أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتدى جنتنا، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .

المنتدى للقرائه فقط -- للمشاركه انتقل الى منتديات جنتنا الجديده -forums.janatna.com





رواية ضلع مكسور سينجبر

تأملوا ابتسامتهاإن رأيتموها مشرقة تشع في عينيها فاعلموا أنها تزوجت رجلا أحبها.أما إن رأيتموها باهتة توقفت تلك الابتسامة ..



13-03-2022 05:17 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [22]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية ضلع مكسور سينجبر
رواية ضلع مكسور سينجبر للكاتبة شاهندة الفصل الثالث والعشرون

زفر مجد بقوة قائلا:
-وانا هعمل ايه بس ياحسام، ابنك اللى مش عايز يشوفك، كلمناه كتير وبرده رافض.
قال حسام بعصبية:
-أكيد مليتوا ودانه من ناحيتى وكرهتوه فية.
قال مجد بغضب:
-مش احنا اللى نعمل حاجة زي دى، انت اللى كرهتوا فيك بأفعالك وعلى فكرة سماح بتحاول تحسن نفسيته من ناحيتك عشان أفعالك مأثرة على شخصيته أصلا، بس انت هتفضل كدة ظالمها طول حياتك.
قال حسام بسخرية:.

-بقيت ظالم ومفترى وأختك كانت مظلومة معايا مش كدة يامجد؟عموما أهى خلصت منى، بس ابني مش ممكن هسيبه، ده حتة منى ودمى بيجرى في شرايينه، فهم أختك انى لو مشفتش ابنى الشهر ده، هرفع قضية حضانة وهكسبها وانت عارف انى أقدر أكسبها لو عايز، ماانت محامى وفاهم أنا ممكن أعمل إيه.
قال مجد بغضب وقد انتفخت أوداجه وبرزت عروق جبهته:
-أنا مش هرد عليك.

ثم أغلق الهاتف بعصبية، يلقيه جانبا ثم يميل مستندا إلى فخذيه، يغمض عينيه بقوة عاقدا حاجبيه، فجاءت زوزا من خلفه بعد أن كانت تقف بعيدة بعض الشيئ تستمع إلى محادثته وتدرك أنها أثارت حنقه وغضبه، جلست بجواره تضع كفها على ظهره تمررها عليه صعودا وهبوطا تحاول أن تهدئه فإستقام ناظرا إليها بعيون ظهرت فيهم مشاعر ممزقة جعلتها تبكى ألما عليه بداخلها، أشارت إليه قائلة بحنان:.

-حط راسك في حجرى وفضفض باللى جواك زي زمان.
ظهر عليه التردد للحظة قبل أن يتمدد على الفور ويضع رأسه على حجرها، فجعلت تمرر يدها في شعره، أغلق عينيه وتركها تبعث في روحه السكينة وهي تردد بعض آيات القرآن، أنهت رقيته ثم قالت بهدوء:
-إحكيلى يامجد، فضفضلى.
فتح عيناه يقول بألم:
-حسام بيهددنى يازوزا، يااما أخليه يشوف إبنه يايرفع قضية حضانة ويشوه سمعة سماح.
إتسعت عيونها في صدمة وهي تقول:.

-وهو ممكن يعملها يامجد؟دى مهما كان أم إبنه، وسمعتها هتأثر عليه.
قال مجد بغضب وهو يستقيم جالسا:
-طلع واطى وخسيس، طول عمرى شايف إنه ميستاهلش ضفرها، بس مكنتش أتصور انه يكون واطى بالشكل ده.
أعادته زوزا إلى حجرها ومررت يدها في شعره مجددا قائلة:.

-طب إهدى بس وإتطمن، حسام مش ممكن يضر أختك وانت جنبها يامجد، وعموما مراد إبنه ومن حقه يشوفه، حاول معاه مرة تانية وان مرضاش يبقى خلاص، هتقف جنب أختك وإبنها للآخر يامجد، وهتعدى بيهم لبر الأمان.
نظر إليها بعشق يمد يده ليسحب يدها التي تمررها في شعره يقبلها قبلة طويلة أودعها مشاعره قبل أن يغلق عينيه مجددا يحاول أن يفكر في طريقة لمواجهة تهديدات حسام البغيضة، مثله.

كان يراجع تلك الرسالة التي ترجمتها، تقف هي بجواره وتنتظر رأيه، ليشير إلى جملة برسالتها قائلا:
-كلامهم هنا مش واضح ومحدد بالعكس ممكن يكون حيلة منهم عشان يورطونا ونمضى من غير مايدونا ميعاد للتسليم،.

مالت تنظر إلى تلك العبارة التي يشير إليها فتسلل عطرها إلى أنفه بينما تناثرت بعض خصلاتها على يده التي تمسك بالرسالة فأثارت لديه إضطرابا غير مفهوما، إستقامت لا تدرى ماذا فعلت بكيانه في تلك اللحظات القليلة فقد أشعلت بركانا في قلبه، ليتنحنح قائلا وهو يعود إلى مكتبه حيث أمانه الآن:
-احمم، تردى عليهم وتقوليلهم يوضحوا كلامهم ويحددوا ميعاد للتسليم.

طالعته بنظراتها الهادئة تلك والتي تميزها وهي تومئ برأسها، قائلة:
-تمام، فيه حاجة تانية هضيفها؟
إكتفى بهز رأسه نفيا، فقالت:
-عن إذنك.
ثم التفتت لتغادر، وجد نفسه يستوقفها قائلا:
-سماح!
إلتفتت تطالعه قائلة:
-آفندم؟
قال بهدوء يخالف دقات قلبه المتسارعة:
-الحقيقة بيرى كانت حابة تروح الملاهى، وطلبت منى، يعنى،
عقدت سماح حاجبيها في تساؤل عن تردده، قائلة:
-طب إيه المشكلة يامستر رائف؟
إبتلع ريقه قائلا:.

-المشكلة إنها حابة تروح معاكى ومع مراد، مش عارف إذا كان ده ممكن أو ظروفك مش هتسمح.
قالت بإبتسامة:
-أكيد ممكن، مراد هيفرح جدا لما يعرف، الحقيقة بنوتة حضرتك تجنن ربنا يخليهالك، اعتذارها يومها هي كمان لمراد، بيدل على ذوقها وأخلاقها وتربيتها.
تنهد رائف قائلا:.

-بس تاعبانى أوى ياسماح، من يوم ما والدتها اتوفت وهي رافضة المربيات وعاملة معاهم مشاكل كتيرة، بتطفشهم واحدة ورا التانية، وزي ماانتى شايفة، أنا مش فاضى آخد بالى منها والمربية شيئ أساسي في حياتنا.
قالت سماح بصوت لمح فيه الحزن:
-غياب حد من الأهل بيأثر على نفسية الطفل وممكن يخليه عدوانى في بعض الأوقات كمان.
قال رائف:
-مراد متأثر من إنفصالك عن والده، مش كدة؟
اومأت برأسها قائلة:.

-أيوة ورافض يقابله نهائي، حاولت أقنعه كتير وأفهمه ان اللى حصل معايا هو ملوش دخل بيه، وان حسام مهما كان يبقى والده وليه حق عليه، لكنه رافض يسمع.
أومأ رائف برأسه متفهما وهو يقول:
-لو تسمحيلى أنا ممكن أتكلم معاه، جايز أقدر أقنعه.
نظرت إليه في تردد قائلة:
-أنا مش عايزة أتعب حضرتك، يعنى...
قاطعها قائلا في حزم:
-مفيش تعب ولا حاجة، مراد طفل ذكى وشخصيته ممتازة، خسارة إنفصال الاهل يأثر على شخصية زي دى.

أومأت برأسها في هدوء قائلة:
-انا مش عارفة اشكر حضرتك ازاي؟
قال بإبتسامة زادته وسامة:
-مفيش داعى للشكر، ده واجبى.
تنحنحت قائلة:
-احمم، طيب هستأذن أنا عشان ألحق أرد على الشركة، تؤمرنى بحاجة تانية؟
هز رأسه نفيا، لتلتفت مغادرة تتابعها عيناه وفيهما يزداد إعجابه بتلك الشخصية الرائعة الهادئة إلى حد يقلقه، بعض الشيئ.

كاد هادى أن يدق جرس الباب حين فتحه مراد فجأة فوجد الطبيب هادى ترافقه أخته هاجر، إبتسم هادى فبادله مراد إبتسامته وهو يفسح لهما الطريق قائلا:
-أكيد جاي عشان طنط سمر، هي هناك في المطبخ، مضطر أستأذن عشان إتأخرت عن الدرس، نورتونا.
كاد ان يغادر حين قالت له هاجر:
-فين عمك حسن يامراد؟
التفت قائلا بإبتسامة:
-في البلكونة، عن إذنكم.
ثم غادر ليقول هادى لهاجر:.

-روحيله وإديله فرصة، حاولى تستوعبيه لو بجد بتحبيه، وأنا جنبك لو احتجتينى نادينى.
أومأت برأسها قائلة:
-هتروح لسمر؟
إبتسم قائلا:
-كل واحد بيدور على نصه التانى ياهاجر واحنا الاتنين عارفين اننا لقيناه هنا، في عيلة الصعيدى.
أومأت برأسها، وإلتفتت لتغادر ولكن إستوقفها صوته وهو يقول:
-هاجر.
إلتفتت إليه بتساؤل ليستطرد قائلا:.

-أنا عارف إن الموضوع صعب على أي واحدة إنها تتقبله مهما كانت بتحب، بس انتى أدها، عارف كمان ان حسن هيكون كويس بس على ايدك.
تذكرت كلماته عن حالة حسن المرضية وأدركت أن علاجه في يدها ولكنها تحتاج فقط إلى الصبر والتحمل، إبتسمت إبتسامة باهتة قبل أن تلتفت مغادرة، ليتنهد هادى قائلا:
-ربنا يكون في عونك ياهاجر، ويقويكى.
ثم إلتفت يبحث عن نصفه الآخر، فقد اشتاق إليها، بقوة.

وقفت تتأمله لوهلة، كان يجلس ناظرا للسماء، بدا حزينا شاردا بشكل لم تعهده من قبل، إقتربت منه حتى توقفت بجواره، لم ينتبه لها، فتنحنحت ليرفع وجهه يطالع مرافقته، تبدلت ملامحه على الفور للهفة ظهرت جلية في ملامحه، ونهض بسرعة يواجهها قائلا:
-هاجر!
اومأت برأسها ليستطرد قائلا:
-إنتى إيه اللى جابك؟قصدى يعنى جاية ليه؟
رفعت حاجبيها ليستطرد قائلا:
-مش قصدى أكيد بس...

وصمت يخشى ان يقول أن في إجابتها يأمل في الحياة لتتقدم وتجلس في الكرسى الذي يجاور ذلك الكرسي الذي كان يجلس عليه قائلة:
-جاية عشان أشوفك وأبلغك قرارى اللى انت مستنيه.
أسرع يجلس على الكرسي بوضع معكوس ليواجهها قائلا بلهفة:
-وياترى إيه هو قرارك؟

أطرقت برأسها للحظات، فأحس بأمله يخبو رويدا رويدا، سترفع عيناها الآن وتخبره أن هذا الأمر فوق طاقتها، تبا، هو يعلم أن الأمر يفوق طاقة أي امرأة، فما بالك بكائن رقيق كهاجر، إنه الفراق حتما وكم يؤلمه ذلك، رفعت عيونها إليه ببطئ تنظر إلى عينيه اللتان قبع فيهما الحزن رابضا، تمد يديها لتمسك يديه قائلة وسط حيرته:.

-من اللحظة دى بوعدك إنى أمسك إيدك ومسيبهاش تانى، من اللحظة دى بوعدك إنى هقف جنبك طول العمر وانى مستحيل هتخلى عنك، من اللحظة دى بوعدك إنى أحارب حتى نفسى عشانك.
لم يكن يصدق كلماتها، لقد شعر بأنه يكاد يموت قهرا وهو يتخيل فراقها لتعيد بكلماتها إلى خافقه الحياة، تعده بما لم يحلم به في أقصى أمانيه، تعيد ترتيب كيانه الذي يصرخ الآن، أحبك هاجر، أحبك كما لم أحب مخلوق قط...

سقطت من عيونه دمعة فمدت يدها تمسحها بحنان قائلا:
-انت كمان هتوعدنى، من اللحظة دى هتحارب نفسك ومرضك عشانى، هترجع حسن عشانى، أنا قلتهالك قبل كدة وهقولهالك تانى، ثقتى فيك من غير حدود، وواثقة ان العثرة اللى في حياتك دى قادر تعديها وبسهولة كمان، قلت إيه ياحسن هتوعدنى؟
رفع يدها يقبلها بعشق، قائلا:
-أوعدك، أوعدك ياأحلى حاجة حصلتلى.
إبتسامة إرتسمت على ثغرها لتظهر غمازتيها الجميلتين، ليقول بتنهيدة:.

-هادى معاكى مش كدة؟
أومأت برأسها، لتنتفض على صوته وهو ينادى بصوت عال قائلا:
-هااااادى.
لم يترك يدها وهو يغادر الشرفة ساحبا إياها خلفه وسط دهشتها مرددا:
-يا هاااادى،.

كان يطالعها بحب وهي تقلب في هذا القدر أمامها، يتهادى شعرها الناعم خلفها، يهتز معها وهي تهتز وتدندن على نغمات تلك الأغنية التي تصدح من هاتفها...
بعيد عنك حياتى عذاب، متبعدنيش بعيد عنك، مليش غير الدموع أحباب معاها بعيش بعيد عنك...
ثم رفعت الملعقة تتذوق من محتوى القدر لتغض جبينها قائلة:
-ناقصة حاجة، ياترى إيه؟
إنتفضت على صوته وهو يقول:
-تحبى أساعدك؟
إلتفتت تنظر إليه قائلة في دهشة:
-هادى، انت جيت إمتى،.

قصدى واقف من امتى؟
كان يقترب منها بهدوء يثير كيانها ويرفع من درجة حرارة الغرفة قائلا:
-متقلقيش، مبقاليش كتير.
توقف أمامها تماما، يطالع عيونها البنية الرائعة وأهدابها الطويلة وهي ترمش بهما بسرعة، إبتسم يدرك توترها من قربه وإزدياد خفقات قلبها، إبتسم قائلا:
-كنتى بتقولى ناقصها حاجة تسمحيلى أدوق؟

أومأت برأسها كالمغيبة، لتتسع إبتسامته وهو يمد يده يأخذ منها الملعقة يتذوق من القدر قبل أن ينظر إليها قائلا بإبتسامة:
-ناقصها شوية شطة وعصير لمونة.
طالعته بحيرة قائلة:
-هي إيه دى؟
اتسعت ابتسامته قائلا:
-البامية ياسمر.
أفاقت من شرودها وحيرتها قائلة:
-آااه، فعلا،
أضافت ما قاله تحت أنظاره، ثم إبتعدت قليلا تترك مابينهما مسافة كافية، تأخذ نفسا عميقا لتتمالك نفسها قبل أن تقول:
-انت جيت لوحدك؟

هز رأسه نفيا بهدوء قائلا:
-لأ مع هاجر، قاعدة برة مع حسن.
قالت بإرتياح:
-الحمد لله يعنى حالته دى مكنتش هي السبب فيها، بس ياترى مين السبب؟
رفع حاجبه قائلا:
-يعنى كنتى عارفة انهم بيحبوا بعض ومقلتليش.
قالت بإرتباك:
-لأ، آه، قصدى يعنى كنت بشك في الموضوع.
إقترب منها مجددا قائلا:.

-امم، طيب، بقولك إيه ماتسيبك من هاجر و حسن وخليكى في هادى، يعنى آخدة يومين أجازة وحرمانى منك عشان تراجعى البحث بتاعك، قلت يادكتور إستحمل، لكن آجى ألاقيكى في المطبخ و بتريننج البيت وتقريبا الصورة اللى برسمهالك في خيالى واقفة أدامى دلوقت وكل كلامنا يبقى عن البامية وحسن وهاجر، أهو ده اللى كتير بقى.

إتسعت عيونها بدهشة من كلماته التي خرج بها عن اطاره الرصين الذي ألفته فيه، خاصة حين وضع كلتا يديه على الطاولة خلفها محاصرا إياها لتقول بنبرات مضطربة:
-احمم، هادى.
قال بعشق:
-ياعيون هادى.

شعرت بقلبها يخفق بجنون لترفع يدها تبعده فإستقرت على خافقه الذي ينبض بدوره بجنون، لتبتلع ريقها بصعوبة وهو يرمق ثغرها المرتعش بعشق، يقترب حد الخطر، ليتعالى صوت حسن الذي ينادى هادى، فإستغلت سمر تشتت هادى لتخرج من حصار ذراعيه، ترمقه بنظرة خجولة حانقة قبل أن تخرج من المطبخ بسرعة، ليضع هادى يده على خافقه قائلا:
-كدة مش هينفع أنا لازم أتجوزك ياسمر، وبسرعة.

قبل أن يتبعها إلى الخارج ليجد حسن واقفا يرمقه بحزم وممسكا بيد هاجر التي تنظر إلى هادى بخجل ليقول حسن:
-هادى، أنا بطلب منك إيد هاجر رسميا وياريت لو نكتب الكتاب علطول.
ظهرت الفرحة جلية على ملامح سمر بينما قالت هاجر:
-خطوبة ممكن، لكن كتب كتاب لسة شوية.
لتميل عليه هامسة:
-مش قبل ماتتعالج، لو عايزنا نكتب الكتاب، خف بسرعة.
ضم يدها بقوة وهو يومئ برأسه قائلا:
-هخف عشانا ياهاجر.

إبتسمت ليطالعهما هادى بهدوء، يدرك الحب قويا بينهما، مما منحه شعور بالإطمئنان، ليومئ برأسه قائلا:
-تمام، نكلم مجد يرجع من شهر العسل اللى طول ده ونعمل خطوبتكم مع كتب كتابى على سمر.
إتسعت عينا سمر بدهشة بينما إبتسم هادى، بإنتصار.

كان مجد غارقا في نومه ولكنه بدأ يتململ مستيقظا وصوت شهقات خافته يخترق مسامعه، فتح عيونه ببطئ ليدرك أن تلك الشهقات آتية من هذا الجسد الدافئ الذي يحتويه بذراعه، إنها تحلم بكابوس مجددا، هزها برفق ناطقا بإسمها، لم تستجب لندائه ليستقيم معتدلا وهو يعدل وضعية نومها ويصبح مشرفا عليها، يربت على وجنتها برقة قائلا:
-زوزا، فوقى ياحبيبتى، أنا هنا جنبك وده كابوس مش اكتر.

فتحت عيونها على إتساعهما تطالعه، قبل أن تحتضنه بقوة وتترك لدموعها العنان، ربت على ظهرها مهدئا وهو يقول بحنان:
-خلاص ياحبيبتى كابوسك انتهى وانا هنا جنبك، اهدى يازوزا عشان خاطرى.
بدأت إرتعاشتها تخبو، وأصوات شهقاتها تخف تدريجيا قبل أن تبتعد عنه قليلا لتواجهه قائلة بمرارة:.

-تعبت يا مجد، تعبت بجد، من يوم ما الذاكرة رجعتلى وأنا بشوفها كل يوم في أحلامى، بتتهمنى انى خطفتك منها بتقولى انك حبيتها قبلى، ومهما انكرت مبتصدقنيش وبعدين بتبدأ تقتلنى، بترجاها ترحمنى لكنها مبترحمنيش،
لتتعلق بذراعه الأيسر قائلة بتوسل:
-امتى الكوابيس دى هتنتهى، امتى هخلص منها؟امتى هرتاح يامجد.
رفع يده يمررها على وجنتها قائلا بحنان:.

-هتخلصى منها ياحبيبتى، وعد منى هتخلصى منها، بس انا عايزك تساعدينى، دكتور هادى قاللى انك هتخلصى منها في اليوم اللى تآمنى فيه انك مكنتيش السبب في موتها، في اليوم اللى تآمنى فيه ان كل اللى بتقولهولك أوهامها هي واللى حاولت تخليكى تصدقيها، بس لازم متصدقيهاش يازوزا، لازم تآمنى انى عمرى ما حبيتها وان انتى الوحيدة اللى قلبى مال ليها، لازم تصدقى انك مأخدتنيش منها، بالعكس هي اللى كانت عايزة تاخدنى منك.

نظرت إليه بأمل قائلة:
-يعنى انتى عمرك ما فكرت فيها؟مع انها كانت أحلى منى وأذكى منى وشعرها في سواد الليل.
ابتسم لسذاجتها، ثم تطلع إلى عمق عينيها قائلا:.

-مكنتش أذكى منك ولا احلى منك، انتوا توأم في الشكل، صحيح شعرك بنى و شعرها إسود، بس هتفضلوا توأم، انا حبيتك من قبل ما أشوف شعرك، حبيتك وانتى محجبة، محبتش فيكى الشكل، حبيت روحك اللى كانت بتطل من عنيكى، رقتك، تدينك، أخلاقك، حبيتك إنتى بكل مافيكى، أما سحر، فمن اول يوم شفتها وأنا مبرتحش لنظراتها، عينيها كانت بتخوفنى، كنت بشوف فيهم شر مستخبى وكفاية كلام عنها عشان مبحبش أذكر مساوئ حد ميت، بس الكلام ده بقوله لاول ولآخر مرة عشان تصدقينى، سحر بالنسبة لى ولا حاجة وانتى بالنسبة لى كل حاجة، لا عمرى حبيبت ولا هحب غيرك يازوزتى.

ضمته بقوة، بسعادة، تغمض عينيها على دموع الفرح، تدرك أن زوجها أحبها هي فقط ولا أحد غيرها، تقبع بين أحضانه الآن، تدفن شكوكها، بغير رجعة.

13-03-2022 05:18 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [23]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية ضلع مكسور سينجبر
رواية ضلع مكسور سينجبر للكاتبة شاهندة الفصل الرابع والعشرون

كانوا يتنقلون ما بين لعبة وأخرى في تلك الملاهى الرائعة، تتدفق من حولهم طاقة هائلة من السعادة لم يشعر بها أيا منهم من قبل...
سماح التي لم تحظى بكل هذا المرح في حياتها كلها، تلهو وتلعب بأريحية، تنطلق مع الأطفال ورائف بروح طفلة غابت عنها، ربما منذ...

نفضت افكارها وابتسامة تغزو شفتيها وهي تتطلع إلى وجه رائف الذي لوثته إبنته بالآيس كريم عمدا، بينما إنطلقت ضحكات الأطفال(مراد وجيسى)عندما فعل رائف مثلها ولوث أنف بيرى بالآيس كريم خاصته، لتنطلق الضحكات مجددا، ثم تحتبس الأنفاس عندما إلتقت عيون رائف بعيني سماح، يراهما لأول مرة ضاحكتان، تعكسان سعادة أطلت من ملامحها، يلعن هذا الذي حرمها من تلك السعادة، وجعل عيونها دوما مظللة بحزن دفين لا تمحيه تلك الابتسامة الهادئة التي تعلو وجهها دائما بالشركة.

نقلت بيرى بصرها بينهما بإبتسامة، لقد حرمت من حنان الأم وعطفها ووجدته في تلك الغريبة التي طبطبت على جرحها بلمسة رفق واهتمام، تلاحظ مشاعر والدها تجاهها، فهو ينظر لها بنظرة يخصها بها وحدها، لم ينظرها بإتجاه إمرأة قط، ترحب بيرى بوجودها في حياتهما وربما سعت لتقربهما سويا في المستقبل، فقد أعادت تلك المرأة الرقيقة الحنونة إلى أبيها ضحكته التي لم تسمعها، ربما، أبدا.

أما(مراد)، فكان يطالع الجميع بعيون تتعجب هذا الشعور الذي يتقافز بداخله، السعادة الخالصة، مراد، هذا الذي لم يخرج مع والده من قبل، ولم يشعر بتلك السعادة سابقا فصعب عليه أن يتعرف عليها في البداية،
إنه لم يحظى بمرح العائلة قط، بل كيف تكون العائلة حقا؟ ذلك ما أدركه فقط، اليوم.
أفاق من شروده على صوت جيسى وهي تمسك يده تسحبه من مقعده لينهض قائلة:
-يلا بينا بقى، إحنا هنقضيها في المطعم؟عايزين نلعب ديسكفرى.

قالت سماح بقلق:
-لأ ياجيسى، بلاش ديسكفرى عشان...
قاطعتها يده التي وضعها على كفها الرقيق قائلا بهدوء:
-سيبيهم ياسماح، ومتقلقيش، أنا موجود.
هلل الأطفال فرحين يتسابقون إلى اللعبة بينما إزدردت سماح ريقها بصعوبة وحرارة جسدها تعلو بوضوح، لتحمر وجنتيها خجلا، تتعجب تأثير لمسته العفوية تلك وماتفعلها بقلبها، تريد أن تسحب يدها من تحت يده ولكنها لا تدرى كيف...

لاحظ رائف مايحدث لها وتململ كفها تحت يده، ليرفع يده على الفور قائلا بإحراج:
-احمم، أنا آسف، أكيد مكنش قصدى.
أومأت برأسها تشيح بعيونها عنه، تشعر بالإرتباك والإضطراب، ليستطرد قائلا:
-كانت فكرة حلوة إنك تجيبى جيسى معانا.
نظرت إليه قائلة بهدوء:
-لاحظت إن الوضع متوتر شوية بين ماجى ويوسف، قلت جايز لو قعدوا لوحدهم يصفوا أي خلاف مابينهم.
إرتفعت حرارتها مجددا وهي تراه يطالعها بعيون تلمع بالإعجاب، لتتنحنح قائلة:.

-إحمم، إحنا مش هنقوم نشوف الولاد بيعملوا إيه؟
أدرك محاولتها الهروب من الجلوس معه وحدها، فوافق على الفور لتتقدمه إلى الخارج بينما يحاسب النادل، وعيونه لا تفارق تلك المرأة التي بأبسط الأشياء تقلب كيانه، رأسا على عقب.

كان يتجه إلى تلك الحجرة التي تضم أباه وعمه وأبناء عمومته، بعد أن إنتهى من غسل يديه ووجهه، حين تناهى إلى مسامعه صوتها وهي تقول بعتاب:
-عيب ياسامى، مينفعش نتكلم على حد كبير بالشكل ده.
إختبأ يطالعهما وسامى يقول بتذمر:
-بس هو فعلا وحش ودمه تقيل وأنا مش عايزك تتجوزيه.
جثت على ركبتيها لتصبح في مواجهته، تمسك يديه قائلة بحنان:
-ياسامى حرام الكلام اللى بتقوله ده، انت مش دارس كتاب ربنا، مش فيه آية بتقول.

( يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ).
قال سامى:
-صدق الله العظيم.
لتربت على يده قائلة:
-عمك مرتضى يبقى ابن عمنا، من لحمنا ودمنا، ومين بس هيخاف علينا ويحمينا أكتر من لحمنا ودمنا، انت بس لسة متعرفتش عليه كويس، بكرة لما تتعرف عليه هتتعود عليه وتحبه.
قال سامى:
-وانتى كمان هتحبيه يا أبلة سعدية؟
إرتبكت سعدية ولكنها تمالكت نفسها بسرعة وهي تنهض و تخرب تسريحة شعره قائلة:.

-كفاية كلام بقى الوقت خدنا ونسيت أعمل الشاي، روح عندهم وأنا مش هتأخر.

أومأ سامى برأسه وهو يبتعد متجها إلى حيث يجتمع الكل بينما إبتسمت سعدية وهي تلتفت لتتجه إلى المطبخ حين وقفت متجمدة تطالع هذا الذي خرج من مخبأه يطالعها بدوره في صمت، ربما ملامحها تبدوا عادية للغاية وليست جميلة أبدا، ولكنه يراها الآن بعيون مختلفة، عيون أدركت جمالها الداخلي والذي يطل الآن من ملامحها يجبره على الغرق فيهم، أفاقت من صدمتها وهي تتنحنح بإرتباك قبل أن تسرع من أمامه بإتجاه المطبخ بينما إبتسم هو بإرتياح هامسا:.

-كان عندك حق ياآبا.
كانت بيرى تطالع أيدى جيسى ومراد المتشابكتان دوما بشعور مختنق لم تدرى سببا له، أشاحت بناظريها عنهما وهي تنظر إلى والدها الذي أشار لهم بالاقتراب، فقالت بهدوء:
-بابا بيشاورلنا، أكيد جه ميعادنا عشان نروح.
قالت جيسى بسرعة:
-طيب إسبقونى انتوا وهحصلكم، هكلم بابا في التليفون هطمنوا علينا وأقولوا ان احنا راجعين خلاص.

أومأ كل منهم برأسه ومشيا سويا بإتجاه رائف وسماح لتنظر بيرى إلى مراد قائلة بتردد:
-مراد هو أنا ممكن أسألك سؤال وتجاوبنى بصراحة؟
اومأ برأسه قائلا:
-طبعا، إسألى يابيرى.
قالت بتردد:
-هو انت، يعنى وجيسى قريبين من بعض أوى كدة،
رمقها بتساؤل لتقول بإرتباك:
-قصدى يعنى، انى، لاحظت إنها بتمسك إيدك دايما واللى أعرفه عن جيسى إنها مبتمسكش إيد ولد مهما كانوا صحاب، وده معناه انكوا، يعنى...

إبتسم وقد أدرك ماتلمح إليه، فقال:
-أنا وجيسى نبقى إخوات في الرضاعة يابيرى.
ظهرت السعادة على ملامحها وهي تقول:
-بجد؟
اومأ برأسه قائلا:
-آه بجد، وبعدين الحاجة اللى انتى فكرتى ممكن تجمعنى بجيسى أكيد مش هتبقى موجودة بينى وبين أي واحدة عموما، إحنا لسة صغيرين أوى على اننا نحس بيها ولا إيه؟
كادت أن تومئ بالإيجاب، ولكن قاطعتها جيسى التي وضعت كلتا يدها على كتفيهما قائلة بحماس:.

-بتقولوا إيه من غيرى ياأساتذة، فاتنى إيه، يلا، إعترفوا.
لتبتسم بيرى وهي تنظر إلى مراد قائلة:
-مش كتير، كنت بسأل مراد عن حاجة والحقيقة لقيت إجابته مقنعة جدا،
ثم إنطلقت تجرى بإتجاه والدها الذي إحتضنها وهو يدور بها لتنطلق ضحكاتها بسعادة تطالعهما سماح بحنان بينما عقدت جيسى حاجبيها في حيرة قائلة:
-سؤال إيه ده؟

لم يجبها مراد وإنما تعلقت عيونه بتلك الفتاة التي تنطلق ضحكاتها، لترتسم على شفتيه إبتسامة تشاركها تلك السعادة البادية على ملامحها.

نقل مجد بصره بين الحضور قائلا بدهشة:
-كتب كتاب وخطوبة.
أومأ كل من حسن و هادى برأسيهما بينما أطرقت كل من هاجر وسمر برأسيهما في خجل، ليبتسم مجد بخبث قائلا:
-عشان كدة قطعتوا شهر العسل بتاعى وخلتونى آجى بأقصى سرعة مش كدة؟
قال حسن بإستنكار:
-قطعنا شهر العسل بتاعك إيه بس؟انت داخل على شهرين ياأخويا، هو شهر العسل بتاعك ده مبيخلصش.
وكزته هاجر عندما لاحظت خجل زوزا فلاحظ بدوره خجلها وحنق مجد ليقول بسرعة:.

-عموما يامجد لو عايز تكمل براحتك يااخويا، بس خلينا نعمل الحفلة الأول، عشان خاطرنا.
تعلقت به العيون ليقول بهدوء:
-والله لو الكل موافق، أنا معنديش مانع، نستنى بس سماح تيجى دلوقتى ونسألها عن رأيها هي كمان ولو موافقة يبقى نتوكل على بركة الله،
ظهرت السعادة على ملامح الجميع يهنئون بعضهم البعض مقدما، لتتسلل يد رقيقة تتشابك مع يد مجد تضم أصابعها على أصابعه فنظر إلى عيونها بحب وذاب في ثغرها حين قالت دون صوت:.

-بحبك.
فقال بدوره دون صوت:
-وأنا بموت فيكى.
ولولا وجود المحيطين به لأثبت لها بدليل قاطع، كم يعشقها.

ترجل رائف من سيارته والتف حولها يفتح الباب لسماح التي ترجلت من السيارة بدورها، ترجل منها مراد ثم بيرى، إحتضنت سماح بيرى بينما سلم مراد على رائف مودعا، فعادت بيرى إلى السيارة بينما إنطلق مراد لبوابة البناية فودعها رائف برقة قائلا:
-متنسيش ميعادنا بكرة مع وفد الشركة التركية، أنا عارف إن الميعاد مش مناسب لإنه بدرى شوية عن مواعيد الشركة بس...
قاطعته قائلة بإبتسامة:.

-كدة كدة أنا بصحى بدرى فمتقلقش، الميعاد مناسب جدا لية.
إبتسم وهو يهز رأسه قبل أن يقول:
-أشوفك بخير.
إبتسمت فعاد رائف إلى سيارته وإنطلق بها بينما تلوح سماح لهما بيدها، ثم إلتفتت تصعد إلى البناية مع ولدها الذي ينتظرها...
بينما كانت هناك عيون تابع صاحبهما ما يحدث بغضب، تشتعل براكين الشر في قلبه، يدرك انه الآن قادر تماما على إرتكاب، جريمة قتل.

كان الجميع يستمعون بسعادة إلى مراد الذي عادت إليه حيويته ولمعان عينيه وهو يقص عليهم مغامرته اليوم حين انتفضوا على صوت طرقات قوية على الباب، نهض مجد وفتح الباب بسرعة ليدلف حسام إلى الداخل كالصاروخ يرمقهم بملامح متجهمة قبل أن تستقر عيونه على سماح الذاهلة كالجميع وهو يقول بغضب:
-الظاهر ان الهانم ماصدقت اتطلقت عشان تمشى على حل شعرها، مش كدة؟انط...
قاطعه صوت مجد الصارم من خلفه وهو يقول:.

-كلمة زيادة وقسما بالله يا حسام ماهراعى انك في بيتى ولا هراعى وجود ابنك وهضربك لغاية لما تستنجد و تقول الحقونى.
إلتفت إليه حسام أثناء حديثه يتطلع إلى ملامح مجد النافرة غضبا يدرك تماما أنه قادر على إبراحه ضربا، ليس وحده بل هذان الاحمقان أيضا خلفه واللذان تأهبا بغضب، ليقول محاولا تمالك أعصابه:.

-يعنى انت يرضيك يامجد؟مشوفش ابنى المدة دى كلها، ولما اجى عشان أشوفه ألاقى أمه نازلة من عربية راجل غريب، في الوقت ده؟
اقترب منه مجد قائلا بصوت كالفحيح:
-اولا ده مش غريب، ده المدير بتاعها، ثانيا مكنوش لوحدهم كان معاهم مراد و بيرى وياسمين، ثالثا الوقت مش متأخر ولا حاجة، الساعة لسة ٨، رابعا بقى وده الاهم انت مالك انت، تخصك في ايه عشان تحاسبها، أبوها، أخوها، انت بالنسبة لها ايه؟، ولا حاجة.
قال بإضطراب:.

-أيوة بس...
ليتمالك نفسه قائلا بحدة:
-مهما كان يعنى دى أم ابنى وسمعته من سمعتها.
كاد مجد أن يتحدث ولكن صوت سماح الصارم قاطعه وهي تقول:
-أنا سمعتى زي الفل، ومحدش يقدر يجيب سيرتى بكلمة، الدور والباقى على مدعيين البراءة وهم سمعتهم في الحضيض.

إلتفت إليها حسام بحنق وهو يدرك أنها تقصده بكلماتها، كاد أن يقترب منها ولكن هذان اللذان أحاطاها من كل جانب (هادى و حسن)، إلى جانب هذا الرجل القوي خلفه جعلوه ثابتا في مكانه وهو يقول ببرود:
-عموما انتى حرة تعملى اللى انتى عايزاه، انتى فعلا متخصنيش في حاجة زي ماقال مجد، اللى يخصنى ابنى ولانى مش مآمن عليه معاكى هاخده يعيش معايا.
اتسعت عيونها بجزع بينما قال مراد بحقد:.

-وانا مش ممكن هاجى معاك، انت نسيت انت عملت فيها ايه؟خنتها وانا بنفسى شفتك في العربية مع نور سكرتيرتك.
اتسعت عيون الجميع ومراد يستطرد:
-وضربتها أدامى مرة واتنين، وجاي دلوقتى تزعقلها أدامنا من غير حتى ماتسلم على ابنك اللى انت بتقول جايله، انت مش ممكن تكون الاب اللى أحب أعيش معاه، انت وحش، وحش.
ثم تركهم مسرعا إلى الحجرة يدلف إليها ويطرق بابها بعنف، لتغمض سماح عيونها ألما بينما قال مجد بغضب:.

-سمعت ابنك مش كدة، ياريت تشوف عمايلك وصلتنا لإيه، عموما ياريت بقى تفارقنا ولو عايز ابنك يعيش معاك بالغصب، روح المحاكم ومتنساش انى محامى ولو عملت حاجة من اللى هددتنى بيها قبل كدة، قسما بالله لأفضحك في كل مكان، وتكون نهايتك على ايدى ياحسام.
أفاق حسام من صدمته وهو ينظر إلى مجد قائلا بتحدى:
-انا ماشى بس الحكاية مخلصتش واوعدكم انكم مش هتخلصوا منى أبدا، مفهوم، ابدااا.

ثم غادر لتتنفس القلوب الصعداء، توجهت سماح على الفور لحجرة ابنها بينما جلست زوزا على الكرسي تضع يدها على بطنها بشكل أقلق مجد فيبدو ان التوتر أصابها بالألم، نظرت كل من سمر وهاجر إلى بعضهما بقلق بينما تبادل كل من حسن و هادى نظرات غاضبة يتساءلون بصمت، إلى أي الكائنات ينتمى هذا الحسام؟، فبالتأكيد، هو ليس بإنسان.

قال رائف:
-اللى يشوفك دلوقت بالتكشيرة دى يقول انك لسة مااتصالحتش مع ماجى.
قال يوسف:
-لا والله اتصالحنا، بس...
صمت ليستحثه رائف قائلا:
-بس ايه؟ماتتكلم، سكت ليه؟
زفر يوسف قائلا:
-مش عارف أقول إيه بس، واحدة زي دى متستاهلش اللى بيحصلها أبدا، بس هنقول إيه رجالة في البطاقة وبس.
فغر رائف فمه دهشة، يوسف بالتأكيد جن، يسب نفسه؟!
رمقه يوسف لتتسع عينيه قائلا بسرعة:.

-لأ، مش أنا ياأخى، مبتكلمش عن ماجى، أنا بتكلم عن سماح.
تأهب عقل رائف كلية عند سماع إسمها ليقول وقد انتفضت عروقه قلقا:
-مالها سماح، أنا موصلها امبارح لغاية بيتها، حصل إيه بعدها، ماتتكلم؟
تعجب يوسف من عصبيته ليقول:.

-اهدى علية يارائف، أنا عندى صداع هيفرتك دماغى، جوزها ياسيدى، قصدى طليقها جه وبهدل الدنيا عشان كانت راكبة معاك، وهدد بإنه ياخد إبنه بالعافية بس اخواتها وقفوله حتى مراد نفسه رفض، بس من ساعتها وحالة سماح وابنها زي الزفت، وماجى عندها من الصبح، انت عارف سماح دى والله مفيش منها، في وسط اللى هي فيه ده كله اتكلمت عشان تأكد على إنها جاية اجتماع الصبح بس أنا قلتلها ان الاجتماع اتأجل وإنها تاخد أجازة النهاردة، تريح أعصابها حبة، ولا إيه يارائف؟

بدا رائف شاردا، عاقدا حاجبيه بقوة ليقول يوسف:
-يارااائف.
أفاق رائف من شروده وهو ينظر إلى يوسف قائلا:
-اتصل بماجى وخليها تنزل سماح من البيت بأي طريقة و تجيبها على مطعم فرايديز،
عقد يوسف حاجبيه بعدم فهم ليقول رائف بحزم وهو ينهض:
-يلا يايوسف، إنجز.
ثم غادر الحجرة يتابعه يوسف بدهشة قبل أن يهز كتفيه ويقوم بهذا الإتصال.

13-03-2022 05:18 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [24]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية ضلع مكسور سينجبر
رواية ضلع مكسور سينجبر للكاتبة شاهندة الفصل الخامس والعشرون

كان حسام يطوف في ردهة المنزل جيئة وذهابا كليث جريح، لتقول نور بحنق:
-ماتقعد بقى ياحسام وتهدى حبة، عصبتنى.
توقف حسام ناظرا إليها بغضب قائلا بحدة:
-اهدى؟طب إزاي؟بقولك ياهانم معرفتش آخد ابنى منهم، رفض أدامهم كلهم، وخلى منظرى زبالة،.

ولا مجد وأخوه ده كمان ودكتور الغبرة، وقفولى زي البودى جاردات، وكان ناقص يضربونى، والهانم، الهانم اللى لسة عدتها يادوب خالصة لقيتها نازلة من عربية واحد غريب، آل إيه مديرها، هو أنا مبشوفش، ده كان بيبصلها بعنين هتاكلها أكل، كل ده وتقوليلى اهدى، اهدى ازاي بس؟
نهضت نور من مكانها تقترب منه قائلة بغضب:
-قول كدة بقى، اللى حارق دمك مش ان ابنك اللى رفض يشوفك، اللى حارق دمك غيرتك على الهانم طليقتك، مش كدة؟

أمسك ذراعها بقسوة قائلا:
-أكيد غيران، مش مراتى وأم ابنى الوحيد،
قالت نور بألم:
-لأ مش مراتك، دى طليقتك، انا بس اللى مراتك ومبتغيرش علية كمان بالشكل ده.
ازدادت قسوة ضغطه على ذراعها وهو يقول بغضب:.

-انتى شكلك اتجننتى، انتى بتقارنى نفسك بيها؟!سماح حاجة وانتى حاجة تانية خالص، سماح كانت زوجة مثالية وأم مفيش منها، كانت الكلمة منها بتطبطب والنظرة منها بتحيي، كانت نبض حياتى اللى لا بقى ليها طعم ولا لون من ساعة مافارقتنى.
قالت نور بغضب:
-ولما هي كانت ده كله، خنتها ليه ياحسام؟
اقترب حسام من وجهها يقول بصوت كالفحيح:.

-عشان انا راجل ندل معرفتش قيمة اللى كان في ايدى غير لما ضاع منى، معرفتش قيمته غير لما استبدلت الألماس بالتراب، فهمتى ولا أقول كمان؟
غشيت عيونها الدموع وهي تقول:
-فهمت ياحسام، فهمت.
ترك ذراعها يدفعها قائلا:
-طب انجرى بقى و اعمليلى فنجال قهوة، دماغى هتضرب خلينى أفكر في المصيبة اللى أنا فيها دلوقتى.
طالعته بحزن لتنتفض على صوته وهو يقول بحدة:
-لسة واقفة مستنية إيه؟

أسرعت تغادر الردهة إلى المطبخ تغلق الباب خلفها تستند إلى ظهره، تتطلع إلى ذراعها الذي تظهر عليه علامات أصابعه الحمراء، لتقول بغل:
بقى أنا تراب ياحسام، بقى أنا تعمل فية كدة عشان واحدة متسواش، طيب، اصبر عليه، ان ما خليتك تندم على كلامك ده، مبقاش أنا نور الهوارى ياحسام.

كانت تجلس بجوار ماجى تطالع البحر في شرود، لا تنكر أن حضورها إلى هذا المكان جلب السكينة إلى قلبها، كانت فكرة ماجى رغم اعتراضها عليها صائبة بكل تأكيد، قاطع أفكارها صوت أتي من خلفها يقول بهدوء:
-مساء الخير.
إلتفتت سماح تطالعه بصمت مضطرب بينما تنحنحت ماجى قائلة:
-احمم، مساء النور يارائف.
لتبحث عن زوجها بعينيها مستطردة:
-أمال يوسف مجاش معاك ليه؟
قال دون أن يحيد بناظريه عن سماح:
-راح لطنط سمية.

خبطت ماجى على رأسها قائلة:
-ياااه إزاي نسيت، كان المفروض هنروح لمامته النهاردة، أنا مضطرة أستأذن ياجماعة
ونهضت لتنهض سماح بدورها قائلة:
-استنى ياماجى، أنا كمان همشى...
أمسك رائف يدها قائلا بسرعة:
-لأ استنى من فضلك.
طالعت يده الممسكة بيدها بدهشة فتركها يمرر يده في شعره بإرتباك قائلا:
-احمم، عايز أتكلم معاكى شوية، ده يعنى لو تسمحيلى.
قالت ماجى:
-طيب هسيبكم أنا وأشوفك ياسماح بكرة، سلام دلوقتى.

غادرت بسرعة تتابعها سماح بعينيها قبل أن تلتفت إلى رائف الذي قال بهدوء:
-ممكن نقعد؟
جلست فجلس بدوره قائلا:
-أنا عارف إن مش من حقى أتدخل في حياتك الشخصية بس أول يوسف ما حكالى عن اللى حصل أنا صممت أقابلك، وخصوصا لما عرفت ان المشكلة اللى حصلت كانت بسببى أنا.
قالت سماح بهدوء تحاول ان تخفى حنقها لمعرفة رائف بما حدث:
-حضرتك ملكش ذنب، حسام كان جاي وناوى يعمل مشكلة.

طالع ملامحها الحزينة وعيونها المنتفخة قليلا قائلا:
-وده طبعا أثر عليكى وعلى نفسيتك، احمم، وكمان أثر على مراد، مش كدة؟
أطرقت برأسها تخفى ملامحها التي ظهر عليها الألم وهي تقول:
-أنا مش مهم، اتعودت على الألم والجرح، المشكلة دلوقتى في مراد اللى مبقاش قادر يتقبل والده خالص وكل شوية المشكلة بتتعقد أكتر، أنا مش عايزاه يكرهه، مهما كان ده والده، وخايفة، خايفة أوى تصرفات حسام تأثر بالسلب على شخصية مراد.

لترفع عيون غشيتها الدموع تطالعه بهما قائلة:
-مراد هو الحاجة الحلوة الوحيدة في دنيتى واللى مش مستعدة أخسرها أبدا.
طالعها بعيون ربض فيهم شعور أقوى من الإعجاب، نعم لقد تعمقت مشاعر أخرى بقلبه، مشاعر ظن أنها اندثرت منذ زمن لتعود إلى كيانه بقوة لم يشعر بها سابقا، مطلقا.
أخذ نفسا عميقا قبل أن يقول:
-طيب ممكن تسيبى مراد علية، أنا هتكلم معاه وهقدر أخليه يلين من ناحية والده.
أمسكت يده قائلة بلهفة:
-بجد يارائف؟

هل من الممكن أن يتضخم القلب حتى تشعر بمشاعرك تتجسد أمامك وكأنها تنبض بالحياة، لقد شعر بنبضات خافقه متجسدة في تلك الفتاة أمامه، تنتقل منه إليها ثم تعود منها إليه، أدركت أنها تمسك يده في تلك اللحظة التي ضم فيها أصابعه على أصابعها وهو يقول:
-بجد.

احمر وجهها خجلا وارتفعت درجة حرارتها بشكل يفوق احتمالها، فسحبت يدها بارتباك ترجع خصلة شعرها خلف أذنها بطريقة محببة جعلت قلبه يدق كشاب مراهق يعيش الحب لأول مرة، ليتابع ثغرها الذي تفوه بعبارة غير مفهومة، ليغمض عينيه يبعد هذا الشعور العجيب و الملح والذي يطالبه الآن بكل قوة أن يلمس هذا الثغر بشفتيه، ليعيش شعورا يدرك أنه الجنة، ولكنه يدرك إستحالة تحويل رغباته لحقيقة ويستنكرها في الوقت ذاته...

فتح عيناه وقد تمالك نفسه ليطالع عينيها قائلا:
-آسف قلتى إيه؟
قالت بارتباك:
-احمم، أبدا، كنت بقول هتكلمه إزاي؟ وهو رافض أي حد يتكلم معاه في الموضوع ده، حتى خاله مجد.
تراجع رائف في مقعده وهو يقول بإبتسامة هادئة:
-الموضوع ده سيبيه علية ومتقلقيش خالص، أنا هقدر أظبط أمورى.
ليقترب منها مجددا وهو يقول:
-المهم هتشربى إيه؟أو أقولك يلا ناكل،
كادت أن ترفض ولكنه أسرع يقول:.

-ممنوع الرفض، أنا جعان جدا وحقيقى مبحبش آكل لوحدى، ده غير ان الأكل ملوش علاقة بالحالة النفسية، احنا بناكل عشان نعيش ياسماح، وبعدين لو مرضتيش مش هاكل وذنبى هيكون في رقبتك، ها، هتاكلى معايا؟

ابتسمت رغما عنها وهي تومئ برأسها موافقة، ليبتسم بدوره مشيرا إلى النادل ليتقدم منهما، سألها رائف عن رغباتها، لتخبره بها وهي تشعر بالغرابة التي امتزجت بالسعادة في نفسها، فتلك هي المرة الثانية بعد البارحة والتي يسألها عن رغباتها في اختيار نوع الطعام الذي تريده، وهو شيئ جديد عليها كلية، ففى المرات القليلة التي خرجت فيها مع حسام، كان يختار لها هو دون أن يطلب رأيها أبدا، لتتراجع في مقعدها وتشعر بالإرتياح الذي امتزج بشعور آخر، غير مفهوم لديها، أو ربما لم تشعر به، سابقا.

توقف حسن بسيارته أمام هذا المحل الخاص بفساتين السهرة والزفاف، لتعقد هاجر حاجبيها قائلة بحيرة:
-انت جايبنا هنا ليه ياحسن؟
أمسك يدها وتخلل أصابعها بأصابعه قائلا:
-فيه عروسة حفلة خطوبتها بعد يومين ولسة مختارتش فستانها ياحبيبتى؟
إبتسمت بسعادة، إنه يفكر بها كما لم تفكر هي بنفسها حتى، إستطرد حسن قائلا:
-يلا ياأميرتى عشان تختارى فستانك.

هزت رأسها بسعادة وهي تترجل من السيارة ليقترب منها، يمسك بيدها مجددا ويدلفا إلى الداخل.
، كانت تتنقل حائرة بين الفساتين الكثيرة والرائعة، حتى أنها لم تستطع أن تحدد أي فستان منهم ترغب، حتى وجدت من يقترب منها يقف خلفها تماما ويميل هامسا في أذنيها:
-تسمحيلى أختار معاكى؟
هزت رأسها بخجل دون أن تنطق بكلمة ليضع يديه على كتفيها يديرها إليه يطالع عينيها العسليتين بعشق قائلا:.

-أميرتى الحلوة مش راضية تسمعنى صوتها ليه؟
تطلعت إلى عينيه قائلة:
-خايفة أتكلم أصحى من الحلم اللى أنا عايشاه دلوقتى معاك، خايفة أتكلم ألاقيك فجأة اختفيت من أدامى وألاقينى في أوضتى، لوحدى ياحسن.
مد يده يمررها على وجنتها برقة قائلا:.

-ده مش حلم، دى حقيقة، أنا وانتى خلاص جمعنا القدر، انا وانتى هنعيش الحلم اللى طول عمرنا بنحلم بيه، أنا ماصدقت لقيتك ياهاجر، انتى اليقين الوحيد اللى في حياتى، انتى أحلى حاجة حصلتلى.
أدمعت عيناها ليقول بسرعة:
-لأ وحياة أخوكى، دموع الفرح دى ابعديها النهاردة خالص، مبحبش أشوف الدموع في عيونك ياهاجر لا لفرح ولا لحزن، مفهوم؟
مسحت دموعها بأناملها وهي تؤدى التحية العسكرية قائلة بمرح:
-تمام يافندم.

إبتسم حسن يطالعها بحب ليسمع نحنحة نسائية لتلك السيدة التي جاءت لتساعدهم وهي تقول:
-احمم، خلاص، استقريتوا على فستان؟
قال حسن:
-ثوانى.
ثم أدار هاجر بيديه يمسك أحد الفساتين، ويمنحها إياه قائلا:
-جربى ده هيكون حلو أوى عليكى.
إبتسمت وهي تأخذه منه تتجه إلى غرفة تبديل الملابس، بينما قالت له البائعة:
-اتفضل معايا لغاية ماتغير هدومها، هوريك الكماليات بتاعة الفستان اللى أكيد هتعجب حضرتك.

تبعها بهدوء، غافلا عن إبتسامة إرتسمت على وجه تلك البائعة، إبتسامة غير مريحة، على الإطلاق.

أجلس هادى سمر على الأريكة لتقول بحيرة:
-ها، أفتح عينى خلاص؟
إبتسم يطالع وجهها الجميل وعيونها التي أغلقتها بناءا على طلبه قائلا:
-ثوانى ياسمر، اوعى تفتحيها.

شعرت به يبتعد قليلا وصوت شيئ يفتح ربما ثم خطواته تقترب منها مجددا، ثم شعرت بشيئ بارد يوضع على عنقها، وأنامله على جيدها يبعد خصلات شعرها، انتابتها قشعريرة امتدت إلى خافقها فزادت من نبضاته، أخذت نفسا عميقا تتمالك به نفسها وقد شعرت بأنامله تتمهل على جيدها وأنفاسه تتثاقل خلفها، تنفست الصعداء حين رفع يده لتقول بصوت مبحوح:
-خلاص، أفتح عينى؟
إستمعت إلى صوته الخافت وهو يقول:
-ثوانى بس،.

ثم شعرت بيده تسحب يدها ثم به يلف شيئا باردا حول معصمها، ويضع دائرة حول إصبعها، وهو يقول:
-دلوقتى تقدرى تفتحى عنيكى.
فتحت عينيها ببطئ تتأمل تلك الإسوارة والخاتم الذي يشبهها، وهذه القلادة التي تحمل نفس الشكل الرقيق الذي أذهلها، عصفور يطير محلقا بعيدا عن هذا القفص الذهبي خلفه، طالعته بحيرة، ليقول بإبتسامة:.

-دى شبكتك ياعروسة، أنا عارف انك رفضتى أجيبلك شبكة بس غصب عني، كان لازم أقدملك هدية بتعبر عن وعدى ليكى.
قالت بحيرة:
-وعدك؟
إتسعت إبتسامته وهو يجلس إلى جوارها يمسك يديها بين يديه قائلا:.

-أنا عارف أد إيه بتحبى حريتك وخايفة عليها، عارف أد إيه إنتى خايفة كمان من اللى جاي، بس وعد منى انك معايا عمرك ماهتخافى من حاجة تانى، وعد منى انى أخرجك من سجن مخاوفك وأحررك منها للأبد، وعد منى ان عمرى ماهأذيكى ولا أجرحك ياسمر طول ما أنا عايش.
غشيت عيونها الدموع ليطالع دموعها في حيرة قائلا:
-انتى زعلتى؟
هزت رأسها نفيا وهي تقول:
-دى دموع الفرح ياهادى، انت مش عارف أد إيه هديتك وكلامك دول فرحنى.
قال بلهفة:.

-بجد فرحانة ياسمر؟
قالت بحب:
-أد الدنيا دى كلها.
اتسعت إبتسامته وهو يرفع يدها يقبلها بحنان بينما تأملته هي بقلب عاشق.

خرجت من حجرة تبديل الملابس فلم تجده، عقدت حاجبيها واقتربت من باب الحجرة المغلق تفتحه بهدوء لتشاهد تلك البائعة وهي تميل على حبيبها تقول بدلال:
-الظاهر إنك بتحب خطيبتك أوى، وعشان كدة مختارلها أغلى فستان في المحل.
رمقها حسن بهدوء قائلا:
-الدبلة اللى في ايدى وايديها تثبت أكيد إنى بحبها.
مطت شفتيها قائلة:.

-الدبلة مش شرط على الحب، ممكن يكون جواز مصلحة أو إتفاق، الواضح أكيد إنك بتحبها بس هي، امم، مش عارفة.
عقد حاجبيه قائلا:
-مش عارفة؟
إبتسمت بدلال قائلة:
-واحد في وسامتك وجاذبيتك يستاهل الواحدة تحبه بكل كيانها، تدلعه وتخاف عليه، متسيبوش لوحده مثلا مع واحدة زيي،
وأشارت إلى نفسها بخيلاء، ثم مررت يدها على ذراعه بأناملها الطويلة المطلية بالأحمر مستطردة:
-مش يمكن أحاول أخليك تهتم بية ولو شوية؟

تنازعته رغبتان، احداهما رغبته في أن يجارى تلك الفتاة حتى تتعلق به ثم يغدر بها بقسوة كما اعتاد أن يفعل بالماضى والأخرى عدم رغبته بإيذاء من يهواها قلبه، فهو يدرك بأعماقه أنه يؤذيها وبقوة بعدم مكافحته لرغبته المريضة تلك...

رأت هاجر هذا الصراع البادى على ملامحه، رأت تردده، فتمزق قلبها ألما، أغلقت عينيها وإلتفتت تريد الهرب من مرأى هذا المشهد الذي سيدمى قلبها، تعرف ان عليها أن تتحمل قليلا، أن تساعده كي يشفى ولكن هذا الألم الذي تتحمله يفوق قدرة البشر، ربما وجب عليها الآن أن تقتحم هذا المشهد وتأخذ بيده عنوة بعيدا عن تلك الحرباء، إتسعت عيناها على مصراعيها وصوته يتناهى إلى مسامعها وهو يقول بصرامة:.

-بذمتك فيه حد يبقى معاه ألماسة حرة ويبص لحجر مزيف ملوش قيمة.
إلتفتت تتطالعه بقلب يخفق بقوة، رأته يزيل يد البائعة من على يده قائلا بإشمئزاز:
-ياريت تركزى في شغلك أو هطلب المدير بتاعك يجيلى هنا عشان أقوله على تصرفاتك ال...
وترك جملته معلقة ليضطرب وجه الفتاة وهي تقول:
-آه، طبعا، احمم، تحت أمرك، هجيب لحضرتك باقى طلباتك.

ابتسمت هاجر بسعادة قبل أن تدلف لحجرة تبديل الملابس، تبدل ملابسها بسرعة ثم تخرج إليهما ليطالعها حسن بدهشة قائلا:
-ملبستيش ليه الفستان ياحبيبتى؟
رمقت البائعة شذرا وهي تناولها الفستان قائلة:
-الحقيقة حسيت الفستان مش نضيف و رخيص أوى فمحبتوش، تعالى نشوف مكان تانى أنضف من هنا ياحبيبى.

اطرقت البائعة برأسها أرضا في خجل، فمدت هاجر يدها تمسك بيده وسط دهشته وتسحبه خلفها إلى الخارج حتى وصلا إلى السيارة ليفتح حسن لها الباب فدلفت إليها، أغلق الباب خلفها واتجه إلى مقعده خلف المقود، كاد أن يدير السيارة ولكنه توقف وهو يلتفت إلى هاجر يقول بتقرير:
-انتى سمعتى اللى حصل جوة، بينى وبين البنت دى، صح؟
التفتت تتطالعه وهي تومئ برأسها فأسرع يقول:
-صدقينى ياهاجر أنا مليش ذنب ف...

قاطعته واضعة يدها على فمه تقول بحنان:
-عارفة، وانت مش محتاج تبررلى أي حاجة، قلتلك قبل كدة، أنا واثقة فيك ياحسن.
قبل يدها فأبعدتها بخجل ليقول هو بحب:
-لسة واثقة فية بجد ياهاجر ولا بتقولى الكلام ده علشان متزعلنيش؟
طالعته بحب قائلة:
-ثقتى في حبك لية وانك قادر تتخطى بيه كل حاجة ممكن تقف مابينا، من غير حدود ياحسن، المهم تكون واثق انت كمان ان حبك لية وحبى ليك هيشفيك.

طالعها بعشق لتشعر بحرارة جسدها تشتعل فتنحنحت قائلة:
-احمم، مش يلا بينا بقى عشان نلحق نجيب الفستان، إتأخرنا ياحسن.
إبتسم وهو يدير السيارة منطلقا بها بسعادة، يشعر بقلبه ينتفض، عشقا.



المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
قلب مكسور وموجوع .. احمد سعد يمر بازمة عاطفية Moha
0 406 Moha
اكتشاف سر الصداقة المكسورة بين “سيلينا غوميز” وصديقتها المتبرعة لها بكليتها Moha
0 375 Moha
بالصور .. الفنانه شيريهان قطب تتألق على خشبه مسرح الطليعه فى شباك مكسور Moha
0 508 Moha
خلفيات شاشه مكسوره مثل الحقيقية essam
0 3359 essam

الكلمات الدلالية
رواية ، مكسور ، سينجبر ،


 





# فنون # مشاهير # صحة # منوعات # الأطفال # English # تفسير الأحلام ثقافة # قصص # سيارات Cars # صور # تقنيات # الاجهزة الالكترونية # المطبخ # كلام فى الحب # أبراج # رياضة # ازياء # حكم وأقوال تطوير الذات# خلفيات # صور بنات # مشاهير # ديكور # صباح الخير # مكتوب برقيات شهر رمضان # جمعة مباركة # حب رومانسية # عيد # ادعية # خلفيات كرتون # منوعات # موضة # الأم # أطفال # حيوانات # صور ورد # اكلات # New Year # مساء الخير # اللهم صلي علي النبي # القران الكريم # صور نكت # عيد ميلاد # اعلام # سيارات # تهنئة الخطوبة # حروف واسماء # الغاز # صور حزينة # فساتين # هدايا # خلفيات النادي الاهلي # تسريحات شعر # الاصدقاء # بوستات نجحت # خلفيات نادي الزمالك # حب رومانسية # تهنئه # ازياء # صور بنات # صوره وكلمه خلفيات # كرتون # بروفايل رمزيات # دينية # سيارات # مضحكة # أعلام # مسابقات # حيوانات # ديكور # أطفال # أكلات # حزينة صور شباب أولاد ر# صور # الطب و الصحة # مقالات عامه # CV المشاهير # وصفات الطبخ # العناية بالبشرة غرائب وعجائب # قصص روايات مواعظ # صور حيوانات # وصفات الحلويات # الرجيم والرشاقة # نكت مضحكة # صور خلفيات # العناية بالشعر # شروحات و تقنيات # videos # Apps & Games Free # موضة أناقة أزياء # سيارات # ديكور # رعاية الأطفال # نصائح المطبخ # موبايل جوال # الفوركس # التعليم والمدارس # الحمل و الولادة # اخبار الرياضه # وظائف # صحة المرأة # حوادث # صور بنات # صور اطفال # مكياج و تجميل # عناوين بنوك شركات محلات مطاعم # العاب الغاز # عيد # كلمات الاغانى # اشغال فنيه واعمال يدويه # مصر # أشعار خواطر # للنساء فقط # للرجال فقط # صور شباب # علاج النحافه # رسائل SMS # أكلات نباتية - Vegetarian food # برامج الكمبيوتر # المراهقة # جمعة مباركة # blogger # رعب # لعنة العشق # حب # اسلامية # قاسي ولكن أحبني # أحفاد أشرار الحرب لأجلك سلام # أسمى معاني الغرام # حقيقية # لقد كنت لعبة في يده # ملهمة # أباطرة العشق # عربية # حب خاطئ # لست مميزاً # من الجاني # مشاهير # راقصة الحانة # اغتصاب طفلة # عاشقان يجمعهم القدر # الطريق الصعب # خيال علمي # أشواك الحب # تاريخ # سجينة ثوب الرجال # لروحك عطر لا ينسى # أطفال # عشق وانتقام # لازلت أتنفسك # لقاؤنا صدفة # للحب معان أخرى # خاتم سليمان # ممن أنتقم # نجاح # أبواب وهمية # حلمى فى صفيحة قمامة # فيلم # مجنون بحبك # بين شباكها # حزينه # رحلات جوليفر # عذاب قسوته # عندما ينادي الشيطان # لعنة حبك # مريم وامير # هدوء في قلب العاصفة # الحاسة السادسة # المشعوذة الصغيرة # عباقرة # لوعة العشق # حروب # قدر بالإجبار # بنات مضحكه# فوركس Forex# صحتك # الصور والخلفيات # الطبخ والحلويات # منوعات # اخبار الفن # القصص و الروايات الألعاب الرياضية # الحياة الزوجية # أزياء وملابس # الأم و الطفل # دراسات لغات # افكار منزلية # انترنت تكنولوجيا # صفات الابراج # حيوانات ونباتات # تفسير الاحلام # معانى الاسماء # خواطر و اشعار # الكون والفضاء اجمل نكته# Mix # Forex # youtube # foods # Kids # Health education # stories # News # kitchen # woman # Famous # Sport # Animals

-------

الساعة الآن 05:03 صباحا