نوفيلا المجهول للكاتبة أمنية الريحاني الفصل الخامس
مصطفى: أنا,,,,,,, مصطفى: إنتى إيه يا مدام شيرين، أنتى مصممة تبنى سور بينى وبينك وتصعبى العلاقة بينا شيرين: صدقنى يا مصطفى انت فاهم غلط،
مصطفى: انا فاهم صح يا شيرين وعارفك كويس، وعارف أنك بتتعاملى مع الشخص اللى جوا كأنه هشام اخوكى الله يرحمه تذفر شيرين فى إرتياح لأن مصطفى علمت ثقة زوجها فيها.
يضع مصطفى يديه على أكتاف شيرين: شيرين، لازم تعرفى إنى اكتر واحد عارفك وفاهمك فى الدنيا دى كلها، وفاهم انتى اد انتى مفتقدة احساس الاخ والصديق بعد وفاة هشام، الله يرحمه، بس لازم تعرفى ان الناس مش زى بعضها، ومش بالضرورة نظرتك فى الى ادامك تطلع صح، متثقيش فى أى حد بسهولة وتعتبريه صديق او اخ، متحكميش على حد بالظاهر، فى ناس بارعة فى تمثيل الطيبة شيرين: بس انا كمان ظابط مخابرات واتعلمت اقرى الى ادامى كويس مصطفى: صح، أنتى صح، انتى بتعرفى تقرى الى ادامك كويس، بس ساعة احتياج المشاعر، وساعة ما قلبك بيلغى عقلك، دايما حكمك بيبقى غلط شيرين: ايوا يا مصطفى، بس,,,,
مصطفى: متقوليش حاجة تانية، انا معاكى وفى ضهرك مهما حصل، وبكرة الايام تثبتلك ان كلامى صح لم يتحدث مصطفى مع شيرين بهذا الحنو منذ وقت كبير مضى مهما جعل شيرين تعيد من جميع حساباتها فى علاقتها بمصطفى فهو ما زال حبها الوحيد وزوجها التى تمن قربه منذ وقت طويل يهمّ مصطفى ان يتركها ويذهب، فتوقفه شيرين ممسكة يديه: رايح فين؟ ينظر مصطفى بيد شيرين الممسكة بيده، وتتقابل عيناهم فى نظرة طويلة كلها اشتياق وحب، أحس مصطفى انه سوف يضعف امام حبه لشيرين فسحب يده سريعا منها.
مصطفى: شيرين، انا لسه عند موقفى، وانتى عارفة انا عايز إيه كويس، لما تقررى تنفذى اللى انا عايزه ساعتها نبقى نتكلم ينسحب مصطفى من امام شيرين سريعا فتذفر فى ضيق: دا غيه الانسان ده مش ممكن، هو أنا اتجوزته إزاى، الله يخربيت الحب وسنينه اما مصطفى فيدخل غرفته سريعا ويقف وراء الباب يذفر أنفاسه ناظرا الى يده ويبتسم، مصطفى رغم هيبته ومركزه كظابط مخابرات فهو إنسان طيب ولكن طيبته لا تلغى عقله رومانسى لأبعد الحدود ولكن لا تظهر رومانسيته إلا مع شخص واحد بس وهى شيرين حبيبته وزوجته والوحيدة التى تستطيع أن تحطم حصونه المنيعة فى غرفة شيرين:
تجلس شيرين وتتذكر موقف لها مع اخيها هشام فلاش باك: تجلس شيرين على سريرها تبكى فيدخل عليها هشام ويجلس أمامها هشام: وبعدين يا حبيبتى، هتفضلى زعلانة كده؟ شيرين: ما انت شايف يا هشام تحكمات بابا، مش عايزنى اسافر اسكندرية مع صحابى، وهو يوم واحد بس، وهنرجع فى نفس اليوم، وانا مبخرجش خالص يا هشام هشام: حبيبتى، انتى عارفة بابا بيخاف عليكى إازى، وبعدين يا ستى متزعليش انا عندى حل.
شيرين: إيه هو بقى؟ هشام: هى الرحلة هتبقى امتى؟ شيرين: بعد اسبوع هشام: خلاص قوليلى هتبقى يوم إيه بالظبط، وانا هأخد اليوم ده أجازة، وأسافر معاكى، وساعتها بابا مش هيمانع تسافرى طالما انا هبقى معاكى شيرين بفرح: بجد يا هشام! هشام: بجد يا حبيبتى تقفز شيرين فى أحضان هشام: ربنا يخليك ليا يا هشام، انا بحبك أوى هشام: انا كل الى يهمنى أشوف الابتسامة دى على وشك وبس
باك: تعود شيرين إلى الواقع، فتجد دموعها تنهال على وجهها، وتتذكر كلام عادل لها " عادل: متشكرنيش يا شيرين، كفاية عليا انى شفت الابتسامة دى على وشك " تتنهد شيرين فى حيرة، فعادل له نفس تأثير هشام عليها، يستطيع ان يرسم الابتسامة على وجهها كما كان يفعل هشام، تستريح فى الحديث معه، هل يمكن ان يكون عادل رسالة من الله ليعوضها عن فقدان اخيها هشام، هل ممكن ان يعوضها حنان الاخ والصديق التى فقدتهم بفقدان اخيها الوحيد، ولكن يقطع حيرتها تذكرها لكلمة مصطفى:
" مصطفى: أنا فاهم انتى اد انتى مفتقدة احساس الاخ والصديق بعد وفاة هشام، الله يرحمه، بس لازم تعرفى ان الناس مش زى بعضها، ومش بالضرورة نظرتك فى الى ادامك تطلع صح، متثقيش فى أى حد بسهولة وتعتبريه صديق او اخ، متحكميش على حد بالظاهر، فى ناس بارعة فى تمثيل الطيبة" تضع شيرين يدها على رأسها فى حيرة، فهل يمكن لكلام مصطفى ان يكون صحيحا ويكون حكمها على عادل حكم خاطئ. فى غرفة عادل: عادل يجلس واضعا يده خلف رأسه مبتسما ويتذكر حديثه مع شيرين: " شيرين: انت انسان محترم يا عادل، وشخصيتك تجبر أى حد أنه يحترمك ويعتبرك بمثابة الاخ او الصديق عادل: طب بداية مبشرة، وانا يا ستى جاهز ان أكون الاخ الى يسمعك واعتبرى أنك بتكلمى نفسك" " شيرين مبتسمة: انا متشكرة اوى يا عادل مش عارف انا ارتحت إزاى لما اتكلمت معاك "
فى غرفة مصطفى: مصطفى نائم ويتصبب منه العرق إثر كابوس، يرى مصطفى هشام ملقى على الأرض غارق فى دماءه، مصطفى يبكى حاضنا هشام مصطفى: لا يا صاحبى، متموتش، انت هتعيش، لازم تعيش هشام بضعف: خلااا..ص.. يا ... مص..طفى... خ..لا..ص، خد.. بالك من .. شيرين مصطفى: انت الى هتاخد بالك منها، شيرين مش هتستحمل موتك يا هشام هشام: خليها تسيب الخدمة ... مش هيسيبوها .. هيقتلوها يا مصطفى مصطفى: مين الى هيقتلها، انت بتتكلم عن مين يا هشام هشام: انا عرفت الشخص المجهول ... اللى .. كنا بندور عليه... المجهول .. هو ... مصطفى: مين يا هشام، هشام، أتكلم، مين الى كنا بندور عليه، هشاااااااااااام
ويستيقظ مصطفى مفزوعا، فقد كان هذا مجرد كابوس، ولكنه ليس بكابوس فهو مشهد مقتل هشام الذى لم يفارق عقل مصطفى منذ ان قُتل هشام، يمسح مصطفى وجهه المتصبب عليه العرق، ويذهب ليطمئن على شيرين فى غرفتها، يدخل مصطفى على شيرين غرفتها فيجدها نائمة يجلس بجوارها مصطفى محدثا نفسه: آه، لو تعرفى اللى مخبيه طول الفترة الى فاتت فى قلبى، لو تعرفى انا مرعوب عليكى إزاى، لو تعرفى ان دى وصية هشام انك تسيبى الخدمة، وإن الموضوع اكبر بكتير من أنك تعاندى فيه، لو تعرفى إنى بقسى عليكى وانا قلبى بيوجعنى، لكن لازم افضل وراكى لحد ما تسيبى الخدمة وتبعدى عن اى خطر، آه تعرفى انا خايف عليكى اد إيه من المجهول.
نوفيلا المجهول للكاتبة أمنية الريحاني الفصل السادس
تمر الأيام على أبطالنا مستأنفين التدريب , اصبح عادل مدربا على كافة انواع الدفاع على النفس، كما أنه اصبح مدربا على اساليب التشفير ونقل المعلومات، وتأتى الأوامر بعودتهم جميعا إلى القاهرة، فيقوموا جميعا بالإستعداد للعودة، وفى اثناء تجهيز عادل لحقيبته تدخل عليه شيرين.
شيرين: ها، يا عادل، جهزت حاجتك ؟ عادل فى حزن: اه، يا افندم، انا تقريبا خلصت شيرين: ما لك يا عادل، فى حاجة مضيقاك؟ عادل: لا، بس زى ما تقولى اتعودت اشوفك كل يوم شيرين: نعم
عادل: قصدى اتعودت على حضرتك ومصطفى باشا طبعا، اتعودت اعيش وسط ناس، مش متخيل لما ارجع مصر هرجع اعيش لوحدى تانى، أنتى مش متخيلة إحساس الوحشة أد ايه وحش، انا كنت أتأقلمت عليه لكن لما قضيت الفترة البسيطة دى معاكم بناكل سوا وندرب سوا، حتى مصطفى بيه رغم حدته فى التعامل إلا إنه كان بيبقى حريص يعلمنى كل حاجة بدقة ويفيدنى من خبرته، متخيلة بعد كل ده ارجع اعيش لوحدى من تانى اكلم نفسى.
شيرين: طب مش انت يا عادل الى اخترت تعيش لوحدك، ليه مفكرتش تتجوز لحد دلوقتى؟ عادل: كنت خايف، كنت بسمع وبشوف كتير عن مشاكل الجواز والى بيحصل فيه، كنت بشوف الى حواليا وهما بيشتكوا منه، وانا إنسان مبحبش المشاكل، حتى حضرتك أهو رغم الى حكيتهولى عن علاقتك بمصطفى بيه إلا أن العلاقة بينكم برضه فيها مشاكل.
شيرين: مش معنى ان انا ومصطفى فى بينا مشاكل إنى بطلت أحبه ولا بطل يحبنى، صحيح إحنا فى بينا مشاكل، بس الموضوع فى الأساس مجرد عنّد، بس صدقنى فى الوقت المناسب مشاعرنا هى الى هتتحكم فينا والعنّد الى بينا هيتلاشى، لأن الى بينى وبين مصطفى حب حقيقى وبجد عادل: يا بخته بحضرتك شيرين: أنوى بس أنك تشيل كل المخاوف الى جواك من الجواز وابدأ فكر تبنى اسرة صغيرة تحسسك بالأمان وتخرجك من الوحدة الى انت عايش فيها عادل: كتير فى حياتنا مبنحاولش نقابل الناس الصح ولما بنفوق لنفسنا ونشوفهم ونقابلهم بيبقى فى الوقت الغلط الى مينفعش حتى نقرب منهم شيرين: يعنى إيه ؟ مش فاهمة.
عادل: يعنى ربنا يوفقك، انتى ومصطفى بيه شيرين: ويوفقك يا عادل وتلاقى بنت الحلال الى تستاهلك قابلها عادل بابتسامة باهتة عادوا جميعا إلى القاهرة , ومرت الأيام والجميع فى أنتظار ان يتواصل أحد افراد شبكة التجسس المقيمة فى مصر مع عادل، ولكن دون فائدة، عادل عاد إلى عمله فى المدرسة ومنزله وحيدا من جديد، ولكن حديث شيرين دائما يدور فى مسامعه عن الحب وتكوين الاسرة،أما شيرين فمّلت من طول مدة خلافها مع مصطفى وقررت أن تحسم موقفها وتذهب إليه فى مكتبه.
شيرين: ممكن أتكلم معاك؟ مصطفى: آه طبعا، أتفضلى شيرين: وبعدين يا مصطفى، هنفضل كده لحد إمتى؟ مصطفى: والله يا شيرين، اللى احنا فيه أنتى الى اخترتيه مش أنا شيرين: ومش الحل يا مصطفى عشان ننهى خلافنا، أنى اتنازل أنا عن شغلى وطموحى، خصوصا أنك محاولتش حتى تقنعنى برأسك، طلبت منى اسيب الشغل، ومدتنيش سبب مقنع.
مصطفى: ما أنا قولتلك خايف عليكى يا شيرين، دا مش سبب مقنع ليكى؟ شيرين: لا مش سبب مقنع يا مصطفى، من إمتى واحنا بنعرف الخوف، إحنا من يوم ما بندخل الشغلانة دى واحنا بنبقى حاطين رقبتنا ادمنا وعارفين كمية المخاطر الى ممكن نتعرضلها، اشمعنى دلوقتى يا مصطفى، إيه الى أتغير؟ ينظر مصطفى شاردا ويتذكر كلام هشان له قبل وفاته وطلبه له أن تترك شيرين الخدمة فتمتلأ عينه بالدموع، تشعر شيرين بحالته، فتفتقرب منه وتضع ذراعيها حول كتفيه.
شيرين: ارجوك يا مصطفى، قولى فى إيه، وإيه الى متغير فيك، وليه مصمم اسيب الشغل.؟ ينظر لها مصطفى بعد تفكير: هقولك يا شيرن، هقولك أنا ليه مصمم تسيبى الشغل،بس اوعدينى بعدها تريحينى وتعملى الى انا عايزه شيرين: اوعدك يا مصطفى مصطفى: السبب اللى خلانى مصمم انك تسيبى الشغل هو أنه هش... ولكن يقطع حديثهما صوت التليفون فيجيب مصطفى ليجده اللواء محمود يطلبهم سريعا فى مكتبه، فيذهب الاثنان دون ان يكملا حديثهما مصطفى: خير يا أفندم؟
اللواء محمود: مشكلة يا مصطفى شيرين: فى إيه يا افندم، إيه الى حصل؟ اللواء محمود: عادل، اتخطف شيرين ومصطفى: إيه؟ مصطفى: إزاى ده حصل وإحنا كنا حاطينه تحت المراقبة اللواء محمود: من الواضح أن الناس الى خطفوه عارفين هما بيعلموا إيه كويس، المراقبة كانت مستنياه أدام المدرسة اللى شغال فيها ولما أتخر فى الخروج، رجالتنا دخلوا يسألوا عليه ملقهوش، يعنى عادل اتخطف وخرج من جوا المدرسة من غير ما نشوفه.
مصطفى: طبعا، شغل تجسس شيرين: طب هما ممكن يعملوا معاه إيه؟ اللواء محمود: زى ما اتفقنا فى أول المهمة، يا هيحاولوا يجندوه يا إما ... شيرين فى قلق: يا إما إيه يا افندم؟ ينظر محمود ومصطفى لبعض فى قلق شيرين: ممكن يقتلوه؟ مصطفى: طبعا يا شيرين، دا احتمال وارد شيرين: وإحنا هنسيبهم يموتوه، مش هنعمل حاجة؟
اللواء محمود: كل الى فى إيدينا نعمله اننا نستنى عادل نفسه يحاول يتصل بينا، دا لو كان حظه كويس وهما فكروا يجندوه، واعتقد يا مصطفى انت وشيرين دربتوه كويس إزاى يتعامل معاهم من غير ما يتكشف، وإزاى كمان يقدر يتصل بينا مصطفى: تمام يا افندم تمتلىء عينان شيرين بالدموع ويبدو عليها القلق، وتستأذن فى الذهاب فى ضيق من مصطفى الذى يلاحظ حالتها بسبب اختفاء عادل شيرين: طب عن إذنكم يا افندم اللواء محمود: أتفضلى يا شيرين تخرج شيرين وينظر محمود لمصطفى ويلاحظ ضيقه
اللواء محمود: دماغك متروحش بعيد، شيرين بس حساسة شوية، والمشكلة انها لسه مفهمتش ان المشاعر ملهاش مكان فى شغلنتنا، وان ممكن جدا صاحبك الى لسه شايفه وبتتكلم معاه بعد ثوانى متلقهوش، لسه معرفتش أن الموت حوالينا دايما مصطفى: وهى دى مشكلتها اللواء محمود: اصبر عليها والايام الجاية هتعلمها تصل شيرين إلى منزلها شاردة حزينة وتذكرت حين أخبرها مصطفى بموت هشام، وتذكرت حديث اللواء محمود عن عادل وأنه من الممكن ان يكون قُتل، تبكر شيرين من داخلها محدثة نفسها
شيرين: ياااااااارب، هو انا مكتبولى قلبى يوجعنى على اللى بحبهم، اخويا مات أدام جوزى وشفت دمه بعينى، حتى عادل الى اتعتبرته فى مقام اخويا وقدر يعرضنى فقدان هشام عنى، معقولة ممكن هو كمان يتقتل، يعنى ممكن منشوفوش تانى،آآه ه ه ليقطع حديثها صوت جرس الباب فتذهب بعد ان تمسح دموعها لتفتح الباب فتتفاجأ عندما ترى أمامها...
قصص و روايات - نوفيلا : نوفيلا المجهول بقلم أمنية الريحاني الفصل السابع
رواية قصيرة بعنوان المجهول للكاتبة أمنية الريحاني
نوفيلا المجهول للكاتبة أمنية الريحاني الفصل السابع
تفتح شيرين الباب لتتفاجأ بوجود اللواء محمود أمامها شيرين: حضرتك يا افندم ! محمود: إيه يا شيرين ! مش هتقوليلى أتفضل، ولا بقيتى بخيلة يا مدام الشريف؟ شيرين: لا طبعا، أتفضل يا افندم محمود: أنا عارف طبعا أنك مستغربة وجودى هنا، بس انا كنت عايز أتكلم معاكى فى موضوع مهم، ومكنش ينفع أتكلم معاكى فى المكتب شيرين: خير يا افندم؟
محمود: أنتى عارفة يا شيرين أنى بعتبرك مش بس ظابط عندى، ولا زوجة المقدم مصطفى الشريف بس شيرين: حضرتك نسيت تقولى ولا اخت الظابط هشام اللى مات شهيد وهو بيدافع عن بلده محمود: صح يا شيرين، بس أنتى قبل ما تكونى كل دول، أنتى كمان بنت اللواء أمجد صديق عمرى، الى كنت بعتبره اخويا، أنا شيلتك أنتى وهشام وانتوا صغيرين، وشفتكوا وانتوا بتكبروا أدام عينى يوم ورا يوم، كنت شايف أدامى ابطال صغيرين، عشان كده أنا بعتبرك بنتى، فهمانى يا شيرين، انا بكلم دلوقتى بنتى مش ظابط عندى.
شيرين: فاهمة يا أفندم، بس إيه الموضوع ؟ انا كده قلقت محمود: شيرين، أنا مش عاجبنى الخلافات الى بينك وبين مصطفى شيرين: والله يا أفندم الخلافات دى هو السبب فيها مش أنا، هو اللى مصر إنى اسيب الشغل من غير ما يقول أى سبب يقنعنى بيه محمود: ولو قلتلك السبب اللى مخلى مصطفى مصمم أنك تسيبى الشغل شيرين: حضرتك عارفه
محمود: أكيد، الموضوع أكبر من انه يكون مشكلة بين راجل ومراته، لا يا شيرين الموضوع قضية بلد شيرين: مش فاهمة محمود: شيرين، مصطفى عايزك تسيبى الشغل، لأن دى كانت وصية هشام أخوكى، الله يرحمه شيرين: إيه، هشام! محمود: اسمعينى يا شيرين، قضية على الشافعى أخو عادل كان الى ماسكها وشغال عليها هو هشام أخوكى، وهو الى قبض على على، وفى يوم هشام عرف مين هو رئيس منظمة التجسس اللى فى مصر مفكرش كتير خد قوة وراح يقبض عليه من غير حتى ما يستنى اوامرى، الله يرحمه كان حماسى لأكبر درجة وده أحيانا كان بيوصله التهور، ولما عرفت طلبت من مصطفى يلحقه على هناك بسرعة، لكن للأسف كان فات الأوان راح لقاه أتقتل ومعظم أفراد المنظمة هربوا.
تستمع شيرين لحديث محمود ودموعها تنهال على وجهها محمود: وقبل ما يموت يا شيرين، كان أخر كلامه لمصطفى انه عرف مين هو الشخص المجهول اللى بيدور عليه، وأن الشخص ده مش هيسيبك هو أقسم بكده لهشام قبل ما يقتله، وطلب من مصطفى أنك تسيبى الخدمة عشان تبقى بعيد عن أى خطر
شيرين ببكاء: مين الشخص يا أفندم؟ محمود: للأسف يا شيرين، هشام مات قبل ما نعرف منه كان يقصد مين، عشان كده يا شيرين مصطفى كان مصمم أنك تسيبى الشغل، كان خايف عليكى شيرين: وليه مقاليش، ليه فضل يتعذب لوحده؟ محمود: لأنه عارف أن دماغك ناشفة ومش هترضى تسيبى الشغل غير لما تاخدى حق أخوكى شيرين: حضرتك عندك شك أن ده اللى هيحصل فعلا محمود: يعنى إيه يا شيربن؟
شيرين: يعنى عهد عليا مش هرتاح غير لما أخد حق أخويا من اللى قتله ووجع قلبى عليه، ولو مكتوبلى أعيش، يبقى أعيش وأنا واخدة حق أخويا، ولو ربنا مكتبليش اعيش يبقى ساعتها عمرى اللى ربنا مقدرهولى خلص، اللى مكتوبله يموت يا أفندم هيموت حتى لو على سريره محمود: هو ده أخر كلام عندك يا شيرين؟ شيرين: يا أفندم أنا زى ما قلت شيرين عز الدين بنت اللواء أمجد عز الدين، وأخت المقدم هشام عز الدين، وأبويا علمنا ان الواحد أشرفله يموت وهو بيدافع عن حقه وحق بلده، ولا إنه يعيش مطاطى رأسه، ولو سبت الخدمة دلوقتى من غير ما أخد حق هشام، يبقى بطاطى راسى محمود: ربنا يحميكم يا بنتى
تمر الأيام وتجلس شيرين فى بيتها معزلة عن الناس، ترفض الحديث مع أى شخص حتى مصطفى، دائمة البكاء وتتذكر دائما ذكرياتها مع هشام، وتقسم بداخل نفسها ألا تترك أى فرصة إلا وتأخذ بثار أخوها، حتى لو كلفها الأمر حياته، وفى يوم من الأيام كانت شيرين تتذكر مواقفها مع اخوها هشام، ومر علي بعض المواقف التى جعلت من قلبها يخفق سريعا
فلاش باك مشهد 1: يأتى هشام مع مصطفى إلى المنزل ليتعرف على والده أمجد هشام: بابا، أعرفك بصاحبى مصطفى أمجد: أزيك يا مصطفى يا أبنى مصطفى: الحمد لله يا عمى تمام
أمجد: هشام حكالى عنك كتير، وانا بتوقعلك انك تكون ظابط شاطر وليه اسمه وتدخل عليهم شيرين وكانت حينها فى المرحلة الثانوية، فتركض إلى أخيها هشام دون أن تنتبه لوجود مصطفى شيرين: هشااااااام، وحشتنى وحشتنى اوى هشام: ازيك يا بت يا شقية انتى الى وحشتينى أوى شيرين: زعلانة منك طولت فى النزول المرة دى هشام: معلش كان عندنا تدريبات مهمة ومعرفناش ناخد أجازة هشام ينظر إلى مصطفى: دى بقى يا سيدى أختى الصغيرة الشقية شيرين اللى حكتلك عليها يتبادل مصطفى وشيرين النظرات، فيخفق قلب كل منهما للأخر، فكما يقولون حبهما من أول نظرة بينهما مصطفى: أزيك يا أنسة شيرين شيرين فى خجل: ك..كويسة
مشهد 2: فى إحدى الحفلات التى تنظمها الكلية الحربية لطلابها، يحضر كلا من هشاام ومعه شيرين وأمجد ويقابلون مصطفى فى الحفلة، تجلس أسرة هشام على إحدى الطاولات، وبعد قليل يترك أمجد شيرين ليسلم على أحد اللواءات، تجلس شيرين بمفردها فتتفاجأ بمصطفى يجلس بجانبها ليحدثها مصطفى: قاعدة لوحدك ليه؟
شيرين فى تردد: مفيش، بابا راح يسلم على لواءات صحابه، وهشام واقف هناك مصطفى: طب ممكن تيجى تقعدى جنب والدتى، بدل ما أنتى قاعدة لوحدك، وأهى تبقى فرصة شيرين بتعجب: فرصة ! فرصة لإيه مش فاهمة؟ مصطفى: يعنى ماما تشوفك وتتعرف عليكى، اصلها نفسها تشوفك من زمان أوى من كتر ما كلمتها عنك شيرين: أنا مش فاهمة حاجة، كلمتها عنى أنا ؟! مصطفى: طبيعى مش هتبقي مرات ابنها ولازم تعرفك شيرين فى صدمة: أنت بتقول إيه؟ يقف مصطفى هامًّا بالذهاب ولكن قبل أن يغادر ابتسم لشيرين وقال لها: آه، أنا نسيت أقولك، علفكرة... أنا بحبك وتركها وغادر وهى فى حالة من الخجل والتردد، ثم ارتسمت على شفتيها ابتسامة وقلبها ظل يخفق بسرعة
مشهد 3: تجلس شيرين فى النادى تشرب عصير وشاردة فى كلام مصطفى لها وأعترافه لها بحبه، لتجد من يقطع عليها شرودها مصطفى: أراهن بعمرى كله إنك بتفكرى فيا شيرين بتردد: مصطفى، أنت هنا ؟ مصطفى: لا واقف هناك، مش شايفانى ولا إيه شيرين: قصدى هنا من امتى؟ مصطفى: من ساعة ما كنتى بتفكرى فيا، وبتفتكرى كلامى ليكى شيرين: أنا بجد مستغرباك، أنت إزاى بتقتحمنى مرة واحدة كده، وبعدين كلامك غريب اوى معايا، بص ... أنا ماشية مصطفى: اقعدى يا شيرين، أنا هقولك كلمتين وبعدها أمشى براحتك شيرين: أتفضل قول.
مصطفى: اسمعى يا شيرين، أنا مش بنى أدم قليل الاصل إنى أخون أمانة صاحبى الى دخلنى بيته ولا أتعدى على حرمته، أنا أبن اصول وعارف يعنى إيه اصول كويس، أما مسألة غنى اقتحمتك علطول، أنا إنسان واضح يا شيرين ومليش فى اللف والدوران وبعرف أحكم على مشاعرى كويس أوى، أنا لما قلتلك بحبك كنت بعنيها وحاسسها كويس أوى، وأنا جاى النهاردة عشان اقولك إنى انسان صريح وواضح ومعنديش استعداد بعد أعترافى بحبى ليكى إن ميبقاش فى أرتباط رسمى ما بينا، بس كان لازم أتاكد الاول من مشاعرك ناحيتى قبل ما أخد أى خطوة تنظر له شيرين بحب وإعجاب على وضوحه وصراحته، كما أن قلبها يخفق له من أول مرة قابلته فيه، وحديثه معاها جعلها تمنت لو باحت بحبها له هى الأخرى ولكن خجلها منه جعلها تصمت.
مصطفى: شيرين، أنا بحبك، وعايز أتجوزك، قلتى إيه؟ يزداد إحمرار وجه شيرين من الخجل، ولما تستطيع الرد عليه، فتهمذ ان تتركه دون أن تجيبه فيوقفها مصطفى: إيه رايحة فين؟ معرفتش ردك شيرين فى خجل: روح كلم هشام أخويا ... أنا موافقة وتذهب شيرين وهى تركض بعد ان رسمت ابتسامة على وجه من يخفق قلبه بأسمها