أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتدى جنتنا، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .





رواية الجوكر والأسطورة نثرات الروح والهوى

رواية الجوكر والأسطورة للكاتبة آية محمد الجزء الأول ( نثرات الروح والهوى ) تقديم الرواية تخيلوا كدا معايا لو شخصين بنفس ..



21-10-2021 07:33 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [10]
لهلوبة
عضـو بـارز
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 23-09-2021
رقم العضوية : 90
المشاركات : 1272
الجنس : أنثى
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية الجوكر والأسطورة نثرات الروح والهوى
رواية الجوكر والأسطورة للكاتبة آية محمد الجزء الأول الفصل العاشر

( نثرات الروح والهوى )

وقفت تتأمل نصف الحائط باللون الفاتح ببسمة رضا فرددت بأعجاب دون أن ترى الطوفان الذي يقف خلفها _طب والله كدا أفضل بكتير من البلاك...
وكادت بأن تكمل عملها ولكنها توقفت حينما شعرت بوجود أحداً بالغرفة ومن سيكون غيره؟!، رسمت بسمة سخيفة علي وجهها قبل أن تستدير لرؤياه، تلاشت البسمة تلقائياً حينما تأملت نظرات عيناه القاتمة علي عكس المتوقع، أشارت له ببسمة جاهدت برسمها_أيه رأيك بقى؟...

كادت النيران بأن تلتهم الغرفة من شدة غضبه فأشار لها بصوتٍ جعله الهدوء أكثر رعباً_إنزلي...
إزدردت ريقها الجاف بثبات جاهدت له _مش لما أكمل!...
أطبق "مراد" علي معصمه بتماسك_قولت إنزلي...

إنصاعت له فوضعت قدماها علي الحافة الأخرى من الدرج لتهبط بأرتباك من نظراته التى كادت بأختراقها، وضعت القدم الأخري علي طرف فستانها الطويل المتدلي علي حافة الدرج فتعثرت قدماها بطرفه فكادت بالسقوط عن الدرج، أغلقت عيناها تكبت صرخاتها فتعجبت حينما لم تساورها الآلآم ففتحت عيناها بخوف لتجد ذاتها محاصرة بين يديه القابضة عليها بقوة وبين وجهه الذي يقابلها بنظرات جعلت الزمان يتوقف من حولها، عيناه تلك التي تنقلب لطوفان من الغضب فتثور علي طباعه الهادئة رغم أنه يتحلى بالثبات المميت فحركات جسده تتماثل له بهدوء قاتل حتى وإن كان بخطر الموت ولكن عيناه تخالفه فتعكس ما يحتويه هذا الجسد..

وجد ذاته يتأملها بشغف، فهذة المشاغبة تحاول تحطيم أسوار بناها حول حصن قلبه المنيع!...،سأل ذاته كثيراً أين قسوته المعهودة التي تذوب حينما يرأها؟!...
رفعت يدها المتسخة بالطلاء تزيح خصلات شعرها لتشكل خطوط متفارقة علي أنحاء وجهها من لون الطلاء المميز، عاونها مراد علي الوقوف في محاولات مستميتة لكبت ضحكاته علي ما حدث لوجهها فلازم ثباته المعهود ليخرج صوته بنغماته الخاصة متعمداً إخافتها _هو أنا طلبت من حضرتك تغيريلي لون الجناح؟..

أجابته سريعاً _لا بس أنا حسيت ان لونه كئيب كدا ف.
قطعها بسؤاله الساخر _هل صدر مني شكوة أني متضايق من لونه؟!..
لهجته جعلتها تضع عدة خطوط أمامها ليصيح هو بغضب لا مثيل له _قولتلك أنا مبعدش كلامي مرتين، حذرتك قبل كدا من التعدي علي أي شيء يخصني بس الظاهر لأنك مأخدتيش العقاب المناسب لأول عاملة ليكِ هنا خاليتك تخترقي القوانين للمرة التانية بس المرادي أنا هحرص أنك متعديش غلطك تاني..

إرتعبت من لهجته بالحديث فجذب حجابها الموضوع علي الأريكة من جواره ليلقيه لها فعلمت بأنه سيخرجها خارج القصر لذا إرتدته سريعاً وما أن أنهت إرتدائه حتى جذبها بقوة جعلتها تنصاع لقوة يديه التي تأسر جسدها خلفه...
توجه لها للأسفل، خرج صوت الحارس من الجهاز (اللاسلكي) الذي كان يحمله "مراد" بين يديه بصوتٍ إخترق آذان "حنين" حيث بدي الخوف بصوته _دورنا في كل مكان بالقصر يا باشا الهانم مش موجودة..

إرتعبت حينما علمت بأن إختفائها حسب علي هلاك هؤلاء بالبحث عنها، رفع الجوكر الجهاز إليه قائلاً بثبات_ خد الحرس وأرجع مكانك...
كانت كلمات كفيلة للحارس بأن يعلم بأنه وجدها، إستدار إليها "مراد" ليردد بسخرية قاتلة_تحبي نبدأ عقاب علي أي غلطة عملتيها؟!..
إبتلعت ريقها بطريقة مضحكة_هما كام غلطة بالصلاة علي رسول الله؟..

بدت ملامحه أكثر ثباتاً ليجرها خلفه بصمت،ترك يديها فرفعت عيناها لتستكشف المكان الذي أحضرها به لتجد ذاتها بمنتصف مطبخ القصر حيث يطوفه عدد مهول من الخدم الأجانب فلم تكن سوى "عفاف" وبعض الحرس من العرب، ضيقت عيناها بذهول _أنت جايبني هنا ليه؟!..
لم يجيبها فأشار للخدم بهدوء_الجميع للخارج لا أريد رؤية أحداً هنا...

إنصاعوا له جميعاً فخرجوا تباعاً لتبقى هي بمفردها معه، المكان يخيمه الهدوء بعكس صوت خطاه المسموع الذي بث لها إرتباكٍ من نوعاً جديد تختبره لأول مرة، دار حولها بخطاه المحسوبة ونظراته التي جعلتها تتراقبه بلهفة، خرج صوته بعد مدة طالت بوقفتها _دا أول عقاب ليكِ..
تطلعت له بعدم فهم فأشار لها بثبات _نضفي الأطباق والأرضية..

تأملت الحوض فوجدته فارغ من الأطباق حتى الأرضية تكاد تلمع من فرط النظافة، نقلت عيناها إليه بذهول فأبتسم ليلقي بالأتربة التي بالوعاء علي الأرضية البيضاء فجعلتها متسخة للغاية حتى أنه جذب بعضها علي الأطباق الباهظة المصفوفة جوار بعضها بعناية لتصبح سوداء اللون، أشار لها ببسمة ثقة_تقدري تبدأي..

تطلعت له بهدوء ثم جذبت الجهاز الخاص بتنظيف الأرضية فما لبس سوي عدة دقائق معدودة حتي عادت تلمع من جديد ثمجمعت عدد الأطباق المهولة لتفتح باب منظفة الأطباق (غسالة)، رتبت الاطباق جميعاً وبعد عدد من الدقائق أغلقت بابها لتشغلها ببسمة ثقة غير عابئة بنظراته المشتعلة، توجهت للطاولة التي تتوسط المطبخ لتضع بعض الشطائر وكوباً من العصير لتجلس بأسترخاءثم شرعت بتناول طعامها ببرود، جذب "مراد" (المقص) ليجذب (الفيشة) الخاصة بالجهاز ليقطعها نصفين فتوقف عن العمل، إستند بجسده علي الحائط مشيراً لها بحزن مصطنع_تؤ تؤ مضطرين نزعج جنابك بالغسيل اليدوي...

تطلعت له بغيظ وهي فقضمت أحد أظافرها حتى تشعر بالراحة وتستعيد الأتزان مما جعله يتطلع لها بذهول مما فعلت، وبالفعل عادت للاتزان مجدداً بعدما إنكسرت إحدي أظافرها، خلعت حجابها لينسدل خصلات شعرها بحرية جعلت عبيره يتسلل لمن يقف علي مقربة منها، جمعت الأطباق مجدداً للحوض لتعود لغسلهما مجدداً، رفع يديه فاشمر عن ساعديه ليتفحص ساعة يديه بتسلية جعلتها بقمة غضبها وهي تسرق النظرات لذاك الفتاك بكل ما تحمله معاني الكلمات...

وضعت أخر طبق من يدها قائلة بغضب مكبوت بغيظ خلصت...
إقترب منها ببسمة هادئة_تقصدي نهيتي أول عقاب لاول خطأ..
وضعت يديها حول خصرها بغضب_نعم...

تعمد جعل نظراته قاتمة لترتعب "حنين" فأقترب منها لتتراجع للخلف بزعر تسلل لوجهها الراسم للشجاعة الزائفة التي تخلت عنها حينما إقترب الجوكر منها، إصطدمت بالحائط من خلفها فتطلعت جوارها بتذمر، إقترب ليصبح علي مسافة قريبة منها فهمس بصوته العذب الساخر _للأسف مفيش ستار (ستاير) بالمطبخ تقدري تستخبي وراه.

أغلقت عيناها بقوة حينما لفحت أنفاسه عنقها، رفع يديه ببسمة مكر فشددت علي جفناها بقوة، مرر يديه علي وجهها محاولاً إزاحة الطلاء الذي يعلم عليه ولكن دون جدوي، رفع عيناه إليها ليجدها مغلقة العينان بملامح جعلته يتراقبها بأستغراب من نيران قلبه الجياشة بالرغبات إليها!، جذبها وتراجع للخلف ففتحت عيناها لتلحق به بأستغراب، وقف أمام المياه ليبلل يديه ثم رفعها علي وجهها وهي تتأمله بذهول..،

رفع عيناه إليها ببسمة هادئة ليرفع كلتا يديه التي اصبحت باللون الوردي المبلل لوجهها ليضعهما أمام وجهها فشهقت بفزع لتسرع لاحد المرآة بصدمة لا مثيل لها، إبتسم "مراد" علي طريقتها المضحكة فجفف يديه جيداً، على صوت هاتفه فوصع المنشفة الورقية بسلة القمامة ثم جذب الهاتف ليضعه علي آذنيه يستمع لمن يتحدث بهدوء، تحاولت عيناه لنطرة اوحت بكثير بعدما إستمع للمتصل لذا توجه لمكتبه بالأسفل مسرعاً...

بمركز الشرطة وخاصة بمعتقل النساء...
زحفت للخلف برعب تشكل علي وجهها ليجعله شاحب للغاية لتهمس من تقترب منها بلهجتها المقززة_الشابة جاية في أيه بقي شم ولا دعارة ولا أيه؟!..
هزت الكلمات بدن "أشجان" فزحفت بكل ما تملكه من قوة للخلف، إقتربت منها الاخري ببسمة مقززة _هو القط كل لسانك ولا أيه؟!..

إبتلعت ريقها بصعوبة والدموع تسري دون توقف، بركناً بعيداً عنهما كانت تجلس إحداهن تتناول السجائر بتلذذ عجيب، تتابعهما بطرف عيناها لتنهض هي الاخري مقتربة من" أشجان" لتلكزها بغضب_ما تنطقي يا عين أمك جاية في أيه؟...
خرج صوتها أخيراً ببكاء منكسر _معرفش، سيبوني في حالي بقي...
لكمتها الاخري بوجهها بغضب _كلمي الكبيرة بأدب يابت أحسن نسيح دمك هنا...
قالت الأخرى وهي تهم بالأقتراب منها _البت دي لازم تتربى...

تساقطت الدماء من فمها فصرخت بوهن وهي تتوسل لهم بأن يتركوها، إنفتح الباب على مصرعيه لتطل من خلفه أحدي العساكر قائلة ببسمة مقززة _أنا عايزاكم تتوصوا بالشابة كدا دي عليها توصية من فوق أوي الباشا "رحيم زيدان" بنفسه..
لمع إسمه بخاطرها كالصاعقة لتعلم الأن إلي اين ذهب أخيها بذلك الوقت المتأخر... علمت بأنها تذكرة لرد إنتقام شخصاً مريضاً كهذا، ورغم خوفها وإرتجاف جسدها مما سيحدث لها الا إن ما حدث بأخيها هو من شغل خاطرها!...
ما أن خرجت المرآة التي شددت بمنحها ما يليق بها حتي ألتفوا من حول "أشجان" ليوسعوها ضرباً حتي سقطت مغشي عليهامن فرط الاصابات التي تعرضت لها...

توقفت أحدي السيارات حينما رأت شاباً مستقلي أرضاً كأنه علق بحادث أليم، هرول الشابان من السيارة ليحمل كلاً منهم "يوسف" الملقي أرضاً ليتوجهوا سريعاً لأقرب مشفي قريبة...
كان الاخر بعالم مفتول بأحلام مريبة منقسمة لحبيبته وشقيقته فكلاً منهن يواجهان غضب وحشاً خلق للهلاك، رأي ذاته عاجزاً مكبلاً بالأغلال، يعجز عن الحركة فكيف سيعاونهم؟!...
فتح عيناه بصعوبة ليجد طرقات تمر بسرعة من أمام عيناه ولجواره شابان غريبان يجملوه لداخل مشفي ومنها للعمليات لتصبح الرؤيا معتمة فلم يعد يرى شيئاً بعدها سوى الظلام...

بمكتب "الجوكر"...
إستمع لما قاله ليردد بنفي_لا متعملش أي حاجة بدون ما ترجعلي...
أجابه المتصل _ بس أنا مش فاهم حضرتك فضلت تهدم اي خيط صغير يقدر يوصل "رحيم" باشا بالبنت دي وحالياً تصرفك مخالف لرغبات حضرتك..
تحاولت ملامح الجوكر لغضب شبيه بالعاصفة _وأنت مال أهلك أنت تنفذ اللي أنا اطلبه من غير حرف..
أجابه الاخر بخوف _تحت أمرك يا باشا..

قال "مراد" بتحذير _ الموضوع دا أهم من حياتك نفسها، إدرس كل المداخل والمخارج كويس لأنك هتخرجها وهتوصلهالي هنا بس لما أن أمرك بدا..
وأغلق "مراد" الهاتف بوجهه دون أن يستمع لرده، إستند بجسده علي مقعده ببسمة إنتثار ليهمس بغرور _حياتك بأيدي من البداية يا...وأكمل بنبرة ساخرة_"فريد"!..
ربما لم يعلم" رحيم زيدان" بأن الجوكر من بعد عنه وعن معشوقته بحور وأميال فكلما جمع خيطاً صغير يقربه إليها، قطعه " مراد" وجعله يبحث من جديد...
إبتسم" مراد"بسخرية _ ملقتيش غير أخو البنت دي يا" نغم" ياه علي الصدف!...

طرقت الباب ببكاء وخوف يمزق قلبها حينما لم تجد رداً عليها _"نغم" ردي عليااااا أنتِ كويسة؟!..
لم تجد الرد فصرخت"ريم" ببكاء _" نغم"!...
كانت تتمدد أرضاً بألم نفسي أطاح بما تبقي من حطام أنثي عرفت دوماً بالقوة، وهي الأن تخسر من أختاره القلب من الكثير ليمنحه الثقة وعشق أبدي فجاء متبلد القلب ليطوف بعشقهم ليقطع الرابط الذي يجمعها به...

إستمعت لصوت شقيقتها فحاولت القيام علي قدماها ولكنها لم تستطيع فقالت بصوتٍ يكاد يكون مسموع_أنا هنا يا "ريم"..
إستندت بوجهها علي الباب لتغرق دموعها جسده الصلب_أنتِ كويسة؟.
أجابتها ببكاء حارق_لسه عايشة متقلقيش
تمزق قلبها فقالت بشهقات مؤلمة _أنا خايفة "رحيم" يعمل فيكِ حاجة...

تطلعت "نغم" لباب الغرفة بدموع_إهربي يا "ريم"، إبعدي من هنا، "رحيم" حياته كلها جحيم واللي بيقرب منها بيتحرق..
ازاحت "ريم" دموعها بخوف من معرفة "رحيم" بأمر زواجها من "سليم" فتنال حصتها من العذاب مثل شقيقتها، تأوهت "نغم" من الألم فأنتبهت لها "ريم" لتقول بعد تفكير _انا لازم أكلم "مراد"...

أجابتها" نغم" ببسمة ساخرة وهي تحاول بالجلوس _بعد كل السنين دي!... مش بعيد يشمت فينا بعد ما رفضنا أننا نعيش معاه من خوفنا من "رحيم زيدان"
أجابتها"ريم" بدموع الحسرة_كلنا خوفنا يا "نغم " محدش سانده غير "جان" و"آدم" وبيدفعوا التمن حالياً..
إبتسمت بأنكسار_مش هتفرق كتير، الموج بيدمر المركب كله مش بيسيب جزء منه والنص لا!..
شعرت "ريم" بحركة لجوارها فتقينت بحركة الحرس لذا إنسحبت علي الفور...

بدأت أقصوصة حب خفية تنشأ بين "ريان" وتلك الفتاة التي لم تفارق هاتفه، يتحدث معه بساعات لا حصى لها، حتي "سارة" أصبحت متيمة به فعشقته حد الجنون، ودت بأخباره بأن عشقه نبع بقلبها من حديث أخيها الراحل عنه وعن شهامته وطباعه المميزة فودت اللقاء به منذ أعوام...
إبتسم قائلاً بسخرية _يعني أنتِ شايفاني قناص عشان جبتلك اللعبة من اول ضربة!..
تعالت ضحكات "سارة" قائلة بخجل _الله مش بقولك اللي جيه علي بالي يومها..

=أممم... وجاية تقوليلي بعدها بفترة؟..
إجابته بخجل_مانا مكنتش لسه أخدت عليك علي فكرة...
ردد بهمساً ساحر _أخدت عليك!.. دا الحكاية كبيرة بقى..
بعدت الهاتف عن وجهها كأنه سيشعر بحمرة وجهها لتجيبه بأرتباك_أنا أقصد كنت بتحرج منك مأنا في البداية مكنتش أعرفك..
أجابها بجدية _طب ودلوقتي يا "سارة"؟..

أغلقت عيناها بقوة فقالت بتوتر_انا هقفل... أأصل أنا لازم أنام لأني تعبانة وأ...
_تتجوزيني يا "سارة"... إبتلعت كلماتها بصدمة فقالت بذهول _أنت قولت أيه؟!..
إبتسم "ريان" مردداً بهمس_قولت أني حبيتك من أول ما شوفتك وقولت ان لسه عندي كلام كتير أوي بس مينفعش يطلع غير لما تبقي حلالي... ها موافقة بقى؟..
طال صمتها وآذنها ترفض تصديق ما إستمعت إليه لتو، كان يستمتع بصمتها فود لو كان جوارها ليرأها وهي بهذة الحالة، قطعت اللحظات رنين جرس بابها فقال بذهول _مين جايلك بالوقت دا؟!..

أجابته بأرتباك_معرفش..
قال بهدوء_طيب خدي الفون معاكِ وشوفي مين من غيو ما تفتحي الباب..
إبتسمت بفرحة لخوفه عليها فوضعت الهاتف جوار الباب لتكسر كلماته دون تعمد ففتحت الباب لتتفاجئ بشخصاً غريب يقف أمامها، قالت بأستغراب _أيوا..
رمقها هذا الجار المقزز بنظرات تشمل جسدها بطريقة مقززة جعلتها تحكم أطراف حجابها لتخفي جسدها به قائلة بحدة _مين حضرتك؟...
أجابها ببسمة دنيئة وهو يشير لها علي الشقة المقابلة لشقتها _أنا جارك اللي ساكن بالشقة دي..
أجابته بجدية_وعايز أيه مش فاهمه؟..

إقترب ليدلف داخل شقتها ثم أغلق الباب وهي بصدمة مما يحدث فقال بغمزة مقززة _عايز زي ما الكل بيأخد..
ووضع مبلغ من المال علي الطاولة _ودا عربون محبة..
تجمدت الكلمات علي لسانها فقالت بصعوبة بالحديث_أيه اللي بتقوله دا يا حيوان انت..
شرع بخلع قميصه فأشارت له بغضب _أنت بتعمل أيه أخرج من هنا..

إقترب منها بنظرات جعلتها ترتعب فجذبت الهاتف وركصت لغرفتها فأغلقتها جيداً لترفع هاتفها لآذنيها بدموع وخوف_ألحقني يا "ريان" أرجووك...
أجابها من هرع لسيارته منذ سماعه لبداية الحوار بينهما _متخافيش يا "سارة" أنا دقايق وهكون عندك .
صرخت بفزع حينما رطم الباب بأحد المقاعد ليحاول فتحه فعاد الكره مجدداً، تجمدت محلها وهي تترجع للخلف بدموع، شل تفكيرها فتوجهت للشرفة حتي تستغيث بأحد، خرجت لتنظر للأسفل بدموع فكيف سيسمعها أحداً وهي بهذا الطابق من العمارة!...

نجح بتحطيم الباب فأقترب منها بنظراته الدانيئة، فتراجعت للخلف ببكاء وإشمئزاز من نظراته التي تكاد تخترق جسدها، وزعت نظراتها بينها وبين السور فوقفت علي حافته محاولة تهدديده فقط_لو مبعدتش عني هرمي نفسي من هنا وهتلبسها انت..
تعالت ضحكاته المريضة _خفت صدقي..
إنفلتت قدماها فتعثرت عن السور لتصرخ بفزع، تعلقت بأسوار الشرفة الحديدية بصراخ وخوف من سقوطها فلم تجد سوى البكاء مصيرها والتمسك بأخر أمالها...

جذب "مراد" حاسوبه ليتابع رسائله مع أحداً من رجاله ليعلم منه وجود "رحيم زيدان" بأمريكا، صدح هاتفه من جديد فجذبه تلك المرة ليرى رقمها ينير شاشته..
ردد بهمس_"ريم"!..
شرد قليلاً متعمداً تجاهل الهاتف فعادت لطلبه مجدداً، إستعاد ثباته مجدداً ليجذبه قائلاً بجمود_" ريم طلعت زيدان"بنفسها بتكلمني، مش خايفة أخوكِ يأخد باله ؟...
كبتت بكائها ولكن نبرتها لم تكن كذلك_أنا عارفة ان أنا و" نغم" غلطنا لما أختارنا نكون هنا من البداية ونسيب أخونا اللي من دمنا..

ثم قطعت كلماتها ببكاء مرير إخترق قلب الجوكر بحرافية_بس أحنا محتاجين مساعدتك أكتر من اي وقت...
طال صمت "مراد" فقال بشيئاً من الألم_بعد السنين دي كلها جايين دلوقتي تلجئولي!..
خرج صوتها ببكاء_كنا خايفين منه يا "مراد" أنت متعرفش هو بيعامل الكل إزاي، "نغم" محبوسة تحت بالخزن حاولت أخرجها مقدرتش أرجوك ساعدها هيقتلها...
قالت كلماتها الاخيرة ببكاء لا مثيل له، إبتسم بمرارة علي ما يحدث معه فقال بصوتٍ جاهد ليكون صلباً قدر ما يكون_حاضر يا "ريم" هخرجكم من جحيم "رحيم زيدان"...

وكاد بأن يغلق الهاتف ولكنه عاد ليقول بتردد_أنا بيتي مفتوحلكم من أول دقيقة خرجت فيها من حدود مملكة "طلعت زيدان".
تعال بكائها بأنكسار لأجل شقيقها الذي رفضت الذهاب إليه وإختياره خوفاً من الأخر فحتي "نغم" رفضت ااذهاب خوفاً من أن يظنها رحيم بالضعيفة ولكنها لم تعلم بأنها ستخسر ذاتها بتحدي شيطان مثله!...

لم يحتمل سماع بكائها فأغلق الهاتف ليطلب رقماً أخر فأجابه المتصل بأنصات لتخرج كلمات الجوكر بتشديد كبير _عايزك تخرج "نغم" و"ريم" من القصر...
أجابه المتصل بخوف_بس يا باشا "رحيم" باشا مش ه...
قطع كلماته بغضب مميت _متنطقش أسم الحيوان دا وأنت بتكلمني...
بترت كلمات المتصل وأنصت لما يملاه عليه الجوكر بهدوء ليشرع بتنفيذ أوامره على الفور...

إستندت بظهرها علي الحائط لتنظر لنور القمر بعينان متورمتان من البكاء لتردد بدموع وإنكسار وهي تلامس الأغلال التي تحيط بقدميها_يارب إحمي "يوسف" من "رحيم"...
وتعال بكائها بأنكسار فأذا بباب المخزن العملاق ينفتح ليدلف "توفيق" الحارس الرئيسي لحرس "رحيم زيدان"، تلفت حوله ليتفقد المكان ثم إنخفض ليحرر قدم "نغم" التي تتطلع له بأندهاش، قال بصوتٍ منخفض_لازم تخرجي من القصر حالاً مع "ريم" هانم..

أجابته بذهول _"رحيم" اللي طلب كدا؟!..
أشار بالنفي_ دي أوامر الجوكر..
كاد فمها بأن يصل الارض فقالت بأندهاش_" مراد"!... أنت شغال معاه ولا مع" رحيم"؟!..
أجابها بتحفظ_معنديش تعليمات بالكلام أكتر من أنك تعرفي أن هروبك من هنا بأمر من الباشا" مراد زيدان"..

قالت ببعض الخوف _طب هنخرج من هنا إزاي وهنروح فين؟..
أجابها بعدما تفقد الطريق_أنا هتولي أمر الحرس، أما المكان اللي هتروحيه فالباشا مدنيش معلومات أكتر من كدا هو قال أن بمجرد خروجكم من القثر هتلاقوا اللي بأنتظاركم..
أشارت له بتفهم وهرولت للأعلي حتي تخرج مع "ريم" ولكن تري هل سيمرر "رحيم" ما يحدث مرور الكرام!...

بقصر "سليم زيدان"..
كانت "منة" تحتضن ذاتها كأنها لم تجد من يحتويها فأحتوت ذاتها بحزن علي من كنت له العشق والثقة فكاد بأن يحطمها بذاته!... نيران المدفأة فشلت بمنحها السلام من البرودة التي تسري لجسدها، دموعها تحجرت من كثرة صدماتها به...

هاتفه يلمع بمكالمات لا حصي لها منه، رسائل تحوي التوضيح لما حدث وأسف لها ولكنها لم تلتفت لما يقوله فجراح قلبها صعب تضمده بضعة كلمات!، تعالي صوت الرسائل فجذبت هاتفها لتلقيه وسط النيران حتي ألتهمته بشرارة مخيفة ترقبتها "منة" بنظرات ذات مغزي كأنها تشتعل مثل لهيبه الحارق، شعرت بيد تطوف كتفيها فأستدارت لتجد "سليم" يجلس لجوارها ببسمته الساحرة، نجحت بأخفاء دمعاتها سريعاً..

قال بهدوء وهو يتأملها _مفيش داعي تخبي دموعك يا "منة"..
كأن الكلمات قاموساً صريح لها بالبكاء فبكت بضعف، إحتضنها بحنان لتشدد من تمسكها بقميصه فهو لها كأبيها الذي حرمت منه منذ أعوام، إنتظر حتى هدأت تماماً فأخرجها من أحضانه ليحتضن وجهها بيديه قائلاً بنبرة عميقة ذات معني _أنتِ مش مجبورة تتحملي طباع الحيوان دا
تطلعت له بصدمة فأبتسم قائلاً بهدوء_أنتِ مفكراني غبي ولا مش عارف أيه اللي بيحصل مع أخواتي؟!..

إبتلعت ريقها بخوف من كونه يعلم حقيقة ما حدث معها بالأمس ولكنها خمنت بعلمه بحبها لفارس فقط، إسترسل "سليم" حديثه بثبات_أنا عمري ما جبرتكم علي حاجة ولا هجبركم، سايبكم تعيشوا حياتكم وتختاروا اللي أنتوا حابينه يكون مناسب ليكم والكل هنا عارفين كدا...
أشارت له ببسمة عذباء_عارفة يا "سليم" وبحمد ربنا أنك مختلف عن العيلة كدا..

ثم قالت بلهجة مرحة حتي تبعده عن مسار الحديث حتي لا يكتشف سبب حزنها _أنا بحسك الكنج كدا مختلف في كل حاجة وأسلوبك مش مشابه لحد...
إبتسم بسخرية_وضيفي عندك بكاش وبحور...
تعالت ضحكاتها لعلمها بمن يقصد، شاركها البسمة ثم تفحص الغرفة بأستغراب_أمال "بسيوني" كفة فين أقصد "سما"؟..
كبتت ضحكاتها بصعوبة_معرفش أخر مرة شوفتها كانت واقفة مع الجدة تحت وبينهم بيخططوا لحاجة كدا...
تطلع لها بصدمة_طمنتيني، أنا أساساً شاكك أنها هتكتسب لقب جديد مع "بسيوني" كفة دا
تعالت بسمتها فقالت بمرح_لا حرام دا الشاب شكله محترم وكيوت خالص..

إبتسم بسخرية_الله يرحمه ويصبرنا على عشرة "بسيوني" كفة..
لم تتمكن من الحديث من فرط الضحك، رفع "سليم" هاتفه بأستغراب من الرقم المجهول الذي يطلبه فأبتعد عنها قليلاً ليستمع لصوت المتصل فقال بصدمة_"مراد زيدان"!..
إبتسم الأخر بثقة_كويس أنك لسه فاكر صوتي..
" سليم" بهدوء _النسيان مش من صفاتي، بس أيه سر المكالمة الغريبة دي؟!..
=أنت عرفت اللي حصل لنغم من" رحيم"؟..

ضيق عيناه بذهول_أيوا عرفت بس أنا اللي المفروض أسأل أنت اللي عرفت إزاي؟!..
تعمد تجاهله فقال بهدوء_حبيت أبلغك أن "ريم" كمان في خطر..
صعق "سليم"،فأستكمل حديثه بثبات_"رحيم زيدان" بقي زي النار اللي بتحرق الكل ووجودهم جوا القصر دا خطر عليهم عشان كدا لازم يبعدوا عن المكان دا..
أجابه" سليم" بغضب_أنت سبب النار دي من البداية يا مراد..

صاح بصوتٍ مميت للغاية_أنا مش بجدلك في الماضي ولا هدي لحد الفرصة دي أنا كلمتك عشان أبلغك أن مرأتك في خطر، وأنا بعت اللي يطلعهم من جوا القصر لبراه وهنا بقي دورك.
تصنم محله بذهول من معرفته بزواجه وتمكنه من دخول قصر "رحيم زيدان" بمنتهي السهولة فقال بأستغراب_قدرت تعرف وتعمل كل دا إزاي؟!...
أجابه ببسمة ثقة قبل أن يغلق الهاتف_أنا علي علم بكل كبيرة وصغيرة بتحصل عندك يا "سليم" باشا، رجالتي في كل حتة ورهن إشارتي، أنا من هنا بحرك كل حاجة بتلفون صغير.

ثم قال بلهجة أشد خطورة_وتقدر تتنبأ نهاية لمملكة "رحيم زيدان"..
وأغلق "مراد" الهاتف فوضعه "سليم" جانباً مردداً ببسمة غامضة_"رحيم زيدان" مستحيل يقع بالسهولة دي، هدوئه دا بذاية لعاصفة محدش قدها...
وأسرع لسيارته ليكون بأنتظار" نغم" و" ريم"كما أخبره الجوكر...

هرب علي الفور حينما وجدها علي وشك السقوط، شعرت بأنها النهاية فأغلقت عيناها بأستسلام لمصيرها القاسي بعد أن لفظت بالشهادة بدموع فلم يكن بأسع أحلامها أن تلفظ أنفاسها الأخيرة تحت شكوك الأنتحار، لم تود ذلك فكانت تود إخافته فحذب، إنزلقت يدها حتي تحررت تماماً فصرخت فزعاً لأستقبال الآلآم التي ستلحق بها ولكن سرعان ما تعلقت بالهواء مرة أخرى، رفعت عيناها بذهول لتجده يتمسك بذراعيها، عيناه الحادة محفورة بالوعود بعدم تركها، بأنه سيكون حماها وسكناها طوال العمر، نست ما يحدث معها وما هي به، فقط تتأمل عيناه وكأنها صنم جرد من الحياة، تعجب من سكونها هكذا فرفعها بكلتا اليدبن لتصبح مقابله بعدما جذبها بعيداً عن السور..

ترقبته بشرود ولكنه تركها وتوجه كالبركان تجاه شقة هذا الوغد، طرق "ريان" الباب ومعصمه مطبق حول بعضه بتوعد، فتح الأخر الباب متصنع النوم حتي يهرب من الشبوهات التي ستلحق به بعدما ظن أنها لقت حتفها، تلقي لكمة قوية أطاحت به أرضاً لينقض عليه "ريان" بعدد من اللكمات جعلته يبتلع ريقه بصعوبة، إتبعته "سارة" كالمغيبة فقط عيناها مرتكزة علي "ريان" ببسمة تصاحبها دمعة، كأنها بأشنياق لمن يدافع عنها بعدما فقدت أخيها...
صاح بغضب بالحديث _هي فتحها ليك ولغيرك حرام يعني!...

لكمه "ريان" بغضب لا مثيل له _إخرس يا زبالة لسانك الوسخ دا أنا هقطعهولك..
إمتلأ وجهه بالدماء حتي فقد وعيه من أثر اللكمات، فنهض" ريان" ليركله بقدميه بقوة_كلب...
وخرج ليجدها تتأمله ببسمة غريبة فتعجب للغاية فمن المفترض لها الحزن بعدما إستمعت لأساءة هذا اللعين لها...
إقترب منها "ريان" قائلاً بهدوء_إدخلي لمي هدومك، وأنا هستانكي هنا..

أشارت له دون ان تنبت بكلمة، وبالفعل ما هي الا دقائق معدودة فخرجت بعد قليل بحقيبتها، حمل عنها الحقائب وتوجه للمصعد فلحقت به بهدوء ومن ثم للسيارة فتحرك ليقف أمام الحاجز المجمع لقصور عائلة "زيدان"، تطلعت لها "سارة" بذهول، فالأسوار من الخارج تقتل النفس من الفضول فكيف إن رأتها من الداخل، خرج عن صمته أخيراً قائلاً دون النطر إليها _مجاوبتنيش على سؤالي..
إستدارت له بعيناها لترسم بسمة ساخرة_هو أنا لحقت أرد عليك..

وفركت أصابعها بخجل لتشير له ببسمة رقيقة، تطلع لها بعشق وبسمة فرحه تجتاز وجهه_ دا تصريح منك ليا أني أفضل جانبك العمر كله وأحميكِ..
اخفضت عيناها بعيداً عنه لتشير له علي القصور الخمس _أيه الجمال دا، حاسة أني شايفة دولة من الممالك جوا مصر..
إبتسم بتهكم علي وصفها فلا تعلم ماذا بداخل الحواجز، ولج بسيارته من البوابة الرئيسية لتري بعيناها الحواجز الداخلية التي تحد كل قصر والأخر، ضيقت عيناها بذهول فأبتسم بسخرية_دي الحقيقة من جوا، الجمال الخارجي من بره فقط من جوا زي مأنتِ شايفة حواجز وفروق ما بينا...

شعرت بحديثه بأن هناك شيئاً غامضاً وألم كبير، وقف بسيارته أمام أحد القصور ليهبط منها فعلمت أنه المنشود، لحقت به للداخل فأخرج حقيبتها من السيارة مشيراً لها بيديه _إعتبري نفسك بقيتي جزء من البيت والعيلة..

إبتسمت بسعادة علي ما قاله فأخفضت عيناها عنه بخجل ونطراته تتنقل علي هذا القصر الفخم ذو الأبواب الذهبية، لحقت به للداخل لتجده مصمم علي الطراز القديم فكان أساسه عتيق للغاية بألوانه الباهظة، من أمامها الدرج الذي يتوسط هذا السرح العظيم، تأملت الأثاث من أمامها بأعجاباً شديد، الصور التي تحوى أركانه وبالأخص صور "ريان"، لم يخفض عيناه عنها فكان كأنه بحلماً خيالي وأصبح حقيقة بين يديه...

أشار "ريان" للخادمة قائلاً ببسمة هادئة_معلشي لو أزعجتك معايا في وقت زي دا..
إبتسمت الخادمة علي رب عملها ذو الاخلاق المنقرضة كمعاملة مع الخدم فأجابته ببسمة واسعة_تعبك راحة يا بشمهندس..
وتناولت منه الحقيبة لتصعد للأعلى، طاف بها الفرح وهي ترى معاملته للخادمة وبسمته التي لا تفارق وجهه الوسيم فشعرت بالراحة لحياتها معه لا تعلم بما يخبئه لها القدر؟!

_أنت كل يوم ترجعلي وش الفجر؟!، حالك مبقاش عجبني يابو رورو..
كلمات لفظ بها "مروان" بعدما هبط للاسفل فأستدارت "سارة" علي أثر كلماته ليتخشب الأخر محله وهو يرى أمامه تلك الفتاة ذو الملامح الرقيقة الذي يجذب من يتطلع إليه!...
همس بصوت مسموع_أيش ها الجمال...
وأشار لريان بأعجاب _مين الجمييل؟.. مش تعرفنا!...

تطلع له بنظرات قاتلة ليشدد بكلماته _أنسة "سارة" أخت "خالد" صاحبي الله يرحمه...
رفع يديه ليصافحها ببسمة واسعة يكسوها الأعجاب _أهلاً بيكِ، وأنارتي القصر كله..
كبتت ضحكاتها بصعوبة لتقول بثبات_ميرسي..
إستدار "مروان" لريان قائلاً بنفس حركاته السابقة_أيش ها الصوت، أيش ها الرقة وين رقم موبيلك؟ ..
لكمه بغضب _طب علي أوضتك بقي يا خفيف..

رمقه بضيق_طب بتزوق ليه يا عم؟، وإستدار لها قائلاً ببسمة مرح_أشوفك بعدين يا جميل..
أشار له "ريان" بغضب مميت _أتقي شري أحسنلك.
أنصاع له وتوجه للأعلي بعدما سلب قلبه بعد رؤية تلك الفتاة التي ستضرم النيران بينه وبين أخيه، إستدار لها "ريان" ببسمة هادئة مشيراً لها بيديه علي الدرج الذي سلكه "مروان" _للأسف أخويا..
تعالت ضحكاتها علي طريقته لتنصم له ليصهد بها لغرفتها التي ستقطن بها ثم توجه هو الأخر لغرفته بعدما تركها تنسج أحلاماً مطوفة بعشقه هو...

خرجت "ريم" و"نغم" من البوابة الخلفية بعدما أمن لهم "توفيق" ذلك ليجدوا "سليم" بأنتظارهم، صعدوا للسيارة لتنقلهم سريعاً من أمام الفصر لتخبر "نغم" "سليم" بأن يوصلها للمشفي أولاً بعدما حاولت الأتصال بيوسف فأجابها أحداهم ليبلغها بما حدث إليه، قرر "سليم" مساندتها فهو الذي يشعر بها ويعلم كيف يكون جمرات العشق وآنينه ليصلها للمشفي المنشود التي ستكون كأول درجات تحطيم "لشجن" عشق الحياة والطفولة "لرحيم زيدان"!..

ظل "يامن" بشرفته طوال الليل يداهمه الفكر فيجعله كالأسير، بعث برسالة لها بأن عليها رؤياه بالغد ليبلغها شيئاً هام!...

بقصر "الجوكر"...
أبلغته الخادمة بأن هناك من يريد رؤياه فتوجه للأسفل ليجد القاعة تعج بالأسلحة المفككة، زار فكره الأسطورة المصون القادر علي تفكيك الأسلحة بحركة واحدة بدون أن بتعرض للطلق الناري من فاه السلاح، حتي الأجهزة يفككها بسهولة كالهاتف وغيره لذا كان علامة تثير الرهبة لمن يقترب منه، وجد جوار الأسلحة عدد لا بأس به من حرس قصره الخاص ليجد تابوت مغلق بأحكام علي أحد الجوانب فالجميع بالغرفة مستلقي أرضاً الا ذاك المفتول العضلات ذو الجسد الصلب الذي يدير ظهره إليه، ردد "مراد" دون رؤية وجهه ردد ببطء قاتل مميت_"رحيم زيدان"..

إستدار بعيناه المخيفة ليصبح أمام وجهه بثبات وطالة قابضة لمن تراقب ما يحدث بحماس فبدي لها هذا الغريب كأبطال الراويات أو أبطال الافلام الهندية التي يخرج بطالها من معركة حاسمة دون أي خدش بسيط ولكنه وقع مدون بتوقيع رحيم زيدان... الأسطورة!...

21-10-2021 07:34 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [11]
لهلوبة
عضـو بـارز
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 23-09-2021
رقم العضوية : 90
المشاركات : 1272
الجنس : أنثى
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية الجوكر والأسطورة نثرات الروح والهوى
رواية الجوكر والأسطورة للكاتبة آية محمد الجزء الأول الفصل الحادي عشر

( نثرات الروح والهوى )

وقف كلاً منهما أمام الأخر بصمت يجتاز الأفواه فقط النظرات هي من تخترق العينان!،قطع "رحيم" الصمت بثبات مريب ويديه تشير علي التابوت_أتمنى هديتي تعجبك...

نقل عيناه بصعوبة من تحدي عينيه ليتطلع للتابوت بملامح فشت بالتعبير عن مكنوناتها، إقترب "مراد" من التابوت ليرفع قدميه التي لم توثر بثبات جسده الصلب ليكشف عن غطائه ليجد جثمان لرجلاً فشل بالتعرف إليه، إقترب منه الأخر ليهمس بفحيح صوته المهلك_أولاد عم زوجتك بعتين ليا مرسال أني أنضم ليهم للقضاء عليك فوجبت معاهم بالكادو دا بس مبعتش التابوت ليهم زي مأنت عملت مع أخوهم قولت أجبهولك وأنت تتصرف معاه.

رمقه بنظرة ثابتة تتأجج النيران بداخلها فكيف له بمعرفة خطواته فحتي أمر زواجه يعلمه الأخر!... فمن الصعب معرفة ما يجول بخواطرهم فكيف للأنسي بمعرفة تفكير الشياطين؟!...

أسترسل "رحيم" حديثه بنظرات كادت بقتل من يقف أمامه_"رحيم زيدان" مش بحاجة لمساعدة عشان يقضي على أعدائه...
خرج" مراد" عن قوقع الصمت أخيراً قائلاً بسخرية_أعتقد لو كان الموضوع بالبساطة دي مكنش زماني واقف أدامك دلوقتي؟!..
تعالت ضحكات" رحيم" فرفع يديه يحك أنفه ببرود_عندك حق بس بصراحة حياتي فيها ملل فاللعب مع عدو زيك بيسليني جداً، خصوصاً لو علي قدر من الذكاء الخارق دا..

تعمد جعل لهجته ساخرة ليخرج الجوكر عن بركان صمته _موتك لو حل لأنتقامي مكنتش هتردد ثانية واحدة..
إقترب منه "رحيم" ليضيق عيناه بسخرية_وتكسر وعدك لأبوك؟!...
إبتسم "مراد" ليقترب أخر الخطوات بينهما ليصبح أمام عيناه ليقول بتحد وثقة لا مثيل لها _وعدته لأن زي ما قولتلك موتك مش إنتقام، موتك أرحم ألف مرة من اللي أنا بعمله وهعمله معاك...

وتعالت بسمته بفحيح خبث مريب، طالت نظرات "رحيم" بتأمله كأنه يسترجع الماضي بتفاصيله ليشير له بسخرية _ليه مش قادر تستوعب أن زمنك إنتهي من اللحظة اللي دخلت فيها القصر؟!..
أجابه الأخر بمكر _مهو لما واحد يكون عايش في الفقر طول عمره وميحملش مجرد حلم أنه ممكن في يوم يذخل الأماكن النضيفة اللي دخلها بفضل مامته اللي أخيراً بعد تفكير عميق قدرت تعرف مين أبوه لازم يحس أنه بقي زمانه...

إشتعلت النيران بعيناه لتجعله مخيفاً للغاية فرفع يديه له بتنبيه_مدتك اللي حددتهالك للحياة حاول تحافظ عليها بقدر الأمكان...
إبتسم "مراد" بسخرية _أنهي مدة؟!... لو تقصد صبرك لمعرفة الوصية فيها أيه فأطمن أن قلبي ملان شر وظلام لا يمكن واحدة في الدنيا تنوره يعني متنتظرش أنك تعرف وصية "طلعت زيدان" فيها أيه؟...

ترقب "رحيم" عيون تلك الفتاة التي تتابع ما بحدث بينهما برعبٍ مميت ببسمة خافتة تسري من زاوية فمه، إستدار "مراد" بعيناه تجاه ما ينظر فأذا برجفة يديها تسقط المزهرية العملاقةالتي تحتمي بها لتصبح بادية لهما، تطلع لها "مراد" بأستغراب فمنذ وصولها للقصر لم يرأها خائفة مثل الأن حتي حينما كان يتعمد إظهار غضبه لها لم يرأها هكذا!.. نعم فحضور الأسطورة مهيب للغاية لذا يحق لها أن تصل لما وصلت إليه!..

راقب "رحيم" نظراته لها ببسمة مكر ليقطع صمتهما بلهجته الساخرة_أوه نسيت أبارك علي جوازتك الغريبة دي أو علي الأقل ارحب بالعروسة بعيلة "زيدان"..
وتركه وخطي بخطوات تجاهها كانت كافيلة بجعل الأرتباك يحيط بها!، تراجعت "حنين" للخلف حينما إقترب منها "رحيم" فأخذت تتطلع للأسلحة المفككة لجوارها ولجثث الحرس برجفة باردة إخترقت نوابع جسدها، إبتسم قائلاً بلهجة جعلتها تتطلع له بصدمة_بعتذر لو مجبتش هدية محترمة تليق بزوجة أخويا بس أوعدك لما أرجع مصر هبعتهالك بس مش في تابوت!.. .

تطلعت لمراد بصدمة فأذاً من أمامها أخيه!..ساورها عدة أسئلة متلاحقة فكيف تجمع علاقة الأخوة عداءاً هكذا؟!..
وجدت من يجذبها بقوة كادت بأن تهشم ذراعيها الرقيق وسط عمالقة خلقوا للدمار وتحدي كلاً منهما الأخر، جذبها "مراد" خلفه ليقف في محاذاته كأنه علي وشك قتله في الحال، يديه تحاصر خصرها بتملك، حصل على مبتغاه ورد لسؤاله فأبتسم مشيراً له بثبات _هخلي "صفوت" يكلمك عشان فتح الوصية لأن تقريباً الشروط إتحققت..

وإبتسم بمكر متوجهاً للمغادرة ليتراجع خطوتان للخلف مدعي التذكر_أوبس نسيت أشكرك علي اللي عملته مع "نغم" و"ريم" لأنه بجد هيسهلي كتير جداً..
وغمز له بعيناه ببسمة مخيفة ليرتدي نظراته بثقة مغادراً القصر بخطوات يحفوها الكبرياء والثقة بالنفس!..
تمنى "مراد" لو أنه لم يمنح والده الراحل هذا الوعد القاطع بعدم إيذائه أو حتى قتله،وحينما تأكد من رحيله تنحي جانباً ليخرجها لتقف أمام جحيم عيناه _لحد أمته هكرر كلامي كتير؟! ...

وجذبها من معصمها بقوة فتكت بها ليصرخ بعصبية_ قولتلك ألف مرة ماتنزليش من أوضتك بس أنتِ كالعادة مخلوقة عشان تكسري القوانين وتستخفي بالكلام..
تطلعت له بخوف يتشكل علي ملامحها منذ أن رأت "رحيم"، خرج صوتها بالكاد_أنا كنت تحت هنا ولما شوفت اللي بيحصل خفت وإدريت ورا الفازة..
رمقها بنظرة ساخرة تغلفها الغضب_علي أساس إنك بتخافي!..
أجابته بنفس اللهجة_بعد اللي شوفته خوفت.. كبت غضبه بصعوبة فأشار لها بيديه بأن تصعد للأعلي فأنصاعت له علي الفور ومازال ما رأته يشغلها فعقلها يرفض تصديق ما حدث!..

راقبت الطريق بتفحص وهي تنتظر قدوم المنشود فأذا به يصعد للأعلي غير عابئ بأرشاداتها!...
رأها تقف علي بعداً منه فأقترب منها "آدم" بتأفف_نعم، عايزة أيه؟!..
رمقته "سما" بغضب_أنت بتتكلم كدليه يا حضرت!
تطلع لها بضيق فأستعادت زمام أمورها حرصاً منها أن تكون لطيفة بالحديث معه _أنا عرفت أنك بلغت موافقتك لرحيم فحبيت بس أسالك علي كذا حاجة الأول قبل ما أقرر هوافق عليك ولا هرفضك..
إبتسم بسخرية_ترفضيني أنا!..

تحكم بذاته بصعوبة فقال بصوتٍ ساخر_وسؤالك الغالي أيه؟..
إبتلعت سخريته عمداً فجاهدت للحديث بعدما فركت أصابع يديها لتستجمع شجاعتها المصونه فقالت بأرتباك _كنت عايزة أقول أنك يعني أ...
صاح بملل _لو ينفع تنجزي بس عشان بنام وأنا واقف...
أشارت له بتأفف لتتحذث سريعاً كأنه تلقي تهمة ما عنها _بما أنك كنت بأميركا هل يعني كان ليك أي علاقات سابقة؟..

وزفرت بفرحة حينما لفظت الكلمات بأكملها، ضيق "آدم" عيناه بأستغراب_علاقات أيه؟!...
رمقها بنظرة نارية ليصيح بغضب _نعم!، بقي أنتِ بعتالي مع جدتي الساعة أربعة الفجر عشان أطلعلك علي السطوح وفي الأخر تقوليلي كان عندي علاقات سابقة ولا لا؟!...

أشارت له بخوف _وطي صوتك حد يسمعنا..
أجابها ساخراً _ما اللي يسمع يسمع أنا ميهمنيش حد...
تطلعت للدرج الرئيسي لتلمح طيف أحداهما، أشارت له بخوف_في حد تحت ممكن يكونوا من حرس "رحيم"..
مرر يديه علي خصلات شعره مردداً بغضب_كملت..

أشارت له "سما" علي الباب الخلفي الذي يحوي أنواعاً شتي من الحمام الأبيض فبجوار القصور الخمس كان هناك مبني متعدد الأستخدام حيث يحوي عدد من الطيور الباهظة كأنواعاً من الحمام وغيرها فهو مخصص للجميع لذا طلبت" سما" لقائه بالأعلي، ولجوا للداخل فأغلق "آدم" الباب دون الأستماع لمن تصرخ لجواره، زفر بغضب_في أيه تاني؟!...

أجابته بصدمة مما فعل _الباب دا بايظ بيقفل من برة بسس..
تحولت نظراته للباب بصدمة تفوقها أضعافاً مضاعفة _نعمممم...
أكتفت بأشارة بسيطة والضيق يتمكن من نعالم وجهها علي هذا الأبله كما ظنت، حك رأسه بذهول مما يحدث معه فقال بعصبية_هي جيت عليه!..
أنصتت جيداً لباب الغرفة فتأكدت من رحيل الحارس فرفعت يديه لها قائلة بثبات_طب هات تليفونك نكلم حد يطلعنا...
شملها بنظرة ساخرة_حد قالك أني بنام في حضن الفون الساعه ٤الفجر؟!..
شهقت بفزع_يعني هنعمل أيه؟...
أجابها بسخرية_بتسأليني!...

ثم همس بغضب_أنا أساساً من يوم ما شوفت خلقتك السودة دي والمصايب نازلة ترف علي دماغي...
عدلت من نظاراتها بأصبعها قائلة بغضب_وأنا اللي من يوم ما شوفتك والارض بتتفرشلي حرير وريش نعام!..
ضيق عيناه بذهول من حظه العسير الذي أوقعه مع تلك الفتاة فتفحص الغرفة جيداً ليجلس علي الارض مستنداً برأسه علي الحائط ليغلق عيناه بأستسلام...
جابت الغرفة بعيناها بخوف فجذبت أحد الوسائد الضخمة التي كانت ملقاة بأهمال بأرضية الغرفة لتضعها علي مسافة محدودة منه لتجلس فوقها بخوف...
راقبته وهو يسترخي براحة فقالت بضيق_أنت هتنام؟!...

فتح عيناه الرمادية ببسمة ساخرة_لا هسهر أعد النجوم اللي مش موجودة، ممكن تسيبني بقي في حالي رجوعي هنا كان أكبر غلطة في حياتي التافهة كلها...
رمقته بنظرة إستهزاء_كويس أنك معترف بحياتك اللي ملهاش تلاتين ألف لزمة دي...
صفق بيديه بمكر _شكراً لمعلوماتك القيمة لو ممكن بقي تسيبني أستمتع مع حياتي التافهة بدون ما تقطعينا ..
أزاحت بعيناها بعيداً عنه مرددة بهمساً ساخر _علي أساس أني حابه أتحشر اوي دك نيلة وأنت شبه هيفاء وهبي كدا لا والنبي أنت أحلي منها...

رسم علي محياه بسمة بسيطة فحاول إخفائها بصعوبة حتي لا تعلم بأنه إستمع إليها، فتح عيناه ليتطلع لها بصمت قطعه بعد تفكير _عندي سؤال محيرني هتجاوبيني عليه ولا أحتفظ بفضولي!...
إستدارت إليه برأسها قائلة بمكر_هو أنت كنت جاوبتني عشان أجاوبك؟!..
تطلع لها مطولاً ليهمس بضيق_okey... إجابة سؤالك مش محتاجة ذكاء...

إحتقنت عيناها بالغضب لحديثه الغامض فقال بهدوء_معنديش أي علاقات كدا أفضل؟...
أشارت له ببسمة فشلت في كبتها فقال بخبث _أسال بقي ولا لسه في تحريات تانية ؟..
أجابته بثقة _لا تقدر تسأل..
جاهد للحديث بعدما كبت ضحكاته بصعوبة _هما ليه بينادوكي "بسيوني" كفة؟!..
رمقته بنظرة مشتعلة فأدعي الخوف قائلاً بارتباك مصطنع_لو الأجابة هتضايقك بلاش يا بسبس...

إستعادت جزء من ثباتها حينما أعادت النظارات علي عيناها فهذة الحركة تمنحها قوة عجيبة لتجيبه بهدوء _كان في شاب بالجامعة أسمه "بسيوني" كان بيضايقني في الراحة والجاية..

أشار لها بفضول فأكملت بملامح ثابتة _في يوم كنت خارجة من الجامعة وهو ماشي ورايا يضايقني فأبتدي يمسك أيدي وكدا ف... أحمممم يعني كان في بياع خضار بالشارع شديت كفة الميزان بتاعته ونزلت فوق الحقير دا لحد ما فقد واعيه ومن يومها وأخوك و"مروان" الرزل مش بيندوني غير بالأسم دا أو الأغلب يعني..
تطلع لها بصمت ثم إنفجر ضاحكاً دون توقف، زفرت بضيق وهي تتطلع له بتذمر، رفرت الطيور بأجنحتها البيضاء لتقص أنشودة جديدة خلقت وسط طباع المشاكسة...

بالمشفى...
ولجت للداخل بخطوات مترددة ودمعات تجتاز عيناها، وقفت أمام التخت الخاص به تتطلع لما حدث له ببكاء حارق، فتح "يوسف" عيناه بصعوبة ليجدها أمام عيناه فردد بضعف_"نغم"!...
أغلقت عيناها بدموع ليخرج صوتها الشاحب الشبه مسموع_انا أسفة يا" يوسف" علي كل المشاكل اللي سببتهالك..
قالت كلماتها الأخيرة بدموع لا حصي لها، تطلع للفراغ بحزن يضاهي عالم بأكمله_مفيش داعي للكلام دا يا" نغم"، أنا عمري ما ندمت على قرار أو تصرف أخدته غير دلوقتي..

تطلعت له بحزن فأستذار بعيناه لها ليكمل بتوضيح_لأن المرادي اللي دفع تمن تصرفي هي أختي يا "نغم"...
وضعت عيناها أرضاً بخجل فقالت بصوتٍ يكاد يكون مسموع_أنا هربت من القصر عشانك يا "يوسف"..
تعمق بنظراته إليها فكيف يرحب بها وشقيقته التي ستدفع الثمن؟!...
وضعت عيناها أرضاً بأنكسار فيجب عليها أن لا تفكر بأنانية فشقيقته التي وقعت ببراثين شيطان لا يعرف الرحمة هي من ستعاني، فركت أصبعها بأرتباك فنهضت قائلة ببسمة تصعب رسمها_أنا كنت حابة أطمن عليك والحمد لله أطمنت..

وبدموع خانتها رغماً عنها قالت _يمكن يكون دا أخر لقاء هيجمعنا بس هو دا الحل عشان "رحيم" يسيب أختك في حالها..
وببسمة مصطنعة أكملت_متقلقش عليا أختي و"سليم" إبن عمي تحت هيساعدنا نبعد عن "رحيم"، خلي بالك من نفسك يا "يوسف"..
وتركته وخطت بضعة خطوات ليتألم قلبه مع كل خطوة تبتعدها عنه فالأختبار صعب للغاية، رفض القلب تحمل هذا الألم ولو لثواني..
_إستني..

أزاحت دمعاتها وإستدارت ببطء ليشير لها بالأقتراب فجلست علي مقربة منه تتحاشي النظر إليه، طال صمته والتفكير يستحوذ بها لينهي أججات أفكاره قائلاً وعيناه تتطلع له _تتجوزيني يا "نغم"..
إبتلعت ريقها بصعوبة من شدة الصدمة فقال بحزن _خسارتكم انتوا الأتنين صعبه أوي بس اللي أعرفه أني مش هسمحلك تخرجي من هنا وتبعدي عني تاني، أما أختي فتأكدي إني هرجعها حتي لو هقتله بأيدي..

تساقطت دمعاتها بفرحة أم إرتباك لم تعد تعلم ما يشغلها، رفع يديه بصعوبة ليضعها علي يديها فأبتسمت مشيرة له بنعم كأن أبواب الجحيم فتحت بموافقتها وشجاعة "يوسف" الغير مصرح بها!...

رفع هاتفه ببسمة يشوبها رائحة الموت قائلاً تعليماته المعتادة _ الخطوة التانيه أخوها اللي هيحددها ولحد ما دا يحصل أحرصي علي تربيتها بطريقة تليق بمكانها القيم..
أجابته الفتاة بتأكيد _تحت أمرك يا "رحيم" باشا...

صعد لجناحه بفيض من الغضب ويديه مطبقة علي بعضها البعض فكادت الدماء بأن تنفجر من اوردته..
دفش الطاولة بقدميه لتستقر أرضاً ليردد بهمساً مميت _"رحيم زيدان" صدقني مش هرحمك..
وجذب الهاتف بعينان تقسمان علي تحقيق الوعد، طالت مكالمته بتعليمات الجوكر التي ستلقن الضربة المبرحة له..

وضع" مراد" هاتفه جانباً ببسمة ثقة عادت لترسم من جديد بثقة وإتزان، أزاح قميصه الأبيض عنه لتقع نظراته علي الحائط الذي أصبح يحمل مزيج من اللونين الاسود والوردي بشكلاً ملفت للنظر، مرر يديه علي الحائط ببسمة رسمت رغماً عنه حينما تذكر تلك الفتاة الغريبة ولكن كالعادة إخترق "رحيم زيدان" ذاكرته ليراي خوفها القاتل حينما رأت ما فعله ليضيق عيناه بنظرة قاتمة تخشاها الشياطين بحد ذاتها لشروع حرباً مخيفة للغاية!

بمنزل "نجلاء"..
صفنت بذكرياتها وحبها الذي ما زال ينبض بداخل قلبها رغم تلك الأعوام..

مثل العادة كلما تصل للجامعة ترى الورود علي الدرج المودي للمدرج، لتجد على الدسك ابخاص بها إسمها بالورود، بدأ قلبها يخفق بجنون لما يفعله لأجلها فمنذ أول لقاء به وهو يحاول الأستحواذ علي قلبها بشتي الطرق..

تري الفرق المادي بينها وبينه وهو يفشل برؤية ذلك لذا كانت تتعمد ما يفعله عن عمد، إزاحت "نجلاء" أسمها المزين بالورود لتجلس بهدوء زرع الغضب بمن يتأملها فتوجه إليها حينما فاض به، جذبها بقوة من معصمها فتطلعت لزملائها بأرتباك من أن ينقذها أحداً ولكن يا للعجب الجميع يخشاه حتي الدكتور الجامعي يعلم منصب أبيه المرموق فتخلي عن مبادئه لأجلها، جذبها "طلعت" للخارج وهي تحاول تحرير يديها من بين معصم يديه، فتح باب السيارة ليضعها بالمقدمة فحاولت الهبوط منها سريعاً ولكنه كان الأسرع حينما جلس لجوارها ليشدد بأحكام معصمه علي يديها، بكت بخوف من أنه سيفتك بها فالافكار المتلاحقة عن الطبقة الراقية وخاصة ذو النفوذ تعلمها جيداً، أوقف سيارته بضيق_ممكن تبطلي بكي؟...

اجابته بتوسل_من فضلك خليني أمشي أرجوك...
وحاولت فتح باب السيارة ولكنها فشلت بعدما أغلقه هو بمفتاحه الخاص، زفر بغضب_ممكن تهدي أنا مش هأذيكي.. أوكي ؟...
تطلعت له بشك فقال بضيق_أسف علي الطريقة بس أنتِ مدتنيش فرصة تانيه..
تفحص ملامحها التي بدأت بالأسترخاء براحة ليبتسم بهدوء_ممكن نطلع أي مكان نتكلم شوية؟.
فركت أصابعها بأرتباك فأسرع بالحديث_مكان عام متقلقيش..
أشارت له ببسمة هادئة فهمس بصوتٍ خافت سمعته جيداً _ياربي علي الجمال! ...

تلون وجهها بحمرة الخجل القاتلة فتوجه بها لمكان عام ليبدأ بقص قصته بكلمات مختصرة بأنه القوي الغامض الذي لم تحصل علي قلبه فتاة سواها رغم خطبته لأبنة عمه ولكنه فشل بحبها وتلك الفتاة التي تمكنت من ذلك، كادت بالأعتراض ولكنها وجدت ذاتها تكن له الحب تدريجياً رغم طباعه القاسية والغيورة عليها كأنها إمتلاكها قلباً وقالباً ولكنها لم تنكر سعادتها وإنجذبها إليه لذا كانت تقابله علي الدوام وصارت الجامعة بأكملها تعلم بقصة عشقهما المميز حتي وصل الأمر لأبيه!..

مجرد تذكر والده جعلتها تكره ذكرياتها المخلدة مع من عشقه القلب بجنون، أزاحت "نجلاء" دموعها لتقول بألم_تعبت وسعيت أني أربي "فريد" بأخلاق بعيدة عن قسوتك يا "طلعت" بس بالنهاية العرق اللي جواه هو اللي إتغلب عليا بس أنا مش هتفرج علي إبني وهو بيضيع مني كدا لازم أفوقه.
وحسمت قرارها بعد أن تطلعت للشقة الفاخرة بنظرة سخرية لتحمل ذاتها وترخل من حياته لعلها تكون صفعة قوية له لتعيده لواقعه..

بمكانٍ أخر معتم للغاية.
كانت تعذبه تذكر وجهها الذي عشقه حد الجنون لسنوات وأعواماً لا حثي لها، ظل يعسقها رغم زواجه بالأخري ورغم ما حدث معه، عرف بالقسوة والوقار فالجميع يهابه لسلطته الموقارة ورغم ذلك يعشقها حد الجنون فهناك جزءاً من قلبه متيم بهوسها...

ها هو هذا الطاغي ذو الطالة القابضة التي أرهبت الكثير يجلس أرضاً مقيد بأغلال كالأسير!، نهاية عداء "رحيم زيدان" و"مراد زيدان" مازال علي قيد الحياة!..
الحزن المعتاد يلاحقه علي ما يحدث بمملكته بعدما كان السبب الرئيسي بما فعله راقب باب سجنه بنظرات تعج بالوعيد بأن هناك نهاية لما يحدث معه، إنفتح الباب علي مصرعيه ليطل الرجل المعتاد له بزيارته ليردد بضحكة خبث_"طلعت زيدان" الوريث الوحيد لاملاك عيلة" زيدان" محتجز بين أربع حيطان تحت مسمي متوفي.
وهبط لمستواه ليشير له بحزن مصطنع_تو تو بجد صعبت عليا ...

رفع عيناه الزيتونيه التي مازالت تطل بقوة رغم كبر عمره ولكن مازالت هيبته يخشاها حتي من يقف أمامه!، وجهه الابيض المجعد قليلاً، خصلات شعره الأبيض الذي يزيده جمالاً وقور، عيناه المنبعثه بلهيب من القوة والثبات التي ورثها "رحيم زيدان" عنه، ردد وهو يتأمله بثبات دون خوف_اللي بتعمله دا نهايته الموت! ...
...أحداث شرعت بالبدء أم لم تبدأ!..

21-10-2021 07:34 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [12]
لهلوبة
عضـو بـارز
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 23-09-2021
رقم العضوية : 90
المشاركات : 1272
الجنس : أنثى
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية الجوكر والأسطورة نثرات الروح والهوى
رواية الجوكر والأسطورة للكاتبة آية محمد الجزء الأول الفصل الثاني عشر

( نثرات الروح والهوى )

أحلاماً كانت بعيدة عنه أصبحت حقيقة ملموسة أمام عيناه، بأنتظار أن يضع أسمه علي وثيقة ستجعله ملكه للأبد!..،كم أراد ذلك بشدة ولكن ليس بالشعور الذي ينبت بداخل قلبه، إنتظره الجميع بتراقب بأن يمضي عقد الزفاف بها، ترقبه "سليم" بحزن فهو يختبر ما مر "يوسف" به من قبل ولكنه منحه وعداً بأنه سيكون لجواره حتي يجد شقيقته...

رفع "يوسف" عيناه لمن تقف أمامه تراقبه بأرتباك ودموعاً مزقت ما تبقا بزمام القلب ليجذب القلم كالمسحور ليضع إسمه بكبرياء، إقتربت "نغم" من المحامي لتضع إسمها جوار إسم معشوقها بنظرة جعلته يذوب بعيناها...

كان "سليم" شاهداً علي عقد الزفاف والطبيب المسؤول عن حالة "يوسف"، وقفت "ريم" أمام "نغم" قائلة ببسمة هادئة_ألف مبروك يا حبيبتي..
إكتفت ببسمة صغيرة_الله يبارك فيكِ يا روحي عقبالك..
رفعت عيناها لسليم الذي يتأملها بنظرة غامضة جعلتها تضع عيناها أرضاً بأستسلام ظهر الغضب بعيناه لصمتها فكان يتوقع بأنها ستخبر شقيقتها بأمر زواجهم ...
تحكم بذاته بأقصي درجة فأبتسم قائلاً _ألف مبروك يا "يوسف"...

أشار له ببسمة زادت من وسامته _الله يبارك فيك...
باغته "سليم" بسؤالاً جادي_وجودك هنا بالمستشفي خطر ممكن "رحيم" يوصلك بسهولة حتي بيتك مش أمان...
أشار له بتفهم_متقلقش أنا عندي مكان مش هيقدر يوصلنا فيه...

وجلس "يوسف" علي طوف الفراش ليجذب سترته في محاولة بائسة لارتدائها فكانت أحدي ذراعيه محاطة بالجبيرة لأنكسار فقارتها!، أسرعت إليه "نغم" لتعاونه علي إرتدائها، تلاقت نظراتهم معاً فكأنه كان يتعطش شوقاً لتأملها بعدما صارت زوجة له، تحل له ويحل لها...
أخفى "سليم" بسمته علي عشاق الغرام الذين يطرفوهم الخطر وهلاك الموت ومع ذلك يخطفون نظرات من العشق القاتل، إحمر وجه "ريم" خجلاً من وجودها بالغرفة...

إنتبه "يوسف" لما يحدث معهم فأعتدل بجلسته ملزم الثبات، أشار له "سليم" بهدوء _العربية تحت هوصلكم للمكان اللي بتقول عليه..
وقف "يوسف" ليرسم علي محياه بسمة هادئة _مفيش داعي أنا عارف هروح أزاي.، وإستدار لها مشيراً بيديه_يالا يا" نغم"...
تطلعت له بأرتباك_طب و"ريم"...

أجابها "سليم" بثقة ونظراته تطوف من نقف تعبث بأصابعها بتوتر_متقلقيش عليها "ريم" في عيوني..
تعجبوا من لهجته ونظراته فرفع يديه يطوف كتفيها لتشهق بفزع فقال ببسمة سخرية_هو أنتِ مقولتليش لأختك أنا مين؟!..
إبتلعت ريقها بصعوبة مما جعل الخزن يتسلل لقلبه ولكنه تمسك فسليم لديه قوة لا مثيل لها بضبط تعبيرات وجهه، تطلعت لها "نغم" بأستغراب _تقولي أيه مش فاهمه؟!..

قال "سليم" وعيناه مازالت تتأملها_أنا و"ريم" إتجوزنا من فترة...
شهقت "نغم" من الصدمة ولكن سرعان ما أستوغبت كلماته فأحتضنتها بفرحة ثم شملتها بنظرة تعمدت جعلها خبيثة_أنتِ يا "ريم"!..
وأنا اللي فاكرة إنك جبانة طلعتي داهية..
قالت بصوتٍ مرتجف ودموعاً غزيرة تغرق وجهها_أنا معرفش عملت كدا أزاي بس لازم نتصرف قبل ما "رحيم" يوصلنا..

رمقتها "نغم" بنظرة عتاب من لهجتها التي ستثير غضب "سليم" الذي كبت غضبه لأكثر درجة، تطلع لها "يوسف" بنظرة شفقة فما لبس سوى بضعة ساعات علي معرفته ب"رحيم زيدان" وصار علي معرفة كاملة بتصرفاته الشيطانية، جذب "سليم" ذراع "ريم" برفق قائلاً بثبات مميت_لازم تتحرك يا "يوسف" قبل ما حرس"رحيم" يوصلك..

وقدم له هاتف من جيب جاكيت بذلته الانيقة_خلي دا معاك عشان اقدر اتواصل معاكم وزي ما قولتلك متقلقش على موضوع أختك أنا هتصرف...
أشار له بهدوء ثم لف أصابعه حول يدي "نغم" هي الأخري ليغادر كلاً منهم من إتجاه معاكس بنظرات تترقب الطريق وقسم بحماية كلاً منهم لمعشوقته ولكن تري هل سيتمكن كلاً منهم من حمايتهم من غضب الشيطان ذاته أم أن للقدر أراء أخري ستربط "نغم" بأحداث محالة ستجعل للشيطان بؤرة إنكسار!...

فتح"آدم" عيناه من شدة الضوء المسلط بوجهه بأنزعاج، أنفض وجهه الحامل لبعض الريش الأبيض للحمام بغضب، إستدار بوجهه لمن تجلس علي مسافة منه ليجدها غافلة علي الحائط بمظهر أطفئ شعلة غضبه بصوزة ملحوظة، نهض مستنداً بذراعيه علي الحائط ليتأملها، تذكر كلماتها بالأمس ليجد ذاته يبتسم رغماً عنه، أشاح بعيناه بعيداً عنها حينما وجدها علي وشك الأستيقاظ، الهي ذاته بدراسة البرج ليجد شبه شرفة بألأعلي ولكن الوصول إليها سيكون شاق للغاية...

نهضت "سما" عن الأرض بتفحص لحجابها وثيابها لتزفر براحة، جذب "آدم" بعضاً من الطاولات المحطمة ليساندهم علي الحائط الذي ينتهي بالنافذة التي تعلاوه ثم تسلقه ليصل للمنتصف حينما قالت بأستغراب _أنت رايح فين وسايبني؟..
إستدار بسخرية_طالع أتفسح تحبي تطلعي معايا!...
رمقته بغضب فأكمل طريقه للأعلى ليفتح الشرفة ثم أشار لها بضيق_يالا..
ضيقت عيناها بذهول _يالا أيه؟!..

أعاد خصلات شعره المتمردة علي عيناه الرومادية بضيق بادي لها _هاتي إيدك عشان نخرج من هنا ولا حابه القعدة هنا ...
أجابته بغضب_ أعطيك أيدي بصفتك أيه، أه خاليني هنا هحب القعدة أكيد أحسن ما أغضب ربنا..
تطلع لها بصدمة فتلك الفتاة ستقوده لمشفي يعلمها جيداً، أكمل طريقه للأعلي حتي وصل للشرفة فألقي بذاته للخارج، كاد بالهبوط للاسفل ولكنه توقف أمام الباب ببسمة رسمت حينما تذكر ما قالته فربما معاشرته للغرب جعلته ينسي مبادئ العرب العريقة!..

إستند برأسه علي الباب ليهمس بأنفاس ذائبة بالذكريات _"سما"..
تخشب جسدها لوهلة إستمعته يلفظ إسمها، مهلاً هل مازال بالخارج؟!، ظنته رحل والأسوء من ذلك لها أن لأسمها رنين خاص تستمع له لأول مرة، تنحنحت ليخرج صوتها بصعوبة بثبات وجفاء_أيوا..
جاءها صوته المهلك_إبعدي عن الباب...
لوت فمها بتهكم ساخر_قال يعني هتقدر علي كسر...

إبتلعت باقي كلماتها بصدمة حينما سقط الباب أسفل قدماها فكانت المسافة بينها وبينه مهلكة للغاية، رمقها بنظرة غضب ليخرج صوته الساخر _خرجتك بس شفقة مني مخك دا ميرحش بعيد يا "بسيوني"...
تحاولت نظراتها لغضب فعدلت من نطاراتها أمام عيناها قائلة بسخرية _طب والله كويس أن سيد أميركا المحترم فيه ذرة ولو بسيطة من الكرم اللي أهلها مبيزرهمش أساساً...

زفر بغضب_أنا بيضيع وقتي بالكلام معاك ليه...
وتركها وتوجه للأسفل فصرخت بعصبية_أنا بنت علي فكرة..
زارت البسمة وجهه ولكن سريعاً ما أخفاها فتوجه لقصره بثبات تاركها تتأمل خطاه بنظرات غامضة.

هبطت من غرفتها بتأفف فمنذ ما حدث وهي ترفض الخروج من غرفتها ولكن اليوم إختبارها الأخير بالجامعة، خرجت "منة" من القصر متوجهة لسيارتها التي تقف علي بعداً ليس بكبير عن القصر، لأول مرة ترتدي النظارات السوداء ولكنها فعلت خشية من رؤيته فيشعر بحاجتها إليه وعدم تمكن القلب من لفظه او حتي كرهه ولو ليوماً واحد!...

فتحت باب سيارتها ثم كادت بالصعود ولكنها توقفت حينما وجدته يقف علي قرباً منها، حطم الشوق مسار الكبرياء فتعلقت العينان ببعضهما لوقتاً لا حساب له، حنين... ألم... عتاب... ندم... لقاءات تتلاقها العينين بجراح فتكت بها لتحاول إخفاء دمعاتها بصعوبة، صعدت للسيارة لتحاول الخروج من القصر سريعاً، لحق بها "فارس" سيراً علي الأقدام ليقف أمامها كمحاولة لمعنها بالفرار من موجهته، رفعت عيناها إليه بغضب من وقوفه أمامها، خطي إليها ليفتح باب السيارة قائلاً بهدوء لا يتناسب معه _إنزلي يا "منة"...

لم تلتفت لمن يقف جوارها يحثها علي الهبوط فقالت بلهجة حرصت بجعلها أكثر حدة_لسه عايز أيه؟..
ربط زمام أموره بصعوبة ليقول بثبات _محتاج أتكلم معاكِ شوية..
_وأنا مش عايزة أتكلم..
قالتلها بغضب فتطلع لها بضيق، زفر محاولاً التحكم بذاته ليقول بثبات مخادع_أنتِ اللي بتنرفزيني بتصرفاتك، عارفة أد أيه أنا بغير عليكِ ورغم كدا مش بتلاقي غير الحيوان دا وبتقفي معاااه!..

تطلعت له بغصب _وأنت بأي حق تغير عليا او تتحكم فيا من الأساس؟!..
تطلع لها بصدمة من لهجتها بالحديث فقال بغضب _أنتِ عارفة كويس أنا وانتِ أيه يا "منة"..
أجابته ببسمة ألم _كنا، لكن حالياً أنت إبن عمتي وبس لا أكتر ولا أقل...
صاح بعصبية _أيه اللي أنتِ بتقوليه داا، إنتِ إتجننتي!..

كس أنا عقلت.. يمكن متأخر شوية بس بالنهاية عقلت وعرفت أن مش أي حد يستاهل أننا نديله كامل الثقة اللي ميستحقهاش...
قالت كلماتها الأخيرة بدموع لمعت بعيناها وجراح تمكنت من قلبه فقال بحزن_أنا أسف...
أغلقت عيناها بقوة لتصرخ بغضب _أنا كرهت الكلمة دي بجد بكرهها وبكره نفسي..
واغلقت باب سيارتها بقوة لتقودها سريعاً كأنها تهرب منه أو من جراح قلبها الذي ود أن ينسي الماضي كالمعتاد ولكن ليس تلك المرة...

طال الطريق بالقيادة فكانه يهرب بها لعالم أخر، أكثر ما شغلها هو صمته الغير معهود، توقفت السيارة أمام احد البنيات فقال دون النظر إليها _إنزلي..
إنصاعت "ريم" إليه؛ فهبطت لتجد ذاتها أمام مبني يحمل لافتة باسم المأذون، إستدارت إليه بأستغراب _أنت جايبني هنا ليه يا "سليم"؟!..
هبط من سيارته ليقف جوارها قائلاً بثبات _هصلح الموضوع اللي أنتِ شايفاه من وجهة نظرك غلطة..
إرتعبت للغاية فقالت بصوتٍ يكاد يكون مسموع _غلطة أيه؟!..

تطلع لها بثبات _هطلقك يا "ريم" زي مأنتِ حابة ومتقلقيش هحميكي من "رحيم" برضو
رفعت يدها تكبت شهقاتها بصدمة _أيه اللي بتقوله دا؟!..
تشكل الغضب على معالم وجهه ليصيح بعصبية_بقول اللي أنا حسيت أنك بتتعاملي معاه علي أنه جريمة وخايفة من العقاب...
قالت برفض_لا أنا مقصدتش كدا انا أ...

قاطعها بحدة_أنتِ ضعيفة وجبانة معندكيش ذرة شجاعة واحدة ودي الحقيقة..
هوت الدموع من عيناها دون توقف علي أثر كلماته فهي تعلم أنها هاشة للغاية ولكن ما ذنبها بذلك فكلما حاولت أن تكون قوية ولو لبضعة دقائق فشلت بذلك، كبت غضبه بصعوبة فجذبها لتجلس بالسيارة ثم تحرك بسيارته ليصل بعد دقائق معدودة لوجهته؛ فصف سيارته خارج المنزل الذي يطل علي بحر الأسكندرية فكان "سليم" يخصص هذا المكان لأجازته فعشق البحر وأصوات الأمواج يجري بدمائه..

ظلت كما هي تبكي بصمت حتي بعد أن هبط من السيارة وأشار لها بالهبوط ولكنها لم ترى ما يخبرها به، توجه للسيارة ليجذبها خارجها بغضب ومن ثم لداخل المنزل ليغلق بابه ثم أوقفها أمام وجهه ليصيح بعصبية_بتبكي ليه دلوقتي؟!...
لم تستمع لما يقول وعادت لموجة البكاء الحارق ليرفع يديه أمام وجهها بغضب _قولتلك بطلي بكي وإسمعيني أ...

تخشبت الكلمات علي لسانه حينما رأها تحتضن وجهها برعب ظناً من أنه سيلقنها صفعة، رجفة جسدها جعله يتابعها بصدمة وحزن، رفع يديه علي وجهها بحنان ليقربها من صدره، تمسكت به لتفرغ ما بصدرها من بكاء عالق منذ أعوام كنت فيهما الخوف فقط، شعر برجفة جسدها فقال بندم _أنا أسف يا روحي مقصدتش أخوفك كدا...

ردد بصوتٍ متقطع وهي تشدد من إحتضنه كأنه سيغادر بعيداً عنها وهي تتمسك به! _أنا بحبك أوي يا "سليم" متسبنيش..
أخرجها من أحضانه لتتطلع له، أزاح دموعها بأصابع يديه قائلًا بعشق_مستحيل دا يحثل إفهمي دا يا "ريم" أنا بحاول أقتل الخوف اللي جواكِ دا مش أكتر..
أجابته بدموع لا حصي لها _ عمره ما هيموت، ثم أزاحت دموعها لتقول بحزن _أنا بحس في كل تصرف بعمله أن" رحيم" هيعاقبني...
انا بشوف "رحيم" بكل حاجة بعملها يا "سليم"..
إقترب منها حتى صار مقابلها _وأنا مش هخليكي تشوفي غيري يا "ريم"..

لم تفهم كلماته ببدأ الأمر، حرر حجابها وعيناه تتأمل عيناها بنظرات جعلتها كالأسيرة الغير قادرة علي التحرك، أشاح بعيناه عنها بصعوبة ليرفعهما علي خصلات شعرها المتمردة علي وجهها كالحجاب الذي يحميها منه، أعاد تلك الخصلات لخلف أذنيها بلمساته الرقيقة ليقربها إليه بيديه الأخري، كان كالسحر الذي يربطهما معاً، عشق نبع بقلبه منذ الأزل يجده الأن حقيقة بين يديه، لم يشعر بذاته الا وهو يحملها بين يديه ليصعد بها لغرفته، وضعها علي فراشه والرغبة تتمكن منه فمنحته الأذن الكافي بالأقتراب، حتي هي لم تحاول منعه فكيف تفعلها وهي كالمسحورة!، فتح عيناه بوعي لما يفعله فتطلع لها ببسمة رسمها بالكاد، مرر يديه علي وجهها قائلاً بهمس _ مستحيل أكسر فرحتك بيوم زفافنا يا "ريم"...

فتحت عيناها بأبتسامة عشق رسمت علي وجهها له لتتخيل يوماً هكذا، ترتدي فستانها الأبيض وتمشي لجواره يد بيد...
قبل جبهتها بعشق ليهمس مجدداً _مش هيحصل غير وأنتِ مزفوفة بالفستان الأبيض أدام الكل وبالأخص "رحيم زيدان"...
تطلعت له بصدمة فغمز بعيناه الساحرة قائلاً بمكر _متستقليش بقدرات جوزك..

ثم نهض من جوارها قائلاً دون النظر إليها كأنه يحاول محاربة ذاته التي تريده أن يقترب منها مجدداً _يالا غيري هدومك علي ما أجيب أكل..
أشارت له بخجل فهبط للأسفل حتي إعتلي سيارته ليجلس بداخلها مردداً بصدمة _أيه اللي كنت هعمله دا؟!..
ثم إبتسم لتطل جانب وسامته الفتاكة_وجودي معاها هنا خطر علي نفسي وعليها مني..

رفع الجميع أيديهم ليلقوا التحية العسكرية حينما مرأ من أمامهم، هبط من الدرج الجانبي ليصل (لزنزانة) جانبية تقع بالأسفل ففتح الشرطي الباب بعدما حي من يقف أمامه برهبة ووقار، ولج للداخل ليجد الفتاة التي كلفها بالمهمة الدانيئة تقف أمامه لترفع يدها بتحية _كله إتنفذ علي أكمل وجه يا "رحيم" باشا..
خلع نظارته السوداء ليتطلع لها بنظرة قاتمة _هي فين؟...
أشارت له بيديها علي الغرفة الموجودة بداخل هذة الغرفة فأشار لها بيديه بحذم_غوري...

هرولت للخارج بخوف _تحت أمر معاليك يا باشا...
خرجت من الغرفة ليدلف الحرس الخاص ب"رحيم زيدان"، إقترب منه إحدهم ليهمس بخوف _اللي حضرتك توقعته حصل...
تلونت عيناه بجحيم لا مثيل له حينما غلم بأمر زواجهم المتوقع، أشار للحرس الذين يطوفون المكان فحضر إثنين منهما ليستمعوا لفحيح صوته الشيطاني _نفذوا اللي طلبته منكم..

أشاروا له بوقار ثم ولجوا معاً لباب الغرفة الصغير، فتحوه ليجدوها ملقاة أرضاً بدماء تغرق ملابسها، حتي ملامحها إمتلأت بالكدمات التي تلقتها علي أيديهم، حركها الحارس لتنصاع ليديه فهوت من علي الأريكة التي صنعت من الأسمنت لتشكل شكل الأريكة، ظهر من خلفهم ليقف أمامهم بصمت، رفع الأخر وجهها الذي يغطي الدماء والكدمات لتقابل وجه من يتأملها بنظرات حقد وشرار، اختفت معابم وجهها من أثر اللكمات التي نالتها فخسرت الكثير من الدماء، إقترب منها الحارس الأخر ليحاول تحرير حجابها ليوقفه "رحيم" قائلاً _عايزاها فايقة حتي لو هتطلبها دكتور يفوقها...

ثم قال بصوتٍ منخفض بعض الشيء يعج بالشرار _عايز صوتها يطلع بالفيديو وهي بتصرخ وتستغيث بالكلب اللي فكر يتحدي "رحيم زيدان" فاهم..
أشار له بتأكيد _تحت أمرك يا باشا.
رمقه بنظرة مطولة ثم غادر للقصر تاركاً خلفه روحاً تربعت بقلب الشيطان منذ النشأة ليعلم الأن عاقبة ما فعل فهل حان وقت الندم.. .

وقف يترقب التابوت بنظرة غاضبة بعدما علم بما فعله "رحيم زيدان"، حمل الرجال المرسال الذي بعثه "عادل" لرحيم ليخبره بطلبه بأتحادهم سوياً للقضاء علي الجوكر وها هي إجابته تصل إليه..
قبض "عادل" علي معصمه بغضب _هما فاكرين نفسهم أيه؟!.

أجابه إحداهما _انا قولت لحضرتك قبل كدا أن "رحيم زيدان" العن من الجوكر بمراحل مفرقش معاك كلامي..
ردد "عادل" بوعيد_والله ما هسكت وهتشوف هعمل فيهم أيه الأتنين.
ثم قال بعدما لازم الهدوء _خالينا بس منساش عدونا الاساسي وبعدين نشوف شغلنا مع أخوه...

بقصر "الجوكر"..
مر ما يقرب من الساعتين ومازال يركض بنفس سرعته دون تعب، وقف أمام القصر الداخلي بعد أخر دورة ليرتشف المياه، قطرات العرق تناثرت علي جسده بفعل العمل الشاق الذي بذله، إستمع لصوت صفير قوي كاد بأختراق أذنيه؛ فرفع عيناه ليجدها تراقبه من الأعلي ببسمة واسعة، تأملها بنظرات ثابتة ليشير للحرس بالأنصراف فأنصاعوا إليه علي الفور، صعد "مراد" للأعلي ليجدها مازالت تقف بمحلها فقال بغضب _واقفة عندك بتعملي أيه؟!..

رفعت عيناها إليه ببسمة هادئة_كنت براقبك...
بقي ثابتٍ محله يتأمل تلك النظرات الفتاكة التي تخترق عيناه، كأنها بتحد لفوز قلبه بأصرار، إقترب منها ليقف أمام عيناها فتأملت ملامح وجهه ببسمة رقيقة وعينين تتشبع برؤيته، باغتها بسؤاله المفاجئ _أنتِ عايزة أيه يا "حنين"؟.
أجابته ببسمة ثقة هزت كيانه _قلبك..
كأنها ألقت عليه تعويذة الصمت فقط يتأملها بأهتمام_ صعب..
إبتسمت وهي تضع بيديه ظرفاً مطوي _بس مش مستحيل..

وغادرت من أمامه بنظرة جعلت قلبه يخفق بجنون علي تلك الفتاة الغامضة، لا يعلم أكتلة من الجنون أم انها تدعيه؟!، أضعيفة هي أم أنها تدعي القوة!، أجريئة هي أم تلك التي يري خجلها وحمرة وجهها التي لا تفارقها... لا يعلم سوي حقيقة واحدة بأنها ستقوده للجنون لا محالة، فتح "مراد" الظرف المطوي ليري به صورة له رسمت بخط يدها ولكن الغامض بالصورة أنه كان يبتسم!... وضعها علي الطاولة ثم جذب مشروبه المفضل الذي طلب من الخادمة سكبه، إستند على الحائط ليتأمل حديقة قصزه ببسمة رسمت رغماً عنه..

كان يستند عليها مثلما أرادت هي، صعد الدرج ليقف أمام الشقتين بحزن غلف وجهه حتي أن "نغم" شعرت به فقالت بقلق _أنت كويس؟..
أكتفي بأشارة بسيطة لها وعيناه تتأمل منبع الذكريات التي كانت تربطه بصديق العمر وبين والدته الراحلة وما كان يفعله به زوج أمه، ذكريات كثيرة طافت به فهذا المكان لم يزوره منذ سنوات كثيرة..

قدم لها المفتاح ففتحت الشقة المتهالكة لتسنده للداخل، لم يعبئ للظلام ولا للاتربة التي تحيط بها فجلس علي أقرب أريكة قابلته من شدة التعب الذي يحيط بجسده، تفحصت الحائط بأهتمام حتي تلامست مع أزاز الانارة ففعلته ببطء لينير لها هذا المنزل البسيط الذي رغم أتربته الا أنه يحوي دفء غريب...
كان "يوسف" يجلس حزيناً للغاية علي شقيقته فعقله يكاد يقف من كثرة تفكيره بها، إقتربت "نغم" منه بقلق _مالك يا "يوسف" انت لسه تعبان..
رفع عيناه لها ليشير لها _تعالي يا "نغم"..

قربت منه علي إستحياء لتجلس علي مسافة قريبة منه فأبتسم بخبث _قربي..
إبتلعت ريقها بتوتر فأقتربت بخفوت ليجذبها لأحضانه بقوة كأنه يرضي شوقه إليها طوال تلك الأيام، ربتت علي كتفيه لتهمس بصوتٍ يكاد يكون مسموع_بحبك اوي يا "يوسف"..
إجابها بعشق _مش أكتر مني يا روح قلب "يوسف" ..

وتطلع لها قائلاً بلهجة غامضة _أنا متمنتش حاجة من الدنيا دي غيرك يا "نغم"، بس مكنتش أعرف أن "أشجان" هتدفع التمن...
رفعت عيناها إليه بحزن _أنا مش عارفة أقولك أيه بجد..
وضع يديه أمام فمها _متقوليش حاجة، أنا هعرف ارجعها أزاي..
أجابته بدموع_"رحيم" مش سهل يا" يوسف" ولا بالبساطة دي..
شرد بكلماتها وما سيحدث لشقيقته فحاولت إخراجه فقالت بأستغراب_عايزة أغير هدومي..
إبتسم بمكر _ما تغيري هنا ..
لكمته بخفة_" يوسف" الله.

تعالت ضحكاته ليشير علي الغرفة علي يمينه، جذبت" نغم"حقيبة يدها التي تحوي أحد الملابس الخاصة بها، ولجت للداخل لتتأمل الغرفة بنظرة متفحصة حيث كانت تحوي فراشين مقابل بعضهم وسراحة وخزانة صغيرة، تيقنن بأنها كانت إليه ولشقيقته، أزاحت الاتربة المعلقة علي المرآة وعلي بعض الصور المعلقة علي الحائط بفضول لرؤية "أشجان"، رأت صوراً لها في الصغر ولجوارها فتي صغير تيقنت من ملامحه المميزة بأنه معشوقها، أنفضت الأتربه عن أخر صورة لتتصنم أصابعها حينما كشفت عن وجه الأخير لتسقط الصورة عن يدها، تراجعت للخلف بصدمة ويدها تكبت شهقاتها، ولج للداخل سريعاً ليجدها هكذا فأدارها إليه بلهفة_في أيه؟!..
أشارت له بثبات تحلت به لمعرفة أجوابة لأسئلتها الكثيرة التي راودتها _مين دا اللي جانبك بالصورة.

تطلع لما تشير إليه فحمل الصورة المنكسرة ليقرل ببسمة خافتة _دا "فريد" صاحبي الله يرحمه...
تصنمت محلها بصدمات متتالية فطافها شعاع أمال طفيف لتسرع بالاسئلة_صاحبك أزاي ومن أمته ومات إزاي؟!...
إبتسم بسخرية _أيه كل الأسئلة دي أنتِ قفشتني متصور مع واحدة ولا أيه!..
أجابته بجدية _"يوسف" جاوبني..
وضع الصورة عن يديه مشيراً لها بهدوء_طب خلاص هحكيلك بالراحة عليا...

وبالفعل شرع" يوسف" بقص قصة" فريد" الصديق الوفي والحيب الذي تغمده العشق بدفوف خاصة، جلست" نغم" علي الفراش بصدمة مما تستمع إليه، خشيت بأن تخبر"يوسف" بأن صديق عمره الذي قدم حياته فداء هذا الحب الذي جاهد بنقل أقصرصته إليها بأنه "رحيم زيدان"!...
لمعت بعقلها كلماته فعلمت بأن طوق النجاة لشقيقته سيحفر بتلك الحقيقة، نهضت "نغم" من محلها للتتوجه للخروج فأوقفها "يوسف" بتعجب _رايحة فين؟!...
أجابته "نغم" بتردد وهو تتجه للخروج_هرجع القصر.

تطلع لها بصدمة _أييييه!..
وقفت بمحاذاته قائلة بهدوء _" يوسف" إسمعني لازم ارجع القصر حالا...
كاد بالحديث بعدما تلون الغضب علي وجهه لتسرع هي بالحديث_رجوعي هيكون السبب في رجوع أختك وإنقاذها من إيد" رحيم"..
تمسك بيدها _مستحيل أخسرك أنتِ وهي...
أجابته بهدوء _صدقني مش هيعملي حاجة بعد اللي هقولهوله..
ضيق عيناه بعدم فهم _هتقوليله أيه؟!..

ازاحت يديه عنها _مفيش وقت للكلام لما أرجع هحكيلك علي كل حاجة.
جذبها بقوة _قولتلك مش هتخرجي من هنا..
تطلعت له ملياً لتقول بأرتباك _"رحيم زيدان"هو نفسه" فريد" صاحبك يا" يوسف"..
تحررت أصابعه من علي يديها بصدمة جعلته يفقد حساه عن الحديث لتستغل" نغم" حالة الصدمة التي إستحوذت عليه لتركض للايفل سريعاً لتنقذ تلك الفتاة من براثين شيطان خلق للدمار! ..

بفيلا" عباس صفوان"..
جلست" فاطمة" بأنتظار "يامن"الذي خرج من غرفته ليجدها تجلس بالطابق العلوي خارج الغرف فأقترب منها ببسمة جعلته للوسامة تاجاً!..
أشار بيديه كحركة كوميدية _أسف للتأخير الغير مقصود..
كبتت بسمتها لتقول بسخرية_انا لسه واصلة علي فكرة..
تعالت ضحكاته ليقول بمرح _أممم شكلي بقي عسل ولا يهمني..
وجلس جوارها قائلاً بسخرية_نورتي بيتك يا عروسة..

وغمز بعيناه بمكر لتبتسم قائلة بذهول _أنت متعرفش تتكلم جد أبداً..
أشار لها بغرور _هو اللي بيغير مني فمستحيل نتوافق مع بعض..
تعالت ضحكاتها بعدم تصديق فصفن بها قليلاً فتلون وجهها خجلاً من نظراته فقالت بأرتباك _كنت عايزني ليه؟..
أجابها بجدية _كنت حابب أكلمك في موضوع كدا..
ضيقت عيناه بأستغراب _موضوع أيه دا؟!..

أجابها ببسمة هادئة_انا هساعدك لحد ما تحققي هدفك بس لفترة معينه..
ضيقت عيناها بعدم فهم فأكمل بتوضيح _بعني تنجزي قبل الفترة اللي "جان" محضر فيها الزفاف لأني مستحيل أعمل حفلة وأتجوزك علني وأطلقك يا "فاطمة" الناس كلامهم مش هيسيبك في حالك..

إبتسمت رغماً عنها علي خوفه البادي عليها فقالت ببسمة ثقة _ عشان كدا مضيعتش وقت ومن تحرياتي عرفت أنهم طالعين رحلة إسكندرية كام يوم تبع الجامعة بتاعتها، ها أيه رأيك نطلع أحنا كمان..
إبتسم بمكر _وماله نطلع منطلعش ليه.
شاركته البسمة بشرود به فربما الأن علي إقتربت المسافة بين القلبين! .

إسترداد وعيها بمثابة تذكرة لبدأ رحلة آلامها، حقنها الطبيب بمادة سرت بجسدها لتجعلها تسترد وعيها علي أسوء كابوس كان يلاحقها منذ أعوام وها هو عاد من جديد ليتشكل برجلين ملامحهم تقبض الانفاس...

إستقامت "أشجان" بجلستها بفزع حبنما رأتهم يفغوا لجوارها ويتأملوها بنظرات مقززة، عدل الأخر من وضعية الكاميرا التي تتوسط الغرفة ليشير للاخر الذي إبتسم بسمته المقززة ليقترب منها بنظرات تعلمها جيداً فكانت تراها بأعين زوج أمها بأستمرار، تمسكت بحجابها وطرف فستانها ببكاء حارق وهي تشير له بالا يقترب ودموع ضعفها كالسيل لا يتوقف عن الغزو...
علي بعد كبيراً منها...

وقف بشرفة قصره العريق بشعوراً يكاد يخنق صدره ويوقف تنفسه، لا يعلم ما الذي يراوده؟!..
نفث دخان سيجاره بفرط حتي يتمكن من ذبح ذكريات الماضي المؤلم فأذا بصوت خطوات تقترب منه، إستدار "رحيم" ليجد "نغم" أمام عيناه فأبتسم بثقة _أيه دا العروسة بنفسها جايلي برجليها!...

إقتربت لتقف أمام عيناه بتحدي حطمه لها سابقاً ولكنه عاد من جديد فقال ساخراً _الخوف أتقتل تاني ولا حابه ارجعهولك..
وجذب كأسه ليرتشفه ببرود _أوه يمكن جاية تقدمي ندمك علي اللي عملتيه
إبتسمت قائلة بسخرية_لا الندم دا هسيبهولك أنت يا "فريد" بيه.

ن لفظت إسمه الحقيقي حتي ضغط علي الكوب بكامل قواه ليتحطم لنثرات كست الأرضية بأكملها، نهض عن محله لسجذبها من حجابها بغضب لا مثيل له _أنتِ واخدة حبيتين شجاعة ومحتاجة اللي يفوقك منهم...
صرخت ألماً ليشدد من ضغطه علي خصلات شعرها التي كادت بالاقتلاع من جذورها _لسه مش قادرة تستوعبي ان اللي عملتيه عقابه عندي الموت أنتِ والزبالة اللي كمان شوية وهيشوف صور أخته المصون ملية النت كله..

إبتسمت بألم _برافو اعمل فيها زي ما تحب يمكن النار اللي جوا قلبك تنطفي بس متتعبش نفسك وأنت بتدور علي البنت اللي بتحلم تقابلها لأن عقاب ربنا نفذ يا "رحيم" بيه..

تطلع لها بصدمة لما تحاول قوله فأسترسلت حديقها ببسمة ساخرة_هى دي الحقيقة يا "رحيم" بيه اللي فديتها زمان بروحك ودخلت السجن عشانها وفضلت عمرك كله تدور عليها هى نفسها اللي أنت كسرتها بأيدك هي نفس البنت اللي رمتها فى السجن عشان تدفع التمن لقصة حب أنت عمرك ما هتفهمها ...
شعر بدوراً حاد يتغلغل بداخله فعصف بصدره ليشعل أجيج الذكريات فأصبح كالمجنون لا يعي ما تقوله ..

إبتسمت قائلة بسخرية _"رحيم زيدان" صاحب القلب الحجر مهزوز ! ...
ثم أنحنت لتكون مقابل عيناه قائلة بحقد _دوق من نفس الكاس اللي دوقته لناس كتير أوي شوف قسوتك وصلتك لفين؟، أنت قتلتني مرتين، مرة لما بعدتني عن أخويا والمرة التانيه لما بعدتني عن أكتر إنسان أنا حبيته...

ثم نهضت قائلة ببسمة إنتصار _طول عمرك عندك فخر وإعتزاز بلقبك وأنا مكنش عندي شك أن فى حد يقدر يوقف أدام الأسطورة حتى الجوكر قدرت تمتص غضبه بس اللي أنت فيه دا صعب يتداوى ..كفايا نظرات الكره اللي هتشوفها فى عيون أكتر إنسانه إتمنيت أنك تلاقيها ..
لم يحتمل ما تتفوه به فحاول جاهداً أن يسترد جزء من قوته المعهودة فجر قدماه نحو الهاتف بصعوبة بالغة ليخرج صوته المتحشرج _خاليهم يوقفوا ..
صاح بغضب _يعني أيييه ؟ ..إتصرف ..

وألقي بالهاتف ليحطمه بغضب وعيناه تتلألأ بالدموع قائلاً بعدم تصديق _ يعني أيه ؟ قضيت أسوء أيام من عمري فى سجن شوفت فيهم الموت عشان أحميها وفى النهاية أنا اللي قدمتها للأوساخ دول بأيدي ! ...
لاااا مستحيل هسمح بدا ...

وهرول سريعاً لسيارته ليدفش السائق الذي كاد بأستقباله، كادت أن تنقلب به السيارة كثيراً ولكنه لن يترك تلك المسافة الضيئلة تشدو صبر الأعوام، أزاح تلك الدمعه القاسية من عيناه فكيف لم يستطيع ذاك القلب التعرف على معشوقته ؟! ..
كيف لم يتمكن من الشعور بها ؟! ..أليست عشق الطفولة وروح الأمد ! ...

ركض بأقصى سرعه لديه بعدما صف سيارته أمام قسم الشرطه، أستقبله الشرطي بالتحية والوقار ولكنه لم يرى أمامه سوى الطريق لذلك المعتقل الفردي، حطم بابه بقدميه لينهار أمامه فولج للداخل سريعاً ليحطم عنق ذلك اللعين الذي أستاجر منه المال ليهتك عرضها ها هو يحطمه بيديه !، وجدها كالجثة الهامدة، الدماء تخبئ ملامح وجهها من أثر الكدمات، وقع أرضاً فلم تعد قدماه تحمله ليقربها إليه بصعوبة فلم يعد لديه قوة بعد رؤية الكدمات تفترق ملامحها، فتحت عيناها بصعوبة لترى أسوء كابوس أمامها، الشيطان الذي أقتحم عالمها ليحطمها بقسوة، "رحيم زيدان" الاسم الذي يعتز هو به وتكرهه هي ..

حاولت أن تبعد يديه عن وجهها ولكنها لم تستطيع، تجاهد للبقاء على قيد الحياة، ظل يتأملها لدقائق متعددة بشوق لرؤية ملامحها الغير بادية له فأزاح دمائها قائلاً بصوتٍ يحمل ندم عالم بأكمله _أفتحي عيونك يا عموي ...
ثم التقط أنفاسه قائلاً ببسمة لطفولة حمقاء:
_أنا أسف يا "شجن" ...

تبلدت ملامحها فتطلعت له بصدمة لا أحد يناديها بذاك الاسم سواه ! ...لم تستمع ذاك الاسم منذ ما يقرب العشرون عاماً ! ..
إبتلعت ريقها بعدم تصديق فأشار بوجهه والدموع تكتسح عيناه الزيتونية بأشارة تأكيد _أنا هو...أنا "فريد" اللي حماكي من أسوء الناس وخلف بوعده الوقتي ...
تأملته بصدمة كانت أكبر من قلبها الهزيل فرفضت تصديق ما سمعته، لا يعقل أن يكون هو ! ..لا حبيبها ليس بتلك القسوة والجفاء لاا ..

أغلقت عيناها رافضة لحقيقة مؤلمه كذلك ليحتضنها بلهفة قائلاً بوعد قاطع _لا سيبتك تضيعي مني 20 سنه مش هتتكرر تاني زي ما لبست قناع "رحيم زيدان" هرجع من جديد يا "شجن" ..

وحملها لخارج المكان وبداخله صراعاً قوي هل سيتمكن من حذف ذكرياتها السوء بسهولة وهل ستتقبله هي ؟!...
ربما عليه خوض الكثير من المعارك لاجلها لأجل من لم يتمكن من رؤية ملامحها جيداً وهى بين يديه ! ...من اجل من سيحظي بكرهها ولكن هل سيتمكن من تحويل مسار قلبها؟!..
ماذا لو علم بأن الجوكر هو من بعد المسافات بينه وبين عشقه المتيم؟!




الكلمات الدلالية
رواية ، الجوكر ، والأسطورة ، نثرات ، الروح ، والهوى ،


 





# فنون # مشاهير # صحة # منوعات # الأطفال # English # تفسير الأحلام ثقافة # قصص # سيارات Cars # صور # تقنيات # الاجهزة الالكترونية # المطبخ # كلام فى الحب # أبراج # رياضة # ازياء # حكم وأقوال تطوير الذات# خلفيات # صور بنات # مشاهير # ديكور # صباح الخير # مكتوب برقيات شهر رمضان # جمعة مباركة # حب رومانسية # عيد # ادعية # خلفيات كرتون # منوعات # موضة # الأم # أطفال # حيوانات # صور ورد # اكلات # New Year # مساء الخير # اللهم صلي علي النبي # القران الكريم # صور نكت # عيد ميلاد # اعلام # سيارات # تهنئة الخطوبة # حروف واسماء # الغاز # صور حزينة # فساتين # هدايا # خلفيات النادي الاهلي # تسريحات شعر # الاصدقاء # بوستات نجحت # خلفيات نادي الزمالك # حب رومانسية # تهنئه # ازياء # صور بنات # صوره وكلمه خلفيات # كرتون # بروفايل رمزيات # دينية # سيارات # مضحكة # أعلام # مسابقات # حيوانات # ديكور # أطفال # أكلات # حزينة صور شباب أولاد ر# صور # الطب و الصحة # مقالات عامه # CV المشاهير # وصفات الطبخ # العناية بالبشرة غرائب وعجائب # قصص روايات مواعظ # صور حيوانات # وصفات الحلويات # الرجيم والرشاقة # نكت مضحكة # صور خلفيات # العناية بالشعر # شروحات و تقنيات # videos # Apps & Games Free # موضة أناقة أزياء # سيارات # ديكور # رعاية الأطفال # نصائح المطبخ # موبايل جوال # الفوركس # التعليم والمدارس # الحمل و الولادة # اخبار الرياضه # وظائف # صحة المرأة # حوادث # صور بنات # صور اطفال # مكياج و تجميل # عناوين بنوك شركات محلات مطاعم # العاب الغاز # عيد # كلمات الاغانى # اشغال فنيه واعمال يدويه # مصر # أشعار خواطر # للنساء فقط # للرجال فقط # صور شباب # علاج النحافه # رسائل SMS # أكلات نباتية - Vegetarian food # برامج الكمبيوتر # المراهقة # جمعة مباركة # blogger # رعب # لعنة العشق # حب # اسلامية # قاسي ولكن أحبني # أحفاد أشرار الحرب لأجلك سلام # أسمى معاني الغرام # حقيقية # لقد كنت لعبة في يده # ملهمة # أباطرة العشق # عربية # حب خاطئ # لست مميزاً # من الجاني # مشاهير # راقصة الحانة # اغتصاب طفلة # عاشقان يجمعهم القدر # الطريق الصعب # خيال علمي # أشواك الحب # تاريخ # سجينة ثوب الرجال # لروحك عطر لا ينسى # أطفال # عشق وانتقام # لازلت أتنفسك # لقاؤنا صدفة # للحب معان أخرى # خاتم سليمان # ممن أنتقم # نجاح # أبواب وهمية # حلمى فى صفيحة قمامة # فيلم # مجنون بحبك # بين شباكها # حزينه # رحلات جوليفر # عذاب قسوته # عندما ينادي الشيطان # لعنة حبك # مريم وامير # هدوء في قلب العاصفة # الحاسة السادسة # المشعوذة الصغيرة # عباقرة # لوعة العشق # حروب # قدر بالإجبار # بنات مضحكه# فوركس Forex# صحتك # الصور والخلفيات # الطبخ والحلويات # منوعات # اخبار الفن # القصص و الروايات الألعاب الرياضية # الحياة الزوجية # أزياء وملابس # الأم و الطفل # دراسات لغات # افكار منزلية # انترنت تكنولوجيا # صفات الابراج # حيوانات ونباتات # تفسير الاحلام # معانى الاسماء # خواطر و اشعار # الكون والفضاء اجمل نكته# Mix # Forex # youtube # foods # Kids # Health education # stories # News # kitchen # woman # Famous # Sport # Animals

-------

الساعة الآن 05:42 صباحا