أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتدى جنتنا، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .

المنتدى للقرائه فقط -- للمشاركه انتقل الى منتديات جنتنا الجديده -forums.janatna.com





رواية ضلع مكسور سينجبر

تأملوا ابتسامتهاإن رأيتموها مشرقة تشع في عينيها فاعلموا أنها تزوجت رجلا أحبها.أما إن رأيتموها باهتة توقفت تلك الابتسامة ..



13-03-2022 05:14 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [16]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية ضلع مكسور سينجبر
رواية ضلع مكسور سينجبر للكاتبة شاهندة الفصل السابع عشر

دلف مرتضى إلى المنزل، ليقف متجمدا وهو يرى والده جالسا في الردهة يطالعه بجمود، حاول أن يرسم بسمة على شفتيه فجاءت مضطربة، وهو يقترب منه قائلا:
-مساء الخير ياحاج.
أوقفه في مكانه صوت والده الغاضب وهو ينهض يقترب منه بدوره قائلا:
-كنت فين يامرتضى، ووشك ماله؟ متشلفط كدة ليه؟
قال مرتضى بإرتباك:
-أنا أصلى، وأنا راجع من بورسعيد عملت حادثة بسيطة ودى النتيجة زي...
قاطعته صفعة قوية من والده الذي هدر قائلا:.

-كمان بتكذب علية ياابن إنعام.
التمعت في عيونه الدموع وهو يقول:
-أنا، أنا...
قال والده بغضب:
-انت وطيت راس أبوك في الوحل، وجبتله العار، مبقاش قادر يرفع راسه في وسط الشارع، أنا مبقتش قادر أقول انى ربيت راجل، ابن الشيخ سالم بيخطف واحدة عشان يهتك عرضها، مصيبة كبيرة، طيب مفكرتش في أختك، مفكرتش في غضب ربنا عليك؟

مفكرتش غير في نفسك وبس مش كدة؟نفسك اللى ربنا سواها وقادر يسحب روحك دى في ثانية وانت بتعصاه وبترتكب الكبائر، ويرميك في نار جهنم وبئس المصير.
قال مرتضى بعيون تغشاها الدموع:
-غلطة كبيرة ياابا،
ليميل على يد والده يقبلها مستطردا:
-أبوس ايدك سامحنى.
نفض الشيخ سالم يده مبتعدا قائلا بغضب:
-ادعى ربك هو اللى يسامحك ياابنى، وياريت يسامحك، ياريت.
ثم تنهد قائلا بمرارة:.

-بص يامرتضى، اسمع كلامى ده كويس لإنى هقولهولك لأول و لآخر مرة، احنا راجعين من بكرة على بلدنا، هتعيش بما يرضى الله هناك كان بها، هتوطى راسى في الطين تانى يبقى هقتلك بإيدى يامرتضى، وأخلص الدنيا من شرك، مفهوم؟
أطرق مرتضى برأسه قائلا:
-مفهوم ياابا، مفهوم.
ليضرب الشيخ سالم بعصاه الأرض يرمقه بألم قبل أن يتجه إلى حجرته، بخطوات ضعيفة، منكسرة.

كانت سمر تقف في الشرفة تستند على سورها بكلتا يديها تستنشق الهواء الرائع، تشعر براحة شديدة، لا تدرى لماذا؟هل السبب هو قرارها بالأمس بنسيان مجد وانتظار ظهور زوجها لتسامحه ويكملان مع بعض حياتهما سويا؟أم لرؤيتها هذا المرتضى يرحل مع أبيه منذ قليل، يحملون الحقائب إلى السيارة، ويبدوا أنهم لن يعودوا مجددا إلى هذا الشارع، كما أخبرها حسن.

حسنا هي سعيدة بالفعل لذلك ولكن هذا الإنكسار الذي بدا على هذا الشيخ الكبير، قلل من فرحتها، قليلا.
فجأة قبضت على هذا السور الحديدى بقوة والتمعت عيناها وهي ترى سيارة مجد تدلف إلى الشارع، ثم تتوقف أسفل البناية، وجدت نفسها رغما عنها تتطلع إليه بلهفة وهو يهبط من السيارة، تبا، كم افتقدته.

عقدت حاجبيها وهو يلتف حول السيارة ويفتح الباب لتخرج منه فتاة جميلة سوداء الشعر رقيقة الملامح، لابد وأنها تلك السماح التي أخبرها عنها حسن، لماذا أحضرها إلى هنا؟هل تزوجها؟
أصابتها الفكرة بغصة لتواليهم ظهرها بسرعة تدلف إلى الداخل فلم ترى مراد وهو يخرج من السيارة ولم ترى، سمر.

دلفت نور إلى الحجرة فوجدت حسام يبدو نائما، ولكن عيونه المفتوحة على مصراعيها، شاردتان للأمام دحضت ذلك، رفعت عيونها إلى السماء مللا ثم اقتربت منه قائلة:
-حسام.
لم يجبها فهزته قائلة:
-ياحسام، رد علية.
نظر إليها بجمود للحظات قبل أن يعتدل جالسا وهو يقول ببرود:
-عايزة إيه يانور؟
قالت بهدوء:
-عايزاك تقوم وتشوف شغلك، الصفقة هتروح مننا بالشكل ده.
هز رأسه بلامبالاة قائلا:.

-تروح، مبقاش فيه حاجة تهمنى بعد اللى راحو.
لم تستطع أن تتمالك نفسها أكثر فقالت بعصبية:
-على فكرة طلاقك من سماح مش آخر الدنيا، أنا أهو موجودة وتحت أمرك، وأقدر أعوضك عنها، ده انا بتمنالك الرضا ترضى ياحسام.
فكر حسام بسخرية.

أتقارنين نفسك بها، يالك من حمقاء فارغة الرأس، أين أنتى وأين هي؟والله لولا خشيتى أن يعرف الجميع ما فعلته بها لما تركتها ترحل أبدا، ولتمسكت بها حتى آخر رمق، ولولا إدراكى أنها لن تغفر لى الخيانة ما همتنى الفضائح حتى، ولتمسكت بها للنهاية.
أزاح حسام الغطاء من عليه وهو ينهض قائلا ببرود:
-بلاش نجيب سيرة اللى راح يانور.
قالت نور بلهفة وهي تقترب منه تأخذ بيده قائلة:.

-أيوة كدة ياحبيبى، خلينا في اللى جاي والصفقة الجديدة دى هتنقلنا نقلة تانية خالص، فتعالى اغسل وشك، محضرالك أحلى فطار عشان نقعد ونفكر كويس في خطوتنا الجاية.
تركها تأخذه إلى الحمام، مستسلم لها، فبداخله قبع الفراغ حيا، يخبره مرارا وتكرارا، أنه قد أضاع أكبر كنز منه، وبجانبه تهون كل الكنوز الأخرى وتصبح لا قيمة لها، لقد فقد سماح، للأبد.

كانت سماح تبكى في حضن ماجى، تفرغ كل مشاعرها، حزنها وكسرة فؤادها، وكانت ماجى تربت على ظهرها بحنان تواسيها قائلة:
-كفاية دموع بقى ياسماح، حسام ميستهلش دمعة واحدة من دموعك.
خرجت سماح من حضنها قائلة بمرارة:.

-وانتى فاكرة انى زعلانة عليه ياماجى؟انا زعلانة على نفسى، زعلانة أوى، اديته قلبي ومشاعري ورده كان الخيانة، اديته اخلاصي ووفائي ورده كان الخيانة، اديته أجمل سنين عمرى ورده كان الخيانة، ضربنى، هانى، استحملت كل ده ورده كان الخيانة، اتنازلت واتنازلت ورده برده كان الخيانة، قلبى مكسور وكل ما أحاول أرمى كل حاجة ورا ضهري وأنسى ألاقينى بفتكر كل حاجة حلوة اديتها وردها كان الخيانة، نفسى أنسى الوجع، نفسى أمسح سنين عمرى اللى فاتت بأستيكة، نفسى أرجع سماح بتاعة زمان ياماجى، قوليلى بس أرجعها إزاي؟

كانت دموع ماجى تسقط على وجنتيها ألما على جرح صديقتها الغائر والذي تستشعره في مرارة الكلمات وألم الملامح، لتقول بحزن:.

-سماح هترجع لو انتى سمحتيلها ترجع، هتنسى لو انتى من جواكى آمنتى انها لازم تنسى، سماح اللى أعرفها مش ممكن تستسلم وتكون ضعيفة بالشكل ده، سماح اللى اعرفها قدرت رغم كل الضغوط اللى كانت عليها من جوزها وبيتها انها تكمل تعليمها وتتعلم في البيت بدل اللغة أربعة، سماح اللى أنا أعرفها قوية جدا من جواها بس ربنا يسامحه اللى كان السبب وضعف ثقتها بنفسها بالشكل ده.
تنهدت سماح وهي تمسح دموعها بيديها قائلة:.

-أهو راح مطرح ماراح، ملوش عندى غير ابنه، هيشوفه مرة واحدة في الشهر زي ما اتفق مجد معاه، ولو ان مراد مش حابب حتى يشوفه المرة دى بعد اللى عمله معايا، بس أنا غصبت عليه، مهما كان ده ابوه وليه حقوق عليه.
قالت ماجى بحنان:
-أصيلة ياسماح، طول عمرك بنت أصول.
لتصمت قليلا وهي تفكر قبل أن تلتمع عيناها قائلة:
-انتى عارقة ياسماح إيه الحاجة الوحيدة اللى ممكن تنسيكى كل اللى فات؟

نظرت إليها سماح بإستفهام، لتستطرد قائلة:
-الشغل، لازم تشتغلى وساعتها الشغل هياخد كل تفكيرك ومش هيسيبلك مساحة للتفكير.
قالت سماح بإحباط:
-ومين بس اللى هيشغلنى ياماجى وأنا معنديش خبرة؟
قالت ماجى:
-يوسف.
قالت سماح بحيرة:
-يوسف؟
قالت ماجى:
-انا مش كنت قلتلك ان يوسف فتح هو وصاحبه شركة جديدة، أكيد هيحتاجوا واحدة في كفائتك وشطارتك.
قالت سماح:
-أيوة، بس...
قالت ماجى بلهجة قاطعة:.

-من غير بس، انا بايتة معاكى النهاردة ومن بكرة هنروح مع بعض الشركة الصبح وأكيد شغلك مضمون، وبالمرة نقدم لمراد في مدرسة جيسى، دى هتفرح أوى لما ترجع من الكامب وتعرف، ها، إيه رأيك؟
نظرت إليها سماح لثوان قبل أن تومئ برأسها موافقة، لتحتضنها ماجى على الفور بسعادة بينما أغمضت سماح عيونها بإرتياح، لأول مرة.

تردد مجد قبل ان يطرق بابها، فبأي عذر قد يفسر لها مجيئه إليها؟لاشيئ لديه مطلقا سوى الحقيقة، لقد اشتاق إليها بشدة، يتوق للمحة منها، يرغب فقط بأن تقر عينه برؤيتها...
فتحت الباب لتراه أمامها، يطالعها بلهفة رأتها في عينيه؟يغمرها بذلك الشعور الذي يمنحها لذة لا تضاهى، لتقاوم مشاعرها، تدرك أنها أقسمت أن لا تضعف، ظهر الجمود على ملامحها وهي تقول ببرود:
-حمد الله على السلامة ياأستاذ مجد.

عقد حاجبيه تصله نبراتها الباردة فتصيبه في مقتل، يتساءل عن سرها فلم تكن أبدا باردة هكذا معه، قد بدت متباعدة من قبل ولكن تلك القسوة في عينيها لم يعهدها فيها من قبل، ليزداد إرتباكه وهو يقول:
-الله يسلمك، احمم، الحقيقة كنت جاي أسأل عن هاجر وأطمن عليها بعد اللى حكهولى حسن عن اللى حصل معاها.

إزدادت البرودة في عينيها، إذا هو يزيد الطين بلة، ويسأل عن هاجر؟ألا تكفيه تلك السماح؟ألا يشعر بتلك النار التي تكويها الآن؟وكيف يشعر، ان كان لا يعلم أنها تكن له المشاعر، نعم، تفعل، ربما ليس من حقها أن تفعل ولكنها تفعل، فليعينها الله وليرحمها مما هي فيه، تمالكت نفسها قائلة:
-والله هاجر مش موجودة دلوقتى، راحت مع حسن الكلية، لما ترجع هقولها انك سألت عليها، عن إذنك.

ثم أغلقت الباب بهدوء، ليزداد إنعقاد حاجبيه، يتساءل بألم عما فعله لتقابله بتلك البرودة التي مزقت قلبه ونثرته إلى فتات، شعر بغصة في حلقه، لم يستطع أن يصعد مجددا إلى منزله، يحتاج لأن يستنشق بعض الهواء، ربما يريح روحه المنهكة والتي شارفت على الموت كمدا.

النفس تحمل خبايا حتى صاحبها لا يدركها
تتناقض مشاعرها، تتصارع، تحملك من حالة إلى حالة في نفس الوقت
تأخذك إلى الجنة أو قد تلقيك بالجحيم،
النفس قد تبدو غريبة حتى على صاحبها
لايدرى أفرحا تحمل أم حزن؟خير أم شر؟توبة أو ذنب؟
النفس ضائعة حتى يصل صاحبها للطمأنية ويجد الإيمان
الإيمان بالله ورسله، الإيمان بالقدر، والحب.

تساقطت دموعها وهي تمرر ملعقتها في ذلك القدر، تشغل نفسها بالطبخ، تتكرر صورته وهو يمد يده يساعد تلك الفتاة على الهبوط من السيارة، تقتلها الغيرة، وتشعل براكينها،
لماذا؟..
لماذا قابلته؟
لماذا اقتحم حياتها؟
لماذا عليه أن يغادرها؟
أسرعت تمسح دموعها بسرعة وهي تسمع صوت هاجر وهي تنادى عليها، بعد ان عادت من الجامعة، سعيدة على مايبدو من نبراتها، دلفت إلى المطبخ قائلة:
-سمر، سمسمة، أنا جيييت.

إلتفتت إليها سمر قائلة بابتسامة:
-نورتى البيت ياجوجو.
عقدت هاجر حاجبيها قائلة:
-سمر، انتى كنتى بتعيطى؟
قالت سمر بإضطراب:
-طبعا مش ببشر بصل، لازم أعيط.
زفرت هاجر بإرتياح قائلة:
-طمنتينى.
لتنظر إلى الأطباق من حولها قائلة بعيون تلمع:
-وعاملالنا محشى كمان، امممم...
لتشير إلى معدتها قائلة:.

-والله انتى بنت حلال، ده انا كان نفسى فيه، وقلت لحسن نخرج المطعم اللى جنب الجامعة نضرب لنا طبقين، بس هو قاللى ان مش هينفع النهاردة عشان لازم يرجع لإخواته ويتغدا معاهم كمان.
توقفت سمر عن التقليب وهي تلتفت إليها قائلة بحيرة:
-إخواته؟!
أخذت هاجر تفاحة من طبق الفاكهة وهي تقضمها بشهية قائلة:
-آه، ما انا نسيت اقولك، مجد جاب إخواته معاه من مصر وهيقعدوا معاهم علطول.
قالت سمر بدهشة:.

-يعنى اللى جت مع مجد دى أخته؟
قالت هاجر بشفقة:
-أيوة أخته سمر وكمان أخته سماح الكبيرة، مع الأسف مااتفقتش مع جوزها واتطلقت.
قالت سمر في لهفة:
-سماح تبقى أخته؟!
عقدت هاجر حاجبيها قائلة:
-أيوة، أخته، ما انا بقول كدة من الصبح، كلامى مش مفهوم ولا إيه؟
إلتفتت سمر تتابع التقليب في وعائها، تسدل أهدابها على عيون ربضت بهما سعادة بالغة، إذا سماح هي أخته، وكم يريحها هذا الإكتشاف...
لتعقد حاجبيها فجأة قائلة:.

-إتطلقت، ياقلبى، أكيد نفسيتها دلوقتى مش مظبوطة.
قالت هاجر:
-حسن بيقوللى انها متضايقة أوى، بس متفائل وشايف ان الطلاق فيه خير ليها.
إلتفتت إليها سمر وعيونها تلمع قائلة:
-طيب إيه رأيك نعملهم أكلة حلوة ونطلعهالهم، أكيد مش هيبقالهم نفس دلوقتى يطبخوا، والأكل الجاهز لا ليه طعم ولا ريحة.
ظهرت السعادة على عيون هاجر وهي تقول:
-ياعينى عليكى وعلى أفكارك ياسمسمة، معاكى طبعا، انتى بس قوليلى أعمل إيه؟

إبتسمت سمر قائلة:
-طلعى فراخ كمان من التلاجة و الكريمة اللبانى، وهاتيلى الخلطة من الفريزر بسرعة.
أسرعت هاجر بإحضار طلباتها بينما إلتفتت سمر بإبتسامة إلى وعائها، تصفر بسعادة، قبل أن تتذوق صلصتها لترى أنها مناسبة تماما.

قالت سمية:
-يعنى هتفضل كدة لحد امتى يايوسف؟حالك مبقاش ينسكت عليه على فكرة.
أمسك يوسف بهذا الجسر مابين حاجبيه قائلا:
-وماله حالى بس ياماما، ما انا كويس أدامك أهو.
جلست سمية تضع قدما فوق الأخرى قائلة:
-انت عارف سنك بقى كام؟انت داخل على الأربعينات ياحبيبى، يعنى مبقتش صغير، ومحتاج لك سند، ولد يشيل اسمك ولما تكبر يبقى عكازك، ويشيل المسئولية من بعدك زي ماانت شيلتها من بعد والدك.
نهض يوسف قائلا:.

-قلتلك ياماما أنا وماجى بنحاول وان شاء الله ربنا يسهل، ونجيب الطفل اللى نفسك فيه.
قالت بحنق:
-ماجى ايه بس؟ماجى كبرت والظاهر انها بقت عاقر ومش هتجيبلك الولد، اسمع كلامى ياابنى واتجوز علا بنت خالتك، شابة وفي عز شبابها وهتجيبلك الولد صدقنى.
قال يوسف بنفاذ صبر:.

-مستحيل ياماما أعمل كدة، مستحيل أخون مراتى اللى بحبها، مراتى اللى عاهدتها انها تكون الاولى والاخيرة في حياتى، عايزانى بكل بساطة كدة أقولها انها مش مالية عينى وفيها حاجة ناقصانى وهكملها مع غيرها؟
أصدرت سمية صوت بحلقها ثم قالت بسخرية:
-الاولى والاخيرة، عموما ياسيدى مش لازم الهانم تعرف، اتجوز علا من وراها، في السر يعني، وأنا هقنع علا وهقنع خالتك يوافقوا.
قال يوسف بحنق:.

-بس أنا هبقى عارف، هبقى عارف انى بخونها، بضيع كل أحلامنا مع بعض وبخون كل وعودنا.
قالت سمية:
-يايوسف عشان خاطرى...
قاطعها قائلا وهو يمسك يدها:
-عشان خاطرى انتى ياماما، لو بتحبينى بجد هتنسى الموضوع ده خالص وهتسيبينى براحتى، عشان خاطر سعادتى ياماما، سيبينى عايش مع مراتى وبنتى بأمان.

صمتت سمية تدرك أنه لا فائدة من الحديث معه الآن، وتدرك أيضا أنها إن أرادته أن يتزوج من علا فعليها التفكير في خطة أخرى، ولسوف تفعل.

13-03-2022 05:15 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [17]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية ضلع مكسور سينجبر
رواية ضلع مكسور سينجبر للكاتبة شاهندة الفصل الثامن عشر

قالت سماح بإبتسامة:
-والله ما كان ليه لزوم لده كله يامدام سمر، تعبناكي معانا.
قالت سمر بإبتسامة خجولة:
-تعبكم راحة، دى حاجة بسيطة يامدام سماح.
قالت ماجى بإبتسامة:
-والله وحشنى أكلك يا...
قطعت كلامها، قائلة:
-قصدى يعنى أكلك فكرنى بواحدة صاحبتنا كان أكلها ميفرقش عنك خالص، ماشاء الله نفسكم يجنن بجد.
إزداد خجلها وهي تبتسم قائلة:
-ميرسيه يامدام ماجى، ده من ذوقك.
قال حسن بمرح:.

-فعلا الأكل البيتى مفيش زيه، انا كدة هعمل ثورة على التيك آواي، وهطالب بأكل بيتي كل يوم.
إزداد خجل سمر بينما قالت هاجر بنبرات حملت شعور الغيرة:
-وهتقدر تستغنى عن الأكل مع الشلة بتاعتك ياسي حسن؟
نظر إلى عينيها الجميلتين ليبتسم قائلا بهدوء:
-حد يسيب عيلته برده ويدور على الصحاب؟
لم تستطع أن تحيد بناظريها عنه، تتساءل في لهفة، أيعدها من أهله؟أم فقط يقصد عائلته؟
قاطع نظراتهما سؤال سمر المتردد وهي تقول:.

-هو أستاذ مجد، احمم، يعنى مش موجود، قصدى يعنى مش هيتغدى؟
تبادلوا النظرات فيما بينهم، لتقول سماح بإبتسامة:
-كلمته من شوية قاللى انه راح يقعد على البحر شوية.
قالت ماجى بشفقة:
-يبقى أكيد متضايق، مجد مبيروحش يقعد على البحر الا لو كان متضايق.

أومأ الجميع برءوسهم لتتأملها سمر بفضول امتزج ببعض الغيرة، تتساءل عن تلك المرأة التي تعرف دواخل مجد وتنطق اسمه بأريحية هكذا، إرتاحت نبضاتها وهي ترى هذا المحبس الذهبي في بنصرها الأيسر، فبعد أن تأكدت أنها متزوجة، ومن وضعها داخل تلك العائلة فعلى الأرجح أنها قريبتهم أو صديقة مقربة جدا، قطع أفكارها دلوف مجد إلى المكان ليتوقف بجمود وهو يرى الجميع جالسون إلى طاولة الطعام، تعلقت عيونه بسمر، وتعلقت عيونها به، حبس الجميع أنفاسهم، فقد طال حديث العيون، لتتنحنح هاجر قائلة بمزاح:.

-احمم، حماتك بتحبك ياأستاذ مجد، لسة واقف عندك ليه؟تعالى إلحقلك صابع محشى.
أفاق مجد من أفكاره التي تعلقت كلها بتلك المخلوقة التي ملكت كيانه، وهو ينظر إلى هاجر بإبتسامة هادئة قائلا:
-مشفتش حماتى بس أكيد كانت هتحبنى، متجمعين على الخير دايما يارب.
قال الجميع:
-آمين.

إقترب منهم لتسرع سماح بإحضار طبق له، جلس إلى الطاولة ونظر إلى الطعام الذي وضعته له سماح في طبقه، سمى بالله وأخذ أول إصبع محشى في فمه يلوكه، تجمد لثوان قبل أن يستكمل مضغه وبلعه ثم نظر إلى عيون سمر مباشرة قائلا بنبرة تقريرية:
-انتى اللى طابخة.
تأملته في دهشة قائلة:
-عرفت إزاي؟
قال حسن بمزاح:
-أكيد من طعمه الحلو، محدش من اخواتى بيطبخ بالحلاوة دى.

ضربته سماح على رأسه بخفة، بينما لا تدرى سمر لم ظهر في عيون مجد نظرة حنين لم تفهمها، لم يعقب على كلمات أخيه وإنما إكتفى بكلمة:
-تسلم إيدك.
أومأت برأسها في خجل، تشاهده يأكل كما لم تشاهد أحد من قبل وكأن كل لقمة تمنحه حياة.

كانت الفتيات يضبن الطاولة حين خرجت سمر الأخت من حجرتها تقول بسعادة:
-باركولى، هبتدى الشغل من بكرة.
بارك لها الجميع، لتقول:
-سيبوا اللى في ايديكم ده، أنا اللى هلم السفرة وأعملكوا أحلى كابتشينو، أنا عارفة ياهاجر انك بتحبيه زيي، حسن قاللى.
نظرت هاجر إلى حسن بسرعة فوجدته يبتسم بهدوء لتبتسم بدورها، قالت سماح:.

-طيب ابقى طلعيهولنا فوق ياسمر، أنا هطلع أطمن على مراد وأشوفه صحى ولا لأ، وكمان ماجى هترتاح شوية، وهننزلكم تانى، متمشيش ياسمر انتى وهاجر السهرة النهاردة صباحى وفيها فيلم رعب وتسالى كمان.
قالت سمر الأخت بدهشة:
-سماح وفيلم رعب، طب تيجى إزاي دى؟
إبتسمت سماح قائلة:
-أهى جت وخلاص، يلا سلام مؤقت.
ثم غادرت تتبعها ماجى، لتقول سمر الأخت:
-هروح بقى أعمل الكابتشينو.
قالت لها هاجر:.

-جاية معاكى هعلمك إزاي تعملى الرغوة بسهولة جدا.
قالت سمر الأخت بسعادة:
-تعالى تعالى، شكلنا هنبقى أصحاب أوى.
قال حسن:
-طب استنوا، أنا جاي معاكوا عشان أتعلم برده، أمال، العلام حلو مفيش كلام.
قالت سمر الاخت بمزاح ساخر:
-تعالى ياأخويا، عشان تبقى تعملهولى، أختك دكتورة والفترة الجاية مش هبقى فاضية خالص.
قال حسن بسخرية:
-آل وأنا فكرت لما تيجوا هنرتاح بقى، أتارينى كنت بحلم.

ضربته سمر الأخت بخفة على رأسه قائلة بمزاح:
-أحلامك هتتقلب كوابيس على إيدى ياأبو على.
إبتسم الجميع، ليتجه كل من حسن وسمر الأخت وهاجر إلى المطبخ، بينما أشار مجد لسمر بأن تجلس، فجلست إلى جواره صامتة، ترغب في أن تتحدث إليه ولكن ضائعة كلماتها، في عالم من مشاعر لا حصر لها.

قالت سمر الأخت:
-تفتكروا فيه أمل؟
قالت هاجر:
-أفتكر طبعا، وكبير كمان.
قال حسن بحيرة:
-انا بقى مش عارف، بس الموضوع مكلكع على فكرة، كان ليه بس من الأول؟
قالت هاجر بنبرة ساخرة:
-نحن شعب يحب الموتى ولا يرى مزايا الأحياء، حتى يستقروا في باطن الأرض،
رفع حسن حاجبه الأيسر يدرك اقتباسها من هذا الكتاب الذي أعاره لها، ونعتها الضمني للرجال بأناس لايدركون قيمة النساء حتى يتوسدن التراب، بينما قالت سمر بفرح:.

-يعنى جميلة ورقيقة ومثقفة وواضح جدا انها بتحب يوسف السباعي زيك ياابوعلى، هي دى البنات مش تقولى نورسي...
قطعت كلماتها وقد شحب وجهها تنظر إلى حسن الذي تجهمت ملامحه، مستطردة بارتباك:
-قصدى، يعنى...
قال حسن متجهما:
-أنا افتكرت تليفون مهم، هروح أعمله.
ليغادر المطبخ بسرعة بينما عقدت هاجر حاجبيها وهي تتابعه بعينيها قبل أن تلتفت إلى سمر التي قالت بحنق:
-كان لازم أجيب سيرتها وأفكره بيها، شكله زعل.

قالت هاجر في حيرة:
-مين دى ياسمر؟
قالت سمر:
-حبيبته نورسين، كانت جارتنا في القاهرة، حبها خمس سنين ودخلوا مع بعض نفس الجامعة، وفي الآخر اكتشف انها متجوزة صاحبه عرفى، كانت أيام مايعلم بيها غير ربنا، صدمة طبعا كبيرة؟خليته يسهر ويشرب وكان مجد وراه من نايت كلاب للتانى، لحد مافى يوم عمل حادثة وساعتها فاق من ده كله وساب القاهرة ورجع على هنا، بس بقى واحد تانى خالص، مش حسن اللى كلنا عرفناه، بقى شبه...

صمتت للحظة وقد كادت أن تقول أنه أصبح اكثر شبها بوالدها، بينما اشتعلت نيران الغيرة بقلب هاجر ممتزجة بالشفقة، استطردت سمر قائلة:
-المهم، لما رجعنا اسكندرية تانى، بجد حسيته رجع حسن اللى أعرفه، وتعرفى حاسة بإيه كمان؟
نظرت إليها هاجر بتساؤل، لتستطرد سمر قائلة وهي تمسك بيد هاجر:.

-حاسة ان ليكى دخل في الموضوع ده وان انتى اللى قدرتى تغيرى حسن وترجعيه من تانى، وعشان كدة بترجاكى ياهاجر، لو مسكتى ايديه، متسبيهاش أبدا، لانك لو سبتيها أخويا هيضيع المرة دى، للأبد.

ضمت هاجر قبضتها على يد سمر، تعدها دون كلمات بأنها ستمسك يد أخيها للأبد وستساعده في محنته، بينما تمنت في قرارة نفسها لو أخذت هذا الوعد من سمر فيما يخص أخيها هادى ولكن ربما الوقت غير مناسب الآن، ولكنها متأكدة من أن الوقت قادم لا محالة.

تأمل مجد ملامح سمر المتوترة، ويديها اللتان تفركهما، يود لو مد يديه وضمهما ليمنحها الأمان الذي يشعر بأنها تفتقده الآن...
أفاق من أفكاره على صوتها المضطرب وهي تقول:
-أنا، أنا آسفة.
نظر إليها بحيرة، فعلام تتأسف تلك الرقيقة الخجولة، لتبتلع ريقها بصعوبة وهي تنظر إلى ملامحه مستطردة:
-آسفة يعنى لو كنت كلمتك بأسلوب بارد لما جيت تسألنى عن هاجر، بس الحقيقة أنا كنت مخنوقة شوية وي...
قاطعها قائلا بلهفة:.

-مخنوقة من ايه؟فيه حاجة حصلت؟
هو مهتم بها، بمشاعرها، تبا، كم يضعفها اهتمامه، وكم يغمرها بالذنب، لتقول بارتباك:
-لا أبدا، سوء تفاهم بس.
زفر بإرتياح ثم قال:
-سوء التفاهم ده مشكلة، ممكن يهدم أسرة بحالها ويضيعها.
تنهدت قائلة:
-والتجاهل وعدم الاهتمام، هم كمان ممكن يضيعوا أسرة.
تأملها قائلا:
-تقصدى جوزك مش كدة؟
نظرت إليه قائلة:.

-رغم انى مش فاكرة من حياتى غير أحاسيس، بس الأحاسيس دى بتموتنى، كنت بحبه، أنا متأكدة انى كنت بحبه زي ما انا متأكدة انه كمان بيحبنى، بس خانى.
قال في صدمة:
-خانك؟
تنهدت بعمق قائلة:.

-الخيانة مش بس جسدية، الإهمال خيانة، التجاهل خيانة، ونسيان الوعود خيانة، صحيح كنت متجوزة بس محستش انى متجوزة، كانت الوحدة بتقتلنى، وكنت ساعات مبعرفش أنام من الرعب، كان عندى خوف دايم من إنى أفضل طول العمر لوحدى، كنت بخاف أحس وهو مش معايا، بخاف أفرح أو أحزن، بخاف أتعب وهو مش معايا، بخاف أموت وهو...
قال مجد بلهفة امتزجت بألم:
-بعد الشر عنك.
ابتسمت بمرارة قائلة:.

-حتى مجاملة زي دى، مبقتش أستناها منه، لانى أصلا مش في باله، كل اللى في باله الشغل وبس، أما أنا فديكور، بيفتكرنى وقت مايحب ويفتخر بية وقت مايحب وينسانى ويسيب تراب الاهمال يتراكم علية برده وقت مايحب.
قبض مجد على يده بقوة وهو يشعر بكم الوجع في نبراتها، اذا، كان هذا شعور حبيبته زوزا، كم كان غافلا، يود لو يعود به الزمن ليصلح أخطاءه ولكن مجددا الزمن لا يعود.

لاحظت سمر توتره لتمد يد مترددة تلمس بها ذراعه قائلة:
-أستاذ...
انتفض فأبعدت يدها بسرعة، تنظر له بدهشة، ليقول بتوتر:
-آسف بس غصب عني لقيتنى بروح لحياتى وبشوفنى بالظبط شبه جوزك وكأننا نسخة واحدة.
نظرت إليه بدهشة لتشوب نبراته الحزن وهو يقول مستطردا:.

-كنت زيه تمام، واخد حبيبتى شيئ مسلم بيه بعد الجواز، مفكرتش يوم أقولها كلمة حلوة، مرحمتهاش مرة مثلا وقلتلها كفاية شغل بقى انتى تعبتى النهاردة أو تعالى نتغدى برة، أفرحها، ماهي كل يوم بتقف في المطبخ طول النهار عشان بس تسعدنى، مفكرتش أتكلم معاها أو أسألها أحلامها ايه واحققهالها زي ماكانت بتحققلى احلامى من غير ما أتكلم، ولما كانت بتتعب بجد مكنتش بتخبى عني لانى أصلا مكنتش شايفها وسط شغلى وملفاتى اللى بجيبها البيت وباخد فيها من وقت مراتى اللى المفروض يكون اهتمامى بس في الوقت ده ليها، قصرت معاها كتير ومحستش بده غير لما راحت منى.

قالت سمر بقلب متمزق من الألم:
-فعلا زي ماتكون هو، بس الظاهر إنك لسة بتحب مراتك.
أغمض مجد عيونه قائلا:
-بحبها أوى وهفضل أحبها عمرى كله، كل اما اغمض عينى بشوف صورتها وكل أما افتحها...
ليفتح عيونه ينظر مباشرة الى عيونها قائلا:
-بشوفها، بشوفها في صورة كل بنت أدامى،
ليتأمل ملامحها وهو يقول:
-عينيها، رموشها، شفايفها.
ليشيح بناظريه عن ثغرها وهو يغمض عينيه قائلا:.

-عذاب عايشه لوحدى وبدعى ربنا ليل ونهار يقدرنى عليه.
كانت سمر تتمزق حزنا بعد سماع كلماته التي قضت كلية على أي أمل لها معه، لتنهض قائلة بتوتر:
-أنا ماشية.
وجدته يمسك يدها، يوقفها، نظرت إلى عيونه بحيرة ليقول لها متوسلا:
-من فضلك متمشيش.
نظرة الرجاء في عينيه مست شغاف قلبها، لم تستطع الرفض، لتجلس مجددا بجواره، ورغما عنها تركت يدها قابعة بيده التي تمسكت بها بقوة.

قالت سماح بسعادة:
-بجد ياماجى، بجد يوسف قالك أروحله الشركة بكرة؟
قالت ماجى بإبتسامة:
-بجد طبعا، انتى مش سمعتى المكالمة بنفسك؟
قالت سماح:
-الحمد لله والشكر لله،
قالت ماجى:
-كل حاجة بتحصل لينا ياسماح فيها حكمة من ربنا وأهم حاجة ان احنا نآمن ان ربنا مش ممكن يضرنا، بيبتلينا ممكن، لكن مع ابتلائه بنصبر وآخر صبرنا فرج، ده قال في كتابه العزيز
ان مع العسر يسرا وأكدها مرتين.
قالت سماح بإبتسامة:.

-ونعم بالله ياماجى، ونعم بالله.
لتتسع ابتسامتها قائلة:
-يلا بقى نصحى مراد عشان أقوله على الخبر الحلو ده، وأهو بالمرة ينزل عشان يتغدى ونشوف الناس اللى تحت دول، احنا اتأخرنا عليهم أوى.
إبتسمت ماجى قائلة:
-يلا بينا.

طرقت هاجر الباب قبل ان تدلف الى الحجرة بعد أن سمعت صوته يسمح لها بالدخول، وجدته متمددا على السرير وعلامات الحزن تبدو على وجهه، اعتدل على الفور ما ان رآها، لتقول بابتسامة:
-خلصت تليفونك؟
أومأ برأسه دون كلمة لتقترب منه تناوله مشروبه قائلة بإبتسامة:
-طب دوق بقى وقوللى ايه رأيك في الكابتشينو بتاعى؟

أخذ الكوب منها دون أن يحيد بنظراته عنها، ليرتشف منه رشفة، فعلت شفتيه الرغوة مما أرغمها على الضحك، وهي تشير لوجهه...
كانت ضحكتها رائعة صافية، خلابة، انتقلت عدواها إليه ليجد نفسه يضحك بدوره، فتوقفت هي عن الضحك وهي تنظر الى ملامحه، أجبرته نظراتها على التوقف عن الضحك بدوره، ليرفع حاجبه الأيسر في حركة باتت مألوفة لديها وهو يقول:
-بتبصيلى كدة ليه؟
قالت بعفوية:
-أصل اول مرة اشوفك بتضحك بالشكل ده، شكلك يجنن.

نهض بسرعة مقتربا منها وهو يقول:
-على فكرة بقى انتى اللى مجنونة، موجودة في أوضة واحد غريب، وبتقوليله شكلك يجنن، إيه، مش خايفة منى؟
نظرت إلى عيونه بثبات تقول بصدق استشعره في نبراتها:
-أنا واثقة فيك ياحسن.

تأمل عيونها بقلب تسارعت خفقاته، لقد وقع في الحب بقوة، وحبيبته رقيقة، قوية، رائعة التفاصيل، ابتلعت ريقها بصعوبة تستشعر قربه الشديد منها، هي لا تخشاه مطلقا، ولكن تخشى نفسها التي تضعف بقربه، تدرك أنها على وشك أن تلقى بنفسها بين ذراعيه، تمنحه السكن الذي تتوق إليه عيناه، لتتنحنح قائلة:
-هستناك برة، هات الكوتشينة وتعالى عشان هلاعبك وهغلبك ياابو على.
ثم أسرعت بالمغادرة تتبعها عيونه ليبتسم هامسا:.

-بعترف انى خلاص خسرت اللعبة ياهاجر بس فزت، فزت بيكى انتى.

13-03-2022 05:15 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [18]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية ضلع مكسور سينجبر
رواية ضلع مكسور سينجبر للكاتبة شاهندة الفصل التاسع عشر

كان الظلام سائدا، والجميع يحبسون أنفاسهم ترقبا لظهور الGhost face في بيت صديقة البطلة(كيربى)، ليظهر بالفعل، ويهجم مرة أخرى، يقتل (روبي ميرسر) بوحشية...
أمسكت سمر بيد مجد الجالس بجوارها دون وعي، يدفعها الخوف والترقب، لينظر إليها على الفور ويضم قبضته على يدها برقة، نظرت إليه فقال لها هامسا:
-متخافيش، أنا جنبك.

لم تستطع أن تحيد بناظريها عنه، تشعر بدقات قلبها تخفق بقوة، ولكن ليس رعبا، بل عشقا؟أدركت مجددا أنها تحمل له في قلبها هذا العشق الذي تقاومه بكل قوة ولكن لا فائدة، فكل الخيوط تجذبها له.
إنتفضت على صوت سمر الأخت وهي تقول بدهشة:
-(تشارلى) و(جيل)، مش معقول.
تركت يده بسرعة تنظر إلى شاشة التلفاز تتابع الفيلم من جديد، ولكنها إسترقت نظرة واحدة إليه لتجده يتأملها هي، في عشق.

قالت هاجر بسعادة:
-كان يوم يجنن، مش كدة ياسمر؟
لم تجبها سمر لتنظر هاجر إليها وتجدها شاردة، لتهزها هاجر قائلة:
-ياسمر، هيييه، روحتى فين؟
أفاقت سمر من شرودها قائلة:
-انا هنا أهو.
قالت هاجر:
-لأ، مش هنا خالص، مالك يابنتى من ساعة مارجعنا وانتى في دنيا تانية خالص.
نظرت سمر إلى هاجر قائلة:
-بصراحة ياهاجر، حاسة بحيرة ومشاعرى متلخبطة وحقيقى مش عارفة أعمل ايه؟
قالت هاجر في مرح:.

-طب ما تحكيلى، مش جايز أريحك، يلا، اعتبرينى هادى وفضفضى باللى جواكى، استنى هلبس النضارة.
ضربتها سمر بخفة على يدها قائلة:
-مش هتبطلى بقى هزار، انا بتكلم جد.
ابتسمت هاجر قائلة:
-طب ما انا كمان بتكلم جد، فضفضى باللى جواك، مش يمكن أريحك، وتلاقى عندى الحل للخبطك دى؟
تنهدت سمر قائلة:
-مش عارفة، أصل اللى جوايا مشاعر غريبة، متجمعين في عقدة ومش عارفة أحلها إزاي أو حتى أبتدى منين.
ربتت هاجر على يدها قائلة:.

-احكى من الأول وأنا سامعاك.
نظرت إليها بحيرة قبل أن تحسم رأيها ستقص على هاجر مشاعرها، ربما كان لديها تفسيرا لها يريح قلبها المنهك ويطمأن بالها.

تنهد يوسف قائلا:
-وحشتينى أوى ياماجى.
أرجعت ماجى خصلاتها الناعمة القصيرة الى ماوراء أذنها قائلة بحب:
-وانت كمان يايوسف، وحشتنى ياحبيبى.
قال بصوت متهدج:
-ياريتك كنتى معايا دلوقت.
عقدت ماجى حاجبيها ونبرات صوته الحزينة تصلها بوضوح، لتقول بحيرة:
-مالك يايوسف؟صوتك مش عاجبني، حصل حاجة؟
قال يوسف بإضطراب:
-ها، لا، محصلش حاجة، كل الموضوع ان دى اول مرة أنام وانتى مش في حضنى.
ابتسمت قائلة بخجل:.

-انا كمان مش عارفة أنام برة حضنك ياحبيبي،
قال بتنهيدة:
-هترجعى بكرة ونعوض الليلة دى.
ثم إبتسم مستطردا:
-هتوحشينى لحد بكرة.
قالت برقة:
-وانت كمان، هشوفك الصبح باذن الله، متنساش توصي رائف على سماح، وتقوله بالراحة عليها، دى أول مرة تشتغل ومش عايزاها تتعقد بسرعة.
قال يوسف:
-متقلقيش، رائف صحيح في شغله مبيقبلش الغلط، بس أنا هفهمه ظروفها، وهو أصلا عنده خلفية عنها، وباذن الله كله يبقى تمام.
قالت برقة:.

-بإذن الله ياحبيبي.
قال بحنان:
-خلى بالك من نفسك.
لتقول بإبتسامة عشق:
-بحبك يايوسف.
ثم أغلقت الهاتف ليغلق هاتفه بدوره، يتنهد قائلا:
-وأنا مبحبش في الدنيا أدك ياقلب يوسف.

قالت هاجر بإبتسامة:
-مش محتاجة تفكير كتير عشان اقولك انك مش في صراع بين حبين، انتى في صراع واضح بين واجبك وحبك، ضميرك وقلبك، وصدقينى الصراع ده مش هيطول، في لحظة حد فيهم هيتغلب على التانى، انا شايفة انك متفكريش كتير وتسيبى نفسك على طبيعتها، والأمور قى الفترة الجاية هتتوضح ليكى أكتر ومشاعرك هتوضح أكتر، وساعتها هتقدرى تميلى كفة عن كفة، وهتقدرى تختارى صح.
قالت سمر:
-بس أنا خايفة ياهاجر.

عقدت هاجر حاجبيها قائلة:
-خايفة من ايه ياسمر؟
قالت سمر بحزن:
-خايفة أختار صح.
إزداد انعقاد حاجبي هاجر لتستطرد سمر موضحة:
-ممكن الصح يكون إنى أختار واجبي وساعتها قلبى ممكن ميبقاش سعيد، أو أختار قلبى بس ضميري يأنبني، ممكن الصح ميبقاش صح بالنسبة لى ياهاجر.
قالت هاجر بغموض:
-وممكن تحققى المعادلة الصعبة ياسمسم وترضى الطرفين، قلبك وضميرك.
عقدت سمر حاجبيها قائلة:
-ازاي؟مستحيل طبعا.
ابتسمت هاجر قائلة:.

-مفيش حاجة اسمها مستحيل، انتى قولى بس يارب.
تنهدت سمر قائلة:
-يااارب.

رمق رائف يوسف بحنق قائلا:
-معقول يايوسف؟واجهتنا في العلاقات العامة تبقى من غير خبرة، أنا عارف إنها حالة إنسانية، وانها صديقة مراتك الأنتيم ولسة خارجة من تجربة صعبة، ياسيدى على عينى وعلى راسى، تتوظف في الشركة عادى بس متبقاش واجهتنا.
قال يوسف بهدوء:
-لو مكنتش شايف انها أدها مكنتش هخليها في المنصب ده يارائف، عموما هي جاية دلوقت مع ماجى، قابلها واعملها إنترفيو بنفسك وهتشوف إن معايا حق.

تراجع رائف في مقعده، يستند برأسه إليه، يشبك أصابعه أمام وجهه، في تفكير.

دلفت سمر إلى مكتب مدير المشفى لتجد فتاة تجلس خلف المكتب تطالع حاسوبها بتركيز شديد، تنحنحت سمر قائلة:
-إحمم، صباح الخير.
نظرت إليها الفتاة قائلة بإبتسامة ودودة:
-صباح النور.
قالت سمر:
-أنا الدكتورة سمر الصعيدى، معايا ميعاد مع مدير المستشفى.
نهضت الفتاة قائلة على الفور:
-آه طبعا، الدكتور مستنيكى من بدرى ومنبه علية أدخلك علطول اول ما تيجى، اتفضلى.

طرقت الفتاة الباب ثم فتحته مشيرة لسمر بالدخول، لتدلف سمر إلى الحجرة، توقفت في مكانها وقد تجمدت قدماها في الأرض وإتسعت عيونها في صدمة، فأمامها يجلس خلف مكتب المدير هذا الذي جاءت إلى الإسكندرية هربا منه، الطبيب هادى.

قالت ماجى بعصبية:
-ويقابلها ليه يايوسف؟انت مش قلت انها خلاص بقت من ضمن الاستاف بتاعكم، يبقى فين المشكلة؟
قال يوسف بإرتباك:
-آه طبعا، سماح خلاص بقت في قسم العلاقات العامة معانا، بس رائف حابب يعني يتأكد، قصدى...
قاطعته سماح قائلة في ثبات:
-حابب يتأكد ان كنت مؤهلة للوظيفة اللى هيديهالى أو لأ، وده حقه يامستر يوسف.
قالت ماجى باستنكار:.

-مستر إيه بس، ده يوسف جوزى ياحبيبتى ولا نسيتى؟وبعدين انتى مؤهلة ونص ولا إيه يايوسف؟
التفتت سماح إلى ماجى تمسك يديها قائلة:
-اولا احنا هنا في الشغل يعنى مفيش قيمة للعلاقات الأسرية والا الدنيا هتبوظ من أولها، ثانيا ده اختباري الحقيقي في مواجهة الحياة العملية ياماجى، وان خفت منه وحسيت انى مش أده، يبقى ألف وأرجع لبيتي وابني وأنسى الشغل خالص ولا إيه؟
قالت ماجى بحنان:
-معاكى حق بس...
قاطعتها قائلة:.

-من غير بس، انتى دايما تقوليلى ان جوايا قوة وتحدى أقدر بيهم أقف قصاد أي ريح ومتهزنيش، وده اللى أنا فعلا حاساه دلوقتى وآمنت بيه، بعد سنين مخبية الاحساس ده جوايا وبضعفه، جه الأوان عشان أثبت لنفسى انى أد كل آمالكم فية.
قالت ماجى بدموع غشيت عينيها:
-انتى أدها ياسماح، أنا واثقة فيكى.
ابتسمت سماح بحب، قبل أن تلتفت ليوسف قائلة بجدية:
-أنا جاهزة يامستر يوسف، ياريت بس تدلني على مكتب مستر رائف.

ابتسم يوسف قائلا بإعجاب:
-حالا، تعالى معايا.
غادرت سماح الغرفة بينما غمز يوسف لماجى قائلا:
-اطمنى، بالثقة والعقل ده، الوظيفة مضمونة ياقلبى.
ثم غادر تتبعه نظرات ماجى الحانية وهي تقول:
-ربنا يوفقك ياموحة.
أطل يوسف برأسه من الباب قائلا:
-طب مفيش دعوة للغلبان اللى وحشتيه ده.
ابتسمت ترسل له قبلة في الهواء، ليضع يوسف يده على قلبه قائلا:
-آاااه ياقلبى، ثوانى وأرجعلك هوا، الطاير ده مينفعش معايا خالص.

اتسعت ابتسامتها بينما غادر يوسف يسرع في خطواته ليلحق بسماح وعلى شفتيه ارتسمت ابتسامة، عاشق.

عقدت سمر حاجبيها بغضب بينما نهض هادى مقتربا منها وهو يقول بابتسامة:
-نورتى مكتبى يادكتورة.
طالعته بنظراتها الحادة دون أن تنطق بكلمة ليقول مستطردا:
-مستغربة وجودى هنا مش كدة؟
قالت بسخرية:.

-في البداية بس، لكن لو هنفكر فيها فالمستشفى هنا فرع من فروع المستشفى بالقاهرة واللى طبعا ملك لعمك، و لو حابب تتنقل في أي فرع أكيد مش هتحتاج لإذن، ماهي كوسة أكيد، عموما مبارك وظيفتك الجديدة، تتهنى بيها وعن إذنك، لإن ورايا حاجات أكيد أهم.
إلتفتت مغادرة ليستوقفها صوته الصارم وهو يقول:
-استنى يادكتورة.
إلتفتت إليه تطالعه ببرود ليقول بصوت حازم:.

-اولا انا مش محتاج فعلا لإذن عشان أتنقل من فرع لفرع في مستشفيات الصفا بس ده مش عشان هي كوسة زي ما انتى بتقولى، لأ، ده عشان والدى الله يرحمه كان شريك لعمى في المستشفيات، وطبعا بعد وفاته أنا وأختي بقينا الشركا الأساسيين مع عمى،
شعرت سمر بالصدمة الممتزجة بالخجل ولكنها وارت أحاسيسها فلم تظهر على وجهها بينما إستطرد هادى قائلا:
-ثانيا من دلوقتى مفيش حاجة في الدنيا عندك هتكون أهم منى.

عقدت سمر حاجبيها، ليقترب منها بسرعة يمسك يدها ويلبسها هذا الخاتم الذي بعثته مع أخيها إليه قائلا بتحدى:
-لإنى طلبت إيدك من مجد وهو وافق وانتى دلوقتى خطيبتي وقريب أوى هتبقى مراتى.
لترتسم على ملامحها الصدمة.

كان رائف يقرأ بعض الأوراق في تركيز شديد، حين طرق الباب فرفع عيونه إلى الباب يرى يوسف الذي دلف على الفور تتبعه إمرأة جميلة تبدو في أواخر العشرينات من عمرها، نهض مستقبلا إياهما، ليقول يوسف بابتسامة:
-رائف، أحب أقدملك مدام سماح.
تصافحت هي ورائف الذي قال بعملية:
-تشرفنا.
إبتسمت سماح بهدوء قائلة:
-الشرف لية يامستر رائف.

جميلة، هادئة، جدية، حتى الآن لا بأس بها، فقط ينقصه أن يطلع على مؤهلاتها، ويضعها تحت إختبار عملي.
لاحظت تفحصه لها ولكنها لم ترتجف خوفا كعادتها، لا مجال للتراجع وان أرادت الفوز بفرصة في الحياة عليها مواجهة كل التحديات، بقوة وثقة.
تنحنح يوسف قائلا:
-طيب هسيبكم دلوقتى تتكلموا وأروح لماجى، لما تخلصى ياسماح تعاليلنا هناك.

اومأت سماح برأسها، فغادر يوسف، بعد ان رمق رائف بنظرة تحذيرية، تجاهلها رائف بينما تتبعت سماح مغادرة يوسف بعينيها قبل أن تعود بنظراتها إلى هذا الذي يجلس على مكتبه يبدو مستعدا تماما لسلخها حية إن أخطأت، وهي لا تنوى أن تفعل ذلك، مطلقا.

نفضت سمر يدها قائلة بحنق:
-خطيبتك إيه ومراتك إيه؟انت أكيد جرالك حاجة، أنا مستحيل أرتبط بيك، إنت...
قاطعها قائلا بحزم:
-أنا بحبك.
نظرت إليه بدهشة ليستطرد قائلا:
-أيوة بحبك ومن زمان، ولولا اللى حصل يوميها أنا كنت اعترفت ليكى بحبى وقتها.
ذهبت عنها دهشتها وإستقر الألم بعينيها وذكرى ذلك اليوم تطل حية أمامها تجبرها على تكذيبه لتقول بسخرية مريرة:.

-بتحبني مش كدة؟ومراتك اللى بتحبها وبتبعتلها جوابات تحكيلها فيها أد إيه لسة بتحبها ومشتاقلها بجنون، مراتك اللى كلامك ليها لسة شايفاه أدامى، مراتك دى راحت فين يادكتور؟
إستقر الالم بعينيه وهو ينظر مباشرة إلى عينيها قائلا:
-راحت للى خلقها، حلا ماتت ياسمر.
تراجعت سمر خطوة للوراء وإتسعت عيونها بصدمة.

رمقت سماح رائف بثبات، تدرك بكل ثقة أنها ترجمت تلك الرسائل التي منحها إياها دون أخطاء وأن تلك المواقف التي طلب منها تخيل حدوثها معها ورد فعلها عليها قد إجتازتها بنجاح من لمعة الإعجاب تلك و التي استقرت بعمق عينيه، وهو ينظر إليها الآن ينقر بقلمه على الطاولة، لم تهتز ولم تظهر توترها لينهض رائف ويلتف حول مكتبه، يجلس على حافته قائلا بإبتسامة وقورة تراها لأول مرة على وجهه منذ دلوفها الحجرة:.

-مبارك يامدام سماح، الوظيفة ليكى، وشطارتك في إنك تحافظى عليها، وتثبتى إنك أد المسئولية.
نهضت سماح قائلة بإبتسامة:
-الله يبارك فيك، وبإذن الله هكون عند حسن ظنك، أقدر أبدأ الشغل من امتى؟
إتسعت إبتسامته ليظهر أصغر من سنه كما فكرت وهو يقول:
-من دلوقتى لو حبيتى.
هزت رأسها قائلة:
-تمام، عن إذنك، هروح لمستر يوسف عشان يوريني مكتبي.

أومأ لها برأسه لتغادر تتبعها عيناه قبل أن يعود إلى مكتبه ينظر إلى أوراقه وعلى شفتيه إرتسمت إبتسامة رضا.

قالت سمر بدهشة:
-حلا مراتك ميتة؟
أومأ برأسه قائلا بإبتسامة حزينة:
-كانت جارتى، متربية معايا من صغرى، حبينا بعض واتعاهدنا لما نكبر منتفارقش، وفعلا كبرنا ووفينا بوعدنا، اتجوزنا واتعاهدنا مرة تانية منتفارقش، بس المرة دى مقدرناش نوفى بالوعد، فرقنا شيئ أقوى مننا، فرقنا الموت ياسمر.

تأملت الحزن بملامحه والحنين بنبراته لتدرك عمق المشاعر التي كان يكنها لزوجته الراحلة، ورغما عنها شعرت بغيرة امتزجت بالحزن، غيرة غير مفهومة من طيف يطارد ذكرياته وحزن على ذلك الحنين الذي انبعث من صوته فمس قلبها وأثار شفقتها عليه، إستطرد قائلا:.

-صحيح فارقتني بالجسد بس بروحها عمرها ما فارقتني، كنت كل يوم بكتبلها رسالة، كنت بحكيلها عن حالي ومشاعرى من غيرها وشوقى ليها، كنت بكلمها وكأنها أدامى وكانت فعلا أدامى، مفارقتنيش ولا ثانية، لحد...

لحد ماشفتك، منكرش انى لقيت فيك في الأول حاجات كتير منها شدتني ليكي، بس شوية بشوية ساب طيفها أحلامي وسكنتيها انتى، شوية بشوية قدرت أستوعب ان حبك سكن قلبى معاها، حكتلها عنك ووعدتها مش هنساها، ولما حصل اللى حصل ولقيتلى فرصة أقرب بيها منك مترددتش، بعترف انى استغليت الفرصة عشان تعرفيني، وقلت يمكن لما تقربى منى تحبينى، ماانتى كنتى بانية حاجز بينك وبيني، بينك وبين كل البشر، ولما قربت، مبقتش قادر أبعد وفي آخر يوم كنا فيه مع بعض، حسيت مشاعرك من ناحيتي بترق بس الله يسامحها تهانى، لقت الجوابات ونشرتها ومن تانى لعبت لعبتها، بس انا مسكتلهاش، طردتها من المستشفى، وقابلت مجد وحكيتله على كل حاجة وطلبتك منه، ودلوقتى بعد ماعرفتى كل حاجة، أنا أهو، مشاعرى وقلبى وحياتى بين ايديكى بتمناكى شريكة لية في حياتي وشغلي، وبترجاكي تفكرى قبل ما تقررى، لإنك بكلمة تحييني وبكلمة تموتيني ياسمر.

كانت دموعها قد غشيت عيونها أثناء حديثه وما إن صمت حتى مسحت تلك الدمعة التي سقطت على وجنتها قائلة بهدوء:
-مش محتاجة تفكير يادكتور هادى، قراري هبلغك بيه وحالا.
أحس بالإحباط يدرك رفضها من كلماتها الباردة وملامحها التي تجمدت، ليشعر بالأمل وملامحها تنفرج عن إبتسامة رقيقة فتعلقت عيونه بثغرها وهي تقول:
-أنا موافقة.

رفع إليها عينان دهشتان لتومئ برأسها قائلة وهي ترفع يدها اليمنى تشير لبنصرها المزين بالمحبس قائلة:
-موافقة على الجواز وعلى الشغل ياهادى.
ظهرت ملامح السعادة جلية على ملامحه، واقترب ينوي ضمها بين ذراعيه، ولكنها أوقفته بإشارة من يدها قائلة:
-عندك!
عقد حاجبيه، لتستطرد قائلة بمرح غريب عنها أسعد هذا القلب النابض بصدره:
-كتب الكتاب الأول يادكترة.

ليبتسم ملئ شدقيه وهو ينظر إليها بعشق، يشعر أخيرا بالراحة، والسعادة.



المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
قلب مكسور وموجوع .. احمد سعد يمر بازمة عاطفية Moha
0 406 Moha
اكتشاف سر الصداقة المكسورة بين “سيلينا غوميز” وصديقتها المتبرعة لها بكليتها Moha
0 375 Moha
بالصور .. الفنانه شيريهان قطب تتألق على خشبه مسرح الطليعه فى شباك مكسور Moha
0 508 Moha
خلفيات شاشه مكسوره مثل الحقيقية essam
0 3359 essam

الكلمات الدلالية
رواية ، مكسور ، سينجبر ،


 





# فنون # مشاهير # صحة # منوعات # الأطفال # English # تفسير الأحلام ثقافة # قصص # سيارات Cars # صور # تقنيات # الاجهزة الالكترونية # المطبخ # كلام فى الحب # أبراج # رياضة # ازياء # حكم وأقوال تطوير الذات# خلفيات # صور بنات # مشاهير # ديكور # صباح الخير # مكتوب برقيات شهر رمضان # جمعة مباركة # حب رومانسية # عيد # ادعية # خلفيات كرتون # منوعات # موضة # الأم # أطفال # حيوانات # صور ورد # اكلات # New Year # مساء الخير # اللهم صلي علي النبي # القران الكريم # صور نكت # عيد ميلاد # اعلام # سيارات # تهنئة الخطوبة # حروف واسماء # الغاز # صور حزينة # فساتين # هدايا # خلفيات النادي الاهلي # تسريحات شعر # الاصدقاء # بوستات نجحت # خلفيات نادي الزمالك # حب رومانسية # تهنئه # ازياء # صور بنات # صوره وكلمه خلفيات # كرتون # بروفايل رمزيات # دينية # سيارات # مضحكة # أعلام # مسابقات # حيوانات # ديكور # أطفال # أكلات # حزينة صور شباب أولاد ر# صور # الطب و الصحة # مقالات عامه # CV المشاهير # وصفات الطبخ # العناية بالبشرة غرائب وعجائب # قصص روايات مواعظ # صور حيوانات # وصفات الحلويات # الرجيم والرشاقة # نكت مضحكة # صور خلفيات # العناية بالشعر # شروحات و تقنيات # videos # Apps & Games Free # موضة أناقة أزياء # سيارات # ديكور # رعاية الأطفال # نصائح المطبخ # موبايل جوال # الفوركس # التعليم والمدارس # الحمل و الولادة # اخبار الرياضه # وظائف # صحة المرأة # حوادث # صور بنات # صور اطفال # مكياج و تجميل # عناوين بنوك شركات محلات مطاعم # العاب الغاز # عيد # كلمات الاغانى # اشغال فنيه واعمال يدويه # مصر # أشعار خواطر # للنساء فقط # للرجال فقط # صور شباب # علاج النحافه # رسائل SMS # أكلات نباتية - Vegetarian food # برامج الكمبيوتر # المراهقة # جمعة مباركة # blogger # رعب # لعنة العشق # حب # اسلامية # قاسي ولكن أحبني # أحفاد أشرار الحرب لأجلك سلام # أسمى معاني الغرام # حقيقية # لقد كنت لعبة في يده # ملهمة # أباطرة العشق # عربية # حب خاطئ # لست مميزاً # من الجاني # مشاهير # راقصة الحانة # اغتصاب طفلة # عاشقان يجمعهم القدر # الطريق الصعب # خيال علمي # أشواك الحب # تاريخ # سجينة ثوب الرجال # لروحك عطر لا ينسى # أطفال # عشق وانتقام # لازلت أتنفسك # لقاؤنا صدفة # للحب معان أخرى # خاتم سليمان # ممن أنتقم # نجاح # أبواب وهمية # حلمى فى صفيحة قمامة # فيلم # مجنون بحبك # بين شباكها # حزينه # رحلات جوليفر # عذاب قسوته # عندما ينادي الشيطان # لعنة حبك # مريم وامير # هدوء في قلب العاصفة # الحاسة السادسة # المشعوذة الصغيرة # عباقرة # لوعة العشق # حروب # قدر بالإجبار # بنات مضحكه# فوركس Forex# صحتك # الصور والخلفيات # الطبخ والحلويات # منوعات # اخبار الفن # القصص و الروايات الألعاب الرياضية # الحياة الزوجية # أزياء وملابس # الأم و الطفل # دراسات لغات # افكار منزلية # انترنت تكنولوجيا # صفات الابراج # حيوانات ونباتات # تفسير الاحلام # معانى الاسماء # خواطر و اشعار # الكون والفضاء اجمل نكته# Mix # Forex # youtube # foods # Kids # Health education # stories # News # kitchen # woman # Famous # Sport # Animals

-------

الساعة الآن 04:49 صباحا