عشان إتأخرت،
قال رائف بسرعة:
-هوصلك.
نظرت إليه قائلة بارتباك:
-لأ، شكرا، مجد برة هيوصلنى، عن إذنكم.
تابعها وهي تغادر مع مراد الذي لوح له قبل أن يغادر، ظل ينظر في إثرها متجمدا كالتمثال وكأن طيفها لم يزل حاضرا، ولم يغب.

رمقه يوسف بدهشة للحظات قبل أن تلمع عيناه بإدراك ليبتسم بخبث قائلا:
-على فكرة، سماح مشيت يارائف.
التفت إليه رائف قائلا بارتباك:
-ها، آه، ماأنا عارف.
قال يوسف:
-ولما انت عارف، واقف لسة ليه، ماتقعد.
قال رائف وهو يجلس:
-قعدت أهو.
جلس يوسف بدوره قائلا باهتمام:
-قولى بقى ومتتهربش، ايه الحكاية؟
قال رائف باضطراب:
-حكاية ايه بس؟
قال يوسف بحنق:
-قلتلك متتهربش، الحكاية على وشك وملامحك واضحة زي الشمس، الصنارة غمزت، صح؟

أشار رائف بعينيه الى الفتاتين وهو يقول:
-بس، هتفضحنا.
ابتسم يوسف بخبث قائلا:
-وهي فيها فضيحة كمان، ده الموضوع كبير أوى بقى، قول ياكبير، احكى.
تنهد رائف قائلا:
-احكى ايه بس؟انا نفسى مش عارف مالى، أول مرة أعيش الاحساس ده، أول مرة أكون بالشكل ده، وده ملخبطنى.
قال يوسف:
-طب ماتحكيلى حاسس بإيه وأنا أريحك.
طالع رائف يوسف بتردد للحظات قبل أن يحكى له عن مشاعره، لتتسع عيون يوسف بدهشة.

كانت سماح تجلس في مقدمة السيارة إلى جوار مجد يتحدثان، تطمئن سماح أخاها على ماجى حين قاطع حديثهما صوت مراد المتردد وهو يقول:
-ماما أنا، أنا...
التفتت إليه سماح تطالعه بحب قائلة:
-انت ايه ياحبيبى؟
طالعها بعيون حزينة قبل أن يطرق برأسه قائلا:
-أنا موافق أشوف بابا.
ألقت بسرعة نظرة إلى مجد الذي طالعها بدوره ثم نظرت إلى طفلها مجددا قائلة:
-بجد يامراد؟

رفع إليها ناظريه يطالعها وهو يومئ برأسه ببطئ، ادركت من حزنه أنه يفعل ذلك مرغما، ابتسمت بحنان تمد يدها تربت بها على وجنته قائلة:
-ربنا يبارك فيك يامراد، هخلى خالك مجد يكلم والدك ويفرحه.

ابتسم ابتسامة باهتة يومئ برأسه مجددا ثم أشاح بناظريه عنها بإتجاه زجاج النافذة بجواره يطالع الخارج بصمت، بينما طالعت سماح مجد بنظرة تخبره بأنها إلى حد ما، سعيدة بذلك القرار، أومأ لها مجد برأسه ثم طالع الطريق امامه لايدرى في قرارة نفسه صواب القرار أو خطأه...

التفتت سماح بدورها تطالع الطريق في صمت، تشعر بالعرفان تجاه رائف، تعلم أنه لولاه ما اتخذ ولدها هذا القرار أبدا، يخالط شعورها بالجميل مشاعر اخرى لم ترغب في أن تتوقف عندها، مطلقا.

قال يوسف بحماس:
-متلخبط ازاي بس؟
أشار إليه رائف بخفض صوته مشيرا الى الفتيات، فأومأ يوسف برأسه متفهما وهو يخفض صوته مستطردا:
-على فكرة بقى انت مش معجب بيها.
طالعه رائف بحيرة ليستطرد يوسف قائلا:
-الاحاسيس اللى بتحكيلى عنها هي الأحاسيس اللى بحسها ناحية ماجى بالظبط، وده ياصديقى الحب اللى بيعدى مرحلة الاعجاب.
طالعه رائف للحظات قبل أن يهز رأسه نافيا وهو يقول بتوتر:.

-حب إيه بس انت اتجننت؟ده أنا بالعافية بعترف انه اعجاب، اعجاب بشخصية نادرة مقابلتهاش قبل كدة مش أكتر، توافق أرواح حتى، لكن حب، معتقدش، واعتقادى دلوقتى ان موضوعك مع ماجى مأثر على عقلك.
قال يوسف:.

-اسمعنى بس يارائف، انت بتقول انك بتحس بالراحة معاها، بتفرح لفرحها وتزعل لزعلها، بتقول انها مختلفة عن أي واحدة قابلتها وانك بتحسها زي بنتك أو حتة منك، بتقول ان يومك مبقاش يكمل من غيرها وانك بتستنى اللحظة اللى تشوفها فيها، لو مكنش ده حب يبقى ايه طيب؟
زفر رائف قائلا:.

-مش عارف وحاليا مبفكرش أدي لمشاعرى مسمى، سماح محتاجة دلوقتى صديق يقف جنبها، مش محتاجة حياتها تتعقد اكتر من كدة وانا ومشاعرى، أكيد هزود تعقيدها.

رمقه يوسف صامتا، يتمنى لو صح أمله وكان رائف يحب سماح حقا ليتحدى الجميع من أجلها، فربما عوضها حبه عن كل ماعانته سابقا، وتعوضه هي عن ماض بائس، فلو كان يتمنى زوجة لرائف ماتمنى غيرها، ولكن ربما رائف على حق وحياة سماح الآن معقدة بما يكفى، ربما ليس الوقت مناسبا فحسب...
أفاق من أفكاره على صوت رائف يدعو طفلته للرحيل، ليقول بسرعة:
-هتمشى؟
أومأ رائف برأسه قائلا:.

-أيوة، حاول تحل المشكلة اللى بينك وبين ماجى قبل ماتكبر، ونصيحة منى، متصدقش كل اللى عنيك بتشوفه، محدش فينا ملاك بريئ، كلنا بنغلط، دور على الحقيقة حتى لو هتوصل انك تشكك فيها لغاية ما تتأكد من انها هي وبس الحقيقة يايوسف.
ثم تركه في حيرته مغادرا مع طفلته ليجلس في مكانه يفكر في كلمات رائف التي تتردد في عقله، عن أي حقيقة يبحث وفيم يشكك، اقتربت منه ياسمين قائلة:
-هي تيتة مريضة يابابى؟

أمسك يوسف يدها يجلسها بجواره قائلا بحنان:
-أيوة ياحبيبتى، دكتور مصطفى قال...
صمت للحظات وعقله يردد:
ماذا قال الطبيب، هو لم يسمعه أبدا يقول أي شيئ، ربما تلك هي الحقيقة التي يطالبه رائف بالتشكيك فيها كما طالبته زوجته سابقا، ربما وجب عليه حقا أن يشكك في تلك الحقيقة، ولكنه يخشى أن تؤول تلك الحقيقة إلى كذبة، كذبة مقيتة، أو ربما هو يتمنى في قرارة أن تكون كذلك.

13-03-2022 05:19 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [26]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية ضلع مكسور سينجبر
رواية ضلع مكسور سينجبر للكاتبة شاهندة الفصل السابع والعشرون

نظر رائف إلى الرسالة التي أعطته إياها سماح بتمعن قبل أن يتركها على سطح المكتب وهو يزفر بقوة، قالت سماح بحيرة:
-الرسالة فيها حاجة مضايقاك؟
نظر إليها قائلا:
-بالعكس، الرسالة فرحتنى جدا، وافقوا على طلباتتا بس...
صمت فحثته قائلة:
-بس ايه؟
قال بهدوء:
-رئيس الشركة عندهم مبيسافرش يمضى العقود.
قالت سماح:
-وفيها ايه؟مايبعت مندوب ليه يمضى العقود بداله.
هز رأسه نافيا وهو يقول:.

-لأ، مش هينفع، أصله بيمضى العقود بنفسه، عايزنى أسافر نمضى العقود علطول.
قالت بهدوء:
-خلاص سافرله.
قال بحيرة:
-وأتفاهم معاه ازاي بس؟محتاج مترجم.
قالت:
-أكيد عندهم مترجم، هيساعدك.
مال ينظر إلى عمق عينيها قائلا:
-وتعرفى عني إنى ممكن آآمن لمترجمهم، او أمضى حاجة قبل ما أكون متأكد مية في المية إيه هي، وإيه اللى بمضى عليه؟وللأسف معتز والده تعبان ومش هيقدر يسيبه ويسافر معايا.

أحست ببعض الارتباك من قربه وأنفاسه التي لفحتها، فتنحنحت قائلة:
-خلاص أسافر أنا معاك.
نظر إلى عيونها بدهشة امتزجت بالفرح للحظة ثم أسرع يمسك يديها بلهفة قائلا:
-بجد ياسماح؟

شعرت بخفقاتها تزداد وبجسدها يرتعش من لمسته العفوية والتي أثارت بقلبها مشاعر عاتية، لتومئ برأسها بإضطراب، لاحظ تورد وجنتيها وارتعاشة يديها بين يديه، ليتركها على الفور وهو يمرر يده في رأسه بتوتر، يبتعد عنها متجها إلى مكتبه ليفسح لها المجال لتأخذ أنفاسها التي تحبسها كما يبدو، جلس خلف مكتبه مشيرا لها بالجلوس قائلا:
-احمم، اقعدى.
جلست بارتباك تنظر إليه وهو يستطرد قائلا:.

-هتقدرى تبعدى عن مراد؟أنا فاكر إنك منبهة على يوسف ان شغلك ميبقاش فيه سفر، لانك متقدريش تبعدى عنه.
قالت بهدوء وقد استعادت كيانها الذي أصابه الاضطراب لبعض الوقت:
-مراد من بكرة هيروح لوالده وهيقعد معاه يومين، اعتقد إنهم كفاية اوى على سفرية ألمانيا.
قال بسرعة:
-كفاية أوى.
أومأت برأسها ثم قالت بإبتسامة هادئة:
-بالمناسبة، شكرا لإنك قدرت تقنعه يشوف والده، ده شيئ فرحنى كتير، وجميلك هيفضل فوق راسى.

قال رائف بابتسامة:
-متقوليش كدة، أي حاجة تسعدك أكيد بتسعدنى.
طالعته بحيرة، كلماته بسيطة ولكن تنفذ إلى اعماقها فتربكها، ليتنحنح هو قائلا:
-احمم، هتصل بشركة الطيران عشان نحجز تذاكر للسفر بأسرع وقت.
أومأت برأسها دون أن تنطق بحرف بينما ابتسم هو بسعادة وهو يتصل بالشركة، تطالعه سماح بقلب أدرك في تلك اللحظة أنه بات متعلقا بهذا الرجل فكما تسعده سعادتها، تحلق بها بدورها في سماء السعادة، ابتسامته.

حاول مراد أن يبدوا سعيدا لوجوده مع والده ولكن رغما عنه لم يستطع أن يرسم ابتسامة على شفتيه وهو يجلس بجوار والده بالسيارة متجهين إلى الشركة حيث يعمل حسام ليمضى على بعض الأوراق الضرورية ثم يذهبان للملاهى لتمضية بعض الوقت، كما يخبره والده الآن بسعادة، التفت يطالع الخارج بعينين اختفت لمعتهما، يود لو كان الآن في مكان آخر، يلعب (بلاي ستايشن)مع عمه رائف أو يجلس مع والدته يتبادلان الأحاديث بينما تصنع له الكوكيز التي يعشقها، أو ربما يلعب مع جيسى وبيرى لعبة الألغاز، حقا لقد افتقد الجميع منذ الآن، ولكنه مجبر على الوجود هنا مع والده، تتردد كلمات عمه رائف في رأسه، تجبره على أن يجلس ويستمع لهذا الرجل الذي يدعى والده، هذا الرجل الذي لم يكن أبدا والدا ولم يقم بواجباته كأب، بل اكتفى بترك مسئوليته لوالدته سماح، تلك الأم التي لها الفضل وحدها في تكوين شخصيته، لها الفضل وحدها في هذا المراد الذي هو عليه اليوم، ورغم أنها كانت أم فاضلة وزوجة مثالية إلا أن هذا الرجل الذي يجلس بجواره الآن يثرثر بلا نهاية عن شركته وأحواله وعن افتقاده لمراد، قد خانها وأهانها مرارا وتكرارا حتى أن مراد الآن يشعر بالسقم وأنه على وشك التقيؤ كلما أدرك أنه مجبر على تحمله،.

-اقف على جنب...
قال مراد تلك العبارة بحزم فنظر إليه حسام وأدرك من ملامحه أنه على وشك التقيؤ فتوقف على الفور، ليفتح مراد الباب ثم يتقيأ على الفور، طالعه حسام بقلق وهو يربت على ظهره بهدوء فاعتدل مراد بعدما أخرج مافى جوف معدته ممسكا المناديل يمسح بها فمه بوهن ثم يغلق الباب فقال والده بقلق:
-انت كويس يامراد؟
أومأ مراد برأسه فاستطرد حسام قائلا:
-أوديك لدكتور؟
قال مراد:.

-مفيش داعى، الظاهر بس انى مش متعود على السفر بالطيارة وده أثر على معدتى.
رغم عدم اقتناعه إلا أنه قال:
-خلاص تعالى نروح على البيت و...
قاطعه مراد قائلا بحزم:
-بابا أنا كويس، من فضلك خلينا نروح الشركة عشان تمضى الأوراق، و بعدها نرجع بيتنا.

طالعه حسام للحظات يدرك تشديده على كلمة(بيتنا)، بالتأكيد لن يرغب في أن يبيت بالمنزل الذي توجد به نور وهو أيضا لا يريد، فقد أصبحت تصيبه بالملل في الفترة الأخيرة، تطالبه بما لن يمنحها إياه قط،
أدار السيارة وانطلق بها بهدوء، ليعاود مراد النظر إلى الخارج من خلال النافذة ولكن ظلل طريقهما تلك المرة، صمت مطبق.

أنهى حسام امضاء تلك الأوراق، بينما يقف مراد عند النافذة يتطلع للخارج بصمت، يدرك أن تلك المقيتة نور تقف الآن إلى جوار والده ولكنه لن يلتفت إليهما حتى لا يصيبه الحنق أكثر من ذلك، أشار حسام لنور بالذهاب، فنظرت له بحنق قبل أن تغادر بخطوات غاضبة، لينهض حسام ويتجه لطفله يقف بجواره يطالع الخارج بدوره قائلا بهدوء:
-على فكرة خرجت.
قال مراد:
-عارف.
نظر إليه حسام قائلا:
-بقيت أحسن؟!

أومأ مراد برأسه دون أن ينظر إليه فقال حسام:
-طب ايه رأيك نروح الملاهى زي ما اتفقنا.
التفت إليه في تلك اللحظة قائلا بهدوء:
-بابا، أنا عايز أروح البيت من فضلك، ياريت نأجل الملاهى لبكرة.
أومأ حسام برأسه قائلا:
-طب يلا بينا.

كاد مراد أن يتحدث ولكن صوت رنين هاتفه قاطعه ليجيبه على الفور وملامحه تشع بالسعادة ليدرك حسام أن سماح من تحادثه، أصابه الحنق فلماذا لا يستطيع مراد أن يكون سعيدا معه الآن كما هو سعيدا لمجرد حديثه معها؟
أنهى مراد المكالمة ليقول له حسام بسخرية:
-مش قادرة تستنى، بتكلمك علطول، ايه، خايفة أخطفك؟
رمقه مراد بهدوء قائلا:.

-ماما عمرها ماتفكر بالشكل ده، الظاهر ان حضرتك معرفتهاش كويس، هي فعلا مكلمانى عشان تطمن علية بس ده عشان هتسافر وهتنشغل مش أكتر.
قال كلماته واتجه إلى الخارج، ليبتسم حين وصله صوت والده وهو يقول بصدمة:
-تسافر فين؟
اختفت ابتسامته وهو يلتفت إلى والده قائلا:
-ألمانيا، مع آنكل رائف.
ثم التفت مغادر تاركا والده يقف متجمدا من الصدمة.

ابتسمت سماح برقة لهذا العجوز المقعد (ادريان توماس )مضيفهما في برلين وصاحب الشركة التي يبغى رائف الحصول على توكيلها في مصر، فقد كان يمدح في المصريين وروحهم الطيبة وبشاشة وجوههم، حيث أنه أمضى وقتا في القاهرة حين كان شابا يافعا، وأحب وجوده هناك.
مالت تقول له:
-مستر أدريان بيمدح في المصريين، وبيقول انه قضى فترة في القاهرة لما كان أصغر من كدة.

لم يستوعب أي كلمة من حديثها وخصلات شعرها تلمس وجنته تنفحه بعطرها الرقيق، ليغمض عينيه يستمتع بقربها للحظة ثم فتح عيونه على صوتها وهي تقول:
-رائف، مستر أدريان بيسألك تقدر امتى تكون جاهز لتسويق منتجات شركتهم؟
نفض رائف مشاعره واعتدل قائلا على الفور:
-بعد الدراسة اللى عملناها والدعاية اللى هتقوم بيها الشركة، نقدر نسوق المنتجات من أول الشهر اللى جاي بالكتير.

ترجمت له سماح ما قاله رائف لتشرق ملامح ادريان بإبتسامة قائلا:
-حسنا، لدينا اتفاق إذا فلنمض العقود.
ترجمت سماح لرائف جملة أدريان ليقول رائف بدهشة:
-من غير مامحامى شركتك يراجع العقود؟أو حتى يعرض علينا عقود محاميه؟
قالت سماح جملة رائف بالألمانية ليبتسم العجوز قائلا بضع كلمات إحمر لها وجه سماح خجلا فابتسمت شاكرة إياه بلطف، ليقول رائف بحيرة:
-بيقول ايه ياسماح؟
نظرت إليه قائلة بخجل:.

-قال انه عاش كتير لدرجة انه بيقرا الوجوه وبيعرف سمات أصحابها، وقال...
صمتت خجلة فإستحثها قائلا:
-قال إيه؟!
قالت مطرقة الرأس خجلا:
-قال ان ملامحى شفافة و بتأكد ثقتى فيك وهو بيثق في ملامح ملاك بقلب نقى زيي، وانى بفكره ببنته.
رغم ثقته بأن العجوز لا يضمر شيئا سوى الاعجاب بفتاة رائعة حقا كسماح، يعدها كإبنته، إلا أنه شعر ببعض الغيرة التي غصت قلبه من كلماته ليقول بهدوء وهو يجز على أسنانه ليتمالك نفسه:.

-حكيم فعلا، بس ياريت نمضى العقود بسرعة عشان ورانا طيارة.
قالت سماح جملته لأدريان فقال بضع كلمات لتترجمها لرائف قائلة:
-بيقول هنمضيها لكن مش هتسافر قبل ما تزوره في بيته وتتعرف بعيلته.
كاد أن يعترض ولكن نظرة أدريان حبست اعتراضه داخل صدره، ليهز رأسه موافقا، في صمت.

استيقظت ماجى تشعر بأنها ماعادت وحدها في سريرها بل انضم إليها أحدهم، نظرت بجوارها لترى هذا الجرو الصغير من فصيلة (الشيواوا )، يطالعها بعيونه الجميلة فارتسمت ابتسامة على شفتيها وشعت عيونها بسعادة وهي تعتدل على الفور تستند إلى وسادتها وتمسك به تقربه من وجهها قائلة:
-مين القمر؟ها؟وجيت هنا إزاي؟
انتفضت على صوته وهو يقول بحنين:
-أنا اللى جبته.

اتجهت أنظارها إلى مصدر الصوت فوجدته يخرج من هذا الركن المظلم إلى النور يطالعها بإشتياق قائلا:
-جبته لانى عارف أد ايه بتحبى الكلاب، قلت جايز يشفعلى عندك وتلاقى في قلبك حاجة لية حلوة تخليكى تسامحينى.
رمقته بصمت فاقترب منها قائلا:.

-أنا صحيح خذلتك، كسرتك زي ماقلتيلى بس وعد منى انى هحاول أجبر كسرك بكل قوتى، وعد منى مش هكون ضعيف أدام والدتى تانى، ومش هبرها على حسابك وحساب سعادتنا، وعد منى ان دموعك الغالية عمرها ماتنزل بسببى تانى، والمرة دى هوفى بوعودى ياماجى، هتقدرى تصدقينى المرة دى وتسامحينى ياحبيبتى؟هتقدرى ترحمينى من عذابى في بعدك؟

جلس بجوارها يطالعها ينتظر أن تبعث قلبه للحياة بكلماتها، اطمئن قلبه قليلا والحنان يعود لنظراتها ويشع من قسماتها بدلا من تلك البرودة التي كانت تبعث في قلبه قشعريرة الخوف من أن لا تلين أبدا، تركت جروها بجوارها وهي تمسك يديه بيديها قائلة:.

-اللى بيحب بيسامح يايوسف، أنا كمان آسفة وبطلب تسامحنى، أنا حبيتك كدة، زي ماانت، بطيبة قلبك وحبك لوالدتك ورغبتك في طاعتها، حبيت فيك قلبك اللى سايعنا كلنا، مش ذنبك ان والدتك شايفاك كتير علية ولا ذنبها هي كمان انها مقدرتش تحبنى، احنا الاتنين تعبناك، وجه الوقت اللى ترتاح فيه، من النهاردة أنا كمان بوعدك إنى مش هضغط عليك تانى بسبب والدتك، وانى هحاول أستوعبها وهسيبك تتعامل معاها زي ما انت شايف، لإنى واثقة إنك مش ممكن هتيجى علية عشان خاطرها ولا هتيجى عليها عشانى.

طالعها بسعادة طاغية عبرت عنها ملامحه وهو يقول:
-أنا قلبى دلوقتى مش قادر يعبر عن اللى جواه ياماجى، أنا حقيقى مش عارف أقولك إيه؟
جذبته إلى أحضانها وضمته برقة قائلة:
-قول انك بتحبنى وبس يايوسف.
أغمض عيناه وهو يتمرغ في عنقها بوجهه قبل أن يقول بعشق:
-بحبك ياقلب يوسف.
ابتسمت برقة قبل أن تغمض عيناها بدورها تستمتع بقربه، ظلا هكذا للحظات قبل أن يفتح عيناه يقول بحزن:
-على فكرة انتى كنتى صح ودكتور مصطفى قاللى...

قاطعته قائلة:
-هشش، متفكرش دلوقتى في أي حاجة تضايقك، خلينا ننسى كل الألم ونفتكر بس ان احنا هنا، مع بعض.
أغمض عيونه مجددا وهو يستمع إليها، يترك روحه لها لتداويها، بحنانها.

كان حسام يجول في حجرته جيئة وذهابا، يكاد يجن مما سمعه من طفله، لقد كانت سماح تتعلم اللغات دون علمه، حتى أنها أصبحت مترجمة محترفة بشركة هذا المدعو رائف ومديرة للعلاقات العامة، لقد بحث عن هذا الرجل في جوجل ووجد أنه رجل أعمال لا يستهان به، لا يفارق طليقته كما يبدو من كلمات مراد التي تدور كلها عن هذا الرجل، وكأنه متواجد بحياتهما على الدوام، لقد رآه بنفسه يوصلها إلى المنزل ويطالعها بنظرات يدركها حسام جيدا، وها هو الآن معها وحدهما في بلد غريبة-(ألمانيا)-من كان ليظن أن تلك الفتاة البسيطة التي تزوجها قد تسافر إلى بلد غريبة كتلك وتتحدث بلغة سكانها أيضا؟كم كان جاهلا لم يدرك ما يحدث في حياة زوجته، وكم قلل من شأنها حتى بات لا يعرفها، هو كان يدرك في قرارة نفسه روعتها كزوجة وأم وهاهي تثبت براعتها كمرأة عاملة، إنه أبدا لم يمنحها تقديره الذي شعر به دوما، ربما لخشيته أن تغتر بحالها، أو ربما خشي أن تدرك كم هي رائعة فتتركه وترحل، بارعة هي في كل ما تفعل، تفوقه كثيرا في كل شيئ، كان يشعر أمامها دائما بالدونية، حتى انه تزوج نور خصيصا ليشعر بأنه ذو قيمة،.

لقد كان يخشى أن تدرك سماح أنه أمامها تقريبا، لا شيئ، فتبتعد عنه ويسهل عليها الرحيل.
وفي النهاية رحلت رغم كل شيئ، ولكنها رحلت دون أن تدرك كم أحبها وكم يشعر الآن بالندم على سوء معاملته اياها، ربما لو منحها بعض حبه، ربما لو أراها كم تعنى له، ربما لو لم يخنها، لكانت معه الآن تنير هذا المنزل بوجودها فقط، نعم وجودها الذي لم يعترف به سوى الآن، بعد فوات الأوان.

كان يطالعها وهي تتنقل بين الأوانى تحضر طعام الافطار غير منتبهة لاستيقاظه واقترابه منها ثم توقفه على عتبة باب المطبخ يطالعها بعشق، لقد عادت إليه حبيبته وعادت معها الحياة، اقترب منها على أطراف أصابعه، حتى أصبح خلفها تماما، أحاط خصرها بذراعيه فانتفضت للحظة ثم استكانت وهو يضع ذقنه على كتفها يقبلها في جيدها، يغمض عينيه وهو يستنشق عبيرها ثم يقول بحب:
-صباح الخير.

أغمضت عينيها تترك مشاعرها تنساب بين يديه قائلة بعشق:
-صباح النور ياحبيبى.
استقام يديرها دون أن يخرجها من محيط ذراعيه لتفتح عيونها وتطالعه ليتأمل وجهها الفاتن وتستقر عيونه على ثغرها فتنحنحت قائلة:
-احمم، انت صحيت من امتى؟
ابتسم قائلا:
-من أول ما حسيت بحبيبتى بتخرج برة حضنى.
توردت وجنتيها قائلة:
-يعنى انت واقف...
قاطعها وهو يقبل ثغرها قبلة خفيفة قبل أن يهمس قائلا:
-من أول رجعونى عنيك لغاية انت عمرى.

طالعته بأنفاس احتبست في صدرها تغمرها همساته ونظراته بعشق سارع من خفقاتها، كم تبدل مجد ليصبح عاطفيا، رومانسيا، زوجا محبا كما أحبته ورأت فيه وتمنت دوما، لقد عوضها في أيام عن كل ما عانته سابقا، منحها في أيام ما رغبت به دوما،
مد يده يرفع تلك الخصلة الشاردة يرجعها خلف أذنها قائلا بحنان:
-القمر سرحان في ايه؟
قالت بحب:
-فيك يامجد، في كل اللى أنا عايشاه معاك، حاسة انى عايشة حلم مش عايزة أصحى منه.
ابتسم قائلا:.

-حياتك من هنا ورايح هتكون أحلى من الأحلام ياأميرتى، أنا ما صدقت انك رجعتيلى ورجعت معاكى روحى.
كادت أن تقول شيئا ولكنها توقفت عن الكلام ودوار ينتابها فأغلقت عينيها ليقول مجد بقلق وقد لاحظ شحوب وجهها:
-زوزا، انتى كويسة؟
فتحت عيونها تطمئنه على الفور قائلة:
-أنا كويسة متقلقش، شوية دوخة بس.
لتبتسم مستطردة:
-أكيد من كلامك الحلو.
لم يبادلها ابتسامتها وهو يقول:
-وشك أصفر، بقولك ايه تعالى ننزل للدكتور نطمن.

قالت بسرعة:
-لأ، دكتور إيه بس، دول شوية...
شهقت حين رفعها من على الأرض بين ذراعيه قائلا بحزم:
-قلت هنروح للدكتور ونطمن وده آخر كلام، مفهوم؟
أدركت قلقه عليها لتهز رأسها بقلة حيلة، ثم تضم نفسها إليه وهي تشعر بين ذراعيه، بالراحة، بالأمان، والحب.

13-03-2022 05:19 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [27]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية ضلع مكسور سينجبر
رواية ضلع مكسور سينجبر للكاتبة شاهندة الفصل الثامن والعشرون

نظرت نور إلى ذلك الورق بين يديها بعيون تلمع، أخيرا صار حلمها بين يديها، أخيرا نالت ماسعت إليه دوما،
المال، نعم، هذا الذي رغبته طوال حياتها ولم تنله سوى الآن، رفعت عيونها إلى المرآة تطالع وجهها بقلب منتشى من السعادة تبتسم لنفسها بإنتصار قائلة:.

-وأخيرا، أخيرا حققتى اللى بتحلمى بيه طول عمرك يانور، دلوقتى مش هيبصولك على انك نور بنت توحيدة اللى بتقعد بشوية خضار على أول السوق، نور اللى أمها هربت من أبوها ووصمتها بالعار، وزي ما غيرتى اسمك في البطاقة وبقيتى واحدة جديدة باسم جديد فمن النهاردة برده هتكونى بالنسبة للكل واحدة تانية غير اللى عرفوها واتعاملوا معاها قبل كدة، من النهاردة، هيبصولك على إنك نور هانم، نور هانم وبس.

اتسعت ابتسامتها لتتحول إلى ضحكة عالية، قبل أن تعدل هندامها تلقى نظرة على نفسها بخيلاء ثم تغادر الحجرة، بخطوات رشيقة، واثقة.

كانت سماح تتأمل الطبيعة الرائعة أمامها، أخذت نفسا عميقا ملأت به رئتيها قبل أن تطلقه بروية، لتنتفض على صوت جاء من خلفها يقول بهدوء:
-عجبك المكان مش كدة؟
نظرت إلى رائف الذي وقف إلى جوارها ناظرا إليها بإبتسامة، فأومأت برأسها بهدوء ثم نظرت أمامها قائلة:.

-المكان جميل وهادى، بيحسسك براحة نفسية عجيبة، زي ما اكون في ريف مصر تمام، كان نفسى أعيش في مكان زي ده، طبعا مش قصر في وسط الخضرة، لأ بيت صغير وحواليه جنينة، كل لما أبص حوالية مشفش غير سما صافية جميلة وزرع أخضر والورود، لازم يكون فيه ورود بكل الألوان بس...
صمتت فقال يستحثها على الكلام:
-بس ايه؟
قالت بابتسامة مريرة:.

-بس للأسف مش هقدر أحقق الحلم ده، هضمه لأحلام كتير حلمتها وفي الآخر دفنتها في حتة بعيدة عشان متفضلش أدامى تخلى في قلبى غصة، مرارة تبوظ طعم حياتى، لانى عارفة انها مستحيل تتحقق.
نظر إلى ملامحها التي شابها بعض الالم، ليشعر بتلك الغصة في قلبه، نظر إلى الأمام بدوره صامتا ولكن في عقله وقلبه تردد وعده لها مرارا وتكرارا سأحقق أحلامك واحدا تلو الآخر، فقط انتظرى وسوف ترين.
أفاق على صوتها المتردد وهي تقول:.

-عملت إيه مع، مع (بيرنيتا )بنت مستر أدريان، شرحتلها فروع الاقتصاد الكلى والجزئي وقانون العرض والطلب؟الحمد لله انها طلعت بتتكلم انجليش عشان تعرف تفهمها كويس.
عقد رائف حاجبيه بحيرة، يشتم بعض الغيرة في نبراتها أو هكذا يأمل، ليقول بهدوء:.

-آه، الحمد لله، الحقيقة هي تلميذة شاطرة وبتستوعب كويس، ده غير جمالها طبعا وثقتها بنفسها، عندى إحساس كبير إنها في أقرب وقت هتكون رئيسة شركة والدها بداله لانه قرب يتقاعد زي ما قال.
ظهرت ملامح حانقة على وجهها وهي تقول:
-آه طبعا، مناسبة جدا للرئاسة وأكيد التعامل معاها هيكون أسهل بالنسبة لك وغالبا ساعتها مش هتحتاج لمترجمة.

شعت فرحة طاغية في قلب رائف، إنها تغار عليه، تصله ذبذبات الحنق بقوة، ليبتسم وهو يميل برأسه يقترب من وجهها ناظرا إلى عينيها قائلا بهدوء وعيون تلمع بمشاعره:
-أنا عمرى ما أستغنى عنك ياسماح.
شعرت بخفاتها تضطرب بقوة، لتقول بإرتباك:
-ها، آه، احمم، طيب مش هنمشى بقى عشان نلحق نحجز في طيارة بالليل؟
ابتسم وهو يستقيم مشيرا لها بيده قائلا:
-أكيد، يلا بينا.

تقدمته بخطوات مرتبكة بينما ابتسم هو وهو يتبعها بعيون محب وقلب تهتز دقاته، فرحا.

-المدام حامل يامجد.
ظلت تلك الجملة تتردد في أذنيه وهو في طريقه للعودة إلى المنزل في سيارته تقبع إلى جواره زوزا، تردد دون صوت الحمد لله..

بينما هو في عالم آخر حيث تقبع أمنياته، بل هي أمنية واحدة لم يتمنى غيرها، طفل يجمعه بها، يحمل اسمه نعم ولكنه سيحمل ملامحها وصفاتها هي بالتأكيد، حلم كاد أن يتحقق ذات يوم، ولكنه ضاع وضاعت معه سعادة كادت أن تغمره، اليوم يعود حلمه للحياة من جديد، ولكنه يقسم في تلك المرة أن يبذل قصارى جهده كي يتحقق، يقسم أن ينال حلمه مهما حدث، إلتفت ينظر إليها فوجدها تطالعه بقلق، هي بدورها تخشى ضياع الحلم، توقف بالسيارة على جنب، ورفع يدها يقبل أناملها بحنان قبل أن يبتسم قائلا:.

-محمد.
نظرت إليه في حيرة فاستطرد قائلا:
-لو ولد هنسميه محمد، على اسم سيدنا النبى عليه الصلاة والسلام.
قالت بإبتسامة:
-عليه الصلاة والسلام.
قال:
-ولو بنت هنسميها سحر.
إتسعت عيناها في دهشة ليقول بحنان:
-كانت توأمك، حتة منك وعارف أد إيه وحشاكى، كدة هتكون دايما أدامك وهتعيشى معاها اللى معرفتيش تعيشيه مع سحر الله يرحمها.
اغروقت عيناها بالدموع وقالت بصوت متهدج:
-انت إزاي حاسس بية كدة؟

مال ينظر إلى عينيها وهو يمسك يدها يضعها على خافقه قائلا:
-لإنك هنا، كل نبضة حاسة بيكى، كل دقة عارفة جواكى إيه يازوزا.
نظرت إليه بحب قائلة:
-على فكرة قلبى مبقاش حمل كلامك الحلو ده يامجد والظاهر انى هيوحشنى مجد القديم على الأقل كنت معاه رجلية على الأرض، إنما دلوقتى طايرة في السما ورجلية مش طايلة الأرض، خايفة في يوم أقع على جدور رقبتى.
قال بمزاح:.

-جدور رقبتك؟والله الستات دول هيجننونا، نطنشهم مش عاجبهم، نحب فيهم مش عاجبهم، عايزين بهلوان عشان يراضيهم.
ابتسمت من وسط دموعها قائلة:
-لا ياشيخ، ماشى ياعم البهلوان، سوق بينا يااسطى وروحنا البيت، أنا وابنك جعنا، والأكل فاته برد.
أدار السيارة قائلا بمزاح:.

-من محامى لبهلوان وأسطى، ماشى يابرنسيسة، سيبك بقى من الأكل اللى في البيت، مع انى بموت في أكلك بس هنتعشى بيه واهو كدة كدة هنسخنه، وتعالى بقى هأكلك أكلة سمك إنما إيه تجنن في مطعم قريب من هنا، كنت باكل فيه أيام ما كنت محروم من أكل ايديكى، ربنا ما يعيدها أيام.

إبتسمت (زوزا)في سعادة وهو ينطلق بسيارته، فمنذ عادت إليها ذاكرتها ومجد يغدق عليها بكلمات الحب والثناء، حقا لقد تبدل حادثها وفقدان ذاكرتها من نقمة إلى نعمة، فلقد جعلت من (مجد) هذا الرجل الذي عشقته دوما، هذا الرجل الذي استطاع في أيام معدودة أن يجبر كسرها وكأنه لم يكن، يوما.

كان حسام يمشى في طرقات شركته بخطوات سريعة غاضبة، يتوعد لسماح التي سافرت مع هذا الرائف وحدها إلى ألمانيا، فقط سينتظر عودتها ثم يفاجئها بقضية الحضانة التي سيرفعها ضدها، لقد هاتف مجد وأخبره أنه لن يتركها وشأنها أبدا وأخبره أنه لن يرحمها ان لم تترك العمل لدى هذا الرجل، وبعث لها رسالة على هاتفها بذات الوعيد أيضا، ومع ذلك لم يشعر بأنه شفي غليله أو أطفأ نيران قلبه المستعرة بعد.

لم يلاحظ نظرات العاملون بالشركة له ما بين مشفق ومتشفى، حتى سكرتيرته التي وقفت على الفور لدى رؤيته ترغب في أن تطلعه على تلك المصيبة التي تنتظره، ولكنه تجاهلها مسرعا إلى الداخل ليتوقف متجمدا حين رآها تجلس خلف المكتب تمسك قلمه وتخط بعض الكلمات على تلك الأوراق أمامها، قال لها في غضب:
-قاعدة على المكتب بتاعى ليه يانور؟قومى وخلصينى، أنا عفاريت الدنيا بتتنطط في وشى النهاردة.

تراجعت تستند إلى ظهر الكرسي قائلة بإبتسامة ساخرة:
-لم عفاريتك اللى أكيد الهانم طليقتك السبب فيهم وأخرج برة ياحسام، المكتب ده مبقاش مكتبك خلاص.
عقد حاجبيه قائلا بحدة:
-انتى اتجننتى؟قصدك ايه من الكلام الفارغ اللى بتقوليه ده؟
إتسعت إبتسامتها وهي تنهض قائلة:
-قصدى ان المكتب والشركة وكل حاجة بقت بتاعتى.
قال بغضب:
-نعم يااختى، لأ، انتى فعلا اتجننتى؟
قالت بحدة:
-احترم نفسك واعرف دلوقتى انت بتكلم مين.

اقترب منها لتضغط على زر الأمن خفية وهو يقول بغضب:
-هكون بكلم مين؟
لم تبال بغضبه وهي تمنحه ورقة قائلة:
-بتكلم مديرة الشركة وصاحبتها، انت نسيت انك بعتلى شركتك؟إمضتك دى ولا لأ؟
جرت عيونه على أسطر هذا العقد بصدمة قبل أن يعقد حاجبيه بغضب وهو ينظر إليها نظرة قاتلة قائلا:
-عملتيها يانور؟صحيح إنك واطية ورخيصة وبنت...
قاطعته قائلة:
-قلتلك احترم نفسك وحافظ على ألفاظك وإلا...

تركت جملتها معلقة ليقترب منها يمسك ذراعها بقسوة وهو يقول بصوت كالفحيح:
-وإلا إيه يابنت توحيدة؟هتطردينى من شركتى؟ولا هتطلبيلى الأمن؟
ظهر الغضب على وجهها وكادت أن تتكلم لولا إندفاع رجال الأمن إلى الحجرة في تلك اللحظة لتخاطبهم آمرة:
-خدوا الأستاذ ده طلعوه برة الشركة ونبهوا على الكل ميدخلهاش تانى، مفهوم؟

أمسكه رجال الأمن وسط مقاومته وصراخه الغاضب عليها بأنه سوف يقتلها، لتنظر إليه في برود وهم يطالعونه للخارج قبل أن تبتسم بإنتصار.

على متن الطائرة، في رحلة العودة من برلين...
ربت رائف على يدها قائلا:
-لسة متضايقة من رسالته؟
طالعته بعينين حزينتين قبل أن تنظر إلى الأمام مجددا قائلة:
-لأ، مبقاش كلامه يضايقنى خلاص، مبقاش يأثر فية زي زمان، أنا مش زعلانة، بس خايفة.
عقد حاجبيه في حيرة قائلا:
-خايفة؟!
نظرت إليه مجددا:
-خايفة ياخد ابنى منى، خايفة يحرمنى منه، أنا مليش في الدنيا غيره، وحسام مش سهل وقادر يعملها.
ضم يده على يدها قائلا بحزم:.

-طول ما انا جنبك متخافيش، ولا هيقدر يعملك حاجة، صدقينى.
نظرت إلى عينيه للحظات تشعر بالتخبط والصراع بين أن تستسلم لخوفها أو تتبع قلبها الذي يخبرها بدوره أن ترضخ لهذا الأمان الذي يحيطها بوجوده، يشبه هذا الأمان الذي تشعر به فقط في جوار أخيها (مجد)، أو ربما يختلف قليلا، قليلا فقط، لتخضع لقلبها في النهاية تدرك أنه بات ناضجا كفاية ليدرك أين تكمن سعادتها.

وجدت هاتفها يرن برقم أخيها، ابتسمت وهي تجيبه على الفور قائلة بمرح:
-ابن حلال، احنا خلاص قربنا من البيت، وحشتونى بشكل فظييع.
قال مجد:
-سماح، أنا مش في البيت، أنا في القاهرة.
نبراته أقلقتها لتعتدل قائلة بتوجس:
-مراد حصله حاجة؟
انتبه رائف على نبراتها القلقة فنظر إليها بسرعة وهي تستمع إلى أخيها يشحب وجهها تدريجيا قبل أن تقول:
-أنا جايالكم حالا، خد بالك من مراد لغاية ما أوصلكم.

أغلقت الهاتف بينما رائف يقول بقلق:
-فيه إيه ياسماح؟مراد جراله حاجة؟
نظرت إليه بعيون زائغة وهي تهز رأسها نفيا قائلة:
-ده حسام، قبضوا عليه في جريمة قتل مراته، نور.
لتتسع عيون رائف، في صدمة.



المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
قلب مكسور وموجوع .. احمد سعد يمر بازمة عاطفية Moha
0 426 Moha
اكتشاف سر الصداقة المكسورة بين “سيلينا غوميز” وصديقتها المتبرعة لها بكليتها Moha
0 390 Moha
بالصور .. الفنانه شيريهان قطب تتألق على خشبه مسرح الطليعه فى شباك مكسور Moha
0 533 Moha
خلفيات شاشه مكسوره مثل الحقيقية essam
0 3416 essam

الكلمات الدلالية
رواية ، مكسور ، سينجبر ،


 





# فنون # مشاهير # صحة # منوعات # الأطفال # English # تفسير الأحلام ثقافة # قصص # سيارات Cars # صور # تقنيات # الاجهزة الالكترونية # المطبخ # كلام فى الحب # أبراج # رياضة # ازياء # حكم وأقوال تطوير الذات# خلفيات # صور بنات # مشاهير # ديكور # صباح الخير # مكتوب برقيات شهر رمضان # جمعة مباركة # حب رومانسية # عيد # ادعية # خلفيات كرتون # منوعات # موضة # الأم # أطفال # حيوانات # صور ورد # اكلات # New Year # مساء الخير # اللهم صلي علي النبي # القران الكريم # صور نكت # عيد ميلاد # اعلام # سيارات # تهنئة الخطوبة # حروف واسماء # الغاز # صور حزينة # فساتين # هدايا # خلفيات النادي الاهلي # تسريحات شعر # الاصدقاء # بوستات نجحت # خلفيات نادي الزمالك # حب رومانسية # تهنئه # ازياء # صور بنات # صوره وكلمه خلفيات # كرتون # بروفايل رمزيات # دينية # سيارات # مضحكة # أعلام # مسابقات # حيوانات # ديكور # أطفال # أكلات # حزينة صور شباب أولاد ر# صور # الطب و الصحة # مقالات عامه # CV المشاهير # وصفات الطبخ # العناية بالبشرة غرائب وعجائب # قصص روايات مواعظ # صور حيوانات # وصفات الحلويات # الرجيم والرشاقة # نكت مضحكة # صور خلفيات # العناية بالشعر # شروحات و تقنيات # videos # Apps & Games Free # موضة أناقة أزياء # سيارات # ديكور # رعاية الأطفال # نصائح المطبخ # موبايل جوال # الفوركس # التعليم والمدارس # الحمل و الولادة # اخبار الرياضه # وظائف # صحة المرأة # حوادث # صور بنات # صور اطفال # مكياج و تجميل # عناوين بنوك شركات محلات مطاعم # العاب الغاز # عيد # كلمات الاغانى # اشغال فنيه واعمال يدويه # مصر # أشعار خواطر # للنساء فقط # للرجال فقط # صور شباب # علاج النحافه # رسائل SMS # أكلات نباتية - Vegetarian food # برامج الكمبيوتر # المراهقة # جمعة مباركة # blogger # رعب # لعنة العشق # حب # اسلامية # قاسي ولكن أحبني # أحفاد أشرار الحرب لأجلك سلام # أسمى معاني الغرام # حقيقية # لقد كنت لعبة في يده # ملهمة # أباطرة العشق # عربية # حب خاطئ # لست مميزاً # من الجاني # مشاهير # راقصة الحانة # اغتصاب طفلة # عاشقان يجمعهم القدر # الطريق الصعب # خيال علمي # أشواك الحب # تاريخ # سجينة ثوب الرجال # لروحك عطر لا ينسى # أطفال # عشق وانتقام # لازلت أتنفسك # لقاؤنا صدفة # للحب معان أخرى # خاتم سليمان # ممن أنتقم # نجاح # أبواب وهمية # حلمى فى صفيحة قمامة # فيلم # مجنون بحبك # بين شباكها # حزينه # رحلات جوليفر # عذاب قسوته # عندما ينادي الشيطان # لعنة حبك # مريم وامير # هدوء في قلب العاصفة # الحاسة السادسة # المشعوذة الصغيرة # عباقرة # لوعة العشق # حروب # قدر بالإجبار # بنات مضحكه# فوركس Forex# صحتك # الصور والخلفيات # الطبخ والحلويات # منوعات # اخبار الفن # القصص و الروايات الألعاب الرياضية # الحياة الزوجية # أزياء وملابس # الأم و الطفل # دراسات لغات # افكار منزلية # انترنت تكنولوجيا # صفات الابراج # حيوانات ونباتات # تفسير الاحلام # معانى الاسماء # خواطر و اشعار # الكون والفضاء اجمل نكته# Mix # Forex # youtube # foods # Kids # Health education # stories # News # kitchen # woman # Famous # Sport # Animals

-------

الساعة الآن 08:09 مساء