أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتدى جنتنا، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .





رواية قلوب مقيدة بالعشق ترنيمة غرام

زمت بشفتيها وهي تعيد خصلاتها للخلف، لاحظ حركتها تلك، فشعر بالضجر قائلاً: القهوة دي وحشة، اعمليها تاني، ولمي شعرك بعد كده ..



20-01-2022 11:13 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [7]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية قلوب مقيدة بالعشق ترنيمة غرام
رواية قلوب مقيدة بالعشق للكاتبة زينب محمد الفصل الثامن

دلفت الى الجريدة بخطى واسعه وسريعة، بحثت بعيناها عنه وجدت أغلب زملائها لم يحضروا بعد، تقدمت من مكتبه ثم دلفت دون ان تطرق الباب، رفع رأسه يتأملها بهدوء ثم قال باستفزاز: هو انتي مبتفهميش يا خديجه...
اقتصرت تلك المسافه بينهم ثم طرقت على سطح المكتب قائله بغضب: لا انت اللي مبتفهمش يا عمار، مش انا، مُصر تدخل في حياتي، وتقول كلام للبنت الصغيرة وتأذيها بالشكل ده.

رفع احد حاجبيه قائلًا: وانا بقى أذيتها في ايه؟!.
تقلصت ملامحها بغضب قائلة: لما تقولها ان انا مش أمها، وهى بنت ابوها اللي مات بس، يبقى مش بتأذيها ولا لأ يا عمار.
عقد ذراعيه امامه قائلًا: طب ماهى دي الحقيقه قبل ما تصدميها وتشوفي كوبري غيرها علشان تعيشي بعيد عن أبوكي وقرفه .
صرخت بوجهه قائلة: بس بقى، كفايه، انت ايه مبترحمش.

وقف امامها قائلًا بعصبيه: وانتي مرحمتنيش زمان ليه، دمرتي حياتي ليه، ليه مخترتنيش، ليه سمعتي كلامه.
هتفت بشراسه لم يعهدها منها من قبل: علشان هو ابويا، ابويا اللي لا يمكن اخذله او اكسره او اجبله العار.
جلس مكانه قائلًا بهدوء: اه ياعني انتي هاتسمعي كلامه وتتجوزي العريس اللي هو جايبهولك، والبنت اللى اتعلقت بيكي هاترميها في دار ايتام..
استعجبت لهدوءه المفاجئ، وايضًا لحديثه الذي لم يعرفه. احدًا سوى هى ووالديها، أيعقل والدتها اخبرته!.
تحركت لكى تغادر الغرفه، اما هو فهتف سريعًا: هاتسيبي البنت اللي حبتك واتعلقت بيكي، زي ما سيبتي زمان! .

التفت له قائله بحزن: لا مش هاسيبها وهافضل معاها، المرادى هاقف قصاده.
التوى فمه بتهكم: يبقى بتحبيها فعلًا، اما انا فانتي محبتنيش ربع الحب اللي حبتهولك.
اخرجت تنهيدة من صدرها ثم قالت بحزن: مهما اتكلم عمرك ماتفهمني يا عمار.
بادلها نفس تلك النبرة الحزينه قائلًا: وانتي مهما تبرري على اللي عملتيه زمان، عمري ما هاسامحك.

ها هو اليوم التالي التى تجلس بجانبه في السيارة وتتجول معه تختار أساس شقتها، رمقته بسرعه وجدته يتابع الطريق ملتزم الصمت، تمنت ان تكسر صمته ذلك لتسمع صوته اكثر واكثر ويشبعها بمزيد من الاعترافات ك ليله أمس مثلًا..

( فلاش باااك )..
_ مالك هو انت بجد عاوز تتجوزني، انت بتحبني، او حتى معجب بيا؟!..
التفت اليها يرمقها بهدوء، ملتزم الصمت، فتقدمت هى منه قائلة: لو سمحت بطل سكوتك ده وجاوبني، علشان اجابتك دي هاتحدد رأيي في الجوازه دي.
مالك بهدوء: انت عاوزني اقولك بحبك وكده، وده مش هايحصل لان لسه مفيش حاجه ما بينا حصلت وصلتنا لمرحله الحب..

صمت لبرهه يستجمع حديثه ويحاول ان يجعله أكثر لطف: بس اكيد لما نتجوز، هاقدر اتعامل معاكي بحرية أكتر، ندى انا صريح ومش عاوزك تزعلي مني، بس هى دى الحقيقه انا معجب بيكِ بس لسه ياعني موصلتش لمرحله الحب زي مانتي كمان موصلتيش للمرحله دي، اللي انا متأكد منه انه لما نتجوز هناخد على بعض أكتر.
ندى برقة: وبعد ما ناخد على بعض أكتر.
تقدم منها ثم جذب يديها قائلًا: هانحب بعض.

ولاول مرة تتجرأ وتنظر في عيناه مباشرة تحاول ايجاد صدق لحديثه، نبرته تحمل بين طياتها الغموض، وشعور أخر لم تستطيع تفسيرة..ابتعدت عنه بارتباك قائلة: طيب يالا ننزل الشقه كويسه.
أشار اليها على غرفه النوم هاتفًا: مش هاتيجي تشوفي اوضه النوم.
توردت وجنيتها ثم هزت رأسها برفض قائلة بخجل: لا خلاص يالا ننزل.
( باااك)

عادت من ذكريات الامس، وهى تبتسم بهدوء متمنيه تخطى تلك المرحله بسرعه وان تعتاد عليه ويعتاد هو عليها وتبدأ قصه حبهم التى طالما رسمت بمخيلتها عشقًا أبدى وفارس يخطفها لعالم وردي وزواج سعيد..
حركت راسها ناحيته قليلًا، لفت انتباها تلك الفتيات الاتى ينظرون له من سيارتهم المجاوره لهم في اشارة المرور، اما هو فكان لا يبالي ومشغولًا بجواله، وضعت يديها على الزر الخاص باغلاق الزجاج وأرسلت لهم ابتسامه سمجه عما يفعلونه بكل وقاحه..
مالك بتعجب: ايه ده في ايه بتقفلي الازاز ليه؟!.

ندى بتوتر: عادي ياعني الجو مليان تراب وانا تعبت فقولت اقفله..
نظر بطرف عيناه للفتيات قائلًا لها بمكر: ياعني مش علشان البنات دول بيبصولي ...
توترت قائلة: لأ طبعًا، معقوله انا تافهه لدرجاتي، عاوز تفتح الازاز براحتك..
فتحت الاشارة، فقاد السيارة قائلًا: لا وعلى ايه، الجو فعلًا وحش..
حركت وجهها للجهه الاخرى وهى تضع يديها على وجنيتها بسبب ارتفاع درجه حرارتهم، وهمست لنفسها: غبيه..

دلف الى مكتب صديقه ب ادارة مكافحه المخدرات، وجده منكبًا على ملفات عديدة فقطب جبينه قائلًا: ده كله مخلصتش يا رأفت..
رفع عينيه قائلًا بحنق: كل يوم معلومه جديدة وكل يوم مصيبه جديدة كل ما اقفل الملف والمعلومات يظهرلي حاجه جديدة.
سمير: معلش احنا متعودين على كده، هى القواضى التقيله كده بتقطع نفسنا.
هز رأسه موافقًا على حديث صديقه، فاسطرد سمير: الادارة كانت عاوزه مالك معاك في الفريق بما انه اكفأ واحد حاليًا بس انا بعدته عن القضيه بحجه انه لسه مخلص قضيه كبيرة وحاليًا هو في اجازة وكمان شكرت جدًا في فريقك.

رأفت بتنهيدة: هو مالك لو كان موجود كان هايبقى افضل بكتير بس الله يكون في عونه على مهمه اللي معاه.
سمير: على فكرة نهله كلمت لوا كبير في ادارة المرور علشان يشوف لو حد عنده باسم ندى، حظها انه كان قاعد معايا وكان بيحكلي عليها بحكم ال...
قاطعه رأفت سريعًا بقلق: وهى عرفت حاجه!.
رمقه سمير بتعجب: وهى ندى أصلًا عندها رخصه قيادة، في ايه يا رأفت.
رأفت بعصبيه: اللي ايدة في الميه مش زي اللي ايدة في النار، انا هاموت من التفكير عليها ومن مالك، ومن حاجات كتير جوايا، ونهله مش ساكته كل شويه تطلع بحاجه.

سمير بهدوء: عصبيتك دي في مرة هاتوقعك في الغلط، حاول تهدا علشان تفكر صح، وبعدين يا رأفت الخطه ماشيه صح، اهى بتنقي فرشها وكلها اسبوع وتتجوز وانت تسافر تخلص القضيه وتيجي مالك يطلقها وتاخدها وتسافر..
رأفت بخوف: يا خوفي من اللحظه دي، يا خوفي.
دلف مالك دون ان يطرق الباب فالقطت اذنيه اخر حديث رأفت رمقهم بتعجب وخاصه عندما بدأ عليهم القلق والتوتر.. حمحم بحرج قائلًا: أسف، مكنتش اقصد..
رأفت: لا عادي يا مالك تعال اتفضل، خلصت انت وندى!.

جلس على الكرسي المقابل لسمير وهو يقول: اه واتفقنا مع مهندس الديكور يظبط كام حاجه ويبدأ في فرش الشقه، حضرتك عاوز كتب الكتاب امتى؟!.
نظر رافت للملف الذي بيديه قائلًا: الاسبوع اللي جاي، باذن الله.
نهض مالك قائلًا: طيب انشاء الله نكون خلصنا وقتها.
غادر مالك، فابتسم سمير: ماهو الواد اهو عادي ومتقبل الامور انت اللي مأفورها.
بادله رأفت الابتسامه قائلًا: والله انت اللي هاتودينا في داهيه بخططك دي.

ليلًا بمنزل مالك..
دلفت ليلة للغرفه يارا قائله في عجاله: يارا هاتى التوب الابيض بتاعك بسرعه اتأخرت على العشا وماما هاتزعق.
أشارت لها بلامبالاه قائله وهى تغادر الغرفه: عندك في الدولاب انا نازله.
رمقتها ليله بتعجب: ايه ده نازله وابيه فارس تحت وانتي عادي كده مش هاتقعدى هنا وماما تزعق وانتي تعيطي وتقولي بكرهه مش عاوزه انزل! .
تراجعت يارا ووقفت امامها قائله بضيق: هو انتي حاشرة مناخيرك في حياتي ليه، متحشريها في مذاكرتك علشان تنفعي.
ضحكت الاخرى بتهكم قائله: يا ماما الي قدامك دي هاتبقى أكبر دكتورة أسنان.

حدجت يارا بها ثم قالت بمكر: واشمعنا بقى دكتورة أسنان بالتحديد.
توترت ليلة ثم قالت بمزاح: عادي ياعني علشان اكافح التسوس.
ضربتها يارا بخفه على رأسها: تسوس بردوا، على العموم لينا كلام تاني، علشان في شويه كلام من زمايلك مش عاجبني ووصل لمدرسين.
هتفت ليلة بضيق: مستر سراج ده رخم والله وبيكرهني علشان انتي رافضه انه يتجوزك.
قبضت يارا على ذراعها قائله: بقولك ايه اسكتي خالص على موضوع سراج ده علشان ماما متتكلمش معايا فيه انا ما صدقت قفلته.
اشارت على فمها قائلة: عيب عليكي انا لايمكن اتكلم معاها.

رمقتها يارا بتحذير فهتفت الاخرى: والله ابدًا.
غادرت الغرفه اما ليلة فتحركت صوب الخزانه تبحث عن تلك الكنزة، فوجدت في احد الارفف شئ غريب، ابعدت الثياب عنه وجدت تلك اللعبه المشوهه وبجانبها سكينًا، صرخت برعب عدة صراخات متتاليه وقفزت فوق الفراش برعب... وماهى الا ثواني حتى دلف جميع من بالمنزل وعلى رأسهم فارس ومريم...
تقدم منها مالك بقلق: في اية يا ليله مالك..
أشارت لهم برعب على الخزانه وهى تتلعثم بالحديث: تشش، تشش كككاااي.
قطب فارس جبينه قائلًا: ايه في ايه، مالك...

عمرو متحدثًا بضيق: ما تتكلمى يا بنتي خوفتينا..
ماجي بغضب: والله لو ما اتكلمتي لانزل الشبشب ده على دماغك على صريخك الي خوفنا ده.
اما يارا فكانت تلتصق بالباب وعقلها يحاول اسعافها للخروج من ذلك المأذق، منذ دخولها ووجدت يد ليلة الممدوده نحو الخزانه فادركت سبب صراخها..
مريم بقلق: في ايه يا ليلة.
ليلة بخوف: تشاكي هنا، ومعاه سكينه .

نظر عمر حوله وجد وساده ملقاه على الارض التقطها ثم القاها بوجهها: انتي حمارة يابنتي، تشاكي ايه، قولتلك بلاش رعب بطلعيه علينا.
تحرك مالك صوب الخزانه فتحها فوجدهم، حرك بصره نحو يارا قائلًا: ايه اللي موجود ده مين عمل في اللعبه دي كده.
التصقت مريم بعمرو ثم همست: نهار أسود ده الموضوع طلع بجد.
تحركوا جميعًا خلف مالك ونظروا لحيث أشار ثم هتفوا معًا ماعدا فارس فكان مشغولًا بها وبنظرات التسليه والشماته التى يرسلها لها، وتلك الابتسامه المستفزة التى ترتسم ببراعه على وجهه التى حتمًا ستقتله بسببها..

يارا بتوتر: دى عروسه كانت بتخوفني فانا علشان اهزم خوفي عملت فيها كده.
عمرو بصدمه: تعملي فيها كده، ده مرض نفسي، انتي مريضه نفسيًا يابنتي.
صدعت ضحكاته في ارجاء الغرفه، فنظرت له بغضب قائلة: في حاجه يا فارس، ايه اللي بيضحك.
حاول التحكم بنفسه فقال: على عقلك، وخيالك...
جزت على أسنانها بعنف:مالو بقى عقلي انشاء الله..

ماجى: لا بقول ايه مش هانبدأ الليله بخناق يالا ننزل نتعشى ..
تحركوا جميعًا وغادور الغرفه اما هو فأبطأ خطواته حتى أصبح أخر شخص وقبل ان يغادر انحنى بجسده ناحيتها هامسًا: مش لو كنتي اخدتيها في حضنك بليل كان أحسن من منظرك العرة دة .
دبدبت بقدميها في الارض كالاطفال وهى تهمس بغبضب: بكرهك.

جلست خديجة امام والدتها وهى تقول بضيق: مكنتيش تخرجي ياماما وانا كنت هاحاول اجيلك.
تحدثت منى بهدوء نسبي: عادي يابنتي انا استنيته راح نبطشيه، قولت اجاي اشوفك، احسن ما تيجي انتي، ويشوفك وتطق في دماغه ما يطلعك من هناك خالص، في ايه موضوع ايه اللي مهم .
خديجه: هو انتي كلمتي عمار؟!.

اشارت منى على نفسها قائله: انا!، لا والله، حتى خالتك قاطعتني من زمان..
صححت لها خديجه: انتي الي قطعتيها يا ماما.
وقفت منى ثم اعطتها ظهرها قائلة بحزن: ياعني يابنتي اعمل ايه ما باليد حيلة، ابوكي كان محرج عليا وقتها اكلمها او حتى اتواصل معاها...
اكملت حديثها وهى تلفت اليها قائلة باستفهام: بس انتي بتساليني لية كده؟!

اجابتها خديجة: عمار عرف بالعريس الللي بابا جايبه وكمان عارف بحكايه انه عاوزني احط ايلين في دار ايتام..
قالت حديثها الاخير بصوت منخفض، فقطبت منى ما بين حاجبيها بتفكير قائلة: هو عمار عرف منين، معقوله يكون اتكلم مع أبوكي..
هزت خديجه رأسها برفض قائلة: لا استحالة بابا مستحيل يبان قصاد عمار بانه ضعيف.
منى: خديجة، ابوكي مبيهزرش وفعلًا هايجوزك للراجل ده.

احتدت ملامحها: ياعني ايه يجوزني هو انا لعبه في ايدة يا ماما، زمان كسر قلبي، دلوقتي هايدمرني ويدمر ايلين معايا، هو بابا عاوز مني ايه، أوقات بتمنى الموت علشان اخلص من اللي انا فية.
ربتت والدتها على يديها قائلة: هانلاقي حل انشاء الله يابنتي، ربنا يبعد عنك ابوكي، ويهدى عمار.
ابتسمت بتهكم: واشمعنا مبيعدش عمار عنى!.

منى بهدوء: علشان عمار عمره ما أذاكي، لكن ابوكي الكرة ملى قلبه من ناحيتك وناحيتنا...انا هاقوم الحق اروح، خلى بالك من نفسك وحاولي تفكري في حل.
ودعت والدتها، ثم جلست على احد الاراك وهى تبكي بقهر على حالها وتتذكر ما حدث عندما تلقت ذلك الخبر الذي قلب حياتها رأسًا على عقب ...

( فلاش باك )
كانت تتابع التلفاز باهتمام هي واخواتها الثلاث، حتى قطع انتباهم دخول والدتها بسرعه وهي تهتف: ابوكوا جه، اطفوا التلفزيون بسرعه ويالا على الاوض...
امتثل الصغير لحديث والدته واغلق التلفاز على عجاله، اما هي وليلى الصغيره دلفوا الى غرفتهم هاربا من توبيخ والدهم او من صفعاته التى قبل ان تصفع وجهوهم كانت تصدع شرخًا كبيرًا بقلبهم..

تنفست الصعداء عندما جلست على فراشها، ها هى الان بامان في ذلك الفراش الصغير، حولت بصرها لاختها وجدتها تجذب كراسه الرسم والوانها الخاصه بها وهى تتخذ موضوعها على فراشها كحال كل ليله يأتي فيها والدهم من عمله باكراً فهو يعمل (أمين شرطه )...
جذبت هاتفها الذي جلبه لها ابن خالتها وخطيبها ( عمار) وتبدأ محادثته، فحتى حديثه معاها عبر "الشات" يطمئنها من خوفها المستمر من والدها، ووعوده لها باسراع زواجه منها حتى ينتشلها من واقعها المرير... بدأت في محادثته وماهى الا دقائق حتى وصل الى مسامعها نداء والدها لها، انتفضت رعبًا على الفراش لتقول بتلعثم: استر يارب...

وضعت الهاتف اسفل الوساده، ثم قامت سريعًا تذهب اليه وتلبي نداءه، وها هى تقف امامه بخوف كبير ينهش قلبها، وجسد يرتعش..حتى قام والدها بالاشاره اليها حتى تجلس امامه وبنفس تلك اليد اشار لوالدتها حتى تنصرف، لاحظت نظرات والدتها الحزينه لها، زادت وتيره القلق والخوف لديها، حتى انتبهت الى كلمات والدها المقتضبه لها وهو يوفها بقراره المفاجئ والغريب بحقها:
_ انا قررت اننا نفسخ خطوبتك مع عمار، وهاجوزك لواحد تاني احسن منه.

رفعت عيناها له تحاول استيعاب كلماته، فقال هو مكملًا حديثه: هاجوزك لظابط كبير في الجيش، كان متجوز ومراته ماتت من سنتين وعنده بنت.
وقفت من جلستها وهى تنظر لوالدها بصدمه من حديثه، ولكنه اعتدل في جلسته وهو يمد كفه امامه قائلًا بغلظه: اقلعي دبلتك دي يالا علشان ابعتها مع شبكتك وهدايا عمار لامه!.

هيا اخرجي حديثك وتفوهي بيه ماذا سيحدث، ايصفعك، مثلها مثل اي صفعه تلقتيها يوميا بسبب اسباب واهيه غير مبرره، ولكن هذة المره سبب قوي، يريد تزويجك لرجل أخر، وابعاد عمارحب طفولتك عنك، هيا عارضيه، اصرخي بوجهه، قولي لا وألف لا، لن اتنازل عن حبي وابن خالتي، شجعت نفسها مليا وهي امامه تقف وتنظر ليده الممدوه امامها، خرج صوتها اخيرًا مهزوزًا ضعيفًا: لا.
حرك رأسه قليلًا لامام وهو يقول بصوت غليظ حاد: نعم، سمعيني كده بتقولي ايه!.

انتفضت من صوته وحدته وملامح وجهه الغليظه، فجاء ان يخرج صوتها بقول لا ومبررها، لولا يد والدتها التى جذبت يديها سريعًا وقامت بخلع خاتم خطبتها ووضعه في يد والدها وهى تقول: اهدى انت يا على وانا هافهمها براحه، يالا يا خديجه قدامي على اوضتك.
تحركت مع والدتها دون وعى، وعيناها تمتلئ بها الدموع، اجلستها والدتها على حافه الفراش وجلست هى على الارضيه مجثيه على ركبتيها بجسدها الهزيل لتقول بخفوت: مش عارفه اقولك ايه، انا كنت بعد الايام واللياالي علشان تمشي من البيت وتروحي لعمار وتترحمي من عذاب وقهر ابوكي، بس ما باليد حيله، اسمعى كلامه يا خديجه.

شهقت خديجه بعنف وهي تكتم انفاسها وتهتف بصوت مهزوز يتخلله البكاء: ليه؟!، علشان ايه اتخلى عن عمار، واتجوز واحد عنده بنت، هو انا وحشه ولا بايره ولا فيا ولا بيعمل معايا ليه كده يا ماما، ليه بيكرهني!.
هزت والدتها رأسها بضعف وهي تقول ببكاء مرير ولكنه خافت خوفًا من ان يسمعه ذلك المدعو زوجها: بيكرهنا كلنا يا خديجه، انا وانتي واخوكي وليلى، مبيحبش حد فينا، لو موافقتيش برضاكي، هايخليكي توافقي غصب عنك بالضرب والاهانه والذل، ارحمي نفسك وجسمك من ضربه وارحميني وارحمي اخواتك معاكي، انتي عارفه كويس ان لما بضايق من حاجه بيطيح فينا كلنا ضرب واهانه!.

رفعت اصبعها امام والدتها وهي تقول بعصبيه خافته: اديني سبب واحد علشان يعمل فينا كده مبيحبناش يسيبنا، ميصرفش علينا، ليه بيعمل كده، ده زي ما يكون قلبه اتجرد من الرحمه وحنان الاب..

نظرت والدتها الى ابنتها الاخرى ليلى وجدتها غافيه على فراشها، فنهصت وجلست بجانب خديجه لتقول بحزن: هاقولك يابنتي واحكيلك، زمان كنت بحب واحد وهو موعدني انه يتجوزني، وانا كنت صغيره وعلى عمايا وماشيه وراه زي الهبله، جه في يوم وليله وابويا قرر يجوزني ل على ابوكي، مش هاكذب واقول ان اتعاملت معاه عادي لا كنت بكرهه لان كنت فاكره ان ابويا ظلمني، والصراحه ابوكي كان بيعاملني كويس، بس عمري ما خنته وانا على ذمته ابدًا، اللي كنت بحبه مكنش بيبطل يبعتلي جوابات ويبعتلي عيال صغيره من الشارع تطلعلي علشان اكلمه وانزله، بس والله كنت بحرق جواباته ومكنتش برضى ابدا انزله وفضل كده لغايه ما كنت حامل فيكي في الشهر السادس، بدات اسمع كلام وحش من الجيران عليا، خوفت كلام يوصل لابوكي، قررت انزل اقابله واقوله يبعد عني، وحظى الاسود ابوكي كان في مؤامريه في المكان اللي بقابله فيه، ووقتها شوفت اسود ايام حياتي، الشك دخل قلبه وعقله، كنت فاكره ان هاقدر اهزم شكه بس الشك هو اللي هزمني ودمرني ودمر حياتي وحياتكو...

صمتت لبرهه تحاول تهدئته نفسها من وجع والم الماضي، ماضي لا يمكن ناسينه ابدًا مهما مر الزمان، عادت وهى وتكمل حديثها بوجع اكبر: استنى لما ولدت وعمل تحليل علشان يتاكد انك بنته واتاكد بس اتغير من وقتها بقى واحد صعب وبيكره كل اللي حواليه..
هتفت خديجه بحزن: طب ليه مطلقتيش منه؟!.
هزت والدتها رأسها بالم وهى تتذكر حديث والدها الاذع لها: هو فعلا رماني عند ابويا لغايه ما ولدت وكان جدك كل يوم بيهدلني بكلامه وان جبتله العار، ولما اتاكدو انك بنته، ابويا طلب منه انه يرجعني، وهو وافق بس بشرط...
_ ايه هو الشرط يا ماما!...

ابتسمت والدتها بسخريه ثم تحدثت بقهر: ان امضى شيك على بياض، واعيش زي المزلوله معاه، ومقدرش افتح بوقي معاه، وهو ده حالي لغايه دلوقتي.. قبل ما يكلمك هددني ان لو مخلتكيش توافقي مش هايتردد لحظه انه يسجنى.
وقفت خديجه بصدمه وهى تتحدث بشرود غير مدركه لغضب والدها الى هذا الحد، الم تطفئ السنين الامه ووجعه: معقوله يعمل كده في مراته وام عياله؟!.
مسحت والدتها دموعها بحزن لتقول: يابنتي الشك لما بيدخل قلب وعقل الراجل، قولي على حياتك يلا السلامه، الشك ده قادر يهدم كل حاجه كانت ممكن تبقى في يوم من الايام حلوه!.

هزت خديجه رأسها بيأس وملامح حزينه وهى تجلس على فراشها: ياعني المفروض اقول اه واوافق واتجوز واحد عنده بنت واتحمل مسؤليتها، واسيب عمار ...وحياتي تتدمر!.
جلست والدتها بجانبها لتربت على يديها بحب وحنان وقالت: ولو قولتي لا، هاتعيشي اصعب ايام حياتك، ولو فكرتي تهربي هاتجبلينا العار..
نظرت لوالداتها وسألتها بصوت يشوبه البكاء: الموافقه اصعب ولا العار اصعب، انهى اصعب يا ماما..

هزت والدتها رأسها بنفى لتقول ببكاء: والله يابنتى ما اعرف، والله ما اعرف، مبقتش عارفه طعم السهل من كتر ما دوقت الصعب في حياتي كلها...
دفنت نفسها في احضان والدتها لتسمح لنفسها بالبكاء مره اخرى وهي تقول بيأس: مصيري زي مصيرك، الوجع وبس، ومبقاش في ايدي حيله، غير ان اقول اه، وادفن حبي حياتي في قلبي، واستسلم لحياه ووجع جديد...
( باااك ) .

عادت من ذكرياتها وهى تقول ببكاء: معقوله هاسلم نفسي لوجع جديد مش كفايه اللي انا عايشه فيه، كفايه عليا كدة، انا تعبت.

20-01-2022 11:13 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [8]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية قلوب مقيدة بالعشق ترنيمة غرام
رواية قلوب مقيدة بالعشق للكاتبة زينب محمد الفصل التاسع

غادر مبنى عمله واستطاع أخيرًا الحصول على أجازة، تبقى فقط ابلاغ عائلته باي حجة حتى يستطيع الغياب دون مشاكل..حقًا انتهت طاقته هذا الاسبوع بسبب كثرة مشاغله في تجهيز شقته واجراءات زواجه، تقرب منها هذة الفترة البسيطه وتعرف على جزء بسيط من شخصيتها وفي كل مرة يزداد أعجابه بها وبرقتها..اجرى اتصالًا بها عدة مرات من الواضح انشغالها باتصالًا أخر... وبعد عدة دقائق صدح رنين هاتفه، أوقف السيارة على احد جوانب الطريق، وأجاب عليها..
_ كنتي مشغوله مع مين يا ندى؟!.

أجابته بهدوء: كنت بكلم مهندس الديكور في كام حاجة ...
قاطعها بحدة: وانتي بتكلميه ليه ان شاء الله، وجبتي رقمه منين، وهو جاب رقمك منين أصلًا!..
هتفت بتعجب: في ايه يا مالك، انا اللي اتصلت عليه وجبت رقمه من البيدج بتاعته وكلمته علشان في كام حاجة معجبتنيش في الشقة في الصور اللي انت بعتها..
تحدث بنفس حدته: المفروض تقوليلي أنا، مش هو، انتي ازاي تتجرأي وتعملي حاجة زي دي!.
انهى كلامه بعصبية شديدة، وصوت انفاسه الهائجة يصل الى مسامعها بوضوح، مرت دقيقة والصمت يسود الاتصال، حتى انهت هي الاتصال فجأة، قطب ما بين حاجبيه مستنكرًا: هي قفلت في وشي، قفلت في وشي انا!، نهارها أبيض..

ركبت الى جانبه ثم قالت بضحك: أحلى توصيلة دي ولا ايه يا أبيه..
بادلها فارس الضحك قائلًا: يالا عدي الجمايل، حظك ان انا معدي بالصدفة، هي اختك مش فرفوشة زيك كده ليه ؟!
ابتسمت بخفة لتقول: معلش اصل في موضوع مزاولها اليومين دول، ومضايقة منه.
رمقها سريعًا ثم عاد يتابع الطريق قائلًا: موضوع ايه يا ليلة..
وقبل ان تتحدث، كان هو يكُمل حديثه بمكر: يمكن اقدر اساعدها من بعيد لبعيد.

صمتت لبرهة تفكر، عادت وقالت برجاء: بص هاقولك علشان تساعدها فعلًا بس من غير ما تعرف حد، لانها محلفاني مقولش لماما..
زدات وتيرة القلق لديه على من سلبت روحه وعقله فقال: في ايه؟!
التفت اليه تخبره وهو يستمع باهتمام: في واحد اسمه مستر سراج جه المدرسة جديد بيحاول يتقرب منها وعاوز يتجوزها..
أوقف السيارة فجأة فارتدت هي للامام واطلقت صرخة صغيرة، عادت للخلف وهي تضع يديها على قلبها قائلة: في حاجة يا أبيه، وقفت كده ليه، كنت هاتموتنا!.
جز على أسنانه بعنف قائلًا: عاوز يتجوز مين؟!...
عادت للخلف بجسدها قائلة باستغراب: يارا أختي !.
ضغط على كل حرف ينطقه وهو يقول: احكيلي بالظبط اللي تعرفيه يا ليلة واوعى تخبي عليا..

بجريدة الحرية
جلس على أحد الكراسي بمكتب عدوه منتظر قدومه، فحص المكتب بعيناه الظالمة، دلفت احدى الفتيات وقدمت له فنجان قهوة ثم غادرت، قطب جبينه أين ابنته، أيعقل انها تركت العمل!، كيف والشخص الذي كلفه بمراقبتها أبلغه انها مازالت تعمل بالجريدة، بعد عدة دقائق نفذ صبره بها، دخل عمار وهو يقول: معلش سيبتك كتير بس كان ورايا شغل..

قصد استفزازه وقد كان، فكان يغلي بداخله منه، صمت لثواني ثم قال بحدة: انت عاوز ايه من بنتي يا عمار..
رفع احد حاجبيه مستنكرًا: هاعوز منها ايه، زمان كنت هاعوز شابة جميلة كنت بحبها وبتمنها مراتي، بس للاسف انت فرقت ما بينا، لكن حاليًا هي أرملة ومعاها بنت، هاعوز منها ايه بقى!.

هتف على بشراسة: هي مبتكونش قوية الا لما بتكون انت موجود..ابعد عنها، انت عاوز تفهمني انك مش عاوز منها حاجة بجد، امال جايه تشتري أسهم الجريدة ليه، وعينت نفسك مديرها ليه، وانت اصلًا خريج هندسة، يعني مهندس، ايه دخلك في شغل الصحافة..
التوى فمه بتهكم قائلًا: اسكت مبقوش ينفدوا على بعض، متأخر انت دايمًا..
تقلصت ملامحه بغضب ثم قال: زي ما بعدتها عنك زمان، هابعدها دلوقتي وكل الي بتعمله زي زمان هايروح هدر يا عمار..
رمقه عمار بتحدِ قائلًا: متأكد ؟

ابتسم على بفخر: أكيد زي ما زمان كنت متأكد بالظبط، انا جايلك بس علشان احذرك، واقولك قريب اوي هتتاخد منك.
بقوا لثانتين ينظروا لبعضهم بتحدِ وقوة، قرر على ابعاد عينيه عن خصمه والمغادرة وفي طريقه للخارج قابل ابنته ..
خديجة بتوتر: بابا انت بتعمل ايه هنا!.
على بضيق: انتي لسه هنا في الشغل، مسبتهوش ؟!.
قطبت ما بين حاجبيها بعدم فهم: أسيب شغلي ليه!.
جذبها من ذراعها لاحد الجوانب هاتفًا بحدة: تسيبي علشان جوازك ياهانم.

ابعدت ذراعها عنه قائلة بتلعثم خفيف: بابا المرادي مش هاقدر اسمع كلامك، انا عندي بنتي وعاوزة اربيها.
نهرها بخفة قائلًا: انتي هاتمثلي يابت، دي حيالله بنت جوزك اللي انتي مكنتش طايقها، بتعرفي تمثلي زيها بالظبط، نسخه منها، ومش هاسيبك تجبيلي العار زيها، وهاتتجوزي اللي انا عاوزو، المهلة بتخلص ووقتها مش هاتلومي حد الا نفسك لما تلاقيها في الشارع..
أرسل اليها نظرات كره وحقد ثم غادر الجريدة اما هي فاتحركت صوب غرفتها وجلست على اقرب مقعد، وذكريات الماضى تهاجمها بقوة..

( فلاش باك )..
بكت بانهيار امام والدتها: مش عارفة اتعامل معاها يا ماما، انا ولا بحبها ولا بكرها، بس مش عارفه ابقى حنينة عليها..
ربتت والدتها عليها بحنو: انتي قلبك أبيض يا خديجة، هاتحبيها واحدة واحدة، دي هاتبقى في رقبتك يابنتي، معلش..
تحدثت بنبرة مهزوزة: معلش، اصرفها منين دي، احبها مظنش،دي بسببها حياتي ادمرت وبعدت عن عمار، انا بعملها طلباتها بالعافية وانا عاصرة على نفسي فدان لمون.

نظرت والدتها للصغيرة التي تجلس أرضًا تنشغل باحدى الالعاب، تنهدت بضيق قائلة: فترة وهاتعدي وهاتتعلقي بيها كانها بنتك، ياحبيبتي دي صغيرة لسه وباين من عنيها انها متعلقة بيكي..
انهمرت الدموع مجددًا على وجهها قائلة: وانا مش عارفة اتعلق بيها، ربنا يسامحه بابا على اللي عمله فيا..
دلف والدها على أخر حديثها فقال بغضب شديد وهو يجذبها لتقف امامه: ماله يابت ابوكي عمل ايه ؟ انتي هاتمثلي ؟ يسامحني علشان لميتك وجوزتك لواحد مكنتيش تحلمي بيه.

هتفت من وسط بكائها: انت بتكرهني كدة ليه، بتعاملني ليه كدة ليه، حرام عليك يابابا..
صفعها على وجهها بقوة قائلًا: حرمة عليكي عيشتك .
اختل توازنها وسقطت ارضًا، فزعت الصغيرة وبكت بصوتٍ عاليٍ، جلست منى بجانب ابنتها تحتضنها بقلة حيلة..
_ ايه اللي بيحصل هنا دة ! .
انحنى جاسم يلتقط جسد خديجة الهزيل قائلًا بغضب: مين ضربك ؟
ارتبك على من حدة جاسم فقال مبررًا: دي بنت قليلة الادب وانا بربيها..

وقف جاسم امامه ثم قال: كانت بنتك وفي حكمك وبتضربها، لكن هي في حكمي انا يبقى مالكش حق انك تضربها لو كانت غلطت كنت قولي بس متمدش ايدك عليها، مهما كان دي مراتي وبقت ام بنتي، وانا مقبلش الاهانة والضرب ليها ولا أحب ان بنتي تشوف كدة يالا يا خديجة ..
احتضن جسدها وكانت تلك المرة الاولى التى يقترب منها بهذا الشكل، حمل ابنته على يده وقبل ان يغادر قال: على فكرة انا كنت بسمحلها عادي تيجي هنا، بس بعد اللي حصل انهاردة اول واخر مرة تيجي هنا لو حابين تشوفوها، يبقى في بيتي..

استفاقت من شرودها وذكرياتها التي صارت تهاجم عقلها في الآونة الاخيرة وهي تستلم لها رغم احيانًا بشاعتها، اطلقت تنهيدة قوية، ثم انتبهت على هزة خفيفة، التفت فوجدت يد ممدودة امامها..
_ انا شيماء زميلتك في الشغل.
وقفت فجأة كمن لدغها عقرب قائلة: زميلتي..

ابعدتها خديجة عن طريقها وذهبت صوب مكتبه فهو المسؤول الوحيد عن ذلك القرار، طرقت الباب وبعد ثواني دلفت.. وقفت امامه ثم هتفت بتوتر: هو حضرتك جبت حد معايا في الكافية ؟
هز رأسه وهو يتابع احد الملفات قائلًا: اه ياخديجة.
ضغطت على شفتها السفلى تمنع تلك القطرات ان تأخذ مجراهاا على صفحة وجهها فقالت بنبرة ضعيفة: هو انا قصرت في شغلي، يعني انهاردة انا بشتغل نص يوم وده النظام من الاول..

‏وصل الى مسامعه نبرتها واخترقت قلبه، تابع النظر للملفات التي بيده والتي لا يفقه بها شئ قائلًا بنبرة جافة: انتي هاتناقشيني في قرارتي يا خديجة ..
ارتبكت لجفاء حديثه او بالاحرى ارتفعت درجة حرارتها لشعورها بالاحراج، همست ب: أسفة ..
ثم التفت لكي تغادر الغرفة، ولكن أوقفها بقولة: اظن شفتي بابكي خارج انهاردة من عندي، احنا محتاجين نتكلم..فا لو موافقة يبقى نخرج بليل .
التفت هامسه: نخرج ؟

هز رأسه قائلًا: ياريت، لازم نتكلم..
كتمت تلك التنهيدة التي تفصح عن ضعفها امامه وغادرت الغرفة وهي تقول لنفسها: مبقتش فاهمك يا عمار مبقتش فاهمك.

هبطت ليلة من سيارة فارس واتجهت صوب منزلها، فقابلتها يارا وهي تقول بغضب: صحابك قالولي انك ركبتي عربية واحد غريب.
وقبل ان تتحدث ليلة، كان فارس يهتف باستفزاز: ما غريب الا الشيطان يا يارا..
رفعت ليلة يديها ثم قالت: انا هانسحب بقى من الحرب دي..
تركتهم ودلفت داخل المنزل، اما يارا فالتفت له قائلة: انت مالك، انا بكلم اختي بترد انت ليه !.
تجاهل لهجتها وحديثها اللاذع فقال: سراج ده بيضايقك ؟

ضيقت عيناها قائلة: سراج!.
التفت بنصف جسدها تنظر لاثر ليلة ثم همست: كلبة..
فارس: اتكلمت معايا غصب عنها، قوليلي بيضايقك ؟

عادت وهي ترمقه ورسمت ابتسامة صغيرة على وجهها: بالعكس ده لطيف جدًا، هايضايقيني ليه وهو انسان لطيف ومهذب...
كرر هو كلمتها الاخيرة باستهجان: مو ايه...
ضغطت على هي حروفها باستمتاع: مهذب، شئ تفتقر انت له..
تقلصت ملامحه بغضب، قبض على ذراعها بقوة قائلًا: اوريكي قلة الادب بصحيح، لمي لسانك دا، والمهذب دا انا هتعامل معاه بطريقتي..
رفعت اصبع السبابة بوجهه قائلة بتحذير قوي: أياك وتتكلم معاه او حتى تتعرضله، انت فاهم ولا لأ.

اقترب من وجهها أكثر قائلًا بغضب: لا مش فاهم، هاتعملي ايه يعني..
حسنًا ابتعدي، ابتعدي فقط قبل ان تنهاري وتعلني راية الهزيمة امام عينيه بسهولة، اهربي ككل مرة واختبئي بغرفتك واحمي نفسك من عنفوان عشقه...
نظرت لارجاء غرفتها وهي تتنفس بسرعة، لم تشعر حينما ركضت باقصى سرعتها من امامه ولم تهتم لانفاسها الهائجة، بل الذي كان يشغل تفكيرها هو الهروب فقط من امام عنفوان ذلك العاشق..

بمنزل رأفت.
حاولت ان تشغل نفسها بترتيب ثيابها في الحقائب وابعاده عن ذهنها، زفرت بحنق من ردة فعلها فجسلت وهي تقول: غبية يا ندى مكنتش تقفلي في وشه التليفون، كنتي كملي كلامك وعرفيه انه مش لازم يتحكم فيكي بالطريقة دى.
اعادت خصلاتها المتمردة على وجهها للخلف، ثم قالت بتفكير: بس هو ردة فعله وحشة بردوا، ايه دا، ده متحكم اوي..
انتبهت لقرع الجرس الباب، فقطبت جبينها قائلة وهي تتحرك صوبه: اظاهر عمو نسي المفاتيح تاني..

فتحت الباب على مصرعيه وهي تقول: انت نسيت المفاتيح تاني ياعموو.
اعتلت الصدمة وجهها عندما وجدته امامها يقف يتفحصها بهدوء وتلك اللمعة الغريبة تغزو عيناه بقوة، تلعثمت في الحديث ولم تجد مهربًا سوى اغلاق الباب بوجهه، وضعت يديها على قلبها لتقول بخجل: انا فتحتله كده، هافتحله تاني ازاي.
انتفضت برعب عندما وجدته يقرع الجرس مره أخرى، اتجهت صوب غرفتها بخطوات مبعثره تجلب حجابها ارتدته في عجاله و ذهبت صوب الباب مره أخرى وضعت يديها على المقبض وهمست لنفسها: اهدى محصلش حاجه ومخدش باله منك أصلا.

مرت دقائق ثم عادت وهي تفتحه باحراج: أسفه بس...
هتف بصوته الرجولي والقوي: هو انتي متعودة تفتحي الباب كدة ؟..
صحيح لم يلفت انتباه ثيابها ولكن الذي استحوذ عليه شعرها المتمرد على وجهها ويعيطها مظهرًا جذابًا وجميلًا ..
بلعت ريقها بتوتر قائلة: لا بس يعني مفتكرتش انه انت، مفيش حد بيجي هنا الا عمو بس..
رفع حاجبيه قائلًا بتهكم: ليه عايشة في صحرا يا ندى، محصل كهربا غاز، بتاع زبالة، العسكري الي واقف على الباب دا ..

وقبل ان تتحدث، كان هو ينهي الحديث في الامر: نهايته اول واخر مرة تتكرر يا ندى، وياريت بردوا انك تقفلي في وشي دي متتكررش تاني لاني مضمنش ردة فعلي المرة الجاية.
ندى: انا يعني، انت ضايقتني بالكلام فقولت اقفل في وشك احسن ما نتخانق..اقصد يعني اقفل المكالمة .
رأفت باستغراب: مالك انت واقف كده ليه على الباب، في حاجة ؟..
التفت مالك بجسدة قائلًا: اهلا يا باشا، مفيش الموضوع بسيط كنت بتفق مع ندى على شوية حاجات وهي مكنتش بترد .

رأفت بتعجب: حاجات!، تخليك واقف كده على باب البيت؟
مالك مبتسمًا: ميصحش ادخل وحضرتك مش موجود، وحاجات بسيطة، كنت ببلغها ان المهندس اعتذر عن الحاجات الاخيرة اللي عاوزاه تعملها تعديل في الشقة، لانه اعتذر علشان مش فاضي، وانا اديته بقيه حسابه وخلاص..
رأفت: خير يا ندى ابقى عدليها بعد الجواز، تعال ادخل نتغدى مع بعض، انا جاي هلكان ومش قادر اقف..
مالك: لا معلش اسمحلي انا..

رأفت باصرار: ابدًا، يالا ندى دخلت اهي تجهز العشا..
التفت براسه ينظر لها وجدها دلفت، لم يشعر سوى بيد رافت التي تدفعه للداخل...
جلس مع رافت يتبادل الحديث معه وعيناه تتابعها وهي تضع الطعام والحزن يسود ملامح وجهها، انتهت من وضع الطعام ثم تقدمت منهم وهي تقول: الاكل خلص اتفضلوا على السفرة..

نهض رأفت: طيب روحوا انتوا، وانا هاغير هدومي وهاجي.
تركهم رأفت ودلف غرفته، اما هي فتحركت صوب السفرة، فجذبها مالك من ذراعها وجعلها تستدير له قائلًا: انتي زعلانة ليه يا ندى !، هو مش المفروض انا اللي ازعل.
هتفت بنبرة حزينة: انا اتصرفت بتلقائية علشان اتفادى اي مشاكل مابيننا، اما انت اتصرفت وانت قاصد تزعلني..
اقترب منها يهتف بهمس: مكنتش اعرف انك هاتزعلي اوي كده على المهندس دا .

قطبت ما بين حاجبيها قائلة باستنكار: المهندس!.
هتف بتسلية: امال الديكور..
زمت شفتيها بضيق: اه انت بتهزر.
هز رأسه قائلًا: اه، مهزرهش ليه، كتب كتابنا بعد بكرة هازعل واضايق واكشر زيك كده ليه ..
حاولت رسم الجدية على ملامح وجهها ولكنها فشلت وابتسمت في اخر الامر قائلة: خلاص حليب يا قشطة.

ضحك بقوة قائلًا: مقولتش صافي يا لبن .
شاركته الضحك: كانك قولتها يا مالك متدققش..
رغم بساطة اللحظة وقصرها، الا انها ادخلت السعادة بقلبها وقلبه أيضًا وخاصة هو، بعدما تأكد من ضعفه امامها سواء حزنها او فرحها، فهي أصبحت تمثل نقطة ضعفه..

جلس باحد النوادي ينتظرها بعدما أصرت على مجئ ايلين معاها معللة بعدم وجود شخص اخر يعتني بها، مرت دقائق عليه كالدهر عليه في انتظارها، التقطتها عيناه وهي تأتي من بعيد مرتدية تلك الكنزة الصيفية الرائعة التي جعلتها كالنجم الذي يتوهج بالسماء وينفرد عن باقي زملائه وبجانبها تلك الصغيرة التي تبتسم بسعادة ومرح..
وقفت امامه تهتف: اتاخرنا عليك..
تركت ايلين يديها ثم تقدمت منه تعانقه هاتفة: وحشتيني يا عمار..

تفاجئت خديجة لفعلتها، اما هو فلم يتفاجئ فمن الواضح انها تفتقر للحنان بحياتها، ربت على رأسها بحنان وهو يتأملها بهدوء، رمقته خديجة بتعجب لشخصيته تلك التي تتغير بين الفينة والاخرى وسرعة تغير مشاعره فتثير لديها الفضول لمعرفة ما حدث له في السنوات الاخيرة جعله على هذا الحال..ولم تدرك للحظة انها السبب في كل ذلك، ماحدث له يتلخص فقط بها..

انتبهت له عندما عاد يجلس امامها، فقالت بقلق: هي مش بعيد كده عننا..
عمار: لا انا شايفها كويس، بس انتي خايفة عليها..
هزت رأسها بقوة: اه طبعًا بخاف عليها جدًا .
عمار ومازال ينظر للصغيرة: بتحبك هي كمان ومتعلقة بيكي .
ابتسمت خديجة: وانا كمان اتعلقت بيها اوي..

حول بصره نحوها ثم نظر بعيناها مباشرة قائلًا: هاتدمر اوي لما تحطيها في دار ايتام صح!؟.
خديجة بضيق: انت جايبني هنا ليه ياعمار، ادخل في الموضوع على طول..
رجع بظهره يستند على الكرسي براحة ثم قال بوضوح: هاعرض عليك عرض، ولو وافقتي انتي اللي هاتبقي كسبانة، ولو رفضتي هاتخسري كتير صدقيني يمكن زمان مكنش في خسارة أوي بالنسبالك..

واضاف بتهكم: اما بالنسبالي انا، فكانت الخسارة كبيرة، دلوقتي الوضع اختلف واتقلب، قبل ما تردي فكري كويس يا خديجة..
بدات تتجسد امامها حروف تلك الكلمة التي حتمًا ستجعلها بسابع سما، ولكن ذلك الواقع مجددًا سيفرض رأيه عليها ويجعلها ترتطم بسابع ارض عندما تنطق بحروف لا...
خديجة بتوتر: ايه هو العرض !.
عمار بقوة: تتجوزيني.

20-01-2022 11:14 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [9]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية قلوب مقيدة بالعشق ترنيمة غرام
رواية قلوب مقيدة بالعشق للكاتبة زينب محمد الفصل العاشر

فركت عيناها بتعب، لم يذق جفنيها النوم مطلقًا، منذ ان ودعته بليلة أمس وعادت لمنزلها وذهنها منشغلًا بذلك العرض، الزواج من عمار، أمرًا جميل في حد ذاته ولكنه مفزع بذات الوقت، لوهلة شعرت بصوته بالخوف عليها ولكن تلك الحدة التي تسيطر على نبرته مجددًا أخافتها، قضمت شفتيها من فرط توترها، حركت أصابعها نحو عنقها وبدأت بتدليكه، ولكنها فزعت عندما سمعت صوت أبيها يقف على اعتاب غرفتها بالعمل...
_ جهزتي ولا لأ يا خديجة.

انتفض قلبها يدق برعب، وناقوس الخطر يدق مجددًا بعقلها محاولًا استجماع شجاعتها المزيفة لتقول بنبرة مهزوزة: بابا، حضرتك ده مكان شغل..
قاطعها بنبرته الجافة: ماهو مالوش لزمة خالص، جهزتي نفسك ولا لأ..
هزت رأسها بنفي، فقال هو بغضب: بقولك ايه يابت انتي، انتي اخرك انهارده بليل والاقيكي واقفة قدام باب بيت جوزك الله يرحمه بشنطة هدومك...
حاولت ان تتحدث فاشار اليها بالصمت، وأكمل حديثه: متحاوليش تقوليلي تاني على مبررات لان انا قولتلك من الاول البت دي ملناش دعوة بيها، وانا قولتلك دي اخر فرصة، قدمي استقالتك، وسيبي البت وتقفي على باب بيتك بشنطة هدومك.

هتفت بتلعثم: انا مش هاسيبها..
اقترب منها واحتدت ملامح وجهه فقال: واللي المفروض تتجوزيه مش عاوزها، هو عنده عيال بما فية الكفاية، مش هايتحمل بنت راجل تاني..
همست بضعف: هو كمان عنده عيال!.
هز رأسه وابتسم بتهكم قائلًا: حظك المهبب معايا كده، دا مش بس عنده عيال، دا كمان متجوز اتنين وعلى ذمته.

جلست مكانها بصدمة، من الواضح ان القدر هذه المرة يضع عمار بطريقها فلتستسلم له، غادر والدها ملقيًا حديثه الاخير عليها:
_ المرة اللي فاتت كنت بتمنى يعاملك زفت، بس سبحان الله حظك حلو وطلع راجل محترم ميستهلكيش اما المرداي فانا واثق انه هايعملك حلو أوي..

كان حديثه الاخير متهكمًا، غادر والدها وحديثه لم يغادر عقلها، شعرت وكأنه هناك حبل يلف ببطء حول رقبتها ويقوم بشنقها بتروي مستمتعًا بذلك الخوف الذي ينهش صدرها وقلبها، وقفت وهي تحاول ان تتنفس كمن تصارع الموت حقًا، تقدمت من المرحاض بخطوات مرتبكة ثم القت بالماء البارد فوق صفحات وجهها، لاشك انها شعرت بطفيف من الراحة واستطاع صدرها التنفس قليلًا، نظرت في المرآة وهي تقول: خايفة من ايه يا خديجة، هايحصلك ايه مع عمار اكتر من اللي فات؟ دا أمن واحد ليك، ابوكي مش هايرتاح الا لما يموتك، انفدي بجلدك بقى..مع عمار..

وعند ذكر اسمه همست برعب خوفًا من عينيه المظلمة والحادة، ماذا يخبئه لها عمار، لو وافقت على عرضه ستكون تحت رحمته للابد، ابتسمت بتهكم لتفكيرها فهي الان بالفعل تحت رحمته، هل مازالت الرحمة تحتل قلبه ؟ هل سيعاملها هي والصغيرة بما يرضى الله ؟ ام سينتقم منها ؟ الكثير من الاسئلة راودتها واحتلت عقلها فاستطاعت ان تثير فوضى من المشاعر بداخلها...

جففت وجهها بمنديلا ورقيا ثم اعادت ترتيب خصلات شعرها وخرجت من المرحاض، قررت الذهاب للكافيه لتفكير مجددا والوصول الى حل سليم، ولكن كانت لقدماها رائ أخر فقادتها ووجدت نفسها امام مكتبه من المؤكد ان القدر يصمم على رأيه..زفرت بخفوت ثم طرقت الباب ودلفت، رفع هو رأسه يطالعها بأعين ثاقبة متفحصًا وجهها وارتجافة جسدها، أشار لها بالجلوس، تقدمت من مكتبه وهي تفرك يديها بتوتر ثم جلست قائلة بضعف: عمار، بالنسبة لعرضك..
صمتت لبرهة تستجمع قوتها، فقالت في دفعة واحدة: عمار انا موافقة على عرضك..

لاح على ثغره ابتسامة ماكرة اخفاها سريعًا عندما حولت بصرها نحوه، ورسم ملامح الجدية ببراعة على وجهه، فقالت هي بتوتر: انا عندي شوية شروط ياريت تتقبلها..
خرج صوته أخيرًا قائلًا بجمود: انا عرضي كان من غير شروط يا خديجة..
تجمعت الدموع بعيناها سريعًا، وكأنها ستحمي نفسها بتلك الشروط الواهية، تحدث هو عندما لاحظ تلك القطرات اللامعة تهدد جفنيها بالهبوط، فقال: بس دا ميمعنش ان اسمعها، ولو في مقدرتي اني انفذها معنديش مانع .

خفضت بصرها قائلة بنبرة شبه باكية: انا خايفة منك، انا حاسك عاوز تنتقم مني او من ايلين، عقلي مش راضي يبطل من امبارح يرسم سيناريو كل شوية افزع من اللي قبله، بس ..
صمتت تأخذ نفسًا طويلًا: بس ارجع واقول ان عمار اللي حبيته ولسه بحبه عمره ما يأذيني ابدًا، وان قلبه لسه في حاجة حلوة وعمره ما يفكر يأذي طفلة ملهاش دعوة بحاجة..

طفلة مجرد طفلة تتحدث بكل ما في جوفها وتخبر اباها ومأمنها الوحيد بكل مخاوفها رغم ان تلك المخاوف تتمثل فيه هو فقط، نبرتها دموعها رجفة جسدها كل ذلك أثر بشكل كبير في قلبه وعقله، حاول السيطرة على مشاعره وعدم الانصياع خلفها لينهض من مكانه يعانقها ويشعرها بالامان ذلك الشعور ليس وحدها فقط من تفتقد اليه بل هو أيضًا، بذلك العناق سيمحي وجع الماضي، لذلك لابد التحكم بمشاعره ويعطي لعقلة زمام الامور..

تحدث أخيرًا بعد فترة من الصمت:انا مش هاتكلم على نقطه انك بتحبيني، لان مالوش لزمه الكلام فيها دلوقتي، ايه هي الشروط!..
مسحت دموعها، ثم رفعت وجهها ترمقه برجاء: متجيش في يوم من الايام تخليني اسيب ايلين، ايلين ملهاش حد خالص ولا حد من أهل امها بيسأل فيها وكلهم مسافرين وليهم حياتهم، ومفيش حد من أهل ابوها عايش كلهم من قرابة بعيدة، انا كل حياتها، متبعدهاش عني..
هز رأسه بموافقة، فشعرت براحة فاكلمت حديثها: مش هانيجي نعيش عندك، هاعيش في شقتي اللي انا قاعدة فيها ولا حتى انت تيجي معانا...
رفع احد حاجبيه قائلًا: نعم!.

فركت اصابعها بتوتر، ثم قالت: يعني اقصد لغاية ما فترة تعدي واطمنلك، وايلين كمان افهمها ان اتجوزت...
عقد ذراعيه امامه قائلًا بتهكم: ياترى في شروط تانية ؟
هزت رأسها واشارت باصابعها: شرط واحد بس، هو ان اكمل شغلي واصرف على نفسي زي الاول.
ارسل اليها ابتسامة سمجة قائلًا: اهو ده بالذات لأ.
حاولت اقناعه: اليوم اللي هاجي في بيتك، هاسيب الشغل صدقني، بس علشان لو ناقصني حاجة وانت بعيد مش هاينفع اقولك..

عمار باستهجان: ده على اساس ان انا وافقت على الشرط التاني، بتقرري كده بناءًا على ايه .
خديجة بهدوء: بناءًا على انت هاتكون فاهم كويس وحاسس بيا، وان لازم اظبط اموري...
قاطعها بحدة خفيفة: اول قاعدة يا خديجة، عمار مبقاش يحس، دي أول قاعدة..
اخرج تنهيدة قوية ثم قال: بس دا ميمعنش انه اوافق مؤقتًا وهاتبقى المهلة قصيرة جدًا، والوقت اللي هاقولك يالا على بيتنا، مش هاسمع اعتراض واحد، علشان مطلعيش أسوا ما عندي.

هزت رأسها بموافقة، فقال هو بمكر: اتفاقنا، هانكتب الكتاب بكرة..
انتفضت قائلة: وليه مش دلوقتي؟!.
رفع احد حاجبيه بتسلية وهو يشير بيده: دلوقتي!، انتي مستعجله اوي كدة .
خديجه بخجل: بابا هايجي بليل المفروض ياخدني.
نهض وهو يجمع متعلقاته ليقول: طيب يالا بينا دلوقتي..

جذبت يده قائلة بامتنان: حتى لو كان في نيتك اذيتي، فانا عمري ما انسالك انك على طول جنبي، وشعوري بالامان ده مبحسوش الا معاك، فشكرًا انك هاتنقذني من الجحيم اللي ابويا ناويلي عليه .
اقترب منها هامسًا وملامح وجهه تسود: مش يمكن جحيم ابوكي أرحم من جحيمي انا..
اشارت لقلبه قائلة بصدق: طول ما دا بينبض عمره مايعيشني في جحيم يا عمار..

صمت هو امام حديثها الذي هز كيانه وجعل قلبه ينبض بشدة، حتمًا لو استمر على تلك الوتيرة سيكسر قفصه الصدري، التفت بجسده بعدما قطع لغة العيون التي درات بينهم، فانتبه الى حديثها الذي يتخلله رجاء: عمار لو سمحت بليل انا اللي هاواجهه بابا بجوازنا، انت مالكش دعوة.
استدار وهو يشير على عينيه قائلًا بنبرة غريبة وابتسامة ترتسم فوق شفتيه القاسية: من عنيا، انت تأمري..
التفت وفتح باب الغرفة وسار بطريقه للخارج، اما هي فوقفت على اعتاب الغرفة تقدم قدمها اليمنى أولًا وتسير في طريق رسمته هي بمحض ارداتها، طريق ليس به عودة.

_ مس يارا في واحد عاوز حضرتك برة، بيقول انه خطيبك واسمه بشمهندس فارس..
جميع من بالغرفة رمقوها بنظرات استفهام والاخرى صدمة، اما ذلك الشخص القابع باخر الغرفه يتأمل ملامحها الهادئة بصمت، انتفض كمن لدغه عقرب قائلًا: ايه!، انتي اتخطبتي..

توالت الاصوات بين مهنئين بخطبتها، بينما هي فالصدمة لجمت لسانها وعقلها، تحركت لتغادر الغرفة بخطى غير متزنة، ولم تتتفوه بأي حديث، ما ان خرجت من الغرفة وجدته يقف يضع يداه في جيب بنطاله ورغم ان نظارته الشمسية اخفت عيناه ولكن استطاعت ان ترى تلك الابتسامة الماكرة بها، تقدمت منه بغضب هامسة: ايه اللي هببته دا يا فارس.

اتسعت ابتسامته ثم قال ببرود: بحط مليكتي عليكي ياقلبي، علشان مفيش اي حد يقدر يبصلك.
جزت على اسنانها بعنف وكورت يديها بغضب تحاول ان تكبح جماح غضبها الثائر: اللي انت عملته ده، هايكون نتيجته صعبة أوي عليك يا فارس، صدقني.
هز رأسه قائلًا باستفزاز: مصدقك، بس ميهمنش .
كادت ان تتحدث لولا صوت سراج خلفها يهتف باسمها: يارا..
خلع نظارته ورمقه بهدوء وشمله بنظرة لاشك انها اركبت الاخر قليلًا، فقال فارس: نعم.
التفت يارا اليه تقول بهمس: انت يارا!.

رفع احد حاجبيه ثم رفع نبرة صوته قائلًا: الله مش بينادي على خطيبتي بدون القاب لازم ارد انا عليه.
لم يستطيع سراج التحمل اكثر من ذلك، فغادر المكان سريعًا كطفل حرمته والدته من لعبته المفضلة، رفع فارس احد حاجبيه مستنكرًا: هو الواد ده انتي مواعداه بحاجة ؟ ماله اتقمص كده ليه ؟!، ده انت لسه مكملتش اللي ناوي عليه .
ضغطت على أحرف حديثها قائلة بغضب: امشي حالًا يا فارس، حالًا.
فارس بتحدِ: وان ممشتش!.
يارا بغضب: هامشي انا.

اشار اليها على مجموعة من الفتيات الصغار يقفن في اخر الردهه يتهامسون ويرمقونه باعجاب: وتسيبني مع القمرات دول لوحدي..
جذبت يديه وتحركت لتغادر المدرسة وعندما مرت بجانبهم همس هو لهم: اصلها بتغير أوي ..
وصلت بجانب سيارته، قالت: انا ليا أخ احكيله اللي حصل انهاردة..
أرسل اليها ابتسامة سمجة: مش فاضيلك، داخل على منعطف تاريخي، بحبك، سلام..
قاد السيارة واتجه بطريقه اما هي فدبدت بالارض كالاطفال قائلة بحنق: بردوا بيقولي بحبك.

دلفت للمنزل تبحث عن أخاها، فوجدت ليله بوجهها: ايه الاخبار المدرسة من غيري..
ابعدتها يارا بغضب: اوعي من وشي السعادي..
وصلت امام غرفة مالك، طرقت الباب ثم دلفت وجدته يحزم حقيبة كبيرة ويضع ثيابه بها..
مالك: تعالي يا يارا، في حاجة؟.
يارا بضيق: في حاجتين تلاته كمان، مالك، ابعد فارس عني، أصل وربنا اقتله وادخل فيه السجن.
قطب ما بين حاجبيه قائلًا: ليه في ايه؟!.

يارا بحنق: جاي المدرسة وبيقول على نفسه بسلامته خطيبي، فضحني يا مالك.
ترك ثيابه ثم وقف امامها ينظر في عيناها مباشرة: وهو فارس بردوا يفضحك، ده يشرف اي حد، وبيحبك يا يارا، ولو قولتي من دلوقت...
قاطعته بنبرة حادة: مالك لو سمحت متكملش انا حرة، هو انت ازاي كده، ازاي سامحله يعمل معايا كده.
مالك بهدوء: اولًا هو بيحبك ومن زمان، ولما حس بس بشعور ناحيتك جه وقالي واتقدملك، ثانيًا انا لو بس عرفت انه اتعدى حدوده معاكي هاقتله..

يارا بعصبية مفرطة:. وبعدين لما قالك اتقدم لاختك وانت وافقت والمفروض يجي يتقدم ايه حصل ؟ ايه منعه تقدر تقولي ؟ اتجوز صاحبته، صاحبه عمره، اللي كان ماشي بيقول انها زي اخته فجأة اتجوزها وحبوا بعض، تقدر تقولي السبب؟!.
التفت بجسده للجهة الاخرى يهرب من ألم عيناها ووجع نبرتها: ظروف غصب عنه..
انسابت دموعها على صفحة وجهها، فقالت بضعف: وهو كمان بيقولي ظروف، انتو الاتنين رافضين تعرفوني السبب، يبقى من حقي ارفضه، ومن حقى تبعده عني.
التفت اليها ثم عانقها قائلًا: حاضر يا يارا، هابعده عنك.

بادلته العناق قائلة: ربنا يخليك لينا يا مالك، وتفضل في ضهرنا على طول..
ربت على رأسها بحنان، ف لمحت تلك الحقيبة، هتفت: انت راجع مهمة تاني! .
هز رأسه قائلًا بمزاح: اه وياريت تدعيلي بقى يا يارا علشان مهمة صعبه جدًا.
ابتسمت قائلة: علشان كده فارس بيقولي انك داخل على منعطف تاريخي .
اخرجت تنهيدة قوية ثم قالت: كان نفسي متكونش ظابط زي بابا الله يرحمه، وتضطر تبعد عننا.

هتف بحنو: انا معاكوا اهو لو قولتوا بس يا مالك هاتلاقيني في وشكو..
طبعت قبلة على جبينه قائلة: ربنا معاك يا حبيبي..
غادرت يارا للغرفة، فالتقط مالك جواله وقرر الاتصال بصديقة، وما هي الا ثواني واتاه رده: خير يا عريس، جهزت اجاي اخدك.
مالك بضيق: لا متجيش يا محترم.
فارس بضحك: هي لحقت تقولك!.
مالك بتحذير: فارس ابعد عن يارا مش عاوز اكرر كلامي تاني..
فارس ببرود: وان مبعدتش..

مالك بتوبيخ: انت متخلف انت بتتكلم على اختي، بلاش تشوف وشي التاني.
فارس: مانت عارف اني بحبها..
مالك بعصبية: والله لو ما بطلت تقول قدامي بحبها دي لاموتك، انت عيل مستفز، انت بتتكلم عن أختي.
قرر امتصاص غضب صديقة: طيب، هابقى جاهز الساعة تسعة .
مالك بتحذير: اقطع علاقتك بيهم الفترة دي، مش عاوزهم يجولك البيت، كل حاجة هاتبوظ.
فارس بحزن مزيف: هاحاول، مع انك هاتبعدني عن نبع حنانهم..
نهره مالك: امشي يا بارد.

جلس بجانب صديقه في منزل رأفت، منتظرين قدوم ندى واتمام اجراءات الزواج، كان يظهر البرود ولكن بداخله كان يتشوق لرؤيتها، منذ حديثهم بالامس ولم تتحدث معه، من الان واصبح يشتاق اليها، أنب نفسه بقوة، وحاول السيطرة على مشاعره الفياضة نحو قطعة السكر، ابتسم بداخله عندما وجد نفسه يطلق عليها ذلك اللقب، فهي حقًا تشبه قطعة السكر في صفائها وصغرها ورقتها حينما تذوب
ضغط على شفتيه بقوة فمن الواضح ان الذوبان من نصيبه الليلة حينما رأها تجلس بجانب عمها بذلك الفتسان الرقيق معطيًا لها بريق جميل..
فارس بهمس: قمر ندى دي.

ضغط بكل قوته على قدم صديقة، حاول ان يكتم فارس تأوه ولكنه فشل، فجذب نظرهم جميعًا،حمحم بحرج: اسف..
تحدث المأذون: يالا نبدأ يا جماعة .
سمير: يالا يا شيخنا..
جلس مالك امام رأفت ووضع يده بيد رأفت متحدثًا ما يلقيه عليه المأذون، فوقعت عيناه عليها وجدها تتبتسم وعيناها ترمقه بسعادة، شعر بالخزي من نفسه لما يفعله وسيفعله بها...

انتهى المأذون بقوله: بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما بخير.
أصبحت الان زوجته، ثقل ذلك الهم على قلبه، عندما وجدها تبكي بداخل احضان عمها،فتمنى للحظات ان يحتضنها هو، احتضنه فارس متمتمًا: مبروك يا صاحبي!.
هتف مالك بنبرة حزينة: الله يبارك فيك.
تقدم رأفت منه ووضع بيده يد ندى قائلًا بهدوء يتخلله حزن: مالك ندى اهي امنتك، خلي بالك منها وحافظ عليها..
أمسك يديها بقوة قائلًا بنبرة صادقة: في عنيا متقلقش..
ثم حول بصره نحوها هامسًا: مش صح..
مسحت دموعها بطرف اصبعها وهتفت بخجل: صح .

أوقف سيارته امام البناية التي تقطن بها، ثم التفت بجسده للخلف: نامت..
هبطت خديجة من السيارة ثم فتحت الباب الخلفى لكي تحمل الصغيرة فسبقها هو قائلًا: خليكي انا هاطلعها.
حاولت اخذها قائلة بخجل فمنذ اصبحت زوجته على سنة الله ورسوله وهي ترتبك من نظراته وحديثه..: هاتها يا عمار، علشان مينفعش تطلع انت .
عمار: انتي ليه مقولتيش لها لما روحنا اخدنها من المدرسة اننا اتجوزنا..
خديجة بهدوء: علشان كلام زي دا لازم نكون انا وهي لوحدنا وافهمها براحة ومضمنش ردة فعلها..

وقبل ان يتحدث كانت سيارة فارس تقف ويهبط منها مالك وندى وفارس ...
ندى برقة: ازيك يا مدام خديجة.
خديجة: الحمد لله .
لاحظت فستانها الابيض الرقيق والجميل وبريقه اللامع فقالت: اتجوزتوا صح.، الف مبروك.
فارس: مش تعرفينا يا مدام خديجة..
خديجة بتوتر: ده يبقى عمار يبقى...
عمار بقوة: ابن خالتها وجوزها..

تفاجئ مالك وعمار وخصوصا بمعرفتهم بجاسم زوجها السابق، فقال فارس بتفكير: بس انا شوفتك قبل كدة يا عمار.
عمار: امممم في الامارات انت كنت بتبرمج للشركة اللي كنت فيها.
فارس بابتسامة: اها تشرفنا..
مالك: تشرفنا يا عمار عن اذنكوا..
جذب ندى خلفه، بينما تحدث فارس: عن اذنكوا..
تركهم ودلف للبناية خلف صديقه، اما خديجة هتفت بضيق: ليه قولت ان احنا اتجوزنا..

عمار بقوة: لازم الكل يعرف، ويعرفوا انك بقيتي في حكم راجل.
تناولت الصغيرة منه وهي تقول: طيب هاطلع قبل ما بابا يجي.
_ وليه انا جيت علشان اشوف قلة ادبك.
انتفضت برعب: بابا.




الكلمات الدلالية
رواية ، قلوب ، مقيدة ، بالعشق ، ترنيمة ، غرام ،


 





# فنون # مشاهير # صحة # منوعات # الأطفال # English # تفسير الأحلام ثقافة # قصص # سيارات Cars # صور # تقنيات # الاجهزة الالكترونية # المطبخ # كلام فى الحب # أبراج # رياضة # ازياء # حكم وأقوال تطوير الذات# خلفيات # صور بنات # مشاهير # ديكور # صباح الخير # مكتوب برقيات شهر رمضان # جمعة مباركة # حب رومانسية # عيد # ادعية # خلفيات كرتون # منوعات # موضة # الأم # أطفال # حيوانات # صور ورد # اكلات # New Year # مساء الخير # اللهم صلي علي النبي # القران الكريم # صور نكت # عيد ميلاد # اعلام # سيارات # تهنئة الخطوبة # حروف واسماء # الغاز # صور حزينة # فساتين # هدايا # خلفيات النادي الاهلي # تسريحات شعر # الاصدقاء # بوستات نجحت # خلفيات نادي الزمالك # حب رومانسية # تهنئه # ازياء # صور بنات # صوره وكلمه خلفيات # كرتون # بروفايل رمزيات # دينية # سيارات # مضحكة # أعلام # مسابقات # حيوانات # ديكور # أطفال # أكلات # حزينة صور شباب أولاد ر# صور # الطب و الصحة # مقالات عامه # CV المشاهير # وصفات الطبخ # العناية بالبشرة غرائب وعجائب # قصص روايات مواعظ # صور حيوانات # وصفات الحلويات # الرجيم والرشاقة # نكت مضحكة # صور خلفيات # العناية بالشعر # شروحات و تقنيات # videos # Apps & Games Free # موضة أناقة أزياء # سيارات # ديكور # رعاية الأطفال # نصائح المطبخ # موبايل جوال # الفوركس # التعليم والمدارس # الحمل و الولادة # اخبار الرياضه # وظائف # صحة المرأة # حوادث # صور بنات # صور اطفال # مكياج و تجميل # عناوين بنوك شركات محلات مطاعم # العاب الغاز # عيد # كلمات الاغانى # اشغال فنيه واعمال يدويه # مصر # أشعار خواطر # للنساء فقط # للرجال فقط # صور شباب # علاج النحافه # رسائل SMS # أكلات نباتية - Vegetarian food # برامج الكمبيوتر # المراهقة # جمعة مباركة # blogger # رعب # لعنة العشق # حب # اسلامية # قاسي ولكن أحبني # أحفاد أشرار الحرب لأجلك سلام # أسمى معاني الغرام # حقيقية # لقد كنت لعبة في يده # ملهمة # أباطرة العشق # عربية # حب خاطئ # لست مميزاً # من الجاني # مشاهير # راقصة الحانة # اغتصاب طفلة # عاشقان يجمعهم القدر # الطريق الصعب # خيال علمي # أشواك الحب # تاريخ # سجينة ثوب الرجال # لروحك عطر لا ينسى # أطفال # عشق وانتقام # لازلت أتنفسك # لقاؤنا صدفة # للحب معان أخرى # خاتم سليمان # ممن أنتقم # نجاح # أبواب وهمية # حلمى فى صفيحة قمامة # فيلم # مجنون بحبك # بين شباكها # حزينه # رحلات جوليفر # عذاب قسوته # عندما ينادي الشيطان # لعنة حبك # مريم وامير # هدوء في قلب العاصفة # الحاسة السادسة # المشعوذة الصغيرة # عباقرة # لوعة العشق # حروب # قدر بالإجبار # بنات مضحكه# فوركس Forex# صحتك # الصور والخلفيات # الطبخ والحلويات # منوعات # اخبار الفن # القصص و الروايات الألعاب الرياضية # الحياة الزوجية # أزياء وملابس # الأم و الطفل # دراسات لغات # افكار منزلية # انترنت تكنولوجيا # صفات الابراج # حيوانات ونباتات # تفسير الاحلام # معانى الاسماء # خواطر و اشعار # الكون والفضاء اجمل نكته# Mix # Forex # youtube # foods # Kids # Health education # stories # News # kitchen # woman # Famous # Sport # Animals

-------

الساعة الآن 08:12 مساء